ما هو متحور أوميكرون؟

ما هو متحور أوميكرون؟

تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بالمتحور «B.1.1.529» لأول مرة من دولة جنوب إفريقيا في 24 نوفمبر 2021 وتم تحديده لأول مرة في بوتسوانا في وقت سابق من شهر نوفمبر. ومنذ ذلك الحين، ظهرت الإصابة في مسافر وصل إلى هونغ كونغ من جنوب إفريقيا. تميز الوضع الوبائي في جنوب إفريقيا بثلاث قمم مميزة في الحالات المبلغ عنها، كان آخرها في الغالب متحور دلتا. في الأسابيع الأخيرة، زادت الإصابات بشكل حاد بالتزامن مع اكتشاف المتحور الجديد. كانت أول إصابة مؤكدة ومعروفة بالمتحور من عينة تم جمعها في 9 نوفمبر 2021. فما هو هذا المتحور الجديد؟

في 26 نوفمبر 2021، صنّفت منظمة الصحة العالمية المتحور«B.1.1.529» كمتحور خطير وأسمته «Omicron» بناءً على نصيحة المجموعة الاستشارية الفنية المعنية بتطور فيروس «SARS-CoV-2»، وهي مجموعة مستقلة من الخبراء الذين يراقبون ويقيمون بشكل دوري تطور فيروس «SARS-CoV-2» ويقيّمون ما إذا كانت الطفرات ومجموعات الطفرات الحادثة، تغيّر سلوك الفيروس أم لا.

انضم أوميكرون إلى دلتا وألفا وبيتا وجاما في قائمة منظمة الصحة العالمية الحالية للمتحورات المهمة. واستند هذا القرار إلى الدليل المقدم من الخبراء على أن أوميكرون لديه العديد من الطفرات التي قد يكون لها تأثير على سلوكه. على سبيل المثال، على مدى سهولة انتشاره أو شدة المرض الذي يسببه.

سرعة انتقاله وشدة المرض

لم يتضح بعد ما إذا كان أوميكرون أكثر قابلية للانتقال أو إذا كانت الإصابة بأوميكرون تسبب مرضًا أكثر خطورة أو إن كان ينتقل بسرعة أكبر من شخص لآخر مقارنة بالمتحورات الأخرى، بما في ذلك متحور دلتا. وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا في مناطق جنوب إفريقيا المتأثرة بهذا المتحور، لكن الدراسات الوبائية جارية لفهم ما إذا كان ذلك بسبب أوميكرون أو عوامل أخرى.

تشير البيانات الأولية إلى أن هناك معدلات متزايدة في دخول المستشفي لتلقي العلاج في جنوب إفريقيا. لكن قد يكون هذا بسبب زيادة الأعداد الإجمالية للأشخاص المصابون بالعدوى، وليس نتيجة للإصابة بأوميكرون. ولا توجد حاليًا معلومات تشير إلى أن الأعراض المرتبطة بأوميكرون تختلف عن تلك الموجودة في المتحورات الأخرى.

كانت الإصابات الأولية المبلغ عنها بين طلاب الجامعات وهم الأفراد الأصغر سنًا، فأجسادهم تميل إلى الإصابة بصورة طفيفة من المرض، لكن فهم مستوى شدة متحور أوميكرون سيستغرق أيامًا إلى عدة أسابيع. يمكن لجميع متحورات كوفيد-19، بما في ذلك متحور دلتا السائد في جميع أنحاء العالم، أن تتسبب في مرض شديد أو الوفاة. لا سيما للأشخاص الأكثر ضعفاً، وبالتالي فإن الوقاية هي المفتاح دائمًا.

قالت الدكتورة ماريا فان كيركوف من برنامج طوارئ بمنظمة الصحة العالمية في بيان بالفيديو أن هذا المتحور له عدد كبير من الطفرات. لهذه الطفرات بعض الخصائص المثيرة للقلق. يقول العلماء إن المتحور يحتوي على عدد من الطفرات المعروفة بتعزيز قابليتها للانتقال وطفرات أخرى يمكن أن تساعد الفيروس في إصابة الخلايا بسهولة أكبر. ومع ذلك، يحذر العلماء من عدم وجود بيانات كافية حتى الآن لمعرفة الحقيقة.

هل أوميكرون يصيب المتعافين من عدوى كورونا؟

تشير الدلائل الأولية إلى أنه قد يكون هناك خطر متزايد للإصابة مرة أخرى بأوميكرون (على سبيل المثال، يمكن للأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بكوفيد-19 أن يصابوا مرة أخرى بسهولة أكبر بأوميكرون). مقارنة بالمتحورات الأخرى المثيرة للقلق، ولكن المعلومات محدودة. ستتوفر المزيد من المعلومات حول هذا الأمر في الأيام والأسابيع القادمة.

تغيرات في المتحور

قال ريتشارد ليسيلز، طبيب الأمراض المعدية بجامعة كوازولو ناتال في ديربان بجنوب إفريقيا، في مؤتمر صحفي نظمته وزارة الصحة بجنوب إفريقيا في 25 نوفمبر 2021 أن هناك الكثير مما لا نفهمه حول هذا المتحور الجديد. كما أن شكل الطفرة يثير القلق لكننا الآن بحاجة إلى العمل لفهم أهمية هذا المتحور وما يعنيه بالنسبة للاستجابة للوباء.

لاحظ الباحثون المتحور في بيانات تسلسل الجينوم من بوتسوانا، وبرز المتحور لاحتوائه على أكثر من 30 طفرة في «البروتين الشوكي-spike protein» وهو بروتين «SARS-CoV-2» الذي يتعرف على الخلايا المضيفة وهو محل الاستهداف الرئيسي لاستجابات الجسم المناعية. تم العثور على العديد من التغييرات في متحورات مثل دلتا وألفا، وهي مرتبطة بزيادة العدوى والقدرة على تجنب الأجسام المضادة التي تمنع العدوى.

كما أن الارتفاع الحاد الواضح في حالات الإصابة بالمتحور في مقاطعة خوتينج بجنوب إفريقيا، يدق أجراس الإنذار أيضًا. وزادت الحالات بشكل سريع في المقاطعة في نوفمبر، لا سيما في المدارس وبين الشباب، وفقا لليسيلز. إذ وجد تسلسل الجينوم والتحليلات الجينية الأخرى من فريق بقيادة توليو دي أوليفيرا، عالم المعلوماتية الحيوية بجامعة كوازولو ناتال، أن متحور أوميكرون كان مسؤولاً عن جميع حالات الفيروس الـ 77 التي تم تحليلها من مقاطعة خوتينج في الفترة بين 12 و20 نوفمبر. ولا زال تحليل مئات العينات الأخرى جاريًا.

يحتوي المتغير على طفرة تسمح باكتشافه عن طريق «اختبارات النمط الجيني- genotyping tests» التي تقدم نتائج أسرع بكثير من «تسلسل الجينوم- genome sequencing». وتشير الأدلة الأولية من هذه الاختبارات إلى أن أوميكرون قد انتشر إلى مناطق أبعد من مقاطعة خوتينج.

فعالية الاختبارات الحالية

تستمر اختبارات «تفاعل البوليمريز المتسلسل-PCR» المستخدمة على نطاق واسع في الكشف عن العدوى، بما في ذلك الإصابة بأوميكرون، كما رأينا مع المتحورات الأخرى أيضًا. الدراسات جارية لتحديد ما إذا كان هناك أي تأثير على الأنواع الأخرى من الاختبارات، بما في ذلك «اختبارات الكشف السريع عن الأجسام المضادة- rapid antigen detection tests».

فعالية اللقاحات

تقول بيني مور، عالمة الفيروسات في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج  بجنوب إفريقيا، والتي يقيس مختبرها قدرة المتحور على تفادي المناعة من اللقاحات والإصابات السابقة بفيروس كورونا، أن هناك تقارير غير مؤكدة عن الإصابة بعدوى فيروس كورونا من جديد ووجود حالات إصابة بين الأفراد الذين تم تحصينهم. ولكن في هذه المرحلة، من السابق لأوانه أن نقول أي شيء. لفهم التهديد الذي يمثله أوميكرون، سيتتبع الباحثون انتشاره عن كثب في جنوب إفريقيا وخارجها.

حشد الباحثون في جنوب إفريقيا الجهود لإجراء دراسة سريعة لمتحور بيتا، الذي تم تحديده هناك في أواخر عام 2020. وبدأت جهود مماثلة في دراسة متحور أوميكرون. بدأ فريق مور، الذي قدم بعض أولى البيانات عن قدرة بيتا على تفادي المناعة، العمل بالفعل على متحور أوميكرون. يخططون لاختبار قدرة الفيروس على تجنب الأجسام المضادة التي تمنع العدوى، بالإضافة إلى الاستجابات المناعية الأخرى.

يحتوي المتغير على عدد كبير من الطفرات في مناطق البروتين الشوكي التي تتعرف عليها الأجسام المضادة، مما قد يضعف قوتها. تقول مور أن هناك العديد من الطفرات التي نعلم أنها ستسبب إشكالية، ولكن يبدو أن الكثير منها قد يساهم على الأرجح في زيادة تفادي المناعة. حتى أن هناك مؤشرات من النمذجة الحاسوبية بأن أوميكرون يمكن أن يتفادى المناعة التي يمنحها مكون آخر هام من جهاز المناعة يسمى «الخلايا التائية-T cells». ويأمل فريق مور أن يصل إلى النتائج الأولى في غضون أسبوعين.

يقول أريس كاتزوراكيس، الذي يدرس تطور الفيروس في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة أن السؤال الملح هو هل يقلل من فعالية اللقاح لأنه يحتوي على الكثير من التغييرات؟ لكن أجابت مور إنه تم الإبلاغ عن إصابات في جنوب إفريقيا بين الأشخاص الذين تلقوا أيًا من أنواع اللقاحات الثلاثة المستخدمة هناك، وهم« Johnson & Johnson» و« Pfizer–BioNTech» و« Oxford–AstraZeneca». تم تطعيم اثنين من المسافرين الخاضعين للحجر الصحي في هونغ كونغ الذين ثبتت إصابتهم بالمتغير بجرعة فايزر، وفقًا لتقارير إخبارية. سافر شخص واحد من جنوب إفريقيا، وأصيب الآخر أثناء الحجر الصحي بالفندق.

لا يزال العلماء ينتظرون الدراسات المعملية لتحديد مدى قدرة الأجسام المضادة لفيروس كورونا، سواء من الإصابة الطبيعية بالفيروس أو اللقاحات، على مقاومة أوميكرون. كما يراقبون بعناية لمعرفة مدى سرعة انتشار المتحور في جميع أنحاء العالم، لا سيما في البلدان ذات معدلات التطعيم المرتفعة. حيث قامت جنوب إفريقيا بتلقيح 24٪ فقط من سكانها بشكل كامل، مقارنة بـ 59٪ في الولايات المتحدة.

الإجراءات الموصى بها للناس

  1. الحفاظ على مسافة لا تقل عن متر واحد عن الآخرين.
  2. ارتداء كمامة مناسبة.
  3. فتح النوافذ لتحسين التهوية.
  4. تجنب الأماكن سيئة التهوية أو المزدحمة.
  5. الحفاظ على نظافة اليدين.
  6. السعال أو العطس في مرفق مثني أو منديل ورقي.
  7. الحصول على التطعيم عندما يحين دورك.

المصادر

ما هي متلازمة إرهاق المعلومات؟

نبحث على الإنترنت يوميًا عن معلومة فنجد كمًا من المعلومات لا حصر له، كثير من هذه المعلومات متضارب وكثير منها متفق. ولكن بتفاوتات قد تسبب لك الشك والارتباك. فإذا أردت أن تعرف هل القهوة مفيدة أم مضرة للشخص السليم وللشخص الذي لديه أمراض مزمنة ستجد سيلًا من المعلومات، وغالبًا ستخرج في النهاية أكثر شكًا بما وصلت إليه من معلومات. هذا ما يسمى ب « Information Fatigue Syndrome – متلازمة إرهاق المعلومات ».

نعيش الآن في عصر المعلومات التي نجدها في كل ضغطة زر بحث على الإنترنت، وفي كل تليفون نقال عن طريق الإشعارات، ومن خلال البريد الإلكتروني. فما هي متلازمة إرهاق المعلومات؟[6]

كيف عرفنا عن متلازمة إرهاق المعلومات؟

تعرف متلازمة إرهاق المعلومات بأنها حالة من توافر معلومات وبيانات عن أشياء حولنا تتخطى القدرة الاستيعابية للأشخاص، حيث تعرقل القدرة على اتخاذ قرار في وقت مناسب لحدث ما، وتصيب الشخص الباحث بالقلق والتوتر وفقدان الثقة بالنفس.

قام بتسمية المتلازمة الطبيب النفسي البريطاني « David Luiz – ديفيد لويز » عام ١٩٩٨عندما وجد أن كثرة المعلومات تجعل الأشخاص أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء والتواصل غير المفهوم.
أطلق « George smele – جورج سميل » (١٨٥٨-١٩١٨) على هذه الأعراض«information overload intoxication – زيادة المعلومات عن الحد اللازم».

فى عام ١٩٧٠أعاد « Alfen Tofler – ألفين توفلر»الحديث عن المتلازمة مرة أخرى فى كتابه « Future shock – صدمة المستقبل».[1]

ما هي أسباب متلازمة إرهاق المعلومات؟


يوجد أسباب عديدة لمتلازمة إرهاق المعلومات لعل أهمها:

  1. تفاقم المعلومات عن الحد المناسب.
  2. تعدد مصادر المعلومات.
  3. عدم القدرة على إدارة هذا الكم الهائل من المعلومات.
  4. عدم ملائمة أو عدم أهمية كثير من المعلومات.
  5. قلة الوقت لفهم هذه المعلومات.[7]

التأثير على الأفراد ومنظمات العمل


تؤثر هذه المتلازمة على كل من الأفراد والمؤسسات حيث تظهر على الأشخاص المصابين بها بعض الأعراض:

  1. التركيز الضعيف بسبب التحميل الزائد على الذاكرة قصيرة المدى.
  2. نقص الإنتاجية بسبب تعدد المهام لبعض الأشخاص الذين يجدون مشكلة فى ذلك.
  3. التسرع الزائد حيث يؤمن الشخص أنه لا سبيل للوصول إلا بهذه السرعة القصوى.
  4. حالة مزمنة من الانزعاج الذي يقترب من الغضب.
  5. قلق تقليدي يصاحبه نقص في المناعة وعدم توازن في الهرمونات واكتئاب واحتراق.

تتكون المنظمات وشركات الأعمال من أفراد يتعرضون دائمًا للمعلومات. وبذلك تتأثر أماكن العمل في الإنتاج والتنافس وتحقيق النتائج إذ يكون الموظف فى حالة من التشتت وعدم القدرة على حسم أمر وقرار ما يساعد الشركة.[2]

التأثير على العمل

تؤثر متلازمة إرهاق المعلومات على صحة الموظفين وطريقة معيشتهم. وقد أشارت دراسات إلى أن ٢٥٪ من الموظفين مصابون بالتوتر، و٣٦٪ من المديرين لديهم مشاكل صحية، و٦٨٪ من المدراء أيضا يشعرون بتفاقم المعلومات لديهم. بالإضافة إلى أن كثرة المعلومات تقتل الإنتاجية والإبداع لدى الموظفين وتضعف من أدائهم.[8]

التأثير على مواجهتنا لفيروس كورونا:


تؤثر المتلازمة أيضاً على ما نعيشه اليوم من آثار فيروس كورونا حيث زيادة المعلومات اليومية منها ما هو صحيح وما هو خاطئ يؤثر على اتخاذ القرارات بشأن الفيروس وحماية أنفسنا فيما يسمى « decision fatigue – إرهاق القرار».

ينطبق إرهاق القرار على الحكومات حيث تشاهد أخبار عديدة من كل مكان في العالم ومصادر متعددة فيصبح اتخاذ القرار أصعب. ويتعرض الأفراد أيضا لذلك حيث يصعب على الفرد اتخاذ قرار بعد كل ما يتصفحه يوميا من الأخبار المزيفة وغير المزيفة.[4]


الحلول لمواجهة الآثار السلبية:

يجب أن نحمي أنفسنا من خطر تلقي الكثير من المعلومات وعدم القدرة على الإنتاج والتركيز عن طريق الحلول الآتية التي إذا اُتبعت بالشكل الصحيح تقل المتلازمة تدريجيًا.

  1. التركيز على العمل الذي تقوم به دون الانشغال بأمور أخرى. ومع الوقت يزيد الوعي بالعمل الذي تقوم به وتصبح أكثر خبرة وأكثر قدرة على فعله.
  2. اجعل من نفسك المتحكم في كل أمور حياتك بمعنى أنك الذي تختار متى تقوم بتشغيل التليفزيون ومتى تقوم بإغلاقه، متى ترد على مكالمات تليفونك النقال ومتى لا ترد، وعليك أن تحدد الوقت المخصوص للكمبيوتر والتصفح أيضًا.
  3. قم بعملك عندما يتاح لك ذلك العمل بلا تأخير.
  4. اكتب دائمًا ما ستفعله اليوم وما تحتاج ألا تفعله لتحسين يومك.
  5. عند التعامل مع البريد الإلكتروني عليك أن تحدد وقتًا معينًا لتصفح البريد. مثلًا أن يكون فى الصباح أو بعد العمل آخر اليوم، وبعدها عليك أن تتخذ قرار بشأن البريد إما الرد عليه أو مسحه أو الاحتفاظ به لأهميته.
  6. حدد وقت يومي للرد على الرسائل المهمة لديك من خلال القنوات المستخدمة فى عملك.
  7. قم بتجميع كل المهام الصغيرة التى قد تأخذ منك دقائق بسيطة في وقت واحد كل مدة من الزمن لمدة حوالي ساعة.
  8. لا تلقي بنفسك إلى المهام المتعددة في وقت واحد سيصعب ذلك عليك غالبًا من إتمام أي مهمة بكفاءة.
  9. ابدأ يومك بعمل المهمة الأكبر التى تستحق وقتًا أطول وتركيزًا وجهدًا أكبر وأنت فى حالة من النشاط.
  10. عليك أن تأخذ قسطًا من الراحة كل فترة من العمل.

تتكاثر المعلومات بشكل يومي في حياتنا إلى أن نصبح غير قادرين على الاستفادة منها لذلك علينا أن نضع حدًا لذلك، ونبدأ في استخلاص ما يفيدينا لاستخدامه في حياتنا اليومية وإفادة مجتمعنا.

المصادر

كيف يُسبب فيروس كورونا تغيرات في حاسّة الشّم؟

كيف يُسبب فيروس كورونا تغيرات في حاسّة الشّم؟

يتعرض 80% من المصابين بفيروس كورونا لتغيرات في حاستي التذوق والشم، وتتنوع تغيرات حاسة الشم من ضعف إلى فقدان تام، وقد تحدث حالة تعرف بال«parosmia» عند القليل من المصابين يفسر فيها الدماغ كل الروائح أو بعضها على أنها كريهة وغير مرغوبة، وتحدث هذه الحالة أثناء التعافي من الفقدان التام لحاسة الشم لفترة طويلة.

يختلف فقدان الشم بسبب فيروس كورونا عن فقدانه بسبب نزلات البرد أو الإنفلونزا لأنه عند الإصابة بفيروس كورونا غالبًا مايكون مفاجئًا وغير مصاحب بإحتقان في الأنف، ولذلك ينصح الأطباء بالعزل لمن يصابون بهذه الأعراض إلى أن تثبت عدم إصابتهم.[1]

لنعرف كيف يؤثر هذا الفيروس على حاسة الشم دعونا أولًا نتعرف على كيفية عملها:

كيف تحدُث حاسة الشم؟

تقع العصبونات المسؤولة على حاسة الشم في «الغشاء المخاطي الشمي» الموجود في المنطقة العليا من التجويف الأنفي. يتكون هذا الغشاء من 3 أنواع من الخلايا الرئيسية:

1. «خلايا قاعدية-basal cell» مسؤولة على تجدد باقي الخلايا.

2.«العصبونات الشمية-olfactory neurons» وهي الخلايا المسؤولة عن الإستجابة لجزيئات الروائح المتبخرة عن طريق مستقبلات موجودة في أهداب هذه العصبونات.

3.«الخلايا الداعمة-supporting cell» تعمل على توفير بيئة مناسبة تستطيع فيها العصبونات الإستجابة للروائح.

تحدث حاسة الشم عندما تذوب جزيئات الرائحة المتبخرة في الغشاء المخاطي، ومن ثم تصل للمستقبلات الموجودة في أهداب العصبونات الشمية، فتستجيب هذه العصبونات وتبعث إشارات عصبية إلى «البصيلات الشمية-olfactory bulb» الموجودة في نهاية الأنف، فتستجيب خلايا البصيلات الشمية وتبعث هذه الإشارات العصبية للدماغ فيميز هذه الروائح. [4]

التركيب التشريحي للغشاء المخاطي الشمي والبصيلة الشمية.

كيف يُسبب فيروس كورونا ضُعف أو فقد في حاسّة الشّم؟

اعتقد العلماء في بداية جائحة الكورونا أن الفيروس يؤثر بشكل مباشر على العصبونات الشمية واعتقدوا أنه ربما يكون هذا طريق للفيروس تجاه الدماغ ولكن الأبحاث الحديثة لا تدعم هذه الفرضية كثيرًا.

تُشير الدراسات الحديثة إلى أنّ الفيروس لا يُصيب العصبونات بشكل مباشر لأنها لاتحتوي على المستقبل الرئيسي الذي يصيب به الفيروس الخلايا «ACE2 receptor»، ولكن الفيروس يُصيب الخلايا الداعمة الموجودة في الغشاء المخاطي الشمي. إصابة الخلايا الداعمة تجعل تلك الخلايا غير قادرة على توفير البيئة المناسبة لعمل العصبونات الشمية، وبذلك تسبب ضعف أو فقد في حاسة الشم.

أيضًا تساعد الخلايا الداعمة أهداب العصبونات الشمية في الإستجابة لجزيئات الرائحة المتبخرة لذلك إصابة تلك الخلايا يجعلها غير قادرة على مساعدة تلك الأهداب وبالتالي تضعف أو تُفقَد حاسّة الشّم. [2]

تدعم عدة دراسات طريقة عمل الفيروس هذه -أي عن طريق إصابة الخلايا الداعمة لا العصبونات- إحدى تلك الدراسات دراسة نُشِرت في مجلة «Brain, Behavior and Immunity» أَصاب فيها العلماء مجموعة من حيوانات التجارب «بفيروس كورونا- SARS_COV_2». بعد يومين من إصابة الحيوانات وجد العلماء الخلايا الداعمة الموجودة في أنوف تلك الحيوانات قد أُصيبت بالفيروس ولكن العصبونات الشمية لم تُصب حتى بعد مرور أسبوعين. [1]

يقول العلماء أنه على الرغم من دعم الدراسات الحديثة لإصابة الفيروس للخلايا الداعمة إلا أن هذا لا يلغي إحتمالية إصابته للعصبونات بشكل مباشر.

غالبًا ما يستمر فقد أو ضعف حاسة الشم لأسابيع قليلة يتعافى بعدها المصاب، ولكن أحيانًا يستمر لفترات أطول. يحدث هذا عندما يكون الضرر بالغ في الخلايا الداعمة هذا ماينتج عنه تغيرات في تركيب ووظيفة العصبونات وأحيانًا حتى موتها. [2]

ماهي parosmia؟ وكيف يكون فيروس كورونا سببًا في حدوثها؟

هي خلل في حاسة الشم يكون فيها الشخص قادرًا على شم الروائح، ولكن تكون رائحة بعض الأشياء أو كلها كريهة وغير مرغوبة. [3]

أحيانًا عندما يُصاب الشخص بفيروس كورونا ويفقد حاسة الشم لفترة طويلة تتكون عصبونات شمية جديدة في مرحلة التعافي. هذه العصبونات الجديدة تتصل بأماكن خاطئة في البُصيلات الشّمية فتُفسَّر روائح بعض الأشياء أو كلها على أنها روائح مختلفة وغير مرغوبة، ولكن هذه الحالة لا تدوم طويلًا لأن العصبونات ستُصحِّح إتصالها مع البصيلات. [1]

في النهاية لازالت الدراسات تحاول أن تُعطي تفسيرًا أكبر لكيفية تأثير هذا الفيروس على حاسة الشم، وعلى الرغم من التأثير السيء للفيروس إلا أنه يُعطي فُرصة حقيقية للبشرية لمعرفة تأثير «الخلايا الداعمة-supportive cell» في حاسّة الشّم لأننا لازلنا نجهل الكثير حول كيفية عمل تلك الخلايا. [2]

مصادر كيف يُسبب فيروس كورونا تغيرات في حاسّة الشّم؟ :

[1] scientific american

[2] cell.com

[3] fifthsense

[4] basic histology textbook

لقاح فيروس كورونا الجديد من شركة Pfizer .. هل اقتربنا من الحل؟

مع التخوف الشديد من بداية موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا، ظهر خبر مُبشر! حيث أعلنت شركة فايزر (Pfizer) وشريكتها الألمانية شركة بيونتك (BoiNtech) عن لقاح فيروس كورونا الجديد، والذي أثبت نجاحه في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.

وُجد أن اللقاح المنتظر فعال بنسبة تصل إلى 90% في مقاومة كوفيد-19 عند المتطوعين، في أول اختبار مؤقت لفاعليته، دون دليل على تعرضهم للإصابة بـ (SARS cov-2). شملت الدراسة حوالي 43,538 متطوعًا مع نسبة تصل إلى 42% من خلفيات متنوعة، كما أنه لم تظهر أي مخاوف تتعلق بسلامتهم، وما زال يتم جمع البيانات المتعلقة بالسلامة والفعالية. (1)

متى يتوفر اللقاح؟

حاليًا، من المفترض أن يتم التقدم بطلب للحصول على ترخيص الاستخدام في حالات الطوارئ (EUA) إلى إدارة الغذاء والدواء (FDA)، وذلك بعد التأكد من معايير السلامة والفعالية المطلوبة، والذي من المتوقع حدوثه خلال الأسبوع الثالث من نوفمبر. وفقًا للتوقعات الحالية، يتوقع أن يتم إنتاج 50 مليون جرعة بنهاية عام 2020 و1,3 بليون جرعة خلال عام 2021، كما ستنشر كل من شركة ( فايزر – Pfizer) (وبيونتك- BoiNtech) دراستهما في ورقة بحثية. (1)

تفاصيل عن اللقاح الجديد

اللقاح الجديد مبني على تقنية mRNA، والذي أظهر دلائل على فعاليته في الوقاية من فيروس كورونا. أُجري أول تحليل مؤقت للفعالية في 8 نوفمبر، من قبل لجنة مراقبة البيانات الخارجية المستقلة (DMC) للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية. بعد مناقشات مع (إدارة الغذاء والدواء – FDA)، اختارت الشركات التخلي عن التحليل المؤقت المكون من 32 حالة، وإجراء أول تحليل مؤقت لما لا يقل عن 62 حالة. عند اختتام المناقشات، وصل عدد الحالات القابلة للتقييم إلى 94 حالة، وأجرى DMC تحليله الأول على كل الحالات. تشير حالة الانقسام بين الأفراد الذين تم تلقيحهم وأولئك الذين تلقوا الدواء الوهمي إلى أن معدل فعالية اللقاح أعلى من 90٪ خلال 7 أيام بعد الجرعة الثانية، وهذا يعني، أن الحماية تتحقق خلال 28 يوم بعد بداية التطعيم بمعدل جرعتين. ومع استمرار الدراسات؛ فقد تختلف نسبة فعالية اللقاح النهائية. (1)

اللقاح في المستقبل القريب

لم تبلغ (DMC) عن أي مخاوف تتعلق بالسلامة، كما توصي باستمرار الدراسة، وجمع البيانات الإضافية كما هو مخطط له، وسيتم مناقشة البيانات النهائية مع السلطات في مختلف أنحاء العالم. بدأت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في 27 يوليو وسجلت 43,538 متطوعًا حتى الآن، كما تلقى 38,955 متطوعًا الجرعة الثانية خلال 8 نوفمبر، ومن المفترض أن تستمر مراقبة المتطوعين على المدى الطويل لمدة عامين إضافيين. ما زال اللقاح قيد الدراسة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الدراسة خلال التحليل النهائي، عندما تتراكم 164 حالة مؤكد إصابتها بالفيروس، كما أن الدراسة تقيم إمكانية توفير اللقاح المرشح للحماية للأفراد الذين سبق لهم الإصابة بكورونا، وكذلك الوقاية ضد أعراضه الشديدة. ستقييم الفعالية مرة أخرى بناءً على الحالات المتراكمة بعد 14 يوم من الجرعة الثانية. سيساعد جمع كل هذه البيانات في التطوير، عبر اجراء التجارب والمقارنات بين اللقاحات الجديدة.

ما هي تقنية mRNA وهل هي آمنة؟؟

كما قلنا في بداية المقال، فإن اللقاح الجديد صُنِّع بتقنية جديدة تسمى mRNA، ولم يتم الموافقة عليها من قبل للاستخدام البشري؛ فهذه هي المرة الأولى التي يتم استخدامها على البشر، ففي العادة، تعمل اللقاحات العادية على استخدام أجزاء من الفيروس؛ لتحفيز جهاز المناعة للمقاومة، والتغلب على الفيروس. لكن باستخدام هذه التقنية؛ فإن (mRNA) يحفز جهاز المناعة على استهداف بروتين معين اسمه (spike)، الموجود على سطح فيروس الكورونا، هذا البروتين يساعد الفيروس على مهاجمة خلايا الإنسان. نظريًا فإن تَعطُّل هذا البروتين يعني عدم الإصابة بالفيروس. ومن مميزات هذه اللقاحات أنه يمكن تصنيعها سريعًا، كما أن تكلفتها منخفضة مقارنة بالتقنيات المستخدمة في اللقاحات الأخرى. (1)

الأعراض الجانبية للقاح تتشابه مع الأعراض الاعتيادية للقاحات، مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع وغيرها من الأعراض المعتادة، حيث لم يُصرح بوجود أعراض جانبية خطيرة. ولكن يظل القلق قائمًا فيما يتعلق بها، حيث أنها لم تستخدم على البشرمن قبل؛ لذا فإن مؤشرات السلامة هامة للغاية.

مازالت الدراسة مستمرة، لم نحصل بعد على صورة أوضح للبيانات حول هذه النسبة العالية من الفعالية، فهذا التحليل يشتمل بيانات 94 شخص مصابًا بالكورونا، وليس هناك أي دليل على أن اللقاح يمنع الإصابة بالفيروس عند المتطوعين الذين حصلوا على اللقاح الفعلي وليس العلاج الوهمي، من المرجح أن يظهر عليهم أعراض قليلة، لكن يبدو أن اللقاح يقلل من المضاعفات.

اللقاحات الجديدة

الجميل في الأمر أن لقاح فايزر ليس اللقاح الوحيد الذي يبدو واعدًا؛ فهناك لقاحات جديدة ما زالت قيد الدراسة السريرية، أملًا في الحصول على نتائج جيدة. مثل لقاح جامعة (أكسفورد – Oxford) و(شركة – Astrazenc) في المملكة المتحدة، ومن المرجح أن تصدر النتائج المؤقتة للقاح خلال أسابيع، ومن المرجح أن يتوفر اللقاح بكميات محدودة في نهاية 2020، ويعتمد تصنيع اللقاح على تقنية اللقاحات ناقلات الفيروسات الغدية (adenovirus Vector Vaccin). (2)

لقاح شركة (Moderna) في الولايات المتحدة، الذي سينهي المرحلة الثالثة في نهاية نوفمبر، ومن المرجح أنه سيكون متاح في الربع الأول من 2021، ويعتمد على تقنية (mRNA)، كما أنها بدأت تجاربها في شهر مارس الماضي وكانت أول شركة تبدأ في تطوير لقاح للكورونا.

لقاح شركة (Novavax) في الولايات المتحدة، كانت المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية جيدة، ضمت 100,000 متطوع من المملكة المتحدة، ومن المفترض أن يكون متاح في النصف الثاني من عام 2021. ويعتمد على تقنية لقاح البروتين المساعد (protein adjuvant (vaccine، والذي يعزز جهاز المناعة.

لقاح شركة (janssen pharmaceuticals) وهي جزء من شركة ( Johnson & Johnson) في الولايات المتحدة، نتائج المرحلة الثالثة كانت جيدة، ومن المرجح أنه سيكون متاح خلال النصف الأخير من 2021، وهو لقاح بتقنية اللقاحات النقابات للفيروسات الغدية (adenovirus Vector Vaccine).

لقاح شركة (valneva) الفرنسية ستصنع الجرعات في إسكتلندا، ومن المفترض أن يكون متاح خلال النصف الأخير من عام،2021 إذا كانت البيانات الخاصة بالسلامة والفاعلية جيدة كما أن اللقاح مصنوع تقنية الفيروس الخامل (inactivated virus). (2)

لقاح شركة (sinovac) الصينية، اللقاح في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، والذي يُجرى في كل من البرازيل وتركيا وإندونيسيا، ومن المتوقع أن تظهر البيانات المؤقتة في نوفمبر. لكن تم توقيف التجارب السريرية في البرازيل؛ بسبب ظهور أعراض جانبية، كذلك تم استخدامه من قبل، خلال حالات الطوارئ في المدينة الصينية (جياشينغ -Jiaxing)، ويستخدم تقنية الفيروس الخامل. (2)

إذًا ماذا بعد؟

يبدو الأمر مثيرًا للتفاؤل، وهو كذلك بالفعل! لكن هناك بعد الصعوبات التي ربما ستواجه توزيع اللقاح، ما زال هناك الكثير من الدراسات والأسئلة الغير مجابة بعد. فيما يتعلق باللقاحات الجديدة وبالأخص لقاح فايزر الجديد. كما أن اللقاحات لها مستويات مختلفة من الفعالية، حيث توفر الجرعة المثالية كما يسميها مطورو اللقاح ،مناعة معقمة، والتي تحمي الناس بشكل تام من الإصابة بالعدوى، ولكن العديد من اللقاحات لا تلبي هذا الغرض، ربما تقلل من ظهور المرض، حتى لو استمر البعض في الإصابة به. كما أن طرح ملايين اللقاحات عالميًا، يمثل كابوسًا لوجسيتيًا، سواء في النقل أو التخزين أو التوزيع، فاللقاح لا بد أن يُشحن ويحفظ في -70 درجة مئوية! وهي درجة أبرد من درجات حرارة تبريد اللقاحات الأخرى. لذا فالأمر سيشكل عقبة في الكثير من البلدان، بالإضافة إلى التخوف من عدم توفر المواد للقاح. (3)

ولكن رغم ذلك؛ فإن النتائج الإيجابية ستكون مؤشرًا جيد لباقي الشركات المصنعة للقاحات الجديدة. ربما يبدو الأمر معقدًا، أو سيأخد الكثير من الوقت على عكس المتوقع، ولكنه يعطي أملًا كبيرًا لتجاوز هذه الجائحة في المستقبل القريب، وحتى لو أخذ العالم جميعه اللقاح؛ فإن الفيروس سيبقى موجودًا! لذا لا بد أن التعامل بحذر، والاستمرار في التباعد الاجتماعي، واتباع وسائل الحماية الإعتيادية من غسل الأيدي وارتداء الكمامات، حتى تتضح الرؤية أكثر، ويصبح هناك بيانات واضحة للتعامل اللقاحات وطرق توفيرها واستخدامها في البلدان المختلفة.

اقرأ أيضًا: هل يمكن لفيروس كورونا أن يسكّن الألم؟

المصادر

  1. Pfizer and BioNTech Announce Vaccine Candidate Against COVID-19 Achieved Success in First Interim Analysis from Phase 3 Study | Pfizer. (2020). Retrieved 12 November 2020, from here.
  2. Grover, N. (2020). 6 key questions about the Pfizer/BioNTech Covid-19 vaccine. Retrieved 12 November 2020, from here.
  3. We just got the world-changing news that Pfizer’s coronavirus vaccine works. Here’s what you need to know and why you shouldn’t throw your mask away just yet. (2020). Retrieved 12 November 2020, from here.

هل يمكن لفيروس كورونا أن يسكّن الألم؟

هل يمكن لفيروس كورونا أن يسكّن الألم؟

«ريف بريتوريوس» رجل أمريكي يبلغ من العمر 49 عام، تعرض لحادث سير في عام 2011 جعله يعاني من عدة كسور في فقرات الرقبة وضرر بالغ في الأعصاب. يعاني «ريف» من آلام مستمرة في ساقيه، وصفها بأنّها تشبه وقوع الماء الساخن على ساقيه باستمرار. لقد كانت شدة الألم توقظه من نومه كل ليلة. في التاسع عشر من يوليو الماضي أصيب ريف بفيروس كورونا في مكان عمله. لقد خفف المرض من شعور «ريف» بالألم وجعله يختفي تمامًا في كثير من الأحيان. ولأول مرة منذ تعرضه لحادث السير كان «ريف» قادرًا على النوم بشكل متواصل، ولكن سرعان ما عاد الألم مجددًا عندما بدأ «ريف» يتعافى من فيروس كورونا. [1]

كيف يمكن لفيروس كورونا أن يسكّن الألم؟

نُشرت دراسة في مجلة «pain» لمجموعة باحثين من جامعة أريزونا للعلوم الصحية تدرس كيف يُسَكّن الألم، عن طريق تثبيط مسار «VEGF-A/neuropilin-1» بواسطة البروتين الشائك الموجود على سطح فيروس كورونا. لفهم نتائج الدراسة دعونا أولًا نذكر بعض المعلومات المهمة:

1. عندما تُصاب أجسادنا بضرر كوخزة الإبرة أو العدوى مثلًا، هناك بروتين يدعى «عامل النمو البطاني الوعائي_ VEGF» هذا البروتين موجود في أجسامنا وله علاقة بتخليق ونمو الأوعية الدموية كذلك له القدرة على الارتباط بمستقبلات «النيوروبيلين-neuropilin receptors» هذا الارتباط يُحدِث سلسلة من التفاعلات التي تحفز «العصبونات-neurons» فنشعُر بالألم.

2. السطح الخارجي لفيروس كورونا يتكون من بروتين رئيسي يدعى «البروتين الشائك» هذا الذي يُعطي الفيروس المظهر التاجي تحت المجهر، يرتبط هذا البروتين بعدة مستقبلات موجودة في جسم الإنسان أهمها «ACE2 receptor» ليسبب المرض. [2]

نعود من جديد لفهم ما فعله باحثو جامعة أريزونا للعلوم الصحية: عمل الباحثون على اختبار صحة فرضية أنّ «البروتين الشائك» لفيروس كورونا يعمل على مسار الألم «1-VEGF-A/Neuropilin»، فأجروا مجموعة تجارب لحيوانات التجارب عن طريق استخدام بروتين«VEGf-A» كمحفز للعصبونات لخلق الإحساس بالألم ومن ثم أضافوا «البروتين الشائك» لتلك الحيوانات. لقد وجد العلماء أن البروتين الشائك يمكنه أن يرتبط بمستقبلات «neuropilin-1» فيحِل محل بروتين «VEGF-A» ويمنعه من الارتباط، وبالتالي يثبط هذا سلسلة التفاعلات التي تسبب الألم. يقول الباحثون أنّ نتائج الدراسة تدل على أنّ فيروس كورونا يُمكنه أن يسكّن الألم، ولكن هذا لا يلغي احتمالية وجود طريقة عمل أخرى للفيروس يمكن أن يسبب بها الألم. [3]

كيف يمكن أن نستفيد من نتائج هذه الدراسة؟

1. يمكن لهذه الدراسة تفسير سبب عدم شعور البعض بفيروس كورونا رغم الإصابة به، فسر ذلك الدكتور «خانا-khanna» أحد المشاركين في هذه الدراسة بأنه يمكن لحاملي الفيروس ممن لا تظهر عليهم أعراض الإصابة ألّا يشعروا بالمرض لأن الفيروس أخفى الألم، إثبات أن هذا التسكين للألم هو ما يساهم في انتشار الفيروس بسرعة ستكون له قيمة عظيمة.

2. كذلك تكمن أهمية هذه الدراسة في أنّه يمكنها فتح الباب لاكتشاف مسكنات جديدة للألم. رغم النتائج المذهلة لهذه الدراسة، إلّا أنّه لا زلنا نحتاج دراسات أخرى تُجرى على الإنسان، بدلًا من حيوانات التجارب للتأكد ممّا يحدث حقًا.

لا شك أنّ جائحة الكورونا أثّرت سلبًا على البشرية أجمع، ولكن من يدري لربّما هذا الفيروس يعلمنا طريقة جديدة نسكّن بها آلامنا.

المصادر

[1] scientificamerican

[2] The University of Arizona

[3] International Association for the Study of Pain

طفرة جديدة تمكن فيروس كورونا من إصابة الدماغ

صارت أعراض الإصابة بفيروس كورونا معلومة لدينا جميعًا، إذ تشمل الأعراض زيادة في الحرارة، الإسهال، السعال الجاف، لكن الأمر أصبح أكثر غرابة عندما حدثت طفرة جديدة

طفرة جديدة لفيروس كورونا

كان أول إبلاغ عن أعراض غريبة متعلقة بالجهاز العصبي في شهر مارس من العام الجاري، حيث تم الإبلاغ عن حالات فقدان مفاجئة للتذوق والشم معًا، حيث يؤثر الفيروس على مستقبلات الشم والتذوق، مانعًا إياها من تمييز الروائح والنكهات المختلفة.

تأثير الفيروس على الدماغ

لكن الأمر يصل إلى درجة أكثر خطورة عندما يتعلق الأمر بالدماغ البشري، فهذا العضو هو أكثر الأعضاء حساسية للتغيرات، وأكثرها مدعاة للقلق حينما يُهدد بأي خطر، إذ أنه هو المتحكم في كافة أعضاء الجسد.

كُتب تقرير في عن امرأة في الخمسينات من عمرها عانت من الهلوسة، أعطت نتائج التحاليل لاختبار فيروس كورونا نتيجة إيجابية، حيث سبب لها الفيروس هلوسات شديدة، فكانت ترى القردة تركض في أنحاء البيت، كما اعتقدت أن زوجها محتال، وسرعان ما تتابعت التقارير والأبحاث المنذرة بخطر كبير، إذ أبلغ العديد من الباحثين في مراكز بحثية مختلفة عن حالات هلوسة، وارتباك، دُوار، فقدان التركيز، تورم في المخ، بل وحتى سكتات دماغية!

بعض الأبحاث

قام بعض الباحثين بتجربة فريدة من نوعها، حيث قاموا بتوصيل الأقطاب الكهربائية بأدمغة المصابين بفيروس كورونا، لقياس نشاط دماغهم، أُجريت التجربة على 620 مريض في 84 دراسة مختلفة، بمتوسط عمر يبلغ ال 61 عامًا، وعن طريق فحص نتائج ال EEG، تبين معاناة بعضهم من تورم في الدماغ نتيجة إصابتهم بالفيروس، علمًا بأن بعض هؤلاء المرضى كانوا قد أبلغوا عن حالات الإغماء، الغيبوبة، التلعثم، بل وحتى نوبات الصرع. كانت أكثر الحالات شيوعًا هي تباطؤ في الموجات الكهربائية للدماغ، مما يعني أن الفيروس يؤثر مباشرة على عمل المخ.

الخلاصة

بتنا نعلم التأثير الواضح لفيروس كورونا على المخ والجهاز العصبي، ولكننا لسنا متأكدين إن كانت الأعراض متعلقة بتأثير الفيروس على الدماغ مباشرة، أم أنه رد فعل مناعي يقوم به الجهاز المناعي أثناء مقاومة الفيروس، وهذا أمر في غاية الأهمية، فهذا هو ما سيحدد طريقة العلاج، فهذان منحيان مختلفان كليًا، وكما يبدو أن المعركة بين الأطباء وبين هذا الفيروس بدأت تأخذ منحًى آخر، حيث أن الفيروس يطوّر من نفسه ليصبح أكثر عنفًا وضراوة عن طريق هذه الطفرة، لكن النصر لنا لا محالة، فقد تغلبنا على الطاعون من قبل، فهي مسألة وقت لا أكثر.

المصادر

sciencealert
technologynetworks
nature

اقرأ أيضًا زيادة حجم دماغ قرد باستخدام جين بشري

كيف تحمي نفسك من الكورونا إنْ كنت مصاباً بالربو؟

تؤدي الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي إلى زيادة نوبات الربو، لذلك من الطبيعي أن تخشى تعرضك لخطر أكبر أثناء جائحة كورونا إن كنت مصاباً بالربو. لم يحدد العلماء بعد ما إذا كان المصابون بالربو أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة عند الإصابة بفيروس كورونا. إذاً لكن كيف تحمي نفسك من الكورونا إنْ كنت مصاباً بالربو؟

السيطرة على الربو:

يسبب الربو التهابًا مزمنًا في بطانة الشعب الهوائية للرئتين، حيث يستمر الالتهاب بمرور الوقت حتى بين النوبات الحادة مما يسبب أعراضاً يومية عند بعض الأشخاص. يمكن لإهمال العلاج أنْ يؤدي إلى تضييق تدريجي في الشعب الهوائية مسبباً تراجع وظيفة الرئة بشكل دائم. لذلك تعد السيطرة على الربو نقطة البداية الأساسية لتخفيف المخاطر، وهذا يتضمن الوصول للأهداف التالية:

  1. عدم ظهور أعراض يومية
  2. النوم ليلاً دون انقطاع
  3. عدم حدوث نوبات ربو وتحسن وظيفة الرئة بحيث يمكن القيام بجميع الأنشطة اليومية العادية دون قيود.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال الالتزام بالأدوية الوقائية والعلاجية.

تتمثل الأدوية العلاجية بموسعات الشعب الهوائية التي ترخي العضلات في الشعب الهوائية بسرعة وتفتح ممرات التنفس لتعمل بشكل طبيعي حيث تُستخدم عادة عند حدوث نوبات ويعد دواء سالبيوتامول أفضل هذه الأدوية وأكثرها استخداماً. أما الأدوية الوقائية فتستخدم بشكل يومي وتتمثل بأدوية الستيرويد المضادة للالتهاب.

هل يجب إيقاف أدوية الستيرويد؟

قد يلجأ بعض مرضى الربو إلى إيقاف أدوية الستيرويد خلال جائحة كورونا خوفاً من تأثيرها على جهاز المناعة، وهو ما يكره أطباء الربو سماعه، وذلك لأن هذه الأدوية الوقائية تقلل من حدة وتكرار حدوث نوبات الربو حيث يؤدي إيقافها إلى زيادة احتمال حدوث نوبة ربو حادة عند التعرض لمحفز مثل الفيروس أو مسببات الحساسية، كما قد تؤدي نوبة الربو إلى زيارة الطواريء مما يزيد من خطر التعرض لفيروس كورونا، فيجب استمرار استخدام الادوية خلال فترة انتشار الفيروس مع الالتزام بإرشادات البقاء في المنزل وغسل اليدين جيداً.

هل من الآمن استخدام جهاز التبخير؟

قد يلجأ المريض إلى استخدام أجهزة التبخير عندما تكون أعراض الربو حادة، لكن تكمن الخطورة في استخدام مصاب بعدوى فيروسية لجهاز التبخيرة حيث تنتج قطرات تحتوي على الفيروس مما يسمح ببقاء الفيروس في الهواء لمدة أطول، فأثناء انتشار مرض سارس الأول عام 2003 أصيب العديد من العاملين في المجال الصحي بسبب التعرض للقطرات الناتجة عن أجهزة التبخيرة. لذلك يجب تقليل استخدام أجهزة التبخيرة في الستشفيات والمراكز الصحية قدر الإمكان، أما عند الضرورة فيجب استخدام الجهاز في البيت في غرفة معزولة بعيداً عن أفراد الأسرة.

المصادر:
Science Alert
The conversation
American Academy
CDC

مترجم: عالم ما بعد فيروس الكورونا للكاتب يوفال نوح حراري

عالم ما بعد فيروس الكورونا للكاتب يوفال نوح حراري يوضح فيه يوفال نوح حراري ماهية عالم ما بعد فيروس الكورونا مستعرضا تخوفاته وما نحتاجه لتشكيل عالم أفضل بدلًا من عالم منعزل شديد الرقابة يقتص من حرياتنا، فيقول:

“إن مطالبة الناس بالاختيار بين الخصوصية والصحة هو في الواقع أصل المشكلة، لأنه خيار زائف. يمكننا -وينبغي أن- نتمتع بالخصوصية والصحة معًا. يمكننا أن نختار حماية صحتنا ووقف وباء الفيروس التاجي؛ ليس عن طريق إنشاء أنظمة مراقبة استبدادية، ولكن عن طريق تمكين المواطنين.”

يوفال نوح حراري

إليكم المقال:

تواجه البشرية الآن أزمة عالمية، ربما كانت أكبر أزمة في جيلنا، ويُحتمل أن تشكّل القرارات المُتخذة خلال الأسابيع القليلة المقبلة من الشعوب والحكومات عالمنا لسنوات قادمة. لن ينحصر تأثيرها على أنظمة الرعاية الصحية فقط ولكن ستشكّل اقتصادنا وسياستنا وثقافتنا. يجب علينا أن نتصرف بسرعة وحسم، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار العواقب طويلة المدى لأعمالنا. عند الاختيار بين البدائل، يجب أن نسأل أنفسنا ليس فقط عن كيفية التغلب على التهديد المباشر، ولكن أيضًا عن نوع العالم الذي سنعيش فيه بمجرد مرور العاصفة. نعم، ستمر العاصفة، وستبقى البشرية على قيد الحياة، سيظل معظمنا على قيد الحياة – لكننا سنعيش في عالم مختلف.

ستصبح العديد من تدابير واجراءات الطوارئ قصيرة الأجل من عناصر الحياة الأساسية في المستقبل. هذه هي طبيعة حالات الطوارئ، فهي تسرّع من العمليات التاريخية والقرارات التي قد تستغرق في الأوقات العادية سنوات من المداولات، ولكن تُمرر في حالات الطوارئ في غضون ساعات. يُدفَع بالتقنيات غير الناضجة وحتى الخطرة للخدمة، فمخاطر عدم القيام بأي شيء أكبر. تبدو دُوَل بأكملها كفئران في تجارب اجتماعية واسعة النطاق. ماذا قد يحدث عندما يعمل الجميع من المنزل ويتواصلون فقط عن بُعد؟ ماذا قد يحدث عندما تُقدّم كل المدارس والجامعات محتواها مباشرة على الإنترنت؟

في الأوقات العادية، لن توافق الحكومات والشركات والمجالس التعليمية على إجراء مثل هذه التجارب. لكن هذه الأوقات ليست عادية. في وقت الأزمة هذا، نواجه خيارين مهمين بشكل خاص. الخيار الأول بين المراقبة الشمولية وتمكين المواطنين. والثاني بين العزلة القومية والتضامن العالمي.

المراقبة الحيوية أو “المراقبة تحت الجلد”

من أجل وقف الوباء، يجب على جميع السكان الامتثال لإرشادات معينة. هناك طريقتان رئيسيتان لتحقيق ذلك. إحدى الطرق هي أن تراقب الحكومة الشعب، وتعاقب أولئك الذين يخالفون القواعد. اليوم، ولأول مرة في تاريخ البشرية، تتيح التكنولوجيا مراقبة الجميع طوال الوقت. قبل خمسين عامًا، لم يكن باستطاعة المخابرات السوفيتية KGB مراقبة 240 مليون مواطن سوفيتي على مدار 24 ساعة، ولا يمكن للـ KGB معالجة جميع المعلومات التي تم جمعها بشكل فعّال. اعتمدت وكالة المخابرات السوفيتية (KGB) سابقًا على عملاء ومحللين بشريين، ولم تتمكن من توظيف شخص لمراقبة كل مواطن. ولكن يمكن للحكومات الآن أن تعتمد على أجهزة استشعار وخوارزميات قوية في كل مكان بدلاً من الأشخاص.

استخدمت عدة حكومات بالفعل أدوات المراقبة الجديدة في معركتها ضد جائحة فيروس الكورونا. أبرز حالة هي الصين؛ من خلال مراقبة الهواتف الذكية للأشخاص عن كثب، والاستفادة من مئات الملايين من كاميرات التعرف على الوجوه، وإلزام الأشخاص بفحص درجة حرارة أجسامهم وحالتهم الطبية والإبلاغ عنها. لا يمكن للسلطات الصينية أن تحدد فقط حاملي الفيروس المشتبه بهم، ولكن أيضًا تتبع تحركاتهم وتتعرف على أي شخص اتصلوا به. تحذّر مجموعة من تطبيقات الهاتف المحمول المواطنين من اقترابهم من المرضى والمصابين.

لا يقتصر هذا النوع من التكنولوجيا على شرق آسيا. إذ سمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا لوكالة الأمن الإسرائيلية بنشر تكنولوجيا المراقبة المخصّصة عادة لمحاربة الإرهابيين لتعقب مرضى فيروس الكورونا المستجد. وعندما رفضت اللجنة الفرعية البرلمانية المعنية الموافقة على الإجراء، صدمها نتنياهو بـ “مرسوم الطوارئ”.

المراقبة البيومترية، يمكنك أن تجعل قضية المراقبة البيومترية بمثابة إجراء مؤقت يُتّخذ أثناء حالة الطوارئ. لكن للأسف، للتدابير المؤقتة عادة سيئة في تجاوز حالات الطوارئ

قد نتجادل بأنه لا يوجد جديد في كل هذا. ففي السنوات الأخيرة، استخدمت كل من الحكومات والشركات تقنيات أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى للتتبع والمراقبة والتلاعب بالناس. ومع ذلك، إذا لم نكن حذرين، فقد يمثل الوباء فاصلاً هامًا في تاريخ المراقبة. ليس فقط لأنها ستسمح بنشر أدوات المراقبة الجماعية في البلدان التي رفضتها حتى الآن، ولكن أكثر من ذلك لأنها تشير إلى تحوّل كبير من المراقبة “فوق الجلد” إلى “تحت الجلد” أي من المراقبة الفوقية للمراقبة الداخلية. ما نعلمه حتى الآن، هو معرفة الحكومة للروابط التي ينقرها إصبعك على شاشة هاتفك الذكي. ولكن مع اجراءات الفيروس الطارئة، يتحول الاهتمام إلى رغبة في معرفة درجة حرارة إصبعك وضغط الدم تحت الجلد.

إحدى المشاكل التي نواجهها في تشكيل موقفنا من المراقبة تكمن في عدم معرفتنا لكيفية مراقبتنا، وما قد تجلبه السنوات القادمة. تتطور تكنولوجيا المراقبة بسرعة فائقة، وما بدا أنه خيال علمي منذ 10 سنوات أصبح قديمًا اليوم. كمثال، تخيّل حكومة افتراضية تطالب بأن يرتدي كل مواطن سوارًا بيولوجيًا يراقب درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب على مدار 24 ساعة في اليوم. تُجمَع البيانات الناتجة وتُحلَّل بواسطة الخوارزميات الحكومية، وستعرف الخوارزميات أنك مريض حتى قبل أن تعرف أنت. كما ستعرف أيضًا أين كنت، ومن قابلت. يمكن تقصير سلاسل العدوى بشكل كبير، بل ويمكن كسرها تمامًا. بمقدورنا القول أن مثل هذا النظام قادر على إيقاف الوباء في غضون أيام. تبدو الأمور رائعة، أليس كذلك؟

لم تدرك أن هذا سيعطي الشرعية لنظام مراقبة جديد مرعب. إذا كنت تعلم، على سبيل المثال، أنني نقرت على رابط Fox News بدلاً من رابط CNN، فيمكن هذا أن يخبرك شيئًا عن آرائي السياسية، وربما يكشف لك عن شخصيتي “وهو ما حدث مع Cambridge analytica”. ولكن إذا تمكنت من مراقبة ما يحدث لدرجة حرارة جسدي وضغط الدم ومعدل ضربات القلب أثناء مشاهدة مقطع الفيديو، فيمكنك معرفة ما يجعلني أضحك أو أبكي، وما قد يجعلني غاضبًا حقًا.

من المهم أن نتذكر أن الغضب والفرح والملل والحب هي ظواهر بيولوجية مثل الحمى والسعال. يُمكن للتكنولوجيا نفسها التي ترصُد السعال أن تحدد الضحكات أيضًا. إذا بدأت الشركات والحكومات في جمع بياناتنا البيومترية “الحيوية” بشكل جماعي، فيمكنهم التعرف علينا بشكل أفضل بكثير مما نعرف حتى أنفسنا، ومن ثَمّ لا يمكنهم فقط التنبؤ بمشاعرنا ولكن أيضًا التلاعب بها وبيعنا أي شيء يريدونه – سواء كان ذلك منتجًا أو شخصية سياسية. ستجعل المراقبة البيومترية أساليب Cambridge Analytica تبدو وكأنها من العصر الحجري. تخيّل كوريا الشمالية في عام 2030، عندما يضطر كل مواطن إلى ارتداء سوار المراقبة البيومترية على مدار 24 ساعة في اليوم. حينها، إذا استمعت إلى خطاب القائد العظيم والتقط السوار علامات الغضب، فقد انتهت حياتك.

لن تتوقف معرفتي عند كوني خطرًا صحيًا على الآخرين، ولكن ستمتد إلى معرفتي بأي العادات تساهم في تحسين حالتي الصحية

يمكنك بالطبع أن تجعل قضية المراقبة البيومترية بمثابة إجراء مؤقت يُتّخذ أثناء حالة الطوارئ. ستزول المراقبة حالما تنتهي حالة الطوارئ. لكن للأسف، للتدابير المؤقتة عادة سيئة في تجاوز حالات الطوارئ، خاصة وأن هناك دائمًا حالة طوارئ جديدة تلوح في الأفق. على سبيل المثال، أعلنت إسرائيل، حالة الطوارئ خلال حرب الاستقلال عام 1948، والتي بررت مجموعة من الإجراءات المؤقتة مثل الرقابة على الصحافة ومصادرة الأراضي إلى اللوائح الخاصة لصنع الحلوى (أنا لا أمزح). كسبت حرب الاستقلال منذ فترة طويلة، لكنها لم تعلن أبدًا انتهاء حالة الطوارئ، وفشلت في إلغاء العديد من الإجراءات “المؤقتة” منذ عام 1948 (أُلغي مرسوم الطوارئ في عام 2011).

عندما تنخفض الإصابة بفيروس الكورونا المستجد إلى الصفر، يُمكن لبعض الحكومات المتعطشة للبيانات أن تتذرّع بحاجتها إلى إبقاء أنظمة المراقبة البيومترية في مكانها لخشيتها من حدوث موجة ثانية من الفيروس مثلاً، أو لوجود سلالة جديدة من فيروس إيبولا تتطور في وسط أفريقيا، أو لأن …. أعتقد أنك قد فهمت الفكرة. كانت هناك معركة كبيرة تدور رحاها في السنوات الأخيرة حول “حق الخصوصية”، وقد تصبح أزمة الفيروس نقطة تحوّل في المعركة. فعندما يُتاح للأشخاص الاختيار بين الخصوصية والصحة، فعادة ما يختارون الصحة.

شرطة الصابون

إن مطالبة الناس بالاختيار بين الخصوصية والصحة هو في الواقع أصل المشكلة، لأنه خيار زائف. يمكننا -وينبغي أن- نتمتع بالخصوصية والصحة معًا. يمكننا أن نختار حماية صحتنا ووقف وباء الفيروس التاجي؛ ليس عن طريق إنشاء أنظمة مراقبة استبدادية، ولكن عن طريق تمكين المواطنين. في الأسابيع الأخيرة، نظمت كوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة بعض أنجح الجهود المبذولة لاحتواء وباء الفيروس التاجي. فبالرغم من استخدام هذه البلدان لبعض تطبيقات التتبع، إلا أنها اعتمدت بشكل أكبر على تكثيف اختبارات الفيروس، وعلى تقارير صادقة، وعلى التعاون المتبادَل مع جمهور تمت توعيته. المراقبة المركزية والعقوبات القاسية ليست الطريقة الوحيدة لجعل الناس يمتثلون للإرشادات المفيدة. يمكن للمواطنين إذا عرفوا الحقائق العلمية، ووثقوا في السلطات العامة وما تخبرهم به من حقائق، أن يفعلوا الشيء الصحيح حتى بدون أن يراقبهم الأخ الأكبر “تعبير من رواية 1984 يستخدم للإشارة إلى مراقبة السلطة للمواطنين بهدف توجيههم والسيطرة عليهم”. عادة ما يصبح جمهور من أصحاب الدوافع الذاتية المستنيرة أكثر قوة وفعالية بكثير من جمهور من الخاضعين لقوة الشرطة والجاهلين. ضع في اعتبارك مثال غسل الأيدي بالصابون، “هل يستوجب علينا تعيين شرطة خاصة لإجبار المواطنين على غسل أيديهم بالصابون؟”. كان هذا أحد أعظم التطورات على الإطلاق في نظافة الإنسان، إذ ينقذ ملايين الأرواح كل عام. بينما نعتبر غسل الأيدي بالصابون أمرًا مُسلّمًا به الآن، لكن لم تُكتَشف أهميته علميًا إلا في القرن التاسع عشر. في السابق، حتى الأطباء والممرضات انتقلوا من عملية جراحية إلى أخرى دون غسل أيديهم. واليوم يغسل مليارات الأشخاص أيديهم يوميًا، ليس لأنهم يخافون من شرطة الصابون، ولكن لأنهم يفهمون الحقائق. أغسل يدي بالصابون لأنني سمعت عن الفيروسات والبكتيريا، أفهم أن هذه الكائنات الدقيقة تسبب الأمراض، وأنا أعلم أن الصابون يمكن أن يزيلها. ولكن لتحقيق مثل هذا المستوى من الامتثال والتعاون، فأنت بحاجة إلى الثقة. يحتاج الناس إلى الثقة بالعلم، والثقة بالسلطات العامة، والثقة بوسائل الإعلام. على مدى السنوات القليلة الماضية، قوّض السياسيون غير المسؤولين عمدًا الثقة في العلوم والسلطات العامة ووسائل الإعلام. الآن قد يميل هؤلاء السياسيون غير المسؤولين إلى السير في الطريق السريع نحو الاستبداد، بحجة أنه لا يمكنك الوثوق في الجمهور لفعل الشيء الصحيح.

عادة، لا يمكنك إعادة بناء الثقة التي تآكلت لسنوات بين عشية وضحاها. ولكن ما نحن فيه ليس بأجواء عادية. في الأزمات، يمكن للعقول أيضًا أن تتغير بسرعة. يُمكن أن تقع في شجار مرير مع أشقائك لسنوات، ولكن بمجرد حدوث طارئ، تكتشف فجأة خزّانًا خفيًّا من الثقة والوُد، وتُهرعوا لمساعدة بعضكم البعض. لم يفت الأوان لإعادة بناء ثقة الناس في العلوم والسلطات العامة ووسائل الإعلام، بدلاً من بناء نظام مراقبة. يجب علينا بالتأكيد الاستفادة من التقنيات الجديدة أيضًا، ولكن هذه التقنيات يجب أن تُمكّن المواطنين. أنا أؤيد مراقبة درجة حرارة جسمي وضغط دمي، ولكن لا ينبغي استخدام هذه البيانات لترسيخ حكومة قوية، ولكن ينبغي أن تُمكنني هذه البيانات من اتخاذ خيارات شخصية أكثر استنارة، وكذلك تُمكنني من محاسبة الحكومة على قراراتها.

إذا تمكنت من تتبع حالتي الطبية الخاصة على مدار 24 ساعة في اليوم، فلن تتوقف معرفتي عند كوني خطرًا صحيًا على الآخرين، ولكن ستمتد إلى معرفتي بأي العادات تساهم في تحسين حالتي الصحية. وإذا تمكنت من الوصول إلى إحصاءات موثوقة حول انتشار الفيروس وتحليلها، فسأتمكن من الحكم ما تخبرني به الحكومة من حقائق وما إذا كانت تتبنى السياسات الصحيحة لمكافحة الوباء أم لا. عندما يتحدث الناس عن المراقبة، تذكّر أن نفس تكنولوجيا المراقبة يمكن للحكومات استخدامها لمراقبة الأفراد – ويمكن للأفراد أيضًا استخدامها لمراقبة الحكومات.

وبالتالي فإن وباء الفيروس التاجي هو اختبار رئيسي للمواطنة. يجب على كل منا في الأيام المقبلة أن يختار الثقة في البيانات العلمية وخبراء الرعاية الصحية مقابل نظريات المؤامرة التي لا أساس لها والسياسيين الذين يخدمون أنفسهم. إذا فشلنا في اتخاذ القرار الصحيح، فقد نجد أنفسنا نبيع أغلى حرياتنا، معتقدين أن هذه هي الطريقة الوحيدة لحماية صحتنا.

نحن بحاجة إلى خطة عالمية

الخيار الثاني المهم الذي نواجهه هو بين العزلة الوطنية والتضامن العالمي. إن كلا من الوباء نفسه والأزمة الاقتصادية الناتجة عنه مشكلتان عالميتان. لا يمكن حل أي منهما بشكل فعال إلا من خلال التعاون العالمي.

أولاً وقبل كل شيء، من أجل هزيمة الفيروس، نحتاج إلى مشاركة المعلومات عالميًا. هذه هي الميزة الكبرى للبشر على الفيروسات. لا يمكن للفيروس التاجي في الصين والفيروس التاجي في الولايات المتحدة تبادل النصائح حول كيفية إصابة البشر. ولكن يمكن للصين أن تُعلم الولايات المتحدة العديد من الدروس القيّمة حول الفيروس التاجي وكيفية التعامل معه. ما يكتشفه طبيب إيطالي في ميلانو في الصباح الباكر قد ينقذ الأرواح في طهران في المساء. عندما تتردد حكومة المملكة المتحدة بين العديد من السياسات، يمكنها الحصول على المشورة من الكوريين الذين واجهوا بالفعل معضلة مماثلة قبل شهر. ولكن لكي يحدث هذا، نحتاج إلى روح من التعاون والثقة العالميين.

يجب على البلدان أن تبدي استعدادًا لتبادل المعلومات بشكل مفتوح وتواضعًا للحصول على المشورة، ويجب أن تمتلك القدرة على الثقة في البيانات والأفكار التي تتلقاها. نحتاج أيضًا إلى جهد عالمي لإنتاج وتوزيع المعدات الطبية، وعلى الأخص مجموعات الاختبار وأجهزة التنفس. فبدلاً من محاولة كل دولة القيام بذلك محليًا وتكديس أي معدات يمكنها الحصول عليها، يمكن لجهد عالمي مُنسّق أن يُسرّع الإنتاج إلى حد كبير، ويضمن توزيع المعدات المُنقِذة للحياة بشكل أكثر عدالة. مثلما تقوم الدول بتأميم الصناعات الرئيسية خلال الحرب، فقد تتطلب منا الحرب البشرية ضد الفيروس التاجي “إضفاء الطابع الإنساني” على خطوط الإنتاج الضرورية. يجب أن تستعد الدولة الغنية صاحبة العدد القليل من حالات الإصابة بالفيروس لإرسال معدات ثمينة إلى بلد فقير يعاني من كثرة الحالات، واثقة من أن الدول الأخرى ستهب لمساعدتها إذا احتاجت المساعدة لاحقًا.

حتى لو قامت الإدارة الحالية في نهاية المطاف بتغيير مسارها ووضعت خطة عمل عالمية، فإن القليل سيتّبع زعيمًا لا يتحمل المسؤولية مطلقًا، ولا يعترف أبداً بالأخطاء، ينسب كل الفضل لنفسه ويترك كل اللوم للآخرين.

قد نفكر في جهد عالمي مماثل لتجميع العاملين في المجال الطبي. يُمكن للبلدان الأقل تأثراً في الوقت الحالي أن ترسل موظفين طبيين إلى المناطق الأكثر تضرراً في العالم، من أجل مساعدتهم وقت الحاجة، ومن أجل اكتساب خبرة قيّمة. وتبدأ المساعدة في التدفق في الاتجاه المعاكس بانعكاس التحولات الوبائية لاحقًا.

هناك حاجة حيوية للتعاون العالمي على الصعيد الاقتصادي أيضًا. بالنظر إلى الطبيعة العالمية للاقتصاد وسلاسل التوريد، سنصبح أمام فوضى وأزمة عميقة إذا حاولت كل حكومة بشكل منعزل معالجة الوضع في تجاهل تام للحكومات الأخرى. نحن بحاجة إلى خطة عمل عالمية وبسرعة.

شرط آخر هو التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن السفر، فتعليق جميع الرحلات الدولية لأشهر سيتسبب في صعوبات هائلة، ويعرقل الحرب ضد فيروس كورونا. تحتاج الدول إلى التعاون من أجل السماح لعدد قليل على الأقل من المسافرين الأساسيين بمواصلة عبور الحدود مثل العلماء والأطباء والصحفيين والسياسيين ورجال الأعمال. يُمكن القيام بذلك من خلال التوصل إلى اتفاقية عالمية بشأن الفحص المسبق للمسافرين في بلدهم. ستكون أكثر استعدادًا لقبول المسافرين في بلدك إذا تأكدت من فحصهم بعناية قبل صعودهم على متن الطائرة.

في الوضع الحالي ولسوء الحظ، لا تفعل البلدان أي من هذه الأشياء. لقد أصيب المجتمع الدولي بالشلل الجماعي. أليس منكم رجل رشيد؟ كان المرء يتوقع أن يرى قبل أسابيع اجتماع طارئ للقادة العالميين للتوصل إلى خطة عمل مشتركة. تمكن قادة مجموعة السبع من تنظيم مؤتمر بالفيديو هذا الأسبوع فقط، ولم تسفر عنه أي خطة من هذا القبيل.

في الأزمات العالمية السابقة – مثل الأزمة المالية لعام 2008 ووباء إيبولا 2014 – تولت الولايات المتحدة دور القائد العالمي. لكن الإدارة الأمريكية الحالية تخلت عن منصب القائد. لقد أوضحت أنها تهتم بعظمة أمريكا أكثر من اهتمامها بمستقبل البشرية.

لقد تخلت هذه الإدارة حتى عن أقرب حلفائها، عندما حظرت جميع رحلات السفر من الاتحاد الأوروبي، ولم تكلف نفسها عناء إعطاء الاتحاد الأوروبي إشعارًا مسبق – ناهيك عن التشاور مع الاتحاد الأوروبي حول هذا الإجراء الجذري. قامت بتخريب علاقاتها مع ألمانيا عندما قدّمت مليار دولار إلى شركة دواء ألمانية لشراء حقوق احتكار لقاح جديد Covid-19. حتى لو قامت الإدارة الحالية في نهاية المطاف بتغيير مسارها ووضعت خطة عمل عالمية، فإن القليل سيتّبع زعيمًا لا يتحمل المسؤولية مطلقًا، ولا يعترف أبداً بالأخطاء، ينسب كل الفضل لنفسه ويترك كل اللوم للآخرين.

إذا لم يُملأ الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة من قبل دول أخرى، فلن تتوقف صعوبة الأمر على إيقاف الوباء الحالي فحسب، بل سيستمر إرثه في تسميم العلاقات الدولية لسنوات قادمة. ومع ذلك، فكل أزمة هي فرصة. نأمل أن يساعد الوباء الحالي البشرية على إدراك الخطر الحاد الذي يشكله الانقسام العالمي.
تحتاج البشرية إلى الاختيار. هل نسير في طريق الانقسام، أم سنتبنى طريق التضامن العالمي؟ إذا اخترنا الانقسام، فلن يؤدي ذلك إلى إطالة أمد الأزمة فحسب، بل سيؤدي على الأرجح إلى كوارث أسوأ في المستقبل. إذا اخترنا التضامن العالمي، فسننتصر على الفيروس التاجي وعلى جميع الأوبئة والأزمات والتحديّات المستقبلية التي قد تهاجم البشرية في القرن الحادي والعشرين.

تُرجم عن مقال الكاتب يوفال نوح حراري في Financial Times

ما هي أجهزة التنفس الصناعي؟ ولماذا يُعد تصنيعها تحديًا؟

ما هي أجهزة التنفس الصناعي؟ ولماذا يُعد تصنيعها تحديًا؟

تسبب فيروس كورونا المستجد في خلق أزمة حادة في نقص أجهزة التنفس الصناعي حيث يلقى الالاف من الأشخاص يوميًا حتفهم بسبب عدم توفر القدر الكافي من هذه الأجهزة. وفي إطار توفير القدر الكافي من أجهزة التنفس الصناعي سارعت شركات السيارات العملاقة مثل «فورد Ford» و «جنرال موتورز General Motors» و «تسلا Tesla» في تخصيص خطوط إنتاج في مصانعها لتصنيع هذه الأجهزة، في حين قامت شركة «ميدترونك  Medtronic» المتخصصة في إنتاج الأجهزة الطبية بإسقاط كافة الحقوق الملكية والفكرية عن منتجات أجهزة التنفس الصناعي التي تمتلكها وجعلها متاحة للجميع من أجل البدء في إنتاج هذه الأجهزة لسد النقص الحاد التي تعاني منه المستشفيات والدور الصحية. في هذا المقال سنتعرف على كيفية عمل أجهزة التنفس الصناعي ولماذا يُعد هذه الأجهزة أمرًا بالغ التعقيد.

كيفية عمل أجهزة التنفس الصناعي

هي عبارة عن أجهزة ميكانيكية-كهربية تُستخدم لإمداد الأكسجين للمرضى الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة تؤثر على الرئتين، بما في ذلك الالتهاب الرئوي. قبل أن يوصل جهاز التنفس الصناعي للمريض يقوم الأطباء بعملية تسمى «التنبيبintubation» حيث يتم ربط جهاز التنفس الصناعي بالمجاري الهوائية للرئة عن طريق الفم أو الأنف وذلك بعد تخديره من أجل إرخاء عضلاته. وفي بعض الحالات الخطيرة أو طويلة المدى، يتم توصيل أنبوب التنفس مباشرة بالقصبة الهوائية من خلال ثقب صغير في الرقبة يتم فتحه بعملية جراحية. بعد ذلك يُربط أنبوب التنفس بجهاز ضخ الهواء ويقوم الطاقم الطبي بضبط المعدل الذي يدفع الأكسجين إلى الرئتين وضبط مزيج الأكسجين المناسب. يحتاج جهاز التنفس الصناعي إلى الكهرباء لتشغيله وتشغيل المستشعرات المرتبطة به، ويمكن أن يعمل بعض الأنواع على البطارية.

كيفية عمل أجهزة التنفس الصناعي

شركات السيارات العملاقة تدخل في خط الإنتاج

في إطار السعي لمواكبة الطلب المتزايد على أجهزة التنفس الصناعي قامت شركات السيارات العملاقة بالبدء في تصنيع أجهزة التنفس الصناعي بعدما صرح الرئيس ترامب باستخدام قانون الإنتاج الدفاعي. أعلنت شركة جنرال موتورز عن تعاون مشترك مع شركة «فينتك Ventec Life Systems» المتخصصة بإنتاج أجهزة التنفس وذلك لرفع الطاقة الإنتاجية لشركة فينتك إلى تصنيع أكثر من 10000 جهاز تنفس في الشهر، حيث سيتم إنتاج بعض الأجهزة في مقر شركة جنرال موتورز في ولاية إنديانا ومن المتوقع تسليم الدفعة الأولى من هذه الأجهزة خلال شهر إبريل.  أما شركة فورد فأعلنت من جانبها بأنها تعمل مع شركة «جنرال إلكتريك للرعاية الصحيةGE Healthcare» وذلك لزيادة الطاقة الإنتاجية لأجهزة التنفس حيث تخطط شركة فورد إلى إنتاج 50000 جهاز تنفس في غضون المائة يوم القادمة وذكر نائب الرئيس ومسؤول خطوط الإنتاج لشركة فورد «جيم بومبيكJim Baumbick» أن الشركة حولت اهتمامها لتقنيات الرعاية الصحية وعقدت اتفاقات مع بعض الموردين لتوريد بعض مكونات أجهزة التنفس حتى لا تواجه شركة جنرال إلكتريك للرعاية الصحية اختناقات في سلسة التوريد الخاصة بها.

تسعى شركة فورد إلى تصنيع خمسين ألف جهاز تنفس خلال المائة يوم القادمة

مبادرة شركة ميدترونك

أعلنت شركة ميدترونك الرائدة في مجال تصنيع الأجهزة الطبية عن تخليها عن كافة الحقوق الملكية والفكرية لجاهز التنفس الاصطناعي الخاص بها ونشرت على موقع الالكتروني الدوائر الالكترونية وملفات المواصفات القياسية وملفات التصميم والتجميع وأيضًا ملفات اختبارات الجودة أثناء التصنيع. وذكرت بأن بقية الملفات سيتم رفعها على الموقع بالتدريج وحثت بقية الشركات على البدء بإنتاج أجهزة التنفس الصناعي. ومن جانبها، صرحت شركة مدترونيك إنها عززت بالفعل إنتاجها من أجهزة التنفس الصناعي بزيادة 40٪ أسبوعيًا منذ يناير، وذلك من خلال وضع خطوط التجميع الخاصة بها على جدول زمني يعمل على مدار 24 ساعة. وتخطط الشركة لزيادة الإنتاج بنسبة 200٪ أخرى على مدى الأسابيع القليلة القادمة من خلال مضاعفة عدد العاملين في خطوط الإنتاج الحالية.

لماذا يعد تصنيع أجهزة التنفس تحديًا ؟

في حقيقية الأمر، ليس بالأمر الهين صناعة جهاز تنفس صناعي. يجب أن يمتاز جهاز التنفس بالموثوقية عالية وأن يتم معايراة كل المستشعرات المرتبطة بالجهاز باستمرار لضمان أن تعطي قراءات صحيحة لحالة ضغط الهواء والحرارة ومعدل تدفق الأكسجين وأيضًا يجب أن تكون المعالجات المستخدمة في الجهاز على قدر عالي من الكفاءة والأداء حيث أن وجود خطأ صغير في التعليمات التي يصدرها المعالج قد يودي بحياة المريض. يجب الإشارة بأنه ليست كل أجهزة التنفس متشابهة فبعضها أكثر تعقيدًا من البعض الآخر. ففي حالة إذا كانت رئتي المريض ب «فيروس كورونا المستجدCOVID-19» متدهورة، فقد يتطلب أجهزة تنفس متطورة تصل تكلفتها إلى 50000 دولار. وينبغي أن تُصَمّم هذه الأجهزة بدقة للمرضى ويجب تشغيلها من قبل أخصائيين طبيين ذوي قدر عالي من التدريب.

ظهرت مؤخرًا محاولات لتصميم جهاز تنفس صطناعي بأقل تكلفة وذللك اعتمادًا على طريقة قديمة تسمى«أنبوبة أمبو Ambue bag» . تُستخدم أنبوبة أمبو لإمداد المرضى بالاكسجين يدويًا بالضغط عليها من قبل شخص من الكادر الطبي . الطريقة الجديدة هي بدلًا من ضغطها يدويًا ، يتم ضغط أنبوبة أمبو بطريقة آلية باستخدام محركات خاصة. لكن هذه ليست موثوقة، فالتنفس الصناعي ليس مجرد إدخال الهواء لرئتي المريض، بل هناك عوامل هامة يجب أخذها بعين الاعتبار . من أهم هذه العوامل هي الأضرار الجانبية لعملية التنفس الميكانيكي. ففي عملية التنفس الطبيعي أثناء الشهيق ، ينخفض الحجاب الحاجز، وهو عضلة تشبه القبة وتقع بين الصدر وتجويف البطن. يتسبب ذلك في توسيع القفص الصدري وينخفض الضغط داخل الرئتين -يتناسب الحجم عكسيًا مع الضغط-، ونتيجةً لذلك يُسحب الهواء إلى الداخل وذلك لأن الضغط داخل الرائتين أقل من ضغط الهواء الجوي. وفي أثناء الزفير يرتخي الحجاب الحاجز وتنكمش الرئتان طبيعيًّا، ومن ثم يندفع الهواء برفق إلى الخارج. أما طريقة التنفس الميكانيكية فلا تعمل بهذا المبدأ فهي تقوم فقط بإجبار الهواء إلى الدخول لرئتي المريض، إذا لم يتم التحكم بهذه العملية بدقة، سيؤدي ضغط الهواء القوي إلى الضغط على الحجاب الحاجز والإضرار بالمريض بشكل كبير. بالاضافة إلى ذلك تقوم أجهزة التنفس الميكانيكية بإمداد المريض بالأكسجين في كل الأوقات بغض النظر عن حوجته لذلك فمثلًا النموذج الصناعي المقدم من «MIT» يوفرمن 5 إلى 30 نفسًا في الدقيقة الواحدة ويعتبر مفيد في بعض الحالات وليس كلها .أما أجهزة التنفس الصناعي المتقدمة ذات الكفاءة العالية فهي تمد الهواء إلى المريض فقط عند حوجته وبالمعدل المناسب. حيث تقوم بتشغيل أو إطفاء إمداد الأكسجين بناءً على حالة المريض وتتم عملية التشغيل والأطفاء اعتمادًا على طرق عدة أهمها هي قياس معدل تفقد الهواء إلى الرئتين بواسطة مستشعر كهربي .

استخدام أنبوبة أمبو بشكل آلي لصناعة جهاز تنفس منخفض التكلفة

المصادر

CNN

The Guardian

Medtronic

Real Engineering

.

كيف تحمي صحتك العقلية أثناء تفشي فيروس كورونا؟

لقد أوقع فيروس كورونا العالمَ في حالة من عدم اليقين. ويمكن أن تبدو الأخبار المستمرة حول الوباء مزعجة. كل هذا يؤثر سلبًا على الصحة العقلية للناس، لا سيما أولئك المصابين بالفعل بحالات مثل القلق والوسواس القهري. إذًا كيف تحمي صحتك العقلية أثناء تفشي فيروس كورونا؟

القلق بشأن الأخبار أمرٌ طبيعي، ولكن بالنسبة لكثير من الناس، يمكن أن يخلق هذا القلق مشاكل عقلية أسوأ.

عندما أصدرت منظمة الصحة العالمية نصائح بشأن كيفية حماية الصحة العقلية أثناء تفشي فيروس كورونا، تم الترحيب بها على نطاقٍ واسعٍ في وسائل التواصل الاجتماعي.

كما يوضح نيكي ليدبيتر، العامل في «Anxiety UK»، فإن الخوف من الخروج عن السيطرة وفقدان القدرة على تحمل عدم اليقين هي أمورٌ شائعةٌ للعديد من اضطرابات القلق. لذلك، من المفهوم أن العديد من الأفراد الذين يعانون من القلق الموجود مسبقًا، يواجهون تحديات في الوقت الحالي.

إذا كيف تحمي صحتك العقلية أثناء تفشي فيروس كورونا؟

قلل تعرضك للأخبار وكُنْ حذرًا حيال ما تقرأ

تؤدي قراءة الكثير من الأخبار حول فيروس كورونا إلى نوبات ذعر للعديد من الناس.

  • قضاء فتراتٍ أقصر في تصفح المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي يساعد على تقليل حدة القلق.
  • حاول استخدام بعض المواقع المفيدة التي تديرها جمعيات خيرية للصحة العقلية، مثل «AnxietyUK».
  • قلل مقدار الوقت الذي تقضيه في القراءة أو مشاهدة الأشياء التي تجعلك تشعر بالاستياء. حدد وقتًا معينًا للتحقق من الأخبار.
  • هناك الكثير من المعلومات الخاطئة الّتي تدور حول الوباء- ابق على اطلاع. لكن مع الالتزام بمصادر المعلومات الموثوقة مثل الأكاديمية بوست.

استرح من وسائل التواصل الاجتماعي وأي شئ قد يثير القلق

  • تجنب التحقق من أي هاشتاق على تويتر قد يثير قلقك.
  • ألغ متابعة أو تجاهَل الحسابات الّتي تكثر من نشر الأخبار المُقلقة الّتي لا ضرورة لها.

اغسل يديك- ولكن باعتدال

تسببت زيادة الوسواس القهري بإقبالٍ أكثر على طلب المساعدة من الأشخاص الذين أصبحت مخاوفهم مركزة علىجائحة فيروس كورونا.

بالنسبة ليلي بيلي، مؤلفة كتاب «لأننا سيئون-Because We Are Bad» (وهو كتاب عن التعايش مع الوسواس القهري) كان الخوف من التلوث أحد جوانب اضطرابها بالوسواس القهري. وتقول إن النصيحة بشأن غسل اليدين يمكن أن تكون دافعًا كبيرًا (للأشخاص الذين تعافوا) للعودة إلى الوسواس القهري من جديد.

كما أشارت ليلي إلى أنه بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري، فإن التحسن يعني القدرة على مغادرة المنزل- لذلك يمكن للعزل الذاتي أن يمثل تحديًا آخر.

ابق على تواصلٍ مع الناس

عدد الأشخاص المُلتزمين بالحجر المنزلي في ازديادٍ مستمر، لذا قد يكون الوقت مناسبًا الآن للتأكد من أن لديك أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني المناسبة للأشخاص الذين تهتم لأمرهم.

  • إذا كنت ملتزمًا بالحجر المنزلي، تأكد من خلق التوازن بين روتين يومي والأنشطة غير الروتينية.

تجنب الإرهاق

مع مرور أسابيع وشهور على تفشي جائحة فيروس كورونا، من المهم قضاء بعض وقت الراحة. تعرض إلى أشعة الشمس قدر الإمكان، قم بالتمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي ولا تنسَ شرب كميةٍ مناسبةٍ من الماء.

المصادر:

إقرأ أيضًا: كيف ستفيدنا أسرع حواسيب العالم العملاقة في التعامل مع فيروس الكورونا اليوم ؟

ما هو تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي ؟

مع انتشار فيروس كورونا أو مايعرف بالفيروس التاجي، انخفضت أسعار الأسهم. منذ ذروته في فبراير، انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة ١٧٪؜  وهو مؤشر سوق الأسهم الذي يتتبع أسهم ٥٠٠ شركة أمريكية ذات رؤوس أموال كبيرة. وهي تمثل أداء سوق الأسهم و يستخدمه المستثمرون كمعيار للسوق ككل، حيث تتم مقارنة جميع الاستثمارات الأخرى. أن خطر فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي أكبر بكثير من المخاطر الصحية. إذا كان الفيروس يؤثر بشكل مباشر على حياتك فمن المرجح أن يكون ذلك من خلال منعك من الذهاب إلى العمل، أو التسبب بطردك من العمل أو إفلاس عملك.

تعتبر تريليونات الدولارات التي تم مسحها من الأسواق المالية هذا الأسبوع مجرد البداية، إذا لم تتدخل حكوماتنا. وإذا استمر الرئيس «ترامب-Trump» في التعثر في تعامله مع الوضع، فقد يؤثر ذلك أيضًا على فرص إعادة انتخابه. وقد حدد «جو بايدن-Joe Biden» على وجه الخصوص فيروس كورونا على أنه ضعف لترامب، واعدًا بقيادة “ثابتة ومطمئنة” خلال ساعة الحاجة الأمريكية.

في جميع أنحاء العالم، تسبب فيروس كورونا بوفاة ٤٣٨٩ مع ٣١ حالة وفاة أمريكية حتى اليوم. لكنها سوف تشل الملايين من الناحية الاقتصادية، خاصة وأن الوباء شكل عاصفة مثالية مع انهيار سوق الأسهم، وحرب نفطية بين روسيا والمملكة العربية السعودية، وانتشار حرب فعلية في سوريا إلى أزمة مهاجرة محتملة أخرى.

يدعونا فيروس كورونا إلى النظر للوراء باعتباره اللحظة التي تعطلت فيها الخيوط التي تربط الاقتصاد العالمي؛ والشركات الناشئة والمتنامية مثل الأعمال التجارية والتي قد تنتهي بدفع الثمن.

بنفس أهمية مكافحة الفيروس إن لم يكن أكثر أهمية هو تطعيم اقتصاداتنا ضد جائحة الذعر القادم. يمكن أن تأتي المعاناة الإنسانية في شكل مرض وموت. ولكن من الممكن أيضًا تجربة عدم القدرة على دفع الفواتير أو خسارة منزلك.
تكافح الشركات الصغيرة على وجه الخصوص مع إيقاف تزويدها بالمؤن، وتركها بدون منتجات أو مواد أساسية. أدى إغلاق المصانع في الصين إلى انخفاض قياسي في مؤشر مدير المشتريات في البلاد والذي يقيس ناتج التصنيع. الصين هي أكبر مصدر في العالم ومسؤولة عن ثلث التصنيع العالمي، لذا فإن مشكلة الصين هي مشكلة الجميع حتى في خضم حرب تجارية بين البيت الأبيض و «بكين-Beijing».

كل هذا يجعل الأمر أكثر مدعاة للقلق من استمرار الحكومات في اعتبارها أزمة صحية وليست اقتصادية. لقد حان الوقت لتولى الاقتصاديون المسؤولية عن الأطباء، قبل أن ينتشر الوباء الحقيقي.

على الرغم من أن الصين تتحمل العبء الأكبر من التكلفة الاقتصادية والبشرية للفيروس، فإن الكثيرين في بكين سيشهدون بريقًا فضيًا في ضعف الاقتصاد الأمريكي، وإلهاءًا عن حروب ترامب التجارية التي بدا أنها تتصاعد دون نهاية في الأفق.

متزامنة تمامًا مع الفيروس التاجي، اندلعت حرب نفط روسية سعودية. على المدى القصير، يمكن لكل من موسكو والرياض تحمل انخفاض أسعار النفط بنسبة ٣٠٪؜ بين عشية وضحاها. لكن أعمال الغاز الصخري في أمريكا لا يمكنها ذلك حيث إن عملية التكسير الأكثر تكلفة تعني أن جزءًا كبيرًا من قطاع النفط الأمريكي لن يكون موجودًا ببساطة إذا بقيت أسعار النفط عند أدنى مستوياتها التاريخية، مما يؤدي إلى عمليات الإغلاق وفقدان الوظائف وربما حتى حالات الركود على مستوى الدولة.

دفع الرئيس ترامب من خلال التخفيضات الضريبية على الرواتب المتأخرة ومساعدة العمال لكل ساعة عمل وهي إجراءات ستساعد أصحاب العمل والموظفين على حد سواء على البقاء. في المملكة المتحدة، كشف المستشار «ريشي سوناك-Rishi Sunak» اليوم عن ميزانية مخصصة لفيروس كورونا. لكن يحتاج الجميع إلى التفكير بشكل أكبر إذا كانوا يريدون التعامل بشكل صحيح مع كيفية تغيير هذا العامل الجديد للوضع الراهن.

الأمر لا يتعلق فقط بالفيروسات التاجية وأسعار النفط أو حتى الاقتصاد العالمي. بل يمثل انعكاس لميزان القوى بين الشرق والغرب. كان مركز هذا، على مدى السنوات ال ١٠ الماضية، سوريا. بعد عقد من الصراع على الأرض، يبدو أن المواجهة تصاعدت الآن من حرب بالوكالة إلى صراع اقتصادي.

شهدت القوى العظمى الناشئة في روسيا والصين ما يعتبره الكثيرون بتدخل أمريكي في سوريا وهم يحاولون الآن تعزيز رؤيتهم لعالم متعدد الأقطاب. وبدلاً من السماح للسعودية حليفة الولايات المتحدة بقيادة أسواق النفط من خلال «كارتل أوبك-OPEC cartel»، تريد روسيا والصين إعادة تشكيل الأسواق العالمية وأرصدة القوى لصالحها.

من أجل البقاء على قيد الحياة خلال هذه التحولات، ستحتاج الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وغيرها لحماية مستقبل أعمالهم، كبيرها وصغيرها، والبحث عن فرص للاستفادة من النظام الاقتصادي العالمي الجديد، وليس إنكاره. إن تجاهل هذه التغييرات التي سببها فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي سيكون أكثر ضررا من أي جائحة مرضية.

إذا استمر تفشي المرض بعد شهر نيسان (أبريل) بكثير سيكون من الصعب تجنب الركود الكامل والأسوأ من ذلك، أن أسعار الفائدة طويلة الأجل قريبة بالفعل من الصفر مما يحد بشدة من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تعزيز الاقتصاد الأمريكي. يمكن أن تساعد السياسة المالية مثل تخفيض ضريبة الرواتب، على الرغم من أن ما يحد من الاستهلاك في هذا الوقت ليس نقص المال بل عدم الرغبة في الإنفاق.
لذا، ما إذا كانت الأسواق تبالغ في رد الفعل يعتمد على احتمال استمرار التفشي. يبدو أن الأسواق تتوقع أن يستمر تأثير الوباء لفترة أطول من شهرين. لكن القدرة على التحمل تعتمد إلى حد كبير على تدابير الاحتواء وصناع السياسات لدينا.

المصادر: Independent

CNN 

اقرأ ايضًا باحثة مصرية تطور اختبار الكورونا المستجد في جونز هوبكينز

 

ما السر وراء الوفيات المرتفعة في إيطاليا بسبب فيروس كورونا المستجد؟

ما السر وراء الوفيات المرتفعة في إيطاليا بسبب فيروس كورونا المستجد؟

حسب آخر تحديث يوم الأحد 22 مارس، وصل عدد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجد في إيطاليا إلى أزيد من 59000 شخص، بينما ارتفع العدد الإجمالي للوفيات ل 5476 شخص. ويتخطى إجمالي وفيات إيطاليا تلك المسجلة في الصين منذ بداية الأزمة، وبذلك تتصدر المرتبة الأولى عالميا من حيث عدد الوفيات.

إذن لماذا ارتفعت ضحايا الفيروس في إيطاليا بالذات؟

ما السر وراء الوفيات المرتفعة في إيطاليا بسبب فيروس كورونا المستجد؟

حسب جريدة ذا نيويورك تايمز، فإن نسبة كبر السن في إيطاليا جد مرتفعة بحيث تتصدر المرتبة الأولى في القارة الأوروبية والمرتبة الثانية عالميا بعد اليابان، حيث 23 في المائة من الساكنة تبلغ 65 سنة وأكثر.

كنتيجة لما ذكر فإن أغلبية الوفيات التي تم تسجيلها كانت في عمر 80 سنة فما فوق.

وأفاد أوبري غوردن، مختص في علم الأوبئة ومساعد بروفسور في جامعة ميشاغن، أن معدل الوفيات في بلد ما يعتمد أساسا على البنية الديموغرافية للسكان. لذلك فمن الطبيعي أن تكون نسبة الوفيات في إيطاليا مرتفعة مقارنة ببلد يتمتع بساكنة شابة.

يقول والتر ريتشياردي الذي ينتمي لمنظمة الصحة العالمية أن أولئك الذين ألقوا حتفهم في إيطاليا كانوا يعانون أيضا من أمراض مزمنة، فتسبب الفيروس بزعزعة استقرارهم الصحي ووضعهم في خطر شديد.

ويتجلى سبب آخر رئيسي في الضغط الذي وقع على المستشفيات حيث يصاب عدد هائل من الأشخاص في آن واحد، ما أدى إلى انهيار النظم الصحية في البلاد. يتم استقبال المصابين في المستشفى وتقديم العناية المركزة لمن هم بحاجة إليها شريطة عدم معاناتهم من أمراض مزمنة حسب ما أفاد به مدير الأوبئة المعدية رفايلو برونو في وحدة “سان ماتو” لصحيفة ذا نيويورك تايمز.

حقوق الصورة: أندريا مانتوفاني لصحيفة نيويورك تايمز

وقال رئيس إقليم “لومبارديا” السيد أتيليو فونتانا، أن المنطقة طلبت من الأطباء المتقاعدين والممرضات العودة إلى العمل.

كما أنه يصعب الوصول إلى جميع المصابين بالفيروس خصوصا أولئك الذين لا تظهر عليهم الأعراض أو تكون خفيفة. تم العثور على الكثير من هذه الحالات بمجرد القيام بالعديد من الاختبارات داخل المجتمع، ما أدى إلى انخفاض معدل الوفيات الإجمالي.

المصادر:

LiveScienceScientificAmericanTheNewYorkTimesWorldMeters

اقرأ أيضا حول نفس الموضوع:

هل فيروس كورونا المستجد طبيعي أم مخلق معمليا؟

هل يمكن لفيروس كورونا أن يعيش في التغيرات المناخية؟

طريقة تطهير الأسطح المشكوك تلوثها بفيروس كورونا

مع تفاقم الأزمة الصحية الحالية وإعلان منظمة الصحة العالمية WHO أن COVID-19 (مرض فيروس كورونا) أصبح جائحة عالمية Pandemic؛ ومع عدم وجود علاج نوعي أو لقاح للمرض (حتى تاريخ كتابة المقال)؛ تظهر حاجة ملحة لتطبيق طرق الوقاية المختلفة المنصوص عليها من قبل المنظمات الصحية، منها العناية بالنظافة الشخصية، غسل اليدين بالطريقة الصحيحة لمدة لا تقل عن 20 ثانية، تجنب الأماكن المزدحمة، تجنب المصافحة والتقبيل، هذا بالإضافة للحفاظ على نظافة الأسطح والأرضيات والأدوات المستعملة سواء في المنزل أم في المنشآت الصحية. لذلك يجب أن نتعرف على طريقة تطهير الأسطح المشكوك تلوثها بفيروس كورونا بشكل خاص، وهنا تتبادر مجموعة أسئلة إلى ذهننا، ما هي المواد التي يجب استخدامها؟ ما هي التراكيز الفعالة للقضاء على الفيروسات؟ وما هي معايير السلامة الواجب تطبيقها؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سوف نجيب عليها في هذا المقال.

نظرة عامة

أصبح من المعروف أن العدوى بفيروس كورونا تنتقل من شخص إلى آخر بالتماس القريب عبر القطيرات التنفسية. من ناحية أخرى لم يُوثَّق انتقال العدوى للأشخاص عن طريق الأسطح الملوثة بالفيروس، ولكن تُشير الأدلة الحالية إلى أن فيروسات الكورونا تبقى حية على الأسطح من عدة ساعات حتى عدة أيام حسب الظروف. من هنا تنبع أهمية الحفاظ على نظافة الأسطح وطهارتها من الملوثات، ويمكن تحقيق ذلك بمواد متوفرة في كل منزل.

بداية نشير إلى أهمية التفريق بين المصطلحين: التنظيف والتطهير. التنظيف يشير إلى إزالة الأوساخ والشوائب من الأسطح وقد يقلل الحمل من الميكروبات. فالتنظيف لا يقتل الميكروبات، وإنما يزيلها، ويقلل من أعدادها ومن خطر انتشار العدوى. أما التطهير يشير إلى استخدام المواد الكيميائية لقتل الميكروبات على الأسطح بعد التنظيف. ويمكن أن يقلل التطهير أيضًا من خطر انتشار العدوى.

توصي منظمة الصحة العالمية ومركز التحكم ومكافحة الأمراض CDC باتباع إجراءات التنظيف والتطهير لمرافق الرعاية الصحية والوحدات السكنية والأدوات المستخدمة بشكل صحيح ومستمر. حيث يجب تنظيف وتطهير الأسطح متكررة اللمس يوميًا في الأماكن المنزلية (مثل الطاولات والكراسي ومقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة وأجهزة التحكم عن بعد والمكاتب والمراحيض والأحواض).

المواد الموصى باستعمالها

يوجد العديد من المطهرات الفعالة على الفيروسات المغلفة ومن ضمنها SARS-CoV-2 (فيروس كورونا المستجد)، يمكن استخدام معظم المواد المطهرة المنزلية المسجلة لدى وكالة حماية البيئة EPA. نذكر هنا أهم هذه المواد المطهرة والتي تمتلك فاعلية ضد الفيروسات. منها محلول هيبوكلوريت الصوديوم Sodium Hypochlorite وتوجد هذه المادة في مبيض الكلور clorine bleach، وتعرف بأسماء عدة مثل ماء جافيل أو الكلوركس أو الكلور السائل. يستخدم بنسبة 0.1-0.5% لتطهير الأسطح. كما يمكن أن نستخدم الكحول الإيثيلي Ethanol بتركيز 70% لتطهير المعدات متعددة الاستخدام مثل موازين الحرارة أو الأسطح والأدوات التي يمكن أن يتلفها محلول ماء جافيل. فيما عدا ذلك لا داعي لهدر الكحول. كما يمكن استخدام مركبات الأمونيوم الرباعية Quaternary ammonium والماء الأوكسجيني Hydrogen Peroxide ولكن على نطاق ضيق لوجود عدة محاذير.

طريقة تحضير محلول هيبوكلوريت الصوديوم بهدف تطهير الأسطح المشكوك تلوثها

يتوافر هذا المحضر تجاريا في الأسواق بتركيز 3-6%، لذلك لتحضير محلول بتركيز 0.5% (وهو التركيز الموصى به) قم بالتمديد بنسبة 1 إلى 10، أي نضع في وعاء بلاستيكي 9 أجزاء من الماء ونضيف إليها جزء واحد من محلول ماء جافيل.

نصائح مهمة

  • التمديد ضروري جداً، تقيد به لتجنب التأثير المخرش للمحلول على العين والجلد والأغشية المخاطية.
  • ومدد الكمية التي تحتاجها فقط، فهذه المواد تفقد صلاحيتها بعد يوم واحد من تمديدها.
  • بعد تطبيق المحلول على الأسطح اتركه لفترة 5 دقائق وتجنب تجفيفه فوراً.
  • انتبه لتاريخ الصلاحية، فمحلول ماء جافيل يفقد فعاليته بشكل كبير عند تجاوز تاريخ الصلاحية.
  • احفظ المحلول ضمن الشروط المنصوص عليها من قبل المُصَنِّع، وذلك لتحافظ على فعالية المحلول. غالباً يمكن حفظه على الرف لمدة سنة من تاريخ التصنيع عند إحكام إغلاقه. يفقد ماء جافيل فعاليته بتعريضه للضوء المباشر أو للحرارة فوق 25 درجة مئوية. بمجرد أن يفقد المنتج فعاليته لن يعود قادراً على التطهير.

إرشادات التعامل مع المواد المطهرة المنزلية بشكل عام

من المهم جداً عند استخدامك للمطهرات الكيميائية اتباع التعليمات التالية التي تضمن الفعالية والسلامة الشخصية:

  1. قم بارتداء القفازات قبل القيام بعملية التنظيف أو التطهير، وأثناء تحضير المحلول المطهر (يفضل أيضاً استخدام القناع الطبي).
  2. إذا كانت الأسطح متسخة، فيجب تنظيفها باستخدام الماء والصابون أو منظف آخر قبل التطهير.
  3. تأكد من تاريخ انتهاء الصلاحية الخاص بالمحلول.
  4. استخدم المحلول في مكان ذو تهوية جيدة.
  5. قم بتمديد المحلول وفق النسب المذكورة على العبوة بدقة.
  6. تجنب مزج المطهرات أو المنظفات المنزلية مع بعضها البعض.
  7. خزّن المواد المطهرة بعيدةً عن متناول الأطفال.
  8. بعد الانتهاء من التنظيف، تخلص من القفازات، ثم اغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.

احذر مزج المنظفات المنزلية!

مزج المنظفات قد يبطل مفعولها وينتج عنه تسممات خطيرة، مثال:

  • ماء جافيل مع الأمونيا ينتج عنه غاز الكلورامين السام
  • ماء جافيل مع الكحول ينتج عنه الكلوروفورم السام
  • ماء جافيل مع حمض الخل ينتج غاز الكلورين السام
  • ماء جافيل مع الفلاش (حمض كلور الماء) ينتج غاز الكلور السام

أخيراً، خير وسيلة لتجنب الإصابة هي التزام سبل الوقاية، حافظ على نظافة يديك ونظافة البيئة المعيشية حولك، مع تمنياتنا لكم بالصحة والسلامة الدائمة.

مقالات مرتبطة

صناعة معقم اليدين بنفسك وبأبسط الطرق. هنا

لماذا يقتل الصابون فيروس كورونا المستجد؟ هنا

المصادر

1- List N: Disinfectants for Use Against SARS-CoV-2 هنا

2- Coronavirus disease (COVID-19): How to isolate at home when you have COVID-19 هنا

3- Interim Recommendations for US Households with Suspected/Confirmed Coronavirus Disease 2019 هنا

4- COVID-19 – Disinfecting with Bleach هنا

5- Water, sanitation, hygiene and waste management for the COVID-19 virus, WHO, Technical brief, 3 March 2020.

6- Guidance for Environmental Cleaning in Non-Healthcare Facilities in Relation to Covid-19, State of Qatar, Ministry of Public Health.

7- Interim guidance for environmental cleaning in non-healthcare facilities exposed to SARS-CoV-2, ECDC Technical Report, 18 February 2020.

8- Dangers of Mixing Bleach with Cleaners هنا

تجربة أول لقاح لعلاج فيروس كورونا

من سينتصر الفيروس الثائر أم العلماء؟

منذ أن كشف الفيروس عن نفسه وأعلن الحرب على البشرية والعلماء يتسابقون مع الزمن من أجل الوصول للقاح أو علاج ما يكبح جماح هذا الفيروس الثائر، فقد تسبب COVID-19 في وفاة أكثر من 90 شخصًا في الولايات المتحدة، وعلى الصعيد العالمي يتجاوز عدد الوفيات 7500 شخص، ولكن سعي العلماء والخبراء لم يذهب سدى حيث أعلن المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، يوم الاثنين، عن بدء تجربة أول لقاح لعلاج فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، مما يمثل خطوة رئيسية في السباق العالمي لإيجاد علاج.

بطلة هذا الحدث جينيفر هالر:

البالغة من العمر 43 عامًا وهي أم لطفلين، مديرة عمليات في شركة تكنولوجية صغيرة، وهي أول شخص يتم حقنه بلقاح تجريبي لفيروس كورونا يوم الأثنين في سياتل، واشنطن، قالت هالر:

نشعر جميعنا بالعجز الشديد، وهذه فرصة رائعة بالنسبة لي لفعل شيء ما“،

وأضافت أيضًا:

آمل أن نصل إلى لقاح فعال بسرعة وأن نتمكن من إنقاذ الأرواح وأن يعود الناس إلى الحياة في أقرب وقت ممكن

هل يمكننا القول بإنها بداية نهاية الكورونا:

“إن إيجاد لقاح آمن وفعال للوقاية من الإصابة بـ COVID 19 هو أولوية عاجلة للصحة العامة”

هكذا صرح أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في المعاهد الوطنية للصحة.

وبالفعل تم تطوير لقاح أطلق عليه «mRNA-1273» من قبل شركة التكنولوجيا الحيوية« Moderna» بالاشتراك مع باحثين من المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، وأوضح العلماء أنه ليس ثمة احتمال لإصابة المتطوعين بالفيروس، إذ أن اللقاح لا يحتوي على الفيروس نفسه، وإنما على جزء صغير من شفرته الجينية يُطلق عليه اسم جزئ الحمض النووي الريبوزي الرسول أو الرنا (mRNA)، والذي استخرجه العلماء من الفيروس وتم تطويره في المختبر، ذلك الجزء من الجينوم مسؤول عن تكوين البروتين على سطح الفيروس الذي يرتبط بمستقبلات معينة على سطح الخلايا حتى يخترقها ويسبب المرض، ويتأمل الخبراء أن يؤدي ذلك إلى تحفيز الجهاز المناعي للجسم لمكافحة العدوى الحقيقية، مما يمنع تطور COVID-19.

كما ويتم تطوير لقاحات COVID-19 المحتملة الأخرى حول العالم، حيث يختبر الدكتور «كايفون مودجارراد-Modjarrad» مدير معهد أبحاث جيش والتر ريد، لقاحًا محتملاً يمنع الفيروس من الالتصاق برئة الشخص، وقال مودجارد في هذا الشأن:

إذا لم يتمكن الفيروس من دخول خلايا الرئة الخاصة بك، فإنه لا يمكن أن يسبب المرض“.

دراسة اللقاح على مراحل، ما الهدف منها؟!

“إن دراسة المرحلة الأولى، التي تم إطلاقها بسرعة قياسية، هي خطوة أولى مهمة نحو تحقيق الهدف من اللقاح“،

هذا ما أضافه أنتوني، كما وتهدف دراسة المرحلة الأولى إلى اختبار 45 متطوعًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و 55 عامًا، والذي سيحصلون على جرعتين من اللقاح على مدى حوالي 6 أسابيع، وسيتم رصدهما لتقييم سلامة اللقاح وفعاليته، ويتضمن هذا الأخير رؤية مدى نجاح اللقاح في تحفيز الاستجابة المناعية للبروتين على سطح الفيروس RS-CoV2.

في بيان صحفي توضح أن Moderna تعمل بالفعل مع إدارة الأغذية والأدوية (FDA) والمنظمات الأخرى للتحضير لتجربة المرحلة الثانية.

حدث نادر ومثير للجدل!

لم يتم اختبار لقاح «mRNA-1723» في الفئران قبل بدء التجارب السريرية على البشر، وهو حدث نادر ومثير للجدل بشكل لا يصدق، حيث يصر بعض الخبراء على أن شدة الوضع الحالي قد يكون مبرر، في حين يشعر البعض الآخر بالقلق من أن هذا قد يخالف المعايير الأخلاقية ومعايير السلامة المختلفة ويعرض المشاركين في التجربة لخطر أكبر من الطبيعي.
قال الدكتور جون تريجوينغ، خبير الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن، المملكة المتحدة:

يستخدم هذا اللقاح التكنولوجيا الموجودة مسبقًا، وقد تم جعله على مستوى عالٍ جدًا، وذلك باستخدام الأشياء التي نعرف أنها آمنة تجاه الأشخاص وسيتم مراقبة أولئك الذين يشاركون في التجربة عن كثب، نعم تمت العملية بسرعة، لكنه سباق ضد الفيروس، وليس ضد بعضهم البعض كعلماء، ويتم كل ذلك لصالح البشرية“.

أخر ما تم توضيحه من قبل الخبراء:

على الرغم من أن تصميم وإنتاج اللقاح المرتقب كان سريعًا بشكل لا يصدق، ولكن سيستغرق تقييمه وقتًا طويلاً، إذ سيتم متابعة جميع المشاركين لمدة 12 شهرًا بعد التطعيم الثاني لجمع البيانات التي يحتاجها الباحثون في البداية لمعرفة ما إذا كان اللقاح آمن وفعال، ولا تزال الدراسة تسجل الأشخاص الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18-55 في منطقة سياتل للمساعدة في اختبار اللقاح الجديد.

المصدر:

forbes

cbsnews

bbc

الصراع الأمريكي الألماني على علاج فيروس كورونا

الصراع الأمريكي الألماني على علاج فيروس كورونا، هل سينجح دونالد ترامب من خلال محاولات الإغراء في إيجاد لقاح خاص بالولايات المتحدة الأمريكية؟!

أفادت صحيفة «Welt am Sonntag» الألمانية بأن حكومتي ألمانيا والولايات المتحدة تتصارعان على شركة «CureVac» التي تتخذ من ألمانيا مقراً لها والتي تعمل على تطعيم فيروس كورونا الجديد، حيث أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول إغراء مختبر ألماني لتطوير لقاح حصريًا للولايات المتحدة.

يقع مقر الشركة في مدينة توبنغن بجنوب غرب ألمانيا وتعمل مع معهد بول إرليخ المرتبط بوزارة الصحة الألمانية، كما أن لديها مواقع في فرانكفورت ومدينة بوسطن الأمريكية. وقال فلوريان فون دير مولبي، المؤسس المشارك CureVac وكبير مسؤولي الإنتاج لها، يوم الجمعة الماضي لرويترز إن البحث في العديد من اللقاحات المحتملة قد بدأ وسيتم اختيار أكثرهما نجاحًا للاختبارات السريرية، كانت الشركة تأمل في تطوير لقاح تجريبي بحلول يونيو أو يوليو، ومن ثم الحصول على الموافقة على الاختبار على الأشخاص.

أفادت وسائل الإعلام الألمانية البارزة، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يقدم مبالغ كبيرة من المال للعلماء الألمان الذين يعملون على اكتشاف علاج للفيروس، وذكرت الصحيفة أنه أراد تأمين الحقوق الحصرية لعملهم، ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي ألماني مجهول قوله إن ترامب كان يفعل كل ما في وسعه لتأمين لقاح للولايات المتحدة، “ولكن فقط للولايات المتحدة”، وأشارت الصحيفة أيضًا أن الحكومة الألمانية حاولت تقديم حوافز مالية للشركة للبقاء في ألمانيا.
وصرح متحدث باسم وزارة الصحة الألمانية لـ “دي فيلت” بأن الحكومة كانت في حوار مكثف مع CureVac، وقال المتحدث إن “الحكومة الألمانية مهتمة للغاية بتطوير لقاحات وعلاجات ضد لفيروس كورونا الجديد الذي ينتشر في ألمانيا وأوروبا”.

في 2 مارس حضر الرئيس التنفيذي لشركة CureVac آنذاك «دانييل مينيشيلا-Menichella» اجتماعًا في البيت الأبيض لمناقشة تطوير لقاح فيروس كورونا مع ترامب وأعضاء فريقه الخاص بالفيروسات التاجية، في 11 مارس، أعلنت الشركة أن مينيشيلا سيتم استبداله بمؤسس الشركة «Ingmar Hoerr»، تم كل ذلك دون إبداء سبب.

 

المصدر: dw

اقرأ أيضًا: شركة تدَّعي التوصل للقاح لكورونا.

Exit mobile version