لقاح فيروس كورونا الجديد من شركة Pfizer .. هل اقتربنا من الحل؟

مع التخوف الشديد من بداية موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا، ظهر خبر مُبشر! حيث أعلنت شركة فايزر (Pfizer) وشريكتها الألمانية شركة بيونتك (BoiNtech) عن لقاح فيروس كورونا الجديد، والذي أثبت نجاحه في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.

وُجد أن اللقاح المنتظر فعال بنسبة تصل إلى 90% في مقاومة كوفيد-19 عند المتطوعين، في أول اختبار مؤقت لفاعليته، دون دليل على تعرضهم للإصابة بـ (SARS cov-2). شملت الدراسة حوالي 43,538 متطوعًا مع نسبة تصل إلى 42% من خلفيات متنوعة، كما أنه لم تظهر أي مخاوف تتعلق بسلامتهم، وما زال يتم جمع البيانات المتعلقة بالسلامة والفعالية. (1)

متى يتوفر اللقاح؟

حاليًا، من المفترض أن يتم التقدم بطلب للحصول على ترخيص الاستخدام في حالات الطوارئ (EUA) إلى إدارة الغذاء والدواء (FDA)، وذلك بعد التأكد من معايير السلامة والفعالية المطلوبة، والذي من المتوقع حدوثه خلال الأسبوع الثالث من نوفمبر. وفقًا للتوقعات الحالية، يتوقع أن يتم إنتاج 50 مليون جرعة بنهاية عام 2020 و1,3 بليون جرعة خلال عام 2021، كما ستنشر كل من شركة ( فايزر – Pfizer) (وبيونتك- BoiNtech) دراستهما في ورقة بحثية. (1)

تفاصيل عن اللقاح الجديد

اللقاح الجديد مبني على تقنية mRNA، والذي أظهر دلائل على فعاليته في الوقاية من فيروس كورونا. أُجري أول تحليل مؤقت للفعالية في 8 نوفمبر، من قبل لجنة مراقبة البيانات الخارجية المستقلة (DMC) للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية. بعد مناقشات مع (إدارة الغذاء والدواء – FDA)، اختارت الشركات التخلي عن التحليل المؤقت المكون من 32 حالة، وإجراء أول تحليل مؤقت لما لا يقل عن 62 حالة. عند اختتام المناقشات، وصل عدد الحالات القابلة للتقييم إلى 94 حالة، وأجرى DMC تحليله الأول على كل الحالات. تشير حالة الانقسام بين الأفراد الذين تم تلقيحهم وأولئك الذين تلقوا الدواء الوهمي إلى أن معدل فعالية اللقاح أعلى من 90٪ خلال 7 أيام بعد الجرعة الثانية، وهذا يعني، أن الحماية تتحقق خلال 28 يوم بعد بداية التطعيم بمعدل جرعتين. ومع استمرار الدراسات؛ فقد تختلف نسبة فعالية اللقاح النهائية. (1)

اللقاح في المستقبل القريب

لم تبلغ (DMC) عن أي مخاوف تتعلق بالسلامة، كما توصي باستمرار الدراسة، وجمع البيانات الإضافية كما هو مخطط له، وسيتم مناقشة البيانات النهائية مع السلطات في مختلف أنحاء العالم. بدأت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في 27 يوليو وسجلت 43,538 متطوعًا حتى الآن، كما تلقى 38,955 متطوعًا الجرعة الثانية خلال 8 نوفمبر، ومن المفترض أن تستمر مراقبة المتطوعين على المدى الطويل لمدة عامين إضافيين. ما زال اللقاح قيد الدراسة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الدراسة خلال التحليل النهائي، عندما تتراكم 164 حالة مؤكد إصابتها بالفيروس، كما أن الدراسة تقيم إمكانية توفير اللقاح المرشح للحماية للأفراد الذين سبق لهم الإصابة بكورونا، وكذلك الوقاية ضد أعراضه الشديدة. ستقييم الفعالية مرة أخرى بناءً على الحالات المتراكمة بعد 14 يوم من الجرعة الثانية. سيساعد جمع كل هذه البيانات في التطوير، عبر اجراء التجارب والمقارنات بين اللقاحات الجديدة.

ما هي تقنية mRNA وهل هي آمنة؟؟

كما قلنا في بداية المقال، فإن اللقاح الجديد صُنِّع بتقنية جديدة تسمى mRNA، ولم يتم الموافقة عليها من قبل للاستخدام البشري؛ فهذه هي المرة الأولى التي يتم استخدامها على البشر، ففي العادة، تعمل اللقاحات العادية على استخدام أجزاء من الفيروس؛ لتحفيز جهاز المناعة للمقاومة، والتغلب على الفيروس. لكن باستخدام هذه التقنية؛ فإن (mRNA) يحفز جهاز المناعة على استهداف بروتين معين اسمه (spike)، الموجود على سطح فيروس الكورونا، هذا البروتين يساعد الفيروس على مهاجمة خلايا الإنسان. نظريًا فإن تَعطُّل هذا البروتين يعني عدم الإصابة بالفيروس. ومن مميزات هذه اللقاحات أنه يمكن تصنيعها سريعًا، كما أن تكلفتها منخفضة مقارنة بالتقنيات المستخدمة في اللقاحات الأخرى. (1)

الأعراض الجانبية للقاح تتشابه مع الأعراض الاعتيادية للقاحات، مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع وغيرها من الأعراض المعتادة، حيث لم يُصرح بوجود أعراض جانبية خطيرة. ولكن يظل القلق قائمًا فيما يتعلق بها، حيث أنها لم تستخدم على البشرمن قبل؛ لذا فإن مؤشرات السلامة هامة للغاية.

مازالت الدراسة مستمرة، لم نحصل بعد على صورة أوضح للبيانات حول هذه النسبة العالية من الفعالية، فهذا التحليل يشتمل بيانات 94 شخص مصابًا بالكورونا، وليس هناك أي دليل على أن اللقاح يمنع الإصابة بالفيروس عند المتطوعين الذين حصلوا على اللقاح الفعلي وليس العلاج الوهمي، من المرجح أن يظهر عليهم أعراض قليلة، لكن يبدو أن اللقاح يقلل من المضاعفات.

اللقاحات الجديدة

الجميل في الأمر أن لقاح فايزر ليس اللقاح الوحيد الذي يبدو واعدًا؛ فهناك لقاحات جديدة ما زالت قيد الدراسة السريرية، أملًا في الحصول على نتائج جيدة. مثل لقاح جامعة (أكسفورد – Oxford) و(شركة – Astrazenc) في المملكة المتحدة، ومن المرجح أن تصدر النتائج المؤقتة للقاح خلال أسابيع، ومن المرجح أن يتوفر اللقاح بكميات محدودة في نهاية 2020، ويعتمد تصنيع اللقاح على تقنية اللقاحات ناقلات الفيروسات الغدية (adenovirus Vector Vaccin). (2)

لقاح شركة (Moderna) في الولايات المتحدة، الذي سينهي المرحلة الثالثة في نهاية نوفمبر، ومن المرجح أنه سيكون متاح في الربع الأول من 2021، ويعتمد على تقنية (mRNA)، كما أنها بدأت تجاربها في شهر مارس الماضي وكانت أول شركة تبدأ في تطوير لقاح للكورونا.

لقاح شركة (Novavax) في الولايات المتحدة، كانت المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية جيدة، ضمت 100,000 متطوع من المملكة المتحدة، ومن المفترض أن يكون متاح في النصف الثاني من عام 2021. ويعتمد على تقنية لقاح البروتين المساعد (protein adjuvant (vaccine، والذي يعزز جهاز المناعة.

لقاح شركة (janssen pharmaceuticals) وهي جزء من شركة ( Johnson & Johnson) في الولايات المتحدة، نتائج المرحلة الثالثة كانت جيدة، ومن المرجح أنه سيكون متاح خلال النصف الأخير من 2021، وهو لقاح بتقنية اللقاحات النقابات للفيروسات الغدية (adenovirus Vector Vaccine).

لقاح شركة (valneva) الفرنسية ستصنع الجرعات في إسكتلندا، ومن المفترض أن يكون متاح خلال النصف الأخير من عام،2021 إذا كانت البيانات الخاصة بالسلامة والفاعلية جيدة كما أن اللقاح مصنوع تقنية الفيروس الخامل (inactivated virus). (2)

لقاح شركة (sinovac) الصينية، اللقاح في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، والذي يُجرى في كل من البرازيل وتركيا وإندونيسيا، ومن المتوقع أن تظهر البيانات المؤقتة في نوفمبر. لكن تم توقيف التجارب السريرية في البرازيل؛ بسبب ظهور أعراض جانبية، كذلك تم استخدامه من قبل، خلال حالات الطوارئ في المدينة الصينية (جياشينغ -Jiaxing)، ويستخدم تقنية الفيروس الخامل. (2)

إذًا ماذا بعد؟

يبدو الأمر مثيرًا للتفاؤل، وهو كذلك بالفعل! لكن هناك بعد الصعوبات التي ربما ستواجه توزيع اللقاح، ما زال هناك الكثير من الدراسات والأسئلة الغير مجابة بعد. فيما يتعلق باللقاحات الجديدة وبالأخص لقاح فايزر الجديد. كما أن اللقاحات لها مستويات مختلفة من الفعالية، حيث توفر الجرعة المثالية كما يسميها مطورو اللقاح ،مناعة معقمة، والتي تحمي الناس بشكل تام من الإصابة بالعدوى، ولكن العديد من اللقاحات لا تلبي هذا الغرض، ربما تقلل من ظهور المرض، حتى لو استمر البعض في الإصابة به. كما أن طرح ملايين اللقاحات عالميًا، يمثل كابوسًا لوجسيتيًا، سواء في النقل أو التخزين أو التوزيع، فاللقاح لا بد أن يُشحن ويحفظ في -70 درجة مئوية! وهي درجة أبرد من درجات حرارة تبريد اللقاحات الأخرى. لذا فالأمر سيشكل عقبة في الكثير من البلدان، بالإضافة إلى التخوف من عدم توفر المواد للقاح. (3)

ولكن رغم ذلك؛ فإن النتائج الإيجابية ستكون مؤشرًا جيد لباقي الشركات المصنعة للقاحات الجديدة. ربما يبدو الأمر معقدًا، أو سيأخد الكثير من الوقت على عكس المتوقع، ولكنه يعطي أملًا كبيرًا لتجاوز هذه الجائحة في المستقبل القريب، وحتى لو أخذ العالم جميعه اللقاح؛ فإن الفيروس سيبقى موجودًا! لذا لا بد أن التعامل بحذر، والاستمرار في التباعد الاجتماعي، واتباع وسائل الحماية الإعتيادية من غسل الأيدي وارتداء الكمامات، حتى تتضح الرؤية أكثر، ويصبح هناك بيانات واضحة للتعامل اللقاحات وطرق توفيرها واستخدامها في البلدان المختلفة.

اقرأ أيضًا: هل يمكن لفيروس كورونا أن يسكّن الألم؟

المصادر

  1. Pfizer and BioNTech Announce Vaccine Candidate Against COVID-19 Achieved Success in First Interim Analysis from Phase 3 Study | Pfizer. (2020). Retrieved 12 November 2020, from here.
  2. Grover, N. (2020). 6 key questions about the Pfizer/BioNTech Covid-19 vaccine. Retrieved 12 November 2020, from here.
  3. We just got the world-changing news that Pfizer’s coronavirus vaccine works. Here’s what you need to know and why you shouldn’t throw your mask away just yet. (2020). Retrieved 12 November 2020, from here.

هل يعتبر العلاج الطبيعي حلا غير تقليدي لأمراض كورونا؟

هل يعتبر العلاج الطبيعي حلا غير تقليدي لأمراض كورونا؟

في ظل جائحة مرض فيروس كورونا، تزايد الضغط من قبل المصابين بالفيروس الذي تتضاعف أعدادهم يوميا على مؤسسات الخدمات الصحية من مستشفيات وعيادات للحصول على الرعاية الطبية، وزاد الضغط أكثر من قبل بعض الإناس الغير مصابين للإطمئنان على حالتهم الصحية في حال ظهور بعض الأعراض الطفيفة التي تجعلهم يتشككون في إصابتهم، لذلك إليك حل غير تقليدي يمكنك اللجوء إليه للحصول على رعاية صحية فورية في حال صعوبة الحصول على الرعاية الدوائية مؤقتا، سواء لمصابي فيروس كورونا أو الأمراض الهامشية التي سببها.

• هل هناك وسائل بالعلاج الطبيعي تقلل من ضيق التنفس؟

يقدم أطباء مهنة العلاج الطبيعي، وهي مهنة ناشئة حديثا لكن تطبيقاتها الطبية بدأت في التوسع بعدما أثبتت فعاليتها، وسائل قوية لتقليل ضيق التنفس والمساعدة في عودة مجرى التنفس بشكل طبيعي؛ وذلك عن طريق:

١- وضع المريض في اوضاع معينة واستخدام اليد في الطرق بشكل معين على أماكن البلغم والسوائل الذي ينتجها الجسم في الرئة وتسبب ضيق التنفس، والذي تم كشف وجودها عن طريق الأشعة أو السماعة الطبية، ومن ثم إزالتها من الرئة، قد يعاني المريض من كحة غير مريحة لعدة دقائق أثناء خروج هذه السوائل، لكن سوف تشعر بالتحسن السريع بعدها ويتحسن مجرى التنفس.

٢- يقدم أطباء العلاج الطبيعي مجموعة من التمرينات التنفسية، لتمرين الرئة على الشهيق والزفير مع وجود مقاومة للهواء الداخل والخارج، مما يتيح الفرصة لتوسيع الشعب الهوائية الذي يعزز من التنفس بشكل طبيعي.

٣- بالإضافة إلى تمرينات الرئة، يتم تمرين عضلات القفص الصدري والمسئولة بشكل كبير عن التنفس بشكل عام لتقويتها ومن ثم المساعدة في إدخال أكبر قدر من الهواء داخل الرئة. هذه الوسائل العلاجية يمكنها تقليل ضيق التنفس والحصول على علاج سريع له، وبالفعل قامت العديد من المستشفيات في كل دول العالم في تطبيق تلك الوسائل لمصابي الفيروس.

• هل العلاج الطبيعي يساعد مصابي فيروس كورونا على جهاز التنفس الصناعي؟

في الحالات الشديدة والتي تستدعي وضع المصاب بالفيروس على جهاز التنفس الصناعي، والذي يمكن أن تجعله يمكث لفترة على هذا الجهاز، مما يساهم في تتراجع قواه العضلية والعصبية والتنفسية والتي تسبب خمول الرئة وفقد العضلات لقوتها، فيعمل العلاج الطبيعي على الحفاظ على كل تلك القوى الحيوية، مما يقلل من المكوث في المستشفى لفترة أطول ولزوم العلاج بعد الخروج منها.

• هل يقلل العلاج الطبيعي من الإكتئاب؟

يقدم أطباء العلاج الطبيعي التمرينات العلاجية التي من شأنها أن تقلل حدة الإكتئاب الذي قد يسببه أخبار وتداعيات الفيروس في كل مكان، وخاصة الأعراض التي تصاحبه مثل الكحة وبعض اضطرابات الجهاز الهضمي بالإضافة إلى الصداع، والذي يعتبر من أكثر الأعراض شيوعا لمصابي الإكتئاب جانب القلق والتوتر، والتي تقضي عليهم التمرينات والرياضة العلاجية التي يقدمهوها، بالإضافة إلى علاج الحالات المرضية الأخرى والتي يُحتمل أن يصاحبها الإصابة بالفيروس مثل الشلل النصفي وضمور العضلات، وبعض الأمراض القلبية والتنفسية، والتي قد يعززون من الشعور بالإكتئاب.

• هل طبيب العلاج الطبيعي يساعدك في تخلصك من الشك في إصابتك؟

مؤقتا ولغاية الحصول على الإرشادات من الطبيب المختص، يمكن أن يمدك طبيب العلاج الطبيعي والمؤهل بشكل كافي ببعض المعلومات التي تفسر أعراضك وأسبابها، وقد يساعد مبدئيا وبناء على تلك الأعراض في تشخيصك في حال إصابتك بالفيروس أم لا حتى تتوافر الوسائل التشخيصية المناسبة، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف الضغط على المؤسسات الطبية الأخرى.

هل يعتبر العلاج الطبيعي حلا غير تقليدي لأمراض كورونا؟

في ظل عدم وجود اللقاح لعلاج هذه الأمراض الذي يسببها الفيروس، وتزايد الضغوطات على أماكن الرعاية الصحية وصعوبة الحصول على خدماتها أحيانا، واجب الحصول على طرق أخرى فعالة وغير تقليدية من شأنها تقليل الآثار الناتجة عنه حتى يظهر هذا اللقاح، وقدمنا واحدة منها.

المصادر

physio-pedia.com

ncbi

مترجم: عالم ما بعد فيروس الكورونا للكاتب يوفال نوح حراري

عالم ما بعد فيروس الكورونا للكاتب يوفال نوح حراري يوضح فيه يوفال نوح حراري ماهية عالم ما بعد فيروس الكورونا مستعرضا تخوفاته وما نحتاجه لتشكيل عالم أفضل بدلًا من عالم منعزل شديد الرقابة يقتص من حرياتنا، فيقول:

“إن مطالبة الناس بالاختيار بين الخصوصية والصحة هو في الواقع أصل المشكلة، لأنه خيار زائف. يمكننا -وينبغي أن- نتمتع بالخصوصية والصحة معًا. يمكننا أن نختار حماية صحتنا ووقف وباء الفيروس التاجي؛ ليس عن طريق إنشاء أنظمة مراقبة استبدادية، ولكن عن طريق تمكين المواطنين.”

يوفال نوح حراري

إليكم المقال:

تواجه البشرية الآن أزمة عالمية، ربما كانت أكبر أزمة في جيلنا، ويُحتمل أن تشكّل القرارات المُتخذة خلال الأسابيع القليلة المقبلة من الشعوب والحكومات عالمنا لسنوات قادمة. لن ينحصر تأثيرها على أنظمة الرعاية الصحية فقط ولكن ستشكّل اقتصادنا وسياستنا وثقافتنا. يجب علينا أن نتصرف بسرعة وحسم، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار العواقب طويلة المدى لأعمالنا. عند الاختيار بين البدائل، يجب أن نسأل أنفسنا ليس فقط عن كيفية التغلب على التهديد المباشر، ولكن أيضًا عن نوع العالم الذي سنعيش فيه بمجرد مرور العاصفة. نعم، ستمر العاصفة، وستبقى البشرية على قيد الحياة، سيظل معظمنا على قيد الحياة – لكننا سنعيش في عالم مختلف.

ستصبح العديد من تدابير واجراءات الطوارئ قصيرة الأجل من عناصر الحياة الأساسية في المستقبل. هذه هي طبيعة حالات الطوارئ، فهي تسرّع من العمليات التاريخية والقرارات التي قد تستغرق في الأوقات العادية سنوات من المداولات، ولكن تُمرر في حالات الطوارئ في غضون ساعات. يُدفَع بالتقنيات غير الناضجة وحتى الخطرة للخدمة، فمخاطر عدم القيام بأي شيء أكبر. تبدو دُوَل بأكملها كفئران في تجارب اجتماعية واسعة النطاق. ماذا قد يحدث عندما يعمل الجميع من المنزل ويتواصلون فقط عن بُعد؟ ماذا قد يحدث عندما تُقدّم كل المدارس والجامعات محتواها مباشرة على الإنترنت؟

في الأوقات العادية، لن توافق الحكومات والشركات والمجالس التعليمية على إجراء مثل هذه التجارب. لكن هذه الأوقات ليست عادية. في وقت الأزمة هذا، نواجه خيارين مهمين بشكل خاص. الخيار الأول بين المراقبة الشمولية وتمكين المواطنين. والثاني بين العزلة القومية والتضامن العالمي.

المراقبة الحيوية أو “المراقبة تحت الجلد”

من أجل وقف الوباء، يجب على جميع السكان الامتثال لإرشادات معينة. هناك طريقتان رئيسيتان لتحقيق ذلك. إحدى الطرق هي أن تراقب الحكومة الشعب، وتعاقب أولئك الذين يخالفون القواعد. اليوم، ولأول مرة في تاريخ البشرية، تتيح التكنولوجيا مراقبة الجميع طوال الوقت. قبل خمسين عامًا، لم يكن باستطاعة المخابرات السوفيتية KGB مراقبة 240 مليون مواطن سوفيتي على مدار 24 ساعة، ولا يمكن للـ KGB معالجة جميع المعلومات التي تم جمعها بشكل فعّال. اعتمدت وكالة المخابرات السوفيتية (KGB) سابقًا على عملاء ومحللين بشريين، ولم تتمكن من توظيف شخص لمراقبة كل مواطن. ولكن يمكن للحكومات الآن أن تعتمد على أجهزة استشعار وخوارزميات قوية في كل مكان بدلاً من الأشخاص.

استخدمت عدة حكومات بالفعل أدوات المراقبة الجديدة في معركتها ضد جائحة فيروس الكورونا. أبرز حالة هي الصين؛ من خلال مراقبة الهواتف الذكية للأشخاص عن كثب، والاستفادة من مئات الملايين من كاميرات التعرف على الوجوه، وإلزام الأشخاص بفحص درجة حرارة أجسامهم وحالتهم الطبية والإبلاغ عنها. لا يمكن للسلطات الصينية أن تحدد فقط حاملي الفيروس المشتبه بهم، ولكن أيضًا تتبع تحركاتهم وتتعرف على أي شخص اتصلوا به. تحذّر مجموعة من تطبيقات الهاتف المحمول المواطنين من اقترابهم من المرضى والمصابين.

لا يقتصر هذا النوع من التكنولوجيا على شرق آسيا. إذ سمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا لوكالة الأمن الإسرائيلية بنشر تكنولوجيا المراقبة المخصّصة عادة لمحاربة الإرهابيين لتعقب مرضى فيروس الكورونا المستجد. وعندما رفضت اللجنة الفرعية البرلمانية المعنية الموافقة على الإجراء، صدمها نتنياهو بـ “مرسوم الطوارئ”.

المراقبة البيومترية، يمكنك أن تجعل قضية المراقبة البيومترية بمثابة إجراء مؤقت يُتّخذ أثناء حالة الطوارئ. لكن للأسف، للتدابير المؤقتة عادة سيئة في تجاوز حالات الطوارئ

قد نتجادل بأنه لا يوجد جديد في كل هذا. ففي السنوات الأخيرة، استخدمت كل من الحكومات والشركات تقنيات أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى للتتبع والمراقبة والتلاعب بالناس. ومع ذلك، إذا لم نكن حذرين، فقد يمثل الوباء فاصلاً هامًا في تاريخ المراقبة. ليس فقط لأنها ستسمح بنشر أدوات المراقبة الجماعية في البلدان التي رفضتها حتى الآن، ولكن أكثر من ذلك لأنها تشير إلى تحوّل كبير من المراقبة “فوق الجلد” إلى “تحت الجلد” أي من المراقبة الفوقية للمراقبة الداخلية. ما نعلمه حتى الآن، هو معرفة الحكومة للروابط التي ينقرها إصبعك على شاشة هاتفك الذكي. ولكن مع اجراءات الفيروس الطارئة، يتحول الاهتمام إلى رغبة في معرفة درجة حرارة إصبعك وضغط الدم تحت الجلد.

إحدى المشاكل التي نواجهها في تشكيل موقفنا من المراقبة تكمن في عدم معرفتنا لكيفية مراقبتنا، وما قد تجلبه السنوات القادمة. تتطور تكنولوجيا المراقبة بسرعة فائقة، وما بدا أنه خيال علمي منذ 10 سنوات أصبح قديمًا اليوم. كمثال، تخيّل حكومة افتراضية تطالب بأن يرتدي كل مواطن سوارًا بيولوجيًا يراقب درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب على مدار 24 ساعة في اليوم. تُجمَع البيانات الناتجة وتُحلَّل بواسطة الخوارزميات الحكومية، وستعرف الخوارزميات أنك مريض حتى قبل أن تعرف أنت. كما ستعرف أيضًا أين كنت، ومن قابلت. يمكن تقصير سلاسل العدوى بشكل كبير، بل ويمكن كسرها تمامًا. بمقدورنا القول أن مثل هذا النظام قادر على إيقاف الوباء في غضون أيام. تبدو الأمور رائعة، أليس كذلك؟

لم تدرك أن هذا سيعطي الشرعية لنظام مراقبة جديد مرعب. إذا كنت تعلم، على سبيل المثال، أنني نقرت على رابط Fox News بدلاً من رابط CNN، فيمكن هذا أن يخبرك شيئًا عن آرائي السياسية، وربما يكشف لك عن شخصيتي “وهو ما حدث مع Cambridge analytica”. ولكن إذا تمكنت من مراقبة ما يحدث لدرجة حرارة جسدي وضغط الدم ومعدل ضربات القلب أثناء مشاهدة مقطع الفيديو، فيمكنك معرفة ما يجعلني أضحك أو أبكي، وما قد يجعلني غاضبًا حقًا.

من المهم أن نتذكر أن الغضب والفرح والملل والحب هي ظواهر بيولوجية مثل الحمى والسعال. يُمكن للتكنولوجيا نفسها التي ترصُد السعال أن تحدد الضحكات أيضًا. إذا بدأت الشركات والحكومات في جمع بياناتنا البيومترية “الحيوية” بشكل جماعي، فيمكنهم التعرف علينا بشكل أفضل بكثير مما نعرف حتى أنفسنا، ومن ثَمّ لا يمكنهم فقط التنبؤ بمشاعرنا ولكن أيضًا التلاعب بها وبيعنا أي شيء يريدونه – سواء كان ذلك منتجًا أو شخصية سياسية. ستجعل المراقبة البيومترية أساليب Cambridge Analytica تبدو وكأنها من العصر الحجري. تخيّل كوريا الشمالية في عام 2030، عندما يضطر كل مواطن إلى ارتداء سوار المراقبة البيومترية على مدار 24 ساعة في اليوم. حينها، إذا استمعت إلى خطاب القائد العظيم والتقط السوار علامات الغضب، فقد انتهت حياتك.

لن تتوقف معرفتي عند كوني خطرًا صحيًا على الآخرين، ولكن ستمتد إلى معرفتي بأي العادات تساهم في تحسين حالتي الصحية

يمكنك بالطبع أن تجعل قضية المراقبة البيومترية بمثابة إجراء مؤقت يُتّخذ أثناء حالة الطوارئ. ستزول المراقبة حالما تنتهي حالة الطوارئ. لكن للأسف، للتدابير المؤقتة عادة سيئة في تجاوز حالات الطوارئ، خاصة وأن هناك دائمًا حالة طوارئ جديدة تلوح في الأفق. على سبيل المثال، أعلنت إسرائيل، حالة الطوارئ خلال حرب الاستقلال عام 1948، والتي بررت مجموعة من الإجراءات المؤقتة مثل الرقابة على الصحافة ومصادرة الأراضي إلى اللوائح الخاصة لصنع الحلوى (أنا لا أمزح). كسبت حرب الاستقلال منذ فترة طويلة، لكنها لم تعلن أبدًا انتهاء حالة الطوارئ، وفشلت في إلغاء العديد من الإجراءات “المؤقتة” منذ عام 1948 (أُلغي مرسوم الطوارئ في عام 2011).

عندما تنخفض الإصابة بفيروس الكورونا المستجد إلى الصفر، يُمكن لبعض الحكومات المتعطشة للبيانات أن تتذرّع بحاجتها إلى إبقاء أنظمة المراقبة البيومترية في مكانها لخشيتها من حدوث موجة ثانية من الفيروس مثلاً، أو لوجود سلالة جديدة من فيروس إيبولا تتطور في وسط أفريقيا، أو لأن …. أعتقد أنك قد فهمت الفكرة. كانت هناك معركة كبيرة تدور رحاها في السنوات الأخيرة حول “حق الخصوصية”، وقد تصبح أزمة الفيروس نقطة تحوّل في المعركة. فعندما يُتاح للأشخاص الاختيار بين الخصوصية والصحة، فعادة ما يختارون الصحة.

شرطة الصابون

إن مطالبة الناس بالاختيار بين الخصوصية والصحة هو في الواقع أصل المشكلة، لأنه خيار زائف. يمكننا -وينبغي أن- نتمتع بالخصوصية والصحة معًا. يمكننا أن نختار حماية صحتنا ووقف وباء الفيروس التاجي؛ ليس عن طريق إنشاء أنظمة مراقبة استبدادية، ولكن عن طريق تمكين المواطنين. في الأسابيع الأخيرة، نظمت كوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة بعض أنجح الجهود المبذولة لاحتواء وباء الفيروس التاجي. فبالرغم من استخدام هذه البلدان لبعض تطبيقات التتبع، إلا أنها اعتمدت بشكل أكبر على تكثيف اختبارات الفيروس، وعلى تقارير صادقة، وعلى التعاون المتبادَل مع جمهور تمت توعيته. المراقبة المركزية والعقوبات القاسية ليست الطريقة الوحيدة لجعل الناس يمتثلون للإرشادات المفيدة. يمكن للمواطنين إذا عرفوا الحقائق العلمية، ووثقوا في السلطات العامة وما تخبرهم به من حقائق، أن يفعلوا الشيء الصحيح حتى بدون أن يراقبهم الأخ الأكبر “تعبير من رواية 1984 يستخدم للإشارة إلى مراقبة السلطة للمواطنين بهدف توجيههم والسيطرة عليهم”. عادة ما يصبح جمهور من أصحاب الدوافع الذاتية المستنيرة أكثر قوة وفعالية بكثير من جمهور من الخاضعين لقوة الشرطة والجاهلين. ضع في اعتبارك مثال غسل الأيدي بالصابون، “هل يستوجب علينا تعيين شرطة خاصة لإجبار المواطنين على غسل أيديهم بالصابون؟”. كان هذا أحد أعظم التطورات على الإطلاق في نظافة الإنسان، إذ ينقذ ملايين الأرواح كل عام. بينما نعتبر غسل الأيدي بالصابون أمرًا مُسلّمًا به الآن، لكن لم تُكتَشف أهميته علميًا إلا في القرن التاسع عشر. في السابق، حتى الأطباء والممرضات انتقلوا من عملية جراحية إلى أخرى دون غسل أيديهم. واليوم يغسل مليارات الأشخاص أيديهم يوميًا، ليس لأنهم يخافون من شرطة الصابون، ولكن لأنهم يفهمون الحقائق. أغسل يدي بالصابون لأنني سمعت عن الفيروسات والبكتيريا، أفهم أن هذه الكائنات الدقيقة تسبب الأمراض، وأنا أعلم أن الصابون يمكن أن يزيلها. ولكن لتحقيق مثل هذا المستوى من الامتثال والتعاون، فأنت بحاجة إلى الثقة. يحتاج الناس إلى الثقة بالعلم، والثقة بالسلطات العامة، والثقة بوسائل الإعلام. على مدى السنوات القليلة الماضية، قوّض السياسيون غير المسؤولين عمدًا الثقة في العلوم والسلطات العامة ووسائل الإعلام. الآن قد يميل هؤلاء السياسيون غير المسؤولين إلى السير في الطريق السريع نحو الاستبداد، بحجة أنه لا يمكنك الوثوق في الجمهور لفعل الشيء الصحيح.

عادة، لا يمكنك إعادة بناء الثقة التي تآكلت لسنوات بين عشية وضحاها. ولكن ما نحن فيه ليس بأجواء عادية. في الأزمات، يمكن للعقول أيضًا أن تتغير بسرعة. يُمكن أن تقع في شجار مرير مع أشقائك لسنوات، ولكن بمجرد حدوث طارئ، تكتشف فجأة خزّانًا خفيًّا من الثقة والوُد، وتُهرعوا لمساعدة بعضكم البعض. لم يفت الأوان لإعادة بناء ثقة الناس في العلوم والسلطات العامة ووسائل الإعلام، بدلاً من بناء نظام مراقبة. يجب علينا بالتأكيد الاستفادة من التقنيات الجديدة أيضًا، ولكن هذه التقنيات يجب أن تُمكّن المواطنين. أنا أؤيد مراقبة درجة حرارة جسمي وضغط دمي، ولكن لا ينبغي استخدام هذه البيانات لترسيخ حكومة قوية، ولكن ينبغي أن تُمكنني هذه البيانات من اتخاذ خيارات شخصية أكثر استنارة، وكذلك تُمكنني من محاسبة الحكومة على قراراتها.

إذا تمكنت من تتبع حالتي الطبية الخاصة على مدار 24 ساعة في اليوم، فلن تتوقف معرفتي عند كوني خطرًا صحيًا على الآخرين، ولكن ستمتد إلى معرفتي بأي العادات تساهم في تحسين حالتي الصحية. وإذا تمكنت من الوصول إلى إحصاءات موثوقة حول انتشار الفيروس وتحليلها، فسأتمكن من الحكم ما تخبرني به الحكومة من حقائق وما إذا كانت تتبنى السياسات الصحيحة لمكافحة الوباء أم لا. عندما يتحدث الناس عن المراقبة، تذكّر أن نفس تكنولوجيا المراقبة يمكن للحكومات استخدامها لمراقبة الأفراد – ويمكن للأفراد أيضًا استخدامها لمراقبة الحكومات.

وبالتالي فإن وباء الفيروس التاجي هو اختبار رئيسي للمواطنة. يجب على كل منا في الأيام المقبلة أن يختار الثقة في البيانات العلمية وخبراء الرعاية الصحية مقابل نظريات المؤامرة التي لا أساس لها والسياسيين الذين يخدمون أنفسهم. إذا فشلنا في اتخاذ القرار الصحيح، فقد نجد أنفسنا نبيع أغلى حرياتنا، معتقدين أن هذه هي الطريقة الوحيدة لحماية صحتنا.

نحن بحاجة إلى خطة عالمية

الخيار الثاني المهم الذي نواجهه هو بين العزلة الوطنية والتضامن العالمي. إن كلا من الوباء نفسه والأزمة الاقتصادية الناتجة عنه مشكلتان عالميتان. لا يمكن حل أي منهما بشكل فعال إلا من خلال التعاون العالمي.

أولاً وقبل كل شيء، من أجل هزيمة الفيروس، نحتاج إلى مشاركة المعلومات عالميًا. هذه هي الميزة الكبرى للبشر على الفيروسات. لا يمكن للفيروس التاجي في الصين والفيروس التاجي في الولايات المتحدة تبادل النصائح حول كيفية إصابة البشر. ولكن يمكن للصين أن تُعلم الولايات المتحدة العديد من الدروس القيّمة حول الفيروس التاجي وكيفية التعامل معه. ما يكتشفه طبيب إيطالي في ميلانو في الصباح الباكر قد ينقذ الأرواح في طهران في المساء. عندما تتردد حكومة المملكة المتحدة بين العديد من السياسات، يمكنها الحصول على المشورة من الكوريين الذين واجهوا بالفعل معضلة مماثلة قبل شهر. ولكن لكي يحدث هذا، نحتاج إلى روح من التعاون والثقة العالميين.

يجب على البلدان أن تبدي استعدادًا لتبادل المعلومات بشكل مفتوح وتواضعًا للحصول على المشورة، ويجب أن تمتلك القدرة على الثقة في البيانات والأفكار التي تتلقاها. نحتاج أيضًا إلى جهد عالمي لإنتاج وتوزيع المعدات الطبية، وعلى الأخص مجموعات الاختبار وأجهزة التنفس. فبدلاً من محاولة كل دولة القيام بذلك محليًا وتكديس أي معدات يمكنها الحصول عليها، يمكن لجهد عالمي مُنسّق أن يُسرّع الإنتاج إلى حد كبير، ويضمن توزيع المعدات المُنقِذة للحياة بشكل أكثر عدالة. مثلما تقوم الدول بتأميم الصناعات الرئيسية خلال الحرب، فقد تتطلب منا الحرب البشرية ضد الفيروس التاجي “إضفاء الطابع الإنساني” على خطوط الإنتاج الضرورية. يجب أن تستعد الدولة الغنية صاحبة العدد القليل من حالات الإصابة بالفيروس لإرسال معدات ثمينة إلى بلد فقير يعاني من كثرة الحالات، واثقة من أن الدول الأخرى ستهب لمساعدتها إذا احتاجت المساعدة لاحقًا.

حتى لو قامت الإدارة الحالية في نهاية المطاف بتغيير مسارها ووضعت خطة عمل عالمية، فإن القليل سيتّبع زعيمًا لا يتحمل المسؤولية مطلقًا، ولا يعترف أبداً بالأخطاء، ينسب كل الفضل لنفسه ويترك كل اللوم للآخرين.

قد نفكر في جهد عالمي مماثل لتجميع العاملين في المجال الطبي. يُمكن للبلدان الأقل تأثراً في الوقت الحالي أن ترسل موظفين طبيين إلى المناطق الأكثر تضرراً في العالم، من أجل مساعدتهم وقت الحاجة، ومن أجل اكتساب خبرة قيّمة. وتبدأ المساعدة في التدفق في الاتجاه المعاكس بانعكاس التحولات الوبائية لاحقًا.

هناك حاجة حيوية للتعاون العالمي على الصعيد الاقتصادي أيضًا. بالنظر إلى الطبيعة العالمية للاقتصاد وسلاسل التوريد، سنصبح أمام فوضى وأزمة عميقة إذا حاولت كل حكومة بشكل منعزل معالجة الوضع في تجاهل تام للحكومات الأخرى. نحن بحاجة إلى خطة عمل عالمية وبسرعة.

شرط آخر هو التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن السفر، فتعليق جميع الرحلات الدولية لأشهر سيتسبب في صعوبات هائلة، ويعرقل الحرب ضد فيروس كورونا. تحتاج الدول إلى التعاون من أجل السماح لعدد قليل على الأقل من المسافرين الأساسيين بمواصلة عبور الحدود مثل العلماء والأطباء والصحفيين والسياسيين ورجال الأعمال. يُمكن القيام بذلك من خلال التوصل إلى اتفاقية عالمية بشأن الفحص المسبق للمسافرين في بلدهم. ستكون أكثر استعدادًا لقبول المسافرين في بلدك إذا تأكدت من فحصهم بعناية قبل صعودهم على متن الطائرة.

في الوضع الحالي ولسوء الحظ، لا تفعل البلدان أي من هذه الأشياء. لقد أصيب المجتمع الدولي بالشلل الجماعي. أليس منكم رجل رشيد؟ كان المرء يتوقع أن يرى قبل أسابيع اجتماع طارئ للقادة العالميين للتوصل إلى خطة عمل مشتركة. تمكن قادة مجموعة السبع من تنظيم مؤتمر بالفيديو هذا الأسبوع فقط، ولم تسفر عنه أي خطة من هذا القبيل.

في الأزمات العالمية السابقة – مثل الأزمة المالية لعام 2008 ووباء إيبولا 2014 – تولت الولايات المتحدة دور القائد العالمي. لكن الإدارة الأمريكية الحالية تخلت عن منصب القائد. لقد أوضحت أنها تهتم بعظمة أمريكا أكثر من اهتمامها بمستقبل البشرية.

لقد تخلت هذه الإدارة حتى عن أقرب حلفائها، عندما حظرت جميع رحلات السفر من الاتحاد الأوروبي، ولم تكلف نفسها عناء إعطاء الاتحاد الأوروبي إشعارًا مسبق – ناهيك عن التشاور مع الاتحاد الأوروبي حول هذا الإجراء الجذري. قامت بتخريب علاقاتها مع ألمانيا عندما قدّمت مليار دولار إلى شركة دواء ألمانية لشراء حقوق احتكار لقاح جديد Covid-19. حتى لو قامت الإدارة الحالية في نهاية المطاف بتغيير مسارها ووضعت خطة عمل عالمية، فإن القليل سيتّبع زعيمًا لا يتحمل المسؤولية مطلقًا، ولا يعترف أبداً بالأخطاء، ينسب كل الفضل لنفسه ويترك كل اللوم للآخرين.

إذا لم يُملأ الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة من قبل دول أخرى، فلن تتوقف صعوبة الأمر على إيقاف الوباء الحالي فحسب، بل سيستمر إرثه في تسميم العلاقات الدولية لسنوات قادمة. ومع ذلك، فكل أزمة هي فرصة. نأمل أن يساعد الوباء الحالي البشرية على إدراك الخطر الحاد الذي يشكله الانقسام العالمي.
تحتاج البشرية إلى الاختيار. هل نسير في طريق الانقسام، أم سنتبنى طريق التضامن العالمي؟ إذا اخترنا الانقسام، فلن يؤدي ذلك إلى إطالة أمد الأزمة فحسب، بل سيؤدي على الأرجح إلى كوارث أسوأ في المستقبل. إذا اخترنا التضامن العالمي، فسننتصر على الفيروس التاجي وعلى جميع الأوبئة والأزمات والتحديّات المستقبلية التي قد تهاجم البشرية في القرن الحادي والعشرين.

تُرجم عن مقال الكاتب يوفال نوح حراري في Financial Times

طريقة تطهير الأسطح المشكوك تلوثها بفيروس كورونا

مع تفاقم الأزمة الصحية الحالية وإعلان منظمة الصحة العالمية WHO أن COVID-19 (مرض فيروس كورونا) أصبح جائحة عالمية Pandemic؛ ومع عدم وجود علاج نوعي أو لقاح للمرض (حتى تاريخ كتابة المقال)؛ تظهر حاجة ملحة لتطبيق طرق الوقاية المختلفة المنصوص عليها من قبل المنظمات الصحية، منها العناية بالنظافة الشخصية، غسل اليدين بالطريقة الصحيحة لمدة لا تقل عن 20 ثانية، تجنب الأماكن المزدحمة، تجنب المصافحة والتقبيل، هذا بالإضافة للحفاظ على نظافة الأسطح والأرضيات والأدوات المستعملة سواء في المنزل أم في المنشآت الصحية. لذلك يجب أن نتعرف على طريقة تطهير الأسطح المشكوك تلوثها بفيروس كورونا بشكل خاص، وهنا تتبادر مجموعة أسئلة إلى ذهننا، ما هي المواد التي يجب استخدامها؟ ما هي التراكيز الفعالة للقضاء على الفيروسات؟ وما هي معايير السلامة الواجب تطبيقها؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سوف نجيب عليها في هذا المقال.

نظرة عامة

أصبح من المعروف أن العدوى بفيروس كورونا تنتقل من شخص إلى آخر بالتماس القريب عبر القطيرات التنفسية. من ناحية أخرى لم يُوثَّق انتقال العدوى للأشخاص عن طريق الأسطح الملوثة بالفيروس، ولكن تُشير الأدلة الحالية إلى أن فيروسات الكورونا تبقى حية على الأسطح من عدة ساعات حتى عدة أيام حسب الظروف. من هنا تنبع أهمية الحفاظ على نظافة الأسطح وطهارتها من الملوثات، ويمكن تحقيق ذلك بمواد متوفرة في كل منزل.

بداية نشير إلى أهمية التفريق بين المصطلحين: التنظيف والتطهير. التنظيف يشير إلى إزالة الأوساخ والشوائب من الأسطح وقد يقلل الحمل من الميكروبات. فالتنظيف لا يقتل الميكروبات، وإنما يزيلها، ويقلل من أعدادها ومن خطر انتشار العدوى. أما التطهير يشير إلى استخدام المواد الكيميائية لقتل الميكروبات على الأسطح بعد التنظيف. ويمكن أن يقلل التطهير أيضًا من خطر انتشار العدوى.

توصي منظمة الصحة العالمية ومركز التحكم ومكافحة الأمراض CDC باتباع إجراءات التنظيف والتطهير لمرافق الرعاية الصحية والوحدات السكنية والأدوات المستخدمة بشكل صحيح ومستمر. حيث يجب تنظيف وتطهير الأسطح متكررة اللمس يوميًا في الأماكن المنزلية (مثل الطاولات والكراسي ومقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة وأجهزة التحكم عن بعد والمكاتب والمراحيض والأحواض).

المواد الموصى باستعمالها

يوجد العديد من المطهرات الفعالة على الفيروسات المغلفة ومن ضمنها SARS-CoV-2 (فيروس كورونا المستجد)، يمكن استخدام معظم المواد المطهرة المنزلية المسجلة لدى وكالة حماية البيئة EPA. نذكر هنا أهم هذه المواد المطهرة والتي تمتلك فاعلية ضد الفيروسات. منها محلول هيبوكلوريت الصوديوم Sodium Hypochlorite وتوجد هذه المادة في مبيض الكلور clorine bleach، وتعرف بأسماء عدة مثل ماء جافيل أو الكلوركس أو الكلور السائل. يستخدم بنسبة 0.1-0.5% لتطهير الأسطح. كما يمكن أن نستخدم الكحول الإيثيلي Ethanol بتركيز 70% لتطهير المعدات متعددة الاستخدام مثل موازين الحرارة أو الأسطح والأدوات التي يمكن أن يتلفها محلول ماء جافيل. فيما عدا ذلك لا داعي لهدر الكحول. كما يمكن استخدام مركبات الأمونيوم الرباعية Quaternary ammonium والماء الأوكسجيني Hydrogen Peroxide ولكن على نطاق ضيق لوجود عدة محاذير.

طريقة تحضير محلول هيبوكلوريت الصوديوم بهدف تطهير الأسطح المشكوك تلوثها

يتوافر هذا المحضر تجاريا في الأسواق بتركيز 3-6%، لذلك لتحضير محلول بتركيز 0.5% (وهو التركيز الموصى به) قم بالتمديد بنسبة 1 إلى 10، أي نضع في وعاء بلاستيكي 9 أجزاء من الماء ونضيف إليها جزء واحد من محلول ماء جافيل.

نصائح مهمة

  • التمديد ضروري جداً، تقيد به لتجنب التأثير المخرش للمحلول على العين والجلد والأغشية المخاطية.
  • ومدد الكمية التي تحتاجها فقط، فهذه المواد تفقد صلاحيتها بعد يوم واحد من تمديدها.
  • بعد تطبيق المحلول على الأسطح اتركه لفترة 5 دقائق وتجنب تجفيفه فوراً.
  • انتبه لتاريخ الصلاحية، فمحلول ماء جافيل يفقد فعاليته بشكل كبير عند تجاوز تاريخ الصلاحية.
  • احفظ المحلول ضمن الشروط المنصوص عليها من قبل المُصَنِّع، وذلك لتحافظ على فعالية المحلول. غالباً يمكن حفظه على الرف لمدة سنة من تاريخ التصنيع عند إحكام إغلاقه. يفقد ماء جافيل فعاليته بتعريضه للضوء المباشر أو للحرارة فوق 25 درجة مئوية. بمجرد أن يفقد المنتج فعاليته لن يعود قادراً على التطهير.

إرشادات التعامل مع المواد المطهرة المنزلية بشكل عام

من المهم جداً عند استخدامك للمطهرات الكيميائية اتباع التعليمات التالية التي تضمن الفعالية والسلامة الشخصية:

  1. قم بارتداء القفازات قبل القيام بعملية التنظيف أو التطهير، وأثناء تحضير المحلول المطهر (يفضل أيضاً استخدام القناع الطبي).
  2. إذا كانت الأسطح متسخة، فيجب تنظيفها باستخدام الماء والصابون أو منظف آخر قبل التطهير.
  3. تأكد من تاريخ انتهاء الصلاحية الخاص بالمحلول.
  4. استخدم المحلول في مكان ذو تهوية جيدة.
  5. قم بتمديد المحلول وفق النسب المذكورة على العبوة بدقة.
  6. تجنب مزج المطهرات أو المنظفات المنزلية مع بعضها البعض.
  7. خزّن المواد المطهرة بعيدةً عن متناول الأطفال.
  8. بعد الانتهاء من التنظيف، تخلص من القفازات، ثم اغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.

احذر مزج المنظفات المنزلية!

مزج المنظفات قد يبطل مفعولها وينتج عنه تسممات خطيرة، مثال:

  • ماء جافيل مع الأمونيا ينتج عنه غاز الكلورامين السام
  • ماء جافيل مع الكحول ينتج عنه الكلوروفورم السام
  • ماء جافيل مع حمض الخل ينتج غاز الكلورين السام
  • ماء جافيل مع الفلاش (حمض كلور الماء) ينتج غاز الكلور السام

أخيراً، خير وسيلة لتجنب الإصابة هي التزام سبل الوقاية، حافظ على نظافة يديك ونظافة البيئة المعيشية حولك، مع تمنياتنا لكم بالصحة والسلامة الدائمة.

مقالات مرتبطة

صناعة معقم اليدين بنفسك وبأبسط الطرق. هنا

لماذا يقتل الصابون فيروس كورونا المستجد؟ هنا

المصادر

1- List N: Disinfectants for Use Against SARS-CoV-2 هنا

2- Coronavirus disease (COVID-19): How to isolate at home when you have COVID-19 هنا

3- Interim Recommendations for US Households with Suspected/Confirmed Coronavirus Disease 2019 هنا

4- COVID-19 – Disinfecting with Bleach هنا

5- Water, sanitation, hygiene and waste management for the COVID-19 virus, WHO, Technical brief, 3 March 2020.

6- Guidance for Environmental Cleaning in Non-Healthcare Facilities in Relation to Covid-19, State of Qatar, Ministry of Public Health.

7- Interim guidance for environmental cleaning in non-healthcare facilities exposed to SARS-CoV-2, ECDC Technical Report, 18 February 2020.

8- Dangers of Mixing Bleach with Cleaners هنا

لماذا يقتل الصابون فيروس كورونا المستجد؟

لماذا يقتل الصابون فيروس كورونا المستجد؟

على المستوى الجزيئي يكسر الصابون الروابط، أما على مستوى المجتمع فأنه يساعد في الحفاظ عليها.

واحدة من أكثر الرسائل اتساقًا من جميع مسؤولي الصحة في العالم؛ هي أهمية النظافة الشخصية للوقاية من فيروس كورونا المستجد:

  • يعتبر الصابون أكثر الطرق فعالية للوقاية من مرض COVID-19.
  • فهو يذيب الطبقة الدهنية التي تكسو الفيروسات التاجية.
  • ولكن عليك أن تغسل يديك بشكل صحيح.

حياتنا اليومية مختلفة الآن في جميع أنحاء العالم فإما أنك تمارس التباعد الاجتماعي، أو العزل الذاتي، أو أنك تحت العزل الصحي. فمن المهم بنفس القدر في جميع تلك الحالات غسل اليدين (بأكبر عدد ممكن من المرات) والتأكد من نظافة الأدوات والأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.

لكن هل التنظيف بالماء والصابون الذي نستخدمه كافي؟ ذلك هو السؤال الأهم.

هل نحتاج الصابون القوي المضاد للبكتريا؟

لتقليل خطر الإصابة بالمرض وانتشاره قد يبدو أنك بحاجة إلى أقوى صابون مضاد للبكتيريا تستطيع العثور عليه، ولكن هذا ليس هو الحال في الواقع حسب دكتور «أندرو بافيا-Andrew Pavia» رئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة يوتا:

«لا تحتاج إلى صابون مضاد للبكتيريا أو مطهر لإزالة الكورونا المستجد من بشرتك، الصابون العادي فعال وفي منزلي نستخدم صابون تجاري عادي لغسل أيدينا».

لماذا يقتل الصابون فيروس كورونا المستجد؟

ولماذا لا تحتاج للدخول في معارك التسوق للحصول على الصابون المضاد للبكتيريا؟

أولاً: لأن الكورونا المستجد فيروس وليس بكتيريا!

ثانيًا: مما يتكون الفيروس؟

الفيروسات تميل إلى أن تتكون من ثلاثة أشياء:

  • جينوم الحمض النووي (مادتهم الوراثية: DNA أو RNA).
  • البروتين الذي يغلف الحمض النووي ويساعد على التكاثر الفيروسي داخل الجسم المضيف.
  • طبقة دهنية خارجية.

ثالثًا: الإجابة العلمية عن سبب نجاح الصابون في حمايتنا من COVID-19 هي التقنية المجهرية لعمل الصابون وهي كالتالي:

  1. يتكون الصابون من جزيئات على شكل دبوس، لكل منها رأس «محب للماء-hydrophilic» يرتبط بسهولة بالماء، وذيل «كاره للماء-hydrophobic» يفضل الارتباط بالزيوت والدهون.
  2. عندما تعلق هذه الجزيئات بالماء فإنها تطفو بالتناوب حوله كوحدات منفردة وتتفاعل مع أي جزيئات أخرى في المحلول وتتجمع في فقاعات صغيرة تسمى «المذيلات-micelles» مع توجيه الرؤوس نحو الخارج والذيل إلى في الداخل.
  3. تحتوي بعض البكتيريا والفيروسات على أغشية دهنية تشبه المذيلات ذات الطبقات المزدوجة بشريطين من ذيول الكارهة للماء محصورة بين حلقتين من الرؤوس المحبة للماء.
  4. هذه الأغشية مرصعة ببروتينات تسمح للفيروسات بإصابة الخلايا وأداء المهام الحيوية التي تبقى البكتيريا حية.
  5. لذا عندما تغسل يديك بالصابون والماء، فإنك تحيط أي كائنات دقيقة على جلدك بجزيئات الصابون، وتحاول الذيول الكارهة للماء التهرب من الماء وأثناء ذلك يندفعون نحو المغلفات الدهنية لبعض الميكروبات والفيروسات، و يفصلهم عن بعضهم البعض.
  6. ثم تتسرب البروتينات الأساسية من الأغشية الممزقة إلى المياه المحيطة، مما يقتل البكتيريا ويجعل الفيروسات عديمة الفائدة.

إذًا: ماذا يقتل الصابون؟

يقتل معظم مسببات الأمراض: (البكتيريا والفيروسات) ذات الأغشية الدهنية ويشمل ذلك الفيروسات التاجية/ فيروسات كورونا، فيروس نقص المناعة/ الإيدز، والفيروسات التي تسبب التهاب الكبد الوبائي B و C، وإيبولا، وزيكا، وحمى الضنك، والعديد من البكتيريا التي تهاجم الأمعاء والجهاز التنفسي.

يقول البروفيسور «بال ثوردارسون-Pall Thordarson» القائم بأعمال رئيس قسم الكيمياء بجامعة نيو ساوث ويلز: «إنهم يتصرفون مثل العتلات و يزعزعون استقرار النظام بأكمله».

ويقول د. بافيا: «يقوم الصابون بتعطيل الفيروسات عندما يكسر طبقة الدهون الواقية علىها، و بغسل يديك بالماء والصابون، فأنت تزيل الفيروس والمخاط المحيط به من بشرتك. فإذا لم يكن على بشرتك لن يدخل إلى جسدك».

فما هي أنواع الصابون التي يمكن استخدامها؟

حسنًا جميع أنواع الصابون بما في ذلك الصابون التجاري العادي والصابون المصنوع منزليًا يؤدون نفس الوظيفة طالما لهم نفس خصائص الصابون العادي.

هل مطهرات اليد فعالة أيضًا؟

هي ليست موثوقة الفاعلية مثل الصابون؛ تعمل المطهرات التي تحتوي على ما لا يقل عن 60 في المائة من الإيثانول بشكل مشابه من حيث هزيمة البكتيريا والفيروسات من خلال زعزعة استقرار الأغشية الدهنية.

لكنهم لا يمكنهم إزالة الكائنات الحية الدقيقة من الجلد بسهولة، كما أن هناك فيروسات لا تعتمد على الأغشية الدهنية لإصابة الخلايا.

وكذلك البكتيريا التي تحمي اغشيتها الرقيقة بدروع قوية من البروتين والسكر، تشمل الأمثلة البكتيريا التي تسبب التهاب السحايا والالتهاب الرئوي والإسهال والتهابات الجلد بالإضافة إلى فيروس التهاب الكبد الوبائي A وفيروس شلل الأطفال وفيروسات الأنف و الفيروسات الغدية (الأسباب الشائعة لنزلات البرد).

وهي ميكروبات أكثر مرونة وأقل عرضة للهجمات الكيميائية من الإيثانول والصابون.

لكن التنظيف القوي بالصابون والماء لا يزال بإمكانهم إزالة هذه الميكروبات من الجلد، وهذا ما يجعل غسل اليدين أكثر فعالية من المطهر.

يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بغسل اليدين بالصابون والماء كأفضل طريقة لتنظيف أيدينا ولكن إذا لم يتوفر الماء والصابون ، فإن استخدام معقم اليدين بنسبة 60٪ على الأقل من الكحول يمكن أن يساعد.

«فلورنس نايتنجيل-Florence Nightingale» الممرضة والإحصائية الإنجليزية شجعت على غسل اليدين في منتصف القرن التاسع عشر، ولكن لم تكن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قد بدأت حتى الثمانينيات من القرن الماضي وقد أصدرت أول إرشادات لنظافة اليدين معتمدة عالميًا في العالم.

لماذا نغسل أيدينا؟

بالإضافة لحماية نفسك من المرض: الغسيل بالماء والصابون من الممارسات الصحية الرئيسية التي يمكن أن تبطئ معدل تفشي الوباء وتحد من عدد الإصابات؛ مما يقلل العبء الكارثي على المستشفيات والعيادات، ويعطي الإنسانية فرصة للقتال ضد ذلك الوباء العالمي الجديد.

كيف نغسل أيدينا بطريقة صحيحة؟

يمكننا النجاح/النجاة فقط  إذا قام الجميع بغسل أيديهم بشكل متكرر وصحيح لمدة عشرين ثانية كالتالي:

  1. أصنع رغوة جيدة.
  2. افرك راحتي يديك وظهر يديك بالرغوة.
  3. ثم بين أصابعك.
  4. أفرك أطراف أصابعك على راحة يدك.
  5. لف قبضة صابونية حول إبهامك.
  6. ثم اغسل الصابون بالماء.

تحدي #الأيدي الآمنة – #safehands

بدأ رئيس منظمة الصحة العالمية «بول كاجامي- تحدي «#الأيدي الآمنة» «SafeHands Challenge#» بهدف تشجيع الناس على غسل اليدين وتبعه العديد من المشاهير في تطبيق التحدي.

المصادر:

  1. نيويورك تايمز
  2. المنتدى العالمي الاقتصادي
  3. vox
  4. فوربس
  5. fast company

معلومات إضافية عن فيروس كورونا covid-19:

  1. تجربة أول لقاح لعلاج فيروس كورونا
  2. هل يمكن الإصابة بفيروس كورونا بعد الشفاء منه؟
  3. الصراع الأمريكي الألماني على علاج فيروس كورونا
  4. هل يمكن لفيروس الكورونا أن يعيش في التغيرات المناخية؟!

تجربة أول لقاح لعلاج فيروس كورونا

من سينتصر الفيروس الثائر أم العلماء؟

منذ أن كشف الفيروس عن نفسه وأعلن الحرب على البشرية والعلماء يتسابقون مع الزمن من أجل الوصول للقاح أو علاج ما يكبح جماح هذا الفيروس الثائر، فقد تسبب COVID-19 في وفاة أكثر من 90 شخصًا في الولايات المتحدة، وعلى الصعيد العالمي يتجاوز عدد الوفيات 7500 شخص، ولكن سعي العلماء والخبراء لم يذهب سدى حيث أعلن المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، يوم الاثنين، عن بدء تجربة أول لقاح لعلاج فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، مما يمثل خطوة رئيسية في السباق العالمي لإيجاد علاج.

بطلة هذا الحدث جينيفر هالر:

البالغة من العمر 43 عامًا وهي أم لطفلين، مديرة عمليات في شركة تكنولوجية صغيرة، وهي أول شخص يتم حقنه بلقاح تجريبي لفيروس كورونا يوم الأثنين في سياتل، واشنطن، قالت هالر:

نشعر جميعنا بالعجز الشديد، وهذه فرصة رائعة بالنسبة لي لفعل شيء ما“،

وأضافت أيضًا:

آمل أن نصل إلى لقاح فعال بسرعة وأن نتمكن من إنقاذ الأرواح وأن يعود الناس إلى الحياة في أقرب وقت ممكن

هل يمكننا القول بإنها بداية نهاية الكورونا:

“إن إيجاد لقاح آمن وفعال للوقاية من الإصابة بـ COVID 19 هو أولوية عاجلة للصحة العامة”

هكذا صرح أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في المعاهد الوطنية للصحة.

وبالفعل تم تطوير لقاح أطلق عليه «mRNA-1273» من قبل شركة التكنولوجيا الحيوية« Moderna» بالاشتراك مع باحثين من المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، وأوضح العلماء أنه ليس ثمة احتمال لإصابة المتطوعين بالفيروس، إذ أن اللقاح لا يحتوي على الفيروس نفسه، وإنما على جزء صغير من شفرته الجينية يُطلق عليه اسم جزئ الحمض النووي الريبوزي الرسول أو الرنا (mRNA)، والذي استخرجه العلماء من الفيروس وتم تطويره في المختبر، ذلك الجزء من الجينوم مسؤول عن تكوين البروتين على سطح الفيروس الذي يرتبط بمستقبلات معينة على سطح الخلايا حتى يخترقها ويسبب المرض، ويتأمل الخبراء أن يؤدي ذلك إلى تحفيز الجهاز المناعي للجسم لمكافحة العدوى الحقيقية، مما يمنع تطور COVID-19.

كما ويتم تطوير لقاحات COVID-19 المحتملة الأخرى حول العالم، حيث يختبر الدكتور «كايفون مودجارراد-Modjarrad» مدير معهد أبحاث جيش والتر ريد، لقاحًا محتملاً يمنع الفيروس من الالتصاق برئة الشخص، وقال مودجارد في هذا الشأن:

إذا لم يتمكن الفيروس من دخول خلايا الرئة الخاصة بك، فإنه لا يمكن أن يسبب المرض“.

دراسة اللقاح على مراحل، ما الهدف منها؟!

“إن دراسة المرحلة الأولى، التي تم إطلاقها بسرعة قياسية، هي خطوة أولى مهمة نحو تحقيق الهدف من اللقاح“،

هذا ما أضافه أنتوني، كما وتهدف دراسة المرحلة الأولى إلى اختبار 45 متطوعًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و 55 عامًا، والذي سيحصلون على جرعتين من اللقاح على مدى حوالي 6 أسابيع، وسيتم رصدهما لتقييم سلامة اللقاح وفعاليته، ويتضمن هذا الأخير رؤية مدى نجاح اللقاح في تحفيز الاستجابة المناعية للبروتين على سطح الفيروس RS-CoV2.

في بيان صحفي توضح أن Moderna تعمل بالفعل مع إدارة الأغذية والأدوية (FDA) والمنظمات الأخرى للتحضير لتجربة المرحلة الثانية.

حدث نادر ومثير للجدل!

لم يتم اختبار لقاح «mRNA-1723» في الفئران قبل بدء التجارب السريرية على البشر، وهو حدث نادر ومثير للجدل بشكل لا يصدق، حيث يصر بعض الخبراء على أن شدة الوضع الحالي قد يكون مبرر، في حين يشعر البعض الآخر بالقلق من أن هذا قد يخالف المعايير الأخلاقية ومعايير السلامة المختلفة ويعرض المشاركين في التجربة لخطر أكبر من الطبيعي.
قال الدكتور جون تريجوينغ، خبير الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن، المملكة المتحدة:

يستخدم هذا اللقاح التكنولوجيا الموجودة مسبقًا، وقد تم جعله على مستوى عالٍ جدًا، وذلك باستخدام الأشياء التي نعرف أنها آمنة تجاه الأشخاص وسيتم مراقبة أولئك الذين يشاركون في التجربة عن كثب، نعم تمت العملية بسرعة، لكنه سباق ضد الفيروس، وليس ضد بعضهم البعض كعلماء، ويتم كل ذلك لصالح البشرية“.

أخر ما تم توضيحه من قبل الخبراء:

على الرغم من أن تصميم وإنتاج اللقاح المرتقب كان سريعًا بشكل لا يصدق، ولكن سيستغرق تقييمه وقتًا طويلاً، إذ سيتم متابعة جميع المشاركين لمدة 12 شهرًا بعد التطعيم الثاني لجمع البيانات التي يحتاجها الباحثون في البداية لمعرفة ما إذا كان اللقاح آمن وفعال، ولا تزال الدراسة تسجل الأشخاص الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18-55 في منطقة سياتل للمساعدة في اختبار اللقاح الجديد.

المصدر:

forbes

cbsnews

bbc

Exit mobile version