ما هو الوباء المعلوماتي وكيف تحمي نفسك منه؟

تسببت جائحة كورونا في وفاة أكثر من ستة ملايين شخص حتى نهاية شهر ابريل 2022 (تاريخ كتابة هذا المقال). [1] كما تسببت الجائحة في أكبر ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية. [2] وفي نفس التوقيت، ظهر «وباء معلوماتي – Infodemic» غير مسبوق. يصف مصطلح الوباء المعلوماتي الانتشار السريع للشائعات ونظريات المؤامرة عبر المنصات المختلفة عبر العالم. فتابع معنا المقال التالي لتتعرف أكثر على الوباء المعلوماتي وأسبابه وكيف تحمي نفسك منه؟

ما هو الوباء المعلوماتي؟

تمت صياغة مصطلح الوباء المعلوماتي لأول مرة في عام 2003 من قبل «ديفيد روثكوبف – David Rothkopf » وهو كاتب صحفي في الواشنطن بوست. وليس هناك تعريف ثابت للوباء المعلوماتي. ولكن طبقًا لقاموس ميريام وبستر فهو انتشار سريع وبعيد المدى للمعلومات الدقيقة وغير الدقيقة حول شيء ما، كمرض معين مثل جائحة كورونا على سبيل المثال. ويعد الوباء المعلوماتي الذي صاحب جائحة كورنا هو أحدث وباء معلوماتي غزا العالم في العصر الحديث. وقد أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية «تيدروس أدهانوم غيبريسوس – Tedros Adhanom Ghebreyesus» في العديد من المرات أن منظمة الصحة العالمية لا تحارب وباء كورونا فقط ولكنها تحارب الوباء المعلوماتي المصاحب له أيضًا. [3]

أسباب انتشار الوباء المعلوماتي  

أجمعت العديد من الدراسات على أن وسائل التواصل الإجتماعي و نقص المعرفة العلمية هي الأسباب الرئيسية لانتشار الوباء المعلوماتي. ولا شك أن كلا السببين مرتبطين بشكل وثيق. فكافة المعلومات تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي. ولذلك تعد وسائل التواصل الإجتماعي هي الوسيلة الأولى لمتابعة الأخبار العالمية حاليًا. ونتيجة نقص المعرفة لا يتم تمييز أي من المعلومات صحيح وأيها خاطئ. وفيما يلي نستعرض كل سبب على حدة.

دور وسائل التواصل الإجتماعي في انتشار الوباء المعلوماتي

لا يخفى على أحد الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي اليوم في نقل اخبار العالم. فطبقًا لآخر إحصائية فإن عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وصل إلى ما يقارب 3.36 مليار في عام 2020. ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 4.41 مليار مستخدم بحلول عام 2025.[4] لكن بعكس المجلات العلمية فليس كل ما ينشر على مواقع التواصل يتم مراجعته من قبل المتخصصين. ونتيجة لذلك تنتشر المعلومات المغلوطة على وسائل التواصل الإجتماعي بشكل كبير. فطبقًا لإحدى الدراسات فإن مواقع التواصل الإجتماعي مسؤولة بشكل مباشر عن 50 % من اجمالي المعلومات المغلوطة المنتشرة حول فايروس كورونا المستجد. فعلى سبيل المثال قامت إحدى الدراسات بتحليل المئتي فيديو أصحاب أكثر مشاهدات على موقع يوتيوب في الفترة ما بين يناير 2020 وحتى ابريل 2020 حيث كانت تلك الفترة بداية انتشار الفايرس عالميًا. وقد وجدت هذه الدراسة أن هناك 115 فيديو من الفيديوهات المئتان الأكثر مشاهدة تحدثوا عن وباء كورونا بشكل مباشر. وقد احتوى 39 فيديو منهم على معلومات مغلوطة عن الوباء. أي أن 37% من هذه الفيديوهات احتوت على معلومات مغلوطة حول فايروس كورونا المستجد. [3]

دور نقص المعرفة العلمية في انتشار الوباء المعلوماتي

ساعد نقص المعرفة العلمية في انتشار الوباء المعلوماتي بشكل كبير. فربما لو كان المجتمع أكثر وعيًا بالطريقة العلمية، لاستطاعوا التحقق مما اذا كانت المعلومات التي يسمعونها صحيحة أم خاطئة. فطبقًا لدراسة أمريكية فإن نصف الأمريكيين لا يستطيعون تمييز الأخبار الصحيحة من الأخبار الخاطئة حول فايروس كورونا. وإذا كان نصف المجتمع الأمريكي المتفتح إلى حد كبير لا يستطيع تمييز الأخبار الصحيحة من الأخبار الخاطئة فكيف الحال بالدول الأفريقية مثلًا، التي يعد الوصول فيها للانترنت رفاهية لا يمتلكها أغلب الناس.[3]

وقد تسبب نقص المعرفة العلمية في وفاة 800 شخصًا بشكل مباشر في ايران نتيجة تناول منظفات ومعقمات اعتقادًا منهم أن هذه المنظفات قادرة على منع اصابتهم بوباء كورونا. [8]

لو أن المرء ليس مسؤولا إلا عن الأمور التي يعيها، لكانت الحماقات مبرأة سلفا عن كل إثم. لكن الإنسان ملزم بالمعرفة. الإنسان مسؤول عن جهله. الجهل خطيئة.

ميلان كونديرا – رواية المحاورة

دور الانحياز التأكيدي في انتشار الوباء المعلوتي

في سلسلة من التجارب ، شرع الأستاذ المساعد بقسم علم النفس «جوردون بينيكوك – Gordon Pennycook» وزملاؤه في إحدى الورقات البحثية في استكشاف التناقض بين ما نؤمن به وما نشاركه. أولًا قام العلماء بعرض العديد من الأخبار المزيفة على المشاركين التي تتفق م سياساتهم. ومن ثم قامو بتحديد ما إذا كان بإمكان المشاركين التمييز بين الأخبار الصحيحة والأخبار المزيفة.

وقد كان المشاركون في هذا التجربة أصحاب قدرة مميزة على تمييز الأخبار الصحيحة من الأخبار المزيفة. ولكن بالرغم من ذلك، كان من المحتمل أن يشارك المشاركون مقالًا خاطئًا يمثل وجهة نظرهم السياسية بمقدار الضعف مقارنةً بتصنيفها على أنها دقيقة. على وجه التحديد ، اخطأ الأشخاص في تصنيف ما يقرب من 20٪ من العناوين الكاذبة التي تتطابق مع سياساتهم وقامو بتصنيفها على أنها أخبار صحيحة. وعلى الرغم من ذلك، قام ما يقرب من 40٪ من الأشخاص بمشاركة نفس الأخبار المزيفة. أي أن الناس على استعداد لمشاركة مقالات يعلمون أنها كاذبة لمجرد أنها تتفق مع سياسيتهم فيما يمكن تصنيفه كانحياز تأكيدي (أحد أشهر الانحيازات المعرفية الموجودة). [5]

كيف تقلل عدد المنشورات المزيفة التي تنشرها

قام دكتور بينيكوك وزملاؤه بتحديد بعض التكتيكات التي قد يستخدمها رواد منصات التواصل الاجتماعي حتى يعطي الناس الأولوية للدقة في مشاركاتهم. قام الباحثون بتجنيد أكثر من 5000 مستخدم على تويتر شاركوا مقالات من المواقع التي تنقل المعلومات المضللة بانتظام. أرسل الباحثون رسائل خاصة إلى مستخدمي تويتر هؤلاء وطلبوا منهم تقييم دقة العنواين الرئيسية قبل كل نشر. لقد تم إعداد هؤلاء المستخدمين للتفكير بشكل أكبر في الدقة بعد هذا الطلب، ونتيجة لذلك زادت دقة مشاركات هؤلاء المستخدمين بنسبة 5 إلى 10٪ . قد تبدو الزيادة من 5 إلى 10٪ صغيرة ، ولكن عندما تفكر في العدد الهائل من منشورات توتير ، فإن مثل هذا الانخفاض في مقدار المعلومات الخاطئة قد يكون كبيرًا جدًا. لذلك فإن تبني مبدأ بسيط مثل تقييم دقة المقال قبل نشره يقلل عدد المنشورات المزيفة ولو بشكل قليل. [6]

كيف تميز الاخبار المزيفة على مواقع التواصل

نظرًا لأن عبء تمييز المنشورات الصحيحة من المزيفة يقع على عاتق كل فرد فينا، فإليك بعض الاستراتيجيات لمساعدتك في تقييم صحة المعلومات الطبية بشكل عام:

قيم مصدر المعلومة

لا يوجد وقت كافٍ للخوض في الكم الهائل من المعلومات التي نواجهها ، لذا فإن أسرع طريقة لفرز القمح من القشر هي التأكد من أن الشخص الذي يدعي الادعاء هو خبير حسن السمعة. الخبراء هم المنقذون الذين ينقذون الناس من الغرق في المعلومات الخاطئة ، وهذا هو السبب في أن مقدمي الأخبار الكاذبة ينتقصون من المهنيين المؤهلين. ومع ذلك ، فإن أوراق الاعتماد الأكاديمية ليست مؤشرًا مضمونًا لجودة المعلومات. على الرغم من الخراب الذي قد يجلبه ذلك إلى حياتهم المهنية ، فإن هناك بعض الخبراء المحتالين. بينما يرتكب آخرون أخطاء صادقة. ولكن النتيجة هي أن احتمالية أن تكون نصيحة الخبير سليمة أعلى بكثير من نصيحة غير الخبراء، خاصةً عندما يتم دعم رأي أحد الخبراء من قبل خبراء آخرين. [7]

كن حذرًا من وسائط الأخبار المتحيزة

شهدت العقود الأخيرة انتشارًا للوسائط الإخبارية مثل القنوات الإخبارية والمواقع الإلكترونية التي تعد بمثابة آلات دعاية للأحزاب السياسية. في هذه الحالة، غالبًا ما تكون المعلومات التي تستهلكها متحيزة بهدف التلاعب بالمستهلك لتلبية أجندة سياسية. كيف تعرف أن الوسط الإخباري المفضل لديك متحيز؟ إحدى النصائح الواضحة هي أن الوسط الإخباري يشيد باستمرار بحزب سياسي واحد بينما يهاجم الحزب المعارض بلا هوادة. نصيحة أخرى هي الطريقة التي يتم بها نقل المعلومات: يجب أن تكون النغمة مهنية وموضوعية ، وليست مشبعة بالعاطفة والغضب والرأي الشخصي. [7]

المصادر

[1] worldometers

[2] worldbank

[3] science direct

[4] statista

[5] nature

[6] psychology today

[7] psychology today

[8] BBC

كورونا تتسبب في ارتفاع معدلات الجوع حول العالم

أدت جائحة كورونا خلال عام 2020 والعام الحالي، إلي زيادات حادة وواسعة النطاق في انعدام الأمن الغذائي العالمي، وواجه عدد كبير من البلدان مستويات متزايدة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مما أثر على الأسر في كل بلد تقريبًا. وأظهرت الاستطلاعات الهاتفية التي أجراها البنك الدولي في 48 دولة، أن عددًا كبيرًا من الناس يعانون من نقص السعرات الحرارية والتغذية الضعيفة، والتى من الممكن أن يكون لها أكبر الآثر على النمو المعرفي للأطفال.[1]

معدلات انعدام الأمن الغذائي حول العالم

في منتصف عام 2010، بدأ معدل الجوع في الارتفاع محطماً الآمال، ومما يثير القلق أن المعدل قد ارتفع في عام 2020 من حيث القيمة النسبية والمطلقة متجاوزًا النمو السكاني، وتشير التقديرات إلي أن حوالي 9,9% من الأشخاص عانوا من نقص التغذية عام 2020، مقارنة ب8,4% في عام 2019.

وأظهرت التقديرات أن أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية يعيشون في آسيا ويقدر عددهم بنحو 418 مليون شخص؛ كما أن أكثر من ثلث الأشخاص يتركزون في أفريقيا ويقدر عددهم حوالي  282 مليون شخص،  ونسبة أقل في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ويقدر عددهم بنحو60 مليون شخص.

وبالنسبة للقياسات الأخري فإن أكثر من 30% من سكان العالم، افتقروا إلى الوصول إلى الغذاء الكافي على مدار عام2020،  لكن أكبر ارتفاع في معدلات الجوع كان في أفريقيا، حيث يقدر معدل انتشار نقص التغذية  بنسبة 21% وهو أكثر من ضعف مثيله في أي منطقة أخرى.

آثار انعدام الأمن الغذائي على الأطفال والبالغين

في عام 2020، أشارت التقديرات إلى أن أكثر من 149 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم، أو أقصر من أن يتناسب طولهم مع أعمارهم، وأن أكثر من 45 مليون طفل يعانون من الهزال، وما يقرب من 39 مليون يعانون من زيادة الوزن. وعلى الصعيد العالمي فإن ما يقرب من ثلث النساء في سن الإنجاب يعانين من فقر الدم.

أزمة الغذاء الناجمة عن فيروس كورونا

في أجزاء كثيرة من العالم، تسبب الوباء في فترات ركود وحشية وعرّض الوصول إلى الغذاء للخطر.[2] وأشار التقرير العالمي لأزمات الغذاء لعام 2021إلي أن وباء كورونا قد زاد بشكل كبير من خطر الجوع الشديد في بعض مناطق العالم.[3]

 ومع ذلك، فإن معدل الجوع بدأ في الزيادة في العالم قبل حدوث الجائحة. ووفقًا للاتجاهات الحالية، تقدر حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم أن هدف “القضاء على الجوع بحلول عام 2030”  من أهداف التنمية المستدامة، سيفتقده ما يقرب من 660 مليون شخص.[4]

وتشير دراسة حديثة لمنظمة الأمم المتحدة إلى أن الجوع في المنطقة العربية مستمر في الارتفاع، مما يهدد جهود المنطقة لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، بما في ذلك هدف القضاء على الجوع، وأن أكثر من 51 مليون شخص في المنطقة يعانون من الجوع.  [5]

أزمة الغذاء وإهدر الطعام

تقدر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن حوالي 815 مليون شخص في العالم يعانون من نقص التغذية المزمن. وعلى الجانب الأخر فإن ما يقرب من ثلث الطعام حول العالم يتم إهداره، وحسب بعض التقديرات فإن حوالي 1,3 مليار طن من الطعام يهدر كل عام في جميع أنحاء العالم.

كل هذه النفايات لها تكاليف اقتصادية وبيئية واجتماعية ضخمة، فعلى سبيل المثال تعتمد الزراعة على العديد من الموارد كالطاقة والمياه، وإهدار الطعام يعني إهدار لتلك الموارد.[6]

الحلول المقترحة للحد من الجوع 

بحلول عام 2030 فإن حوالي 660 مليون شخص قد لا يزالون يعانون من الجوع، وقد يرجع ذلك إلى الآثار الدائمة لوباء فيروس كورونا على الأمن الغذائي العالمي.[7]

وتحذر الشبكة العالمية لأزمات الغذاء من أن الاتجاهات البيئية والاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل التي تتفاقم بسبب تزايد الصراع وانعدام الأمن تؤدي إلى عدم قدرة النظم الغذائية الزراعية على الصمود.

وبالتالي لمواجهة هذه التحديات فإنه لا بد من تكثيف الجهود لتعزيز أنظمة الأغذية الزراعية المرنة والمستدامة اجتماعيا وبيئيا واقتصاديا.[8]

ولا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة لا سيما إجراءات لمعالجة الأسباب الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وأوجه عدم المساواة التي تؤثر على وصول الغذاء إلي الملايين.[9]

المراجع

(1)worldbank

 (2),(4) who

(3)fsinplatform

(5)unicef

)(6)ucdavis

(7),(9)fao

(8)weforum

Image source:worldbank

المتحور دلتا، ما الذي نعرفه عن التحور المهيمن صانع ريمونتادا كوفيد 19 الجديدة؟

المتحور دلتا هو أحد أكثر تحورات فيروس كورونا شهرةً. بسبب الكارثة الإنسانية التي ألحقها بالهند. كذلك الزيادة في معدلات انتشاره على مستوى العالم. فقد تسبب في زيادة ملحوظة في أعداد الوفيات والإصابات بالهند. حتى أن المستشفيات اكتظت بالمرضى ولم تعد بها أماكن لاستقبال مرضى جدد. كما لم تتوفر أماكن كافية لحرق الجثث وفقاً للتقاليد الهندوسية وحدث نقص شديد في اسطوانات الأكسجين المستخدمة في إسعاف المرضى. [2] كذلك فقد سارع الكثير من أبناء الشعب الهندي لأخذ اللقاح ليساعدهم في حربهم ضد ذلك العدو الذي لا يرحم. حتى يتجنبوا المصير الذي يشاهدوه في الطرقات وعلى التلفاز والإنترنت وبين أقاربهم. الأمر الذي نتج عنه نفاذ كميات اللقاح المتوفرة في حينها. [3] كما أنه أثار ذعراً من نوع آخر حول إحتمالية قلة فاعلية لقاحات وعلاجات كوفيد-19 تجاهه. ومع استمرار انتشاره في كثير من دول العالم؛ أصبح كثير من قادة الدول يترقبون في حذر وصوله إلى دولهم وصورة الضحايا في الهند لا تغادر أذهانهم.

اكتشاف المتحور دلتا

في أواخر 2020 بدأت إصابات كوفيد-19 في الهند في الارتفاع. وهناك تم اكتشاف المتحور دلتا لأول مرة. وكان في مارس 2021 مسئولاً فقط عن 4% من الإصابات. إلا أنه في غضون شهرين فقط أصبح مسئولاً عن 70% من الإصابات. [2]

رسم يوضح ارتفاع عدد الحالات التي تسبب بها المتحور دلتا من مارس 2021 (<7%) إلى مايو 2021 (>70%). [2]

تصنيف منظمة الصحة العالمية للمتحور دلتا

بشكل عام تتطور كل الفيروسات بشكل مستمر بسبب حدوث طفرات كنتيجة لأخطاء تحدث أثناء عملية التكاثر ونسخ الشفرة الوراثية. الغالبية العظمى من تلك الطفرات لا يكون له تأثير على الفيروس. لكن بعضها قد يعطيه ميزات تطورية تمكنه من الانتشار بشكل أسرع أو يجعله مقاوماً لمضادات الفيروسات واللقاحات أو يتسبب في أمراض أو أعراض مختلفة أو أكثر خطورة من المشهور عنه.

وكأثر من آثار جائحة كوفيد-19 قامت منظمة الصحة العالمية بتتبع طفرات الفيروس المسئول وتحوراته وقامت بتصنيفها إلى قسمين:

1- تحور مثير للقلق Variant of concern:


لكي يكون تحور سارس-كوف-2 مصنفاً كتحور مثير للقلق؛ ينبغي أن تنطبق عليه أحد أو كل الشروط التالية:

1- زيادة شديدة في معدلات انتشاره وانتقاله.

2- زيادة في ضراوته وتغير في الأضرار التي يُلحقها بالمريض والصورة المرضية المشهورة عن المرض الذي يسببه.

3- انخفاض فاعلية أساليب الصحة العامة المعتمدة في الحد من أثره وانتشاره مثل: العلاجات المستخدمة، اللقاحات، وسائل التشخيص المعملية.

2- تحور مثير للاهتمام Variant of interest:

لكي يكون التحور مصنفاً كمثير للاهتمام؛ فلابد أن يتحقق به شرطان:

1- أن تحدث به طفرة جينية مُتوقع علمياً أن تتسبب في تغييرات تزيد من قدرته على الانتشار أو مقاومة الأدوية والمناعة أو تزيد من ضراوته وشدة المرض الذي يسببه.

2- يتسبب في حدوث إصابات محدودة في مناطق معينة أو منتشرة في عدد من الدول يزداد عددها مع الوقت بشكل ينذر بحدوث موجة جديدة من الإصابات.

وهذا التصنيف لا يعد بديلاً عن التصنيفات والتسميات المعتبرة في علم الفيروسات والتي تتولاها هيئات علمية دولية كبرى. ولكن هو محاولة للمساعدة في تبسيط النتائج التي يتوصل لها المختصون. ومن ثم يتمكن المسئولون وأصحاب القرار من اتخاذ قرارات وإجراءات بشكل أسرع وأكفأ في مواجهة أي تحور قد يشكل خطورة. وكذلك لتسهيل فهم التحورات على غير المختصين ومن ثم يزداد الوعي بها. وأيضاً كمحاولة لمنع التحيز والتمييز ضد سكان بلدان معينة تم اكتشاف هذا المتحور بها أول مرة.

كما قامت منظمة الصحة العالمية بابتكار نظام يسهل تسمية التحورات المهمة من فيروس سارس كوف 2 SARS-CoV-2 المسئول عن كوفيد-19. حيث يتم تسمية التحورات بالحروف اليونانية كالتالي:

ألفا Alpha، بيتا Beta ، جاما Gamma، دلتا Delta،…. وهكذا.

ويندرج المتحور دلتا تحت المتحورات المثيرة للقلق وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. [4]

صورة تعبيرية عن تنوع تحورات سارس-كوف-2. [15]

ما هي التحورات التي أنتجت المتحور دلتا؟

إن دلتا يحمل عدة طفرات في الجين المسئول عن إنتاج البروتين الشوكي (إس جين S gene). تتسبب في تحورات في البروتين الشوكي الذي يمكن الفيروس من دخول الخلية والذي هو أيضاَ هدف الأجسام المضادة التي يكونها جهاز المناعة سواء لدى المتعافين أو من تلقوا اللقاح. [7، 9]

بشكل عام يحمل المتحور دلتا تحورات في ثلاثة مناطق من البروتين الشوكي Spike protein:

1- نطاق الارتباط بالمستقبِل Receptor-binding domain (RBD):
هذا الجزء مسئول عن الارتباط بمستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 Angiotensin Converting Enzyme 2 Receptor (ACE2 R) والتي يرتبط بها الفيروس على سطح الخلية حتى يتمكن من الدخول إلى الخلية.
ويمتلك المتحور دلتا ثلاث طفرات في هذا الجزء: الأولى تساعده في تفادي الأجسام المضادة والثانية تمكنه من الارتباط بكفاءة أكثر بالمستقبل ومن ثم الارتباط بالخلايا ودخولها بسرعة والانتشار أسرع و الثالثة تساعده في الارتباط بالمستقبلات وفي تفادي الأجسام المضادة.

2- موضع ا
لتكسير بالفيورين Furin Cleavage Site:
يتركب البروتين الشوكي من جزئين: جزء الارتباط بالمستقبل Receptor-binding subunit S1 وجزء الالتحام بالخلية Fusion subunit S2 وبينهما موضع التكسير بالفيورين. والذي يلزم تكسيره بعد ارتباط S1 بالمستقبل حتى يتمكن الجزء S2 من الالتحام بسطح الخلية. والمتحور دلتا يحمل طفرات بهذا الموضع تسهل عملية التكسير بالفيورين ومن ثم الدخول للخلية وبالتالي تساعده على الانتشار أكثر وأسرع.

3- نطاق النهاية الأمينية (الموضع مولد الضد الفائق) N-Terminal Domain (Antigen supersite):
يعتبر هذا الجزء من البروتين الشوكي أحد أهم نقاط ضعف الفيروس حيث يعتبر هدفاً للأجسام المضادة. لكن المتحور دلتا يتميز بامتلاكه عدد من الطفرات بهذا الجزء مما يجعله قادراً نسبياً على تفادي الأجسام المضادة والهروب منها. [7، 9]

معدل انتشار المتحور دلتا

لكن عزيزي القاريء هل يمكن أن يكون انتشار دلتا في الهند هو مجرد صدفة وإستعداد جسدي ما لدى المصابين في الهند كما حدث مع المتحور جاما في البرازيل سابقاً؟ والذي لم ينتشر بكثافة في أماكن أخرى في العالم كما انتشر بالبرازيل.

بناءاً على البيانات التي تم التوصل إليها فإن المتحور دلتا هو أكثر متحورات سارس-كوف-2 قدرة على الانتشار. إذ يبلغ معدل انتشاره تقريباً ضعف سلالة ووهان الأصلية. ويمكن تصنيفه كفائق الانتشار Superspreader. فقد أصبح المتحور دلتا في شهور قليلة المتحور المهيمن على عدوى كوفيد-19، ومن ثم حل محل التحورات الأخرى في معظم البلدان؛ مثل: أمريكا والهند وانجلترا واسكتلندا وإسرائيل وغيرهم. [9]

حيث انتشر دلتا في بريطانيا وحدها بمعدل أعلى ب 40 – 50 % من معدل انتشار المتحور ألفا والذي تم اكتشافه في بريطانيا سابقاً. وكان معدل انتشاره يفوق سلالة ووهان الأصلية بمعدل 50% [5]
كذلك في أستراليا ارتفعت نسبة إصابات كوفيد-19 المسئول عنها المتحور دلتا من 1% إلى 84% في غضون ثلاثة شهور فقط. أما بالنسبة لروسيا فإن نسبة الإصابات المسئول عنها المتحور دلتا ارتفعت من 0% إلى 95%. [2]

وحتى وقتنا الراهن فإن متحور دلتا مسئول عن ما يزيد على 80% من الإصابات في الولايات المتحدة. ومع كون ما يقرب من 50% فقط من الشعب الأميريكي قد تلقى اللقاح فإن ذلك مثار قلق هناك. خصوصاً أنه وفقاً للإحصائيات فإن معدلات الإصابة بدلتا تتناسب عكسياً مع نسب متلقّي اللقاحات في الولايات. [9، 10] وقد أعاد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC إصدار توصيات بإرتداء الكمامات في الأماكن المغلقة حتى لمن تلقوا اللقاح بشكل كامل مع ظهور إصابات بين من تلقوا اللقاح وذلك من أجل الحد من انتشار العدوى. [11]

يٌعد أحد أكبر الألغاز التي يثيرها المتحور دلتا هو تمكنه من الهيمنة على العدوى بالمقارنة بمتحورات كورونا المنتشرة الأخرى. وذلك على الرغم من أن بعضها يمتلك تحورات تمكنها من تجنب الأجسام المضادة التي ينتجها جهاز المناعة بفعالية أعلى من قدرة المتحور دلتا. [6]

تأثير المتحور دلتا عل شدة أعراض كوفيد والحاجة للحجز في مستشفى

قد أفادت بعض التقارير بإختفاء أعراض قديمة شهيرة عند الإصابة بالمتحور دلتا مثل: الكحة وفقدان حاستي الشم والتذوق وبوجود أعراض جديدة مصاحبة له؛ مثل: ضعف أو فقدان السمع، تكوّن جلطات مسببة موت الأنسجة وبالتالي غنغرينا. لكن حتى وقتنا الراهن لا يوجد دليل قاطع على ارتباط وثيق بين هذه الأعراض والإصابة بالمتحور دلتا، كذلك ارتباطه بمعدلات وفيات أكثر. ما يزال كل هذا محل بحث. بينما الأعراض مثل الصداع وإلتهاب الحلق والحمى مازالت ضمن الأعراض التي تظهر مع إصابات كوفيد-19 المسئول عنها المتحور دلتا [9]
لكن يبدو أن المتحور دلتا يزيد من إحتمالية الحجز بالمستشفى، حيث وجدت إحدى الدراسات أن الإصابة بالمتحور دلتا تزيد من إحتمالية الحاجة للحجز بالمستشفى بمعدل الضعف بالمقارنة بالمتحور ألفا والذي كان أشد من سلالة ووهان الأصلية. [12]

اللقاحات والمتحور دلتا – انخفضت فاعليتها لكن ما تزال قادرة على الحماية

منذ بدايات اكتشاف اللقاحات وهي تعد أحد أهم دفاعات البشر ضد الإصابة بالعدوى ووسيلة فعالة لإنقاذ حياة البشر وحمايتهم. لذلك عندما ظهرت جائحة كوفيد-19 وجه كثير من البشر آمالهم وتطلعت أبصارهم إلى مختبرات العلماء منتظرين منهم لقاح للحماية من تلك الجائحة الكارثية.
وقد كان وظهرت عدة لقاحات للوقاية من كوفيد-19. ولكن كما ذكرنا عزيزي القاريء فإن الفيروسات تتحور وبعض تحورات سارس-كوف-2 تكون في الهدف الذي تستهدفه اللقاحات في عملها. وهذا يثير تساؤلاً حول فاعلية اللقاحات في الوقاية من المتحور دلتا.

لقد لاحظت دراسة معملية انخفاض فعالية الأجسام المضادة المتكونة عند المتعافين أو من تلقوا اللقاح ضد سلالة دلتا بالمقارنة بالسلالة الأولى المعروفة بسلالة ووهان. مع ذلك ما تزال هذه الأجسام المضادة قادرة على توفير نوع من الحماية ضد فيروس دلتا. [8]

كما لاحظت دراسة أخرى باسكتلندا أن التطعيم بلقاح أسترازنيكا أو فايزر-بيونتك حتى وإن كان ذو فعالية أقل ضد المتحور دلتا فإنه يقلل من شدة الإصابة بالمتحور دلتا ويقلل كذلك من نسب الحاجة للحجز بمستشفى. [12]

كما أنه وُجد في دراسة أخرى في بريطانيا -لا تزال تحت التحكيم- أنه رغم إنخفاض كفاءة اللقاحات في توفير حماية من المتحور دلتا إلا أنها مازالت توفر حماية مقبولة. حيث كانت الحماية التي يوفرها لقاح فايزر-بيونتك مثلاً ضد المتحور دلتا حوالي 88%. كذلك فإن لقاح أسترازينيكا كان فعال بنسبة 67% ضد دلتا. كما وجدت الدراسة أيضاً أن اللقاحات تقلل من شدة الأعراض ومن ثم تقلل معدلات الحجز بالمستشفيات. حيث وجدت الدراسة مثلاً: أن استخدام اللقاحات يقي من الأعراض الخطيرة التي تتطلب حجز بمستشفى بنسبة تتراوح بين 71% و94% بعد الجرعة الأولى وبين 92% و96% بعد الجرعة الثانية. [13]

وعندما قارنت دراسة بين فاعلية الأجسام المضادة الموجودة عند متعافين من كوفيد-19 والمٌتكونة نتيجة لقاحات؛ وجدت أن فعالية الأجسام المضادة المتكونة نتيجة لقاحات أعلى في الحماية من المتحور دلتا. [7]

من ثم يمكن القول أن لقاحات كوفيد-19 لا تزال توفر نوع من الحماية حتى من المتحور دلتا.

كيف نواجه المتحور دلتا ونوقف تحور الفيروس؟

ربما تتسائل الآن عزيز القاريء عن كيفية مواجهة دلتا وخفض معدل التحورات عموماً. إن الاستراتيجية المتاحة أمامنا هي الحد من انتقال الفيروس بقدر الإمكان. من ثم نُوقف قدرته على التحور إلى أشكال أشد ضراوة وخطورة. والأسلحة التي في جعبتنا كأفراد حالياً هي الالتزام بالتباعد الاجتماعي وإرتداء الأقنعة الواقية وتناول اللقاحات المتوفرة. [9] وبالنسبة للمنظمات والجهات المسئولة ففي جعبتهم فرض وتطبيق لوائح وقوانين تحد من انتشار الفيروس. كذلك إتخاذ خطوات تسرع من عمليات التطعيم وتساعد في الترصد والكشف المبكر عن التحورات الجديدة التي قد تشكل خطورة جديدة. وهي أسلحة فعالة إلى حد كبير إذا ما أحسننا استخدامها قبل فوات الأوان.

يكمُن الخطر الحقيقي عزيزي القاريء في أنه بوجود أفراد لم يتلقوا اللقاح أو مع عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية من كوفيد 19 فإننا نسمح بوجود إصابات بالفيروس. مما يخلق وسطاً يساعده على التحور أكثر فأكثر بشكل سريع ولا يمكن توقع أثر أو مشاكل أو خطورة هذه التحورات مستقبلاً. في الواقع إن المتحور دلتا قد ظهر منه تحور جديد هو دلتا بلس والذي هو قيد البحث والتتبع حالياً أيضاُ. [14]

المصادر:

  1. WHO says delta variant driving Covids fourth wave in Middle Easts :مصدر الصورة البارزة للمقال
  2. Demystifying the Delta Variant with Data – Johns Hopkins Coronavirus Resource Center
  3. Covid-19 vaccination: Is India running out of doses?
  4. Tracking SARS-CoV-2 variants (who.int
  5. How Dangerous Is the Delta Variant, and Will It Cause a COVID Surge in the U.S.?
  6. Why Do Variants Such as Delta Become Dominant?
  7. Reduced sensitivity of SARS-CoV-2 variant Delta to antibody neutralization
  8. Infection and Vaccine-Induced Neutralizing-Antibody Responses to the SARS-CoV-2 B.1.617 Variants | NEJM
  9. How Dangerous Is the Delta Variant (B.1.617.2)? | ASM.org 
  10. CDC COVID Data Tracker
  11. Interim Public Health Recommendations for Fully Vaccinated People
  12. SARS-CoV-2 Delta VOC in Scotland: demographics, risk of hospital admission, and vaccine effectiveness
  13. Public library – PHE national
  14. S.Korea on alert for new Delta Plus COVID-19 variant
  15. Delta variant brings new pandemic threat to Germany 

اللقاح الصيني .. كل ما تريد معرفته عنه

في هذا الوقت من العام الماضي اجتاح فيروس كورونا العالم بدايةً من مدينة ووهان الصينية وصولًا إلى كل بقعة من الأرض. مع مرور عام كامل على هذه الجائحة ظهرت اللقاحات والتي تقدم بدورها بعض الحماية في مواجهة هذا الخطر المستمر. مع بداية توزيع اللقاح الصيني حول العالم ظهرت حالة من القلق العام. فالبعض يشكك في دقة نتائج اللقاح ويرى أنها تستخدمنا كفئران تجارب للمرحلة الثالثة، ويشكك البعض الآخر في سياسة الصين نفسها! أنها ربما صنعت الفيروس من البداية وأن اللقاح وسيلة للتحكم في اقتصاد العالم. ربما تبدو هذه الأفكار غريبة ولكنها ليست كذلك في ظل حالة القلق والتشوش التي يمر بها الجميع. في هذا المقال سنتحدث عن اللقاح الصيني وسنجيب عن بعض التساؤلات بشأنه.

توزيع اللقاح الصيني

في هذا الأسبوع وصلت أول شحنة من اللقاح الصيني التابع لشركة (Sinovac) إلى إندونيسيا استعدادًا لبدء التطعيمات بعد الموافقة المحلية المتوقعة بالطبع. وقبل ذلك وافقت الحكومة الصينية على العديد من اللقاحات، وذلك لاستخدامها في حالات الطوارئ، وبالفعل تم تطعيم أكثر من مليون صيني بتلك اللقاحات. (1)

الاختبارات التجريبية على اللقاح الصيني

في 29 فبراير وبعد أقل من شهرين من تفشي الفيروس. وقفت عالمة الفيروسات واللواء العسكري تشين وي أمام علم الصين الشيوعي هي وستة من العلماء العسكريين في فريقها، وتلقوا اللقاح التجريبي للفيروس. من ثم وصلت إلى مدينة ووهان مع فريقها من أكاديمية العلوم الطبية والعسكرية ليساهموا في تطوير لقاح شركة (CanSino Biologics). وقتها تداولت الأخبار أن تلقيهم للقاح التجريبي مجرد كذب، إلا أن الباحث في الأكاديمية هو لي هوا أكد على صحة الأخبار وصرح بأنها كانت لحمايتهم في المدينة الأكثر تضررًا. شارك مليون متطوع صيني في تلقي اللقاحات التجريبية، دون الانتهاء من المراحل السريرية، الأمر الذي سبب قلقًا للعلماء حول العالم.

هل هناك أكثر من لقاح صيني؟

يظن البعض أن هناك لقاح صيني واحد فقط، وهذا ليس بصحيح، فقد طورت الصين خمس لقاحات من خلال أربع شركات منتجة. تلك اللقاحات تعتمد على التقنيات التقليدية من تعطيل نشاط الفيروس ومن ثم حقنه في الجسم. (2) استخدام تلك التقنية يمنح اللقاحات الصينية بعض المميزات. على سبيل المثال التخزين، فعلى عكس لقاح فايزر يمكن تخزين اللقاح الصيني في درجة حرارة الثلاجة العادية من 2-8 درجة سليزية. (2) في حين أن لقاح فايزر يتطلب التخزين في درجة حرارة -70 سليزية.

أربع شركات صينية تصنع اللقاح!

1- شركة sinovac

وهي شركة صينية خاصة مهتمة بتطوير وتصنيع اللقاحات، طورت من قبل خمسة لقاحات للبشر ولقاح للحيوانات. (1) تعتمد شركة (sinovac) في تصنيع لقاح كورونا والذي يسمى (CoronaVac) على تقنية تقليدية. يُزرع الفيروس في المعمل ومن ثم يعطَّل ببعض المواد الكيميائية، والتي تساعد في إيقاف عملية التكاثر للفيروس. ولكن في أكتوبر الماضي رُصدت حالة وفاة لأحد المتطوعين في البرازيل. بعدها أوقفت السلطات البرازيلية التجارب السريرية الثالثة. ولكنها عادت واُستكملت بعد أن صرحت السلطات البرازيلية بأن الوفاة لم تكن بسبب اللقاح.

2- شركة Sinopharm

هي شركة تابعة للدولة وقد طورت العديد من اللقاحات والأدوية، وتعتمد على نفس تقنية شركة (sinovac). تطور الشركة لقاحين وكانت نتائجهم في المرحلتين الأولى والثانية مبشرة، وما زالت المرحلة الثالثة مستمرة. في سبتمبر الماضي وافقت دولة الإمارات المتحدة على الاستخدام الطارئ لأحد لقاحات شركة (sinopharma) كامتداد لتجارب السريرية الثالثة والتي تم إجراؤها على 31.000 متطوع. (1)

3- شركة (CanSino Biologics)

هي شركة صينية شاركت مع الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية والعسكرية على تطوير لقاح كورونا على أساس غدي. فالفيروس الغدي لا يسبب المرض ولكنه يُوصل بروتين الفيروس للجسم. التجارب السريرية الأولى والثانية كانت ناجحة، وتم الموافقة على الاستخدام المحدود له من قبل الصين. كما أن التجارب السريرية الثالثة بدأت في أغسطس في بعض الدول من ضمنها المملكة العربية السعودية. (1)

4- شركة (Anhui Zhifei Longcom Biopharmaceutical)

طورت الشركة لقاح يعتمد على تقنية الوحدة البروتينية الفرعية، والتي تستخدم قطعة نقية من الفيروس وتنشط من الاستجابة المناعية. حتى الآن لم تظهر أي تقارير عن المرحلة الأولى والثانية. (1)

لما لا تُطبق المرحلة السريرية الثالثة في الصين؟

بعد انتشار الفيروس في أرجاء الصين. أظهرت الدولة جهود منقطعة النظير في السيطرة على المرض من خلال العزل القسري للحالات واختبار بمدن بأكملها. لكن انتشار المرض في الولايات المتحدة ساعد في زيادة نتائج تجارب الفعالية للقاح. فيقول عالم الأوبئة (راي يب-Ray Yip)” إذا كان في الصين حالات أكثر، كان بإمكانهم إنهاء تجارب فعالية اللقاح قبل الجميع”. (3) ولكن الصين سيطرت سيطرة كاملة على الفيروس وبالتالي بدأت التجارب السريرية في دول أخرى مثل البرازيل وتركيا وإندونيسيا. كما أنه يقول بإن الصين تعلم بأنها لا تحتاج إلى اللقاحات بصورة ضرورية محليًا، لأنها سيطرت إلى حد كبير على الوباء. هي فقط تلعب لعبة عالمية فهي ترسل اللقاحات وتشارك تقنياتها مع الدول التي تجرب اللقاحات على متطوعيها. يقول (يان تشونغ هوانغ- Yanzhong Huang)، أخصائي الصحة العالمية في كل من جامعة (سيتون هول-Seton Hall) ومجلس العلاقات الخارجية: “أن الصين تستغل اللقاح لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية، كما أنها تحاول ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة”. (3) ويُرجح بعض المختصين أن سياسة الصين تهدف إلى الهيمنة على الاقتصاد الحيوي للعقد العام.

ما علاقة اللقاح بالسياسة؟

في 3 نوفمبر نشر الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم تغريدة لصورته وفيها يتمنى للجميع الصحة والسلامة، وهو يُحقن باللقاح الصيني. أصبحت الإمارات المتحدة حجر الزاوية في التجارب السريرية الثالثة للقاح الصيني، وذلك بعد اجتماع فيديو بين كل من دولة الإمارات والصين. تقول الصين بأن الإمارات دولة كبيرة وبها عمالة من 125 دولة مختلفة، ويقولون إذا نجح الأمر في الإمارات سينجح في أي مكان! وحاليًا ستبدأ التجارب في كل من البحرين ومصر والأردن والعديد من الدول حول العالم. ويحلل الخبراء هذا التصريح بإن الصين تحاول أن تجعل العالم يطمئن لسلامة لقاحها. فدولة كبيرة مثل الإمارات بدأت في تطعيم رعاياها الأمر سيؤثر بدوره على الدول الأخرى . كما أن الصين ترغب في تهدئة الرأي العام، فالدول المشاركة في اللقاح غالبية سكانها من المسلمين. لذا تحاول الصين التخفيف من شكاوى حقوق الإنسان حول معاملة الصين لمسلمي الأويغور في مقاطعة شينجيانغ.

هل اللقاحات آمنة؟

يتساءل الجميع عن ذلك ولكن إذا لاحظنا ليس هناك أي معلومات عن المرحلة الأخيرة، وهذا يثير العديد من التساؤلات والتي لم يُجاب عنها حتى الآن.كما أن بعض العلماء يرون أن التقنية المستخدمة في اللقاح الصيني ربما تسبب بعض المشاكل، ومن ضمن المشاكل مرض يسمى (أمراض الجهاز التنفسي المحسنة). والذي يحدث عند الأشخاص المحصنين من المرض عند إصابتهم بالعدوى، والأمر الذي يتسبب في تجمع الأجسام المناعية في الرئتين. ولكن على الجانب الآخر كانت النتائج جيدة في التجارب الأولى والثانية. ولم تظهر أي أعراض جانبية سوى الأعراض البسيطة لأي لقاح من ارتفاع بسيط في درجة الحرارة وألم في موضع الحقن، والتي لم تظهر في جميع المشاركين. هناك دائمًا علاقة بين كل شيء والسياسة ربما تبدو لك الصين مستغلة أو غير أمينة أو حتى لا تثق في لقاحها، ولكن إنتاج لقاحات في هذه المدة البسيطة لهو إنجاز رائع. كما أننا في مرحلة حرجة، فما زال الفيروس منتشر و مازال آلاف المصابين يتساقطون يوميًا. لكن للتذكرة اللقاح ليس للعلاج، اللقاح ما هو إلا وسيلة لحمايتك من عدم الإصابة بكورونا، لذا كن على حذر واتبع إرشادات السلامة.

المصادر

1- theconversation

2- BBC

3- sciencemag

هل يمكن لفيروس كورونا أن يسكّن الألم؟

هل يمكن لفيروس كورونا أن يسكّن الألم؟

«ريف بريتوريوس» رجل أمريكي يبلغ من العمر 49 عام، تعرض لحادث سير في عام 2011 جعله يعاني من عدة كسور في فقرات الرقبة وضرر بالغ في الأعصاب. يعاني «ريف» من آلام مستمرة في ساقيه، وصفها بأنّها تشبه وقوع الماء الساخن على ساقيه باستمرار. لقد كانت شدة الألم توقظه من نومه كل ليلة. في التاسع عشر من يوليو الماضي أصيب ريف بفيروس كورونا في مكان عمله. لقد خفف المرض من شعور «ريف» بالألم وجعله يختفي تمامًا في كثير من الأحيان. ولأول مرة منذ تعرضه لحادث السير كان «ريف» قادرًا على النوم بشكل متواصل، ولكن سرعان ما عاد الألم مجددًا عندما بدأ «ريف» يتعافى من فيروس كورونا. [1]

كيف يمكن لفيروس كورونا أن يسكّن الألم؟

نُشرت دراسة في مجلة «pain» لمجموعة باحثين من جامعة أريزونا للعلوم الصحية تدرس كيف يُسَكّن الألم، عن طريق تثبيط مسار «VEGF-A/neuropilin-1» بواسطة البروتين الشائك الموجود على سطح فيروس كورونا. لفهم نتائج الدراسة دعونا أولًا نذكر بعض المعلومات المهمة:

1. عندما تُصاب أجسادنا بضرر كوخزة الإبرة أو العدوى مثلًا، هناك بروتين يدعى «عامل النمو البطاني الوعائي_ VEGF» هذا البروتين موجود في أجسامنا وله علاقة بتخليق ونمو الأوعية الدموية كذلك له القدرة على الارتباط بمستقبلات «النيوروبيلين-neuropilin receptors» هذا الارتباط يُحدِث سلسلة من التفاعلات التي تحفز «العصبونات-neurons» فنشعُر بالألم.

2. السطح الخارجي لفيروس كورونا يتكون من بروتين رئيسي يدعى «البروتين الشائك» هذا الذي يُعطي الفيروس المظهر التاجي تحت المجهر، يرتبط هذا البروتين بعدة مستقبلات موجودة في جسم الإنسان أهمها «ACE2 receptor» ليسبب المرض. [2]

نعود من جديد لفهم ما فعله باحثو جامعة أريزونا للعلوم الصحية: عمل الباحثون على اختبار صحة فرضية أنّ «البروتين الشائك» لفيروس كورونا يعمل على مسار الألم «1-VEGF-A/Neuropilin»، فأجروا مجموعة تجارب لحيوانات التجارب عن طريق استخدام بروتين«VEGf-A» كمحفز للعصبونات لخلق الإحساس بالألم ومن ثم أضافوا «البروتين الشائك» لتلك الحيوانات. لقد وجد العلماء أن البروتين الشائك يمكنه أن يرتبط بمستقبلات «neuropilin-1» فيحِل محل بروتين «VEGF-A» ويمنعه من الارتباط، وبالتالي يثبط هذا سلسلة التفاعلات التي تسبب الألم. يقول الباحثون أنّ نتائج الدراسة تدل على أنّ فيروس كورونا يُمكنه أن يسكّن الألم، ولكن هذا لا يلغي احتمالية وجود طريقة عمل أخرى للفيروس يمكن أن يسبب بها الألم. [3]

كيف يمكن أن نستفيد من نتائج هذه الدراسة؟

1. يمكن لهذه الدراسة تفسير سبب عدم شعور البعض بفيروس كورونا رغم الإصابة به، فسر ذلك الدكتور «خانا-khanna» أحد المشاركين في هذه الدراسة بأنه يمكن لحاملي الفيروس ممن لا تظهر عليهم أعراض الإصابة ألّا يشعروا بالمرض لأن الفيروس أخفى الألم، إثبات أن هذا التسكين للألم هو ما يساهم في انتشار الفيروس بسرعة ستكون له قيمة عظيمة.

2. كذلك تكمن أهمية هذه الدراسة في أنّه يمكنها فتح الباب لاكتشاف مسكنات جديدة للألم. رغم النتائج المذهلة لهذه الدراسة، إلّا أنّه لا زلنا نحتاج دراسات أخرى تُجرى على الإنسان، بدلًا من حيوانات التجارب للتأكد ممّا يحدث حقًا.

لا شك أنّ جائحة الكورونا أثّرت سلبًا على البشرية أجمع، ولكن من يدري لربّما هذا الفيروس يعلمنا طريقة جديدة نسكّن بها آلامنا.

المصادر

[1] scientificamerican

[2] The University of Arizona

[3] International Association for the Study of Pain

مستقبل التعلم في ظل جائحة كوفيد-19

خلال هذا الوقت العصيب الذي تحرص فيه كل المجتمعات على ممارسة التباعد الاجتماعي، تأثر مستقبل التعليم في ظل جائحة كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم كغيره من الأنظمة التي تأثرت بالجائحة؛ إذ اتجهت العديد من المؤسسات التعليمية لمواصلة عملية التعلم عبر الإنترنت وذلك من خلال المنصات الرقمية وأدوات التواصل مثل برامج الفيديو الجماعية؛ والتي تسمح للمعلمين والمتعلمين بالالتقاء للدفع بعملية التعلم في الاستمرار.

ويعتبر أسلوب التعلم عن بعد أو التعلم عبر الإنترنت أكثر مرونة وفعالية من الأسلوب التقليدي؛ حيث يمكن تحقيق التباعد الاجماعي وهو أهم شروط الوقاية، كما يتيح للمتعلم فرصة تتبع الوتيرة الخاصة به في تلقي المعلومات وتحليلها ومراجعتها, كما يعمل التعلم عبر الإنترنت على زيادة فرص التواصل مع الزملاء والمعلمين من خلال لقاءات الفيديو المتزامنة أو النقاشات غير متزامن، ولعل أهم ما يجب أن نبدأ به هو إدراك ومعرفة ما يؤثر على قدرات الدماغ في التحصيل والمعالجة والاسترجاع.

طالب يقوم بممارسة عملية التعلم عن بعد إثر تأثر العملية التعليمية بتبعيات جائحة كوفيد-19

الرعاية الذاتية والتعلم الفعال.

الرعاية الذاتية هي أي نشاط تقوم به عمدًا من أجل رعاية صحتك العقلية والعاطفية والجسدية، فحرصك على اكتساب وممارسة أساليب الرعاية الذاتية أولى درجات احترام ذاتك وتقديرها فهي ليست بالشئ السئ لإنها بعيدة كل البعد عن الأنانية، فقد يستاء البعض أحيانا من بعض أساليب الرعاية الذاتية، وينتابه الخلط بين احترام الذات والأنانية، فأن تعطي لذاتك حقها من الرعاية أمرٌ مختلفٌ تمامًا عن التمركز حول ذاتك؛ فالرعاية الذاتية ترتيب داخلي وسلام نفسي، بالتالي فإن إدراك وممارسة تقنيات الرعاية الذاتية تدعم التعلم الناجح؛ فهي بمثابة المفتاح لزيادة الإنتاجية وتحسين القدرة على التحصيل لا سيما في أوقات الإجهاد والتوتر.

تأثير الإجهاد على عملية التعلم.

يؤثر الإجهاد على كيفية تعلم الفرد لمعلومات جديدة، فعلى الرغم من دور الإجهاد الإيجابي في تحفيز اليقظة والإنتباه، إلا أنه يمكن أن يضعف الوظائف المعرفية العليا؛ فيؤثر سلبًا على قدرة الدماغ على استرجاع المعلومات أو تحديث المعلومات الموجودة، فعملية استعادة المعلومات أمر بالغ الأهمية خلال الامتحانات بالطبع، ومهمة أيضًا لتذكر المهارات المكتسبة حديثًا وتنفيذها كما تعتبر عملية تحديث المعلومات الموجودة أمر مهم جدًا عند تعلم المفاهيم المعقدة التي تُبنى أو تتغير باستمرار.

إن تعلم إدارة الإجهاد وممارسة تقنيات السيطرة عليه، بالطبع يساعد المتعلم على التعلم الفعال، فهناك تقنيات عديدة وأساليب مختلفة للقيام بذلك، لعل أبرزها هو ممارسة تمرين “التنفس البطني” .

خطوات تمرين التنفس البطني:

  • استرخ أو اجلس بشكل مريح.
  • ضع يدًا على بطنك أسفل أضلاعك مباشرة، واليد الأخرى فوق صدرك، ثم خذ نفسًا عميقًا من خلال الأنف مع السماح لبطنك بالتمدد ودفع يدك.
  • تنفس من خلال فمك ببطء، حتى تشعر بانخفاض يدك التي هي على بطنك، يمكنك دفع الهواء بيدك.
  • كرر ذلك التمرين لمدة تتراوح بين ٣ إلى ١٠ مرات، مع ١٠ ثوانٍ لكل تمرين.

يساعد تمرين التنفس البطني على استعادة تركيزك وترتيب أفكارك – يمكنك تدوين ما تشعر به قبل وبعد التمرين، ستلاحظ الفرق –

بالإضافة لتمرين التنفس البطني، يمتلك كل مِنا أسلوبه الخاص في إدارة الإجهاد، فمن بعض تلك الممارسات:

  • تقنيات الاسترخاء والتأمل.
  • تغيير مكان الدراسة، والتحرك لممارسة بعض الأنشطة الخفيفة.
  • الاستماع للموسيقى مع تناول المشروب المفضل.
  • استنشاق الروائح المفضلة والاستسلام لتأثيرها على الحالة الذهنية.
  • البعض يلجأ للضحك بطريقة أو بأخرى، نعم الضحك!
  • فالضحك طريقة ممتازة لمساعدتك على الاسترخاء.

الآن هل يمكنك مشاركتنا أسلوبك الخاص في إدارة الإجهاد والتوتر؟

اقرأ المزيد حول طرق استثمار الوقت لتحقيق التفوق الدراسي

المصادر

Edx

ncbi

Exit mobile version