FDA توافق على أول دواء للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة

“تضيف موافقة اليوم أداة مهمة في الجهود المبذولة لإنهاء وباء فيروس نقص المناعة البشرية من خلال توفير الخيار الأول للوقاية من الفيروس والذي لا يتضمن تناول الحبوب يوميًا”، هذا ما علقت به مديرة قسم الأدوية المضادة للفيروسات في مركز إدارة الغذاء والدواء.

FDA توافق على أول دواء للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة:

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء Apretude _ وهو معلق قابل للحقن من كابوتغرافير “مديد المفعول-extended-release” _ للاستخدام في البالغين المعرضين للخطر والمراهقين الذين لا يقل وزنهم عن 35 كيلوغرامًا، وذلك للوقاية قبل التعرض (PrEP) لتقليل مخاطر الإصابة بفيروس نفص المناعة المكتسب، ولكن ماذا يعني مصطلح PrEP ؟

Pre-exposure prophylaxis:

تُعرف اختصارًا PrEP، وهي تعني الوقاية قبل التعرض، إذ يتناول الأفراد الذين لم يتعرضوا سابقًا للعامل المسبب للمرض الأدوية لمنع حدوث مرضٍ ما، حيث أن تناول علاج PrEP مرة كل يوم هي الاستراتيجية الوحيدة التي أثبتت فعاليتها التامة في التجارب التي تمت على نطاق واسع للحماية ضد فيروسHIV.

وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فقد تم تحقيق مكاسب ملحوظة في زيادة استخدام PrEP للوقاية من فيروس HIV في الولايات المتحدة.
لكن يتطلب PrEP مستويات عالية من الالتزام ليكون فعالًا، كما أن بعض الأفراد والجماعات عالية الخطورة، مثل الشباب الذين يمارسون الجنس مع الرجال، هم أقل عرضة للالتزام بالأدوية اليومية، إضافةً للعوامل الشخصية الأخرى، مثل اضطرابات تعاطي المخدرات والاكتئاب والفقر والجهود المبذولة لإخفاء الدواء يمكن أن تؤثر أيضًا على الالتزام، من المرجح أن يؤدي توافر خيار PrEP للحقن طويل المفعول إلى التزام مثل هذه المجموعات.

كيفية إعطاء اللقاح؟

إعطاء Apretude أولاً كحقنتين ابتدائيتين خلال شهر واحد، ثم حقنة كل شهرين بعد ذلك، يمكن للمرضى إما بدء العلاج باستخدام Apretude أو تناول Cabotegravir عن طريق الفم لمدة أربعة أسابيع لتقييم مدى تحملهم للدواء.

التجارب السريرية:

تم تقييم سلامة وفعالية Apretude لتقليل خطر الإصابة بفيروس HIV في تجربتين عشوائيتين، إذ تمت المقارنة بين Apretude و Truvada، وهو دواء يؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة يوميًا لعلاج HIV PrEP.

شملت التجربة رقم 1 رجالًا غير مصابين بفيروس HIV ونساء متحولات جنسيًا يمارسون الجنس مع رجال ولديهم سلوك عالي الخطورة للإصابة بالفيروس.
أما التجربة رقم 2 فتضمنت نساء غير مصابات ولكن معرضات لخطر الإصابة بهذا الفيروس.

بدأ المشاركون الذين تناولوا Apretude التجربة باستخدام cabotegravir، كأقراص عن طريق الفم بجرعة 30 مجم، ودواء وهمي يوميًا لمدة تصل إلى خمسة أسابيع، تليها حقنة Apretude 600mg في الشهر الأول والثاني، ثم كل شهرين بعد ذلك مع تناول قرص وهمي كل يوم.
بدأ المشاركون الذين تناولوا Truvada التجربة بأخذ Truvada عن طريق الفم وهميًا يوميًا لمدة تصل إلى خمسة أسابيع، تليها Truvada عن طريق الفم يوميًا والحقن العضلي الوهمي في الشهر الأول والثاني وكل شهرين بعد ذلك.

نتائج التجارب السريرية:

في التجربة رقم 1، تلقى 4566 من الرجال والنساء المتحولين جنسيًا الذين مارسوا الجنس مع رجال إما Apretude أو Truvada.
قامت التجربة بقياس معدل الإصابة بفيروس HIV بين المشاركين في التجربة الذين يتناولون كابوتغرافير يوميًا متبوعًا بحقن أبريتود كل شهرين مقارنة مع تروفادا الفموية اليومية، أظهرت التجربة أن المشاركين الذين تناولوا Apretude كان لديهم خطر أقل بنسبة 69 ٪ للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية مقارنة بالمشاركين الذين تناولوا Truvada.

في التجربة رقم 2، تلقت 3224 امرأة من النوع الاجتماعي إما Apretude أو Truvada.
قامت التجربة بقياس معدل الإصابة بفيروس HIV في المشاركين الذين تناولوا كابوتغرافير عن طريق الفم وحقن أبريتود مقارنة بأولئك الذين تناولوا تروفادا عن طريق الفم، وهنا أظهرت التجربة أن المشاركين الذين تناولوا Apretude لديهم خطر أقل بنسبة 90٪ للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية مقارنة بالمشاركين الذين تناولوا Truvada.

الآثار الجانبية لهذا الدواء؟

تفاعلات موقع الحقن (ردود الفعل التحسسية) مثل الطفح الجلدي والاحمرار، والصداع، والحمى، والتعب، وآلام الظهر، والألم العضلي والطفح الجلدي، بثور أو تقرحات في الفم، وتورم في الفم أو الوجه أو الشفتين أو اللسان.

تحذيرات يجب أن تكون على دراية بها:

يتم وصف الدواء فقط للأفراد الذين تم التأكد من أنهم سلبيون لفيروس HIV، من الضروري اجراء الاختبار مباشرة قبل بدء الدواء وقبل كل حقنة لتقليل مخاطر تطوير مقاومة الأدوية، لأنه في حال أصبت بالفيروس وكنت تتناول Apretude لعدم معرفتك بإصابتك، فقد يصبح علاج عدوى الفيروس أكثر صعوبة.
كما أن Apretude لا يمنع الأمراض الأخرى المنقولة جنسيا، لذلك اخضع لفحص الأمراض الأخرى المنقولة جنسيًا مثل الزهري والكلاميديا ​​والسيلان، إذ أن هذه العدوى تجعل من السهل إصابتك بفيروس HIV.
الالتزام بموعد الحقنة، لأن تفويت الجرعة قد يزيد من خطر الإصابة بالفيروس.
عدم وصف الدواء ممن لديهم حساسية من الكابوتغرافيراء، أو مشاكل كبدية، أو مشاكل في الصحة العقلية، في حالة الحمل والإرضاع، إذ أن الدواء يبقى في الجسم لمدة تصل إلى 12 شهرًا بعد تلقي الحقنة الأخيرة، ولم تظهر الدراسات بعد آمانه على الطفل.
عدم وصف الدواء إذا كان الفرد يتناول أي من هذه الأدوية: كاربامازيبين واوكسكاربازيبين والفينوباربيتال والفينيتوين وريفامبين وريفابنتين.

أخيراً:

“ستكون هذه الحقنة، التي تُعطى كل شهرين، حاسمة في معالجة وباء فيروس نقص المناعة البشرية في الولايات المتحدة، بما في ذلك مساعدة الأفراد المعرضين لمخاطر عالية ومجموعات معينة، حيث كان الالتزام بالأدوية اليومية يمثل تحديًا كبيرًا أو ليس خيارًا واقعيًا”، هذا ما صرحت به ديبرا بيرنكرانت، مديرة قسم الأدوية المضادة للفيروسات في مركز إدارة الغذاء والدواء.

المصادر:

اقرأ المزيد حول: القولون العصبي أعراضه وكيف تتم معالجته.

طفرة جديدة تمكن فيروس كورونا من إصابة الدماغ

صارت أعراض الإصابة بفيروس كورونا معلومة لدينا جميعًا، إذ تشمل الأعراض زيادة في الحرارة، الإسهال، السعال الجاف، لكن الأمر أصبح أكثر غرابة عندما حدثت طفرة جديدة

طفرة جديدة لفيروس كورونا

كان أول إبلاغ عن أعراض غريبة متعلقة بالجهاز العصبي في شهر مارس من العام الجاري، حيث تم الإبلاغ عن حالات فقدان مفاجئة للتذوق والشم معًا، حيث يؤثر الفيروس على مستقبلات الشم والتذوق، مانعًا إياها من تمييز الروائح والنكهات المختلفة.

تأثير الفيروس على الدماغ

لكن الأمر يصل إلى درجة أكثر خطورة عندما يتعلق الأمر بالدماغ البشري، فهذا العضو هو أكثر الأعضاء حساسية للتغيرات، وأكثرها مدعاة للقلق حينما يُهدد بأي خطر، إذ أنه هو المتحكم في كافة أعضاء الجسد.

كُتب تقرير في عن امرأة في الخمسينات من عمرها عانت من الهلوسة، أعطت نتائج التحاليل لاختبار فيروس كورونا نتيجة إيجابية، حيث سبب لها الفيروس هلوسات شديدة، فكانت ترى القردة تركض في أنحاء البيت، كما اعتقدت أن زوجها محتال، وسرعان ما تتابعت التقارير والأبحاث المنذرة بخطر كبير، إذ أبلغ العديد من الباحثين في مراكز بحثية مختلفة عن حالات هلوسة، وارتباك، دُوار، فقدان التركيز، تورم في المخ، بل وحتى سكتات دماغية!

بعض الأبحاث

قام بعض الباحثين بتجربة فريدة من نوعها، حيث قاموا بتوصيل الأقطاب الكهربائية بأدمغة المصابين بفيروس كورونا، لقياس نشاط دماغهم، أُجريت التجربة على 620 مريض في 84 دراسة مختلفة، بمتوسط عمر يبلغ ال 61 عامًا، وعن طريق فحص نتائج ال EEG، تبين معاناة بعضهم من تورم في الدماغ نتيجة إصابتهم بالفيروس، علمًا بأن بعض هؤلاء المرضى كانوا قد أبلغوا عن حالات الإغماء، الغيبوبة، التلعثم، بل وحتى نوبات الصرع. كانت أكثر الحالات شيوعًا هي تباطؤ في الموجات الكهربائية للدماغ، مما يعني أن الفيروس يؤثر مباشرة على عمل المخ.

الخلاصة

بتنا نعلم التأثير الواضح لفيروس كورونا على المخ والجهاز العصبي، ولكننا لسنا متأكدين إن كانت الأعراض متعلقة بتأثير الفيروس على الدماغ مباشرة، أم أنه رد فعل مناعي يقوم به الجهاز المناعي أثناء مقاومة الفيروس، وهذا أمر في غاية الأهمية، فهذا هو ما سيحدد طريقة العلاج، فهذان منحيان مختلفان كليًا، وكما يبدو أن المعركة بين الأطباء وبين هذا الفيروس بدأت تأخذ منحًى آخر، حيث أن الفيروس يطوّر من نفسه ليصبح أكثر عنفًا وضراوة عن طريق هذه الطفرة، لكن النصر لنا لا محالة، فقد تغلبنا على الطاعون من قبل، فهي مسألة وقت لا أكثر.

المصادر

sciencealert
technologynetworks
nature

اقرأ أيضًا زيادة حجم دماغ قرد باستخدام جين بشري

لماذا يزداد شعورنا بالتعب في فترة العزل المنزلي؟

لماذا يزداد شعورنا بالتعب في فترة العزل المنزلي؟

هل زاد شعورك بالتعب والإرهاق عما كان في فترة ما قبل العزل المنزلي؟ كيف ذلك والجهود التي تبذلها في المجمل قد أصبحت أقل؟

لعل ذلك يرجع إلى الجهود الذهنية التي فرضت عليك في الفترات الأخيرة بسبب الجائحة التي يمر بها العالم، إذ أن الأبحاث تخبرنا أن الإرهاق البدني قد يرجع إلى أسباب نفسية، كالقلق والتوتر.

يتم الانتقال إلى وضع جديد، حسب علم النفس، على مراحل.
فمثلما يحتاج الطالب المتنقل إلى بلد أخرى، أو الموظف عند تسلمه وظيفة جديدة، إلى فترة من التكيف وتكوين الروابط والألفة مع مكانهما الجديد، فإننا نحتاج كذلك في هذه الظروف الجديدة إلى فترة للتأقلم.

يعد الأسبوع الأول، فترة انسلاخ عن طرق التعامل المستخدمة في الظروف القديمة، ومحاولة تشكيل أخرى جديدة، ويتم ذلك عادة في اليوم الرابع أو الخامس، وتتسم الأسابيع اللاحقة بالشعور بالإحباط والنكد، إلا أنه يجدر بك ألا تقلق، فهذه مرحلة تكيف طبيعية وسرعان ما يبدأ الأمر بالتحسن.

قد يتطلب التأقلم الكامل فترة ثلاثة شهور،إلا أنه من المحتمل حدوث لحظات ضعف وميل إلى الاستستلام في الأسبوع الثالث من بداية الحجر الصحي

الخطوة الأهم في مواجهة هذا القلق هو وضع هيكل للأولويات، ذلك أن وقت الفراغ هو الطريق الملكي أمام القلق و الوقوع في دوامة الإحساس بالعجز والتعب، فهو يزيد إدراكك بالظرف الذي تعيشه، ولا ينفك يذكرك به، ما قد يؤدي بك إلى اضطرابات في النوم، وصولًا إلى حالة من إهمال النفس واللامبالاة.

من الأمثلة التاريخية التي تخبرنا أهمية وضع هيكل للأنشطة في مواجهة خوفنا وأزماتنا، حادثة علوق سفينة السير (إرنست شاكلتون) عام ١٩١٥ في جليد القطب الجنوبي.

كان السير مدركًا، بواقع معرفته فيما حدث بحوادث مشابهة، خطر وقوع القلق بين الركاب، ففرض عليهم نظاما اجتماعيًا محكمًا، يشمل الالتزام بوجبات منتظمة واجتماعات للحفاظ على النشاط والتواصل الإجتماعي فيما بينهم، مجنبهم الوقوع في حالة محتومة من القلق والهلع..

لذا، وفي هذه الظروف..قد يبدو من المغري الاستلقاء في السرير لساعات عقب الاستيقاظ، ولكن فلتحاول مجاهدة نفسك على وضع جدول من الأشغال والواجبات الاجتماعية والالتزام بها، حتى لو كان ذلك عبر الإنترنت.

المواظبة على التمارين الرياضية ستوفر بلا شك قدرًا من العون في التغلب على هذه الظروف، إذ أننا نواجه نوعًا من الخوف من المجهول، وتقض مضاجعنا كثير من التساؤلات والمخاوف حول هذه الأزمة ومآلاتها، ما سيؤدي بنا إلى اضطرابات في النوم، لذا فمن الأفضل عند الذهاب إلى السرير أن يكون التعب قد نال منك، والرياضة سبيل جيد إلى تحقيق ذلك.

المصادر:

Sciencealert

BMC

BMJ

باحثة مصرية تطور اختبار الكورونا المستجد في جونز هوبكينز

تطوير اختبار جديد لفحص فيروس كورونا المستجد بجامعة جونز هوبكينز

 

طورت كارين كارول وهبة مصطفى الباحثتان في علم الأحياء الدقيقة السريرية اختبارًا لفحص فيروس كورونا المستجد، والذي يمكن من خلاله اختبار ما يقرب من 1000 شخص في اليوم.

ويعد ذلك أمرًا هامًا ليتمكن الأشخاص سريعًا من معرفة إصابتهم بالفيروس، وليختبر به الأطباء الأشخاص المخالطين بهؤلاء المرضى.

وقد صرحت الباحثة هبة مصطفى الأستاذة المساعدة في علم الأمراض ومديرة مختبر الفيروسات الجزيئية في مستشفى جونز هوبكينز والحاصلة على درجة الدكتوارة من كلية الطب بجامعة الأسكندرية “سنكون قادرين على تشخيص المزيد من الحالات، وهذا يمكنّنا من التحكم في التعرض للفيروس”

استخدمت جامعة جونز هوبكينز الاختبار لأول مرة في 11 مارس من خلال تحليل مسحة من الأنف أو الفم، وتم إجراء حوالي 85 اختبارًا في الثلاث أيام الأولى.

ومن المتوقع أن تزداد السعة الاستعابية سريعًا لتشمل 180 سخصًا في اليوم الواحد في الأسبوع التالي، و500 في الأسبوع الذي يليه، وصرحت د. هبة أن تصل الاختبارات إلى 1000 اختبارًا في اليوم بحلول شهر أبريل، ويُظهر الاختبار النتائج في غضون 24 ساعة، ويأملون الأطباء في تقليل الوقت إلى ثلاث ساعات فقط.

 

زيادة معدلات اختبار فيروس كورونا المستجد

تقول الدكتورة هبة مصطفى: ” إن إجراء الاختبارات في أماكن أخرى داخلية، تقلل من العبء على المختبر الحكومي، مما يزيد من استطاعة إجراء الاختبار في مكان آخر”.

فقد كانت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها والتي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء لإجراء الاختبار بها نادرة، مما أدى إلى التباطؤ في تعقب ومحاصرة الفيروس.

وفي 29 فبراير سمحت إدارة الغذاء والدواء للمراكز الطبية الأكاديمية بتطوير اختباراتها الخاصة والتي يمكن متابعتها والموافقة عليها.

تقول الباحثة هبة مصطفى: “إن تطوير الاختبار لم يكن صعبًا، كان الجزء الأصعب هو الحصول على المواد الجينومية الفيروسية الأساسية، لإجراء التحقق والكواشف اللازمة لإجراء الاختبار”  وأضافت “بمجرد حصولنا على كل ما نحتاجه، استطاعنا استكمال التحقق في فترة زمنية قصيرة”

والآن متاح الاختبار في المستشفيات الخمس التابعة للنظام الصحي جونز هوبكينز بماريلاند وواشنطن.

وأضافت كارين الأستاذة بعلم الأمراض ومدير قسم الأمراض والأحياء الدقيقة: “يعتبر الاختبار في غاية الأهمية في تحديد الحالات حتى يتمكن أخصائيو الأوبئة بالتواصل مع الأشخاص المخالطين بالمرضى المصابة بالفيروس لتقديم التوصيات بشأن العزل المنزلي والمتابعة المستمرة” وأضافت أيضًا “نحن نريد من الأشخاص المصابة البقاء في منازلهم”.

 

هل يمكن إجراء اختبار لفحص الإصابة بفيروس كورونا المستجد؟

الاختبار متاح للأشخاص التي يظهر عليها أعراض الحمى والسعال وضيق بالتنفس ومن تعرضوا للسفر إلى الدول التي ترتفع بها معدلات الإصابة بالمرض.

وتحث الباحثة كارين وهبة الابتعاد عن غرف الطوارىء ما لم يحتاجون الأشخاص لها، لحماية أنفسهم والآخرين.

كما يجب على الأشخاص الذين يشعرون بالمرض ويشتبهون في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد ولا يحتاجون إلى رعاية طارئة الاتصال بالمسؤول عن تقديم الرعاية المتخصصة ووصف أعراضهم عبر الهاتف، وتقول كارين: “نحن نشجع الناس على الاتصال والتحدث إلى أخصائي الرعاية الصحية”.

 

المصدر:  Johns Hopkins medicine

 

انظر أيضًا:هل فيروس كورونا المستجد طبيعي أم مخلق معمليا؟

 

كيف ستفيدنا أسرع حواسيب العالم العملاقة في التعامل مع فيروس الكورونا اليوم ؟

COVID 19 ودماغ الذكاء الاصطناعي:

لقد خلق جائحة الفيروس التاجي تحديات غير عادية للعلماء الذين يعملون بجد لإيجاد حل، ونظرًا للسرعة التي ينتشر بها هذا الفيروس، احتاج الباحثون إلى جهاز كمبيوتر عالي السرعة وهذا ما تم تصميمه من أجل «Summit» أسرع حاسوب عملاق في العالم، وقد تم تجهيز الكمبيوتر العملاق بـ “دماغ الذكاء الاصطناعي”، الذي أجرى آلاف المحاكاة لتحليل أي مركبات دوائية قد تمنع الفيروس من إصابة الخلايا المضيفة بشكل فعال، حددت القمة 77 منهم؛ قد يكون هذا إنجازًا علميًا يبحث عنه الباحثون من أجل إخراج اللقاح الأكثر فعالية، وتم تفويض الكمبيوتر العملاق من قبل وزارة الطاقة الأمريكية في عام 2014 بهدف حل مشكلة العالم تمامًا مثل الوباء الحالي للفيروس التاجي، تابع معنا هذا المقال لنرى كيف ستفيدنا أسرع حواسيب العالم العملاقة في التعامل مع فيروس الكورونا اليوم.

كيف سيكافح الحاسوب العملاق الفيروس التاجي؟

يعمل Summit مع 200 بيتافلوب، وهذا يعني أن لديه سرعة حوسبة تبلغ 200 كوادريليون حساب في الثانية، وهو أقوى بمليون مرة من أسرع كمبيوتر محمول، وتمت برمجة الكمبيوتر الفائق في محطته في مختبر أوك ريدج الوطني في تينيسي لتحديد أنماط في الأنظمة الخلوية التي تسبق الزهايمر، وتحليل الجينات التي تساهم في سمات مثل إدمان المواد الأفيونية وتنبؤ بالطقس المتطرف بناءً على محاكاة المناخ، وبما أن الفيروسات تصيب الخلايا المضيفة عن طريق حقنها بـ «زيادة-Spike» في المادة الوراثية، فالمهمة الرئيسية للقمة هي الكشف عن مركبات الأدوية التي يمكن أن ترتبط بهذا الارتفاع وربما توقف انتشار الفيروس.

إن رحلة إنتاج لقاح فعال لم تنته بعد!

جيريمي سميث مدير مركز مختبر جامعة تينيسي / أوك ريدج الوطني للفيزياء الحيوية الجزيئية ابتكر نموذجًا لارتفاع الفيروس التاجي بناءً على بحث نُشر في يناير، وبمساعدة الساميت تمكن من محاكاة كيفية تفاعل الذرات والجسيمات في البروتين الفيروسي مع المركبات المختلفة، حيث أجرى الكمبيوتر العملاق محاكاة لأكثر من 8000 مركب يمكن أن يرتبط ببروتين ارتفاع الفيروس، مما قد يحد من قدرته على الانتشار إلى الخلايا المضيفة، استطاعت الساميت تحديد 77 منهم ورتبتهم بناءً على مدى احتمالية ارتباطها مع البروتين على سطح الفيروس

جيريمي سميث قال في بيان صفحي:

نتائجنا لا تعني أننا وجدنا علاجًا أو لقاحًا لفيروس كورونا، لكننا متفائلون للغاية، لأن هذه الخطوة وما توثلنا إليه من نتائج ستثري الدراسات المستقبلية وتوفر إطارًا سيستخدمه التجريبيون لمزيد من التحقيق في هذه المركبات“.

أخر ما تمت الإشارة إليه:

أنتجت الحسابات الأخيرة نتائجًا استنادًا إلى نموذج لارتفاع الفيروس التاجي بناءً على بحث نُشر في يناير، ولذلك فإن
الفريق سيحتاج إلى تشغيل عمليات المحاكاة على الكمبيوتر مرة أخرى، باستخدام نموذج فيروس تاجي محدث تم نشره هذا الشهر.
قد يغير التحليل الجديد ترتيب المواد الكيميائية التي من المرجح أن تكون الأكثر استخدامًا في خطوات إيجاد لقاح فعال، وستحتاج هذه النتائج أيضًا إلى أن تتبعها تجارب ملموسة.

مع ارتفاع عدد الوفيات والمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، يأمل الباحثون في أن يتمكنوا بمساعدة الحاسوب الفائق من إنشاء لقاح قريبًا.

المصدر:

cnn

independent

tribune

هل يمكن لفيروس الكورونا أن يعيش في التغيرات المناخية؟!

منذ أن كشف الفيروس عن نفسه وأعلن الحرب على البشرية، أصبح حديث العالم أجمع؛ في المنزل والعمل والمؤسسات التعليمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكما انتشر الفيروس بسرعة كَثُرت الشائعات والأقاويل الغير مسندة بدليل علمي، وإحداها ما تم تداوله في الأونة الأخيرة ينخفض ​​موسم الإنفلونزا بشكل عام في أبريل ومارس، ولكن هل سيصاحب ذلك فيروس كورونا؟ هل تغير المناخ قد يساهم في كبح الفيروس ومنعه من الانتشار؟ هل يمكن لفيروس الكورونا أن يعيش في التغيرات المناخية؟! جاء الرد على هذا التساؤل من منظمة الصحة العالمية الفلبينية، تابع معنا المقال التالي لمعرفة الإجابة إلى جانب بعض الإرشادات الواجب إتباعها لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.

قالت منظمة الصحة العالمية في الفلبين:

“أن الفيروس يمكنه البقاء على حد سواء في المناطق الحارة والرطبة، إذ أنه انتشر إلى البلدان ذات المناخ الحار والرطب، وكذلك البارد والجاف، أينما كنت تعيش، ومهما كان المناخ، من المهم اتباع الاحتياطات اللازمة”.

ما علاقة تغير الطقس بحركة الفيروسات؟

تشير الأبحاث الحديثة نسبياً إلى أن الهواء البارد الجاف قد يساعد على بقاء الفيروسات سليمة في الهواء أو السفر إلى مسافات أبعد عندما تصبح محمولة بالهواء.
نُشرت إحدى الدراسات الأولى لاختبار مدى تأثير الظروف البيئية على انتقال الفيروس في عام 2007، ونظرت في كيفية انتشار الأنفلونزا عبر خنازير غينيا المصابة في المختبر، حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة وخاصة الرطوبة العالية إلى ابطاء انتشار الأنفلونزا، وفي مستويات الرطوبة العالية للغاية، توقف الفيروس عن الانتشار بالكامل.
يفترض العلماء أن انخفاض الرطوبة، والذي يحدث غالباً في فصل الشتاء، قد يضعف وظيفة المخاط في أنفك، والذي يستخدمه جسمك لاحتجاز وطرد أجسام غريبة مثل الفيروسات أو البكتيريا، ويمكن للهواء البارد والجاف أن يجعل هذا المخاط أكثر جفافاً وأقل كفاءة في حبس الفيروس.
«إيان ليبكين_Ian Lipkin» مدير مركز العدوى والمناعة بجامعة كولومبيا، يدرس فيروس كورونا الجديد، ويقول:

“إن ضوء الشمس، الذي يكون أقل وفرة في فصل الشتاء، يمكن أن يساعد أيضاً في تحطيم الفيروسات التي تم نقلها إلى الأسطح، إذا كنت بالخارج، فهي أنظف بشكل عام من الداخل ببساطة بسبب ضوء الأشعة فوق  البنفسجية”.

إن الأشعة فوق البنفسجية فعالة جداً في قتل البكتيريا والفيروسات التي تستخدم غالباً في المستشفيات لتعقيم المعدات.
أما عالم الأوبئة في جامعة هارفارد «مارك ليبتشيتش_Marc lipsitch» لا يعتقد أن أي تغيرات في الطقس ستضع تأثيراً كبيراً على كيفية انتشار الفيروس.
لقد تم توثيق فيروس COVID-19 في جميع أنحاء العالم، وإذا كان الفيروس يشبه فيروس الأنفلونزا، فقد يزداد سوءاً في مناطق نصف الكرة الجنوبي مع تغير الفصول.

يقول ديفيد هيمان من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي:

“إن هذا المعلومات المتاحة للفيروس غير كافية للتنبؤ بكيفية تغيره مع الظروف المناخية”.

وذكّرت منظمة الصحة العالمية بعض النصائح والإرشادات المهمة للمساعدة في تفادي الإصابة بفيروس الكورونا:

اغسل يديك بشكل متكرر.

قم بتغطية فمك بمنديل أثناء السعال والعطس أو بالكوع المثني وتخلص من المنديل فور الانتهاء واغسل يديك مباشرة.

في حال كنت تعاني من الحمى والسعال وصعوبة في التنفس اطلب الرعاية الطبية مبكرًا وشارك سجل سفرك السابق مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.

تجنب الاتصال الوثيق مع أولئك الذين تظهر عليهم أعراض مثل السعال أو العطس.

أما بشأن الادعاءات بأن شرب الماء والمشروبات الكحولية يحمي الناس من الإصابة بالفيروس فأشارت إلى:

“في حين أن شرب كميات كافية من الماء أمر مهم للصحة العامة، إلا أنه لا يمنع الإصابة بالفيروس”.

الأمر ذاته بالنسبة للمشروبات الكحولية، إذ ذكرت منظمة الصحة العالمية الفلبينية:

شرب الكحول لا يحميك من عدوى الفيروس، إذ كنت ممن يتناول الكحول حافظ على الاعتدال دائمًا، ولا يجب على الأشخاص الذين لا يشربون الكحول البدء في الشرب في محاولة لمنع الإصابة بفيروس الكورونا”.

في غضون ذلك، دعت وزارة الصحة (DOH) مرارًا وتكرارًا الجمهور إلى التوقف عن نشر الأخبار المزيفة، وذكّرت الوكالة أيضًا الجميع بأنه يجب عليهم الرجوع فقط إلى النصائح العامة والإعلانات الرسمية من موقع وزارة الصحة الرسمي وقنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.

المصدر:

WHO

Cosmo

nationalgeographic

من كورونا وسارس إلى الحمى الصفراء، ومن الطب ما قتل!

ومن الطب ما قتل!

في 7 فبراير 2020، أُعلنت وفاة الطبيب الصيني Li Wenliang إثر إصابته بفيروس COVID-19 عن عمر 33 عام. يعتبر لي ونليانغ أحد أوائل المكتشفين والمحذرين من الفيروس، مما زاد من حالة التعاطف والحزن التي سادت وسائل الإعلام الصينية والعالمية. دفعتنا تلك الحالة لاستبدال مقولة ومن الحب ما قتل إلى ومن الطب ما قتل . إذ اعتقد البعض أن وفاة لي ونليانغ بمثابة هزيمة للأنظمة الصحية العالمية أمام الفيروس، لكن لا تجري الأمور هكذا. ليست تلك المرة الأولى التي يحصد فيها أحد الأوبئة أرواح الأطباء المعالجين أو المكتشفين له. بل وكان في موت بعضهم أحيانًا علامة لانتصار ما أو خطوة ساهمت في إنقاذ الآلاف. ما نعنيه هنا أن للأمر خلفية تاريخية يجدر بنا تسليط الضوء عليها قليلًا لنتعلم منها.

الحمى الصفراء

رسم معبر عن حروب التحرير في جزر تاهيتي

داء لعين أُطلق عليه اسم “القيئ الدموي” ينتقل عبر لدغات بعض أنواع الناموس. انتشر في أفريقيا وأمريكا ويسبب الحمى والدوار والإمساك وألم مستمر في العضلات يعقبه اصفرار للجلد والعيون ونزيف لثة المصاب وجدار معدته. وتراوحت نسب وفاة المصابين بالحمى الصفراء من 20-50%. تسبب الوباء في آلاف الوفيات، لكن أشهر أحداثه كانت منذ قرنين، حين قتل حوالي 35:45 ألف جندي من قوات نابوليون المُرسلة لإيقاف ثورات التحرر في جزر هاييتي وفقًا للمؤرخ J. R. McNeill وتسببت في هزيمته. سقط من الجنود الفرنسيين ضحية لهذا المرض ضعف من سقطوا في معركة ووترلو الشهيرة. ثم استمر الوباء في الظهور والاختفاء حتى القرن العشرين دون معاملة علمية منهجية تُذكر حتى مجيئ الطبيب الأمريكي لازيار.

انتقل جيسي لازيار Jesse Lazear كعضو لجنة الحمى الصفراء إلى كوبا عام 1900 لدراسة المرض وفهم أسبابه المجهولة حينها. كان لازيار هو العضو الوحيد صاحب الخبرة بالبعوض ونقله للأمراض، فقد عمل سابقًا في مشفى جون هوبكنز في بالتيمور عام 1985 ودرس الملاريا والحمى الصفراء هناك. افترض الطبيب أن السبب الرئيسي في الإصابة هو وجود عائل حي ينقلها إلى البشر، وحينها قررت اللجنة اختبار فرضية لازيار بنفسها. سمح الطبيب لازيار لبيوض البعوض بالفقس داخل مستشفى هافانا والتغذي على دماء المصابين بالحمى الصفراء. ثم سُمح للبعوض أيضًا أن يتغذى على دماء بعض المتطوعين، فانتقلت إليهم العدوى وثبتت الفرضية. أعلنت اللجنة أن المسؤول عن الإصابة هو كائن شديد الصغر لا يمكن الإمساك به عبر فلاتر البكتيريا أي أنه أصغر من البكتيريا. شُفي الرجلان اللذان تعرضا للتجربة، ولكن يبدو أن لازيار قد عرّض نفسه أو تعرّض للدغات البعوض المصاب، ولسوء حظه لم يُشف. أصيب لازيار بالحمى الصفراء بالفعل ومات في سبتمبر عام 1900. 1

استكملت التجارب بعد وفاة الطبيب لازيار لجمع المزيد من الأدلة العلمية بعدما تأكدت اللجنة من دور البعوض في الإصابة بالمرض، فتطوعت الممرضة الأمريكية كلارا ماس Clara Maass لخوض التجربة، لكنها للأسف لم تنج لتعرضها للإصابة من البعوضة الأخطر الحاملة للمرض Aedes aegypti في 24 أغسطس 1901. قدمت تضحيات كلارا ولازيار للبشرية حينها معرفة كيفية الإصابة ونوع العائل بالتحديد، فتركزت الجهود بعدها على محاربة بعوضة Aedes aegypti وتجفيف المستنقعات أو تغطيتها، مما ترتب عليه إنخفاض معدلات الإصابة وإنقاذ آلاف البشر. 2

الممرضة كلارا ماس                                الطبيب جيسي لازيار

المتلازمة التنفسية الحادة سارس SARS

في نوفمبر 2002، توجه أحد المزارعين الصينيين إلى مستشفى فوشان ليتلقى العلاج إثر أعراض حمى وسعال وصعوبة شديدة في التنفس، ثم مات بعدها بأيام دون تشخيص واضح لسبب الوفاة. وفي نهاية الشهر ذاته، انطلقت أولى التحذيرات من كندا عبر تحليل أخبار ومواقع صينية عدة عن وجود جائحة إنفلونزا غريبة في الصين. استهدفت التحذيرات الكندية منظمة الصحة العالمية والتي طلبت بدورها معلومات من الصين في ديسمبر 2002. وبينما تحاول المنظمة الحصول على معلومات من الصين، كان أحد رجال الأعمال الأمريكيين المصابين يسافر على متن طائرة من الصين إلى سنغافورة في فبراير 2003. توقفت الطائرة في مدينة هانواي الفيتنامية، ونُقل المريض الذي ساءت حالته إلى مستشفى هانواي الفرنسي. أصيب مُعظم الطاقم الطبي الذي تعامل مع المريض بالأعراض، فدُعي عالم الميكروبات الطبيب الإيطالي كارلو أورباني لمتابعة الحالة.

كارلو أورباني

درس كارلو أورباني الطب في إيطاليا وتخصص في علم الطفيليات، ثم تطوع للعمل في أفريقيا وسافر إلى أثيوبيا عام 1987. أصبح استشاري لمنظمة الصحة العالمية بعد سنوات من مكافحة الأوبئة ودراستها. وفي 1996، انتقل إلى كمبوديا مع أسرته للعمل في مؤسسة أطباء بلا حدود، ليعود إلى إيطاليا كرئيس للفرع الإيطالي للمؤسسة. فوضته المؤسسة للحصول على جائزة نوبل التي نالتها عام 1999. ثم دُعي الطبيب كارلو أورباني في نهاية فبراير 2003 لمتابعة حالة رجل الأعمال المريض في مستشفى هانواي الفرنسي. اعتقد أطباء المستشفى أنهم أمام حالة إنفلونزا طيور شديدة، لكن كارلو بخبرته علم أنه أمام فيروس أكثر عدوانية وانتشار. أرسل كارلو تحذيراته لمنظمة الصحة العالمية ببدء إجراءات الحجر الصحي للمصابين على الفور تجاه الوباء الجديد. كما أقنع وزارة الصحة الفيتنامية ببدء إجراءات فحص المسافرين وعزل المصابين. 3

في 11 مارس 2003، دُعي الطبيب كارلو للحديث في مؤتمر طبي في تايلاند. وبينما هو في الطائرة، شعر بالحُمى والإعياء وطُلبت له الإسعاف في المطار فور وصوله. انتقل كارلو إلى مستشفى بانكوك وشُخص بالإصابة بفيروس سارس. وبعد حرب ومعاناة مع الفيروس لـ 18 يوم، توفى في 29 مارس في العناية المركزة للمستشفى بتايلاند. ساعدت توجيهات كارلو في السيطرة على انتشار الوباء في فيتنام والتعرف على فيروس سارس الجديد ليصبح هو أول من يكتشفه. كما أوصى كارلو قبل وفاته بالتبرع بخلايا رئته المصابة للأبحاث العلمية في سبيل مكافحة الفيروس الجديد، لينجح العالم في تشخيص الفيروس والحد من انتشاره.

هناك المزيد من الأمثلة، لكن بدا واضحًا الآن أن بعض التضحيات تركت بصمة لا يمكن محوها، كما تركت دروس مستفادة لأفراد المجتمع والأطقم الطبية والأنظمة الصحية لنتعلم جميعًا منها. للأسف فقد أودت تلك التضحيات بحياة صانعيها مثلما أودى الحب بحياة شاب الأصمعي الذي دعاه لقول مقولته”ومن الحب ما قتل”.

للمزيد: ماذا تعرف عن عالم الفيروسات؟

ماذا تعرف عن عالم الفيروسات البسيط بتركيبه المُعقّد بألغازه ؟

عالم الفيروسات البسيط بتركيبه المُعقّد بألغازه

لا يهمني معرفة كم تبلغ من العمر، ولكني أملك الثقة كي أؤكد لك أنك على الأقل قد عاصرت انتشار أحد أنواع الفيروسات، ولا بُد أنك قد تكبدت عناء سماع أرقام الضحايا المتزايدة والمخاوف والتحذيرات والتهويلات اللامتناهية.

ولا بُد أنك قد رسمت على وجهك ابتسامة سخرية أو تعجّب لحظة سماعك المعلومات الغريبة التي أخبرك إيّاها أحد أصدقائك عن الفيروسات والمؤامرات السرية التي تُحاك باستخدام هذا السلاح البيولوجي!

دع عنك عزيزي القارئ عبء تلك المعلومات الثقيلة والمزيفة غالبًا، وانطلق معنا في جولة إلى عالم الفيروسات البسيط بتركيبه المُعقّد بألغازه.

ما هو الفيروس؟

بلا أي تعقيدات وبكل بساطة، الفيروس هو مادة وراثية محفوظة في مغلف أو محفظة من البروتين.

وبسبب التركيب البسيط للفيروس فأنه غير قادر على التكاثر من تلقاء نفسه بل يعتمد في ذلك على خلية مستضيفة توفر له العضيات والبيئة الملائمة للتضاعف والتكاثر.

تصنيف الفيروسات

على الرغم من بساطة الفيروسات إلا أنها تضم مجموعات متنوعة وأعداد كبيرة. ولتسهيل دراستها تم وضعها في عدة تصنيفات باستخدام عدة معايير، تختلف من حيث:

الشكل

تتشكل كبسولة البروتين حول المادة الوراثية بعدة أشكال، منها : المحفظة Capsomere ، الكروي Spherical ، اللولبي Helical ، وشكل العشرين وجه Icosahedral .

المادة الوراثية

تحتوي بعض الفيروسات على سلسلة واحدة من جزيء RNA وبعضها يحتوي على سلسلتين، كما يمكن أن تحتوي على سلسلة واحدة أو سلسلتين من جزيء DNA.

نوع الخلية المستضيفة

الفيروسات قادرة على العيش داخل جميع أنواع الخلايا سواء كانت وحيدة أو متعددة، وبشكل عام تقسم إلى فيروسات متطفلة على البكتيريا وفيروسات متطفلة على الكائنات متعددة الخلايا.

آلية عمل الفيروسات داخل الخلايا المستضيفة

تبدأ الحرب بين الفيروس والخلية المستضيفة بالتصاق الفيروس على الغشاء الخارجي للخلية ومن ثم محاولة إدخال المادة الوراثية الخاصة بالفيروس إلى داخل الخلية. تظهر الفيروسات هنا اختلافًا في طريقة إدخالها لمادتها الوراثية، فمنها من تتحد مع الغلاف الخارجي للخلية وتندمج معه وبعدها تفرغ محتواها الجيني، ومنها من تحاول إقناع الخلية بأنها كائن مسالم لا ينوي أي شر كإقناعها أنه قابل للاستهلاك وبذلك تلتف الخلية المسكينة حول الفيروس في عملية تدعى البلعمة Endocytosis، أما إذا واجه الفيروس غلافاً قاسيًا فأنه يحقن مادته الوراثية تمامًا كالإبرة إلى داخل الخلية المستهدفة دون الحاجة إلى دخولها.

في حال كانت المادة الوراثية تتكون من جزيء RNA فإنها تتجه نحو الريبوسوم لتبدأ هناك عملية التشفير وتصنيع بروتين الفيروس والذي يبدأ بدوره بمهاجمة جزيئي DNA و RNA الخلية المنافس والتخلص منهما وذلك لإتاحة فرصة أكبر لتضاعف المادة الوراثية للفيروس وإنتاج نسخ أكثر منه، بعد استنزاف مصادر الخلية، تغادر نسخ الفيروس الخلية متجهةً لخلايا أخرى.

مغادرة الخلية لن تكون سلمية بالطبع، فبعض الفيروسات تحلل غشاء الخلية وبذلك تتحلل الخلية بأكملها، بعضها الآخر تستغل هذا الغشاء وتضغط نفسها باتجاهه متنكرةً به وتستخدمه كوسيلة لمهاجمة باقي الخلايا والتي تتعرف على هذا الغشاء باعتباره خلية صديقة وليس فيروس قاتل.

تاريخ الفيروسات وتطورها

قبل أن نتسائل عن تاريخ الفيروسات لا بُد أن نتسائل عن آلية تحديد هذا التاريخ لكائنات ليس لها أي سجل أحفوري في الصخور -بسبب هشاشتها وعدم قابليتها للحفظ-.

ربما تكون الإجابة صادمة لك، لكن المادة الوراثية الخاصة بك وبكثير من الكائنات الحية يعتبر سجل أحفوري غني للفيروسات، كيف ذلك؟

إليك القصة، هناك نوع من الفيروسات معروف باسم الـ Retrovirus، يحتوي هذا النوع على جزيئات RNA كمادة وراثية، ويحتوي كذلك على بروتين مسؤول عن النسخ المعاكس أي تحويل جزيء RNA الى جزيء DNA، وبالتالي يحول المادة الوراثية الخاصة به إلى DNA، والتي بدورها تندمج مع DNA الخلية، وتتم بعدها باقي العمليات وتصنيع البروتين.

اندماج جزيء الـ DNA الذي يحدث في الخلايا الجنسية كالحيوانات المنوية والبويضات يورَّث للأجيال اللاحقة، وبالتالي يتم حفظ المعلومات الوراثية للفيروس في الكائن الحي وتنتقل من جيل إلى جيل، وبمقارنة تسلسل المادة الوراثية بين الأنواع المختلفة للكائنات الحية يمكننا تحديد عمر الفيروس أو على أقل تقدير معرفة الوقت الذي هاجم فيه هذا الفيروس خلايا الكائن الحي.

هذا بالنسبة لآلية تحديد تاريخ الفيروسات، أما بالنسبة لتاريخ الفيروسات وسبب ظهورها فهناك عدة نماذج مقترحة، نذكر منها:

النموذج الأول Virus first model

يقول بأن بساطة الفيروسات ترجّح أنها تطورت في وقت كانت فيه الحياة بسيطة وأولية أي أنها أقدم من أقدم كائن حي.

فرضية الهروب Escape Theory

تقترح أن الفيروسات تطورت من جينوم الخلايا، حيث أن بعض قطع الجينوم قادرة على قص ونسخ بعضها ونقل نفسها من جزء لآخر خلال سلسلة الحمض النووي، يعتقد العلماء أن أحد هذه القطع كان لها القدرة على تغليف نفسها ببروتين والهرب خارج الخلية.

النموذج الثالث

يقترح أن الفيروسات هي بقايا فيروسات أكبر حجمًا وأكثر تعقيدًا وقربًا للحياة الخلوية، وبعدها طورت علاقة تكافلية مع الكائنات الأخرى. مع ازدياد اعتماد الفيروس على الخلية المستضيفة، تخلى عن تعقيده، وبهذا تحولت العلاقة إلى تطفلية.

كيف تنتقل الفيروسات بين الأنواع المختلفة من الكائنات الحية؟

تتضمن عملية قفز الفيروس بين الأنواع المختلفة من الكائنات الحية ثلاث مراحل أساسية، وهي الاتصال مع الخلية الجديدة ومن ثم مهاجمتها والتضاعف داخلها ومن بعدها الإنتقال لفرد آخر من النوع ذاته.

التحدي الاول يكمن في الارتباط على سطح الخلية بمستقبلات خاصة أو آليات معينة، ومن ثَم دخوله إلى الخلية حيث سيجد الفيروس نفسه في حاجة لتوظيف آليات تكيّف جديدة إضافية لاستغلال الآلة التكاثرية الخاصة بالخلية لصالحه. كما أنه بحاجة إلى تثبيط عمل جهاز المناعة ونشر نسخ منه للخلايا المجاورة. بعد إتمام هذه التحديات بنجاح يصبح الفيروس قادرًا على الإنتقال إلى ضحية أخرى.

لحسن الحظ؛ الاختلافات الجينية بين الخلايا المضيفة تجعل من مهمة القفز بينها أمرًا صعبًا إلى حدٍ ما، لكن سرعة عمليات التكاثر الجنونية وما يرافقها من طفرات جينية ذات تأثير تكيفي – على الرغم من نسبتها القليلة – قادرة على جعل الفيروس ضيفًا جديدًا لدى خلية مستضيفة جديدة.

الأدوية والعقاقير المتوافرة

استطاع العلماء تطوير العديد من العلاجات والتي تعمل على تثبيط مراحل مختلفة في رحلة الفيروس نحو مهاجمة الخلية، حيث يعمل دواء Amantadine و Maraviroc المستخدمين في علاج فيروس الهربس Herpes على إعاقة عملية إختراق الفيروس للخلية. أما Acyclovir و Foscarent فيعملان على تثبيط عملية تصنيع تسلسل الحمض النووي والمادة الوراثية.

Zidovudine يعمل على تثبيط عملية النسخ العكسية، أي تحويل جزيء RNA إلى جزيء DNA وبالتالي يستخدم في علاج فيروس HIV المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة أو الأيدز AIDS، وIndinavir يعمل على تثبيط عملية تصنيع البروتين.

الجدير بالذكر أن هذه العلاجات تُعطى في الحالات الحرجة والخطرة جدًا، ويتم فيها مراعاة توافر عوامل الخطورة، ككبار السن والأطفال والحوامل وتواجد الأمراض المزمنة.

ما هو سبب خوفنا الدائم من الفيروسات ؟

مع توافر العديد من الأدوية ربما يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ عن سبب خوفنا المستمر من الفيروسات، الإجابة هي أن مفتاح نجاح الفيروسات يكمن في بساطتها.

التركيب البسيط للفيروسات يحد من التراكيب القابلة لتصنيع أدوية وعقاقير لتثبيطها، كما أن سرعة تكاثرها الجنونية وما يرافقها من طفرات تجعل منها مقاومة بصورة سريعة للأدوية المتوافرة.

هل الفيروسات كائنات حية؟

من الطريف حقاً مع كل هذه الجلبة والتساؤلات التي تثيرها الفيروسات تواجد جدل كبير حول تصنيف الفيروس ككائن حي، ففي تعريفنا للفيروس قلنا أنه مادة وراثية وغلاف بروتيني فقط، كما أن الكثير من العلماء يضعون الفيروسات في منطقة رمادية من الأشياء شبه الحية. فالكائنات الحية تتميز بقدرتها على التكاثر والتطور، والمحافظة على بيئة مستقرة داخل خلاياها وصنع طاقتها بنفسها. أما الفيروسات فهي تتكاثر وتتطور لكنها لا تحقق الشرطان الأخيران فكانا السبب لزجّها في تلك المنطقة الرمادية.

سواء اعتبرها الخبراء كائنات حية أو شبه حية فالفيروسات موجودة وتشكل ما يقارب ٨ % من حمضك النووي الخاص والباحثون في كل مكان وبشكل متواصل في بحث دائم مستمر عن الطفرات التي من الممكن أن تتبعها الفيروسات للقفز بين الأنواع المختلفة من الكائنات وأساليب المقاومة التي تطورها ضد الأدوية والعقاقير، ويكمن التحدي الحقيقي في توقع الفيروس الذي سيشكل الكارثة العالمية القادمة.

المصادر:
Novalabs
PBS Eons
NatGeo
Khan Academy
Ted Ed

Exit mobile version