التمييز في الأجور بين الرجال والنساء يمنح كلوديا جولدين جائزة نوبل في الاقتصاد

على مدى القرن الماضي، تضاعفت نسبة النساء العاملات في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع بثلاث مرات. ويعد هذا أحد أكبر التحولات الاجتماعية والاقتصادية في سوق العمل في عصرنا الحديث. وبالرغم من أن المساواة بين الجنسين ليست مجرد حق أساسي من حقوق الإنسان، ولكنها أساس ضروري لعالم ينعم بالسلام والرخاء والاستدامة. لا يزال ثمة اختلافات كبيرة بين الجنسين في سوق العمل، أبرزها التمييز في الأجور بينهما. لذا منحت جائزة نوبل في الإقتصاد للأمريكية كلوديا جولدين لأبحاثها البارزة في تناول إشكالية عدم المساواة بين الجنسين في سوق العمل. وقدمت كلوديا من خلالها أول وصف شامل لدخل المرأة ومشاركتها في سوق العمل عبر عدة قرون.

التاريخ وعلاقته بفهم الفروق بين الجنسين في سوق العمل

على الصعيد العالمي، تعمل حوالي 50% من النساء في وظائف مدفوعة الأجر، بينما بلغت نسبة الرجال حوالي 80%. أي يشغل الرجال أعمالًا بنسبة أكثر من النساء بحوالي 30%، وعندما تعمل المرأة فإنها عادة ما تتقاضي أجر أقل.

على المديين القصير والطويل، يعد فهم الكيفية وأسباب اختلاف مستويات العمالة والأجور بين النساء والرجال أمر مهم للغاية. نظرًا لتعلق تلك الفجوة بأسباب اجتماعية واقتصادية، وبالاستخدام الأكثر كفاءة لموارد المجتمع. إذا لم تتح للمرأة نفس فرصة المشاركة في سوق العمل، أو شاركت بشروط غير منصفة، فهذا يعني  إهدار العمل والخبرة. ومن غير المجدي اقتصاديًا ألا تذهب الوظائف إلى الشخص الأكثر جدراة. كما أن اختلاف الأجر مقابل أداء نفس العمل، يحبط النساء ويحجمهن عن العمل.

أثبتت جولدين من خلال الجمع بين ما بين التاريخ والنهج الاقتصادي، أن عدة عوامل مختلفة أثرت تاريخياً -ولا تزال تؤثر- على العرض والطلب على العمالة النسائية. واشتملت تلك العوامل على الفرص المتاحة للمرأة للجمع بين العمل مدفوع الأجر والأسرة، والقرارات المتعلقة بالتعليم وتربية الأطفال، والابتكارات التقنية، والقوانين والأعراف، والتحول الهيكلي للاقتصاد. وفي المقابل، أتاحت نتائجها فهمًا أفضل لأسباب اختلاف معدلات التوظيف والأجور بين النساء والرجال، وذلك من خلال دراستها التي اشتملت على فترة زمنية قدرها مائتي عام.

إصلاح تشوهات النظرة التاريخية

على مدى القرون القليلة الماضية، شهد المجتمع تغيرات سياسية واجتماعية وتقنية كبيرة. وتمتعت الدول الصناعية المعاصرة بنمو اقتصادي مطرد منذ الثورة الصناعية وحتي اليوم. وقد يكون من السهل أن نعتقد أن مشاركة المرأة في قوة العمل سوف تتبع نفس الاتجاه. ولكن أبحاث جولدين أظهرت عكس ذلك، فقد خلقت فهمًا لكيفية تغير ظروف المرأة مع تحول الاقتصاد من الاقتصاد الزراعي التقليدي إلى المجتمع المعاصر. ومع ذلك، فقد تشوهت بعض السياقات التاريخية الاقتصادية، بسبب عدم ذكر عمل المرأة في المصادر التاريخية. وكان من الضروري برأي جولدين إزالة هذه التشوهات.

تمكنت جولدين من توضيح الصورة العامة من خلال تحليل البيانات التاريخية. وركزت من خلالها على تاريخ الولايات المتحدة، والتي اتضحت الصورة تمامًا من خلالها. فقد تمكنت من تحديد الأنماط الرائدة التي لم تتحدى المعرفة القائمة فحسب، بل وغيرت أيضا وجهة النظر حول الأدوار التاريخية والمعاصرة للمرأة في سوق العمل، والتي شبهته بحرفU.

منحنى على شكل حرف U

قبل نشر كتاب جولدين الرائد في عام 1990، كان الباحثون قد درسوا بيانات القرن العشرين. وخلصوا إلى وجود علاقة ارتباطية إيجابية بين النمو الاقتصادي وعدد النساء في الوظائف مدفوعة الأجر. وبعبارة أخرى، مع النمو الاقتصادي، كان عدد النساء العاملات أكبر. ومع ذلك، نظرًا لإغفال دراسة البيانات الأقدم من هذا القرن، ظلت هذه العلاقة غير واضحة لفترة طويلة من الزمن.

كانت ملاحظة جولدين الأولى هي أن معدلات توظيف النساء توظف بشكل غير صحيح في كثير من الأحيان في البيانات الموجودة. على سبيل المثال، في السابق كان من الشائع أن توثق مهنة المرأة في السجلات العامة على أنها “زوجة”. ولكن حتى لو كانت متزوجة، فمن غير المعتاد ألا تقوم بأي عمل آخر غير العمل المنزلي. فقد اعتادت النساء أن تعملن  جنبًا إلى جنب مع أزواجهن في الزراعة أو في مختلف أشكال الأعمال الأخري كالصناعات المنزلية القائمة على المنسوجات ومنتجات الألبان. ومع ذلك لم يتم تسجيل عملهن بشكل صحيح في السجل التاريخي.

من خلال تجميع قواعد بيانات جديدة باستخدام مسوحات أكثر دقة وقدمًا، وباستخدام الإحصاءات الصناعية والتعدادات، تمكنت جولدين من تصحيح البيانات المتعلقة بمشاركة المرأة في سوق العمل. لقد أثبتت أن نسبة النساء العاملات في الولايات المتحدة كانت أكبر بكثير في نهايات القرن التاسع عشر مما تظهره الإحصاءات الرسمية. على سبيل المثال، أظهرت تصحيحاتها أن معدل توظيف النساء المتزوجات كان أكبر بثلاث مرات تقريبًا من المعدل المسجل في التعدادات السكانية.

ومن خلال الكشف عن بيانات تعود أصولها إلى نهاية القرن الثامن عشر، تمكنت أيضاً من الكشف عن حقيقة تاريخية جديدة مدهشة ومثيرة. فقبل ازدهار التصنيع في القرن التاسع عشر، كانت النساء غير المتزوجات أكثر ميلاً إلى المشاركة في العمل. كان أحد أسباب تغير ذلك هو أن الصناعة جعلت من الصعب على العديد من النساء المتزوجات العمل من المنزل وبالتالي صعبت من الجمع بين العمل والأسرة. وقد وثقت جولدين ذلك بطريقة مبتكرة، باستخدام بيانات من أكثر من عشرة آلاف ربة منزل في فيلادلفيا في القرن الثامن عشر.

وإلى جانب الزيادة المعروفة سابقاً في بداية القرن العشرين، أظهرت جولدين أن مشاركة المرأة التاريخية في قوة العمل في الولايات المتحدة يمكن وصفها باستخدام منحني على شكل حرف U لفترة مائتي عام منذ نهاية القرن الثامن عشر. ولأن النمو الاقتصادي كان مستقرًا طوال هذه الفترة، فقد أظهر منحنى جولدين أنه لا يوجد ارتباط ثابت تاريخيًا بين مشاركة المرأة في سوق العمل والنمو الاقتصادي. وبأي حال من الأحوال لا يقتصر هذا الوضع على الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل يوجد في العديد من الدول الأخري.

وتتيح هذه الأفكار إمكانية رسم خريطة أفضل لمكانة المرأة في سوق العمل على المستوى الدولي وفهمها. وبعبارة أخرى، لا ينبغي لنا أن نعتمد على أن النمو الاقتصادي سيؤدي تلقائياً إلى تقليص الفوارق بين الجنسين في سوق العمل. لكن ما الذي يفسر الاختلافات؟

هل تقبلين هذا الرجل ليكون زوجك؟

بحلول بداية القرن العشرين وجد اختلافًا كبيرًا في معدلات توظيف النساء المتزوجات وغير المتزوجات. ففي حين أن حوالي 20% من جميع النساء يعملن بأجر، فإن حوالي 5% فقط من النساء المتزوجات يفعلن ذلك. وأظهرت جولدين أن التقدم التقني ونمو قطاع الخدمات وزيادة مستويات التعليم أدى إلى زيادة الطلب على العمالة النسائية. ومع ذلك، فإن الوصمة المجتمعية والتشريعات والحواجز المؤسسية الأخرى حدت من تأثير هذا الطلب. إضافة إلى أنها تمكنت من إثبات أن الزواج لعب دورًا أكبر مما كان يُعتقد في السابق.

أشارت جولدين إلى أن التشريع المعروف باسم “موانع الزواج” غالباً ما يمنع النساء المتزوجات من مواصلة عملهن كمعلمات أو موظفات في المكاتب. وعلى الرغم من الطلب المتزايد على العمالة، فقد تم استبعاد النساء المتزوجات من بعض المهن في سوق العمل. وقد بلغ هذا النوع من التشريعات ذروته خلال أزمة الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين والسنوات التي تلتها. ولكنه لم يكن السبب الوحيد، بل توقعات النساء لمهنهن المستقبلية كان عاملاً مهمًا أيضًا في تبيطيء تقليص الفجوة بين معدلات توظيف الرجال والنساء.

أهمية التوقعات والتأثر بالفوج

يتكون سوق العمل من أجيال وأفواج مختلفة واجهت ظروفًا مختلفة عند اتخاذ قراراتها الحياتية. لذا عملت جولدين على تطوير منهجًا قائمًا على الفوج أو الجيل لتحليل ما يحدث عندما يدخل الفوج سوق العمل. ففي أوائل القرن العشرين، على سبيل المثال، كان من المتوقع من معظم النساء أن يعملن لبضع سنوات فقط قبل الزواج. بعد ذلك تخرجن النساء من سوق العمل بعد الزواج، مما أثر على اختياراتهن التعليمية. وأظهرت جولدين أنه في فترات التطور السريع، قد تتخذ المرأة قرارات بناء على توقعات لا تؤتي ثمارها فيما بعد.

وفي النصف الثاني من القرن العشرين، أدت التغيرات المجتمعية بالنساء المتزوجات غالباً إلى أن يعُدن إلى العمل بمجرد أن يكبر أطفالهن. وكانت فرص العمل المتاحة لهن آنذاك مبنية على اختيارات تعليمية ربما اتخذوها قبل خمسة وعشرين عامًا، وفي وقت لم يكن من المتوقع فيه، وفقًا للمعايير الاجتماعية المعاصرة، أن يحصلن فيها على مهنة.

العديد من الفتيات الصغيرات في الخمسينيات كان لديهن أمهات ربات بيوت، وعندما كبرن، عادت أمهاتهن إلى سوق العمل. كانت البنات قد اخترن بالفعل مساراتهن التعليمية. بمعنى آخر، لم تتوقع الفتيات أن يكون لهن مهنة عندما خططن لمستقبلهن. ولم يتضح إلا بعد فترة طويلة أنهن يمكن أن يحصلن على مهنة.

في معظم فترات القرن العشرين، قللت النساء من تقدير أهمية عملهن.ولم تبدأ التوقعات والنتائج في التقارب حتى السبعينيات. ونتيجة لذلك، استثمرت النساء الشابات في تلك الفترة بشكل أكبر في تعليمهن. وفي العقود الأخيرة، تزايدت احتمالات التحاق النساء بالدراسة، ففي البلدان ذات الدخل المرتفع، تحصل النساء بشكل عام على مستوى تعليمي أعلى من الرجال.

إن الطريقة التي تترك بها النساء العمل لفترة طويلة بعد الزواج تفسر أيضاً السبب وراء زيادة متوسط ​​مستوى تشغيل النساء بنسبة ضئيلة للغاية. فعلى الرغم من التدفق الهائل للنساء إلى سوق العمل في النصف الأخير من القرن العشرين، وتغيير الأعراف المجتمعية، والأنماط الجديدة في سوق العمل وزيادة مستويات التعليم قد أثرت على مستوى توظيف المرأة، فإن الابتكارات الأحدث قد غيرت بشكل أساسي فرصها في التخطيط والحصول على مهنة.

قوة حبوب منع الحمل

لقد تغيرت توقعات سوق عمل المرأة في نهاية الستينيات، عندما تم اكتشاف حبوب منع الحمل. وحبوب منع الحمل هي وسيلة سهلة الاستخدام لتنظيم الأسرة ومنع الحمل وتستطيع المرأة التحكم فيها بشكل مستقل. ووجدت جولدين أن حبوب منع الحمل أدت إلى تأخر الزواج والإنجاب. كما أنها ساعدت النساء الشابات على اتخاذ خيارات مهنية أخرى، وبدأت نسبة متزايدة منهن في دراسة العديد من التخصصات المختلفة كالاقتصاد والقانون والطب. وهذا يعني أنها ساعدتهن على التخطيط لمستقبلهن بشكل أفضل.

الفجوات التاريخية في الأرباح

بدأت جولدين بجمع الإحصائيات من مجموعة من المصادر، وأنتجت أول سلسلة طويلة عن الفجوة في الأجور بين الرجال والنساء. وباستخدام احصائيات شملت مائتي عام، أثبتت أن الفجوة في الدخل بين الجنسين تقلصت بشكل كبير خلال الثورة الصناعية (1820-1850)، وكذلك عندما زاد الطلب على الخدمات الإدارية والكتابية (1890-1930). وعلى الرغم من النمو الاقتصادي وزيادة مستويات التعليم بين النساء ومضاعفة نسبة النساء العاملات بأجر، ظلت فجوة الدخل على حالها بين عامي 1930 و1980.

وباستخدام هذه الإحصائيات، تمكنت جولدين أيضًا من إظهار أن قضية التمييز في الأجور التي أثرت على النساء زادت بشكل ملحوظ مع نمو قطاع الخدمات في القرن العشرين. فقبل ذلك، كانت النساء عادة ما تعمل في قطاعات يعتمد الأجر فيها على العمل بالقطعة (اليومية). وكان العاملون في هذه الأنواع من الصناعات، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، يحصلون على أجور تتناسب مع إنتاجيتهم. لكن مع نهاية القرن التاسع عشر وعام 1940، ارتفع الفرق في الأجور بين الجنسين. وبعبارة أخري زاد التمييز في الأجور، بشكل مدهش إلى حد ما، في نفس الوقت الذي تضاءلت فيه الفجوة في الدخل بين الرجال والنساء. وكان أحد أسباب ذلك هو التخلي المتزايد عن عقود العمل بالقطعة لصالح أنظمة الأجور الشهرية.

تأثير الأبوة

من خلال دراسة كيفية تغير الاختلافات في الدخل بين الرجال والنساء بمرور الوقت، أوضحت جولدن ورفاقها من الباحثين، ماريان برتراند ولورانس كاتز، في مقال نشر عام 2010 أن الفروق الأولى في الدخل تكون صغيرة. ويتغير الحال بمجرد ولادة الطفل الأول، إذ ينخفض ​​الدخل على الفور ولا يزيد بنفس المعدل بالنسبة للنساء اللاتي لديهن طفل. لا يحدث الأمر ذاته مع الرجال، حتى لو كان للطرفين نفس التعليم والخبرة. وقد أكدت الدراسات التي أجريت في بلدان أخرى استنتاج جولدين، إذ يمكن للأبوة الآن أن تفسر بشكل شبه كامل الفروق في الدخل بين النساء والرجال في البلدان ذات الدخل المرتفع.

أظهرت جولدين أن تأثير الأمومة هذا يمكن تفسيره جزئيًا بطبيعة أسواق العمل المعاصرة. حيث تتوقع العديد من القطاعات أن يكون الموظفون الذكور متاحين دائمًا ومرنين في مواجهة متطلبات صاحب العمل. ولأن المرأة تتحمل في كثير من الأحيان مسؤولية أكبر من الرجل في رعاية الأطفال، ما يجعل من التقدم الوظيفي وزيادة الدخل أكثر صعوبة. كما أن المهام التي يصعب دمجها مع العمل بدوام جزئي تزيد من صعوبة الحفاظ على وظائفهن فيخترن في بعض الأحيان تقليل ساعات الدوام بها. ولذلك أدت كل هذه العوامل إلى عواقب بعيدة المدى على دخل المرأة.

لمحة عن المستقبل

من خلال البحث في الأرشيفات وتجميع البيانات التاريخية وتصحيحها، تمكنت جولدين من تقديم حقائق جديدة ومثيرة. كما منحتنا فهمًا أعمق للعوامل التي تؤثر على فرص المرأة في سوق العمل. وقد أظهرت نتائج دراساتها أن الاختلافات بين النساء والرجال في سوق العمل تحددها عوامل متنوعة خلال فترات التطور المجتمعي المختلفة. ويتعين على صناع السياسات الذين يريدون التأثير على هذه الاختلافات أن يفهموا أولاً سبب وجودها. كما أظهرت نتائجها أن التغيير يستغرق وقتاً طويلاً. لأن الاختيارات التي تؤثر على المهن بأكملها تعتمد على توقعات قد يتبين لاحقاً أنها خاطئة.

مصادر: بيان جائزة نوبل العلمي الرسمي

كيف تحسن المدن الذكية الاقتصاد المحلي؟

هذه المقالة هي الجزء 9 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تساعد المدن الذكية الحكومات في مواجهة تحدّيات المدن الرئيسية للوصول في نهاية المطاف إلى مفهوم الشعب الذكي، والاقتصاد الذكي. ولا يشمل مفهوم المدينة الذكية استخدام التقنيات الحديثة فحسب، لكنه يمتد ليشمل رأس المال البشري، والقضايا الاجتماعية، والبيئية، والاقتصادية. فكيف تحسن تقنيات المدن الذكية من الاقتصاد المحلي وتطوّره؟

التنمية الاقتصادية في المدن الذكية

تهدف المدن الذكية إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي، وتحسين الاقتصاد المحلي عن طريق الاستفادة من الحلول القائمة على التقنيات المتطورة، والبيانات. وتسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية بواسطة دمج التقنيات الذكية كالشبكات الذكية، وتعلم الآلة، والذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات مثل الطاقة، والنقل، والرعاية الصحية. بسبب ذلك تخلق فرصًا جديدةً للشركات، وتجذب الاستثمارات، وتحفّز النشاط الاقتصادي.[1]

دور الحلول الذكية في تطوير الاقتصاد

تلعب الحلول الذكية دورًا حاسمًا في تطوير اقتصاد المدن الذكية بطرق مختلفة. فتساعد المدن على إدارة مواردها بكفاءة أكبر، مما يؤدي إلى توفير التكاليف، وزيادة الإنتاجية. على سبيل المثال؛ نفّذت مدينة أمستردام شبكة طاقة ذكية أدت إلى تقليل هدر الكهرباء، وانخفاض تكلفتها مما عزّز النشاط الاقتصادي.[2]

يمكن لأنظمة النقل الذكية الحد من الازدحام المروري، وتحسين تدفّق السلع والأشخاص، بسبب ذلك يتعزّز النشاط الاقتصادي للمدينة. مثلًا، تحد إدارة حركة المرور الذكية في برشلونة من اختناقات المرور، وتحسن التنقل، وتقلّل من أوقات السفر.[3]

إضافةً إلى ذلك، تحسن الحلول الذكية نوعية حياة الأفراد، من خلال توفير خدمات أفضل مما قد يجذب أعمالًا، ومواهب جديدةً للمدينة. على سبيل المثال؛ طبّقت فيينا في النمسا أنظمة رعاية صحية ذكية، وحسنت الوصول إلى الرعاية الصحية، وساعدت على خفض تكاليف العلاج. أدى ذلك إلى تحسين حياة السكان، وجذب الأعمال التجارية إلى المدينة.[4]

كيف تجذب المدن الذكية الاستثمارات الجديدة؟

تجذب المدن الذكية الشركات الصغيرة والناشئة بعدّة طرق ومنها:

  • بنية تحتية متطوّرة، تقدّم المدن الذكية عادةً بنيةً تحتيةً أفضل من غيرها كالإنترنت عالي السرعة، وأنظمة النقل الذكية، وشبكات الطاقة الفعّالة. والتي تجذب بدورها الشركات المعتمدة على هذه الخدمات من أجل تحسين عملياتها، وتطوير خدمات ومنتجات مبتكرة، والوصول إلى قاعدة أوسع من العملاء. [5][6]
  • مراكز الابتكار، تعزز المدن الذكية الابتكار من خلال توفير بيئة ذكية داعمة للشركات الناشئة، وروّاد الأعمال المهتمين بتطوير واختبار تقنيات جديدة. على سبيل المثال؛ نفذت الحكومة في سنغافورة مبادرات مختلفة لدعم منظمي المشاريع مثل توفير التمويل، وبرامج الإرشاد. أدى ذلك إلى تطور نظام مزدهر ساهم في نمو الاقتصاد المحلي.[4]
  • الحوافز الحكومية، تستطيع الحكومة تقديم حوافز مثل الإعفاءات الضريبية، أو المنح للأعمال التجارية التي تستثمر في التقنيات الذكية.[5][7]
  • فرص التعاون والربط الشبكي، توفّر المدن الذكية فرصًا للتعاون بين الشركات الناشئة، والشركات الكبرى، وأصحاب المصلحة الآخرين. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة شراكات جديدة، وفرص استثمارية، وإمكانية تبادل المعلومات أو الحصول على توجيه.[5][6]
  • النمو الشامل، تهدف مبادرات المدن الذكية بشكل عام إلى معالجة أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز النمو الشامل. بسبب ذلك تستفاد الشركات الناشئة من خلال الوصول المتكافئ إلى الموارد، والخدمات، والفرص بصرف النظر عن حجم الشركة أو خلفيتها.[8]

وظائف جديدة للمواطنين

يهدّد الذكاء الاصطناعي AI اليوم وظائف كثيرين من السكان، لكن في نفس الوقت تنشئ مبادرات المدن الذكية أدوارًا وظيفيةً جديدةً. ومنها:

  • مدراء مشاريع، يشرف هؤلاء المتخصّصون على تطوير وتنفيذ مشاريع المدينة الذكية، ويضمنوا إكمالها في الوقت المحدّد، وضمن الميزانية المحسوبة.
  • محلّلو البيانات، تولِّد التقنيات كميات كبيرةً من البيانات. مما يخلق فرص عمل لمحللي البيانات الذين يساعدون على فهم هذه البيانات، من ثم يستخدمونها لاتّخاذ القرارات الحاسمة.
  • محترفو تقانة المعلومات IT، بلا شك تتطلّب التقنيات الذكية محترفي تقانة المعلومات من أجل تصميم، وتطوير، وصيانة الأجهزة والبرمجيات اللازمة.
  • مهندسون، غالبًا ما تنطوي المدن الذكية على تطوير بنية تحتية جديدة تتناسب مع التغيّرات المستمرة. بسبب ذلك تحتاج إلى مهندسين يمكنهم تصميم وبناء هذه البنية الحديثة.
  • مهندسو التخطيط العمراني، تحتاج مبادرات المدن تخطيطًا، وتنسيقًا دقيقًا، فيخلق ذلك فرص عمل لمخططي المدن ومهندسي العمارة.
  • روّاد أعمال، تتشكّل مع نشوء الصناعات الجديدة فرصًا تجاريةً جديدةً لرجال الأعمال المهتمّين بتطوير واختبار التقانات الحديثة. [5][9]

كيف تؤثر السياحة على النمو الاقتصادي في المدن الذكية؟

تشير السياحة الذكية إلى استخدام التقانة والابتكار في إدارة السياحة، وتقدّم العديد من الفوائد للدول ومنها تعزيز النمو الاقتصادي. على سبيل المثال؛ تسمح السياحة الذكية للسياح بالتواصل بشكل أفضل والتفاعل مع المدن لإقامة علاقات أوثق مع السكان، والشركات المحلية، والحكومة المحلية. فتخلق بذلك اقتصادًا سياحيًا ذكيًا بموارد ولاعبين جدد، ونماذج تبادل مبتكرة.[10]

تعتبر السياحة مصدرًا هامًا لإيرادات النقد الأجنبي للدول. علاوةً على ذلك، تُحسّن الخدمات، والمشاريع الاستثمارية، وتصنع جوًا للمنافسة بين الشركات المحلية والعالمية في البلدان السياحية. وتطور أيضًا مؤهلات القوى العاملة، فيؤدي ذلك إلى توفير فرص عمل أفضل للسكان بأجور أعلى.[11]

قيم العقارات في المدن الذكية

توجد بحوث محدودة حول تأثير مبادرات المدن الذكية على قيم العقارات، بالرغم من ذلك تشير بعض الدراسات إلى التأثير الإيجابي لها على سوق العقارات. ومن المهم ملاحظة اختلاف تأثير المبادرات حسب الحلول المنفّذة، والسياق المحلي للمدن. إذ يحظى نهج كل مدينة بمزايا وتحديات اقتصادية فريدة وخاصّة به. بشكل عام تعزز هذه المبادرات جاذبية المدينة، نتيجةً لذلك يزداد الطلب على العقارات وترتفع قيمتها. مثلًا، قد يجعل تطبيق أنظمة النقل الذكية كالقيادة الذاتية الوصول إلى بعض المناطق أسهل، فيتسبب ذلك بزيادة الطلب على العقارات في تلك المناطق. كما تساهم التقنيات الذكية كالذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء IoT في خلق فرص جديدة للتنمية العقارية مثل تطوير الأبنية والمنازل الذكية فيزداد الطلب على هذه الأبنية.

من المعروف أن المدينة الذكية تعتمد على الاستعمال الأمثل للموارد، وتبسيط العمليات، بسبب ذلك تتحقّق وفورات في التكاليف للحكومة والمواطنين. مما يجعل هذه المناطق مرغوبةً أكثر بالنسبة للمشترين المحتملين.[12] كذلك تواجه الدول اليوم تحديات بيئيةً خطيرةً كالتغيّر المناخي، نتيجةً لذلك يسعى بعض الناس إلى الاستثمار في المناطق التي تعطي أهميةً للاستدامة البيئية. وهنا تأتي أهمية المدن الذكية التي تعزز الاستدامة البيئية.

ساهمت مبادرات المدينة الذكية في برشلونة -والتي تشمل الإضاءة الذكية، وإدارة النفايات، والنقل- في ازدياد الجاذبية العامة للمدينة. فأدّى ذلك إلى زيادة الطلب على العقارات. بينما ساهمت مبادرات مدينة أمستردام -والتي تشمل أنظمة وقوف ذكية للسيارات، ومباني موفرة للطاقة- في استدامة المدينة. فأدّى ذلك إلى ارتفاع قيمة عقاراتها.[13]

تحديات تواجه الشركات الصغيرة والناشئة

تواجه الأعمال التجارية الناشئة عدّة تحدّيات عند محاولة الاستفادة من مبادرات المدن. وتتضمّن هذه التحديات ما يلي:

  • الامتثال التنظيمي، قد تواجه الشركات الصغيرة صعوبةً في التعامل مع اللوائح والمتطلبات المعقدة المرتبطة بمبادرات المدن الذكية. وقد يستغرق الامتثال للأنظمة المتعلّقة بخصوصية البيانات، وأمنها، والحصول على التراخيص اللازمة وقتًا طويلًا، وقد يكون مكلّفًا أيضًا.[14]
  • نقص المهارات، غالبًا ما يتطلّب تطبيق التقنيات المتطورة مهارات متخصصةً في مجالات معينة، مثل تحليل البيانات، وإنترنت الأشياء، والأمن السيبراني. وقد تناضل الشركات الصغيرة للعثور على موظفين يملكون المهارات المطلوبة، مما يحد من قدرتهم على الاستفادة بشكل كامل من المزايا المقدّمة. [14][5]
  • الافتقار إلى الدعم الحكومي، قد تواجه بعض الأعمال التجارية الصغيرة نقصًا في الدعم والموارد من الحكومة فيما يتعلق بالحصول على التمويل، والتدريب، والتوجيه.
  • القيود المالية، يعد تنفيذ التقنيات الذكية مكلفًا لاسيما بالنسبة للشركات الناشئة ذات الموارد المالية المحدودة. وقد تكون تكلفة اقتناء وصيانة الأجهزة والبرمجيات الضرورية عائقًا أمام هذه الشركات.[14]
  • مخاطر الأمن السيبراني، مع اعتماد الشركات الصغيرة على المزيد من الأجهزة الرقمية، وإنترنت الأشياء IoT تصبح أكثر عرضةً للهجمات السيبرانية.
  • الوعي والفهم المحدود، يسبب افتقار معرفة الشركات بالتقنيات المتاحة، وكيفية إدماجها في عملها بإعاقة قدرتها على الاستفادة من هذه التقنيات.[5]

استدامة طويلة الأجل

تؤدي التنمية الاقتصادية إلى زيادة دخل السكان، فتصبح أسعار السلع والخدمات أيسر. في نفس الوقت تساعد الحكومات المحلية على توليد الإيرادات الضريبية والتي تستخدم لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين مثل المدارس، والطرق، ومكافحة الحرائق، وخدمات الشرطة. عمومًا يتم تداول الأموال عبر الاقتصاد المحلي نتيجة التنمية الاقتصادية، والذي يعود بالفائدة على المواطنين والحكومة على حد سواء.

المصادر

  1. Sage journals
  2. IGI global
  3. Beirut Arab University
  4. Semantic scholar
  5. Scentia
  6. Semantic scholar
  7. Semantic scholar
  8. Research Gate
  9. Research Gate
  10. IEEE
  11. Semantic scholar
  12. Semantic scholar
  13. Semantic scholar
  14. Research Gate

ما هو نموذج العمل التجاري؟

ظل مفهوم الاستراتيجية حجر أساس المنافسة خلال الثلاثة عقود الماضية. لكن في المستقبل، قد يبدأ السعي وراء التفوق المستدام في تحويل الاهتمام إلى مفهوم نموذج العمل التجاري (Business Model). أدى التقاء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التسعينيات إلى اهتمام مؤقت بنماذج الأعمال التجارية، حتى تضافرت قوى التقانة والعولمة والاستدامة، لتعيد المفهوم إلى الواجهة. نموذج العمل التجاري هو خطة العمل التي يستخدمها رواد الأعمال والشركات لتحقيق الربح. يتضمن نموذج الأعمال تحديد المنتجات أو الخدمات التي يقدمها العمل والجمهور المستهدف وكيفية تسعير المنتجات وتوزيعها وتسويقها واستخدام الموارد وإدارة النفقات.[1]

الفرق بين نموذج العمل والاستراتيجية والتكتيكات

نموذج العمل التجاري هو خطة الشركة لتحقيق الربح، التي تحدد من خلالها المنتجات أو الخدمات المُقدمة والسوق المستهدفة وأي نفقات متوقعة. إنها خطة عالية المستوى لتشغيل الأعمال بطريقة مربحة في سوق محدد. أما العنصر الرئيسي في نموذج الأعمال فهو القيمة المُقدمة: أي وصف السلع أو الخدمات التي تقدمها الشركة وما قد يجعلها مرغوبة في نظر المستهلكين والعملاء. ما يجب أن يحدث بدوره على نحو يميز المنتج أو الخدمة عن منافسيها.[1] من ناحية أخرى، تعتبر الاستراتيجية (Strategy) خطة لكيفية تفوق الشركة في المنافسة. مفهوم يعرفه معظم الناس من الألعاب والرياضات، ويتضمن معرفة كيفية وصول الشركة إلى وجهتها، ومتى يجب أن تتوقف للحصول على الوقود، وما الذي تحتاج التزود به أثناء الرحلة.[2] يعتبر نموذج الأعمال مجموعة من الافتراضات حول كيفية تشغيل الشركة، بينما تعتبر الاستراتيجية مجموعة من الافتراضات حول كيف يمكن للشركة الفوز بالمنافسة. أما التكتيكات (Tactics)، فهي الإجراءات المحددة التي تتخذها الشركة لتنفيذ استراتيجيتها. إنها الخطوات التفصيلية التي تُتخذ لتحقيق الأهداف، وغالبًا ما تركز على الأهداف قصيرة الأجل.[3]

أهمية نموذج العمل التجاري

  1. يساعد نموذج العمل التجاري المدروس دراسة وافية في فهم العمل: فهو يجبر رواد الأعمال على التفكير في جميع جوانب العمل. بدءًا من تطوير المنتجات إلى التسويق والمبيعات وخدمة العملاء. ما يضمن توافق جميع جوانب العمل وعملها على تحقيق نفس الأهداف.
  2. يحدد فرص النمو: يساعد نموذج الأعمال على تحديد المجالات التي يمكن للشركة أن تنمو وتتوسع فيها. عن طريق فهم السوق المستهدف والنقاط الفريدة عند العرض، يمكن للشركة تحديد منتجات أو خدمات جديدة لتقديمها، والأسواق الجديدة للدخول إليها، أو طرق جديدة للوصول إلى العملاء.
  3. يتوافق مع الاستراتيجية العامة: يعد نموذج العمل التجاري جزءًا حاسمًا من الاستراتيجية العامة للشركة، إذ يشكل الأساس الذي تبنى عليه بقية الاستراتيجية. يجب أن يتوافق نموذج الأعمال مع الرسالة والأهداف العامة للشركة، ويجب تصميمه لتحقيق النتائج المالية المرغوبة في الشركة. وسيساعد نموذج الأعمال المصمم بعناية الشركة في تحقيق الإيرادات والربحية وجذب واحتفاظ العملاء وتوسيع عملياتها والفوز بحصة السوق.
  4. يساعد على التنبؤ بالاتجاهات والتحديات: يجب على الشركات المتميزة تحديث نموذج أعمالها بانتظام، وإلا فإنها ستفشل في التنبؤ بالاتجاهات والتحديات المقبلة. كما تساعد نماذج الأعمال المستخدمة في تقييم الشركات التي تهم المستثمرين وتساعد الموظفين على فهم مستقبل الشركة التي قد يطمحون للانضمام إليها.
  5. تمنح ميزة تنافسية: يعد ميزة كبيرة لنموذج العمل الصلب هو أنه يمكن أن يمنح الشركة ميزة تنافسية على الشركات الأخرى في الصناعة. يمكن أن يمنح تطبيق نموذج أعمال فريد للشركة سمعة فريدة في السوق، مما يخلق الجدل بين المستهلكين ويشجعهم على الشراء لأول مرة. ويعد أكبر ميزة لنموذج الأعمال القوي والمثبت هو المساهمة التي يقدمها في الاستدامة التنظيمية والقدرة على تحمل العواصف الاقتصادية أو التغيرات في الظروف السوقية.

الدورة الفعالة

في سياق الأعمال، يُترجم مصطلح (Virtuous Cycle) إلى «الدورة الفعالة». تشير الدورة الفعالة إلى نظام يعزز نمو الشركة ويحسن أداءها عندما تتضافر عدة عوامل. عندما تقدم شركة منتجًا أفضل من المنافسين مثلًا، يزيد ذلك من حصتها في السوق، ما يزيد من حجم المبيعات ويسمح للشركة بتوسيع نطاق عملياتها وتخفيض تكاليف الإنتاج. وبدوره، يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات وتقليل التكاليف، ما يجعل الشركة أكثر تنافسية ويزيد الطلب على منتجاتها. وبالتالي، فإن الدورة الصالحة تشير إلى تفاعل متزايد ومتعدد الجوانب يحسن أداء الشركة ويزيد من نموها. تنتج نماذج الأعمال الناجحة دورات فعالة أو حلقات ردود فعل (feedback loops) تعزز نفسها، وهذا أكثر جوانب نماذج الأعمال قوة ولكن طالما يغفل الناس عنه.[4]

من اليسير  جعل دورة الأعمال مثالية عندما تخلو الساحة من المنافسين. ولكن القليل من نماذج الأعمال تعمل في فراغ – وإن حدث فلن يدوم الوضع. للتنافس مع المنافسين الذين لديهم نماذج أعمال مماثلة، يجب على الشركات ببساطة ترسيخ الالتزام بالنتائج المتوقعة حتى يتمكنوا من خلق القيمة والانتفاع من منافسيهم. القصة مختلفة عندما تتنافس الشركات ضد نماذج أعمال مختلفة. فالنتائج غالبًا ما تكون غير متوقعة، ومن الصعب معرفة أي نموذج عمل سيؤدي أداءً جيدًا. يمكن للشركات المنافسة من خلال نماذج الأعمال بثلاث طرق. يمكنهم تعزيز دوراتهم المثالية الخاصة، أو حجب أو تدمير دورات المنافسين، أو بناء تكاملات مع دورات المنافسين. تلك الإجراءات قادرة على تقليل الأضرار، بل وستحيل شركة قد تستبدلك إلى شركة تتكامل معك.[4]

إضعاف دورات المنافسين

ليست القيمة وحدها التي تحدد قوة الشركة ولكن التفاعلات مع المنافسين أيضًا. سنتناول المعركة بين  مايكروسوفت و لينكس (Linux). يغذي الأخير دورته الفعالة من خلال جعل الخدمة مجانية، مع السماح للمستخدمين بالمساهمة في تحسين التعليمات البرمجية. ركزت مايكروسوفت على إضعاف الدورة الفعالة لمنافسها. إذ تستغل علاقتها مع مصنعي المعدات الأصلية لتثبيت نظام ويندوز (Windows) مسبقًا على أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة. تحاول الشركة عبر ذلك السلوك منع لينكس من زيادة قاعدة عملائها. تثني مايكروسوفت الناس عن الاستفادة من نظام التشغيل والتطبيقات المجانية في لينكس من خلال نشر عدم اليقين بشأن المنتجات.

يمكن أن ترفع مايكروسوفت قيمة ويندوز مستقبلًا، من خلال معرفة المزيد عن المستخدمين وتقديم أسعار خاصة لزيادة المبيعات في قطاع التعليم. أو تقليل قيمة لينكس عن طريق تقليل عمليات الشراء من قبل المشترين الإستراتيجيين ومنع تطبيقات ويندوز من العمل على نظام لينكس. قد تكون إمكانات خلق القيمة في لينكس أكبر من الناحية النظرية، لكن لن تتفوق قاعدته على تلك الخاصة بعملاقة التكنولوجيا بعد نجاح الأخيرة في إضعاف دورته الفعالة بل وتعطيلها.

التكامل مع المنافسين

قد يتحول المنافس إلى شريك في سبيل خلق القيمة وإرضاء العملاء، بتكوين علاقة ثلاثية الأركان. تخيل أنك تعمل بتصنيع السيارات وأنك تبيع سياراتك للمستخدمين. تحتم عليك وظيفتك بيع بعض قطع الغيار لمصنعين آخرين. إذا تعاونت مع منافسيك لتصنيع قطع أجود وأحدث، فقد ربح البيع لكليكما. إذا نجح منافسك في  زيادة مبيعاته ستزداد مبيعاتك أنت لأنكما متكاملان. تتعاون شركات الطيران وشركات تأجير السيارات لتقديم حزمات لعملاء السفر. تسمح هذه الصفقات للعملاء بتوفير المال عن طريق حجز رحلة وسيارة في الوقت نفسه. أما في مجال الضيافة، فقد تتعاون الفنادق مع مطاعم معينة ويصبح النزيل عميلًا لدى الشركتين.

أنواع نماذج الأعمال التجارية

  • نموذج الاشتراك: يتيح هذا النموذج للعملاء الحصول على منتج معين على نحو دوري مقابل رسوم اشتراك شهرية أو سنوية. مثل الاشتراك الشهري في البث المباشر لمنصة نتفليكس.
  • نموذج البيع المباشر: يشتري العملاء المنتج مباشرة من الشركة مثل عمليات الشراء عبر الإنترنت من متاجر التجزئة.
  • نموذج الإعلانات: توفر الشركات محتوى مجاني للجمهور وتعتمد على الإعلانات لتحقيق الربح، مثل التلفزيون.
  • نموذج الإيرادات المشتركة: حيث تقاسم الإيرادات مع شريك أو أكثر، مثل نموذج الإعلانات المدفوعة على اليوتيوب ومواقع الويب.
  • نموذج الترخيص: عند الحصول على رسوم إذن لاستخدام المنتج أو الخدمة، مثل برامج الحاسوب.
  • نموذج المنصة: تقدم الشركة منصة للمستخدمين للتفاعل بعضهم مع بعض، مثل فيسبوك وتويتر.

المصادر

  1. Investopedia
  2. Chron
  3. Harvard Business school
  4. Harvard Business Review

ما تأثير الأزمات العالمية في البورصة؟

هذه المقالة هي الجزء 10 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

تؤثر الأزمات الاقتصادية في سوق الأسهم بنفس الكيفية التي تؤثر بها سوق الأسهم في الاقتصاد. ينبغي فهم تقلبات الاقتصاد للخروج بأقل الخسائر. عندما ينزلق الاقتصاد نحو الركود، من الطبيعي أن يقلق المستثمرون حيال هبوط أسعار الأسهم وتأثير ذلك في محافظهم الاستثمارية. في الوقت عينه، قد تقرأ تقارير عن انخفاض أسعار الوحدات السكنية، وارتفاع أصوات البطالة، وربما تقلص الناتج الاقتصادي. ولكن ما علاقة البناء وتقلص الإنتاج بمحفظة أعمالك؟ وبغض النظر عن كل هذه المخاطر، كيف يؤثر الركود عليك بصفتك مستثمرًا؟

فكرة عامة حول دورة الأعمال

 تتعلق هذه الأعراض السابق ذكرها بجزء أكبرمن الصورة، بتلك القوة التي تحدد قوة الاقتصاد وتشير إلى ما إذا كنا في فترة ركود (Recession) أو توسع (Expansion). لفهم حالة الاقتصاد في وقت معين وكيف يؤثر ذلك في سوق الأسهم، سنستهل حديثنا بمفهوم دورة الأعمال (Business Cycle). تتكون دورة الأعمال من أربع فترات نشاط مختلفة، يمكن أن تستمر كل منها لأشهر أو لسنوات [1].

ما هي دورة الأعمال؟

تشير دورة الأعمال إلى التقلبات في النشاط الاقتصادي التي يمر بها الاقتصاد على مدى زمني محدد. يمكننا القول أنها كالمد والجزر في الاقتصاد.  في مرحلة الذروة، يتسم الاقتصاد بكونه صحيا وآخذا في النمو؛  وغالبًا ما تصل أسعار أسهم الشركات إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. أما خلال مرحلة الركود في دورة الأعمال، ينخفض ​​الدخل وتتبعه العمالة؛ كما تنخفض أسعار الأسهم إذ تكافح الشركات للحفاظ على ربحيتها. تظهر علامة أن الاقتصاد قد دخل مرحلة الحضيض في ارتفاع أسعار الأسهم بعد انخفاض كبير.

١- الذروة  Peak

تحدث حين يكون الاقتصاد بكامل قوته. تكاد البطالة تنعدم، وينمو الناتج المحلي الإجمالي ويزدهر، ويرتفع دخل الفرد حتى يظن أنه لن يشقى بعدها أبدًا. ينعكس كل هذا النشاط الاقتصادي الإيجابي في أسعار الأسهم. إذ ترتفع أسعار الأسهم في شتى الشركات والصناعات إلى أعلى مستوى. وقد تزيد الشركات توزيعات الأرباح لإظهار الدعم للمستثمرين الذين ما فتئوا يشترون الأسهم ويزيدون رأس المال. ولأن السماء لا تمطر ذهبًا، ينتج تضخم (Inflation) وتميل الأسعار إلى الارتفاع. ومع ذلك، فإن معظم الشركات والعمال والمستثمرين يجدون خلاصهم في أوقات الازدهار.

 «كل ما ارتفع آيل إلى سقوط»

٢- الركود  Recession

بعد الانغماس في النمو، يأخذ الدخل إلى جانب العمالة في الانخفاض لأسباب يفنى دونها العادّون.  يمكن أن يكون حدثًا خارجيًا يؤدي إلى الهبوط، مثل احتلال لا قبل لنا به أو صدمة العرض عن طريق الزيادة المفاجئة للمعروض أو نقصانه، أو تصحيحات السوق المفاجئة (Corrections) لتعديل أسعار الأصول، أو انخفاض إنفاق المستهلك بسبب التضخم، ما قد يدفع الشركات إلى تسريح الموظفين. خلال فترة الركود، عادة ما تنخفض أسعار الأسهم. يمكن أن تكون الأسواق متقلبة إذ يتفاعل المستثمرون بسرعة مع أي تلميح بالصحف – سواء كان خبرًا جيدًا أو سيئًا – ويمكن أن يتسبب إيثار السلامة في قيام بعض المستثمرين بسحب أموالهم من سوق الأسهم بالكامل.

 ولأن شركات الأجور تدفع للعمال والأسعار التي يتقاضاها المستهلكون «غير مرنة» أو لا تتغير بتغير الظروف، فإن تقليص الرواتب استجابة شائعة.  يؤدي ارتفاع معدل البطالة إلى خفض الاستهلاكية وبالتالي خلق حلقة مفرغة من الانكماش الاقتصادي (Economic Contraction).  يُعرَّف الركود عمومًا على أنه ربعان متتاليان أو أكثر من الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي. يعرّف المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية (NBER) الركود بأنه أيّ فترة يحدث فيها «انخفاض كبير في النشاط الاقتصادي يستشري في الاقتصاد كله ويستمر لأكثر من بضعة أشهر». وقد استخدموا مجموعة متنوعة من العوامل لصياغة التعريف مثل الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف ومبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي.

٣- الحضيض  Through

الحضيض جزء من دورة الأعمال. يتحقق إبان وصول الإنتاج والعمالة إلى أدنى مستوياتها قبل أن تبدأ في الارتفاع مرة أخرى.  في هذه المرحلة، تهدأ حركة الإنفاق والاستثمار على نحو ملحوظ، ما يفضي إلى انخفاض الأسعار والأجور. قد صعب إدراك المرحلة أثناء حدوثها، ولكن يمكن إدراكها بعد الوقوع. إنها النقطة التي ينتقل فيها النشاط التجاري من الانكماش إلى الانتعاش.  من علامات المرحلة – أو إنذار بدُنوها-، ارتفاع أسعار الأسهم بعد انخفاض. تضفي إعادة التوازن الاقتصادي تلك جاذبية على المشتريات في حالة المستهلكين والاستثمارات الجديدة – في العمالة والأصول – في حالة الشركات.

٤- الانتعاش والتوسع  Recovery and Expansion

يشرع الاقتصاد أثناء الانتعاش أو «التوسع» في النمو مرة أخرى، حيث ينفِق المستهلكين أكثر، وتزيد الشركات من إنتاجها، ما يؤدي إلى توظيف المزيد من العمال. كما تظهر المنافسة على العمالة، ما يرفع الأجور ويضع المزيد من الأموال في جيوب العمال والمستهلكين. يسمح ذلك للشركات بفرض مزيد من الرسوم على المنتجات، ما يؤدي إلى حدوث تضخم يبدأ منخفضًا وبطيئًا ولكنه قد يؤدي في النهاية إلى توقف النمو وبدء الدورة مرة أخرى عند ارتفاعه. ومع ذلك، على المدى البعيد، تميل معظم الاقتصادات إلى النمو، إذ تربو كل ذروة عن سابقتها.

لنضع النقاط على الحروف، لن تغني عنك دورة الأعمال شيئًا ما لم تستغلها لتحسين عوائد محفظتك. ما الذي يجب على المستثمر فعله خلال فترة الركود؟ تعتمد الإجابة  على أي نوع من المستثمرين أنت.

النوع الأول

يستفيد النوع الأول من الأزمات عن طريق البيع على المكشوف (Short Selling). ما يعني أنهم يكسبون المال عندما تنخفض أسعار الأسهم ويخسرون الأموال عند ارتفاعها.  يجب على المستثمرين المتمرسين فقط استخدام هذه الطريقة، نظرًا لمخاطرها. والأهم من ذلك هو أن الخسائر الناتجة عن البيع على المكشوف غير محدودة من الناحية النظرية إذ لا يوجد حد واضح لمدى ارتفاع قيمة السهم.

النوع الثاني

مَثل الركود عند جيل آخر من المستثمرين كمثل التخفيضات في محل البقالة المجاور لمنزلك. تُعرف هذه الطريقة باسم الاستثمار في القيمة (Value Investing). ينظر هؤلاء إلى انخفاض سعر السهم بصفته صفقة تنتظر تحصيلها، والمراهنة على أن الاقتصاد سيتحسن في نهاية المطاف. يستفيد المستثمرون في القيمة من الأسواق الهابطة في انتقاء أسهم عالية الجودة بسعر رخيص.

النوع الثالث

الذين يمر عليهم الركود خفيفًا وبلا تخبط.. يعرف المستثمر (تبعًا لإستراتيجية الشراء والاحتفاظ طويلة الأجل) أن المشكلات قصيرة الأجل مجرد صورة على الرسم البياني على مدى 20 إلى 30 عامًا. وأنه لا داعي للمبالغة.

كيف يتصرف المستثمر المبتدئ؟

قلما يمتلك أحدنا رفاهية استباق الزمن بعقود، أو قلبًا من حديد لئلا يحزن عند الخسارة.  الاستثمار في القيمة ليس متاحًا للجميع أيضًا، لأنه يتطلب بحثًا مكثفًا، بينما يتطلب البيع على المكشوف انضباطًا وصرامة أكثر من طريقة الشراء والاحتفاظ. بيت القصيد هو فهم موقفك واختيار الأسلوب الذي يناسبك .إذا شارفت على التقاعد مثلًا، فإن النهج طويل الأمد ليس مناسبًا لك بالتأكيد.  بدلًا من العيش تحت رحمة سوق الأوراق المالية، فكر في التنويع في أصول أخرى مثل سندات الخزينة وصناديق سوق المال وشهادات الإيداع (CDs).

دورة الأعمال غير منزهة عن الخطأ

غالَى واضع نموذج دورة الأعمال في التبسيط. إذ تواجه الاقتصادات أحيانًا ركودًا مزدوجًا. فقد يحدث ركود جديد عقب تعاف قصير. ولا تتمتع جميع الاقتصادات بمسار نمو طويل الأجل. العلاقات بين الإنفاق والأسعار والأجور والإنتاج الموصوفة أعلاه هي أيضًا أبسط من الواقع.  غالبًا ما يكون للحكومات يد في جميع مراحل الدورة.  يمكن أن يؤدي الإفراط في الضرائب أو التنظيم أو طباعة النقود إلى حدوث ركود. في حين أن التحفيز المالي والنقدي يمكن أن يحيل الاقتصاد المنكمش انتعاشًا. أي أن النتائج تخرج عن النص ويحدث انتعاش بدلًا من إعادة التوازن فحسب.

 قد تشعر عند قراءة الأخبار في إحدى فترات الركود بأن الساعة آتية. لكنّ فهم دورة الأعمال يوضح أن فترات الانكماش جزء طبيعي من كل اقتصاد فاعل. عندما يبدأ الاقتصاد في إظهار علامات الركود، يجدر بك وضع استراتيجية للتعامل مع المخاطر بناءً على وضعك المالي.

ما القطاعات التي لا تتأثر بالركود؟

تميل بعض القطاعات إلى الأداء بشكل أفضل من غيرها خلال فترة الركود. على سبيل المثال، عادةً ما تكون الأسهم الدفاعية – مثل السلع الاستهلاكية والرعاية الصحية – أقل تأثرًا بالانكماش الاقتصادي من الأسهم الدورية – مثل الطاقة والصناعة.  وذلك لأن المستهلكين لا يزالون بحاجة إلى شراء الطعام ودفع المال مقابل الرعاية الصحية حتى في الأوقات العصيبة.  قد لا يكونون قادرين على تحمل تكاليف الكماليات مثل السيارات الجديدة أو الإجازات، لكنهم ما زالوا بحاجة إلى الأساسيات.

تميل أسهم القيمة أيضًا إلى التفوق على أسهم النمو (Growth Stocks) خلال فترة الركود، لأن أسهم القيمة ( التي قيمتها في التداول أقل من قيمتها الفعلية) عادة ما تكون أرخص وبالتالي أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن صفقات جيدة. بالرغم من أن أسهم النمو أعلى تكلفة، يمكن أن تكون صفقة رابحة خلال فترة الانكماش الاقتصادي [2].

 في الختام، تعتمد كيفية تصرف الأسهم خلال فترة الركود على القطاع الذي تعمل فيه. تُصنف بعض القطاعات، مثل الرعاية الصحية والمرافق، على أنها دفاعية، لأنها توفر السلع والخدمات الأساسية التي لا يزال الناس بحاجة إليها حتى عندما تكون الظروف الاقتصادية غير مواتية. نتيجة لذلك، تميل هذه القطاعات إلى التفوق في الأداء على السوق خلال فترة الركود. تندرج القطاعات الأخرى، مثل الكماليات تحت التصنيف الدوري.  هذا لأنهم أكثر حساسية للتغيرات في الظروف الاقتصادية. يتمثل الحل في التنويع لأولئك الذين يرغبون في حماية محافظهم من الجانب السلبي المحتمل للانكماش الاقتصادي والذين يترقبون ثمار الانتعاش النهائي.

كيف يؤثر التضخم في سوق الأسهم؟

 لقد رأينا كيف يتسبب التضخم في قيام السلطات النقدية برفع أسعار الفائدة، تغير تلك الزيادة اتجاهات المستثمرين إذ يتركون الأسهم لصالح أدوات الدين، لأن نسبة المخاطرة إلى العائد قد تغيرت. لنفترض أن أدوات الدين قدمت في السابق عوائد بنسبة 6٪ سنويًا، والآن نقدم عائدًا قدره 8٪ سنويًا بسبب الزيادة في أسعار الفائدة. وبافتراض أن عوائد الأسهم ظلت ثابتة عند 15٪ ، فإن هذه البيانات تعني أن نسبة المخاطرة إلى العائد قد انخفضت من 2.5 مرة (15٪ / 6٪) إلى 1.9 مرة (15٪ / 8٪). ما يرجح كفة الاستثمار في أدوات الدين. إذ إن معدل العائد الذي تقدمه مقارنة بمخاطر الاستثمار جعلها خيارًا أفضل من الأسهم.

وعندما نستثمر المزيد من الأموال في أدوات مدرة للدخل الثابت مثل أدوات الدين، نظرًا لارتفاع أسعار الفائدة التي تقدمها، ينخفض ​​الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية والتي يحتمل أن تكون ذات عائد مرتفع، مثل الأسهم. وهذا يؤثر سلباً على البورصة [3]. ومع ذلك، من المهم التأكد من أن صافي أسعار الفائدة الحقيقية (وهي العوائد المحققة على الاستثمار بعد احتساب الضرائب والتضخم) إيجابية. إذا كان التضخم أعلى من الفائدة المكتسبة، يجب ألا تستثمر في أدوات الدخل الثابت.

الخلاصة أن زيادة التضخم يزيد الفائدة على القروض، ما يجعل الاقتراض والإنفاق أكثر تكلفة على المؤسسات. مع زيادة تكلفة القروض، تزداد تكلفة رأس المال، الذي يعد بدوره مزيجًا من تكلفة حقوق الملكية والديون [4]. نتيجة لذلك، تنخفض قيمة التدفقات النقدية المتوقعة. وبما أن تقييم الأسهم (حساب قيمتها في نهاية فترة محاسبية معينة) يتم عن طريق خصم التدفقات النقدية المستقبلية، فإن ذلك سيؤدي إلى انخفاض في تقييم الأسهم وارتفاع معدل الخصم. وأخيرًا تصبح المؤسسات ذات المستويات الأعلى من الديون الأكثر شقاءً.

المصادر

  1. Investopedia
  2. Nasdaq
  3. Thrivent
  4. Forbes

من هم الوسطاء في البورصة؟

هذه المقالة هي الجزء 9 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

من ينال لقب وسيط أو سمسار هو فرد أو شركة تمثل حلقة الوصل بين المستثمر وبورصة الأوراق المالية. قد يتساءل البعض لم قد يحتاج واحدًا والإجابة أن بورصات الأوراق المالية لا تقبل الطلبات إلا من الأفراد أو الشركات الأعضاء في تلك البورصة. لهذا يحتاج المتداولون والمستثمرون الأفراد إلى خدمات الوسيط. يُعرف الوسيط بأنه شخص اعتباري متخصص في تجارة القيم المنقولة [1].

يجب على السمسار أن يكون مسجلًا لدى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها لكي تتسنى له ممارسة نشاطه. تطبّق اللجنة معايير صارمة فيما يتصل بتسجيل الوسطاء. هناك معايير تخص الكفاءة والقاعدة المالية وحتى الأخلاق.

أنواع الوسطاء في البورصة

يوجد نوعان من الوسطاء في عمليات البورصة: الوسيط ذو النشاط الكامل (Full-Service Broker) والوسيط ذو النشاط المحدود (Discount Broker). يمكن للوسطاء ذوي النشاط المحدود تنفيذ العديد من أنواع الصفقات نيابة عن العميل، إذ يتقاضون مقابلها عمولة مخفضة. لا يقدم ذوو النشاط المحدود نصائح استثمارية. وقد يعتلى هؤلاء منصات افتراضية يتوسطون من خلالها للمستثمرين [1].

أما الوسيط ذو النشاط الكامل فيقدم المشورة إلى المستثمرين، بالإضافة لإتمام الصفقات. كما يوفر خدمات إدارة الحافظة أو التوظيف. يقدم ذوو النشاط الكامل مجموعة متنوعة من الخدمات، تشمل أبحاث السوق والاستشارات الاستثمارية والتخطيط للتقاعد، بالإضافة إلى مجموعة كاملة من المنتجات الاستثمارية. لذلك، توقع دفع عمولات أعلى عند التعامل مع واحد منهم. يحصل الوسطاء على مقابل من شركة الوساطة بناءً على حجم تداولهم وكذلك على بيع المنتجات الاستثمارية. كما يقدم عدد متزايد من الوسطاء منتجات استثمارية ذات رسوم، مثل إدارة الحسابات الاستثمارية [1].

عمولات شركات السمسرة في مصر

تتقاضى شركات الوساطة المالية في مصر عمولة على كل عملية بيع أو شراء تجريها. تلك العمولات صغيرة جدًا، ويمكن تشبيهها بالعمولات الرمزية التي تتقاضاها منك البنوك عند قيامك بعمليات السحب والإيداع من خلال ماكينة الصراف الآلي. عند تداول الشركات المقيدة بالبورصة، تُقدر العمولة بنحو 0.01 % (10 جنيه لكل 100 ألف جنيه) من قيمة كل عملية تداول وذلك من كل طرف على حدة بحد أقصى 5000 جنيه مصري. بالنسبة إلى تداول الشركات غير المقيدة، تحصل البورصة على عمولة قدرها 0.1% (1 جنيه لكل ألف جنيه) من قيمة كل عملية تداول وذلك من كل طرف على حدة بحد أقصى 50,000 جنيه مصري. أما في عمليات استبدال شهادات الإيداع الدولية، تحصل البورصة على عمولة قدرها 0.025% (25 جنيه لكل 100 ألف جنيه) من قيمة كل عملية استبدال، وتُحصَّل هذه القيمة بالدولار الأمريكي [2].

نصائح لاختيار الوسيط

يخال بعض الناس شراء الأسهم سهلًا خاصة بعد مواتاة الظروف من استرشادات على الشبكة ومنصات للتداول عن بعد ولكن لا يجب أن نبخس سماسرة الأسهم والمستشارين الماليين حقهم. يساعدك هؤلاء في اتخاذ قرارات أفضل وأجدى على المدى البعيد.

  1. اختر وسيطًا بلا عمولة أو وسيطًا لا يألوا جهدًا في نصحك وتوجيهك. يقدم وسطاء النشاط الكامل نصائح أكثر مع مخاطر أقل للمستثمرين الجدد. تحصد أفضل الخيارات وتستطيع إرجاع استثمار لم يرقك إلى وسيطك. يقدم بعض وسطاء النشاط الكامل أيضًا ضمانًا لاستثمار أموالك بحكمة عندما تسمح لهم بإدارة حسابك. لن يضمنوا أنك لن تخسر المال، لكن يمكنهم تقديم المزيد من التوجيه “العملي” طوال دورة حياة الاستثمار. جدير بالذكر أن الوساطة ذات النشاط المحدود أصبحت بلا عمولة تقريبًا ولكن إذا خسرت فستتقطع بك السبل [3].
  2. اهتم بسهولة الوصول والدعم المقدم إليك كمستثمر. يجب أن تكون قادرًا على الاتصال بفريق الدعم خلال ساعات التداول العادية على الأقل. ويعد الدعم عبر الهاتف الخيار الأفضل عندما تواجه مشكلة. أما خدمة الدردشة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع فميزة إضافية. تخيل أن الشركة التي تأتمنها على نصف ثروتك لا ترد على الهاتف. يبعث ذلك على القلق والضيق.
  3. خذ وقتك وقارن. ألق نظرة على تقييم العملاء الآخرين والتغيرات في الأسعار. هل يكسب العملاء أم يخسرون مع هذا الوسيط؟
  4. اطلب المشورة. قد يوجد قسم مالي تابع للمؤسسة التي تعمل لحسابها. يمكنك سؤالهم. كما قد تجد محاسبًا في دائرة معارفك.

كيفية التداول في البورصة المصرية

  1. قبل أن تفتح حسابًا في شركة وساطة، تأكد أن الشركة مصرح لها من البورصة. أي أنها مُنحت العضوية بالبورصة بعد اجتيازها اختبار نظام التداول.
  2. وقع العقد مع شركة الوساطة عقب قراءته جيدًا وفهم الأبعاد القانونية. يجب أن تعرف ما لك وما عليك وأن تطلب نسخة للاحتفاظ بها.
  3. يُطلب تحقيق شخصية (رقم قومي أو رقم جواز السفر) للبالغين و شهادة ميلاد للأقل من 18 عامًا. على غرار الحسابات البنكية، لا تُشترط سن محددة لفتح الحساب بل يكفي أن يتمتع المتداول بالأهلية.
  4. يُسجل المتداول الدخول مقابل رسوم بسيطة. يُمنح المستثمر كودان. الأول كود موحد، كرقم بطاقة الهوية لدي البورصة المصرية وهو كود لا يتكرر وتسجل عليه كافة تعاملات العميل في البورصة، أما الآخر فهو كود الوسيط وهو كود خاص بالعميل لدي شركة سمسرة بعينها. لذا ندرك أن المستثمر/العميل لابد أن يكون له كود موحد واحد وأكواد سمسار متعددة إذا قرر فتح حساب في شركات سمسرة مختلفة [4].

أما بالنسبة لشراء أسهم عن طريق الإنترنت، ستحتاج أولاً إلى حساب وساطة عبر شركة مخولة بالتعامل خلال شبكة المعلومات الدولية، وهو حساب يمكنك إعداده في نحو 15 دقيقة.

واقع الوسطاء في البورصة في الوقت الحالي

في الوقت الحالي، توفر كبرى شركات الوساطة خدمة تداول الأسهم في البورصة المصرية من خلال الهاتف الذكي، إذ أصبح دخول سوق المال يسيرًا. تتوفر أقسام محددة في مواقع شركات الوساطة لمتابعة نشاط الشركات المتداولة وإظهار نتائجها الفصلية بالإضافة إلى الأسعار الحية للأسهم ارتفاعًا وانخفاضًا. وهنالك العديد من تطبيقات الهاتف والمواقع التي تقدم هذه الخدمات [4].

يمكنك التداول في الشركات المصرية الموثوقة من خلال الاشتراك في تلك الخدمة. سوف تحصل بدايةً على اسم المستخدم وكلمة السر. سيمدونك بكلمة سر ثانية لإنجاز عمليات التحويل. كما يجب أن يرتبط حسابك بحساب بنكي حقيقي. إذ يُسحب المال ويودع عند بيع الأسهم وتوزيع الأرباح. جدير بالذكر أن كل عملية تترتب عليها رسوم.

المصادر

1-Investopedia
2- The Egyptian Exchange
3-The Tokenist
4-Daily Forex

ما هي صناديق الاستثمار؟

هذه المقالة هي الجزء 8 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

صندوق الاستثمار (Mutual Fund) هو محفظة لرأس المال، تنتمي إلى العديد من المستثمرين. تلك المحفظة ذات استخدام جماعي. يفتح صندوق الاستثمار الباب على مصراعيه أمام الفرص الاستثمارية المختلفة ويهدئ من روع المستثمرين الأقل خبرة لوجود مدير صندوق محترف كما أن رسوم الصندوق قليلة نسبيًا. تدار الصناديق وفقًا لخطة وغرض عام ينفرد مدير الصندوق بتحديدهما، بما يضمن التنوع في جهات الاستثمار ومخاطر أقل [1].

لماذا صناديق الاستثمار؟

  1. هذه الأدوات مخصصة لأولئك الذين يجدون الاستثمار الفردي عسيرًا أو يعجزون عن الوصول إلى الأسواق. كما من شأن الصناديق تنويع مناحي الاستثمار، بفضل الصندوق، تصبح مدخرات المستثمرين جميعها في أيدي مديري الاستثمار الذين يستطلعون أخبار السوق ويستعينون بالمحللين بحثًا عن أفضل الفرص لتحقيق الربح [2].
  2. قوام هذه الصناديق الأرباح الرأسمالية المحققة عن طريق ارتفاع قيمة الأوراق المالية.
  3. مع صناديق الاستثمار، لا يتخذ المستثمرون الأفراد قرارات بشأن “كيفية” استثمار الأصول، إذ انتهى دورهم عند اختيار الصندوق بناء على أهدافه ومخاطره ورسومه.
  4. يشرف مدير الصندوق على الصندوق، ويقرر الأوراق المالية التي يجب أن يحتفظ بها، وبأي كميات ومتى يجب شراء الأوراق المالية وبيعها [3].

يكون الاستثمار في الصندوق وفقاً لتعاقد بين المستثمر والصندوق يطلق عليه اسم نشرة الاكتتاب العام (Mutual Fund Prospectus) أو مذكرة المعلومات للطرح الخاص (Information Memorandum) وهي مذكرة تتم مراجعتها واعتمادها من الهيئة العامة للرقابة المالية؛ ولا يحق لأي جهة تغيير شروط النشرة أو مذكرة المعلومات دون الحصول على موافقة الهيئة المسبقة وموافقة المستثمرين (حملة الوثائق) في الحالات التي تتطلب ذلك. تُسند إدارة أموال المستثمرين إلى جهة متخصصة مرخص لها من الهيئة العامة للرقابة المالية يطلق عليها اسم مدير استثمار.

استرشادات هامة

  1.  يتعين على المستثمر قبل الاستثمار الاطلاع بدقة على كامل نشرة الاكتتاب الخاصة بصندوق الاستثمار والمعتمدة من الهيئة العامة للرقابة المالية؛ وتحديد درجة المخاطر المرتبطة بالسياسة الاستثمارية الخاصة بالصندوق التي يستطيع أن يتقبلها.
  2. يجب الانتباه إلى الحدود الدنيا والقصوى لنسب الاستثمار حسب السياسة الاستثمارية الخاصة بالصندوق والمفصح عنها في نشرة الاكتتاب. إذ تضع اللوائح حدًا أقصى للحد من مخاطر تركز الاستثمار في الأوراق الصادرة من جهة واحدة.
  3. يتعين إدراك العلاقة الطردية بين درجة المخاطر المرتبطة بالاستثمار والعائد المتوقع على ذلك الاستثمار (كلما انخفضت المخاطر المرتبطة بالاستثمار انخفض العائد المتوقع والعكس صحيح)
  4. ينبغي الاطلاع على تقارير الأداء السابقة للصندوق المستهدف، من حيث ترتيبه بين الصناديق الأخرى من حيث العوائد ومدى التغير السنوي في تلك العوائد.
  5. سيتعين حضور اجتماعات حملة الوثائق والتصويت على القرارات.
  6. ينصح بالاطلاع على مؤشرات أداء مدير الاستثمار وأرقامه.
  7. نسبة العوائد على الأموال المستثمرة غير محددة سلفًا.

أنواع صناديق الاستثمار

تنقسم الصناديق إلى نوعين رئيسيين، هما الصناديق المفتوحة (Open-End Funds) والمغلقة (Closed-End Fund). تنتمي غالبية أصول صناديق الاستثمار إلى ما يعرف بالصناديق المشتركة المفتوحة، وتصدر هذه الصناديق أسهما جديدة كلما أضاف المستثمرون أموالا إليها، وتُسحب الأسهم مع استرداد المستثمرين للأموال. تُسعر تلك الصناديق عادة مرة واحدة فقط في نهاية يوم التداول. يجري تداول الصناديق المغلقة على نحو شبيه بتداول الأسهم، وهي صناديق استثمار مُدارة تصدر عددًا ثابتًا من الأسهم وبالتالي لها رأس مال مستثمر ثابت وتتداول في البورصة. يتم تداول الصندوق بناء على عرض المستثمر وطلبه، فيجوز للصندوق المغلق التداول بزيادة أو خصم من صافي قيمة أصوله.

تشتمل صناديق الاستثمار على:

  1. صناديق أسواق المال: كالبورصة وتُعنى بالدخل الثابت قصير الأجل.
  2. صناديق الاستثمار العقاري ذات الطبيعة غير المالية.
  3. صناديق السندات والأسهم.
  4. صناديق ذات عائد مطلق: تغض الطرف عن اتجاهات السوق وتحقق عوائد رغم التقلبات.
  5. الصناديق الأجنبية: المصرح لها بالتداول في الخارج.

مزايا صناديق الاستثمار

إدارة احترافية لمحفظتك

عندما تشتري صندوقًا مشتركًا، فإنك تدفع رسومًا إدارية كنسبة من نفقات الصندوق، ما يؤدي إلى توظيف مدير محفظة محترف يشتري ويبيع الأسهم والسندات وما إلى ذلك. أي أنك تدفع مبلغًا صغيرًا نسبيًا في سبيل مساعدة احترافية في إدارة المحفظة. يقرر مدير الصندوق ومن يستشيره من الباحثين الأوراق المالية المناسبة سواء كانت حقوق الملكية أو الديون أو مزيجًا من الاثنين وفقًا للأهداف الاستثمارية للصندوق. كما يقدم مدير الصندوق النصح حول مدة الاحتفاظ بالأوراق المالية [4]. يمكنك التحقق من نسبة المصروفات قبل المضي قدمًا واختيار الصندوق الذي يحوي أقلّها.

إعادة استثمار الأرباح

إبان الإعلان عن توزيعات الأرباح والفوائد الأخرى للصندوق، يمكنك استخدامها لشراء أسهم إضافية في الصندوق المشترك، ما يعزز نمو استثماراتك.

تقليل المخاطر (الأمان)

تتضاءل مخاطر المحفظة بفضل التنويع. يوزع مدير الصندوق استثماراتك من خلال شراء أسهم في شركات متنوعة. إذ يختارون صناعات وقطاعات مختلفة، وبالتالي عندما لا تفي إحدى فئات الأصول بالغرض، يمكن للقطاعات الأخرى التعويض لتجنب الخسارة للمستثمرين.

الراحة والتسعير العادل

من اليسير المشاركة في صناديق الاستثمار وفهم ما تنطوي عليه من قواعد. عادةً ما يكون الحد الأدنى للاستثمار منخفضًا. كما أن التداول بسيط ويُتاح لمرة واحدة يوميًا عند إغلاق صافي قيمة الأصول (Net Asset Value). ومن السهل العثور على صندوق استثمار يناسب دخلك.

السيولة والتوفير

 إذا نأيت بنفسك عن الصناديق المشتركة المغلقة، فلديك مساحة من السيولة تيسر شراء الوحدات وبيعها في الصناديق المفتوحة عند ارتفاع سعر السهم لتحقيق الأرباح. قد يخبرك البائع أن سعر كيلوجرام من البطاطا يساوي 6 جنيهات ولكن إذا أخذت كيلوجرامين فسيصبح السعر 10 جنيهات فقط. ينطبق نفس المنطق على وحدات الصناديق المشتركة أيضًا. إذا اشتريت عدة وحدات بصندوق استثمار مشترك في وقت واحد، فستكون رسوم المعالجة ورسوم العمولات الأخرى أقل مقارنة بشراء وحدة.

عيوب صناديق الاستثمار

انتهاكات الإدارة

قد يسئ المدير استخدام سلطته لاستغلال المستثمرين وقد ينقلب عليهم. وهذا يشمل التداول الذي لا طائل له، والإفراط في الصفقات غير الضرورية، وترك الأسهم الخاسرة وأصحابها بدعوى تنظيم الدفاتر وإغلاقها قبل انقضاء ذاك الربع من السنة المالية. الإدارة المهنية للصندوق لا تضمن أداء أموالك. حيث أن المدير يملك الأموال ويدعمه فريق المحللين، فليس لديك أي سيطرة على استثمارك.

عدم الكفاءة الضريبية

شئنا أم أبينا، ليس لدى المستثمرين خيار عندما يتعلق الأمر بالأرباح على رأس المال في الصناديق المشتركة. نظرًا لتقلب الأسعار واسترداد الأنصبة والمكاسب والخسائر في الأوراق المالية على مدار العام، يتلقى المستثمرون عادةً توزيعات من الصندوق، توزيعات لا قبل لهم بها. ما يعد حدثًا ضريبيًا لا يمكن السيطرة عليه.

نسب نفقات عالية ورسوم مبيعات

حتى إذا لم تكن رسوم الصناديق من أولوياتك، توخى الحذر. إذ يمكن أن تخرج عن السيطرة. على سبيل المثال، إذا تجاوزت نسب الإنفاق 1.50٪، تعتبر التكلفة مرتفعة للغاية. كن حذرًا من رسوم الإعلان- ورسوم المبيعات بشكل عام. هناك صناديق حسنة الذكر وبلا رسوم مبيعات. فالرسوم تقلل عوائد الاستثمار الإجمالية. لا تنطبق فكرة الرسوم والمصاريف الإدارية على شراء الأسهم أو الأوراق المالية مباشرة في السوق. ليس عبء الدخول وحده ما يعانيه المستثمر عند شراء صندوق استثمار مشترك إذ تفرض بعض الشركات تكلفة خروج أيضًا.

رداءة تنفيذ المعاملات

لمحبي السرعة، صناديق الاستثمار ذات استراتيجية تنفيذ رديئة. عندما يشتري المستثمر أو يبيع بصندوق معين، لن تُنفذ الصفقة إلا بسعر إغلاق السوق، بغض النظر عن وقت تقديم الطلب. أولئك الذين يبحثون عن معاملات أسرع سيصابون بخيبة الأمل.

ضرورة الدراسة

 قد يجد العديد من المستثمرين صعوبة في البحث على نطاق واسع كالخبراء وتقييم المنافع والأضرار المتوقعة. يتعين على المستثمرين دراسة معايير مختلفة قد يشوبها شيء من التعقيد، فالتقييمات والإعلانات الصادرة عن الشركات ليست سوى مؤشر على الأداء السابق للصندوق. الأداء السابق القوي للصندوق ليس ضمانًا لأداء مماثل في المستقبل. بصفتك مستثمرًا واعيًا، يجب عليك جمع المعلومات وتحليل فلسفة الاستثمار  والشفافية والأداء العام لشركة الصندوق عبر مراحل مختلفة في السوق، وعلى مدار فترة زمنية طويلة. تؤخذ تلك التقييمات كنقطة مرجعية ليس إلا. قد تتقلب قيمة الصندوق الاستثماري تبعًا لظروف السوق المتغيرة.

كما عهدنا كل ما يمت بصلة إلى الاستثمار وسوق الأسهم، لا توجد ضمانات. لا تسلم صناديق الاستثمار من التقلبات في السعر. على عكس ما توحي به الإعلانات، فإن الأداء غير مضمون بصحبة صندوق الاستثمار المشترك. كل ما لدينا هو الأداء السابق لاتخاذ قراراتنا. وللعلم، مجرد أن الصندوق المشترك يخسر المال لمدة عام لا يعني أنه سيخسر المال كل عام. تعد أسواق الأسهم فرصة رائعة لزيادة ثروتك لكن ينبغي أن تكون واعيًا تمامًا قبل دخول هذه اللعبة. من المهم أن تتعلم عن السوق وكيفية التفاعل مع الارتفاعات والانخفاضات التي تحدث في النهاية.

بعض صناديق الاستثمار في مصر

  • صندوق استثمار البنك الأهلى الأول ذو العائد التراكمي. توزع أرباحه مرة في العام بحلول نهاية ديسمبر.
  • صندوق استثمار بنك مصر الأول حيث توزيع الأرباح ربع سنوي.
  • صندوق استثمار بنك مصر الرابع المتبع لقواعد الشريعة الإسلامية وأحكامها إذ يوزع العائد بشكل دوري مفتوح.
  • صندوق أمان التابع لبنك فيصل. وهو تشارك بين بنك فيصل الإسلامي والبنك التجاري الدولي.
  • الصندوق النقدي ذو العائد اليومي التراكمي في بنك الإسكندرية. القيمة الإسمية لوثيقته 10 جنيهات لا غير.

المصادر

  1. Investopedia
  2. Investor.gov
  3. Fidelity
  4. Investopedia

ما هو الاكتتاب بالبورصة؟

هذه المقالة هي الجزء 7 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

الاكتتاب هو أن تطرح الشركة كل أسهمها أو جزءًا منها في البورصة من خلال العرض العام الأولي (Initial Public Offering). ما يتيح للمساهمين الأفراد أو المؤسسات امتلاك جزء من أسهم الشركة وذلك من شأنه زيادة رأس مال الشركة وتحقيق أرباح كبيرة [1].

هناك نوعان من الاكتتاب، أولا الاكتتاب العام، وهو الذي يختص بالمشروعات الضخمة. بهدف الاكتتاب العام إلى توزيع الأسهم على مجموعة كبيرة من المساهمين. بحيث يمتلك المساهمون عدد أسهم أقل في المشروع، مقارنة بعدد أسهم مؤسسي المشروع. ويظل لمؤسسي المشروع كامل الحق في اتخاذ قرارات المشروع المصيرية.

أما الاكتتاب الخاص فتستهدفه المشروعات غير العملاقة، أي المشروعات المتوسطة أو البسيطة. ويكون بمشاركة مستثمرين محددين. إذ لا يحتاج مؤسسي المشروع في الاكتتاب الخاص إلى رؤوس أموال أو مشاركة المستثمرين الصغار. يتم الاكتتاب الخاص في الغالب بين مستثمرين كبار ويعرفون بعضهم بعضًا في نطاق ضيق. لا يحتاج الاكتتاب الخاص إلى إجراءات صعبة، مقارنة بالاكتتاب العام الذي تتعدد إجراءاته.

كيف يتم الاكتتاب؟

يتم الاكتتاب عن طريق شركات القطاع الخاص على سبيل المثال والتي تريد طرح أسهم منها للاكتتاب. بأن تتعامل مع بنك استثماري أو ضامن، وتبيع الأسهم للبنك. ومن ثم يقوم البنك بطرح تلك الأسهم للجمهور. وهناك الاكتتاب المباشر في البورصة بدون ضامن أو بنك استثماري بيتعامل المستثمر مع الشركة مباشرة. تتمثل الطريقة الثانية في أن يتم الاكتتاب عن طريق شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة. إذ يتم اندماجها مع شركة أخرى من أجل تكوين رأس مال أكبر. قد تستخدم الشركات الإدراج المباشر أو قد تلجأ إلى شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة.

الإدراج المباشر

الإدراج المباشر (Direct Listing) هو أن تدرج الشركة أسهمها مباشرة في البورصة وتبيعها للجمهور على الفور من دون مساعدة ضامن أو بنك استثماري. حيث أن الاكتتاب التقليدي يستغرق وقتًا أطول ويكون حجم العملية أصغر، يسرع الإدراج المباشر الإجراءات. ووفقًا للمصرف الاستثماري، فإن هذه الطريقة تضمن سبيلًا للوصول إلى أكبر قدر من رأس المال ويمكنها الحد من التقلبات. وهناك اتجاه ناشئ بين المؤسسات الاستثمارية بقبولها والارتياح لها.

الإدراج المباشر هو خيار للشركات التي ترغب في الاستمتاع بمزايا الطرح العام دون المرور بعملية الاكتتاب التقليدية. تتمتع الشركات المرشحة للإدراج المباشر برأس مال جيد. حيث عادة ما تكون قد جمعت قدرًا كبيرًا منه عبر الأسواق الخاصة ولا تحتاج لزيادته. هذا القدر الكبير من رأس المال يعني أن الشركة لديها عدد كبير من المساهمين بالفعل. وكلهم قادرون على تسييل أسهمهم في اليوم الأول للتداول. إذ أنه في الإدراج المباشر، لا يتم جمع أموال جديدة، ولا يتم بيع أسهم جديدة. بدلًا من ذلك، يمكن لمستثمري الشركة أو الموظفين الذين يحملون الأسهم، بدء بيعها في البورصة. تمنح هذه الطريقة الشركات فرصة للحصول على تقييم عادل من قبل السوق العام، بدلًا من تحديد السعر بناءً على اهتمام المستثمرين بالحملة الترويجية [2].

مميزات الإدراج المباشر

يجنب الإدراج المباشر المستثمرين ما يطلق عليه «فرقعة الاكتتاب»، حيث يعتقد المساهمون أن البنوك الاستثمارية تتعمد تحديد سعر الافتتاح عند مستوى منخفض للغاية، كوسيلة لمكافأة كبار المستثمرين الذين تعتمد عليهم في تلبية الطلب اللازم. كما يعد السعر المرجعي في الإدراج المباشر مجرد نقطة انطلاق لعملية اكتشاف الأسعار. بخلاف سعر الاكتتاب الذي يحدده اهتمام المستثمرين بالحملة الترويجية، يتم تحديد السعر المرجعي من قبل البورصة، استنادًا لمجموعة من العوامل، بما في ذلك التقييمات والتداولات في الأسواق الخاصة.

مخاطر الإدراج المباشر

على عكس الاكتتاب العام الأولي، لا يكون هناك تحقق من اهتمام المستثمرين بالسهم خلال عملية الإدراج المباشر، ولا يوجد «وكيل التثبيت»، وهو دور يقوم به عادة البنك في عملية الاكتتاب لضمان عدم تقلب الأسهم بشدة بعد الطرح [2]. كما يغيب خيار «الإقفال» في الإدراج المباشر ما يسمح لكبار المساهمين ببيع حصصهم أثناء العملية وعلى الفور. بخلاف الاكتتابات العامة، و خيار إصدار المزيد من الأسهم لمواجهة تقلبات الأسعار، فذلك غير متاح في الإدراج المباشر.

شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص

لنفترض أنك مستثمر مهتم بالاستحواذ على شركة ما. في هذه الحالة يمكنك السير في الطريق التقليدي، والدخول في محادثات لشراء حصة في الشركة  تلك، أو ربما الاستحواذ عليها بالكامل. ولكن هناك خيار آخر، وهو إنشاء شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص (SPAC) والتي تعتبر كيانًا مدرجًا بالبورصة ومخصصًا فقط للاستحواذ على الشركات [3]. ولهذا السبب، لا يكون لدى شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص عمليات تجارية، كما أنها تجمع رأسمالها من إدراج أسهمها في البورصة. يروج مالكو الشركات لها بين المستثمرين المؤسسيين بنفس الطريقة التي يتبعونها قبل الاكتتاب العام، ثم يقومون بطرح تلك الشركات في البورصة. وبعد الطرح للاكتتاب العام، تضع تلك الشركات عائدات الاكتتاب في صندوق ائتماني في الوقت الذي تبحث فيه عن شركة للاستحواذ عليها.

في بعض الأحيان يشار إلى شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص في الصحافة باسم شركات «الشيك على بياض». إذ أنه ومن أجل تسريع عملية الإدراج، نادرا ما يكشف المؤسسون عن الشركات التي سيحاولون الاستحواذ عليها عقب الاكتتاب العام، ما يعني إبقاء المستثمرين غير مطلعين على كيفية استثمار أموالهم، وهو ما يعادل منح المالكين شيكا على بياض.

شركات اليونيكورن

يطلق على الشركات الناشئة والصاعدة التي يتخطى رأسمالها مليار دولار [4]، وظهر المصطلح للمرة الأولى في عام 2013، وأطلق على شركات وادي السليكون بأمريكا، بعد أن حققت تلك الشركات الناشئة قفزة هائلة، وتخطت قيمتها السوقية حاجز مليار دولار، وهو أمر جرى تشبيه بالحيوان أحادي القرن الخيالي المذكور في الأساطير الإغريقية. كانت أول شركة عربية تحصل على لقب شركة يونيكورن، شركة سوق دوت كوم بعد أن حصلت على تمويل بقيمة 300 مليون دولار في فبراير 2016. وباعتبار أن شركة سوق ليست ناشئة بالمعنى الحرفي،  يمكننا القول أن أول شركة يونيكورن عربية ناشئة هي كريم. ومن أمثلة شركات اليونيكورن في مصر شركتي فوري وسويفل. إذ  وصلت القيمة السوقية لشركة “فوري” المصرية الناشئة المتخصصة في مجال التكنولوجيا المالية وحلول الدفع الإلكتروني إلى مليار دولار أمريكي. وثاني شركة مصرية تتجاوز قيمتها المليار دولار هي شركة سويفل.

الاكتتاب في البورصة المصرية

تفصح البورصة عن موعد بداية ونهاية التداول على حق الاكتتاب وذلك فى الفترة من تاريخ قيد حق الاكتتاب منفصلًا فى أول يوم للسهم غير محمل بالحق بعد فتح باب الاكتتاب وحتى ثلاثة أيام عمل قبل نهاية فترة الاكتتاب وفقاً لقواعد التداول المعتمدة من الهيئة، يكون تداول حق الاكتتاب منفصلًا عن السهم الأصلى من تاريخ فتح باب الاكتتاب وإدراج حقوق الاكتتاب على قاعدة التداول بالبورصة وحتى ثلاثة أيام عمل قبل نهاية فترة الاكتتاب. ونحيطكم علمًا بأن البورصة المصرية أصدرت كتيبًا عن حقوق الاكتتاب يحوي أهم الاسترشادات والتفاصيل، يمكنكم الاطلاع عليه من هنا.

المصادر

1-Investopedia
2- Morgan Stanly
3-Investopedia
4-Corporate Finance Institute
5-البورصة المصرية

ما القواعد الرئيسية في غسل الأموال؟ ماهي الفضائح العالمية الأكثر شهرة وخطورة؟

غسل الأموال هو معالجة العائدات الإجرامية لإخفاء مصادرها غير القانونية. على سبيل المثال، قد يشتري تاجر مخدرات مطعمًا لإخفاء أرباح المخدرات بالأرباح المشروعة للمطعم. وبهذه الطريقة، يتم “غسل” أرباح المخدرات من خلال المطعم لجعل الدخل يبدو كما لو أنه حقِق بشكل قانوني. يعد غسيل الأموال أمرًا بالغ الأهمية لعمليات الجريمة المنظمة لأنه سيتم اكتشاف الجناة بسهولة إذا لم يتمكنوا من “دمج” أموالهم غير القانونية في شركة قانونية أو في بنك أو عقار.

من خلال غسيل الأموال، يحقق المجرمون أرباحًا من الأنشطة غير المشروعة مثل مبيعات الأسلحة، والمخدرات، والاتجار بالبشر وتهريب المواد والاختلاس، والرشوة ومخططات الاحتيال. بالإضافة إلى الجماعات الإجرامية المنظمة، يقوم غاسلو الأموال المحترفون بأداء خدمات غسيل الأموال نيابة عن الآخرين باعتبارها عملهم الرئيسي.[1]


من الصعب تحديد حجم غسيل الأموال على مستوى العالم.  ومع ذلك، يقدر رقم مقتبس على نطاق واسع من مكتب « الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة – UNODC » أن مخططات غسيل الأموال تكلف 2-5٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وهو ما يقدر بنحو 2 تريليون دولار. تتبع عملية غسيل الأموال ثلاث مراحل –عادةً- للإفراج النهائي عن الأموال المغسولة في النظام المالي القانوني. [1]

المرحلة الأولى من غسيل الأموال – الإيداع

في مرحلة الإيداع الأولية لغسيل الأموال، يتم إدخال “الأموال القذرة” في النظام المالي. غالبًا ما يتم ذلك عن طريق تقسيم المبالغ النقدية الكبيرة إلى مبالغ أقل وضوحًا لإيداعها مباشرة في حساب مصرفي أو عن طريق الشيكات أو الحوالات المالية التي يتم جمعها وإيداعها في حسابات في مواقع أخرى. [2]

تشمل وسائل الإيداع الأخرى إضافة الأموال النقدية المحصل عليها من خلال جريمة إلى عمليات الاستيلاء المشروعة على شركة ما، خاصة تلك التي لها تكاليف متغيرة قليلة أو معدومة.  يتم أيضًا استخدام الفواتير الزائفة، حيث يتم إدخال مبالغ صغيرة من المال في الحسابات المصرفية أو بطاقات الائتمان واستخدامها لدفع النفقات، وما إلى ذلك. تتضمن استراتيجيات التوظيف الأخرى إخفاء هوية المالك المستفيد من خلال صناديق الائتمان والشركات الخارجية أو استخدام حسابات بنكية أجنبية، عبر أخذ مبالغ صغيرة من النقود أقل من عتبة البيان الجمركي في الخارج، والإيداع في حسابات بنكية أجنبية قبل إعادة إرسالها. [2] وكذا التنقل عبر سلسلة من تحويل عملة إلى أخرى والانتقال من العملات الرقمية إلى آخر. كما يستعان بالاختلاط ومزج المعاملات المختلفة عبر العديد من التبادلات، مما يجعل من الصعب تتبع المعاملات إلى بورصة أو حساب أو مالك معين. بالإضافة لركوب الدراجات لإجراء نقل ودائع بالعملة الورقية من أحد البنوك، وشراء وبيع العملات المشفرة، ثم إيداع العائدات في بنك أو حساب مختلف.[2]

المرحلة الثانية من غسيل الأموال – التصفيف

 بعد دخول الأموال إلى النظام المالي، تحدث مرحلة التصفيف، حيث يقوم الغاسل بتحريك الأموال لإبعادها عن مصدرها وإخفاء مسار الأموال. يمكن توجيه الأموال من خلال شراء وبيع الاستثمارات، أو عبر شركة قابضة، أو نقلها ببساطة من خلال سلسلة من الحسابات في البنوك في جميع أنحاء العالم.

  من المرجح العثور على الحسابات المتناثرة على نطاق واسع في الولايات القضائية التي لا تتعاون مع تحقيقات مكافحة غسل الأموال.  في بعض الحالات، يمكن أن يقوم الغاسل بإخفاء التحويلات كمدفوعات لسلع أو خدمات أو كقرض خاص لشركة أخرى، مما يمنحها مظهرًا شرعيًا.[2]

المرحلة الثالثة لغسيل الأموال – التكامل

 في المرحلة الأخيرة من غسيل الأموال، يتم دمج الأموال في الاقتصاد المشروع. وذلك باستخدام الأموال في شراء السلع والخدمات دون لفت انتباه سلطات إنفاذ القانون أو السلطات الضريبية، مما يسمح للمجرم بالاستثمار في العقارات أو الأصول الفاخرة أو المشاريع التجارية. غالبًا ما يكتفون باستخدام إظهار المرتبات والضرائب الأخرى لجعل “الغسيل” أكثر شرعية، ويقبلون خسارة بنسبة 50٪ في الغسيل باعتباره تكلفة ممارسة الأعمال التجارية عن طريق الموظفين الوهميين..[2]

أكبر فضيحة تهز المصارف العالمية منذ عقود

كشفت وثائق مسربة تتضمن معاملات بنحو تريليوني دولار، أن بعض أكبر البنوك في العالم سمحت للمجرمين بنقل الأموال القذرة إلى جميع أنحاء العالم. كما تظهر كيف استخدمت الأوليغارشية الروسية البنوك لتجنب العقوبات التي كان من المفترض أن تمنعهم من إيصال أموالهم إلى الغرب. اعتبرت هذه الحادثة الأحدث في سلسلة تسريبات على مدى السنوات العشر الماضية في اكتشاف عن صفقات سرية وغسيل أموال وجرائم مالية.[3] [4] [5]

تتكون ملفات « FinCEN – فينسن» من أكثر من 2500 وثيقة، معظمها كانت ملفات أرسلتها البنوك إلى السلطات الأمريكية بين عامي 2000 و 2017. وقد أثارت مخاوف بشأن ما قد يفعله عملاؤها. هذه الوثائق هي بعض من أكثر أسرار النظام المصرفي الدولي  المحروسة حراسة مشددة. وتستخدمها البنوك للإبلاغ عن سلوك مشبوه إذ أنها ليست دليلاً على ارتكاب مخالفة أو جريمة. سربت إلى «بازفيد نيوز – Buzzfeed News» وتم مشاركتها مع مجموعة تضم صحفيين استقصائيين من جميع أنحاء العالم، الذين وزعوها على 108 مؤسسة إخبارية من 88 دولة. قام مئات الصحفيين بغربلة الوثائق الفنية الكثيفة، وكشفوا عن بعض الأنشطة التي تفضل البنوك ألا يعرفها الجمهور. .[3] [4] [5]

اعتمد التقرير عن الفضيحة 2500 تقرير من الأنشطة المشبوهة، أرسلتها البنوك والمؤسسات المالية الى جهة محددة وهي شبكة مكافحة الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة الأميركية، تكمن أهمية ذلك في أن البنوك تذكر أسماء العملاء التي تشك بهم وتشعر بأن نشاطهم مشبوه وبأنهم ومتورطين في غسيل الأموال، لكن الفضيحة تكمن في أن البنوك قامت بتقديم التقرير لكنها لم تجمد ولم توقف التعامل مع المشبوه في مخالفة واضحة للقانون. في هذه الحالات تتنظر البنوك  قرار المسؤولين الحكوميين دون إيقاف معاملاتها مع المشبوهين، وقد تستمر التحقيقات سنينا لتحديد كل مصدر لأي مشبوه، حيث تستمر البنوك دون اكتراث، وبلغ عدد التقرير المشبوهة ٢ مليون، ولا يوجد موظفين بما يكفي لمتابعة كل ما ورد في التقرير.[3] [4] [5]

المصادر:

  1. https://www.bbc.com/news/uk-54226107
  2. https://gfintegrity.org/report/trade-related-illicit-financial-flows-in-135-developing-countries-2008-2017/
  3. https://www.buzzfeednews.com/article/jsvine/fincen-files-explainer-data-money-transactions
  4. https://www.unodc.org/romena/en/money-laundering.html
  5. https://complyadvantage.com/insights/3-stages-money-laundering/

ما هو التحليل الأساسي للأسهم؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

التحليل الأساسي (Fundamental Analysis) هو طريقة لقياس القيمة الجوهرية للورقة المالية من خلال فحص العوامل الاقتصادية والمالية ذات الصلة. يدرس المحللون الأساسيون أي شيء يمكن أن يؤثر على قيمة الورقة من عوامل الاقتصاد الكلي مثل حالة الاقتصاد وظروف الصناعة، إلى عوامل الاقتصاد الجزئي مثل فعالية إدارة الشركة [1].

كيف يعمل التحليل الأساسي؟

الهدف النهائي هو الوصول إلى رقم يمكن للمستثمر مقارنته بالسعر الحالي للأوراق المالية، لمعرفة ما إذا كانت الورقة المالية مقيّمة بأقل من قيمتها الحقيقية أو بقيمة مبالغ فيها. عادة ما يدرس المحللون الحالة العامة للاقتصاد ثم قوة القطاع الصناعي التابعة له الورقة في السوق (مثال: سهم شركة نتفلكس في قطاع الترفيه) ومن ثم يركزون على الأداء الفردي للشركة للوصول إلى قيمة سوقية عادلة للسهم.

 يستخدم التحليل الأساسي البيانات المتوفرة للعامة لتقييم قيمة السهم أو أي نوع آخر من الأوراق المالية. يمكن للمستثمر مثلًا إجراء تحليل أساسي على قيمة السند من خلال النظر في العوامل الاقتصادية مثل أسعار الفائدة والحالة العامة للاقتصاد، ثم دراسة المعلومات حول مُصدر السندات، مثل التغيرات المحتملة في التصنيف الائتماني أو انضمامها لمؤشرات أقوى أو أضعف في البورصة.

يستعين التحليل الأساسي بالإيرادات والأرباح والنمو المستقبلي والعائد على حقوق الملكية وهوامش الربح والبيانات الأخرى لتحديد القيمة الأساسية للشركة وإمكانية النمو المستقبلي. كل هذه البيانات متاحة في البيانات المالية للشركة للمتداولين، أي أنها بيانات معلنة [2].

ما هو التصنيف الإئتماني؟

هل تتذكر عبارة من قبيل «نظرة مستقبلية سلبية» أو «نظرة غير مستقرة»؟ تلك التقييمات من اختصاص وكالات التصنيف الائتماني. ويعني التصنيف الائتماني (Credit Rating) بالنسبة للشركات أو البنوك أو الدول الجدارة الائتمانية. والجدارة الائتمانية هنا تشير إلى قدرة تلك الكيانات على الحصول على القروض اللازمة، ومدى وفائها بما عليها من التزامات في موعدها [3]. عادة ما ينظر من خلال التصنيف الائتماني إلى عدة مؤشرات، منها:

  • الأصول التي بحوزة الكيان
  • .التدفقات النقدية الواردة، سواء من الداخل أو الخارج.
  • سابقة تعامله مع الدائنين، وأسعار الفائدة التي حصل بها على قروضه من قبل.

استدامة الدين

 كلما زادت قدرة الكيان على سداد التزاماته إلى الجهة الدائنة من فوائد وأقساط، في مواعيدها المحددة ولم يطلب تأجيل السداد، أو إعادة هيكلة الديون، أو مد أجل السداد، وما دام لم يتعثر، يوصف دَين هذا الكيان بالاستدامة. ويكتسب الكيان الأهلية للحصول على القروض من المؤسسات الدائنة، سواء كانت مؤسسات دولية أو تجارية. ويعد التصنيف الائتماني، بمثابة صك لصلاحية أو عدم صلاحية الكيان المعنِي، للحصول على القروض من أسواق الائتمان.

العائد على حقوق الملكية

معدل العائد على حقوق ملكية المساهمين للأسهم (Return on Equity) يقيس نسبة ربح الشركة إلى مجموع حقوق المساهمين فيها. ويُحسب هذا المعدل بقسمة صافي ربح الشركة على إجمالي حقوق المساهمين [4]. إذا كان صافي ربح الشركة في العام السابق هو مليون جنيه مثلًا وكان إجمالي حقوق مساهميها مليونين، فإن معدل العائد على حقوق المساهمين هو 0.5 (قسمنا مليون جنيه على المليونين). ويدل ارتفاع المعدل على قوة الشركة وأرباحها العالية، ويبشر بأداء قوي. أما استمرار ارتفاعه فدلالة على الإدارة الرشيدة وتحقيق النمو المستدام. ويؤخذ في الاعتبار أن بعض الشركات تمول نشاطها بالديون، فلا يُحبذ النظر إلى العائد بمعزل عن بقية المؤشرات.

ماذا يفعل المحلل الأساسي؟

يعمل المحلل على إنشاء نموذج لتحديد القيمة التقديرية لسعر سهم الشركة بناءً على البيانات المتاحة للجمهور. هذه القيمة هي مجرد تقدير، أو يمكننا القول أنها رأي مدروس جاء به المحلل لسعر السهم حسب حالة السوق. قد يشير بعض المحللين إلى السعر المقدر على أنه القيمة الجوهرية للشركة.

إذا قام أحد المحللين بحساب أن قيمة السهم يجب أن تكون أعلى بكثير من سعر السوق الحالي للسهم، فقد ينشر تصنيف شراء أو زيادة الوزن للسهم. هذا المنشور بمثابة توصية للمستثمرين الذين يتبعون هذا المحلل. وإذا قام المحلل بحساب قيمة جوهرية لسهم ما بأقل من سعر السوق الحالي، فسيتم اعتبار السهم مقيمًا بأعلى من قيمته الحقيقية ويتم إصدار توصية بالبيع أو تقليل الوزن.

يتوقع المستثمرون الذين يتبعون هذه التوصيات أنه يمكنهم شراء الأسهم بتوصيات إيجابية لأن مثل هذه الأسهم يحتمل أن يرتفع سعرها بمرور الوقت. وبالمثل، من المتوقع أن يكون لدى الأسهم ذات التصنيفات غير اللافتة للنظر احتمالية أكبر لانخفاض الأسعار. هذه الأسهم مرشحة للإزالة من المحافظ الحالية أو للاستخدام في البيع على المكشوف (Short Selling).

ما هو البيع على المكشوف؟

يتضمن البيع على المكشوف اقتراض ورقة مالية تدل المؤشرات على أن سعرها سينخفض، أو ورقة مالية قيمت بأعلى من سعرها. ويمكن شراء الورقة ​​وبيعها في السوق المفتوحة. وتتمثل الخطة في إعادة شراء نفس الورقة لاحقًا، على أمل أن يكون سعرها أقل مما كان عليه، هكذا يربح فرق السعر [5].

ما هي القيمة الجوهرية للشركة؟

يعد وارين بافيت أشهر ممارس لاستثمار القيمة الجوهرية، إذ ظل يستخدم هذه الطريقة منذ الخمسينيات من القرن الماضي. وتُعرّف القيمة الجوهرية (Intrinsic Value) على أنها طريقة لتقييم الأصول بناءً على التدفقات النقدية التي تولدها، ما يجعلها أكثر ملاءمة لتقييم أسهم الشركات. وتُبنى القيمة الجوهرية للشركة على أدائها المالي [2]. وهذا يجعل القيمة الجوهرية مختلفة عن القيمة السوقية التي تعنى بما قد يدفعه المستثمر مقابل أحد الأصول في الوقت الحالي.

الأداة الأساسية المستخدمة لقياس القيمة الجوهرية هي التدفق النقدي المخصوم (Discounted Cash Flow). ويتيح لنا استخدام التدفقات النقدية المخصومة تحديد قيمة الأصل من خلال تحليل قيمة التدفقات النقدية المتوقعة [6].

تخيل شركة حديثة الإنشاء، أي لم يمض على تأسيسها خمس سنوات، وحاول التنبؤ بتدفقاتها النقدية للخمس سنوات القادمة. لنضرب مثالًا بسيطًا: شركة تدفقاتها النقدية تعادل 100 مليون جنيه لكل عام. أيعني ذلك أن التدفق النقدي خلال خمس سنوات مساو ل500 مليون جنيه؟ في الواقع الإجابة لا. فقيمة الأموال تتغير ولن تمثل ال100 مليون في السنة الأولى نفس قيمتها الفعلية في السنة الخامسة. لا يمكنك جمع تدفقات الخمس سنوات بهذه البساطة وشبح التضخم يلوح في الأفق، لهذا نحسب التدفق المخصوم.

 ولنستكمل المثال ونفترض أن الفائدة السنوية على كل 100 مليون هي 10%. بالكيفية نفسها قيمة الفائدة على تدفق السنة الأولى قيمتها أكبر وقابلة للاستثمار عن تلك الفائدة على السنة الخامسة. فالمال ذو قيمة وقتية؛ كلما جنيته باكرًا، تتعدد مناحي استثماره وتطول المدة التي تستخدمه فيها وبالتالي ترتفع قيمته. ما علينا فعله الآن هو الحفاظ على قيمة ال100 مليون المتوقعة في السنين القادمة بنفس قيمتها اليوم.

المصادر

1-Britannica Money
2-Investopedia
3-Corporate Finance Institute
4-SmartAsset
5-The Balance
6-Wall Street Prep

ما هو الاقتصاد السياسي وما هي الرأسمالية؟

عرِّف الاقتصاد السياسي بأنه أساس تطور المجتمع. وهذا الأساس معني بإنتاج الخيرات المادية وأسلوب الإنتاج بالإضافة إلى دراسة العلاقات بين الناس في سياق الإنتاج ودراسة البناء التحتي في المجتمع. ولقد استخدم «آدم سميث-Adam Smith» مصطلح الاقتصاد السياسي للدلالة على ما يدعى اليوم “علم الاقتصاد”. [1] وهناك نوعان من القوانين الاقتصادية لتطور المجتمع.

1. القوانين الاقتصادية الموضوعية

هي أساس تطور النظام الاقتصادي للمجتمع، وهي التي تحدد العلاقات في ميدان الإنتاج، والتوزيع، والتبادل، والاستهلاك. وتختص في كونها قصيرة الأمد نسبياً، وتفعل فعلها في سياق مرحلة تاريخية معينة على عكس قوانين الطبيعة. ومع الانتقال من تشكيل اجتماعي إلى آخر، يتوقف فعل علاقات الإنتاج القديمة، وتنبثق علاقات جديدة. وهذا ما يفسر زوال تلك القوانين الاقتصادية من المسرح التاريخي، وظهور قوانين اقتصادية جديدة مكانها.

2. قوانين الطبيعة والمجتمع

تتسم هذه القوانين بسمة مشتركة، فهي ذات طابع موضوعي؛ أي انها تنشأ وتعمل بصورة مستقلة عن معرفتنا لها وعن رغبتنا في أن يعمل هذا القانون أو ذاك. هذا يعني أن الناس لا يستطيعون تعديل هذه القوانين أو إبطالها أو صنع قوانين جديدة، إنما يستطيعون فقط اكتشافها والتصرف انطلاقاً من فهمها واستخدامها في صالح المجتمع. إن البلدان الاشتراكية مثلاً، بمعرفتها لقانون التطابق بين علاقات الإنتاج والقوى المنتجة، أطاحت بسلطة المستثمرين واخذت تبني مجتمعاً جديداً بقيادة الأحزاب الشيوعية والعمالية بالتحالف مع الفلاحين.

نشأة النظرية الرأسمالية

حلّت الرأسمالية محل الإقطاعية كنظام اقتصادي ونمط إنتاج في بعض أنحاء أوربا الغربية بين عامي 1400-1900. وتطورت الرأسمالية عبر ثلاث مراحل كبرى، هي الرأسمالية التجارية، والرأسمالية الصناعية، والرأسمالية المالية.

الرأسمالية التجارية

ارتبط ظهور الرأسمالية بحركة الاكتشافات الجغرافية في القرن ال16، التي فتحت طرقاً تجارية جديدة أمام التجار الأوروبيين، وفرصاً لتحقيق الأرباح من خلال استقدام السلع المتنوعة ومراكمة الثروات.

الرأسمالية الصناعية

المحطة الثانية لتطور الرأسمالية في القرن ال18 اندلعت بظهور المصانع نتيجة للثورة الصناعية التي بدأت في إنجلترا. حيث اكتشفت تقنيات جديدة للإنتاج (كالمحرك البخاري وآلة الغزل)، وانتشرت هذه التقنيات في بقية أرجاء أوروبا.

وأدى ظهور المصانع في أوروبا إلى بروز طبقة جديدة في المجتمع هي البورجوازية، وقد لعبت دوراً هاماً في تطوير الإنتاج الصناعي والترويج للأفكار الرأسمالية وإحداث قطيعة مع النظام الإقطاعي السائد من قبل.

الرأسمالية المالية

دخلت الرأسمالية مرحلتها الثالثة مع نهاية القرن ال19، وتوصف هذه المرحلة بأنها مرحلة الرأسمالية المالية. وقد عرفت هذه المرحلة ظهور المؤسسات المصرفية العالمية الكبرى، والشركات القابضة. وانتعشت أسواق الأوراق المالية، ووقعت الشركات الصناعية تحت هيمنة القطاع المصرفي.[2]

أساليب الإنتاج قبل الرأسمالية

أسلوب الإنتاج المشاعي البدائي

 عرفت عملية الإنتاج البدائي بتدني و انخفاض مستوى قوى الإنتاج و كذلك أدوات العمل. و كانت تلك هي السمة الغالبة لعملية الإنتاج البدائي، و لهذا السبب؛ سعى الإنسان في صراعه المستمر مع الطبيعة إلى تطوير وسائل العمل. و قد استلزمت هده العملية آلاف السنين، وكانت الخطوة التالية في تطور القوى المنتجة نشوء الزراعة.[3]

أسلوب الإنتاج القائم على الرق

الرق هو أول أشكال الاستثمار في التاريخ وأشدها قسوة، فنظام العبودية أو الرق؛ هو امتلاك الإنسان للإنسان، فيكون الرقيق مملوكًا لسيده. وكانوا يباعون في أسواق النخاسة أو يشتَرون في تجارة الرقيق بعد اختطافهم من مواطنهم. ومن الجدير ذكره أن ممارسة العبودية ترجع لأزمان ما قبل التاريخ، حين تطورت الزراعة؛ فكانت الحاجة ماسة لأيدٍ عاملة. لجأت المجتمعات البدائية للعبيد لتأدية أعمال تخصصية. وكان العبيد يؤسرون خلال الغارات على مواطنهم أو تسديداً لدين. [4]

أسلوب الإنتاج الإقطاعي

وجد النظام الإقطاعي في جميع البلدان تقريباً ولكن بخصائص مختلفة. فاتسع الإنتاج البسيط في عهد الإقطاعية، ولكن هذا الانتاج في البداية كان يرتكز على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وعلى العمل الفردي. حيث احتدمت المنافسة بين منتجي البضائع، وأخذت تقسمهم إلى فقراء وأغنياء سواء في المدينة أو في القرية. ومع اتساع السوق، شرع منتج البضائع بأن يستأجر الفلاحين والحرفيين ممن حل بهم الخراب.

المراجع:

  1. political-encyclopedia.org
  2. www.aljazeera.net
  3. www.syr-res.com
  4. www.hindawi.org

ما هي أساسيات التحليل الفني؟

هذه المقالة هي الجزء 5 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

يحوي التحليل الفني مفاهيم مثل الدعم والمقاومة وهي من أهم سماته. تستخدم مستويات الدعم والمقاومة لتحديد السعر بعينه، الذي ما يلبث أن يرتد منه الاتجاه صعودًا أو هبوطًا. وقد تظن أنهما مجرد قمم وقيعان، ولكنّ فهم تلك المستويات ليس بالسهولة المتوقعة. وخلال المقال التالي  نتناولهما بشيء من التفصيل.

الدعم والمقاومة في التحليل الفني

الدعم هي المنطقة التي يُتوقع فيها توقف هبوط السعر جرّاء زيادة الطلب، ومن ثم ظهور القوة الشرائية عند ذلك السعر. وعندما يهبط سعر السندات أو الأوراق المالية (الأسهم)، يتزايد الطلب على الحصص من قبل المستثمرين، فيخلقون ما يُعرف بمنطقة الدعم. والتي يصعب عندها نزول السعر أكثر من ذلك بسبب قوة شرائهم العالية، فتستوعب طلباتهم العمليات البيعية. أما مناطق المقاومة فتظهر في الارتفاعات، أي نتيجة عملية البيع (جني الأرباح) عند ارتفاع الأسعار.

عندما يحدد المستثمر مناطق الدعم والمقاومة، فهو يحدد ما متى سيدخل تلك المعاملة بالشراء أو يخرج منها بالبيع. وعندما يصل السعر لنقطة دعم أو مقاومة، يصبح لديه طريقان لا ثالث لهما: إما أن يهبط السعر من أعلى أو يرتد صعودًا من أسفل وإما أن يأخذ اتجاهًا عرضيًا دونما انحراف يُذكر. [1]

تقوم بعض المعاملات على اعتقاد أن مناطق الدعم والمقاومة لا تخترق. ولكن لنكن واقعيين، فسواء توقف السعر عند أي من النقطتين كما توقعوا أو كسر القمة أو القاع، يستطيع المستثمرون تخمين الاتجاه. وإذا خاب ظنهم فلن يخسروا الكثير، أما إذا سار السهم في الاتجاه المتوقع، فقد تكون مخاطرة تستحق.

مثال توضيحي

يرى ذوو الخبرة من المتداولين أن أرقامًا بعينها تحول بينهم وبين دفع سعر أحد الأصول في اتجاه معين. لنفترض أن صديقنا سليم بدأ التداول بين مارس ونوڤمبر وأنه توقع ارتفاع أسعار الأسهم. إذ لاحظ سليم أن السعر لم  يمسلوهلة ٩٩ جنيهًا خلال ثمانية أشهر، وعلى الرغم من أن مفارقة رقم ٩٩ كانت وشيكة لكن لم يزدد السعر عنها. في هذه الحالة، ندعو المستوى المقارب لـ٩٩ مستوى مقاومة. إذ يحمل ذلك المستوى أعلى سعر، وهو بمنزلة سقف أو خط نهاية يتوقف عنده السعر عن الارتفاع.

تمثل مستويات الدعم وجه العملة الآخر. ويشير الدعم إلى الأرض التي يتوقف عندها هبوط السعر. وكما قد يذهب بك الظن، يصادف مستوى الدعم الفرصة الذهبية للشراء لأنها النقطة التي يقدر فيها المتداولون قيمة السهم. كما أنها النقطة التي يسارعون في الشراء منها ومن ثم يرتفع السعر مرة أخرى. ولأن التحليل الفني قائم على تحرك الأسعار في اتجاهات، فحري بنا تناول مفهوم (خط الاتجاه Trendline) لنعرف تطبيقاته في التحليل. [2]

استخدام الأعداد الصحيحة

من الخصائص الشائعة الأخرى للدعم والمقاومة أن سعر الأصل قد يواجه صعوبة في تجاوز الرقم التقريبي، مثل 50 دولارًا أو 100 دولار للسهم. إذ يميل معظم المتداولين عديمي الخبرة إلى شراء أو بيع الأصول عندما يكون السعر عند عدد صحيح لأنهم على الأرجح سيشعرون بأن السهم قد وصل إلى قيمة مناسبة عند هذه المستويات. يتم وضع معظم الأسعار المستهدفة أو أوامر الإيقاف التي يحددها المتداولون الأفراد أو المؤسسات والبنوك الاستثمارية الكبيرة عند مستويات أسعار صحيحة بدلاً من عشرية مثل 50.06 دولارًا.  ونظرًا لأن العديد من الطلبات توضع على نفس المستوى، فإن هذه الأرقام الصحيحة تميل إلى أن تكون بمثابة حواجز أسعار قوية. إذا قدم جميع عملاء بنك استثماري أوامر بيع عند رقم معين، مثل 55 دولار، فسوف يتطلب الأمر عددًا كبيرًا من عمليات الشراء لاستيعاب عمليات البيع الآنف ذكرها عند 55 دولار وبالتالي سينشأ مستوى مقاومة.

ما هو خط الاتجاه في التحليل الفني؟

يُرسم خط الاتجاه على مساحة رسم بياني لتحديد اتجاه السعر. ويستخدم المتداولون هذه الأداة لاتخاذ قرار البيع أو الشراء تماشيًا مع اتجاه السوق. ويمكن تطبيق خط الاتجاه على أسعار الأسهم في البورصة كما يمكن تطبيقه على سعر العملات الرقمية كذلك. وقابلية تطبيق خط الاتجاه هي ما تجعله أفضل مؤشر في التحليل الفني.

وتتمثل الطريقة الكلاسيكية في رسم خط الاتجاه عن طريق رسم خط مستقيم يمر بسلسلة من القمم والقيعان على مدى زمني طويل نسبيًا. ويكون خط الاتجاه صاعدًا عندما يلامس القاع في مناطق الدعم، ويكون هابطًا عندما يُرسم مارًا بذروة مناطق المقاومة. وهكذا يصبح خط الاتجاه دعمًا في اتجاه صعودي أو مقاومة في اتجاه هابط.

ويُعرّف خط الاتجاه مستويات الدعم والمقاومة الديناميكية، ما يعني أنها تتحرك وتتغير مع تغير اتجاه السعر. وتبدأ برسم خط الاتجاه من القديم إلى الحديث، والقاعدة الأساسية هي رسم الخط مارًا بثلاث قمم أو قيعان على الأقل ليُعمل به. [3]

ما هو مؤشر المتوسط المتحرك؟

المتوسط المتحرك (Moving Average) خط منحن يتم حسابه على أساس تغيرات الأسعار. وبالتالي فإن المتوسط المتحرك بمنزلة مساعدك الشخصي الذي يؤكد الاتجاه على الرسم البياني. وهو خط يسير وفقًا لحركة السعر ولكن على نحو أكثر وضوحًا مما تراه خلال المنحنيات. وتستخدم المتوسطات على نحو رئيسي كأداة لملاحقة الاتجاه (Trend Following).

نحصل على المؤشر من طريق حساب متوسط حركة السعر في فترة زمنية محددة. حيث تؤخذ مجموعة من البيانات السعرية لفترة محددة وتجمع، ومن ثم تقسم على عددها فينتج منها رقم يكون هو المتوسط المتحرك. وهناك متوسط متحرك بسيط (Simple Moving Average)، ومتوسط متحرك متسارع أو أُسِّي (Exponential Moving Average).

المتوسط المتحرك البسيط

هو متوسط الأسعار في فترة زمنية محددة، ويمكن حسابه على أساس أسعار الإغلاق أو الافتتاح أو الحد الأدنى والأعلى للسعر. ولكن يفضل احتسابه على أسعار الإغلاق تحديدًا نظرًا لأهميتها. ولحساب المتوسط المتحرك البسيط تؤخذ أسعار الإغلاق لفترة معينة (40 يومًا مثلًا) ثم تُجمع هذه الأسعار وتُقسم على عدد الأيام. اختر المدة التي تريد على برنامج الرسم البياني الذي تستخدمه وسيُدرج المتوسط على الرسم البياني تلقائيًا.

المتوسط المتحرك الأسي

نظرًا لأن المتوسطات المتحركة تتأخر إلى حد كبير عن حركة السعر، يستخدم المحللون أحيانًا المتوسط المتحرك الأسي الذي يولي اهتمامًا أكبر إلى الأسعار الحديثة، وذلك من خلال مجموعة من المعادلات للتغلب على التأخير في حركة المتوسط. [4]

وجدير بالذكر أن الفرق بين كلا المتوسطين ليس كبيرًا جدًا. ولكن يكون المتوسط الأسي أقرب إلى حركة السعر عن المتوسط البسيط. ومن المحللين من يفضل استخدام المتوسط الأسي باعتبار أن إشاراته أكثر سرعة وتوافقًا مع السعر. وهناك من يفضل المتوسط البسيط على اعتبار أن إشاراته أكثر مصداقية، ولا يعطي الكثير من الإشارات الكاذبة مثل المتوسط الأسي.

واستخدام أي منهم بصفة عامة يجب أن يعتمد على مدى رد فعل السوق تجاه المتوسط المستخدم، فإذا كان أداء المتوسط البسيط أفضل مع السعر من المتوسط الأسي يجب اعتماده والعكس. أما عن فائدته، فيستخدم انكسار خط المتوسط المتحرك كإشارة للشراء والبيع. فعندما يكسر المتوسط المتحرك السعر ويتجه إلى أعلى تكون إشارة للشراء، والعكس في حالة الانكسار لأسفل تكون إشارة للبيع.

بم يهتم الخبراء في الرسم البياني؟

ينظر الخبراء إلى عدد المرات التي يصطدم فيها السعر بقمة أو قاع. فكلما زاد عدد الاصطدامات، برزت أهمية المستوى ولاحظه المزيد من المتداولين. ويهتم البعض بحركة السعر السابقة، لربما سبق مستوى دعم أو مقاومة تغير سريع حاد في السعر بخلاف التقدم البطيء المطّرد الذي لا يلفت النظر. وهكذا تحرك نفسية السوق المؤشرات الفنية ويصنع المتداولون الرسم البياني بقراراتهم. ويميل الخبراء أيضًا إلى ملاحظة الزخم عند مستويات بعينها، إذ يفضل المتداولون التعادل على الخسارة. فإذا ازداد الطلب على السهم عند نقطة ما، يحفظها المستثمرون باعتبارها نقطة آمنة للشراء. كما أن عنصر الوقت مهم، إذ تصبح مناطق الدعم والمقاومة أكثر موثوقية إذا وصل إليها السعر بانتظام على مدى فترة زمنية طويلة.

أهمية الدعم والمقاومة في التحليل الفني

تعد مستويات الدعم والمقاومة من المفاهيم الأساسية التي يستخدمها المحللون الفنيون. وتتبوأ مقعدًا مهمًا وسط مجموعة متنوعة من أدوات التحليل الفني. ويتكون المفهوم من مستوى الدعم، الذي قد نعده الأرض تحت أسعار التداول، ومستوى المقاومة، الذي يمكن اعتباره سقفًا. وتنخفض الأسعار وتختبر مستوى الدعم، الذي يثبت لبرهة قبل أن يرتد السعر مرة أخرى حسب قوة الدعم. ويمكن أن يؤدي تحديد مستويات الدعم المستقبلية إلى تحسين عوائد الاستثمار قصير الأجل، لأنه يمنح المتداولين لمحة دقيقة عن مستويات الأسعار التي يجب أن تُسعر بها ورقة مالية معينة. أما مستويات المقاومة فتؤثر في الصفقات طويلة الأجل. وينبئ مستوى المقاومة بالوقت الذي يرغب فيه المتداولون عادة ببيع ورقة مالية. وبالرغم من أ، تطبيق الدعم والمقاومة على الرسم البياني أمر بسيط نسبيًا، إلا أن بعض المستثمرين يرفضون ألا يكونوا على بينة من أمرهم وأن يستندوا إلى تحركات الأسعار السابقة. ويرى هؤلاء أن المستقبل قد يحمل بين طياته مفاجأة لم تكن في الحسبان وهو بالطبع ما يحدث طوال الوقت في أسواق المال العالمية.

المصادر

1-Investopedia

2-Stock Charts

3-Flow Bank

4-Corporate Finance Institute

فوز 3 مصرفيين بجائزة نوبل للاقتصاد 2022، فماذا قدموا؟

قررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، منح جائزة Sveriges Riksbank في العلوم الاقتصادية، في ذكرى ألفريد نوبل، لعام 2022. بالاشتراك لكلٍّ من بن برنانكي-Ben Bernanke، ودوغلاس دايموند-Douglas Diamond، وفيليب ديبفيج-Philip H. Dybvig. فماذا قدّم الثلاثي، ليستحقوا الفوز بجائزة نوبل للاقتصاد 2022 ؟

(لتحسين فهمنا لدور البنوك في الاقتصاد بشكل كبير ولا سيما خلال الأزمات الاقتصادية)

مساهمة الفائزين وفق البيان الصحفي للجنة نوبل الاقتصاد 2022
تصميم جائزة Sveriges Riksbank في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل

لماذا حصل الثلاثي على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لعام 2022؟

أوضحت أبحاث الثلاثي أن تجنب انهيار البنوك أمر حيوي. كما أوضحت كيفية جعل البنوك أقل عرضة للخطر في الأزمات. وكيف أن انهيار البنوك يؤدي إلى تفاقم الأزمات المالية. وقد وضع أساس هذا البحث بن برنانكي ودوغلاس دياموند وفيليب ديبفيج في أوائل الثمانينيات. وكانت تحليلاتهم ذات أهمية عملية كبيرة في تنظيم الأسواق المالية، والتعامل مع الأزمات المالية.

فكي يعمل الاقتصاد بشكل جيد، يجب توجيه المدخرات للاستثمار. لكن هناك تعارضًا بين مصالح المدخرين، الذين يريدون الوصول الفوري إلى أموالهم في حالة حدوث أزمة غير متوقعة، وبين الشركات، وأصحاب المنازل، الذين يحتاجون إلى التأكد من أنهم لن يضطروا إلى سداد قروضهم فجأة بسبب عجزًا في سيولة البنك.

نظرية دياموند ديبفيج

وتُظهر نظرية دياموند ديبفيج Diamond-Dybvig كيفية تقديم البنوك الحل الأمثل لهذه المشكلة. من خلال العمل بمثابة وسيط التسجيل اليومي، الذي يقبل الودائع من المدخرين، ويسمح للمودعين بالوصول إلى أموالهم عندما يرغبون، مع تقديم قروض طويلة الأجل للمقترضين.

ومع ذلك أظهر تحليل الفائزين كيف أن هذه النشاطات، تجعل البنوك عرضة لشائعات الانهيار الوشيك، إذا هرع عدد كبير من المدخرين، في وقت واحد، إلى البنك لسحب أموالهم. وبذلك تحقق الشائعات نفسها، ويحدث تدفق خارجي من البنك، ثم ينهار.

يمكن منع هذه الديناميكيات الخطرة من خلال تقديم الحكومات تأمينًا على الودائع. أي تتصرف الحكومات بصفتها مقرضًا وملاذًا أخيرًا للبنوك. وأظهر دياموند، كيف تقوم البنوك، بأداء آخر وظيفة مهمة اجتماعيا لها، كوسطاء بين العديد من المدخرين والمقترضين، وباعتبارها، الأنسب لتقييم الجدارة الائتمانية للمقترضين، والتأكد من استخدام القروض، للاستثمارات الجيدة.

تحليل الكساد الكبير للاستفادة منه

قام بن برنانكي، بتحليل الكساد الكبير في الثلاثينيات. وقد كان أسوأ أزمة اقتصادية في التاريخ الحديث. ومن بين أمور أخرى، أظهر بن برنانكي كيف كانت إدارة البنوك عاملاً حاسمًا في تعميق الأزمة، وطول أمدها. 

عندما انهارت البنوك، فُقدت معلومات المقترضين، ولم يُتمكَّن من إعادتها بسرعة. لذلك تقلصت قدرة المجتمع على توجيه المدخرات إلى الاستثمارات الإنتاجية.

“لقد حسنت أفكار الفائزين بالجائزة، قدرتنا على تجنب الأزمات الخطيرة، وعمليات الإنقاذ باهظة الثمن” 

بيان رئيس لجنة الجائزة في العلوم الاقتصادية 2022

من هم الفائزون بجائزة نوبل في الاقتصاد 2022؟

بن شالوم برنانكي

هو اقتصادي أمريكي، شغل منصب الرئيس الرابع عشر للاحتياطي الفيدرالي من عام 2006 إلى عام 2014. ثم ترك الاحتياطي الفيدرالي، وتمّ تعيينه زميلًا في معهد بروكينغز.

خلال فترة توليه رئاسة المجلس. أشرف برنانكي على استجابة الاحتياطي الفيدرالي للأزمة المالية، في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأٌطلق عليه لقب شخصية العام، لعام 2009.

قبل أن يصبح رئيسًا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، كان بيرنانكي أستاذًا دائماً في جامعة برينستون. وترأس قسم الاقتصاد من عام 1996 إلى سبتمبر 2002. وكان دوره يتمثّل في إنجاز بحثه، الذي فاز بجائزة نوبل للاقتصاد لسنة 2022 والذي حللّ فيه الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.

أصبح عضوًأ في مجلس محافظي الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، في الفترة من 5 أغسطس 2002 حتى 21 يونيو 2005. واقترح مبدأ برنانكي-Bernanke doctrine. وناقش نظرية (الاعتدال الاكبر-the Great Moderation). وتقول نظرية الاعتدال الأكبر بأن دورات الأعمال التقليدية، قد انخفضت في التقلبات في العقود الأخيرة، من خلال التغيرات الهيكلية التي حدثت في الاقتصاد الدولي، لا سيما زيادة الاستقرار الاقتصادي للدول النامية. مما قلل من تأثير سياسة الاقتصاد الكلي (النقدية والمالية).

بعد ذلك، شغل بيرنانكي منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس جورج دبليو بوش. قبل أن يرشحه خلفًا لألان جرينسبان، كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي للولايات المتحدة. وبدأت ولايته الأولى في 1 فبراير 2006. ثم عين لفترة ولاية ثانية من 28 يناير 2010، بعد أن أعاد الرئيس باراك أوباما تعينه. وانتهت ولايته الثانية في 31 يناير 2014.

كتب بيرنانكي عن الفترة التي قضاها كرئيس للاحتياطي الفيدرالي، في كتابه الصادر عام 2015، بعنوان (شجاعة التصرف-The Courage to Act). الذي كشف فيه أن الاقتصاد العالمي، اقترب من الانهيار عامي 2007 و 2008. إلا أن جهود مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والوكالات الأمريكية الأخرى، وبعض الحكومات الأجنبية، حالت دون وقوع كارثة اقتصادية، أكبر من الكساد العظيم!

“أعتقد أن الفكرة الأساسية، هي أن الائتمان، يمكن أن يساعد في توفير النمو”

بن برنانكي بعد فوزه بالجائزة مؤكدًا على أهمية النظام المالي باعتباره جزءًا مهمًا من الاقتصاد

دوغلاس وارين دياموند

عمل دياموند كأستاذٍ زائرٍ في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، وكلية إم آي تي سلون للإدارة، وجامعة بون. بالإضافة إلى التدريس في جامعة ييل. وهو حاليا أستاذ مادة (الخدمة المتميزة لميرتون إتش ميلر)، في المالية في كلية الأعمال بجامعة شيكاغو. وهو عضوٌ في هيئة التدريس بها منذ 1979.

كما إنه متخصص في دراسة الوسطاء الماليين، والأزمات المالية والسيولة. ورئيس سابق لجمعية التمويل الأمريكية، و(جمعية التمويل الغربي-Western Finance Association). حيث اشتهر بعمله في الأزمات المالية وإدارة البنوك. ومشاركته في ابتكار نموذج ( Diamond-Dybvig) المؤثر، الذي نُشر عام 1983، ونموذج Diamond للمراقبة المفوضة، الذي نُشر عام 1984.

منذ عام 2016، تم إدراجه من قبل منظمة (طومسون رويترز-Thomson Reuters)، كواحد من الباحثين المرشحين للحصول على جوائز نوبل، بناءً على عدد الاستشهادات بأبحاثهم المنشورة. وحصل على جائزة CME GroupMSRI في التطبيقات الكمية المبتكرة عام 2016.

“لقد فكرنا في كيفية استخدام بعض أجزاء نظرية الألعاب لفهم الأزمات المالية”

دوجلاس دايموند بعد فوزه بالجائزة

فيليب هالين ديبفيج

هو اقتصادي أمريكي. وأستاذ الأعمال المصرفية والمالية في كلية أولين للأعمال بجامعة واشنطن، حول شركة Boatmen’s Bancshares، أحد أكبر 30 شركة مالكة للبنوك في العالم.

وهو متخصص في تسعير الأصول والخدمات المصرفية والاستثمارات وحوكمة الشركات. كان سابقًا، أستاذًا في جامعة ييل. وأستاذًا مساعدًا في جامعة برينستون. ورئيسًا لجمعية (التمويل الغربي-Western Finance Association) من 2002 إلى 2003 .

كما عمل محررًا في العديد من المجلات الاقتصادية، مثل Review of Financial Studies، و Journal of Economic Theory، وFinance and Stochastics، وJournal of Finance، و Journal of Financial Intermediation، و Journal. وذلك في مجالات التحليل المالي والكمي، ومراجعة الدراسات المالية.

فهل كنت تعلم أن تسارع المدخرين، لسحب أموالهم من البنوك في وقت واحد، يمكن أن يؤدي إلى انهيار البنوك، وتفاقم الازمات الاقتصادية؟

كيف نشأ مصطلح غسيل الأموال ومتى ظهرت قوانين مكافحته؟

للأمر قصة غريبة وتحولات درامية تستحق القراءة حقًا. فمن المافيا والمغاسل، وبين الكحوليات وحب المجتمع الأمريكي لها، نشأ مصطلح غسيل الأموال. فكيف بدأ غسيل الأموال ومتى ظهرت قوانين مكافحته؟ وكيف تدرج الأمر ليصل إلى الأمم المتحدة؟

قانون فولستيد وحظر الكحوليات

في ١٩ يناير عام ١٩٢٠، دخل قرار الحكومة الأمريكية الفيدرالية بحظر المشروبات الكحولية حيز التنفيذ في أنحاء الولايات المتحدة تحت عنوان البيت النبيل كما وصفه الرئيس هربرت هوفر. أدى الحظر إلى العديد من العواقب غير المقصودة، بسبب طبيعة القط والفأر في إنفاذ الحظر. ففي حين حظر التعديل ال18 تصنيع وبيع ونقل المشروبات المسكرة، إلا أنه لم يحظر حيازة أو استهلاك الكحول. كما ترك قانون فولستيد، القانون الفيدرالي الذي نص على إنفاذ الحظر، ثغرات كافية أيضًا. إذ فتح الباب أمام مخططات لا تعد ولا تحصى للتهرب. وكان أحد الاستثناءات القانونية للحظر هو السماح للصيادلة بتوزيع الويسكي بوصفة طبية لأي عدد من الأمراض، بدءًا من القلق وحتى الأنفلونزا. [1]

جعل نمو تجارة الخمور ملايين الأمريكيين تحت سيف القانون فجأة.  ومع مرور الزمن والتطبيق، فاضت غرف المحاكم والسجون، وفشل النظام القانوني في مواكبة الأمر. فانتظر العديد من المتهمين في قضايا الحظر ما يزيد على العام لتقديمهم إلى المحاكمة. ومع تزايد عدد القضايا المتراكمة، تحول النظام القضائي إلى “صفقة الإقرار بالذنب” لتصفية مئات القضايا في وقت واحد. مما جعلها ممارسة شائعة في الفقه القانوني الأمريكي لأول مرة.[1]

أثر صفقة الإقرار بالذنب على المجتمع الأمريكي ونشاط المافيا

ومع ذلك، كانت أكبر نتيجة غير مقصودة للحظر هي أوضح ما يمكن رؤيته. فلأكثر من عقد من الزمان، كان القانون الذي يهدف إلى تعزيز الاعتدال، يشجع على التعصب والإفراط بدلاً من ذلك.  إذ أدى الحل الذي ابتكرته الولايات المتحدة لمعالجة مشكلة تعاطي الكحول إلى تفاقم المشكلة. [1]

كما كانت آثار الحظر على إنفاذ القانون سلبية. فكثيرًا ما تم إغراء ضباط الشرطة ووكلاء الحظر على حد سواء بالرشاوى أو الفرص المربحة لممارسة التهريب بأنفسهم. وبين عام ١٩٢٠ وحتى نهاية إنفاذ القانون عام ١٩٣٣، انتعشت السوق السوداء لتهريب المشروبات المحظورة والخمور، تحت سيطرة وإدارة المافيا الإيطالية. واشتهرت شخصية بين أعضاء المافيا الإيطالية تسمى ألفونس غابرييل ألكابوني. وقد كسب ألكابوني مئات الملايين من الدولارات عبر بيع الخمور، لكن كان يواجه السؤال التقليدي لأمثاله من الحكومة الأميركية وهو “من أين لك هذا؟”. لم يبلغ بعد الشاب ألكابوني الثلاثين سنة، والأب الشاب كان يعمل حلاقًا بالأساس، فكيف له بتبرير ثروته؟ [1] [2]

نشأة غسيل الأموال على يد ألفونس ألكابوني

كانت أفكار ألفونس غابرييل ألكابوني الشيطانية لا تتوقف. فاخترع اختراعًا ناجحًا، تمكن من خلاله إخفاء أصول ثروته. فبدأ بشراء متاجر الغسيل، واستغل هذه المغاسل في تحقيق أهدافه، بتزويده بطابع قانوني لأمواله. وأدخل أموال الخمور وسط إيرادات المغاسل من أجل التمويه على مصدر الأموال. وعبر هذه الطريقة، لم تتمكن الحكومة من إثبات فساد مصدر الأموال، فتجارة المغاسل شرعية وقانونية تمامًا وفقًا للأدلة والمستندات. [2]

قيل عن حركة الفونس غارييل ألكابوني أنها سبب تسمية إخفاء الأموال غير المشروعة بغسيل الأموال. ولكن المفاجأة أنه قبض عليه ونال حكم بتهمة التهرب الضريبي من العمل بالغسيل وليس غسيل الأموال ولا الكحول. لأن غسيل الأموال لم يكن جريمة بعد في الولايات المتحدة الأمريكية [2]. كما لفت الأمر انتباه صناع السينما أيضًا لكتابة الأفلام حول المافيا بكثافة.

رحلة قانونية للتغلب على غسيل الأموال

صدور قانون السيطرة على غسيل الأموال

تكمن عملية غسيل الأموال في إخفاء المصدر الحقيقي للأموال غير المشروعة. ولم تعامل كجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية إلا في عام ١٩٦٨ بعد صدور قانون “السيطرة على الغسيل الأموال”. لكن لم تكن الفكرة من غسيل الأموال إخفاء مصدر الأموال فقط، وإنما إضفاء شكل من أشكال الشرعية عليها أيضًا. فغسيل الأموال غير المشروعة هدفه بالنهاية إظهار الأموال واستخدامها علنًا. لن يستفيد الشخص شيئًا بإخفاء أمواله، وإنما باعتبارها أموال مشروعة كسبها بعرق جبينه. [4]

اتفاقية فيينا للأمم المتحدة لمكافحة غسيل الأموال

كانت اتفاقية الأمم المتحدة، التي اعتمدت في ديسمبر ١٩٨٨ في مدينة فيينا، أول صك دولي يعالج مشكلة عائدات الجريمة. كما طالبت دول العالم بتجريم غسيل الأموال باعتباره جرمًا جنائيًا. واعتبرتها تشكل تهديدًا خطيرًا لصحة البشر ورفاههم وتلحق الضرر بالأسس الاقتصادية والسياسية والثقافية للمجتمعات. وقد أدرك القانون الروابط الخطيرة بين الاتجار غير المشروع وما يتصل به من الأنشطة الاجرامية الأخرى المنظمة. فتلك الأنشطة الإجرامية تقوض الاقتصاد المشروع وتهدد استقرار الدول وأمنها وسيادتها. [3]

المصادر:

  1. UNDOC.org: Money laundering
  2. Pbs.org: Unintended consequences
  3. Collinsdictionary.com: Money laundering
  4. FBI.gov: Alcapouni
  5. Al Capone Goes to Prison – HISTORY
  6. Anti-Money Laundering Overview | Anti Money Laundering US | Anti Money Laundering | Resources (willkie.com)

شبح الحروب الاقتصادية أشدّ فتكًا على الإنسان من القذائف

هذه المقالة هي الجزء 6 من 10 في سلسلة نبذة عن أقسى الجرائم البشرية، الحروب وأنواعها

مع تصاعد أزمة الغاز العالمية وزيادة المخاوف من احتدام الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، يمكننا القول أننا ندرك جميعًا مساوئ الحروب على الاقتصاد. فلطالما كانت المجاعات الناجمة عن الحروب أكثر فتكًا من الحروب نفسها. فالحصار ونقص المؤن وتردي الأوضاع المعيشية هي أكثر ما قد يسعد الخصم الدولي لأي بلد اليوم. وجميعها جزء من أدوات الحرب الاقتصادية وهي ما سنتعرف عليه في مقالنا هذا.

تعريف الحروب الاقتصادية

الحرب الاقتصادية، هي استخدام، أو التهديد باستخدام الوسائل الاقتصادية ضد بلد ما بغية إضعاف اقتصادها وبالتالي الحد من قوتها السياسية والعسكرية. وتشمل الحرب الاقتصادية أيضًا استخدام الوسائل الاقتصادية لإجبار الخصم على تغيير سياساته أو سلوكه أو تقويض قدرته على إدارة علاقات طبيعية مع الدول الأخرى.[1]

أدرك الإنسان منذ فجر التاريخ أنّ إضعاف الخصم ووهن عزيمته يحقق نصرًا حاسمًا واستراتيجيًا. ويخلق لدى العدو هالة رعب من تكرار ما حدث في الماضي. ورغم أنّ الحروب البيولوجية كانت أكثر الحروب دموية وفتكًا على مرّ التاريخ، إلّا أن آثار الحروب الاقتصادية مدمّرة أكثر على الصعيد الإنساني وقادرة على إضعاف الإنسان وإعادته إلى أصوله الهمجية الأولى مفقدةً إيّاه البعد الحضاري الذي يتغنى به دائمًا ويتسامى به عن بقية الكائنات الحيّة الأخرى.

“إن ممارسة ضغط الحرب على جميع السكان، وليس فقط على الجيوش في الميدان، هي روح الحرب الحديثة.”

ألفريد ثاير ماهان، نوفمبر ١٩١٠ [2]

فمع ازدياد ترابط اقتصاديات الدول ببعضها البعض، وخاصة أننا نعيش في عصر العولمة وتشابك الاقتصادات الوطنية مع الاقتصاد الدولي، وصل التبادل التجاري أوجه مع استخدام الفضاء السيبراني كمجال لتبادل المنتجات والخدمات، وأصبحت تحديّات هذه الحرب أكثر تعقيدًا وتأثيرًا.

نشأة الحروب الاقتصادية

تسعى البلدان المنخرطة في الحروب الاقتصادية إلى إضعاف اقتصاد الخصم. عن طريق حرمانه من الوصول إلى الموارد المادية والمالية والتكنولوجية الضرورية. أو منع قدرته على الاستفادة من التبادل التجاري والمالي والتكنولوجي مع البلدان الأخرى.[1]

ويعد الحصار أكثر الأدوات شيوعًا. حيث يمارس حصار واعتراض البضائع المهربة بين المتحاربين منذ ما قبل الحرب البيلوبونيسية (431-404 قبل الميلاد) في اليونان القديمة.

أما في العصر الحديث، فقد توسعت استخدامات الحروب الاقتصادية لتشمل الضغط على الدول المحايدة. إذ يمكن للدول المعادية الحصول من تلك الدول المحايدة على الإمدادات. وبالتالي، حرمان الأعداء المحتملين من السلع التي قد تساهم في قدرتهم على شن الحرب.[1]

ومن المسلم به أنه يتم تطوير أسلحة إلكترونية لاستخدامها مع القوات القتالية كحروب سيبرانية. وبالمثل فإن إمكانية مهاجمة البنية التحتية الاقتصادية الحيوية للعدو لتقويض قدراته العسكرية أو المدنية أصبحت معروفة الآن على نطاق واسع[2]، ولها أدواتها المختلفة.

أدوات الحروب الاقتصادية

أدى التحول في النظام الاقتصادي العالمي إلى إحداث تغييرات في طبيعة الحرب نفسها.[2] وبالتالي تغيير في الأدوات المستخدمة، كحظر سلاسل التوريد العالمية أو الحظر التجاري. وقد لا يشمل مقاطعة كليّة وإنّما محاولة التأثير على حركة التجارة عبر التمييز الجمركي.

ويُعد استهداف البنية التحتية الاقتصادية الحيوية هجومًا دقيقًا على الأصول المادية. ويحدث ذلك باستعمال أدوات معينة، كالمقاطعة الاقتصادية أو العقوبات أو تجميد الأصول الرأسمالية أو وقف المساعدات أو حظر الاستثمار وتدفقات رأس المال الأخرى أو مصادرة الممتلكات. [1]

ومن الأدوات المفصلية حديثًا محاولة التأثير على شبكة الاتصالات. فيمكن أن يؤثر قطع الشبكة على المدنيين أيضًا وليس حكوماتهم أو قواتهم المسلحة فحسب، وبتأثير مباشر وسريع أكثر مما كان ممكنًا في السابق.[2] فاستقرار الاقتصادات الوطنية والاقتصاد الدولي حديثًا لا يعتمد على حرية حركة السلع والمال فحسب. بل يعتمد أيضًا على حرية تبادل المعرفة والمعلومات حول العالم.[2]

إضافة إلى ما سبق، تستهدف الحرب الاقتصادية أيضًا مجتمع العدو من خلال تشويش اقتصاده الوطني بهدف تقويض شرعية الدولة المعادية ودعمها الداخلي. مستهدفة الأنظمة التي تدعم أسلوب حياة المجتمع لا المجتمع نفسه. حيث أصبح المدنيون هم الهدف في الحرب الاقتصادية لا الجيوش. [2] وتهدف جميع الأدوات الحديثة والقديمة إلى توجيه ضربة قاضية معطلة من شأنها أن تجنّب الحاجة إلى أنواع حروب أكثر حدّة وتكلفة وأطول أمدًا. ولكن من المهم أن نعرف أن استخدام استراتيجية الحرب الاقتصادية أسهل قولًا من فعلها [2] لذا على الدول أن تستخدمها بحكمة.

كيف تضمن الدول استخدام هذه الاستراتيجية بفعالية أكبر؟

تعتمد فعالية الحرب الاقتصادية على عدد من العوامل، كقدرة الخصم على إنتاج السلع المقيدة داخليًا أو الحصول عليها من دول أخرى. فعلى سبيل المثال، أُحبِطت الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة للإطاحة بفيدل كاسترو من السلطة في كوبا من خلال الإبقاء على حظر دام عقودًا بسبب زيادة التجارة بين كوبا والمكسيك وكندا وأوروبا الغربية.[1]

فعلى الرغم من أن الحرب الاقتصادية غالبًا ما تُعتبر مكملاً أو بديلًا غير مكلف نسبيًا للمشاركة العسكرية. إلا أنها تفرض تكاليف على الدولة التي تبادر بالبدء، من خلال حرمانها من الوصول إلى التبادل الاقتصادي مع الدولة المستهدفة. على سبيل المثال، دفع المستهلكون في الولايات المتحدة تكاليف أعلى للسلع التي كان من الممكن استيرادها بتكلفة أقل من كوبا أو من البلدان المستهدفة الأخرى، مثل إيران. وحُرمت الشركات الأمريكية من الوصول إلى سلعها وأسواقها أيضًا.[1] لذا يجب أن تعمل الدولة على إحداث خرق اقتصادي يسبب أذى للخصم، لا لها. ويضمن إيجاد البدائل الأقل تكلفة.

إنّ فعالية الحرب الاقتصادية محدودة أيضًا بقدرة حكومة الخصم على إعادة توزيع ثروة محلية كافية نحو الجيش أو المؤسسات الأخرى للتعويض عن التخفيضات في القدرات الناجمة عن فقدان السلع المقيدة. في التسعينيات، على سبيل المثال، لم تقلل الحرب الاقتصادية ضد العراق وضد كوريا الشمالية بشكل كبير من التهديد العسكري الذي تشكله هاتان الدولتان لأنهما كانتا قادرتين على توجيه مواردهما الاقتصادية المحدودة نحو جيوشهما. [1] ويزخر التاريخ بأمثلة كثيرة أخرى عن الحروب الاقتصادية وهي قائمة في وقتنا الحاضر أيضًا.

أمثلة عن الحروب الاقتصادية

يوجد في التاريخ الكثير من الأمثلة على الحروب الاقتصادية. فهي مرتبطة بالحروب الشاملة وأكثر فعالية في الحروب الهجينة جنبًا إلى جنب مع الحروب السيبرانية.

حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها خلال الحرب الباردة منع الاتحاد السوفيتي وحلفائه من الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر ومعدات الاتصالات السلكية واللا سلكية وغيرها من التقنيات ذات القيمة الاقتصادية والعسكرية العالية.

وفي الوقت الحالي، إضافة إلى تصاعد الخلافات الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية والتنين الصيني، تلوح في الأفق مخاوف من تصاعد أزمة الوقود العالمية. حدثت الأزمة كنتيجة للمقاطعة الاقتصادية المفروضة على روسيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة. ولكن قد يرتد الأمر على المبادرين مرة أخرى. إذ يمكن أن تحول روسيا شتاء أوروبا القادم إلى جحيم بارد وخاصة أنّ دولًا كثيرة تعتمد على الغاز الروسي بدرجة كبيرة. فعلي سبيل المثال، تمثل روسيا 35٪ من إمدادات الغاز الألمانية. و تعتمد بولندا على روسيا لنحو نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي. [3]

أمثلة أخرى مثل الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على دول مثل إيران وسوريا أو على مناطق محددة كقطاع غزة. أو مخاوف نقص القمح بعد الحرب الأوكرانية.

على الرغم من أنّ حلم الاكتفاء الذاتي أصبح بعيد المنال منذ الثورة الصناعية إلى اليوم. إلّا أنّ دول اليوم مضطرة لإيجاد حلول لتقليل الاعتمادية على اقتصادات دول أخرى. فتعرض أي دولة في الوقت الحالي لحرب اقتصادية سيكون بالغ التأثير عليها. وخاصة أنّها تؤثر على المدنيين الأبرياء بدرجة كبيرة جدًا وتحمل الدولة خسائر قد تحتاج عقودًا لتداركها.

المصادر:

1- britannica
2- carnegieendowment
3- bloomberg

ما هو التحليل الفني للأسهم؟

هذه المقالة هي الجزء 4 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

التحليل الفني للأسهم هو دراسة حركة الأسعار الماضية والحالية باستخدام الرسوم البيانية بهدف توقع حركة السعر في المستقبل. يركز التحليل الفني للأسهم اهتمامه على حركة السعر فقط باعتبار أن كل الأسباب والعوامل التي تحرك السوق تنعكس في النهاية على حركة السعر، وبالتالي هي الأجدر بالاهتمام.

نظرة عامة حول التحليل الفني

يستخدم هذا النوع من التحليل لبحث الطرق التي يؤثر بها العرض والطلب للأوراق المالية على السعر وحجم المتاح منها وتقلب الأسعار الضمني (implied volatility). يرتكز هذا النوع من التحليل على فرضية أن نشاط التداول السابق وتغيرات الأسعار للأوراق المالية يمكن أن تكون مؤشرات قيّمة لتحركات الأسعار المستقبلية عند إقرانها بقواعد الاستثمار أو التداول المناسبة [1].

غالبًا ما يستخدم التحليل الفني لإعطاء إشارات تداول قصيرة الأجل (مضاربة) بفضل الرسوم البيانية المختلفة. كما يمكن أن يحسن هذا النوع من التحليل تقييم الأوراق المالية من حيث القوة والضعف بالنسبة إلى السوق أو أحد القطاعات. تساعد هذه المعلومات المحللين وتقرب تقديرهم العام لقيمة السهم إلى الصواب [1].

تاريخ التحليل الفني

طُرحت فكرة التحليل الفني الذي نحن بصدده الآن لأول مرة بواسطة تشارلز داو Charles Dow ونظرية داو في أواخر القرن التاسع عشر[1]. كما ساهم العديد من الباحثين البارزين في وضع حجر الأساس. في وقتنا الحاضر، تطور التحليل الفني ليشمل مئات الأنماط والإشارات التي طُوّرت عبر سنوات من البحث.

التحليل الفني في حيز التنفيذ

يميل المحللون المحترفون إلى استخدام التحليل الفني جنبًا إلى جنب مع أشكال البحث الأخرى. وقد يتخذ تجار التجزئة (Retail traders) قرارات تستند فقط على الرسوم البيانية لأسعار الأوراق المالية والإحصاءات المماثلة، ولكن نادرًا ما يكتفي محللو الأسهم المتمرسون بالتحليل الأساسي أو الفني وحده.

إذ يمكن تطبيق التحليل الفني على أي ورقة مالية عند وجود بيانات تداول سابقة. وهذا يشمل الأسهم والعقود الآجلة والسلع والدخل الثابت والعملات والأوراق المالية الأخرى. في الواقع، يعتبر التحليل الفني أكثر انتشارًا في أسواق السلع والعملات الأجنبية، إذ يركز المتداولون على تحركات الأسعار على المدى القصير.

يحاول التحليل الفني التنبؤ بحركة السعر لأي أداة قابلة للتداول من شأنها أن تخضع لقوى العرض والطلب. بينما يرى البعض أن التحليل الفني مجرد دراسة لقوى العرض والطلب نفسها التي تنعكس في تقلبات أسعار الأوراق المالية. يشيع التحليل الفني عند تناول تغيرات الأسعار، لكنّ بعض المحللين يتتبعون أرقامًا أخرى غير السعر، مثل حجم التداول أو أرقام الفائدة المفتوحة (open interest).

ما هي الفائدة المفتوحة؟

هي إجمالي عدد العقود المعلقة التي يحتفظ بها المشاركون في السوق في نهاية كل يوم. تقيس الفائدة المفتوحة المستوى الإجمالي للنشاط في سوق العقود الآجلة (futures market).

للتوضيح: إذا اتخذ كلا طرفي المعاملة مركزًا جديدًا كأن نحصل على مشتر جديد وبائع جديد، فستزيد الفائدة المفتوحة بعقد واحد. وإذا أغلق كلا الطرفين مركزًا قائمًا أو قديمًا كأن يتخلي المشتري عن مركزه والبائع عن مركزه سواء بإتمام العقد أو فسخه، فإن الفائدة المفتوحة ستنخفض بعقد واحد. أما إذا نقل أحد المتداولين القدامى مركزه إلى متداول جديد كأن يصبح المشتري جديدًا ويظل البائع القديم نفسه، فلن تتغير الفائدة المفتوحة[2].

فيم تستخدم الفائدة المفتوحة؟

يمكن الاستعانة بالفائدة المفتوحة لتحليل اتجاهات السوق وتحديد ما إذا كان الاتجاه سيواصل مساره، ولنفترض أننا نملك اتجاهًا صاعدًا أو هابطًا، فهذا يعني أن لدينا 4 حالات ممكنة:

1- تعني زيادة حجم التداول والفائدة المفتوحة معًا استقرار الزخم في السوق، وعليه استمرار السهم في نفس الاتجاه.

2- تُنبيء زيادة حجم التداول مع انخفاض الفائدة المفتوحة بتخلي المشاركين في السوق عن مواقعهم في العقود. وأن الاتجاه يفقد زخمه وقد يعكس مساره.

3- في حالة انخفاض حجم التداول مع زيادة الفائدة المفتوحة، قد ينعكس الاتجاه. نظرًا لوجود مشترين أقل، مما يؤدي إلى انخفاض زخم الاتجاه.

4-في حالة انخفاض كل من حجم التداول والفائدة المفتوحة، ينخفض الزخم سريعًا ولا بد للاتجاه أن يعكس مساره.

مؤشرات التحليل الفني

في مختلف الأسواق، طوّر الباحثون الأنماط والإشارات لدعم التداول استنادًا إلى التحليل الفني. طوّر المحللون الفنيون أيضًا أنواعًا عديدة من أنظمة التداول لمساعدتهم على التنبؤ بحركات الأسعار والتداول عليها. تركز بعض المؤشرات على نحو أساسي على تحديد اتجاه السوق الحالي، بما في ذلك مناطق الدعم (support) والمقاومة (resistance). بينما يركز البعض الآخر على تحديد قوة الاتجاه واحتمالية استمراره. تشمل المؤشرات الفنية وأنماط الرسوم البيانية شائعة الاستخدام كل من خطوط الاتجاه والقنوات والمتوسطات المتحركة ومؤشرات الزخم. وعمومًا، يتبنى المحللون الفنيون الأنواع التالية من المؤشرات:

  •  اتجاهات الأسعار (Price trends).
  •  أنماط الرسم البياني (Chart patterns).
  •  مؤشرات الحجم والزخم (Volume and momentum).
  •  المذبذبات (Oscillators).
  •  المتوسطات المتحركة (Moving averages).
  • مستويات الدعم والمقاومة (Support and resistance).

التراكبات

تسمح تراكبات الرسم البياني (overlays) بتركيب بعض الدراسات الفنية على الرسم البياني، ووضع مخطط ورقة مالية أخرى أو مؤشر إضافي. يتيح ذلك معرفة كيفية ارتباط حركة التراكب بحركة سعر الورقة المالية [3].

ويجد بعض المتداولين في المخططات مؤشرًا مبكرًا على تغير اتجاهات الأسعار. وقد تشكل هذه المعلومات جزءًا ليس بقليل من قرار الشراء إذا اتخذ الاتجاه منحى تصاعديًا، أو الخروج من السهم إذا أشار المخطط إلى اتجاه هابط. كما يمكن أن تساعد المقارنة بورقة مالية مغايرة على توضيح أداء السهم بالنسبة للسوق في فترة بعينها.

المذبذبات

تساعد المذبذبات (oscillators) على تحديد النقاط المحورية للسوق أو مناطق الانعكاس المحتملة. وتشغل هذه المؤشرات النطاقات بين قيمتين متطرفتين تشيران إلى مناطق ذروة الشراء وذروة البيع. عندما يكون المذبذب في منطقة ذروة الشراء، يعني هذا أن قوة الحركة قد تراجعت ومن المرجح حدوث انعكاس نحو الأسفل. تبعًا لذلك، يوحي وجود المذبذب في منطقة ذروة البيع بخوار قوة المستثمرين وأنه من المرجح انعكاس الاتجاه [3]. يعتمد التداول باستخدام المذبذبات على مبدأ التكرار: بعد الوصول إلى قيمة حديّة، يعود المذبذب دائما إلى قراءته المركزية.

نظرية داو في التحليل الفني

يسعى التحليل الفني إلى فهم معنويات السوق بناءً على اتجاهات الأسعار. ويعتمد على الأنماط المتشابهة والاتجاهات بدلاً من تحليل السمات الأساسية للأوراق المالية. وقد أصدر تشارلز داو سلسلة من المقالات تناقش نظرية التحليل الفني. واليوم يسير المحللون الفنيون على خطاه.

حركة السعر تشمل كل شئ 

يعني هذا المبدأ أننا نجد كل العوامل التي تؤثر على حركة السوق مرتكزة في حركة السعر. فحركة السعر تلخص التغيرات الاقتصادية والسياسية وتغنينا دراستها عن متابعة كل شاردة وواردة في العالم.

لن نستطيع التنبؤ بكل خبر ذي تأثير ولكن نستطيع استنتاجه. فإذا قرر أحد المسئولين مثلًا شراء عدد كبير من أسهم شركة المصرية للاتصالات فى البورصة، فالمحلل الأساسي لا يمكنه متابعة أو التنبؤ بمثل هذا الحدث. بينما المحلل الفني يمكنه ملاحظة وجود عمليات شراء على سهم الشركة من خلال متابعة الرسوم البيانية بغض النظر عن الشاري.

 الاتجاه صديق المستثمر | The trend is your friend

 الأسعار تتحرك في اتجاهات 

يعني هذا المبدأ أن الأسعار تميل للتحرك في اتجاهات معينة وتستمر لفترة قبل أن تتغير. ليس الأمر غريبًا، فالدورات الاقتصادية تستمر وقتًا طويلًا، ما بين الانتعاش والكساد. لذلك تمتد الاتجاهات السعرية لفترات طويلة في أغلب الحالات. يتلخص دور المحلل الفني دائمًا فى التعرف على الاتجاه الحالي للسوق ومن ثم الاستثمار فى هذا الاتجاه. 

التاريخ يعيد نفسه 

تجذب أسواق المال المستثمرين من جميع الفئات، ويقودهم الأمل تارة والطمع تارة، مُحمّلين بنفس الرجاء ومشاعر الخوف من الخسارة. وتلك المشاعر من طمع وخوف تترجم في هيئة رسم البياني ونماذج يمكن تصنيفها والتعرف عليها، وتتكرر هذه المشاعر في فئات البشر على اختلافهم مع مرور الوقت. وبما أن سلوك المستثمرين الماضي لم تنتفي أسبابه، وحيث أن تصرفاتنا ومشاعرنا تتولد بنسب متشابهة، فإن النماذج الفنية القديمة قد تصف وضعًا حاليًا أو مستقبليًا بدقة.

أصبح التحليل الفني اليوم جزءًا لا يتجزأ من القرارات المصيرية في سوق الأسهم. ويستخدم المستثمرون نفس الأدوات تقريبًا ويكوّنون نفس الانطباعات بذات المفاهيم. ولكن في محاولاتهم الدؤوبة لتأمين أنفسهم، وبينما يغرقون بين شقيّ رحى العرض والطلب، قد تثبت الأسعار بدلًا من التحرك في اتجاهها المتوقع.

المصادر

1-Investopedia

2-The Economic Times

3-Investopedia

Exit mobile version