الحرائك الدوائية: رحلة الدواء عبر الجسم

يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على الفعالية العلاجية للدواء، بما في ذلك الحرائك الدوائية، وهي رحلة الدواء في الجسم، وتمر بأربع مراحل مختلفة وهي: الامتصاص، والتوزيع، والتمثيل الغذائي، والإطراح، يرمز لها إختصارًا ADME. يتمثل الامتصاص في كيفية انتقال الدواء من موقع الإعطاء إلى موقع التأثير، أما التوزيع فيصف رحلة الدواء عبر مجرى الدم إلى أنسجة الجسم المختلفة. و بالنسبة للتمثيل الغذائي يتجلى في العملية التي تكسر الدواء، ثم أخيرًا الإطراح وهي عملية إخراج الدواء من الجسم.

حركية الدواء:

هي فرع معين من علم العقاقير يدرس ما يفعله الجسم بالدواء. تتضمن هذه الدراسة:

  • معدل امتصاص وتوزيع مادة كيميائية
  • معدل ومسارات استقلاب الدواء وإفرازه
  • تركيز الدواء في البلازما بمرور الوقت

ما هي الخطوات الأربعة للحركية الدوائية؟

1- الامتصاص/absorption:

كيفية دخول مادة كيميائية إلى الجسم، يتعلق الامتصاص بحركة هذه المادة من موقع الإعطاء إلى مجرى الدم. يعتمد معدل ومدى امتصاص الدواء على عوامل متعددة، منها: طريقة إعطاء الدواء والتركيب والخصائص الكيميائية للدواء والتفاعلات الدوائية والغذائية. هناك أربعة طرق رئيسية لإعطاء الدواء:

  • الابتلاع عن طريق الجهاز الهضمي
  • الاستنشاق عن طريق الجهاز التنفسي
  • التطبيق على الجلد
  • الحقن وهنا يصل الدواء مباشرة إلى مجرى الدم

تَدخل المركبات المحقونة فقط مباشرة في الدوران الجهازي (مجرى الدم). بالنسبة للأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الاستنشاق أو التطبيق على الجلد، فيجب أولًا أن تعبر المواد الكيميائية غشاءا قبل الدخول لمجرى الدم. يؤثر إعطاء الدواء بهذه الطرق على التوافر البيولوجي للدواء، وعلى جزء الشكل النشط للدواء الذي يدخل مجرى الدم ويصل بنجاح إلى موقعه المستهدف. بمعنى آخر لا يحدث لهذه الأدوية امتصاص كامل، بعبارة أخرى يحدث توصيل أقل للدواء إلى موقع التأثير، وذلك بسبب استقلاب العديد من الأدوية قبل الوصول إلى مجرى الدم.

4 طرق يَعبُر من خلالها الدواء الغشاء للوصول إلى مجرى الدم.

  • الانتشار السلبي: ينتقل الجزيء من منطقة عالية التركيز إلى منطقة ذات تركيز منخفض. هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا لامتصاص الدواء.
  • الانتشار الميسر: ينتقل الجزيء من منطقة عالية التركيز إلى منطقة ذات تركيز منخفض بمساعدة البروتينات الحاملة في الغشاء.
  • الانتشار النشط: عملية تعتمد على الطاقة يتطلب خلالها الجزيء طاقة على شكل ATP لعبور الغشاء.
  • الالتقام الخلوي: عندما يتم نقل دواء أكبر من خلال غشاء عن طريق غشاء الغشاء.

2- التوزيع/distribution:

بمجرد امتصاص الدواء، ينتقل من موقع الامتصاص إلى الأنسجة حول الجسم. عادة ما يتم هذا التوزيع من جزء من الجسم إلى آخر عبر مجرى الدم، وقد يحدث أيضًا من خلية إلى أخرى. يفحص الباحثون المكان الذي تنتقل إليه المادة الكيميائية، ومعدل وصولها إلى مواقع معينة، ومدى التوزيع للمساعدة في تحديد الفعالية. يمكن أن تؤثر العديد من العوامل هنا، مثل تدفق الدم، والدهون، وربط الأنسجة وتأثير الحجم الجزيئي، وكيف يتفاعل الدواء مع مكونات الدم، مثل بروتينات البلازما.

على سبيل المثال، عقار مثل الوارفارين شديد الارتباط بالبروتين، مما يعني أن نسبة صغيرة فقط منه تبقى حرة لممارسة آثارها العلاجية. إذا أعطِي دواء شديد الارتباط بالبروتين مع الوارفارين، فإنه يمكن أن يحل محل الوارفارين من موقع الارتباط بالبروتين ويزيد من الكمية التي تدخل مجرى الدم.

بالإضافة إلى ذلك، توجد حواجز تشريحية في أعضاء معينة مثل الحاجز الدموي الدماغي، مما يمنع بعض الأدوية من الدخول إلى أنسجة المخ. الأدوية ذات الخصائص المعينة، كالوزن الجزيئي، أو أن تكون المادة محبة للدهون، أو حجمها صغير، تكون أكثر قدرة على عبور حاجز الدم في الدماغ.

التمثيل الغذائي/الاستقلاب/metabolism:

التمثيل الغذائي للدواء هو التحول البيولوجي للدواء عن طريق الأعضاء أو الأنسجة (في المقام الأول الكبد أو الكلى أو الجلد أو الجهاز الهضمي) بحيث يمكن إفراز الدواء. لتسهيل الإزالة عن طريق البراز أو البول، يتم تغيير مركب الدواء ليصبح أكثر قابلية للذوبان في الماء. إنزيمات السيتوكروم P450 (CYP450) مسؤولة عن التمثيل الغذائي لحوالي 70-80٪ من جميع الأدوية في الاستخدام السريري. يمكن أن يؤدي التمثيل الغذائي الكيميائي إلى حدوث تسمم، وذلك بسبب تكوين منتجات ثنائية ضارة أو مستقلب سام. يَرسم العلماء مسارات التمثيل الغذائي المحددة لعقار مرشح، وهو ما يطلق عليه مسارات النتائج العكسية (AOPs). توفر AOPs البيانات اللازمة لتحديد السلامة أو السمية المحتملة للدواء.

بعض العوامل التي تؤثر على التمثيل الغذائي للدواء:

  • الوراثة: يمكن أن تؤثر الجينات على ما إذا كان الشخص يستقلب الأدوية بسرعة أكبر أو ببطء.
  • العمر: يمكن أن يؤثر العمر على وظائف الكبد، إذ أن كبار السن لديهم ضعف في وظائف الكبد وقد يستقلبون الأدوية ببطء، وحديثي الولادة أو الرضع لديهم وظائف الكبد غير ناضجة.
  • التفاعلات الدوائية: يمكن أن تؤدي التفاعلات الدوائية إلى انخفاض التمثيل الغذائي للدواء عن طريق تثبيط الإنزيم، أو زيادة التمثيل الغذائي للدواء عن طريق تحريض الإنزيم.

الإفراز/الإطراح/excretion:

هو العملية التي يتم من خلالها التخلص من مركب الدواء المستقلب من الجسم. يحدث معظم إطراح الأدوية في صورة براز أو بول. وتشمل طرق الإخراج الأخرى من خلال الرئتين أو العرق من خلال الجلد. يؤثر الحجم الجزيئي والشحنة على مسار الإخراج، ويسعى الباحثون لمعرفة مدى سرعة إفراز الدواء والمسار الذي يسلكه للخروج من الجسم.

لا يتم إطراح كل مركب دوائي بالكامل. إذ إن المركبات القابلة للذوبان في الدهون أكثر عرضة للتراكم البيولوجي مقارنة بالمركبات القابلة للذوبان في الماء. هذا التراكم قد يسبب آثارًا ضارة.

لماذا تعتبر ADME مهمة؟

في اكتشاف الأدوية وتطويرها، يجب على الباحثين فحص نشاط الدواء في الجسم لتقييم السلامة والسمية. تعد دراسات التمثيل الغذائي للدواء ودراسات الحرائك الدوائية، مثل دراسات ADME وعلم السموم، خطوة حاسمة في هذه العملية. تقدم البيانات التي تم جمعها من الباحثين إذا ما كان الدواء قابلاً للتطبيق. كما توفر أهدافًا محددة للبحث والتطوير في المستقبل.

عجل التقدم في هذا المجال في ظهور مناهج ADME الشخصية. إذ يتم النظر في عوامل مثل جينوم المريض أو حتى الوقت من اليوم الذي يتم فيه إعطاء الأدوية. غالبًا ما تستخدَم التقنيات الحسابية لمساعدة هذه الدراسات الأكثر دقة.

المصادر:

اقرأ المزيد حول: مفاهيم أساسية في علم الدواء

مفاهيم أساسية لعلم الأدوية

يهتم علم الدواء بدراسة الخصائص التركيبية للعقاقير، وكيفية تصميم الأدوية وتصنيعها، والتقنيات الدوائية، والتداخلات الدوائية، ودراسة السموم، والخصائص العلاجية والتطبيقات الطبية والمضاعفات والآثار الجانبية للعقاقير الطبية. هناك العديد من المصطلحات الطبية والعلمية التي تخص الدواء، غالبًا ما يتم الخلط بينها ويتم التعامل معها على أنها مترادفات، سأتطرق في هذا المقال للضروري منها، وأوضح أهم المفاهيم الأساسية لعلم الأدوية.

خاصيتين رئيسيتين للدواء:

غالبًا ما يتم الخلط بين فعالية وفاعلية دواء معين، من المهم التمييز بين هذين الخاصيتين، إذ إنهما ليستا مترادفتان، ونستطيع من خلال المنحنيات المتدرجة للجرعة والاستجابة، تحديد خاصيتين رئيسيتين للأدوية، وهما الفاعلية والفعالية.

الفعالية Efficacy:

هي قدرة الدواء بعد الارتباط بالمستقبلات على إحداث تغيير يؤدي إلى تأثيرات معينة. تُعرف باسم الفعالية القصوى Emax، أي قدرة الدواء على إنتاج أقصى استجابة، بمعنى آخر، هي الاستجابة القصوى التي يمكن أن يثيرها الدواء، أو قدرة الدواء على إثارة استجابة فسيولوجية عندما يتفاعل مع مستقبلات.

الفاعلية potency:

هي مقياس مقارن للجرعات المختلفة لدوائين مطلوبين لإنتاج نفس التأثير الدوائي. تُعرف باسم قوة الدواء. بمعنى آخر، هي كمية الدواء اللازمة لإنتاج استجابة معينة.

مثال لكل من الفعالية والفاعلية:

بشكل عام، ينتج المورفين مستوى مثاليًا من التسكين غير ممكن مع أي جرعة من الأسبرين. وبالتالي، فإن المورفين أكثر فعالية من الأسبرين. وبالمثل، فإن فوروسيميد مدر للبول، ولديه قدرة أكبر على التخلص من الملح والسوائل من البول أكثر من الميتولازون. لذلك فإن للفوروسيميد فعالية أكبر من الميتولازون.

من ناحية أخرى، يستخدم 500 ملغ من الباراسيتامول و 30 ملغ من المورفين كمسكن. هنا، تتطلب جرعة صغيرة من المورفين إنتاج تأثير مسكن. بالتالي، فإن فاعلية المورفين أقوى من الباراسيتامول.

بعض الفروقات ما بين الفعالية والفاعلية:

  • تُقدَّر الفعالية بمقارنة الاختلافات في الاستجابة الأعلى بتركيزات أو جرعات دوائية عالية. من ناحية أخرى، يتم تقدير الفاعلية بمقارنة الجرعة (ED50).
  • تعتمد الفعالية على التركيز في موقع التأثير، وعدد ارتباط مستقبلات الدواء، والعوامل النفسية، وكفاءة اقتران تنشيط المستقبل بالاستجابات الخلوية. حيث أن فاعلية الدواء تعتمد على ألفة المستقبلات لربط الدواء ومدى فعالية تفاعل الدواء مع المستقبلات التي تؤدي إلى الاستجابة السريرية.
  • تعتبر الفعالية عنصرًا حاسمًا في اختيار دواء من بين أدوية أخرى من نفس النوع. بينما الفاعلية عنصر حاسم في اختيار جرعة الدواء.
  • الفعالية أكثر أهمية من الفاعلية، حيث أن الدواء ذو الفعالية الأكبر من الفاعلية يكون أكثر فائدة علاجية.
  • الفعالية مفيدة في تحديد الفعالية السريرية للدواء. بينما فاعلية الدواء مفيدة في تصميم أشكال الجرعات.

اختبار الفعالية والفاعلية:

فعالية وفاعلية الدواء لا يتم قياسها حتى المرحلة الثانية من التجارب السريرية. وهو خطر حقيقي في اكتشاف الأدوية، كما أنه يفسر سبب وجود الكثير من الأدوية التي تفشل في المرحلة 2 من التجارب السريرية. من أجل تقليل مخاطر الفشل، تقوم الشركات بعملية تسمى التحقق من صحة الهدف، وهو التأكد من ان الارتباط بين الدواء والهدف سوف ينتج عنه فائدة علاجية للإنسان.

الآثار الجانبية للدواء:

عندما يتناول المريض الدواء، يحدث نوعان من التأثيرات العلاجية: الآثار المرغوبة والأخرى غير المرغوب فيها. والأهم من ذلك، أن جميع الأدوية يمكن أن تسبب آثارًا جانبية علاجية غير متوقعة إلى جانب آثارها المفيدة. ترتبط شدة وحدوث هذه الآثار بحسب حجم الجرعة.

التأثير الجانبي والتأثير السام للدواء:

يُعرَّف التأثير الجانبي side effect بأنه التأثير غير المرغوب فيه علاجيًا ولكنه غالبًا لا مفر منه والذي يحدث عند الجرعات العلاجية العادية للدواء. هي ليست آثارًا خطيرة، ويمكن التنبؤ بها من الملف الدوائي للدواء في جرعة معينة.

أما التأثير السام toxic effect فهو تأثير ضار وغير مرغوب فيه ولكن يمكن تجنبه في كثير من الأحيان، حيث غالبًا ما يكون سببه استخدام الدواء بجرعة عادية ولكن لفترة طويلة أو جرعة زائدة من الدواء. من المحتمل أن تكون التأثيرات السامة للأدوية إما مرتبطة بالإجراءات الدوائية الرئيسية مثل النزيف بمضادات التخثر أو لا علاقة لها بالإجراء الدوائي الرئيسي مثل تلف الكبد بسبب جرعة زائدة من الباراسيتامول.

على سبيل المثال، يتم تناول كربونات الكالسيوم لعلاج نقص الكالسيوم أو هشاشة العظام، ويعتبر الإمساك من الآثار الجانبية التي لا يمكن تجنبها هنا. بينما يمكن تجنب التأثيرات السامة عن طريق الاستخدام الدقيق والحكيم للدواء.

بعض الفروقات التي توضح التأثير الجانبي والتأثير السام:

  • الآثار الجانبية ليست ضارة في كثير من الأحيان، بالرغم من أنها غير متوقعة من الناحية العلاجية ولكنها لا تهدد الحياة. على الجانب الأخر، فإن التأثيرات السامة ضارة وغالبًا ما تكون مهددة للحياة.
  • يحدث التأثير الجانبي ضمن الجرعة العلاجية العادية للدواء. أما التأثير السام فيحدث بسبب الجرعة الزائدة أو الجرعة المتكررة من الدواء. المقصود بالجرعة العلاجية هنا هي الكمية المحددة مسبقًا من الدواء والتي ستنتج التأثيرات العلاجية المثلى.
  • عدم ضرورة تقليل جرعة الدواء أو وقفها في حال التأثير الجانبي. عكس ذلك في التأثير السام يكون تقليل أو وقف الدواء ضروري.
  • في كثير من الأحيان لا حاجة لعلاج الآثار الجانبية، باستثناء الحالات الشديدة لتقليل الانزعاج أو المضاعفات. في حالة التأثيرات السامة، يتم علاج التسمم وإعطاء ترياق. على سبيل المثال، يجب إعطاء N-acetylcysteine ​​لعلاج السمية الكبدية الناتجة عن جرعة زائدة من الباراسيتامول.

Ec50, IC50:

هذه المصطلحات وإن كانت متشابهة، إلا أنها ليست متطابقة تمامًا، EC50: هو تركيز دواء يعطي استجابة نصف قصوى. IC50 هو تركيز مثبط حيث يتم تقليل الاستجابة (أو الارتباط) بمقدار النصف. من الطرق الجيدة لتذكر الاختلاف استخدام الاختصار “I” في IC50، والذي يرمز إلى التثبيط inhibition، على عكس “E” في EC50 ، والذي يشير إلى فعال effective.

المؤشر العلاجي، LD50, ED50

المؤشر العلاجي Therapeutic index: هو هامش الأمان الموجود بين جرعة الدواء التي تنتج التأثير المطلوب والجرعة التي تنتج آثارًا جانبية غير مرغوب فيها وربما خطيرة. تعرف هذه العلاقة على أنها نسبة الجرعة التي تنتج سمية إلى الجرعة التي تنتج استجابة مرغوبة سريريًا أو فعالة (TI= LD50/ED50)، حيث LD50 هي الجرعة التي يقتل فيها دواء ما 50٪ من مجموعة اختبار من الحيوانات و ED50 هي الجرعة التي يتم فيها إنتاج التأثير المطلوب في 50٪ من مجموعة الاختبار. بشكل عام، كلما كان هذا الهامش أضيق، زادت احتمالية أن ينتج الدواء تأثيرات غير مرغوب فيها. من الجدير بالذكر أن الدواء الأكثر أمانًا يكون له مؤشر علاجي أعلى. يعد الوارفارين مثالًا للدواء ذي المؤشر العلاجي الضيق، أما البنسلين فإنك يملك مؤشر علاجي كبير.

يحتوي المؤشر العلاجي على العديد من القيود ، لا سيما حقيقة أن الجرعة المميتة 50 لا يمكن قياسها عند البشر. وعند قياسها في الحيوانات، فهي دليل ضعيف لاحتمالية حدوث تأثيرات غير مرغوب فيها على البشر. ومع ذلك، فإن المؤشر العلاجي يؤكد على أهمية هامش الأمان، المتميز عن الفاعلية، في تحديد فائدة الدواء.

التركيز الأدنى الفعال والتركيز الادنى السمي


Minimum Effective Concentration (MEC): الحد الأدنى للتركيز المطلوب لتأثير الدواء، وتسمى في حالة المضادات الحيوية MIC، تعني هذه الأخيرة التركيز الأدنى المثبط للكائنات الحية الدقيقة minimum inhibitory concentration. أما minimum toxic concentration (MTC) فهي التركيز الأدنى الذي يُحدث سمية. ويقابلها مصطلح MBC، وهو التركيز الأدنى القاتل للكائنات الحية الدقيقة minimum bactericidal concentration.


إذا كان الدواء يعطي تأثيرًا علاجيًا بجرعة منخفضة ولا يحدث تأثيرًا سامًا إلا بجرعة عالية، فنحن نملك نافذة علاجية واسعة TW يمكن من خلالها استخدام الدواء بأمان.

تعتبر هذه المفاهيم من الأساسيات لعلم العاقير وعلم الصيدلة، وهي تحتاج سنوات من البحث ومراحل من الاختبارات للوصول إلى النتائج الدقيقة. كل ذلك العمل والجهد يفيد في تحديد أساسيات مهمة كجرعة الدواء وطريقة إعطاؤه وأمانه.

مفاهيم أساسية

المصادر:

نوبل للكيمياء لعام 2022، من فازوا ولم؟

منذ ولادة الكيمياء الحديثة في القرن الثامن عشر، استخدم العديد من الكيميائيين الطبيعة كنموذج يحتذى به. إذ أن الحياة نفسها هي الدليل النهائي على قدرة الطبيعة الفائقة على خلق تعقيد كيميائي. حفزت الهياكل الجزيئية الرائعة الموجودة في النباتات والكائنات الحية الدقيقة والحيوانات الباحثين على محاولة بناء نفس الجزيئات بشكل مصطنع. غالبًا ما كان تقليد الجزيئات الطبيعية أيضًا جزءًا مهمًا في تطوير المستحضرات الصيدلانية، لأن العديد منها مستوحى من المواد الطبيعية. في هذا المقال سنتحدث عن جائزة نوبل للكيمياء لعام 2022 وأهم إنجازات الباحثين وابتكاراتهم.

جائزة نوبل للكيمياء لعام 2022

حصل «باري شاربلس» و«مورتن ميلدال» على جائزة نوبل للكيمياء 2022 لأنهما وضعا أسس كيمياء النقر. يتشاركون الجائزة مع «كارولين بيرتوزي»، التي نقلت كيمياء النقر إلى بُعد جديد وبدأت في استخدامها لرسم خريطة للخلايا.

باري شاربلس وكيمياء النقر

كان أحد العوائق أمام الكيميائيين، وفقًا لباري شاربلس، هو الروابط بين ذرات الكربون التي تعتبر حيوية جدًا لكيمياء الحياة. من حيث المبدأ، تحتوي جميع الجزيئات الحيوية على إطار من ذرات الكربون المرتبطة، لقد طورت الحياة طرقًا لإنشاء هذه الأساليب، ولكن ثبت أنها صعبة للغاية بالنسبة للكيميائيين. والسبب هو أن ذرات الكربون هي جزيئات مختلفة، غالبًا ما تفتقر إلى دافع كيميائي لتكوين روابط مع بعضها البعض لذلك يجب تنشيطها صناعياً. وينتج عن هذا التنشيط العديد من ردود الفعل غير المرغوب فيها وخسارة فادحة للمواد. لذلك بدلاً من محاولة دفع ذرات الكربون إلى التفاعل مع بعضها البعض، شجع باري شاربلس زملاءه على البدء بجزيئات أصغر تحتوي بالفعل على إطار كربوني كامل. ومن ثم ربط هذه الجزيئات البسيطة معًا باستخدام جسور من ذرات النيتروجين أو ذرات الأكسجين، وبالتالي يسهل التحكم فيها. كما يتم تجنب العديد من التفاعلات الجانبية، مع فقدان أقل للمواد. وصف شاربلس هذه الطريقة، قائلاً إنه حتى إذا لم تتمكن الكيمياء النقرية من توفير نسخ دقيقة من الجزيئات الطبيعية، فسيكون من الممكن العثور على جزيئات تؤدي نفس الوظائف. أي أنها قد تولد أدوية مناسبة للغرض مثل تلك الموجودة في الطبيعة، والتي يمكن إنتاجها على نطاق صناعي.

الكيمياء النقرية Click chemistry

فلسفة كيميائية أدخلها باري شاربلس عام 2001 وحصل بسببها على جائزة نوبل لأول مرة، توصف بأنها كيمياء مصممة لتخليق المواد بسرعة وبشكل موثوق من خلال ضم وحدات صغيرة معًا. وهي ليست تفاعلاً محدداً بل هي مبدأ يحاكي الطبيعة.

مادة غير متوقعة في وعاء تفاعل ميلدال

في السنوات الأولى من هذا القرن، كان مورتن ميدال يطور طرقًا للعثور على مواد صيدلانية معينة. أثناء أبحاثه، أجرى هو وزملاؤه تفاعل ألكين مع أسيل هاليد. عادة ما يسير التفاعل بسلاسة، وخاصة عند إضافة بعض أيونات النحاس وربما رشة من البلاديوم كمحفزات. لكن عندما حلل ميلدال ما نتج في وعاء التفاعل وجد شيئًا غير متوقعا. اتضح أن الألكين قد تفاعل مع النهاية الخاطئة لجزيء هاليد الأسيل. في الطرف المقابل كانت هناك مجموعة كيميائية تسمى أزيد (موضحة بالصورة أدناه) جنبا إلى جنب مع الألكين، أنشأ الأزيد هيكلًا على شكل حلقة، وهو تريازول.

كان هذا الناتج مميز جدًا، إذ يدخل التريازول في تركيب بعض الأدوية والأصباغ والمواد الكيميائية الزراعية. حاول الباحثون سابقا تكوينه من الألكينات والأزيدات، لكن هذا أدى إلى منتجات ثانوية غير مرغوب فيها.

تلتصق الجزيئات ببعضها البعض بسرعة وكفاءة

قدم مورتن اكتشافه لأول مرة في ندوة في سان دييغو، في يونيو 2001. في العام التالي، نشر مقالًا في مجلة علمية أظهر أنه يمكن استخدام التفاعل لربط العديد من الجزيئات المختلفة معًا. في نفس العام – بصرف النظر عن مورتن ميلدال – نشر باري شاربلس أيضًا ورقة حول التفاعل المحفز بالنحاس بين الأزيدات والألكينات. إذا أراد الكيميائيون ربط جزيئين مختلفين، يمكن الآن بسهولة إدخال أزيد في جزيء واحد وألكين في الآخر. ثم يقومون بربط الجزيئات مع بعضها بمساعدة بعض أيونات النحاس.

يمكن استخدام تفاعلات النقر لإنشاء مواد جديدة

تسهل تفاعلات النقرات إنتاج مواد جديدة مناسبة للغرض. إذا أضافت الشركة المصنعة أزيدًا قابلاً للنقر إلى البلاستيك أو الألياف، فإن تغيير المادة في مرحلة لاحقة يكون أمرًا سهلاً؛ وكذلك للمواد التي توصل الكهرباء، أو تلتقط ضوء الشمس، أو المضادة للجراثيم، أو التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية أو لها خصائص أخرى مرغوبة. في الأبحاث الصيدلانية، تُستخدم الكيمياء النقرية لإنتاج وتحسين المواد التي يمكن أن تصبح أدوية. هناك العديد من الأمثلة لما يمكن أن تحققه الكيمياء النقرية. ومع ذلك، فإن الشيء الذي لم يتنبأ به شاربلس هو أنه سيتم استخدامه في الكائنات الحية.

كارولين بريتوزي والكربوهيدرات المخفية

باستخدام طرق جديدة في علم الأحياء الجزيئي، كان الباحثون حول العالم يرسمون خرائط الجينات والبروتينات في محاولاتهم لفهم كيفية عمل الخلايا. لم تحظ مجموعة واحدة من الجزيئات بأي اهتمام تقريبًا: الجليكانات. وهي الكربوهيدرات المعقدة التي يتم بناؤها من أنواع مختلفة من السكر وغالبًا ما توجد على سطح البروتينات والخلايا، وهي تلعب دورًا مهمًا في العديد من العمليات البيولوجية. لكن المشكلة تكمن في أن الأدوات الجديدة للبيولوجيا الجزيئية لا يمكن استخدامها لدراستها. لذلك واجه كل من حاول فهم كيفية عمل الجليكان تحديًا هائلاً.

بدأت  «كارولين بيرتوزي» في رسم خرائط للجليكان الذي يجذب الخلايا المناعية إلى العقد الليمفاوية. استغرق الأمر أربع سنوات للتعرف على كيفية عمل الجليكان. في إحدى الندوات استمعت الباحثة إلى عالم ألماني شرح كيف نجح في جعل الخلايا تنتج نوعًا غير طبيعي من حمض السياليك، وهو أحد السكريات التي تكوّن الجليكان. من هنا تساءلت عما إذا كان بإمكانها استخدام طريقة مماثلة لجعل الخلايا تنتج حمض السياليك بنوع من المقبض الكيميائي chemical handle. إذا تمكنت الباحثة الخلايا من دمج حمض السياليك المعدل في جليكانات مختلفة، فستكون قادرة على استخدام المقبض الكيميائي لرسم خرائط لها. على سبيل المثال، يمكنها إرفاق جزيء فلوري بالمقبض، وسيكشف الضوء المنبعث بعد ذلك عن مكان إخفاء الجليكان في الخلية.

كشفت الجليكانات المخفية عن نفسها

بعد ذلك بدأت في البحث عن مقابض كيميائية وتفاعل كيميائي يمكنها استخدامه. لم تكن هذه مهمة سهلة، لأن المقبض يجب ألا يتفاعل مع أي مادة أخرى في الخلية، وألا يكون حساسا لأي شيء باستثناء الجزيئات التي كانت ستربطها بالمقبض. وضعت مصطلحًا لهذا: التفاعل بين المقبض وجزيء الفلورسنت يجب أن يكون متعامدًا بيولوجيًا.

نجحت كارولين بيرتوزي في عام 1997 في إثبات نجاح فكرتها. حدث الاختراق التالي في عام 2000، عندما وجدت المقبض الكيميائي الأمثل: أزيد. قامت بتعديل رد فعل معروف -تفاعل ستودينجر- بطريقة بارعة، واستخدمته لربط جزيء الفلورسنت بالأزيد الذي أدخلته إلى جليكانات الخلايا. نظرًا لأن أزيد لا يؤثر على الخلايا يمكن إدخاله حتى في الكائنات الحية. يمكن استخدام تفاعل Staudinger المعدل لرسم خريطة للخلايا بعدة طرق، لكن Bertozzi لم تكن راضية. لقد أدركت أن المقبض الكيميائي الذي استخدمته -الأزيد- لديه الكثير ليقدمه.

تفاعل النقر الخالي من النحاس

في هذا الوقت، انتشر الحديث بين الكيميائيين حول كيمياء النقرات الجديدة لمورتن ميلدال وباري شاربلس، لذلك كانت كارولين بيرتوزي تدرك جيدًا أن مقبضها -الأزيد- يمكن أن ينقر بسرعة على ألكين طالما أن هناك أيونات نحاسية متاحة. المشكلة هي أن النحاس سام للكائنات الحية. لذلك بدأت مرة أخرى في البحث والدراسة، ووجدت أن الأزيدات والألكينات يمكن أن تتفاعل بطريقة شبه قابلة للانفجار -بدون مساعدة من النحاس- إذا تم إجبار الألكين على شكل حلقة. نجحت التجربة عندما اختبرتها في الخلايا. في عام 2004، نشرت تفاعل النقر الخالي من النحاس المسمى بـ cycloaddition alkyne-azide، ثم أوضحت أنه يمكن استخدامه لتتبع الجليكانات.

الاستخدامات الطبية لاكتشافات العلماء

استخدمت هي والعديد من الباحثين الآخرين هذه النتائج لاستكشاف كيفية تفاعل الجزيئات الحيوية في الخلايا ودراسة عمليات المرض. إحدى المجالات التي تم التركيز عليها هي الجليكانات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية. قادت الدراسة إلى فكرة أن بعض الجليكانات يبدو أنها تحمي الأورام من جهاز المناعة في الجسم، لأنها تثبط عمل الخلايا المناعية. لمنع هذه الآلية الوقائية، ابتكرت بيرتوزي وزملاؤها نوعًا جديدًا من الأدوية البيولوجية. تم إضافة جسم مضاد خاص بالجليكان إلى إنزيمات تعمل على تكسير الجليكانات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية. يتم الآن اختبار هذا الدواء في التجارب السريرية على الأشخاص المصابين بالسرطان المتقدم.


بدأ العديد من الباحثين أيضًا في تطوير أجسام مضادة قابلة للنقر تستهدف مجموعة من الأورام. بمجرد أن تلتصق الأجسام المضادة بالورم، يتم حقن جزيء آخر ينقر على الجسم المضاد. على سبيل المثال، يمكن أن يكون هذا نظيرًا مشعًا يمكن استخدامه لتتبع الأورام باستخدام ماسح التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو يمكنه توجيه جرعة قاتلة من الإشعاع على الخلايا السرطانية.

أخيرًا

لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه العلاجات الجديدة ستنجح لكن هناك أمرًا واحدًا واضحًا: لقد تطرق البحث للتو إلى الإمكانات الهائلة لنقرات الكيمياء والكيمياء الحيوية المتعامدة.

يمكنك أيضًا قراءة نوبل الكيمياء 2021 ومعرفة القصة كاملة!

المصادر

ارتجاع المريء ، ما هو وكيف تتم معالجته؟

من المهم ملاحظة أن هناك فرقًا حقيقيًا بين حرقة المعدة العرضية (التي قد لا تحتاج إلى تدخل طبي)، ومرض الارتجاع المعدي المريئي. إذ يعاني معظم الأشخاص من حرقة المعدة من وقت لآخر، وبشكل عام، لا تستدعي الحموضة العرضية القلق. ولكن إذا كنت تعاني من حرقة المعدة أكثر من مرتين على مدار عدة أسابيع. وخاصة إذا كنت تعاني أيضًا من سعال مزمن وألم في الصدر، فربما تكون مصابًا بمرض ارتجاع المريء. فما هو وما هي أهم أسبابه وكيف تتم التعامل معه؟

وفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK)، يؤثر ارتجاع المريء على حوالي 20% من الأشخاص في الولايات المتحدة. وقد يسبب -في بعض الحالات- مضاعفات خطيرة إذا تُرك دون علاج.

كيف يحدث الارتجاع المعدي المريئي ؟

يحدث الارتجاع الحمضي عندما تعود محتويات معدتك إلى المريء. ويسمى هذا الارتداد قلس معدي أو الارتجاع المعدي المريئي. فإذا كنت تعاني من أعراض ارتجاع المريء أكثر من مرتين في الأسبوع، فقد تكون مصابًا بحالة تعرف باسم مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) أو ارتجاع المريء.

أسباب ارتجاع المريء

على الرغم من عدم وجود سبب واحد للارتجاع المعدي المريئي، إلا أن هناك آلية في جسمك – عندما لا تعمل بشكل صحيح – يمكن أن تزيد من احتمالية حدوثه. العضلة العاصرة السفلية للمريء lower esophageal sphincter، اختصارًا LES، تفتح وتغلق بواسطة صمام. في الوضع الطبيعي وأثناء تناول الطعام يفتح الصمام عند البلع، ثم تشد وتغلق مرة أخرى بعد ذلك. بينما في حالة ارتداد الحمض لا يتم شد أو إغلاق العضلة العاصرة المريئية السفلى بشكل صحيح. مما يسمح للعصارات الهضمية والمحتويات الأخرى من معدتك بالخروج إلى المريء.


تشمل الأسباب المحتملة الأخرى ما يلي:

  • فتق الحجاب الحاجز Hiatal hernia: يحدث الفتق عندما يتحرك جزء من المعدة فوق الحجاب الحاجز باتجاه منطقة الصدر. يمكن أن يزيد احتمال عدم قيام LES بعمله بشكل صحيح، إذا تم اختراق الحجاب الحاجز.
  • الحمل: قد تؤدي التغيرات الهرمونية أثناء الحمل إلى استرخاء عضلات المريء. بالإضافة إلى أن نمو الجنين يسبب الضغط على المعدة، وبالتالي خروج الحمض إلى المريء.
  • تناول وجبات كبيرة بكثرة: يمكن للوجبات الكبيرة أن تسبب انتفاخ الجزء العلوي من المعدة. ويؤدي الانتفاخ أحيانًا إلى غياب ضغط كافٍ على العضلة العاصرة المريئية السفلى، فلا تغلق بشكل صحيح.
  • الاستلقاء بعد الوجبات الكبيرة بوقت قصير: إذ يمكن أن يخلق هذا الاستلقاء ضغطًا أقل مما تحتاجه LES للعمل بشكل صحيح.

أعراض ارتجاع المريء

العرض الرئيسي هو حرقة المعدة المستمرة والقلس الحمضي. ويعاني بعض الأشخاص من ارتجاع المريء دون الشعور بحرقة في المعدة. وبدلاً من ذلك، يعانون من ألم في الصدر، وبحة في الصوت في الصباح أو صعوبة في البلع. قد تشعر أن لديك طعامًا عالقًا في حلقك، أو كأنك تختنق أو أن حلقك ضيق. ويمكن أن يسبب أيضًا السعال الجاف ورائحة الفم الكريهة.

تشخيص ارتجاع المريء

  • يستخدم مسبار الأس الهيدروجيني المتنقل لمدة 24 ساعة Ambulatory 24-hour pH probe في تشخيص الارتجاع. حيث يتم إدخال أنبوب صغير عبر الأنف إلى المريء. ويقيس مستشعر الأس الهيدروجيني الموجود في طرف الأنبوب مقدار تعرض المريء للحمض. ثم يرسل البيانات إلى جهاز كمبيوتر محمول. ويبقى الأنبوب لمدة 24 ساعة تقريبًا. وتعتبر هذه الطريقة بشكل عام المعيار الرئيسي لتشخيص ارتجاع المريء.
  • مخطط المريء Esophogram بعد شرب محلول الباريوم. حيث يستخدم التصوير بالأشعة السينية لفحص الجهاز الهضمي العلوي.
  • المنظار العلوي Upper endoscopy: يتم إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا صغيرة إلى المريء لفحصه وجمع عينة من الأنسجة (خزعة biopsy) إذا لزم الأمر.
  • قياس ضغط المريء Esophageal manometry: حيث يمرر أنبوب مرن عبر الأنف إلى المريء لقياس قوة عضلات المريء.
  • مراقبة درجة الحموضة في المريء. حيث يدخل جهاز في المريء لمعرفة كيفية تنظيم الحمض في جسمك على مدار عدة أيام.

كيفية التعامل مع الأعراض وأهم الأدوية المستخدمة في ارتجاع المريء

يمكن أحيانًا التعايش مع المشكلات الصحية المزمنة عن طريق تغيير نمط الحياة. ولكنها قد تحتاج عادةً إلى نوع من التدخل الطبي. ويشمل ذلك التدخل الأدوية، وكاختيار نهائي قد يحدث تدخل جراحي.

4 تغييرات في نمط الحياة يمكنها حل مشكلة ارتجاع المريء

  1. لا تستلقي بعد تناول الطعام.
  2. تجنب الوجبات الكبيرة والثقيلة في المساء.
  3. حافظ على وزن معتدل. حاول أن تقلع عن التدخين.
  4. ارفع رأسك أثناء النوم.

بعض العلاجات المنزلية

  • استخدم العلكة: الفكرة هنا تكمن في أن اللعاب قلوي قليلاً، لذلك يعمل تحفيزه عن طريق مضغ العلكة كمساعد في تعديل الحموضة في الفم والحلق. بينما وجدت دراسة صغيرة جدًا من عام 2005 بعض المزايا لهذا النهج، فإن حجم الدراسة يجعل من الصعب استخلاص أي استنتاجات حقيقية.
  • اشرب الحليب: نظرًا لقلويته الطبيعية، يعد الحليب علاجًا منزليًا آخر يروج له غالبًا كطريقة لتخفيف أعراض حرقة المعدة. ولكن انتبه! فلسوء الحظ، رغم كون الحليب مهدئًا في البداية، إلا أن الدهون والبروتينات التي يحتويها يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تفاقم أعراض حرقة المعدة بمجرد هضم الحليب. لكن قد يكون من السهل على بعض الناس تحمل الحليب قليل الدسم.
  • اشرب محلول مائي وصودا الخبز: نظرًا لأن صودا الخبز قلوية، فلها القدرة على تعديل الحموضة. وهي آمنة في الغالب عند تناولها بجرعات صغيرة. لكن صودا الخبز غنية بالصوديوم، ومن الممكن أيضًا أن تجعلك تعاني من آثار جانبية في حالة المبالغة في استهلاكها.

أدوية بدون وصفة طبية لعلاج ارتجاع المريء

قد يقترح طبيبك تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) مثل:

  • مضادات الحموضة: وعادة ما تستخدم مضادات الحموضة في الأعراض العرضية والخفيفة لارتجاع الحمض والارتجاع المعدي المريئي. ولكن إذا وجدت أنك تتناول مضادات الحموضة كل يوم تقريبًا، فقد تحتاج إلى دواء أقوى.
  • حاصرات مستقبلات H2: تعمل حاصرات H2 على تقليل كمية الحمض التي تصنعها معدتك.
  • من المهم أن نلاحظ أن نوعًا واحدًا من حاصرات H2 – رانيتيدين (المعروف أيضًا باسم Zantac) – تم سحبه مؤخرًا لاحتوائه على المكون N-Nitrosodimethylamine (NDMA) ، وهو مادة مسرطنة معروفة.
  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs): تقلل أيضًا من كمية الحمض التي تصنعها معدتك. نظرًا لأنها تميل إلى العمل بشكل أفضل من حاصرات H2 ، فهي أكثر فائدة عندما يتعلق الأمر بعلاج بطانة المريء – والتي يمكن أن تتضرر عند التعرض لارتجاع المريء لفترة طويلة من الوقت.

جراحة لعلاج ارتجاع المريء

في معظم الحالات، تكون التغييرات في نمط الحياة والأدوية كافية للوقاية من أعراض الارتجاع المعدي المريئي وتخفيفها. لكن في بعض الأحيان، تكون الجراحة ضرورية. على سبيل المثال، إذا لم تنجح التغييرات في نمط الحياة والأدوية في القضاء على الأعراض، تصبح الجراحة ضرورية. أو في حال الإصابة بمضاعفات ارتجاع المريء.

وهناك أنواع متعددة من الجراحات المتاحة لعلاج ارتجاع المريء. يشمل ذلك تثنية القاع fundoplication حيث يتم خلالها خياطة الجزء العلوي من المعدة حول المريء. وجراحة علاج البدانة؛ والتي عادةً ما يوصى بها عندما يستنتج الطبيب أن ارتجاع المريء قد يتفاقم بسبب زيادة الوزن الزائد.

قدمنا لكم في هذا المقال الكثير من الخطوات لمحاصرة ارتجاع المريء يمكنك تطبيقها في حياتك لتنعم بحياة هانئة ونوم سعيد وصحة جيدة.

المصادر:

اقرأ المزيد حول: الوذمة وأهم أسبابها

الهبات الساخنة وكيف تتعاملين معها؟

بمجرد وصول المرأة إلى سن اليأس، يبدأ الشعور بالهبات الساخنة الذي قد يستمر لمدة 6 أشهر إلى 5 سنوات. ولدى بعض النساء قد تصل لمدة 10 سنوات أو حتى أكثر، ووفقًا لجمعية سن اليأس في أمريكا الشمالية (NAMS). فما هي الهبات الساخنة وكيف تتعاملين معها ؟

اثنتان من الشكاوى الأكثر شيوعًا حول انقطاع الطمث هما الهبات الساخنة والتعرق الليلي. إذ تعاني أكثر من ثلثي النساء في أمريكا الشمالية من هذه الأعراض. كما أنها تؤثر على النساء اللائي يدخلن سن اليأس بعد العلاج الكيميائي أو الجراحة لإزالة المبايض.

ما هي الهبات الساخنة؟

شعور مفاجئ بالحرارة الشديدة، مصدرها ليس خارجي. قد تكون مرتبطة بتغيرات في الدورة الدموية، تبدأ باتساع في الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد لتبرد. مما يجعلك تتعرقين وخاصة الجزء العلوي من الجسم، يصاحبه الشعور بالدفء في البشرة، واحمرار في الوجه والرقبة.
تعاني بعض النساء من تسارع في معدل ضربات القلب أو قشعريرة أيضًا. وقد تحدث أثناء النوم، وهنا تسمى تعرق ليلي، وهي تصعب من الحصول على قسط الراحة الكافي.

كم من الوقت تدوم الهبات الساخنة؟

بينما تزول بعض الهبات الساخنة بعد بضع ثوانٍ، قد تستمر أخرى لأكثر من 10 دقائق. في المتوسط، تستمر الهبات الساخنة حوالي أربع دقائق. كما يختلف تواتر الهبات أيضًا. إذ تعاني بعض النساء من بضع هبات ساخنة أسبوعيًا، بينما قد تتعرض أخريات لعدة هبات في الساعة. حوالي 2 من كل 10 نساء لا يصبن بهبات ساخنة أبدًا، وقد تلازم أخريات لمدة 11 عامًا أو أكثر. في المتوسط، تصاب النساء بهبات ساخنة أو تعرق ليلي لمدة 7 سنوات.

ما الذي يسبب الهبات الساخنة؟

هناك دليل واضح على أن الهبات الساخنة تنتج عن تغيرات هرمونية في الجسم. كما تجري دراسة لتوضيح علاقتها بالمشاكل الصحية الأخرى، مثل مرض السكري. يُعتقد أن السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي تزيد من حدوث الهبات الساخنة. هناك بعض المحفزات تجعل من الهبات أكثر تواتر أو أكثر حدة، سأذكر الشائع منها:

  • شرب الكحول.
  • استهلاك المنتجات التي تحتوي على الكافيين.
  • تناول الأطعمة الحارة.
  • التواجد في غرفة ساخنة.
  • الشعور بالتوتر أو القلق.
  • ارتداء ملابس ضيقة التدخين أو التعرض لدخان السجائر.

تغير نمط الحياة

قبل البدء في تناول الدواء، حاولي أولًا إجراء تغييرات على نمط حياتك.

  • استخدمي المراوح أثناء النهار.
  • ارتدي ملابس خفيفة الوزن فضفاضة مصنوعة من القطن.
  • جربي التنفس البطني العميق والبطيء (من 6 إلى 8 أنفاس في الدقيقة). ممارسة التنفس العميق لمدة 15 دقيقة في الصباح، و 15 دقيقة في المساء، وعندما تبدأ الهبات الساخنة.
  • تمرني يوميًا كالمشي والسباحة وركوب الدراجات والرقص، جميعها خيارات جيدة.
  • قللي درجات الحرارة بمحيط تواجدك، واشربي الماء البارد عند بداية الشعور بالهبات الساخنة.
  • تجنبي الكحوليات والأطعمة الغنية بالتوابل والكافيين. وسيفيدك الإقلاع عن التدخين أيضًا.
  • حافظي على وزن صحي.

الأدوية غير الهرمونية لعلاج الهبات الساخنة

إذا لم تكن التغييرات في نمط الحياة كافية لتحسين الأعراض، فقد تعمل الخيارات غير الهرمونية للتحكم في الهبات الساخنة. قد يكون هذا خيارًا جيدًا إذا كنت غير قادر على تناول الهرمونات لأسباب صحية أو إذا كنت قلقًا بشأن المخاطر المحتملة.

  • الباروكستين: وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام الباروكستين لعلاج الهبات الساخنة، وهو أحد مضادات الاكتئاب الانتقائية من مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRI). وفي هذه الحالة يستخدم بجرعة أقل مما لو كان يستخدم لعلاج الاكتئاب.
  • ربما سمعت عن الكوهوش الأسود أو DHEA أو الايسوفلافون الصويا: وتستخدم لعلاج الهبات الساخنة. لكن لم تثبت فعالية هذه المنتجات، وبعضها يحمل مخاطر مثل تلف الكبد.
  • فيتويستروغنز: هي مواد شبيهة بالإستروجين توجد في بعض الحبوب والخضروات والبقوليات (مثل فول الصويا) والأعشاب. قد تعمل في الجسم مثل شكل ضعيف من هرمون الاستروجين، ولكن لم يتم إثبات فعاليتها، كما أن سلامتها على المدى الطويل غير واضحة.

استخدام الهرمونات لعلاج الهبات الساخنة والتعرق الليلي

الهرمون مادة كيميائية ينتجها عضو مثل الغدة الدرقية أو المبيض. أثناء فترة انقطاع الطمث. وبمرور الوقت ينخفض إنتاج الهرمونات من المبيض مثل الإستروجين والبروجسترون. ويُعتقد أن مثل هذه التغييرات تسبب الهبات الساخنة وأعراض انقطاع الطمث الأخرى.

العلاج بالهرمونات يثبّت مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون في الجسم، وهو علاج فعال للغاية للهبّات الساخنة لدى النساء القادرات على استخدامه. ويمكنهم أيضًا المساعدة في علاج جفاف المهبل والنوم والحفاظ على كثافة العظام.

وتسمى أحيانًا العلاج الهرموني لانقطاع الطمث أو MHT، وهي موجودة على شكل حبوب، أو لاصقات، أو غرسات، أو مواد هلامية، أو كريمات. وقد تكون اللصاقات، وهي الأفضل للنساء المصابات بعوامل الخطر القلبية، مثل تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب.

هناك مخاطر مرتبطة بتناول الهرمونات، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والجلطات الدموية وسرطان الثدي وأمراض المرارة والخرف. وتختلف المخاطر حسب عمر المرأة وما إذا كانت قد خضعت لعملية استئصال الرحم. النساء اللواتي لا يزال لديهن رحم يأخذن هرمون الاستروجين مع البروجسترون أو علاج آخر لحماية الرحم. ويُضاف البروجسترون إلى الإستروجين لحماية الرحم من السرطان، ولكن يبدو أيضًا أنه يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم والسكتة الدماغية.

المصادر

ما هي الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع الكوليسترول؟

أهم ما قد يسببه ارتفاع الكوليسترول هو تصلب الشرايين، والذي بدروه يؤدي إلى العديد من المضاعفات التي تهدد الحياة، من مثل: السكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية، ويزيد أيضًا من خطر الإصابة بحصيات المرارة. تشير الدراسات إلى أن العقاقير المخفضة للكوليسترول لدى بعض الأشخاص تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وحتى الموت بسبب أمراض القلب بحوالي 25٪ إلى 35٪. كما يمكن أن تقلل من فرص تكرار السكتات الدماغية أو النوبات القلبية بحوالي 40٪. في هذا المقال سنتكلم عن تغييرات في نمط الحياة قد تساعد المرضى في خفض الكوليسترول، بالإضافة إلى أهم الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع الكوليسترول.

تغييرات في نمط الحياة تساعد مرضى ارتفاع الكوليسترول

تساعد الأدوية في تحسين مستوى الكوليسترول، ولكن هناك تغييرات في نمط الحياة تحسن أيضًا من مستوى الكوليسترول، وقد تعزز من تأثير الأدوية في خفض الكوليسترول.

تناول الأطعمة الصحية للقلب: يمكن لبعض التغييرات في النظام الغذائي أن تقلل الكوليسترول وتحسن صحة القلب:

  • تقليل الدهون المشبعة: وهي موجودة في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم. تقليل استهلاك مثل هذه الدهون يقلل من LDL -الكوليسترول الضار-.
  • الابتعاد عن الدهون المتحولة: غالبًا ما تُستخدم الدهون المتحولة، التي تُدرج أحيانًا على ملصقات الأطعمة على أنها “زيت نباتي مهدرج جزئيًا”، في السمن النباتي والمقرمشات والكعك التي يتم شراؤها من المتاجر. ترفع هذه الدهون مستويات الكوليسترول الكلية، لذلك حظرت إدارة الغذاء والدواء استخدام الزيوت النباتية المهدرجة جزئيًا بحلول 1 يناير 2021.
  • تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية: لا تؤثر أحماض أوميغا 3 الدهنية على LDL. لكن لها فوائد أخرى لصحة القلب، بما في ذلك خفض ضغط الدم. وهي توجد في بعض الأطعمة، مثل: السلمون والجوز وبذور الكتان.
  • زيادة الألياف القابلة للذوبان: يمكن أن تقلل هذه الألياف من امتصاص الكوليسترول في مجرى الدم. توجد في أطعمة مثل: دقيق الشوفان والفاصوليا والتفاح والكمثرى.
  • إضافة بروتين مصل اللبن إلى النظام الغذائي: بروتين مصل اللبن، الموجود في منتجات الألبان، قد يكون مسؤولاً عن العديد من الفوائد الصحية. أظهرت الدراسات أن تناول بروتين مصل اللبن كمكمل غذائي يخفض LDL والكوليسترول الكلي وكذلك ضغط الدم.

ممارسة الرياضة في معظم أيام الأسبوع وزيادة النشاط البدني: يمكن أن تحسن التمارين من نسبة الكوليسترول، كما تساعد في رفع مستويات HDL، وهو الكوليسترول الجيد.


الإقلاع عن التدخين:
يحسِّن الإقلاع عن التدخين من مستوى HDL. إذ أنه في غضون 20 دقيقة من الإقلاع، يتعافى ضغط الدم ومعدل ضربات القلب من الارتفاع الناجم عن السجائر، أما بعد ثلاثة أشهر من الإقلاع، فتبدأ الدورة الدموية ووظيفة الرئة في التحسن، لينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف فيما لو كنت مدخنًا، وذلك بعد عام من الإقلاع عن التدخين.

في بعض الأحيان، لا تكفي تغييرات نمط الحياة الصحية لخفض مستويات الكوليسترول، حيث يوصي الطبيب بأدوية للمساعدة في خفض نسبة الكوليسترول، فتناول الدواء على النحو الموصوف مع الاستمرار في تغييرات نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن معتدل، وتناول نظام غذائي غني بالمغذيات. كل ذلك يساعد في الحفاظ على أقل جرعة من الدواء وتكون بذلك ذات فعالية أفضل.

المجموعات الدوائية المستخدمة في علاج ارتفاع الكوليسترول

  • الستاتينات
  • مثبطات PCSK9
  • مشتقات حمض الفيبريك (وتسمى أيضًا الفايبرات).
  • عوازل حمض الصفراء (وتسمى أيضًا راتنجات حمض الصفراء).
  • حمض النيكوتينيك (ويسمى أيضًا النياسين).
  • مثبطات امتصاص الكوليسترول الانتقائية.
  • أحماض أوميغا 3 الدهنية وإسترات الأحماض الدهنية.
  • مثبطات لياز الأدينوزين ثلاثي فوسفات سترات (ACL).

الستاتينات:

تعمل هذه الفئة من الأدوية، المعروفة أيضًا باسم مثبطات إنزيم إنزيم HMG CoA، في الكبد لمنع تكوّن الكوليسترول. هذا يقلل من كمية الكوليسترول المنتشرة في الدم. هي الأكثر فعالية في خفض نسبة LDL. في الوقت نفسه، تخفض مستويات الكوليسترول الكلية والدهون الثلاثية وترفع مستويات HDL. قد تساعد أيضًا في تثبيت اللويحات في الشرايين، مما يقلل احتمالية حدوث النوبات القلبية. تضم أدوية هذه المجموعة:

  • أتورفاستاتين Atorvastatin ١٠ – ٨٠ مغ/باليوم
  • فلوفاستاتين Fluvastatin ٢٠ – ٨٠ مغ/باليوم
  • لوفاستاتين Lovastatin ٢٠ – ٨٠ مغ/باليوم
  • بيتافاستاتين Pitavastatin ٢ – ٤ مغ/باليوم
  • برافاستاتين Pravastatin ١٠ – ٨٠ مغ/باليوم
  • رسيوفاستاتين Rosuvastatin ٥ – ٤٠ مغ/باليوم
  • سيمفاستاتين Simvastatin ٥ – ٤٠ مغ/باليوم

تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للستاتينات:

من أكثر الشكاوى شيوعًا لدى الأشخاص الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول آلام العضلات، قد تشعر بهذا الألم كإرهاق أو ضعف في العضلات. يمكن أن يكون الألم مزعجًا خفيفًا، أو شديدًا يجعل من القيام بالأنشطة اليومية صعبة.

وجد الباحثون تأثير “nocebo” عندما يتعلق الأمر بألم العضلات الملحوظ والعقاقير المخفضة للكوليسترول. المقصود بتأثير “nocebo” أن الأشخاص الذين لديهم توقعات سلبية بشأن تقرير الدواء يعانون من الآثار الجانبية المحتملة بمعدلات أعلى مما يجب أن يسببه الدواء. إذ يبلغ الخطر الفعلي للإصابة بألم العضلات نتيجة تناول هذه العقاقير حوالي 5% أو أقل مقارنةً بتناول حبوب لا تحتوي على دواء (دواء وهمي). بالرغم من ذلك، فقد وجدت الدراسات أن ما يقرب من 30% من الأشخاص توقفوا عن تناول الدواء بسبب آلام في العضلات حتى عندما كانوا يتناولون دواءً وهميًا. يمكن أن يكون المتنبئ القوي الذي ستشعر به آلامًا في العضلات عند تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول، هو ما إذا كنت تقرأ عن الآثار الجانبية المحتملة أم لا.

تلف الكبد: في بعض الأحيان، قد يتسبب استخدام الستاتين في زيادة مستوى الإنزيمات التي تشير إلى التهاب الكبد. يستمر المريض في تناول الدواء في حال الزيادة الطفيفة، أما إذا كانت الزيادة شديدة، فقد يحتاج إلى تجربة دواء من مجموعة أخرى، وهي حالة نادرة. لتحري الزيادة يتم إجراء اختبار لأنزيمات الكبد وذلك بتعليمات من الطبيب.

في حالات نادرة جدًا، يمكن أن تتسبب الستاتين في تلف عضلي يهدد الحياة يسمى انحلال الربيدات (rab-doe-my-OL-ih-sis). بالإضافة إلى الصداع واحمرار الجلد، ألم عضلي ونعاس ودوخة، غثيان وإقياء وألم في البطن، نفخة غازات إسهال وإمساك. يجب على النساء الحوامل أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد النشطة أو المزمنة عدم تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول.

الأدوية والأطعمة التي تتداخل مع الستاتينات والتي قد تزيد من الآثار الجانبية سوءًا:

  • تجنب تناول عصير الجريب فروت أثناء المعالجة بهذه الأدوية، إذ أنه يحوي مادة كيميائية تؤثر على استقلاب الدواء مما يزيد من تركيزه بالدم. وبالتالي تزيد التأثيرات الجانبية سوءًا.
  • الأميودارون: دواء لاضطراب نظم القلب.
  • جيمفبروزيل: نوع آخر من أدوية الكوليسترول.
  • أدوية فيروس نقص المناعة البشرية التي تسمى مثبطات الأنزيم البروتيني مثل saquinavir وritonavir.
  • بعض المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفطريات، مثل كلاريثروميسين وإيتراكونازول.
  • بعض الأدوية المثبطة للمناعة، مثل السيكلوسبورين.

راتنجات حمض الصفراء- Bile acid sequestrants:

تم استخدام أدوية هذه المجموعة منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكنها الآن مخصصة بشكل أساسي للمرضى غير القادرين على تناول الستاتين أو الذين يحتاجون إلى خفض إضافي للكوليسترول.

تعمل هذه الأدوية عن طريق انخفاض امتصاص وزيادة إفراز الأحماض الصفراوية والدهون في البراز، بالتالي سيحتاج الكبد بعد ذلك إلى الكوليسترول الموجود في الدم لإنتاج المزيد من حمض الصفراء. هذا يقلل من مستوى الكوليسترول في الدم. تعمل هذه المجموعة على تقليل LDL، وزيادة طفيفة في HDL.

قد يساعد هذا الدواء أيضًا الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 في إدارة نسبة السكر في الدم.

  • كوليستيرامين Cholestyramine: ٤ – ١٦ غرام/مرة أو مرتين باليوم، يجب زيادة جرعة ٤ غ بشكل تدريجي على مدار حوالي شهر واحد إلى ٨ – ١٦ غرام/باليوم مقسمة إلى جرعتين. الجرعة القصوى هي ٢٤ غ/ باليوم تؤخذ على جرعات مقسمة.
  • كوليسيفيلام Colesevelam: ٣،٧٥ غ/باليوم مقسمة على جرعتين. المنتج يأتي في شكل أقراص أو مسحوق. له قدرة أكبر على الارتباط بحمض الصفراء وألفة من كوليسترامين و كوليستيبول لذلك يستخدم بجرعات أقل.
  • كوليستيبول Colestipol: ٢ – ١٦ غ/باليوم على جرعات مقسمة.

التأثيرات الجانبية لهذه المجموعة: اضطرابات الجهاز الهضمي شائعة من مثل: غثيان وإمساك، انتفاخ وغازات، وحموضة المعدة. يمكن البدء بجرعات منخفضة واستخدام ملينات البراز أو سيلليوم من أجل الإمساك. لا يتم امتصاص هذه الأدوية، لذا يمكن استخدامها أثناء الحمل. تؤثر عوازل حمض الصفراء على امتصاص مجموعة متنوعة من الأدوية؛ يجب تناول الأدوية الأخرى إما من ساعة إلى ساعتين قبل أو بعد 4 إلى 6 ساعات من تناولها.

فيبرات Fibrates:

تعتبر الألياف جيدة بشكل خاص لخفض مستويات الدهون الثلاثية (الدهون في الدم) ولها تأثير خفيف لخفض LDL، وزيادة HDL.

  • فينوفايبرات Fenofibrate
  • جيمفيبروزيل Gemfibrozil: ٦٠٠ ملغ مرتين باليوم، يؤخذ قبل نصف ساعة من تناول الطعام. (الجيمفيبروزيل لا يؤخذ مع الستاتين)

التأثيرات الجانبية لهذه المجموعة: غثيان وآلام في المعدة انتفاخ تجشؤ وآلام في العضلات، امساك أو اسهال، فقدان في الوزن، صداع. يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو أمراض الكبد عدم تناول الفايبريت.

حمض النيكوتينك/النياسين Niacin:

النياسين، المعروف أيضًا باسم حمض النيكوتينيك، هو فيتامين ب٣، يوجد بشكل طبيعي في النباتات والحيوانات، كما أنه موجود في العديد من الفيتامينات والمكملات الغذائية. يحد من إنتاج دهون الدم في الكبد وله تأثير خفيف على تقليل LDL والدهون الثلاثية؛ يزيد HDL.

التأثيرات الجانبية: احمرار الوجه والرقبة وحكة، اضطراب في المعدة، زيادة نسبة السكر في الدم. يجب تجنب النياسين لدى المرضى الذين يعانون من أمراض كبد حادة، أو قرحة في المعدة، أو في حال وجود نزيف نشط. تجنب الاستيقاظ بسرعة كبيرة من وضعية الجلوس أو الاستلقاء، فقد تشعر بالدوار. انهض ببطء وثبات لمنع نفسك من السقوط.

مثبط امتصاص الكوليسترول:

يقلل Ezetimibe كمية الكوليسترول التي يمتصها الجسم من الأمعاء. تعمل هذه المجموعة على تقليل LDL، بالإضافة لانخفاض طفيف في الدهون الثلاثية، كما ويزيد قليلًا من HDL.

  • ايزيتيمايب Ezetimibe: ١٠ ملغ/اليوم، مع أو بدون الطعام، وقد يستخدم لوحده أو بالمشاركة مع دواء السيمفاستاتين أو الفينوفيبرات.


التأثيرات الجانبية: آلام المعدة والإسهال والتعب، وألم في العضلات. لا يستخدم هذا الدواء في حال كان المريض يعاني من أمراض في الكبد، ولا يستخدم أثناء الحمل والرضاعة.

مثبطات PCSK9:

تم تصميم مثبطات PCSK9 لتلتصق ببروتين معين في الكبد وتعطله، مما يؤدي إلى خفض نسبة الكوليسترول الضار LDL. عادةً ما تكون مخصصة للأشخاص الذين يعانون من حالة وراثية تسبب ارتفاع مستويات LDL، أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب ولا يستطيعون تحمل الستاتين أو غيرها من الأدوية الخافضة للكوليسترول.

  • اليروكوماب Alirocumab: في البداية ٧٥ ملغ مرة كل أسبوعين أو ٣٠٠ ملغ كل أربعة أسابيع؛ إذا كانت الاستجابة غير كافية، يمكن زيادة الجرعة بحد أقصى ١٥٠ ملغ كل أسبوعين عن طريق الحقن.
  • ايفولوكوماب Evolocumab: ١٤٠ ملغ كل أسبوعين أو ٤٢٠ ملغ مرة كل شهر عن طريق الحقن.

التأثيرات الجانبية: آلام العضلات، وآلام في الظهر، والتورم في موقع الحقن، قد يكون هناك عيب آخر هو التكلفة لأن هذه المنتجات قد تكون باهظة الثمن.

المصادر:

أهم الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع الكوليسترول.

ما هو ارتفاع الكوليسترول وما هي أهم أسبابه؟

وفقًا لمصدر موثوق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)؛ فإن ما يقرب من 94 مليون أمريكي تبلغ أعمارهم 20 عامًا أو أكثر لديهم ارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم. ونظرًا لأن هذه الحالة يمكن أن تظهر غالبًا دون أية أعراض واضحة، فقد لا تعرف أنك مصاب بها حتى تزور الطبيب. إذا كنت تتساءل عن أسباب ارتفاع الكوليسترول، وماذا تفعل إذا تم تشخيصك به، وأهم طرق الوقاية منه، تابع قراءة المقال التالي للحصول على المزيد من المعلومات.

ما هو الكوليسترول؟

مركب دهني ينتجه الكبد بشكل طبيعي، يستخدم في إنتاج أغشية الخلايا وبعض الهرمونات والأحماض الصفراوية وفيتامين د، ويقوم الجسم بتصنيع معظم ما يحتاج إليه، إلا أنه يتواجد أيضًا في الأطعمة ذات الأصل الحيواني، مثل البيض واللحوم والحليب.

الكوليسترول مرتبط بالبروتينات الدهنية

الكوليسترول غير ذواب في الماء، لذلك لا يمكن أن ينتقل عبر الدم من تلقاء نفسه، وللمساعدة في نقله، ينتج الكبد البروتينات الدهنية، وهي جزيئات مصنوعة من الدهون والبروتين، تحمل الكوليسترول والدهون الثلاثية – نوع أخر من الدهون – عبر مجرى الدم. الشكلان الرئيسيان للبروتين الدهني هما البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، وهناك أيضًا VLDL.

البروتينات الدهنية

البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)

يعرف أيضًا بالكوليسترول الضار، ينقل جزيئات الكوليسترول من موقع تخليقه في الكبد إلى جميع أنحاء الجسم، يمكن أن يلتصق بجدران الشرايين ويشكل لويحات دهنية؛ مما يجعل الشريان صلب وضيق، وبالتالي يصبح من الصعب مرور الدم من خلاله، ومن هنا يزداد خطر الإصابة بالذبحة الصدرية (ألم في الصدر) أو حتى النوبة القلبية، أو سكتة دماغية. كلما ارتفع مستوى LDL، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب. القيمة الطبيعية لل LDL أقل من 130 ملغ/ديسيلتر.

البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)

يعرف أيضًا بالكوليسترول الجيد، يساعد على إزالة الكوليسترول الفائض من الدم ويعيده إلى الكبد لتكسيره إلى أحماض صفراوية، ومن ثم إزالته من الجسم، فيمنع بذلك تراكم ترسبات الكوليسترول في الشرايين. كلما ارتفعت مستويات HDL، انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب. من الناحية الطبيعية، يجب أن يكون مستوى HDL أكبر من 40 ملغ/ديسيلتر.

البروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية (VLDL)

نوع من الكوليسترول يحمل المزيد من الدهون الثلاثية. يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من VLDL إلى تراكم الدهون في الشرايين، مما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب.

الدهون الثلاثية

نوع آخر من الدهون، مختلف عن الكوليسترول. بينما يستخدم جسمك الكوليسترول لبناء الخلايا وهرمونات معينة، فإنه يستخدم الدهون الثلاثية كمصدر للطاقة. في حال تناول سعرات حرارية كثيرة باستمرار، يصبح الجسم غير قادر على التعامل مع هذه الكميات، مما يؤدي لارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وبالتالي يزيد خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية.

أعراض ارتفاع الكوليسترول

نادرًا ما يتسبب ارتفاع الكوليسترول في ظهور أعراض في البداية، لذلك ييطلق عليه حالة صامتة، كثير من الناس لا يدركون حتى أن لديهم ارتفاع في نسبة الكوليسترول حتى يصابون بمضاعفات خطيرة، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. من المهم فحص مستويات الكوليسترول بشكل منتظم.

تشخيص ارتفاع الكوليسترول

وفقًا للمعهد القومي للقلب والرئة والدم (NHLBI)، يجب إجراء أول فحص للكوليسترول لدى الشخص بين سن 9 و 11 عامًا، ثم يتكرر كل خمس سنوات بعد ذلك. كما يوصي بإجراء فحوصات كل عام إلى عامين للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 65 عامًا وللنساء من سن 55 إلى 65 عامًا. يجب أن يخضع الأشخاص فوق 65 عامًا لاختبارات الكوليسترول سنويًا.

يقوم الطبيب باختبار دم بسيط يقيس من خلاله مستوى الدهون الثلاثية، وكذلك مستويات الكوليسترول في الدم، ويتصمن هذا الأخير قياس مستوى الكوليسترول الكلي وLDL وHDL. يمثل مستوى الكوليسترول الكلي الكمية الإجمالية للكوليسترول في الدم، تشمل أيضًا LDL و HDL، القيمة الطبيعة له 200 ملغ/ديسليتر.

يشخص الطبيب ارتفاع الكوليسترول عندما تكون مستويات الكوليسترول الكلي – أكثر من 240 ملغ/ديسليتر – أو الكوليسترول الضار LDL مرتفعة للغاية، يمكن أن يكون ارتفاع الكوليسترول خطيرًا عندما تكون مستويات LDL عالية جدًا ومستويات HDL منخفضة جدًا.

أسباب ارتفاع الكوليسترول

  • قد يؤدي تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والدهون المشبعة والدهون المتحولة إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. تشمل العوامل الأخرى المتعلقة بنمط الحياة والتي قد تسهم في ارتفاع الكوليسترول قلة النشاط البدني والسمنة والتدخين.
  • يمكن أن تؤثر العوامل الوراثية أيضًا على فرص إصابتك، إذ تنتقل الجينات من الآباء إلى الأبناء. إذا كان والداك يعانيان من ارتفاع الكوليسترول، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة به أيضًا.
  • في حالات نادرة، ينتج ارتفاع نسبة الكوليسترول عن فرط كوليسترول الدم العائلي. يمنع هذا الاضطراب الجيني جسمك من إزالة البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL. وفقًا لمصدر موثوق للمعهد القومي لأبحاث الجينوم البشري، فإن معظم البالغين المصابين بهذه الحالة لديهم مستويات الكوليسترول الكلي تزيد عن 300 ملليغرام لكل ديسيلتر ومستويات LDL أعلى من 200 ملليغرام لكل ديسيلتر.
  • قد تزيد أيضًا الحالات الصحية الأخرى، مثل مرض السكري وقصور الغدة الدرقية، من خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول.

مضاعفات ارتفاع الكوليسترول

إذا لم يخضع المريض للعلاج، قد يسبب ارتفاع الكوليسترول تراكم الترسبات في الشرايين. بمرور الوقت تضيق هذه الترسبات الشرايين. تُعرف هذه الحالة بتصلب الشرايين-atherosclerosis، يزيد من خطر الإصابة بجلطات دموية خطيرة. وبدوره يؤدي إلى العديد من المضاعفات التي تهدد الحياة، مثل:

  • السكتة الدماغية
  • نوبة قلبية
  • ارتفاع في ضغط الدم
  • الذبحة الصدرية أو ألم في الصدر
  • أمراض الأوعية الدموية
  • فشل كلوي مزمن
  • قد يسبب ارتفاع الكوليسترول أيضًا اختلال التوازن الصفراوي، مما يزيد من خطر الإصابة بحصيات المرارة.

سبل الوقاية والعلاج

أسلوب الحياة الصحي هو أول خط في الوقاية من ارتفاع الكوليسترول. لكن في بعض الأحيان لا يكفي اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية، فقد تحتاج أيضًا إلى تناول أدوية للسيطرة عليه. سأتطرق لسبل الوقاية والأدوية المستخدمة لعلاج هذه الحالة الصحية في مقال مفصل لاحقًا.

اقرأ المزيد حول: أهم الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع الكوليسترول.

المصادر:

ما هي المستقبلات؟

مثلما تبدأ رحلة الألف ميل بخطوة واحدة، فإن مسار الإشارات المعقد داخل الخلية يبدأ بحدث رئيسي واحد، وهو ارتباط الجزيء المرسل للإشارة، بالجزيء المتلقي أو المستقبل (ارتباط الدواء بمستقبل واعطاء تأثير سواء ضار أو نافع)، ومن هنا تنبع أهمية المستقبلات من كونها هدف دوائي للسيطرة على العديد من الحالات المرضية، سأبدأ في هذا المقال _ الجزء الخامس من سلسلة الأدوية _ بطرح أول سؤال والإجابة عنه، ما هي المستقبلات؟

ما هي المستقبلات؟

المستقبل-recptor”: بروتين يرتبط بجزيء معين، يُعرف الجزيء الذي يربطه باسم ligand، قد يكون هذا الأخير عبارة عن أي جزيء، بدءًا من المعادن غير العضوية إلى البروتينات التي يصنعها الكائن الحي والهرمونات والناقلات العصبية، ويتواجد المستقبل إما على سطح الخلية أو داخلها في السيتوبلاسما أو في النواة.

القفل والمفتاح

يساعد مفهوم القفل والمفتاح في فهم التداخل الحاصل بين المستقبل والليجند، يُشبه الليجند بالمفتاح الذي يتطلب تلائمًا دقيقًا مع القفل الذي يمثل المستقبل، إن فتح القفل يقابله تفعيل المستقبل، الذي يخضع لتغير في شكله بحيث يرتبط بالليجند.

آلية ارتباط الليجند بالمستقبل

يرتبط الليجند بموقع الارتباط على بروتين المستقبل، عندما يحدث هذا الارتباط، يخضع المستقبل لتغيير في الشكل، والذي بدوره يؤدي إلى تغيير في وظيفة البروتين، وهنا يمكن أن يحدث عدد من الأشياء، منها:
قد يصبح المستقبل إنزيمًا ويجمع أو يفصل جزيئات معينة بشكل فعال.
حدوث سلسلة من التغييرات في البروتينات ذات الصلة، مما يؤدي في النهاية إلى نقل نوع من الرسائل إلى الخلية، من مثل: رسالة تنظيم التمثيل الغذائي، أو نقل إشارة حسية.
يتمتع المستقبل بقدرة معينة على التمسك بالرابط، وهو ما يُعرف باسم ألفة الربط، بمجرد أن يتلاشى هذا الجذب، سيُطلق المُستقبل الرابط، ويخضع لتغيير الشكل الأصلي، وستنتهي الرسالة أو الإشارة.

تقسم المستقبلات من حيث آلية العمل إلى:

يمكن للجزيئات ligands التي ترتبط بالمستقبلات، إما أن تعمل كمحفزات/مقلدات/ناهضات، وهنا تحفز المستقبلات على نقل معلومات الإشارة، أو تعمل كمضادات/مثبطات/مناهضات، فتمنع المستقبلات من نقل المعلومات.

المقلد/الناهض agonist:

إذا ارتبط الدواء مع المستقبل وأنتج استجابة حيوية تحاكي استجابة الليجند داخلي المنشأ، فإنه يدعى بالمقلد، وهو قد يكون كامل أو جزئي، أو عكسي.

  • “ناهض كامل-full agonists”: له فعالية عالية، ينتج استجابة كاملة مع احتلال نسبة منخفضة نسبيًا من المستقبلات، غالبًا ما تكون هناك حاجة لشغل 5-10٪ فقط لإنتاج استجابة كاملة، أي أن 90٪ من المستقبلات ليست ضرورية للحصول على أقصى استجابة وبالتالي تكوين “احتياطي المستقبل-spare receptors”.
  • “ناهض جزئي-partial agonists”: حتى لو شُغلت جميع المستقبلات فإن المقلد الجزئي لا ينتج التأثير الأعظمي Emax كما يحدث بالمقلد الكامل، أي ينتج عنه تنشيط دون الحد الأقصى حتى عند احتلال إجمالي عدد المستقبلات، وبالتالي لا يمكنه إنتاج الاستجابة القصوى، بغض النظر عن التركيز المطبق.

تعمل العديد من الهرمونات والنواقل العصبية (مثل الأسيتيل كولين والهيستامين والنورادرينالين)، والأدوية (مثل المورفين والفينيليفرين والأيزوبروتيرينول والبنزوديازيبينات والباربيتورات) كمنبهات.

المضاد/المناهض antagonists

يعاكس عمل المستقبل ويثبطه، يمكن تصنيف مضادات المستقبلات على أنها قابلة للعكس أو غير عكوسة، إذ تنفصل مضادات المستقبلات القابلة للعكس بسهولة عن مستقبلاتها؛ بينما تشكل المضادات غير العكوسة رابطة كيميائية مستقرة أو دائمة أو شبه دائمة مع مستقبلاتها.

من حيث التأثير العلاجي وحسب الحالة المرضية، فكل من الناهض والمناهض مفيد، على سبيل المثال، يزيد هرمون الأدرينالين (الإبينفرين) من ضغط الدم عن طريق تنشيط مستقبلات بيتا الأدرينالية، مما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، أما في المقابل، يمكن استخدام مضادات تسمى حاصرات بيتا كأدوية لخفض ضغط الدم لأنها تثبط المستقبلات، مما يسمح للأوعية الدموية بالاسترخاء.

ارتباط الناهض والمضاد بنفس المستقبل

إذا ارتبط كل من الناهض والمضاد بنفس الموضع على المستقبل، يقال بأنهما متنافسان، ويكون التنافس قابل للعكس أو غير عكوس.

ارتباط تنافسي

competitive antagonism: ارتباط المضاد بالمستقبل يمنع الناهض من الارتباط بالمستقبل.

ارتباط غير تنافسي

noncompetitive antagonism: يرتبط الناهض والمضاد في وقت واحد، ولكن قد يقلل ارتباط المضاد من عمل الناهض أو يمنع عمله.

ارتباط تنافسي قابل للعكس

reversible competitive antagonism: يشكل الناهض والمضاد روابط قصيرة الأمد مع المستقبل، ويتم الوصول إلى حالة ثابتة بين الناهض والمضاد والمستقبل، يمكن التخلص من تأثير المضاد عن طريق زيادة تركيز ناهض، على سبيل المثال، النالوكسون naloxone، وهو أحد مضادات مستقبلات الأفيون التي تشبه المورفين من الناحية الهيكلية، عند إعطائه قبل المورفين بفترة وجيزة أو بعده، يعيق تأثيرات المورفين، ومع ذلك، يمكن التغلب على العداء التنافسي للنالوكسون بإعطاء المزيد من المورفين.

تقسم المستقبلات إلى أربعة عائلات:

  • المستقبلات المرتبطة ببروتين G
  • المستقبلات المرتبطة بالأنزيمات
  • المستقبلات المرتبطة بالأقنية الأيونية
  • المستقبلات داخل الخلايا

المستقبلات المرتبطة بالقناة الأيونية

ligand-gated-ion channel: يرتبط الليجند بالمستقبل، مما يؤدي إلى فتح القناة ويصبح غشاء الخلية منفذًا لأيونات معينة إلى داخل وخارج الخلية. تُعرف هذه القنوات باسم “ligand-gated” لأنها مرتبطة بالمستقبلات التي تشغلها. من أمثلة هذه المستقبلات: مستقبلات الأسيتيل كولين النيكوتين، ومستقبلات حمض غاما أمينوبوتيريك (GABA).

المستقبلات المرتبطة ببروتين G

بروتين G هو عبارة عن ثلاثة وحيدات subunits، وهما ألفا وبيتا وغاما، عندما يرتبط الليجند بالمستقبل تنفصل الوحيدة بيتا وغاما عن ألفا، وترتبط الوحيدة ألفا مع الغوانوزين ثنائي الفوسفات GDP، الذي يتحول إلى غوانوزين ثلاثي الفوسفات GTP، يقود هذا الأخير إلى تفعيل adenylyl cyclase مما يحفز تحويل ATP إلى cAMP. من أمثلة هذه المستقبلات: مستقبلات الأسيتيل كولين المسكارينية، ومستقبلات بيتا الأدرينالية، ومستقبلات الدوبامين، ومستقبلات 5-هيدروكسي تريبتامين (سيروتونين)، ومستقبلات الأفيون.

المستقبلات المرتبطة بالأنزيمات

Enzyme-linked receptors: مستقبلات تملك نشاط أنزيمي كجزء من تركيبها أو وظيفتها، ارتباط الليجند بهذا المستقبل ينشط أو يثبط الفعالية الأنزيمية، ومن أهم أمثلة هذه المستقبلات التايروزين كيناز.

المستقبلات داخل الخلوية

تختلف العائلة الرابعة من المستقبلات عن سابقاتها الثلاثة – المستقبل على سطح الخلية- بأن المستقبل يكون بكامله داخل الخلية، ولذلك يجب أن ينتشر الليجند إلى داخل الخلية ليرتبط مع المستقبل، ويضع ذلك قيودًا على الخصائص الفيزيائية الكيميائية لليجند ليعبر إلى داخل الخلية، أي أنه يجب ان يكون ذواب بالدهون وصغير الحجم بشكل كاف من أجل عبور غشاء الخلية المستهدفة.

المصادر:

ما هي الأنزيمات؟

يوجد آلاف الأنزيمات في أجسادنا، والتي تقوم بوظائف ومهام عديدة وضرورية. على الرغم من عدم رؤيتنا لعمل الأنزيمات إلا أنه يتجلى من خلال صحتنا السليمة ولياقتنا البدنية. فحدوث أي خلل في وظائف هذه الأنزيمات سيترتب عليه وجود أعراض مرضية. وهنا، يساعد تحليل الأنزيمات مقدمي الرعاية الصحية من التحقق فيما إذا كان هناك مرض ما. في هذا المقال، سنجيب عن عدة تساؤلات وسنبدأ بأهمها: ما هي الأنزيمات؟

ما هي الأنزيمات؟

الإنزيمات عبارة عن بروتينات تقوم بمجموعة كبيرة ومتنوعة من التفاعلات الكيميائية في أجسامنا. وهي تعتبر ضرورية للهضم ووظائف الكبد وما غير ذلك. تساعد الإنزيمات في تسريع التفاعلات الكيميائية وعملية التمثيل الغذائي، وغالبًا ما تنتجها أجسامنا بشكل طبيعي.

كيف تعمل الأنزيمات؟

تقوم الأنزيمات بتكوين مواد معينة وتفكيك مواد أخرى. تسمى المادة الأولية ب”الركيزة-S “substrate، بينما تسمى المادة الناتجة عن التفاعل ب “المنتج-product”. يرتبط جزيء الركيزة في الموقع النشط للإنزيم لتكوين مركب (ركيزة-إنزيم) ثم يحدث تفاعل لتشكيل المنتج. يمكن للإنزيم بعد ذلك العثور على جزيء ركيزة آخر وتكرار العملية.

ما هي وظائف الأنزيمات في الجسم؟

من أهم أدوار الإنزيمات “المساعدة في الهضم” من خلال تحويل الطعام الذي نتناوله إلى طاقة. ويتم ذلك بتكسير الدهون والبروتينات والكربوهيدرات، وفي نهاية المطاف تستخدم الإنزيمات هذه العناصر الغذائية للنمو وإصلاح الخلايا. أما عن الوظائف الأخرى فتساعد الأنزيمات أيضًا بالآتي:

  • عملية التنفس
  • بناء العضلات
  • وظائف العصب
  • تخليص أجسادنا من السموم

تسمية الأنزيمات

تتم تسمية الإنزيمات عن طريق إضافة النهاية (ase-) إلى اسم الركيزة التي يعمل عليها الأنزيم. مثلا، يسمى الأنزيم الذي يعمل على اليوريك أسيد (حمض البول اليوريك) “يورياز-urease”. وأحيانًا تسمى وفق نوع التفاعل الذي تحفزه. على سبيل المثال، يسمى إنزيم يحفز إزالة ذرات الهيدروجين من جزيء معين “ديهيدروجينيز-dehydrogenase”. وبنفس النمط يسمى الأنزيم الذي يحفز نزع الكربوكسيل “ديكاربوكسيلاز-decarboxylase”. ويخصص الاتحاد الدولي للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية لكل إنزيم اسمًا ورقمًا للتعرف عليهما.

تصنيف الإنزيمات

تصنف الإنزيمات إلى ست فئات حسب نوع التفاعل المحفز، وهي:

  • أوكسيدوروكتازات-oxidoreductases: تحفيز تفاعلات الأكسدة والاختزال.
  • ترانسالات-transferases: نقل مجموعة وظيفية من جزيء إلى آخر (قد تكون المجموعة ميثيل أو أسيل أو أمينو أو فوسفات).
  • هيدروليسات-hydrolases: تشق جزيء إلى جزئين من خلال عمل الماء.
  • لياز-lyases: التفاعلات غير المائية التي تنطوي على كسر روابط.
  • ليجاسيس-ligases: انضم إلى جزيئين معًا من خلال تكوين روابط C-C أو C-N أو C-O أو C-S باستخدام ATP.
  • وإيزوميراز-isomerases: إعادة ترتيب الجزيئات.

الأنزيمات كهدف دوائي

نظرًا لأن أغلب التفاعلات الحيوية في الجسم تتم بواسطة الأنزيمات، ففي الكثير من الأمراض يتم اختيار الأنزيمات كهدف دوائي. والدواء في هذه الحالة إما أن يحفز أو يثبط الأنزيم الهدف، وبالتالي تحفيز أو تثبيط التفاعل الحيوي الذي يتوسطه الأنزيم.

كيف نصمم الدواء المناسب لتثبيط أنزيم ما؟

سابدأ بطرح مثال لتوضيح الفكرة بشكل أفضل، Xanthine oxidase أنزيم يحول الركيزة hypoxanthine إلى xanthine ومنها لليوريك أسيد. ويعرف هذا الأخير بحمض البول والذي يسبب تراكمه مرض النقرس. لأعالج النقرس سأحتاج دواء يثبط عمل هذا الأنزيم، ولكن يجب أن تكون بنية الدواء مشابهة إلى حد ما لبنية الأنزيم. لماذا مشابهة إلى حد ما وليست متطابقة؟ لأن تطابق بنية الدواء لبنية الأنزيم سيخضع الدواء لنفس تفاعل الأنزيم.

بعد أن وجدنا الدواء المناسب ألا وهو الألوبيرينول والذي يختلف عن بنية إنزيم الأكزانتين أوكسيداز بغياب ذرة كربون في جزيء الأولوبيرينول. ولماذا ذرة الكربون مهمة إلى هذا الحد؟ لأنها ستمنع أكسدة الهيبوكزانتين، وبالتالي لن يتشكل حمض البول، وبهذا نكون ثبطنا عمل الأنزيم وبالتي عالجنا المرض.

الخلاصة: لتصميم دواء يعمل على الأنزيم الهدف، لا بد من معرفة بنية الركيزة التي يتفاعل معها الأنزيم. وبذلك، نأخذ فكرة عن هيكل الدواء المطلوب، الذي بدوره سيتفاعل مع الركيزة لتحفيز أو تثبيط عمل الأنزيم.

أخيرًا

تحدثنا في هذا المقال عن الأنزيمات بشكل منفصل، وذلك لما لها من أهمية سواء من خلال قيامها بمهام وتفاعلات عديدة داخل أجسامنا، أو في حال اخترناها كهدف لعلاج مرض ما.

المصادر:

ما هو البروتين وكيف يتم تصنيعه؟

إذا كنت ترغب في تطوير دواء ما لمرض معين، فأنت بحاجة إلى هدف يعمل عليه هذا الدواء، ولنفترض على سبيل المثال أن هدفنا هو بروتين، يتعين عليك بعد أن حددت الهدف الدوائي ألا وهو البروتين أن تكون على دراية بماهية هذا البروتين. ما هو البروتين وكيف يتم تصنيعه؟ وما هي بنيته؟ هل هي أولية أو ثانوية أو ثالثية؟ ومن ثم، كيف نحدد شكل هذا البروتين والذي من خلاله سنحدد شكل جزيء الدواء؟ في هذا المقال – الجزء الثالث من سلسلة اكتشاف الأدوية – سنجيب عن هذه التساؤلات.

مستودع البروتينات وموقع PDB:

قبل البدء في طرح أي معلومة، سأوضح أهمية هذا الموقع، يعد PDB مستودعًا لهياكل البروتين، ومعظمها هياكل الأشعة السينية. كل بروتين له رمز من أربعة أحرف. نرى في هذا الموقع عرضًا يبين الشكل العام للبروتين، ويخبرنا بالضبط عن الأحماض الأمينية الموجودة في ذلك البروتين. هذا النوع من المعلومات الهيكلية له قيمة كبيرة في إيجاد الجزيئات التي ستؤثر على البروتين المستهدف. وهنا مثال يوضح عملية البحث في الموقع.

البحث على موقع PDB

تعمدت ذكر هذه المعلومة في البداية لتوضيح الأمثلة المطروحة في المقال.

ما هو البروتين؟

البروتينات هي جزيئات كبيرة ومعقدة تلعب العديد من الأدوار الحاسمة في الجسم، وتقوم بمعظم عملها في الخلايا. البروتينات ضرورية لبنية ووظيفة وتنظيم أنسجة وأعضاء الجسم.

أهمية البروتين في الجسم؟

يعتمد جسم الكائن الحي على الكثير من البروتينات، إذ تتكون منها:

  • أجسام مضادة-antibody: ترتبط الأجسام المضادة بجزيئات غريبة معينة، مثل الفيروسات والبكتيريا، للمساعدة في حماية الجسم.
  • إنزيم-enzyme: تُجري الإنزيمات آلاف التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الخلايا، وتساعد في تكوين جزيئات جديدة من خلال قراءة المعلومات الجينية المخزنة في الحمض النووي.
  • رنا رسول-messenger: تحتاج البروتينات إلى ناقلات متخصصة، مثل بعض أنواع الهرمونات، والهرمونات هي إشارات لتنسيق العمليات البيولوجية بين الخلايا والأنسجة والأعضاء المختلفة.
  • توفر بعض البروتينات البنية والدعم للخلايا.
  • النقل-transport/التخزين-storage: ترتبط هذه البروتينات وتحمل الذرات والجزيئات الصغيرة داخل الخلايا وفي جميع أنحاء الجسم.

مما يتكون البروتين؟

تتكون البروتينات من سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية. وتعرف الأحماض الأمينية على أنها جزيئات عضوية صغيرة تتكون من ذرة كربون ألفا (مركزية) مرتبطة بمجموعة أمينية، ومجموعة كربوكسيل، وذرة هيدروجين، ومكون متغير يسمى سلسلة جانبية.

ترتبط الأحماض الأمينية ببعضها البعض عن طريق روابط ببتيدية وتشكل سلاسل طويلة، وهناك 20 نوعًا مختلفًا من الأحماض الأمينية التي يمكن دمجها لصنع بروتين، ويحدد تسلسل الأحماض الأمينية البنية الفريدة ثلاثية الأبعاد لكل بروتين ووظيفته المحددة.

مستويات بنية البروتين

البنية الأولية primary structure

يُعرَّف الهيكل الأساسي للبروتين على أنه تسلسل الأحماض الأمينية لسلسلة البولي ببتيد الخاصة به، تتم قراءة الهيكل الأساسي للبروتين وكتابته من الطرف الأميني (N) إلى الطرف الكربوكسيل (C).

الهيكل الأساسي الأولي
غالبًا ما يتم تلوين البروتينات في PDB بنمط قوس قزح لتسليط الضوء على الطرف N والطرف C، على سبيل المثال، يحتوي أنجيوتنسين 1 (PDB 1N9U) على 10 أحماض أمينية فقط، وتُظهر صورة الأنجيوتنسين الأولي هذه تلوينًا قياسيًا مع الطرف N باللون الأزرق والنهاية C باللون الأحمر.

البنية الثانوية secondary structure

تتخذ مناطق معينة من البروتين نمطًا قابلًا للطي. تُعرف أنماط الطي هذه باسم حلزونات ألفا alpha-helices وصفائح بيتا beta-sheets والملفات العشوائية random coils، وهن الأكثر شيوعًا في البنية الثانوية للبروتينات.

يتم عرض حلزونات ألفا كملفات حلزونية، وأوراق بيتا عبارة عن أسهم مسطحة، والملفات العشوائية عبارة عن خطوط بسيطة.

في هذا الهيكل (PDB 1ZT5) يظهر حلزون ألفا باللون الأزرق (بالقرب من الطرف N) مع منطقتين من صفائح بيتا أكثر في منتصف السلسلة، وتم العثور على ملفات عشوائية في جميع أنحاء البروتين، وخاصة عند الطرف C، ومن المثير للاهتمام أن الملفات العشوائية ليس لها هيكل منتظم ولكنها تعتبر نوعًا من الهياكل الثانوية.

البنية الثالثية tertiary structure

هي عبارة عن تجمع للسلاسل الثانوية ألفا وبيتا مع بعضها تاركة بينها نقاط انعطاف بواسطة مجموعة من الروابط.

البنية الرباعية quaternary structure

هي تجمع لسلسلتين ببتيديتين أو أكثر لكل منهما بنية ثالثية، وتسمى كل سلسلة بوحدة جزئية Subunit.

تُظهر هذه الصورة (PDB 4NKK) هيكلًا به وحدتان فرعيتان من البروتين. غالبًا ما تعطي الصور الموجودة في PDB لكل بروتين لونًا مختلفًا بحيث تكون البروتينات المنفصلة واضحة بصريًا.

كيف تصنع الخلايا البروتين؟

المرحلتان الأساسيتان في صنع البروتين هما: النسخ والترجمة.

النسخ هو المرحلة الأولى في صنع البروتين

Transcription: في النسخ، يتم صناعة نسخة للحمض النووي تسمى mRNA، وتنقل المعلومات الوراثية من شريط DNA إلى شريط RNA. يتم النسخ في النواة بخطوتين أساسيتين. في البداية، يلتحم أنزيم RNA بولميراز مع الحمض النووي DNA. ثم يفصل شريطي حمض DNA وتنكشف القواعد النيتروجينية. عندها، يضيف أنزيم RNA بولميراز النوكليوتيدات الجديدة للقواعد المكشوفة. وبعد اكتمال عملية النسخ ينفصل الأنزيم عن شريط DNA.

تشذيب حمض RNA: يحدث داخل النواة قبل خروج mRNA، ويصبح في هذه المرحلة mRNA أولي. ويحتوي mRNA على أجزاء تسمى الإكسونات والإنترونات، حيث تترجم الإكسونات إلى بروتينات، يينما لا تترجم الإنترونات إلى بروتينات. وهنا تقوم أنزيمات بإزالة الإنترونات وتربط الإكسونات بعضها ببعض لترجمتها.

الترجمة هي المرحلة الثانية في صنع البروتين

يخرج mRNA من النواة إلى السيتوبلازما، مكونًا من تتابعات من القواعد النتروجينية تعرف باسم الشفرة الوراثية. حيث نطلق على كل 3 قواعد مصطلح كودون. يرمز كل كودون إلى حمض أميني معين خلال عملية الترجمة. وتبدأ الشفرة الوراثية بكودون البدء، وتنتهي بواحد من كودونات التوقف. ويستدعي كودون البدء الحمض الأميني ميثيونين، بينما لا تترجم كودونات التوقف لأي حمض أميني.

مراحل ترجمة البروتينات

  • مرحلة البدء: يرتبط mRNA بالوحدة الريبوزومية الصغرى عند كودون البدء، ومن ثم يحمل tRNA في أحد طرفيه الحمض الأميني. كما يحمل في الطرف الأخر رمز الكودون. يرتبط أول tRNA مع كودون البدء، وهو يحمل مقابل الكودون UAC ومن الجهة الأخرى الحمض الأميني ميثيونين، ومن ثم ترتبط الوحدة الريبوزومية الكبرى مع الصغرى. يعرف في هذه الحالة باسم الريبوزوم الفاعل. لدى هذه الريبوزوم موقعين لارتباط tRNA هما موقع P وموقع A، حيث يتمركز أول tRNA عند الموقع P، بينما يصل جزئ tRNA جديد إلى الموقع A الشاغر. ويربط أنزيم ما الحمضين الأمينيين برابطة ببتيدية.
  • مرحلة الإستطالة: يندفع tRNA الموجود في الموقع A إلى الموقع P، ثم ينفصل جزئ tRNA الموجود في الموقع P. يتلقى الموقع A tRNA جديد مضيفًا أحماض أمينية جديدة، وهكذا إلى أن تتكون سلسلة طويلة من الأحماض الأمينية، ويتشكل البروتين (عديد ببتيد).
  • مرحلة الإنتهاء: تنتهي عملية الترجمة حين يصل كودون التوقف إلى الموقع A، وكودون التوقف ليس له مقابل كودون ولا يترجم لأي حمض أميني. ويقتصر دوره على إيقاف عملية الترجمة.

أهمية البروتينات في صناعة الدواء

يتكون عشرين بالمائة من جسم الإنسان من البروتينات، وهي تعتبر اللبنات الأساسية لجميع الأمراض. مما يجعلها ضرورية لعملية اكتشاف الأدوية، إذا أنه من خلال تحديد البروتين – كهدف – نستطيع تحديد جزيء الدواء الذي سيرتبط به.

اقرأ المزيد:

المصادر:

أهم اختبارات الدواء الجديد

الآن وبعد أن تم ترشيح المركب الأساسي، سيبدأ فريق الكيمياء الطبية في تعديل هيكل الجزيء لتحسين خصائصه، ولكن ما الخصائص التي سيتم تحسينها؟ ما هي أهم اختبارات الدواء الجديد؟ بعد تحضير العقار بأفضل صيغة كيميائية، هل هو جاهز الآن لطرحه في السوق الدوائية؟ ما المقصود بالتجارب ما قبل السريرية؟ هل سيكتفي صانعو الأدوية بالتجارب على الحيوانات؟

هناك أربعة خصائص مهم العمل على تحسينها، وهي:

  • الفاعلية: تطوير الدواء ليعطي تأثير علاجي بأقل جرعة ممكنة، إذ تميل الأدوية ذات الجرعات المنخفضة إلى أن تكون أكثر أمانًا.
  • الخاصية الثانية الفعالية، مقدار تأثير الدواء على البروتين المستهدف.
  • السمية، سيتم تقليل التفاعلات السمية المحتملة لهذا المركب.
  • وأخيرًا، الحرائك الدوائية، وهنا بعد أن يدخل الدواء الجسم سيمر بمراحل أربعة، وهي (امتصاص، توزع، استقلاب، اطراح)، يتم العمل على هذه المراحل لتحسين عمل الدواء.

يتطلب تحسين المركب موازنة هذه الخصائص المختلفة ولكن سيكون هناك بعض التنازلات، على سبيل المثال، قد يتطلب تقليل السمية خسارة طفيفة في الفاعلية.

التجارب ما قبل السريرية:

إن تحديد ما إذا كان الدواء جاهزًا للتجارب السريرية ينطوي على دراسات ما قبل السريرية واسعة النطاق تنتج الفعالية الأولية والسمية والحركية الدوائية ومعلومات السلامة، حيث يتم اختبار جرعات واسعة من الدواء باستخدام التجارب في المختبر (أنبوب الاختبار أو مزرعة الخلية) وفي التجارب الحية (الحيوانية)، ومن الممكن أيضًا إجراء اختبار باستخدام نماذج الكمبيوتر للتفاعلات المستهدفة للدواء. بعد إجراء هذه الاختبارات، يُراجع الباحثون النتائج التي توصلوا إليها ويقرروا ما إذا كان ينبغي اختبار الدواء على الأشخاص.

التجارب السريرية على البشر:

تتقدم التجارب السريرية خلال أربع مراحل لاختبار العلاج وإيجاد الجرعة المناسبة والبحث عن الآثار الجانبية، إذا وجد الباحثون، بعد المراحل الثلاث الأولى أن الدواء آمن وفعال، فإن إدارة الغذاء والدواء توافق عليه للاستخدام السريري وتستمر في مراقبة آثاره.

بدايةً لاختبار الدواء على البشر، تقدم شركة الأدوية طلب عقار جديد أو استقصائي new drug investigational أو IND، لإدارة الغذاء والدواء، يفصل تطبيق IND بيانات العميل قبل السريرية، بما في ذلك دليل الفعالية، واختبارات السموم المكتملة في الحيوانات، ومعلومات التصنيع، بعد ذلك إذا لم تقدم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اعتراضات في غضون 30 يومًا، فستبدأ الشركة في التجارب السريرية، وهناك 4 مراحل سأوضحها الآن.

المرحلة الأولى:

تشمل تجارب المرحلة الأولى 25 إلى 75 متطوعًا يتمتعون بصحة جيدة، لا يُعاني المتطوعين من المرض الذي يعمل عليه العقار، تحدد التجارب في هذه المرحلة الجرعات الآمنة للعقار، ويتعرف الباحثون أيضًا على نوع الآثار الجانبية، والتي يُطلق عليها التفاعلات الدوائية الضارة adverse drug reaction ADRs، التي قد يظهرها المرضى أثناء التجارب اللاحقة.
ترصد تجارب المرحلة الأولى السلامة، ولكن قد تظهر أيضًا علامات الفعالية على الرغم من أن الأشخاص الخاضعين للاختبار هم متطوعون أصحاء، على سبيل المثال، إذا كان الجزيء يخفض الكوليسترول، فسيقوم الباحثون بمراقبة مستويات الكوليسترول بحثًا عن العلامات المبكرة للفعالية.

المرحلة الثانية:

تستخدم تجربة المرحلة الثانية عددًا أكبر من الأشخاص (100 إلى 300)، وبينما ينصب التركيز في المرحلة الأولى على السلامة، ينصب التركيز في المرحلة الثانية على الفعالية.
تهدف هذه المرحلة إلى الحصول على بيانات أولية حول ما إذا كان الدواء يعمل مع الأشخاص المصابين بمرض أو حالة معينة، وتستمر هذه التجارب أيضًا في دراسة السلامة، بما في ذلك الآثار الجانبية قصيرة المدى، إذ يمكن أن تستمر هذه المرحلة عدة سنوات.

المرحلة الثالثة:

تجمع تجربة المرحلة الثالثة مزيدًا من المعلومات حول السلامة والفعالية، ودراسة مجموعات سكانية مختلفة وجرعات مختلفة، واستخدام الدواء مع أدوية أخرى. يتراوح عدد المشاركين عادة من عدة مئات إلى حوالي 3000 شخص، إذا وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أن نتائج التجربة إيجابية، فستوافق على العقار الجديد.

المرحلة الرابعة:

بمجرد الموافقة على الدواء الجديد، ستبدأ الشركة الراعية على الفور في تسويق الدواء، والآن يدخل الدواء في المرحلة الرابعة من التجارب السريرية، أي أنه لا يزال يخضع للمراقبة في السوق، ولكن من يراقب الدواء؟ ستراقب الشركة الدواء من خلال شريحة واسعة جدًا من المرضى والأطباء، ويخضع الدواء أيضًا للمراقبة من قبل إدارة الغذاء والدواء، وقد تقوم الجامعات والمؤسسات العالمية مثل منظمة الصحة العالمية بمراقبة الأدوية الجديدة. تسمى عملية المراقبة هذه التيقظ الدوائي pharmacovigilance، وتستغرق فترة زمنية طويلة لتحديد سلامة الدواء ولرصد الآثار الجانبية طويلة المدى.

  • إذا تم تحديد مشكلة تتعلق بالسلامة، سيتم سحب الدواء من السوق، ومن الأمثلة على ذلك دواء السيبوترامين وهو دواء لفقدان الوزن، ولكن تبين من خلال الدراسات أنه يسبب مخاطر على القلب والأوعية الدموية لذلك تم سحبه من السوق.
  • أما بالنسبة للأدوية ذات المخاطر الشديدة ولكن يمكن تجنبها فهي تحمل تحذيرًا يسمى بتحذير الصندوق الأسود black box warning، وهو نص تحذيري على عبوة الدواء بحد أسود حول النص، وكمثال عليها دواء الأسيتامينوفين، المعروف أيضًا باسم الباراسيتامول، وهو مسكن للآلام يصرف بدون وصفة طبية مع تحذير من تلف الكبد المحتمل.
  • من الممكن أن تظهر الأدوية فوائد علاجية إضافية بعد الموافقة، مثال على ذلك هو رالوكسيفين، يعالج هشاشة العظام لدى النساء بعد سن اليأس، وهو أول استخدام معتمد لرالوكسيفين، ولكن وجد الباحثون أن النساء اللواتي يتناولن هذا العقار لعلاج هشاشة العظام قلل لديهن أيضًا خطر الإصابة بالسرطان، خضع رالوكسيفين بعد ذلك لتجارب إكلينيكية، وحصل على الموافقة لعلاج أنواع معينة من السرطان.

أهمية إجراء هذه الاختبارات:

تسبب عقار الثاليدوميد في أحد أكبر الأزمات الصحية في التاريخ إذ وُلِد عدد كبير من الأطفال بدون أطراف في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. تم تطوير الثاليدوميد كمنوم، ولكن وصفه بعض المتخصصين لتخفيف غثيان الحوامل، رغم عدم خضوعه للتجارب لاختبار آثاره الجانبية على الحمل. لفتت هذه الحادثة الانتباه إلى أهمية وضرورة الاختبارات للأدوية الجديدة باستخداماتها المتعددة.

المصادر:

اقرأ المزيد حول: كيف تختار شركات الأدوية المركب الدوائي الأنسب؟

كيف تختار شركات الأدوية المركب الدوائي الأنسب ؟

ما هو الدواء؟ وكيف يتم اكتشافه وتصنيعه وتطويره؟ ما الاختبارات التي تثبت فعالية الدواء؟ هل من آثار جانبية للدواء المُنتج؟ هل هناك إمكانية لتصنيعه في أشكال صيدلانية جديدة غير الموجودة في السوق الدوائية؟ أم يحمل هذا الدواء الجديد المطور تأثيرًا نوعيًا متميزًا يختلف عما هو متوافر حاليًا في الأسواق الدوائية؟ تابعوا سلسلة المقالات لسبر أغوار الصناعة الدوائية ومعرفة كيف تختار شركات الأدوية المركب الدوائي الأنسب ؟

رحلة إنتاج المركب الدوائي الأنسب

ابتداءً من لحظة اكتشاف التأثير الدوائي الأولي للمادة في المختبر على حيوانات التجربة وصولًا للدواء بشكله النهائي كمستحضر صيدلاني جاهز للاستعمال، تستغرق هذه الرحلة عادةً سنوات طويلة مليئة بالاختبارات والتجارب بكل أنواعها. وتستهلك مبالغ طائلة أيضًا، لذلك تمول الشركات الدوائية العملاقة غالبًا هذه المراحل مع مراكز بحوث عالمية مختلفة، وتسبقها دراسات عميقة حول الجدوى الاقتصادية المأمولة من إنتاج هذا الدواء.

ما الذي يدفع شركات الأدوية لإنتاج دواء بعينه؟

لدينا ما يسمى “الحاجة الطبية غير المُلباة-Unmet medical needs”، أو (UMNs) ويعني هذا المصطلح وجود مرض ما بلا علاج فعال، وربما يكون هناك علاج ولكنه غير فعال عند بعض المرضى، وهذه الحاجة الطبية غير الملباة هي الدافع الأساسي لتمويل عملية اكتشاف دواء جديد.

لتبسيط الفكرة أكثر، هناك ما يُسمى بالأمراض الشائعة والأمراض اليتيمة والأمراض النادرة والأمراض الاستوائية المهملة.

يعاني الكثيرون من ارتفاع في ضغط الدم، وتوجد العديد من الأدوية التي تتعامل مع مثل هذا المرض الشائع. نذكر من تلك الأدوية مجموعات مثبطات (ACE)، وحاصرات بيتا (BB)، وحاصرات قناة الكالسيوم (CCB) وغيرها. لوجود كل هذه المجموعات من العقاقير، يصبح مرض ارتفاع الضغط حاجة مُلباة/مستوفاة بالفعل. أي لا توجد حاجة طبية قوية للتعامل معه.

أما بالنسبة لمرض مثل “مرض تشاجاس- Chagas disease”، وهو عدوى طفيلية قد تسبب للمصاب فشل قلب احتقاني، وفشل القلب الاحتقاني يحدث عندما لا تضخ عضلة القلب الدم كما ينبغي. عند حدوث ذلك، غالبًا ما يرتد الدم، ويمكن أن تتراكم السوائل في الرئتين، الأمر الذي يسبب الإصابة بضيق النفس. ويعتبر التشاجاس مرض استوائي مهمَل (NTD)، لكنه أيضًا حاجة غير ملباة، فلا يوجد عقار يتعامل مع هذه العدوى ويقضي عليها بشكل مباشر.


ماذا عن مرض السكري مثلًا؟ هل هو حاجة مستوفاة أم غير ذلك؟ فرغم أن هناك الكثير والكثير من الأدوية التي تتعامل مع هذا المرض، إلا أن بعض المرضى يعانون من حقن الإنسولين الضرورية لمصابين النوع الأول من هذا المرض. ولتجنب الألم الناتج عن هذه الحقن، سيكون الإنسولين الفموي شكل صيدلاني مرغوب أكثر بالنسية لأولئك المرضى، مما يجعله حاجة طبية غير مستوفاة.

لتحديد ما إذا كان هذا المرض هو حاجة طبية غير ملباة، يتوجب على شركات الأدوية البحث باستمرار في الشروط والعلاجات المتاحة والفجوات واحتياجات المرضى.

كيفية تحديد الهدف الدوائي الأنسب؟

بمجرد تحديد احتياجاتنا الطبية غير الملباة، يحين الوقت لبدء عملية اكتشاف المركب الدوائي الأنسب. وتكون البداية بالبحث عن المسارات البيولوجية المرتبطة بالمرض، لفهم آلية حدوثه. غالبًا ما تتحكم البروتينات في المسارات البيولوجية عبر الإنزيمات والمستقبلات.

يعد اختيار الهدف الدوائي خطوة أساسية في رحلة اكتشاف الأدوية. فمن الناحية النظرية، إذا تمكنت من منع عمل إنزيم أو إغلاق مستقبل على طول المسار البيولوجي، فمن المحتمل أن يكون لديك تأثير علاجي على المرض. لنفترض أن لدينا مجموعة من الإنزيمات والمستقبلات كأهداف دوائية محتملة ومرتبطة باستجابات مختلفة، لكن ما يهمنا حقًا هو علاج التهاب ما. سنختار أحد هذه المركبات كهدف دوائي، ولكن كيف نختار هذا الهدف من بين الأهداف الدوائية المحتملة الكثيرة؟

يفضل بالطبع استخدام البروتينات المتصلة بمسار استجابة واحد فقط من بين الأهداف الموجودة. فمثلًا، يرتبط إنزيم B وإنزيم C بمسار الالتهاب فقط، فهذين الإنزيمين هما أكثر الأهداف جاذبية. بشكل عام، البروتينات هي الأقرب للاستجابة المناسبة، وبالتالي سيكون إنزيم C هو الاختيار الأفضل، ومن ثم يأتي فريق الأحياء الجزيئية لدراسة إنزيم سي وتحديد مدى صلاحيته ليصبح الدواء المستقبلي من عدمها.

اختبارات هامة لإثبات فعالية الدواء الأنسب على الهدف المطلوب

بعد اختيار الهدف، يتقدم فريق علم الأحياء من أجل الاختبار الكيميائي الحيوي، والذي يقيس نشاط البروتين المستهدف. يسمى هذا الاختبار “المقايسة-assay”، ويحدد عاملين أساسين لوصف الدواء.

  • العامل الأول هو potency وتعني الفاعلية أو تركيز الدواء المطلوب للعمل على البروتين المستهدف. فهل سنحتاج إلى 5 مجم من المادة الفعالة أم 10 أم 500؟
  • العامل الثاني هو Efficacy الفعالية وهو حجم/مقدار التأثير على الهدف. أي مقدار تأثير الـ 5 مجم تلك على الإنزيم، فهل تمنعه بالقدر الكافي ولكل درجات الإصابة؟

بعد أن تصبح نتائج هذه الاختبارات في متناول أيدي العلماء، سيختبر فريق الاكتشاف فاعلية وفعالية عدد كبير من الجزيئات ضد الهدف الدوائي المحدد، وتسمى هذه العملية “حملة الفرز-screening campaign”، حيث يتم اختبار أكثر من مليون جزيء باستخدام الحواسيب. من بين هذه الأعداد الهائلة، يرشح عدد قليل منها وربما مركب واحد ذو الفعالية الأقوى ضد المرض، وبذلك يتم الوصول للمُركّب الرئيسي للتقدم في عملية اكتشاف الدواء.

في هذا المقال تم توضيح ثلاثة عمليات رئيسية. أولاً، الهدف الدوائي وهو أساسي للتأثير على المرض. ثانيًا، المقايسة وهي اختبارات كيميائية حيوية تم تطويرها لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا التأثير على هذا الهدف. وأخيرًا، فحص عدد كبير من الجزيئات إلى أن يتم الحصول على المركب الرئيسي الذي يفوز بحملة الفرز. تخضع كافة الأدوية الحديثة لهذه العمليات من أجل الوصول لعقار مناسب دون إهدار للموارد من وقت وتمويل.

المصادر

البارانويا: أفكار غير منطقية ومعتقدات خاطئة!

طريقة تفكير تؤدي إلى شعور الأشخاص بعدم الثقة والشك في الآخرين. قد ينطوي هذا النمط من التفكير الوهمي على مشاعر الاضطهاد، مما يجعل الشخص يعتقد أنه في حالة خطر دائم.
في هذه المقالة، نحدد البارانويا ونناقش أعراضها وأسبابها والحالات ذات الصلة.

ما هي البارانويا؟

يشير هذا المصطلح الغريب نوعًا ما إلى أفكار ومشاعر غير منطقية وأحيانًا قد تكون مستمرة. إذ يعتقد الشخص أن الآخرين يحاولون إيذائه أو خداعه أو استغلاله. وقد يشعر الشخص أيضًا بأن الآخرين يراقبونه أو يستمعون إليه على الرغم من عدم وجود دليل على ذلك.

يرى بعض الناس الأفكار المصابة بجنون العظمة ما هي إلا مجرد أوهام! ولكن متى؟ عندما تصبح هذه الأفكار غير المنطقية والمعتقدات الخاطئة ثابتة لدرجة أنه لا يمكن حتى للأدلة المضادة إقناع الشخص بأن ما يعتقده غير صحيح.

مؤشرات للإصابة بجنون العظمة أو البارانويا؟

إن من مؤشرات الإصابة: التوتر المستمر أو القلق المرتبط بمعتقدات الآخرين الذي يرافقه عدم الثقة/التصديق أو سوء الفهم. وبالتالي يصبح تكوين علاقات مع الآخرين أمرا صعبا بالإضافة إلى المشاكل في العمل والعلاقات الشخصية. هذا كله يجعل الشخص يشعر بأن من حوله يتآمر ضده ويحاول إيذائه جسديًا وعاطفيًا. فيغلُب عليه الشعور بالظلم أو الاضطهاد بالرغم من عدم وجود أي تهديد، مما يدفعه إلى العزلة والانطواء على نفسه.

الاضطهاد والبارانويا؟

إن الاضطهاد هو أحد أكثر الأوهام شيوعًا في مثل هذا الاضطراب. والعامل الرئيسي الذي يساهم في ذلك هو الميل المبالغ فيه إلى الإشارة إلى الذات. أي إساءة تفسير ملاحظات وإيماءات وأفعال الآخرين بشكل منهجي بتلقفها على أنها إهانات مقصودةـ أو علامات على السخرية والازدراء الموجهة إلى الذات.
تصبح الإشارة إلى الذات وهما بجنون العظمة عندما يستمر المرء في الاعتقاد بأنه هدف لأعمال أو تلميحات معادية. يرتكبها بعض الأعداء أو مجموعة من الأعداء، في حين أن هذا ليس هو الحال في الواقع.

ما هي الأسباب المتحملة للبارانويا؟

لا يزال العلماء غير متأكدين من السبب الدقيق، ولا تزال الأبحاث جارية. إلا أن الدلائل تشير إلى مجموعة من العوامل المختلفة التي من المحتمل أن تلعب دورًا، والتي من بينها:

  • علم الوراثة: قد يؤثر وجود جينات معينة على مدى احتمالية إصابة الشخص بالبارانويا. على سبيل المثال، سلط مقال صدر عام 2018 الضوء على التباين الجيني، المعروف باسم SNP rs850807، باعتباره مرتبطًا بشدة بجنون العظمة.
  • كيمياء الدماغ: الناقلات العصبية عبارة عن مرسال كيميائي يلعب دورًا رئيسيًا في وظائف المخ. ويؤثر على الأفكار والمشاعر، على سبيل المثال، تشير مقالة صدرت عام 2018 إلى دور الدوبامين في التفكير بجنون العظمة.
  • الصدمة: الصدمة السابقة قد تشوه أفكار الشخص ومشاعره. على سبيل المثال، تشير دراسة أجريت عام 2017 إلى أن صدمة الطفولة مرتبطة بشكل كبير بمعتقدات جنون العظمة، وتضيف دراسة أجريت عام 2019 أنها تزيد من خطر الإصابة بالذهان.
  • الإجهاد: تشير الدلائل إلى أن جنون العظمة قد يكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين عانوا من ضغوط شديدة أو مستمرة. على سبيل المثال، تشير دراسة أجريت عام 2016 إلى أن التوتر يمكن أن يؤدي إلى جنون العظمة، وقد تساعد استراتيجيات إدارة الإجهاد في الحد منه.

كيف يتم تشخيص البارانويا؟

قد يكون من الصعب تشخيص البارانويا، لأنه ليس فقط عرضًا للعديد من الحالات. ولكن لأن الأشخاص الذين يعانون منه قد يحاولون تجنب الأطباء والمستشفيات وغيرها من الأماكن الطبية، وقد لا يدركون أن لديهم مثل هذه الأفكار.
عادةً ما يطرح الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية أسئلة حول التاريخ الطبي للشخص، وإجراء الفحص البدني وتقييم الأعراض، بالإضافة للاختبارات النفسية. وقد يتطلب الأمر بعض اختبارات الدم والأشعة، وذلك لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض.

هل من علاج للبارانويا؟

هذه قائمة ببعض العلاجات التي قد تكون مفيدة في بعض الحالات:

  • العلاج بالكلام: قد تساعد هذه الأنواع من العلاج الشخص على فهم تجاربه وتطوير استراتيجيات التأقلم لإدارة الأفكار بجنون العظمة.
  • العلاجات الفنية والإبداعية: تشجع الناس على توجيه أفكارهم ومشاعرهم والتعبير عنها. قد يكون هذا مفيدًا إذا كان الناس يجدون صعوبة في التحدث عن تجاربهم.
  • الأدوية: إذا تم تشخيص الشخص بحالة مثل الفصام، فقد يقترح الطبيب الأدوية المضادة للذهان. إذ تساعد هذه في تقليل الأفكار بجنون العظمة وتسمح للشخص بالتفكير بوضوح ومنطقية. كما تفيد الأشخاص الذين لا يعانون من الفصام ولكن يعانون من الأفكار المزعجة المتعلقة بجنون العظمة.

تشير الدلائل إلى أن المضاعفات المحتملة للبارانويا قد تشمل:

  • سلوكيات السلامة: تؤثر الإصابة على السلوكيات التي قد يفعلها الناس لجعل أنفسهم يشعرون بالأمان. مما يدفعهم لتجنب مواقف معينة والتصرف بعدوانية تجاه الآخرين.
  • العزلة: يشعر أولئك الناس بأن لا أحد يفهمهم مما يجعلهم يميلون للعزلة والإنطواء على الذات.
  • القلق والحزن: بالطبع سيؤثر ما ذُكر على حالتهم المزاجية.
  • وصمة العار: قد يتعرضون للتمييز من قبل الآخرين بسبب سوء الفهم حول البارانويا.

المصادر:

اقرأ المزيد حول: القلق وكيفية السيطرة عليه

FDA توافق على أول دواء للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة

“تضيف موافقة اليوم أداة مهمة في الجهود المبذولة لإنهاء وباء فيروس نقص المناعة البشرية من خلال توفير الخيار الأول للوقاية من الفيروس والذي لا يتضمن تناول الحبوب يوميًا”، هذا ما علقت به مديرة قسم الأدوية المضادة للفيروسات في مركز إدارة الغذاء والدواء.

FDA توافق على أول دواء للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة:

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء Apretude _ وهو معلق قابل للحقن من كابوتغرافير “مديد المفعول-extended-release” _ للاستخدام في البالغين المعرضين للخطر والمراهقين الذين لا يقل وزنهم عن 35 كيلوغرامًا، وذلك للوقاية قبل التعرض (PrEP) لتقليل مخاطر الإصابة بفيروس نفص المناعة المكتسب، ولكن ماذا يعني مصطلح PrEP ؟

Pre-exposure prophylaxis:

تُعرف اختصارًا PrEP، وهي تعني الوقاية قبل التعرض، إذ يتناول الأفراد الذين لم يتعرضوا سابقًا للعامل المسبب للمرض الأدوية لمنع حدوث مرضٍ ما، حيث أن تناول علاج PrEP مرة كل يوم هي الاستراتيجية الوحيدة التي أثبتت فعاليتها التامة في التجارب التي تمت على نطاق واسع للحماية ضد فيروسHIV.

وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فقد تم تحقيق مكاسب ملحوظة في زيادة استخدام PrEP للوقاية من فيروس HIV في الولايات المتحدة.
لكن يتطلب PrEP مستويات عالية من الالتزام ليكون فعالًا، كما أن بعض الأفراد والجماعات عالية الخطورة، مثل الشباب الذين يمارسون الجنس مع الرجال، هم أقل عرضة للالتزام بالأدوية اليومية، إضافةً للعوامل الشخصية الأخرى، مثل اضطرابات تعاطي المخدرات والاكتئاب والفقر والجهود المبذولة لإخفاء الدواء يمكن أن تؤثر أيضًا على الالتزام، من المرجح أن يؤدي توافر خيار PrEP للحقن طويل المفعول إلى التزام مثل هذه المجموعات.

كيفية إعطاء اللقاح؟

إعطاء Apretude أولاً كحقنتين ابتدائيتين خلال شهر واحد، ثم حقنة كل شهرين بعد ذلك، يمكن للمرضى إما بدء العلاج باستخدام Apretude أو تناول Cabotegravir عن طريق الفم لمدة أربعة أسابيع لتقييم مدى تحملهم للدواء.

التجارب السريرية:

تم تقييم سلامة وفعالية Apretude لتقليل خطر الإصابة بفيروس HIV في تجربتين عشوائيتين، إذ تمت المقارنة بين Apretude و Truvada، وهو دواء يؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة يوميًا لعلاج HIV PrEP.

شملت التجربة رقم 1 رجالًا غير مصابين بفيروس HIV ونساء متحولات جنسيًا يمارسون الجنس مع رجال ولديهم سلوك عالي الخطورة للإصابة بالفيروس.
أما التجربة رقم 2 فتضمنت نساء غير مصابات ولكن معرضات لخطر الإصابة بهذا الفيروس.

بدأ المشاركون الذين تناولوا Apretude التجربة باستخدام cabotegravir، كأقراص عن طريق الفم بجرعة 30 مجم، ودواء وهمي يوميًا لمدة تصل إلى خمسة أسابيع، تليها حقنة Apretude 600mg في الشهر الأول والثاني، ثم كل شهرين بعد ذلك مع تناول قرص وهمي كل يوم.
بدأ المشاركون الذين تناولوا Truvada التجربة بأخذ Truvada عن طريق الفم وهميًا يوميًا لمدة تصل إلى خمسة أسابيع، تليها Truvada عن طريق الفم يوميًا والحقن العضلي الوهمي في الشهر الأول والثاني وكل شهرين بعد ذلك.

نتائج التجارب السريرية:

في التجربة رقم 1، تلقى 4566 من الرجال والنساء المتحولين جنسيًا الذين مارسوا الجنس مع رجال إما Apretude أو Truvada.
قامت التجربة بقياس معدل الإصابة بفيروس HIV بين المشاركين في التجربة الذين يتناولون كابوتغرافير يوميًا متبوعًا بحقن أبريتود كل شهرين مقارنة مع تروفادا الفموية اليومية، أظهرت التجربة أن المشاركين الذين تناولوا Apretude كان لديهم خطر أقل بنسبة 69 ٪ للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية مقارنة بالمشاركين الذين تناولوا Truvada.

في التجربة رقم 2، تلقت 3224 امرأة من النوع الاجتماعي إما Apretude أو Truvada.
قامت التجربة بقياس معدل الإصابة بفيروس HIV في المشاركين الذين تناولوا كابوتغرافير عن طريق الفم وحقن أبريتود مقارنة بأولئك الذين تناولوا تروفادا عن طريق الفم، وهنا أظهرت التجربة أن المشاركين الذين تناولوا Apretude لديهم خطر أقل بنسبة 90٪ للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية مقارنة بالمشاركين الذين تناولوا Truvada.

الآثار الجانبية لهذا الدواء؟

تفاعلات موقع الحقن (ردود الفعل التحسسية) مثل الطفح الجلدي والاحمرار، والصداع، والحمى، والتعب، وآلام الظهر، والألم العضلي والطفح الجلدي، بثور أو تقرحات في الفم، وتورم في الفم أو الوجه أو الشفتين أو اللسان.

تحذيرات يجب أن تكون على دراية بها:

يتم وصف الدواء فقط للأفراد الذين تم التأكد من أنهم سلبيون لفيروس HIV، من الضروري اجراء الاختبار مباشرة قبل بدء الدواء وقبل كل حقنة لتقليل مخاطر تطوير مقاومة الأدوية، لأنه في حال أصبت بالفيروس وكنت تتناول Apretude لعدم معرفتك بإصابتك، فقد يصبح علاج عدوى الفيروس أكثر صعوبة.
كما أن Apretude لا يمنع الأمراض الأخرى المنقولة جنسيا، لذلك اخضع لفحص الأمراض الأخرى المنقولة جنسيًا مثل الزهري والكلاميديا ​​والسيلان، إذ أن هذه العدوى تجعل من السهل إصابتك بفيروس HIV.
الالتزام بموعد الحقنة، لأن تفويت الجرعة قد يزيد من خطر الإصابة بالفيروس.
عدم وصف الدواء ممن لديهم حساسية من الكابوتغرافيراء، أو مشاكل كبدية، أو مشاكل في الصحة العقلية، في حالة الحمل والإرضاع، إذ أن الدواء يبقى في الجسم لمدة تصل إلى 12 شهرًا بعد تلقي الحقنة الأخيرة، ولم تظهر الدراسات بعد آمانه على الطفل.
عدم وصف الدواء إذا كان الفرد يتناول أي من هذه الأدوية: كاربامازيبين واوكسكاربازيبين والفينوباربيتال والفينيتوين وريفامبين وريفابنتين.

أخيراً:

“ستكون هذه الحقنة، التي تُعطى كل شهرين، حاسمة في معالجة وباء فيروس نقص المناعة البشرية في الولايات المتحدة، بما في ذلك مساعدة الأفراد المعرضين لمخاطر عالية ومجموعات معينة، حيث كان الالتزام بالأدوية اليومية يمثل تحديًا كبيرًا أو ليس خيارًا واقعيًا”، هذا ما صرحت به ديبرا بيرنكرانت، مديرة قسم الأدوية المضادة للفيروسات في مركز إدارة الغذاء والدواء.

المصادر:

اقرأ المزيد حول: القولون العصبي أعراضه وكيف تتم معالجته.

اليرقان عند حديثي الولادة أعراضه وكيفية علاجه

في معظم الحالات، يختفي اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة من تلقاء نفسه مع نمو كبد الطفل وعندما يبدأ الطفل في الرضاعة، وغالبًا ما يختفي في غضون 2 إلى 3 أسابيع، ولكن في حال استمرت الأعراض لمدة تزيد عن 3 أسابيع قد يكون السبب حالة كامنة، كما أن المستويات العالية من البيليروبين تُعرض الطفل لخطر الإصابة بالصمم أو الشلل الدماغي أو أشكال أخرى من تلف الدماغ، ولذلك توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بفحص جميع الأطفال حديثي الولادة للكشف عن اليرقان قبل الخروج من المستشفى ومرة ​​أخرى عندما يكون عمر الطفل بين 3 و 5 أيام، للمزيد من المعلومات عن اليرقان عند حديثي الولادة وأعراضه وكيفية علاجه تابع المقال التالي.

ما هو اليرقان؟

اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة شائع جدًا، وهو يحدث نتيجة وجود مستوى عالٍ من البيلروبين وهي مادة كيميائية تطلقها خلايا الدم الحمراء أثناء عملية الانهيار الطبيعية – في الدم، عند الأطفال الأكبر سنًا والبالغين، يعالج الكبد البيليروبين، والذي يمرره بعد ذلك عبر القناة المعوية، إلا أن كبد المولود غير ناضج بما يكفي وأنه لا يستطيع تكسير البيليروبين بالسرعة التي يصنعه بها الجسم، مما يسبب تراكمه ولأن البيليروبين مركب أصفر ، فإنه يحول جلد طفلك وعينيه إلى اللون الأصفر.

حديثي الولادة الأكثر عرضة للإصابة باليرقان هم:

  • الأطفال الخدج (الأطفال المولودين قبل 37 أسبوعًا من الحمل).
  • الأطفال الذين لا يحصلون على ما يكفي من حليب الأم أو الحليب الصناعي، إما لأنهم يواجهون صعوبة في الرضاعة أو لأن حليب أمهاتهم لم يدخل بعد.
  • الأطفال الذين لا تتوافق فصيلة دمهم مع فصيلة دم أمهاتهم، يمكن للطفل الذي لا تتوافق فصيلة دمه مع فصيلة دم أمه أن يتطور إلى تراكم الأجسام المضادة التي يمكن أن تدمر خلايا الدم الحمراء وتسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستويات البيليروبين.

تشمل الأسباب الأخرى لليرقان عند الأطفال حديثي الولادة ما يلي:

  • كدمات عند الولادة أو نزيف داخلي آخر
  • مشاكل في الكبد
  • عدوى
  • شذوذ في خلايا الدم الحمراء لطفلك

ما هي أعراض اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة؟

العلامة الأولى لليرقان هي اصفرار جلد الطفل وعينيه. قد يبدأ الاصفرار في غضون 2 إلى 4 أيام بعد الولادة وقد يبدأ في الوجه قبل أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم، وتبلغ مستويات البيليروبين ذروتها عادةً ما بين 3 إلى 7 أيام بعد الولادة.
إذا تسبب ضغط الإصبع برفق على جلد الطفل في تحول لون تلك المنطقة من الجلد إلى اللون الأصفر، فمن المحتمل أن تكون علامة على اليرقان.

معظم حالات اليرقان طبيعية، لكن في بعض الأحيان يمكن أن يشير اليرقان إلى حالة طبية أساسية، كما يزيد اليرقان الشديد أيضًا من خطر مرور البيليروبين إلى الدماغ، مما قد يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ، وهنا في حال لاحظت الأعراض التي سأذكرها عليك مراجعة الطبيب:

  • ينتشر اليرقان أو يصبح أكثر حدة.
  • يصاب طفلك بحمى تزيد عن 38 درجة مئوية.
  • اللون الأصفر لطفلك يزداد عمقًا.
  • يتغذى طفلك بشكل سيء، ويبدو فاترًا أو خاملًا، ويصرخ بصوت عالٍ.

كيف يتم تشخيص اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة؟

تُخرج المستشفى معظم الأمهات والأطفال حديثي الولادة خلال 72 ساعة من الولادة، ومن المهم جدًا للوالدين إحضار أطفالهم لإجراء فحص طبي بعد أيام قليلة من الولادة لأن مستويات البيليروبين تصل إلى ذروتها ما بين 3 إلى 7 أيام بعد الولادة.

يؤكد اللون الأصفر المميز أن الطفل مصاب باليرقان، ولكن لتحديد شدة اليرقان، نحن بحاجة لاختبارات تشخيصية.
بدايةً يتم قياس مستويات البيليروبين خلال ال 24 ساعة الأولى من الولادة على الفور، إما من خلال اختبار الجلد أو فحص الدم.
لمعرفة ما إذا كان يرقان الطفل ناتجًا عن حالة كامنة، هناك الحاجة لاختبارات إضافية، منها: تعداد الدم الكامل (CBC)، وفصيلة الدم، وعدم توافق عامل الريسوس (Rh).
أما للتحقق من زيادة تكسير خلايا الدم والحمراء، يتم إجراء اختبار كومبس.

كيف يتم علاج اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة؟

عادةً ما يُشفى اليرقان الخفيف من تلقاء نفسه عندما يبدأ كبد الطفل بالنضوج.
هنا بعض النصائح التي تفيد في هذه الحالة:

  • تساعد التغذية المتكررة (ما بين 8 إلى 12 مرة في اليوم) الأطفال على التخلص من البيليروبين عبر أجسامهم.
  • إذا كان اليرقان شديد فالعلاج بالضوء هو طريقة علاج شائعة وفعالة للغاية، حيث يُستخدم الضوء لتفكيك البيليروبين في جسم طفلك.
  • إذا حدث اليرقان لدى طفلك بسبب اختلاف فصيلة دمه عن أمه ، فقد يحتاج طبيبك إلى إعطائه بروتينًا في الدم (الغلوبولين المناعي الوريدي IVIg) من خلال IV يساعد في إيقاف تكسير خلايا الدم الحمراء.
  • أما في الحالات الأشد، قد يكون من الضروري إجراء عملية نقل الدم حيث يتلقى الطفل كميات صغيرة من الدم من المتبرع أو بنك الدم، إذ يُستبدل دم الطفل التالف بخلايا الدم الحمراء السليمة، وهذا يزيد أيضًا من عدد خلايا الدم الحمراء لدى الطفل ويقلل من مستويات البيليروبين.

المصادر:

Exit mobile version