ألكابتونيوريا أو البول الأسود: ما وراء السواد!

مرض ألكابتونيوريا Alkaptonuria، المعروف أيضًا باسم “البول الأسود”، هو اضطراب وراثي نادر يصيب الأفراد بسبب طفرة جينية. يؤدي هذا الاضطراب إلى عدم قدرة الجسم على تحلل بعض الأحماض الأمينية بشكل صحيح، مما يتسبب في تراكم حمض الهوموجنتيسيت في الجسم. ويرجع سبب هذا التراكم إلى نقص في الإنزيم الذي يلعب دورًا في عملية تحلل هذه الأحماض، والذي ينتج عن طفرة جينية معينة.

ما يلي تاريخ هذا المرض عبر السنين;

تاريخ مرض بِيلَة الكابتونِيَّة (ألكابتونيوريا) واكتشافه:

العصور الوسطى:

  • أولى الملاحظات: تمّت ملاحظة أعراض مرض ألكابتونيوريا لأول مرة في العصور الوسطى، حيث وصف بعض الأطباء حالات غامضة لأشخاص يعانون من بول داكن وألم في المفاصل.
  • صعوبة التشخيص: في ذلك الوقت، لم يكن هناك فهم واضح للسبب الكامن وراء هذه الأعراض، مما جعل التشخيص صعبًا.
  • تسمية المرض:
    • الاسم اللاتيني: Alkaptonuria، مشتق من الكلمات اليونانية “alkapton” (قلوي) و”ouron” (بول).
    • الاسم العربي: بِيلَة الكابتونِيَّة، ترجمة مباشرة للاسم اللاتيني.

في القرن التاسع عشر:

  • تقدم في الفهم:
    • 1819: اكتشف الكيميائي الفرنسي “أنتوان فرانسوا دافريل” وجود مادة كيميائية غير معروفة في بول مرضى بِيلَة الكابتونِيَّة.
    • 1842: حدد الكيميائي الألماني “كارل شتيلر” هذه المادة بأنها حمض الهوموجنتيسيك.
  • ربط الأعراض بالسبب:
    • 1882: اقترح الطبيب البريطاني “أركيبالد غارود” أنّ تراكم حمض الهوموجنتيسيك في الجسم هو سبب أعراض مرض بِيلَة الكابتونِيَّة.
    • 1902: أكد الطبيب الألماني “كارل فون نوردنغ” نظرية غارود من خلال تحليل عينات من أنسجة مرضى ألكابتونيوريا.

خلال القرن العشرين:

  • فهم الوراثة:
    • 1923: اقترح الطبيب الأمريكي “أرشيبالد غارود” أنّ مرض ألكابتونيوريا ينتقل عن طريق الوراثة.
    • 1953: حدد عالم الوراثة البريطاني “جون بيدفورد سوليفان” الجين المسؤول عن المرض على الكروموسوم 3.
  • تطور العلاجات:
    • 1954: تمّ استخدام فيتامين ج لأول مرة كعلاج للمرض، حيث يساعد على تقليل تراكم حمض الهوموجنتيسيك في الجسم.
    • 1980s: تمّ تطوير نظام غذائي خاص للأشخاص المصابين، يقلل من تناول التيروزين والفينيل ألانين، وهما حمضان أمينيان يُنتجان حمض الهوموجنتيسيك.

القرن الحادي والعشرين:

  • علاجات جديدة:
    • 2008: تمّ الموافقة على عقار ” nitisinone” لعلاجه في أوروبا، حيث يعمل على تقليل إنتاج حمض الهوموجنتيسيك في الجسم.
    • 2014: تمّ الموافقة على عقار ” nitisinone” لعلاج مرض ألكابتونيوريا في الولايات المتحدة.
  • العلاج الجيني:
    • أبحاث جارية: يتمّ إجراء أبحاث مكثفة لتطوير علاج جيني،
    • الهدف: إصلاح الجين المعطوب أو إدخاله إلى الجسم لمنع تراكم حمض الهوموجنتيسيك.

الخلاصة:

  • مرّ مرض بِيلَة الكابتونِيَّة برحلة طويلة من الاكتشاف إلى الفهم والعلاج.
  • ساهمت جهود العلماء والأطباء على مرّ السنين في تحسين فهم المرض وتطوير علاجات أكثر فعالية.
  • لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتطوير علاج شافٍ للمرض.

انتشار مرض بِيلَة الكابتونِيَّة (ألكابتونيوريا) وتوزعه:

  • مرض نادر: يُعدّ مرض ألكابتونيوريا مرضًا نادرًا، حيث يُصيب حوالي 1 من بين 250.000 شخص.
  • معدل حدوثه: يُقدّر معدل حدوث بحوالي 1 لكل مليون مولود جديد.

توزيع المرض:

  • لا يُوجد توزيع جغرافي محدد لمرض بِيلَة الكابتونِيَّة، لكنه موجود في جميع أنحاء العالم.
  • مناطق انتشاره:
    • سلوفاكيا: حيث يُصيب حوالي 1 من بين 10.000 شخص.
    • الجمهورية الدومينيكية: حيث يُصيب حوالي 1 من بين 14.000 شخص.
    • مناطق أخرى: يوجد أيضًا في مناطق أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا.

أسبابه:

بِيلَة الكابتونِيَّة أو ألكابتونيوريا هوَ مَرض وراثي خَلقي سببه نَقص الإنزيم الضروري لِتحليل الحمضين الإمينيين تيروسين (Tyrosine) و فينيل ألانين (Phenylalanine) مما يؤدي إلى تراكُم حمض أكسيداز هوموجنتيزات (Homogentisate Oxidase) في الدَم والبول.

Homogentisic acid
آلية حدوث المرض

انتقال المرض:

يُعدّ الألكابتونيوريا مرضًا متنحيًا Autosomal Recessive. هذا يعني أنّ الشخص لا يُصاب بالمرض إلا إذا ورث نسختين معيبتين من الجين من كلا الوالدين.

اسم الجين وموقعه في مرض بِيلَة الكابتونِيَّة (ألكابتنيوريا):

اسم الجين:

  • اسم الجين العلمي: HGD (Homogentisate 1,2-dioxygenase gene)
  • اسم الجين الشائع: جين هيدروكسيلاز الهوموجنتيسيك

موقعه:

  • الكروموسوم: 3
  • الموقع: 3p21
طفرة ألكابتونيوريا

وظيفة الجين:

  • يُنتج هذا الجين إنزيم هيدروكسيلاز الهوموجنتيسيك، وهو إنزيم ضروري لتحويل مادة كيميائية تسمى حمض الهوموجنتيسيك إلى مادة أخرى.

الطفرة:

  • يحدث مرض بِيلَة الكابتونِيَّة بسبب طفرة في جين HGD. تؤدي هذه الطفرة إلى إيقاف أو تقليل نشاط إنزيم هيدروكسيلاز الهوموجنتيسيك، مما يؤدي إلى تراكم حمض الهوموجنتيسيك في الجسم.

أنواع الطفرات:

  • تتنوع أنواع الطفرات التي تؤثر على جين HGD، تشمل:
    • طفرة الحذف: تُعدّ أكثر أنواع الطفرات شيوعًا، حيث يتمّ حذف جزء من الجين.
    • طفرة الاستبدال: يتمّ استبدال قاعدة واحدة أو أكثر من قواعد الحمض النووي في الجين بقاعدة أخرى.
    • طفرة الإدراج: يتمّ إدراج قاعدة واحدة أو أكثر من قواعد الحمض النووي في الجين بين قاعدتين موجودتين.
    • طفرة التكرار: يتمّ تكرار جزء من الجين مرة واحدة أو أكثر.

تأثير الطفرة:

  • قد تؤثر هذه الطفرات على الجين بشكل مختلف، مما يؤدي إلى تنوع شدة أعراض مرض بِيلَة الكابتونِيَّة.

أعراض شائعة:

  • تلون البول باللون الداكن: يُعدّ هذا أول علامات بِيلَة الكابتونِيَّة، ويظهر غالبًا منذ الولادة. يتحول لون البول إلى اللون الداكن بسبب تراكم حمض الهوموجنتيسيك فيه.
البول الأسود في حالة ألكابتونيوريا
  • ألم المفاصل: عادةً ما يبدأ ألم المفاصل في الظهور بعد سن 30 عامًا.
    • التهاب المفاصل العظمي: تتلف الغضاريف في المفاصل، ممّا يُسبب ألمًا وتيبسًا وصعوبة في الحركة.
    • التهاب المفاصل الروماتويدي: قد يُصاب بعض الأشخاص بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • تلف صمامات القلب: تتراكم مادة حمض الهوموجنتيسيك على صمامات القلب، ممّا قد يُؤدّي إلى ضيقها أو قصورها.
    • أعراض تلف صمامات القلب: ضيق التنفس، وألم الصدر، والتعب، والانتفاخ في الساقين، وعدم انتظام ضربات القلب.
  • حصى الكلى: تتشكل حصى الكلى من مادة حمض الهوموجنتيسيك.
    • أعراض حصى الكلى: ألم شديد في أسفل الظهر أو الجانب، وغثيان، وقيء، ودم في البول.
  • ترسبات في الأعضاء الأخرى:
    • قد تتراكم مادة حمض الهوموجنتيسيك في أعضاء أخرى، مثل الكبد والرئتين، ممّا قد يُؤدّي إلى تلفها.
    • أعراض تلف الكبد: اصفرار الجلد والعينين، والتعب، وفقدان الشهية، والغثيان والقيء.
    • أعراض تلف الرئتين: ضيق التنفس، والسعال، وألم الصدر.
  • تأثيرات جلدية: قد يتحول لون الجلد إلى اللون الأزرق أو الرمادي بسبب تراكم حمض الهوموجنتيسيك في الجلد.
  • ضعف المناعة: قد يكون المرضى أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بسبب ضعف جهاز المناعة.

تشخيص مرض بِيلَة الكابتونِيَّة (ألكابتنيوريا):

يعتمد تشخيص مرض بِيلَة الكابتونِيَّة على عدة عوامل، تشمل:

  • الأعراض: قد يشير وجود بعض الأعراض، مثل تلون البول باللون الداكن وألم المفاصل، إلى الإصابة بالمرض.
  • التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي مع مرض بِيلَة الكابتونِيَّة يُعدّ عامل خطر مهم.
  • الفحوصات الجسدية: قد يُلاحظ الطبيب بعض العلامات الجسدية، مثل تغير لون الجلد أو وجود حصى الكلى، التي قد تُشير إلى الإصابة بالمرض.
  • الفحوصات المخبرية: تُستخدم مجموعة من الفحوصات المخبرية لتشخيص بِيلَة الكابتونِيَّة، تشمل:
    • تحليل البول: يُظهر تحليل البول وجود حمض الهوموجنتيسيك، وهو المادة الكيميائية التي تتراكم في الجسم في هذا المرض.
    • فحص الدم: يُستخدم فحص الدم لقياس مستويات حمض الهوموجنتيسيك في الدم.
    • اختبارات الجينات: تُستخدم اختبارات الجينات لتحديد وجود طفرة في جين HGD، المسؤول عن إنتاج إنزيم هيدروكسيلاز الهوموجنتيسيك.

مراحل التشخيص:

  • الاشتباه بالمرض: قد يُشتبه الطبيب في الإصابة بِيلَة الكابتونِيَّة بناءً على الأعراض والتاريخ العائلي والفحوصات الجسدية.
  • إجراء الفحوصات المخبرية: تُستخدم الفحوصات المخبرية لتأكيد أو استبعاد التشخيص.
  • اختبارات الجينات: قد تُستخدم اختبارات الجينات لتأكيد وجود طفرة في جين HGD.

تشخيص حديثي الولادة:

  • في بعض البلدان، يتمّ إجراء اختبارات فحص حديثي الولادة للكشف عن بِيلَة الكابتونِيَّة.
  • يُساعد الكشف المبكر عن المرض في بدء العلاج في وقت مبكر، ممّا قد يُساعد على تحسين نوعية الحياة وتقليل خطر حدوث المضاعفات.

أمراض وراثية أخرى:

الهيموفيليا

متلازمة داون

علاجات مرض بِيلَة الكابتونِيَّة (ألكابتونيوريا):

لا يوجد علاج شافٍ لبِيلَة الكابتونِيَّة، لكن تهدف العلاجات إلى إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة. تشمل العلاجات ما يلي:

1. معالجة المضاعفات:

  • تخفيف الألم: تُستخدم الأدوية لتخفيف ألم المفاصل، مثل مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) وأدوية مسكنات الألم الأخرى.
  • جراحة استبدال المفاصل: قد تكون جراحة استبدال المفاصل ضرورية في بعض الحالات لعلاج تلف المفاصل المتقدم.
  • معالجة حصى الكلى: قد تشمل علاج حصى الكلى شرب كميات كبيرة من السوائل، والأدوية لتفتيت الحصى، وإجراء جراحة لإزالة الحصى الكبيرة.
  • معالجة تلف صمامات القلب: قد تشمل علاج تلف صمامات القلب إصلاح أو استبدال صمامات القلب.
  • معالجة تلف الأعضاء الأخرى: قد تشمل علاج تلف الأعضاء الأخرى مثل الكبد والرئتين الأدوية والعلاجات الجراحية.

2. النيتسينين:

  • هو دواء يُقلّل من إنتاج حمض الهوموجنتيسيك، ممّا قد يُؤدّي إلى تحسين الأعراض.
  • يتمّ إعطاء النيتسينين عن طريق الوريد.
  • قد يُسبّب النيتسينين بعض الآثار الجانبية، مثل الغثيان والقيء والحمى.

3. النظام الغذائي:

  • يُنصح بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالفينيل ألانين والتيروزين.
  • قد يُساعد اتباع نظام غذائي خاص في تقليل تراكم حمض الهوموجنتيسيك في الجسم وتحسين الأعراض.

4. العلاج الجيني:

  • لا يزال العلاج الجيني لمرض بِيلَة الكابتونِيَّة قيد البحث والتطوير.
  • يهدف العلاج الجيني إلى إصلاح الجين المعيب أو إدخاله إلى الجسم لمنع تراكم حمض الهوموجنتيسيك.

مصادر ومراجع:

[1] MedlinePlus

[2] NCBI

[3] AKU society

[4] University of Liverpool

الوراثة والميلانين: فهم مرض البرص | Albinism

البرص: الجمال في الفرادة

هل صادفت يومًا شخصًا بشعر أبيض ناصع وعينين زرقاوين ساحرتين؟ قد يكون هذا الشخص حاملًا لسرّ من أسرار الطبيعة: مرض البرص!

منذ فجر التاريخ، لفت مرض البرص انتباه البشر. تمّ وصف “الرجال البيض” لأول مرة في النصوص المصرية القديمة، حوالي عام 2000 قبل الميلاد. ربطهم المصريون القدماء بآلهة الشمس، واعتبروهم رمزًا للنقاء والبراءة.

في العصور الوسطى، اتخذت نظرة المجتمع تجاه مرض البرص منعطفًا مظلمًا. تمّ اعتبار البرص علامة على لعنة أو مرض، وتمّ استبعاد الأشخاص المصابين به من الحياة العامة. عاشوا في عزلة، يواجهون الخوف والتمييز.

في القرن التاسع عشر، بدأ العلماء في كشف أسرار مرض البرص. اكتشف جوزيف جاكوبس (طبيب بريطاني) أنّ البرص ناتج عن نقص الميلانين، الصبغة التي تُعطي لونًا للجلد والشعر والعينين. ساعد هذا الاكتشاف في تبديد بعض الخرافات حول البرص، وفتح الباب أمام فهم أفضل للمرض.

شهد القرن العشرون تقدمًا هائلًا في علاج مرض البرص. تمّ تطوير واقيات الشمس التي تحمي جلد الأشخاص المصابين من أشعة الشمس الضارة. ساعدت النظارات الطبية والعدسات اللاصقة في تحسين الرؤية. [1]

تعريف البرص وأنواعه:

يُعرف البرص أو المهق (بالإنجليزية: Albinism) بأنه حالة جلدية وراثية تحدث بسبب خلل أو اضطراب في إنتاج صبغة الميلانين (بالإنجليزية: Melanin)؛ وهي مادة طبيعية يتم إنتاجها في الجسم وتمنح الشعر والجلد وقزحية العين لونها. وفي حين أن معظم الأشخاص المصابين بالبرص يتمتعون بصحة جيدة، إلا أنهم قد يعانون من مشكلات في الرؤية.

تقسم حالات البرص بشكل عام إلى نوعين رئيسيين، حيث يختلف كل نوع عن الآخر في الأعضاء المتأثرة والجينات المصابة بالخلل، وفيما يلي شرح موجز لكل منهما:

البرص العيني (Ocular Albinism – OA):
هذا النوع من البرص يتسبب في ظهور أعراضه بشكل أساسي على العينين، مما يؤدي إلى تغير في لون شبكية العين وقزحية العين. يحدث هذا نتيجة خلل أو طفرة جينية في الكروموسوم X، مما يؤثر بشكل رئيسي على المواليد الذكور، لكن قد يصيب الإناث أيضًا في حالات نادرة.

البرص العيني الجلدي (Oculocutaneous Albinism – OCA):
يؤثر هذا النوع من البرص على الجلد والشعر إلى جانب العينين، ويحدث نتيجة لخلل في الجينات المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين.

بالإضافة إلى الأنواع الرئيسية المذكورة أعلاه، هناك أنواع أخرى أقل شيوعًا للبرص، منها:

متلازمة هيرمانسكي بودلاك (Hermansky-Pudlak Syndrome):
تتشابه أعراض هذا النوع مع أعراض البرص العيني الجلدي، إلا أنه يُسبب أيضًا مشكلات في الأمعاء والقلب والكلى والرئة، بالإضافة إلى اضطرابات النزيف بما في ذلك الهيموفيليا.

متلازمة شدياك هيغاشي (Chediak-Higashi Syndrome):
تتشابه أعراض هذا النوع أيضًا مع أعراض البرص العيني الجلدي، ومع ذلك، يميل لون بشرة المصابين به إلى الفضي أو الرمادي، بالإضافة إلى احتمالية حدوث اضطراب في خلايا الدم البيضاء، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. [2][3]

أسبابه:

مرض البرص ينشأ نتيجة خلل وراثي يُولد به الطفل المصاب، حيث يحدث هذا الخلل في الجينات المسؤولة عن إنتاج أو توزيع صبغة الميلانين في الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى غياب كلي أو انخفاض في كمية الميلانين المنتجة.

بالتالي، يُعتبر البرص اضطرابًا وراثيًا، ولكي يصاب الطفل به، يجب أن يكون كلا الوالدين مصابين بالمرض أو حاملين لجين الإصابة. وفي معظم الحالات، يكون لدى المصابين آباء حاملين لجين الإصابة فقط، دون أن تظهر عليهم أعراض المرض. [2]

ملاحظة:

هناك عدة جينات تلعب دورًا في إنتاج أو توزيع صبغة الميلانين في الجسم، ومن أهمها:

  1. جين TYR (Tyrosinase): هذا الجين يُعتبر أحد أهم الجينات المسؤولة عن إنتاج الميلانين، حيث يُشفر لإنزيم التيروزيناز الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تحويل التيروزين (amino acid) إلى دوبا وبعدها إلى الميلانين. يقع هذا الجين على الكروموسوم 11.
  2. جين TYRP1 (Tyrosinase-Related Protein 1): هذا الجين يُشفر لبروتين مرتبط بإنزيم التيروزيناز (TYR)، وهو يشارك في عملية تكوين الميلانين. يقع هذا الجين على الكروموسوم 9.
  3. جين OCA2 (Oculocutaneous Albinism Type 2): يُعتبر هذا الجين مسؤولًا أيضًا عن إنتاج الميلانين، حيث يُشفر لبروتين يلعب دورًا في تنظيم نقل الميلانوسومات (organelles) داخل خلايا الجلد والشعر. يقع هذا الجين على الكروموسوم 15.
  4. جين SLC45A2 (Solute Carrier Family 45 Member 2): يُشفر هذا الجين لبروتين يُعتقد أنه يشارك في نقل الميلانين من داخل الخلايا نحو الخارج، مما يؤثر على توزيع الميلانين في الجسم. يقع هذا الجين على على الكروموسوم 5.

الأعراض:

  1. لون الجلد والشعر والعين:
    • الجلد: يتميز بالشعر الأبيض والبشرة الفاتحة للغاية مقارنةً بالأشقاء أو الأقارب الآخرين.
    • الشعر: قد يكون أبيضًا ناصعًا أو بنيًا. لدى المصابين بالبرص من أصول إفريقية أو آسيوية، يكون لون شعرهم أصفرًا أو أحمرًا أو بنيًا.
    • العيون: قد يتراوح لون العينين من الأزرق الفاتح جدًا إلى البني. يمكن أن يكون لون العين أحمرًا في بعض أنواع الإضاءة.
  2. مشكلات الرؤية:
    • تحرك العينين بشكل غير إرادي (الرأرأة).
    • وضعية رأس غير طبيعية لتحسين الرؤية.
    • عدم نظر العينين في الاتجاه ذاته أو نظر العينين إلى اتجاهين مختلفين (الحول).
    • عدم القدرة على رؤية الأشياء القريبة أو البعيدة (طول النظر أو قصر النظر).
    • حساسية شديدة للضوء (رهاب الضوء). [1][3]

تشخيص الإصابة بالبرص:

تشخيص البرص يتم عادة من خلال التقييم السريري للعلامات والأعراض المرتبطة بهذا المرض، ويشمل العناصر التالية:

  1. الفحص الجسدي: يقوم الطبيب بفحص الجلد والشعر والعيون للبحث عن علامات البرص، مثل البشرة الفاتحة أو غير الموجودة للميلانين، والشعر الأشقر أو الأحمر غير الملون، والعيون الزرقاء أو الرمادية.
  2. التاريخ الطبي والعائلي: يتم استجواب المريض للتحقق من وجود أي تاريخ طبي أو عائلي لحالات البرص، بما في ذلك إذا كان هناك أقارب في العائلة يعانون من المرض.
  1. اختبارات وظيفية: قد يتم إجراء اختبارات وظيفية للعينين والجلد لتقييم مدى تأثير المرض على الرؤية والحس الوجداني وحساسية الجلد لأشعة الشمس.
  2. التصوير الطبي: قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات تصويرية مثل الرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية لتقييم أي تغيرات في الهيكل أو الوظيفة الداخلية للجسم نتيجة للبرص.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تُجرى اختبارات جينية للتحقق من وجود تغيرات في الجينات المسؤولة عن البرص، وهذا قد يساعد في تشخيص الحالة وفهم سببها بشكل أفضل. تشخيص البرص يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الطبيب والمريض، وقد يستغرق وقتًا قبل تأكيد التشخيص بشكل نهائي. [3]

علاجه:

على الرغم من أنه لا يوجد علاج نهائي لمرض البرص حتى الآن، إلا أن هناك عدة خيارات لإدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة للمصابين. تشمل العلاجات الشائعة ما يلي:

  1. حماية البشرة من الشمس: ينبغي على المصابين بالبرص تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس وارتداء الملابس الواقية واستخدام واقي الشمس بشكل منتظم لحماية البشرة الحساسة من الضرر الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية.
  1. علاج الأمراض المصاحبة: في حال وجود مشاكل صحية مصاحبة مثل مشاكل في الرؤية أو الجلد أو الأمعاء، قد يتطلب العلاج تدخلاً طبيًا متخصصًا.
  2. العلاج الجلدي: يمكن استخدام مستحضرات التجميل لتقليل مظهر البقع البيضاء على البشرة، كما يمكن استخدام الكريمات المرطبة لترطيب البشرة الجافة.
  3. العلاج العيني: قد يتطلب المرضى الذين يعانون من البرص العيني استخدام نظارات شمسية خاصة لتقليل التهيج والحماية من الضوء الساطع.
  4. العلاج النفسي والاجتماعي: يمكن أن يكون للمصابين بالبرص تحديات نفسية واجتماعية نتيجة لظهورهم بشكل مختلف، لذا قد يستفيدون من الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدتهم على التعامل مع التحديات اليومية.
  5. البحث السريري: هناك جهود مستمرة في مجال البحث الطبي لتطوير علاجات جديدة وفعالة لمرض البرص، ومن الممكن أن يستفيد المرضى من الانضمام إلى التجارب السريرية لتقييم فعالية العلاجات الجديدة.

من المهم أن يتم توجيه خطة العلاج الخاصة بمرض البرص بناءً على احتياجات كل فرد بشكل فردي، ويجب استشارة الطبيب المختص قبل بدء أي علاج جديد. [2][3]

اقرأ أيضًا: متلازمة تيرنرمتلازمة داون

سير المرض:

مرض البرص أو المهق لا يؤثر سلبًا على صحة معظم المصابين، وعلى الرغم من ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الجلد في بعض الحالات، إلا أن ذلك لا يؤثر بشكل كبير على معدل البقاء على قيد الحياة. يمكن اتخاذ الخطوات التالية لتجنب أو تقليل المشاكل المرتبطة بالبرص:

  1. فحص الجلد بانتظام: من المهم إجراء فحص دوري للجلد كل 6 – 12 شهرًا للكشف المبكر عن أي علامات محتملة لسرطان الجلد.
  2. حماية البشرة من الشمس: يجب تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس قدر الإمكان، واستخدام واقي الشمس ذي الحماية العالية وارتداء الملابس الواقية مثل القمصان طويلة الأكمام والقبعات والنظارات الشمسية.
  3. فحوصات العيون المنتظمة: يُنصح بإجراء فحوصات دورية للعيون كل 2 – 3 سنوات على الأقل للتحقق من صحة الرؤية والكشف المبكر عن أي مشاكل عينية محتملة.

مرض البرص يؤثر في الجلد، العين، والشعر، وقد تتسبب الأعراض في تقليل القدرة على القيام بالمهام اليومية بكفاءة. لذا، إذا لاحظت أي علامات أو أعراض مرتبطة بالبرص، يُنصح بالتوجه للطبيب للحصول على التقييم والعناية اللازمة.[3]

الأبحاث العلمية حول البرص:

ركزت االأبحاث والدراسات على طرق العلاج الفعال بالدرجة الأولى. حيث كان الاهتمام موجّهًا نحو تطبيقات العلاج الجيني والأدوية والخلايا الجذعية…

روابط لبعض هذه الأبحاث:

مراجع:

1- clevelandclinic

2- NCBI

3- MedlinePlus

4- https://www.albinism.org/

مرض العظم الزجاجي: حياة بين الهشاشة والأمل

بينما نتفاعل مع العالم من حولنا بأقدامنا الراشدة والرشيقة، بقوة يدينا الصلبة، يعتبر العظم بمثابة العمود الفقري لحياتنا، يدعمنا ويحمينا في كل خطوة نخطوها. لكن، ماذا لو كانت هذه الحماية تتلاشى ببطء؟ ماذا لو بدأت العظام تصبح هشة كالزجاج؟ هذا هو سردنا لمرض غامض يعرف بـ “مرض العظم الزجاجي”، حيث يتحول العظام من مصدر للقوة إلى زجاج يتمكن من تحطيمه بأبسط الإجهادات.

سنخوض سويًا في هذا المقال رحلة إلى عالم يعج بالتحديات والتساؤلات حول هذا المرض النادر، الذي يتسبب في تغيير حياة المرضى بشكل كامل. دعونا نستكشف معًا أسبابه، وتأثيراته، وأحدث التطورات في عالم علاجه…

جذور المرض واكتشافه:

يُعتقد أنّ مرض العظم الزجاجي Osteogenesis Imperfecta (OI)، ويُعرف أيضًا بـ “تكوّن العظم الناقص” أو “متلازمة العظام الهشّة”، موجود منذ فجر التاريخ. فقد تمّ العثور على بقايا عظمية تدلّ على إصابة بعض الأشخاص بهذا المرض في حضارات مختلفة، مثل مصر القديمة وبلاد الرافدين.

وفي عام 1788، قام الطبيب الفرنسي “بيير فريديريك بوزو” بوصف أول حالة لمرض العظم الزجاجي بشكلٍ دقيق…

يصيب تكوّن العظم الناقص ما يقارب الشخص بين كل 10.000-20.000 ألف شخص، حيث يوجد ما يقارب الـ50.000 حالة في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها. وينتشر بشكل متساوي بين كل من الذكور والإناث. [2][1]

تعريف مرض العظم الزجاجي وأسبابه:

هو حالة طبية نادرة تتسم بضعف في كثافة العظام وهشاشتها، مما يجعلها أكثر عرضة للكسور والتشققات، حتى بسبب الإجهادات البسيطة. ينشأ هذا الضعف نتيجة لنقص في كثافة المعدنيات في العظام، مثل الكالسيوم والفوسفور، مما يؤثر سلبًا على قوتها ومتانتها. وتعود أسباب هذا النقص إلى عوامل فسيولوجية أو راثية مختلفة، بما في ذلك اضطرابات في عملية تكوين العظام أو زيادة في تفكك العظام بسرعة أكبر من ترميمها. إضافة إلى العوامل البيئية (كالتغذية ومستوى النشاط البدني والتعرض لضوء الشمس وغيره)…

الفرق بين العظم الطبيعي (على اليسار) والمصاب بالهشاشة والمرض (الوسط واليمين)

لكننا في هذا المقال سنتطرق للعوامل الوراثية التي تسبب هذا المرض:

من الناحية الوراثية، يُعَزَّز المرض بسبب حدوث طفرات في أحد الجينات المسؤولة عن تكوين النوع الأول من الكولاجين في الجسم. حيث يعتبر الكولاجين النوع الأول مادة أساسية في بنية العظام والجلد والأنسجة الضامة الأخرى. حدوث طفرة في تكوين النوع الأول من الكولاجين يؤدي إلى تكون “عظم ناقص التكوين”، أي عظم هش وسهل الكسر بسبب فقدانه للمتانة والصلابة التي يوفرها الكولاجين السليم.

من أبرز جينات الكولاجين المهمة في عملية تكوين العظام هي:

  1. COL1A1 وCOL1A2: يُعتبر هذان الجينان من أهم الجينات التي تُشفر لإنتاج الكولاجين النوع الأول. هذا النوع من الكولاجين يُعتبر الأساسي في بنية العظام والأنسجة الضامة الأخرى.
  2. COL2A1: هذا الجين يُشفر لإنتاج الكولاجين النوع الثاني الذي يلعب دورًا هامًا في تكوين غضاريف المفاصل.
  3. COL5A1 وCOL5A2 وCOL5A3: هذه الجينات تُشفر لإنتاج الكولاجين النوع الخامس، الذي يساهم في تكوين الألياف الناعمة في الأنسجة الضامة.

تحتوي هذه الجينات على المعلومات الوراثية التي تحدد هيكل ووظيفة الكولاجين المنتج، وأي تغير أو طفرة في هذه الجينات قد يؤدي إلى تشوهات في الكولاجين المنتج، مما يمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى حدوث مرض العظم الزجاجي أو أمراض أخرى ذات صلة بالعظام والأنسجة الضامة.[2][1]

يمكنك معرفة المزيد حول بروتين الكولاجين وخصائصه من خلال مقالنا هنا

أنواعه:

هناك أنواع مختلفة من هذا المرض، وتختلف هذه الأنواع في الوراثة والتأثير على العظام. ومن بين أنواعه الشائعة:

  1. مرض العظم الزجاجي النوع I (OI): يُعتبر OI النوع الأكثر شيوعًا، وهو ناتج عن طفرات في جينات الكولاجين النوع الأول. يتسبب هذا النوع في عظام هشة وكسور متكررة، وقد تتراوح شدة الأعراض بين الأفراد المصابين.
  2. مرض العظم الزجاجي النوع II (OI): يعتبر هذا النوع من المرض أكثر خطورة وندرة من OI النوع I. يتسبب هذا النوع في تشوهات خطيرة في العظام، والتي قد تؤدي إلى وفاة الطفل في مراحل الطفولة المبكرة نتيجة لمشاكل التنفس والتغذية.
  3. مرض العظم الزجاجي النوع III (OI): يتميز هذا النوع بأعراض شديدة مثل تشوهات العظام وتقصر القامة والكسور المتكررة. يمكن أن يكون مرض العظم الزجاجي النوع III أكثر تشابهًا مع مرض العظم الزجاجي النوع II في بعض الحالات.
  4. مرض العظم الزجاجي النوع IV (OI): يتسبب هذا النوع في أعراض متوسطة إلى شديدة من مرض العظم الزجاجي، مع تشوهات في العظام وكسور متكررة.

تُصنَّف الأنواع المذكورة أعلاه تحت فئة Osteogenesis Imperfecta (OI)، ولكن هناك أيضًا أنواع أخرى من مرض العظم الزجاجي تُصنَّف بشكل منفصل، وتختلف في الأسباب والأعراض والتأثيرات على العظام.[2][1]

وراثة مرض العظم الزجاجي:

تعتمد وراثته على عدة أنماط وراثية مختلفة. يمكن أن تُشارك الوراثة في تطوير المرض بسبب الطفرات في الجينات المسؤولة عن تكوين الكولاجين، كما ذُكر في الشرح السابق.

  1. الوراثة الجسمية السائدة: في هذا النوع من الوراثة، يكفي أن يكون جين واحد مصاب بالطفرة في أحد الأبوين ليظهر المرض على الطفل. وغالبًا ما يكون لدى أحد الأبوين مرض العظم الزجاجي، ولكن يتميز المرض الذي ينتج عن هذا النوع من الوراثة بأنه يكون أقل حدة.
  2. الوراثة المتنحية: هنا يجب أن يكون الجين المصاب موجودًا في كلا الأبوين لظهور المرض. وفي هذه الحالة، لا تظهر الأعراض عادةً على الأبوين، ولكن الأبناء الذين يحملون الجين المصاب قد يظهرون أعراض المرض.
  3. الوراثة المرتبطة بالجنس: هنا يكون الطفرة الجينية المسببة للمرض موجودة على إحدى الكروموسومات الجنسية X أو Y. قد يكون المرض أكثر شيوعًا لدى الذكور إذا كان الجين المصاب موجودًا على كروموسوم X، نظرًا لأن الذكور لديهم كروموسوم واحد X وكروموسوم Y.
  4. الطفرات العشوائية: في بعض الحالات، يمكن أن تحدث الطفرات في الجينات بشكل عفوي ومفاجئ، دون أن يكون لها علاقة بتوارثها من الأبوين. وقد تؤدي هذه الطفرات إلى تطوير أشكال أكثر شدة من مرض العظم الزجاجي، ولا يكون هناك تاريخ عائلي للمرض في هذه الحالات.

كما ذكرنا سابقًا، أن تطور المرض وانتقاله يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل الوراثية والبيئية، وقد تكون الوراثة جزءًا فقط من الصورة الكاملة.[2][1]

أعراضه:

أعراض مرض العظم الزجاجي يمكن أن تتفاوت بين الأفراد وتعتمد على نوع وشدة المرض. ومع ذلك، فإن بعض الأعراض الشائعة تشمل ما يلي:

  1. كسور متكررة: يعتبر كسر العظام نتيجة لهشاشة العظام هو العرض الأساسي لمرض العظم الزجاجي. يمكن حدوث الكسور بسهولة حتى من الإجهادات البسيطة، وتكون الكسور شائعة خاصة في العمود الفقري والأذرع والأرجل.
  2. آلام العظام: يعاني الأشخاص المصابون بمرض العظم الزجاجي في بعض الأحيان من آلام في العظام، وخاصة بعد حدوث كسور أو مناورات جسمانية معينة.
  3. تشوهات العظام: قد تؤدي هشاشة العظام إلى تشوهات في هيكل العظام، مما يمكن أن يؤثر على الشكل الطبيعي للعظام ويسبب مشاكل في الحركة والوظيفة.
  4. قصر القامة: نتيجة للكسور المتكررة وتشوهات العظام، قد يتطور قصر القامة لدى الأفراد المصابين بمرض العظم الزجاجي.
  5. مشاكل الأسنان: قد تظهر مشاكل في الأسنان مثل تسوس الأسنان وفقدان الأسنان بشكل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بمرض العظم الزجاجي.
  1. ضعف العضلات: قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض العظم الزجاجي من ضعف في العضلات نتيجة لتقوس العظام وتشوهاتها.[2][1]

تشخيص تكوّن العظم الناقص:

التشخيص يتطلب تقييمًا شاملاً للأعراض والتاريخ الطبي، بالإضافة إلى استخدام عدة طرق تشخيصية. من بين الطرق الشائعة لتشخيص المرض:

  1. التاريخ الطبي والفحص البدني: يقوم الطبيب بجمع معلومات مفصلة عن التاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك الأعراض التي يعاني منها وتاريخ الكسور السابقة وأي تاريخ عائلي لمرض العظم الزجاجي. يجري الطبيب أيضًا فحصًا بدنيًا لتقييم العظام والتحقق من وجود تشوهات أو علامات أخرى.
  2. الفحوصات الشعاعية: تعتبر الصور الشعاعية من أهم الفحوصات لتشخيص مرض العظم الزجاجي، حيث يمكن أن تظهر علامات الهشاشة العظمية وتشوهات العظام على الصور الشعاعية.
  1. اختبارات الدم: يمكن أن تُجرى اختبارات الدم لقياس مستويات المعادن الهامة لصحة العظام مثل الكالسيوم وفيتامين د والفوسفات.
  2. اختبارات الجينات: في حالة الاشتباه في وجود مرض العظم الزجاجي الوراثي، قد يتم إجراء اختبارات جينية لتحديد الطفرات في الجينات المسؤولة عن المرض (جينات الكولاجين).
  3. اختبارات الحالة العظمية: تشمل هذه الاختبارات اختبارات كثافة العظام (DEXA scan) لتقييم كثافة العظام ومعرفة مدى هشاشتها.

يجب أن يقوم الطبيب بتحليل البيانات المتاحة من هذه الفحوصات والاستنتاجات المستفادة منها لتحديد ما إذا كان المريض مصابًا بمرض العظم الزجاجي ونوعه وشدته، ومن ثم وضع خطة علاجية مناسبة.[2][1]

العلاج:

علاج مرض العظم الزجاجي يهدف إلى تخفيف الأعراض وتقليل خطر الكسور وتحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين. العلاج قد يشمل ما يلي:

  1. الرعاية الطبية المتخصصة: يتطلب علاج مرض العظم الزجاجي التعامل مع فريق طبي متعدد التخصصات، بما في ذلك أطباء العظام وأخصائيي الجراحة العظمية وأطباء الأطفال وأخصائيي التغذية وغيرهم.
  2. العلاج الدوائي: يمكن أن يشمل العلاج الدوائي تناول الأدوية التي تساعد في تقوية العظام وتحسين كثافتها، مثل البيسفوسفونات والكالسيترول وفيتامين د.
  3. العلاج الفيزيائي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين القوة العضلية والتوازن والمرونة، مما يقلل من خطر الكسور.
  1. الأدوية المضادة للآلام: قد يتم وصف الأدوية المضادة للآلام لمساعدة في تسكين الآلام المصاحبة للكسور والآلام العامة.
  2. التدخل الجراحي: في حالات الكسور الشديدة أو التشوهات العظمية الخطيرة، قد يكون الجراحة ضرورية لتصحيح التشوهات وتثبيت الكسور.
  3. العناية الذاتية: يمكن للأشخاص المصابين بمرض العظم الزجاجي اتخاذ إجراءات للعناية بالعظام، مثل الحفاظ على نظام غذائي غني بالكالسيوم والفيتامين د وممارسة التمارين الرياضية المناسبة.

يجب أن يتم تحديد العلاج المناسب لكل حالة بناءً على خصائص المرض وشدته، ويجب أن يتم ذلك بالتعاون مع الطبيب المعالج والفريق الطبي المختص.[2][1]

أبحاث علمية حول مرض العظم الزجاجي:

العلاج الجيني:

1- Curative Cell and Gene Therapy for Osteogenesis Imperfecta

2- Osteogenesis Imperfecta: Current and Prospective Therapies

العلاج بالخلايا الجذعية:

1- Stem Cell Therapy as a Treatment for Osteogenesis Imperfecta

2- Mesenchymal stem cells in the treatment of osteogenesis imperfecta

تحسينات في العلاج الطبيعي:

1- https://www.physio-pedia.com/Osteogenesis_Imperfecta

مراجع ومصادر:

متلازمة دي جورج DiGeorge – أبجدية جينوم ناقص!

متلازمة دي جورج، المعروفة أيضاً باسم متلازمة حذف 22q11.2، هي اضطراب جيني نادر يحدث نتيجة فقدان جزء صغير من كروموسوم 22. تعد هذه المتلازمة مصدر قلق وتحدياً للأفراد الذين يعانون منها ولعائلاتهم، حيث تؤثر على عدة جوانب من حياتهم اليومية. سنقوم في هذا المقال بالتعرف على تفاصيل هذا الاضطراب، وتأثيره على الأفراد المصابين به وعلى محيطهم، بالإضافة إلى أحدث التطورات في مجال علاجه وإدارته.

يغطي مصطلح متلازمة حذف 22q11.2 المصطلحات التي كان يُعتقد أنها حالات مختلفة، ويشمل ذلك متلازمة دي جورج والمتلازمة الشراعية القلبية الوجهية velocardiofacial syndrome والاضطرابات الأخرى التي تشارك نفس السبب الجيني بالرغم من وجود اختلاف بسيط في السمات.

تتضمن المشاكل الصحية الأكثر شيوعًا المرتبطة بمتلازمة حذف 22q11.2 عيوب القلب وضعف وظيفة الجهاز المناعي والحنك المشقوق والمضاعفات مرتبطة بانخفاض مستويات الكالسيوم في الدم وتأخر في النمو مع مشكلات سلوكية وعاطفية…

تختلف أرقام الأعراض المرتبطة بمتلازمة حذف 22q11.2 وشدتها. ومع ذلك، يحتاج كل شخص تقريبًا مصاب بهذه المتلازمة إلى العلاج من متخصصين في مختلف المجالات.

سيكون هذا المقال للحديث عن كل ما يخص هذه المتلازمة، ابتداءًا من أسبابها وأعراضها وصولًا إلى تشخيصها وعلاجها.

انتشار متلازمة دي جورج:

تصيب المتلازمة ما يقدر بـ 1 من كل 4000 إلى 6000 ولادة حية. وهي نسبة عالية مقارنة بباقي الأمراض. حيث تعتبر النسبة الأعلى بين باقي الأمراض الوراثية التي تحدث بسبب حذف microdeletion syndrome.

[1]

أسبابها:

بدايةً نعلم أن كل شخص لديه نسختين من الكروموسوم 22، حيث تورّث واحدة من الأب والأخرى من الأم. وإذا كان الشخص مصابًا بمتلازمة دي جورج، فإن نسخة واحدة من الكروموسوم 22 تفتقر إلى جزء يحتوي على ما يقدر بـ 30 إلى 40 جين (حوالي 3 ملايين زوج قاعدة base pairs). ولم يتم تحديد العديد من هذه الجينات بوضوح ولم تكن مفهومة جيدًا. تعرف منطقة الكروموسوم 22 التي تم حذفها باسم 22q11.2.

عادةً ما يحدث حذف الجينات من الكروموسوم 22 كحدث عشوائي في الحيوان المنوي للأب أو في بويضة الأم، أو قد يحدث مبكرًا خلال نمو الجنين. ونادراً ما يكون الحذف حالة وراثية يتم نقلها إلى طفل من أحد الوالدين الذي لديه أيضًا عمليات حذف في الكروموسوم 22 ولكن قد لا تظهر عليه أعراض.

وبالنسبة لوراثة المتلازمة، فهي من نوع الـ Autosomal Dominant: أي أن إصابة أحد الوالدين بها، يعطي احتمالية 50% لإصابة كل جنين بالمتلازمة. [1][2]

الأعراض:

قد تتفاوت علامات متلازمة دي جورج وأعراضها في نوعها وحدتها بناءً على الأجهزة المصابة في الجسم ومدى شدة الإصابات. ,وربما تكون بعض العلامات والأعراض ظاهرة عند الولادة، ويمكن أن لا يظهر بعضها حتى أواخر مرحلة الرضاعة أو أوائل مرحلة الطفولة. [2][3]

أهم العلامات والأعراض:

  • النفخة القلبية وزرقة البشرة نتيجة لقلة انتشار الدم الغني بالأكسجين (الزراق) بسبب الإصابة بعيب في القلب.
  • العدوى المتكررة.
  • سمات وجه معينة، مثل ذقن غير مكتملة النمو، أو أذنان منخفضتان، أو عينان متباعدتان أو ثلم ضيق بالشفة العليا – الشفة الأرنبية-
  • فجوة في سقف الفم (الحنك المشقوق palate defect) أو مشكلات أخرى في الحنك.
  • صعوبة التغذية أو عدم زيادة الوزن أو مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • صعوبات في التنفس.
  • توتر عضلات ضعيف.
  • تأخر النمو، مثل تأخر التدحرج أو الجلوس أو غيرها من المراحل الأساسية في نمو الرضيع.
  • تأخر تطور الكلام أو الكلام المصحوب بغنة أنفية.
  • إعاقات التعلم أو تأخره.
  • مشكلات سلوكية.

متى تزور الطبيب

توجد حالات أخرى يمكن أن تسبب علامات وأعراض مشابهة لمتلازمة حذف 22q11.2. وبالتالي يجب الحصول على تشخيص دقيق وعاجل إذا ظهر على طفلك أي من العلامات أو الأعراض سابقة الذكر.

قد يشك الطبيب في الإصابة بمتلازمة حذف 22q11.2 في الأوقات التالية:

  • عند الولادة. إذا بدت حالات معينة واضحة عند الولادة، مثل عيب خطير في القلب أو الحنك المشقوق أو عدة عوامل أخرى تشبه ملازمة حذف 22q11.2، فمن المرجح أن تبدأ الاختبارات التشخيصية قبل أن يغادر الطفل المستشفى.
  • في زيارات العناية بالطفل. قد يشتبه طبيب العائلة أو طبيب الأطفال في وجود هذا الاضطراب بسبب مجموعة من الأمراض أو الاضطرابات التي تتضح مع مرور الوقت. وقد ينتبه الطبيب لوجود مشكلات أخرى أثناء زيارات فحص صحة المولود المقررة بانتظام أو خلال الفحوصات السنوية للطفل. [2][1]

المضاعفات:

تلعب أجزاء الصبغيات 22 المحذوفة في متلازمة دي جورج دورًا في تطور عدد من أجهزة الجسم. وكنتيجة لذلك، يُمكن أن يؤدي الاضطراب إلى حدوث طفرات عديدة في أثناء نمو الجنين. وتتضمن المشكلات الشائعة ما يلي:

  • عيوب القلب: وغالبًا ما تسبب متلازمة حذف 22q11.2 عيوبًا في القلب قد ينجم عنها عدم كفاية إمدادات الدم الغني بالأكسجين. على سبيل المثال، قد تتضمن التشوهات وجود ثقب بين الحجرات السفلية في القلب (خلل في الحاجز البطيني ventricular septal defect) أو وجود وعاء كبير فقط؛ بدلاً من وعائين، يؤدي إلى خارج القلب (الجذع الشرياني truncus arteriosus) أو مجموعة من أربعة هياكل قلبية غير طبيعية (رباعية فالو tetralogy of fallot).
  • قُصورُ الدُّرَيْقات: تقوم الغدد فوق الدرقية الأربعة بتنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم. يُمكن أن تؤدي متلازمة حذف 22q11.2 إلى تصغير الغدد فوق الدرقية أكثر من الطبيعي وهي الغدد التي تفرز مقدارًا صغيرًا جدًا من الهرمون الجار درقي (PTH)، ما يؤدي إلى الإصابة بقُصور الدُّرَيْقات congenital hypoparathyroidism. وينجم عن هذه الحالة وجود مستويات منخفضة من الكالسيوم ومستويات مرتفعة من الفوسفور في الدم.
الغدة الزعترية
  • خلل في الغدة الزعترية: تنضج الخلايا التائية؛ نوع من خلايا الدم البيضاء، في الغدة الزعترية الموجودة أسفل عظمة الصدر. وتعتبر الخلايا التائية الناضجة ضرورية للمساعدة في مقاومة العدوى. بالنسبة إلى الأطفال المصابين بمتلازمة حذف 22q11.2، قد تكون الغدة الزعترية صغيرة أو مفقودة thymic aplasia، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف وظيفة الجهاز المناعي وحدوث عدوى شديدة بشكل متكرر.
  • حنك مشقوق: إن الحنك المشقوق؛ فتحة (شق) في سطح الفم (الحنك) cleft palate، سواء وجدت شفة مشقوقة أو لا، يُعتبر حالة شائعة من متلازمة حذف 22q11.2. وقد تصبح عملية البلع أو إصدار أصوات معينة في أثناء الكلام صعبة بسبب وجود تغييرات غير طبيعية أخرى غير واضحة بالحنك.
  • ملامح وجه متميزة: ربما يظهر عدد من السمات المحددة بوجه بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة حذف 22q11.2. وهذه السمات تتضمن وجود أذنين صغيرتين متجهتين للأسفل أو جفون الأعين صغيرة الاتساع (شقوق جفنية) أو الأعين المقنعة أو وجه طويل نسبيًا أو طرف أنف ضخم (بصلية الشكل) أو ثلم صغير أو مسطح بالشفة العليا.
  • مشكلات في التعلم والسلوكيات والصحة العقلية: قد تسبب متلازمة حذف 22q11.2 مشكلات في نمو الدماغ وعمله، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مشاكل في التعلم والعلاقات الاجتماعية والنمو والسلوكيات. إن تأخر تطور الكلام وصعوبات التعلم لدى الأطفال من الحالات الشائعة. فبعض الأطفال يُصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أو اضطراب طيف التوحد. وفي مرحلة لاحقة في الحياة، تزيد خطورة الإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات صحية أخرى.
  • اضطرابات المناعة الذاتية: كما يُمكن أن يكون الأشخاص الذين كانوا يعانون من ضعف وظيفة الجهاز المناعي في طفولتهم؛ بسبب صغر أو فقدان الغدة الزعترية، أكثر عرضة للإصابة باضطرابات المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو داء غريفز (الدُّرَاق الجُحُوظِيّ).
  • مشاكل أخرى. قد يقترن عدد كبير من الحالات الطبية بمتلازمة حذف 22q11.2، مثل ضعف السمع وضعف البصر ومشاكل في التنفس وضعف في وظيفة الكلى وقصر القامة نسبيًا بالنسبة إلى طول أفراد العائلة. [2]

الوقاية

في بعض الحالات، تُمرر متلازمة دي جورج من الوالد المصاب إلى الطفل. إذا كنت قلقًا بشأن تاريخ عائلي لمتلازمة حذف 22q11.2، أو إذا كان لديك بالفعل طفل مصاب بالمتلازمة، فقد ترغب في استشارة طبيب متخصص في الاضطرابات الوراثية (أخصائي طب الوراثيات) أو استشاري الوراثيات للمساعدة في التخطيط للحمل في المستقبل.

التشخيص:

يستند تشخيص متلازمة دي جورج في المقام الأول على الاختبارات المعملية الذي يمكنه الكشف عن الحذف في الصبغي 22. قد یطلب طبیبك ھذا الاختبار إذا کان لدى طفلك:

  • مجموعة من المشكلات أو الحالات الطبية التي تشير إلى الإصابة بالمتلازمة
  • عيب قلبي، لأن بعض عيوب القلب ترتبط عادة مع متلازمة حذف 22q11.2

ومن أهم التقنيات المستخدمة في التشخيص هي:

الوميض الصبغي بتهجين الفلوريسنت fluorescent in situ hybridization -FISH والذي يبين الحذف الجزئي لمقطع بالصبغي 22 حيث يتم تشخيص الحذف الجزئي للذراع الطويلة في هذا الكروموسوم. [2][1]

كما يمكن عمل الفحص الوراثي بعد عمل انتساخ للحامض النووي عن طريق التفاعل المتسلسل المتضاعف (polymerase chain reaction (pcr.

ملاحظة: عندما تكون الأعراض والعلامات موجودة دون وجود الحذف الجزئي بالصبغي 22, تكون أسباب أخرى هي التي تفسر وجود الأعراض, مثل وجود نقص بالصبغي 10, أو التعرض قبل الولادة للكحول, أو للأيزوتريتينون, أو ارتفاع مستوى السكر بالدم.

يمكن أيصًا استخدم قياس الانسياب الخلوي flow cytometry لتقدير عدد الخلايا التائية, والاستجابات التكاثرية لمحدثات الاستحالة أو التفتل mitogens والمستضدات antigens.

إضافة إلى إمكانية استخدام فحوض الأشعة كالرنين المغناطيسي في تأكيد وتقييم الحالة…

العلاج:

بالرغم من عدم وجود علاج لمتلازمة دي جورج، إلا أن العلاجات يمكنها عادةً علاج المشكلات الخطيرة، مثل عيب القلب أو الحنك المشقوق. جيث يمكن معالجة المسائل الصحية والمشاكل النمائية، أو مشاكل الصحة العقلية أو المشاكل السلوكية الأخرى أو متابعتها وفقًا للحاجة.

ربما تتضمن العلاجات (العلاج المخصص) تدخلات لعلاج الأمور التالية:

  • قُصورُ الدُّرَيْقات. يمكن التغلب على قُصورُ الدُّرَيْقات عادةً من خلال مكملات الكالسيوم ومكملات فيتامين (د).
  • عيوب القلب. تتطلب معظم عيوب القلب جراحة بعد الولادة مباشرة لعلاج القلب وتحسين مستوى وصول الدم الغني بالأكسجين.
  • قصور وظيفة الغدة الزعترية. إذا كان طفلك يعاني من بعض القصور في وظيفة الغدة الزعترية، فربما تكون حالات العدوى متكررة، ولكن دون وجود خطورة بالضرورة. يتم علاج حالات العدوى المذكورة — نزلات البرد والتهابات الأذن عادةً — بوجه عام كما هو الحال مع أي طفل. يتبع معظم الأطفال المصابين بقصور وظيفة الغدة الزعترية جدول التطعيمات الطبيعي. بالنسبة لمعظم الأطفال الذين يعانون من قصور وظيفة الغدة الزعترية بصورة معتدلة، يتحسن أداء الجهاز المناعي مع التقدم في العمر.
الخلية التائية
  • خلل الغدة الزعترية الشديد. إذا كان خلل الغدة الزعترية شديدًا أو في حالة عدم وجود غدة زعترية، فيكون طفلك معرضًا لمخاطر الإصابة بمجموعة من الأمراض الخطيرة. يتطلب العلاج زراعة نسيج الغدة الزعترية، أو خلايا متخصصة من النخاع العظمي أو خلايا الدم المتخصصة المقاومة للأمراض.
  • حنك مشقوق. يمكن علاج الحنك المشقوق أو غير ذلك من اضطرابات الحنك والشفة عادةً من خلال التدخل الجراحي.
  • التطوير الشامل. من المحتمل أن يستفيد طفلك من مجموعة من العلاجات، بما في ذلك العلاج التخاطبي، والعلاج المهني والعلاج النمائي. في الولايات المتحدة، تتوفر برامج التدخل المبكر التي توفر الأنواع المذكورة من العلاج من خلال الإدارة الصحية بالمدينة أو الولاية.
  • رعاية الصحة النفسية. ربما يوصى بالعلاج إذا تم تشخيص حالة طفلك فيما بعد على أنها إصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، أو اضطراب طيف التوحد، أو الاكتئاب، أو غير ذلك من اضطرابات الصحة العقلية أو الاضطرابات السلوكية.
  • إدارة الحالات الأخرى. ربما تتضمن الحالات المذكورة علاج المسائل المتعلقة بالتغذية والنمو، والمشاكل السمعية أو البصرية، وغير ذلك من الحالات الطبية. [3][2][1]

ملاحظة:

توجد محاولات ناجحة لزراعة الغدة التيموسية للأطفال الذين تكون عندهم الغدة غير موجودة, حيث أنه أثناء عمل جراحة للقلب, يؤخذ جزء من الغدة التيموسية من طفل حديث الولادة لأسرة متبرعة, وبعد فحصها والتأكد من خلوها من الأمراض, يتم زرع أجزاء صغيرة منها بعضلات الساق, وفي دراسة تم إجراؤها في شهر أغسطس سنة 2003 تبين أن جميع الأطفال الذين تم علاجهم بهذه الطريقة, قد حدث عندهم تطور لجهاز مناعي فعال, وهذه الأبحاث تعطى أمل, أن الأطفال المتأثرين بشدة بتشوه دي جورج من الممكن أن يعيشون حياة صحية.

في أغلب الحالات يجب تجنب التطعيم للأطفال المصابين بتشوه دي جورج بلقاحات الفيروسات الحية.

مصير المرضى:

يعتمد مصير المرض على مدى الإصابة ومدى اعتلال القلب والجهاز المناعي.

أغلب الأشخاص الذين يعيشون يكون عندهم صعوبات بسيطة في التعلم ويكون نموهم طبيعي.

الأطفال المتأثرين بشدة بالمتلازمة يكون عندهم مشاكل شديدة, مثل أمراض القلب أو غياب الغدة التيموسية, ورغم العلاج فإنهم لا يعيشون أكثر من سنوات قليلة.

أمراض وراثية أخرى ذات صلة:

متلامة تيرنر

مرض ترسب الأصبغة الدموي الوراثي

متلازمة مارفان

مراجع ومصادر:

1- ncbi

2- omim

3- medline plus

متلازمة تيرنر: فهم الوراثة والتأثير!

تُعدّ متلازمة تيرنر Turner Syndrome واحدة من الاضطرابات الجينية النادرة التي تؤثر على الإناث، وتتميز بوجود تواجد نقصي أو غياب تام لأحد الكروموسومات الجنسية X. يعاني الأفراد الذين يعانون من هذه المتلازمة من مجموعة من التحديات الصحية والاجتماعية. سنتناول في هذا المقال أسباب المتلازمة، أعراضها، التشخيص، وسبل العلاج وغيرها.

تعد متلازمة تيرنر اضطرابًا شائعًا نسبيًا، حيث يصيب حوالي 1 من كل 2500 إلى 3000 فتاة. وفي معظم الحالات، لا يتم تشخيص الإصابة بالمتلازمة حتى عمر المراهقة… [1] [2] 

أسباب متلازمة تيرنر:

تحدث متلازمة تيرنر نتيجة لنقص أو غياب إحدى كروموسومات X عند الإناث. يحدث هذا النقص عادة بصورة عشوائية أثناء تكوّن البويضة أو في الحياة الجنينية المبكرة. ويحدث ذلك نتيجةً لخلل في الحيوان المنوي للأب أو بويضة الأم مما يتسبب في احتواء جميع خلايا الجسم على نسخة واحدة فقط من الكروموسوم ذاته (النمط احادي الصباغ ).

وفي حالات معينة، يمكن أن تحدث نتيجة لاختلال عملية الانقسام الخلوي في المراحل المُبكرة من تطور الجنين مما يتسبب بتواجد خلايا احادية الصبغي ( X ) وأخرى تحمل نسختين منه (النمط الفسيفسائي).

إضافة إلى ذلك يعتقد بعض الباحثين أن بعض العوامل البيئية، مثل التعرض للإشعاع أو المواد الكيميائية، قد تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة تيرنر. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذه النظرية.

تشمل عوامل الخطر الأخرى المحتملة لمتلازمة تيرنر ما يلي:

  • عمر الأم: تزداد احتمالية إصابة الأطفال بمتلازمة تيرنر إذا كانت والدتهم أكبر من 35 عامًا عند الحمل.
  • الوزن عند الولادة: قد يكون الأطفال الذين يولدون بوزن أقل عرضة للإصابة بمتلازمة تيرنر.
  • مشاكل الحمل: قد تكون النساء اللائي يعانين من مشاكل الحمل، مثل الإجهاض المتكرر أو الولادة المبكرة، أكثر عرضة لأن يكون أطفالهن مصابون بمتلازمة تيرنر. [1] [2] 

أعراض متلازمة تيرنر:

  1. قصر القامة: ويعتبر واحد من أكثر العلامات البارزة لهذه المتلازمة. قد يتطلب العلاج بواسطة هرمون النمو.
  2. مشاكل القلب والأوعية الدموية: يزيد خطر حدوث مشاكل في القلب والأوعية الدموية، ويشمل ذلك التضيق التاجي والاضطرابات في هيكل القلب.
  3. مشاكل التكاثر:
    وذلك بسبب عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها، وربما يحدث العقم في الحالات المستعصيّة… [1] [2]

التشخيص:

يتم تشخيص متلازمة تيرنر عادةً من خلال اختبارات الدم أو التصوير بالموجات فوق الصوتية.

اختبارات الدم

يتم إجراء اختبارات الدم الأكثر شيوعًا لتشخيص متلازمة تيرنر، والمعروفة باسم تحليل كروموسومات. يمكن إجراء هذا الاختبار في أي عمر، ولكنه يتم إجراؤه غالبًا عند الولادة أو أثناء الحمل.

يمكن استخدام تحليل كروموسومات لتحديد عدد الكروموسومات في الخلايا. عادةً ما يكون لدى الفتيات المصابات بمتلازمة تيرنر كروموسوم X واحد فقط في كل خلية. يمكن أن يكشف تحليل كروموسومات أيضًا عن أي مشاكل كروموسومية أخرى قد تكون مرتبطة بمتلازمة تيرنر.

التصوير بالموجات فوق الصوتية

يمكن استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم أعضاء الجسم، مثل القلب والكلى. قد يكشف التصوير بالموجات فوق الصوتية عن بعض المشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة تيرنر، مثل عيوب القلب أو الكلى.

اختبارات أخرى

قد يلزم إجراء اختبارات أخرى لتقييم المشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة تيرنر، مثل مشاكل الغدة الدرقية أو مشاكل السمع.

الخطوات

فيما يلي الخطوات العامة لتشخيص متلازمة تيرنر:

  1. التاريخ الطبي والفحص البدني: سيسأل الطبيب عن تاريخك الطبي وسيقوم بفحص بدني للبحث عن أي علامات أو أعراض لمتلازمة تيرنر.
  2. اختبارات الدم: سيطلب الطبيب إجراء اختبارات دم لتحديد عدد الكروموسومات في الخلايا.
  3. التصوير بالموجات فوق الصوتية: قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم أعضاء الجسم، مثل القلب والكلى.
  4. اختبارات أخرى: قد يلزم إجراء اختبارات أخرى لتقييم المشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة تيرنر.

التشخيص المبكر

يساعد التشخيص المبكر للمرض في ضمان حصول الفتيات المصابات على الرعاية الطبية المناسبة في وقت مناسب. كما يمكن أن يساعد العلاج بالهرمونات البديلة في تحفيز النمو وتطور الفتاة الجنسية… [1] [2] 

سبل العلاج:

  1. العلاج بواسطة هرمون النمو: يمكن استخدام هرمون النمو لتحسين القامة لدى الأفراد المصابين.
  2. العلاج الهرموني: يمكن تقديم العلاج الهرموني لتعويض الهرمونات الناقصة، والتي قد تساهم في تحسين النمو وتطوير السمات الثانوية الجنسية (لاسيما هرمون الاستروجين)..
  3. الدعم النفسي والاجتماعي:
    يمكن أن يكون الدعم النفسي والاجتماعي حيويًا لتعزيز التكيف الاجتماعي والعاطفي للأفراد المصابين. [1][2] 

أمراض وراثية ذات صلة:

الأبحاث العلمية:

هناك العديد من الأبحاث العلمية الجارية حول هذه المتلازمة، والتي تركز على تطوير علاجات جديدة وفهم أفضل للاضطراب.

علاجات جديدة

أحد المجالات الرئيسية للبحث هو تطوير علاجات جديدة لمتلازمة تيرنر. تركز بعض الأبحاث على استخدام العلاج الجيني لإضافة كروموسوم X إضافي إلى خلايا الفتيات المصابات. تركز أبحاث أخرى على استخدام العلاجات الهرمونية لتحفيز النمو والتطور الجنسي لدى الفتيات المصابات.  [3]

فهم أفضل للاضطراب

تركز الأبحاث الأخرى على فهم أفضل للمتلازمة. حيث يحاول الباحثون تحديد العوامل التي تساهم في تطور الاضطراب وتحديد كيفية تأثيره على نمو وتطور الفتيات المصابات. [4]

التوقعات

يبدو أن الأبحاث الجارية حول المتلازمة واعدة. من المرجح أن تؤدي هذه الأبحاث إلى تطوير علاجات جديدة وفهم أفضل للاضطراب، مما سيحسن حياة الفتيات المصابات بها.

في النهاية، فإن فهم هذا المرض يساعد في توفير الرعاية الفعّالة للأفراد المتأثرين. يتطلب ذلك طرقًا حديثة تساعد في التشخيص المبكر والإدارة الشاملة، وهذا يحتاج إلى تظافر الجهود والتعاون بين الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية والعائلات.

ولا ننسى أن توفير الدعم والفهم للأفراد الذين يعانون منها يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز جودة حياتهم وتحسين فرص تحقيقهم الكامل في مختلف جوانب الحياة.

المراجع:

[1] NCBI

[2] medlinePlus

[3] elesvier

[4]  pubmed

متلازمة مارفان: فهم متعمق لاضطراب وراثي نادر

تُعدّ «متلازمة مارفان – Marfan Syndrome» واحدة من الأمراض الوراثية النادرة والتي تؤثر على الأنسجة الضامة في الجسم. اكتشفت هذه الحالة لأول مرة في عام 1896 من قبل الطبيب الفرنسي أنطوان مارفان، الذي وصف الخصائص الرئيسية للمرض. يعتبر هذا الاضطراب سائدًا وراثيًا، ويؤثر على الأماكن التي تتكون فيها الأنسجة الضامة، مثل الأوعية الدموية والعظام والعيون والقلب.

تصيب متلازمة مارفان حوالي 1 من كل 5000 شخص في جميع أنحاء العالم. كما تصيب متلازمة مارفان الرجال والنساء بالتساوي.

الأسباب ووراثة متلازمة مارفان

تتسبب متلازمة مارفان في تحطيم أو تلف بروتين الفايبريلين fibrillin الذي يدعم الأنسجة الضامة في الجسم (طفرة جينية في الجين «FBN1» الموجود على الكروموسوم رقم 15). الوراثة السائدة هي السبب الرئيسي للإصابة بالمتلازمة (مرض وراثي صِبْغي جسدي سائد)، حيث يكون الشخص المصاب قد ورث نسخة معينة من الجين المسؤول عن إنتاج بروتين الفايبريلين من أحد الوالدين. [1][2]

فالأشخاص الذين يعانون من المتلازمة لديهم فرصة بنسبة 50% لتمرير الاضطراب إلى كل طفل من أطفالهم.

وراثة متلازمة مارفان

العلامات والأعراض

تتنوع العلامات والأعراض التي قد يظهرها الأفراد المصابون بمتلازمة مارفان، وتشمل ذلك:

  1. الطول الشاذ: فقدان توازن في نسبة الطول بين الأطراف العلوية والسفلية.
  2. الوجه الطويل والضيق: ملامح الوجه تكون مميزة، مع عيون واسعة.
  3. تمدد الأوعية الدموية: يمكن أن يؤدي تأثير المتلازمة على الأوعية الدموية إلى تمدد في الشريانين والوريدين.
  4. مشاكل في القلب: يعاني الأفراد المصابون بالمتلازمة من مشاكل في الصمامات القلبية والشرايين. [2][3]

مضاعفات متلازمة مارفان

  • مضاعفات القلب والأوعية الدموية و تشوهات في الصمامات. 
  • فشل عضلة القلب.
  • حدوث أم الدم الأبهرية و تسلخ الأبهر.
  • الإصابة بأمراض العين وإختلال المقدره البصرية لدى المصاب.
  • من الممكن أن تسبب المتلازمة صعوبات في التنفس، إما من خلل النسيج الضام أو من تشوهات جدار الصدر.
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • مضاعفات الحمل التي قد تهدد حياة الجنين. [3]

التشخيص والعلاج

تتضمن عمليات التشخيص فحصًا جسديًا وتقييمًا للتاريخ الطبي واختبارات صورية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب. من الناحية العلاجية، يركز الأطباء على التحكم في الأعراض ومنع مضاعفات المرض، وقد يتطلب ذلك استخدام أدوية تؤثر على ضغط الدم وعمل القلب. [3] إضافة إلى الفحوصات الجينية وخاصة جين الفايبروجين.

البحث العلمي

يركز البحث العلمي الحالي [4] على تطوير علاجات جديدة لمتلازمة مارفان، بما في ذلك:

  • أدوية لتعزيز قوة النسيج الضام
  • علاجات جينية لإصلاح الطفرات الجينية المسؤولة عن المتلازمة

بعض الأمثلة على الأبحاث العلمية الأخيرة المتعلقة بمتلازمة مارفان:

  • في دراسة نُشرت في مجلة Nature Communications في عام 2023، اكتشف الباحثون طريقة جديدة لتعزيز قوة النسيج الضام في الفئران المصابة بالمتلازمة.
  • في دراسة نُشرت في مجلة Nature Medicine في عام 2022، طور الباحثون علاجًا جينيًا ناجحًا في الفئران المصابة بالمتلازمة.

هذه الأبحاث تبشر بمستقبل أفضل للأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان، حيث يمكن أن تؤدي إلى تطوير علاجات جديدة تمنع تطور المضاعفات الخطيرة لهذه الحالة.

التحديات والرعاية

تواجه الأفراد المصابون بمتلازمة مارفان تحديات عديدة، بما في ذلك الاحتياج المستمر للمتابعة الطبية والفحص الدوري لتقييم صحة القلب والأوعية الدموية. يتطلب الأمر أيضًا دعمًا نفسيًا للتعامل مع التأثيرات النفسية والاجتماعية للحالة. وتظل تلك المتلازمة تحديًا طبيًا ووراثيًا، ومع ذلك، يساهم الفهم المتزايد لهذا المرض في تطوير استراتيجيات علاجية أفضل وتحسين جودة حياة الأفراد المصابين به.

المصادر والمراجع:

1- NIH
2- MEDLINE PLUS
3- OMIM
4- NATURE

مرض ترسب الأصبغة الدموي الوراثي – فيضان الحديد!

داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي: المفهوم [1]

داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي (Hereditary hemochromatosis) هو اضطراب وراثي يتسبب في امتصاص الجسم لكمية زائدة من الحديد من الطعام الذي يتناولونه. يُخزَّن هذا الحديد الزائد في الأعضاء، خصوصًا الكبد والقلب والبنكرياس. قد تؤدي زيادة نسبة الحديد إلى الإصابة بحالات تُهدد الحياة مثل: أمراض الكبد، ومشكلات القلب، والسكري.

ترسب الأصبغة الدموي: عندما ينتج الجسم المعادن!

الأعراض [2] [1]

في كثير من الحالات، لا تظهر أي أعراض لداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي في المراحل المبكرة من المرض. ومع ذلك، مع تراكم الحديد في الأعضاء، قد تبدأ الأعراض بالظهور. تختلف الأعراض حسب العضو المتضرر.

تشمل الأعراض الشائعة لداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي ما يلي:

  • التعب
  • آلام المفاصل
  • فقدان الشهية
  • الغثيان
  • القيء
  • اضطرابات الدورة الشهرية
  • العقم
  • تضخم الطحال
  • تغير لون الجلد (يصبح لون الجلد أغمق في بعض المناطق)

في الحالات المتقدمة، قد يتسبب داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي في حدوث مضاعفات خطيرة، مثل:

  • تشمع الكبد (تلف دائم للكبد)
  • سرطان الكبد
  • قصور القلب
  • مرض السكري من النوع 2
  • ضعف الانتصاب
  • اضطرابات نفسية

الأسباب [2] [1]

داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي هو اضطراب وراثي ينتقل من الآباء إلى الأبناء. وينتج عن طفرات في جين HFE، الذي يتحكم في كمية الحديد التي يمتصها الجسم من الطعام.

هناك نوعان من الطفرات في جين HFE يمكن أن تسبب داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي، وهما:

  • الطفرة C282Y
  • الطفرة H63D

لظهور أعراض داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي، يجب أن يرث الشخص نسختين من الجين المتحور، واحدة من كل من والديه.

إذا ورث الشخص نسخة واحدة فقط من الجين المتحور، فإنه سيكون حاملًا للمرض، ولكنه قد لا تظهر عليه الأعراض أبدًا.

إذا كان كلا الوالدين حاملين للجين المتحور، فإن كل طفل لديه فرصة 1 إلى 4 لوراثة نسختين من الجين المتحور، مما يعني أنه سيصاب بداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي.

بالإضافة إلى داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي، هناك نوعان آخران من داء ترسب الأصبغة الدموية، وهما:

  • داء ترسب الأصبغة الدموية في اليافعين
  • داء ترسب الأصبغة الدموية في حديثي الولادة

يحدث داء ترسب الأصبغة الدموية في اليافعين بسبب طفرات في جين HJV. يبدأ تراكم الحديد في وقت مبكر من العمر، وعادة ما تظهر الأعراض في عمر يتراوح بين 15 و30 عامًا.

يحدث داء ترسب الأصبغة الدموية في حديثي الولادة بسبب طفرات في جينات تشارك في تنظيم المناعة. يتراكم الحديد بسرعة في كبد الجنين، وقد يؤدي إلى الوفاة.

فيما يلي ملخص للنقاط الرئيسية حول أسباب داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي:

  • ينتقل من الآباء إلى الأبناء
  • ينتج عن طفرات في جين HFE
  • يحتاج إلى نسختين من الجين المتحور لظهور الأعراض
  • إذا كان أحد الوالدين حاملًا للجين المتحور، فإن كل طفل لديه فرصة 1 إلى 4 لوراثة نسختين من الجين المتحور
مخطط يوضح وراثة المرض H: جين المرض n: جين سليم

التشخيص [1]

تشخيص داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي

يعتمد تشخيص داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي على إجراء مجموعة من الفحوصات المخبرية والإشعاعية، والتي تشمل ما يلي:

  • الفحص الفيزيائي: قد يكشف الفحص الفيزيائي عن وجود علامات وأعراض تشير إلى الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي، مثل:
    • تضخم الكبد أو البنكرياس، والذي يمكن أن يلاحظه الطبيب عند فحص البطن.
    • تغير لون الجلد، والذي قد يكون مصحوبًا بظهور بقع داكنة في بعض المناطق، مثل الإبطين والركبتين.
  • الفحص المخبري: يتضمن الفحص المخبري إجراء اختبارات الدم لقياس مستويات الحديد والفيريتين، حيث يكون مستوى الحديد والفيريتين مرتفعًا بشكل غير طبيعي عند الأشخاص المصابين بداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي.
  • الفحص الإشعاعي: قد يُطلب إجراء بعض الفحوصات الإشعاعية، مثل:
    • التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكبد والبنكرياس، حيث قد يظهر وجود تضخم في هذه الأعضاء.
    • تخطيط صدى القلب وتخطيط كهربية القلب (ECG)، حيث قد تظهر وجود علامات تلف القلب.
  • الفحص الجيني: قد يُطلب إجراء فحص جيني لتحديد ما إذا كان الشخص يحمل طفرة في جين HFE، والتي هي المسؤولة عن الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي.

العلاج [2][1]

يتمثل العلاج الأساسي لداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي في سحب الدم بشكل منتظم. يُعرف هذا الإجراء باسم الفصد. يساعد الفصد على إزالة الحديد الزائد من الجسم.

يعتمد عدد مرات سحب الدم على شدة حالة المريض. عادةً ما يُسحب نصف لتر من الدم مرة أو مرتين في الأسبوع في البداية. بعد أن تنخفض مستويات الحديد إلى المعدل الطبيعي، يمكن إجراء الفصد مرة واحدة كل شهرين إلى أربعة أشهر.

قد يصف الطبيب أيضًا الأدوية لمساعدة الجسم على إزالة الحديد الزائد. ومع ذلك، لا تُستخدم هذه الأدوية عادةً إلا في الحالات المتقدمة من داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي.

الوقاية [1]

لا يوجد علاج لداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي، ولكن يمكن الوقاية من مضاعفات المرض عن طريق إجراء الفصد بشكل منتظم.

يمكن للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي إجراء اختبار الدم لتحديد ما إذا كانوا يحملون الجين المتحور. إذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية، فمن المهم إجراء الفصد بشكل منتظم لمنع تراكم الحديد الزائد في الجسم.

التنبؤ [2]

مع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي أن يعيشوا حياة طويلة وصحية. ومع ذلك، إذا لم يتم علاج المرض، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل تشمع الكبد وسرطان الكبد.

أمراض وراثية أخرى ذات صلة:

الهيموفيليا

مرض هنتنغتون

المراجع:

[1] https://medlineplus.gov/genetics/condition/hereditary-hemochromatosis/

[2] https://emedicine.medscape.com/article/177216-overview?form=fpf

مرض هنتنغتون: رقصة الموت البطيء

في عالمنا المعقد والمليء بالتحديات الصحية، هناك أمراض نادرة تلفت انتباهنا بصورة خاصة. مرض هنتنغتون هو واحد من تلك الأمراض التي تجلب معها القلق والاهتمام. يُعرف هذا المرض بأنه “ملك الكوارث الوراثية”، وذلك لأنه يتسبب في تدهور مستمر ومأساوي للدماغ، ويترك أثراً كبيراً على حياة المصابين وعائلاتهم.

إن مرض هنتنغتون يشكل تحدياً فريداً بسبب طبيعته الوراثية، حيث يمكن أن يتم نقله من جيل إلى آخر. وبالرغم من ندرته، فإنه يعكس تأثيرًا عميقًا على الأفراد الذين يعانون منه ويساهم في فهم أعمق للجينات وعمل الدماغ.

في هذا المقال، سنتناول مرض هنتنغتون بتفصيل، بدءًا من أسبابه وأعراضه وصولاً إلى الجهود الحالية في مجال البحث والعلاج. سنكشف عن الجوانب المذهلة والمثيرة لهذا المرض، بالإضافة إلى الصعوبات التي يواجهها المصابون به وعائلاتهم. إن معرفة المزيد عن مرض هنتنغتون ليس فقط مهمًا للأفراد الذين يعانون منه بل أيضا لكل منا، حيث تعكس تلك القصة العمق والتحديات التي يمكن أن تواجهنا في مجال الصحة والوراثة.

تعريف مرض هنتنغتون وأسبابه:

مرض هنتنغتون هو مرض وراثي نادر ومميت يؤثر على الدماغ ويسبب تدهورًا تدريجيًا في الخلايا العصبية.

«مرض هنتنغتون» هو مرض يصيب المخ مسببا تآكل الخلايا العصبية خاصة في «منطقة المخطط- Striatum» وهي منطقة مهمة للحركات الإرادية بدايتها، وتناسقها، ولها دور في العاطفة أيضا.

ينتج هذا المرض عن وجود خلل في جين محدد يسمى “جين هنتنغتون“، وقد سُمي هذا المرض بهذا الاسم نسبةً للعالم الذي اكتشفه، حيث وُصِفَ مرض هنتنغتون (Huntington’s disease) في عام 1872 من قبل جورج هنتنغتون (George Huntington)، ولكنه عرف مُنذ العصور الوسطى.

يُعزى سبب مرض هنتنغتون إلى الجين الموجود على الكروموسوم رقم 4. ينعكس الخلل في هذا المرض على وجود عدد مرات التكرار الزائدة في تسلسل مركبات الحمض النووي (DNA) الخاص بالمريض. عندما يتجاوز عدد التكرارات هذا الحد العلوي الطبيعي، الذي يعادل 28 تكرارًا تقريبًا، يتغير التسلسل الجيني بشكل غير طبيعي. هذا التغيير في التسلسل يشمل مركبات الحمض النووي Cytosine وAdenine وGuanine، وهذا يؤدي إلى التشوهات البيولوجية التي تحدث في دماغ المرضى المصابين بهذا المرض. [1][2]

تضاعف الـCAG في المرض وتأثيره على التعبير الجيني والخلايا العصبية

هذا الخلل في التكرار يعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تطور الأعراض النمطية لمرض هنتنغتون وتأثيره الضار على الخلايا العصبية في الدماغ. تمثل هذه المعلومة الوراثية الحاسمة نقطة انطلاق للبحوث والجهود المستمرة لفهم هذا المرض والبحث عن وسائل لعلاجه ومكافحته.

وراثة المرض:

وراثة مرض هنتنغتون هي وراثة جسمية سائدة Autosomal Dominant. هذا يعني أنه إذا كان لديك واحد من الوالدين يحمل نسخة متكررة (مكررة) من الجين المسبب لهذا المرض، فإن هناك احتمالًا بنسبة 50% تقريبًا أن يكون لديك نفس النسخة المكررة من الجين، وبالتالي احتمال كبير لأن تكون مصابًا بهذا المرض.

الجين المسؤول عن مرض هنتنغتون يسمى “جين هنتنغتون”، وعادة ما يحمل الأفراد نسختين من هذا الجين، ولكن في حالة مرض هنتنغتون، يحدث تكرار غير طبيعي للمركبات الحمضية داخل الجين، وهذا التكرار الزائد يؤدي إلى ظهور الأعراض السريرية للمرض.

من المهم مراعاة أنه بالرغم من وجود نسخة مكررة لجين هنتنغتون، فإن توقيت وطريقة ظهور الأعراض يمكن أن يختلفان بين الأفراد. يعني ذلك أن الأعراض لا تبدأ في نفس السن أو بنفس الشدة لدى جميع الأفراد الذين يحملون الجين المسبب للمرض.

بمعنى آخر، إذا كنت تعلم أن لديك واحد من الوالدين يعاني من مرض هنتنغتون وتختلفت الأعراض لديه عند بدايته، فإنك قد تكون معرضًا لخطر الإصابة بالمرض، ولكن لا يمكن التنبؤ بدقة متى ستبدأ الأعراض لديك أو كيف ستكون شدتها. هذا يجعل المرض تحديًا للتوقع والتصرف، ويتطلب متابعة طبية ودعمًا نفسيًا واجتماعيًا للأفراد وعائلاتهم. [1][2]

مخطط السلالة لمرض هنتنغتون

أنواع مرض هنتنغتون:

يمكن تصنيف مرض هنتنغتون إلى نوعين استنادًا إلى متى تبدأ أعراضه:

  • مرض هنتنغتون للبالغين: تبدأ أعراضه عادة في منتصف الثلاثينات والأربعينات وهو النوع الأكثر شيوعًا. يمكن للمصابين به أن يعيشوا لمدة تتراوح بين 15-20 عامًا بعد بدء الأعراض.
  • مرض هنتنغتون الطفولي: هذا النوع نادر الحدوث وتبدأ أعراضه في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وقد تتقدم الأعراض بسرعة أكبر. يمكن للمصابين به أن يعيشوا لمدة تتراوح بين 10-15 عامًا بعد بدء الأعراض.

أعراضه:

عادةً ما تكون أعراض مرض هنتنغتون متشابهة بصورة عامة مع أعراض أمراض أخرى مثل الزهايمر وباركنسون.

تتطور حالة المصابين بهذا المرض ببطء عبر مراحل متعددة:

  1. المرحلة الأولية: تظهر فيها أعراض بسيطة مثل التقلبات المزاجية والحركات اللاإرادية، والمريض قادر عادة على ممارسة حياته بشكل طبيعي.
  2. المرحلة المتوسطة: تجعل الأعراض الظاهرة في هذه المرحلة الأمور اليومية أكثر صعوبة، ولكن المريض قد يمكنه ممارسة بعض الأنشطة دون مساعدة.
  3. المرحلة النهائية: يصبح المريض غير قادر على مغادرة السرير ويحتاج إلى العناية الكاملة من الآخرين.
اضطرابات الحركة اللا إرادية في المرض

بالتالي هذه نظرة موجزة على أعراض مرض هنتنغتون:

1- الأعراض الإدراكية والذهنية:

  • صعوبة التعلم واكتساب معلومات جديدة.
  • مشكلات في اتخاذ القرارات والتخطيط.
  • صعوبة في التركيز والانتباه.
  • صعوبة التنظيم والتخطيط للأمور.

2- الأعراض الجسدية:

  • صعوبات في البلع.
  • تداخل في الكلام واللغة.
  • حركات لاإرادية في الرأس والوجه والأطراف.
  • عدم ثبات الجسم أثناء المشي ومشكلات في التوازن.

3- الأعراض النفسية:

  • مشكلات وأمراض تتعلق بالمزاج مثل القلق والعصبية والاكتئاب.
  • تغيرات ملحوظة في الشخصية.
  • مشكلات واضطرابات في النوم.
  • الرغبة في الانعزال والابتعاد عن المجتمع.
  • أفكار انتحارية.

تلك الأعراض تظهر بشكل تدريجي وتتفاقم مع مرور الوقت. يجدر بالذكر أن هناك اختلافات في توقيت ظهور الأعراض وشدتها بين الأفراد المصابين بالمرض. [1][2]

آليات التشخيص:

تشخيص مرض هنتنغتون يتضمن عدة خطوات وإجراءات من قبل الفريق الطبي المختص.

الخطوات الرئيسية لتشخيص المرض تشمل:

  1. التقييم السريري: يبدأ تشخيص مرض هنتنغتون بتقييم سريري من قبل طبيب متخصص في الأمراض العصبية. يتضمن هذا التقييم الاستماع إلى تاريخ العائلة الطبي لتحديد ما إذا كان هناك أي حالات مماثلة في العائلة.
  2. الفحوصات العصبية: يتم إجراء فحوصات عصبية متخصصة لتقييم وظيفة الجهاز العصبي والبحث عن العلامات النمطية للمرض. يشمل ذلك فحوصات الحركة والتنسيق والقوة العضلية.
  3. الاختبارات الجينية: تُجرى اختبارات جينية لتحليل الجين المسؤول عن مرض هنتنغتون. يتم تقييم عدد مرات التكرار للمركبات الحمضية داخل الجين، وإذا كان هذا العدد أكبر من الحد الأعلى الطبيعي (الذي يعادل 28 تكرارًا تقريبًا)، فإن ذلك يشير إلى وجود المرض.
  4. الصور الشعاعية: قد يُجرى فحص بالصور الشعاعية للدماغ مثل الرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد التغيرات الهيكلية في الدماغ واستبعاد أسباب أخرى للأعراض.
  5. تقييم الأعراض السلوكية والنفسية: يجرى تقييم للأعراض النفسية والسلوكية التي يعاني منها المريض بواسطة أخصائي نفسي. يساعد هذا في تحديد تأثير المرض على الجانب النفسي والاجتماعي للمريض.

بعد إجراء هذه الخطوات، يمكن للفريق الطبي تأكيد تشخيص مرض هنتنغتون وتقديم الدعم والإرشاد للمريض وعائلته. من المهم معرفة أن التشخيص المبكر يمكن أن يساعد في تقديم العناية والدعم اللازمين والتخفيف من تأثير المرض على جودة حياة المصاب. [1][2]

العلاج:

حتى الآن، ليس هناك علاج شافي وكمل لمرض هنتنغتون. ومع ذلك، هناك استراتيجيات وعلاجات تستخدم للتعامل مع الأعراض وتحسين جودة حياة المرضى. تشمل العلاجات والإجراءات التالية:

  1. العلاج الدوائي: يتم استخدام بعض الأدوية لمساعدة في إدارة بعض الأعراض المرتبطة بمرض هنتنغتون. من بين هذه الأدوية:
  • أدوية للتحكم في الحركات اللاإرادية مثل تيترابينازين (Tetrabenazine).
  • أدوية للتخفيف من الأعراض النفسية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.
  1. العلاج النفسي والعلاج السلوكي: يمكن أن يكون العلاج النفسي مفيدًا للمصابين بمرض هنتنغتون وعائلاتهم. يتضمن العلاج النفسي تعلم استراتيجيات لإدارة الأعراض النفسية والتأقلم مع التغيرات.
  2. العلاج الطبيعي: العلاج الطبيعي يمكن أن يساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية وزيادة قوة العضلات وتحسين التنسيق والتوازن.
  3. الدعم الاجتماعي والمساعدة: يلعب الدعم الاجتماعي والتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء دورًا حاسمًا في تقديم الدعم النفسي والعاطفي للمرضى.
  4. البحث السريري: هناك جهود مستمرة لإجراء الأبحاث السريرية لاختبار علاجات جديدة واستراتيجيات لمرض هنتنغتون. يمكن أن يشمل ذلك العقاقير التجريبية والتقنيات الواعدة.

تحتاج معالجة مرض هنتنغتون إلى تخصيص الرعاية الطبية والدعم المستدام. يجب أن يشتمل العلاج على التعاون بين مختلف التخصصات الطبية والصحية لتقديم الرعاية الشاملة للمرضى ومساعدتهم في التعامل مع تحديات المرض.[1][2]

أبحاث عن المرض:

المرض مثل الجريمة التي يشترك فيها أكثر من مجرم ولكن بمرور الزمن يتم معرفة المجرمين واحد تلو الآخر وهذا ما يحدث الآن مع مرض هنتنغتون Huntington’s disease حيث مؤخرا تم الكشف عن مساعدة بروتين يسمى «Rhes» لذلك المرض في التوجه للأماكن التي يصيبها بشدة في المخ .

أثناء قيام الباحثين بفحص خلايا العصبية لفأر رأوا نتوءات خلوية لزجة تشبه السلسة طولها حوالي 150 ميكرون تصل الخلايا ببعضها. والمسؤول عن تشييد تلك النتوءات المشابهة للأنفاق بروتين يسمى «Rhes» وهو بروتين يزداد وجوده في «Striatum region» وبحقن البروتين المسؤول عن مرض هنتنغتون وهو«Mutated huntingtin protein» به مادة ضوئية «fluorescence» في مخ الفأر ومراقبته شوهد يمر خلال ذلك النفق للخلايا العصبية المجاورة. وذلك النفق أيضا ليس مخصص فقط لذلك البروتين إلا أن «السوسومات- lysosomes» و «الاندوسومات- endosomes» وغيرها تنتقل أيضا مستخدمة ذلك الطريق السريع.

وذلك الاكتشاف فتح الباب للخيال في إطار علاج مرض هنتنغتون. تخيل معي إذا سقط الكوبري الذي يسير عليه عصابة مسلحة هل تستطيع تلك العصابة أن تكمل عملها وتسطو على بنك مثلا؟! حيث أنه بإزالة الجين المسؤول عن تصنيع بروتين «Rhes» من أدمغة بعض الفئران نتج عن ذلك تراجع ملحوظ في نشاط ذلك المرض حيث تسبب في ضرر أقل بالمخ.

وهنا وجب الإشارة أن بروتين «Rhes» لايقتصر دوره فقط على تشييد تلك الأنفاق بين الخلايا، وتسهيل انتقال «Mutated huntingtin protein»؛ بل هو أيضا له القدرة على التفاعل معه وجعله أكثر سمية للخلايا العصبية.

ولازال العلماء في حالة من البحث عن المزيد من التفاصيل في ذلك الإطار حيث البروتينات الأخرى المشتركة في بناء ذلك النفق وكذلك إذا كانت هناك المزيد من البروتينات الضارة تتحرك خلال تلك الأنفاق وذلك بغرض القضاء على ذلك المرض في المستقبل القريب معرفة المزيد من التفاصيل عن غيره من الأمراض العصبية الخطيرة. [3]

مراجع ومصادر:

1- NIH

2- Medline Plus

3- https://www.eurekalert.org/news-releases/737733

مقال علمي مفصل عن تطوير لقاحات رنا المرسال الفائزة بجائزة نوبل للطب 2023

تقدم جائزة نوبل سنويًا لمن ساهموا في تطوير الطب وتغيير العالم، منذ عام 1895. وقد أسسها مخترع الديناميت السويدي ألفريد نوبل، وأوصى بأن توزع الجوائز سنويًا لمن هم بحسب وصفه “جعلوا العالم مكانًا أفضل”. تمنح الجائزة في خمس مجالات وهي الطب، والكيمياء، والفيزياء، والأدب، والسلام. وقد بلغ عدد الجوائز في مجال الطب وعلم الوظائف الحيوية 114 جائزة بإضافة جائزة عام 2023. وقد حصل على جائزة نوبل في الطب 2023 كلًّا من الطبيبة كاتالين كاريكو والطبيب درو وايزمان من جامعة بنسلفينيا. منحت الجائزة لهما لاكتشافهما التعديلات الخاصة بقاعدة النيكلوزيد التي ساعدت في تطوير لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال “mRNA” وهي التقنية التي استخدمت لتطوير لقاحات كوفيد-19.

استخدام mRNA في اللقاحات

عندما ظهر فيروس كوفيد-19 في نهاية عام 2019، كان من الصعب تخيل مدى سرعة تصنيع لقاح يتصدى لهذا الوباء للحد من انتشاره. ولكن في فترة قياسية، تمكن العلماء من تطوير العديد من اللقاحات. تلك السرعة دفعت البعض للاعتقاد بإنها مؤامرة، لذلك ظهرت بعض حملات رفض اللقاحات، لكنها عبرت عن جهل عامة الناس بتلك التقنية الجديدة فحسب. وقد تم اعتماد لقاحيين هما الأسرع والأكفأ في مواجهة الفيروس باستخدام تقنية الرنا المرسال mRNA الحديثة.

إن الظهور الأول لاستخدام تقنية الرنا المرسال كان منذ 30 عامًا تقريبًا، حيث كانت التجارب المخبرية تفيد بفعاليتها العلاجية. إلا أن تطبيقها سريريًّا تطلب التغلب على العديد من العقبات. كانت من ضمن تلك العقبات هي تحفيز الرنا المرسال للالتهابات غير المرغوب فيها أثناء عملية تحميل المادة الوراثية، وانتاجها بروتين غير فعال. إضافة إلى عدم ثبات واستقرار الرنا المرسال داخل الجسم الحي، لكونه جزيء هش يتحلل بسهولة بواسطة الإنزيمات الموجودة في الدم والأنسجة.

يصنع الرنا المرسال في المختبرات في عملية تسمى النسخ في المختبر in vitro transcription (IVT). تتم عملية IVT باستخدام إنزيم خاص يسمى بوليميريز RNA. يرتبط بوليميريز الرنا بقالب المادة الوراثية الأصلية الدنا وينسخه إلى رنا. ينسخ جزيء الحمض النووي الريبوزي (RNA) لينتج الرنا المرسال الذي سيتم استخدامه في اللقاح. يحتاج نقل الرنا المرسال إلى داخل الجسم الحي إلى ناقل ليحميه من التحلل داخل الجسم، لذلك استخدم العلماء عدة نواقل. من ضمنها النواقل الشحمية.

كانت نقطة التحول عندما اكتشفت كاريكو ووايزمان الرنا المرسال المعدل. تمكن الباحثان باستخدام الرنا المرسال المعدل من التغلب على العقبات عبر تجنب التعرف المناعي المسبب للالتهابات، وتحسين إنتاج البروتين. أدت تلك النتائج جنبًا إلى جنب مع تحسين وتطوير طرق استهداف الرنا المرسال لمناطق بعينها، وتثبيت واستقرار المستضد الخاص به في الجسم الحي إلى موافقة الجهات المختصة على اللقاح وتطبيقه سريريًّا على العامة. لتصبح مساهمة كاريكو ووايزمان ركيزة أساسية لبناء علم اللقاحات الشامخ في وقت شديد الحرج، وتمهيدًا لاستخدام تلك التقنية في المستقبل.

فيم تختلف اللقاحات قبل الوباء عن لقاحات الرنا المرسال؟

اعتمدت معظم اللقاحات الفيروسية قديمًا قبل لقاح الكوفيد على تقنية استخدام بروتينات فيروسية ضعيفة أو غير فعالة. تؤدي تلك البروتينات عملها عبر حقنها، فيكتسب الشخص مناعة عن طريق تكوين الخلايا التائية لأجسام مضادة للبروتينات الناتجة عن تلك الفيروسات. تتميز تلك اللقاحات بفعالية كبيرة ضد الفيروسات ولكنها تتطلب جرعات تحفيزية، بسبب ضعف الاستجابة المناعية بمرور الزمن.

كمرحلة ثانية، تطورت اللقاحات وأصبحت أكثر انتقائية بعد ثورة البيولوجيا الجزئية وتطوير تقنية إنتاج البروتينات، ليتم استخدام تلك التقنية والموافقة عليها لأول مرة في لقاح فيروس التهاب الكبد الوبائي عام 1986. ومن ثم لقاح الفيروسات المسببة للأورام في عام 2006. حيث يحتوي كلا اللقاحين على البروتين الخاص بكلا الفيروسين. ويشار إلى تلك اللقاحات باسم “لقاحات الوحدة الفرعية”. إذ تحمي تلك اللقاحات من تكون السرطانات مستقبلًا باستخدام مكونات بروتينية مؤتلفة.

وفي عام 2019، وكمرحلة ثالثة، استطاع العلماء تطوير لقاحات باستخدام هندسة الفيروسات البيولوجية، كما هو الحال في لقاح الإيبولا. إذ يعمل اللقاح عن طريق النواقل الفيروسية، حيث تقوم النواقل بإنتاج بروتين ذاتي لإنتاج مستضدات مشفر. تتمكن أجسادنا من التعرف على الفيروس عن طريق البروتين الخاص به ويشار إليها باسم “لقاحات النواقل”.

كلا التقنيتين السابقتين (المرحلة الثانية والثالثة) تحتاج إلى زراعة واسعة للخلايا لحقن المستضد الحقيقي، مما يحدّ من إمكانية إنتاج اللقاحات بشكل سريع في حالة التصدي للأوبئة. ولذلك طور الباحثون تقنية تتحايل على الحاجة إلى زراعة الخلايا الواسعة. حيث يمكن إيصال الحمض النووي عن طريق الرنا المرسال إلى المتلقي باستخدام إنتاج البروتين الزائف الخاص بالفيروس في المختبر بعد معرفة تسلسله الجيني. فيتحقق حلم الباحثين بإنتاج اللقاحات بشكل أسرع وتكلفة مادية أقل وهو ما يمثل نجاح هائل للمرحلة الرابعة.

كيف طُورت لقاحات الرنا المرسال؟

كانت بداية اللقاحات المعتمدة على الحمض النووي والرنا المرسال في بداية التسعينات. حيث تم اختبارها لأول مرة على الفئران، لتصبح بادرة أمل في عالم اللقاحات. على الرغم من صعوبة تصنيع اللقاحات القائمة على الحمض النووي، إلا أن مميزاتها شجعت على ذلك. إذ يمكن تعديل تسلسلها الجيني بسهولة لتكوين مستضدات مختلفة، كما يمكن إنتاج تلك اللقاحات بسهولة.

لقاحات الدنا DNA

وبالرغم من الاعتقاد بأن اللقاحات المعتمدة على الحمض النووي الدنا DNA ستكون أكثر فعالية عن تلك المعتمدة على الرنا المرسال. وذلك لكون الحمض النووي أكثر استقرارًا، لكن كان التطور في تلك اللقاحات بطيء. ولم تجرب سوى على فئران التجارب. يرجع السبب في ذلك إلى أن اللقاح المعتمد على الحمض النووي يحتاج إلى عبور حاجزين وهما غشاء البلازما، والغشاء النووي حول نواة الخلية للوصول إلى الحيز الخلوي لتحويل الحمض النووي إلى بروتينات. فعملية تحويل الحمض النووي إلى رنا مرسال والتي تسمى “عملية النسخ” تتم داخل النواة. وهو ما يصعب من استخدام الحمض النووي الدنا في اللقاحات.

الرنا المرسال المعدل

وبسبب صعوبة استخدام لقاحات الحمض النووي DNA أتت فكرة اللقاحات المعتمدة على الرنا المرسال، والتي لا تحتاج إلا لعبور حاجز واحد للوصول إلى السيتوبلازم. وفي السيتوبلازم، يتم تحويل الرنا المرسال إلى بروتين مباشرة. لماذا؟ لأن عملية ترجمة الرنا المرسال إلى بروتينات بالأساس تتم في سيتوبلازم الخلية ولا يحتاج في هذه الحالة الرنا المرسال إلى دخول النواة من الأساس. كما أن المعلومات الوراثية في تلك الحالة لن تندمج مع جينوم المتلقي، مما يوفر أمان عالي للخلايا البشرية خلال تلك العملية. بعبارة أخرى، لم يدخل الرنا المرسال المعدّل النواة من الأساس والتي تحتوي على المعلومات الوراثية الأصلية للكائن الحي. لم تحدث عملية تلاقي من الأساس بين المادتين الوراثيتين، بالتالي نسبة انتقال أو تلوث المادة الوراثية الأصلية بالمادة المحقونة تكاد تصل للصفر.

تطور نواقل لقاحات الرنا المرسال

إحدى عيوب اللقاحات الفيروسية المعتمدة على النواقل والتي ذكرناها في المرحلة الثانية والثالثة سابقًا، أنها تحفز الأجسام المضادة لمهاجمة البروتينات الهيكلية لتلك النواقل. مما يؤدي إلى هدم البنية البروتينية وتقليل استجابة الجسم لتلك النواقل إذا تم استخدام نفس النوع مرة أخرى. وقد نجح العلماء في تطوير لقاحات تستخدم نواقل فيروسية مطورة بتقنية هندسة الفيروسات الغدّية. واستطاعوا بذلك التصدى جزئيًا لجائحة كورونا السابقة خاصة في بدايتها.

ولأن مشكلة النواقل الفيروسية ستظل في حاجة لحلول جذرية، أصبح التحدي التالي يكمن في إيصال اللقاحات المعتمدة على الرنا المرسل داخل جسد الكائن الحي. في عام 1990، نشرت أول دراسة للعالم فيليب فلينجر وفريق عمله، تثبت أن حقن الرنا المرسال العاري، سمي بالعاري لأنه يخلو من النواقل، في العضلات الهيكلية قادر على إنتاج البروتين في الجسم الحي.

وقد أثبت مارتينون وفريق عمله بعد ذلك استجابات الخلايا اللمفاوية التائية السامة للخلايا الخاصة بمستضد معين في الفئران المحقونة بالرنا المرسال باستخدام جسيمات دهنية شحمية كنواقل. والجسيمات الشحمية هي جزيئات دهنية صغيرة تحيط بالرنا المرسال. تساعد الجسيمات الشحمية على حماية الرنا المرسال من التلف أثناء عملية التوصيل وعبور حواجز الخلية.

كما طور باحثون آخرون لقاحات النسخ المتماثل لفيروس ألفا، وهي لقاحات تعمل على إنتاج عدد أكبر بكثير من نسخ ترميز المستضد لكل خلية، مما قد يؤدي إلى استجابات مناعية أكثر قوة. ساعد نجاح هذا اللقاح في النسخ المتماثل لفيروس ألفا في النماذج الحيوانية على إظهار إمكانات لقاحات الرنا المرسال، ووضع الأساس لتطوير أول لقاحات تعتمد على الرنا المرسال ضد العدوى البشرية. ومن المهم أن نلاحظ أن تطوير لقاحات الرنا المرسال قد تم بعد تطوير الجسيمات الدهنية النانوية لتوصيل الرنا المرسال.

كاريكو وويزمان باحثان غيرا العالم

درس العالمان كاريكو وويزمان الأنواع المختلفة للحمض النووي الريبوزي ونشرا نتائج بحثهما في عام 2005. ولكن كان أصبح لاكتشافهما أهمية أكبر عندما ساعدا في تطوير لقاحات فيروس كورونا.

التغلب على الالتهاب

شرحت الدراسة تأثير تعديل قاعدة نيكلوزيد الرنا المرسال على استجابة السيتوكينات باستخدام الخلايا الجذعية. والسيتوكينات هي بروتينات تنتجها الخلايا وتساعد في تنظيم الاستجابة المناعية. وتلعب السيتوكينات دورًا مهمًا في الالتهاب والاستجابة المناعية وإصلاح الأنسجة. وقد أظهرت الدراسات أن الرنا المرسال والرنا الناقل في حقيقيات النواة لم يحفزا استجابة السيتوكينات. على خلاف الرنا المرسال في بدائيات النواة المنسوخة في المختبر، والتي استطاعت تحفيز السيتوكينات.

تم استخدام الخلايا الجذعية لدراسة تأثير تعديلات قاعدة الرنا المرسال على استجابة الخلايا الجذعية للالتهاب. وبدمج مركبات 5-ميثيل سيتيدين، أو N6-ميثيل أدينوزين، أو 5-ميثيلوريدين، أو 2-ثيوريدين في الرنا المرسال، وجد الباحثون أن هذه المركبات كانت قادرة على إلغاء تفعيل الاستجابات الالتهابية عند إضافة الرنا المرسال إلى الخلايا الجذعية.

كما تمكن الباحثون من عمل تعديلات على مركب اليريدين، وهو مركب يلعب دورًا مهمًا في تعديل قاعدة الرنا المرسال. هذه التعديلات أدت إلى إلغاء تنشيط التيار المستمر، وهو استجابة التهابية طويلة الأمد.

نتائج التعديل على الرنا المرسال

تشير النتائج إلى أن تعديلات قاعدة الرنا المرسال قد يكون لها آثار مهمة على تطوير علاجات جديدة للأمراض المناعية. على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه التعديلات لمنع أو علاج الالتهاب المرتبط بأمراض مثل السرطان وأمراض المناعة الذاتية.

قبل أكثر من 40 عامًا لاحظ العالم إسحاق وفريقه، أن الحمض النووي الريبي المتحلل يمكنه تحفيز نوع من الانتروفين القوي لمواجهة الفيروسات. ولكن لم يستطع إسحاق معرفة كيفية وسبب ذلك. حتى أتى وايزمان وكاريكو بشرح ذلك في بداية الألفينات. والانتروفين هو نوع من السيتوكينات التي تعمل على مواجهة الفيروسات.

 أوضحت الدراسات التي أجراها وايزمان وكاريكو لاحقًا السبب في استخدام اليردين المزيف (m1Ψ) بمفرده أو مع مركب 5-methylcytosine أنه يؤدي إلى تثبيط الاستجابة المناعية لتجنب الالتهابات غير المرغوب فيها وزيادة التعبير البروتيني. كما أن تلك التعديلات تجعل من الرنا المرسال أكثر استقرارًا داخل الخلية. تلك التعديلات هي الأكثر استخدامًا في اللقاحات الحديثة، بما في ذلك اللقاحين المستخدمين في مواجهة فيروس كورونا.

قام كاريكو وويزمان بحقن الرنا المرسال المعدل المحتوي على اليريدين المزيف في طحال فأر، لينتج كمية كبيرة من البروتين. ووجدوا أن بروتين PKR قد تم تنشيطه. وهو بروتين مضاد للفيروسات يمنع ترجمة البروتين. أظهر الفريق أن استخدام القواعد المعدلة للرنا المرسال يقلل من تنشيط PKR ويحسن إنتاج البروتين.

لقد ثبت أن استخدام m1Ψ في لقاحات الرنا المرسال آمن وفعال. وأظهرت التجارب السريرية تلك اللقاحات فعالة للغاية في الوقاية من الأمراض الخطيرة والاستشفاء والوفاة كما هو الحال مع كوفيد-19.

كيف بدأ انتاج لقاحات تعتمد على الرنا المرسال المعدل؟

بحلول عام 2010، تم تأسيس ثلاث شركات تعمل على تكنولوجيا الرنا المرسال وهم شركة CureVac، التي تأسست في عام 2000 بهدف تطوير لقاحات ضد الالتهابات والسرطان. وشركة BioNTech تأسست في عام 2008 بهدف تطوير لقاحات خاصة بالسرطان. وشركة Moderna، التي تأسست في عام 2010. استخدمت تقنية الرنا المرسال المعدل لإعادة برمجة الخلايا الجسدية إلى خلايا متعددة القدرات وتوصيل البروتينات العلاجية. وتعاونت الشركات الثلاث مع الباحثين لمواجهة الأمراض بتقنية حديثة آمنة وفعالة.

أثمرت جهود تلك الشركات بالتعاون مع العلماء والباحثين بالتصدي لبعض الفيروسات. منها فيروس زيكا في عام 2017. ومن ثم تعاونت شركة موديرنا مع العالم جراهام وفريقه للتصدي لفيروس كورونا القديم المتسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المعروف باسم سارس.

لقاحات كورونا المعتمدة على تقنية الرنا المرسال المعدل

بعد ظهور كوفيد-19 تعاونت تلك الشركات بالإضافة إلى شركات أخرى وعدد كبير من المؤسسات الأهلية والحكومات في بحث وتطوير وتمويل لقاح فيروس كوفيد-19. وتمت التجارب السريرية بالتوازي مع الأبحاث والتجارب المخبرية، وعلى غير المعتاد، حدثت بالتتابع نظرًا لحاجة العالم للقاح سريع. مما أدى إلى ظهور نتائج أسرع من العادة، حيث حصل كل من لقاحي الرنا المرسال المعدل من شركة Pfizer/BioNTech وModerna على الموافقة في غضون عام من تفشي فيروس كوفيد-19. أصبح هذا التطور ممكنًا بفضل عقود من البحث الأساسي وتحسين العمل على الرنا المرسال.

يحتوي كل من لقاحي الرنا المرسال من Pfizer/BioNTech وModerna على بدائل كاملة لليوريدين لتجنب الاستجابات الالتهابية غير المرغوب فيها، ولتكثيف ترجمة البروتين. أظهرت النتائج التي تم الحصول عليها بعد تطعيمين من الحمض النووي الريبوزي المرسال، أن مستوى الحماية ضد أعراض كوفيد-19 كان مرتفعًا للغاية. بفعالية 95% للقاح فايزر/بيونتيك (بولاك 2020) و94% للقاح موديرنا ( بادن 2021).

سرعان ما أظهرت الدراسات اللاحقة أن الاستجابة للقاح كانت قصيرة العمر نسبيًا. فتوصل مجتمع البحث العلمي أن التحصينات المعززة الإضافية حسنت الحماية بشكل كبير، خاصة ضد متحور أوميكرون الأكثر عدوى. وبعد عدة دراسات وتجارب أوضح المجتمع العلمي أن الأضرار الجانبية للقاحين كانت نادرة للغاية. مما يوفر فرصًا أكثر أمانًا للمزيد من التجارب والتطوير.

كيف سيساعد اكتشاف كاريكو ووايزمان الأطباء مرة أخرى؟

يجري الآن تطوير العديد من تطبيقات الرنا المرسال المعدل بالاعتماد على دراسة كاريكو ووايزمان. يشمل ذلك اللقاحات ضد الالتهابات وعلاج السرطان وتوصيل البروتينات العلاجية أو المعدلة للمناعة. من المؤكد أن تطوير تقنية الرنا المرسال هو لخدمة البشرية في التصدي للأمراض الأكثر خطورة أو انتشارًا كالأورام. وتُظهر الدراسات السريرية الحديثة لقاحات الرنا المرسال جنبًا إلى جنب مع علاجات تثبيط الورم باستخدام مستضدات الورم المتحولة أو غير المتحولة لتحفيز استجابات الخلايا التائية الخاصة بالورم في مرضى سرطان الجلد وسرطان القناة البنكرياسية.

يستخدم الرنا المرسال في هذه التجارب، ويعمل العلماء على تعديلات على ذيل poly(A) لزيادة ثبات الرنا المرسال وكفاءة تحويله إلى بروتينات. وبالتالي، هناك طرق بديلة لتوليد لقاحات وعلاجات فعالة تعتمد على الرنا المرسال قيد التطوير.

لم تحظ النتائج التي نشرتها كاريكو ووايزمان في بحثهما عام 2005 باهتمام كبير في حينها. ولكنها وضعت الأساس لتطوير اللقاحات التي خدمت العالم خلال جائحة كوفيد-19، ليستحقا جائزة نوبل في الطب لعالم 2023.

المصدر

الموقع الرسمي لجائزة نوبل

ثعبان البحر الكهربائي: رابط حي بين البيولوجيا والكيمياء

ثعبان البحر الكهربائي هو مخلوق فتن العلماء وعشاق الطبيعة لعدة قرون. بفضل قدرته على توليد تفريغ كهربائي قوي، يعتبر ثعبان البحر الكهربائي أعجوبة حقيقية من الطبيعة. تسمح هذه القدرة الفريدة لثعبان البحر الكهربائي بالتواصل والافتراس والدفاع عن نفسه بطرق لا تشبه أي مخلوق آخر على وجه الأرض. من صعق فريسته إلى درء الحيوانات المفترسة، يعد استخدام ثعبان البحر الكهربائي للكهرباء مثالًا رائعًا على التكيفات المذهلة التي يمكن العثور عليها في العالم الطبيعي.

ما هو سر قوة ثعبان البحر الكهربائي؟

الثعابين الكهربائية هي نوع من الأسماك التي توجد في المياه العذبة في أمريكا الجنوبية، وخاصة في أحواض نهري الأمازون وأورينوكو. على الرغم من اسمها، فإن الثعابين الكهربائية ليست ثعابين حقيقية، بل هي نوع من أسماك السكاكين. وهي معروفة بقدرتها على توليد صدمات كهربائية قوية، تستخدمها في الصيد والتواصل والدفاع عن النفس.

يمكن أن يصل طول الثعابين الكهربائية إلى 8 أقدام ويصل وزنها إلى 44 رطلاً، على الرغم من أن معظم الأفراد أصغر من ذلك. لديهم جسم طويل أسطواني مغطى بطبقة من المخاط اللزج الذي يساعد على توصيل الكهرباء. يكون لونها عادةً رماديًا داكنًا أو بنيًا على الظهر وأصفر أو برتقاليًا على البطن.

الثعابين الكهربائية هي في المقام الأول آكلة اللحوم وتتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس، بما في ذلك الأسماك والبرمائيات واللافقاريات. ومن المعروف أيضًا أنهم مخلوقات انفرادية وعادة ما توجد في المياه البطيئة الحركة أو الراكدة، مثل المستنقعات والجداول والأنهار الصغيرة.

تنتج الأسماك الكهربائية طاقتها الكهربائية من خلال عضو كهربائي متخصص. على سبيل المثال، يحتل العضو الكهربائي نحو ثلثي جسم السمكة، وهو مقسم إلى ثلاثة أجزاء مختلفة، كل منها ينتج تيارًا كهربائيًا بطبيعته المختلفة. على الرغم من صدماتها الكهربائية القوية، لا تعتبر الثعابين الكهربائية تهديدًا كبيرًا للبشر. ومع ذلك، فإنها يمكن أن تسبب إصابة خطيرة أو حتى الموت إذا لامس شخصًا كبيرًا أو تعرض للصدمة بشكل متكرر. على هذا النحو، من المهم توخي الحذر عند السباحة أو الخوض في المياه التي من المعروف أن الثعابين الكهربائية تعيش فيها [1-3] .

كيف يولد ثعبان البحر الكهربائي الكهرباء؟

الكيمياء الكهربائية هي دراسة العمليات الكيميائية التي تنطوي على نقل الإلكترونات. ويلعب دورًا حاسمًا في العديد من الظواهر الطبيعية، بما في ذلك قدرة ثعبان البحر الكهربائي على توليد الكهرباء. ترجع هذه القدرة إلى الكيمياء الكهربائية التي تحدث داخل جسمه. حيث يحتوي على خلايا متخصصة تسمى الخلايا الكهربائية المسؤولة عن توليد الشحنة الكهربائية. تمتلئ هذه الخلايا بالأيونات، وهي ذرات أو جزيئات لها شحنة كهربائية. حركة هذه الأيونات عبر غشاء الخلية تخلق فرق الجهد، مما يولد الشحنة الكهربائية. من خلال فهم الكيمياء الكهربائية وراء قدرة ثعبان البحر الكهربائي على توليد الكهرباء، يمكننا الحصول على تقدير أكبر للتكيفات المذهلة التي يمكن العثور عليها في العالم الطبيعي [1-3].

ما هي ميكانيكية الجسم لتوليد الكهرباء؟

يتضمن توليد الكهرباء في ثعبان البحر الكهربائي سلسلة من الخطوات المعقدة الضرورية لإنتاج صدمة كهربائية قوية. وتشمل هذه الخطوات حركة الأيونات عبر أغشية الخلايا وتنشيط القنوات الأيونية.

يتكون العضو الكهربائي من الخلايا الكهربائية، وهي المسؤولة عن توليد الشحنة الكهربائية. تمتلئ هذه الخلايا بأنواع مختلفة من الأيونات، بما في ذلك أيونات الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد.

تبدأ عملية توليد الكهرباء بحركة أيونات الصوديوم من خارج الخلية إلى داخلها. يتم تسهيل هذه الحركة بواسطة بروتين يسمى مضخة الصوديوم والبوتاسيوم. عندما تتحرك أيونات الصوديوم داخل الخلية، فإنها تخلق شحنة موجبة داخل الخلية. بعد ذلك، تتحرك أيونات البوتاسيوم خارج الخلية، مما يساعد على الحفاظ على الشحنة الموجبة داخل الخلية. تخلق حركة الأيونات هذه فرقًا في الجهد بين داخل الخلية وخارجها.

عندما يريد ثعبان البحر الكهربائي توليد شحنة، فإنه يرسل إشارة إلى الخلايا الكهربائية لتحرير أيوناتها المخزنة. وهذا يسبب حركة سريعة للأيونات عبر غشاء الخلية، مما يولد شحنة كهربائية كبيرة. يتم تسهيل حركة الأيونات عبر غشاء الخلية عن طريق القنوات الأيونية، وهي بروتينات تسمح للأيونات بالمرور عبر غشاء الخلية. يتم تنشيط هذه القنوات الأيونية عن طريق إطلاق الأيونات المخزنة، مما يتسبب في تدفق سريع للأيونات إلى الخلية.

إن حركة الأيونات عبر غشاء الخلية هي ما يخلق فرق الشحنة الكهربائية الذي يسمح لثعبان البحر الكهربائي بتوليد الكهرباء. من خلال التحكم في حركة أنواع مختلفة من الأيونات، يستطيع ثعبان البحر الكهربائي إنتاج صدمة كهربائية قوية يستخدمها في الصيد والتواصل والدفاع عن النفس [1] .

لماذا لا ينتهي الأمر بالأسماك إلى صدمة نفسها؟

العضو الكهربائي للأسماك الكهربائية القوية مبطن بالأنسجة الدهنية والضامة. عندما تطلق السمكة صدمتها، تقوم هذه الأنسجة بعزل السمكة عن تكتيكها الهجومي. وكذلك يلعب الحجم أيضا دورًا في ذلك. حيث أن معظم الأسماك المفترسة ذات القوة الكهربائية أكبر بكثير في الحجم من فرائسها. يمكن أن يصل حجم بعض الثعابين الكهربائية إلى 8 أقدام. سوف يقوم تيارهم بفتك فرائسهم الأصغر حجمًا، لكنه لن يفعل الكثير لأجسامهم الأكبر حجمًا، مثلما لن يؤثر بشكل خطير على الإنسان البالغ.

ومع ذلك، فإن الأسماك الكهربائية ليست مقاومة تمامًا للصدمات. وقد لاحظ الكثيرون أن الأسماك الكهربائية ترتعش، خاصة عند إخراجها من الماء. قد يكون هذا هو الحال لأن الهواء لا يسمح للشحنة بالتبدد خارج السمكة بنفس سرعة الماء (خاصة مياه البحر المالحة).

لم يكن علماء الماضي هم الوحيدين الذين ألهمتهم الطريقة التي تمكنت بها الطبيعة من تسخير الكهرباء. قام فريق من الباحثين من جامعة فريبورغ وجامعة ميشيغان بإنشاء بطارية ناعمة مصنوعة من مادة تشبه الهلام باستخدام الخلايا الكهربائية كمصدر إلهام. ويأمل الفريق أن يتم استخدام عملهم في بعض الإجراءات الطبية.

لا يزال لدى الأسماك الكهربائية الكثير لتعلمه للعلماء حول كيفية عمل تحديد الموقع الكهربائي وكيف تطورت هذه الأسماك اللامعة في المقام الأول. قد يكون هناك المزيد من الاكتشافات البحثية الصادمة في المستقبل [1] .

ما هي التطبيقات المحتملة للكيمياء الكهربائية لثعبان البحر الكهربائي؟

الكيمياء الكهربائية وراء قدرة ثعبان البحر الكهربائي على توليد الكهرباء يمكن تطبيقها في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الطب وإنتاج الطاقة.

  • في الطب: يمكن استخدام الكيمياء الكهربائية لثعبان البحر الكهربائي لتطوير علاجات جديدة لمجموعة متنوعة من الحالات. على سبيل المثال، يمكن استخدام مثل هذه القدرة على توليد الكهرباء لتشغيل الأجهزة الطبية المزروعة في الجسم، مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب. بالإضافة إلى ذلك، تطوير أدوية جديدة تستهدف القنوات الأيونية، والتي تشارك في مجموعة متنوعة من العمليات الفسيولوجية.
  • في إنتاج الطاقة: لتطوير أنواع جديدة من البطاريات وأنظمة تخزين الطاقة. إن حركة الأيونات عبر غشاء الخلية في العضو الكهربائي لثعبان البحر الكهربائي تشبه حركة الإلكترونات في البطارية، مما يخلق فرق جهد يمكن استخدامه لتشغيل الأجهزة. من خلال دراسة الكيمياء الكهربائية وراء قدرة ثعبان البحر الكهربائي على توليد الكهرباء، يمكن للعلماء تطوير أنواع جديدة من البطاريات التي تكون أكثر كفاءة وأطول أمدًا من التقنيات الحالية.

يعد ثعبان البحر الكهربائي مخلوقًا رائعًا حقًا وقد أسر العلماء وعشاق الطبيعة لعدة قرون. إن قدرتها على توليد صدمات كهربائية قوية هي شهادة على التكيفات المذهلة التي يمكن العثور عليها في العالم الطبيعي. من خلال تعلم المزيد عن الكيمياء الكهربائية وراء قدرة ثعبان البحر الكهربائي على توليد الكهرباء، يمكننا الحصول على تقدير أكبر للتعقيد المذهل للعالم الطبيعي.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم دعم الجهود المبذولة للحفاظ على الثعابين الكهربائية وموائلها. تواجه هذه المخلوقات الفريدة مجموعة متنوعة من التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل والصيد الجائر. من خلال دعم جهود الحفاظ على البيئة، يمكننا المساعدة في ضمان استمرار الثعابين الكهربائية في الازدهار في البرية لأجيال قادمة.

لذا، سواء كنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن الكيمياء الكهربائية أو دعم جهود الحفاظ على البيئة، فهناك العديد من الطرق للمشاركة. ومن خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة اليوم، يمكننا المساعدة في حماية هذه المخلوقات الرائعة والعالم الطبيعي الذي تعتبره وطنًا لها.

المصادر

  1. How Do Electric Fish Produce Electricity?  | Science ABC
  2. How do fish produce electricity | TEDED
  3. Electric Eel Batteries | Nature Videos

وراثة النزف الدموي الوراثي (الهيموفيليا) – الضرر والتأثير

يعدّ النزف الدموي الوراثي، المعروف بالهيموفيليا، من الأمراض الوراثية النادرة والمعقدة التي تؤثر على نظام تخثر الدم. وعلى الرغم من ندرتها، إلا أنها تمثل تحدياً كبيراً للأفراد الذين يعانون منها ولأسرهم. إنّ الهيموفيليا تُعَدّ واحدة من الأمراض التي تؤثر على جودة حياة المصابين بها بشكل كبير، وتتطلب رعاية مستمرة وفهماً عميقاً لتفاصيلها ومضاعفاتها.

في هذا المقال، سنتناول بتفصيل الهيموفيليا كمرض وراثي، ونتناول جوانب عدة تشمل أسبابها وأنواعها وأعراضها، وكيفية التعامل مع هذا المرض الذي يصاحبه نزف الدم الشديد. سنتطرق أيضاً إلى التقنيات والتطورات الحديثة في مجال علاج الهيموفيليا وكيف ساهمت في تحسين جودة حياة المرضى.

النزف الدموي الوراثي

ما هو مرض نزف الدم الوراثي؟

[1][2]

سيولة الدم أو مرض هيموفيليا (بالإنجليزية: Hemophilia)، أيضاً يسمى مرض الناعور أو مرض نزف الدم الوراثي، ويطلق على هذا المرض في اللغة العربية اسم الناعور، فالناعور في اللغة هو الجرح الذي لا يسكن دمه، وهذا ما يحدث لدى مرضى الهيموفيليا.

وهو أحد أنواع اضطرابات نزف الدم والتي تتسبب بإحداث خلل في آلية تخثر الدم الطبيعية وإبطاء وتيرة تخثر الدم…

مرض سيولة الدم هو حالة تتسم بنقص في العوامل التخثرية في الدم، وهي البروتينات المسؤولة عن التحكم في عمليات التجلط ومنع النزيف. على عكس بعض الأمراض الأخرى، مثل الأمراض المعدية، فإن مرض الهيموفيليا ليس مرضًا معديًا، وعادةً ما يتم اكتشافه عندما يصعب التحكم في النزيف بعد حدوث جرح صغير أو إجراء عملية جراحية.

أسباب الهيموفيليا:

[3][2][1]

كما يشير اسمه، يعود سبب هذا المرض في معظم الحالات إلى خلل وراثي، حيث يتم نقل الجين المسؤول عنه عادة من الأم إلى الجنين. وعلى الرغم من أن الإناث غالبًا ما يكتفين بحمل الجين المسبب للمرض دون تجربته بأنفسهن، إلا أن الذكور هم الذين يصابون بالمرض في معظم الحالات، وتظهر عليهم أعراضه.

أما بالنسبة لمرض نزف الدم المكتسب، فإن هذا النوع ينشأ نتيجة لأسباب مختلفة تمامًا. يحدث عادة عندما يقوم الجسم بإنتاج أجسام مضادة تهاجم عوامل التخثر الموجودة في الدم، مما يعيقها عن القيام بوظائفها الطبيعية بشكل كامل.

أنواع سيولة الدم:

[5][4][3]

يحتوي الجسم البشري على عدة أنواع من عوامل التخثر، والتي يتسبب نقص كل منها بالإصابة بنوع معين من أنواع مرض نزف الدم الوراثي، كما يأتي:

الهيموفيليا من النوع A: أحد أكثر أنواع مرض نزف الدم الوراثي شيوعًا، وينتج عن نقص عامل التخثر من النوع (VIII)، هذا النوع من المرض حاد جدًّا وغالبًا ما يتسبب بنزيف خطير في المفاصل الكبيرة. وتمثل 80% من حالات سيولة الدم.
الهيموفيليا من النوع B: ينتج هذا النوع عن نقص عامل التخثر من النوع (IX)، وتتراوح حدة هذا النوع من المرض ما بين الطفيف والخطير. وتمثل تقريبًا 20% من الحالات.
الهيموفيليا من النوع C: ينتج هذا النوع عن نقص عامل التخثر من النوع (XI)، ويختلف في طريقة انتقاله جينيًّا عن النوعين السابقين، لذا وعلى عكس الأنواع السابقة، قد يصيب هذا النوع من الهيموفيليا النساء.

أنواع النزف الدموي الوراثي

وراثة النزف الدموي الوراثي:

[3][2]

ينتقل الناعور على شكل صفة جينية متنحية تُحمل على الكروموسوم الجنسي ( X ): X-Linked Recessive.

لدى الإناث صبغيين X بينما لدى الذكور صبغي Y وآخر X. ونظرًا لأن الطفرة المسببة مرتبطة بالصبغي X، فإن الإناث تحمل الأنثى المرض على أحد الصبغيين X ولا تكون متأثرة به لأن الصبغي الآخر الذي هو X أيضًا سيعمل على توليد عوامل التخثر.

أما الذكور فإن الصبغي Y لديه لا يحمل أي جينات لتكوين عوامل التخثر الثامنة أو التاسعة، لذا فإنه إذا كانت الجينات على الصبغي X بها عيب فإنها ستؤدي إلى ظهور المرض. بما أن الذكر يرث الصبغي X من أمه، فإن نسبة إصابة ابنه لأم حاملة للمرض هي 50%، أما إذا كانت الأم مصابة، فإن نسبة إصابة الابن تصبح 100%. على العكس، الابنة سترث إحدى الصبغيين من الأم والآخر من الأب، لذلك فرصة إصابة الذكور بالمرض أكثر من الإناث.

وحديثًا، زادت نسبة إصابة الإناث بالمرض نتيجة لتطور طرق العلاج الحديثة والتي سمحت للذكور بالبقاء على قيد الحياة والوصول إلى سن الرشد، مما زاد فرص إصابة بناتهم. من الأعراض التي قد تظهر على الإناث غزارة الطمث.

بشكل عام، يمكن للبشر أن يصابوا بالناعور نتيجة للطفرات الجديدة في الجينات بدلاً من الإصابة بالمرض عن طريق الوراثة الكلاسيكية. هذه الطفرات التلقائية يمكن أن تحدث في أحد أمشاج الأبوين أثناء تكوين الخلايا الجنسية أو في أي وقت آخر خلال النمو والتطور الجسدي.

فيما يتعلق بمرض الناعور، تشكل الطفرات التلقائية حوالي 33٪ من جميع حالات الناعور من النوع A وحوالي 30٪ من حالات الناعور من النوع B. وكان من المستحيل تحديد ما إذا كانت الأم حاملة للمرض أو السبب هو طفرة حتى ظهور اختبار الحمض النووي المباشر الحديث.

أعراضه:

[3][2]

في الأنواع الخفيفة من مرض نزف الدم الوراثي، تظهر الأعراض والعلامات عادةً خلال نمو الطفل، ولكن في معظم الأحيان تظهر منذ الولادة أو في مراحل الطفولة الأولى. هذه الأعراض تشمل:

  1. نزيف الأنف المفاجئ والمتكرر.
  2. ظهور كدمات كبيرة بسهولة.
  3. حدوث نزيف في العضلات والمفاصل بسرعة.
  4. نزيف مستمر لفترة طويلة بعد جرح ناتج عن أداة حادة، أو استخراج ضرس، أو إجراء جراحة، أو عملية ختان للطفل.
  5. نزيف لفترة طويلة بعد وقوع حادث، خاصة إذا كانت الإصابة في منطقة الرأس.
  6. وجود دم في البول.

عند الأطفال، يمكن أن تكون العلامات الأولى لمرض سيولة الدم نزيفًا حادًا في الفم من اللثة، أو اللسان، أو ظهور كدمات واضحة.

في الأشخاص المصابين، يمكن حدوث نزيف داخل الجسم أو خارجه، ولكن معظم النزيف يكون داخليًا. يحدث النزيف بسبب إصابات طفيفة جدًا مثل الاصطدام أو إلتواء المفصل.

أما العضلات التي تصاب بالنزيف بشكل شائع، فتشمل العضلات التالية:

  1. عضلات الذراع العلوي.
  2. عضلة الساعد.
  3. عضلة الجزء الأمامي من منطقة الفخذ.
  4. الفخذ.
  5. عضلات الساق.

أما المفاصل التي يحدث بها سيولة الدم بشكل شائع، فتشمل:

  1. مفصل الركبة.
  2. مفصل الكاحل.
  3. مفصل المرفق.

الأعراض التي تشير إلى حدوث نزيف في العضلات والمفاصل تتضمن:

  1. الألم المستمر.
  2. تورم المنطقة المصابة.
  3. صلابة في المكان المتأثر.
  4. صعوبة في استخدام المفاصل أو العضلات.

إذا حدث نزيف متكرر في نفس المفصل، فإن المفصل يمكن أن يتضرر ويسبب ألمًا شديدًا، مما يؤدي إلى صعوبة في الحركة وأداء الأنشطة اليومية.

يجب مراعاة أن أي نزيف في مناطق حساسة مثل الرقبة أو الحنجرة أو اللسان أمر خطير للغاية، ومثلاً، نزيف الدماغ هو السبب الرئيسي للوفاة في حالات مرضى الهيموفيليا.

تشخيص النزف الدموي الوراثي:

[3][2]

تعتمد عملية تشخيص مرض سيولة الدم على العوامل التالية:

  1. جمع تاريخ الحالة الصحية للمريض.
  2. إجراء تحاليل مخبرية لفحص مستويات العوامل المختلفة المتعلقة بتخثر الدم.

في حالات مرض سيولة الدم الخفيفة، تكون نسبة العامل المسؤول عن تخثر الدم أقل من 5%، مما يتسبب في نزيف بعد الجراحات أو الإصابات.

في الحالات المتوسطة من المرض، تكون نسبة العامل المسؤول عن تخثر الدم بين 1% و5%، وقد يعاني المريض من نزيف مطول بعد السقوط أو التعرض لإجهاد.

أما في الحالات الشديدة لمرض سيولة الدم، تكون نسبة العامل المسؤول عن تخثر الدم أقل من 1%، مما يؤدي إلى تكرار حالات النزيف بشكل متكرر دون سبب ظاهر.

هذه العوامل تساعد الأطباء في تقدير درجة شدة مرض سيولة الدم لدى المريض وتوجيه العلاج اللازم.

العلاج:

[3][2]

هناك اثنتان طرق رئيسية لعلاج سيولة الدم:

العلاج الوقائي: يتضمن هذا العلاج استخدام حقن منتظمة من دواء يشبه عامل التخثر لمنع نزيف الدم وتلف المفاصل والعضلات. يُعطى هذا العلاج في الحالات الشديدة من سيولة الدم ويشمل تدريب الأهل على إعطاء الحقن للأطفال الصغار، ثم يُدرب الأطفال على كيفية حقن أنفسهم عندما يكبرون. في بعض الحالات، يتم إعطاء الحقن باستخدام جهاز يزرع جراحياً تحت الجلد ويُفرز الدواء تلقائياً.

العلاج العند الحاجة: يتم استخدام هذا النوع من العلاج لعلاج حالات النزيف الحادة أو النزيف الذي يستمر لفترات طويلة. يُعطى الدواء كاستجابة فورية للنزيف ويكون ضروريًا فقط عند الحاجة.

علاوة على ذلك، يُمكن استخدام الأدوية المحتوية على مواد معدلة جينياً لعامل التخثر المختلف (عامل VIII في سيولة الدم أ وعامل IX في سيولة الدم ب) لعلاج المرض. هذه الأدوية تُعطى عن طريق الحقن وتُساعد في تعويض نقص عامل التخثر ومنع النزيف.

يجب مراعاة أن العلاج ونوع الدواء يمكن أن يختلفان بين سيولة الدم أ وسيولة الدم ب نظرًا لاختلاف العوامل المتأثرة في كل نوع.

تحديثات عن المرض:

[3]

تطورت التقنيات العلاجية والتشخيصية لمرض سيولة الدم بمرور الزمن، مما أدى إلى تحسين كبير في رعاية المرضى وجودة حياتهم. إليك بعض التطورات العلاجية والتشخيصية للمرض:

1. تقنيات التشخيص:

  • اختبارات الحمض النووي: تم تطوير اختبارات الحمض النووي المباشر والجينوميكس التي تساعد في تحديد نوع السيولة وتحديد الطفرات الجينية المسؤولة عن المرض. هذه التقنيات تساعد في تشخيص المرض بدقة أكبر وتوجيه العلاج بشكل أفضل.

2. العلاج الجيني:

  • العلاج بالجينات: بعض الأبحاث تسعى إلى تطوير علاجات جينية لمرض سيولة الدم، حيث يتم تصحيح الطفرات الجينية المسببة للمرض أو استبدال الجينات المعيبة بجينات سليمة. هذا النهج يعد واعدًا وقد يقدم فرصة للعلاج الشافي.

3. تقنيات العلاج:

  • عوامل التخثر المعدلة جينياً: تم تطوير عوامل تخثر معدلة جينياً تحاكي العوامل الطبيعية لتعويض النقص في عوامل التخثر في الجسم. هذه العوامل تستخدم بشكل فعال في العلاج والوقاية من النزيف.

4. التقنيات الوقائية:

  • التدريب والتوعية: تم تحسين التدريب والتوعية بين مرضى سيولة الدم وعائلاتهم بشأن كيفية التعامل مع المرض وإعطاء الحقن الوقائية. هذا يساعد في تقليل حدوث النزيف وتحسين جودة الحياة.

5. البحث السريري:

  • البحوث والتجارب السريرية: يتم تنفيذ البحوث والتجارب السريرية المستمرة لاختبار وتطوير علاجات جديدة لمرض سيولة الدم. يشمل ذلك تطوير أدوية جديدة واستكشاف نهج علاجية مبتكرة.

6. رعاية شاملة:

  • مراكز الرعاية المتخصصة: تم تأسيس مراكز خاصة لرعاية مرضى سيولة الدم، حيث يمكن توفير الرعاية المتخصصة والتقنيات العلاجية الحديثة للمرضى.

تلك هي بعض التطورات التشخيصية والعلاجية لمرض سيولة الدم. يجب ملاحظة أن التقدم في هذا المجال لا يزال مستمرًا، وقد تظهر تطورات جديدة في المستقبل تسهم في تحسين علاج ورعاية المرضى.

امرض وراثية أخرى: التقزم الهيكلي الغضروفي التصلب الجانبي الضموري

المراجع والمصادر:

[1] NDBF

[2] MedLine Plus

[3] NCBI

[4] OMIM1

[5] OMIM2

مرض التصلب الجانبي الضموري: قصة استثنائية للعالِم ستيفن هوكينج!

إن معاناة البشر مع الأمراض باختلاف أنواعها وأصنافها قديمة قِدم الإنسان نفسه، أي ارتبطت معه منذ الأزل. وتتعدد أنواع وأسباب هذه الأمراض وفترة علاجها، فمنها ما يتم علاجه في غضون أيام وأشهر فيزول، ومنها ما يدوم لسنوات ريثما تتبدد أعراضه، والقسم المتبقي يشمل تلك الأمراض العِضال التي لا دواء لها ولا علاج مثمر لعلاجها نهائيًا. وهذا الأخير يضم جميع الأمراض الوراثية والتي يكون فيها الخلل على الصعيد الجيني (كمتلازمة داون ومتلازمة كلاينفلتر وغيرهما الكثير)، فالمصاب فيها سيعيش ويتكيّف معها من المهد إلى اللحد.

ومرض التصلب الجانبي الضموري هو أحد تلك الأمراض المستعصية التي عجز فيها العلم والعلماء على إيجاد سبيل نافع في إيقافه لدى المصابين به، فينمو وتتزايد حدته، يومًا بعد يوم، وصولاً إلى الشلل والعجز التام…

فما هو مرض التصلب الجانبي الضموري؟ وكيف يحدث؟ وما هي أعراضه؟ وآلية تشخيصه وعلاجه؟

تعريف:

التصلب الجانبي الضموري (Amyotrophic Lateral Sclerosis – ALS)، المعروف أيضًا باسم مرض شاركوت أو مرض لو غريغ (Lou Gehrig Disease) نسبة للاعب البيسبول المشهور لو غريغ الذي أصيب به، وهو اضطراب عصبي تدريجي يؤثر على الجهاز العصبي الحركي (Motorneuron). يتسبب هذا المرض في تلف الخلايا العصبية التي تحكم حركة العضلات الإرادية في الدماغ والنخاع الشوكي. مع مرور الوقت، يؤدي التصلب الجانبي الضموري إلى تدهور هذه الخلايا العصبية، مما ينتج عنه فقدان التحكم التدريجي في العضلات وضعفها.

يعد التصلب الجانبي الضموري أحد أكثر أنواع أمراض الخلايا العصبية الحركية شيوعًا، وعادة ما يتم اعتباره كمرض واحد، وفي الحقيقة أنه مصطلح يشمل مجموعة من الأمراض. [1][2]

أعراضه:

قد لا تظهر أعراض التصلب الجانبي الضموري بوضوح في مراحله المبكرة، وعادةً ما تتطور وتتصاعد مع مرور الوقت وتقدم المرض.

في المراحل المبكرة، يمكن للمرضى أن يشعروا بتعب غير معتاد في الأطراف، وتشنج وتصلب العضلات، وصعوبة في الحركة، وتلعثم في النطق.

ومع تقدم المرض، قد تتطور الأعراض لتشمل الآتي: صعوبة في أداء الأنشطة اليومية مثل المشي ورفع الأشياء، وضعف في الأطراف العلوية والسفلية، وتشنجات وارتعاش في الذراعين والكتفين واللسان، وعدم القدرة على الوقوف ورفع الرأس، وتجارب نوبات من الضحك أو البكاء، وتغيرات في التفكير والذاكرة، والشعور بالألم والتعب، وصعوبة في البلع والتنفس.

معرفة هذه الأعراض المحتملة يمكن أن تساعد في التعرف على التصلب الجانبي الضموري في وقت مبكر، مما يتيح فرصة للتشخيص المبكر والتدخل العلاجي. [1]

أسباب التصلب الجانبي الضموري:

إلى الآن، لم يتم تحديد سبب محدد لمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، بل تتداخل عوامل وراثية وبيئية متعددة.

يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في تطور المرض، حيث توجد طفرات جينية متعددة ارتبطت بالتصلب الجانبي الضموري العائلي وأشكاله المتقطعة. تشمل هذه الطفرات جينات مثل C9orf72 و SOD1 و TARDBP و FUS.

وعلى الرغم من توفر المعرفة حول هذه الطفرات الجينية، إلا أن الآلية الدقيقة التي تؤدي إلى موت الخلايا العصبية الحركية لا تزال غير معروفة بشكل كامل. يُشتبه في أن هذه الطفرات الجينية تسبب تراكمًا غير طبيعي للبروتينات داخل الخلايا العصبية وتعطيل تطور المحاور العصبية وتدمير الخلايا العصبية الحركية.

بالإضافة إلى العوامل الوراثية، هناك عوامل بيئية يمكن أن تلعب دورًا في تطور مرض ALS. يشمل ذلك التعرض لصدمات ميكانيكية أو كهربائية، وممارسة تمارين بشدة عالية، والتعرض للمبيدات الزراعية والمعادن الثقيلة، والتدخين.

بالإضافة إلى العوامل الوراثية والبيئية، هناك أيضًا اضطرابات المناعة غير المنظمة وارتفاع مستويات الجلوتامات وزيادة الإجهاد التأكسدي واضطرابات الميتوكوندريا والتهاب الأعصاب والعوامل الأخرى التي يمكن أن تلعب دورًا في تطور المرض.

على الرغم من أن هناك بعض العوامل الخطر التي قد تزيد احتمالية الإصابة بمرض ALS، مثل العمر والجنس والعرق، إلا أنه من المهم أن نفهم أن هذه العوامل ليست بالضرورة عوامل خاصة ومؤكدة. فالمرض يمكن أن يصيب أي شخص بغض النظر عن عمره أو جنسه أو عرقه.

باختصار، لا يزال هناك الكثير لنفهمه حول أسباب التصلب الجانبي الضموري. تعد العوامل الوراثية والبيئية محتملة في تطور المرض، ولكن الآلية الدقيقة للمرض مازالت قيد الدراسة. يعد التحقيق في هذه العوامل وفهمها أمرًا هامًا لتحسين التشخيص والعلاج لمرض ALS في المستقبل. [2]

العضلات في حالة التصلب الجانبي الضموري

أنواع التصلب الجانبي الضموري:


يمكن تقسيم المرض إلى أنواع مختلفة وفقًا للمعايير السريرية والأعراض المتواجدة. وعلى الرغم من أن جميع أنواع ALS تشترك في تأثيرها على الجهاز العصبي الحركي، إلا أن هناك اختلافات في الأعراض والتطور والتوقعات السريرية بين تلك الأنواع. وفيما يلي نستعرض بعض الأنواع الشائعة لمرض ALS:

  1. التصلب الجانبي الضموري الكلاسيكي (Classical ALS): يعتبر النوع الأكثر شيوعًا وشدة في ALS. يتميز بتأثيره على الخلايا العصبية الحركية في الدماغ والنخاع الشوكي، مما يؤدي إلى ضعف التحكم في العضلات وتدهورها.
  2. التصلب الجانبي الضموري العائلي (Familial ALS): يشير إلى حالات ALS التي تظهر في عائلات معينة بشكل وراثي. يمكن أن تكون هذه الحالات ناتجة عن طفرات جينية محددة، مثل طفرات جين C9orf72 أو SOD1.
  3. التصلب الجانبي الضموري المتقطع (Flail Arm ALS): يتسم بضعف وتدهور العضلات في الأذرع والكتفين، دون التأثير على العضلات الأخرى. يعد هذا النوع نادرًا نسبيًا ويمكن أن يكون بطيئًا في التطور.
  4. التصلب الجانبي الضموري المعقد (Primary Lateral Sclerosis, PLS): يتميز بتأثيره على الخلايا العصبية الحركية في الدماغ فقط، دون تأثيره على النخاع الشوكة. يتسبب PLS في ضعف التحكم في الحركة والتنسيق العضلي. 1][2]

التشخيص:

عادة ما يكون تشخيص معظم الحالات على عمر 55 و75 سنة. وفي الولايات المتحدة يوجد ما بين 20 و30 ألف مصاب بالمرض.

تشخيص التصلب الجانبي الضموري عادة ما يتم بواسطة طبيب أخصائي أمراض الأعصاب. ومع ذلك، لا يوجد اختبار محدد يمكن أن يؤكد بالضبط وجود مرض ALS. وبالتالي، قد يستغرق عملية التشخيص وقتًا قد يمتد من أسابيع إلى شهور.

يعتمد تشخيص التصلب الجانبي الضموري على مراقبة الأعراض وتقييم تطورها مع مرور الوقت. يمكن للطبيب أن يطلب بعض الفحوصات والتحاليل لاستبعاد المشاكل الصحية الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مماثلة لتلك المرتبطة بـ ALS. ومن بين هذه الحالات الأخرى: التصلب المتعدد، الاعتلال العصبي المحيطي، الاعتلال العضلي، متلازمة ما بعد شلل الأطفال، ضمور العضلات الشوكي، وبعض الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية ومرض لايم وفيروس غرب النيل، وأورام الحبل الشوكي أو ديسك الرقبة.

قد يشمل التشخيص الفحوصات والتحاليل التالية التي يطلبها الطبيب: تخطيط كهربية العضل للكشف عن النشاط الكهربائي في العضلات(EMG – Electromyography)، دراسة التوصيل العصبي لاختبار جودة إرسال الأعصاب للإشارات، الرنين المغناطيسي لتحديد التغيرات في الجهاز العصبي لدى المريض، فحوصات الدم والبول، خزعة العضلات، واختبارات جينية خاصة تُجرى للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لمرض ALS.

[1][2]

العلاج:

حاليًا، لا يوجد علاج مؤكد للتصلب الجانبي الضموري (ALS). ومع ذلك، هناك استراتيجيات عديدة تُستخدم لإدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة لدى المرضى المصابين به. يشمل ذلك:

  1. الرعاية المتعددة التخصصات: يتضمن فريق رعاية متعدد التخصصات أطباء الأعصاب وأخصائيي العلاج الطبيعي وأخصائيي العلاج الوظيفي وأخصائيي التغذية وأخصائيي التنفس والدعم النفسي. يعمل هذا الفريق سويًا لتوفير رعاية شاملة للمرضى ولتعزيز راحتهم وسلامتهم.
  2. العلاج الدوائي: يستخدم الأدوية للتحكم في بعض الأعراض المرتبطة بـ ALS مثل الشلل العضلي والتشنجات والتشوهات اللونية العاطفية. قد يوصف الطبيب العلاجات المضادة للتشنج مثل الباكلوفين أو الديازيبام للتخفيف من التشنجات وتقليل الألم.
  3. العلاج التنفسي: يعاني المرضى المصابون بـ ALS من تدريجياً من ضعف العضلات المسؤولة عن التنفس. لذلك، يمكن أن يتضمن العلاج التنفسي استخدام أجهزة التنفس الميكانيكي المعروفة باسم أجهزة التنفس الاصطناعي أو استخدام أجهزة الدعم التنفسي المحمولة.
  4. العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي: يهدف إلى الحفاظ على القدرة على التحرك والقوة العضلية وتحسين التنسيق والتوازن. قد يتضمن ذلك تمارين الاستطالة وتقوية العضلات وتحسين القدرة على الحركة وتعليم تقنيات المساعدة فيالحركة واستخدام الأدوات المساعدة لتعزيز الاستقلالية.
  5. العلاج النفسي والدعم العاطفي: يواجه مرضى ALS تحديات نفسية وعاطفية كبيرة. يمكن للعلاج النفسي والدعم العاطفي أن يكون مفيدًا في التعامل مع الصعاب النفسية وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى وأفراد أسرهم.
  6. الأبحاث السريرية: تشمل المشاركة في التجارب السريرية والدراسات البحثية الحالية في مجال ALS. يهدف ذلك إلى فهم أفضل للمرض وتطوير علاجات جديدة ومبتكرة لمكافحته.

يجب أن يكون العلاج الفردي لـ ALS مبنيًا على احتياجات المريض وتطور المرض لديه. قد يتطلب ذلك ضبط العلاجات وفقًا للظروف الفردية والتعاون الوثيق بين الفريق الطبي والمريض وأسرته. [1][2]

معاناة ستيفن هوكينغ مع المرض:

ولد ستيفن هوكينج في عام 1942 في أكسفورد، إنجلترا، وكان شابًا طموحًا ومبدعًا في مجال الفيزياء، كان قد بدأ دراسته في جامعة كامبريدج. إلا أنه وفي سن الواحد العشرين، تم تشخيصه بمرض التصلب الجانبي الضموري، وهي حالة نادرة جدا أن يحدث المرض في عمر كهذا. فكانت ردة فعل الأطباء له أنه لن يعيش طويلًا، لكنه فعل!

فعاش هوكينغ مع المرض وصارعه بعد ذلك لمدة تزيد عن 5 عقود…

توفي ستيفن هوكينغ في صباح 14 مارس/آذار 2018 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد عُرف بأعماله المهمة في الثقوب السوداء والنسبية العامة والوقت التخيلي (imaginary time).

المصادر والمراجع:

1- Medlineplus

2- WebMD

ما هو الإرحال الأيوني ودوره في تطور الطرق العلاجية؟

للكهرباء استخدامات عديدة في حياتنا اليومية. فقد جعلت الكهرباء حياتنا أسهل حين وظّفناها واخترعنا الأجهزة الكهربائية المختلفة في المنزل مثل المكنسة الكهربية، التلفاز، الراديو، وغيرهم من الأجهزة. كذلك أصبح بإمكاننا تخزين الطاقة وتحويلها من صور مختلفة لطاقة كهربائية عن طريق البطاريات والمكثفات. بذلك تداخلت علوم الكيمياء والفيزياء وتوصلنا لعلم الكيمياء الكهربائية والكيمياء الكهروتحليلية. لكن هل تسائلت يومًا عما إذا كان بإمكاننا الاستفادة من الكهرباء في علوم الأحياء والعقاقير بطريقة سلمية لعلاج مرض ما مثل التعرق المفرط؟ سوف نتناول في هذا المقال تقنية الإرحال الأيوني المُستخدمة كوسيلة علاج حديثة فعالة.

الإرحال الأيوني – Iontophoresis :

يعتبر الإرحال الأيوني هو إجراء يتم فيه تمرير تيار كهربائي عبر الجلد حيث يتم نقعه في ماء الصنبور للسماح للجسيمات المتأينة أو المشحونة بعبور حاجز الجلد الطبيعي. بذلك تعتبر هذه الطريقة بمثابة تقنية غير جراحية لتوصيل الأدوية محليًا عبر الجلد، وتعتمد على نقل الجزيئات المشحونة باستخدام تيار كهربائي منخفض الكثافة يتم التحكم به عن طريق جهاز الإرحال الأيويي. فإنه يعزز وصول الأدوية والجزيئات الكبيرة إلى الجلد ويقلل التعرق في جميع أنحاء الجلد. كما إنه آمن وفعال وغير مكلف ومفيد للغاية.  [1]

آلية عمل الإرحال الأيوني:

المبدأ الأساسي هو وضع العلاج الأيوني تحت القطب الكهربي بنفس الشحنة. حيث يتم وضع أيون سالب تحت القطب السالب. وحينئذ يُعرف هذا القطب بعد ذلك باسم “القطب النشط“. يعتمد الإرحال الأيوني على التنافر الكهربي. فعند وضع الأدوية سالبة الشحنة على القطب السالب تتنافر هذه الأيونات عن القطب بمجرد تمرير التيار وتتجه لاختراق الجلد. من ثم يتم تمرير تيار مستمر ودفع الأيونات الكهربائية إلى المريض. وبالمثل، يتم إدخال الأدوية موجبة الشحتة عبر الجلد عن طريق وضعها تحت القطب الموجب. 

مما سبق نستنج أن العقاقير المُستخدمة في تقنية الإرحال الأيوني يجب أن تكون متأينة (موجبة أو سالبة الشحنة). وكذلك يجب وضع العقار تحت القطب المشابه له في الشحنة ويُسمى حينها “القطب النشط”. بينما يكون القطب الآخر المعاكس في الشحنة معروفًا باسم “القطب المشتت”  [2].

كيف تطورت تقنية الإرحال الأيوني بتطور التكنولوجيا؟

يرجع الاقتراح الأول لاستخدام التيار الكهربائي في توصيل الدواء إلى منتصف القرن الثامن عشر. بعد ذلك تم إحراز تقدم كبير في القرن التاسع عشر. تمت تجربة استخدام أيونات المعادن وكذلك القلويات في ذلك الوقت. حتى أوائل القرن العشرين، كان توصيل الأدوية يُعرف باسم “الإرحال المهبطي”. لكن حديثًا يتحدث الباحثون عن “توصيل الأدوية عبر الجلد بمساعدة كهربائية”. لم يتم تبني هذه التقنية على نطاق واسع حتى الآن ولكن ثبت دائمًا أنها مفيدة إلى حد ما في حل مشاكل توصيل الدواء.

منذ اثنين وعشرين عامًا، تم تقديم أول نظام لتوصيل الأدوية عبر الجلد في الولايات المتحدة، مما حقق طفرة تاريخية واعدًا بإمكانية توصيل مركبات جديدة بطريقة آمنة ومريحة من خلال الجلد. ومع ذلك، خلال العقدين الماضيين، كان النجاح التجاري للتسليم عبر الجلد بطيئًا في التطور. ولكن مع انتقال مجموعة من المنتجات والتقنيات الجديدة نحو السوق ، يبدو أن توصيل الأدوية عبر الجلد أصبح متاحًا وفعالًا.

استخدمت أول رقعة عبر الجلد يتم تسويقها تجاريًا في أمريكا لإيصال الدواء يسمح للدواء بالانتشار عبر الأدمة اللاوعائية إلى الأدمة العميقة، مما يسمح بالتأثير الموضعي أو الاختراق إلى الشعيرات الدموية لإحداث تأثير نظامي. فقد اعتمد هذا النهج على خصائص الدواء لتسهيل النقل عبر الجلد باستخدام تدرج تركيز بسيط كقوة دافعة. حيث أن هناك عدد قليل من الأدوية المتاحة مع الخصائص الفيزيائية والكيميائية المناسبة لتكون مرشحة جيدة للانتقال عبر الجلد. لكن التقدم في البحث أدى إلى فهم أفضل لفسيولوجيا الجلد ومزيد من الإلمام بخصائص نقل الدواء [2].

كيف يُستخدم الإرحال الأيوني لعلاج فرط التعرق؟

يجلس المريض بكلتا يديه أو قدميه، أو يد واحدة وقدم واحدة، مغمورة في صواني ضحلة مملوءة بماء الصنبور لفترة قصيرة من الزمن مضافًا إليه بعض المواد العلاجية الأيونية. سوف يرسل الجهاز تيارًا كهربائيًا صغيرًا عبر الماء. أولًا يجب تكرار الإجراء ثلاث مرات في الأسبوع حتى يتم تحقيق النتائج المرجوة. بمجرد الوصول إلى الجفاف أو النتيجة المرضية، يتم عادة تزويد المرضى بالعلاج مرة واحدة في الأسبوع. سوف يستغرق العلاج حوالي 15 إلى 40 دقيقة حسب الجهاز. بعض الحالات يجب أن تتحسن لأشهر بعد علاج واحد وبعض الحالات تتطلب تكرار العلاج في أقل من أربعة إلى ستة أسابيع [3].

ما هي مميزات الإرحال الأيوني؟

1.      عند مقارنتها بالحقن:

  • ألم أقل ولا غزو.
  • يقلل من حوادث الإبرة.
  • يسمح بتوصيل الدواء عن طريق ملامسة الجلد فقط.
  • يمكن استخدامها خارج المستشفى

2.      عند مقارنتها بالحبوب

  • يقلل الوقت المحدد.
  • التخفيف من الآثار الثانوية.
  • كما أن في العلاج بالحبوب، من الممكن أن تفقد الأدوية فعاليتها في الجهاز الهضمي.

3.      عند المقارنة باللاصقات الطبية

  • تقصير الوقت المحدد.
  • يمكن توصيل الأدوية بشكل كمي.
  • يقلل من كمية الدواء المتبقية.

هكذا ثبت أن العديد من العوامل تؤثر على نتائج الإرحال الأيوني. وتشمل هذه الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمركب (الحجم الجزيئي ، الشحنة ، التركيز) ، تركيب الدواء (أنواع المركبات ، المخزن المؤقت ، الأس الهيدروجيني ، اللزوجة ، وجود أيونات أخرى) ، المعدات المستخدمة (النطاق الحالي المتاح ، التيار الثابت مقابل التيار النبضي ، نوع القطب الكهربائي)، والتغيرات البيولوجية (موقع الجلد ، وتدفق الدم الإقليمي ، والعمر ، والجنس)، ودرجة حرارة الجلد ومدة الإرحال الأيوني. فبالرغم من تقدم العلوم والتكنولوجيا، ما زالت تقنية الإرحال الأيوني محل دراسة ويسعى العلماء حثيثًا لتطويرها لما لها من مميزات مقارنة بالطرق العلاجية الأخرى [2].

تتوفر اللاصقات التقليدية عبر الجلد منذ أكثر من 20 عامًا لكن مع هذه التقنيات الجديدة، سيزداد عدد وتعقيد أنظمة توصيل الأدوية عبر الجلد في المستقبل القريب. سيكون الصيادلة الذين أصبحوا على دراية بهذه التقنيات أكثر قدرة على معالجة أسئلة المرضى ومخاوفهم.

المصادر:

1. Basics of Iontophoresis [+ Example Calculations] | Catalyst University

2. Transdermal Delivery by Iontophoresis | Indian J Pharm Sci

3. Iontophoresis | physio-pedia

ما هو ضمور العضلات دوشين؟ وكيف يعاني المصابون به؟

يحتفل العالم يوم 7 سبتمبر/أيلول من كل عام باليوم العالمي للتوعية بضمور العضلات “دوشين”‎‎. فما هو هذا المرض؟ وكيف يحدث؟ وما هي عوارضه ومضاعفاته؟

تعريف وسبب مرض ضمور العضلات دوشين[1]:

ويُعرف أيضًا بالضمور العضلي الدوشيني أو الحثل العضلي من نمط دوشين “Duchenne Muscular Dystrophy”.

يعد مرض دوشين مرضًا وراثيًا يتسبب في ضعف وتدهور مستمر لجميع عضلات الجسم، لا سيما الحوض والأطراف. ويعتبر واحدًا من أكثر أنواع اضطرابات حثل العضلات شيوعًا وأكثرها خطورة. تحدث هذه الحالة نتيجة لخلل جيني يؤثر على بعض البروتينات المسؤولة عن صحة الخلايا العضلية…

سبب المرض[1]:

في حالة مرض دوشين، يُصاب الجين المسؤول عن تصنيع الديستروفين (Dystrophin) بنوع من الخلل، مما يتسبب في تقليل كميات الديستروفين التي يتم إنتاجها، والديستروفين هو بروتين تقوم الخلايا العضلية بتصنيعه، وتحتاجه العضلات لتقوم بوظائفها بسلاسة، ونقص مستوياته يعيق عمل العضلات ويُضعفها مع مرور الوقت.

بسبب الطريقة التي يتم فيها توريث جيناته، يعد مرض دوشين من الأمراض المرتبطة بالجنس (Sex-linked disease)، إذ تتواجد الجينات المسؤولة عن المرض عادة على الكروموسوم من نوع (X)، وهذه الجينات من الممكن أن يتم توريثها من جهة الأم الحاملة لجينات المرض للأبناء الذكور. ويبلغ معدل الإصابة واحد من 3500 ولادة من الذكورتقريباً.

على الرغم من أن الخلل الجيني الحاصل غالبًا ما ينتقل عن طريق الوراثة، إلا أنه وفي بعض الحالات النادرة قد ينشأ فجأة دون وجود أصل وراثي. كما يجب التنويه إلى أن هذا المرض قد يصيب الإناث في بعض الحالات النادرة، ولكن غالبًا ما تكون الإناث حاملات لجينات مرض دوشين فقط وغير مصابات به. 

مخطط توضيحي لوراثة المرض

أعراض ضمور العضلات دوشين[2]:

في معظم الحالات، تظهر العوارض لدى الأشخاص المصابين (الذكور) في مرحلة مبكرة من العمر، ومن أبرزها:

  • حالات السقوط المتكرِّرة
  • صعوبة في النهوض من وضعية الاستلقاء أو الجلوس
  • مواجهة مشاكل في الجري والقفز
  • المشية المتهادية (مشية الاعتلال العضلي)
  • المشي على أطراف الأصابع
  • زيادة حجم عضلات ربلة الساق
  • الشعور بألم وتيبُّس في العضلات
  • صعوبات التعلُّم
  • تأخر النمو

مضاعفاته[2]:

تتزايد حد المرض والمعاناة منه مع تقدم العمر، فربما قد يعاني المرضى من:

  • تضخم القلب: بسبب نقص الديستروفين، وهو ما يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل القلب.
  • صعوبة في المشي واستخدام الذراعين، مما يؤدي لحالة شلل تستدعي استخدام الكرسي المتحرك.
  • مشاكل التنفس: بسبب ضعف العضلات التنفسية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الاضطرار لاستخدام أجهزة تنفس صناعي.
  • التهاب المفاصل: يمكن أن يتسبب الضغط الزائد على المفاصل من نظام العضلات المصاب بمرض دوشين في التهاب المفاصل وصلابتها.
  • الإمساك: يمكن أن تتسبب مشكلة في عضلات الجهاز الهضمي في الإمساك وغيره من مشاكل الجهاز الهضمي.
  • تأخر النمو: خاصةً في مراحل متأخرة من المرض.
  • الاكتئاب والقلق: سواءً بسبب العوارض المادية أو الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالمرض.

التشخيص[3]:


يتم التشخيص عاداة عبر مجموعة من الخطوات هي:

1- الفحص السريري: ليتم تقييم الأعراض والعلامات المرتبطة بالمرض.

2- الفحص الوراثي: يمكن فحص الوراثة لتحديد وجود تغييرات في جين دوشين المسؤول عن المرض. فيتم جمع عينة من دم المريض لفحص التغييرات الوراثية.

3- الفحص العضلي: وتحديد مستويات الديستروفين في عينات من عضلات المريض. ففي حالة مرض دوشين، يكون هناك نقص في مستويات الديستروفين الموجودة في عينات العضلات.

4- التصوير الطبي: يمكن استخدام الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم حجم العضلات وتغييراتها، ومن ثم التشخيص.

إضافة إلى خطوات إضافية كتخطيط القلب الكهربائي وتحليل إنزيم الكرياتينين فوسفوكاينيز serum CPK حيث يرتفع 50-100 مرة فوق المعدل الطبيعي في الضمور العضلي الدوشيني.

لذلك، يتطلب تشخيص مرض دوشين عادةً استخدام مجموعة من هذه الطرق معًا، ويجب أن يتم إجراءها من قبل أخصائيي الطب العام وأخصائيي الأمراض العصبية والعضلية.

العلاج[3]:

ليس هناك علاج كامل يمنع المرض من الحدوث أو يزيله، ولكن توجد وسائل تساعد في تقليل تأثيرات المرض على الطفل المصاب، ومنها:

  • العلاج الطبيعي: والهدف منها تقليل التقفعات والعاهات وتأخير حدوثها، الحفاظ على القوة العضلية، الحفاظ على أقصى جهد وظيفي، زيادة الحركة للمفاصل والوظيفة بواسطة الجبائر، الحفاظ على زيادة سعة التنفس.
  • النشاط الرياضي: فالخمول يساعد على زيادة الشد العضلي والتشوهات.
  • المعالجة الجراحية: قد يفقد الطفل القدرة على المشي نتيجة تيبّس العضلات والمفاصل، وغالباً ما يحدث ما بين 8-14 سنة، لذى فقد يحتاج للتدخل الجراحي لتحرير الشد والتشوه حول المفصل ليعطي مجال أوسع لحرية الحركة، كما قد يحتاج الطفل للجراحة عند زيادة حدة تقوس العمود الفقري.
  • الأدوية: هناك بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشد العضلي..ز
  • الدعم النفسي والاجتماعي.

أخيرًا، إن مثل هذه الأمراض ومثيلاتها كمتلازمة داون وكلاينفلتر تستدعي تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية للمرضى بالدرجة الأولى، والأبحاث الطبية الوراثية مازالت قائمة ومستمرة في سبيل إيجاد حلول علاجية أو وقائية من شأنها تخفيف حدة المرض أو منع حصوله أساسًا…

المصادر:

1- Wikipedia

2- Muscular Dystrophy Association

3- OMIM

ما هو المسار البصري وكيف ترى العين الأشياء؟

العين هي أحد الأعضاء الحساسة والمهمة جداً في جسم الإنسان والكائنات الحية الأخرى، فهي تمكّن الإنسان والكائنات الحية الأخرى من التفاعل مع العالم الخارجي ورؤية الأشياء وإدراك العالم من حولنا. ولكن كيف ترى العين الأشياء؟

مم تتكون العين؟

العين عضو معقد مسؤول عن اكتشاف ونقل المعلومات المرئية إلى الدماغ. وهي مكونة من عدة هياكل مختلفة، لكل منها وظيفتها الخاصة. تشمل المكونات الرئيسية ما يلي:

 1. الصلبة: الطبقة الخارجية للعين هي الصلبة الليفية التي تسمى بياض العين وتوفر هذه الطبقة الحماية والدعم للأجزاء الداخلية للعين.

 2. القرنية: تقع القرنية الشفافة في مقدمة العين وتساعد على تركيز الضوء على العدسة.

 3. القزحية: القزحية هي الجزء الملون من العين الذي يحيط ببؤبؤ العين (المنطقة الصغيرة السوداء في منتصف العين). تتحكم عضلات القزحية في حجم البؤبؤ، وتنظم كمية الضوء التي تدخل العين.

 4. العدسة: العدسة عبارة عن هيكل شفاف يقع خلف القزحية وبؤبؤ العين. يساعد على تركيز الضوء على شبكية العين.

 5. شبكية العين: هي الطبقة الأعمق للعين وتحتوي على الخلايا المستقبلة للضوء (العصي والمخاريط) التي تحول الضوء إلى إشارات كهربائية. تنتقل هذه الإشارات عبر العصب البصري إلى الدماغ.

 6. العصب البصري: يقوم العصب البصري بنقل المعلومات البصرية من الشبكية إلى الدماغ.

 7. الخلط المائي: الخلط المائي عبارة عن سائل صاف يملأ مقدمة العين ويساعد في الحفاظ على شكلها.

 8. الخلط الزجاجي: الخلط الزجاجي هو مادة شبيهة بالهلام تملأ مؤخرة العين وتساعد في الحفاظ على شكلها.

 9. عضلات خارج مقلة العين (الغلاف الخارجي): العين محاطة بستة عضلات خارج مقلة العين تتحكم في حركتها وانسجامها.

 10. الغدد الدمعية: تنتج الغدد الدمعية السائل الذي يعمل على تليين العين وحمايتها.

ما هو المسار البصري؟ وكيف ترى العين الأشياء؟

المسارات البصرية هي شبكة معقدة من الهياكل والوصلات التي تنقل المعلومات المرئية من العين إلى الدماغ حيث تتم معالجتها وتفسيرها.

 يبدأ المسار البصري بشبكية العين، وهي طبقة من الخلايا الحساسة للضوء في مؤخرة العين. تحتوي شبكية العين على الخلايا المستقبلة للضوء (العصي والمخاريط) التي تحول الضوء إلى إشارات كهربائية. تنتقل هذه الإشارات إلى الدماغ عبر العصب البصري.

 تعبر الإشارات ألياف العصب البصري من كل عين عند التصالب البصري، والذي يقع في قاعدة جذع الدماغ. يسمح هذا العبور للدماغ بتلقي المعلومات من كلتا العينين، وهو أمر مهم لإدراك العمق وحدة البصر.

 بعد التصالب البصري، يتم نقل المعلومات المرئية عبر سلسلة من الهياكل في الدماغ، بما في ذلك المهاد والقشرة البصرية الأولية في الفص القذالي. على طول الطريق، تتم معالجة المعلومات وتحليلها، مما يسمح لنا بإدراك وفهم العالم المرئي من حولنا.

 هناك أيضًا مسارات بصرية أخرى تتفرع من المسار الرئيسي وتحمل المعلومات المرئية إلى أجزاء أخرى من الدماغ تشارك في جوانب مختلفة من الإدراك البصري، مثل إدراك اللون أو اكتشاف الحركة.

بشكل عام، تعد المسارات البصرية نظامًا معقدًا وديناميكيًا يسمح لنا بإدراك العالم المرئي من حولنا والتفاعل معه.

كيف يعالج الدماغ المعلومات المرئية وكيف يحللها؟

يعالج الدماغ المعلومات المرئية ويحللها على طول المسار البصري من خلال سلسلة معقدة من الأحداث التي تشمل مناطق متعددة من الدماغ، ولكل منها وظائفها المتخصصة.

 فيما يلي نظرة عامة موجزة عن كيفية تحليل الدماغ للمعلومات المرئية على طول المسار البصري:

 1. القشرة البصرية الأولية: هى المنطقة القشرية الأولى التي يتم فيها معالجة المعلومات المرئية، وتقع في الفص القذالي في الجزء الخلفي من الدماغ. تحتوي القشرة البصرية الأولية على خلايا حساسة لسمات معينة من المحفزات البصرية، مثل الحواف والخطوط والتوجهات.

 2. التيار البطني: يمتد هذا المسار من القشرة البصرية الأولية إلى الفص الصدغي ويشارك في التعرف على الأشياء. تستجيب الخلايا العصبية في هذا المسار لتمييز الكائنات، مثل الوجوه أو الحروف.

 3. التيار الظهري: يمتد هذا المسار من القشرة البصرية الأولية إلى الفص الجداري ويشارك في الإدراك المكاني وتحليل الحركة والعمق. تستجيب الخلايا العصبية في هذا المسار لاتجاه وسرعة المحفزات البصرية، وكذلك للمواضع النسبية للأشياء في الفضاء.

 4. مناطق بصرية عالية المستوى: هذه مناطق من الدماغ خارج القشرة البصرية الأولية تشارك في جوانب أكثر تعقيدًا من المعالجة البصرية، مثل الانتباه والذاكرة والعاطفة. على سبيل المثال، تشارك القشرة الصدغية السفلية في التعرف على المحفزات البصرية المعقدة، مثل الوجوه والأشياء، بينما تشارك قشرة الفص الجبهي في اتخاذ القرار بناءً على المعلومات المرئية.

  تعد معالجة المعلومات المرئية وتحليلها على طول المسار البصري عملية ديناميكية ومستمرة تتضمن نشاطًا منسقًا لمناطق متعددة من الدماغ، ولكل منها وظائفها المتخصصة.  تتأثر قدرة الدماغ على تفسير وتعيين معنى للمعلومات المرئية أيضًا بعوامل مثل الانتباه والعاطفة والمعرفة السابقة.

ماذا يحدث إذا حدث خلل في المسار البصري وكيف يمكن علاجه؟

يمكن أن تؤدي العيوب في المسارات البصرية إلى مجموعة متنوعة من الإعاقات البصرية، اعتمادًا على موقع المشكلة وشدتها. تتضمن بعض الأمثلة ما يلي:

 1. تلف العصب البصري: يمكن أن يؤدي تلف العصب البصري إلى فقدان البصر أو العمى في إحدى العينين أو كلتيهما.

 2. الآفات في القشرة البصرية: الآفات أو الأضرار التي تلحق القشرة البصرية يمكن أن تؤدي إلى عيوب في المجال البصري، مثل البقع العمياء، أو ضعف في التعرف على الأشياء أو الإدراك المكاني.

 3. الاضطرابات التي تؤثر على المعالجة البصرية: يمكن أن تنتج اضطرابات مثل عمى التعرف على الوجوه (عدم القدرة على التعرف على الوجوه) أو عمى الألوان (عدم القدرة على إدراك اللون) من تلف مناطق المعالجة البصرية في الدماغ.

 يعتمد علاج العيوب في المسارات البصرية على السبب الأساسي والطبيعة المحددة للضعف. في بعض الحالات، مثل تلف العصب البصري، قد يقتصر العلاج على إدارة الحالة الأساسية ومنع المزيد من الضرر. في حالات أخرى، مثل عيوب المجال البصري، قد يكون علاج الرؤية أو الوسائل البصرية المتخصصة مفيدة في تحسين الرؤية والتعويض عن الضعف.

 بالنسبة لأنواع معينة من اضطرابات المعالجة البصرية، مثل عمى التعرف على الوجوه، قد يكون العلاج المعرفي أو إعادة التأهيل فعالًا في تحسين التعرف على المحفزات البصرية وإدراكها. ويمكن أيضًا استخدام الأدوية أو الجراحة لعلاج الحالات الأساسية التي تؤثر على المسارات البصرية.

 بشكل عام، علاج عيوب المسار البصري معقد ويتطلب نهجًا متعدد التخصصات يشمل أطباء العيون وأطباء الأعصاب وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية. يعتمد نهج العلاج المحدد على الحالة الفردية والسبب الأساسي لضعف البصر.

المصادر

  1. The visual pathway from the eye to the brain – Perkins School for the Blind
  2. Anatomy of the Eye | Kellogg Eye Center | Michigan Medicine (umkelloggeye.org)
Exit mobile version