متلازمة الكوخ والعزلة المرضية

متلازمة الكوخ والعزلة المرضية

أتت جائحة كورونا عام 2020 لتفرض علينا حجرًا منزليًا طويلًا، فصلنا عن الحياة الصاخبة التي اعتدنا عليها. وعلى الرغم من الراحة النفسية التي تعطيها العطلة في العادة، إلا أن هذه العطلة القسرية سببت للكثير من الأشخاص حول العالم عوارضًا نفسية عديدة، وعاد الحديث حول ما يسمَى بمتلازمة الكوخ. فما هي متلازمة الكوخ؟ وما هي أعراضها؟

ما هي متلازمة الكوخ؟

متلازمة الكوخ، أو ما يُسمى باللغة الانكليزية ب«Cabin fever»، هي مجموعة من الأعراض النفسية التي تصيب الشخص بسبب مكوثه لفترات طويلة في المنزل. وعلى الرغم من أنها غير مُصنفة كمرض نفسي حقيقي، إلا أن عدد كبير من الأشخاص يشعرون بأعراضها. وهي تتراوح بين المشاعر السلبية والتوتر الناتجة عن قضاء وقت طويل في المنزل، حتى تصل الى مشاعر حادة من الوحدة والعزلة  أو حتى أذية النفس.

من الأرجح أن أول استخدام لمفهوم هذه المتلازمة يعود الى أوائل القرن العشرين، حيث تكلم عنها سكان المناطق الشمالية من القارة الأميركية، الذين كانوا يضطرون للبقاء في منازلهم لفترات طويلة خصوصًا في أيام الشتاء. وبعض المصادر تعتبر أنه بدأ الحديث عن متلازمة الكوخ في أوائل القرن التاسع عشر مع انتشار حمى التيفوئيد المُعدية التي أجبرت السكان على البقاء في المنازل لأيامٍ عديدة.

يربط العلماء أحيانًا متلازمة الكوخ بالاكتئاب الموسمي، الذي يصيب بعض الأشخاص عند حلول فصل الشتاء.

شكلت متلازمة الكوخ لفترة طويلة معضلة لعلماء النفس، بحيث اعتبر البعض أن عوارضها حقيقية، فيما رأى البعض الآخر أنها مجرد معتقد اجتماعي غير دقيق ولا يرقى للتشخيص الطبي. اليوم يعترف علماء النفس بمتلازمة الكوخ كمجموعة من الأعراض المختلفة الناتجة عن المكوث في البيت، لكنها غير مُصنفة كتشخيص وليس لديها تعريف محدد.

ما هي الأعراض؟

تختلف أعراض متلازمة الكوخ بين شخصٍ وشخص. وهي  تشمل المزاج السيئ والملل والضجر والقلق والتوتر والغضب واليأس وفقدان التحفيز أو الرغبة بالعمل والانزعاج السريع والأرق وصولًا الى الاكتئاب وأحيانًا العنف تجاه الآخرين أو أذية النفس.

وتنعكس هذه الأعراض على الحياة اليومية للأشخاص المُصابين بها  فتؤثر على الانتاجية، وتقلل نسبة التركيز. كما يمكن أن تسبب اضطرابات في النوم بين الأرق وقلة النوم أو النوم لفترات طويلة من اليوم. كذلك تسبب المتلازمة أحيانًا اضطراب في الطعام، وتحفز عند بعض الأشخاص شرب كميات كبيرة من الكحول.

من يُصاب بمتلازمة الكوخ؟

تنتج المتلازمة عن أسباب خارجية (البقاء في المنزل) لكنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأسباب الداخلية الفردية. بحيث تُصيب متلازمة الكوخ بشكل أكبر الأشخاص الانبساطيين (Extrovert) أي الأشخاص الذين يميلون الى الخروج من المنزل ولقاء الآخرين بكثرة، فهم ليسوا معتادين على روتين المنزل.

ارتباط متلازمة الكوخ بوباء كورونا

أجبر وباء كوفيد-19 المليارات من البشر على التباعد الجسدي والاجتماعي، وقضاء فترات طويلة في المنزل. لذلك فهو مرتبط بشكل بديهي ومنطقي بمتلازمة الكوخ. فبدأت الصحف حول العالم تتكلم مجددًا عن المتلازمة، وتشدّد على أهمية الانتباه الى الصحة النفسية الى جانب الصحة الجسدية والوقاية من الوباء.

لا شك أن تكنولوجيا الاتصالات لعبت دورًا هائلًا في الحفاظ على التواصل مع العالم الخارجي ممّا خفف من الشعور بالوحدة عند الكثيرين، ولكنها لم تعوض عن الاتصال المباشر والحقيقي عند آخرين ولم تمنع ظهور أعراض المتلازمة بعد فترة طويلة من الحجر.

الوقاية من متلازمة الكوخ والعلاج منها

بما أن متلازمة الكوخ غير مصنفة كمرض نفسي، فلا يوجد إجراء علاجي واضح. إلا أن علماء النفس ينصحون إجمالًا الأشخاص المعرضين للمتلازمة باللجوء الى اعتماد روتين صحي، من خلال تنظيم النوم ووجبات الغذاء. كما ينصحون بشدة بالبقاء على تواصل مع العالم الخارجي والأهل والأصدقاء (حتى لو كان هذا التواصل افتراضيًا)، وبالابقاء على النشاط الذهني من خلال العمل أو الدراسة أو المطالعة أو أي نشاط ذهني آخر، والنشاط الجسدي من خلال الحركة والرياضة.

أما في الحالات الحادة، عندما تصل أعراض المتلازمة الى اليأس الحاد والاكتئاب والقلق والعنف، يحتاج المُصاب بها الى مساعدة من خلال العلاج النفسي وأحيانًا الى علاج طبي دوائي.

العزلة أمر جيد، ولكنك تحتاج شخص ما لتخبره بأن العزلة جيدة.
-هونوري دي بالزاك

 الانسان حيوان اجتماعي، وعقله يتغذى بالتواصل الاجتماعي تمامًا كما يتغذى بالطعام والنوم. وعلى الرغم من اختلاف حاجات البشر بين أشخاص يميلون الى الوحدة وآخرين يفضلون وفرة العلاقات الاجتماعية على أنواعها حولهم، إلا أن التواصل يبقى أوكسيجين العقل البشري.

المصادر:
Medical News Today
CNN
Washington Post

اقرأ أيضًا، متلازمة أليس في بلاد العجائب

متلازمة القدس : بين الايمان والجنون

لطالما ارتبط اسم مدينة القدس، عاصمة فلسطين المُحتلّة، بالتاريخ الحضاري والديني لمنطقة الشرق الأوسط. فهي لم تسمَّ “القدس” (أي البيت المقدس) أو “أورشليم” (أي بيت السلام) من باب الصدفة، بل لأنها تُعتبر القلب النابض للأديان السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام.ولكن هل كنت تعلم أن اسم القدس يرتبط أيضًا بمتلازمة نفسية غريبة؟ فما هي هذه المتلازمة؟ وما علاقتها بزيارة القدس؟

تعريف متلازمة القدس

متلازمة القدس هي متلازمة نفسية، وهي مجموعة وساوس أو أوهام ذهانية ذات طابع ديني تطغى على عدد من الأشخاص خلال زيارتهم لمدينة القدس. تصيب المتلازمة حوالى المئة شخص أو أكثر كل عام، ويحتاج حوالى الأربعون شخصًا الدخول الى المستشفى لمعالجة عوارضهم النفسية. ويُعتقد أن عددًا من الحالات يبقى غير مُشخّص. يشكل الزوار المسيحيون واليهود غالبية الحالات، بينما حالات الزوار المسلمين تبقى نادرة.

نبذة عن القدس وعلاقتها بالأديان السماوية

لفهم متلازمة القدس يجب فهم المحيط الثقافي الموجود في هذه المدينة والذي يحفز هذا النوع من الأوهام. تتميز زهرة المدائن بغناها الفريد بالمعالم السياحية الدينية التاريخية، وتحتل القدس مكانة دينية مهمة جدًا ممّا يفسر الصراعات السياسية القائمة حولها.

فبالنسبة للديانة اليهودية، تحتوي القدس على حائط المبكى، الذي يعتقد اليهود أنه ما تبقّى من هيكل النبي سليمان وهو أكثر الأماكن قداسةً عند اليهود.

بالنسبة للمؤمنين المسيحيين، تشكل القدس أهمية قصوى كونها المدينة التي شهدت صلب المسيح وقيامته، وتُعتبر كنيسة القيامة مكانًا للحج يقصده الملايين من المؤمنين سنويًا.

أما بالنسبة للإسلام، فمدينة القدس تحتوي المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وقبة الصخرة التي عرج منها النبي محمد.

إضافةً إلى هذه المعالم، مدينة القدس غنية بعشرات المعالم الدينية والتاريخية والأثرية.

أنواع متلازمة القدس

قُسّمت حالات الإصابة بمتلازمة القدس إلى ثلاثة أنواع بحسب العوارض والسوابق الطبية والخلفية النفسية للأشخاص المُصابين.

النوع الأول: متلازمة القدس الناتجة عن مرض ذهاني سابق

في هذه الحالة، يكون الشخص المُصاب بمتلازمة القدس مُصاب سابقًا بمرض ذهاني قبل زيارته القدس. وغالبًا تكون زيارة القدس ناتجة في الأساس عن المرض النفسي الذهاني (مثلًا يتوهم المريض أنه في مهمة إلهية يجب أن يزور القدس).

«الذهان-Psychosis» هو مرض نفسي يسبب الانفصال عن الواقع، وهو يشمل «الفصام-Schizophrenia» الذي يسبب الهذيان بأفكار وهمية مع هلاوس بصرية أو سمعية، و«الاضطراب الثنائي القطب-Bipolar disorder» الذي يسبب التأرجح بين فترات من الهوس (نشاط مفرط وارتفاع غير طبيعي في المزاج والإثارة) وفترات من الاكتئاب.

يتخيل المريض أنه واحد من الشخصيات الدينية أو أنه في مهمة دينية بأمر إلهي، مثلًا توهم شخص أنه شمشون وهو شخصية دينية يهودية وأنه في مهمة لإزاحة صخرة من حائط المبكى، كما توهم أشخاص آخرون أنهم يتقمصون شخصية السيد المسيح أو القديس يوحنا المعمدان، وبعض النساء تخيلن أنهن السيدة مريم العذراء.

النوع الثاني: متلازمة القدس ناتجة عن مرض نفسي غير ذهاني ومترافق مع عادات غريبة

ينتج هذا النوع إجمالًا عن اضطرابات في الشخصية أو عن أفكار وسواسية، وغالبًا ما يصيب مجموعة من الزوار، فيقومون بتصرفات غريبة.

فقد قامت مجموعات من الزوار المسيحيين بزيارات متتالية لعدم تفويت إعادة ظهور المسيح. وقامت مجموعات من الزوار اليهود بمحاولات لخلق “البقرة الحمراء” كالتي ذُكرت في التوراة.

النوع الثالث: متلازمة القدس غير المسبوقة بأي مرض نفسي

يُصاب بعض الأشخاص بنوبة ذهانية حادة عند زيارتهم القدس، رغم عدم وجود أي سابقة مرضية نفسية.

 ويشترط التشخيص بهذا النوع من المتلازمة بعدم ارتباط الزيارة بأي نوع من الأوهام أو الوساوس الدينية، وبمرورهم بسبعة مراحل مرضية وهي: قلق وتوتر حاد، ثم رغبة في الانفصال عن المجموعة السياحية أو العائلة الذي أتى معها، ثم وساوس قهرية متعلقة بالنظافة والطهارة، ثم تحضير لباس ذي طابع ديني (غالبًا ثوب أبيض)، ثم الحاجة إلى صراخ أو إنشاد أحاديث مقدسة، ثم المسيرة إلى أحد الأماكن المقدسة، وأخيرًا إلقاء خطبة دينية (غاليًا غير منطقية) في مكان مقدس.

إجمالًا، يأتي الأشخاص الذين يصابون بالنوع الثالث من متلازمة القدس من عائلات دينية محافظة. يتم معالجة هذا النوع من المتلازمة سريعًا من خلال الأدوية وتختفي العوارض نهائيًا بعد مغادرة القدس.

توضح متلازمة القدس الغريبة مدى تأثر العقل البشري بالمحيط الثقافي والفكري والديني، يصل أحيانًا إلى الهذيان والهلوسة. ويتحول الايمان الديني إلى جنون.غير أن هذا النوع من المتلازمات لا يقتصر فقط على التأثر بالأفكار الدينية، بل أيضًا بالمحيط الفني والهندسي، تمامًا كما يحصل عند الاصابة بمتلازمة ستندال التي تصيب مهووسي الفن عند زيارتهم فلورينسا الايطالية.

المصادر:

Cambridge University Press
The Guardian
The Telegraph
Livescience

متلازمة كابجراس أو “المُنتحِل”: الوهم الذي يحوّل الأقرباء إلى غرباء

تخيّل أنك تعيش مع أشخاص يبدون تمامًا كأهلك لكنهم في الحقيقة كائنات فضائية أخذوا مكانهم. هي قصة تشبه أفلام الرعب، لكنها قد تتحول إلى حقيقة في حال إصابتك بمتلازمة كابجراس.

تعريف متلازمة كابرجاس

 متلازمة «كابجراس-Capgras» تُسمّى أيضًا ب«متلازمة المُنتحل-Imposter Syndrome». وهي متلازمة نادرة تجعل الشخص المُصاب بها يعتقد أن شخص أو أكثر من المحيطين به قد استُبدلوا بأشخاص مُنتحلين أو كائنات مُنتحلة (كائنات فضائية، وحوش، …). في أغلب الأحيان، يكون هذا الشخص “المُنتحَل” الزوج/الزوجة،أو فرد من العائلة، أو صديق مقرّب، أو فرد من الطاقم الطبي.

تمّ وصف وتشخيص هذا الوهم لأول مرة من قِبل الطبيب النفسي الفرنسي «جوزيف كابجراس-Joseph Capgras» عام 1923. وقد أطلق عليه اسم «L’illusion des sosies» بالفرنسية والتي تعني وهم المتشابهين.

تعتبر متلازمة وهم كابجراس واحدة من «متلازمات سوء التعرف الوهمي –Misidentification delusions». وهي مجموعة من الأوهام  تؤدي إلى خطأ في تعريف هوية الشخص نفسه، أو أشخاص آخرين، أو حيوانات، أو أشياء، أو أماكن.

من يُصاب بالمتلازمة؟

تُعد متلازمة كابجراس نادرة، وهي غالبًا ترتبط بمرض نفسي أو حالات عصبية وعقلية أخرى، سنذكر منها:

– «الفصام البارانويدي-Paranoid schizophrenia»: وهي حالة مرضية نفسية يفقد فيها المريض ارتباطه بالواقع، ويعاني من توهم الاضطهاد تغذيه هلوسات بصرية و/أو سمعية.
– اضطرابات المزاج.
– مرض الألزهايمر.
– «خرف أجسام ليوي-Lewy Body dementia»: هو خرف يؤدي إلى انخفاض في القدرات الذهنية والهلاوس البصرية وغيرها من العوارض.
– إصابات الرأس.
– تعاطي المخدرات.

وتجدر الإشارة إلى أن النساء أكثر عُرضةً للإصابة بالمتلازمة من الرجال.

أعراض متلازمة كابرجاس

تختلف العوارض بين مريض وآخر بحسب المرض الأساسي المُرافق لمتلازمة كابجراس. ولكن تتميّز المتلازمة إجمالًا بالتوهم بأن شخص أو أشخاص معينين تم استبدالهم بمُنتحلين لهم. ويكون عادةً الشخص المنتحَل تربطه علاقة عاطفية قريبة جدًا من المريض. يقتصر الوهم على شخص أو أشخاص معينين ولا يطال الأشخاص الآخرين المحيطين بالمريض. ومن أكثر الاعتقادات شيوعًا هي أن المنتحِل شخص شرير أو كائن فضائي أو رجل آلي.

يكون المريض مقتنعًا اقتناعًا تامًا بالوهم، ولا يمكن لأي أحد إقناعه بالحقيقة رغم تقديم الأدلّة المادية والمنطقية له. وهو يكون غير قادر على التخلّي عن اقتناعه بالوهم رغم اقتناعه أحيانًا بعبثيته.

يتحول أحيانًا المريض، في حال لم يتم علاجه، إلى شخص عنيف. وقد يشكل خطرًا على الشخص الذي يتعلّق به الوهم، إذ إن المريض قد يحاول أذيته أو حتى قتله لاقتناعه بأنه مخلوق شرير.

أسباب الإصابة بالمتلازمة

لم يتمكن العلماء من تحديد أسباب واضحة للإصابة بمتلازمة كابجراس، لكنها تجمع بين أسباب نفسية وأسباب عضوية عقلية.

فقد بينت بعض دراسات الحالات أن الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة هم الأشخاص الذين يملكون قلق الاضطهاد، خصوصًا بعد تعرضهم لصدمة نفسية كبيرة. كما بيّنت دراسات الحالات (خصوصًا إصابات الرأس) وتقنيات التصوير العصبي أن الاصابات في النصف الأيمن من الدماغ قد تكون مسؤولة عن عوارض المتلازمة.

ومن النظريات الأكثر شيوعًا لتفسير المتلازمة هو ضرر في التواصل بين المنطقة الدماغية المسؤولة عن التعرف على الوجوه، والمنطقة المسؤولة عن المشاعر (الصور العقلية)، بحيث يتعرف المريض على وجه الشخص لكنه لا يشعر تجاهه بالعاطفة بطريقة طبيعية ولا يعتبره مألوفًا فيعتبر أن هذا شخص آخر مُنتحل للشخص الأساسي. وقد عززت هذه النظرية بعض الحالات التي يتوهم المريض أن شخصًا ما هو منتحل عندما يراه، لكن يختفي هذا التوهم عندما يسمع صوته فقط (مثلًا عندما يكلّمه عبر الهاتف).

ولكن النظريات المفسرة للأسباب النفسية والعضوية ما زالت غير دقيقة وهي بحاجة لمزيد من الدراسات.

شاب يخبر عن تجربته مع متلازمة كابجراس بعد تعرضه لإصابة في رأسه جراء حادث سير.

علاج المتلازمة

 يختلف العلاج بحسب العوارض والمرض الأساسي الذي يرافق متلازمة كابجراس. لكنه عادةً يتضمن العلاج الدوائي من خلال مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب ومضادات الخرف، والعلاج النفسي والسلوكي لتخفيف قلق المريض وخطر العنف الذي قد تسببه المتلازمة. وكون المتلازمة ترتبط بأمراض نفسية وعقلية أخرى، هي غالبًا ما تترافق مع انخفاض في القدرات الذهنية والذاكرة والصعوبة في التركيز، ممّا يتطلب مقاربة علاجية معرفية.

في الختام، يستمر الدماغ البشري في مفاجأتنا، في صحته كما في مرضه، بحيث تخلق إصابة أي جزء منه أكثر المتلازمات غرابةً وعبثية، كفيلة بقلب عالمه رأسًا على عقب. وقد تشكّل دراسة هذه المتلازمات مفتاحًا إضافيًا لفهم كيفية عمل الدماغ.

مصادر
Science direct
WebMD
JAMA network
DUMAS
NCBI

المزيد: متلازمة الاستذئاب السريري: وهم التحول إلى حيوان

كيف يرى علم النفس الطبيعة الفريدة لعمل المخ؟

هذه المقالة هي الجزء 2 من 21 في سلسلة مقدمة في علم النفس

كيف يرى علم النفس الطبيعة الفريدة لعمل المخ؟

طرحنا في الجزء الأول من سلسلة علم النفس السؤال: ما هي طبيعة عمل المخ؟ وكيف ينشأ التفكير من المخ؟ وللإجابة على هذا السؤال ينبغي التعرف أولًا على تركيب المخ وأجزائه المختلفة.

مم يتكون المخ؟

الوحدة الرئيسية التي يتكون منها المخ هي «الخلية العصبية-Neuron»، وتعد الخلايا العصبية أصغر أجزاء المخ وأكثرها تشويقًا، حيث تقوم بعملية التفكير عن طريق استقبال الإشارات الحسية ثم تحويلها لأفعال أو أوامر حركية. وتتكون الخلايا العصبية بشكل رئيسي من ثلاثة أجزاء:

  • أولًا، «التغصنات-Dendrites» وهي زوائد تخرج من جسم الخلية العصبية وتستقبل الإشارات من الخلايا العصبية الأخري ثم تقوم بتوصيلها إلى المحور.
  • ثانيًا، «المحور-Axon» وهو تركيب رفيع وطويل وظيفته توصيل الإشارات العصبية التي تم استقبالها إلى الخلايا العصبية الأخرى.
  • ثالثًا، «الجسم-Soma» وهو الجزء الذي يحوي النواة التي تحمل الحمض النووي الخاص بالخلية العصبية وتقوم بتصنيع البروتينات الخاصة بها.

بالإضافة إلى جزء آخر لا يتواجد في كل أنواع الخلايا العصبية وهو «غشاء الميالين-Myelin sheath» الذي يحيط بالمحور ويعمل كعازل ويزيد من سرعة توصيل الإشارات العصبية. يبلغ عدد الخلايا العصبية حوالي مائة مليار خلية، ويمكن لكل خلية أن ترتبط بآلاف أو مئات الخلايا الأخرى. وتتنوع الخلايا العصبية ما بين الخلايا العصبية الحسية، والخلايا العصبية الحركية، والخلايا العصبية المتوسطة. والأخيرة تقوم بعملية التفكير عن طريق استقبال الإشارات الحسية وتحويلها إلى أوامر حركية.

مبدأ الكل أو لا شيء

تتبع الخلايا العصبية مبدأ الكل أو لا شيء، فإما أن تصل شدة الإشارة العصبية إلى حد معين يكفي لاستثارة الخلية أو لا تُثار الخلية مطلقًا. والسؤال هنا، كيف يمكن للخلايا العصبية التي تعمل بمبدأ الكل أو لا شيء أن تنقل المشاعر بتدرجاتها؟ والإجابة عن طريق ترميز شدة الإشارة العصبية بواسطة: عدد الخلايا العصبية المستثارة، ومعدل تكرار الاستثارة.

كيف تتواصل الخلايا العصبية مع بعضها؟

اعتقد العلماء أن الخلايا العصبية ترتبط ببعضها مثل أسلاك الحاسوب لكن الحقيقة أن الخلايا العصبية تتواصل كيميائيًا عن طريق «الناقلات العصبية-Neurotransmitters». يوجد بين كل خلية عصبية وأخرى فجوة ضئيلة تُعرف باسم «الوصلة العصبية-Synapse» وهي المنطقة التي تُنقل فيها الإشارات العصبية من خلية لأخرى بواسطة الناقلات العصبية. تنقسم الناقلات العصبية إلى نوعين: المنشطة والمثبطة. وتعتمد الكثير من الأدوية على تأثير الناقلات العصبية، وهذه الأدوية نوعان: أدوية من النوع «الناهض-Agonist» الذي يزيد من تأثير الناقلات العصبية عن طريق زيادة نسبة تصنيعها أو عرقلة القضاء عليها أو حتى محاكاة تأثيرها. وأدوية من النوع «المعارض-Antagonist» الذي يقلل تأثير الناقلات العصبية عن طريق تدميرها أو تقليل تصنيعها. مثل: عقار كوراري وهو من النوع المعارض الذي يمنع تأثير الخلايا العصبية الحركية على العضلات فيسبب الشلل التام ثم الموت. والكحوليات أيضًا من النوع المعارض، التي تثبط مراكز التثبيط في الفص الجبهي من المخ، هذه المراكز هي التي تمنع الشخص من القيادة بسرعة جنونية أو السب في مكان عام أو حتى ارتكاب جريمة وبالتالي عند تثبيط الأجزاء المثبطة من المخ يفقد الشخص القدرة على التمييز.

مثال آخر هو عقار بروزاك الذي يستخدم في علاج الاكتئاب، حيث يعمل على زيادة نسبة السيروتونين الذي يعد نقصه عاملًا من عوامل الاكتئاب. وأيضًا عقار إل دوبا الذي يستخدم مع مرضى الشلل الرعاش، حيث يعمل على زيادة نسبة الدوبامين وتقليل حدة الأعراض. والآن بعد أن تعرفنا على تركيب الخلية العصبية وكيفية التواصل بينها، كيف يعمل كل هذا لخلق كائنات لديها القدرة على التحدث والتفكير واتخاذ القرارات؟ اعتقد العلماء أن المخ موصل بطريقة أشبه بحاسوب هائل، لكن ثبت خطأ هذا الاعتقاد وظهر الاختلاف بين الحاسوب والمخ:

أولًا، المخ مقاوم للتلف

يتميز المخ بقدر كبير من المرونة والقدرة على تحمل التلف، بل ويمكننا القول أنه هناك نوع من المقاومة مبنية داخل المخ، مما يسمح لأجزاء مختلفة من المخ بتولي الأمور عند تلف أجزاء أخرى.

ثانيًا، المخ سريع للغاية

يعتمد المخ على الأنسجة بينما يعمل الحاسوب على الأسلاك والكهرباء. لكن أنسجة المخ بطيئة للغاية، لذا لو تم توصيلها بطريقة تشبه الحاسوب لاستغرقك الأمر أربع ساعات للتعرف على وجه شخص ما. وهنا يظهر السؤال كيف يمكن صنع تركيب على هذا القدر من السرعة والتعقيد باستخدام تلك الأنسجة البطيئة؟ كيف تتواصل هذه الأنسجة؟ والإجابة أن آلية عمل المخ تعتمد على عمليات معالجة متوازية هائلة.ما الذي يفعله المخ؟ قبل الإجابة على هذا السؤال سنفسر ما الذي لا يفعله المخ. توصل العلماء إلى بعض الأنشطة التي لا تتطلب عمل المخ، وتم اكتشافها باستخدام منهجية غريبة حيث كانت تُقطع رؤوس المرضى بينما يسرع علماء النفس لاختبار ردود أفعال الجسم. ومن هذه الأنشطة: رضاعة حديثي الولادة، أو انثناء الأطراف ابتعادًا عن الألم، أو انتصاب القضيب أو القيء. هذه بعض الأفعال الغريزية اللاإرادية التي لا تتطلب عمل المخ.

أما عمل المخ فيعتمد على بنية داخلية معقدة للغاية، وتنقسم أجزاء المخ إلى: النخاغ وهو الجزء المسئول عن تنظيم معدل ضربات القلب والتنفس والنوم. والمخيخ وهو الجزء المسئول عن التوازن والتنسيق الحركي، والقشرة وهي أكثر أجزاء المخ تشويقًا وتمثل 80% من حجم المخ. «قشرة المخ-Cortex» تنقسم القشرة إلى عدة أجزاء أو فصوص وتشمل: الفص الجبهي، والفص الجداري، والفص القذالي، والفص الصدغي. والمثير فيما يخص هذه الفصوص أنها تحمل خرائط طوبوغرافية/خرائط للجسد. توصل العلماء إلى تلك الخرائط عندما قام أحدهم بفتح جمجمة كلب ثم باستخدام صاعق كهربائي صدم أجزاءًا مختلفة من المخ ولاحظ ارتفاع قدم الكلب للأعلى. واعتمادًا على نفس المبدأ قام الدكتور بينفيلد من جامعة ماكجيل بتجاربه على مرضى في جراحة المخ،حيث صدم أجزاءًا مختلفة من المخ ولاحظ النتائج، رفع بعض المرضى أقدامهم بشكل لا إرادي، وبعضهم رأى ألوانًا أو سمع أصواتًا أو شعر بلمسات.

وبفضل هذه الأبحاث وأبحاث تبعتها توصل العلماء إلى خرائط الجسد في المخ، تحديدًا في القشرة الحسية والقشرة الحركية من المخ. وهناك ملاحظتان حول هذه الخرائط: أولًا، هذه الخرائط طوبوغرافية. بمعني أنه إذا تواجد جزئان على مسافة قريبة من بعضهما في الجسم فسيكونان قريبين أيضًا في المخ. ثانيًا، ما يمثله حجم العضو في المخ لا يتناظر مع حجمه الحقيقي في الجسم، نشاط العضو والتحكم الحسي والحركي له هو ما يحدد حجمه في المخ، فيفوق حجم اللسان في المخ حجم الكتف مثلًا. وتمثل هذه الخرائط أقل من ربع حجم القشرة أما البقية فتشارك في عمليات مثل اللغة والتفكير المنطقي والأخلاقي، وكلما زاد تعقيد الكائن الحي كلما قلت النسبة التي تشغلها هذه الخرائط. والسؤال هنا كيف نكتشف ما تفعله الأجزاء الأخرى من المخ؟

كيف نكتشف ما تفعله الأجزاء الأخرى من المخ؟

أولًا، بواسطة طرق التصوير الحديثة مثل: التصوير بالأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي. والتي ذكرنا دورها في توضيح الأجزاء النشطة من المخ أثناء أداء المهام التي تتناظر معها. فيمكن تصوير شخص عند قيامه بمهمة لغوية مثلًا لمعرفة أي أجزاء المخ مسئول عن اللغة.
ثانيًا، ملاحظة التغيرات التي تطرأ على الشخص عند إصابة المخ بالأورام أو الجروح أو السكتات الدماغية أو الحوادث. فيمكن التوصل إلى دور أجزاء المخ المختلفة عن طريق دراسة التلف الذي يصيبها. والأمثلة على ذلك كثيرة. منها:

«اللا أدائية-Apraxia» وهو ليس شللًا، فيمكن للشخص المصاب الحركة والقيام بالأعمال لكنه لا يستطيع تنسيق حركاته، فلا يستطيع التلويح مودعًا أو إشعال سيجارة.

«العمه-Agnosia» وهنا يستطيع الشخص الرؤية بشكل جيد، فهو ليس أعمى لكنه يفقد القدرة على التعرف على الوجوه أو الأشياء.

«اضطرابات الإهمال الحسي-Disorders of sensory neglect» وهنا المريض ليس مصابًا بالشلل أو العمى لكنه يفقد فكرة أنه هناك جزءًا أيسر من جسده، أو حتى من العالم.

«الحبسة-Aphasia» اُكتشفت أول حالة عام 1861م لمريض تعرض لتلف في المخ ولم يستطع نطق سوى كلمة واحدة (Tan) وظل يكررها طوال الوقت.

«الحبسة الاستقبالية-Receptive Aphasia» وهنا يتحدث المريض بطلاقة لكنه لا يفهم الآخرين ولا تبدو كلماته منطقية على الإطلاق.

«الاضطراب العقلي المكتسب-Acquired Psychopathy» الذي يتضمن تلفًا في الفص الجبهي من المخ، فيفقد المريض القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.

كم عقلًا نملك؟

ينقسم المخ إلى نصفين، النصف الأيمن والنصف الأيسر ويربط بينهما ما يعرف «بالجسم الثفني-Corpus Callosum». يبدو نصفا المخ متماثلين إلى حد كبير من الخارج إلا أنه توجد اختلافات فعلية بينهما. فبينما يتحكم النصف الأيسر من المخ في مهارات الكتابة والقراءة والعمليات الحسابية والحديث، يتحكم النصف الأيمن في الإدراك البصري والتعبير عن المشاعر وفهم العلاقات وحتى الموسيقى. وتعتمد طبيعة عملهما على «التعابر-Cross Over»، فيستقبل النصف الأيمن من المخ الإشارات الحسية من النصف الأيسر من الجسد وكذلك يصدر الأوامر الحركية إليه، والعكس صحيح.

يتمتع المخ أيضًا بخاصية مميزة وهي «التجنيب-lateralization» فبينما يعتمد كل نصف من المخ على الآخر أثناء عمله، تبقى بعض المهام يهيمن فيها أحدهما على الآخر. مثل: مراكز اللغة التي تقع في النصف الأيسر من المخ عند أيمني اليد وتقع في النصف الأيمن من المخ عند العُسر.

قام بعض العلماء بتجربة مشوقة في ستينات القرن الماضي حينما قطعوا الجسم الثفني بين نصفي المخ في محاولة لفهم طبيعة عملهما. طُلب من المرضى محاولة لمس غرض ما باليد اليمني وتسميته في الوقت ذاته، وبما أن مراكز اللغة وحركة النصف الأيمن من الجسم تقع في النصف الأيسر من المخ لم يواجه المرضى صعوبة في فعل ذلك. لكن حينما طُلب منهم لمس نفس الغرض باليد اليسري وتسميته في الوقت ذاته، أخفقوا في فعل ذلك لغياب الاتصال بين نصفي المخ. وبالفعل حاز القائمون على هذه التجربة على جائزة نوبل لأنها ساعدت كثيرًا في فهم طبيعة نصفي المخ ودورهما.

وأخيرًا، بعد أن تطرقنا للطبيعة الفريدة لعمل المخ، وخلاياه العصبية والاتصال بينها، وأجزائه المختلفة ومقاومتها للتلف، وماذا يحدث عندما يقع هذا التلف. ينقصنا التعرف على جهود العلماء واستغلالهم هذه المعرفة لتفسير أمور على قدر أكبر من الخصوصية مثل الدين والحرب والحب وحتى المرض العقلي. أشهر هؤلاء العلماء هو سيجموند فرويد، الذي سنتعرف على نظريته في التحليل النفسي في الجزء القادم من سلسلة علم النفس.

المصادر:

1– QBI
2- https://www.britannica.com/science/synapse
3- WebMd
4- McGill
5- Psychology Notes HQ

لماذا نشعر بالملل؟ وكيف ننتصر عليه؟

لماذا نشعر بالملل؟ وكيف ننتصر عليه؟

رفع الشاب حقيبة الظهر السوداء فوق ظهره وخرج من أمام شباك التذاكر واضعا تذكرته في جيب سترته، وانطلق مسرعا للحاق بالقطار، وما هي إلا دقائق حتى وصل لمقعده بجواري. وضع حقيبته ثم تهيأ معتدلا في جلسته، ونظر للأمام لنصف دقيقة في سكون أعقبه ملامح الشعور بالملل. أكره مثله ساعات السفر الطويلة وخاصة عندما علمت بانتهاء شحن هاتفي المحمول. لقد أصبحنا سجناء كراسينا تحت رحمة هذا القطار ولساعات. حاولت الانشغال بوجوه المسافرين حولنا. يبدو علينا جميعا الشعور بالملل، أليس كذلك؟ فجأة طرأ في ذهني ذلك السؤال، لماذا نشعر بالملل؟ وما هو بالأساس؟ وكيف ننتصر عليه؟ لا أعلم عزيزي القارئ ما إذا كان الملل هو الداعي لهذا السؤال أم هو الرغبة في المعرفة، ولكن لا شك أننا جميعا نشعر بالملل ونمر بمثل هذا الموقف، لذا دعنا نكتشف الأمر.

ما هو الملل؟

اقترح مقال بحثي منشور عام ٢٠١٢ في Educational Psychology Review أن الملل عبارة عن نقص في الإثارة العصبية يصحبه شعور مختلط من عدم الرضا والغضب أو عدم الاهتمام.

يشعر ٩١ إلى ٩٨٪ من الشباب بالملل بشكل يومي، ويظهر لدى الذكور أكثر من الإناث. فكلما ارتفعت نسب الملل، صاحبها ارتفاع مخاطر معاقرة الخمور وإدمان المخدرات وهو ما عبر عنه الفيلسوف الألماني كريكيغارد قائلا عن الملل: “هو أصل كل الشرور”. يتفق معظم البشر على أن الملل شعور سلبي.

هل يختلف الملل عن اللا مبالاة أو الاكتئاب؟

بالتأكيد يختلف عن اللا مبالاة، إذ أن الملل يدفعنا للقضاء عليه في أسرع وقت. كما أنه يختلف عن الاكتئاب، فهو ناجم عن ظروف خارجية محيطة بنا. اقرأ أيضًا: الفارق بين الحزن والاكتئاب في هذا المقال.

لماذا نشعر بالملل؟

وفقا للدراسات، هناك سبعة أسباب للملل:

أولا، الرتابة:

أول المتهمين قد يكون هو الإرهاق العقلي، إذ أن أي مهمة متوقعة ومتكررة ستقودك مباشرة إلى الملل. فالكثير من الشيء ذاته سيشعرك بالاكتفاء، ثم تفقد اهتمامك به تماما (Toohey, 2012)، إلى أن تمارسه بملل مثل المهام المنزلية اليومية.

ثانيا، قلة الأحداث:

قد يضعك أحدهم يوما ما أمام مهمة قليلة الأحداث والمتغيرات، مثل مراقبة كاميرا ما، وشعورك بالملل طبيعي تماما، فمئات الساعات تمر بسلام دون أي حادث يستحق المراقبة. المهمة هنا قليلة الأحداث وبلا أي متغيرات حقيقية تتناسب مع عقولنا المتحفزة فهل تتوقع أن استقلال وسيلة مواصلات طويلة أو انتظار دورك في الطوابير قد يكون أمر مثير؟ بالتأكيد لن يكون، لكن لا تتعجب أيضا إذا عرفت أن ممارستك لمهمة صعبة وسريعة المتغيرات قد يقودك للنقيض وهو الشعور بالقلق.

ثالثا، الحاجة إلى الجديد:

بعضنا قد يكون مختلف بعض الشيء، مثل أولئك الذين يمارسون الرياضات الخطرة أو من اعتادوا على المخاطر في حياتهم المهنية. من الطبيعي أن يشعر هؤلاء ببطء الحياة من حولهم مقارنة بما اعتادوا أن يمارسوه. هم يحتاجون إلى ممارسة شيء جديد على نفس المستوى من الخطر والإثارة كي تنتبه حواسهم. وهو ما يفسر أيضا سبب تعرض الأشخاص الاجتماعيين والمنفتحين للملل أكثر من الانطوائيين. فيدفعهم ذلك لخوض المزيد من المغامرات للقضاء على الملل.

رابعا، منح الاهتمام:

هل فكرت مسبقا أنك قد تكون مصاب بمشكلة صحية تتسبب في شعورك بالملل؟ نعم، وفقا للأبحاث فالمصابون بفرط الحركة وضعف التركيز والانتباه أكثر عرضه للملل من غيرهم. فلا يمكن أن تهتم بشيء يصعب أن تنتبه إليه.

خامسا، الوعي العاطفي:

ربما ينقصك الوعي الذاتي اللازم. فبعض من يشعرون بالملل هم أشخاص غير قادرين على تحديد ما يريدون أو ما يرغبون فيه. غياب قدرتك على تحديد ما يسعدك قد يتسبب في شعورك بالملل. لذلك ينصح بتحديد الأهداف المنطقية المناسبة لرغباتك وما يشعرك بالسعادة. (Eastwood, 2012)

سادسا، غياب الإرادة:

فترة المراهقة هي أكثر فترات الشعور بالملل، أليس كذلك؟ تبدو تلك الحقيقة قاسية ومجربة، فكلنا قد شعرنا بها في حيواتنا. يعود الأمر إلى غياب تحكمنا في سير الأحداث من حولنا. إذ نشعر بأننا محتجزين وعالقين في حياة لا نرغب فيها ونريد تغييرها بأي شكل. نريد السيطرة الكاملة والحرية. نريد أن نفعل ما نريد وقتما نريد. إذا فحرمانك من السيطرة على مجريات حياتك وإجبارك على فعل ما لا تريده سيقودك حتما للملل وربما ما هو أكثر خطورة منه.

سابعا، تأثير الثقافة:

الشعور بالملل هو رفاهية عصرية بشكل أو بآخر. (Spacks, 1996) إذ لم تعرفه البشرية أو تسميه حتى أواخر القرن الثامن عشر إبان الثورة الصناعية. قبل ذلك، لم تكن البشرية بهذا الترف، إذ قضى الإنسان معظم وقته لتأمين الطعام والمسكن، حينها لم يكن للملل وجود.

ماذا لو لجأنا إلى هواتفنا المحمولة؟

قد يتخيل البعض أن اللجوء إلى الهاتف المحمول أثناء ممارسة المهام سيقضي على الملل، إلا أنها تزيد من إدمانك لها وارتباطك بها، حتى أنها تمنحك قدر من الإثارة أكثر مما تتوقعه لدرجة تؤثر على علاقتك بأسرتك وأصدقائك. فلا تتعجب حينها عندما يشتكي منك كل من حولك. وربما تزيد الألعاب التكنولوجية أو وسائل التواصل الإجتماعي من أعراض مللك، لأنك رفعت من مستوى الإثارة الذي تتعرض له يوميا، فتكاد لا تطيق البقاء دونها، فاحذر هذا العلاج فهو كارثي.

نظرة مختلفة للملل

على النقيض من كريكيغارد، اعتبر الفيلسوف الشهير نيتشة الملل دافعا للإنجاز، أو على أقل تقدير قد يكون علامة على عدم أهمية شيء ما أو أن هذه المهمة سخيفة وليست إلا مضيعة للوقت. وحينها عليك ترك ما تفعل وتتحول لشيء آخر أكثر فائدة. والفضل في ذلك التحول يعود إلى شعورك بالملل. (Svendsen, 1999)

كيف نتغلب على الملل؟

تقترح الدراسات أن نواجه المهام المملة بطريقة تفكير غير تقليدية، أي أن نفكر في تلك المهام بشكل مختلف. ربما يساعدك إدراك مدى أهميتها للآخرين على التغلب عليها، أو إيجاد معنى أكبر لما تفعله، فيضع عقلك بعيدا ليتجاوز التكرار والتفاصيل.

كما يقترح بعض الباحثين ممارسة التأمل والتمارين الذهنية ولكن وجب التنويه أن تأثيرها غير مؤكد بعد.

يحتاج الملل كشعور إنساني للمزيد من الدراسة والفحص، فهو مرتبط ببعض الآثار السلبية مثل الاكتئاب والقلق وانخفاض الأداء الأكاديمي للطلاب وارتفاع معدلات الرسوب، كما يرتبط ببعض الأخطاء المهنية والتي قد تقود بعضها لكوارث وخسائر في الأرواح. حتى وإن لم يقودنا الملل لتلك النتائج السلبية. ما زلنا نحتاج لدراسته لتصميم بيئات تعلم ممتعة وبيئات عمل متطورة والقيام بمهامنا اليومية على أكمل وجه. يبدو عزيزي القارئ أن الملل قد وجد من لا يملون من دراسته لمساعدة البشرية.

 

مصادر:

springer

psychology today

livescience

منذُ متى يُعتبرُ إدمان التسوق مَرَضًا؟!

تُعرف مجموعة «بريوري-Priory» للرعاية الصحية في المملكة المتحدة بمعالجة إدمان القمار، الجنس، المخدرات، الكحول والحوسبة – خاصةً للأثرياء والمشاهير.
الآن أضافت حالةً جديدةً إلى قائمتها: إدمان التسوق.

تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى واحد من كل 20 شخصًا في البلدان المتقدمة قد يعانون من إدمان التسوق (أو «التسوق القهري-compulsive buying disorder»، كما هو معروف أكثر من الناحية الرسمية)، ومع ذلك لا يتم تناوله على محمل الجد.
لا يرى الناس الضرر في الانغماس في بعض «العلاج بالتسوق-retail therapy» لإسعادِ أنفسهم عندما يمرون بيومٍ سيء.

بالنسبة لبعض الناس، يعتبر التسوق القهري مشكلةً حقيقية. قد يستولي على حياتهم ويؤدي إلى بؤسٍ حقيقي. تحثهم رغبتهم الّتي قج تصبح غير قابلة للتحكم بالإنفاق بإسراف. حتى ينتهي بهم الأمر إلى إنفاق أموال بالكاد يملكونها على أشياء لا يحتاجونها.

أسوأ ما في الأمر هو أن المشترين القهريين يستمرون في التسوق بغض النظر عن التأثير السلبي الذي يحدثه عليهم. بمرور الوقت، تزداد صحتهم العقلية سوءًا، ويتعرضون للديون الخطيرة، وتتقلص شبكتهم الاجتماعية، وقد يفكرون بالانتحار – لكن التسوق لا يزال يوفر الدوبامين الذي يتوقون إليه.

لا شكٌ في أن الأشخاص الذين يُظهرون هذا السلوك يعانون وكثيرّا. ولكن من الممكن أن يكون الخلاف حول ما إذا كان إدمان التسوق مرضًا في حد ذاته أو من أعراض حالةٍ أخرى.
غالبًا ما يصعب تشخيصه لأن الأشخاص الذين يعانون من إدمان التسوق لديهم أعراض اضطراباتٍ أخرى، كاضطرابات الأكل وتعاطي المخدرات.

أكثر الطرق المستخدمة شيوعًا لتشخيص الاضطرابات النفسية هي «الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية-DSM» و «التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض-ICD»، ولا تتضمن معايير تشخيص إدمان التسوق. قد يكون أحد الأسباب هو أن هناك العديد من النظريات حول نوع هذا الاضطراب.

تم تشبيهه اضطراب مكافحة التدفع، الاضطراب المزاجي، الإدمان، والوسواس القهري. أما كيفية تصنيف الاضطراب، فهو نقاشٌ مستمر.
كما يجدر بالذكر أن تسمية هذا الاضطراب هو أيضًا نقاشٌ مستمر.

عند عامة الناس، يُعرف باسم “إدمان التسوق”، لكن الخبراء يطلقون عليه اضطراب الشراء القهري، وهوس الشراء.
يكافح الباحثون أيضا من أجل الاتفاق على تعريف. ولعل عدم وجود تعريف واضح ينبع من حقيقة عدم وجود عاملٍ واحدٍ قويٍ بما فيه الكفاية لشرح أسباب هذا السلوك، كما أظهر البحث.

ما يبدو أن معظم الخبراء متفقون عليه هو أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يجدون صعوبةً في التوقف وأن ذلك يتسبب في ضرر، مما يدل على أنه نوع من السلوك غير الطوعي والمدمّر.
غالبًا ما يحاول الأشخاص المصابون بهذه الحالة إخفاءها عن الأشخاص المقربين لأنهم يشعرون بالخجل، مما يؤدي إلى عزل أنفسهم عن الأشخاص الذين قد يقدمون لهم الدعم.

على الرغم من أن الاضطراب لم يتم تحديده بعد بوضوحٍ حسب الاسم أو الأعراض أو حتى الفئة، إلا أن معظم الباحثين يتفقون على شيء واحد: إنه اضطرابٌ حقيقي يعاني منه العديد من الناس.
حقيقة أن مجموعة Priory تتعامل الأشخاص الذين يعانون من إدمان التسوق، قد تساعد على زيادة الوعي بهذه الحالة.

نأمل أن يؤدي ذلك إلى إجراء المزيد من الأبحاث للمساعدة في تحديد معايير التشخيص. بدون المعايير، سيكون من الصعب على متخصصي الرعاية الصحية تشخيص المرض وعلاجه.

المصدر: Knowridge Science Report

إقرأ أيضًا: كيف يشخص الذكاء الاصطناعي مرض الذهان؟

اضطرابات الأكل، فقدان الشهية والشره المرضي

اضطرابات الأكل، فقدان الشهية والشره المرضي

ما هي «اضطرابات الأكل-Eating Disorders»؟

اضطرابات الأكل؛ فقدان الشهية والشره المرضي هي حالات خطيرة للغاية، ذات معدل وفيات أعلى من أي مرض عقلي آخر! فهي تتعلق بسلوكيات تناول الطعام المستمرة والمتكررة والتي تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية والحياتية للمرضى.

كما أنها غالبًا ما تحدث في سنوات المراهقة حين نكون في أضعف حالاتنا سريعي التأثر بالثقافات السامة وأفكار المجتمع الضارة عن الجمال وشكل الجسم المثالي، بدءًا من مانحي الرعاية للأطفال من الآباء والمعلمين إلى الأصدقاء والزملاء وصانعي الأفلام ولوحات الإعلانات في الشوارع: كن أنحف تكن سعيدًا ومحبوبًا وناجحًا، كن مثل المشاهير الذين تحبهم كثيرآً؛ ألا ترى كيف يبدون مثيرين ومحبوبين، ألا تريد أن تكون مثلهم؟

«فلتبدأ ألعاب الجوع» -فيلم The Hunger Games

حتى إن لم تسمعها فأنت تراها في كل مكان حولك؛ الجرائد وأغلفة المجلات والإعلام الذي لا يستخدم ذوي الوزن الزائد في الأفلام إلا للتنمر عليهم والمزاح الوقح السخيف على أوزانهم.

أما مصممي الأزياء فيبدو أنهم لم يسمعوا بعد بوجود بشر فوق الـ ٥٠ كيلوجرامًا من الأصل؛ فتجد ملابسهم لا تُصنع إلا لذوي الأجساد النحيفة قائلين بوقاحة أن ملابسهم لا تبدو جميلة إلا على أجساد معينة، وأن الباقين مرضى ذوي إرادة ضعيفة ويجب عليهم ممارسة الرياضة والحمية! لنصبح جميعًا نسخًا مكررة من بعضنا البعض، ونظل في حرب ضد أنفسنا حتى نموت!

لكن الصمت على هذه الثقافة السامة صار يكلفنا نفسًا كل ٦٥ دقيقة! ضحية لإحدى اضطرابات الأكل التي تبدأ لدى الأطفال -خصوصًا الفتيات- من عمر إثنى عشر عامًا.

فمن علّم طفلة ما زالت في طور النمو أن جسدها بشعًا ويجب أن يبدو بشكل محدد سلفًا لترضي أشخاص لا تعرفهم، فتبدأ في ممارسة الحمية قبل أن تعرف ماهية الطعام الصحي وما هو حق جسدها عليها!

كما يمكن أن تطور اضطرابات الأكل في أعمار متأخرة حتى الخمسين، والذكور من أقل السكان تشخيصًا باضطرابات الأكل، على الأغلب بسبب الخجل من الاعتراف بما يفترض -خطأ- أنه اضطراب يصيب النساء فقط، ولهذا السبب فإن عدد الرجال الذين يعانون من اضطرابات الأكل ربما تكون أعلى بكثير من الاحصائيات.

كما أن الذكور من أقل السكان تشخيصًا باضطرابات الأكل؛ بسبب الخجل.

تتضمن معظم اضطرابات الأكل التركيز بشكل مكثف على وزن وشكل الجسم مما يؤدي إلى سلوكيات الأكل الخطيرة التي يمكنها أن تؤثر على قدرة الجسم على الحصول على التغذية الكافية، فتؤذي القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم وتؤدي إلى أمراض أخرى عديدة.

أهم أنواع المرض

1- «فقدان الشهية العصبي-Anorexia Nervosa»

فقدان الشهية العصبي هو اضطراب في تناول الطعام، يستخدم الأشخاص الذين يعانون منه جهودًا مكثفة للتحكم في وزنهم وشكلهم، والتي تتداخل غالبًا مع الأنشطة الصحية والحيوية، ويتميز المصابون به:

  • بوزن جسم منخفض بشكل غير طبيعي (يحدث التشخيص بعد فقدان 15% من وزن الجسم).
  • خوف مرضي من زيادة الوزن.
  • وإدراك مشوه للوزن أو الشكل.

عند الإصابة بفقدان الشهية يحد المريض من السعرات الحرارية بشكل مفرط أو يستخدم طرقًا أخرى لفقدان الوزن مثل: الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية أو استخدام أدوية مسهلة أو أدوات مساعدة للحمية الغذائية أو القيء بعد تناول الطعام. يمكن أن تسبب الجهود المبذولة لتقليل الوزن مشاكل صحية حادة تصل أحيانًا إلى الموت جوعًاً.

يحدث التشخيص بعد فقدان 15% من وزن الجسم، حقوق الصورة لـ Associated Press

مخاطر المرض

قد يسبب فقدان الشهية العصبي الأعراض الآتية:

  • توقف الحيض لدى النساء.
  • هشاشة أو لين العظام بسبب فقدان الكالسيوم.
  • فقدان أو ضعف الشعر والأظافر مما يؤدي إلى تساقطه أو تكسّرهم.
  • جفاف الجلد أو اصفراره.
  • فقر الدم وضعف العضلات، بما في ذلك عضلة القلب.
  • الإمساك الشديد.
  • انخفاض ضغط الدم، تباطؤ التنفس والنبض.
  • انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالبرد طوال الوقت.
  • الاكتئاب والخمول.

إدراك مشوه للوزن أو الشكل.

2- «الشره المرضي العصبي-Bulimia Nervosa»

الشره المرضي العصبي هو اضطراب غذائي خطير يحتمل أن يهدد الحياة، ويعاني المصابون به من نوبات تسمى «bingeing and purging-الشره والتطهر» والتي تنطوي على شعور بفقدان التحكم في تناول الطعام، نتيجة تقييد تناول الطعام خلال اليوم مما يؤدي إلى نوبات الشراهة/الأكل المفرط ثم التطهر.

خلال هذه النوبات، عادة ما يأكل المصاب كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير، ثم يحاول التخلص من السعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير صحية؛ بسبب الشعور بالذنب والخجل والخوف الشديد من زيادة الوزن. تطهر المريض هي المرحلة التي يضطر فيها المصاب إلى التقيؤ أو ممارسة الكثير من الرياضة أو استخدام وسائل أخرى مثل المسهلات للتخلص من السعرات الحرارية، ويعاني المصابين بالشره المرضي من:

  • الانشغال المبالغ فيه بوزن وشكل الجسم.
  • الحكم على أنفسهم بشدة والغرق في اللوم الشخصي.
  • تصور مشوه لعيوبهم الشخصية التي يصورونها بأنفسهم.
  • تكون أوزانهم على الأغلب طبيعية أو أكثر من الطبيعي بشكل طفيف.

كثير من الناس لا يعرفون متى يصاب أحد أفراد العائلة أو صديق بالشره المرضي العصبي لأن المرضى دائمًا ما يُخفون الأعراض، ونظرًا لأنهم لا يحققون مرادهم من النحافة بشكل كبير فإن سلوكياتهم قد لا يلاحظها المقربون منهم، لكن الشره المرضي العصبي لديه أعراض يجب أن نلاحظها:

  • التهاب وحرقة الحلق بشكل مزمن.
  • تتضخم الغدد اللعابية في الرقبة وتحت الفك؛ غالبًا ما يصبح الخدين والوجه منتفخين مما يعطي مظهر يشبه وجه السنجاب.
  • تسوس مينا الأسنان نتيجة التعرض لأحماض المعدة.
  • القيء المستمر يسبب اضطراب ارتجاع المريء.
  • يفرط بعض المرضى في التطهر بتعاطي الملينات، وهو ما يسبب التهيج ومشاكل الأمعاء.
  • يفرط بعض المرضى في استخدام مدرات البول (حبوب الماء) والتي تسبب مشاكل في الكلى.
  • الجفاف الشديد من تقليل بعض المرضى لشرب السوائل.

مخاطر المرض

الشره المرضي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات نادرة ولكن قاتلة بما في ذلك:

  • «دموع المريء -esophageal tears»
  • «تمزق في المعدة -gastric rupture»
  • «خلل في ضربات القلب -cardiac arrhythmias».

3- «اضطراب الأكل بنهم-Binge-eating disorder»

الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل يعانون من نوبات من الأكل الشره، حيث يستهلكون كميات كبيرة جدًا من الطعام في فترة وجيزة ويشعرون بأنهم فقدوا السيطرة أثناء الشراهة. على عكس الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضي العصبي؛ فإنهم لا يحاولون التخلص من الطعام عن طريق التسبب في القيء أو استخدام ممارسات أخرى غير آمنة مثل الصيام أو الحبوب الملينة.

تتضمن اضطرابات الشراهة عند تناول الطعام الإفراط في تناول الطعام خلال فترة زمنية قصيرة وبشكل سري (على الأقل مرة واحدة في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر) بالإضافة إلى عدم التحكم في الأكل فهي ترتبط بثلاثة أو أكثر مما يلي:

  • الأكل بسرعة أكبر من المعتاد.
  • الأكل حتى بعد الشعور بالشبع التام.
  • تناول كميات كبيرة من الطعام عندما لا تشعر بالجوع الجسدي.
  • تناول الطعام منفردًا بسبب الشعور بالحرج.
  • قد يشعر المريض بالاشمئزاز من نفسه، والاكتئاب أو الذنب بعد الأكل.
  • الشعور بقلق واضطراب كبير بعد الآكل.

وقد يستمرون في تناول الطعام حتى بعد فترة طويلة من الشبع التام والشعور بعدم الراحة.

مخاطر المرض:

  • السمنة المفرطة.
  • السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.

أرقام وإحصائيات هامة

  • يعاني ما لا يقل عن 70 مليون شخص في العالم من اضطرابات الأكل؛ فقدان الشهية والشره المرضي، 30 مليون منهم في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • كل 62 دقيقة يموت شخص واحد على الأقل نتيجة اضطرابات الأكل بشكل مباشر.
  • اضطرابات الأكل لديها معدل وفيات أعلى من أي مرض عقلي آخر.
  • وجدت دراسة أجريت عام 2003 أن الأشخاص الذين يعانون من مرض «فقدان الشهية -anorexia» أكثر عرضة للانتحار بنسبة 56 مرة من غير المصابين.
  • 13٪ من النساء فوق الـ 50 تمارسن سلوكيات اضطرابات الأكل.
  • يقدر أن ما بين 0.5 إلى 3.7 في المائة من النساء يعانين من مرض «فقدان الشهية العصبي» في مرحلة ما من حياتهن
  • تشير الأبحاث إلى أن حوالي 1 في المئة من المراهقات في العالم مصابات بـ«فقدان الشهية -anorexia».
  • ما يقدر بنحو 1.1 إلى 4.2 في المئة من النساء يصبن بـ «الشره المرضي العصبي -bulimia nervosa» في حياتهم.
  • معدل انتشار اضطراب الأكل بنهم هي 3.5 ٪ في النساء، و 2.0 ٪ في الرجال.
  • تعاطي الكحول والمواد المخدرة أكثر انتشارًا أربع مرات بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل.
  • الشابات المصابات بـ «فقدان الشهية -anorexia» أكثر عرضة للوفاة بـ 12 مرة مقارنة بالنساء الأخريات في نفس العمر غير المصابات بفقدان الشهية.
  • يقدر أن 30٪ إلى 40٪ من الباحثين عن علاج لفقدان الوزن يمكن تشخيصهم سريريًا «باضطراب الأكل بنهم-binge eating disorder»

تشير الأبحاث إلى أن حوالي 1 في المئة من المراهقات في العالم مصابات بـ«فقدان الشهية -anorexia».

في كثير من الحالات، تصاحب اضطرابات الأكل اضطرابات نفسية أخرى مثل:

  • القلق- anxiety.
  • الذعر -panic.
  • اضطراب الوسواس القهري -obsessive compulsive disorder.
  • مشاكل تعاطي الكحول والمخدرات.

وتشير أدلة جديدة إلى أن الوراثة قد تلعب دورًا في سبب إصابة بعض الأشخاص باضطرابات الأكل، ولكن هذه الاضطرابات تصيب أيضًا العديد من الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي سابق. ودون علاج الأعراض النفسية والجسدية لهذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى سوء التغذية ومشاكل في القلب وغيرها من الأمراض القاتلة.

ومع ذلك فإن الرعاية الطبية المناسبة تمكّن أولئك الذين يعانون من اضطرابات الأكل من استئناف عادات الأكل الصحية والعودة إلى صحة نفسية وجسدية أفضل.

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=s51lAHCah7Q[/embedyt]

هل أنت حزين أم مكتئب؟

هذه المقالة هي الجزء 15 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟

يصاب نصف البشر -تقريبا- بالاكتئاب في وقت أو آخر من حياتهم، لكن مرض الأكتئاب غالبا ما يعالج بطريقة خاطئة أو لا يعالج على الأطلاق خاصة في مجتمعاتنا الشرقية التي مازالت تنظر للأمراض النفسية بأنها وصمة عار أو وهم؛ يمكن أن يعالج بالصبر والصلاة ولدى رجال الدين والقبيلة قائلين: صل، تزوج، سافر، أقرأ… فماذا إن لم أتحسن بكل هذا!

السبب الأخر لعدم علاج الأكتئاب هو خلطة بالحزن؛ فكلا الحالتين تتشابهان في بعض المظاهر مثل: البكاء، الكسل والفتور، الإحساس بالغربة عن المجتمع والانسحاب من الأنشطة المختلفة، فما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟

الفرق بين الحزن والاكتئاب؟

الحزن

هو رد فعل طبيعي على الخسارة أو خيبة الأمل أو المشكلات والمواقف الصعبة الأخرى في حياتنا وهو شعور طبيعي للغاية مثل الجوع والعطش والألم، جزء لا يتجزأ من كون المرء إنسانًا. لكن مشاعر الحزن تزول على الأغلب في غصون أسبوعين ويمكنك العودة لممارسة حياتك اليومية بعدها، فماذا يحدث إن استمرت طويلا أو أثرت على ممارسة حياتك اليومية؟

الاكتئاب

هو مرض عقلي يؤثر على حالتك المزاجية والطريقة التي تفهم بها نفسك والأحداث والأشخاص من حولك، يمكن أن يأتي الاكتئاب دون سبب ويستمر لفترة طويلة وهو أكثر من مجرد حزن أو مزاج عكر مؤقت، في العادة يستمر الاكتئاب لفترة أطول من أسبوعين ولا يختفي من تلقاء نفسه ويؤثر على حياتك اليومية وتصرفاتك و علاقتك بالمحيطين بك.

وهو مرض حقيقي ويمكن علاجه لكن من المهم جدا طلب المساعدة إذا كنت تشعر بأعراضهُ لفترات طويلة، وهناك أنواع مختلفة من الاكتئاب هي:

  1. الاكتئاب السريري – clinical depression
  2. اضطراب الاكتئاب الشديد – major depressive disorder
  3. الاكتئاب الهوسي – manic depression
  4. اكتئاب ما بعد الولادة – Postpartum Depression
  5. الاكتئاب الموسمي – Seasonal Depression
  6. الاكتئاب النفسي – Psychotic Depression
  7. اكتئاب شاذ – Atypical Depression
  8. الاكتئاب الموضعي – Situational Depression
  9. اضطراب خلل النطق المزاجي – Disruptive Mood Dysregulation
الأعراض النفسية والجسدية للاكتئاب

الأعراض النفسية للاكتئاب

  1. اليأس وكراهية الذات.
  2. الشعور بالذنب غير المبرر.
  3. الغضب أو التهيج السريع.
  4. صعوبة التفكير والتركيز والأبداع أو اتخاذ القرارات.
  5. فقدان الشغف والاهتمام بالأشياء المعتاد الاستمتاع بها.
  6. العزلة عن الآخرين.
  7. وجود أفكارًا جادة حول الموت أو إنهاء الحياة (الانتحار).

الأعراض الجسدية للاكتئاب

  1. اضطرابات النوم أو النوم أكثر من اللازم.
  2. تغييرات كبيرة في الوزن والشهية.
  3. تباطؤ الحركة والتصرف معظم الوقت
  4. التململ وسرعة الحركة معظم الوقت
  5. الشعور بالتعب و الركود وانخفاض الطاقة في معظم الأيام.
  6. الأوجاع والآلام الغير مبررة.
الشعور بالتعب و الركود وانخفاض الطاقة في معظم الأيام.

الهوس – Mania

على الجانب الأخر، هناك الهوس وهو نوع من الاكتئاب الذي يبدو مثل السعادة، فتجد الشخص يفرط في الحديث والحركة والعمل والمرح بكل أنواعه، لكن ستجد أن كلامهُ في الغالب لغطًا لا طائل منه ولا هدف ولا يقدم قيمة حقيقية عن ذواتهم.

mania

الفرق الجوهري بين الحزن والاكتئاب

هناك 2 من الفروق الجوهرية بين الحزن والاكتئاب.

  • الفرق الأول: هو أن الشخص الحزين يمكنه في العادة أخبارك بسبب حزنه مثلا «أنا حزين لأني فقدت وظيفتي، أو لا أستطيع أن أحتفظ بعلاقاتي العاطفية، أو فقدت عزيزا، أو مالًا، أو أملًا» حتى وأن بدا السبب واهنًا فكل منا له قدرته الخاصة على التحمل والشعور. أما الشخص المكتئب فهو لا يستطيع تحديد لماذا هو حزين؛ مما يجعله عرضة للاتهام بالكذب أو التمثيل أو محاولة جذب الاهتمام، حتى أن محاولاته المستمرة لمعرفة سبب شعوره وعدم إيجاد السبب قد تدفعه في الأتجاه المعاكس نحو الإحساس بمزيد من الإحباط والألم والخوف!
  • الفرق الثاني: هو أن الشخص الحزين يجد سبب حزنه منعكسًا على العالم الخارجي ولا يتأثر إحساسه بذاته جراء ذلك، أما المكتئب فينعكس أحساسه داخليا بالشعور بكراهية النفس والإذلال والإحساس بالذنب واتهام الذات، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى الأفكار الانتحارية.

أسباب الإصابة بالاكتئاب

يمكن أن يصيب الاكتئاب أي شخص -حتى الذي يبدو أنه يعيش في ظروف مثالية نسبيًا- وهناك عدة عوامل يمكن أن تلعب دوراً في الإصابة بمرض الاكتئاب:

  1. الكيمياء الحيوية: الاختلال في بعض المواد الكيميائية في الدماغ قد تساهم في أعراض الاكتئاب.
  2. الوراثة: الاكتئاب يمكن أن ينتشر في الأسر، على سبيل المثال إذا كان أحد التوأم المتماثل مصابًا بالاكتئاب فلدى الآخر فرصة بنسبة 70 في المائة للإصابة بالمرض في وقت ما من حياته.
  3. الشخصية: الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات، والذين يرضخون للضغط بسهولة، أو المتشائمون يبدو أنهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
  4. العوامل البيئية: التعرض المستمر للعنف أو الإهمال أو سوء المعاملة أو الفقر قد يجعل بعض الناس أكثر عرضة للاكتئاب.

فما هو الحل؟

أنواع العلاج

العلاج الكيميائي / الدوائي:

قد يقال أنه بسبب عدم وجود سبب مادي لشعور الإحباط والحزن لدى مرضى الاكتئاب فالحل يكمن في أدوية تعديل المزاج وضبط الخلل الكيميائي في عقولهم، وهذا بالفعل أحد الحلول التي لا يجب أن نشعر بالذنب لاستخدامه.

وهو مناسب بشكل كبير للمؤسسات والشركات التي تبحث عن أسرع وأسهل الحلول لمشاكل موظفيها، أو الأباء القلقين الذين يسعون لعلاج أبنائهم سريعًا كي يتمكنوا من العودة لممارسة حياتهم الطبيعية، وبالطبع هو مناسب للشركات المصنعة لأدوية تعديل المزاج والضوابط الكيميائية للمخ والمنتفعين من ورائها، لكن هل ذلك هو الحل الأفضل أو الوحيد؟ بالطبع لا!

قد نقول أنه لا يوجد سبب مباشر للاكتئاب لكن ذلك لا يعني عدم وجود سبب على الإطلاق فالسبب موجود، لكن لا يستطيع المرئ أخبارك به لأنه إما قديم جدا يرجع لمرحلة الطفولة، أو صعب التعامل معه لذا يدفعه العقل الواعي إلى اللاواعي ويظل قابع هناك يسبب مشكلات لشخص لا يعرف من أين تأتى أو لماذا.

فقد يفضل العقل الواعي أن لا يحس بشئ على الأطلاق بدلًا من أن يتألم بشكل لا يُحتمل من مصدر واحد معروف، لذا فيمكننا القول أن الاكتئاب هو حزن نُسى سببه الأساسي.

كما يرجع جزء كراهية الذات في كثير من الأحيان لكراهية شخص أخر أو حدث ماضي يرفض العقل قبول كراهية له فيعكسه داخليًا نحو المريض نفسه.فبدلًا من أن يفكر عقل المريض أن (أحد الآباء أو المعلمين أو الشريك العاطفي) قد أهانني أو أذاني، يفكر العقل المريض بطريقة عكسية؛ أنا غير جدير بالمحبة أو أنا شخص سيء لا يمكن احتماله.

ما الرابط بين الحزن الشديد والفرح الشديد؟

الرابط هو عدم وجود الوعي الذاتي في الحالتين؛ لذا فأكثر ما يحتاجه مريض الاكتئاب هو الوعي والفهم العميق بسبب حزنه ومشاعره المختلفة.

ولذلك فهم يحتاجون في الغالب مستمع صبور وحكيم يؤدي دوره على أفضل الأحوال الطبيب أو المعالج النفسي، والذي قد يعالج بشكل مؤقت عن طريق الأدوية حتى يتمكن المريض من معاينة مشاعره بعيدًا عن إحساسه المستمر بالقلق والحزن والإحباط ومن ثم تغيير سلوكياته وتفكيره المسببان للمرض.

العلاج النفسي – Psychotherapy:

أنواع العلاج النفسي

قد يشمل العلاج النفسي على الفرد المصاب فقط، أو قد يشمل آخرين مثل العلاج الأسري أو الزوجي أو العلاج الجماعي الذي يشمل أشخاص يعانون من أمراض مماثلة، واعتمادًا على شدة الاكتئاب قد يستغرق العلاج بضعة أسابيع أو أكثر، في كثير من الحالات يمكن ملاحظة تحسن كبير بعد 10 إلى 15 جلسة.

العلاج الجماعي

العلاج بالصدمة الكهربائية (ECT)

وهو علاج طبي يستخدم بشكل شائع للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد أو الاضطراب الثنائي القطب الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى. وهو ينطوي على تحفيز كهربائي قصير للمخ أثناء تعرض المريض للتخدير.

يتلقى المريض عادة العلاج بالصدمات الكهربائية مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع ليصبح المجموع 6 إلى 12 مرة. تم استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية منذ الأربعينيات وأدت سنوات عديدة من البحث إلى تحسينات كبيرة عليه. تدار عادة من قبل فريق من المهنيين الطبيين المدربين بما في ذلك طبيب نفساني وطبيب تخدير وممرض أو مساعد طبيب.

لذا نرجو منك طلب المساعدة إذا وجدت نفسك في حاجة إليها ولاحظ سلوك المحيطين بك و نبههم وساعدهم على قدر استطاعتك فالمرض النفسي لا يجب أن يكن ذو تأثير نهائي على حياة البشر بل يمكن علاجه وتجاوزه بمساعدة بعضنا الآخر وقبول ضعفنا الإنساني.

مصادر:
medical news today
here to help
psycom
psychiatry association
mayo clinic
school of life/How To
Cope With Depression
اختبار مبدئي لمعرفة إن كنت تعاني من الاكتئاب
بعض الأنشطة التي قد تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب 1 , 2 , 3

التوحد مرتبط بشكل وثيق مع اضطراب الحواس

التوحد مرتبط بشكل وثيق مع اضطراب الحواس

التوحد مرتبط بشكل وثيق مع اضطراب الحواس Synesthesia حسب دراسة جديدة أجريت في جامعة Radboud بهولندا.

إن الأشخاص المصابين بالتوحد غالباً ما يعانون من الحسية الزائدة، فهم على سبيل المثال أكثر عرضة للتأثر بالأضواء الساطعة والضجيج الصاخب، كما لديهم نظرة ثاقبة على التفاصيل.

وفي دراسة جديدة، وجد الباحثون أن المصابين باضطراب الحواس synesthetes غالبا ما يتميزون بالحساسية والقدرة على الشعور الزائد، كما يكتسبون مهارات اجتماعية مماثلة للمصابين بالتوحد.

قد تتسآل الآن عن ماهية اضطراب الحواس. حسنا عزيزي القارئ، حسب ويكيبيديا هذا الاضطراب الذي يسمى أيضا بالحس المواكب (أو السينيستيزيا) هو حالة عصبية تتمثل بالمزج بين الحواس المختلفة، بحيث يمكن للمصاب أن يربط الألوان بالحروف والأرقام، أو الرائحة والمذاق بالموسيقى، والملمس بالبصر.

يذكر أن حوالي 2 إلى 4 في المائة من الأشخاص يعانون من هذه الحالة التي تسمى السينيستيزيا؛ أي أنهم يخلطون حواسهم كما سلف ذكره، حيث يمكن للمصاب أن يرى لونا وهو ينظر إلى حرف أو يختبر مذاقا اثناء الاستماع الى الموسيقى.

يعتبر هذا الاضطراب أكثر انتشاراً لدى المصابين بالتوحد حيث 20% منهم لديهم أيضاً اضطراب الحواس، وهو رقم أعلى بكثير من المتوسط.

وفي الدراسة، وجد الفريق أن الاختبارات البصرية أظهرت أن المصابين باضطراب الحواس يهتمون أكثر بالتفاصيل تماما كالمصابين بالتوحد.

ارتكب المصابون باضطراب الحواس أقل عدد من الأخطاء في هذا الاختبار، تماماً مثل المصابين بالتوحد، ولكن فقط عندما أصبح الاختبار صعباً جداً.

كما سجلت دراسات سابقة في إنجلترا درجات أعلى في استبيانات حول اضطراب الحواس في الأفراد المصابين بالتوحد في الأسئلة المتعلقة بالحواس خاصة.

وكانت هذه الدراسة الأولى التي ترجح احتمالية وجود صلة بين اضطراب الحواس والتوحد على المستوى الحسي.

ووجد الفريق أيضاً أن الأفراد المصابين بالتوحد وأولئك الذين يعانون من اضطراب الحواس يتمتعون بمهارات اجتماعية مماثلة، كما سجل الأفراد الذين يعانون من اضطراب الحواس درجات عالية من المتوسط في المهارات الإجتماعية خلال استبيان خاص بالتوحد.

يقول الفريق أن القواسم المشتركة بين اضطراب الحواس والتوحد يمكن أن تساعدنا على فهم التوحد بشكل أفضل.

وقد يساعد أيضا هذا الاضطراب العلماء على تحديد أنواع الأشخاص المصابين بالتوحد في ما يتعلق بالحساسية والحساسية المفرطة.

تم تأليف هذه الدراسة من طرف عالمة الأعصاب تيسا فان ليوين Tessa van Leeuwen، ونشرت في مجلة Philosophical Transactions of the Royal Society B.

 

المصدر: Knowridge

 

من فضلك قم بتقييم المقال في الأسفل 🙂

Exit mobile version