ما هي اضطرابات الأكل أو اضطرابات الطعام؟

هذه المقالة هي الجزء 11 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

وُصفت اضطرابات الأكل في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي الإصدار الخامس (DSM-5) بأنها حالات خطيرة مرتبطة بسلوكيات الأكل المستمرة التي تؤثر سلبًا على صحتك وعواطفك وقدرتك على العمل في مجالات مهمة من الحياة. أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا هي:

  • فقدان الشهية العصبي-anorexia nervosa
  • الشره المرضي العصبي- bulimia nervosa
  • اضطراب نهم الطعام-binge eating disorder

وتنطوي معظم اضطرابات الأكل على التركيز الزائد على الوزن وشكل الجسم مما يؤدي إلى سلوكيات غذائية خطيرة مثل التقييد الشديد للطعام، أو الإفراط في تناول الطعام، أو سلوكيات التطهير مثل القيء أو الإفراط في ممارسة الرياضة.

يمكن أن تؤثر هذه السلوكيات بشكل كبير على حصولك على التغذية المناسبة، ويمكنها أيضًا أن تضر بالقلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم، وتؤدي إلى أمراض أخرى.

في الحالات الشديدة يمكن أن تتسبب اضطرابات الأكل بعواقب صحية خطيرة، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا تُركت دون علاج. غالبًا ما تحدث اضطرابات الأكل في سن المراهقة والشباب البالغين إلا أنه يمكن أن تتطور في أعمار أخرى كذلك.في أمريكا وحدها هناك ما يقدر بـ20 مليون امرأة، و10 ملايين رجل عانوا من اضطرابات الأكل في مرحلة ما من حياتهم.

غالبًا ما تحدث اضطرابات الأكل مع الاضطرابات النفسية الأخرى الأكثر شيوعًا مثل الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، والقلق، واضطراب الوسواس القهري، ومشاكل تعاطي الكحول والمخدرات، وتُشير الدلائل إلى أن الجينات والوراثة يلعبان دورًا في الإصابة باضطراب الأكل، ولكن يمكن أن تصيب هذه الاضطرابات أيضًا أولئك الذين ليس لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة.

أنواع اضطرابات الأكل

هناك أنواع عديدة من اضطرابات الأكل، والّتي تختلف فيها الأعراض حسب النوع. يُعد فقدان الشهيّة العصبي، والشره المرضي، واضطراب نهم الطعام من أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا. وتشمل الاضطرابات الأخرى اضطراب الاجترار، واضطراب تجنب تناول الطعام.

1. فقدان الشهية العصبي

غالبًا ما يُعرف بـفقدان الشهية وهو اضطراب في الأكل يُحتمل أن يهدد الحياة. ويتميز بانخفاض غير طبيعي في وزن الجسم، وخوف شديد من اكتساب الوزن، وإدراك مشوه للوزن أو الشكل.
يبذل الأشخاص المصابون بفقدان الشهية جهودًا كبيرة للتحكم في وزنهم وشكلهم الأمر الذي غالبًا ما يتعارض بشكل كبير مع صحتهم وأنشطتهم الحياتية.

عندما تكون مصابًا بفقدان الشهية، فإنك تحد بشكل مفرط من السعرات الحرارية، أو تستخدم طرقًا أخرى لفقدان الوزن مثل الإفراط في ممارسة الرياضة، أو استخدام الملينات، أو مساعدات النظام الغذائي، أو التقيؤ بعد الأكل. يمكن أن تتسبب الجهود المبذولة لتقليل وزنك لحدوث مشكلات صحية خطيرة تصل أحيانًا إلى درجة المجاعة القاتلة!

2. الشره المرضي العصبي

المعروف باسم الشره المرضي هو اضطراب أكل خطير يهدد الحياة. عندما تكون مصابًا بالشره المرضي فإنك تعاني من نوبات الإفراط في تناول الطعام، ومن ثم نوبات من التطهير. كثير من المصابين بالشره المرضي يقيدون أيضًا تناولهم أثناء النهار مما يؤدي غالبًا إلى الإفراط في تناول الطعام والتطهير في الليل.

خلال هذه النوبات عادة ما تأكل كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير ثم تحاول التخلص من السعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير صحية. بسبب الشعور بالذنب والعار والخوف الشديد من زيادة الوزن.
يكون التطهير عن طريق التقيؤ، أو ممارسة الرياضة كثيرًا، أو استخدام طرقٍ أخرى مثل الملينات للتخلص من السعرات الحرارية.

إذا كنت مصابًا بالشره المرضي فمن المحتمل أنك منشغل بوزنك وشكل جسمك، وقد تحكم على نفسك وبقسوة بسبب طريقة تفكيرك بشكل جسمك حتى عندما يكون وزنك طبيعيًا.

3. اضطراب الشراهة

عندما تكون مصابًا باضطراب الشراهة فأنت تأكل الكثير من الطعام بانتظام، وتشعر بفقدان السيطرة على تناولك للطعام. يمكنك أن تأكل بسرعة أو تأكل طعامًا أكثر مما تنوي حتى عندما لا تكون جائعًا، وقد تستمر في الأكل حتى بعد فترة طويلة من الشعور بالشبع.
بعد الأكل قد تشعر بالذنب، أو الاشمئزاز، أو الخجل من سلوكك وكمية الطعام التي تتناولها. لكنك لا تحاول التعويض عن هذا السلوك بالإفراط في ممارسة الرياضة أو التطهير كما قد يفعل الشخص المصاب بالشره المرضي. بل يمكن أن يقودك شعورك بالإحراج إلى تناول الطعام بمفردك لإخفاء شراهتك.يمكن أن يؤدي الإحراج إلى تناول الطعام بنهم لإخفاء الإفراط في تناول الطعام. عادة ما تحدث نوبات الشراهة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.

4. اضطراب الاجترار

اضطراب الاجترار هو التخلص من الطعام بشكل متكرر ومستمر بعد الأكل، ولكنه لا يرجع إلى حالة طبية أو اضطراب أكل آخر مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي أو اضطراب نهم الطعام.
يعود الطعام إلى الفم دون الشعور بالغثيان أو التقيؤ، وقد لا يكون مقصودًا. في بعض الأحيان يتم إعادة مضغ الطعام المتقيأ، وإعادة بلعه أو بصقه.
قد يؤدي الاضطراب إلى سوء التغذية إذا تم بصق الطعام، أو إذا كان الشخص يأكل أقل بشكل ملحوظ لمنع هذا السلوك. يكون اضطراب الاجترار أكثر شيوعًا في الأطفال، أو الأشخاص الذين يعانون من إعاقة ذهنية.

5. اضطراب تجنب تناول الطعام

يتسم هذا الاضطراب بالفشل في تلبية الحد الأدنى من متطلباتك الغذائية اليومية لأنك لا تهتم بتناول الطعام، وتتجنب الأطعمة التي لها خصائص حسية معينة مثل اللون، أو الملمس، أو الرائحة، أو الطعم. أو تتجنب الطعام لأنك قلق بشأن عواقب الأكل مثل الخوف من الاختناق، ولكن لا علاقة له بالخوف من زيادة الوزن.

يمكن أن يؤدي الاضطراب إلى فقدان الوزن بشكل كبير أو فشل في زيادة الوزن في مرحلة الطفولة بالإضافة إلى نقص التغذية الّتي يمكن أن تسبب مشاكل صحية.

6. البيكا

هو اضطراب أكل آخر يتضمن تناول أشياء لا تعتبر طعامًا. الأشخاص الذين يعانون من البيكا يتوقون إلى المواد غير الغذائية مثل الثلج، أو الأوساخ، أو التربة، أو الطباشير، أو الصابون، أو الورق، أو الشعر، أو القماش، أو الصوف، أو الحصى، أو منظفات الغسيل، أو نشا الذرة.

يمكن أن تحدث البيكا عند البالغين، وكذلك الأطفال والمراهقين ومع ذلك يتم ملاحظة هذا الاضطراب بشكل متكرر عند الأطفال والحوامل والأفراد ذوي الإعاقات العقلية.

يكون المصاب بالبيكا أكثر عرضة لخطر التسمم، والالتهابات وإصابات الأمعاء ونقص التغذية بسبب المواد التي يتم تناولها، وقد تسبب البيكا الموت. لكي يتم اعتبار الشخص مصاب بالبيكا يجب ألا يكون تناول المواد غير الغذائية جزءًا طبيعيًا من ثقافة أو دين هذا الشخص. بالإضافة إلى ذلك يجب ألا تعتبر ممارسة مقبولة اجتماعيًا من قبل أقران الشخص.

اضطرابات الأكل الأخرى

  • بالإضافة إلى اضطرابات الأكل الستة المذكورة أعلاه توجد أيضًا اضطرابات أكل أقل شهرة. كاضطراب التطهير، إذ غالبًا ما يستخدم المصابون سلوكيات التطهير مثل القيء، أو تناول الملينات، أو مدرات البول، أو الإفراط في ممارسة الرياضة للتحكم في وزنهم أو شكلهم، ومع ذلك فإنهم لا يفرطون في تناول الطعام.
  • هناك أيضًا عدة حالات أخرى من اضطرابات الأكل غير موجودة في ”الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5”، وتتضمن أي حالات أخرى لها أعراض مشابهة لأعراض اضطراب الأكل ولكنها لا تتناسب مع أي من الفئات المذكورة أعلاه. أحد هذه الاضطرابات هو ”orthorexia-تقويم العظام”. على الرغم من ذكره بشكل متزايد في وسائل الإعلام والدراسات العلمية إلا أنه لم يتم إدراجه كاضطراب منفصل في الأكل من خلال الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) الحالي.
    يميل الأفراد المصابون بتقويم العظام إلى التركيز بشكل هوسي على الأكل الصحي إلى الحد الذي يعطل حياتهم اليومية. على سبيل المثال قد يستبعد الشخص المصاب مجموعات غذائية كاملة خوفًا من أنها غير صحية، وبالتالي يؤدي ذلك إلى سوء التغذية، وفقدان الوزن الشديد، وصعوبة تناول الطعام خارج المنزل. نادرًا ما يركز الأشخاص المصابون بتقويم العظام على فقدان الوزن. بدلاً من ذلك فإن تقديرهم لذاتهم أو هويتهم أو رضاهم يعتمد على مدى امتثالهم لقواعد النظام الغذائي التي فرضوها على أنفسهم.

ما هي العلامات الحمراء التي تشير إلى وجود اضطراب الأكل:

  1. تخطي وجبات الطعام
  2. تقديم أعذار لعدم تناول الطعام
  3. التركيز المفرط على الأكل الصحي
  4. إعداد وجبات خاصة وغير كافية بدلاً من تناول ما تأكله الأسرة
  5. والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية العادية
  6. القلق المستمر أو الشكوى من السمنة والحديث عن فقدان الوزن
  7. الفحص المتكرر في المرآة بحثًا عن العيوب الملحوظة
  8. تكرار تناول الطعام بكميات كبيرة من الحلويات أو الأطعمة الغنية بالدهون
  9. واستخدام المكملات الغذائية أو المسهلات أو المنتجات العشبية لفقدان الوزن
  10. الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.

متى يجب أن تزور الطبيب؟

قد يكون من الصعب التحكم في اضطراب الأكل أو التغلب عليه بنفسك. يمكن لاضطرابات الأكل أن تسيطر على حياتك تقريبًا. إذا كنت تعاني من أي من هذه المشاكل، أو إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا باضطراب في الأكل فاطلب المساعدة الطبية.

تشجيع المصابين على طلب العلاج

لسوء الحظ قد يعتقد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل أنهم ليسوا بحاجة إلى العلاج. إذا كنت قلقًا بشأن أحد أفراد أسرتك، فحثه على التحدث إلى الطبيب. حتى إن لم يكن مستعدًا للاعتراف بوجود مشكلة مع الطعام يمكنك فتح الباب بالتعبير عن القلق والرغبة في الاستماع.

انتبه لأنماط الأكل والمعتقدات التي قد تشير إلى سلوك غير صحي، وكذلك لضغط الأقران الذي قد يؤدي إلى اضطرابات الأكل.

الوقاية

على الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة للوقاية من اضطرابات الأكل إلا أنه هناك بعض الاستراتيجيات تساعد الأطفال على تطوير سلوكيات الأكل الصحي مثل:

  • اتباع نظام غذائي متوازن بكميات معقولة: قد تؤثر عادات تناول الطعام لدى الأسرة على العلاقات التي يطورها الأطفال مع الطعام. يمنح تناول الوجبات مع طفلك فرصة لتعليمه
  • تنمية وتعزيز صورة الجسم الصحية: على سبيل المثال هناك العديد من المواقع الإلكترونية التي تروّج لأفكار خطيرة مثل النظر إلى فقدان الشهية كنمط حياة بدلاً من أنه اضطراب في الأكل. من الضروري تصحيح أي تصورات خاطئة كهذه، والتحدث مع طفلك حول مخاطر خيارات الأكل غير الصحية قم بتنمية وتعزيز صورة الجسم الصحية لطفلك بغض النظر عن شكله أو حجمه.
  • تعزيز الثقة بالنفس: تحدث إلى طفلك عن الصورة الذاتية وطمأنه بأن أشكال الجسم يمكن أن تختلف. يمكن أن تساعد رسائل القبول والاحترام في بناء الثقة الصحية بالنفس والمرونة التي ستحمل الأطفال خلال الفترات الصعبة من سنوات المراهقة.

علاج اضطرابات الأكل

يمكن التعافي من اضطراب الأكل لكن الأمر قد يستغرق وقتًا كما يختلف التعافي من شخص لآخر. إذا تمت إحالتك إلى أخصائي اضطرابات الأكل أو فريق من المتخصصين فسيكونون مسؤولين عن رعايتك.
يجب أن يتحدثوا معك حول الدعم الذي قد تحتاجه، وعما إذا كنت تعاني من حالات أخرى، ويُدرج ذلك في خطة العلاج الخاصة بك. سيعتمد علاجك على نوع اضطراب الأكل الذي تعاني منه، ولكنه يتضمن عادةً العلاج بالكلام.

قد تحتاج أيضًا إلى فحوصات طبية منتظمة إذا كان اضطراب الأكل لديك يؤثر على صحتك الجسدية، ويمكن أن يشمل علاجك أيضًا العمل من خلال برنامج المساعدة الذاتية الموجَّه إذا كنت تعاني من الشره المرضي أو اضطراب الأكل بنهم.

سيتم تقديم علاج فردي لمعظم الأشخاص، ولكن قد يتم تقديم علاج جماعي لأولئك الذين يعانون من اضطراب الأكل بنهم.

المصادر:
1. healthline.com
2. healthline.com
3. nhs.uk
4. mayoclinic.org
5. psychiatry.org

اضطرابات الأكل، فقدان الشهية والشره المرضي

اضطرابات الأكل، فقدان الشهية والشره المرضي

ما هي «اضطرابات الأكل-Eating Disorders»؟

اضطرابات الأكل؛ فقدان الشهية والشره المرضي هي حالات خطيرة للغاية، ذات معدل وفيات أعلى من أي مرض عقلي آخر! فهي تتعلق بسلوكيات تناول الطعام المستمرة والمتكررة والتي تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية والحياتية للمرضى.

كما أنها غالبًا ما تحدث في سنوات المراهقة حين نكون في أضعف حالاتنا سريعي التأثر بالثقافات السامة وأفكار المجتمع الضارة عن الجمال وشكل الجسم المثالي، بدءًا من مانحي الرعاية للأطفال من الآباء والمعلمين إلى الأصدقاء والزملاء وصانعي الأفلام ولوحات الإعلانات في الشوارع: كن أنحف تكن سعيدًا ومحبوبًا وناجحًا، كن مثل المشاهير الذين تحبهم كثيرآً؛ ألا ترى كيف يبدون مثيرين ومحبوبين، ألا تريد أن تكون مثلهم؟

«فلتبدأ ألعاب الجوع» -فيلم The Hunger Games

حتى إن لم تسمعها فأنت تراها في كل مكان حولك؛ الجرائد وأغلفة المجلات والإعلام الذي لا يستخدم ذوي الوزن الزائد في الأفلام إلا للتنمر عليهم والمزاح الوقح السخيف على أوزانهم.

أما مصممي الأزياء فيبدو أنهم لم يسمعوا بعد بوجود بشر فوق الـ ٥٠ كيلوجرامًا من الأصل؛ فتجد ملابسهم لا تُصنع إلا لذوي الأجساد النحيفة قائلين بوقاحة أن ملابسهم لا تبدو جميلة إلا على أجساد معينة، وأن الباقين مرضى ذوي إرادة ضعيفة ويجب عليهم ممارسة الرياضة والحمية! لنصبح جميعًا نسخًا مكررة من بعضنا البعض، ونظل في حرب ضد أنفسنا حتى نموت!

لكن الصمت على هذه الثقافة السامة صار يكلفنا نفسًا كل ٦٥ دقيقة! ضحية لإحدى اضطرابات الأكل التي تبدأ لدى الأطفال -خصوصًا الفتيات- من عمر إثنى عشر عامًا.

فمن علّم طفلة ما زالت في طور النمو أن جسدها بشعًا ويجب أن يبدو بشكل محدد سلفًا لترضي أشخاص لا تعرفهم، فتبدأ في ممارسة الحمية قبل أن تعرف ماهية الطعام الصحي وما هو حق جسدها عليها!

كما يمكن أن تطور اضطرابات الأكل في أعمار متأخرة حتى الخمسين، والذكور من أقل السكان تشخيصًا باضطرابات الأكل، على الأغلب بسبب الخجل من الاعتراف بما يفترض -خطأ- أنه اضطراب يصيب النساء فقط، ولهذا السبب فإن عدد الرجال الذين يعانون من اضطرابات الأكل ربما تكون أعلى بكثير من الاحصائيات.

كما أن الذكور من أقل السكان تشخيصًا باضطرابات الأكل؛ بسبب الخجل.

تتضمن معظم اضطرابات الأكل التركيز بشكل مكثف على وزن وشكل الجسم مما يؤدي إلى سلوكيات الأكل الخطيرة التي يمكنها أن تؤثر على قدرة الجسم على الحصول على التغذية الكافية، فتؤذي القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم وتؤدي إلى أمراض أخرى عديدة.

أهم أنواع المرض

1- «فقدان الشهية العصبي-Anorexia Nervosa»

فقدان الشهية العصبي هو اضطراب في تناول الطعام، يستخدم الأشخاص الذين يعانون منه جهودًا مكثفة للتحكم في وزنهم وشكلهم، والتي تتداخل غالبًا مع الأنشطة الصحية والحيوية، ويتميز المصابون به:

  • بوزن جسم منخفض بشكل غير طبيعي (يحدث التشخيص بعد فقدان 15% من وزن الجسم).
  • خوف مرضي من زيادة الوزن.
  • وإدراك مشوه للوزن أو الشكل.

عند الإصابة بفقدان الشهية يحد المريض من السعرات الحرارية بشكل مفرط أو يستخدم طرقًا أخرى لفقدان الوزن مثل: الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية أو استخدام أدوية مسهلة أو أدوات مساعدة للحمية الغذائية أو القيء بعد تناول الطعام. يمكن أن تسبب الجهود المبذولة لتقليل الوزن مشاكل صحية حادة تصل أحيانًا إلى الموت جوعًاً.

يحدث التشخيص بعد فقدان 15% من وزن الجسم، حقوق الصورة لـ Associated Press

مخاطر المرض

قد يسبب فقدان الشهية العصبي الأعراض الآتية:

  • توقف الحيض لدى النساء.
  • هشاشة أو لين العظام بسبب فقدان الكالسيوم.
  • فقدان أو ضعف الشعر والأظافر مما يؤدي إلى تساقطه أو تكسّرهم.
  • جفاف الجلد أو اصفراره.
  • فقر الدم وضعف العضلات، بما في ذلك عضلة القلب.
  • الإمساك الشديد.
  • انخفاض ضغط الدم، تباطؤ التنفس والنبض.
  • انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالبرد طوال الوقت.
  • الاكتئاب والخمول.

إدراك مشوه للوزن أو الشكل.

2- «الشره المرضي العصبي-Bulimia Nervosa»

الشره المرضي العصبي هو اضطراب غذائي خطير يحتمل أن يهدد الحياة، ويعاني المصابون به من نوبات تسمى «bingeing and purging-الشره والتطهر» والتي تنطوي على شعور بفقدان التحكم في تناول الطعام، نتيجة تقييد تناول الطعام خلال اليوم مما يؤدي إلى نوبات الشراهة/الأكل المفرط ثم التطهر.

خلال هذه النوبات، عادة ما يأكل المصاب كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير، ثم يحاول التخلص من السعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير صحية؛ بسبب الشعور بالذنب والخجل والخوف الشديد من زيادة الوزن. تطهر المريض هي المرحلة التي يضطر فيها المصاب إلى التقيؤ أو ممارسة الكثير من الرياضة أو استخدام وسائل أخرى مثل المسهلات للتخلص من السعرات الحرارية، ويعاني المصابين بالشره المرضي من:

  • الانشغال المبالغ فيه بوزن وشكل الجسم.
  • الحكم على أنفسهم بشدة والغرق في اللوم الشخصي.
  • تصور مشوه لعيوبهم الشخصية التي يصورونها بأنفسهم.
  • تكون أوزانهم على الأغلب طبيعية أو أكثر من الطبيعي بشكل طفيف.

كثير من الناس لا يعرفون متى يصاب أحد أفراد العائلة أو صديق بالشره المرضي العصبي لأن المرضى دائمًا ما يُخفون الأعراض، ونظرًا لأنهم لا يحققون مرادهم من النحافة بشكل كبير فإن سلوكياتهم قد لا يلاحظها المقربون منهم، لكن الشره المرضي العصبي لديه أعراض يجب أن نلاحظها:

  • التهاب وحرقة الحلق بشكل مزمن.
  • تتضخم الغدد اللعابية في الرقبة وتحت الفك؛ غالبًا ما يصبح الخدين والوجه منتفخين مما يعطي مظهر يشبه وجه السنجاب.
  • تسوس مينا الأسنان نتيجة التعرض لأحماض المعدة.
  • القيء المستمر يسبب اضطراب ارتجاع المريء.
  • يفرط بعض المرضى في التطهر بتعاطي الملينات، وهو ما يسبب التهيج ومشاكل الأمعاء.
  • يفرط بعض المرضى في استخدام مدرات البول (حبوب الماء) والتي تسبب مشاكل في الكلى.
  • الجفاف الشديد من تقليل بعض المرضى لشرب السوائل.

مخاطر المرض

الشره المرضي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات نادرة ولكن قاتلة بما في ذلك:

  • «دموع المريء -esophageal tears»
  • «تمزق في المعدة -gastric rupture»
  • «خلل في ضربات القلب -cardiac arrhythmias».

3- «اضطراب الأكل بنهم-Binge-eating disorder»

الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل يعانون من نوبات من الأكل الشره، حيث يستهلكون كميات كبيرة جدًا من الطعام في فترة وجيزة ويشعرون بأنهم فقدوا السيطرة أثناء الشراهة. على عكس الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضي العصبي؛ فإنهم لا يحاولون التخلص من الطعام عن طريق التسبب في القيء أو استخدام ممارسات أخرى غير آمنة مثل الصيام أو الحبوب الملينة.

تتضمن اضطرابات الشراهة عند تناول الطعام الإفراط في تناول الطعام خلال فترة زمنية قصيرة وبشكل سري (على الأقل مرة واحدة في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر) بالإضافة إلى عدم التحكم في الأكل فهي ترتبط بثلاثة أو أكثر مما يلي:

  • الأكل بسرعة أكبر من المعتاد.
  • الأكل حتى بعد الشعور بالشبع التام.
  • تناول كميات كبيرة من الطعام عندما لا تشعر بالجوع الجسدي.
  • تناول الطعام منفردًا بسبب الشعور بالحرج.
  • قد يشعر المريض بالاشمئزاز من نفسه، والاكتئاب أو الذنب بعد الأكل.
  • الشعور بقلق واضطراب كبير بعد الآكل.

وقد يستمرون في تناول الطعام حتى بعد فترة طويلة من الشبع التام والشعور بعدم الراحة.

مخاطر المرض:

  • السمنة المفرطة.
  • السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.

أرقام وإحصائيات هامة

  • يعاني ما لا يقل عن 70 مليون شخص في العالم من اضطرابات الأكل؛ فقدان الشهية والشره المرضي، 30 مليون منهم في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • كل 62 دقيقة يموت شخص واحد على الأقل نتيجة اضطرابات الأكل بشكل مباشر.
  • اضطرابات الأكل لديها معدل وفيات أعلى من أي مرض عقلي آخر.
  • وجدت دراسة أجريت عام 2003 أن الأشخاص الذين يعانون من مرض «فقدان الشهية -anorexia» أكثر عرضة للانتحار بنسبة 56 مرة من غير المصابين.
  • 13٪ من النساء فوق الـ 50 تمارسن سلوكيات اضطرابات الأكل.
  • يقدر أن ما بين 0.5 إلى 3.7 في المائة من النساء يعانين من مرض «فقدان الشهية العصبي» في مرحلة ما من حياتهن
  • تشير الأبحاث إلى أن حوالي 1 في المئة من المراهقات في العالم مصابات بـ«فقدان الشهية -anorexia».
  • ما يقدر بنحو 1.1 إلى 4.2 في المئة من النساء يصبن بـ «الشره المرضي العصبي -bulimia nervosa» في حياتهم.
  • معدل انتشار اضطراب الأكل بنهم هي 3.5 ٪ في النساء، و 2.0 ٪ في الرجال.
  • تعاطي الكحول والمواد المخدرة أكثر انتشارًا أربع مرات بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل.
  • الشابات المصابات بـ «فقدان الشهية -anorexia» أكثر عرضة للوفاة بـ 12 مرة مقارنة بالنساء الأخريات في نفس العمر غير المصابات بفقدان الشهية.
  • يقدر أن 30٪ إلى 40٪ من الباحثين عن علاج لفقدان الوزن يمكن تشخيصهم سريريًا «باضطراب الأكل بنهم-binge eating disorder»

تشير الأبحاث إلى أن حوالي 1 في المئة من المراهقات في العالم مصابات بـ«فقدان الشهية -anorexia».

في كثير من الحالات، تصاحب اضطرابات الأكل اضطرابات نفسية أخرى مثل:

  • القلق- anxiety.
  • الذعر -panic.
  • اضطراب الوسواس القهري -obsessive compulsive disorder.
  • مشاكل تعاطي الكحول والمخدرات.

وتشير أدلة جديدة إلى أن الوراثة قد تلعب دورًا في سبب إصابة بعض الأشخاص باضطرابات الأكل، ولكن هذه الاضطرابات تصيب أيضًا العديد من الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي سابق. ودون علاج الأعراض النفسية والجسدية لهذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى سوء التغذية ومشاكل في القلب وغيرها من الأمراض القاتلة.

ومع ذلك فإن الرعاية الطبية المناسبة تمكّن أولئك الذين يعانون من اضطرابات الأكل من استئناف عادات الأكل الصحية والعودة إلى صحة نفسية وجسدية أفضل.

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=s51lAHCah7Q[/embedyt]

Exit mobile version