متلازمة تيرنر: فهم الوراثة والتأثير!

تُعدّ متلازمة تيرنر Turner Syndrome واحدة من الاضطرابات الجينية النادرة التي تؤثر على الإناث، وتتميز بوجود تواجد نقصي أو غياب تام لأحد الكروموسومات الجنسية X. يعاني الأفراد الذين يعانون من هذه المتلازمة من مجموعة من التحديات الصحية والاجتماعية. سنتناول في هذا المقال أسباب المتلازمة، أعراضها، التشخيص، وسبل العلاج وغيرها.

تعد متلازمة تيرنر اضطرابًا شائعًا نسبيًا، حيث يصيب حوالي 1 من كل 2500 إلى 3000 فتاة. وفي معظم الحالات، لا يتم تشخيص الإصابة بالمتلازمة حتى عمر المراهقة… [1] [2] 

أسباب متلازمة تيرنر:

تحدث متلازمة تيرنر نتيجة لنقص أو غياب إحدى كروموسومات X عند الإناث. يحدث هذا النقص عادة بصورة عشوائية أثناء تكوّن البويضة أو في الحياة الجنينية المبكرة. ويحدث ذلك نتيجةً لخلل في الحيوان المنوي للأب أو بويضة الأم مما يتسبب في احتواء جميع خلايا الجسم على نسخة واحدة فقط من الكروموسوم ذاته (النمط احادي الصباغ ).

وفي حالات معينة، يمكن أن تحدث نتيجة لاختلال عملية الانقسام الخلوي في المراحل المُبكرة من تطور الجنين مما يتسبب بتواجد خلايا احادية الصبغي ( X ) وأخرى تحمل نسختين منه (النمط الفسيفسائي).

إضافة إلى ذلك يعتقد بعض الباحثين أن بعض العوامل البيئية، مثل التعرض للإشعاع أو المواد الكيميائية، قد تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة تيرنر. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذه النظرية.

تشمل عوامل الخطر الأخرى المحتملة لمتلازمة تيرنر ما يلي:

  • عمر الأم: تزداد احتمالية إصابة الأطفال بمتلازمة تيرنر إذا كانت والدتهم أكبر من 35 عامًا عند الحمل.
  • الوزن عند الولادة: قد يكون الأطفال الذين يولدون بوزن أقل عرضة للإصابة بمتلازمة تيرنر.
  • مشاكل الحمل: قد تكون النساء اللائي يعانين من مشاكل الحمل، مثل الإجهاض المتكرر أو الولادة المبكرة، أكثر عرضة لأن يكون أطفالهن مصابون بمتلازمة تيرنر. [1] [2] 

أعراض متلازمة تيرنر:

  1. قصر القامة: ويعتبر واحد من أكثر العلامات البارزة لهذه المتلازمة. قد يتطلب العلاج بواسطة هرمون النمو.
  2. مشاكل القلب والأوعية الدموية: يزيد خطر حدوث مشاكل في القلب والأوعية الدموية، ويشمل ذلك التضيق التاجي والاضطرابات في هيكل القلب.
  3. مشاكل التكاثر:
    وذلك بسبب عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها، وربما يحدث العقم في الحالات المستعصيّة… [1] [2]

التشخيص:

يتم تشخيص متلازمة تيرنر عادةً من خلال اختبارات الدم أو التصوير بالموجات فوق الصوتية.

اختبارات الدم

يتم إجراء اختبارات الدم الأكثر شيوعًا لتشخيص متلازمة تيرنر، والمعروفة باسم تحليل كروموسومات. يمكن إجراء هذا الاختبار في أي عمر، ولكنه يتم إجراؤه غالبًا عند الولادة أو أثناء الحمل.

يمكن استخدام تحليل كروموسومات لتحديد عدد الكروموسومات في الخلايا. عادةً ما يكون لدى الفتيات المصابات بمتلازمة تيرنر كروموسوم X واحد فقط في كل خلية. يمكن أن يكشف تحليل كروموسومات أيضًا عن أي مشاكل كروموسومية أخرى قد تكون مرتبطة بمتلازمة تيرنر.

التصوير بالموجات فوق الصوتية

يمكن استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم أعضاء الجسم، مثل القلب والكلى. قد يكشف التصوير بالموجات فوق الصوتية عن بعض المشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة تيرنر، مثل عيوب القلب أو الكلى.

اختبارات أخرى

قد يلزم إجراء اختبارات أخرى لتقييم المشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة تيرنر، مثل مشاكل الغدة الدرقية أو مشاكل السمع.

الخطوات

فيما يلي الخطوات العامة لتشخيص متلازمة تيرنر:

  1. التاريخ الطبي والفحص البدني: سيسأل الطبيب عن تاريخك الطبي وسيقوم بفحص بدني للبحث عن أي علامات أو أعراض لمتلازمة تيرنر.
  2. اختبارات الدم: سيطلب الطبيب إجراء اختبارات دم لتحديد عدد الكروموسومات في الخلايا.
  3. التصوير بالموجات فوق الصوتية: قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم أعضاء الجسم، مثل القلب والكلى.
  4. اختبارات أخرى: قد يلزم إجراء اختبارات أخرى لتقييم المشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة تيرنر.

التشخيص المبكر

يساعد التشخيص المبكر للمرض في ضمان حصول الفتيات المصابات على الرعاية الطبية المناسبة في وقت مناسب. كما يمكن أن يساعد العلاج بالهرمونات البديلة في تحفيز النمو وتطور الفتاة الجنسية… [1] [2] 

سبل العلاج:

  1. العلاج بواسطة هرمون النمو: يمكن استخدام هرمون النمو لتحسين القامة لدى الأفراد المصابين.
  2. العلاج الهرموني: يمكن تقديم العلاج الهرموني لتعويض الهرمونات الناقصة، والتي قد تساهم في تحسين النمو وتطوير السمات الثانوية الجنسية (لاسيما هرمون الاستروجين)..
  3. الدعم النفسي والاجتماعي:
    يمكن أن يكون الدعم النفسي والاجتماعي حيويًا لتعزيز التكيف الاجتماعي والعاطفي للأفراد المصابين. [1][2] 

أمراض وراثية ذات صلة:

الأبحاث العلمية:

هناك العديد من الأبحاث العلمية الجارية حول هذه المتلازمة، والتي تركز على تطوير علاجات جديدة وفهم أفضل للاضطراب.

علاجات جديدة

أحد المجالات الرئيسية للبحث هو تطوير علاجات جديدة لمتلازمة تيرنر. تركز بعض الأبحاث على استخدام العلاج الجيني لإضافة كروموسوم X إضافي إلى خلايا الفتيات المصابات. تركز أبحاث أخرى على استخدام العلاجات الهرمونية لتحفيز النمو والتطور الجنسي لدى الفتيات المصابات.  [3]

فهم أفضل للاضطراب

تركز الأبحاث الأخرى على فهم أفضل للمتلازمة. حيث يحاول الباحثون تحديد العوامل التي تساهم في تطور الاضطراب وتحديد كيفية تأثيره على نمو وتطور الفتيات المصابات. [4]

التوقعات

يبدو أن الأبحاث الجارية حول المتلازمة واعدة. من المرجح أن تؤدي هذه الأبحاث إلى تطوير علاجات جديدة وفهم أفضل للاضطراب، مما سيحسن حياة الفتيات المصابات بها.

في النهاية، فإن فهم هذا المرض يساعد في توفير الرعاية الفعّالة للأفراد المتأثرين. يتطلب ذلك طرقًا حديثة تساعد في التشخيص المبكر والإدارة الشاملة، وهذا يحتاج إلى تظافر الجهود والتعاون بين الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية والعائلات.

ولا ننسى أن توفير الدعم والفهم للأفراد الذين يعانون منها يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز جودة حياتهم وتحسين فرص تحقيقهم الكامل في مختلف جوانب الحياة.

المراجع:

[1] NCBI

[2] medlinePlus

[3] elesvier

[4]  pubmed

متلازمة مارفان: فهم متعمق لاضطراب وراثي نادر

تُعدّ «متلازمة مارفان – Marfan Syndrome» واحدة من الأمراض الوراثية النادرة والتي تؤثر على الأنسجة الضامة في الجسم. اكتشفت هذه الحالة لأول مرة في عام 1896 من قبل الطبيب الفرنسي أنطوان مارفان، الذي وصف الخصائص الرئيسية للمرض. يعتبر هذا الاضطراب سائدًا وراثيًا، ويؤثر على الأماكن التي تتكون فيها الأنسجة الضامة، مثل الأوعية الدموية والعظام والعيون والقلب.

تصيب متلازمة مارفان حوالي 1 من كل 5000 شخص في جميع أنحاء العالم. كما تصيب متلازمة مارفان الرجال والنساء بالتساوي.

الأسباب ووراثة متلازمة مارفان

تتسبب متلازمة مارفان في تحطيم أو تلف بروتين الفايبريلين fibrillin الذي يدعم الأنسجة الضامة في الجسم (طفرة جينية في الجين «FBN1» الموجود على الكروموسوم رقم 15). الوراثة السائدة هي السبب الرئيسي للإصابة بالمتلازمة (مرض وراثي صِبْغي جسدي سائد)، حيث يكون الشخص المصاب قد ورث نسخة معينة من الجين المسؤول عن إنتاج بروتين الفايبريلين من أحد الوالدين. [1][2]

فالأشخاص الذين يعانون من المتلازمة لديهم فرصة بنسبة 50% لتمرير الاضطراب إلى كل طفل من أطفالهم.

وراثة متلازمة مارفان

العلامات والأعراض

تتنوع العلامات والأعراض التي قد يظهرها الأفراد المصابون بمتلازمة مارفان، وتشمل ذلك:

  1. الطول الشاذ: فقدان توازن في نسبة الطول بين الأطراف العلوية والسفلية.
  2. الوجه الطويل والضيق: ملامح الوجه تكون مميزة، مع عيون واسعة.
  3. تمدد الأوعية الدموية: يمكن أن يؤدي تأثير المتلازمة على الأوعية الدموية إلى تمدد في الشريانين والوريدين.
  4. مشاكل في القلب: يعاني الأفراد المصابون بالمتلازمة من مشاكل في الصمامات القلبية والشرايين. [2][3]

مضاعفات متلازمة مارفان

  • مضاعفات القلب والأوعية الدموية و تشوهات في الصمامات. 
  • فشل عضلة القلب.
  • حدوث أم الدم الأبهرية و تسلخ الأبهر.
  • الإصابة بأمراض العين وإختلال المقدره البصرية لدى المصاب.
  • من الممكن أن تسبب المتلازمة صعوبات في التنفس، إما من خلل النسيج الضام أو من تشوهات جدار الصدر.
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • مضاعفات الحمل التي قد تهدد حياة الجنين. [3]

التشخيص والعلاج

تتضمن عمليات التشخيص فحصًا جسديًا وتقييمًا للتاريخ الطبي واختبارات صورية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب. من الناحية العلاجية، يركز الأطباء على التحكم في الأعراض ومنع مضاعفات المرض، وقد يتطلب ذلك استخدام أدوية تؤثر على ضغط الدم وعمل القلب. [3] إضافة إلى الفحوصات الجينية وخاصة جين الفايبروجين.

البحث العلمي

يركز البحث العلمي الحالي [4] على تطوير علاجات جديدة لمتلازمة مارفان، بما في ذلك:

  • أدوية لتعزيز قوة النسيج الضام
  • علاجات جينية لإصلاح الطفرات الجينية المسؤولة عن المتلازمة

بعض الأمثلة على الأبحاث العلمية الأخيرة المتعلقة بمتلازمة مارفان:

  • في دراسة نُشرت في مجلة Nature Communications في عام 2023، اكتشف الباحثون طريقة جديدة لتعزيز قوة النسيج الضام في الفئران المصابة بالمتلازمة.
  • في دراسة نُشرت في مجلة Nature Medicine في عام 2022، طور الباحثون علاجًا جينيًا ناجحًا في الفئران المصابة بالمتلازمة.

هذه الأبحاث تبشر بمستقبل أفضل للأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان، حيث يمكن أن تؤدي إلى تطوير علاجات جديدة تمنع تطور المضاعفات الخطيرة لهذه الحالة.

التحديات والرعاية

تواجه الأفراد المصابون بمتلازمة مارفان تحديات عديدة، بما في ذلك الاحتياج المستمر للمتابعة الطبية والفحص الدوري لتقييم صحة القلب والأوعية الدموية. يتطلب الأمر أيضًا دعمًا نفسيًا للتعامل مع التأثيرات النفسية والاجتماعية للحالة. وتظل تلك المتلازمة تحديًا طبيًا ووراثيًا، ومع ذلك، يساهم الفهم المتزايد لهذا المرض في تطوير استراتيجيات علاجية أفضل وتحسين جودة حياة الأفراد المصابين به.

المصادر والمراجع:

1- NIH
2- MEDLINE PLUS
3- OMIM
4- NATURE

ما هي متلازمة القلب المكسور؟ ما أسبابها وأعراضها وعلاجها؟

نظرة عامة

«متلازمة القلب المكسور-Broken heart syndrome» هي حالة مرضية مؤقتة تحدث غالبًا بسبب المواقف العصيبة والمشاعر الجياشة. يمكن أن تحدث الحالة أيضًا بسبب مرض جسدي خطير أو عملية جراحية.

قد يُطلق عليه أيضًا اسم «اعتلال عضلة القلب الإجهادي-stress cardiomyopathy» أو «اعتلال تاكوتسوبو القلبي-takotsubo cardiomyopathy» أو «متلازمة الانتفاخ القمي-apical ballooning syndrome».

قد يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القلب المكسور من ألم مفاجئ في الصدر أو يعتقدون أنهم يعانون من نوبة قلبية. تؤثر متلازمة القلب المكسور على جزء فقط من القلب، مما يعطل مؤقتًا وظيفة ضخ الدم الطبيعية.

يستمر باقي القلب في العمل بشكل طبيعي أو قد تحدث تقلصات أكثر قوة. يمكن علاج أعراض متلازمة القلب المكسور، وعادة ما تتلاشى الحالة بنفسها في غضون أيام أو أسابيع.

الأعراض

قد تحاكي أعراضُ متلازمة القلب المنكسر أعراضَ النوبة القلبية. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • ألم في الصدر
  • ضيق التنفس
  • قد يكون أي ألم طويل الأمد أو مستمر في الصدر علامة على نوبة قلبية، لذلك من المهم أن يؤخذ الأمر على محمل الجد، والاتصال بالاسعاف إذا كنت تعاني من ألم في الصدر.

متى تستشير الطبيب؟

إذا كنت تعاني من أي ألم في الصدر، أو ضربات قلب سريعة جدًا أو غير منتظمة، أو ضيق في التنفس بعد حدث مرهق، فاتصل بالطوارئ على الفور.

الأسباب

السبب الدقيق لمتلازمة القلب المكسور غير معروف. يُعتقد أن زيادة هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين، قد تلحق ضررًا مؤقتًا بقلوب بعض الأشخاص. ولكن ليس من الواضح كيفية حدوث ذلك بالضبط، أو احتمالية وجود شيء آخر هو المسؤول. يُشتبه في أن الانقباض المؤقت للشرايين الكبيرة أو الصغيرة للقلب يلعب دورًا. قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القلب المكسور اختلاف في بنية عضلة القلب أيضًا. وغالبًا ما يسبق متلازمة القلب المنكسر حدث جسدي أو عاطفي شديد. بعض المحفزات المحتملة لمتلازمة القلب المنكسر هي:

  • وفاة أحد المعارف
  • تشخيص طبي مخيف
  • العنف المنزلي
  • خسارة – أو حتى ربح – الكثير من المال
  • نزاعات قوية
  • حفل مفاجئ
  • إلقاء خطاب
  • فقدان الوظيفة أو الصعوبات المالية
  • الطلاق
  • عوامل الإجهاد الجسدية، مثل نوبة الربو أو عدوى فيروس كورونا المستجد أو كسر في العظام أو جراحة كبرى
  • من الممكن أيضًا أن تسبب بعض الأدوية، في حالات نادرة، متلازمة القلب المكسور عن طريق زيادة هرمونات التوتر. تشمل الأدوية التي قد تساهم في الإصابة بهذه المتلازمة ما يلي:
  • الإبينفرين: الذي يستخدم لعلاج الحساسية الشديدة أو نوبات الربو الشديدة.
  • دولوكسيتين: دواء يُعطى لعلاج مشاكل الأعصاب لدى مرضى السكري ، أو كعلاج للاكتئاب
  • فينلافاكسين: لعلاج للاكتئاب
  • ليفوثيروكسين: دواء يُعطى للأشخاص الذين لا تعمل غددهم الدرقية بشكل صحيح
  • أدوية لا توصف من قبل طبيب أو غير قانونية، مثل الميثامفيتامين والكوكايين

كيف تختلف متلازمة القلب المنكسر عن النوبة القلبية؟

تحدث النوبات القلبية عمومًا بسبب انسداد كامل أو شبه كامل لشريان القلب. يحدث هذا الانسداد بسبب تشكل جلطة دموية في موقع التضيق تسببها تراكم الدهون (تصلب الشرايين) في جدار الشريان. في متلازمة القلب المكسور، لا يحدث انسداد في شرايين القلب، على الرغم من احتمال انخفاض تدفق الدم في الشرايين.

عوامل الخطر

  • الجنس: تؤثر الحالة على النساء أكثر من الرجال
  • العمر: يبدو أن معظم المصابين بالمتلازمة أكبر من 50 عامًا
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية، مثل إصابة في الرأس أو نوبات صرع يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة
  • اضطراب نفسي سابق أو حالٍ: إذا كنت تعاني من اضطرابات، مثل القلق أو الاكتئاب، فمن المحتمل أن تكون أكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة

المضاعفات

في حالات نادرة، تكون متلازمة القلب المكسور قاتلة. ومع ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين يعانون منها يتعافون بسرعة وبدون آثار طويلة الأمد. تشمل المضاعفات الأخرى ما يلي:

  • تراكم السوائل في الرئتين (الوذمة الرئوية)
  • انخفاض ضغط الدم
  • اضطرابات في ضربات القلب
  • سكتة قلبية
  • من المحتمل أيضًا أن تتكرر إصابتك بالمتلازمة أكثر من مرة إذا تعرضت لحدث آخر مرهق. ومع ذلك، فإن احتمالات حدوث ذلك منخفضة

الوقاية

تحدث هذه المتلازمة أحيانًا أكثر من مرة، على الرغم من أن معظم الأشخاص لن يعانوا منها سوى مرة واحدة. يوصي العديد من الأطباء بالعلاج طويل الأمد باستخدام حاصرات المستقبل بيتا أو الأدوية المماثلة التي تمنع آثار هرمونات التوتر على القلب. قد يساعد تقليل الأمور المجهدة في حياتك وإدارتها في منع المتلازمة، على الرغم من عدم وجود دليل حاليًا لإثبات ذلك.

المصادر:

  1. Myoclinic
  2. Harvard Health Publishing
  3. WebMed

متلازمة اليد الغريبة: اليد المتمرّدة

تخيّل أن يتمرد أحد أعضاء جسدك، ويتصرف باستقلالية تامة عن إرادتك. تخيل أن تقوم يدك بصفعك دون ان تستطيع السيطرة عليها. هذا بالضبط ما يحدث عند إصابتك بمتلازمة اليد الغريبة. فما هي هذه المتلازمة ؟ وما هي أسبابها؟

تعريف:

متلازمة اليد الغريبة هي مجموعة من الاضطرابات العصبية التي تسبّب فقدان السيطرة على حركة اليد، فتظهر اليد (وفي حالات أقل شيوعًا القدم) كأنها تحت سيطرة طرفٍ ثانٍ وتقوم بنشاطات حركية هادفة لكن غير إرادية. تسبّب المتلازمة الكثير من الإزعاج والإحراج وحتى الأذى أحيانًا للأشخاص المُصابين بها، إذ تحرمهم القيام بالكثير من النشاطات اليومية. غالبًا ما تكون اليد الغريبة هي اليد غير المُهيمنة (Non-dominant hand). تصيب في العادة البالغين، إلا أنها قد تصيب الأطفال في حالات نادرة جدًا.

تُسمّى متلازمة اليد الغريبة أيضًا ب«متلازمة دكتور سترينجلوف-Dr Strangelove syndrome» وذلك تبعًا للفيلم الذي يحمل الاسم نفسه (صدر عام 1964) والذي تدور أحداثه حول رجل يعاني من اضطراب حركي غريب، يمنعه من السيطرة على يده اليمنى، فتارةً تقوم يده بالتحية النازية، وتارةً أخرى تحاول خنقه.

https://www.youtube.com/watch?v=Knw5yNQf1KU

أعراض المتلازمة:

تُعتبر متلازمة اليد الغريبة ظاهرة نادرة ومُعقّدة، تتميز بعارض أساسي هو فقدان السيطرة على أحد الذراعين والاحساس بأن اليد مُسيطرعليها من قِبل طرف آخر.

ولكن المتلازمة تنتج أعراضًا أخرى تختلف بين شخصٍ وآخر، ويمكن تصنيفها في خانات ثلاث:

– الصراع أو التعارض بين اليدين، بحيث تتحرّك اليد “المتمردة” بعكس اليد الأخرى. ففي حين تبكل يد الأزرار مثلًا، تفكها اليد المتمردة بالمقابل.
– الحركات القهرية والمتكررة، فتقوم اليد “الغريبة” بتكرار تصرف أو حركة دون هدف، ولا يكون الشخص قادرًا على إيقافها.
– ردات الفعل تجاه تصرف اليد الغريبة، وهي تختلف بين الأشخاص المُصابين بالمتلازمة. وتتضمّن: النقد الذاتي المتوجه لليد المتمردة، عدم الإحساس بها ونكران انتمائها لجسده (هذه ليست يدي)، الدهشة من تصرفات اليد الغريبة، معاملة اليد الغريبة ك”شخص آخر” (مثلًا: ضرب اليد المتمردة عند التصرف بشكل خاطئ أو مؤذي، أو إعطائها اسم علم و تأنيبها، …) .

بالإضافة إلى هذه الأعراض، قد تترافق المتلازمة مع «العمه- Agnosia» (وهو العجز عن الإدراك الحسي) و«الحبسة-Aphasia» (وهي عجز التعبير الكلامي أو عجز فهم الكلام) وضعف اليد وفقدان الإحساس بمناطق من الجسد أو اليد. وتكون هذه الأعراض ناتجة عن الإصابة العصبية وغير مرتبطة بمتلازمة اليد الغريبة بشكل مباشر، لكنها قد تساهم في تعقيدها.

تاريخ اكتشاف المتلازمة:

وُصفت متلازمة اليد الغريبة للمرة الأولى عام 1908 من قِبل الطبيب النفسي الألماني «كورت غولدشتين-Kurt Goldstein»، بحيث شخَّص حركات لاإرادية في اليد اليسرى طرأت عند مريض بعد إصابته بجلطة دماغية. وفي عام 1972، أطلق الطبيبان «بريون-Brion» و«جيديناك-Jedynak» اسم “متلازمة اليد الغريبة” بعد مراقبة ثلاثة مرضى يعانون من أعراض الحركات اللاإرادية ولا يتعرفون على يدهم، وذلك بعد إصابتهم بورم في الجسم الثفني في الدماغ (Callosal tumor).

منذ ذلك الحين، نُشرت العديد من التقارير والدراسات حول المتلازمة، وتبيّن أنها ناتجة عن العديد من الإصابات الدماغية والعصبية.

أسباب الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة:

تنتج متلازمة اليد الغريبة عن إصابة دماغية في إحدى المناطق الدماغية المسؤولة عن الشروع في الحركة أو التحكم بها وتعديلها وتنسيقها. وهي تكون ناجمة عادة عن الإصابة في إحدى المناطق الدماغية الثلاثة التالية:

– الفص الجبهي الذي يتحكم بقوة الحركات الدقيقة ويعدل الحركات المعقدة، وتنتج إصابته عن الأورام أو الجلطات.
– الجسم الثفني (Corpus Callosum) وهو الذي يشكل صلة الوصل بين الجزئين الأيمن والأيسر من الدماغ ويلعب الدور الأكبر في التنسيق بينهما، وتنجم إصابته عن ورم أو جلطة أو صدمة دماغية وأحيانًا عن عملية استئصال الجسم الثفني (التي كانت تُعتمد كعلاج لداء الصرع).
– الدماغ الخلفي (تحديدًا «القشرة الجدارية والقذالية-Parietal and occipital cortices») التي قد تصاب بجلطات أو أمراض تنكسية.

العلاج:

للأسف لم يتوصّل العلماء بعد لعلاج جذري للمتلازمة، لكنهم يعملون حاليًا على علاجات للتخفيف من حدة العوارض. أعراض المتلازمة الناتجة عن الإصابات الحادة والجلطات تخف تدريجيًا مع الوقت، على عكس الأعراض الناتجة عن الأمراض التنكسية التي تكون غير قابلة عادةً للعلاج.

يعتمد الأطباء حاليًا العلاج بالأدوية كال«بينزوديازيبينات-Benzodiazepines» وهي نوع من المؤثرات العقلية، وحقن البوتوكس المخدرة. ولكن تبيّن الدراسات أن العلاجات السلوكية قد تكون أكثر فعالية.

من العلاجات المعتمدة أيضًا العلاج بالمرآة. وهي طريقة علاجية تعتمد وضع مرآة بين الذراعين وتحريك الذراع السليم مع النظر إلى المرآة، مما يخلق خدعة للعقل ويشجع الحركة السليمة في اليد المصابة. ويُنصح المصابون عادةً بالعلاج الفزيائي والوظيفي لتحسين أدائهم الحركي.

ختامًا، لم تقتصر متلازمة اليد الغريبة على الأشكالية الطبية، بل طالت أيضاً الفلاسفة الذين رأوا فيها مادة لنقاش الإرادة الحرة، فهل الانسان الذي يفقد قدرته على السيطرة على حركات يده، يملك السيطرة الحقيقية على أفكاره وتصرفاته؟

مصادر:

Healthline
JAMA network
NCBI

متلازمة الرأس المنفجر : أصوات تحرمك النوم

يشكّل النوم حوالى ثلث حياتنا البشرية، وهو حاجة جسدية أساسية تكاد تفوق في أهميتها المأكل والمشرب. فالنوم لا يلبّي فقط حاجتنا للاسترخاء والراحة، بل هو يؤمن التوازن في وظائف الدماغ وأعضاء الجسم، وأي خلل يصيبه يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية. لذلك أبدت العلوم الطبية اهتمامًا أكبر باضطرابات النوم، وواحدة من هذه الاضطرابات هي متلازمة الرأس المنفجر. وهي متلازمة غريبة تعرقل النوم بهلوسات صوتية مرعبة. فما هي أعراض متلازمة الرأس المنفجر؟ ومن يُصاب بها؟

ما هي متلازمة الرأس المنفجر؟

متلازمة الرأس المنفجر، التي تُعرف بالانكليزية ب«Exploding Head Syndrome» أو EHS، هي اضطراب في النوم نتيجة هلوسات سمعية تحدث عند الانتقال من حالة الصحو إلى حالة الغفو أو العكس، وتكون الأصوات المُهَلوسة غالبًا قوية ومزعجة جدًا، ورغم أنها في العادة تكون غير مؤلمة، غير أنها قد تحمل تأثيرًا كبيرًا على حياة الفرد وتتطلّب في هذه الحالة تدخلًا طبيًا.

وُصفت الحالة الأولى من المتلازمة في عام 1920 من قِبل الطبيب البريطاني روبيرت أرمسترونغ – جونز. وتم استخدام كلمة “الرأس المنفجر” لأول مرة في عام 1989 من قبل بيرس الذي وصف حالة 40 شخص يشعرون بالأعراض نفسها.

ما هي أعراض متلازمة الرأس المنفجر؟

بحسب التصنيف الطبي الدولي لاضطرابات النوم (International Classification of Sleep Disorders- 3rd edition)، يتضمّن تشخيص متلازمة الرأس المنفجر ثلاثة أعراض أساسية:

– سماع صوت مفاجئ أو الاحساس بانفجار مصدره الرأس في أول فترات النوم أو عند فترات الاستيقاظ في الليل.
– الاحساس بقلق وخوف شديدين (يكون مصحوبًا عادةً بسرعة في دقات القلب وفي سرعة وقع التنفس).
– عدم الإحساس بالألم.

تختلف الأصوات المُهَلوسة بين الأشخاص المُصابين بالمتلازمة وقد تم تشبيهها من قِبلهم ب: صوت انفجار قوي، أو صوت إطلاق نار، أو دوي الرعد، أو زئير حيوان مفترس، أو صوت إغلاق باب بعنف، أو صوت صرخات بعيدة، أو أصوات أزيز التيار الكهربائي وغيرها من الأصوات. وهي غالبًا تدوم للحظات قليلة.

تكون هذه الأصوات مصحوبة أحيانًا بهلاوس بصرية (كتوهّم وجود ضوء قوي أو ومضات سريعة من الضوء)، وتشنّج في بعض العضلات خصوصًا في عضلات الأطراف.

ويشعر الفرد بعدها بأعراض تشبه نوبة الهلع ك الاحساس بالخوف الشديد وعدم القدرة على التنفس وتسارع ضربات القلب والتعرق وغيرها. وهي بالتالي تعطل النوم في كثير من الأحيان.

متلازمة نادرة أو شائعة؟

لا يوجد دراسات كافية لتأكيد مدى شيوع متلازمة الرأس المنفجر. ففي حين يعتبر البعض أنها متلازمة نادرة، يرى آخرون أنها في كثير من الأحيان تبقى بلا تشخيص، لذلك قد تكون أكثر شيوعًا ممّا نعتقد. وقد أثارت بعض الدراسات الحديثة الصدمة بعد أن بيّنت انتشار متلازمة الرأس المنفجر عند الطلاب الجامعيين.

 وقد يكون السبب في هذا التباين هو اختلاف عدد نوبات المتلازمة بين الأشخاص، بين نوبة واحدة خلال عدة أشهر (في هذه الحالة تبقى بلا تشخيص ولا تتطلّب العلاج)، وبين عدة نوبات في الليلة الواحدة (حينها تحتاج للعلاج).

تُصيب المتلازمة الأشخاص من كل الأعمار، لكنها أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين بلغوا الخمسين عامًا أو أكثر.

ما هي أسباب المتلازمة؟

لا تزال أسباب المتلازمة المجهولة، لكن تمّ طرح عدة نظريات لتفسيرها. أولها تفترض خلل في عمل التشكل الشبكي في الدماغ، وهو مسؤول عن تنظيم ايقاع النوم. فيؤدي هذا الخلل إلى نشاط دماغي زائد في الفترة الانتقالية بين اليقظة والنوم، فيخلق هذه الهلوسات السمعية. نظرية أخرى تفترض وجود نوبات جزئية في الفص الصدغي. هذه النظريات وغيرها تفترض أن المشكلة تكمن في إحدى وظائف الدماغ.

لكن هناك نظريات أخرى تعتبر أن المتلازمة قد تكون ناتجة عن أمراض في الأُذُن، خصوصًا في الأذن الوسطى والداخلية.

تجدر الإشارة إلى أن المتلازمة قد تكون مرتبطة بالتوتر والقلق. وهي أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يظهرون مشاكل واضطرابات سابقة في النوم.

ما هو علاج متلازمة الرأس المنفجر؟

تختلف حاجة الأشخاص المُصابين بمتلازمة الرأس المنفجر بحسب عدد النوبات التي يشعرون بها.

فإذا كانت النوبات نادرة (مرة واحدة كل عدة أشهر مثلًا)، يكتفي العلاج بمعرفة الفرد بأن الذي يعاني منه هو متلازمة مشخصة، وتصيب أشخاصًا آخرين وهي لا تشير إلى خلل نفسي أو مرض دماغي خطير. ويُنصح إجمالًا بالتخفيف من حدة التوتر والقلق خصوصًأ قبل النوم، ومحاولة تنظيم أوقات النوم.

أما إذا كانت النوبات كثيرة (أكثر من مرة في أسبوع واحد أو في ليلة واحدة)، فهي في هذه الحالة تؤثر بشكل كبير على كمية ونوعية النوم الذي يحصل عليهما الشخص، وبالتالي على إنتاجيته ووظائفه النفسية والجسدية. من هنا، تظهر أهمية التدخل العلاجي الذي يتضمن في العادة أدوية معينة كمضادات الاكتئاب وأدوية الصرع وغيرها، وتكون فعالة غالبًا إلى حد اختفاء الأعراض نهائيًا.

رغم أن متلازمة الرأس المنفجر غير خطيرة، غير أنها لا شك تجربة تثير الخوف والقلق عند من يُصاب بها. وعلى الرغم من أن التقدم الطبي جعلها سهلة العلاج، لكن تبقى التوعية عنها مهمة لتشجيع الأشخاص المُصابين بها لفهم حالتهم وتلقي المساعدة التي تلزمهم لتخطيها.

المصادر:

NCBI
Journal of Clinical Sleep Medicine
Wiley Online Library
Science Direct

متلازمة كلوفر-بوسي: متلازمة التصرفات الغريبة

يتألف الدماغ من أربعة فصوص هي : الجبهي، والصدغي، والجداري والقذالي. ويلعب كل منها أدواراً مختلفة ومتشابكة فيما بينها. وقد تشكل اصابة أي واحدة منها ضررًا كبيرًا على الحياة العقلية والسلوكية للفرد. لطالما اعتُقد أن الفص الصدغي يقتصر دوره على السمع وإدراك الأصوات وفهم اللغة، إلّا أن إصابة الفص الصدغي التي أنتجت متلازمة كلوفر-بوسي أثبتت أن دوره أكثر تعقيدًا وأهمية. فما هي أعراض متلازمة كلوفر-بوسي؟ وماذا نعرف عن أدوار الفص الصدغي؟

تعريف:

«متلازمة كلوفر-بوسي – Klüver-Bucy syndrome » هي متلازمة عصبية نفسية نادرة تنتج عادةً عن ضرر في الدماغ تحديدًا في الفص الصدغي خصوصًا في «الحُصين- Hippocampus» وفي «اللوزة الدماغية-Amygdala». وتتجلّى من خلال مجموعة من الاضطرابات المعرفية العقلية والسلوكية والتصرفات الغريبة.

وُصفت للمرة الأولى من قِبل عالم النفس الألماني «هينريش كلوفر-Heinrich Klüver» وطبيب الأعصاب الأميركي «بول بوسي-Paul Bucy» في العام 1937، عند القرود الهندية بعد استئصال الفص الصدغي في جانبيه الأيمن والأيسر. وقد تشابهت الأعراض بين القرود الهندية والبشر بعد اصابة الفص الصدغي.

تعريف الفص الصدغي ووظائفه:

يُقسم الدماغ الى أربعة فصوص (وهي أجزاء من الدماغ)، منها الفص الصدغي الذي يقع بجانب العظم الصدغي على مستوى الأذنين داخل الجمجمة.

يتضمن الفص الصدغي بشكل أساسي «منطقة فرنيك-Wernicke’s area» و«منطقة بروكا-Broca’s area» المسؤولتين عن التواصل الكلامي و«الجهاز الحوفي-Lymbic system» المسؤول عن التحفيز والشعور والذاكرة والتعلم.

بدوره يتضمن الجهاز الحوفي الحُصين الذي يلعب دورًا هامًّا في الذاكرة ، واللوزة الدماغية التي تساهم في السلوك والتفاعلات الشعورية والوظائف المتعلقة بالشهية والاثارة الجنسية.

أعراض متلازمة كلوفر-بوسي:

تتضمن هذه المتلازمة أعراض سلوكية غريبة منها الميل الى وضع كل الأغراض في الفم، والحاجة الى استكشاف كل شيء حوله، وفقدان الذاكرة، والشبق (أي فرط الرغبة والأفعال الجنسية)، والتغيرات المزاجية، والهدوء أو عدم الاكتراث المُبالغ فيه، وتشتت الانتباه البصري و فقدان الادراك البصري (أي عدم القدرة على تمييز الأشياء عند النظر اليها) والشره المرضي (أي فرط الشراهة في تناول الطعام).  ويكفي وجود ثلاثة من الأعراض المذكورة كي يتم تشخيص متلازمة كلوفر-بوسي جزئية بعد إصابة الفص الصدغي.

أسباب الإصابة بمتلازمة كلوفر-بوسي:

تنتج المتلازمة عن إصابة الفص الصدغي من الدماغ، إما نتيجة حوادث مؤذية للدماغ أو نتيجة أمراض معينة تصيب الدماغ تختلف بين أمراض انتكاسية (كالألزهايمر ومرض باركنسون ) والأورام الدماغية وحتى الالتهابات الدماغية.

تصيب متلازمة كلوفر-بوسي الرجال والنساء بنسب متساوية.

قد تصيب المتلازمة الأطفال أيضًا، وتكون في هذه الحالة ناتجة عن التهاب الدماغ، وتختلف الأعراض بشكل طفيف عن الأعراض التي تصيب الكبار.

التشخيص:

يتم التشخيص من خلال المراقبة العيادية للأعراض، بالإضافة الى تقنيات التصوير العصبي التي تسهل تشخيص موقع الضرر الدماغي وتأثيره.

ترتبط المتلازمة غالبًا بأمراض أو إصابات أخرى مسببة لها، ممّا يستوجب تشخيصها لفهم أسباب المتلازمة وطرق علاجها.

العلاج:

يصعب علاج هذه المتلازمة النادرة كونها ناتجة عن اصابات غالبًا ما تكون بالغة في الدماغ، لذلك يختلف العلاج من شخص لآخر ويهدف الى التخفيف من حدة الأعراض وتأثيرها على الشخص المُصاب.

تتضمن طرق العلاج الأدوية من مثبتات المزاج والمهدئات ومضادات الاكتئاب، والعلاجات النفسية والسلوكية لضبط التصرفات السلوكية، والعلاجات المعرفية لمعالجة فقدان الذاكرة وتشتت الانتباه البصري.

كما يحتاج المريض أحيانًا للمتابعة الغذائية في حال وجود عارض الشره المرضي.

تثبت متلازمة كلوفر-بوسي مدى تشابه الدماغ البشري ودماغ أسلافه من القرود (في هذه الحالة القرود الهندية)، بحيث تتسبب إصابة منطقة معينة من الدماغ أعراض متشابهة عند النوعين. كما ساعد هذا النوع من المتلازمات على فهم كيفية عمل كل منطقة من الدماغ وتشابك وظائفها مع مناطق الدماغ الأخرى. لكن على الرغم من التقدم الهائل الذي حققه القرن الأخير في علوم الدماغ، فمازلنا نجهل الكثير عنه.

المصادر:

NCBI
Rarediseases
MedicalNewsToday
JAMA network

متلازمة الكوخ والعزلة المرضية

متلازمة الكوخ والعزلة المرضية

أتت جائحة كورونا عام 2020 لتفرض علينا حجرًا منزليًا طويلًا، فصلنا عن الحياة الصاخبة التي اعتدنا عليها. وعلى الرغم من الراحة النفسية التي تعطيها العطلة في العادة، إلا أن هذه العطلة القسرية سببت للكثير من الأشخاص حول العالم عوارضًا نفسية عديدة، وعاد الحديث حول ما يسمَى بمتلازمة الكوخ. فما هي متلازمة الكوخ؟ وما هي أعراضها؟

ما هي متلازمة الكوخ؟

متلازمة الكوخ، أو ما يُسمى باللغة الانكليزية ب«Cabin fever»، هي مجموعة من الأعراض النفسية التي تصيب الشخص بسبب مكوثه لفترات طويلة في المنزل. وعلى الرغم من أنها غير مُصنفة كمرض نفسي حقيقي، إلا أن عدد كبير من الأشخاص يشعرون بأعراضها. وهي تتراوح بين المشاعر السلبية والتوتر الناتجة عن قضاء وقت طويل في المنزل، حتى تصل الى مشاعر حادة من الوحدة والعزلة  أو حتى أذية النفس.

من الأرجح أن أول استخدام لمفهوم هذه المتلازمة يعود الى أوائل القرن العشرين، حيث تكلم عنها سكان المناطق الشمالية من القارة الأميركية، الذين كانوا يضطرون للبقاء في منازلهم لفترات طويلة خصوصًا في أيام الشتاء. وبعض المصادر تعتبر أنه بدأ الحديث عن متلازمة الكوخ في أوائل القرن التاسع عشر مع انتشار حمى التيفوئيد المُعدية التي أجبرت السكان على البقاء في المنازل لأيامٍ عديدة.

يربط العلماء أحيانًا متلازمة الكوخ بالاكتئاب الموسمي، الذي يصيب بعض الأشخاص عند حلول فصل الشتاء.

شكلت متلازمة الكوخ لفترة طويلة معضلة لعلماء النفس، بحيث اعتبر البعض أن عوارضها حقيقية، فيما رأى البعض الآخر أنها مجرد معتقد اجتماعي غير دقيق ولا يرقى للتشخيص الطبي. اليوم يعترف علماء النفس بمتلازمة الكوخ كمجموعة من الأعراض المختلفة الناتجة عن المكوث في البيت، لكنها غير مُصنفة كتشخيص وليس لديها تعريف محدد.

ما هي الأعراض؟

تختلف أعراض متلازمة الكوخ بين شخصٍ وشخص. وهي  تشمل المزاج السيئ والملل والضجر والقلق والتوتر والغضب واليأس وفقدان التحفيز أو الرغبة بالعمل والانزعاج السريع والأرق وصولًا الى الاكتئاب وأحيانًا العنف تجاه الآخرين أو أذية النفس.

وتنعكس هذه الأعراض على الحياة اليومية للأشخاص المُصابين بها  فتؤثر على الانتاجية، وتقلل نسبة التركيز. كما يمكن أن تسبب اضطرابات في النوم بين الأرق وقلة النوم أو النوم لفترات طويلة من اليوم. كذلك تسبب المتلازمة أحيانًا اضطراب في الطعام، وتحفز عند بعض الأشخاص شرب كميات كبيرة من الكحول.

من يُصاب بمتلازمة الكوخ؟

تنتج المتلازمة عن أسباب خارجية (البقاء في المنزل) لكنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأسباب الداخلية الفردية. بحيث تُصيب متلازمة الكوخ بشكل أكبر الأشخاص الانبساطيين (Extrovert) أي الأشخاص الذين يميلون الى الخروج من المنزل ولقاء الآخرين بكثرة، فهم ليسوا معتادين على روتين المنزل.

ارتباط متلازمة الكوخ بوباء كورونا

أجبر وباء كوفيد-19 المليارات من البشر على التباعد الجسدي والاجتماعي، وقضاء فترات طويلة في المنزل. لذلك فهو مرتبط بشكل بديهي ومنطقي بمتلازمة الكوخ. فبدأت الصحف حول العالم تتكلم مجددًا عن المتلازمة، وتشدّد على أهمية الانتباه الى الصحة النفسية الى جانب الصحة الجسدية والوقاية من الوباء.

لا شك أن تكنولوجيا الاتصالات لعبت دورًا هائلًا في الحفاظ على التواصل مع العالم الخارجي ممّا خفف من الشعور بالوحدة عند الكثيرين، ولكنها لم تعوض عن الاتصال المباشر والحقيقي عند آخرين ولم تمنع ظهور أعراض المتلازمة بعد فترة طويلة من الحجر.

الوقاية من متلازمة الكوخ والعلاج منها

بما أن متلازمة الكوخ غير مصنفة كمرض نفسي، فلا يوجد إجراء علاجي واضح. إلا أن علماء النفس ينصحون إجمالًا الأشخاص المعرضين للمتلازمة باللجوء الى اعتماد روتين صحي، من خلال تنظيم النوم ووجبات الغذاء. كما ينصحون بشدة بالبقاء على تواصل مع العالم الخارجي والأهل والأصدقاء (حتى لو كان هذا التواصل افتراضيًا)، وبالابقاء على النشاط الذهني من خلال العمل أو الدراسة أو المطالعة أو أي نشاط ذهني آخر، والنشاط الجسدي من خلال الحركة والرياضة.

أما في الحالات الحادة، عندما تصل أعراض المتلازمة الى اليأس الحاد والاكتئاب والقلق والعنف، يحتاج المُصاب بها الى مساعدة من خلال العلاج النفسي وأحيانًا الى علاج طبي دوائي.

العزلة أمر جيد، ولكنك تحتاج شخص ما لتخبره بأن العزلة جيدة.
-هونوري دي بالزاك

 الانسان حيوان اجتماعي، وعقله يتغذى بالتواصل الاجتماعي تمامًا كما يتغذى بالطعام والنوم. وعلى الرغم من اختلاف حاجات البشر بين أشخاص يميلون الى الوحدة وآخرين يفضلون وفرة العلاقات الاجتماعية على أنواعها حولهم، إلا أن التواصل يبقى أوكسيجين العقل البشري.

المصادر:
Medical News Today
CNN
Washington Post

اقرأ أيضًا، متلازمة أليس في بلاد العجائب

متلازمة كابجراس أو “المُنتحِل”: الوهم الذي يحوّل الأقرباء إلى غرباء

تخيّل أنك تعيش مع أشخاص يبدون تمامًا كأهلك لكنهم في الحقيقة كائنات فضائية أخذوا مكانهم. هي قصة تشبه أفلام الرعب، لكنها قد تتحول إلى حقيقة في حال إصابتك بمتلازمة كابجراس.

تعريف متلازمة كابرجاس

 متلازمة «كابجراس-Capgras» تُسمّى أيضًا ب«متلازمة المُنتحل-Imposter Syndrome». وهي متلازمة نادرة تجعل الشخص المُصاب بها يعتقد أن شخص أو أكثر من المحيطين به قد استُبدلوا بأشخاص مُنتحلين أو كائنات مُنتحلة (كائنات فضائية، وحوش، …). في أغلب الأحيان، يكون هذا الشخص “المُنتحَل” الزوج/الزوجة،أو فرد من العائلة، أو صديق مقرّب، أو فرد من الطاقم الطبي.

تمّ وصف وتشخيص هذا الوهم لأول مرة من قِبل الطبيب النفسي الفرنسي «جوزيف كابجراس-Joseph Capgras» عام 1923. وقد أطلق عليه اسم «L’illusion des sosies» بالفرنسية والتي تعني وهم المتشابهين.

تعتبر متلازمة وهم كابجراس واحدة من «متلازمات سوء التعرف الوهمي –Misidentification delusions». وهي مجموعة من الأوهام  تؤدي إلى خطأ في تعريف هوية الشخص نفسه، أو أشخاص آخرين، أو حيوانات، أو أشياء، أو أماكن.

من يُصاب بالمتلازمة؟

تُعد متلازمة كابجراس نادرة، وهي غالبًا ترتبط بمرض نفسي أو حالات عصبية وعقلية أخرى، سنذكر منها:

– «الفصام البارانويدي-Paranoid schizophrenia»: وهي حالة مرضية نفسية يفقد فيها المريض ارتباطه بالواقع، ويعاني من توهم الاضطهاد تغذيه هلوسات بصرية و/أو سمعية.
– اضطرابات المزاج.
– مرض الألزهايمر.
– «خرف أجسام ليوي-Lewy Body dementia»: هو خرف يؤدي إلى انخفاض في القدرات الذهنية والهلاوس البصرية وغيرها من العوارض.
– إصابات الرأس.
– تعاطي المخدرات.

وتجدر الإشارة إلى أن النساء أكثر عُرضةً للإصابة بالمتلازمة من الرجال.

أعراض متلازمة كابرجاس

تختلف العوارض بين مريض وآخر بحسب المرض الأساسي المُرافق لمتلازمة كابجراس. ولكن تتميّز المتلازمة إجمالًا بالتوهم بأن شخص أو أشخاص معينين تم استبدالهم بمُنتحلين لهم. ويكون عادةً الشخص المنتحَل تربطه علاقة عاطفية قريبة جدًا من المريض. يقتصر الوهم على شخص أو أشخاص معينين ولا يطال الأشخاص الآخرين المحيطين بالمريض. ومن أكثر الاعتقادات شيوعًا هي أن المنتحِل شخص شرير أو كائن فضائي أو رجل آلي.

يكون المريض مقتنعًا اقتناعًا تامًا بالوهم، ولا يمكن لأي أحد إقناعه بالحقيقة رغم تقديم الأدلّة المادية والمنطقية له. وهو يكون غير قادر على التخلّي عن اقتناعه بالوهم رغم اقتناعه أحيانًا بعبثيته.

يتحول أحيانًا المريض، في حال لم يتم علاجه، إلى شخص عنيف. وقد يشكل خطرًا على الشخص الذي يتعلّق به الوهم، إذ إن المريض قد يحاول أذيته أو حتى قتله لاقتناعه بأنه مخلوق شرير.

أسباب الإصابة بالمتلازمة

لم يتمكن العلماء من تحديد أسباب واضحة للإصابة بمتلازمة كابجراس، لكنها تجمع بين أسباب نفسية وأسباب عضوية عقلية.

فقد بينت بعض دراسات الحالات أن الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة هم الأشخاص الذين يملكون قلق الاضطهاد، خصوصًا بعد تعرضهم لصدمة نفسية كبيرة. كما بيّنت دراسات الحالات (خصوصًا إصابات الرأس) وتقنيات التصوير العصبي أن الاصابات في النصف الأيمن من الدماغ قد تكون مسؤولة عن عوارض المتلازمة.

ومن النظريات الأكثر شيوعًا لتفسير المتلازمة هو ضرر في التواصل بين المنطقة الدماغية المسؤولة عن التعرف على الوجوه، والمنطقة المسؤولة عن المشاعر (الصور العقلية)، بحيث يتعرف المريض على وجه الشخص لكنه لا يشعر تجاهه بالعاطفة بطريقة طبيعية ولا يعتبره مألوفًا فيعتبر أن هذا شخص آخر مُنتحل للشخص الأساسي. وقد عززت هذه النظرية بعض الحالات التي يتوهم المريض أن شخصًا ما هو منتحل عندما يراه، لكن يختفي هذا التوهم عندما يسمع صوته فقط (مثلًا عندما يكلّمه عبر الهاتف).

ولكن النظريات المفسرة للأسباب النفسية والعضوية ما زالت غير دقيقة وهي بحاجة لمزيد من الدراسات.

شاب يخبر عن تجربته مع متلازمة كابجراس بعد تعرضه لإصابة في رأسه جراء حادث سير.

علاج المتلازمة

 يختلف العلاج بحسب العوارض والمرض الأساسي الذي يرافق متلازمة كابجراس. لكنه عادةً يتضمن العلاج الدوائي من خلال مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب ومضادات الخرف، والعلاج النفسي والسلوكي لتخفيف قلق المريض وخطر العنف الذي قد تسببه المتلازمة. وكون المتلازمة ترتبط بأمراض نفسية وعقلية أخرى، هي غالبًا ما تترافق مع انخفاض في القدرات الذهنية والذاكرة والصعوبة في التركيز، ممّا يتطلب مقاربة علاجية معرفية.

في الختام، يستمر الدماغ البشري في مفاجأتنا، في صحته كما في مرضه، بحيث تخلق إصابة أي جزء منه أكثر المتلازمات غرابةً وعبثية، كفيلة بقلب عالمه رأسًا على عقب. وقد تشكّل دراسة هذه المتلازمات مفتاحًا إضافيًا لفهم كيفية عمل الدماغ.

مصادر
Science direct
WebMD
JAMA network
DUMAS
NCBI

المزيد: متلازمة الاستذئاب السريري: وهم التحول إلى حيوان

ما هي متلازمة المحتال؟ وكيف يمكنك مكافحتها؟

يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الصحة العقلية وتؤثر على تطور الحياة المهنية، بالإضافة إلى أنها تؤثر على الناس في مكان العمل وفي الفصول الدراسية، إذ إنهم يكافحون من أجل “استيعاب إنجازاتهم”، وهم مقتنعون بأنهم لا ينتمون إلى ما حصلوا عليه، أو أنهم لا يستحقون نجاحهم، وفقًا للباحثين: “غالبًا ما يشعرون بأنهم قد تم اختيارهم عن طريق الخطأ للقيام بدور ما”.

دراسة جديدة في جامعة بريغهام يونغ، أجرى فيها الباحثون مقابلات مع الطلاب في برنامج أكاديمي لفهم آليات التكيف المختلفة التي استخدمها الطلاب للهروب من هذه المشاعر، إحدى الطرق الخاصة كانت متفوقة على البقية: البحث عن دعم اجتماعي من خارج البرنامج الأكاديمي.

تشير نتائج دراسة المقابلة: “أنه إذا تواصل الطلاب إلى طلاب آخرين داخل تخصصهم، فإنهم سيشعرون في كثير من الأحيان أسوأ مما شعروا به، أما إذا وصل الطالب إلى العائلة، أو أصدقاء خارج اختصاصهم، أو حتى أساتذتهم، فإن مشاعرهم قد تتقلص”.

جيف بيدنر، مؤلف ومشارك في الدراسة وأستاذ مساعد في السلوك التنظيمي والموارد البشرية في جامعة بريغهام، قال في بيان صحفي: “يبدو أن من هم خارج المجموعة الاجتماعية قادرين على مساعدة الطلاب على رؤية الصورة الكبيرة وإعادة معايرة مجموعاتهم المرجعية”.

أضاف بيدنر: “بعد الوصول إلى خارج مجموعتهم الاجتماعية للحصول على الدعم، يكون الطلاب قادرين على فهم أنفسهم بشكل كلي بدلاً من التركيز بشكل كبير على ما شعروا أنهم يفتقرون إليه في مجال واحد فقط”.

كشفت الدراسة أيضًا عن الطرق السلبية التي تعامل بها الطلاب مع مشاعرهم: حاول بعض الطلاب إبعاد عقولهم عن الواجب المدرسي من خلال الهروب مثل ممارسة ألعاب الفيديو لكنهم قضوا المزيد من الوقت في اللعب بدلاً من الدراسة، حاول آخرين إخفاء شعورهم بعدم الأمان، متظاهرين أنهم واثقون ومتحمسون من أدائهم، إلا أنهم كانوا يميلون إلى الشعور بالسوء على المدى البعيد.

صرح الباحثون: “أن هناك أشياء ملموسة يمكن للناس القيام بها في مكان العمل لإبعاد هذه المشاعر، على سبيل المثال، يجب على المديرين تشجيع الموظفين على تطوير مجموعات مرجعية أوسع، بدلاً من مطالبتهم طلب المساعدة من أقرانهم، وقد تشمل الخدمات الاستشارية أو المجموعات المهنية الخارجية”.

وضح الباحثون أيضًا: “أن الاستراتيجية الأخرى التي يمكن أن تساعد هي توفير فرص للهروب المعرفي في مكان العمل، بمعنى آخر إتاحت أنشطة للتشتيت، مثل ممارسة الرياضة، حيث تعطي المشاركين الشعور بالرضا والثقة في مهاراتهم”.

يقترح بيدنر: “من المهم خلق ثقافات يتحدث فيها الناس عن الفشل والأخطاء، عندما نخلق تلك الأجواء، من المرجح أن يحصل شخص يشعر بهذه المشاعر على المساعدة التي يحتاجها”.

أخيرًا، أضاف مؤلفو الدراسة: ” أن خلق بيئة يشعر فيها الناس بأنهم قادرون على المشاركة في إخفاقاتهم يمكن أن يساعد في تقليل بعض المخاوف التي تجعل متلازمة المحتال منتشرة للغاية في المقام الأول”.

 

ركزت الأبحاث المبكرة التي استكشفت هذه الظاهرة في المقام الأول على النساء الناجحات. في عام 1978، وصف عالما النفس سوزان إيميس وبولين روز كلانس لأول مرة متلازمة المحتال في النساء المهنيات ذوات الإنجاز العالي. إلا أنه اتضح لاحقًا، أن متلازمة المحتال يمكن أن تؤثر على أي شخص، من طلاب الدراسات العليا إلى كبار المدراء والعاملين.

وجدت إحدى الدراسات أن حوالي 70٪ من جميع الأشخاص شعروا بأنهم محتالون في مرحلة ما. غالبًا ما تصيب أولئك الذين يتمتعون بقدرات عالية في الكمال. ومن بين من شعروا بهذا النوع من الشك العالم ألبرت أينشتاين، والرياضية سيرينا ويليامز، والمغنية جينيفر لوبيز، والممثلون ناتالي بورتمان، ولوبيتا نيونغو، وتوم هانكس.

ما هي متلازمة المحتال؟

Impostor Syndrome: تسمى أيضًا perceived fraudulence، يُطلق هذا المصطلح الغريب على الأشخاص الذين لا يثقون بإنجازاتهم وقدرتهم على العمل واستحقاقهم للتقدير، فهم يجدون أنفسهم أقل من هذه الإنجازات على الرغم من أنها جميعًا تمت بمجهودهم الشخصي، هنا يدخل الشخص بحوار داخلي يجعله يظن نفسه محتالًا ومخادع للآخرين وبأن هذه الإنجازات ما هي إلا أوهام.

يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الصحة العقلية وتؤثر على تطور الحياة المهنية، بالإضافة إلى أنها تؤثر على الناس في مكان العمل وفي الفصول الدراسية، إذ إنهم يكافحون من أجل “استيعاب إنجازاتهم”، وهم مقتنعون بأنهم لا ينتمون إلى ما حصلوا عليه، أو أنهم لا يستحقون نجاحهم، وفقًا للباحثين: “غالبًا ما يشعرون بأنهم قد تم اختيارهم عن طريق الخطأ للقيام بدور ما”.

تظهر الدراسات أن أولئك الذين يختلفون عن معظم أقرانهم، مثل النساء في وظائف مرموقة أو طلاب الجامعات من الأوائل، هم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة المحتال. كما أنها شائعة بين طلاب الجامعات الأمريكية السوداء والأمريكية الآسيوية واللاتينية في الولايات المتحدة.

على الرغم من أن متلازمة المحتال ليست تشخيصًا رسميًا، إلا أن العديد من علماء النفس يدركون أنها شكل خطير من الشك الذاتي. يميل الأشخاص المصابون بمتلازمة المحتال إلى الشعور بالقلق والاكتئاب أيضًا.

المصادر:

Exit mobile version