جون فوس: صوت النرويج الذي هز العالم الأدبي وفاز بنوبل للآداب 2023

جون فوس، جائزة نوبل للآدب 2023: في ركن منعزل من العالم وسط جبال وغابات بحر الشمال الغامض يقطن الكاتب المسرحي النرويجي جون فوسي يحارب عواصف العالم المعاصر والأحداث العالمية المؤلمة، فيقدم صوتا لبني الانسان عامة ويكتب عن (رجل) و (أمرأة) بدون تحديد او تحيز يعطي صوتا لكل مالا صوت له، ووسط الصخب والعنف واليأس يبحث عن السلام!.

لذا منحت جائزة نوبل في الأدب لعام 2023 للمؤلف النرويجي جون فوس “على مسرحياته ونثره المبتكر والذي أعطي صوتا لما لا يمكن وصفه.”و تم الإعلان عن الكاتب كفائز في حفل أُقيم في الأكاديمية السويدية في ستوكهولم يوم الخميس (6 أكتوبر)، وتم بثه مباشرة عبر الإنترنت.

رد فعله عن الجائزة

تم إبلاغ فوسي بالفوز عبر الهاتف. قال المعلن: “لا يصدق كل الفائزين عند الأتصل بهم انهم قد فازو بنوبل فعلا، لكنه كان مستعدًا للثقة وحتى الساعة الواحدة. كان يقود سيرته في الريف في النرويج وقت ابلاغه وقال إنه كان مندهشًا ومتخوفًا قليلًا عند تلقيه الجائزة.”

مولده ونشأته

فوسي، الذي وُلد ونشأ في هاوغسوند بالنرويج، استطاع أن يقدم صوتًا فريدًا في المشهد الأدبي العالمي. وقد شهدت أعماله الأدبية مزيجًا رائعًا من الروابط المحلية النرويجية والتقنيات الأدبية العالمية، مما جعله يبرز كأحد أبرز الأصوات في الأدب المعاصر.

وفي حديثه مع “The New Yorker”، أوضح فوسي رؤيته الفريدة حول السعي وراء السلام والهدوء في زمنٍ مليء بالصخب. تناول الحديث تأملاته حول الحياة والموت، وكيفية التعامل مع الضغوطات الداخلية والخارجية، ورغبته المستمرة في البحث عن معنى حقيقي في الحياة.

كيف قاده الادب من الالحاد إلى الإيمان

حين سأل جون فوس “كيف تجمع بين الدين والأدب في حياتك؟

رد قائلا “كان لدي تحول ديني غامض في حياتي فقد كنت ملحدًا، ولكنني لم أستطع تفسير ما يحدث عندما أكتب!. من أين يأتي ذلك الابداع؟ لم أستطع الإجابة على هذا السؤال.
يمكنك دائمًا شرح الدماغ بطريقة علمية، لكنك لا تستطيع أن تشرح هالة الابداع أو الروح. إنه شيء آخر.
كما قال: “الأدب بحد ذاته يعرف أكثر من نظرية الأدب، كذلك الله؛ لأن الله في الواقع غائب بعيد جدًا، وهو الوجود ذاته حاضر دائما وقريب جدًا.”

أما عند الحديث عن العلاقة بين الله والكنيسة وعقائدها، قال إذا كنت مؤمنًا حقيقيًا، فلن تؤمن بالعقائد الجامدة والمؤسسات. ولكن ذلك لا يعني أن العقائد والمؤسسات الدينية غير ضرورية. وفي العالم الذي نعيش فيه، أشعر أن القوى الاقتصادية قوية جدًا، وهناك قوى أخرى تقف ضدها، والكنيسة هي واحدة منها.”

الكاتب جون فوس يشارك تجربته في الاقتراب من الموت عندما كان في سن السابعة بسبب حادث. خلال تلك اللحظة، شعر بأنه يرى نفسه من مكان بعيد، ووصف السلام الذي شعر به، مشيرًا إلى الأماكن التي رآها والحالة الهادئة والسعيدة التي كان فيها. يعتبر هذا التجربة الأكثر أهمية في طفولته وأنها أثرت في تشكيل شخصيته وجعلته يتجه إلى فن الكتابة


“أحتاج أن أتحدث عن الموت لأنه أمر أساسي بالنسبة لي: عندما كنت في سن السابعة، كنت قريبًا من الموت بسبب حادث. ومن ثم، من هناك [يشير إلى البعيد]، استطعت أن أرى نفسي جالسًا هنا – رأيت نفسي هكذا. وكان كل شيء هادئًا، ونظرت إلى البيوت في بلدي، وشعرت باليقين تقريبًا أنني رأيتها للمرة الأخيرة حين كنت ذاهبًا إلى الطبيب. كل شيء كان يتلألأ وكان في سلام، حالة سعيدة جدًا، مثل سحابة من جزيئات الضوء. هذه التجربة هي الأكثر أهمية من طفولتي. وقد شكلتني كشخص، في الأوقات الجيدة والسيئة. أعتقد أنها جعلت مني فنانا.”

رؤيته الفنية

فوس؛ من خلال أعماله، يقدم لنا نظرة عميقة إلى التجارب الإنسانية، سواء كانت هذه التجارب فرحًا أو حزنًا، أملًا أو يأسًا. ومن خلال الروابط القوية بين الشخصيات في أعماله، يستطيع فوسي إبراز التناقضات والصراعات التي تواجه الإنسان في حياته اليومية.

لقد أظهر فوسي، من خلال رواياته ومسرحياته، القدرة على التقاط أعمق الأحاسيس والمشاعر، وعرضها بلغة أدبية راقية، مما جعله يستحق جائزة نوبل في الأدب. ولكن أكثر من ذلك، جعله يستحق مكانة خاصة في قلوب القراء حول العالم.

بينما يحتفل العالم بتكريم هذا العبقري الأدبي، يتجه النظر إلى النرويج، تلك الأرض الهادئة التي استطاعت أن تقدم للعالم صوتًا عظيمًا مثل جون فوسي، الذي سيظل يتردد صداه في أروقة الأدب العالمي للأجيال القادمة.

جون فوسي: أسطورة الأدب النرويجي المعاصر

في أعماق النرويج وعلى شواطئ هاوغسوند المذهلة وُلِد جون فوسي في عام 1959، الكاتب الذي سيحتل لاحقًا مكانة بارزة في المسرح الأوروبي والأدب العالمي.

من منزله الأبيض إلى الشهرة العالمية
على مقربة من مؤسسة فوس، في قرية سترندبارم، يمكنك رؤية منزل فوسي الأبيض حيث نشأ والذي ما زالت والدته تقطنه، بجواره منزل أجداده، شاهدًا على بدايات هذا الكاتب العظيم.

مسيرة أدبية خالدة
أبدع فوسي في أعماله المكتوبة بلغة النينورسك-هو اللهجات الريفية في غرب النرويج – امتدت كتاباته لتشمل مسرحيات، روايات، قصائد، مقالات، وحتى كتب للأطفال والترجمات. وبرزت في كتاباته الموضوعات التي تحاكي الإنسان ومخاوفه وأمانيه. منذ نشر روايته الأولى “Raudt” في 1983 التي تناولت موضوع الانتحار، أظهر فوسي قدرته على اللعب بالأحاسيس والتوجه نحو تقديم الجديد في الأدب.

انفجاره في الساحة الأوروبية
وصلت شهرته إلى ذروتها بعد إنتاج كلود ريجي لمسرحيته “Nokon kjem til å komme” في باريس عام 1999. وفي هذه المسرحية، أبدع فوسي في استخدام لغة مبسطة وتقنيات درامية لعرض القلق الإنساني والعجز بأبسط الأشكال.

فلسفته الأدبية
يتميز فوسي بجمعه بين الروابط المحلية والتقنيات الفنية الحديثة، وهو يقرب بينه وبين أسماء عظماء مثل صموئيل بيكيت وتوماس برنهارد. ورغم النظرة السلبية التي يشترك فيها مع بعض الكتاب، فإنه يقدم نظرة متفردة عن الحياة مليئة بالدفء والدعابة.

المسيرة الأدبية:

جون فوس: الأدب الذي ينبض بالحياة والموت

منذ بداية مسرحيته “Namnet” التي أُطلِقت عام 1995، والمعروفة بـ”The Name” في 2002، نُقدم إلى موقف يومي مشحون بالعواطف، حيث تنتظر فتاة حامل عودة والد طفلها المُتأخر. يُظهر فوسي المشهد بتوتر عالٍ، مُستعرضًا خوف الفتاة من تخلي الوالد عنها وعن طفلها.

في مسرحيته المؤلمة “Dødsvariasjonar” من عام 2002 (أو “Death Variations” في 2004)، يُقدم قصة فتاة انتحرت، ويُعيد رواية قصتها من وقت وفاتها بشكلٍ عكسي. يستخدم فوسي تقنيات الحوار القصير والمنقطع لتجسيد هذا الموقف الاليم.

وفي مسرحيته “Skuggar” عام 2007، يُقدم سلسلة من المواقف باستخدام عبارات متكررة تحمل في طياتها الغموض، ويتفنن في احترام مكان الأحداث ولكنه يُحيرنا بتقديم الزمن بشكل مُختلف.

من أمثلة أعماله المبكرة في الرواية، نجد “Morgon og kveld” عام 2000 (أو “Morning and Evening” في 2015)، التي قد تكون أكثر أعماله أملًا. وفي روايته البارعة “Det er Ales” من عام 2004 (أو “Aliss at the Fire” في 2010)، قام بتضمين ما يزيد عن 200 سؤال في مساحة 70 صفحة فقط!

ومن أبرز أعماله في الرواية، نجد “Trilogien” (أو “Trilogy” في 2016) التي تحتوي على مجموعة من الروايات تمتاز بالتشويق والإثارة. وقد حازت على جائزة المجلس النرويجي للأدب عام 2015.

لكن، أهم أعمال فوسي في الرواية تبقى “Septology” التي أكملها عام 2021، وهي رواية مكونة من ثلاثة أجزاء تمتد على مساحة 1250 صفحة وتُقدم بأسلوب الحوار الداخلي.

في الختام، تُظهر أعمال جون فوسي تفرده في تقديم الأدب والقضايا الإنسانية، مُجمعًا بين البساطة والعمق، وما بين الحياة والموت.

قائمة بعض من أعماله:

  1. الروايات:
    • “Raudt” في عام 1983.
    • “Gitar Stengd” في عام 1985.
  2. المسرحيات:
    • “Nokon kjem til å komme” في عام 1996.
    • “Natta syng sine songar” في عام 1998.
  3. القصائد والمقالات:
    • كتب عدة مقالات وقصائد تناولت موضوعات مختلفة، منها الحياة اليومية والتجارب الإنسانية.
  4. كتب الأطفال والترجمات:
    • اهتم فوسي بكتابة الأدب الخاص بالأطفال وقام بترجمة عدة أعمال من وإلى اللغة النرويجية.

الجائزة

تتألف الجائزة من ميدالية ذهبية، وشهادة، ومبلغ نقدي، ويتم منحها كل عام “للشخص الذي قدم، في مجال الأدب، أبرز عمل باتجاه مثالي للإنسانية”. قيمة الجائزة المالية تتغير من عام إلى عام، استنادًا إلى موارد مؤسسة نوبل المالية.

فوز 3 مصرفيين بجائزة نوبل للاقتصاد 2022، فماذا قدموا؟

قررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، منح جائزة Sveriges Riksbank في العلوم الاقتصادية، في ذكرى ألفريد نوبل، لعام 2022. بالاشتراك لكلٍّ من بن برنانكي-Ben Bernanke، ودوغلاس دايموند-Douglas Diamond، وفيليب ديبفيج-Philip H. Dybvig. فماذا قدّم الثلاثي، ليستحقوا الفوز بجائزة نوبل للاقتصاد 2022 ؟

(لتحسين فهمنا لدور البنوك في الاقتصاد بشكل كبير ولا سيما خلال الأزمات الاقتصادية)

مساهمة الفائزين وفق البيان الصحفي للجنة نوبل الاقتصاد 2022
تصميم جائزة Sveriges Riksbank في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل

لماذا حصل الثلاثي على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لعام 2022؟

أوضحت أبحاث الثلاثي أن تجنب انهيار البنوك أمر حيوي. كما أوضحت كيفية جعل البنوك أقل عرضة للخطر في الأزمات. وكيف أن انهيار البنوك يؤدي إلى تفاقم الأزمات المالية. وقد وضع أساس هذا البحث بن برنانكي ودوغلاس دياموند وفيليب ديبفيج في أوائل الثمانينيات. وكانت تحليلاتهم ذات أهمية عملية كبيرة في تنظيم الأسواق المالية، والتعامل مع الأزمات المالية.

فكي يعمل الاقتصاد بشكل جيد، يجب توجيه المدخرات للاستثمار. لكن هناك تعارضًا بين مصالح المدخرين، الذين يريدون الوصول الفوري إلى أموالهم في حالة حدوث أزمة غير متوقعة، وبين الشركات، وأصحاب المنازل، الذين يحتاجون إلى التأكد من أنهم لن يضطروا إلى سداد قروضهم فجأة بسبب عجزًا في سيولة البنك.

نظرية دياموند ديبفيج

وتُظهر نظرية دياموند ديبفيج Diamond-Dybvig كيفية تقديم البنوك الحل الأمثل لهذه المشكلة. من خلال العمل بمثابة وسيط التسجيل اليومي، الذي يقبل الودائع من المدخرين، ويسمح للمودعين بالوصول إلى أموالهم عندما يرغبون، مع تقديم قروض طويلة الأجل للمقترضين.

ومع ذلك أظهر تحليل الفائزين كيف أن هذه النشاطات، تجعل البنوك عرضة لشائعات الانهيار الوشيك، إذا هرع عدد كبير من المدخرين، في وقت واحد، إلى البنك لسحب أموالهم. وبذلك تحقق الشائعات نفسها، ويحدث تدفق خارجي من البنك، ثم ينهار.

يمكن منع هذه الديناميكيات الخطرة من خلال تقديم الحكومات تأمينًا على الودائع. أي تتصرف الحكومات بصفتها مقرضًا وملاذًا أخيرًا للبنوك. وأظهر دياموند، كيف تقوم البنوك، بأداء آخر وظيفة مهمة اجتماعيا لها، كوسطاء بين العديد من المدخرين والمقترضين، وباعتبارها، الأنسب لتقييم الجدارة الائتمانية للمقترضين، والتأكد من استخدام القروض، للاستثمارات الجيدة.

تحليل الكساد الكبير للاستفادة منه

قام بن برنانكي، بتحليل الكساد الكبير في الثلاثينيات. وقد كان أسوأ أزمة اقتصادية في التاريخ الحديث. ومن بين أمور أخرى، أظهر بن برنانكي كيف كانت إدارة البنوك عاملاً حاسمًا في تعميق الأزمة، وطول أمدها. 

عندما انهارت البنوك، فُقدت معلومات المقترضين، ولم يُتمكَّن من إعادتها بسرعة. لذلك تقلصت قدرة المجتمع على توجيه المدخرات إلى الاستثمارات الإنتاجية.

“لقد حسنت أفكار الفائزين بالجائزة، قدرتنا على تجنب الأزمات الخطيرة، وعمليات الإنقاذ باهظة الثمن” 

بيان رئيس لجنة الجائزة في العلوم الاقتصادية 2022

من هم الفائزون بجائزة نوبل في الاقتصاد 2022؟

بن شالوم برنانكي

هو اقتصادي أمريكي، شغل منصب الرئيس الرابع عشر للاحتياطي الفيدرالي من عام 2006 إلى عام 2014. ثم ترك الاحتياطي الفيدرالي، وتمّ تعيينه زميلًا في معهد بروكينغز.

خلال فترة توليه رئاسة المجلس. أشرف برنانكي على استجابة الاحتياطي الفيدرالي للأزمة المالية، في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأٌطلق عليه لقب شخصية العام، لعام 2009.

قبل أن يصبح رئيسًا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، كان بيرنانكي أستاذًا دائماً في جامعة برينستون. وترأس قسم الاقتصاد من عام 1996 إلى سبتمبر 2002. وكان دوره يتمثّل في إنجاز بحثه، الذي فاز بجائزة نوبل للاقتصاد لسنة 2022 والذي حللّ فيه الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.

أصبح عضوًأ في مجلس محافظي الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، في الفترة من 5 أغسطس 2002 حتى 21 يونيو 2005. واقترح مبدأ برنانكي-Bernanke doctrine. وناقش نظرية (الاعتدال الاكبر-the Great Moderation). وتقول نظرية الاعتدال الأكبر بأن دورات الأعمال التقليدية، قد انخفضت في التقلبات في العقود الأخيرة، من خلال التغيرات الهيكلية التي حدثت في الاقتصاد الدولي، لا سيما زيادة الاستقرار الاقتصادي للدول النامية. مما قلل من تأثير سياسة الاقتصاد الكلي (النقدية والمالية).

بعد ذلك، شغل بيرنانكي منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس جورج دبليو بوش. قبل أن يرشحه خلفًا لألان جرينسبان، كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي للولايات المتحدة. وبدأت ولايته الأولى في 1 فبراير 2006. ثم عين لفترة ولاية ثانية من 28 يناير 2010، بعد أن أعاد الرئيس باراك أوباما تعينه. وانتهت ولايته الثانية في 31 يناير 2014.

كتب بيرنانكي عن الفترة التي قضاها كرئيس للاحتياطي الفيدرالي، في كتابه الصادر عام 2015، بعنوان (شجاعة التصرف-The Courage to Act). الذي كشف فيه أن الاقتصاد العالمي، اقترب من الانهيار عامي 2007 و 2008. إلا أن جهود مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والوكالات الأمريكية الأخرى، وبعض الحكومات الأجنبية، حالت دون وقوع كارثة اقتصادية، أكبر من الكساد العظيم!

“أعتقد أن الفكرة الأساسية، هي أن الائتمان، يمكن أن يساعد في توفير النمو”

بن برنانكي بعد فوزه بالجائزة مؤكدًا على أهمية النظام المالي باعتباره جزءًا مهمًا من الاقتصاد

دوغلاس وارين دياموند

عمل دياموند كأستاذٍ زائرٍ في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، وكلية إم آي تي سلون للإدارة، وجامعة بون. بالإضافة إلى التدريس في جامعة ييل. وهو حاليا أستاذ مادة (الخدمة المتميزة لميرتون إتش ميلر)، في المالية في كلية الأعمال بجامعة شيكاغو. وهو عضوٌ في هيئة التدريس بها منذ 1979.

كما إنه متخصص في دراسة الوسطاء الماليين، والأزمات المالية والسيولة. ورئيس سابق لجمعية التمويل الأمريكية، و(جمعية التمويل الغربي-Western Finance Association). حيث اشتهر بعمله في الأزمات المالية وإدارة البنوك. ومشاركته في ابتكار نموذج ( Diamond-Dybvig) المؤثر، الذي نُشر عام 1983، ونموذج Diamond للمراقبة المفوضة، الذي نُشر عام 1984.

منذ عام 2016، تم إدراجه من قبل منظمة (طومسون رويترز-Thomson Reuters)، كواحد من الباحثين المرشحين للحصول على جوائز نوبل، بناءً على عدد الاستشهادات بأبحاثهم المنشورة. وحصل على جائزة CME GroupMSRI في التطبيقات الكمية المبتكرة عام 2016.

“لقد فكرنا في كيفية استخدام بعض أجزاء نظرية الألعاب لفهم الأزمات المالية”

دوجلاس دايموند بعد فوزه بالجائزة

فيليب هالين ديبفيج

هو اقتصادي أمريكي. وأستاذ الأعمال المصرفية والمالية في كلية أولين للأعمال بجامعة واشنطن، حول شركة Boatmen’s Bancshares، أحد أكبر 30 شركة مالكة للبنوك في العالم.

وهو متخصص في تسعير الأصول والخدمات المصرفية والاستثمارات وحوكمة الشركات. كان سابقًا، أستاذًا في جامعة ييل. وأستاذًا مساعدًا في جامعة برينستون. ورئيسًا لجمعية (التمويل الغربي-Western Finance Association) من 2002 إلى 2003 .

كما عمل محررًا في العديد من المجلات الاقتصادية، مثل Review of Financial Studies، و Journal of Economic Theory، وFinance and Stochastics، وJournal of Finance، و Journal of Financial Intermediation، و Journal. وذلك في مجالات التحليل المالي والكمي، ومراجعة الدراسات المالية.

فهل كنت تعلم أن تسارع المدخرين، لسحب أموالهم من البنوك في وقت واحد، يمكن أن يؤدي إلى انهيار البنوك، وتفاقم الازمات الاقتصادية؟

أسئلة وأجوبة عن جائزة نوبل في الاقتصاد 2022، من يختار الفائزين ولم؟

هي جائزة أنشأها «Sveriges Riksbank» (البنك المركزي السويدي) عام 1968 في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل، مؤسس جائزة نوبل. وتستند جائزة نوبل في الاقتصاد على تبرع تلقته مؤسسة نوبل عام 1968 من بنك (سفيرجيس ريكسبانك) بمناسبة الذكرى الـ 300 للبنك.

تُمنح جائزة نوبل في الاقتصاد من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، ستوكهولم، السويد، وفقًا لنفس المبادئ الخاصة بجوائز نوبل التي تم منحها منذ عام 1901، وقد منحت الجائزة الأولى في العلوم الاقتصادية إلى «راجنار فريش» و«جان تنبيرجن» عام 1969.

كيف يتم اختيار الفائزين بجائزة نوبل في الاقتصاد؟

يتم اختيار الفائزين بجائزة نوبل في الاقتصاد من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، من بين المرشحين الذين توصي بهم لجنة جائزة نوبل في الاقتصاد، واللجنة التي تفحص الترشيحات وتختار المرشحين النهائيين تتألف من خمسة أعضاء أو أكثر.

ترسل اللجنة المكونة من 5 أشخاص استمارات سرية إلى أشخاص كفء ومؤهلين، لاقتراح المرشحين للحصول على الجائزة كل عام قبل نهاية شهر سبتمبر، وتنتظر ترشيحاتهم ثم تنظر فيها وتختار منها.

لجنة جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2022

الأعضاء الدائمون

  • بيتر فريدريكسون، أستاذ في الاقتصاد.
  • بير سترومبرغ، أستاذ في المالية.
  • جاكوب سفينسون، أستاذ في الاقتصاد.
  • توري إلينجن، (رئيس اللجنة) أستاذ في الاقتصاد.
  • جون هاسلر، أستاذ في الاقتصاد.
  • بير كروسيل، (سكرتير اللجنة) أستاذ في الاقتصاد.

الأعضاء المساعدون

  • تومي أندرسون، أستاذ في الاقتصاد.
  • كريستوفر إيدلينج،أستاذ في علم الاجتماع.
  • إنجريد ويرنر، أستاذ في المالية.
  • بير جوهانسون، أستاذ في الإحصاء.

من يقترح أسماء المرشحين للجنة؟

  • الأعضاء السويديون والأجانب في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.
  • أعضاء لجنة جائزة Sveriges Riksbank في العلوم الاقتصادية.
  • من سبق لهم الحصول على الجائزة.
  • الأساتذة الدائمون في المواد ذات الصلة في الجامعات والكليات في السويد والدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج.
  • الأساتذة الدائمون في ست جامعات أو كليات على الأقل، يتم اختيارهم كل سنة من قبل أكاديمية العلوم بهدف ضمان التوزيع المناسب بين مختلف البلدان وجامعاتهم.
  • العلماء الذين تراهم الأكاديمية مناسبين.

من هم المؤهلون للحصول على جائزة نوبل في الاقتصاد؟

المرشحون المؤهلون للحصول على جائزة العلوم الاقتصادية، هم المرشحون من قبل أشخاص مؤهلين تلقوا دعوة من لجنة جائزة العلوم الاقتصادية لتقديم أسماء للنظر فيها. لا أحد يستطيع أن يرشح نفسه للجائزة.

عدد الجوائز في العلوم الاقتصادية

  • 49 جائزة منحت كل عام منذ 1969.
  • تم منح 25 جائزة في العلوم الاقتصادية لفائز واحد فقط.
  • تم تقاسم 18 جائزة في العلوم الاقتصادية من قبل فائزَيْن.
  • تم تقاسم 6 جوائز في العلوم الاقتصادية بين ثلاثة فائزين.

عدد الفائزين بجائزة العلوم الاقتصادية

79 فرد تم منحهم بين الأعوام 1969-2017.

متوسط ​​عمر الفائزين بجائزة العلوم الاقتصادية

متوسط ​​عمر جميع الحاصلين على الجائزة بين 1969 و2017 هو 67 عامًا.

أصغر الفائزين بجائزة العلوم الاقتصادية

حتى الآن أصغر الباحثين في العلوم الاقتصادية هو «كينيث ج. أرو»، الذي كان عمره 51 عامًا عندما حصل على الجائزة عام 1972.

أكبر الفائزين بجائزة العلوم الاقتصادية

هو «ليونيد هورويز»، الذي كان يبلغ من العمر 90 عامًا عندما مُنِحَ الجائزة عام 2007.

الفائزات بجائزة العلوم الاقتصادية

كانت «إلينور أوستروم» أول امرأة تفوز بالجائزة في مجال العلوم الاقتصادية عام 2009. ثم فازت بها «إستر دوفلو ثاني» عام 2019.

ما يحصل عليه الفائزون بالجائزة

أولا ميدالية الجائزة، التي تم تصميمها من قبل الفنان والنحات السويدي «Gunvor Svensso-Lundqvist»، ويظهر عليها شعار North Star للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.

ويحصل الفائز كذلك على مبلغ الجائزة، الذي تم تحديده عام 2022 بمبلغ 10.0 مليون كرونة سويدية (SEK) لكل جائزة أي 886,153.20 دولار.

يمكنك أيضًا قراءة المزيد عن جائزة نوبل في الاقتصاد 2021

آني إرنو الحاصلة على نوبل للأدب لعام 2022، حق الإجهاض مقابل حرية التعبير!

“تم منح جائزة نوبل في الأدب لعام 2022 للمؤلفة الفرنسية آني إرنو Annie Ernaux للشجاعة والفطنة الحادة التي اكتشفت بها جذور الاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية.”

صرحت الأكاديمية السويدية المانحة لنوبل
(آني ارنو- Annie Ernaux)

من هي آني إرنو الفائزة بجائزة نوبل الأدب 2022؟

تم منح جائزة نوبل في الأدب لعام 2022 للمؤلفة الفرنسية آني إرنو Annie Ernaux فمن هي؟ ولدت الكاتبة الفرنسية (آني ارنو- Annie Ernaux) عام 1940 ونشأت في بلدة (يفيتوت- Yvetot) الصغيرة (بنورماندي- Normandy)، لأبوين من الطبقة العاملة لديهم محل بقالة ومقهى.

ورغم تواضع بيئتها إلا أنها كانت طموحة لأن أبويها انتشلوا أنفسهم من حافة النجاة البروليتارية إلى الحياة البرجوازية الأسهل نسبيًا. درست في جامعات (روان- Rouen) ثم في (بوردو-Bordeaux) لتصبح معلمة. وحصلت على درجة جامعية أعلى في الأدب الحديث عام (1971) وبدأت مسيرتها الأدبية في عام 1974 برواية (Cleaned Out – نٌظفت) عن سيرتها الذاتية.

وقد ابتعدت منذ البداية عن الخيال وركزت على واقعها الشخصي، حيث جمعت بين التجارب التاريخية والفردية. كما يتابع كتابتها عدد كبير من القراء، وتتم مراجعتها في معظم الصحف المحلية والوطنية في فرنسا. فضلاً عن كونها موضوعًا للعديد من الكتب والمقابلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمؤلفات الأكاديمية الدولية الكبيرة والصغيرة.

“نحن نركز على الأدب والجودة الأدبية، وليس على الشؤون الدولية الجارية لكن من المؤلم أن كاتبة معروفة بعملها حول الإجهاض قد تم اختيارها في العام الذي ألغت فيه المحكمة العليا في الولايات المتحدة قانون رو ضد وايد” (الخاص بحق الإجهاض للنساء)

الأكاديمية السويدية المانحة لنوبل
بعض كتبها

لماذا منحت نوبل في الأدب لعام 2022 للمؤلفة الفرنسية آني إرنو

اشتهرت فرنسا في الستينيات برموز التحرير: باردو وفوكو وانتفاضة الطلاب ومع ذلك كان ما يقرب من نصف البلاد يعيش مع التهديد المستمر بالحمل غير المرغوب فيه، وهو كابوس مرعب حيث كانت موانع الحمل غير قانونية وكذلك الإجهاض. في أواخر عام 1963، كانت آني أرنو الأولى في عائلتها التي تلتحق بالجامعة وعلى بعد أشهر من التخرج اكتشفت أنها حامل كتاب (يحدث-happening) الذي نُشر في فرنسا عام 2000 وباللغة الإنجليزية بعد ذلك بعام، يعد مذكرات عن معاناة النساء للإجهاض دون الموت أو السجن.

وتم تحويله لفيلم عام 2021 فاز بالجائزة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي وكان أكثر فعالية في نقل رسالة ارنو الأخيرة في ضوء التراجع المستمر عن حقوق المرأة: منع الإجهاض يضع النساء في خطر مميت.

منذ سبعينيات القرن الماضي، نشرت Arnoux ما يقرب من عشرين كتابا، تحتوي على مذكرات من حياتها كفتاة وامرأة عن خلال تباينات قوية تتعلق بالجنس واللغة والطبقة وتغطي مراهقتها وعلاقاتها الأسرية والأمراض وشؤون الحب وعملها واقعي للغاية لدرجة أن النقاد والناشرين الناطقين باللغة الإنجليزية يصنفون كتابتها مذكرات رغم أنها تصر دائمًا على أنها تحوي الواقع والخيال.

وتمت ترجمة العديد من أعمالها إلى اللغة الإنجليزية، وتم ترشيحها لجائزة البوكر الدولية لعام 2019 عن كتابها (السنوات- The years) كما حصلت على جائزة رينودو الأدبية عام 1984.

لذا فإن سعيها الدؤوب وتركيزها الفائق على قضايا الأسرة والطبقة والمساواة بين النساء والرجال والتعبير عن المرأة بين ذكرياتها وواقعنا المعاصر قد منحها أسبقية على منافسيها الأكثر شهرة وتأثيرًا سياسيًا.

التغلب على المنافسين الأكثر شهرة!

ضمن مرشحي نوبل لهذا العام الكاتب البريطاني الأشهر سلمان رشدي باعتباره المرشح المفضل للفوز بنوبل في الأدب لعام 2022 استنادًا إلى مواقع التوقعات على الإنترنت ثم الروائيين العظام:

خافيير مارياس أحد أبرز وجوه الأدب المعاصر باللغة الإسبانية والذي فارق الحياة في عيادة بالعاصمة الإسبانية إثر التهاب رئوي “تسبب به وباء كوفيد-19” موخرًا.

وهيلاري مانتيل الفائزة مرتين بجائزة بوكر الأدبية البريطانية العريقة عن كتابين من سلسلة كتبها التي تُرجمت إلى 41 لغة. كما حظى آخر جزء من هذه السلسة بإشادة النقاد، وتشكلت يوم صدوره طوابير من القرّاء أمام المكتبات لشرائه. لكنها توفيت ايضًا هذا العام، وغرّدت مؤلفة سلسلة كتب هاري بوتر (جيه كيه رولينج) إنّ مانتيل كانت عبقرية. وكتب حساب جائزة بوكر الأدبية البريطانية في تويتر نعيًا لها قائلًا: “إنّ جميع القيّمين على الجائزة حزينون جداً لوفاة هيلاري مانتيل”.

حملات دعم سلمان رشدي

في أعقاب الهجوم على الكاتب البريطاني (سلمان رشدي- Salman Rushdie) في 12 أغسطس، ومحاولات طعنه عندما كان على وشك إلقاء محاضرة في معهد (تشوتاكوا-Chautauqua) نيويورك، بدأت العديد من المؤسسات والجمعيات الأكاديمية في مطالبة لجنة نوبل بالأكاديمية السويدية لمنحه جائزة نوبل في الأدب لهذا العام.

ومن بين المؤلفين الذين طالبوا بالاعتراف برشدي الفيلسوف الفرنسي (برنارد هنري ليفي- Bernard-Henri Lévy) ووزيرة الثقافة الفرنسية (فرانسواز نيسن- Françoise Nyssen)، والكتاب البريطانيان (إيان ماك إيوان- Ian McEwan) و(نيل جايمان- Neil Gaiman)، والكاتبان الهنديان (كافري نامبيسان- Kavery Nambisan) و(أًدل جوساوالا- Adil Jussawalla) والكاتبة الكندية (مارغريت أتوود- Margaret Atwood).

سلمان رشدي

“يظهر لنا سلمان رشدي حقيقة أنه إذا لم ندافع عن حرية التعبير، فنحن نعيش في طغيان”.

(مارغريت أتوود- Margaret Atwood)


كما وضح الصحفي الأمريكي (ديفيد ريمنيك- David Remnick) سبب استحقاق رشدي لجائزة نوبل قائلا:

“بصفته فنانًا أدبيًا فإن رشدي يستحق بشدة جائزة نوبل، ولا تتعزز القضية إلا من خلال دوره كمدافع بلا هوادة عن الحرية ورمزًا للمرونة. ولا يمكن لمثل هذه البادرة أن تعكس موجة الرجعية التي اجتاحت العالم. وبعد كل خياراتها المحيرة فإن الأكاديمية السويدية لديها فرصة الرد على بشاعة حكم الإعدام الرسمي الصادر ضد سلمان بجائزة مرموقة لتوبيخ جميع رجال الدين والمستبدين والديماغوجية -بما في ذلك الغرب- الذين يحفزون أتباعهم نحو قمع الحريات الإنسانية وحرية التعبير. إن محنة رشدي تذكرنا بأننا لم نتحرر أبدًا، لكن الوصول يستحق الثمن.”

من هو سلمان رشدي؟

اشتهر الكاتب سلمان رشدي بروايته المثيرة للجدل عام 1988، (آيات شيطانية- Satanic Verses). وقد أصدر بشأنها فتوى بوجوب قتل الكاتب من المرشد الأعلى الإيراني آية الله الخميني. لذا يدرج سنويًا في قائمة توقعات جائزة نوبل، حيث عبر الصحفي جيف سيمون من جريدة The Buffalo News عن إمكانية فوز رشدي بالجائزة المرموقة قائلاً:

“جائزة نوبل لرشدي لن تكون فقط رسالة مجيدة من حضارتنا إلى كل من يشجب (الكلمة الحرة)؛ بل سيكون في الواقع وسيلة لاسترداد جائزة نوبل للآداب في وقت الحاجة، والآن تخيل فقط ما قد يعنيه ذلك إذا قرروا منح جائزة نوبل له فهو يعيش ويعمل حاليًا في أمريكا ولكنه رمز حضاري للشجاعة المطلوبة في كثير من الأحيان للكلمة المكتوبة في هذا العالم”

يشتهر رشدي بأعماله الأدبية مثل (أطفال منتصف الليل- Midnight’s Children) (1981)، و(تنهد المور الأخير- The Moor’s Last Sigh) (1995)، و(شاليمار المهرج- Shalimar the Clown) (2005)، و(جوزيف أنطون: مذكرات- Joseph Anton: A Memoir) (2012)، سردًا لحياته في أعقاب الأحداث التي أعقبت الآيات الشيطانية، منذ ذلك الحين أصبح رمزًا لـ “حرية التعبير” في عالم الأدب.

تمنح الجائزة الأكاديمية السويدية سنويا وتبلغ قيمتها 10 ملايين كرونة سويدية (914704 دولار/حوالي مليون دولار)، برأيك من يستحق الجائزة أكثر، ومن من كتاب العرب يستحق الجائزة؟

فنان جوائز نوبل

قد لا يكون هناك جوائز نوبل للفنون لكن هناك فنان يرسم كل الفائزين بجوائز نوبل وهو السويدي «Niklas Elmehed-نيكلاس إلميد» المدير الفني لجميع وسائل الإعلام لمؤسسة نوبل؛ وهو من أنشأ «المفهوم البصري-visual identity» وصمم موقع Nobelprize.org الموقع الرسمي لجائزة نوبل.

يشرف إلميد على الجانب الفني المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة منذ عام 2014، وتسببت رؤيته الفنية في زيادة عدد متابعي حسابات تويتر وفيسبوك ويوتيوب حتى بلغت عدد زيارات الموقع حوالي 30 مليون متصفح كل عام بعدما أنشأ الهوية البصرية/الجرافيكية والصور المصاحبة للتغريدات والمشاركات.

الهوية البصرية للموقع الرسمي لجوائز نوبل

ورغم أنه مسؤول عن جميع الصور الرسمية لجائزة نوبل منذ أكتوبر 2012 المنتشرة في وسائل الإعلام والصحافة، إلا أنه لا يرسم كل شئ بنفسه فقد درب بعض أفضل الفنانين في السويد لرسم وتنفيذ الصور المميزة المصاحبة لجوائز نوبل منذ ذلك العام، فاكتسبت شكلها المميز والمحبب لهواة العلوم.

احتفالا بمئوية العظيم إينشتاين

كيف بدأ؟

عُين نيكلاس الميد كمدير فني لمؤسسة نوبل الإعلامية ومسؤولًا عن محتواها المرئي خلال إعلانات جوائز عام 2012، ففي هذا العام قام إلميد برسم أول بورتريه سريع بقلم تحديد أسود لأن المؤسسة لم تتمكن من العثور على صور لبعض الفائزين للنشر على المنصات الرقمية الرسمية لجائزة نوبل، فقام الفنان برسم بعض الاسكتشات السريعة للفائزين والتي تم استخدامها بشكل مكثف من قبل وسائل الإعلام الإخبارية الكبرى!

في عام 2014 حصل إلميد على مهمة إنشاء هوية بصرية لوحات الرسمية للفائزين فخطرت له فكرة الخطوط العريضة السريعة السوداء مع الظلال الزرقاء والصفراء ذلك لأنه يبلغ بأسماء الفائزين قبل الإعلان عنهم ببضع ساعات فقط لضمان السرية!

اللوحات المميزة للأعوام من 2014 إلى 2017

لوحات من ذهب!

تُرسم تلك اللوحات بالأكريليك الأسود وتغطى برقائق الذهب فقد خضعت جائزة نوبل عام 2017 لتغييرات جذرية لمحتواها البصري وتقرر أن اللون الرئيسي للأعلان السنوي عن الفائزين سيكون ذهبيًا، ويفضل أن يكون ذهبيًا مجسمًا وليس مجرد لون طلاء مسطح.

«طُلب مني تعديل لوحاتي الزرقاء والصفراء والتي ميزت إعلان جوائز نوبل بين عامي 2014 و2017 ، إلى المظهر الذهبي الجديد، وجربت كثيرًا باستخدام أنواع مختلفة من الطلاء الذهبي حتى وقعت على رقائق الذهب؛ وهي عبارة عن رقائق معدنية رفيعة للغاية يمكنك وضعها على اللوحة باستخدام غراء خاص، أعتقد أن الصور جنبًا إلى جنب مع الخطوط العريضة السوداء المرسومة على خلفية بيضاء لها تأثير قوي ومميز للغاية»-نيكلاس إلميد.

ماذا يفعل باقي العام؟!

يعمل إلميد على مشروعات فنية مستقلة معظم الوقت لكنه يقوم أيضًا بإنشاء محتوى مرئي لعملاء آخرين غير جائزة نوبل، على سبيل المثال؛ يقوم بتصميم بعض الرسوم المتحركة لفريق كرة القدم الوطني السويدي!.

كما أنه يمارس الرياضة بشكل منتظم ويلعب كرة القدم والكيك بوكسينغ عدة أيام في الأسبوع كما أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال: ابن عمره 15 عامًا وابنتان تبلغان 12 و 8 أعوام.

احتفالا بمئوية العظيم إينشتاين

ماريا ريسا: حرية الصحافة تفوز بجائزة نوبل السلام 2021

حصل العديد من الصحفيين على جائزة نوبل للسلام في تاريخها الممتد 120 عامًا، فهم النسور الحارسة لحرية التعبير ومراقبي الحكومات المستقلين وحلقة الوصل بين ما يحدث بالفعل وما يراه الناس، فإذا انقطعت الحلقة وتلوثت بالمصالح الشخصية والأهواء السياسية؛ فقد المجتمع بصره وتخبط في ظلام الكذب والخداع والدعاية السياسية التي لا تضع مصالح الشعب فوق مصالح الحكومات أغلب الوقت بل العكس.

أحيانا ما يتم يتم تكريم الصحفيين والمؤسسات الإعلامية من خلال الترشيحات لجائزة نوبل للسلام، عام 2021 صرح زعيم حزب العمال النرويجي والممثل البرلماني «يوناس غار ستور-Jonas Gahr Støre» إنه رشح منظمة «مراسلون بلا حدود» و«لجنة حماية الصحفيين» والسيدة «ماريا ريسا-Maria Ressa» للجائزة، وبالفعل فازت ماريا ريسا بها في نفس العام! مناصفة مع «ديمتري موراتوف» عن:

«جهودها في حماية حرية التعبير التي هي شرط مسبق للديمقراطية والسلام الدائم»

ماريا ريسا

من هي ماريا ريسا؟

ولدت ماريا أنجيليتا ريسا [إيسا بلغتها الأم؛ التجالوك] في مانيلا، الفلبين في 2 أكتوبر 1963، توفي والدها قبل تمام عامها الأول وانتقلت والدتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية تاركة ابنتيها مع عائلة أبيهم.

وبعد أن وتزوجت والدتها رجل إيطالي/أمريكي عادت إلى الفلبين لتأخذ الطفلتين إلى الولايات المتحدة عندما كانت ريسا في العاشرة من عمرها، مما أتاح لها فيما بعد أن تدرس علم الأحياء الجزيئي والمسرح في جامعة برينستون وتتخرج بدرجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية والمسرح عام 1986، وتحصل على زمالة فولبرايت لدراسة المسرح السياسي في جامعة ديليمان بالفلبين.

عملها، لماذا فازت بجائزة نوبل للسلام 2021

في البداية عملت ريسا في قناة تلفاز حكومية في الفلبين إلى أن شاركت في تأسيس شركة الإنتاج المستقلة Probe عام 1987، وشغلت في الوقت نفسه منصب مدير مكتب CNN في مانيلا حتى عام 1995، ركزت ماريا على التحقيقات الإرهابية في جنوب شرق آسيا، فكتبت «بذور الإرهاب: رواية شاهد عيان لأحداث مركز عمليات القاعدة في جنوب شرق آسيا» و«من بن لادن إلى الفيسبوك: 10 أيام من الاختطاف، 10 سنوات من الإرهاب».

قبل حصولها على جائزة نوبل للسلام ولشجاعتها وعملها على تصحيح المعلومات المضللة و«الأخبار الزائفة-Fake news»

  • حصلت ماريا على لقب شخصية العام لعام 2018 من مجلة تايم.
  • كانت من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة عام 2019.
  • تم اختيارها كواحدة من أكثر نساء القرن تأثيرًا من مجلة تايمز.
  • كانت جزءًا من الـ 100 امرأة الأكثر إلهامًا وتأثيرًا في استطلاع بي بي سي لعام 2019.
  • كانت ضمن أكبر 50 مفكراً في العالم طبقًا مجلة بروسبكت.
  • كما حصلت عام 2020 على جائزة صحفي العام وجائزة جون أوبوشون لحرية الصحافة، جائزة الصحفي الأكثر تنوعًا، وجائزة توشولسكي، وجائزة الحقيقة، وجائزة الحريات الأربع.
غلاف مجلة التايمز عام 2018

عملت ريسا كصحفية في آسيا لمدة 35 عامًا حتى شاركت في تأسيس شبكة «ريبلر- Rappler» وهو موقع إخباري رقمي يقود الكفاح من أجل حرية الصحافة في الفلبين، بصفتها الرئيس التنفيذي لريبلر عانت ماريا من مضايقات سياسية واعتقالات مستمرة من قبل حكومة الرئيس «رودريغو دوتيرتي-Rodrigo Duterte»، وأجبرت على دفع كفالة عشر مرات للبقاء حرة.

«ريبلر- Rappler»

أنشأت ريسا موقع «ريبلر- Rappler» عام 2012 مع ثلاث مؤسِّسات أخريات وفريق صغير مكون من 12 صحافيًا ومطورًا، وبدأت كصفحة على Facebook باسم MovePH في أغسطس 2011، ثم تطورت إلى موقع ويب كامل.

في 1 يناير 2012 أصبح الموقع من أوائل المواقع الإخبارية ذو الوسائط المتعددة في الفلبين وبوابة إخبارية رئيسية في الفلبين، وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية قبل أن تحصل مؤسسته على جائزة نوبل للسلام.

 (معركة رابلر من أجل الحقيقة والديمقراطية هي موضوع الفيلم الوثائقي لمهرجان صندانس السينمائي لعام 2020 «ألف قطع-A Thousand Cuts»).

العمدة: دوتيرتي

«نحن تاسع أكثر مدينة آمنة في العالم كيف تعتقد أنني فعلت ذلك؟ كيف وصلت إلى هذا اللقب بين أكثر مدن العالم أمانًا؟ قتلتهم جميعا (المجرمين)». – دوتيرتي، 15 مايو 2015.

دوتيرتي

قبل وصوله لحكم الفلبين كان دوتيرتي عمدة مدينة ديفو ولقب بـ «المُعاقِب» لشهرته بعمليات القتل خارج نطاق القضاء لما يزيد عن 1400 مجرم مزعوم وأطفال الشوارع على أيدي مجموعة حرّاس «فرق الموت» ورغم نفى دوتيرتي مسؤوليته عن عمليات القتل خارج نطاق القضاء إلا أنه صرح في يوليو 2005 أن

«يظل الإعدام بإجراءات موجزة للمجرمين الوسيلة الأكثر فعالية للقضاء على عمليات الاختطاف والمخدرات غير المشروعة».

«إذا كنت تقوم بنشاط غير قانوني في مدينتي، إذا كنت مجرمًا أو عضوًا في نقابة تعتدي على الأبرياء في المدينة، طالما أنني العمدة، فأنت هدف شرعي للاغتيال». دوتيرتي عام 2009

عام 2015 أكد دوتيرتي ارتباطاته بعمليات القتل خارج نطاق القضاء في دافاو، وحذر من أنه في حالة انتخابه رئيسًا قد يقتل ما يصل إلى مئة ألف مجرم! بعد التأكيد المذكور، تحدى دوتيرتي مسؤولي حقوق الإنسان لرفع دعوى ضده إذا كان بإمكانهم تقديم أدلة على صلته بجماعات الحرّاس.

الرئيس: دوتيرتي

في 9 مايو 2016 فاز دوتيرتي في الانتخابات الرئاسية الفلبينية بعد أن وعد بتخفيض الجريمة وقتل عشرات آلاف المجرمين. وقد ركزت سياسته الداخلية على مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات عن طريق بدء حملة لقتل التجار.

وبعد انتقادات خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان بأن عمليات القتل خارج القانون قد ازدادت منذ انتخابه، هدد دوتيرتي بسحب الفلبين من الأمم المتحدة وتشكيل منظمة جديدة مع الصين والدول الأفريقية، وأعلن عزمه على اتباع «سياسة خارجية مستقلة» وسعى إلى إبعاد الفلبين عن الولايات المتحدة والدول الأوروبية وإقامة علاقات أوثق مع الصين وروسيا.

دوتيرتي والحرب على المخدرات

ظل دوتيرتي البالغ من العمر 76 عامًا يتمتع بشعبية منذ انتخابه عام 2016 حتى الأن؛ فتقدر شعبيته بتأييد بالغ 91٪ من الشعب لكن ريسا تشكك في دقة هذا الرقم نظرًا للسياق السياسي.

«في بيئة يسودها العنف والخوف، هل سيصرح الناس حقًا إنهم لا يثقون بالرئيس دوتيرتي؟ هل سيقولون إنهم لا يثقون في الشرطة؟». -ريسا

لكن مهما كانت شعبية دوتيرتي في الداخل فإن حربه المثيرة للجدل على المخدرات قد تسببت في إدانات دولية مستمرة؛

«إن على الجمهور قتل المدمنين»! -دوتيرتي.

يقدر مكتب «مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان-OHCHR» أنه منذ يوليو 2016 قتل ما لا يقل عن 8600 شخص في حرب المخدرات التي شنتها حكومة دوتيرتي وتقدر جماعات حقوق الإنسان عدد القتلى الفعلي بما يصل إلى 27 ألف قتيل!.

في تغطيتها لحملة مكافحة المخدرات نشرت رابلر إن إدارة دوتيرتي لم تبلغ عن عمليات القتل، وظلت شبكة «ABS-CBN» أكبر كيان إعلامي في البلاد تنشر عن عمليات القتل بشكل حاسم، حتى تم إيقافها العام الماضي بعد أن رفض الكونجرس تجديد ترخيصها، الأن تعمل بعض قنواتها ومحطاتها الإذاعية عبر الإنترنت.

ومع وجود عدد أقل من المواقع الإخبارية التقليدية يتجه المزيد من الجماهير إلى وسائل التواصل الاجتماعي المليئة بالأخبار المضللة الكاذبة التي تنشرها كتائب دويترتي الاليكترونية بهدف التضليل المعلوماتي!.

ريسا ودوتيرتي

«في أقل من عامين قدمت الحكومة الفلبينية 10 أوامر قبض ضدي لذا اضطررت إلى دفع الكفالة 10 مرات كي أستمر في القيام بعملي، كل هذه التهم تحمل عقوبة قصوى تراكمية تبلغ من 100 عام إلى 103 عام!». ريسا

وعلى الرغم التهديدات  وفرض العقوبات عليها تركز ريسا على التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي وكيف يؤثر على «تراجع الديمقراطية» في حين أنها تتعرض بانتظام للهجوم من قبل متصيدي الإنترنت؛ فمنذ وصول الرئيس «رودريغو دوتيرتي-Rodrigo Duterte» إلى السلطة عام 2016 يصلها حوالي 90 رسالة كراهية في الساعة وفق تحليل أجراه المركز الدولي للصحفيين.

تعزز حملات وسائل التواصل الاجتماعي سياسات الرئيس وتهاجم منتقديه، وأشار باحثون إلى ارتفاع نسبة المعلومات المضللة والتصيد الذي يستخدمه السياسيون على أنه «أشكال جديدة من الحملات الرقمية» لكن حكومة الرئيس دوتيرتي دائمًا ما تصرح: «ليس لدينا سياسة لنشر المعلومات المضللة للجمهور» بما في ذلك توظيف المتصيدون لتشويه سمعة المعارضين، لكن ريسا مصرة على أن الكراهية والمعلومات المضللة عبر الإنترنت مشكلة كبيرة.

 «إذا لم يتم السيطرة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، فلن نتمتع بنزاهة انتخابية ففي  ظل ما عشناه خلال السنوات الست الماضية من إدارات دوتيرتي ستموت الديمقراطية الفلبينية قريبًا». ريسا

تصاعد فتور العلاقة بين رابلر ودوتيرتي على مر السنوات فالرئيس مازال يتهم شركة ريبلر بأنها مملوكة للأميركيين وتنشر أخبار كاذبة، وبموجب القانون الفلبيني تعتبر الملكية الأجنبية لوسائل الإعلام غير قانونية، في حين تصر ريسا إنها مملوكة من قبل فلبينيين، وتنفي الاتهامات بالكامل، قائلة:

«لم نعتبر أنفسنا أبدًا مناهضين للحكومة، نحن فقط نقوم بوظائفنا».

تجارب كمبردج اناليتكا؟!

يُعتقد أن الفلبين كانت ساحة اختبار لتجارب وسائل التواصل الاجتماعي للتلاعب النفسي والسياسي، حيث ذكرت تقارير استقصائية أن شركة استشارية بريطانية تدعى «كمبردج اناليتكا-Cambridge Analytica» تملك 1.17 مليون حساب على Facebook لخداع المستخدمين والمنصة.

تم اتهام Cambridge Analytica من قبل باستخدام البيانات الشخصية للإعلانات السياسية المستهدفة التي شملت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016.

تقول ريسا: «منصة فيسبوك نفسها صرح إن الفلبين كانت نقطة البداية وأخبرني «كريستوفر ويلي-Christopher Wylie» المُبلغ عن مخالفات Cambridge Analytica؛ أن  اناليتكا وشركتها الأم [SCL Group] كانت تعمل في الفلبين  في أوائل عام 2012 /2013».

وجهان لعملة واحدة، التلاعب الرقمي

أعلنت شركة Cambridge Analytica إفلاسها في 2018 بعد فضائح متعددة ومعارك قضائية ومازلت تنفي أنها استفادت من البيانات الخاصة بالانتخابات الأمريكية حسبما ذكرت رويترز، لكن الفلبيين مازالت تواجه جيوشًا من متصيدي نشر المعلومات المضللة ورسائل الكراهية  التي غالبًا ما تستهدف منتقدي الحكومة.

وتحذر ريسا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الاستبداد الرقمي، قائلة: «جزء من السبب الذي يجبر بقية العالم على النظر إلى ما يحدث في الفلبين أنه أتً إليك لا محالة  وسوف يهدد ديموقراطيتك يومًا ما، هذا هو مستقبلنا البائس» 

«نحن نخسر معركة حقوقنا»-ماريا ريسا

عودة نوبل الأدب 2021 لأفريقيا بعد عقدين من الزمان

لم يحصل على نوبل الأدب من قبل غير أديبين أفارقة هم «نجيب محفوظ-Naguib Mahfouz» من مصر عام 88 و «جون ماكسويل كويتزي-John Maxwell Coetzee» من جنوب افريقيا عام 2004؛ ثم خاصمت نوبل الأدب القارة السمراء لما يقرب من عقدين من الزمان حتى عودة نوبل الأدب اليها بالتنزاني عبدالرزاق جرنة عليها هذا عام 2021 عن

“سرده المتعاطف الغير متهاون وتفهمه العميق لتأثيرات الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات”

لجنة نوبل


نوبل الأدب 2021

عبدالرازق جرنة


“يقسم الوقف إلى خمسة أجزاء متساوية، على النحو التالي: / – – – / جزء للشخص الذي أنتج في مجال الأدب العمل الأكثر تميزًا في اتجاهًا مثاليًا …”

مقطتع  من وصية ألفريد نوبل


 من هو عبدالرازق جرنة؟

تنزاني الأصل والمنشأ ولد في زنجبار عام 1948 وعاش بها على المحيط الهندي حتى هجرته وحيداً لاجئًا الى بريطانيا عام 1960. بعد تحررها سلميًا من الحكم الاستعماري البريطاني عام 1963 مرت زنجبار بثورة أدت في ظل نظام الرئيس عبيد كرومي إلى قمع واضطهاد المواطنين ذو الأصل العربي ومحاولة إبادتهم في مجازر جماعية وحيث ينتمي جرنة إلى المجموعة الإثنية المضطهدة، أُجبر على ترك أسرته والفرار من تنزانيا -المشكلة حديثا- في الثامنة عشر من عمره ولم يتمكن من العودة إلى زنجبار حتى عام 1984 مما سمح له برؤية والده قبل وقت قصير من وفاته.

ورغم أن لغته الام هي السواحلية إلا أنه استطاع تطويع الانجليزية لتخدم غايتها النبيلة في تسليط الضوء على مشاكل اللاجئين الأفارقة المشتتين بين ثقافتهم ولغتهم الأم وثقافات البلدان التي فتحت لهم أبوابها  واستضافتهم كمواطنين بها.

“أحيانًا أعتقد أن قدري هو أن أعيش تحت الأنقاض والاضطراب البيوت المتهدمة”

عبدالرزاق جرنة

بدأ الكتابة في الواحد والعشرين من عمره متغلبا على العائق اللغوي والثقافي بين جذوره الأفريقية ومتلقي ادبه الأوروبيين على الأغلب. إلا أن الأدب العظيم لا ولم يهزم بعد، فحيثما وجد الابداع وجد الأدب طريقة لمحبيه.

“عبد الرزاق جرنة يكسر بوعي التقاليد، ويقلب المنظور الاستعماري لتسليط الضوء على منظور السكان الأصليين”.

لجنة نوبل

ألّف جرنة 10 روايات وعدد من القصص القصيرة، وكان أستاذاً للغة الإنجليزية و آداب ما بعد الاستعمار في جامعة كنت، كانتربري، حتى تقاعده.

رواياته:
ذاكرة المغادرة (1987)
طريق الحج (1988)
دوتي (1990)
الجنة (1994)
الإعجاب بالصمت (1996)
عن طريق البحر (2001)
الهجر (2005)
الهدية الأخيرة (2011)
القلب الحصى (2017)
الحياة بعد الموت (2020)

ملحوظة: حصل ألبير كامو على نوبل الأدب وهو فرنسي مولود في الجزائر لذا قد يعد أفريقي أيضا.

مصادر

موقع نوبل
البيان الصحفي

توقعات جوائز نوبل 2021، من سيفوز؟

توقعات جوائز نوبل 2021، كيف نعرف من سيفوز بجوائز نوبل 2021؟ وكيف تنجح «تحليلات كلارفيت-Clarivate Analytics» في توقع الفائزين بجائزة نوبل على مر الأعوام؟ وهل ستصدق توقعات جوائز نوبل 2021 ؟

27 نوفمبر 1895: وقع ألفريد نوبل وصيته الأخيرة ومنح النصيب الأكبر من إرثه المادي لسلسلة من الجوائز في الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء والطب والأدب والسلام – باسم جوائز نوبل وتُمنح “لأولئك الذين منحوا، خلال العام السابق، أكبر فائدة للبشرية”.

ميدالية نوبل

ما هي «تحليلات كلارفيت-Clarivate Analytics»؟

سيكتشف العالم الفائزين بجوائز نوبل 2021 خلال أقل من أسبوع حيث تعلن الجوائز الأهم علميًا كل عام يوم الاثنين الأول من شهر أكتوبر وهو يوافق 4 أكتوبر هذا العام، لكن بدأت الإثارة من الآن، حيث يحاول العديد من المحللين التنبؤ بمن يحصد الجوائز كل عام.

ومن أهم المتوقعين سنويًا شركة «كلاريفيت-Clarivate» التي تأسست عام 2016 وتدير مجموعة من الخدمات العلمية تركز بشكل كبير على تحليلات البحث العلمي والأكاديمي، وبراءات الاختراع ومعايير الامتثال للجودة والاختبارات الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية.

تدير كلاريفيت منصة «شبكة العلم – Web of Science» وهي قاعدة بيانات معروفة في الوسط العلمي للأبحاث العلمية وتنشر من خلالها قائمة الباحثين الأكثر تأثيًرا في العالم سنويًا تحت مسمى «كلاريفيت الاستشهاد-Clarivate Citation» منذ تسعة عشر عامًا، وتستند إلى بيانات النشر والاقتباس لـ 52 مليون مقالة علمية مفهرسة في قاعدة بياناتهم منذ عام 1970 حتى الآن.

«إذا كنت قد رأيت أبعد، فذلك بالوقوف على أكتاف العمالقة.»

إسحاق نيوتون

لماذا تعد «كلاريفيت الإستشهاد-Clarivate Citation» أهم مؤشرات نوبل؟

يتم اختيار الفائزين بجوائز الاستشهاد عن طريق تحديد الأوراق البحثية الرائدة في مجالاتها والتي تم الاستشهاد بها أكثر من 2000 مرة خلال السنوات العشر الماضية في أبحاث علمية أخرى من نفس المجال وهم 5700 بحث فقط أي أقل من 0.01% من الأبحاث!

ويتم اختيار الباحثين لأدائهم الاستثنائي في واحد أو أكثر من المجالات العلمية؛ من بين هؤلاء الحاصلين على «جوائز الاستشهاد-citation laureates» هناك 59 شخصًا حصلوا على جوائز نوبل بعد ذلك بوقت قصير!

«كلاريفيت الإستشهاد-Clarivate Citation»، توقعات جوائز نوبل 2021

الطب وعلم وظائف الأعضاء

جان-بيير شانجوا

«لمساهمته في فهمنا للمستقبلات العصبية وخاصة تحديد مستقبلات الأسيتيل-كولين النيكوتينية وخصائصها الفراغية»

«جان-بيير شانجوا-Jean-Pierre Changeux» فرنسا |  الولايات المتحدة الأمريكية. أستاذ فخري  في كوليج دو فرانس ومعهد باستور بباريس؛ الكلية الدولية. معهد كافلي المخ والعقل. وجامعة كاليفورنيا سان دييغو، سان دييغو،كاليفورنيا.

«تاداميتسو كيشيموتو»

و«تاداميتسو كيشيموتو-Tadamitsu Kishimoto» اليابان

أستاذ مختبر تنظيم المناعة، مركز أبحاث WPI لبحوث علم المناعة الرائدي، جامعة أوساكا، أوساكا.

«توشيو هيرانو»

«توشيو هيرانو-Toshio Hirano» اليابان

رئيس المعاهد الوطنية لعلوم وتكنولوجيا الكم والإشعاع، تشيبا. أستاذ فخري  بجامعة أوساكا، أوساكا.

لتحديدهم وعزلهم فيروس هانتا، كعامل الحمى النزفية المصحوبة بمتلازمة الكلى.

«كارل م. جونسون»

«كارل م. جونسون-Karl M. Johnson» الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عمل سابقًا في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها؛ ويعمل كأستاذ مساعد فخري بجامعة نيو مكسيكو.

«هو وانغ لي»

و«هو وانغ لي-Ho Wang Lee» كوريا الجنوبية وهو أستاذ فخري بجامعة كوريا، سيول، والرئيس السابق وعضو الأكاديمية الوطنية للعلوم.

لاكتشافهم بروتين Interleukin-6 ووصفهم خواصهُ الفسيولوجية والباثولوجيا التي ساهمت في تطوير علم الدواء.

الكيمياء

«باري هاليويل»

لأبحاثه الرائدة في كيمياء الجذور الحرة، بما في ذلك دور الجذور الحرة ومضادات الأكسدة في إحداث الأمراض للبشر.

«باري هاليويل-Barry Halliwell» سنغافورة، وهو مستشار التعيينات الأكاديمية والتميز البحثي, نائب رئيس جامعة سنغافورة الوطنية (NUS)؛ ورئيس المجلس الاستشاري الطبي الحيوي وكالة العلوم والتكنولوجيا والبحوث (A * STAR)، وأستاذ  قسم الكيمياء الحيوية، كلية يونغ لو لين للطب، بجامعة سنغافورة الوطنية.

«وليام ل.جورجنسن»

لدراسته وإيجاده طرقًا ذكية في الكيمياء الحاسوبية للأنظمة العضوية والجزيئية الحيوية في المحاليل، مما يساهم في تصميم وتصنيع الأدوية الجديدة.

«وليام ل.جورجنسن-William L. Jorgensen» الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل أستاذًا في الكيمياء في قسم الكيمياء، جامعة ييل، نيو هيفن، كونيتيكت.

«ميتسو ساواموتو»

لاكتشاف وتطوير البلمرة الجذرية الحية المحفزة بالمعادن.

«ميتسو ساواموتو-Mitsuo Sawamoto» اليابان، ويعمل كأستاذ بمعهد بحوث الحدود، جامعة تشوبو، كاسوجا، إيتشي، وأستاذ فخري بجامعة كيوتو، كيوتو اليابان.

الفيزياء

«أليكسي واي كيتاييف»

للحساب الكمي الطوبولوجي، حيث يتم تشفير المعلومات الكمومية وحمايتها باستخدام الخصائص الطوبولوجية للأنظمة متعددة-الأجسام.

«أليكسي واي كيتاييف-Alexei Y. Kitaev» الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أستاذ بأكاديمية رونالد وماكسين ليندي للفيزياء النظرية والرياضيات، معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ومعهد المعلومات والمادة الكمية، باسادينا، كاليفورنيا.

«مارك إي جي نيومان»

لإجراء أبحاث واسعة النطاق حول أنظمة الشبكات بما في ذلك العمل على بنية المجتمع ونماذج الرسم البياني العشوائية

«مارك إي جي نيومان-Mark E. J. Newman» الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أستاذ بجامعة أناتول رابوبورت المتميزة للفيزياء، قسم الفيزياء ومركز دراسة النظم المعقدة، جامعة ميشيغان، آن أربور، ميتشيغن.

«جورجيو باريزي»

للاكتشافات الرائدة في الديناميكا اللونية الكمومية وفي دراسة الأنظمة المعقدة المضطربة.

«جورجيو باريزي-Giorgio Parisi» إيطاليا، وهو أستاذ فخري للفيزياء النظرية، جامعة روما لا سابينزا، روما.

الاقتصاد

«ديفيد ب.أودريتش»

للبحث الرائد في ريادة الأعمال والابتكار والمنافسة.

«ديفيد ب.أودريتش-David B. Audretsch» الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل كأستاذ متميز ورئيس قسم للتنمية الاقتصادية، ومدير معهد استراتيجيات التنمية، كلية أونيل للشؤون العامة والبيئية، جامعة إنديانا، بلومنغتون، إنديانا.

و«ديفيد ج تيس-David J. Teece» الولايات المتحدة الأمريكية، مدير مبادرة توشر لإدارة رأس المال الفكري، أستاذ إدارة الأعمال معهد ابتكار الأعمال، كلية هاس للأعمال، جامعة كاليفورنيا، بيركلي، بيركلي، كاليفورنيا.

«جويل مكير»

لدراسات تاريخ وثقافة التقدم التكنولوجي وعواقبه الاقتصادية.

«جويل مكير-Joel Mokyr»الولايات المتحدة الأمريكية، حاصل على أستاذية روبرت هـ. ستروتز في الآداب والعلوم، وأستاذ الاقتصاد والتاريخ، جامعة نورث وسترن، إيفانستون، إلينوي.

«كارمن م.رينهارت»

«كارمن م.رينهارت-Carmen M. Reinhart» الولايات المتحدة الأمريكية، حاصلة على أستاذية مينوس أ. زومباناكيس في النظام المالي الدولي، كلية هارفارد كينيدي، كامبريدج، ماساتشوستس.

«كينيث س. روجوف»

«كينيث س. روجوف-Kenneth S. Rogoff» الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أستاذ الاقتصاد وحاصل على أستاذية توماس د. كابوت في السياسة العامة، قسم الاقتصاد، جامعة هارفارد، كامبريدج، ماساتشوستس.

للمساهمات في الاقتصاد الكلي الدولي ورؤى حول الديون العالمية والأزمات المالية.

هكذا جاءت توقعات كلاريفيت، فهل ستصدق؟ هذا ما سنتابعه سويًا في 4 أكتوبر القادم، تابعونا.

تاريخ جائزة نوبل للسلام، من يقرر الفائزين؟ ومن فاز بها حتى اليوم؟

جائزة نوبل للسلام

أوصى «ألفرد نوبل- Alfred Nobel » أن تمنح 5 جوائز سنويًا في خمس مجالات مختلفة من ثروته كل عام، وأحدها جائزة نوبل للسلام وكتب في وصيته

« تمنح جائزة السلام للشخص الذي يبذل أفضل وأكثر الجهود الساعية للأخوة بين الدول، من أجل إلغاء أو خفض الجيوش الدائمة وعقد مؤتمرات السلام، ويقرر الفائز لجنة من خمسة أشخاص ينتخبهم البرلمان النرويجي»

ميدالية جائزة نوبل. تصوير: الكسندر محمود 2018

سبب اختيار البرلمان النرويجي لمنح جائزة نوبل للسلام

لم يترك نوبل تفسير حول سبب منح جائزة السلام من قِبل لجنة نرويجية في حين أن باقي اللجان المقررة للجوائز الأربع الأخرى سويدية، إلا أن هناك بعض الاستنتاجات عن ذلك ومنها:

  1. أن نوبل الذي عاش معظم حياته في الخارج وكتب وصيته في «النادي السويدي النرويجي» في باريس ربما يكون تأثر بذلك.
  2. أو أنه حتى عام 1905 كانت النرويج في اتحاد مع السويد وبما أن الجوائز العلمية تمنحها أكثر الهيئات السويدية المتخصصة، ينبغي أن تمنح النرويج الجائزة المتبقية.
  3. وربما كان يعتبر النرويج بلدًا أكثر توجهًا نحو السلام وأكثر ديمقراطية من السويد ولابد أنه أخذ في الاعتبار سعي البرلمان النرويجي نحو إيجاد حل سلمي للنزاعات الدولية في القرن الثامن عشر.
  4. وأخيرًا قد يكون نوبل قد تأثر بإعجابه بالأدب النرويجي ولا سيما المؤلف «بيورنستجيرن بيورنسون- Bjørnstjerne Bjørnson» ، الذي كان ناشطًا في مجال السلام ومعروفًا في نهاية القرن الثامن عشر أو قد يكون مزيجًا من كل هذه العوامل.

قبول النرويج للتكليف

في حين كان هناك قدر كبير من الجدل حول وصية نوبل في السويد، ودور المؤسسات التي تمنح الجائزة. إلا أن النرويج قد قبلت سريعًا دورها كمسؤول عن منح جائزة نوبل للسلام -تحديدًا في 26 أبريل 1897- بعد شهر واحد من تلقيها إخطارًا رسميًا من منفذي الوصية وبعد أن صوّت البرلمان لصالح قبول المسؤولية.

وذلك قبل عام كامل من قبول الهيئات السويدية المعنية بدورها لمنح باقي الجوائز، وتقرر التمهل ثلاث سنوات للانتهاء من الإجراءات القانونية قبل منح جوائز نوبل الأولى.

المُرشحُون المؤهلون

وفقًا للنظام الأساسي لمؤسسة نوبل، يُعتبر ترشيح شخص أو مؤسسة للفوز بجائزة نوبل للسلام صالحًا إذا تم تقديمه من قبل شخص يقع ضمن إحدى الفئات التالية:

  1. أعضاء المجالس الوطنية والحكومات الوطنية (أعضاء مجلس الوزراء / الوزراء) في الدول ذات السيادة وكذلك رؤساء الدول الحاليين.
  2. أعضاء محكمة العدل الدولية في لاهاي المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي.
  3. أعضاء معهد القانون الدولي.
  4. أعضاء المجلس الدولي للرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية.
  5. أساتذة الجامعات والأساتذة الفخريون والأساتذة الفخريون في التاريخ والعلوم الاجتماعية والقانون والفلسفة واللاهوت والدين؛ وعمداء الجامعات ومديري الجامعات (أو من في حكمهم)، ومدراء معاهد أبحاث السلام ومعاهد السياسة الخارجية.
  6. الأشخاص الحاصلون على جائزة نوبل للسلام.
  7. أعضاء مجلس الإدارة أو ما يعادله من المنظمات الحاصلة على جائزة نوبل للسلام.
  8. الأعضاء الحاليون والسابقون في لجنة نوبل النرويجية (تُقدم مقترحات الأعضاء الحاليين في اللجنة في موعد أقصاه الاجتماع الأول للجنة بعد 1 شباط / فبراير).
  9. مستشارون سابقون في لجنة نوبل النرويجية.

السنوات التي لم تمنح فيها الجائزة؟ ولماذا؟

ولم تمنح جائزة السلام في 19 مناسبة: في 1914-1916، 1918، 1923، 1924، 1928، 1932، 1939-1943، 1948، 1955-1956، 1966-1967 و 1972 لأن النظام الأساسي لمؤسسة نوبل ينص أنه :

«إذا لم يتم العثور على أي أعمال أو جهات قيد النظر تستوفي الشروط المشار إليه في الفقرة الأولى، فإن أموال الجائزة سيُحتفظ بها حتى السنة التالية، وإذا لم تُمنح الجائزة حتى ذلك الحين يتم إضافة المبلغ إلى أموال المؤسسة لاستخدامها لاحقًا»

لذا تم منح جوائز نوبل قليلة جدًا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.

قانون سرية الخمسون عامًا

لا تعلن اللجنة المانحة للجوائز أسماء المرشحين بنفسها لا للإعلام ولا للمرشحين أنفسهم، وأي أسماء يعلن عنها كمرشحين محتملين هي محض تخمين أو أعلام من المنظمة التي رفعت اسم المرشح للجنة، ولا يسمح للجنة بإعلان أسماء المرشحين حتى بعد مرور خمسون عامًا على الترشح.

عدد جوائز نوبل للسلام الممنوحة حتى اليوم

منحت جائزة نوبل للسلام 102 مرة ل 137 فائز منذ 1901 منهم 109 فرد و25 منظمة:

  • بما في ذلك أن لجنة الصليب الأحمر الدولية التي منحت جائزة نوبل للسلام ثلاث مرات في 1917 و 1944 و 1963.
  • مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جائزة نوبل للسلام مرتين في عام 1954 و 1981.
  • و23 منظمة فردية أخرى مُنحت جائزة نوبل للسلام.
  • من بين 137 شخص منحوا جائزة نوبل للسلام هناك 18 امرأة، أولهم عام 1905 «برتا فون سوتنر- Bertha von Suttner» وآخرهم ماريا ريسا عام 2021م.
  • متوسط عمر جميع الحاصلين على جائزة نوبل للسلام بين 1901 و 2017 هو 61 عامًا.
  • أصغر مالكة لجائزة نوبل للسلام هي مالالا يوسفزاي التي كانت تبلغ من العمر 17 عامًا عندما حصلت على جائزة السلام لعام 2014.
  • أكبر فائز بجائزة نوبل للسلام حتى الآن هو جوزيف روتبلات الذي كان يبلغ من العمر 87 عامًا عندما حصل على الجائزة في عام 1995.

قائمة تنازلية بجميع الفائزين منذ عام 1935

  1. جائزة 2020 أليس بيالياتسكي من بيلاروسيا، وجمعية ميموريال الروسية لحقوق الإنسان، ومركز الحريات المدنية التابع لمنظمة حقوق الإنسان الأوكرانية. ومثّل الحائزون على الجائزة المجتمع المدني في بلدانهم الأصلية. فقد روجوا لسنوات عديدة للحق في انتقاد السلطة وحماية الحقوق الأساسية للمواطنين. كما قاموا أيضًا ببذل جهود حثيثة لتوثيق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان وإساءة استخدام السلطة.
  2. جائزة 2021 ماريا ريسا وديمتري موراتوف “لجهودهما في حماية حرية التعبير، وهو شرط مسبق للديمقراطية والسلام الدائم.”
  3. جائزة 2020 برنامج الغذاء العالمي (WFP)؛ لجهوده في القضاء على الجوع، ومساهمته في تحسين الأوضاع من أجل السلام في مناطق النزاع والدور المُحرّك والفاعل في مكافحة استخدام الجوع كسلاح في الحروب والنزاعات.
  4. جائزة 2019 «أبي أحمد علي-Abiy Ahmed Ali» عن جهوده لتحقيق السلام والتعاون الدولي، وخاصةً لمبادرته الحاسمة لحل النزاع الحدودي مع دولة إريتريا المجاورة.
  5. جائزة 2018 «دينيس موكويجي ونادية مراد»؛ لجهودهم لإنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب والصراع المسلح.
  6. جائزة 2017 الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (ICAN)؛ لعملهم على لفت الانتباه إلى العواقب الإنسانية الكارثية لأي استخدام للأسلحة النووية ولجهودهم في سبيل التوصل إلى حظر هذه الأسلحة.
  7. جائزة 2016 «Juan Manuel Santos -خوان مانويل سانتوس» لجهوده الحازمة لانهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ أكثر من 50 عاما فى بلاده.
  8. جائزة 2015 لجنة الحوار الوطني الرباعي التونسية؛ لمساهمتها الحاسمة في بناء ديمقراطية تعددية في تونس في أعقاب ثورة الياسمين عام 2011 .
  9. جائزة 2014 «Kailash Satyarthi and Malala Yousafzai-كايلاش ساتيارثي وملالا يوسفزاي»؛ لنضالهم ضد قمع الأطفال والشباب وحق جميع الأطفال في التعليم.
  10. جائزة 2013 منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW )؛ لجهودها الواسعة للقضاء على الأسلحة الكيميائية.
  11. جائزة 2012 الاتحاد الأوروبي (EU )؛ لاسهامها في النهوض بالسلام والمصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا لأكثر من ستة عقود.
  12. جائزة 2011«إلين جونسون سيرليف، ليما جبوي وتوكل كرمان-Ellen Johnson Sirleaf, Leymah Gbowee and Tawakkol Karman »؛ لنضالهم السلمي من أجل سلامة وحقوق المرأة والمشاركة في التغيير السلمي في بلادهم.
  13. جائزة 2010«ليو شياوبو-Liu Xiaobo »؛ لنضاله الطويل السلمي من أجل حقوق الإنسان الأساسية في الصين.
  14. جائزة 2009 «باراك هـ. أوباما-Barack H. Obama »؛ لجهوده غير العادية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب.
  15. جائزة 2008«مارتي أهتيساري-Martti Ahtisaari »؛ لجهودها الهامة في عدة قارات وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، لحل الصراعات الدولية.
  16. جائزة 2007 «الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) /وألبرت أرنولد-Albert Arnold/ و ال غور جونيور- Al Gore Jr»؛ على جهودهم لبناء ونشر المعرفة بشأن تغيرات المناخ التي صنعها الإنسان، وإرساء الأسس للتدابير اللازمة لمواجهة هذا التغيير.
  17. جائزة 2006«محمد يونس وبنك غرامين- Muhammad Yunus and Grameen Bank »؛ لجهودهم الرامية إلى خلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من أدنى لأعلى.
  18. جائزة 2005 «الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) ومحمد البرادعي- Mohamed ElBaradei »؛ لجهودهم الرامية إلى منع استخدام الطاقة النووية في الأغراض العسكرية وضمان استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية بأكثر الطرق أمانا.
  19. جائزة 2004 «وانغاري موتا ماثاي- Wangari Muta Maathai »؛ لمساهمتها في التنمية المستدامة والديمقراطية والسلام.
  20. جائزة 2003 «شيرين عبادي-Shirin Ebadi »؛ لجهودها من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد ركزت بشكل خاص على الكفاح من أجل حقوق المرأة والطفل.
  21. جائزة 2002 «جيمي كارتر-Jimmy Carter »لعقود من الجهود الدؤوبة لإيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية، والنهوض بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
  22. جائزة 2001«الأمم المتحدة (U.N) وكوفي عنان- Kofi Annan »؛ لعملهم من أجل عالم أفضل تنظيما وأكثر سلاما.
  23. جائزة 2000«كيم داي – جونغ-Kim Dae-jung »؛ لعمله من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في كوريا الجنوبية وفي شرق آسيا بشكل عام، و لجهوده في السلام والمصالحة مع كوريا الشمالية على وجه الخصوص.
  24. جائزة 1999«منظمة أطباء بلا حدود- Médecins Sans Frontières»؛ تقديرا لعمل المنظمة الرائد في مجال العمل الإنساني في عدة قارات.
  25. جائزة 1998«جون هيوم وديفيد تريمبل-John Hume and David Trimble»؛ لجهودهم لإيجاد حل سلمي للنزاع في أيرلندا الشمالية.
  26. جائزة 1997«الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية(ICBL) وجودي ويليامز- Jody Williams»؛ لعملهم من أجل حظر الألغام المضادة للأفراد وتطهير الأراضي منها.
  27. جائزة 1996«كارلوس فيليب زيمينيس بيلو-Carlos Filipe Ximenes Belo وخوسيه راموس-هورتا – José Ramos-Horta»؛ على عملهم من أجل التوصل إلى حل عادل وسلمي للصراع في تيمور الشرقية.
  28. جائزة 1995«جوزيف روتبلات-Joseph Rot Blat/ ومؤتمرات بوغواش للعلوم والشؤون الدولية»؛ لجهودهم لتقليل الدور الذي تلعبه الأسلحة النووية في السياسة الدولية، و للقضاء على هذه الأسلحة على المدى الطويل.
  29. جائزة 1994«ياسر عرفات-Yasser Arafat /وشيمون بيريز-Shimon Peres/ واسحق رابين- Yitzhak Rabin»لجهودهم الرامية إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط.
  30. جائزة 1993«نيلسون مانديلا-Nelson Mandela وفريدريك ويليم دي كليرك-Frederik Willem de Klerk»؛ لعملهم من أجل الإنهاء السلمي لنظام الفصل العنصري، وإرساء الأسس لجنوب افريقيا الديمقراطية الجديدة.
  31. جائزة 1992«ريغوبيرتا مينشو توم-Rigoberta Menchú Tum»؛اعترافا بعملها من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمصالحة العرقية – الثقافية القائمة على احترام حقوق الشعوب الأصلية.
  32. جائزة 1991«أونغ سان سو كي-Aung San Suu Kyi» لنضالها السلمي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان
  33. جائزة 1990«ميخائيل سيرجيفيتش غورباتشوف-Mikhail Sergeyevich Gorbachev»؛ لدوره القيادي في عملية السلام التي تجمع أجزاء هامة من المجتمع الدولي اليوم.
  34. جائزة 1989«الدالاي لاما الرابع عشر تينزين جياتسو – The 14th Dalai Lama Tenzin Gyatso
  35. جائزة 1988 «قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة»
  36. جائزة 1987«أوسكار آرياس سانشيز- Oscar Arias Sánchez»؛ لعمله من أجل السلام فى أمريكا الوسطى، والجهود التى ادت الى توقيع اتفاق غواتيمالا في 7 أغسطس 1987.
  37. جائزة 1986«إيلي ويسل-Elie Wiesel»
  38. جائزة 1985«الأطباء الدوليون لمنع الحرب النووية»
  39. جائزة 1984«ديزموند مبيلو توتو- Desmond Mpilo Tutu»
  40. جائزة 1983«ليخ فاليسا-Lech Walesa».
  41. جائزة 1982«ألفا ميردال-Alva Myrdal و ألفونسو غارسيا روبلز- Alfonso García Robles ».
  42. جائزة 1981«مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)»
  43. جائزة 1980«أدولفو بيريز إسكيبيل-Adolfo Pérez Esquivel»
  44. جائزة 1979«الأم تريزا -Mother Teresa»
  45. جائزة 1978«محمد أنور السادات-Mohamed Anwar al-Sadat ومناحيم بيغن- Menachem Begin»
  46. جائزة 1977 منظمة العفو الدولية
  47. جائزة 1976«بيتي ويليامز-Betty Williams ميريد كوريجان- Mairead Corrigan»
  48. جائزة 1975«أندريه دمتري فيتش ساخاروف-Andrei Dmitriev Ich Sakharov».
  49. جائزة 1974«شون ماكبرايد-Seán MacBride إيساكو ساتو- Eisaku Sato»-
  50. جائزة 1973«هنري أ. كيسنجر-Henry A. Kissinger ولي دوك ثو- Le Duc Tho»
  51. جائزة 1972 لم تمنح جائزة نوبل هذا العام. وقد خصصت الجائزة المالية لعام 1972 لصندوق التمويل الرئيسي.
  52. جائزة 1971«ويلي برانت-Willy Brandt»
  53. جائزة 1970 «نورمان ي. بورلوغ-Norman E. Borlaug«.
  54. جائزة 1969 منظمة العمل الدولية (I.L.O.)
  55. جائزة 1968«رينيه كاسين-René Casein»
  56. جائزة 1967 لم تمنح جائزة نوبل هذا العام. وخصصت الجائزة النقدية 1/3 للصندوق الرئيسي و 2/3 للصندوق الخاص لقسم جائزة السلام.
  57. جائزة 1966 لم تمنح جائزة نوبل هذا العام. وقد خصصت الجائزة المالية للصندوق الخاص لقسم جائزة السلام.
  58. جائزة 1965 منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)
  59. جائزة 1964 «مارتن لوثر كينغ جونيور-Martin Luther King Jr».
  60. جائزة 1963 اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والرابطة الدولية لجمعية الصليب الأحمر (رابطة جمعيات الصليب الأحمر).
  61. جائزة 1962«لينوس كارل بولينغ-Linus Carl Pauling».
  62. جائزة 1961 «داغ هيلمار أغني كارل همرشولد- Dag Hjalmar Agne Carl Hammarskjöld».
  63. جائزة 1960«ألبرت جون لوتولي-Albert John Lutuli»
  64. جائزة 1959 «فيليب ج. نويل بيكر-Philip J. Noel-Baker»
  65. جائزة 1958«جورج بير-Georges Pire»
  66. جائزة 1957«ليستر بولز بيرسون-Lester Bowles Pearson»
  67. جائزة 1956 لم تمنح جائزة نوبل هذا العام. وخصصت الجائزة النقدية 1/3 للصندوق الرئيسي و 2/3 للصندوق الخاص لقسم جائزة السلام.
  68. جائزة 1955 لم تمنح جائزة نوبل هذا العام. وقد خصصت الجائزة المالية للصندوق الخاص لقسم جائزة السلام.
  69. جائزة 1954«مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)».
  70. جائزة 1953 «جورج كاتليت مارشال-George Catlett Marshall».
  71. جائزة 1952«ألبرت شفايتزر-Albert Schweitzer»
  72. جائزة 1951«ليون جوهو-Léon Journaux»
  73. جائزة 1950«رالف بانش-Ralph Bunche».
  74. جائزة 1949«لورد بريشين/ جون بويد -Lord John Boyd Orr of Brechin».
  75. جائزة 1948 لم تمنح جائزة نوبل هذا العام. وخصصت الجائزة النقدية 1/3 للصندوق الرئيسي و 2/3 للصندوق الخاص لقسم جائزة السلام.
  76. جائزة 1947«لجنة الصداقة الأمريكية (ذي كويكرز)»-جائزة نوبل للسلام لعام 1946«إميلي جرين بالش-Emily Greene Balch – وجون رالي موت- John Raleigh Mott».
  77. جائزة 1945«كورديل هال-Cordell Hull».
  78. جائزة 1944 اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
  79. جائزة 1943 إلى 1984 لم تمنح جوائز نوبل . وخصصت الجائزة النقدية 1/3 للصندوق الرئيسي و 2/3 للصندوق الخاص لقسم جائزة السلام.
  80. جائزة 1938«مكتب نانسين الدولي للاجئين».
  81. جائزة 1937«فيكونت تشيلوود (اللورد إدغار ألجيرنون روبرت غاسكوين ) Viscount Lord Edgar Algernon Robert Gascoyne»
  82. جائزة 1936«كارلوس سافيدرا لاماس-Carlos Saavedra Lamas»
  83. جائزة 1935«كارل فون اوسيتسكي-Carl von Ossietzky»

ويكتب على كل ميدالية نوبل للسلام:

«من أجل السلام والأخوة بين البشر»

فوز برنامج الغذاء العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة بجائزة نوبل للسلام لعام 2020

فوز برنامج الغذاء العالمي (WFP) بجائزة نوبل للسلام 2020 

«لجهوده في القضاء على الجوع، ومساهمته في تحسين الأوضاع من أجل السلام في مناطق النزاع والدور المُحرّك والفاعل في مكافحة استخدام الجوع كسلاح في الحروب والنزاعات».

يلتزم المجتمع الدولي بالقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية في العالم بحلول عام 2030، لكن لا يزال هناك واحداً من بين كل تسعة أشخاص في العالم لا يملك ما يكفيه من الغذاء. فيأتي الغذاء وما يتعلق به من مساعدات في صميم الجهود الساعية إلى كسر هذه الحلقة من الجوع والفقر.

ما هو برنامج الغذاء العالمي (WFP)؟

برنامج الغذاء العالمي (برنامج الأغذية العالمي) (WFP) هو فرع المساعدات الغذائية للأمم المتحدة وأكبر منظمة إنسانية في العالم تعالج الجوع وتعزز الأمن الغذائي. 

وفقًا لتصريحات المنظمة فهم يوفرون مساعدات غذائية لما يقارب 91.4 مليون شخص في 83 دولة كل عام. من مقرهم الرئيسي في روما وأكثر من 80 مكتبًا محليًا حول العالم، يعمل برنامج الأغذية العالمي لمساعدة الأشخاص الذين لا يستطيعون إنتاج الطعام أو الحصول على ما يكفي منه لأنفسهم وأسرهم. وهم عضو في مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية وجزء من لجنتها التنفيذية. 

مقر برنامج الغذاء العالمي في روما

تاريخ المنظمة

تأسس برنامج الأغذية العالمي عام 1963 بعد مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة FAO (الفاو) عام 1960، عندما اقترح «جورج ماكغفرن-George McGovern» مدير برنامج الغذاء من أجل السلام في الولايات المتحدة -وقتها- إنشاء برنامج مساعدات غذائية متعدد الأطراف. 

تم إنشاء برنامج الأغذية العالمي رسميًا عام 1963 من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة على أساس تجريبي لمدة ثلاث سنوات ثم تم تمديد البرنامج بشكل دائم عام 1965.

ما سبب فوز برنامج الغذاء العالمي بالجائزة؟

عام 2015 تم اعتماد القضاء على الجوع كأحد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لكن عام 2019  عانى 135 مليون شخص من الجوع الحاد وهو أعلى رقم شهده العالم منذ عقود وجاءت معظم الزيادة بسبب الحرب والنزاع المسلح،  فقدم برنامج الأغذية العالمي المساعدة لما يقرب من 100 مليون شخص في 88 دولة.

 كما ساهمت جائحة الفيروس التاجي (كورونا) في زيادة عدد ضحايا الجوع في العالم في بلدان مثل: اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وجنوب السودان وبوركينا فاسو، أدى الصراع العنيف والوباء إلى ارتفاع كبير في عدد الأشخاص الذين أصبحوا اليوم يعيشون على شفا المجاعة، وفي مواجهة هذا الوباء أظهر برنامج الأغذية العالمي قدرة رائعة على تكثيف جهوده كما صرحت المنظمة نفسها:

 «حتى يوم اكتشاف لقاح طبي، الغذاء هو أفضل لقاح ضد الفوضى».

جهود المنظمة

يوميًا؛ يقوم البرنامج بأرسال 5600 شاحنة، و20 سفينة، و92 طائرة لإيصال الأغذية وغيرها من المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها. ويقوم سنويًا بتوزيع ما يقرب من 15 مليار حصة غذائية بتكلفة تقديرية تصل إلى 0.31 دولاراً أمريكياً للحصة الواحدة. وتعكس هذه الأرقام دور البرنامج الحيوي في الاستجابة لحالات الطوارئ، فهو قادر على إنجاز المهمة بسرعة كبيرة حتى في أصعب البيئات.

وقد كان برنامج الأغذية العالمي مشاركًا نشطًا في العملية الدبلوماسية التي بلغت ذروتها في مايو 2018 بتبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع القرار رقم 2417  والذي تناول لأول مرة بشكل صريح الصلة بين الصراع المسلح والجوع. كما شدد مجلس الأمن على التزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالمساعدة في ضمان وصول المساعدات الغذائية إلى المحتاجين، وأدان استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب.

مؤتمر الإعلان عن فوز برنامج الغذاء العالمي بالجائزة

اليوم في معهد نوبل في أوسلو صرحت رئيسة لجنة نوبل النرويجية  «بيريت ريس أندرسن-Berit Reiss-Andersen» أن الحائز على جائزة عام 2020  هو برنامج الأغذية العالمي لأنها أرادت 

«تحويل أنظار العالم إلى ملايين الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يوشكون أن يواجهوا هذا الخطر … وأن الجوع يستخدم كسلاح حرب ونزاع».

سيعاني الأطفال في اليمن من الجوع والفقر لمدة 20 عامًا بسبب الحرب

وقالت أندرسون:

«إن الجائزة هي دعوة للمجتمع الدولي لتمويل وكالة الأمم المتحدة بشكل كاف لضمان عدم تجويع البشر. وقالت إن برنامج الأغذية العالمي كان من الممكن أن يحصل على الجائزة من دون تفشي جائحة فيروس كورونا. لكن الفيروس عزز أسباب إعطائه لبرنامج الأغذية العالمي، بما في ذلك الحاجة إلى التعاون الدولي في وقت الأزمة العالمية».

من كان المرشحين هذا العام؟

وصُرح سابقًا بأن هناك 318 مرشحًا قيد الدراسة هذا العام، منهم 211 فردًا و 107 منظمة، ومن بين الشخصيات الأخرى التي تم اعتبارها: الناشطة السويدية في مجال المناخ «جريتا شونبرغ-Greta Thunberg» البالغة من العمر 17 عامًا، والمنشق الروسي وزعيم المعارضة «أليكسي نافالني-Alexei Navalny» الذي تعافى من هجوم بغاز الأعصاب ألقى باللوم فيه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومنظمة الصحة العالمية لدورها في التصدي لوباء فيروس كورونا.

دونالد ترامب مرشح لنوبل للسلام!

على صعيد أخر صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  إنه كان يجب أن يفوز بجائزة السلام العام الماضي؛ والتي منحت لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بعد أن أبرم اتفاق سلام مع إريتريا، وقال البيت الأبيض إن ترامب رشح لجائزة 2021 عن الوساطة التي أجراها لتطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل.

قيمة الجائزة

مُنحت مائة جائزة نوبل للسلام منذ عام 1901 حتى الآن لأفراد و24 جائزة لمنظمات، بينما يتم الإعلان عن الفائزين بجميع جوائز  نوبل في ستوكهولم، تُمنح جائزة السلام في العاصمة النرويجية أوسلو.

إلى جانب المكانة الأدبية الهائلة للجائزة، تبلغ القيمة المادية للجائزة 10 ملايين كرونة أي أكثر من مليون دولار أمريكي وميدالية ذهبية يتم تسليمها في حفل يقام سنويًا في اوسلو في 10 ديسمبر ذكرى وفاة مؤسس الجائزة ألفريد نوبل، لكن سيتم إلغاء حفل هذا العام بسبب الوباء العالمي.

وفي النهاية اختتم بيان نوبل بقول:

«إن عمل برنامج الأغذية العالمي لصالح البشرية هو مسعى ينبغي لجميع دول العالم أن تؤيده وتدعمه».

من هي لويز جليك الفائزة بجائزة نوبل للأدب عام 2020؟

أصبحت الشاعرة لويز جليك الفائزة بجائزة نوبل للأدب عام 2020 أول امرأة أمريكية تفوز بالجائزة منذ 27 عامًا بعد فوزها اليوم لما وصفه الحكام بأنه:

«حس شعري لا لبس فيه، يجعل الوجود الفردي عالميًا بجمال بسيط»

من هي لويز جليك الفائزة بجائزة نوبل للأدب عام 2020؟

ولدت «لويز غليُك-Louise Glück» في مدينة نيويورك بتاريخ 22 أبريل 1943، وهي الإبنة الكبرى لرجل الأعمال «دانيال جليك» وزوجته «بياتريس جليك» كان والدي السيد دانيال جليك من اليهود المجريون المهاجرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وامتلكت العائلة فيما بعد متجر للبقالة في مدينة نيويورك. 

أصبح والد لويز أول فرد في عائلته يولد في الولايات المتحدة، وكان طموحه أن يصبح كاتبًا، كما كانت والدة لويز خريجة كلية ويلسلي المرموقة؛ لذا تلقت من والديها تعليمًا عن الأساطير اليونانية والقصص الكلاسيكية منذ الصغر وتأثرت بها فبدأت كتابة الشعر في سن مبكرة للغاية.

عندما كانت مراهقة أصيبت لويز بمرض «فقدان الشهية العصبي» والذي كان تحدي حاسم في أواخر سنوات المراهقة والشباب، وقد وصفت المرض في أحد مقالاتها بأنه نتيجة جهدها للاستقلال عن والدتها.

وخلال خريف عامها الأخير في المدرسة الثانوية بدأت العلاج النفسي، وبعد بضعة أشهر تم إخراجها من المدرسة للتركيز على إعادة تأهيلها على الرغم من تخرجها في عام 1961، إلا أنها أمضت السنوات السبع التالية في العلاج، حتى تغلبت على المرض وتعلمت كيفية التفكير طريقة صحية بعيدة عن حالتها المرضية. 

نتيجة لحالتها لم تلتحق لويز بالكلية كطالبة بدوام كامل وقد وصفت قرارها بالتخلي عن التعليم العالي لصالح العلاج بأنه ضروري، وبدلاً من ذلك التحقت بدورة تعليمية في الشعر في كلية «سارة لورانس» من عام 1963 إلى عام 1965، والتحقت بورش لتعليم الشعر في كلية التعليم العام بجامعة كولومبيا، والتي كانت تقدم برامج للطلاب المميزين.

الديوان الأول

خلال مسيرتها المهنية  استكشفت السيدة جلوك موضوعات الصدمة والفقدان بالإضافة إلى الشفاء والولادة بلغة رقيقة مجردة وغير مزخرفة، ويرى النقاد الأدبيين إنها من خلال القيام بذلك تمكنت من تحويل الحياة اليومية إلى تمثيل أوسع ومؤثر للوحدة والألم مع تقديم الأمل في التجديد في نفس الوقت.

ونشرت ديوانها الأول «المولود الأول-Firstborn» عام 1968 وسرعان ما رسخت نفسها كواحدة من أبرز الشعراء المعاصرين في الولايات المتحدة، حتى حصلت بالفعل على العديد من الجوائز بما في ذلك:

  • «جائزة بوليتزر» عام 1993 .
  • جائزة الكتاب الوطني عام 2014.
  • شاعرة الولايات المتحدة الأولى من 2003 إلى 2004.
  • وتعمل حاليًا أستاذة للغة الإنجليزية في جامعة ييل، بمدينة نيو هيفن، بولاية كونيتيكت الأمريكية.

ووجدت جمهورًا كبيرًا في كل من الولايات المتحدة والعالم بمجموعاتها الشعرية التي وجدت نجاحًآ بارزًآ مثل: «انتصار أخيل-The Triumph of Achilles» عام 1985، و«أرارات-Ararat التي أثنى عليها «أندرس أولسون – Anders Olsson» رئيس لجنة نوبل قائلا عن اللهجة الطبيعية المخادعة لهذه الأعمال.

«إنه صريح ولا هوادة فيه، ولا أثر للزخرفة الشعرية».

لويز غليك ليست فقط منخرطة في مغامرات وظروف الحياة المتغيرة، بل هي أيضًا شاعرة التغيير الجذري والولادة الجديدة، حيث تأتى الانتصارات في أْعمالها من إحساس عميق بالخسارة. في واحدة من أكثر مجموعاتها انتشارًا «السوسن البري -The Wild Iris» والتي حصلت على جائزة بوليتزر عنها ، تصف عودة الحياة المعجزة بعد الشتاء في قصيدة «قطرات الثلج-Snowdrops»:

لم أكن أتوقع النجاة

فاجأتني الأرض، فلم أكن أتوقع…

أن استيقظ مرة أخرى، أن أحس..

جسدي في الأرض الرطبة

قادر على التحرك مرة أخرى، والتذكر

كيفية التفتح مرة أخرى بعد ذلك الوقت الطويل

في الضوء البارد

من أوائل الربيع

خائف، نعم، ولكني بينكم مرة أخرى

أبكي، نعم، بالمخاطرة والفرح

في رياح العالم الجديد.

صعوبة فوزها بالجائزة

آخر شاعر فاز بجائزة نوبل هو الكاتب السويدي توماس ترانسترومر، الذي نال الجائزة عام 2011، بالإضافة لصعوبة فوز شاعر بالجائزة؛ تضاءلت أيضًا آمال الكتاب الأمريكيين في الفوز منذ عام 2008 عندما قال السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية «هوراس انغدال» إن الكتاب الأمريكيين «حساسون للغاية تجاه الاتجاهات السائدة في ثقافتهم الجماهيرية».

«الولايات المتحدة معزولة للغاية ومحدودة فهم لا يترجمون أدبهم بشكل كاف ولا يشاركون حقًا في الحوار الأدبي العالمي، وهذا الجهل مقيد؛ بالطبع هناك أدب قوي في جميع الثقافات الكبرى لكن لا يمكنك الابتعاد عن حقيقة أن أوروبا لا تزال مركز العالم الأدبي … وليس الولايات المتحدة».

هل تمحو السيدة جليك الفضائح السابقة؟

وقد يساعد قرار منح جائزة نوبل للآداب إلى السيدة جلوك الأكاديمية السويدية على النأي عن الفضائح التي ابتليت بها في السنوات الثلاث الأخيرة فقد توقع المراقبون أن الأكاديمية السويدية ستذهب إلى «خيار آمن» هذا العام مثل:

الشاعرة الكندية «آن كارسون» أو الروائي الصيني «يان ليانك»، أو الروائي الياباني الأكثر مبيعًا «هاروكي موراكامي»، فمن بين الحائزين السابقين على جائزة نوبل في الأدب وعددهم 116 فائز هناك 15 امرأة فقط! كما أن آخر كاتب أفريقي أسود فاز بها هو «وول سوينكا» في عام 1986.

كما اهتزت الهيئة المهيبة بسبب مزاعم الاعتداء الجنسي وسوء السلوك المالي عام 2017 التي بلغت ذروتها في بإدانة جان كلود أرنو زوج عضو الأكاديمية كاتارينا فروستنسون بتهمة الاغتصاب في عام 2018، واكتشاف تسريبها أسماء الفائزين السابقين وتلا ذلك سلسلة من الاستقالات من أعضاء الأكاديمية مما أدى لتأجيل جائزة 2018.

عند الإعلان عن الفائزين لعامي 2018 و 2019 في العام الماضي كانت الأكاديمية تأمل في وضع حد للنقد ووعدت بأن لجنة التحكيم كانت «تبحث في جميع أنحاء العالم» عن الفائزين وتبتعد عن التركيز الأوروبي الموجه نحو الذكور لكن بدلاً من ذلك اختاروا كاتبين أوروبيين:

الكاتبة البولندية الشهيرة« أولغا توكارتشوك»، والكاتب النمساوي «بيتر هاندكه» الذي تعرض لانتقادات واسعة النطاق لدعمه الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش الذي توفي في السجن عام 2006 بعد محاكمة دولية بتهمة الإرهاب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

قيمة الجائزة

بالإضافة لشهادة الفوز المميزة والتي ترسم بشكل فردي يدويًا لكل فائز والميدالية الذهبية المميزة للفائزين بفئة الأدب القائلة: «لمن حسن حياة البشر باكتشاف الفنون»، قيمة الجائزة المادية هذا العام 10 ملايين كرونة سويدية أي أكثر من مليون دولار أمريكي تُمنح من قبل الأكاديمية السويدية المكونة من 18 حكمًا للكاتب الذي يرونه استوفى الشرط المنصوص عليه في وصية ألفريد نوبل:

«أنتج في مجال الأدب العمل الأكثر تميزًا في اتجاه مثالي».

سيكادا، أكثر الغاز عصر الأنترنت غموضًا ورعبًا

  • ما هي سيكادا؟
  • ولماذا تجند العباقرة؟
  • وأين يختفون بعد تجنيدهم؟

إن كنت تقرأ هذا فأنت تسكن معنا في هذا الفضاء الغامض المسمى «الإنترنت» ورغم اتساع وغموض هذا الحيز الافتراضي، أغلبنا يعرف أن هناك مكان أكثر غموضًا يسمى«الشبكة العميقة-Deep web» وهي الطبقة الأعمق من الانترنت والتي تُستعمل – في أغلب الأحيان وليس دائمًآ- في النشاطات الإجرامية والمحرمة والغامضة.

فعليها يمكنك أن تشتري أسلحة أو مواد مخدرة أو أعضاء بشرية أو عبيد! ويمكنك أيضًا أن تجد ألعاب غامضة تقشعر لها الأبدان والغاز قد تؤرق نومك لسنوات؛ ومنها هذا اللغز الذي استمر لمدة سبع سنوات وصنفتهُ صحيفة الواشنطن بوست كواحد من أكثر أسرار عصر الانترنت غموضًا ورعبًا.

ما هي سيكادا؟

بدأ اللغز يوم 4 يناير عام 2012 على موقع التواصل «4chan» المفضل لدى مجموعات الناشطين ومجتمع ثقافات الإنترنت الفرعية؛ بصورة مجهولة المصدر ورسالة تقول:

«مرحبا، نحن نبحث عن أفراد ذو ذكاء مرتفع، ولنجدهم فقد صنعنا أختبارًا.. هناك رسالة مخبأة في هذه الصورة، إبحث عنها وسوف تقودك على الطريق كي تجدنا، نحن متشوقون لمقابلة العدد القليل الذي يستطيع أن يكمل الطريق حتى آخره…حظا طيبا».
توقيع: 3301.

ما هي سيكادا؟

ظن الكثيرين أن الأمر مزحة وتابعو التصفح، لكن هناك مجموعة قبلت التحدي بغاية معرفة صاحب اللغز، وبالفعل؛ مع تغيير اضاءة الصورة ظهرت صورة سفلية لفراشة الحصاد المسمى السيكادا-Cicada مكونة من أرقام ورموز قادت إلى اللغز التالي.

مع تغيير اضاءة الصورة ظهرت صورة سفلية لفراشة الحصاد المسمى السيكادا-Cicada مكونة من أرقام ورموز قادت إلى اللغز التالي

تتابع الالغاز

ثم تتابعت الألغاز كل منها يقود للتالي ومع كل لغز تم حله تصاعدت صعوبة الاختبارات وتفرعت المجالات المطلوبة لحلها لأبعد بكثير من مهارات الانترنت وعلوم الكمبيوتر-ستجد القائمة الكاملة بأنواع الاختبارات على ويكيبيديا– ومنها الأدب والفنون والعلوم المختلفة وكتاب الموتى المسمى «Agrippa» وهو قصيدة طويلة من تأليف «وليام جيبسون-William Gibson» تم نشره عام 1992 على قرص مرن-floppy disk يمسح نفسه بعد أن يقرأ مرة واحدة!

والعديد من الاشياء الغامضة الاخرى في التاريخ من اللوحات متعددة التفسيرات إلى المؤلفات الغامضة وعلم الأرقام ومؤلفات اليستر كرولي -الشهير في المؤلفات الأجنبية باسم الوحش والشيطان- وهو مبتكر ديانة الثاليما وكتابها المسمى القانون.

كما يجب على من يريد حل هذه الاحاجي أن يعرف الكثير عن الأفكار الغريبة ك «الموت الكلي للذات» وهو التخلص الكامل من الفردية، و«الوعي الجمعي» وهو الاعتقاد بأن جميع البشر متصلين بكيان أكبر و فلسفة كارل يونغ وفريدريك نيتشه و جريجوري راسبوتين والفلسفة البوذية.
كما أن هناك تركيز على الأرقام الأولية-prime numbers وبالطبع TOR متصفح الأنترنت العميق، لكن التركيز الأساسي كان على أمن البيانات، والتشفير، وإخفاء المعلومات.

تشعب المنظمة

التالي هو ما وضح مدى ضخامة المؤسسة صانعة اللغز وتشعبها على مستوى العالم؛ فأخر لغز من هذه السلسلة وصل إلى رقم هاتف في تكساس الولايات المتحدة وعند الاتصال به تم إعطاء لغز من الأرقام الأولية مخبئ في الصورة الأولى وعند حل هذا اللغز تم الكشف عن موقع أنترنت عليه عد تنازلي أنتهى الساعة الخامسة مساءً يوم 9 يناير بظهور خريطة محدد عليها أربعة عشر مكان في مدن مختلفة منها: وارسو، باريس، سياتل ، سول، نيو أورلينز، سيدني، ميامي، أريزونا، كاليفورنيا، هاواي.

مواقع اللافتات الورقية من لغز 2012

وعند الوصول لهذه النقاط على أرض الواقع وجد المتسابقين بوسترات تحمل صورة الفراشة الأصلية وباركود يفتح موقع على الشبكة العميقة ويغلق نفسه بعد وصول عدد معين من المتسابقين ويحمل رسالة تقول:

«نريد الأفضل وليس التابعون».

صورة الفراشة الأصلية وباركود يفتح موقع على الشبكة العميقة

ما بعد الفوز

بعد ذلك تم إرسال رسالة بريد إلكتروني للفائزين هي آخر ما نعرف عنهم وبها ما يشبه اختبار شخصية -يمكنك الاطلاع عليه في المصادر- وبالطبع بعد ذلك أصبح التواصل مع الفائزين سري تمامًا لذا فنحن لا نعرف من فاز وماذا حدث لهم، ولماذا تم تجنيدهم؟

كيف عرفنا تلك التفاصيل؟

قبل أن نكمل يجب أن تلاحظ أن ما نعرفه حتى الأن لم يأتي من الفائزين الغير معروفين؛ فهؤلاء اختفوا من مجتمع الإنترنت تماما بعد ذلك، بل من مصدرين:

أولًا: مجموعات تشكلت لاحقًا حول اللغز وساعد أعضائها بعضهم البعض -كل في مجاله- لحل الألغاز والتوصل للمراحل التالية بدافع الرغبة في كشف الغموض لا أكثر.

ثانيًا: أولئك الذين وصلوا للمرحلة الاخيرة بعد الاكتفاء من العدد المطلوب واختفاء الموقع النهائي؛ وبالأخص مبرمج سويدي الجنسية يسمى «جول أريكسون» ويقول عن ذلك:

«بناء على كل ما نعرفه عنها يغلب الظن أنها منظمة ضخمة من النشطاء مثل أنونيموس- Anonymous واللغز هو طريقتهم في تجنيد الأعضاء» كذلك أشار أن المواقع التي اختاروها هي أماكن تجمع قراصنة الإنترنت وخبراء التكنولوجيا.

كيف تعرف المنظمة نفسها؟

كما أن صحيفة الجارديان قد نشرت بريد إلكتروني يُزعم أنه مسرب من أحد الفائزين يقول:

« تساءلتم جميعًا من نحن والان سنقول لكم؛ نحن مجموعة عالمية بلا اسم ولا شعار ولا قائمة عضوية وليس لدينا موقع رسمي على الانترنت ولا نعلن عن أنفسنا، بل نحن مجموعة أفراد أثبتنا كفائتنا مثلكم ولدينا معتقدات مشتركة، والقراءة العميقة للنص التالي ستكشف عن بعض هذه المعتقدات، أن الطغيان والظلم بأي شكل يجب أن ينتهي، الرقابة فعل خاطئ، والخصوصية حق أصيل».

نحن لسنا مجموعة قراصنة ولا نشارك في أي نشاط غير قانوني وإذا كنت تشارك في نشاط غير قانوني نطلب منك التوقف عنه فورًا أو رفض العضوية ولن نطرح أسئلة عن ذلك، لكن إذا كنت تكذب علينا فسوف نكتشف.

أنت تتساءل ما هو نشاطنا؟ نحن نعد «مركزًا فكريًا» وتركيزنا الأساسي هو البحث وتطوير التقنيات لمساعدة الأفكار التي ندعو لها؛ الأمن والخصوصية والحرية وقد سمعت بلا شك عن عدد من مشاريعنا السابقة فإذا اخترت قبول العضوية ، فنحن سعداء بوجودك على متن السفينة للمساعدة في المشاريع المستقبلية.

يرجى الرد على هذه الرسالة الإلكترونية مع الإجابة على الأسئلة القليلة التالية للمتابعة:

* هل تعتقد أن كل إنسان له الحق في الخصوصية وعدم الكشف عن هويته وهل من ضمن حقوقه استخدام الأدوات التي تساعد في الحصول على الخصوصية من التشفير وبرمجيات الإخفاء الخ؟
* هل تعتقد أن المعلومات يجب أن تكون مجانية؟
* هل تعتقد أن الرقابة تضر بالإنسانية؟»

الموجة الثانية

بعد أختبارات عام 2012 اختفت سيكادا تمامًا لمدة عام كامل، وفي يناير 2013 ظهرت رسالة تجنيد أخرى بصورة جديدة وشفرة جديدة لكن الفائزين بهذه الدورة من الاختبارات إنتظروا لمدة عام كامل قبل الاتصال بهم! ثم وصلتهم رسالة تقول

« أهلا، الفهم أمامكم وحجكم قد بدأ، التنوير في أنتظاركم»

لغة غامضة وكتاب مقدس؛ ليبرا بريموس!

بعض هؤلاء الفائزين وصلهم ملف مشفر يحتوى على أبجدية لغة غريبة تسمى «جامتيريا بريموس-gematria primus» وكتاب مشفر بها يسمى «ليبرا بريموس-Liber Primus» ومعناه الكتاب الحرالاول غير معروف مصدرهُ أو مؤلفهُ، ولمدة عام بعد ذلك عمل الجميع على حل شفرة الكتاب ولكن حتى الأن لم يترجم الكتاب المكون من 60 صفحة بالكامل؛ لأن أغلب الذي ترجموا أجزاء منه أصابهم الإحباط لاحساسهم أن النهاية مفتوحة وهناك رسائل مخبأة لا يستطيعون حلها.

الصفحة الأولى من كتاب ليبرا بريموس:

«لا تصدق شيء من هذا الكتاب
باستثناء ما تعرف أن صحيح
إختبر المعرفة
وأبحث عن حقيقتك الخاصة
جرب موتك
لا تقم بتحرير هذا الكتاب أو تغييره
أو الرسائل الموجودة فيه
سواء الكلمات أو أرقامها
فجميعها مقدس».

الموجة الثالثة والأخيرة

حسب ما نعرف لم تظهر رسائل تجنيد جديدة حتى يناير 2016: «الطريق خالي، والتنوير يبحث عن المتحمسين، ليبرا بريموس هو الطريق وكلماته هي الخريطة، وأرقامها هي التوجيهات..ابحث وسوف تجد».

من هم!

هناك الكثير من التكهنات حول ماهية سيكادا منها: أنها أداة توظيف «لوكالة الأمن القومي الامريكية NSA» أو «المخابرات الأمريكية CIA» و«المخابرات البريطانية MI6» أو أنها «مؤامرة ماسونية» أو مجموعة من مرتزقة الإنترنت، وقد زعم آخرون أن Cicada 3301 هي لعبة من نوع الواقع البديل، ولكن في هذه الحالة لماذا لم تظهر منظمة أو فردًا ينسبها لنفسه كي يتكسب منها؟.

وفي النهاية نتساءل ما المنظمة القادرة على زرع الألغاز على أرض الواقع في 32 مدينة في خمس قارات حول العالم وأين ذهب الفائزين من عام 2012 و عام 2013 بعدما فقدنا الاتصال بهم، وما هذا الكتاب الغامض ومتى سنعرف معنى هذا الرمز واللغز؟!.


المصادر:
التلغراف:
https://goo.gl/Ng9Qdr
https://goo.gl/6AbfXK

الجارديان:
https://goo.gl/bUQoR4

الايميل المسرب الكامل:
https://pastebin.com/RmqxWcnB

موقع الكشف عن سيكادا:
http://uncovering-cicada.wikia.com/wiki/2016_Puzzle

مواقع اخرى:
https://goo.gl/mhH8tj
https://goo.gl/eXA7Hk
https://en.wikipedia.org/wiki/Cicada_3301

كارل ماركس والفرق بين الشيوعية والاشتراكية ؟

بعد مرور أكثر 200 عام على مولد الفيلسوف والاقتصادي الشهير كارل ماركس والمرتبط اسمه بالشيوعية التي غيرت من شكل عالمنا المعاصر قد تفاجأ بعدم وجود أي دولة شيوعية في تاريخ العالم بأكمله! وما الفرق بين الشيوعية والاشتراكية ؟

هناك دول وصفت نفسها بأنها شيوعية مثل الصين وكوريا الشمالية لكن تعريفيا لم توجد أبدًا دولة قائمة على المبادئ الشيوعية كاملة، إذن:

  • فمن هو كارل ماركس؟
  • وما هي الشيوعية؟
  • وما علاقتها بالاشتراكية؟
  • وما الفرق بين الشيوعية والاشتراكية؟

«لا يكفي تفسير العالم بل يجب تغييره».

من هو كارل ماركس؟

«كارل هاينريش ماركس-Karl Heinrich Marx» ولد في 5 مايو 1818 بمدينة ترير، مقاطعة الراين، في بروسيا [ألمانيا] وتوفي في 14 مارس 1883 بلندن، إنجلترا، وهو فيلسوف، واقتصادي، وعالم اجتماع، ومؤرخ، وصحفي واشتراكي ثوري. لعبت أفكاره دورًا هامًا في تأسيس علم الاجتماع وفي تطوير جميع الأنظمة الاشتراكية، ويعد أحد أعظم الاقتصاديين في التاريخ، نشر العديد من الكتب خلال حياته أهمُها بيان الحزب الشيوعي (1848) -مع فريدريك إنجلز- و كتاب رأس المال (1867–1894).

كارل ماركس

تدرب ماركس أولا ليصبح فيلسوف ثم تحول عن الفلسفة في منتصف العشرينات من عمره نحو الاقتصاد والسياسة، ورغم انفصاله عن الفلسفة فإن كتاباته اللاحقة كانت ذات صلة كبيرة بالنقاشات الفلسفية المعاصرة؛ خاصة في فلسفة التاريخ والعلوم الاجتماعية والفلسفة الأخلاقية والسياسية.

«الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة .. الطاغية مهمته أن يجعلك شيخًا فقيراً، الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائباً».

فقد كانت نظرية ماركس للتاريخ تتمحور حول تتابع وتطور أشكال المجتمع والقوى الإنتاجية البشرية، يرى ماركس أن العملية التاريخية تسير عبر سلسلة ضرورية من أنماط الإنتاج وتتميز بالصراع الطبقي حتى تبلغ ذروتها مع الشيوعية.

أطلق ماركس أسم البرجوازيين على طبقة الأغنياء والملاك والبروليتاريا على الطبقة العاملة، ورأى أنه يجب إحداث تغير عام بحيث تمتلك البروليتاريا أدوات الإنتاج بدلا من البرجوازيين وعلى كل الأفراد في المجتمع العمل بمساواة وهذه هي الاشتراكية التي رأى ماركس أنها خطوة في الطريق بعد الرأسمالية ونحو الشيوعية.

«حتى اليوم كان تاريخ أي مجتمع هو تاريخ الصراعات الطبقية فيه».

وأعتمد تحليل ماركس الاقتصادي للرأسمالية على نسخته من نظرية العمل مقابل القيمة، ويتضمن تحليل الربح الرأسمالي باعتباره استخلاص القيمة الفائضة من البروليتاريا التي تتم أستغلالها من البرجوازيين. يأتي تحليل التاريخ والاقتصاد معًا في تنبؤات ماركس بالانهيار الاقتصادي الحتمي للرأسمالية لتحل محلها الشيوعية.

ومع ذلك رفض ماركس التكهن بالتفصيل حول طبيعة الشيوعية ، بحجة أنها ستنشأ بطريقة طبيعية خلال العمليات التاريخية، ولم يكن يريد تحقيق مثال أخلاقي محدد مسبقًا، وكانت فكرته الأساسية هي أنه في فترة الانتقال من الملكية إلى الديمقراطية في أوروبا تم استغلال العمال والمزارعين الأوروبيين بقسوة من طبقة الملاك الأغنياء وهذا خلق ظلم اجتماعي متوارث.

كيف نشأت الاشتراكية والشيوعية؟

«تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام».

نبعت كلا الفلسفتين من الرغبة في القضاء على الطبقات الاجتماعية واستغلال طبقة الملاك للطبقة العاملة المنتجة؛ تلتزم كلا من الاشتراكية والشيوعية بالمبدأ القائل بأن الموارد الاقتصادية يجب أن تكون مملوكة بشكل جماعي للجمهور وتسيطر عليها منظمة مركزية، ولكنها تختلف في إدارة ومراقبة الاقتصاد، فما الفرق بينهما؟

ما هي الاشتراكية؟

الاشتراكية هي عقيدة اجتماعية اقتصادية تدعو إلى الملكية العامة بدلاً من الملكية الخاصة أو السيطرة الفردية على الممتلكات والموارد الطبيعية. وفقا للنظام الاشتراكي لا يعيش الأفراد أو يعملون في عزلة ولكنهم يعيشون بالتعاون مع بعضهم البعض، لذا فكل ما ينتجه الأفراد هو إلى حد ما منتج اجتماعي.

وكل شخص يساهم في إنتاج سلعة يحق له الحصول على حصة فيه، وبالتالي يجب على المجتمع ككل امتلاك أو على الأقل السيطرة على الممتلكات لصالح جميع أعضائه.

في الاشتراكية، يقرر الشعب بنفسه من خلال المجالس المحلية والمجالس المنتخبة شعبيا كيفية عمل الاقتصاد، وهذا يجعل الاشتراكية نظامًا ليبراليًا لأن غالبية الناس لديهم رأي حول كيفية إدارة الدولة، وتؤيد الاشتراكية وجهة النظر القائلة بأنه ينبغي توزيع السلع والخدمات بناء على إنتاجية الفرد.

وهناك نوعان من الملكية في الاشتراكية:

  1. الملكية الشخصية التي يمكن للفرد أن يمتلكها ويستمتع بها.
  2. الملكية الصناعية المخصصة للاستخدام الإنتاجي للمجتمع.

مثلا يمكن للأفراد الاحتفاظ بكاميراتهم الرقمية ولكن لا يمكنهم الاحتفاظ بمصنع ينتج كاميرات رقمية، وبينما يمكن الاحتفاظ بالممتلكات الشخصية إلا أن الاشتراكيين يتأكدون من أنه لن يتم استخدام أي ملكية خاصة كأداة للقمع والاستغلال.

ويعتبر الاشتراكيون الرأسمالية تهديدًا للمساواة والمصلحة العامة، لكنهم يعتقدون أنه لا توجد حاجة للقضاء على الطبقة الرأسمالية لأنه يمكن أن تستخدم كأداة جيدة في الانتقال إلى الاشتراكية طالما أنها خاضعة لسيطرة صحيحة، ويؤمن الاشتراكيون أيضا أن الرأسمالية يمكن أن توجد في دولة اشتراكية والعكس صحيح.

ما هي الشيوعية؟

الشيوعية هي عقيدة سياسية اقتصادية تهدف إلى استبدال الملكية الخاصة والاقتصاد القائم على الربح بالملكية العامة والسيطرة المجتمعية على الأقل على وسائل الإنتاج الرئيسية (مثل المناجم والطواحين والمصانع) والموارد الطبيعية للمجتمع. وبالتالي فإن الشيوعية هي شكل من أشكال الاشتراكية – شكل أعلى وأكثر تقدمًا.

لكن الشيوعية تسيطر على اقتصادها من خلال حزب واحد متسلط ومن ثم تتميز بأنها محافظة لأن الاقتصاد يعمل على أساس قرارات النخبة. وتعتقد الشيوعية أنه يجب توزيع الثروة على الجماهير بناءً على احتياجات الفرد، وفيها تكون جميع السلع والخدمات ملكية عامة لاستخدامها والتمتع بها من قبل جميع السكان بلا تملك!

ومن وجهة نظر الشيوعيين لا بد من تدمير الرأسمالية كليا من أجل إفساح المجال نحو مجتمع لا طبقي.

أهم 5 فروق بين الاشتراكية والشيوعية:

  1. الاشتراكية نظام اقتصادي بينما الشيوعية نظام اقتصادي وسياسي.
  2. في الاشتراكية: تدار موارد الاقتصاد ويسيطر عليها الناس أنفسهم من خلال الكوميونات أو المجالس، بينما في الشيوعية  ترتكز الإدارة والسيطرة على عدد قليل من الأفراد في حزب واحد متسلط.
  3. يوزع الاشتراكيون الثروة على الناس بناء على الجهود الفردية التي يبذلها الفرد، في حين يقوم الشيوعيون بتوزيع الثروة على أساس احتياجات الفرد.
  4. يستطيع الاشتراكيون امتلاك عقارات شخصية بينما لا يستطيع الشيوعيون ذلك.
  5. تسمح الاشتراكية للرأسمالية بالوجود وسطها بينما تسعى الشيوعية للتخلص من الرأسمالية.

«تبدأ منطقة الحرية من حيث يتوقف العمل المحدد بالضرورة »

لذا بناء على مبادئ الشيوعية فأن كل الدول التى تظن أنها شيوعية هي في الحقيقة اشتراكية، حتى الاتحاد السوفيتي كان يسمى رسميًا «اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية»!

المصادر:

مترجم: عن أولغا توكارتشوك الحائزة على نوبل في الأدب، عالم جديد من نافذتي

بقلم: الفائزة بجائزة نوبل للأدب 2018 «أولغا توكارتشوك-OLGA TOKARCZUK»

من نافذتي يمكنني أن أرى شجرة «توت-mulberry» أبيض وهي شجرة تفتنني -أحد الأسباب التي جعلتني أعيش هنا. فالتوت نبات كريم؛ طوال فصلي الربيع والصيف يقدم ثمارهُ الحلوة الصحية لعشرات من عائلات الطيور. في الوقت الحالي لم يستعيد التوت أوراقه بعد، لذلك أرى امتداد الشارع الهادئ الذي نادرًا ما يجتازه الناس في طريقهم إلى الحديقة. الطقس في«فروتسواف- Wrocław» يكاد يكون صيفيًا: شمس باهرة، وسماء زرقاء وهواء نظيف. اليوم بينما كنت أسير مع كلبي رأيت اثنين من طيور «العقعق-magpies» تطاردان بومة من عشها، وعلى بعد قدمين فقط نظرت أنا والبومة في عيون بعضنا البعض؛ يبدو أن الحيوانات أيضًا تنتظر بترقب وتتساءل عما سيحدث لاحقًا.

لوقت طويل شعرت بأن هناك الكثير من العالم؛ كثير جدا، وسريع جدا، وصاخب جدا. لذلك لا أعاني من «صدمة العزلة» وليس من الصعب علي عدم رؤية الناس. لا يؤسفني إغلاق دور السينما، ولا أبالي تمامًا بإغلاق مراكز التسوق. أنا قلقة بالطبع من التفكير في كل الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم. ولكن عندما علمت بالحجر الصحي الوشيك شعرت بشيء من الارتياح، أعلم أن الكثير من الناس شعروا بالمثل حتى لو خجلوا من ذلك. إن انطوائيتي التي خنقت طويلاً أسيئت معاملتها من قبل الانبساطيين المفرطين النشاط قد انتفضت وخرجت من الخزانة.

أشاهد جارنا من النافذة، وهو محام مرهق من كثرة العمل رأيته مؤخرًا يتجه إلى العمل في الصباح يرتدي رداء قاعة المحكمة فوق كتفه، الآن أراه ببدلة رياضية فضفاضة يحارب غصنًا في الفناء؛ يبدو أنه يقوم بترتيب المكان، أرى شابين يخرجان كلبًا كبيرًا في السن بالكاد قادر على المشي منذ الشتاء الماضي؛ الكلب يتهادى ببطء ومرافقيه يسيرونه بصبر و بأبطأ وتيرة. وبكثير من الصخب تقوم شاحنة القمامة بإلتقاط النفايات.

عالم جديد من نافذتي، من نافذتي يمكنني أن أرى شجرة «توت-mulberry» وهي شجرة أنا مفتونة بها

تستمر الحياة، لكن كيف؟ بإيقاع مختلف تمامًا؛ رتبت خزانة ملابسي وأخرجت الصحف التي قرأناها ووضعناها في سلة إعادة التدوير، أعدت ترتيب الزهور، التقطت دراجتي من المتجر حيث تم إصلاحها، وأصبحت أستمتع بالطهي.

صور من طفولتي تستمر في العودة إلي، كان الوقت أكثر من ذلك بكثير، وكان من الممكن «إهداره» و«قتله»، وقضاء ساعات في التحديق من النافذة، أو مراقبة النمل، أو الاستلقاء تحت الطاولة وتخيلها كتابوت، وقراءة الموسوعات.

أليس من الممكن أننا نعود الأن إلى إيقاع الحياة الطبيعي؟ ألا يعني ذلك أن الفيروس ليس اختلالًا في القاعدة، بل العكس هو الصحيح؛ أن العالم المحموم قبل وصول الفيروس كان غير طبيعي؟

لقد ذكّرنا الفيروس بكل ما كنا ننكره بشغف شديد: أننا مخلوقات رقيقة تتكون من أكثر المواد هشاشة، أننا نموت، أننا محض بشر!. أننا لسنا منفصلين عن «البشرية» ولسنا استثنائيين، ولكن العالم بدلاً من ذلك شبكة عظيمة نختلط فيها جميعًآ، ونرتبط بكائنات أخرى بخيوط غير مرئية من الاعتماد والتأثير، أنه بغض النظر عن مدى البعد عن البلدان التي نأتي منها، أو اللغات التي تتحدثها، أو لون بشرتنا، فإننا نمرض بنفس الأمراض ونتشارك نفس المخاوف؛ ونموت…نفس الموت.

لقد جعلنا ندرك أنه بغض النظر عن مدى ضعفنا وهشاشتنا في مواجهة الخطر، فإننا محاطون بأشخاص أكثر ضعفًا والذين تعتبر مساعدتنا لهم ضرورية، وقد ذكّرنا بمدى هشاشة آبائنا وأجدادنا، ومدى حاجتهم لرعايتنا. لقد أظهر لنا أن حركاتنا المحمومة تعرض العالم للخطر. وقد أثار سؤالًا نادرًا ما كانت لدينا الشجاعة لطرحه على أنفسنا: ما هو بالضبط الذي نواصل البحث عنه؟

لقد ذكرنا الخوف من المرض بالأعشاش التي نشيدها ونشعر بالأمان فيها في مثل هذه الحالة، حتى أكثر المسافرين شغفًا يعودون دائمًا إلى نوع من المنزل. وفي الوقت نفسه اكتشفنا حقائق حزينة؛ أنه في لحظة الخطر لجأ فكرنا مرة أخرى محدودية وحصرية حدود الدول. في هذا الوقت العصيب رأينا مدى ضعف الممارسة العملية لفكرة المجتمع الأوروبي، الاتحاد الأوروبي: انسحب من المباراة.

وفوض اتخاذ القرارات وقت الأزمة للدول القومية، لقد عادت الشوفينية القديمة، عادت إلى الانقسام بين «من يخصنا» و«الأجنبي» وبعبارة أخرى؛ بالضبط ما قاتلنا ضده العقود الماضية على أمل أنه لن يشكل تفكيرنا مرة آخرى. أثار الخوف من الفيروس القناعة اللاذعة بأنه يجب إلقاء اللوم على الأجانب، وأنهم هم الذين يشكلون التهديد. في أوروبا: الفيروس «من مكان آخر». في بولندا: يعتبر كل من يعود من الخارج مشبوهًا. يذكرنا الفيروس: بأن الحدود موجودة، وهم على ما يرام.

أخشى أيضًا أن الفيروس سوف ينبهنا إلى حقيقة قديمة أخرى: إلى أي مدى نحن غير متساوين؛ في حين أن البعض منا يطير على متن طائرات خاصة إلى منازلهم في الجزر أو في عزلة الغابات، سيبقى البعض الآخر في المدن وتشغيل محطات توليد الطاقة ومحطات المياه. لا يزال البعض الآخر يخاطرون بحياتهم في العمل في المتاجر والمستشفيات. سيجني البعض المال من الوباء بينما سيفقد البعض الآخر كل شيء لديهم. ستقوض الأزمة القادمة كل المبادئ التي بدت لنا ثابتة، لن تتمكن العديد من البلدان من التعامل وفي مواجهة حالة السقوط، سوف تستيقظ أنظمة جديدة، كما هو الحال غالبًا بعد الأزمات.

نعتقد أننا سنبقى في المنزل نقرأ الكتب ونشاهد التلفاز ولكن في الواقع نحن نعد أنفسنا لمعركة حول واقع جديد لا يمكننا حتى تخيله، بينما نستوعب ببطء أن لا شئ سيعود إلى ما كان عليه على الإطلاق. قد تجعلنا حالة الحجر الإلزامي وتكديس العائلات في المنازل ندرك أشياء لا نرغب في الاعتراف بها: أن عائلتنا تستنزفنا، وأن روابطنا بأزواجنا قد اضمحلت منذ فترة طويلة، وسوف يخرج أطفالنا من الحجر الصحي مدمنين على الإنترنت، وسوف يدرك الكثير منا الاحساس بعقم وسخافة حياتنا التي نبقي عليها بطريقة ميكانيكيًا وبقوة الجمود/لاأراديًا. وماذا لو زاد عدد حالات القتل والانتحار و المعانين من أمراض عقلية؟

أمام أعيننا؛ يتصاعد الدخان من النموذج الحضاري الذي شكلنا على مدى المائتي عام الماضية: أننا أسياد الخلق، وأننا نستطيع أن نفعل أي شيء، وأن العالم ينتمي إلينا، العصر الجديد يقترب…

عالم جديد من نافذتي: ترجمته من البولندية: «جنيفر كروفت-Jennifer Croft».

المصدر: The New yorker

مترجم: كيف سيكون عالم ما بعد كورونا؟ أربعة احتمالات مستقبلية

عالم ما بعد كورونا؟

  • أين سنكون بعد ستة أشهر، سنة، عشر سنوات من الآن؟ 
  • أستلقي مستيقظا في الليل أتساءل ما يخبئه المستقبل أحبائي، وأصدقائي وأقاربي الضعفاء.
  • أتساءل ماذا سيحدث لعملي، على الرغم من أنني محظوظ أكثر من كثيرين: أحصل على أجر مرضي ويمكنني العمل عن بعد. 
  • لكن لا يزال لدي أصدقاء يعملون لحسابهم الخاص ويتوقعون البقاء لأشهر بدون أجر، وأصدقاء فقدوا وظائفهم بالفعل. 
  • أصاب الفيروس التاجي الاقتصاد بشدة موازية لما أصاب البشر، فماذا سنفعل 

هناك عدد من الحلول المستقبلية المحتملة، وكلها تعتمد على كيفية استجابة الحكومات والمجتمع للفيروس التاجي وتداعياته الاقتصادية. نأمل أن نستخدم هذه الأزمة لإعادة البناء، وإنتاج شيء أفضل للإنسانية، لكننا أيضًا قد ننزلق إلى شيء أسوأ.

أعتقد أننا يمكن أن نفهم وضعنا -وما قد يكمن في مستقبلنا- من خلال النظر إلى الاقتصاد السياسي للأزمات الأخرى. يركز بحثي على أساسيات الاقتصاد الحديث: سلاسل التوريد العالمية والأجور والإنتاجية. أنظر إلى الطريقة التي تساهم بها الديناميكيات الاقتصادية في تحديات مثل تغير المناخ وانخفاض مستويات الصحة العقلية والبدنية بين العمال. لقد جادلنا بأننا بحاجة إلى نوع مختلف تمامًا من الاقتصاديات إذا أردنا بناء مستقبل عادل اجتماعيًا وسليم بيئيًا. وفي مواجهة أزمة COVID-19 أصبح هذا أكثر وضوحًا من ذي قبل.

إن الاستجابات لوباء COVID-19 هي ببساطة تضخيم الديناميكية التي تدفع الأزمات الاجتماعية والبيئية الأخرى: إعطاء الأولوية لنوع من القيمة على الأنواع الأخرى. لعبت هذه الديناميكية دورًا كبيرًا في توجيه الاستجابات العالمية لـ COVID-19. لذا مع تطور الاستجابات للفيرو ، كيف يمكن أن يتطور مستقبلنا الاقتصادي؟

عالم ما بعد كورونا؟

من منظور اقتصادي، هناك أربعة حلول مستقبلية محتملة: 

  • الانحدار إلى البربرية والفوضى
  • الرأسمالية القوية
  • الاشتراكية المتطرفة
  • التحول إلى مجتمع مدني متحد مبني على المساعدات المتبادلة. 

نسخ من جميع هذه الأحتمالات المستقبلية ممكنة تمامًا، وإن لم تكن مرغوبة.

التغييرات الصغيرة لم تعد مجدية:

إن الفيروس التاجي مثله مثل تغير المناخ؛ جزء من مشكلة هيكلنا الاقتصادي. على الرغم من أن كلاهما يبدو أنهما مشاكل «بيئية» أو «طبيعية» إلا أنهما مدفوعان اجتماعياً.

نعم، يحدث تغير المناخ بسبب امتصاص غازات معينة للحرارة، لكن هذا تفسير ضحل للغاية لفهم تغير المناخ، نحتاج إلى فهم الأسباب الاجتماعية التي تبقي على انبعاث الغازات الدفيئة، وبالمثل COVID-19 نعم السبب المباشر هو الفيروس، لكن إدارة آثاره تتطلب منا أن نفهم السلوك البشري وسياقه الاقتصادي الأوسع.

معالجة كل من COVID-19 وتغير المناخ أسهل بكثير إذا قمت بتقليل النشاط الاقتصادي غير الضروري، في حالة تغير المناخ إذا أنتجت أشياء أقل  فإنك تستخدم طاقة أقل فتنبعث منها غازات دفيئة أقل، COVID-19 إذا اختلط الناس ببعض تنتشر العدوى؛ يحدث هذا في المنازل وأماكن العمل وفي الرحلات، لذا تقليل ذلك كله قد يقلل الأزمة.

ربما يساعد تقليل الاتصال بين الأشخاص أيضًا في استراتيجيات التحكم الأخرى، تتمثل إحدى إستراتيجيات التحكم الشائعة في تفشي الأمراض المعدية في تتبع الاتصال والعزل، حيث يتم تحديد المخالطين للشخص المصاب، ثم عزلهم لمنع أنتشار المرض، يكون هذا أكثر فاعلية عند تتبع نسبة عالية من جهات الاتصال، كلما قل عدد المخالطين قل عدد الذين يجب تتبعهم والوصول إلىهم.

يمكننا أن نرى من تجربة ووهان أن إجراءات الإبعاد والإغلاق الاجتماعي مثل هذه فعالة. الاقتصاد السياسي مفيد في مساعدتنا على فهم سبب عدم أتباعهم في وقت سابق في البلدان الأوروبية والولايات المتحدة.

اقتصاد هش

الإغلاق يضغط على الاقتصاد العالمي، نحن نواجه ركودا خطيرا وقد دفع هذا الضغط بعض قادة العالم للدعوة إلى تخفيف إجراءات الإغلاق.

حتى مع إعلان 19 دولة حالة من الإغلاق، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس البرازيلي جاير بولسونارو إلى التراجع عن تدابير التخفيف. دعا ترامب الاقتصاد الأمريكي إلى العودة إلى طبيعته في غضون ثلاثة أسابيع (لقد قبل الآن أنه يجب الحفاظ على التباعد الاجتماعي لفترة أطول).

 قال بولسونارو: «يجب أن تستمر حياتنا، يجب الحفاظ على الوظائف … يجب علينا -نعم- العودة إلى طبيعتها».

في المملكة المتحدة وفي هذه الأثناء قبل أربعة أيام من الدعوة إلى إغلاق لمدة ثلاثة أسابيع كان رئيس الوزراء بوريس جونسون أقل تفاؤلًا؛ قائلاً إن المملكة المتحدة يمكن أن تحول المد في غضون 12 أسبوعًا. ومع ذلك، حتى لو كان جونسون على صواب يبقى الأمر أننا نعيش مع نظام اقتصادي يهدد بالانهيار عند الوباء التالي.

إن أسباب إنهيار الاقتصاديات واضحة إلى حد ما، توجد الشركات لتحقيق الربح. إذا لم يتمكنوا من الإنتاج لا يمكنهم بيع الأشياء، هذا يعني أنهم لن يحققوا أرباحًا، مما يعني أنهم أقل قدرة على توظيفك. 

يمكن للشركات القيام -على مدى فترات زمنية قصيرة- الاحتفاظ بالعمال الذين لا يحتاجون إليهم على الفور: فهم يريدون أن يكونوا قادرين على تلبية الطلب عندما يعود الاقتصاد إلى الارتفاع مرة أخرى. ولكن إذا بدأت الأمور تبدو سيئة حقًا فهي كذلك. لذا، يفقد المزيد من الناس وظائفهم أو يخشون فقدان وظائفهم. لذلك يشترون أقل وتبدأ الدورة بأكملها مرة أخرى وننطلق نحو الكساد الاقتصادي.

في الأزمات العادية فإن الوصفة الطبية لحل هذا الأمر بسيطة تساهم الحكومة، وتنفق حتى يبدأ الناس في الاستهلاك والعمل مرة أخرى. (هذه الوصفة هي ما يشتهر به الاقتصادي جون ماينارد كينز).

لكن التدخلات العادية لن تنجح هنا لأننا لا نريد أن يتعافى الاقتصاد -على الأقل ليس على الفور- الهدف الأساسي من الإغلاق هو منع الأشخاص من الذهاب إلى العمل حيث ينشرون المرض. اقترحت إحدى الدراسات الحديثة أن رفع إجراءات الإغلاق في ووهان (بما في ذلك إغلاق أماكن العمل) في وقت قريب جدًا قد تشهد الصين ذروة ثانية للحالات في وقت لاحق من عام 2020.

جيمس ميدواي، اقتصاد الحرب أم اقتصاد السلم؟

كما كتب الاقتصادي جيمس ميدواي فإن الآستجابة الصحيحة لـ COVID-19 ليست اقتصاد زمن الحرب «مع زيادة هائلة في الإنتاج» لكن بدلاً من ذلك  نحتاج إلى اقتصاد «ضد الحرب» وخفض الإنتاج بشكل كبير. وإذا أردنا أن نكون أكثر مقاومة للأوبئة في المستقبل (و لتجنب أسوأ التغيرات المناخية) نحن بحاجة إلى نظام قادر على تقليص الإنتاج بطريقة لا تعني فقدان سبل العيش.

لذا ما نحتاجه هو عقلية اقتصادية مختلفة تميل إلى التفكير في الاقتصاد على أنه الطريقة التي نشتري بها ونبيع الأشياء، ولا سيما السلع الاستهلاكية، لكن هذا ليس ما يجب أن يكون عليه الاقتصاد أو يحتاج إليه. إن الاقتصاد في جوهره هو الطريقة التي نأخذ بها مواردنا ونحولها إلى الأشياء التي نحتاجها للعيش، بالنظر إلى هذا  يمكننا أن نبدأ في رؤية المزيد من الفرص للعيش بشكل مختلف تسمح لنا بإنتاج أشياء أقل دون زيادة البؤس.

لطالما اهتمت أنا والاقتصاديون الإيكولوجيون/البيئيون الآخرون بمسألة كيف تنتج أقل بطريقة اجتماعية عادلة، لأن التحدي المتمثل في إنتاج أقل هو أمر أساسي أيضًا في معالجة تغير المناخ،  كلما زاد إنتاجنا للغازات الدفيئة التي تنبعث منها. إذا كيف يمكنك تقليل كمية الأشياء التي تقوم بها مع إبقاء العمال في وظائفهم؟

تتضمن الاقتراحات تقليل مدة أسبوع العمل أو كما ذكرت بعض أعمالي الأخيرة يمكنك السماح للأشخاص بالعمل بشكل أبطأ و بضغط أقل. لا ينطبق أي من هذين مباشرة على COVID-19 حيث يتمثل الهدف في تقليل الاتصال بدلاً من الإنتاج، ولكن جوهر المقترحات هو نفسه، عليك أن تقلل من اعتماد الناس على الأجر/الراتب ليتمكنوا من العيش.

ما هو الاقتصاد؟

المفتاح لفهم الردود على COVID-19 هو السؤال عن الغرض من الاقتصاد، حاليا الهدف الأساسي للاقتصاد العالمي هو تسهيل تبادل الأموال، هذا ما يسميه الاقتصاديون «قيمة التبادل».

الفكرة السائدة للنظام الحالي هو أن قيمة التبادل هي نفس قيمة الاستخدام. على أساس أن الناس سينفقون الأموال على الأشياء التي يريدونها أو يحتاجون إليها وهذا الفعل من إنفاق المال يخبرنا شيئًا عن مدى تقديرهم لـ «استخدامه» هذا هو السبب في أن الأسواق تعتبر أفضل طريقة لإدارة المجتمع، فهي تسمح لك بالتكيف وهي مرنة بما يكفي لمطابقة القدرة الإنتاجية مع قيمة الاستخدام.

ما يوضحه COVID-19 هو مدى كذب معتقداتنا حول الأسواق في جميع أنحاء العالم تخشى الحكومات من تعطل الأنظمة الحيوية أو تحميلها بشكل زائد: سلاسل التوريد، والرعاية الاجتماعية، ولكن بشكل أساسي الرعاية الصحية وهناك الكثير من العوامل المساهمة في ذلك ولكن أول اثنين هم:

أولاً، من الصعب جدًا جني الأموال من العديد من الخدمات المجتمعية الأساسية ويرجع هذا جزئيًا إلى أن نمو إنتاجية العمل هو المحرك الرئيسي للأرباح: القيام بالمزيد بعدد أقل من الموظفين. فهم عامل تكلفة كبير في العديد من الشركات، وخاصة تلك التي تعتمد على التفاعلات الشخصية مثل الرعاية الصحية، ونتيجة لذلك يميل نمو الإنتاجية في قطاع الرعاية الصحية إلى أن يكون أقل من بقية الاقتصاد  وترتفع تكاليفه أسرع من المتوسط.

ثانيًا، الوظائف في العديد من الخدمات المهمة ليست تلك التي تميل إلى أن تكون ذات قيمة عالية في المجتمع. توجد العديد من أفضل الوظائف مدفوعة الأجر فقط لتسهيل التبادل ولكسب المال. إنهم لا يخدمون غرضًا أوسع للمجتمع: فهم ما يسميه عالم الأنثروبولوجيا ديفيد جرابر «وظائف خادعة/bullshit jobs» ومع ذلك -لأنهم يجنون الكثير من المال- لدينا الكثير من المستشارين وصناع الإعلانات الضخمة والقطاع المالي الضخم. في هذه الأثناء لدينا أزمة في الرعاية الصحية والاجتماعية حيث يضطر الناس غالبًا إلى ترك وظائف مفيدة يستمتعون بها، لأن هذه الوظائف لا تدفع لهم ما يكفي للعيش!.

وظائف لا طائل منها

وظائف لا طائل منها!

حقيقة أن الكثير من الناس يعملون في وظائف لا طائل من ورائها هي جزئياً سبب عدم استعدادنا للرد على COVID-19. يبرز الوباء أن العديد من الوظائف ليست ضرورية ومع ذلك نفتقر إلى عدد كاف من العاملين الرئيسيين للاستجابة عندما تسوء الأمور.

يضطر الناس إلى العمل في وظائف لا طائل من ورائها لأنه في مجتمع حيث تكون قيمة التبادل هي المبدأ الموجه للاقتصاد، فإن السلع الأساسية للحياة متاحة بشكل رئيسي من خلال الأسواق. هذا يعني أن عليك شرائها ولشرائها تحتاج إلى دخل  يأتي من وظيفة.

الجانب الآخر من هذه العملة هو أن الاستجابات الأكثر جذرية (والفعالة) التي نشهدها لتفشي COVID-19 تتحدى هيمنة الأسواق وقيمة التبادل. في جميع أنحاء العالم تتخذ الحكومات إجراءات بدا قبل ثلاثة أشهر أنها مستحيلة. في إسبانيا تم تأميم المستشفيات الخاصة. في المملكة المتحدة أصبح احتمال تأميم وسائل النقل المختلفة حقيقيًا جدًا، وأبدت فرنسا استعدادها لتأميم الشركات الكبرى.

وبالمثل نشهد انهيار أسواق العمل. توفر بلدان مثل الدنمارك والمملكة المتحدة دخلًا للناس لمنعهم من الذهاب إلى العمل. هذا جزء أساسي من الإغلاق الناجح. هذه التدابير أبعد ما تكون عن الكمال. ومع ذلك فإنه التحول من مبدأ أن على الناس العمل من أجل كسب دخلهم والتحرك نحو فكرة أن الناس يستحقون أن يتمكنوا من العيش حتى إذا لم يتمكنوا من العمل.

يعكس الاتجاهات السائدة في الأربعين سنة الماضية. خلال هذا الوقت ، كان يُنظر إلى الأسواق وقيم الصرف على أنها أفضل طريقة لإدارة الاقتصاد ونتيجة لذلك تعرضت الأنظمة العامة لضغوط متزايدة للتسويق، ليتم تشغيلها كما لو كانت شركات تجارية يتعين عليها كسب المال. وبالمثل أصبح العمال أكثر تعرضًا للسوق، فقد أزالت عقود الساعات الصفرية والاقتصاد الكبير طبقة الحماية من تقلبات السوق التي كانت توفرها العمالة الطويلة الأجل والمستقرة.

يبدو أن COVID-19 يعمل عكس هذا الاتجاه، حيث يأخذ الرعاية الصحية وسلع العمل من السوق ويضعها في أيدي الدولة التي تنتجها لأسباب عديدة بعضها جيد والبعض سيئ. ولكن على عكس الأسواق ، لا يتعين عليهم الإنتاج مقابل قيمة التبادل وحدها.

هذه التغييرات تعطيني أمل وتوفر الفرصة لإنقاذ العديد من الأرواح. حتى أنهم يشيرون إلى إمكانية التغيير على المدى الطويل الذي يجعلنا أكثر سعادة ويساعدنا على معالجة تغير المناخ. ولكن لماذا استغرقنا وقتًا طويلاً للوصول إلى هنا؟ لماذا كانت العديد من البلدان غير مهيأة للغاية لإبطاء الإنتاج؟ الجواب يكمن في تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية: لم يكن لديهم «عقلية» الصواب.

خيالنا الاقتصادي

كان هناك إجماع اقتصادي واسع النطاق لمدة 40 عامًا وقد حد هذا من قدرة السياسيين ومستشاريهم على رؤية الشقوق في النظام ، أو تخيل البدائل. هذه العقلية تقودها إلى معتقدان مرتبطان:

  1. السوق هو ما يوفر جودة حياة جيدة، لذلك يجب حمايته
  2. سيعود السوق دائمًا إلى طبيعته بعد فترات قصيرة من الأزمات

هذه الآراء مشتركة بين العديد من الدول الغربية لكنهما أقوى في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكلاهما بدا أنهما مستعدان بشدة للرد على COVID-19.

في المملكة المتحدة تم تسريب ملخص ما قيل في اجتماع خاص لكبار مساعدي رئيس الوزراء تجاه COVID-19 على أنه استخدام «مناعة القطيع» حماية الاقتصاد وإذا كان ذلك يعني أن بعض «أصحاب المعاشات قد يموتون للأسف»!. 

أنكرت الحكومة ذلك، ولكن ماذا إذا كانت التلك حقيقية فليس من المستغرب. في مناسبة حكومية في وقت مبكر من الوباء أن يقول لي موظف حكومي كبير: «هل يستحق الأمر الاضطراب الاقتصادي؟ إذا نظرت إلى تقييم جودة للحياة، ربما لا».

هذا النوع من الآراء مستوطن في فئة النخبة ويمثلها بشكل جيد مسؤول تكساس الذي جادل بأن العديد من كبار السن «سيموتون بسرور بدلاً من رؤية الولايات المتحدة تغرق في ركود اقتصادي»!. تعرض وجهة النظر هذه العديد من الأشخاص الضعفاء للخطر (وليس كل الأشخاص الضعفاء من كبار السن) وكما حاولت أن أوضح هنا فهو خيار زائف.

أحد الأشياء التي يمكن أن تفعلها أزمة COVID-19 هو توسيع هذا الخيال الاقتصادي. بينما تتخذ الحكومات والمواطنون خطوات كانت تبدو قبل ثلاثة أشهر مستحيلة، فإن أفكارنا حول كيفية عمل العالم يمكن أن تتغير بسرعة، دعونا نلقي نظرة على المكان الذي يمكن أن يأخذنا إليه هذا التخيل.

احتمالات عالم ما بعد كورونا

لمساعدتنا في رؤية المستقبل سأستخدم تقنية من مجال دراسات المستقبل. تأخذ عاملين تعتقد أنهم مهمين في المستقبل، وتتخيل ما سيحدث في ظل مجموعات مختلفة من تلك العوامل.

العوامل التي أريد أن آخذها في الحسبان هي القيمة والمركزية. تشير القيمة إلى كل ما هو مبدأ موجه لاقتصادنا. هل نستخدم مواردنا لزيادة قيمة التبادلات والأموال، أم نستخدمها لزيادة قيمة الحياة؟ تشير المركزية إلى الطرق التي يتم بها تنظيم الأشياء، إما عن طريق الكثير من الوحدات الصغيرة أو بواسطة قوة قيادة واحدة كبيرة. يمكننا تنظيم هذه العوامل في شبكة والتي يمكن بعد ذلك ملؤها بالسيناريوهات. لذا يمكننا التفكير فيما قد يحدث إذا حاولنا الاستجابة للفيروس التاجي بالمجموعات الأربعة المتطرفة:

  1. رأسمالية الدولة: استجابة مركزية، إعطاء الأولوية لقيمة التبادل
  2. البربرية: استجابة لامركزية تعطي الأولوية لقيمة التبادل
  3. اشتراكية الدولة: استجابة مركزية، وإعطاء الأولوية لحماية الحياة.
  4. المساعدة المتبادلة: الاستجابة اللامركزية إعطاء الأولوية لحماية الحياة.
أربعة أحتمالات مستقبلية

المستقبل الأول: رأسمالية الدولة

رأسمالية الدولة هي الاستجابة المهيمنة التي نراها في جميع أنحاء العالم في الوقت الحالي. ومن الأمثلة النموذجية المملكة المتحدة وإسبانيا والدنمارك.

يستمر المجتمع الرأسمالي في الدولة في السعي وراء قيمة التبادل باعتبارها الضوء الموجه للاقتصاد. لكنها تعترف بأن الأسواق في أزمة تتطلب الدعم من الدولة. بالنظر إلى أن العديد من العمال لا يستطيعون العمل لأنهم مرضى  أو خائفون على حياتهم، فإن الدولة تتدخل بطريقة دعم بتقديم الائتمان من الخزانة وتسديد الدفعات المباشرة للشركات.

التوقعات هنا هي أن هذا سيكون لفترة قصيرة. الوظيفة الأساسية للخطوات التي يتم اتخاذها هي السماح لأكبر عدد ممكن من الشركات بمواصلة التداول. في المملكة المتحدة على سبيل المثال لا يزال يتم توزيع المواد الغذائية في الأسواق (على الرغم من أن الحكومة خففت قوانين المنافسة). عندما يتم دعم العمال مباشرة يتم ذلك بطرق تسعى إلى تقليل الاضطراب في الأداء الطبيعي لسوق العمل. لذا على سبيل المثال كما هو الحال في المملكة المتحدة يجب على أصحاب العمل التقدم بطلب للحصول على المدفوعات وتوزيعها. ويكون حجم المدفوعات على أساس قيمة التبادل التي عادة ما يخلقها العامل في السوق بدلاً من فائدة عمله!.

هل يمكن أن يكون هذا سيناريو ناجح؟ ممكن، ولكن فقط إذا ثبت أن COVID-19 لا يمكن السيطرة عليه خلال فترة قصيرة. مع تجنب الإغلاق الكامل للحفاظ على أداء السوق لا يزال من المحتمل أن يستمر انتقال العدوى. في المملكة المتحدة لا يزال البناء غير الأساسي مستمرًا، مما يجعل العمال يختلطون في مواقع البناء لكن تدخل الدولة المحدود سيصبح من الصعب الحفاظ عليه إذا ارتفع عدد القتلى. ستؤدي زيادة المرض والموت إلى إثارة الاضطرابات وتعميق الآثار الاقتصادية مما يجبر الدولة على اتخاذ المزيد والمزيد من الإجراءات الجذرية لمحاولة الحفاظ على أداء السوق.

المستقبل الثاني: الهمجية/البربرية

هذا هو السيناريو الأكثر قتامة الهمجية هي المستقبل إذا واصلنا الاعتماد على قيمة التبادل كمبدأ توجيهي ومع ذلك نرفض تقديم الدعم لأولئك الذين يخرجون من الأسواق بسبب المرض أو البطالة فهو يصف حالة لم نرها بعد.

تفشل الشركات ويتضور العمال جوعًا لعدم وجود آليات لحمايتهم من الحقائق القاسية للسوق. لا يتم دعم المستشفيات بتدابير استثنائية، وبالتالي تصبح مرهقة ويموت  الناس. الهمجية هي في نهاية المطاف دولة غير مستقرة تنتهي بالدمار أو الانتقال إلى أحد أقسام الشبكة الأخرى بعد فترة من الدمار السياسي والاجتماعي.

هل يمكن أن يحدث هذا؟ القلق هو أنه يمكن أن يحدث عن طريق الخطأ أثناء الوباء، أو عن طريق القصد بعد ذروة الوباء. الخطأ هو إذا فشلت الحكومة في التدخل بطريقة كبيرة بما يكفي خلال أسوأ وقت للجائحة. قد يتم تقديم الدعم للشركات والأسر ولكن إذا لم يكن ذلك كافيًا لمنع انهيار السوق في مواجهة الأمراض المنتشرة ، فستحدث الفوضى وقد تُرسل المستشفيات أموالاً إضافية وأشخاصًا، ولكن إذا لم يكن ذلك كافيًا فسيتم إبعاد المرضى بأعداد كبيرة.

من المحتمل أن تكون هناك إمكانية للتقشف الشديد بعد أن يكون الوباء قد بلغ ذروته، وتسعى الحكومات إلى العودة إلى الوضع «الطبيعي». وقد تم تهديد هذا في ألمانيا سيكون هذا كارثيا. ليس أقله أن تأجيل تمويل الخدمات الحيوية أثناء التقشف قد أثر على قدرة البلدان على الاستجابة لهذا الوباء.

سيؤدي الفشل اللاحق للاقتصاد والمجتمع إلى اضطرابات سياسية واجتماعية ، مما يؤدي إلى فشل الدولة وانهيار كل من أنظمة رعاية الدولة والمجتمع.

المستقبل الثالث: اشتراكية الدولة

تصف اشتراكية الدولة أول مستقبل يمكن أن نراه مع تحول ثقافي يضع نوعًا مختلفًا من القيمة في قلب الاقتصاد. هذا هو المستقبل الذي نصل إليه بتمديد التدابير التي نراها حاليًا في المملكة المتحدة وإسبانيا والدنمارك.

المفتاح هنا هو أن تدابير مثل تأميم المستشفيات والمدفوعات للعمال لا تعتبر أدوات لحماية الأسواق ، ولكن طريقة لحماية الحياة نفسها. في مثل هذا السيناريو تتدخل الدولة لحماية أجزاء الاقتصاد الضرورية للحياة: إنتاج الغذاء والطاقة والمأوى على سبيل المثال، بحيث لا تعد الأحكام الأساسية للحياة على أهواء السوق. تقوم الدولة بتأميم المستشفيات، وتوفر السكن مجانًا. وأخيرًا فإنه يوفر لجميع المواطنين وسيلة للوصول إلى سلع مختلفة – سواء الأساسيات أو أي سلع استهلاكية يمكننا إنتاجها بقوة عاملة مخفضة.

لم يعد المواطنون يعتمدون على أصحاب العمل كوسطاء بينهم وبين المواد الأساسية للحياة. تتم المدفوعات لجميع الأشخاص مباشرةً ولا تتعلق بقيمة الصرف  بدلاً من ذلك ، فإن المدفوعات هي نفسها للجميع (على أساس أننا نستحق أن نتمكن من العيش، لمجرد أننا على قيد الحياة) ، أو أنها تستند إلى فائدة العمل. عمال السوبرماركت، وسائقو التوصيل، ومكدسات المستودعات، والممرضات، والمدرسون، والأطباء يصبحون محل الرؤساء التنفيذيون.

من الممكن أن تظهر اشتراكية الدولة كنتيجة لمحاولات رأسمالية الدولة وتأثيرات الوباء المطول. إذا حدث ركود عميق وكان هناك خلل في سلاسل التوريد بحيث لا يمكن إنقاذ الطلب عن طريق نوع السياسات الكينزية القياسية التي نراها الآن (طباعة الأموال، مما يسهل الحصول على القروض وما إلى ذلك) ، فقد تتولى الدولة الإنتاج.

هناك مخاطر على هذا النهج – يجب أن نكون حذرين لتجنب الاستبداد. ولكن حسنًا، قد يكون هذا أفضل أمل لنا ضد تفشي COVID-19 الشديد، دولة قوية قادرة على حشد الموارد لحماية الوظائف الأساسية للاقتصاد والمجتمع.

المستقبل الرابع: المساعدة المتبادلة

المساعدة المتبادلة هي المستقبل الثاني الذي نعتمد فيه حماية الحياة كمبدأ توجيهي لاقتصادنا. لكن في هذا السيناريو، لا تقوم الدولة بدور محدد. وبدلاً من ذلك  يبدأ الأفراد والمجموعات الصغيرة في تنظيم الدعم والرعاية داخل مجتمعاتهم.

تتمثل المخاطر في هذا المستقبل في أن المجموعات الصغيرة غير قادرة على تعبئة نوع الموارد المطلوبة بسرعة لزيادة فعالية الرعاية الصحية مثلاً. ولكن يمكن أن تساعد المساعدة المتبادلة على منع انتقال العدوى بشكل أكثر فاعلية، من خلال بناء شبكات دعم مجتمعية تحمي قواعد العزل الضعيفة والشرطية. يرى الشكل الأكثر طموحا لهذا المستقبل تنشأ هياكل ديمقراطية جديدة. تجمعات المجتمعات القادرة على تعبئة موارد كبيرة بسرعة نسبية. يتحد الأشخاص معًا لتخطيط الاستجابات الإقليمية لوقف انتشار المرض و (إذا كانت لديهم المهارات) لعلاج المرضى.

أمل وخوف

هذه الرؤى هي سيناريوهات متطرفة وخطط عامة، ومن المرجح أن تختلط ببعضها البعض. خوفي هو الانتقال من رأسمالية الدولة إلى البربرية. أملي هو مزيج من اشتراكية الدولة والمساعدة المتبادلة: دولة قوية وديمقراطية تحشد الموارد لبناء نظام صحي أقوى، وتعطي الأولوية لحماية الضعفاء من نزوات السوق وتستجيب وتمكن المواطنين من تكوين مجموعات المساعدة المتبادلة بدلاً من عمل وظائف لا معنى لها.

ما نأمل أن يكون واضحًا هو أن كل هذه السيناريوهات تترك بعض أسباب الخوف، ولكن أيضًا بعض الأمل. يبرز COVID-19 أوجه القصور الخطيرة في نظامنا الحالي. من المرجح أن تتطلب الاستجابة الفعالة لهذا التغيير الاجتماعي الجذري. لقد جادلت بأن ذلك يتطلب تحركًا حادًا بعيدًا عن الأسواق واستخدام الأرباح كطريقة أساسية لتنظيم الاقتصاد، الجانب التصاعدي لهذا هو إمكانية بناء نظام أكثر إنسانية يجعلنا أكثر مرونة في مواجهة الأوبئة المستقبلية والأزمات الوشيكة الأخرى مثل تغير المناخ.

يمكن أن يأتي التغيير الاجتماعي من العديد من الأماكن ومع العديد من التأثيرات، لكن المهمة الرئيسية بالنسبة لنا جميعًا هي المطالبة بأن تأتي الأشكال الاجتماعية الناشئة من أخلاقيات تقدر الرعاية والحياة والديمقراطية. المهمة السياسية المركزية في هذا الوقت من الأزمة هي الحياة (وتكاد تكون منظمة) حول هذه القيم.

المصدر: What will the world be like after coronavirus? Four possible futures

Exit mobile version