كيف تستطيع بعض الحيوانات تغيير لونها ؟

تستطيع الحرباء إلى الحبار وغيرها من الحيوانات تغيير لونها للاختباء من الحيوانات المفترسة، أو تخويف المنافسين. في الطبيعة، يمكن أن تكون القدرة على تغيير اللون مفتاحًا للبقاء. تعد الرؤية حاسة مهمة للغاية في مملكة الحيوانات، وقد توصلت العديد من الحيوانات إلى طرق فريدة لاستخدام هذا الشعور لتعزيز بقائها.

التغيير الموسمي

بالنسبة للحيوانات التي تعيش في بيئات تتغير بشكل كبير بين الفصول، من المفيد تحويل الألوان لتتوافق مع الخلفية البيئية حيث تتحول البيئات من الصيف الوفير إلى الشتاء الثلجي.
«ترمجان الصخر-ptarmigan»، و هي مجموعة من الطيور التي تنتمي إلى رتبة الدجاجيات «grouse» توجد في أقصى الشمال من أوراسيا وأمريكا الشمالية، تطل علينا بريشها البني اللون في الصيف، ومع تقدم الخريف تغير ريشها إلى اللون الأبيض النقي بحلول فصل الشتاء، مما يسمح له بتجنب الحيوانات المفترسة في موطنه القطبي الشمالي. يمر القاقوم او مايعرف ب اسم ابن عرس قصير الذيل بتحول مشابه، حيث تقوم الثدييات بالتخلي تدريجياً عن فروها الغني والبني لارتداء معطف أبيض. في حين أن التمويه يساعد على إخفاء طيور الترمجان ، إلا أن حيوانات ابن عرس مفترسة، تساعدها معاطفها البيضاء المموهة على الاندماج في الثلج، مما يجعل من السهل اصطياد الثدييات والطيور الصغيرة.

يخضع أكثر من 20 نوعًا من الطيور والثدييات في نصف الكرة الشمالي لتحولات ألوان كاملة من اللون البني إلى الأبيض بين الصيف والشتاء. مع تقصير الأيام في الخريف وتطويلها مرة أخرى في الربيع، تحصل هذه الحيوانات على إشارات هرمونية تؤدي إلى تحول الفراء أو الريش.
تحدث التغيرات الموسمية أيضًا في بيئات قد لا تتوقعها، بما في ذلك تحت الماء. «الروبيان الحرباء-Chameleon shrimp»، على سبيل المثال ، يمكن أن يكون أخضر أو أحمر. كشفت الأبحاث المنشورة في عام 2019 أنه على الرغم من تعلق القشريات على الطحالب الحمراء أو الخضراء التي تتناسب مع لونها ، فإنها يمكن أن تتحول ببطء إلى الشكل الآخر لأن نوع الطحالب السائدة في بيئتها الصخرية يتقلب مع الفصول.
وفي الوقت نفسه ، يمكن للعناكب الذهبية تغيير لونها للتمويه عند تغير المواقع. ينتظرون الفريسة على زهور بيضاء أو صفراء، مع تغيير ألوانها لتتناسب مع لون الزهرة. إذا انتقل العنكبوت الأصفر إلى زهرة بيضاء، فيمكنه تحريك أصباغه الصفراء أسفل الخلايا التي تحتوي على أصباغ بيضاء، وهي عملية تستغرق عدة أيام.

يمكن لبعض الحيوانات تغيير لونها في ظرف ثوانٍ.

الحرباء، على سبيل المثال، يمكن أن تحدث تغييرا في الألوان في أقل من نصف دقيقة بمساعدة خلايا خاصة في بشرتها. بعض هذه «الكروماتوفونات الجلدية-Dermal Chromatophores» تحتوي على صبغة وتتشكل مثل النجمة المزينة بملحقات طويلة.

تتفاعل هذه الأصباغ بعد ذلك مع نوع آخر من الخلايا يسمى «iridophore»، والذي يحتوي على بلورات عاكسة. تستطيع الحرباء أن تمد قزحية العين لتغيير طول الموجة، وبالتالي لون الضوء الذي تعكسه. يعمل الضوء المنعكس من iridophores بالتنسيق مع الصبغة في chromatophores لإنتاج مجموعة من الألوان الزرقاء الرائعة والحمراء والبرتقالية التي تظهر في الحرباء، تعد هذه الخاصية مفيدة كتمويه، لكن الحرباء تستخدم قدراتها بشكل أساسي لأغراض أخرى. بينما يستريح بهدوء على فرع، قد يكون لون الحرباء أخضرًا وقاتمة نسبيًا. لكن في المواقف الاجتماعية المتوترة، يشد جلد الحرباء، ويغير لون قزحية العين ويغير الألوان تبعًا لذلك.
بعض القشريات والأسماك يمكنها أيضا تغيير الألوان بسرعة. يمكن لسرطان البحر الأسترالي أن يغمق أنماط ألوانه الزرقاء في حوالي 20 دقيقة عند المغازلة أو التوتر، كما يمكن للأسماك الصغيرة التي تسمى «gobies» الصخرية تغميق أو تفتيح ألوانها في أقل من دقيقة من أجل الاندماج بشكل أفضل في محيط المد والجزر، وتجنب نظرة الطيور الساحلية الجائعة.

طورت حيوانات أخرى مهارات لتغيير الألوان يمكنها أن تحدث في غمضة عين.
على سبيل المثال، يمكن أن تطفو أسماك القرميد الرملي من الحرباء، الأزرق والأخضر إلى الأحمر في نصف ثانية بفضل نوع خاص من القزحية التي يتم تنشيطها عن طريق استجابة الأدرينالين.

لكن رأسيات الأرجل مثل الأخطبوطات والحبار هم أسياد التغيير اللوني السريع. يقول «ويليام جيللي-William Gilly»، عالم الأحياء في محطة «هوبكنز البحرية بجامعة ستانفورد- Stanford University’s Hopkins Marine Station»، إن الخلايا الصبغية يتم التحكم فيها مباشرة عن طريق الجهاز العصبي المركزي.

في الحرباء، تغير هذه الخلايا اللون من حركة الصبغة حولها، لكن في الواقع تستطيع رأسيات الأرجل أن تغير شكل الخلايا نفسها، مما يؤدي إلى تحولات لون سريعة البرق.
«السبيدج-squid» والحبار يستطيعان إضاءة نطاقًا من أصباغ تموج للإشارة إلى استعدادهما للتزاوج. تكون العملية مذهلة بشكل خاص في الحبار «Humboldt»، الذي يضيء الخلايا الملونة والعاكسة للضوء في كامل الجسم في وقت واحد، حيث يتدفق بين الأحمر الفاتح والأحمر الداكن بمقدار أربع مرات في الثانية.

قد يكون لدى خنافس السلحفاة الذهبية نظام تغيير الألوان الأكثر إثارة للانتباه على الإطلاق. تحتوي خنافس أمريكا الوسطى على أصداف شفافة تضم طبقات رقيقة ومكدسة من الصفائح محفورة بأخاديد صغيرة للغاية. يمكن أن تقوم الخنفساء بملء هذه الأخاديد بسائل أحمر يجعل الصفائح تبدو ناعمة تمامًا بحيث تصبح عاكسة، وتلتصق بألوان ذهبية معدنية. ولكن في حالة الانفعال أو التزاوج، تقوم الخنفساء بسرعة بتجفيف السائل من الأخاديد، وكسر الوهم وإظهار الصبغة الحمراء الساطعة أدناه.

المصدر: national geographic

اقرأ ايضاً

لماذا لا تتجدد جميع أعضاء الجسم ؟

 

ما هو أصغر ديناصور مُكتَشَفٍ حتى الآن؟

قبل مئة مليون سنة، في منتصف «حقبة الحياة الوسطى-Mesozoic era»، كانت الأرض موطن ديناصور متباين الحجم، مثل الصَرَاعِيد طويلة العنق، وحتى الطائر الطنان.

وبالرغم من غرابة الأمر، فإن علماء الحفريات يعتقدون الآن أن أصغر ديناصور في تلك الحقبة كان أصغر بكثيرٍ من أصغر طائرٍ على قيد الحياة اليوم، طائر النحلة الطنان.

وجدت الحفريات داخل قطعة من الكهرمان البالغ من العمر 99 مليون سنة من شمال ميانمار، ويبلغ طول جمجمة الديناصور الذي تم تعريفه حديثًا 7.1 ملم فقط.

تحدثت جينغماي أوكونور عن البحث في مقطع فيديو على يوتيوب:

“عندما رأيت هذه العينة لأول مرة، أصابتني الدهشة كليًا. بالنسبة لعالم الحفريات، هذا أمرٌ غريب. إذ لم نشهد شيئًا مثل هذا من قبل.”

قام الفريق بتسمية اكتشافهم «Oculudentavis khaungraae»، والذي يعني “طائر أسنان العين”. مظهر هذا الطائر غريبٌ تمامًا مثل اسمه.

يصطف هذا الديناصور الصغير بأسنان مدببة صغيرة، والمُستدل عليها بالمحاجر الّتي تشبه الملعقة. لهذا الحيوان عينان كبيرتان مقارنةً بالرأس.

يبدو هذا الحيوان غريبًا- إذ أنه ليس تمامًا مثل الطيور، ولا يشبه تمامًا الديناصورات. ولكن هناك بعض الملاحظات الّتي يمكن أن تخبرنا قليلاً عن أسلوب حياته.

الأسنان، على سبيل المثال، هي دليلٌ لا شك فيه على أن الديناصور الصغير مفترس. والفتحات الموجودة في تجويف العين ضيقة للغاية، مما يعني أن الضوء ربما كان محدودًا، مما يعني أن الحيوان نشطٌ في النهار.

بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن هذا الديناصور صغير جدًا، إلا أن عظامه قوية، بل وقوية بشكل مدهش!

يقول أوكونور:

“بالنسبة لنا، حقيقة أن أجزاء الجمجمة ملتحمة بقوة، وحقيقة أن لديها الكثير من الأسنان، وأنها تحتوي على محجري عينين كبيرين حقًا، كلها تشير إلى أنه على الرغم من حجمه الصغير للغاية، فقد كان مفترسًا وربما كان يتغذى على الحشرات الصغيرة.”

كل هذا يشير إلى انتماء هذا الحيوان إلى فئته الخاصة، بدلاً من كونه مرتبطًا بالطيور الطنانة الحديثة- لأن الطيور الطنانة الحالية تتغذى على الرحيق. وهكذا، يعتقد الباحثون أن مخلوقات مثل الطائر الطنان اتخذت مسارًا مختلفًا للتصغير.

يقدر الفريق وزن الطائر غرامين تقريبًا، ويلاحظ أن حجمه يبلغ سدس حجم أصغر الطيور الأحفورية القديمة المعروفة- كثيرٌ منها لديه أسنان، تمامًا مثل هذا الطائر الصغير.

يقول روجر بنسون، عالم الحفريات من جامعة أكسفورد:

“وهذا يشير إلى أنه بعد فترةٍ وجيزةٍ فقط من أصولها في العصر الجوراسي (والّذي استمر من حوالي 201 مليون إلى 145 مليون سنة مضت)، بلغت الطيور بالفعل الحد الأدنى من أحجام أجسامها. في حين أن أصغر الديناصورات وقتها كانت تزن مئات أضعاف هذا الوزن.”

يبدو أن هذا الطائر هو واحدًا من تلك الحيوانات الّتي تقف على النقطة الرابطة بين الديناصورات والطيور، ولكن المكان الذي يناسبها في الصورة الأكبر لا يزال غير واضح.

يمكن أن يك ن انتماء هذا المخلوق ذو الريش أقرؤ إلى سلالة الطيور أو، كما يوضح بنسون، يمكن أن ينتمي أكثر إلى الديناصورات:

“تقع في منتصف الطريق تقريبًا على الشجرة التطورية. بين الطيور الطباشيرية والأركيوبتركس (الديناصور المجنح الشهير من العصر الجوراسي).”

هناك أيضًا بعض الميزات الغريبة، مثل شكل وحجم الأسنان ومحجري العينين، الّتي لم نشهدها في أي من الديناصورات أو الطيور. في الواقع، هذه الصفة تميل إلى السحالي!

وكتب المؤلفون:

“يمكن تفسير كل هذه الأشكال غير العادية إذا صح التعبير على أنها آثار التصغير.”

خذ العينين المنتفختين على جانبي رأس على سبيل المثال. ربما يمثل موقعهما وحجمهما “استراتيجية بديلة لزيادة حجم العين دون زيادة حجم المحجر.”

لسوء الحظ، هذا يعني أن هذا الديناصور الصغير يفتقر إلى الرؤية الثنائية. وهي خاصية فريدة للمفترس. البوم والطيور الحية الأخرى الجارحة، على سبيل المثال، لديها عيون موجهة للأمام. ولكن ربما لا يوجد شيء مثل هذا الطائر اليوم

نُشرت الدراسة في مجلة Nature.

المصادر:

إقرأ أيضاً: الديناصورات كانت تصاب بسرطان العظام ايضا مثل البشر!

تشخيصٌ جديدٌ يكشف عن ١٤,٨٠٠ إصابةٍ بـ الكورونا في يومٍ واحد!

سجلت مقاطعة خوبي الصينية أعلى عدد من الإصابات والوفيات الناجمة عن الكورونا خلال يومٍ واحدٍ فقط. وذلك بعد يومٍ من إجراء تغييرات في طريقة حساب الإصابات. كانت السلطات متفائلةً بأن العدوى قد لا تزيد عن ذروتها الحالية. إلّا أنَّ ما حصل هو العكس تمامًا.

تم تسجيل 14،800 حالة إصابة جديدة بـ الكورونا في غضون 24 ساعة في مقاطعة خوبي الصينية يوم الخميس، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين.

بلغ عدد القتلى من المصابين بالفيروس 242 حالة يوم الخميس، أي أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق البالغ 103 حالة وفاة المُسجل يوم الاثنين الماضي.

يأتي العدد المتزايد من الصابات الجديدة في خوبي بعد إعلان مسؤولي الصحة يوم الخميس أنهم أضافوا إلى الإحصاءات الرسمية جميع الأشخاص الذين تم تشخيصهم باستخدام طرقٍ سريريةٍ جديدةٍ.

يشمل التشخيص السريري للفيروس (المسمى حاليًا COVID-19) استخدامَ التصوير الرئوي للتحقق من حالات العدوى المشتبه بها.

في حين اقتصرت طرق التشخيص السابقة على اختبارات الحمض النووي، والّتي تحدد المعلومات الوراثية للكشف عن الفيروسات. إلا أن هذه الطريقة يمكن أن تستغرق أيامًا.

في الأسبوع الماضي، قالت لجنة صحة خوبي أنها ستبدأ استخدام الأشعة المقطعية لتشخيص التهابات الرئة، والّتي من شأنها تسريع العلاج.

ألا يزالُ الوقتُ مبكرًا للتفائل؟

جاءت هذه القفزة الحادة بعد أن أظهرت الأرقام الرسمية أن حالات الإصابة بـ الكورونا قد انخفضت لمدة يومين على التوالي. ترأس الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اجتماعًا في بكين يوم الأربعاء لبحث “النتائج الإيجابية” للتدابير الصارمة التي اتخذتها الحكومة لاحتواء الفيروس.

لكن في جنيف، حذر مسؤولو منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء من التوصل إلى استنتاجات سابقة لأوانها بشأن البيانات الصينية.

وقال مايكل ريان، رئيس برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية:

“أعتقد أنه من السابق لأوانه محاولة التنبؤ ببداية أو منتصف أو نهاية هذا الوباء في الوقت الحالي.”

في حين أوضح يانتشونغ هوانغ، زميل أقدم للصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة، أنه يتوقع انخفاض حالات الإصابة بـ الكورونا في الفترة ما بين أواخر أبريل وأوائل مايو.

حتى الآن، لقى ما لا يقل عن 1،355 شخص حتفهم وأصيب ما يقرب من 60،000 في الصين بعد أن أبلغت لجنة صحة خوبي بالأرقام الجديدة. يوجد حاليًا عدة مئاتٍ من حالات الإصابة بـ الكورونا في 27 دولة خارج الصين.

في يوم الخميس، وعقب نشر الأرقام الجديدة، أعلنت وسائل الإعلام الصينية أن جيانغ تشوليانغ (وزير الحزب في مقاطعة خوبي) قد أُقيل وسيحل محله رئيس بلدية شنغهاي، يينغ يونغ.

كما تم ازالة اثنين من كبار مسؤولى الصحة فى خوبي يوم الاثنين. مما يجعل المقاطعة في مركز اندلاع المرض.

دوار البحر!

في كمبوديا، سُمح لسفينة الرحلات البحرية «MS Westerdam» بالرسو في مدينة سيهانوكفيل الساحلية بعد أن رفضتها خمس دولٍ بسبب المخاوف من احتمال إصابة شخص على متنها بفيروس كورونا.

وفقًا لمشغل السفينة، لم يُصب بالفيروس أي من الركاب البالغ عددهم 1،400 راكب و800 من أفراد الطاقم.

أمضت السفينة أسبوعين في البحر بعد أن رفضتها اليابان، تايوان، غوام، الفلبين وتايلاند.

أوضح مسؤولو صحة يابانيون إن 44 شخصًا آخرين كانوا على متن سفينة سياحية خضعت للحجر الصحي لأكثر من أسبوعٍ في ميناء يوكوهاما الياباني، بعد أن أُثبتت إصابتها بـ الكورونا يوم الخميس.

وبذلك يرتفع إجمالي عدد الإصابات على متن سفينة «Princess Princess» إلى 218، مما يجعله أعلى عددٍ من الإصابات في مكانٍ واحدٍ خارج الصين.

المصدر: DW

إقرأ أيضًا: تعرف على الطريقة الصحيحة لارتداء القناع الطبي الواقي

كيف يتنبأ النشاط الدماغي للأطفال بالاضطرابات النفسية ؟

كيف يتنبأ النشاط الدماغي للأطفال بالاضطرابات النفسية؟

يتنبأ النشاط الدماغي للأطفال بالاضطرابات النفسية في بحث جديد نشر بدورية الجمعية الطبية الأمريكية «JAMA psychiatry»، وذلك من خلال رصد نشاط المناطق المختلفة في المخ لدى الأطفال ذوي السبع سنوات ومتابعة تطورهم حتى عمر الإحدى عشر عامًا،  وجد الباحثون أن اختلاف النشاط العصبي لمناطق المخ المختلفة يحمل تنبؤات دقيقة عن عرضة الطفل للاضطرابات النفسية مع تقدم عمره.

هل تكفي الأعراض لتشخيص المرض النفسي؟

تنشأ الأمراض النفسية نتيجة لعدة عوامل داخلية وخارجية، سواء كانت الجينات أم التربية أم الصفات الشخصية أم عوامل مجتمعية أو خبرات حياتية مدمرة تدفع بالمصاب إلى مخالب المرض النفسي، لمواجهة هذه العوامل يحمل الطبيب النفسي أدواته لاستكشاف أعراض المصاب واضعًا في الحسبان مشاعره وأفكاره وسلوكه وظروفه الحياتية.

على الرغم من أن الأطباء يشخصون الأمراض النفسية من خلال فحص الأعراض الظاهرة على المريض ومن ثمَّ معالجتها  كلما أمكن، إلا أن أدوات علوم الأعصاب منحتنا نافذةً أوسع وأكثر دقة لفهم المرض النفسي.

يستطيع مسح المخ «Brain Scanning» تحديد موقع الخلل في الدماغ وتحديد أبعاد المرض النفسي والتنبؤ بأعراضه من خلال تحديد  وظيفة هذه المنطقة.

يتحكم كل جزء من أدمغتنا بوظيفة حيوية أو نفسية لدينا، فعادة ما يرجع الاضطراب النفسي إلى خلل منطقة ما في المخ، يتمكن علماء الأعصاب من تحديد هذه المنطقة من خلال الرسم الدماغي «Brain Scanning»، وهذا ما يمكنهم من فهم أي وظيفة نفسية أو ذهنية أدى اختلالها إلى ظهور أعراض المرض النفسي.

فمثلًا عند مرضى الأكتئاب «Major Depressive Disorder» لا تعمل المنطقة الواقعة في مركز القشرة المخية المسماة بالقشرة الحزامية الأمامية «Anterior Cingulate Cortex»، وهي المنطقة المسؤولة عن المشاعر ونشوءها نتيجة لاتصال هذه المنطقة بالمناطق المخية الآخرى المسؤولة عن العواطف، أيَضًا يزداد نشاطها في اضطراب فرط الحركة «ADHD» مع ازدياد نشاط منطقة القشرة الجبهية «Prefrontal Cortex» المسؤولة عن الانتباه والتفكير والسلوك الموجه «Goal-directed Behavior».

غالبًا ما يظهر هذا الخلل الدماغي مع أعراض المرض، فمثلًا يميل مرضة الاكتئاب إلى الانسحاب من حياتهم اليومية شيءً فشيءً بينما يميل مرضة اضطرابات فرط الحركة إلى انتباه مشتت، إلا أن الأطباء النفسيين صمموا استبيانًا يبين سلوك الأطفال وميولهم نحو الاضطرابات النفسية المختلفة قبل أن تظهر هذه الأعراض فعلًا، كان ذلك من خلال تصميم ما يعرف بلائحة سلوك الطفل «Child Behavior Checklist»،

يقوم المتخصص النفسي بسؤال الأبوين عن سلوكيات أطفالهم، ومن خلال إجابات الأبوين يستطيع المختص تحديد ميول الطفل نحو سلوك غير صحي بعينه، مثل العنف ضد زملائه، أو قلقه المستمر، أو نشاطه الزائد.

ولكن هل الأدلة السلوكية التي تقدمها هذه اللائحة تكفي للتنبؤ بعرضة الأطفال للأمراض النفسية لاحقًا؟ استعانت سوزان جابريلي «Susan Gabrieli»  وفريقها البحثي من جامعة نورث إيسترن الأمريكية «Northeastern University» بالأدلة التي أتاحتها دراسات المسح الدماغي لتجيب على هذا السؤال.

أداة جديدة للتنبؤ بالاضطرابات النفسية

بالنظر إلى الأفراد الأصحاء نجد أن منطقة المخية المسؤولة عن الانتباه والتفكير يقل نشاطها مع زيادة تفعيل المنطقة المسؤولة عن العواطف «Anti-correlated» ، والعكس صحيح، ولكن إن زاد نشاطهما معًا أو قل نشاطهما معًا، فهذا يدل على وجود خلل ما، ويعدُّ دليلًا على مرضي الاكتئاب أو مرض فرط الحركة

قامت سوزان وفريقها باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي «fMRI» تقوم هذه التقنية على قياس معدل ضخ الدم إلى أجزاء المخ المختلفة، فالأجزاء النشيطة تزداد الدم الواصل إليها، فبالتالي تعكس نشاط مناطق المخ المختلفة، وقاموا بتطبيقها على أربعة وتسعين طفلًا في عمر السابعة، و تابعوا نمو هؤلاء الأطفال لمدة أربعة أعوام رصدوا خلالهم الأنماط السلوكية لدى الأطفال وميولهم نحو الاضطرابات النفسية المختلفة ومقارنتها بلائحة سلوك الطفل المعتاد استخدامها.

تخبرنا النتائج بأن النشاط الدماغي للأطفال يتنبًا بالاضطرابات النفسية، فكلما تماثل نشاط المناطق المسؤولة عن الانتباه والمناطق المسؤولة عن العاوطف -حتى بداية من سن السابعة- كلما زادت عرضة الأطفال للإصابة بالأمراض النفسية المختلفة عند وصولهم إلى سن الحادي عشر.

يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام عالم أوسع وأرحب وأكثر دقة لاستخدام التصوير العصبي للتنبؤ بعرضة الأطفال للاضطرابات العصبية، ويخرج بنا خارج المقاييس السلوكية لتشخيص الأمراض النفسية، ولعله يسمح لنا بالوقاية منها عندما ندرك أي من أبناءها مهَّددٌ بخطر هذه الاضطرابات.

المصدر: JAMA Psychiatry

مصدر الصورة

ماذا تعرف عن الـ«الإكسينوبوتات-xenobots»: روبوتات صُنعت من خلايا حية؟

ماذا تعرف عن الـ «الإكسينوبوتات-xenobots»: روبوتات صُنعت من خلايا حية؟

تُعرفُ الخلايا الجذعية المأخوذة من أجنة الضفادع على قدرتها على التحول إلى خلايا جلد وخلايا نسيج القلب، هذا في حال سُمِحَ لها بمتابعة نموها الطبيعي. لكن في ظروفٍ أخرى والّتي تشمل التكوينات المصصمة من قبل الخوارزميات والبشر، تم تكوين شئ جديد من هذه الخلايا: أول روبوتات أُنشِأت بالكامل من خلايا حية.

تم تسمية هذه الروبوتات بـ xenobots. النقط الصغيرة الحجم التي تحتوي على ما يتراوح من 500 إلى 1000 خلية والتي تمكنت من التنقل عبر طبق بتري والتنظيم الذاتي وحتى نقل الحمولات الضئيلة. هذه الـ xenobots لا تشبه أي كائنٍ حيٍ أو عضوٍ رأيناه أو أنشأناه حتى الآن.

هناك الكثير من الإمكانات للآلات الحية المصممة لمجموعة متنوعة من الأغراض، بدءًا من توصيل الأدوية للأماكن المستهدفة وحتى المعالجة البيئية. وهذا أمر رائعٌ للغاية.

وقال عالم الكمبيوتر وأخصائي الروبوتات جوشوا بونجارد من جامعة فيرمونت:

“إنها آلةٌ حية جديدة. ليست روبوتًا تقليديًا ولا نوعًا معروفًا من الحيوانات. إنها فئةٌ جديدةٌ من صُنع الإنسان: كائنٌ حيٌ قابلٌ للبرمجة.”

يتطلب تصميم الـ xenobots استخدام الحاسوب العملاق، وخوارزمية يمكن أن تجمع عملياً بضع مئات من خلايا قلب وجلد الضفدع في تكوينات مختلفة (إلى حد ما مثل طوب ليغو)، ومحاكاة النتائج.

سيقوم العلماء بتعيين النتيجة المرجوة – مثل الحركة – وستقوم الخوارزمية بإنشاء تصميمات مرشحة تهدف إلى إنتاج تلك النتيجة. تم تصميم الآلاف من تكوينات الخلايا بواسطة الخوارزمية، مع مستوياتٍ متفاوتة من النجاح.

تم التخلص من التكوينات الأقل نجاحًا للخلايا، وتم الاحتفاظ بالأنواع الأكثر نجاحًا وتنقيحها.

بعد ذلك، اختار الفريق التصميمات الواعدة للبناء الجسدي من الخلايا التي يتم حصادها من القيطم الأفريقي «Xenopus Laevis». وتم هذا العمل المضني باستخدام ملاقط مجهرية وقطب كهربائي.

عندما تم تجميعها أخيرًا، كانت التكوينات في الواقع قادرةً على التحرك، وفقًا لعمليات المحاكاة.  تعمل خلايا الجلد كنوع من السقالات لتجميع كل شيء معًا، في حين أن انقباض عضلات خلايا القلب تعمل على دفع الـ xenobots.

تحركت هذه الآلات في بيئةٍ مائيةٍ لمدةٍ تصل إلى أسبوعٍ دون الحاجة إلى مزيدٍ من العناصر الغذائية، حيث كانت تعمل بالطاقة المُزودة من مخازن الطاقة ’المحملة مسبقًا’ بشكل دهون وبروتينات.

أحد التصاميم احتوى ثقبًا واحدًا في منتصفه في محاولةٍ للحد من السحب. وجد الفريق أن هذا الثقب يمكن أن يمّر بـ «تكيّف مسبق-Exaptation» ليصبح كيسًى لنقل الأشياء. حيث أنهم أثناء تطويرهم التصميم، قاموا بدمج الكيس ونقل أشياء عن طريق محاكاة.
نقلت الـ xenobots أشياء من أماكن إلى أخرى. عندما كانت بيئتهم مليئة بالجسيمات المبعثرة، عملت الـ xenobots تلقائيًا معًا، متحركةً بشكلٍ دائريٍ لدفع الجسيمات إلى مكانٍ واحد.

إنه عملٌ رائع. وفقًا للباحثين، يمكن أن توفر جهودهم نظرة ثاقبة لا تقدر بثمن حول كيفية تواصل الخلايا والعمل معًا.

على الرغم من أن الفريق يصف الخليا بكونها “حية”، إلا أن ذلك قد يعتمد على كيفية تعريف الكائنات الحية. هذه الكائنات غير قادرة على التطور من تلقاء نفسها، لا تملك أجهزةً تناسلية، لذا فهي غير قادرةٍ على التكاثر.

عندما تنفد العناصر الغذائية في الخلايا، تصبح الـ xenobots ببساطة مجموعةً صغيرةً من الخلايا الميتة. (وهذا يعني أيضًا أنها قابلةٌ للتحلل، مما يمنحها ميزةً أخرى على الروبوتات المعدنية والبلاستيكية.)

على الرغم من أن الحالة الحالية للإكسينوبوتات غير مؤذيةٍ نسبيًا، إلا أن هناك إمكانيةً للعمل في المستقبل لدمج خلايا الجهاز العصبي، أو تطويرها في أسلحةٍ بيولوجية. نظرًا لتوسع مجال البحث هذا، سيكون هناك حاجةٌ لكتابة المبادئ التوجيهية والأخلاقيات.

ولكن هناك الكثير من الإمكانات الجيدة أيضًا.

وقال عالم الأحياء مايكل ليفين من جامعة تافتس:

“يمكننا أن نتخيل العديد من التطبيقات المفيدة لهذه الروبوتات الحية التي لا تستطيع الأجهزة الأخرى القيام بها. مثل البحث عن مُرَكباتٍ ضارةٍ أو تلوثٍ إشعاعي، وجمع  الميكروبلاستيك في المحيطات، والحركة داخل في الشرايين لإزالة الخثرات.”

تم نشر البحث في مجلة PNAS، وقد جعل الفريق الشيفرة المصدرية متاحةً مجانًا على Github.

المصدر: Science Alert

إقرأ أيضًا: هل يستبدل الذكاء الاصطناعي دور المصمم؟

إلى أي مدى تقلل تكنولوجيا النانو من أعراض السيلياك ؟

الأشخاص المصابون بمرض السيلياك لديهم خياران في الحياة، لا يعد أي منهما مثاليًا.

لكون أجهزتهم المناعية لا تتقبل الغلوتين، يمكنهم اختيار عدم تناول العديد من الأطعمة اللذيذة التي تحتوي على الغلوتين.

أو يمكنهم تناول كل الكعك والخبز الّذي يريدونه- لكنهم سيُثقلون بآلام البطن والإسهال والآثار الجانبية الأخرى السيئة عندما يقوم جهازهم المناعي باستجابةٍ التهابيةٍ في الأمعاء الدقيقة.

وغنيٌ عن القول أن الناس يميلون إلى الاختيار الأول- ولكن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تسمح لهم باختيار تناول الكعك والشعور بالرضا بشأن هذا القرار.

طور باحثون من جامعة نورث وسترن تكنولوجيا قدموها مُؤخرًا في مؤتمر «أسبوع الجهاز الهضمي الأوروبي-European Gastroenterology Week»، وهي تعمل عن طريق إخفاء القليل من الجلوتين في جسيمات متناهية الصغر قابلة للتحلل.

عن طريق حقنها في مجرى الدم لدى المصابين بمرض السيلياك، تبدو الجسيمات النانوية بالنسبة للجهاز المناعي مثل الحطام غير الضار، لذا فهي تسمح للبلاعم- وهو نوع من الخلايا المتخصصة بإزالة المخلفات من الجسم- بالتهام الجسيمات النانوية والغلوتين المخفي.

وقال الباحث ستيفن ميلر في بيانٍ صحفيٍ:

“يقدم نوعٌ من خلايا الجهاز المناعي مولدَ الحساسية أو المُسْتَضَدّ للجهاز المناعي بطريقة تمنعه (الجهاز المناعي) من إظهار أعراض مرض السيلياك. حيث يُوقف الجهاز المناعي هجومه على مولد الحساسية، ويعود الجهاز المناعي للعمل بحالته الطبيعية.”

الأمر المثير في الأمر هو أن الباحثين قد اختبروا بالفعل الجسيمات النانوية في تجربةٍ سريريةٍ من المرحلة الثانية لأشخاصٍ يعانون من مرض السيلياك.

أعطوا بعض المشاركين علاجين عن طريق الوريد من الجسيمات النانوية والبعض الآخر لا شيء ليكون بمثابة مجموعة المقارنة. وبعد أسبوع، أعطوا كلا المجموعتين الغلوتين لمدة 14 يومًا على التوالي ووجدوا أن المجموعة التي عولجت شهدت التهابًا مناعيًا أقل بنسبة 90% من المشاركين في مجموعة المقارنة.

حتى الآن، اختبر الباحثون نظامهم في البشر لمكافحة مرض السيلياك فقط، لكنهم يعتقدون أنهم سيتمكنون في نهاية المطاف من علاج الحساسية من الفول السوداني، التصلب المتعدد، مرض السكري من النوع الأول، ومجموعة من الأمراض الأخرى مع نفس التقنية الشبيهة حصان طروادة.

المصدر: Futurism

إقرأ أيضًا: اضطرابات الأكل، فقدان الشهية والشره المرضي

ماذا لو حوّلنا خلايا سرطان الثدي إلى خلايا دهنية؟!

تمكن باحثون في دراسة جديدة من تحويل خلايا سرطان الثدي البشرية إلى خلايا دهنية.
لتحقيق هذا العمل الفذ، استغل الفريق مسارًا غريبًا تنتشر فيه الخلايا السرطانية؛ النتائج ليست سوى خطوةً أولى، لكنها خطوةٌ واعدةٌ حقًا.

عندما تجرح إصبعك، أو عندما تنمو أعضاء الجنين، تبدأ «خلايا الظهارة-epithelium cells» بالتباين، وتصبح أقرب إلى “السائل”- فتتحول إلى نوع من الخلايا الجذعية يُسمى «اللحمة المتوسطة-mesenchyme»، ثم تتحول إلى الخلايا التي يحتاجها الجسم.

وتسمى هذه العملية «التحول الظهاري المتوسطي-epithelial-mesenchymal transition». وكان معروفًا منذ فترة أن السرطان يمكن أن يستخدم كل من هذا المسار والمسار المقابل المسمى «التحول المتوسطي الظهاري-MET (mesenchymal‐to‐epithelial transition)»، لينتشر في جميع أنحاء الجسم.

أخذ الباحثون الفئران المزروعة فيها سرطان الثدي البشري، وحقنوها بكل من دواء السكري المسمى «روسيغليتازون-rosiglitazone» وعلاج السرطان المسمى «تراميتينيب-trametinib».

بفضل هذه الأدوية، عندما استخدمت الخلايا السرطانية أحد مسارات الانتقال المذكورة أعلاه، بدلًا من الانتشار، تحولت من خلايا سرطانية إلى خلايا دهنية- وهي عملية تدعى «تكوين الشحم-adipogenesis».

تشير النتائج إلى أن العلاج المركب من الأدوية المذكورة سابقًا يستهدف الخلايا السرطانية ذات الدرجة الأكبر من اللدونة على وجه التحديد ويحفز تكوين الشحم.

على الرغم من عدم تحول كل الخلايا السرطانية إلى خلية دهنية، إلا أن الخلايا التي تحولت إلى خلايا دهنية لم تتغير مجددًا إلى خلايا سرطانية.

وقال المؤلف جيرهارد كريستوفوري، عالم الكيمياء الحيوية بجامعة بازل في سويسرا:

“خلايا سرطان الثدي التي خضعت لعملية EMT لم تتباين فقط إلى خلايا دهنية، ولكنها أيضًا توقفت تمامًا عن التكاثر. بقدر ما يمكن أن نقول من تجارب الاستنبات طويلة الأجل، فإن خلايا سرطان الثدي التي تحولت إلى خلايا دهنية تظل خلايا دهنية ولا تعود مجددًا إلى خلايا سرطان الثدي.”

إذًا كيف يتم هذا؟ لأن عقار تراميتينيب يزيد من عملية الانتقال للخلايا- مثل الخلايا السرطانية التي تتحول إلى خلايا جذعية- كما يحفز تحويل هذه الخلايا الجذعية إلى خلايا دهنية.

كان الدواء المسمى روسيغليتازون أقل أهمية، ولكن بالاقتران مع تراميتينيب، فقد ساعد أيضًا على تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا دهنية.

وكتب الفريق:

“إن علاج تكوين الشحم الناتج من مزيج من الروسيغليتازون و تراميتينيب يمنع بشكل فعال غزو الخلايا السرطانية وتكوين ورم خبيث في نماذج مختلفة من الفأران.”

 

تُظهر الصورة أعلاه هذه العملية، مع وضع علامة على الخلايا السرطانية مع البروتين الفلوري الأخضر وخلية الدهون الحمراء الطبيعية على اليسار. تظهر الخلايا السرطانية التي تحولت إلى دهون باللون البني (على اليمين) لأن اللون الأحمر للخلايا الدهنية يتحد مع اللون الأخضر لخلية السرطان.

الأمر المثير هو أن هذين الدواءين قد تمت الموافقة عليهما من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لذلك يجب أن يكون من السهل إدخال هذا النوع من العلاج في التجارب السريرية للأشخاص الحقيقيين.

هذا مثيرٌ حتى على الرغم من أننا نعرف أن العديد من العلاجات التي تم اختبارها على الفأرات لا تصل إلى مرحلة التجربة السريرية أو تفشل فيها. ما يعطينا أملًا هو حقيقة أن هذا العمل نجح على خلايا سرطان الثدي البشرية (المزروعة في الفأران).

في غضون ذلك، يبحث الفريق فيما إذا كان هذا العلاج سيعمل تزامنيًا مع العلاج الكيميائي، وما إذا كان سينطبق على أنواعٍ أخرى من السرطانات.

أوضح كريستوفوري لنقابة الصحافة:

“في المستقبل، يمكن استخدام هذا النهج العلاجي المبتكر مع العلاج الكيميائي التقليدي لقمع كلٍ من نمو الورم الأساسي والخلايا المهاجرة بالانبثاث.”

نظرًا لأننا استخدمنا الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لدراسة التأثير قبل السريري للعلاج، فقد تكون الترجمة السريرية ممكنة.”

وقد نشر البحث في مجلة Cancer Cell.

المصدر: Science Alert

إقرأ أيضًا: تقنية جديدة للكشف عن سرطان البورستات بالرنين المغناطيسي

هل تتعامل أدمغة الكلاب مع الأرقام كما نفعل؟

عندما يتعلق الأمر بالأرقام، فإن بعض الأشياء فطرية، مثل قدرتنا على تقدير عدد الأشياء التي نراها.

هذه القدرة موجودةٌ حتى عند الأطفال حديثي الولادة، الذين يمكنهم معرفة الفرق بين الكميات المتشابهة والكميات المختلفة من الأشياء، ولكنهاليست مجرد مهارةٍ إنسانية.

ومثل هذه المعربفة بالأرقام الّتي لا تنطوي على الفكر أو التعلم المجرد للأعداد، شوهد في جميع أنحاء المملكة الحيوانية، من القرود، إلىالأسماك والنحل.

بمساعدة بعض الكلاب، وجد فريق بحث من جامعة إيموري الآن أن أجزاء من أدمغتنا المشاركة في العد قد تم الحفاظ عليها على الأقل منذأن اتخذت الكلاب والبشر مسارات تطورية مختلفة منذ حوالي 90 إلى 100 مليون سنة.

تقول عالمة النفس الإدراكي لورين أوليت:

“لقد ذهبنا مباشرةً إلى المصدر، نلاحظ أدمغة الكلاب، للحصول على فهمٍ مباشرٍ لما تفعله خلاياهم العصبية عندما شاهدت الكلاب كمياتمتفاوتة من النقاط. مما سمح لنا بتجاوز نقاط الضعف السابقة في الدراسات السلوكية للكلاب وبعض الأنواع الأخرى.”

قام الباحثون بتدريب 11 كلبًا من الذكور والإناث، للدخول والجلوس بلا حراك في «التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي-functional MRI». هذه هي نقطة الاختلاف الرئيسية مع الدراسات السابقة، حيث تم تدريب الكلاب ومكافأتهم على أداء المهام.

ثم لاحظوا كيف استجابت أدمغة الكلاب لرؤية أعداد متغيرة من النقاط على الشاشة.

أصبحت ثمانية من 11 منطقة من المناطق الجِدارِيَّةُ الصُّدْغِيَّة للكلاب أكثر كثافةً عندما كانت نسبة تغيير النقاط على الشاشة أكبر، علىسبيل المثال 2:10 مقابل 4:8.

لكن أدمغتهم لم تستجب بنفس الطريقة عندما تغير حجم ومواقع النقاط، بينما بقيت النسبة كما هي.

هذا يدل على أن الكلاب كانت تستجيب على وجه التحديد إلى الاختلاف في الكمية. إن مناطق الدماغ التي تنشط تشبه تلك التي تظهر عندالرئيسيات- بما في ذلك البشر- عندما تتعامل مع الكميات، مما يشير إلى أن «نظام الأعداد التقريبية-approximate number system» لدينا هو آلية عصبية محفوظة.

أظهر الأبحاث السابقة أن الكلاب يمكن أن تعد إلى خمسة ولديهم فهم أساسي للرياضيات البسيطة. على سبيل المثال، يمكنهم معرفة الخطأفي 1+1=1 أو 1+1=3.

وتؤكد هذه الدراسة الجديدة أن الكلاب يمكنها حقًا إدراك الكميات العددية، ودون تدريبٍ بشري.

تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن القدرة على تمثيل الأعداد والآليات التي تدعم هذا النظام يتم الحفاظ عليها بعمقٍ عبر الزمنالتطوري، ربما بسبب دورها المهم في البحث عن الطعام أو الافتراس .

بإمكانكم قراءةُ الدراسة كاملةً في Biology Letters.

المصدر: Science Alert

إقرأ أيضًا: هل يتغير التركيب الجيني للحيوانات المنوية بسبب تدخين الحشيش؟

علماء يعلمون الطيور ألحانًا جديدة عن طريق زرع ذاكرة كاذبة !

تمكن العلماء من تعليم الطيور أغاني بسيطة لم يسمعوها من قبل من خلال تنشيط خلايا عصبية معينة بشكل انتقائي في أدمغتهم – أي زرعُ ذاكرة كاذبة فعال.

باستخدام «علم البصريات الوراثي-Optogenetics»، حيث يتم استخدام الضوء للسيطرة على الأنسجة الحية، تمكن الفريق من تنشيط بعض الدوائر العصبية في الطيور وحملهم على حفظ ألحانٍ جديدة.

يتوافق مقدار الوقت الذي تم فيه الحفاظ على الخلايا العصبية النشطة مع طول النوتات في الأغنية التي تعلمتها الطيور. يمكن أن تعلمنا الدراسة كيفية حدوث التعلم الصوتي وتطور اللغة في الدماغ البشري.

عادةً ما تتعلم عصافير الزيبرا (أو الفنجس) المُستخدمة في التجربة الأغاني من آبائهم وغيرهم من الطيور البالغة، ويحفظون الألحان ويمارسون عشرات الآلاف من المرات للحصول عليها بشكل صحيح.

في هذه الحالة، تم إدخال ألحانٍ جديدةٍ بنجاحٍ دون أي تدخل من الوالدين، لذلك كانت الطيور تحاكي بشكلٍ أساسيٍ الألحان التي لم يسمعوها من قبل.

إن الدافع الأساي للبحث هو فهم كيفية تعلم اللغة- كيف تلتقط الطيور الصغيرة وربما صغار البشر اللغة من آبائهم.

علاوة على ذلك، قد نتمكن في يوم من الأيام من فهم كيفية حل المشاكل المتعلقة بتطوّر اللغة باستخدام نفس التقنيات المستخدمة في هذه التجربة.

يقول عالِم الأعصاب تود روبرتس من المركز الطبي بجامعة تكساس الجنوبية الغربية:

“هذه هي المرة الأولى التي نحدد بثقة مناطق الدماغ التي تشفّر ذكريات الأهداف السلوكية- تلك الذكريات التي ترشدنا عندما نريد تقليد أي شيء من الكلام وحتى تعلم البيانو. مكنتنا النتائج من زرع هذه الذكريات في الطيور وتوجيهها لتعلم أغاني جديدة.”

بالطبع الانتقال من أغاني عصافير إلى خطابٍ بشريٍ يعد قفزةً كبيرة، وهناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأبحاث هنا. غالبًا ما يستفيد العلماء من عصافير الزيبرا في الدراسات، لأن نموهم الصوتي يشبه البشر في العديد من الجوانب.

وجد الفريق أن المسارات بين منطقتي الدماغ «(NIf (nucleus interfacialis» و« HVC (high vocal centre)» (كلاهما مرتبطان بالوظائف الحسية والحركية) كانت أساسيةً في تشكيل “ذكريات” أغنية ثم تعلم الغناء.

أضاف روبرتس:

“نحن لا نُعلِّم الطائر كل ما يحتاج إلى معرفته- فقط مدة المقاطع في أغنيته. تمثل منطقتا الدماغ اللتين اختبرناهما في هذه الدراسة قطعةً واحدةً فقط من الأحجية.”

ما زلنا بعيدين عن أن نكون قادرين على تعليم الطيور النشيد الوطني للبلد الذي يعيشون فيه! لكنها خطوةٌ مثيرةٌ إلى الأمام فيما يتعلق بمعرفة ما يحدث في الدماغ وهو يتعلم هذا نوع من المعلومات.

تتمثل إحدى طرق إجراء مزيدٍ من الأبحاث في فحص المناطق الأخرى من عقل الطيور التي قد تنقل المعلومات إلى منطقة HVC- والتي قد تؤدي إلى القدرة على تحليل ومعالجة مقاطع الصوت ومقاطع الأغاني بالإضافة إلى مدتها.

وقال روبرتس:

  1. “إن العقل البشري والمسارات المرتبطة بالتعبير واللغة أكثر تعقيدًا بكثير من دوائر الطائر المغرد. لكن دراستنا توفر أدلةً قويةً حول مكان البحث عن مزيد من المعلومات حول اضطرابات النمو العصبي.”

نُشِر البحث في موقع «Science».

المصدر: Science Alert

إقرأ أيضًا: المناطق الصاخبة تزيد من خطورة الإصابة بسكتة دماغية

منذُ متى يُعتبرُ إدمان التسوق مَرَضًا؟!

تُعرف مجموعة «بريوري-Priory» للرعاية الصحية في المملكة المتحدة بمعالجة إدمان القمار، الجنس، المخدرات، الكحول والحوسبة – خاصةً للأثرياء والمشاهير.
الآن أضافت حالةً جديدةً إلى قائمتها: إدمان التسوق.

تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى واحد من كل 20 شخصًا في البلدان المتقدمة قد يعانون من إدمان التسوق (أو «التسوق القهري-compulsive buying disorder»، كما هو معروف أكثر من الناحية الرسمية)، ومع ذلك لا يتم تناوله على محمل الجد.
لا يرى الناس الضرر في الانغماس في بعض «العلاج بالتسوق-retail therapy» لإسعادِ أنفسهم عندما يمرون بيومٍ سيء.

بالنسبة لبعض الناس، يعتبر التسوق القهري مشكلةً حقيقية. قد يستولي على حياتهم ويؤدي إلى بؤسٍ حقيقي. تحثهم رغبتهم الّتي قج تصبح غير قابلة للتحكم بالإنفاق بإسراف. حتى ينتهي بهم الأمر إلى إنفاق أموال بالكاد يملكونها على أشياء لا يحتاجونها.

أسوأ ما في الأمر هو أن المشترين القهريين يستمرون في التسوق بغض النظر عن التأثير السلبي الذي يحدثه عليهم. بمرور الوقت، تزداد صحتهم العقلية سوءًا، ويتعرضون للديون الخطيرة، وتتقلص شبكتهم الاجتماعية، وقد يفكرون بالانتحار – لكن التسوق لا يزال يوفر الدوبامين الذي يتوقون إليه.

لا شكٌ في أن الأشخاص الذين يُظهرون هذا السلوك يعانون وكثيرّا. ولكن من الممكن أن يكون الخلاف حول ما إذا كان إدمان التسوق مرضًا في حد ذاته أو من أعراض حالةٍ أخرى.
غالبًا ما يصعب تشخيصه لأن الأشخاص الذين يعانون من إدمان التسوق لديهم أعراض اضطراباتٍ أخرى، كاضطرابات الأكل وتعاطي المخدرات.

أكثر الطرق المستخدمة شيوعًا لتشخيص الاضطرابات النفسية هي «الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية-DSM» و «التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض-ICD»، ولا تتضمن معايير تشخيص إدمان التسوق. قد يكون أحد الأسباب هو أن هناك العديد من النظريات حول نوع هذا الاضطراب.

تم تشبيهه اضطراب مكافحة التدفع، الاضطراب المزاجي، الإدمان، والوسواس القهري. أما كيفية تصنيف الاضطراب، فهو نقاشٌ مستمر.
كما يجدر بالذكر أن تسمية هذا الاضطراب هو أيضًا نقاشٌ مستمر.

عند عامة الناس، يُعرف باسم “إدمان التسوق”، لكن الخبراء يطلقون عليه اضطراب الشراء القهري، وهوس الشراء.
يكافح الباحثون أيضا من أجل الاتفاق على تعريف. ولعل عدم وجود تعريف واضح ينبع من حقيقة عدم وجود عاملٍ واحدٍ قويٍ بما فيه الكفاية لشرح أسباب هذا السلوك، كما أظهر البحث.

ما يبدو أن معظم الخبراء متفقون عليه هو أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يجدون صعوبةً في التوقف وأن ذلك يتسبب في ضرر، مما يدل على أنه نوع من السلوك غير الطوعي والمدمّر.
غالبًا ما يحاول الأشخاص المصابون بهذه الحالة إخفاءها عن الأشخاص المقربين لأنهم يشعرون بالخجل، مما يؤدي إلى عزل أنفسهم عن الأشخاص الذين قد يقدمون لهم الدعم.

على الرغم من أن الاضطراب لم يتم تحديده بعد بوضوحٍ حسب الاسم أو الأعراض أو حتى الفئة، إلا أن معظم الباحثين يتفقون على شيء واحد: إنه اضطرابٌ حقيقي يعاني منه العديد من الناس.
حقيقة أن مجموعة Priory تتعامل الأشخاص الذين يعانون من إدمان التسوق، قد تساعد على زيادة الوعي بهذه الحالة.

نأمل أن يؤدي ذلك إلى إجراء المزيد من الأبحاث للمساعدة في تحديد معايير التشخيص. بدون المعايير، سيكون من الصعب على متخصصي الرعاية الصحية تشخيص المرض وعلاجه.

المصدر: Knowridge Science Report

إقرأ أيضًا: كيف يشخص الذكاء الاصطناعي مرض الذهان؟

كيف يشخص الذكاء الاصطناعي مرض الذهان؟

لطالما كانت اللغة أداةً رائعة، تتيح للبشر تبادل الأفكار مع بعضهم البعض. في كثير من الأحيان، إذا ما استخدمت بوضوح ودقة، فإن اللغة تؤدي إلى انسجام العقول. كما أن اللغة أيضًا الأداة الّتي يقوم بها الأطباء النفسيون بتقييم المريض لعلاج الذهان أو اضطراباتٍ عقليةٍ معينة، بما في ذلك انفصام الشخصية.

ومع ذلك، تميل هذه التقييمات إلى الاعتماد على توافر مهنيين مدربين تدريبًا عاليًا وتسهيلاتٍ كافية. وهنا تدخل فريقٌ من « آي بي إم-IBM Research» يتألف من أعضاء في مجموعات الطب النفسي الحاسوبي والتصوير العصبي في.

لقد طوروا معًا «ذكاءًا اصطناعيًا-AI» قادرًا على التنبؤ بدقة بظهور الذهان لدى المريض، والتغلب على حواجز التقييم المذكورة أعلاه. نُشرت أبحاث حول الذكاء الاصطناعي المتنبأ بمرض الذهان في مجلة «World Psychiatry».

اعتمدت المجموعة على نتائج دراسة آي بي إم لعام 2015 والتي توضح إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لنمذجة الاختلافات في أنماط الكلام للمرضى المعرضين لمخاطر عالية والذين طوروا في وقت لاحق الذهان وأولئك الذين لم يفعلوا ذلك. على وجه التحديد، حددوا كميًا مفاهيم “فقر الكلام” و “هروب الأفكار” على أنها تعقيد النحوية والتماسك الدلالي، على التوالي، باستخدام طريقة الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم «معالجة اللغات الطبيعية-NLP».

ثم قام الذكاء الاصطناعي بتقييم أنماط الكلام الخاصة بالمرضى الذين طُلِلبَ منهم بالتحدث عن أنفسهم لمدة ساعة.
أضاف غييرمو تشيكي، الباحث الرئيسي ومدير مجموعات الطب النفسي الحاسوبي والتصوير العصبي في IBM Research:

“في دراستنا السابقة، تمكنا من بناء نموذج تنبؤي يدوي وصل إلى دقة 80%، ولكن الميزات الآلية حققت 100%.”

بالنسبة لدراستهم الجديدة، قام الباحثون بتقييم مجموعة أكبر بكثير من المرضى المنخرطين في نوعٍ مختلفٍ من الأنشطة الكلامية، وهو الحديث عن قصة قرأوها للتو. وقال تشيكي إنه من خلال تدريب الذكاء الاصطناعي الذي يتنبأ بمرض الذهان باستخدام ما تعلموه من دراسة 2015، تمكن الفريق من بناء نموذج استرجاعي لأنماط خطاب المريض.

وفقًا للدراسة، لم يتنبأ هذا النظام بالظهور النهائي لمرض الذهان لدى المرضى بنسبة دقة بلغت 83%. لو تم تطبيقه على المرضى من الدراسة الأولى، لَتنبأ الذكاء الاصطناعي بدقة 79% أيٌ من المرضى سيصاب في النهاية بمرض الذهان.

يمكن لهذه التقنية أن يساعد في النهاية أطباء الصحة العقلية وكذلك المرضى. كما كتب تشيكي في منشور لـ IBM Research يعود لعام 2017، فإن الأساليب التقليدية لتقييم المرضى غير موضوعي للغاية. يعتقد هو وفريقه أن استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كأدوات لما يسمى الطب النفسي الحاسوبي يمكن أن يقضي على هذه المشكلة ويحسن فرص إجراء تقييمات دقيقة.

ليست هذه الدراسة الجديدة سوى واحدةٍ من جهود الطب النفسي الحاسوبي التي أجرتها شركة IBM Research. في وقت سابق من عام 2017، أجرى فريق تشيكي وباحثون من جامعة ألبرتا دراسةً من خلال مركز «آي بي إم ألبرتا للدراسات المتقدمة-IBM Alberta Center for Advanced Studies». وقد جمع هذا العمل بالذات تقنيات التصوير العصبي مع الذكاء الاصطناعي من أجل التنبؤ بالفصام عن طريق تحليل فحوصات دماغ المريض.

بالنسبة للدراسة الجديدة، يعتقد تشيكي أنه هذه خطوة مهمة نحو إتاحة التقييم النفسي العصبي لعامة الناس، ويمكن أن يؤدي التشخيص المحسن في بداية الذهان إلى تحسين العلاج.

وقال تشيكي:

“يمكن استخدام هذا النظام، على سبيل المثال، في العيادة. إن المرضى المعرضون للخطر يمكن أن يُشَخَصوا بسرعة وموثوقية بحيث يمكن تخصيص الموارد (الّتي تُعتبر محدودة دائمًا) لأولئك الذين يُرجّح أن يعانوا من أول حلقة من الذهان. يمكن للأشخاص الذين لا يمكنهم الوصول إلى عياداتٍ متخصصة إرسالُ عيناتٍ صوتيةٍ للتقييم عن بُعد من قبل الذكاء الاصطناعي الّذي يتنبأ بمرض الذهان.”

كما أضاف تشيكي بإن النهج لا يجب أن يقتصر على الذهان فقط. وقال:

“يمكن تطبيق أساليب مماثلة في ظروفٍ أخرى، على سبيل المثال، الاكتئاب.”

في الواقع، يستكشف الباحثون في IBM إمكانات الطب النفسي الحاسوبي للمساعدة في تشخيص وعلاج الحالات الأخرى، بما في ذلك الاكتئاب وأمراض الشلل الارتعاشي والزهايمر، وحتى الألم المزمن.

لقد أحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً حقيقيةً في الطب، ومع وصول هذه الأنظمة المتقدمة إلى الاتجاه السائد، سندخل حقبة جديدة في مجال الرعاية الصحية، ونأمل أن يكون ذلك متاحًا لأي شخص في أي مكان للوصول إلى أفضل خيارات التشخيص والعلاج.

المصادر: Futurism
IBM Research Blog

إقرأرأيضًا: معاناة جون ناش الفائز بجائزة نوبل مع الفصام وحادث مماته

أنت لوحدك على سطح الأرض ، كيف ستعيش؟

أنت لوحدك على سطح الأرض ، كيف ستعيش؟

استيقظت صباحاً ووجدتك نفسك الوحيد على سطح الأرض، شيء ممتع أليس كذلك؟ فها هو العالم بأكمله أمامك بلا قوانين أو حدود.
لكن السؤال هنا، كيف يمكنك العيش في هذا العالم والإعتماد على نفسك؟
نقدم لكم في هذا المقال سبع خطوات تمكنك من الحياة في عالم لا يوجد فيه غيرك حيث أنت لوحدك على سطح الأرض .

الخطوة الأولى

تمتع بالأشياء الممتعة عندما يكون بإمكانك ذلك.
اذهب لمحلات الخضار المستوردة والتي يُحتمَل نفادها قريبا واستمتع ببعض قضمات الموز والمانجا الأخيرة اللذيذة.

الخطوة الثانية

جد مصدر آمن للطاقة والوقود.
هل ترى كل هذه السيارات والقوارب والطائرات الملقية أمام ناظريك؟
ستكون بلا قيمة خلال عامين وذلك بعد نفاد وقودها لذلك يجب أن تحسن استخدامها.

الخطوة الثالثة

جد مكاناً للعيش.
من السهل جداً الحصول على سكن فأنت حرفياً تمتلك عالَم مليء بالمنازل التي تستطيع الإختيار منها لكن كن حذراً فالمدن ستكون خطرة بسبب تعطل عمليات الصيانة المستمرة مما يعرض المنازل للإنهيار بسبب عوامل البيئة المختلفة كالمطر والحرارة.

الخطوة الرابعة

إحمِ نفسك.
ربما تظن أن القرى مناطق أكثر أماناً لكنها ليست كذلك خاصةً مع وجود الكثير من الحيوانات المفترسة.
على الجانب الآخر تبدو مشكلة الحيوانات المفترسة ضئيلة أمام تهديد ما يزيد عن ٤٠٠ مفاعل نووي والتي ستبدأ أنظمة الآمان الآلية بالتعطل بدون توفر الرقابة والصيانة البشرية.

الخطوة الخامسة

حافظ على مصادر طعامك.
ستكون المدينة رهانك الأفضل فيما يخص الطعام، فالكميات الكافية من الأطعمة المعلبة والمجمدة الصالحة لعقود والتي تملأ المحال التجارية ستكون خياراً مناسباً.
لكن إن كنت تفضل حياة الطبيعة فيجب أن تبدأ بتعلم الصيد وزراعة محاصيلك الخاصة؛ لكن هذا سيشكل تهديدا على مخزون المياه.

الخطوة السادسة

حافظ على المياه.
بدون وجود بشر آخرين ستعيش بلا كهرباء وذلك بسبب توقف محطات ضخ الماء، كما أن مخازن المياه النقية ستبدأ بالفناء.
لكن الآف اللترات المحفوظة في العبوات البلاستيكية ستمنحك حلاً مؤقتاً لذلك سيكون من الواجب عليك تعلم كيفية تنقية الماء بنفسك.

الخطوة السابعة

إبدأ بالتعلم.

يجب أن تتعلم الكثير من الأشياء التي تساعدك على البقاء، ومن حسن حظك أنك تمتلك الوقت الكافي وملايين الكتب التي تساعدك على ذلك.

قد تكون البداية صعبةً قليلا، لكن من الواضح أنه بإمكانك العيش بمفردك على هذا الكوكب.

لكن هل ترغب حقاً بذلك؟

يصنف البشر على أنها كائنات إجتماعية، فنحن نجمع قوانا لمواجهة الجوع وتقلبات الطقس، ونبني عائلات ومجتماعات لنشارك معها قصصنا وتعاطفنا ولنحافظ على بعضنا البعض سعداء وأصحاء.
كما أن التواصل البشري قد أثبت فعاليته في بناء الثقة وتقليل التوتر، لذلك نحن نحتاج بعضنا البعض بصورة تفوق ما قد تتخيل.

المصدر

في هذا الهالووين، مخاوف الناس من القناة الجذرية تفوقت على مخاوفهم من العناكب والثعابين!

جزءٌ من متعة عيد الهالووين هو الشعور بالخوف. ولكن يبدو أن أحد أهم مخاوفنا لا أساس لها من الصحة.
أظهرت دراسة حديثة أجرتها «الجمعية الأمريكية لأطباء جذور الأسنان-American Association of Endodontists (AAE)» أن عددًا أكبر من الناس (59%) يخشون الحصول على القناة الجذرية أكثر من مخاطبة الجماهير (57%)، العناكب (55%)، أو المحاصرة في مصعد (54%).

كانت نتائج استطلاع أكتوبر 2019 الذي شمل 1000 بالغٍ في الولايات المتحدة (والمتضمن إعطائهم خيار القناة الجذرية أو أي نشاط آخر):

  • 57% فضلوا قضاء ساعةٍ في غرفةٍ فيها 10 عناكب.
  • 54% فضلوا غناء النشيد الوطني في لعبة رياضية.
  • 53% فضلوا وضع ثعبان في حضنهم لمدة 15 دقيقة.
  • 41% فضلوا السباحة مع أسماك القرش.

الخوف من القناة الجذرية منشرٌ أكثر بين الشباب، حيث يفضل 73% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا مخاطبة الجماهير، ويفضل 71% منهم المشاركة في ماراثون بدلًا من الحصول على القناة الجذرية.
قال 47% من هؤلاء الشباب أنهم يفضلون السباحة مع أسماك القرش بدلًا من الحصول على القناة الجذرية.

يقول كيث ڤ، رئيس الجمعية المذكورة آنفًا:

“الحقيقة هي أنه لا يوجد ما نخشاه عندما يتعلق الأمر بالقناة الجذرية. نظرًا لأن خبراء السيطرة على الألم يتمتعون بمهارةٍ في تقنيات طب الأسنان والتخدير المتقدمة، يمكن لأطباء الأسنان إجراء عمليةٍ غير مؤلمةٍ تقريبًا.”

عندما تستعد لعيد الهالووين بكمية كبيرة من الحلوى، تطرح الدراسة سؤالًا: ما هي الحلوى الأكثر أمانًا لأسنانك؟

من قائمة حلوى عيد الهالووين التقليدية، حدد 19% فقط من الناس الشوكولاتة باعتبارها واحدةً من أكثر الحلوى أمانًا لأسنانك، وتمكن ما يزيد قليلاً عن 22.5% من الشباب البالغين 18-24 عامًا من تحديد “الحلوى الجيلاتينية” كأسوأ خيار لصحة أسنانك. وفي الوقت نفسه، صنف 68.1% من الـبالغين 65 عامًا فما فوق الحلوى الخالية من السكر بنجاح كأحد أكثر الخيارات أمانًا مقارنة بـ 39.5% فقط ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و 34 عامًا.

وأضاف كيث:

“في حين أن ارتداء أسنان مزيفة يمكن أن يكون ممتعًا في عيد الهالووين، إلا أنه ليس هناك ما يشبه أسنانك الطبيعية، بسبب شكلها وكيفية أدائها. إذا كنت تعاني من آلام الأسنان أو كنت بحاجةٍ إلى المعالجة اللُّبِّيَّة، فإن أفضل طريقةٍ لإنقاذ أسنانك الطبيعية هي زيارة طبيب لب الاسنان على الفور.”

تشمل النتائج الأخرى المثيرة للاهتمام التي توصلت إليها دراسة الهالوين ما يلي:
65% من النساء يخفن من القناة الجذرية مقارنةً مع 53% من الرجال الذين يخشون من القناة الجذرية.
يفضل 77% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 64 عامًا قضاء ساعةٍ كاملة في غرفةٍ فيها 10 عناكب بدلاً من الحصول على القناة الجذرية.

ألمصدر: Knowridge Science Report

إقرأ أيضًا: ما مدى ارتباط فقر الدم في وقتٍ مبكرٍ من الحمل بالتوحد والتخلف العقلي لدى الطفل؟

لماذا نموت ؟

لماذا نموت ؟

بدايةً دعونا نتفق متابعونا وأصدقاؤنا أننا هنا لا نناقش وجهة النظر الدينية عن الموت والتي تتلخص برؤية هذا العالم على أنه مرحلة في حياة الإنسان والموت هو الطريق الذي يقودنا للمرحلة التالية، سنتحدث هنا عن وجهة نظر العلم وسنرى ما هي الإجابة التي يقدمها العلماء لسؤال ” لماذا نموت ” .

 

علمياً، الإجابة على هذا السؤال تتعلق بالأسباب التي ينظر إليها العلم والتي تقسم إلى أسباب تقريبية وأسباب جوهرية.

لنأخذ مثالاً نوضح فيه الفرق بين أنواع الأسباب هذه،

لماذا يبدو طعم السكر حلواً؟

الأسباب التقريبية

بسبب إحتواء اللسان على مستقبلات جزئية موجهة لإرسال إشارات لجزء معين من الدماغ مسؤول عن تحديد الحلاوة.

الأسباب الجوهرية

تخبرنا أن الطعام حلو المذاق نادر ومغذّي وبالتالي تطور لدينا هذا الاحساس لنستهلك كميات أكبر من المواد الحلوة المغذية.

التطبيق

والآن لنطبق الأسباب السابقة على سؤال ” لماذا نموت”؛

الاسباب التقريبية

ستظهر لنا إجابات كالسرطان وأمراض القلب وتصلب الشرايين.

الأسباب الجوهرية

يمكن تلخيصها بمبدئين،

المبدأ الأول

القانون الثاني لديناميكية الحرارة أو القصور الحراري الإنتروبي والذي ينص على أن كل شيء سينفد لا محالة وهذا يشمل أجسادنا والكون بأكمله، فلو أمتلكت قدرة التعمير للمالانهاية فلن تستيطيع ذلك فالكون بذاته سيموت بسبب إنتهاء الحرارة.

المبدأ الثاني

مبدأ الإنتقاء الطبيعي والذي دائما ما يقوم بتحليل الثمن والفوائد للموارد المحدودة والتي يتم صرفها على الكائنات الحية، ولذلك سيكون من الواضح تفضيل الرضع والأطفال ليتم الإعتناء بهم لحين وصولهم مرحلة البلوغ وبالتالي ضمان نقل الجينات للأجيال اللاحقة، لهذا على سبيل سنلاحظ أن سرعة تمايز وإنقسام الخلايا لدى الأطفال أكبر بكثير من البالغين، بالتالي فإن أي جرح صغير لدى الأطفال سيلتئم بسرعة أكبر من البالغين.

 

تقنياً، بعد وصول جيل لمرحلة البلوغ لن يكون هناك أي حاجة للجيل الذي سبقهم، من الممكن أن يكونوا أباء وأجداد جيدين، لكن بعد ذلك لا يوجد سبب منطقي لبقاء الأجداد واستهلاكهم للموارد القابلة للنفاد.

ربما تبدو هذه الفكرة غريبة لكن الطبيعة تعمل بسبب الإنتروبي وهي بحاجة لتوزيع الموارد بحكمة .

 

وكإجابة مختصرة، نحن نموت كي نسمح للأجيال اللاحقة بالعيش.

 

المصدر

ما مدى ارتباط فقر الدم في وقتٍ مبكرٍ من الحمل بالتوحد والتخلف العقلي لدى الطفل؟

وجد باحثون في دراسة جديدة أن وقت الإصابة بمرض فقر الدم- وهي حالة شائعة في أواخر الحمل- يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا للجنين النامي. لقد وجدوا صلةً بين فقر الدم المبكر وزيادة خطر الإصابة بالتوحد، اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، والتخلف العقلي عند الأطفال. لكن فقر الدم المكتشف قرب نهاية الحمل لم يكن له نفس الارتباط.
أجرى البحث فريق من معهد كارولينسكا.

يعاني ما يتراوح بين 15 إلى 20 في المائة من النساء الحوامل في جميع أنحاء العالم من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد والّذي ينتُجُ عنه انخفاض قدرة الدم على حمل الأكسجين الذي يحدث غالبًا بسبب نقص الحديد.
يتم تشخيص فقر الدم في الغالبية العظمى في نهاية الحمل، عندما يأخذ الجنين سريع النمو الكثير من الحديد من الأم.

في الدراسة الحالية، درس الباحثون تأثير توقيت تشخيص فقر الدم على نمو الجنين. ركزوا على ما إذا كان هناك ارتباطٌ بين التشخيص المبكر للمرض في الأم وخطر الإصابة بـ «التخلف العقلي-Intellectual Disability (ID)»، «التوحد-Autism»، و«اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط-Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)» في الطفل.

عمومًا، يتم تشخيص عددٍ قليلٍ جدًا من النساء بفقر الدم في وقت مبكر من الحمل. في هذه الدراسة الّتي شملت حوالي 300,000 أمٍ وأكثر من نصف مليون طفلٍ مولود في السويد بين عامي 1987 و 2010، تم تشخيص أقل من 1% من بين جميع الأمهات بمرض فقر الدم قبل الأسبوع الحادي والثلاثين من الحمل. من بين 5.8% من الأمهات الّلاتي تم تشخيصهن بفقر الدم، تلقت 5% فقط التشخيص في وقتٍ مبكر.

ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يولدون لأمهاتٍ مصاباتٍ بفقر الدم تم تشخيصهن قبل الأسبوع الحادي والثلاثين من الحمل معرضون لمخاطر أكثر إلى حدٍ ما للإصابة بالتوحد واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بالإضافة لخطر الإصابة بالتخلف العقلي، هذا مقارنةً بالأطفال المولودين لأمهاتٍ صحيحاتٍ وأولئك المولودين لأمهاتٍ أصِبنَ بمرض فقر الدم في وقتٍ لاحقٍ من الحمل.

من بين الأمهات المصابات بفقر الدم في وقت مبكر، تم تشخيص 4.9% من الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد مقارنة مع 3.5% من الأطفال الذين يولدون لأمهاتٍ صحيحات. كما تم تشخيص 9.3% باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط مقارنة مع 7.1% مولودين لأمهاتٍ صحيحات. و 3.1% تم تشخيصهم بتخلف عقلي مقابل 1.3% من الأطفال المولودين للأمهاتٍ لم يُصَبنَ بمرض فقر الدم.

استنتج الباحثون إلى أن خطر التوحد عند الأطفال المولودين لأمهاتٍ مصاباتٍ بمرض فقر الدم المبكر كان أعلى بنسبة 44% مقارنة مع الأطفال المولودين لأمهاتٍ لم يُصَبنَ بفقر الدم، وكان خطر اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أعلى بنسبة 37%، وخطر التخلف العقلي كان أعلى بنسبة 120%.
تؤكد النتائج على أهمية الفحص المبكر لمستوى الحديد وطلب المشورة الغذائية.

تتطور أجزاءٌ مختلفةٌ من الدماغ والجهاز العصبي في أوقاتٍ مختلفةٍ أثناء الحمل، وبالتالي فإن التعرض لفقر الدم في وقت مبكر قد يؤثر على الدماغ بشكل مختلف مقارنةً بالتعرض له في أوقاتٍ لاحقة.
مؤلف هذه الدراسة هي رينيه غاردنر، منسقة المشروع في «قسم علوم الصحة العامة-Department of Public Health Sciences» في معهد كارولينسكا.
تم نشر الدراسة في مجلة «JAMA Psychiatry».

ألمصدر: Knowridge Science Report

إثرأ أيضًا: جزيئات سامة في مشيمات الحوامل تثبت خطر تلوث الهواء

Exit mobile version