هل تمكن العلماء حقًا من الدخول إلى أحلامنا؟

يطرح فيلم Inception فكرة الولوج إلى الأحلام البشرية. تلك الفكرة التي بقيت خيالًا علميًا لسنوات ربما قد تصبح حقيقةً اليوم . فقد أظهرعلماء من أربع دول مختلفة أنه من الممكن التواصل مع الناس أثناء حلمهم. أو على الأقل يمكن أن يحصل ذلك في أوقات معينة خلال فترة الحلم. وحسب ما ورد عن العلماء، فإن الحالمين كانوا قادرين على الرد على الأسئلة الموجهة إليهم بنعم أو لا، والإجابة على مسائل رياضية بسيطة من خلال حركات الوجه والعين. كما أن بعضهم تذكر ما سمعه من أسئلة أثناء الحلم. فهل تمكن العلماء حقًا من الدخول إلى أحلامنا؟

القفز بين الأحلام

تأخذنا الأحلام من واقعنا إلى واقع مختلف. ومن غير المتوقع أبدًا أن يتمكن شخصٌ من الرد عليك من داخل حلمه حي قادرًا على إدراك الأسئلة وتقديم إجابات لها. لكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة Current Biology تُظهر أنه ، في الواقع ، يمكنه ذلك.

في حين أن الأحلام هي تجربة شائعة، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من تفسيرها بشكل كافٍ بعد. كما أن الاعتماد على سرد الشخص للأحلامه لا يجدي نفعًا فهو سينتهي في اغلب الأحيان بالعديد من التفاصيل المشوهة والمنسية.

لذلك أجريت دراسة جديدة لمحاولة التواصل مع الناس أثناء مرحلة الأحلام الواضحة، فالحاجة إلى أخذ ردود فعل من الأشخاص أثناء نومهم. بدلاً من الاعتماد على ملاحظاتهم عندما يستيقظون كانت ضرورية للغاية لفهم ماهية الأحلام بشكل دقيق.

يقول عالم النفس 《كين بالير- Ken A. Paller》 المشارك في الدراسة جديدة أن الأفراد أثناء مرحلة حركة العين السريعة يمكنهم التفاعل والتواصل مع محيطهم وقد دعى ذلك بمرحلة الحلم التفاعلي. وأن الحالمين قادرين على فهم الأسئلة والإجابة عنها في فترة الحلم.

شملت الدراسة 36 متطوعًا. حاول فريق بالير تدريب جميع المتطوعين لبدء حلم واضح عند سماع صوت معين أثناء النوم. قسم المتطوعون إلى مجموعات حسب طريقة التواصل. استخدمت بعض الفرق الكلمات أو النغمات المنطوقة للتواصل، اعتمد آخرون على الأضواء الساطعة أو لمس النائمين بخفة. وقد تمت مراقبة المتطوعين من خلال قياسات نوم نموذجية مثل مخطط كهربية الدماغ، القادر على تسجيل نشاط الدماغ.

إتصال ثنائي الاتجاه

خلال 57 جلسة نوم، أشار المشاركون إلى أنهم دخلوا في حلم واضح بنسبة 26٪ من الوقت. في هذه الجلسات الناجحة، تمكن العلماء من الحصول على إجابة صحيحة واحدة على الأقل لسؤال من عدة أسئلة وقد حصل ذلك عبر حركات عين الحالم أو التواءات الوجه. بشكل عام، من بين 158 مرة حاولوا فيها التواصل مع شخص في حلمه خلال هذه الجلسات، حصلوا على معدل استجابة صحيح بنسبة 18٪ (حوالي 60٪، لم تكن استجابة).

تقول عالمة الأعصاب كارين كونكولي إن هذا البحث هو نتيجة أربع دراسات مختلفة وقد جمعت النتائج معًا من أربع مختبرات وباستخدام مناهج علمية مختلفة تم التوصل إلى ظاهرة الاتصال ثنائية الاتجاه هذه.

يحصل الإتصال ثنائي الإتجاه بين الشخص النائم والشخص الذي يحاول أن يتواصل معه أثناء الحلم. وعادة ما يتم إيقاظ الأفراد المشاركين في الدراسة بعد استجابة ناجحة من أجل أن يبلغوا عن أحلامهم. في بعض الحالات، تعرف المتطوعون أثناء حلمهم على المدخلات الخارجية أو علموا أنها من خارج نطاق الحلم بطريقة ما. فبعضهم أحس أن أصوات الباحثين آتية من خلال شيء ما داخل الحلم (مثل الراديو).

اقرأ أيضًا: هل استطاع إنسان النياندرتال التكلم مثلنا؟

تطويع الأحلام

يحسن هذا البحث بشكل كبير فهمنا لما يحدث لأدمغتنا عندما نحلم. يمكن أن يعلمنا  في النهاية كيفية تطويع أحلامنا – لمساعدتنا في تحقيق هدف معين، على سبيل المثال، أو لعلاج مشكلة خاصة بالصحة العقلية. كما يمكن أن يكون هذا البحث مفيدًا في الدراسة المستقبلية للأحلام والذاكرة ومدى أهمية النوم لإصلاح الذكريات.

الأمل هو أن تسمح هذه التقنية للباحثين مثل Paller بالاقتراب قليلاً من حل ألغاز أحلامنا وكيف يمكن أن تؤثر على وعينا. بمرور الوقت، قد يتم تطبيق هذا البحث لتحسين حياة الناس عبر تحسين عادات نومهم وأحلامهم. وقد يمنحنا هذا البحث أيضًا طريقة لنتحكم بما نراه داخل أحلامنا.

المصادر

Current Biology.

متلازمة اليد الغريبة: اليد المتمرّدة

تخيّل أن يتمرد أحد أعضاء جسدك، ويتصرف باستقلالية تامة عن إرادتك. تخيل أن تقوم يدك بصفعك دون ان تستطيع السيطرة عليها. هذا بالضبط ما يحدث عند إصابتك بمتلازمة اليد الغريبة. فما هي هذه المتلازمة ؟ وما هي أسبابها؟

تعريف:

متلازمة اليد الغريبة هي مجموعة من الاضطرابات العصبية التي تسبّب فقدان السيطرة على حركة اليد، فتظهر اليد (وفي حالات أقل شيوعًا القدم) كأنها تحت سيطرة طرفٍ ثانٍ وتقوم بنشاطات حركية هادفة لكن غير إرادية. تسبّب المتلازمة الكثير من الإزعاج والإحراج وحتى الأذى أحيانًا للأشخاص المُصابين بها، إذ تحرمهم القيام بالكثير من النشاطات اليومية. غالبًا ما تكون اليد الغريبة هي اليد غير المُهيمنة (Non-dominant hand). تصيب في العادة البالغين، إلا أنها قد تصيب الأطفال في حالات نادرة جدًا.

تُسمّى متلازمة اليد الغريبة أيضًا ب«متلازمة دكتور سترينجلوف-Dr Strangelove syndrome» وذلك تبعًا للفيلم الذي يحمل الاسم نفسه (صدر عام 1964) والذي تدور أحداثه حول رجل يعاني من اضطراب حركي غريب، يمنعه من السيطرة على يده اليمنى، فتارةً تقوم يده بالتحية النازية، وتارةً أخرى تحاول خنقه.

https://www.youtube.com/watch?v=Knw5yNQf1KU

أعراض المتلازمة:

تُعتبر متلازمة اليد الغريبة ظاهرة نادرة ومُعقّدة، تتميز بعارض أساسي هو فقدان السيطرة على أحد الذراعين والاحساس بأن اليد مُسيطرعليها من قِبل طرف آخر.

ولكن المتلازمة تنتج أعراضًا أخرى تختلف بين شخصٍ وآخر، ويمكن تصنيفها في خانات ثلاث:

– الصراع أو التعارض بين اليدين، بحيث تتحرّك اليد “المتمردة” بعكس اليد الأخرى. ففي حين تبكل يد الأزرار مثلًا، تفكها اليد المتمردة بالمقابل.
– الحركات القهرية والمتكررة، فتقوم اليد “الغريبة” بتكرار تصرف أو حركة دون هدف، ولا يكون الشخص قادرًا على إيقافها.
– ردات الفعل تجاه تصرف اليد الغريبة، وهي تختلف بين الأشخاص المُصابين بالمتلازمة. وتتضمّن: النقد الذاتي المتوجه لليد المتمردة، عدم الإحساس بها ونكران انتمائها لجسده (هذه ليست يدي)، الدهشة من تصرفات اليد الغريبة، معاملة اليد الغريبة ك”شخص آخر” (مثلًا: ضرب اليد المتمردة عند التصرف بشكل خاطئ أو مؤذي، أو إعطائها اسم علم و تأنيبها، …) .

بالإضافة إلى هذه الأعراض، قد تترافق المتلازمة مع «العمه- Agnosia» (وهو العجز عن الإدراك الحسي) و«الحبسة-Aphasia» (وهي عجز التعبير الكلامي أو عجز فهم الكلام) وضعف اليد وفقدان الإحساس بمناطق من الجسد أو اليد. وتكون هذه الأعراض ناتجة عن الإصابة العصبية وغير مرتبطة بمتلازمة اليد الغريبة بشكل مباشر، لكنها قد تساهم في تعقيدها.

تاريخ اكتشاف المتلازمة:

وُصفت متلازمة اليد الغريبة للمرة الأولى عام 1908 من قِبل الطبيب النفسي الألماني «كورت غولدشتين-Kurt Goldstein»، بحيث شخَّص حركات لاإرادية في اليد اليسرى طرأت عند مريض بعد إصابته بجلطة دماغية. وفي عام 1972، أطلق الطبيبان «بريون-Brion» و«جيديناك-Jedynak» اسم “متلازمة اليد الغريبة” بعد مراقبة ثلاثة مرضى يعانون من أعراض الحركات اللاإرادية ولا يتعرفون على يدهم، وذلك بعد إصابتهم بورم في الجسم الثفني في الدماغ (Callosal tumor).

منذ ذلك الحين، نُشرت العديد من التقارير والدراسات حول المتلازمة، وتبيّن أنها ناتجة عن العديد من الإصابات الدماغية والعصبية.

أسباب الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة:

تنتج متلازمة اليد الغريبة عن إصابة دماغية في إحدى المناطق الدماغية المسؤولة عن الشروع في الحركة أو التحكم بها وتعديلها وتنسيقها. وهي تكون ناجمة عادة عن الإصابة في إحدى المناطق الدماغية الثلاثة التالية:

– الفص الجبهي الذي يتحكم بقوة الحركات الدقيقة ويعدل الحركات المعقدة، وتنتج إصابته عن الأورام أو الجلطات.
– الجسم الثفني (Corpus Callosum) وهو الذي يشكل صلة الوصل بين الجزئين الأيمن والأيسر من الدماغ ويلعب الدور الأكبر في التنسيق بينهما، وتنجم إصابته عن ورم أو جلطة أو صدمة دماغية وأحيانًا عن عملية استئصال الجسم الثفني (التي كانت تُعتمد كعلاج لداء الصرع).
– الدماغ الخلفي (تحديدًا «القشرة الجدارية والقذالية-Parietal and occipital cortices») التي قد تصاب بجلطات أو أمراض تنكسية.

العلاج:

للأسف لم يتوصّل العلماء بعد لعلاج جذري للمتلازمة، لكنهم يعملون حاليًا على علاجات للتخفيف من حدة العوارض. أعراض المتلازمة الناتجة عن الإصابات الحادة والجلطات تخف تدريجيًا مع الوقت، على عكس الأعراض الناتجة عن الأمراض التنكسية التي تكون غير قابلة عادةً للعلاج.

يعتمد الأطباء حاليًا العلاج بالأدوية كال«بينزوديازيبينات-Benzodiazepines» وهي نوع من المؤثرات العقلية، وحقن البوتوكس المخدرة. ولكن تبيّن الدراسات أن العلاجات السلوكية قد تكون أكثر فعالية.

من العلاجات المعتمدة أيضًا العلاج بالمرآة. وهي طريقة علاجية تعتمد وضع مرآة بين الذراعين وتحريك الذراع السليم مع النظر إلى المرآة، مما يخلق خدعة للعقل ويشجع الحركة السليمة في اليد المصابة. ويُنصح المصابون عادةً بالعلاج الفزيائي والوظيفي لتحسين أدائهم الحركي.

ختامًا، لم تقتصر متلازمة اليد الغريبة على الأشكالية الطبية، بل طالت أيضاً الفلاسفة الذين رأوا فيها مادة لنقاش الإرادة الحرة، فهل الانسان الذي يفقد قدرته على السيطرة على حركات يده، يملك السيطرة الحقيقية على أفكاره وتصرفاته؟

مصادر:

Healthline
JAMA network
NCBI

متلازمة الرأس المنفجر : أصوات تحرمك النوم

يشكّل النوم حوالى ثلث حياتنا البشرية، وهو حاجة جسدية أساسية تكاد تفوق في أهميتها المأكل والمشرب. فالنوم لا يلبّي فقط حاجتنا للاسترخاء والراحة، بل هو يؤمن التوازن في وظائف الدماغ وأعضاء الجسم، وأي خلل يصيبه يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية. لذلك أبدت العلوم الطبية اهتمامًا أكبر باضطرابات النوم، وواحدة من هذه الاضطرابات هي متلازمة الرأس المنفجر. وهي متلازمة غريبة تعرقل النوم بهلوسات صوتية مرعبة. فما هي أعراض متلازمة الرأس المنفجر؟ ومن يُصاب بها؟

ما هي متلازمة الرأس المنفجر؟

متلازمة الرأس المنفجر، التي تُعرف بالانكليزية ب«Exploding Head Syndrome» أو EHS، هي اضطراب في النوم نتيجة هلوسات سمعية تحدث عند الانتقال من حالة الصحو إلى حالة الغفو أو العكس، وتكون الأصوات المُهَلوسة غالبًا قوية ومزعجة جدًا، ورغم أنها في العادة تكون غير مؤلمة، غير أنها قد تحمل تأثيرًا كبيرًا على حياة الفرد وتتطلّب في هذه الحالة تدخلًا طبيًا.

وُصفت الحالة الأولى من المتلازمة في عام 1920 من قِبل الطبيب البريطاني روبيرت أرمسترونغ – جونز. وتم استخدام كلمة “الرأس المنفجر” لأول مرة في عام 1989 من قبل بيرس الذي وصف حالة 40 شخص يشعرون بالأعراض نفسها.

ما هي أعراض متلازمة الرأس المنفجر؟

بحسب التصنيف الطبي الدولي لاضطرابات النوم (International Classification of Sleep Disorders- 3rd edition)، يتضمّن تشخيص متلازمة الرأس المنفجر ثلاثة أعراض أساسية:

– سماع صوت مفاجئ أو الاحساس بانفجار مصدره الرأس في أول فترات النوم أو عند فترات الاستيقاظ في الليل.
– الاحساس بقلق وخوف شديدين (يكون مصحوبًا عادةً بسرعة في دقات القلب وفي سرعة وقع التنفس).
– عدم الإحساس بالألم.

تختلف الأصوات المُهَلوسة بين الأشخاص المُصابين بالمتلازمة وقد تم تشبيهها من قِبلهم ب: صوت انفجار قوي، أو صوت إطلاق نار، أو دوي الرعد، أو زئير حيوان مفترس، أو صوت إغلاق باب بعنف، أو صوت صرخات بعيدة، أو أصوات أزيز التيار الكهربائي وغيرها من الأصوات. وهي غالبًا تدوم للحظات قليلة.

تكون هذه الأصوات مصحوبة أحيانًا بهلاوس بصرية (كتوهّم وجود ضوء قوي أو ومضات سريعة من الضوء)، وتشنّج في بعض العضلات خصوصًا في عضلات الأطراف.

ويشعر الفرد بعدها بأعراض تشبه نوبة الهلع ك الاحساس بالخوف الشديد وعدم القدرة على التنفس وتسارع ضربات القلب والتعرق وغيرها. وهي بالتالي تعطل النوم في كثير من الأحيان.

متلازمة نادرة أو شائعة؟

لا يوجد دراسات كافية لتأكيد مدى شيوع متلازمة الرأس المنفجر. ففي حين يعتبر البعض أنها متلازمة نادرة، يرى آخرون أنها في كثير من الأحيان تبقى بلا تشخيص، لذلك قد تكون أكثر شيوعًا ممّا نعتقد. وقد أثارت بعض الدراسات الحديثة الصدمة بعد أن بيّنت انتشار متلازمة الرأس المنفجر عند الطلاب الجامعيين.

 وقد يكون السبب في هذا التباين هو اختلاف عدد نوبات المتلازمة بين الأشخاص، بين نوبة واحدة خلال عدة أشهر (في هذه الحالة تبقى بلا تشخيص ولا تتطلّب العلاج)، وبين عدة نوبات في الليلة الواحدة (حينها تحتاج للعلاج).

تُصيب المتلازمة الأشخاص من كل الأعمار، لكنها أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين بلغوا الخمسين عامًا أو أكثر.

ما هي أسباب المتلازمة؟

لا تزال أسباب المتلازمة المجهولة، لكن تمّ طرح عدة نظريات لتفسيرها. أولها تفترض خلل في عمل التشكل الشبكي في الدماغ، وهو مسؤول عن تنظيم ايقاع النوم. فيؤدي هذا الخلل إلى نشاط دماغي زائد في الفترة الانتقالية بين اليقظة والنوم، فيخلق هذه الهلوسات السمعية. نظرية أخرى تفترض وجود نوبات جزئية في الفص الصدغي. هذه النظريات وغيرها تفترض أن المشكلة تكمن في إحدى وظائف الدماغ.

لكن هناك نظريات أخرى تعتبر أن المتلازمة قد تكون ناتجة عن أمراض في الأُذُن، خصوصًا في الأذن الوسطى والداخلية.

تجدر الإشارة إلى أن المتلازمة قد تكون مرتبطة بالتوتر والقلق. وهي أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يظهرون مشاكل واضطرابات سابقة في النوم.

ما هو علاج متلازمة الرأس المنفجر؟

تختلف حاجة الأشخاص المُصابين بمتلازمة الرأس المنفجر بحسب عدد النوبات التي يشعرون بها.

فإذا كانت النوبات نادرة (مرة واحدة كل عدة أشهر مثلًا)، يكتفي العلاج بمعرفة الفرد بأن الذي يعاني منه هو متلازمة مشخصة، وتصيب أشخاصًا آخرين وهي لا تشير إلى خلل نفسي أو مرض دماغي خطير. ويُنصح إجمالًا بالتخفيف من حدة التوتر والقلق خصوصًأ قبل النوم، ومحاولة تنظيم أوقات النوم.

أما إذا كانت النوبات كثيرة (أكثر من مرة في أسبوع واحد أو في ليلة واحدة)، فهي في هذه الحالة تؤثر بشكل كبير على كمية ونوعية النوم الذي يحصل عليهما الشخص، وبالتالي على إنتاجيته ووظائفه النفسية والجسدية. من هنا، تظهر أهمية التدخل العلاجي الذي يتضمن في العادة أدوية معينة كمضادات الاكتئاب وأدوية الصرع وغيرها، وتكون فعالة غالبًا إلى حد اختفاء الأعراض نهائيًا.

رغم أن متلازمة الرأس المنفجر غير خطيرة، غير أنها لا شك تجربة تثير الخوف والقلق عند من يُصاب بها. وعلى الرغم من أن التقدم الطبي جعلها سهلة العلاج، لكن تبقى التوعية عنها مهمة لتشجيع الأشخاص المُصابين بها لفهم حالتهم وتلقي المساعدة التي تلزمهم لتخطيها.

المصادر:

NCBI
Journal of Clinical Sleep Medicine
Wiley Online Library
Science Direct

الذاكرة و تأثير راشومون : هل يمكننا الوثوق بذاكرتنا؟

هل تعتقد أن ذاكرتك قوية بما يكفي لاسترجاع ما يحدث أمامك الآن دون أخطاء؟ حاول أن تتذكر أي يوم مميز في حياتك. ثم اسأل من شاركوك نفس اليوم عن تفاصيله. لا تندهش عندما يسردون وقائع لم ولن تتذكرها رغم تأكديهم أنها حدثت. فلن تعرف أبدًا مدى صحة رواياتهم أو روايتك لأن الذاكرة البشرية-على عكس ما تعتقد- تتغير وتتجدد باستمرار لتخلق لكل منا نسخته الفريدة عن الواقعة ذاتها.

قصة القتيل في الغاب

اليابان في القرن الثاني عشر حيث تستمع المحكمة لشهادات الشهود حول الجثَّة التي وجدها حطَّاب في الغابة. لكنها لم تكن محاكمة عادية، إذ اختلفت الشهادات بشكل لا يُصَدَّق. كان هناك سيف، لا لم يكن هناك سيف. زوجة القتيل خانته، لا لم تخُنْه. وهكذا التَبَس عليهم أمرهم مع كلِّ شهادة جديدة، لدرجة أن ثلاثة من الشهود اعترف كل منهم أنه القاتل ولا قاتل سواه!

“من الصعب القول من هو المُخطِئ الأعظم أنتم أم أنا”

-قاطع الطرق “تاجو مارو” المتهم بقتل الرجل واغتصاب زوجته أمام المحكمة.

هذه لمحة من قصة (رينوسكي أكوتاكاوا) الممتعة التي حولها المبدع الياباني (أكيرا كوراساوا) إلى فيلم «راشومون-Rashomon»الحائز على الجائزة الأولى من مهرجان فينيسيا، وجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. جاءت تسمية “تأثير راشومون” لوصف التضارب الحادث بين شهود العَيان على نفس الحادثة. يتكرر تأثير راشومون كثيرًا في حياتنا اليومية بدءًا من الأشياء التي تضعها في مكان وتظن أنك وضعتها في مكانٍ آخر، وصولًا إلى التفسيرات المختلفة للوقائع والأحداث من مراسلي التلفاز، وغيرها من المواقف التي يصبح فيها الوصول إلى الحقيقة مستحيلًا.

الملصق الدعائي لفيلم راشومون

ماذا يربط بين الذاكرة والمثلَّجات والهاتف الصيني؟

قام علماء بتجربة يشاهد فيها المتطوعون حلقة من مسلسل تلفزيوني ثم يُسأَلون عن أحداث الحلقة بعد وقت من مشاهدتها. في خلال هذا الوقت يختار المتطوعون بين التَمرُّن على حلِّ أسئلة عن الحلقة أو لعب لُعبة Tetris. قبل الاختبار النهائي شاهد المتطوعون فيديو ملخّص لأحداث الحلقة تم تغيير بعض التفاصيل فيه عن تلك التي شاهدوها في الحلقة الأصلية بهدف تشتيتهم. في الاختبار النهائي، وجد أن إجابات الفريق الذي اختار حل الأسئلة أقل دقة بشكل ملحوظ من إجابات الفريق الذي لعب Tetris! فكيف حدث هذا؟(1)

عندما تمر بموقفٍ ما تتكون ذكرى لهذا الموقف في الدماغ على شكل روابط عصبية في الذاكرة طويلة المدى فيما يعرف بعملية «تقوية أو ضم الذاكرة-Memory Consolidation». هذا جميل فالذكرى تتحول إلى حالة غير نشطة يتم تخزينها، إلا أنك كلما استرجعت هذه الذكرَى تصبح نشطة مرة أخرى ويتم إعادة عملية ضمِّها مرة أخرى “reconsolidation”. هذا يعني أنه عند استرجاع الذكرى تصبح هشَّة وقابلة للتشوه والتغيير لبعض الوقت، تمامًا كقطعة مثلجات أخرجتها من المُجَمِّد حتى انصهرت وتشوَّهت ثم جمَّدتها مرة أخرى(2).

عملية تغير الذكرى عند استرجاعها

كلما استرجعت الذكرى كلما تغيرت واختلطت بغيرها ثم تحفظ بحالتها الجديدة إلى أن تسترجعها فتتغير من جديد وهكذا. الأمر أشبه بلعبة “الهاتف الصيني” حيث يهمس اللاعب الأول في أذن من يليه بحكاية ما، ويهمس بها الثاني للثالث وهكذا. تجد في النهاية أن القصة التي يرويها اللاعب الأخير تختلف كثيرًا عن القصة الأصلية.

رحلة الذاكرة من اليقين إلى الشك!

بدأ الاهتمام بتغيُّر الذاكرة على يد عالم النفس البريطاني «فريديريك بارتليت-Frederick Bartlett»في الثلاثينيات. ومن الغريب أن لعبة الهاتف الصيني نفسها هي التي ألهمته بالبحث في تغيّر الذاكرة. حيث قام بإجراء تجارب أوضح من خلالها تغيير ذاكرة الأشخاص لقصةٍ معينة يقرؤونَها حسب اختلاف خلفياتهم الثقافية والتاريخية(3).

كما قامت «اليزابيث لوفتس-Elizabeth Loftus»عالمة النفس والقانون بجامعة كاليفورنيا بدراسة تأثير الأسئلة الموجهة “Leading Questions” على استرجاع الذكريات لدى الشهود. يشاهد المتطوعون اصطدامًا بين سيارتين، ثم يُسأَلون عن سرعة السيارتين. وجد أنه عند سؤالِهم: كم كانت السرعة حين “تصادَمَتا” يعطون تقديرات للسرعة أعلى من تلك التي يُعطونَها حين يُسأَلون عن السرعة حين “تلامَسَتا”(3).

قام العلماء أيضًا بعدَّة تجارب على الفئران والبشر والحيوانات لِمَحوِ ذِكرَى معينة باستخدام أدوية تمنع تصنيع الروابط العصبية.

كما درسوا تأثير التَحَيُّز على الذاكرة. يشاهد المتطوعون شجارًا بين اثنين، ثم يتم تقسيمهم إلى مجموعتين. إحداهُما تروي الواقعة لشخصٍ لا يُحب أحد طرفي النزاع، والأخرى تروي لشخصٍ لا يحب الطرف الآخر. وجد أن الشهادات جاءت متباينة بين المجموعتين. ولكن المُدهِش أنه حين طُلِب من كلتا المجموعتين الإدلاء بشهادةٍ أمام شخصٍ محايد، كانت روايات شهود كل مجموعة تنتقص من الأحداث حسب تحيُّزِهم لأحد الطرفين في المرة السابقة!(4)

وتوالت الكثير من التجارب حتى وقتنا هذا مؤكدة على نفس الحقيقة: أن ذاكرتنا تُخطِئ وترتجل وتَتَبدَل تحت تأثير الكثير من العوامل. يمكنها اختلاق التفسيرات وإعادة ترتيب الأحداث، وتبديل الشخصيات بما يؤكد على تأثير “راشومون” الذي كُتِبَ عنه قبل أن تؤكده الدراسات العلمية.

نصف كوب الذاكرة المَملوء

الأمر الجيّد في تغيّر الذاكرة هو أنَّنا يمكننا تغييرها! فَكِّر في مرضَى الخوف غير المبرر أو الفوبيا، أو متلازمة توَتُّر ما بعد الصدمة. ماذا لو تَمكَّن العلاج النفسي من استغلال هشاشة الذاكرة وقت استرجاعها في تغيير الذكرى السيئة التي سببت الحالة المرضية؟ يمكن من خلال هذا التأثير إعادة كتابة الذكريات كَيْلا ترتبط بمشاعر الخوف أو التوتر مرة أخرى(5). أيضًا بدراسة الظروف والعوامل التي تؤثِّر في تغير الذاكرة يمكننا أن نضع شهادات شهود العيان في محلِّها الصحيح من حيث القوَّة أو الضعف.

يفتح تأثير راشومون أمامنا الباب كي نراجع ما نعرفه عن ذاكرتنا طوال هذه السنوات. هل كان الماضي أجمل وأكثر بركةً كما يخبرنا من عاصروه من الكبار؟ هل كنت سعيدًا حقًا في تلك الرحلة؟ أم أنك تتذكر هذا لأنك ترى ابتسامتك في الصور؟ هل كان التاريخ منصفًا في وصف الوقائع والأحداث حتى لو تحرَّى المؤرِّخون الصدق؟ حسنًا إذا وصلت إلى هنا عزيزي القارئ فأنصحك بمراقبة ذاكرتك وعدم النظر للأمور بنظرة أحادية. فذاكرتك قد اعتادت ملئ الفراغات وتبديل الأحداث واختلاق المبررات كلما استرجعتها. ليس عيبًا منها، فالعقل دائمًا يسعى لراحتك، لذا قد تجده حريصًا على أن يروي لك قصة منطقية مقبولة لديك على أن يروي ما حدث بالضبط. إذا رأيت مصابًا بداء ألزهايمر تجده يقسم على صدق ما يقول، رغم أن عقله ببساطة قد حاك له قصةً لم تحدث قط. يبقى لي أن أرشح لك فيلم Rashomon، ولا تثق فيما نقلته لك من أحداث القصَّة فلعل ذاكرتي قد خدعتني مجدَّدًا!

المصادر:
1.National Geographic
2. Wikipedia
3.The Conversation
4. Neurophilosophy
5.Scientific American

آلية عمل الذاكرة البشرية وأنواعها

آلية عمل الذاكرة البشرية وأنواعها تُبنى على الخلايا العصبية، حيث تتواصل الخلايا العصبية مع بعضها عن طريق “مشابك عصبية” تربط كل خلية عصبية بالآخرى. ولتحفيز هذه التشابكات العصبية يلزم وجود “ناقلات عصبية” (مواد كيميائية تسمح بنقل الإشارات من خلية عصبية أخرى وتوجد في المشابك العصبية).

يمكننا تشبيه “الناقلات العصبية” بالبريد الإلكتروني، إذا تلقيت رسالة بريد إلكتروني واحدة فيمكنك تجاهلها. ولكن، إذا تلقيت مئات الرسائل من شخص يحدثك بنفس الموضوع في نفس الوقت، فمن المحتمل أن تبدأ في الانتباه والتحدث معه.

بالمثل، تفتح الخلايا العصبية خط اتصال مع بعضها عندما تتلقى تحفيزًا مستمرًا من العديد من الناقلات العصبية في وقت واحد مثلاً إنك تضطر لتكرار رقم مُعين لحفظه عندها يكون المُحفز تكرار الرقم. إذاً تعتمد قدرتك على تذكر بعض الأحداث دونًا عن غيرها على قوة وتكرار الاتصال بين التشابكات العصبية. الأشياء التي تكررها مثل رقم التليفون أو عنوان المنزل تكون حاضرة بذهنك وبتحفيز بسيط للذاكرة تستطيع أن تسترجع المعلومة بسهولة، أما الأشياء التي لا تكررها تتضائل وتتناسى. 1

صورة توضح شكل الخلية العصبية والمشبك العصبي

صورة توضح الناقلات العصبية بالمشابك وبين الخلايا العصبية

مراحل الذاكرة

تمر الذاكرة بثلاث مراحل ولنسهل عليك الأمر دعنا نشبه الذاكرة بحافظ الملفات، مثلاً عندما تشهد حدث معين تقوم الذاكرة بإنشاء ملف له وحفظه بمخك ثم تسترجعه حين طلبك له مرة أخرى.

1- الترميز: هي عملية الذاكرة الأولى تعتمد على نقل المعلومات الآتية من المستقبلات الحسية إلى الخلايا العصبية ليتم تخزينها.
2- التخزين: يتم تخزين الذكرى لحين استرجاعها، وتحتوي هذه العملية على تخزين معلومات عن الحدث مثلاً في أي وقت وفي أي مكان.
3- الإسترجاع: هذه العملية تشير إلى الحصول على المعلومات بعد تخزينها حين تطلبها.

إذاً لماذا ننسى؟

يمكننا القول بأن النسيان هو عملية عجز مؤقتة بإسترداد معلومة معينة مما تم حفظه مسبقاً في الذاكرة.
تذكر بعض المواقف دوناً عن غيرها تعتمد علي قوة التكرار الحدث بين الخلايا العصبية. وهذا يسمح لدماغك استرجاع هذه الذكرى بمعدل أعلى، قد يفسر هذا سبب كون بعض الذكريات أكثر حيوية من غيرها. مثلا إنك لا تنسى أول مرة ركبت بها الدراجة ولكن تنسى ما هو اليوم بالتحديد ذلك لأنك بكل مرة تتذكر فيها هذا الموقف لا تسترجع بها معلومات اليوم ولكن تسترجع الموقف فقط.

للنسيان ثلاث نظريات

الأولى: أنك لم تهتم بالذكرى بالقدر الكافي فلم يتم تسجيلها بالذاكرة.
الثانية: أن الذاكرة نفسها لم تقم بالإحتفاظ بالذكرى.
الثالثة: أنها موجودة بمكان ما بالذاكرة ولكنك غير قادر على استرجاعها.

أنواع الذاكرة
1- الذاكرة الحسية – sensory memory

هي أقصر أنواع الذاكرة وقتاً ومسؤولة عن الإحساس الذي يصلنا من الحواس الخمسة “اللمس، الشم، البصر والسمع” وعادة ما تستمر هذه الذاكرة إلى ثانية أو أقل، تقوم بحفظ انطباع قصير عن المؤثر الحسي بعد انتهاءه.
مثلا: عند مشاهدتك للبرق ترى ضوء خفيف بعد انتهائه أو بعد أن تشم الأزهار تبقى الرائحة في أنفك، لا تستمر هذه الأشياء سوى ثوان.

أيضا تعمل هذه الذاكرة على حفظ وتخزين اللقطات المهمة والمعلومات السريعة التي قد يستفيد بها العقل في وقت لاحق وتنقها إلى الذاكرة قصيرة المدى. 3


2- الذاكرة قصيرة المدى – short term memory

تعتبر الذاكرة قصيرة المدى حلقة الوصل بين الذاكرة الحسية والذاكرة طويلة المدى، تشبه الذاكرة قصيرة المدى الأوراق اللاصقة التي نكتب عليها ملاحظات سريعة. مسؤولة عن التفكير اللحظي والمعلومات السريعة وتستمر هذه الذاكرة بضعة ثواني ويمكن أن تمتد لدقيقة.

على سبيل المثال: لتفهم معنى هذه الجملة يجب أن تكون بداية الجملة حاضرةً في عقلك أثناء قراءة المتبقي منها، هذه مهمة الذاكرة قصيرة المدى. وهذه الإجابة عن السؤال لماذا أنسى أين وضعت مفاتيحي أو لماذا جئت إلى هنا ذلك لأن هذه المعلومات تُحفظ في الذاكرة قصيرة المدى التي لا تبقى سوى دقائق، لا تقلق أنت بخير. 2


3- الذاكرة طويلة المدى – long term memory

أطول أنواع الذاكرة وقتاً وهي المسؤولة عن تخزين المعلومات وإدارتها واسترجاعها. الذكريات الحسية تومض فقط لمدة أقل من ثانية والذكريات قصيرة المدى تستمر لمدة دقيقة أو دقيقتين، أما الذاكرة طويلة المدى تشمل أي شيء حدث قبل خمس دقائق إلى 20 عامًا مضت.

بعض أنواع هذه الذاكرة متعلق بالعقل الواعي مما يتطلب منك التفكير العميق من أجل تذكر جزء من المعلومات وبعضها في اللا واعي مثل تذكر الطريق من المنزل إلى العمل دون التفكير في ذلك. دعونا نلقي نظرة على بعض هذه الأنواع . 3

أنواع الذاكرة طويلة المدى

1-الذاكرة السمعية

تساعدنا الذاكرة السمعية في الاحتفاظ بالمعلومات بناءً على الأصوات التي نسمعها، عندما نعلم الأطفال الأصوات التي تصدرها الحروف، فإن ذاكرته السمعية هي التي ستسمح له بتذكر أن صوت الحرف ” ك” هو نفسه الصوت الذي نسمعه في كلمة “كرة”.

2-الذاكرة البصرية

هي التي تساعد الطفل على ربط صورة كرة السلة بكلمة “كرة”.

3- الذاكرة الصريحة – explicit memory

مسئولة عن الاستدعاء المتعمد للمعلومات. كالإجابة عن سؤال بالامتحان عليك أن تتذكر المعلومة بدقة.

4- الذاكرة التقريرية -Declarative Memory

هذه الذاكرة مسئولة عن الاحتفاظ بالحقائق المهمة واسترجاعها، مثل التواريخ والأحداث والمعلومات.

5- الذاكرة العرضية -Episodic Memory

تضمن القدرة على تذكر التجارب المباشرة من حياتك.

6- الذاكرة الدلالية – Semantic Memory

تشير الذاكرة الدلالية إلى تخزين الذاكرة للمفردات والحقائق الأساسية والأسماء والمعرفة العامة. 4

لا يزال البحث مستمر حول العقل البشري والذاكرة فالعلم وراء الذاكرة هو علم معقد، ومن المرجح أن يدرس لعقود قادمة هناك الكثير من الأبحاث التي يجب القيام به لفهم كيف يولد أدماغتنا الذكريات ويسترجعها.

مصادر( آلية عمل الذاكرة البشرية وأنواعها؟):
1- harvard university
2- sciencedirect
3- american psychological association apa
4- medscape
PMC -5

اقرأ أيضاً: مترجم: أفضل طريقة لمساعدة الأطفال على تذكر الأشياء؟

التوحد مرتبط بشكل وثيق مع اضطراب الحواس

التوحد مرتبط بشكل وثيق مع اضطراب الحواس

التوحد مرتبط بشكل وثيق مع اضطراب الحواس Synesthesia حسب دراسة جديدة أجريت في جامعة Radboud بهولندا.

إن الأشخاص المصابين بالتوحد غالباً ما يعانون من الحسية الزائدة، فهم على سبيل المثال أكثر عرضة للتأثر بالأضواء الساطعة والضجيج الصاخب، كما لديهم نظرة ثاقبة على التفاصيل.

وفي دراسة جديدة، وجد الباحثون أن المصابين باضطراب الحواس synesthetes غالبا ما يتميزون بالحساسية والقدرة على الشعور الزائد، كما يكتسبون مهارات اجتماعية مماثلة للمصابين بالتوحد.

قد تتسآل الآن عن ماهية اضطراب الحواس. حسنا عزيزي القارئ، حسب ويكيبيديا هذا الاضطراب الذي يسمى أيضا بالحس المواكب (أو السينيستيزيا) هو حالة عصبية تتمثل بالمزج بين الحواس المختلفة، بحيث يمكن للمصاب أن يربط الألوان بالحروف والأرقام، أو الرائحة والمذاق بالموسيقى، والملمس بالبصر.

يذكر أن حوالي 2 إلى 4 في المائة من الأشخاص يعانون من هذه الحالة التي تسمى السينيستيزيا؛ أي أنهم يخلطون حواسهم كما سلف ذكره، حيث يمكن للمصاب أن يرى لونا وهو ينظر إلى حرف أو يختبر مذاقا اثناء الاستماع الى الموسيقى.

يعتبر هذا الاضطراب أكثر انتشاراً لدى المصابين بالتوحد حيث 20% منهم لديهم أيضاً اضطراب الحواس، وهو رقم أعلى بكثير من المتوسط.

وفي الدراسة، وجد الفريق أن الاختبارات البصرية أظهرت أن المصابين باضطراب الحواس يهتمون أكثر بالتفاصيل تماما كالمصابين بالتوحد.

ارتكب المصابون باضطراب الحواس أقل عدد من الأخطاء في هذا الاختبار، تماماً مثل المصابين بالتوحد، ولكن فقط عندما أصبح الاختبار صعباً جداً.

كما سجلت دراسات سابقة في إنجلترا درجات أعلى في استبيانات حول اضطراب الحواس في الأفراد المصابين بالتوحد في الأسئلة المتعلقة بالحواس خاصة.

وكانت هذه الدراسة الأولى التي ترجح احتمالية وجود صلة بين اضطراب الحواس والتوحد على المستوى الحسي.

ووجد الفريق أيضاً أن الأفراد المصابين بالتوحد وأولئك الذين يعانون من اضطراب الحواس يتمتعون بمهارات اجتماعية مماثلة، كما سجل الأفراد الذين يعانون من اضطراب الحواس درجات عالية من المتوسط في المهارات الإجتماعية خلال استبيان خاص بالتوحد.

يقول الفريق أن القواسم المشتركة بين اضطراب الحواس والتوحد يمكن أن تساعدنا على فهم التوحد بشكل أفضل.

وقد يساعد أيضا هذا الاضطراب العلماء على تحديد أنواع الأشخاص المصابين بالتوحد في ما يتعلق بالحساسية والحساسية المفرطة.

تم تأليف هذه الدراسة من طرف عالمة الأعصاب تيسا فان ليوين Tessa van Leeuwen، ونشرت في مجلة Philosophical Transactions of the Royal Society B.

 

المصدر: Knowridge

 

من فضلك قم بتقييم المقال في الأسفل 🙂

Exit mobile version