نوبل للكيمياء لعام 2022، من فازوا ولم؟

منذ ولادة الكيمياء الحديثة في القرن الثامن عشر، استخدم العديد من الكيميائيين الطبيعة كنموذج يحتذى به. إذ أن الحياة نفسها هي الدليل النهائي على قدرة الطبيعة الفائقة على خلق تعقيد كيميائي. حفزت الهياكل الجزيئية الرائعة الموجودة في النباتات والكائنات الحية الدقيقة والحيوانات الباحثين على محاولة بناء نفس الجزيئات بشكل مصطنع. غالبًا ما كان تقليد الجزيئات الطبيعية أيضًا جزءًا مهمًا في تطوير المستحضرات الصيدلانية، لأن العديد منها مستوحى من المواد الطبيعية. في هذا المقال سنتحدث عن جائزة نوبل للكيمياء لعام 2022 وأهم إنجازات الباحثين وابتكاراتهم.

جائزة نوبل للكيمياء لعام 2022

حصل «باري شاربلس» و«مورتن ميلدال» على جائزة نوبل للكيمياء 2022 لأنهما وضعا أسس كيمياء النقر. يتشاركون الجائزة مع «كارولين بيرتوزي»، التي نقلت كيمياء النقر إلى بُعد جديد وبدأت في استخدامها لرسم خريطة للخلايا.

باري شاربلس وكيمياء النقر

كان أحد العوائق أمام الكيميائيين، وفقًا لباري شاربلس، هو الروابط بين ذرات الكربون التي تعتبر حيوية جدًا لكيمياء الحياة. من حيث المبدأ، تحتوي جميع الجزيئات الحيوية على إطار من ذرات الكربون المرتبطة، لقد طورت الحياة طرقًا لإنشاء هذه الأساليب، ولكن ثبت أنها صعبة للغاية بالنسبة للكيميائيين. والسبب هو أن ذرات الكربون هي جزيئات مختلفة، غالبًا ما تفتقر إلى دافع كيميائي لتكوين روابط مع بعضها البعض لذلك يجب تنشيطها صناعياً. وينتج عن هذا التنشيط العديد من ردود الفعل غير المرغوب فيها وخسارة فادحة للمواد. لذلك بدلاً من محاولة دفع ذرات الكربون إلى التفاعل مع بعضها البعض، شجع باري شاربلس زملاءه على البدء بجزيئات أصغر تحتوي بالفعل على إطار كربوني كامل. ومن ثم ربط هذه الجزيئات البسيطة معًا باستخدام جسور من ذرات النيتروجين أو ذرات الأكسجين، وبالتالي يسهل التحكم فيها. كما يتم تجنب العديد من التفاعلات الجانبية، مع فقدان أقل للمواد. وصف شاربلس هذه الطريقة، قائلاً إنه حتى إذا لم تتمكن الكيمياء النقرية من توفير نسخ دقيقة من الجزيئات الطبيعية، فسيكون من الممكن العثور على جزيئات تؤدي نفس الوظائف. أي أنها قد تولد أدوية مناسبة للغرض مثل تلك الموجودة في الطبيعة، والتي يمكن إنتاجها على نطاق صناعي.

الكيمياء النقرية Click chemistry

فلسفة كيميائية أدخلها باري شاربلس عام 2001 وحصل بسببها على جائزة نوبل لأول مرة، توصف بأنها كيمياء مصممة لتخليق المواد بسرعة وبشكل موثوق من خلال ضم وحدات صغيرة معًا. وهي ليست تفاعلاً محدداً بل هي مبدأ يحاكي الطبيعة.

مادة غير متوقعة في وعاء تفاعل ميلدال

في السنوات الأولى من هذا القرن، كان مورتن ميدال يطور طرقًا للعثور على مواد صيدلانية معينة. أثناء أبحاثه، أجرى هو وزملاؤه تفاعل ألكين مع أسيل هاليد. عادة ما يسير التفاعل بسلاسة، وخاصة عند إضافة بعض أيونات النحاس وربما رشة من البلاديوم كمحفزات. لكن عندما حلل ميلدال ما نتج في وعاء التفاعل وجد شيئًا غير متوقعا. اتضح أن الألكين قد تفاعل مع النهاية الخاطئة لجزيء هاليد الأسيل. في الطرف المقابل كانت هناك مجموعة كيميائية تسمى أزيد (موضحة بالصورة أدناه) جنبا إلى جنب مع الألكين، أنشأ الأزيد هيكلًا على شكل حلقة، وهو تريازول.

كان هذا الناتج مميز جدًا، إذ يدخل التريازول في تركيب بعض الأدوية والأصباغ والمواد الكيميائية الزراعية. حاول الباحثون سابقا تكوينه من الألكينات والأزيدات، لكن هذا أدى إلى منتجات ثانوية غير مرغوب فيها.

تلتصق الجزيئات ببعضها البعض بسرعة وكفاءة

قدم مورتن اكتشافه لأول مرة في ندوة في سان دييغو، في يونيو 2001. في العام التالي، نشر مقالًا في مجلة علمية أظهر أنه يمكن استخدام التفاعل لربط العديد من الجزيئات المختلفة معًا. في نفس العام – بصرف النظر عن مورتن ميلدال – نشر باري شاربلس أيضًا ورقة حول التفاعل المحفز بالنحاس بين الأزيدات والألكينات. إذا أراد الكيميائيون ربط جزيئين مختلفين، يمكن الآن بسهولة إدخال أزيد في جزيء واحد وألكين في الآخر. ثم يقومون بربط الجزيئات مع بعضها بمساعدة بعض أيونات النحاس.

يمكن استخدام تفاعلات النقر لإنشاء مواد جديدة

تسهل تفاعلات النقرات إنتاج مواد جديدة مناسبة للغرض. إذا أضافت الشركة المصنعة أزيدًا قابلاً للنقر إلى البلاستيك أو الألياف، فإن تغيير المادة في مرحلة لاحقة يكون أمرًا سهلاً؛ وكذلك للمواد التي توصل الكهرباء، أو تلتقط ضوء الشمس، أو المضادة للجراثيم، أو التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية أو لها خصائص أخرى مرغوبة. في الأبحاث الصيدلانية، تُستخدم الكيمياء النقرية لإنتاج وتحسين المواد التي يمكن أن تصبح أدوية. هناك العديد من الأمثلة لما يمكن أن تحققه الكيمياء النقرية. ومع ذلك، فإن الشيء الذي لم يتنبأ به شاربلس هو أنه سيتم استخدامه في الكائنات الحية.

كارولين بريتوزي والكربوهيدرات المخفية

باستخدام طرق جديدة في علم الأحياء الجزيئي، كان الباحثون حول العالم يرسمون خرائط الجينات والبروتينات في محاولاتهم لفهم كيفية عمل الخلايا. لم تحظ مجموعة واحدة من الجزيئات بأي اهتمام تقريبًا: الجليكانات. وهي الكربوهيدرات المعقدة التي يتم بناؤها من أنواع مختلفة من السكر وغالبًا ما توجد على سطح البروتينات والخلايا، وهي تلعب دورًا مهمًا في العديد من العمليات البيولوجية. لكن المشكلة تكمن في أن الأدوات الجديدة للبيولوجيا الجزيئية لا يمكن استخدامها لدراستها. لذلك واجه كل من حاول فهم كيفية عمل الجليكان تحديًا هائلاً.

بدأت  «كارولين بيرتوزي» في رسم خرائط للجليكان الذي يجذب الخلايا المناعية إلى العقد الليمفاوية. استغرق الأمر أربع سنوات للتعرف على كيفية عمل الجليكان. في إحدى الندوات استمعت الباحثة إلى عالم ألماني شرح كيف نجح في جعل الخلايا تنتج نوعًا غير طبيعي من حمض السياليك، وهو أحد السكريات التي تكوّن الجليكان. من هنا تساءلت عما إذا كان بإمكانها استخدام طريقة مماثلة لجعل الخلايا تنتج حمض السياليك بنوع من المقبض الكيميائي chemical handle. إذا تمكنت الباحثة الخلايا من دمج حمض السياليك المعدل في جليكانات مختلفة، فستكون قادرة على استخدام المقبض الكيميائي لرسم خرائط لها. على سبيل المثال، يمكنها إرفاق جزيء فلوري بالمقبض، وسيكشف الضوء المنبعث بعد ذلك عن مكان إخفاء الجليكان في الخلية.

كشفت الجليكانات المخفية عن نفسها

بعد ذلك بدأت في البحث عن مقابض كيميائية وتفاعل كيميائي يمكنها استخدامه. لم تكن هذه مهمة سهلة، لأن المقبض يجب ألا يتفاعل مع أي مادة أخرى في الخلية، وألا يكون حساسا لأي شيء باستثناء الجزيئات التي كانت ستربطها بالمقبض. وضعت مصطلحًا لهذا: التفاعل بين المقبض وجزيء الفلورسنت يجب أن يكون متعامدًا بيولوجيًا.

نجحت كارولين بيرتوزي في عام 1997 في إثبات نجاح فكرتها. حدث الاختراق التالي في عام 2000، عندما وجدت المقبض الكيميائي الأمثل: أزيد. قامت بتعديل رد فعل معروف -تفاعل ستودينجر- بطريقة بارعة، واستخدمته لربط جزيء الفلورسنت بالأزيد الذي أدخلته إلى جليكانات الخلايا. نظرًا لأن أزيد لا يؤثر على الخلايا يمكن إدخاله حتى في الكائنات الحية. يمكن استخدام تفاعل Staudinger المعدل لرسم خريطة للخلايا بعدة طرق، لكن Bertozzi لم تكن راضية. لقد أدركت أن المقبض الكيميائي الذي استخدمته -الأزيد- لديه الكثير ليقدمه.

تفاعل النقر الخالي من النحاس

في هذا الوقت، انتشر الحديث بين الكيميائيين حول كيمياء النقرات الجديدة لمورتن ميلدال وباري شاربلس، لذلك كانت كارولين بيرتوزي تدرك جيدًا أن مقبضها -الأزيد- يمكن أن ينقر بسرعة على ألكين طالما أن هناك أيونات نحاسية متاحة. المشكلة هي أن النحاس سام للكائنات الحية. لذلك بدأت مرة أخرى في البحث والدراسة، ووجدت أن الأزيدات والألكينات يمكن أن تتفاعل بطريقة شبه قابلة للانفجار -بدون مساعدة من النحاس- إذا تم إجبار الألكين على شكل حلقة. نجحت التجربة عندما اختبرتها في الخلايا. في عام 2004، نشرت تفاعل النقر الخالي من النحاس المسمى بـ cycloaddition alkyne-azide، ثم أوضحت أنه يمكن استخدامه لتتبع الجليكانات.

الاستخدامات الطبية لاكتشافات العلماء

استخدمت هي والعديد من الباحثين الآخرين هذه النتائج لاستكشاف كيفية تفاعل الجزيئات الحيوية في الخلايا ودراسة عمليات المرض. إحدى المجالات التي تم التركيز عليها هي الجليكانات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية. قادت الدراسة إلى فكرة أن بعض الجليكانات يبدو أنها تحمي الأورام من جهاز المناعة في الجسم، لأنها تثبط عمل الخلايا المناعية. لمنع هذه الآلية الوقائية، ابتكرت بيرتوزي وزملاؤها نوعًا جديدًا من الأدوية البيولوجية. تم إضافة جسم مضاد خاص بالجليكان إلى إنزيمات تعمل على تكسير الجليكانات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية. يتم الآن اختبار هذا الدواء في التجارب السريرية على الأشخاص المصابين بالسرطان المتقدم.


بدأ العديد من الباحثين أيضًا في تطوير أجسام مضادة قابلة للنقر تستهدف مجموعة من الأورام. بمجرد أن تلتصق الأجسام المضادة بالورم، يتم حقن جزيء آخر ينقر على الجسم المضاد. على سبيل المثال، يمكن أن يكون هذا نظيرًا مشعًا يمكن استخدامه لتتبع الأورام باستخدام ماسح التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو يمكنه توجيه جرعة قاتلة من الإشعاع على الخلايا السرطانية.

أخيرًا

لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه العلاجات الجديدة ستنجح لكن هناك أمرًا واحدًا واضحًا: لقد تطرق البحث للتو إلى الإمكانات الهائلة لنقرات الكيمياء والكيمياء الحيوية المتعامدة.

يمكنك أيضًا قراءة نوبل الكيمياء 2021 ومعرفة القصة كاملة!

المصادر

ارتجاع المريء ، ما هو وكيف تتم معالجته؟

من المهم ملاحظة أن هناك فرقًا حقيقيًا بين حرقة المعدة العرضية (التي قد لا تحتاج إلى تدخل طبي)، ومرض الارتجاع المعدي المريئي. إذ يعاني معظم الأشخاص من حرقة المعدة من وقت لآخر، وبشكل عام، لا تستدعي الحموضة العرضية القلق. ولكن إذا كنت تعاني من حرقة المعدة أكثر من مرتين على مدار عدة أسابيع. وخاصة إذا كنت تعاني أيضًا من سعال مزمن وألم في الصدر، فربما تكون مصابًا بمرض ارتجاع المريء. فما هو وما هي أهم أسبابه وكيف تتم التعامل معه؟

وفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK)، يؤثر ارتجاع المريء على حوالي 20% من الأشخاص في الولايات المتحدة. وقد يسبب -في بعض الحالات- مضاعفات خطيرة إذا تُرك دون علاج.

كيف يحدث الارتجاع المعدي المريئي ؟

يحدث الارتجاع الحمضي عندما تعود محتويات معدتك إلى المريء. ويسمى هذا الارتداد قلس معدي أو الارتجاع المعدي المريئي. فإذا كنت تعاني من أعراض ارتجاع المريء أكثر من مرتين في الأسبوع، فقد تكون مصابًا بحالة تعرف باسم مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) أو ارتجاع المريء.

أسباب ارتجاع المريء

على الرغم من عدم وجود سبب واحد للارتجاع المعدي المريئي، إلا أن هناك آلية في جسمك – عندما لا تعمل بشكل صحيح – يمكن أن تزيد من احتمالية حدوثه. العضلة العاصرة السفلية للمريء lower esophageal sphincter، اختصارًا LES، تفتح وتغلق بواسطة صمام. في الوضع الطبيعي وأثناء تناول الطعام يفتح الصمام عند البلع، ثم تشد وتغلق مرة أخرى بعد ذلك. بينما في حالة ارتداد الحمض لا يتم شد أو إغلاق العضلة العاصرة المريئية السفلى بشكل صحيح. مما يسمح للعصارات الهضمية والمحتويات الأخرى من معدتك بالخروج إلى المريء.


تشمل الأسباب المحتملة الأخرى ما يلي:

  • فتق الحجاب الحاجز Hiatal hernia: يحدث الفتق عندما يتحرك جزء من المعدة فوق الحجاب الحاجز باتجاه منطقة الصدر. يمكن أن يزيد احتمال عدم قيام LES بعمله بشكل صحيح، إذا تم اختراق الحجاب الحاجز.
  • الحمل: قد تؤدي التغيرات الهرمونية أثناء الحمل إلى استرخاء عضلات المريء. بالإضافة إلى أن نمو الجنين يسبب الضغط على المعدة، وبالتالي خروج الحمض إلى المريء.
  • تناول وجبات كبيرة بكثرة: يمكن للوجبات الكبيرة أن تسبب انتفاخ الجزء العلوي من المعدة. ويؤدي الانتفاخ أحيانًا إلى غياب ضغط كافٍ على العضلة العاصرة المريئية السفلى، فلا تغلق بشكل صحيح.
  • الاستلقاء بعد الوجبات الكبيرة بوقت قصير: إذ يمكن أن يخلق هذا الاستلقاء ضغطًا أقل مما تحتاجه LES للعمل بشكل صحيح.

أعراض ارتجاع المريء

العرض الرئيسي هو حرقة المعدة المستمرة والقلس الحمضي. ويعاني بعض الأشخاص من ارتجاع المريء دون الشعور بحرقة في المعدة. وبدلاً من ذلك، يعانون من ألم في الصدر، وبحة في الصوت في الصباح أو صعوبة في البلع. قد تشعر أن لديك طعامًا عالقًا في حلقك، أو كأنك تختنق أو أن حلقك ضيق. ويمكن أن يسبب أيضًا السعال الجاف ورائحة الفم الكريهة.

تشخيص ارتجاع المريء

  • يستخدم مسبار الأس الهيدروجيني المتنقل لمدة 24 ساعة Ambulatory 24-hour pH probe في تشخيص الارتجاع. حيث يتم إدخال أنبوب صغير عبر الأنف إلى المريء. ويقيس مستشعر الأس الهيدروجيني الموجود في طرف الأنبوب مقدار تعرض المريء للحمض. ثم يرسل البيانات إلى جهاز كمبيوتر محمول. ويبقى الأنبوب لمدة 24 ساعة تقريبًا. وتعتبر هذه الطريقة بشكل عام المعيار الرئيسي لتشخيص ارتجاع المريء.
  • مخطط المريء Esophogram بعد شرب محلول الباريوم. حيث يستخدم التصوير بالأشعة السينية لفحص الجهاز الهضمي العلوي.
  • المنظار العلوي Upper endoscopy: يتم إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا صغيرة إلى المريء لفحصه وجمع عينة من الأنسجة (خزعة biopsy) إذا لزم الأمر.
  • قياس ضغط المريء Esophageal manometry: حيث يمرر أنبوب مرن عبر الأنف إلى المريء لقياس قوة عضلات المريء.
  • مراقبة درجة الحموضة في المريء. حيث يدخل جهاز في المريء لمعرفة كيفية تنظيم الحمض في جسمك على مدار عدة أيام.

كيفية التعامل مع الأعراض وأهم الأدوية المستخدمة في ارتجاع المريء

يمكن أحيانًا التعايش مع المشكلات الصحية المزمنة عن طريق تغيير نمط الحياة. ولكنها قد تحتاج عادةً إلى نوع من التدخل الطبي. ويشمل ذلك التدخل الأدوية، وكاختيار نهائي قد يحدث تدخل جراحي.

4 تغييرات في نمط الحياة يمكنها حل مشكلة ارتجاع المريء

  1. لا تستلقي بعد تناول الطعام.
  2. تجنب الوجبات الكبيرة والثقيلة في المساء.
  3. حافظ على وزن معتدل. حاول أن تقلع عن التدخين.
  4. ارفع رأسك أثناء النوم.

بعض العلاجات المنزلية

  • استخدم العلكة: الفكرة هنا تكمن في أن اللعاب قلوي قليلاً، لذلك يعمل تحفيزه عن طريق مضغ العلكة كمساعد في تعديل الحموضة في الفم والحلق. بينما وجدت دراسة صغيرة جدًا من عام 2005 بعض المزايا لهذا النهج، فإن حجم الدراسة يجعل من الصعب استخلاص أي استنتاجات حقيقية.
  • اشرب الحليب: نظرًا لقلويته الطبيعية، يعد الحليب علاجًا منزليًا آخر يروج له غالبًا كطريقة لتخفيف أعراض حرقة المعدة. ولكن انتبه! فلسوء الحظ، رغم كون الحليب مهدئًا في البداية، إلا أن الدهون والبروتينات التي يحتويها يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تفاقم أعراض حرقة المعدة بمجرد هضم الحليب. لكن قد يكون من السهل على بعض الناس تحمل الحليب قليل الدسم.
  • اشرب محلول مائي وصودا الخبز: نظرًا لأن صودا الخبز قلوية، فلها القدرة على تعديل الحموضة. وهي آمنة في الغالب عند تناولها بجرعات صغيرة. لكن صودا الخبز غنية بالصوديوم، ومن الممكن أيضًا أن تجعلك تعاني من آثار جانبية في حالة المبالغة في استهلاكها.

أدوية بدون وصفة طبية لعلاج ارتجاع المريء

قد يقترح طبيبك تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) مثل:

  • مضادات الحموضة: وعادة ما تستخدم مضادات الحموضة في الأعراض العرضية والخفيفة لارتجاع الحمض والارتجاع المعدي المريئي. ولكن إذا وجدت أنك تتناول مضادات الحموضة كل يوم تقريبًا، فقد تحتاج إلى دواء أقوى.
  • حاصرات مستقبلات H2: تعمل حاصرات H2 على تقليل كمية الحمض التي تصنعها معدتك.
  • من المهم أن نلاحظ أن نوعًا واحدًا من حاصرات H2 – رانيتيدين (المعروف أيضًا باسم Zantac) – تم سحبه مؤخرًا لاحتوائه على المكون N-Nitrosodimethylamine (NDMA) ، وهو مادة مسرطنة معروفة.
  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs): تقلل أيضًا من كمية الحمض التي تصنعها معدتك. نظرًا لأنها تميل إلى العمل بشكل أفضل من حاصرات H2 ، فهي أكثر فائدة عندما يتعلق الأمر بعلاج بطانة المريء – والتي يمكن أن تتضرر عند التعرض لارتجاع المريء لفترة طويلة من الوقت.

جراحة لعلاج ارتجاع المريء

في معظم الحالات، تكون التغييرات في نمط الحياة والأدوية كافية للوقاية من أعراض الارتجاع المعدي المريئي وتخفيفها. لكن في بعض الأحيان، تكون الجراحة ضرورية. على سبيل المثال، إذا لم تنجح التغييرات في نمط الحياة والأدوية في القضاء على الأعراض، تصبح الجراحة ضرورية. أو في حال الإصابة بمضاعفات ارتجاع المريء.

وهناك أنواع متعددة من الجراحات المتاحة لعلاج ارتجاع المريء. يشمل ذلك تثنية القاع fundoplication حيث يتم خلالها خياطة الجزء العلوي من المعدة حول المريء. وجراحة علاج البدانة؛ والتي عادةً ما يوصى بها عندما يستنتج الطبيب أن ارتجاع المريء قد يتفاقم بسبب زيادة الوزن الزائد.

قدمنا لكم في هذا المقال الكثير من الخطوات لمحاصرة ارتجاع المريء يمكنك تطبيقها في حياتك لتنعم بحياة هانئة ونوم سعيد وصحة جيدة.

المصادر:

اقرأ المزيد حول: الوذمة وأهم أسبابها

كيف يتم العلاج بالأشعة؟

من أجل إزالة الأورام الخبيثة ، يخضع مرضى السرطان إما للجراحة أو للعلاج الكيماوي أو للعلاج بالأشعة. وغالبا ما تجتمع طريقتان معا أو الطرق الثلاث كلها في علاج أحد المرضى، كأن تُتبَع الجراحة بعلاج إشعاعي من أجل إزالة الأورام الميكروسكوبية. وينقسم العلاج بالأشعة إلى قسمين علاج خارجي وآخر موضعي. يتلقى المريض في الأول حزمًا من الإشعاعات تنبثق من مصدر خارج الجسم. بينما يتم إدخال مادة مشعة داخل جسم المريض في العلاج الموضعي. في هذا المقال، سنركز على العلاج الخارجي وعلى المراحل المُتَّبَعة في هذا العلاج.

كيفية العلاج بالأشعة

يتعرض المريض خلال علاجه بالأشعة إلى حزم من الإشعاعات التي تختلف في نوعها بين فوتونات وإلكترونات وبروتونات ونيوترونات وأيونات خفيفة. لكن، تبقى الفوتونات والإلكترونات الأكثر استخدامًا نظرُا لسهولة إنتاجها مقارنة ببقية الأنواع.  وتتم عملية العلاج عبر عدة مراحل تبدأ بقرار المعالجة وتنتهي بتلقي المريض للعلاج. ويعتبر وضع الخطة العلاجية أهم مرحلة في عملية العلاج، حيث يأخذ أطول مدة في عملية الإنجاز (10 أيام في المتوسط).

قرار المعالجة

تتم عملية العلاج عبر عدة جلسات يتعرض خلالها المريض إلى حزم إشعاعية من أجل أن يتلقى الجرعة الكافية لحصول العلاج. ويعد تقسيم الجرعة الكلية على جلسات أمرًا محوريًا لضمان تعافي الأنسجة السليمة المحيطة بالورم بعد كل جلسة. ويحدد طبيب متخصص في العلاج بالأشعة الجرعة الكلية اللازمة للعلاج، بالإضافة إلى عدد الجلسات ونوع التقنية التي ستستعمل في العلاج[1]. 

تثبيت المريض

يثبت المريض في وضع مريح وقابل للتكرار من أجل اعتماد هذا الوضع في جلسات العلاج. وفي بعض الحالات، يستعين الطبيب ببعض وسائل التثبيت كقناع الرأس (الشكل 1).

الشكل 1: تثبيت المريض بواسطة قناع الرأس

 بعد الحصول على الوضعية المناسبة، يقوم أحد التقنيين بوشم المريض في عدة نقاط من أجل الاعتماد عليها في تكرار الوضعية العلاجية للمريض في مرحلة العلاج. ثم يأتي بعدها دور التصوير المقطعي، حيث تُأخذ صور للمريض بتقنية «التصوير المقطعي المحوسب-Computed Tomography» من أجل استعمالها خلال مرحلة وضع الخطة العلاجية. وتُعتمد هذه الصور من أجل ترسيم مكان الورم بالإضافة إلى الأنسجة السليمة المتوقع تضررها المحيطة بالورم. لذلك، فإن التقني المكلف يضع علامات معدنية أو أسلاك على المريض تظهر على شكل نقاط في الصور المقطعية حتى تساعد على تحديد مكان الورم وحدوده (الشكل 2) [2].

الشكل 2: ظهور العلامات المعدنية في الصور المقطعية

وضع الخطة العلاجية

توضع الخطة العلاجية باستخدام «نظام تخطيط المعالجة (TPS)-Treatment Planning System» من أجل تحديد الخطة الأنسب لعلاج الورم مع الأخذ بعين الاعتبار للأنسجة السليمة التي تحيطه. فبعد الحصول على الصور المقطعية للمريض، تُرسل الأخيرة إلى نظام تخطيط المعالجة. ثم يُرَسِّم الطبيب المعالج حدود الورم وحدود الأنسجة المحيطة به في كل مقطع تشريحي (الشكل 3). وتتلخص الحجوم التي يُحددها الطبيب المعالج كالتالي:

  • «الحجم الإجمالي للورم (GTV)-Gross Tumor Volume»، ويشمل الورم المرئي بالإضافة إلى امتداداته المجهرية. «الحجم السريري للورم (CTV)-Clinical Tumor Volume»، ويشمل GTV بالإضافة إلى بعض الامتداد التي لا يمكن كشفها حتى بالمجهر.
  • «الحجم المستهدف (PTV)-Planning Target Volume»، ويضم CTV مع هامش محيطي لتعويض عدم الدقة الهندسية، والتي قد تنشأ بسبب حركة المريض (خلال عملية التنفس) أو بسبب تغير في CTV (اختلاف في درجة امتلاء المثانة) أو غيرها.
  • «الأعضاء المعرضة للخطر (OAR)-Organs At Risk» أو ما يسمى بالبنيات الحرجة، وهي الأنسجة المحيطة بالورم والتي تعتبر حساسة للإشعاع مثل النخاع الشوكي.
الشكل 3: ترسيم حدود الحجوم على الصور المقطعية

بعد عملية ترسيم الحدود، يحدد فيزيائي متخصص بالفيزياء الطبية الحزم الإشعاعية المستعملة (عددها وشكلها وطاقتها…) ويتأكد من أنها تنطبق على شكل الورم (الشكل 4). ثم يقوم بحساب توزع الجرعة التي على مختلف الحجوم بواسطة  خوارزميات خاصة مرفقة مع نظام تخطيط المعالجة (TPS) [1][2].

الشكل 4: حساب توزيع الجرعة بواسطة نظام تخطيط المعالجة (TPS)

تقييم الخطة العلاجية

تقيم الخطة العلاجية من خلال التأكد أن الورم قد تلقى الجرعة الموصوفة دون أن تتجاوز جرعة الأعضاء المعرضة للخطر الحد المسموح به. ويتم هذا من خلال «منحينات توزيع الجرعة (الجرعة-حجم)-Dose Volume Histograms» التي تبين الجرعة التي تلقاها كل جزء من حجم  الورم أو أحد الأعضاء المعرضة للخطر (الشكل 5).

الشكل 5: تقييم الخطة العلاجية من خلال منحنى توزيع الجرعة

تنفيذ العلاج

يجري تنفيذ العلاج بواسطة مسرع خطي طبي يقوم بإنتاج الفوتونات أو الإلكترونات بطاقات متفاوتة. بعد إدخال نوع الإشعاع و شكل الحزم وغير ذلك من المدخلات التي تم تحديدها في الخطة العلاجية، يتأكد الطبيب والفيزيائي وأحد التقنيين من وضع المريض في الوضعية العلاجية بدقة لتبدأ عملية العلاج [1].

المصادر

[1] قييم قياس الجرعة في المعالجة الإشعاعية لكامل الثدي باستخدام تقنيتي حقل ضمن حقل FIF والوتد الصمب HWلسرطان الثدي المبكر

[2] الموسوعة العربية | المعالجة الإشعاعية للأورام 

أنظمة إيصال الدواء النانوية قادرة على تحقيق ثورة طبية!

أصبح علم النانو نعمة للبشرية من خلال ما يقدمه من مزايا وخاصة في مجال الطب. حيث أدى التقدم الكبير في هذا المجال لتحفيز التفكير لابتكار آلية فعالة لمحاربة الأمراض والاضطرابات الصحية المزمنة. وقد استُخدم طب النانو لتطوير أنظمة إيصال للدواء تستخدم مع مجموعات كبيرة من الأمراض. فما هي أنظمة إيصال الدواء النانوية؟ وما الهدف منها؟ وما هي تطبيقاتها؟

ما هي أنظمة إيصال الدواء النانوية؟

تعد أنظمة إيصال الدواء النانوية علمًا جديدًا وسريع التطور لعلاج الأمراض المختلفة. حيث تستخدم مواد نانوية صغيرة لإيصال الأدوية وعلاج الأمراض في المناطق المستهدفة بطريقة مدروسة وخاضعة للرقابة. ويتم في هذه الأنظمة دمج الأدوية في هيكل الجسيم النانوي أو يربط الدواء مع سطح الجسيم النانوي.

تعمل الجسيمات النانوية المستخدمة كوسيلة لتوصيل للأدوية عمومًا أقل من 100 نانومتر. وتتكون من مواد مختلفة قابلة للتحلل الحيوي مثل البوليمرات الطبيعية أو الاصطناعية أو الدهون أو المعادن. وأكثر الجسيمات النانوية أهمية هي الجسيمات الشحمية، واتحادات البوليمر، والجسيمات النانوية المعدنية (على سبيل المثال ، AuNPs)، وغيرها. ويتم امتصاص الجزيئات النانوية بواسطة الخلايا بشكل أكثر كفاءة من الجزيئات الدقيقة الأكبر، وبالتالي يمكن استخدامها كنظم نقل وإيصال فعّالة.

ما هي الحاجة إلى تقنيات إيصال الدواء النانوية؟

يؤدي رش الحديقة بالمبيدات الكيماوية لموت الأعشاب الضارة، ولكن تُُقتل معها الزهور الجميلة. هذا نفس ما تفعله جرعات الكيماوي المستخدمة في علاج السرطانات، فعند إطلاقها بشكل حر في الجسم تقوم بقتل الخلايا السرطانية الضارة والخلايا السليمة. كما أن إطلاقها بشكل حر هكذا في الجسم يؤدي لتحلل الجرعة في الجسم، فتصل مخففة وضعيفة للكتلة السرطانية. يؤدي ذلك إلى الحاجة لجرعات أكبر، وكذلك تواتر أكثر من الجرعات مما يؤدي لمزيد من الضرر.

من هذا المثال نستنتج الحاجة الماسة لإنشاء جسيمات نانوية محملة بعلاجات محددة ولها أهداف دقيقة معروفة. مما يحسّن من خصائص العلاجات الدوائية ويزيد من ثباتها ضمن الجسم وتوزعها البيولوجي وقابليتها للذوبان. والأهم من ذلك هو إطلاق جرعات أعلى من الدواء في الموقع المستهدف. وتتمثل الفائدة الأساسية من هذه الأنظمة في تقليل الآثار الضارة للأدوية التقليدية. كما تقلل من كمية الجرعة المستخدمة، وتحسّن من امتصاص الخلايا المستهدفة للدواء المرسل. وتتيح إمكانية عبور الحواجز البيولوجية وتقليل سمية الدواء الحر للخلايا غير المستهدفة. وسيؤدي كل ذلك لزيادة فعالية ونجاح العلاج المقدم. كما ستزيد المدة بين الجرعات، مما يؤدي لفعالية علاجية كبيرة (على سبيل المثال استهدافالخلايا السرطانية).

طرق إيصال الدواء باستخدام الجسيمات النانوية

عن طريق الفم

يعتبر الطريق الفموي أشهر الطرق استخدامًا، وأكثرها ملاءمة وأمان وسلامة. نظرًا لسهولة استخدامها وقبول المريض لها. كما أن طرق تصنيعها غير مكلفة وأرخص في الإنتاج. وتستحب الطريقة الفموية بسبب طبيعتها غير الغازية، حيث يقدم المسار الفموي ميزة تجنب الألم وعدم الراحة المرتبطة بالحقن والتلوث.

فمثلا، يجب أن تقاوم الأدوية النشطة بيولوجيًا مثل الببتيدات والبروتينات بيئات المعدة والأمعاء. لذلك لا تتوافر الببتيدات والبروتينات دوائيًا بشكل فموي. يرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض نفاذية الغشاء المخاطي لها، وعدم الاستقرار في بيئة الجهاز الهضمي. مما يؤدي إلى تدهور المركب قبل امتصاصه. ركزت العديد من الدراسات ولسنوات عديدة على تحسين توصيل الببتيدات العلاجية والبروتينات عن طريق الفم. وهكذا تم تطوير استراتيجيات مختلفة لتعزيز إعطاء الدواء واللقاحات عن طريق الفم. لذلك يؤدي ارتباطهم بحاملات غروية مثل الجسيمات النانوية البوليمرية كأحد الأساليب العديدة المقترحة إلى تحسين التوافر البيولوجي عن طريق الفم.

الأنسولين هو الدواء الأكثر فعالية في خفض مستوى الجلوكوز في الدم لعلاج داء السكري. ومن المعروف بالطبع أن حقن الإنسولين واحدة من أشهر العقاقير للتعامل مع السكري. وقد وجدت الدراسات أن للإدخال المبكر للأنسولين قدرة على حماية الجزر الفارزة للإنسولين من موت الخلايا المبرمج، وبالتالي زيادة تجديد خلايا β في مرض السكري من النوع 2. وقد بقيت حقن الأنسولين تحت الجلد هي الطريقة السائدة لتعاطي مرضى السكري للإنسولين، ولكنها غالبًا ما تؤدي إلى ضعف استجابة المريض. ويبدو أن إعطاء الأنسولين عن طريق الفم سيكون الطريقة الأكثر ملاءمة ويمكن أن يحاكي الإنتاج الداخلي للأنسولين. ومع ذلك فإن تركيبة الأنسولين الموثوقة للإعطاء عن طريق الفم تواجه بعض العوائق في الجهاز الهضمي مثل التحلل الأنزيمي في الجهاز الهضمي وضعف نفاذية الأنسولين من خلال نظام الجهاز الهضمي. ولكن يمكن عن طريق النظم النانوية التغلب على تلك المشاكل.

عن طريق الحقن

ظهرت حقن الجسيمات النانوية في بداية التسعينيات كنظام جديد لتوصيل الأدوية الغروية مع مزايا مثل عدم السمية والتوافق الحيوي الممتاز. والتطبيق بالحقن هو مجال واسع، حيث يمكن استخدام الحقن تحت الجلد وداخل الصفاق وداخل المفصل. كما يعتبر الحقن في الوريد أمراً جذاباً للمرضى. وبعد إعطاء حقن الجسيمات النانوية في الجسم الحي، يمكن للدم توزيعها على جميع أعضاء وأنسجة الجسم. كما يمكن للجسيمات النانوية الدهنية الصلبة أن تحمي الدواء المدمج من التحلل الكيميائي في البيئات المختلفة قبل وصولها للهدف بفضل تصميمها المتماسك.

التطبيق الموضعي كالكريمات والمراهم

يسمح التطبيق الموضعي باستخدام دواء قوي نسبيًا مع حد أدنى من مخاطر السمية. حيث يتميز المسار عبر الجلد لتوصيل الدواء بمزايا فريدة من نوعها، حيث يتجاوز الدواء عملية التمثيل الغذائي الأول ويصل إلى الدورة الدموية الجهازية مباشرة. كل هذا يؤدي إلى تعزيز التزام المريض خاصة عند الحاجة إلى علاج طويل الأمد كما هو الحال في علاج الآلام المزمنة وعلاج الإقلاع عن التدخين. ويتضمن التوصيل عبر الجلد تطبيق مركب فعال دوائيًا على سطح الجلد لتحقيق مستويات امتصاص الدم العلاجية لعلاج الأمراض البعيدة عن موقع التطبيق.

ومنذ الموافقة على Transderm-Scop، كأول نظام لتوصيل الأدوية عبر الجلد (TDDS) في عام 1981 ، تفجرت الأبحاث في هذا المجال. وظهرت مجموعة متنوعة من الحالات السريرية المناسبة لتطبيق تلك الطريقة السهلة. حيث يوفر تطبيق اللصقات غير المؤلم وغير الجراحي والصديق للمريض وسيلة مناسبة ومريحة له. كما يسهل إزالة اللصقات في حالة فرط أنسولين الدم مثلا.

ومن أجل تحسين الانتشار الموضعي للعلاجات، كان المسار الموضعي أحد أكثر خيارات التوصيل غير الغازية الواعدة. أدى ذلك إلى تحسين تجاوب المريض. كما أدى إلى تحسين الديناميكية الدوائية للمركبات القابلة للتحلل وتقليل الآثار الجانبية التي تحدث بشكل متكرر. ومع ذلك لا تزال الطرق الموضعية للدواء تواجه تحديًا في المستحضرات الصيدلانية بسبب الصعوبات في ضبط اختراق الجلد، وتحديد وإعادة إنتاج الكمية الدقيقة من الدواء الذي يصل إلى الطبقات بالعمق المطلوب.

عن طريق الأنف والرئة

يوفر توصيل الدواء من خلال المسار الرئوي العديد من المزايا مثل زيادة التركيز الموضعي للدواء في الرئتين، وتحسين عمل المستقبلات الرئوية. كما تزيد من الامتصاص بسبب مساحة السطح الشاسعة والجرعة المنخفضة والتوصيل الموضعي والجهازي للدواء وتقليل الآثار العكسية الجهازية.

 ومع ذلك، لا يزال توصيل الدواء من خلال المسار الرئوي يواجه تحديات أيضًا، مثل الإزالة المخاطية الهدبية، والبلعمة بواسطة البلاعم السنخية، والتي يمكن أن تسبب تدهور الدواء في موقع الامتصاص. وتذوب الجزيئات الكبيرة في سائل القصبات الهوائية (BALF) وتنتشر عبر الظهارة السنخية، حيث يمكن أن يتسبب وجود البلاعم السنخية هنا في تدهور تركيزات الدواء مما يؤدي إلى انخفاض التوافر البيولوجي. وبالتناوب، تمتص الجزيئات الصغيرة بسرعة من خلال ظهارة الرئة والتي يمكن أن تكون مفيدة للإفراز الفوري، ولكنها قد لا تفيد في الإطلاق المستمر. كلتا الحالتين ستنتهي بزيادة وتيرة الجرعات، مما قد يؤدي إلى صعوبة تعاطي العلاج.

درس العلماء التعاطي عن طريق الأنف بسبب سهولة الوصول إليه وطبيعته غير الغازية. كما يسمح مسار الأنف بالتوصيل الموضعي إلى الجهاز التنفسي العلوي (أي منطقة الأنف والأنسجة الأنفية وسوائل الأنف). ويسمح الأنف أيضًا بالتوصيل الدموي وإيصال الأدوية للجهاز العصبي المركزي بسبب مساحة السطح الكبيرة وطبيعة الأوعية الدموية الكثيفة في تجويف الأنف والوصول المباشر إلى منطقة حاسة الشم. وقد أظهر تعاطي الدواء عن طريق الأنف نجاحًا على مر السنين. مما يسمح بتجنب تأثير المرور الأول، وتقليل الآثار الجانبية الجهازية وتجاوز الحاجز الدموي الدماغي (BBB) ​​وزيادة التوافر البيولوجي.

إن توصيل الأدوية الموصلة عن طريق الأنف له أهمية كبيرة محتملة فيما يتعلق بنقل الأدوية مباشرة إلى الدماغ عبر منطقة الشم. فأثبتت الجسيمات النانوية PLGA فعاليتها في توصيل عامل نمو الأرومة الليفية الأساسي (bFGF) مباشرةً إلى الدماغ والمستخدم لعلاج مرض ألزهايمر. كما يمكن أن يكون خيارًا علاجيًا أفضل حتى بالمقارنة مع تعاطي الدواء الحر و/أو الجسيمات النانوية المحملة بالدواء.

وقد تم تطوير الجسيمات النانوية لإنتاج لقاحات على شكل قطرات أنفية بسيطة. وبالتالي يمكن استخدام لقاحات الأنف في المناطق الفقيرة أو الريفية حيث يوجد نقص في عاملي الرعاية الصحية الضروريين لحقن اللقاحات بطرق آمنة.

نظم الإيصال المزروعة (الغرسات)

تعمل الغرسة في الموقع المستهدف بشكل أساسي على توصيل جرعة الدواء من الخزان الخارجي إلى الموقع المستهدف. وقد تحتوي على وظائف أخرى مثل الاستشعار والتحكم في التدفق. ويحتوي الخزان الخارجي على مضخة أو آلية تمكنه من توصيل الدواء إلى الغرسة في الموقع المستهدف عبر قسطرة متصلة بين الجزئين. وقد ظهر هذا النهج لعلاج داء السكري خلال السنوات القليلة الماضية، حيث يوجد خزان مضخة الأنسولين في المنطقة تحت الجلد للمريض بدلاً من زرعها في الموقع المستهدف. مما يتيح لها الحصول على المزيد من الأدوية المتاحة للعلاج.

تطبيقات إيصال الدواء

في الوقت الحاضر يطبق طب النانو في أنظمة توصيل الأدوية لعلاج العديد من الأمراض بما في ذلك السرطان والاضطرابات التنكسية العصبية والسكري والأمراض المعدية.

لعلاج السرطان

منذ اكتشافه يعتبر العلاج الكيميائي هو العلاج الأكثر فعالية لعلاج جميع أنواع السرطانات. وفي الوقت الحاضر، يتم استخدامه قبل كل شيء في الحالات المتقدمة من المرض. ومع ذلك فإن الانتقائية الضعيفة للعلاج الكيميائي ضد الأنسجة تؤدي إلى تدمير الأنسجة السليمة. وتزداد أهمية هذه الآثار الجانبية عندما يكون من الضروري زيادة جرعات الدواء من أجل توفير تركيز مناسب في منطقة الورم. لهذا السبب تمثل تقنية النانو القائمة على أنظمة التوصيل بديلاً محتملاً لإحداث تأثير كبير في علاج السرطان.

خلال العقدين الماضيين، تمت دراسة أنظمة إيصال الدواء النانوية لعلاج السرطان. وتمت الموافقة على بعضها بالفعل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإعطائها للمرضى. وما زال البعض الآخر قيد الدراسات ما قبل السريرية. وتتمثل المزايا الرئيسية لاستخدام أنظمة توصيل الأدوية الدقيقة النانوية في انتقائيتها العالية ضد الخلايا السرطانية التي تقلل إلى حد كبير الآثار الجانبية السامة لعوامل العلاج الكيميائي (مثل السمية الكلوية، والسمية العصبية، والسمية القلبية، وما إلى ذلك). بالإضافة إلى سماحها بتقليل كمية الدواء الذي يتم تناوله لأن حبسه في حامل النانو يحسن من استقرار الدواء، مما يساهم أيضًا في تقليل التأثيرات السامة في الأنسجة السليمة. وتتنوع أنظمة توصيل الأدوية للتطبيقات المضادة للسرطان بين جسيمات شحمية، وجسيمات نانوية بوليمرية، وجسيمات نانوية غير عضوية/المعدنية أو جسيمات نانوية بكتيرية، وغيرها.

لعلاج ألزهايمر

التحدي الأكثر صعوبة الذي يجب على علاج ألزهايمر مواجهته هو عبور الحاجز الدموي الدماغي (BBB). حيث يمنح ذلك الحاجز الجهاز العصبي المركزي (CNS) حيزًا مناعيًا متميزًا، ويمكن تحقيق ذلك العبور باستخدام الجسيمات النانوية. لكن ما زالت المواد المعالجة لألزهايمر غير مكتشفة بعد بسبب التعقيد الهائل للمرض.

لعلاج السكري

أحد أهداف الطب النانوي المطبق على مرضى السكري هو تقليل تواتر الحقن عن طريق استخدام صيغة الجسيمات النانوية طويلة المفعول للأدوية المضادة لمرض السكر. وقد يصبح إعطاء الأنسولين عن طريق الفم الشكل الأكثر تفضيلاً للأدوية المزمنة. ومع ذلك تقلل الحواجز الفيزيائية والكيميائية الحيوية في الجهاز الهضمي من فعاليته. ومن المتوقع أن يؤدي تطبيق أنظمة إيصال الدواء النانوية إلى تحقيق وصول الأدوية سليمة إلى الموقع المستهدف.

نشهد، مع تطور تقنيات النانو، ثورة في تركيب الأدوية بحق، حيث يعد طب النانو بالحل لمشكلة توصيل الدواء إلى خلايا بعينها، وتسهيل انتقال الأدوية عبر الحواجز المختلفة في الجسم بسهولة. وكما رأينا، تمتلك الجسيمات النانوية إمكانات هائلة كنظام فعال لتوصيل الأدوية في حالات الالتهاب والسرطان. ولكن لا تزال هناك حاجة إلى فهم أكبر للآليات المختلفة للتفاعلات البيولوجية وهندسة الجسيمات.

المراجع

jnanobiotechnology

pdfdrive.com: drug delivery approaches and nanosystems

الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء

تعاني حوالي 30% إلى 40% من النساء من مشاكل جنسية في وقت ما خلال حياتهن. وإذا كانت المشاكل شديدة بما يكفي للتسبب في الضيق، فيمكن اعتبارها خللًا في الوظيفة الجنسية، ويمكن أن يحدث الخلل الجنسي لفرد أو للزوجين. ويمكن اعتبار بعض المشاكل التي تمنع المتعة أثناء دورة الاستجابة الجنسية خللًا؛ وتتضمن هذه الدورة أربع مراحل: الدافع، والإثارة، والنشوة الجنسية، والاسترخاء. ومن أجل تشخيص اضطراب الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء يجب أن تسبب هذه المشاكل ضائقة للمرأة.

أعراض الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء

يمكن وصف هذا الخلل وتشخيصه كما يلي:

  1. انخفاض الرغبة الجنسية: يتضمن هذا الخلل الأكثر شيوعًا بين الإناث قلة الاهتمام، وعدم الرغبة في ممارسة الجنس.
  2. مشاكل في الإثارة الجنسية: قد تكون رغبتك في الجماع سليمة لكنك تواجهين صعوبة في الشعور بالإثارة، أو لا تستطيعين الاستمرار في الإثارة أثناء النشاط الجنسي.
  3. صعوبة مستمرة، أو متكررة في الوصول إلى النشوة الجنسية بعد الإثارة الجنسية الكافية والتحفيز المستمر.
  4. وجود ألم مرتبط بالتحفيز الجنسي، أو الاتصال المهبلي.
  5. خلل جنسي آخر غير محدد لا يقع تحت أي من الفئات المذكورة.

قبل التعرف على الخلل الوظيفي الجنسي، يجب أولًا أن نتعرف على الوظيفة الجنسية الطبيعية عند النساء.

الوظيفة الجنسية الطبيعية عند النساء

تتضمن الوظائف والاستجابات الجنسية مجموعة من الأفكار والعواطف، بالإضافة إلى استجابة الجسم بما في ذلك الجهاز العصبي والدورة الدموية والهرمونات. وتشمل الاستجابة الجنسية ما يلي:

  • الرغبة في الانخراط أو مواصلة النشاط الجنسي. وهناك العديد من الأسباب للرغبة في ممارسة الجنس بما في ذلك الاهتمام بالجنس أو الرغبة فيه، وقد تنجم عن طريق الأفكار، أو الكلمات، أو المشاهد، أو الروائح، أو اللمس. وقد يكون الدافع واضحًا في البداية، أو قد يتراكم بمجرد إثارة المرأة.
  • الإثارة الجنسية والتي تحدث عندما تفكرين في الجنس أو تشعرين به. وللإثارة عنصرًا ماديًا وهو زيادة تدفق الدم إلى منطقة الأعضاء التناسلية. ففي النساء، يؤدي تدفق الدم المتزايد إلى تضخم البظر، وجدران المهبل (وهي عملية تسمى الاحتقان)، وتؤدي إلى الانتصاب عند الرجال. ويؤدي زيادة تدفق الدم أيضًا إلى زيادة الإفرازات المهبلية التي توفر الترطيب أثناء الجماع. وقد يزداد تدفق الدم دون أن تدرك المرأة ذلك ودون أن تشعر بالإثارة.
  • النشوة الجنسية وهي ذروة الإثارة الجنسية. إذ يزداد انقباض العضلات في جميع أنحاء الجسم قبل النشوة مباشرة. وعندما تبدأ النشوة، تنقبض العضلات المحيطة بالمهبل بشكل إيقاعي. وقد يكون لدى النساء عدة هزات عند الجماع.
  • الاسترخاء، وهو الشعور بالراحة والاسترخاء العضلي الواسع، ويتبع عادة النشوة الجنسية. ومع ذلك يمكن أن يحدث ببطء بعد إثارة النشاط الجنسي دون الوصول للنشوة الجنسية. ويمكن لبعض النساء الاستجابة لتحفيز إضافي على الفور تقريبًا بعد الاسترخاء.

من المرجح أن يكون لدى النساء دوافع عاطفية أكثر من الرجال مثل الرغبة في تجربة وتعزيز العلاقة الحميمة العاطفية، ولتأكيد استحسانهم، وإرضاء أو تهدئة الشريك. كما قد تتطور الرغبة عند المرأة بمجرد بدء النشاط الجنسي والتحفيز. وتتزايد الرغبة في الرضا الجنسي مع استمرار النشاط الجنسي والعلاقة الحميمة، وتؤدي التجربة المجزية جسديًا وعاطفيًا إلى تلبية وتعزيز الدوافع الأصلية للمرأة. كما قد تشعر بعض النساء بالرضا الجنسي سواء كان لديهن هزة الجماع أم لا. وعادة ما تقل الرغبة مع تقدم المرأة في العمر، ولكنها تزداد مؤقتًا عندما يكون للمرأة، بغض النظر عن عمرها، شريك جديد.

أسباب الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء

خمسة أسباب جسدية

  1. اضطرابات تدفق الدم: تشير بعض الأبحاث إلى أن اضطرابات الأوعية الدموية قد تمنع تدفق الدم إلى أجزاء من الجهاز التناسلي للأنثى. ويحتاج المهبل والبظر والشفرين إلى زيادة تدفق الدم من أجل الإثارة الجنسية.
  2. تناول بعض الأدوية والعلاجات: تؤثر بعض الأدوية على الوظيفة الجنسية. وقد تقلل مضادات الاكتئاب من الدافع الجنسي، أو قدرتك على الوصول إلى النشوة الجنسية. ومن المرجح بشكل خاص أن تسبب مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) آثارًا جانبية جنسية. ويمكن أن يؤثر العلاج الكيميائي وعلاجات السرطان أيضًا على مستويات الهرمونات.
  3. أمراض النساء مثل تكيسات المبيض، والأورام الليفية الرحمية، والتهاب المهبل، كلها تسبب الألم أثناء ممارسة الجنس. ويمكن للتشنج المهبلي (وهو حالة تسبب تقلصات عضلة المهبل) أن يجعل الجماع غير مريح.
  4. التغيرات الهرمونية التي يمكن أن تسبب جفاف المهبل، أو ضموره مما يجعل الجماع مؤلمًا. ويمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الإستروجين أيضًا إلى تقليل الإحساس في الأعضاء التناسلية. ويمكن أن يؤثر انقطاع الطمث والجراحة والحمل على مستويات هذا الهرمون.
  5. بعض الحالات الصحية: حيث يمكن أن يؤثر عدد من الحالات الصحية على قدرتك على الاستمتاع بالجنس. وتشمل مرض السكري، والتهاب المفاصل، والتصلب المتعدد، وأمراض القلب. وقد يعيق إدمان المخدرات أو تعاطي الكحول أيضًا التجربة جنسية.

3 أسباب نفسية

  1. الاكتئاب: إذ قد يتسبب الاكتئاب في عدم الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها من قبل بما في ذلك الجنس. ويمكن أن يساهم تدني احترام الذات ومشاعر اليأس أيضًا في الضعف الجنسي.
  2. الشعور بالإجهاد: الإجهاد في المنزل، أو العمل يمكن أن يصعّب من التركيز على الاستمتاع بالجنس. وتظهر بعض الدراسات أن التوتر يمكن أن يزيد من مستويات هرمون الكورتيزول، وهذه الزيادة قد تقلل الدافع الجنسي.
  3. الاعتداء الجسدي، أو الجنسي السابق: وما يعقبه من صدمة، أو شعور بسوء المعاملة مما قد يسبب القلق، والخوف من العلاقة الحميمية. هذه المشاعر يمكن أن تجعل من الصعب ممارسة الجنس، وقد تؤدي الضغوط الأخرى على العلاقة إلى ضعف جنسي.

التشخيص

إذا كنتِ تعانين من خلل وظيفي جنسي، فتحدثي إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ. إذ يمكنه إجراء تقييم شامل للعوامل الجسدية، والنفسية المرتبطة بالجنس. ومن المرجح أن يبدأ مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بأخذ تاريخ صحي كامل. وقد تساهم العمليات الجراحية السابقة، مثل استئصال الرحم أو استئصال المبيض، في الخلل الوظيفي الجنسي ولكن هذا ما يحدده الطبيب. كما يمكن للفحص البدني أيضًا استبعاد أي مشاكل متعلقة بأمراض النساء. وقد يقوم الطبيب بإجراء فحص للحوض ومسحة عنق الرحم، كما ستتم مراجعة أدويتك أيضًا.

ويمكن أن تساعد اختبارات الدم في تشخيص الاختلالات الهرمونية. كما يمكن جمع الإفرازات المهبلية للبحث عن احتمالية وجود عدوى. وسوف يقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك أيضًا باستكشاف الأسباب النفسية المحتملة. لذا عليك أن تتحدثي بصراحة وصدق عن التحديات الجنسية التي تواجهينها. وفي بعض الحالات قد يوصيكِ الطبيب بالتحدث إلى أخصائي الصحة العقلية، أو مستشار العلاقات.

علاج الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء

ضعي في اعتبارك أن الخلل الوظيفي الجنسي يمثل مشكلة فقط إذا كان يزعجك. أما إذا لم يزعجك، فلا داعي للعلاج. ويختلف العلاج بسبب وجود العديد من الأعراض والمسببات المحتملة للضعف الجنسي لدى الإناث. ومن المهم بالنسبة لكِ التعبير عن مخاوفك، وكذلك فهم جسدك واستجابته الجنسية الطبيعية. كما تعد أهدافك في حياتك الجنسية مهمة لاختيار العلاج، وتقييم ما إذا كان يعمل أم لا. وغالبًا ما تستفيد النساء من نهج العلاج المركب الذي يعالج المشكلات الجسدية، والعاطفية، والنفسية.

علاج بدون أدوية

ولعلاج الضعف الجنسي للإناث وما يترتب عليه من خلل وظيفي جنسي بدون أدوية، قد يوصي طبيبك بهذه الإستراتيجيات:

  1. التحدث والاستماع: فالتواصل المفتوح مع شريكك يصنع اختلافًا كبيرًا في إشباعك الجنسي. حتى لو لم تكوني معتادة على التحدث عن الأشياء التي تحبيها والتي لا تحبيها في العملية الجنسية، فإن تعلم القيام بذلك وتقديم الملاحظات بطريقة جيدة يمهد الطريق لمزيد من العلاقة الحميمة.
  2. النشاط البدني: يمكن للنشاط البدني المنتظم أن يزيد من قدرتك على التحمل وتحسين مزاجك، ويعزز كذلك المشاعر الرومانسية.
  3. تعلم طرق تقليل التوتر حتى تتمكنين من التركيز والاستمتاع بالتجارب الجنسية.
  4. التحدث مع مستشار، أو معالج متخصص في المشاكل الجنسية والعلاقات. وغالبًا ما يتضمن العلاج التثقيف حول كيفية تحسين الاستجابة الجنسية لجسمك، وطرق تعزيز العلاقة الحميمة مع شريكك، وتوصيات لمواد القراءة أو تمارين الأزواج.
  5. قد تكون المزلقات المهبلية مفيدة أثناء الجماع إذا كنتِ تعانين من جفاف المهبل، أو ألم أثناء ممارسة الجنس.
  6. يمكن تعزيز الإثارة عن طريق تحفيز البظر باستخدام هزازٍ.

بالإضافة إلى الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء اقرأ أيضًا: تكيس المبايض أسبابه أعراضه وعلاجه

مصادر:
1. clevelandclinic.org
2. msdmanuals.com
3. mayoclinic.org

عوامل تباين نانوية تغير مستقبل التصوير الطبي مع تقنية النانو

يعد التشخيص والكشف المبكر عن الأمراض واحد من أهم تطبيقات طب النانو. كما يعتبر الكشف المبكر عن المرض وتشخيصه عاملًا مهماً في الشفاء خاصةً بالنسبة لمرضى السرطان.

فعلى سبيل المثال، لوحظ في دراسة دامت عامين أن معدل البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الجهاز الهضمي الذين استفادوا من الكشف المبكر أعلى بكثير من أولئك الذين لم تكشف إصاباتهم مبكرًا بنسب بلغت 92.3% مقابل 33.3% [4]. بالإضافة إلى أن معدل الوفيات المدروس لمدة 10 سنوات لمرضى سرطان الثدي انخفض بنسبة 17-28% لدى المرضى الذين استفادوا من الكشف والتشخيص المبكر [2].

وغالبًا ما تلعب تقنية التصوير الطبي الدور الأكثر أهمية في الكشف والتشخيص المبكر عن لأمراض المختلفة. ويتم حاليًا العمل على تكييف أساليب التصوير الطبي المختلفة بحيث تعمل ضمن المقاييس النانوية وذلك بتحسين قدرتها على تتبع الجسيمات النانوية المحقونة ضمن الجسم والمستخدمة كعوامل تباين نانوية. إذ يوفر التصوير الطبي بالمقاييس النانوية صور أكثر تفصيلاً للعمليات الخلوية مما يتيح إمكانية التشخيص المبكر بفعالية أكبر [1].

عوامل التباين في التصوير الطبي

وفقاَ لما تَقَدم فإن الحاجة الملحة للكشف المبكر عن الأمراض وتشخيصها تدفع باستمرار لتطوير طرق التصوير الطبي المختلفة وبالأخص تطوير عوامل التباين. ويمكن تعريف عوامل التباين بأنها مواد تستخدم للحصول على معلومات تشريحية ووظيفية أكثر دقة في التصوير الطبي للتمييز بين الأنسجة الطبيعية والأنسجة غير الطبيعية [2].

مواد التباين المستخدمة حاليا لها استقلاب ودوران سريع داخل الجسم، ولها توزع غير محدد وسمية محتملة. لذا لا تزال التحديات الحالية قائمة للحصول على تصوير طبي سريع وأكثر تفصيلًا للبنى المجهرية للأنسجة. ويتم ذلك من خلال تطوير عوامل تباين غير سامة ولها وقت دوران أكبر داخل الجسم [2].

تتيح الجسيمات النانوية هذه القدرة، إذ تعود عوامل التباين القائمة على الجسيمات النانوية بفائدة كبيرة على العمليات السريرية، فنظرًا لصغر حجمها تُظهر الجسيمات النانوية تأثيرات نفاذية وبقاء معززة في الأورام. وتستخدم مع العديد من تقنيات التصوير الطبي مثل (التصوير الفلوري، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالأمواج فوق الصوتية،PET، SPECT) [2].

إحصائيات عن تقنية النانو في التصوير الطبي

بالنظر إلى حدود عوامل التباين الحالية، والمزايا المحتملة للجسيمات النانوية كعوامل تباين للتشخيص المبكر وتصوير البنية المجهرية، نلاحظ تزايد الاهتمام بتكنولوجيا النانو في التصوير الطبي الحيوي بسرعة كبيرة، إذ يُظهر البحث عن مصطلح “الجسيمات النانوية والتصوير الطبي” في PubMed زيادة ملحوظة مؤخرًا في عدد المنشورات ذات الصلة مما يبرز الجهود المكثفة المبذولة في هذا المجال.

عدد الأبحاث المنشورة عن تقنية النانو والتصوير الطبي في PUBMED نلاحظ التزايد السنوي السريع وبالأخص للتصوير الفلوري والرنين المغناطيسي.

اعتبارات تصميم عوامل التباين القائمة على الجسيمات النانوية

  • اختيار الجسيمات النانوية: تم اقتراح مجموعة واسعة من الجسيمات النانوية لاستخدامها كعوامل تباين، وتتطلب طرق التصوير المختلفة جسيمات نانوية ذات خصائص مختلفة لإنتاج التباين [3].
  • أنواع الطلاء: الكثير من المواد النشطة وظيفيًا والمستخدمة لتوليد التباين في التصوير الجزيئي لها توافق حيوي منخفض جدًا مما يؤدي إلى إفراز سريع خارج الجسم وعمر نصف منخفض واستقرار منخفض وسمية محتملة. لذلك تم بذل جهود كبيرة لجعل هذه المواد قابلة للتطبيق بيولوجيًا. وتم اكتشاف مجموعة متنوعة من الأساليب المختلفة باستخدام مواد مثل الفوسفوليبيدات وديكستران وبولي فينيل بيروليدون أو السيليكا كطلاء. وتتمثل الاستراتيجية البديلة للطلاء الاصطناعي في استخدام الجسيمات النانوية الطبيعية مثل الفيروسات أو البروتينات الدهنية وبالتالي تجنب تعرف أنظمة الدفاع في الجسم عليها [3].
  • استراتيجيات استهداف الخلايا والمناطق الهدف: إما الاستراتيجية الفعالة أو السلبية، وتحدد الأولى بربط الجسيمات النانوية بأنواع مختلفة من الجزيئات كالـ(البروتينات والببتيدات وغيرها). في حين تحدد الثانية من خلال الطلائات كال( ديكستران ) مثلا [3].
  • تأثير الحجم: يلعب حجم الجسيمات النانوية دورًا مهمًا في عدد من الجوانب بما في ذلك أنواع الخلايا التي يمكن استهدافها ونفاذيتها ضمن الأنسجة واستقلابها في الجسم وقوة وجودة التباين الناتج [3].

    فمثلا، حجم الجسيمات النانوية مهم في إفراز الجسيمات من الجسم. حيث يتم إزالة الجسيمات النانوية من الجسم عبر الجهاز الكلوي [3]. و باستخدام تقنيات التألق تبين أن الجسيمات النانوية التي تساوي أو تقل عن 5.5 نانومتر يتم إفرازها من خلال الجهاز الكلوي في حين أن الجسيمات الأكبر من ذلك ينتهي بها الأمر في الكبد والطحال. هنا يتم استقلابها وإفرازها أو تتراكم وقد تصبح سامة للجسم. من ناحية أخرى إذا كانت الجسيمات صغيرة بما يكفي لإفرازها كلويًا فسيقل نصف عمرها [3].
أول تقنيات التصوير القائمة على الجسيمات النانوية، A فلوري، B المقطعي المحوسب، C المرنان، D الإيكو، E التصوير بالأصدار البوزيتروني، F التصوير المقطعي المحوسب بالإصدار البوزيتروني.

استخدام الجسيمات النانوية في التصوير الفلوري

يتمتع التصوير الفلوري بمزايا تغلغل أكبر ضمن الأنسجة، وتألق أقل للأنسجة غير المرغوبة [2]. ولكن يعيبه عمق اختراقه المحدود وتعيق عملية التشتت ضمن النُسج المختلفة النفع المحتمل من المعلومات السريرية التي يقدمها. وكما يؤدي التألق المحدود في المرض المستهدف والتبييض الضوئي لحساسية منخفضة للكشف عن الأمراض الشاذة [2].

وهنا يأتي دور الجسيمات النانوية التي تتميز بخصائص مفيدة للتغلب على القيود المحتملة للتصوير الفلوري. فعلى سبيل المثال يمكن تحميل عدد أكبر من جزيئات الصبغة الفلورية في الجسيمات النانوية لتوفير المزيد من الإشارات. بالإضافة إلى ذلك يمكن تعديل (أو هيكلة) الجسيمات النانوية من أجل منع الإخماد المحتمل عند الحاجة. علاوة على ذلك يمكن استخدام بعض الاستراتيجيات لزيادة تركيزات الجسيمات النانوية في الأمراض ومن ثم زيادة تركيز الصبغة الفلورية للمشكلة المحلية. كما تتميز الجسيمات النانوية بقضائها وقتًا طويلًا نسبياً في الدورة الدموية، مما يعطي امتصاصاً أكبر للأمراض المستهدفة. ويمكن أيضاً تصميم الجسيمات النانوية لتحويل فوتونات الطاقة المنخفضة إلى فوتونات ذات طاقة أعلى وهو أمر مهم لتقليل تأثيرات الوميض والتبييض الضوئي [2].

وقد تم استخدام الجسيمات النانوية كعوامل تباين في التصوير الفلوري في الكثير من الموضوعات. مثل الكشف عن الجينات، وتحليل البروتين، وتقييم نشاط الإنزيم، وتتبع العناصر، وتتبع الخلايا، وتشخيص الأمراض في مرحلة مبكرة، والبحوث المتعلقة بالأورام، ومراقبة التأثيرات العلاجية في الوقت الحقيقي [2].

أمثلة من مجموعة دراسات لخصها المرجع [2] في الجدول 1 لاستخدام الجسيمات النانوية في التصوير الفلوري، وتتضمن اسم عامل التباين في التصوير، وحجم الجسيمات النانوية، والتطبيقات الطبية الحيوية، وما إذا كان قد تم التجريب في الجسم الحي أو في المختبر [2].

Experimental modelApplicationsSize (nm)Imaging agent
SK-BR-3 human cancer cells, CHO-K1 Chinese hamster ovary cellsDetecting early stage breast cancer120UCNP
Mice bearing SCC7 tumorsDetecting protease activity20Cy5.5
HeLa cellsTesting caspase-3 to identify apoptosis activity in cells37.8Cy5.5
SCC-7 cells, 293T cells and athymic BALB/c nude mice bearing SCC-7 cellsDetecting tumor and guiding therapy141PLNP
HepG2 cellsTracking ion of Zn and Cu in alive cell13FAM,Cy5
A549 lung cancer cellsMonitoring therapeutic drug delivery90.9FITC
Athymic nude miceMonitoring drug diffusion30 ,200Cy7.5
Swiss nude mice bearing HCT-116 cellsMonitoring NP accumulation and dissociation kinetics in tumor20Cy7
BALB/c mice, athymic nude mice bearing SKOV3 tumorsTargeted imaging tumor cells12Quantum dots
Breast cancer cells (MCF-7)Detecting MCF-7 cell in breast cancer120PFVBT
Breast cancer cells (MCF-7)Imaging double-stranded DNA3.6Ethidium bromide
HeLa cellsDetecting nanotoxicity in alive cells18, 70Perylenediimide
TT cells (human thyroid cancer cells), athymic nude mice bearing TT cellsMonitoring cellular uptake of nanoparticles and combined with therapy14UCNP
Nude miceDetecting lymph node55IR
الجدول 1: لاستخدام الجسيمات النانوية كعوامل تباين في التصوير الفلوري.

استخدام الجسيمات النانوية في التصوير بالرنين المغناطيسي MRI

التصوير بالرنين المغناطيسي MRI هو طريقة تصوير قوية تستخدم منذ فترة طويلة في التشخيص السريري. يعتمد على دوران البروتون عند وجود مجال مغناطيسي خارجي، حيث تتم إثارته بنبض ذو تردد راديوي. اعتمادًا على إشارة الرنين المغناطيسي النووي الصادرة عن البروتونات في الأجسام البشرية يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي دقة مكانية عالية ودقة زمنية وتباينًا ممتازاً للأنسجة الرخوة. كما أن لديه القدرة على إظهار المعلومات التشريحية المقطعية في شكل ثلاثي الأبعاد. تشمل حدود التصوير بالرنين المغناطيسي التكلفة وأوقات التصوير الطويلة نسبياً وحدود الأجهزة والأعضاء المزروعة المحتمل وجودها لدى المرضى. تساعد عوامل التباين في التصوير بالرنين المغناطيسي بشكل كبير في اكتشاف الآفات والتمايز عن الأنسجة السليمة [2].

يمكن لعوامل التباين الجديدة بمقياس نانو متر أن تتيح استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي على مستويات الجينات والبروتين والخلية والأعضاء كما تعتمد التطبيقات الأخرى على الامتصاص الخلوي غير المحدد مثل تصوير الالتهاب وتحديد العقدة الليمفاوية الخبيثة وتتبع الخلايا الجذعية ومراقبة الغرسات الحيوية [2].

تم تلخيص أمثلة عن التصوير بالرنين المغناطيسي مع استخدام عوامل تباين نانوية بواسطة المرجع [2] أيضا في الجدول 2 بما في ذلك تكوين الجسيمات النانوية وطرق التصوير وحجم الجسيمات النانوية والتطبيقات الطبية الحيوية وما إذا كان قد تم تجريبه في الجسم الحي أو في المختبر.

Experiment modelImagingApplicationssize (nm)NP
VX-2 rabbitT1Imaging angiogenesis273Alpha(nu)beta(3)-Gd (paramagnetic particle)
SD ratsT1Imaging placenta as blood-pool contrast125Liposomal gadolinium
NIH/3T3 and T6–17 cellsT2Imaging target cells74Her2/neu-Oleosin-30G (Micelles)
RAW264.7 cells, BALB/c miceT1,T2New T1/T2 MRI contrast agent50.4G4.5-Gd2O3-PEG
GFP-R3230Ac cell lineT2Tracking GFP gene marker70-140SPIO
ApoE-/- miceT1Imaging and characterizing atherosclerotic plaques14-17rHDL-Gd
MouseT1,T2Blood-pool contrast with longer life-time60RBC encapsulated iron particles
HeLa cellsT2Determining nanoparticle vehicle unpackaging for gene100USPIO-PEI
Mice bearing C26 and HT-29 cellsT1,T2PH-activatable contrast in cancer60PEGMnCaP NPs
BALB/c nude miceT1,T2Imaging lymph node100Mn-nanotexaphyrin
RabbitT2Delivering drug and MRI imaging15-300Micelles with PTX and SPIO
Porcine vascular smooth muscle cellsT1Evaluating and quantifying drug delivery system for vascular restenosis250TF-biotinylated perfluocarbon-(Gd-DTPA-BOA)@(doxorubicin /paclitaxel)
MouseT2Detecting and imaging thrombus40FibPep-ION-Micelles
C57BL/ 6 miceT2Imaging post-stroke neuroinflammation50P-selectin-MNP(iron oxide)-PBP
In vivoT2High power liver imaging contrast80Mn-SPIO micella
BALB/c nude miceT1,T2Imaging pancreatic islet graft44TMADM-03
Swiss miceT2Imaging and tracking stem cells88.2DHCA functioned IONP labeled hMSCs
LNCaP and PC3 cell lineT1,T2Imaging prostate cancer cells and chemotherapy66.4TCL-SPION-Apt
Mice bearing MDA-MB-468 cellsF-MRIDetecting breast cancer7.8HBPFPE-aptamer
الجدول 2 : لاستخدام الجسيمات النانوية في التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.

استخدام الجسيمات النانوية في التصوير المقطعي المحوسب CT

يستفيد التصوير المقطعي المحوسب (CT) من توهين الأشعة السينية في الأنسجة لإنشاء صور مقطعية وثلاثية الأبعاد. نتيجة لسرعة الفحص وانخفاض التكلفة، وتحسين الكفاءة، وزيادة الدقة المكانية للتصوير السريري، سرعان ما حل التصوير المقطعي محل التصوير الشعاعي للفيلم العادي رغم الكميات الأكبر من التعرض للإشعاع المؤين [2].

تلعب عوامل التباين المقطعي المحوسب دورًا مهمًا في التمييز بين الأنسجة ذات معاملات التوهين المماثلة. حاليًا تعتمد عوامل التباين المقطعية المحوسبة في الوريد أساسًا على اليود. تشمل حدود عوامل التباين الميودنة الإزالة السريعة من الجسم والتسمم الكلوي المحتمل والتوزيع غير النوعي في الدم والأحداث الضارة الموثقة والحساسية المفرطة. نتيجة لذلك تم إدخال عوامل التباين النانوية للتغلب على هذه القيود وزيادة نطاق التصوير المقطعي المحوسب [2].

تم استخدام عوامل التباين النانوية في التصوير المقطعي المحوسب في أدوار متعددة بناءً على امتصاصها الخلوي، والقدرة على توليد توهين قوي للتصوير المقطعي المحوسب، وقدرات الاستهداف الخاصة بها. على سبيل المثال، تم استخدام جزيئات الذهب النانوية التي تبتلعها خلايا الدم الحمراء لتصوير تدفق الدم. اليود الشحمي مع وقت دوران طويل وتقوية التصوير المقطعي المحوسب قد تم استخدامه لتقييم الأوعية الورمية وتم استخدامه لتصوير سرطان البروستاتا. وأخيراً تم استخدام تراكم الجسيمات النانوية لثاني أكسيد الزركونيوم لتصوير الورم ومراقبة توزيع الأدوية [2].

يوضح الجدول 3 من المرجع [2] أمثلة عن التصوير المقطعي المحوسب مع استخدام عوامل تباين نانوية ويعرض تكوين الجسيمات النانوية وحجم الجسيمات النانوية والتطبيقات الطبية الحيوية وما إذا كان قد تم تجريبه في الجسم الحي أو في المختبر.

Experiment modelApplicationsSize (nm)NP
LNCaP and PC3 prostate cancer cellsImaging prostate cancer cells29.4PSMA-specific aptamer conjugated AuNP
Apolipoprotein E-deficient miceImaging macrophage-rich atherosclerotic plaques400Liposomal iodine
Balb/c mice bearing 4T1/Luc cellsIdentifying tumor vascular structure100Liposomal-iodine
In vitroProducing greater imaging capability than iodine<6Tantalum oxide
In vitroIncorporating RBC to image blood flow20AuNP
Mice bearing EMT-6 and CT-26 cellsLabelling tumor cells to image tumor growth1AuNP
B6C3f1 mice bearing Tu-2449 cellsImaging brain malignant gliomas and enhancing radiotherapy11AuNP
MiceAuNP with CT contrast capability27-176AuNP
Rat bearing R3230 AC cellsImaging tumor113Liposomal iodine
FSL ratTracking mesenchymal stem cells20AuNP
الجدول 3: لاستخدام الجسيمات النانوية في التصوير المقطعي المحوسب CT.

استخدام الجسيمات النانوية في التصوير بالأمواج فوق الصوتية US

التصوير بالموجات فوق الصوتية US هو أحد أكثر طرق التصوير التشخيصي الطبي استخدامًا نظرًا لقابليته للنقل وعدم التوغل في الجسم والدقة المكانية العالية والتكلفة المنخفضة وخصائص التصوير في الوقت الفعلي. تم تطوير عوامل التباين المستخدمة في الموجات فوق الصوتية لتعزيز اختلاف الإشارات الصوتية بين الأنسجة السليمة والآفات المستهدفة. تتكون عوامل التباين بالموجات فوق الصوتية المتوفرة تجارياً من فقاعات صغيرة تتراوح في مقياس من 1 إلى 8 مايكرومتر. وقد تم استخدام تقنية النانو للتغلب على القيود المحتملة لعوامل التباين الحالية، فالجسيمات النانوية كعوامل تباين بالتصوير في الموجات فوق الصوتية أصغر بكثير من عوامل التباين بالموجات فوق الصوتية المستخدمة حالياً. فكما هو الحال مع الجسيمات النانوية الأخرى فإن الحجم الصغير يسهل استهداف الآفات، وتشمل التطبيقات تصوير الخلايا الجذعية واكتشاف الالتهاب وتوصيل الأدوية. ومع ذلك من أجل الحصول على ما يكفي من الانعكاس الصوتي تحتاج الجسيمات النانوية في الأمواج فوق الصوتية عادة إلى أن تكون أكبر من الجسيمات النانوية منها في CT أو MRI والتي تتراوح من مئات إلى آلاف النانومتر [2].

تم تلخيص أمثلة على عوامل التباين بالموجات فوق الصوتية للجسيمات النانوية في الجدول 4 حيث ذكر تكوين الجسيمات النانوية وتصنيفها وحجم الجسيمات النانوية والتطبيقات الطبية الحيوية وما إذا كان قد تم تجريبه في الجسم الحي أو مختبر [2].

Experiment modelClassificationApplicationsSize (nm)NP
Bel7402 and L02 cellsLiquidMolecular tumor imaging agents229.5FA-PEG-CS and perfluorooctyl bromide nanocore
In vitroGasUltrasound imaging agents with potential therapeutic applications3000Silica coated NP into perfluorobutane microbubble
Wister ratGasUltrasound imaging agents152C3F8-filled PLGA
Label human mesenchymal stem cells and inject into nude miceSolidStem cell imaging agent30-150Exosome-like silica NP
Rabbit vx2 tumorSolidUltrasound imaging agents260Rattle-type MSN
C3H/HeN mice bearing SCC-7 cellsGasPH related contrast agents in tumor290Gas-NP
SKBR-3 and MDA-MB-231 human breast cancer cellsSolidSpecific detection of tumor molecular marker250PLA-herceptin
Athymic mice bearing N2a cellsGasPH related contrast agents in tumor220RVG-GNPs
Chicken embro HT1080-GFP and Hep3-GFP tumorGasTumor imaging contrast agent185Porphyrin nanodroplet
CD1 miceGasUltrasound imaging agents100-200PFC-NP(C4F10)
الجدول 4: لاستخدام الجسيمات النانوية في التصوير بالأمواج فوق الصوتية US.

استخدام الجسيمات النانوية PET\SPECT

التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) هو تقنية طب نووي قوية ومستخدمة على نطاق واسع مع اختراق عالي للأنسجة وحساسية عالية وتصوير في الوقت الحقيقي. إلى جانب المعلومات التشريحية قد توفر PET أيضًا معلومات بيولوجية على المستوى الجزيئي بناءً على تتبع النويدات [2].

التصوير المقطعي المحوسب بانبعاث فوتون واحد (SPECT) هو تقنية أخرى للطب النووي مستخدمة على نطاق واسع ولها مزايا مماثلة مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني حيث يمكنها اكتشاف الوظيفة كيميائية حيوية غير الطبيعية قبل حصول التغييرات في علم التشريح [2].

تشمل قيود PET / SPECT التكلفة العالية والتعرض الإشعاعي العالي [2].

تُستخدم الجسيمات النانوية في PET / SPECT بشكل أساسي في الكشف عن الأورام [2].

تم تلخيص أمثلة عن الجسيمات النانوية المستخدمة في التصوير PET\SPECT في الجدول 5 بما في ذلك تكوين الجسيمات النانوية والحجم والتطبيقات الطبية الحيوية وما إذا كان قد تم اختباره في الجسم الحي أو في المختبر [2].

Imaging modalityExperiment modelApplicationsSize (nm)NP
PETMice bearing U87MG tumorImaging tumor100-150F-labeled DBCO-PEGylated MSN
PETMiceDetecting pulmonary inflammation200I-labeled anti-ICAM-1/PVPh-NP
PETMice bearing neuro2A tumorMonitoring pharmacokinetics and tumor dynamics37Cu labeled IT-101
PETAthymic mice bearing CWR22 tumor cellsImaging natriuretic peptide clearance receptor in prostate cancer16-22Cu labeled CANF-comb nanoparticle
PETC57BL/6 mice deficient in apolipoprotein EImaging macrophages in inflammatory atherosclerosis20Cu-TNP
PETC57BL/6 recipients of BALB/c allografts in miceDetecting rejection and immunomodulation in cardiac allografts20Cu labeled CLIO-VT680
PETC57BL/6 mice deficient in apolipoprotein EImaging atherosclerosis in artery16-22Cu labeled CANF-comb nanoparticle
SPECTBALB/C miceMonitoring distribution of nanoparticles12I silver nanoparticle
SPECTU87MG, MCF7 cells and nude mice bearing U87MG cellsDetecting cancer cells and imaging tumor sites31I labeled cRGD-PEG-AuNP
SPECTC57BL/6 mice, nude mice and BALB/c mice bearing 4T1-Luc2-GFP cellsImaging lymph node metastasis25In labeled lipid/calcium/phosphate NPs
SPECTNude mice bearing U87MG cellsTracking glioblastoma70In-MSN labeled neural stem cells
SPECT4T1 TNBC mouseTargeted imaging tumor5AuNPs(DAPTA)
الجدول 5: لاستخدام الجسيمات النانوية في التصوير PET\SPECT.

حاضر ومستقبل تقنية النانو في التصوير الطبي

نستنتج مما تقدم أنه وبالمقارنة مع عوامل التباين التقليدية، أظهرت الجسيمات النانوية المستخدمة كعوامل تباين تحسناً في كثافة الإشارة وقدرة الاستهداف ووقت دوران أطول في الجسم الحي في كل من نماذج الأمراض المختبرية والحيوانية خاصة لتشخيص السرطان وعلاجه. فبمساعدة تقنية النانو أصبحت طرق التصوير الطبي المعروفة أكثر قوة من ذي قبل. وأظهرت تحسنًا واعداً، إذ تقدم تقنية النانو الجسيمات النانوية التي تَعدنا بإمكانيات ثورية لاستخدامها كعوامل تباين في التصوير الطبي لمجموعة متنوعة من التطبيقات السريرية. كما تحسن تصميم هذه الجسيمات بشكل كبير خلال العقد الماضي، مع تعدد الوظائف والاستهداف الأكثر كفاءة والتوافق الحيوي الأفضل، والعوامل المناسبة لكل طريقة تصوير متاحة.

في المرحلة الحالية من التطوير بشكل عام يمكن تصنيع عوامل التباين النانوية التي تمتلك السمات المطلوبة لأي تطبيق مرغوب. حيث يتطلب تصميم عوامل تباين الجسيمات النانوية الفعالة للتصوير دراسة متأنية للخصائص المطلوبة للتطبيق المعني. وبمجرد تحديد الخصائص المطلوبة يمكن تحديد الجسيمات النانوية المرشحة. ويمكن بعد ذلك تحسين تخليق الجسيمات لإنشاء جسيمات تجمع التباين مع العلاجات المضمنة المناسبة وطلاء السطح الأمثل وخصائص الاستهداف والحجم المحدد ودرجة عالية من التوافق الحيوي.

ومع ذلك، ما زال هناك مجال لتحسينات كبيرة في التوافق الحيوي والفعالية والخصوصية واكتشاف المزيد من الأمراض باكرًا. وأخيراً ستستمر تقنية النانو في إنتاج جسيمات جديدة تمتلك خصائص جديدة ومثيرة للاهتمام وسيتم استغلالها في التصوير الطبي. كما سيستمر تطوير طرق التصوير الطبي مما يتطلب تركيب جسيمات نانوية جديدة كعوامل تباين.

المصادر

[1]. AZONANO

[2]. NCBI

[3]. Nanotechnology in Medical Imaging | Arteriosclerosis, Thrombosis, and Vascular Biology (ahajournals.org)

مقدمة عن مجال المعلوماتية الحيوية Bioinformatics

ما هي المعلوماتية الحيوية؟

هي مجال متعدد التخصصات يطور أساليب وأدوات برمجية لفهم البيانات البيولوجية، خصوصًا عندما تكون مجموعات البيانات المستخدمة كبيرة ومعقدة. تجمع المعلوماتية الحيوية ما بين علم الأحياء والكيمياء والفيزياء وهندسة المعلومات والرياضيات والإحصاء بهدف تحليل وتفسير البيانات البيولوجية.


مجالات تجمع بينها المعلوماتية الحيوية

تطبيقات المعلوماتية الحيوية

يعتبر هذا المجال من التخصصات الغنية حيث تبحث في المجالات علم الأدوية, والمضادات الحيوية، والمستحضرات الصيدلانية وحتى التقنيات الصديقة للبيئة ودراسات تغير المناخ. ويهتم هذا المجال بعلم الوراثة والجينوم، ويستخدم لجمع وتخزين وتحليل البيانات والمعلومات البيولوجية، مثل تسلسل الحمض النووي (DNA) أو الحمض النووي الريبي (RNA) أو البروتين والأحماض الأمينية. حيث يستخدم العلماء والأطباء قواعد البيانات التي تنظم هذه المعلومات من أجل مقارنة الجينات والتسلسلات الأخرى في البروتينات والتسلسلات الأخرى داخل الكائنات الحية والنظر في العلاقات التطورية فيما بينها. وأيضا استخدام الأنماط الموجودة عبر تسلسل الحمض النووي والبروتين لمعرفة وظيفتها وأهميتها.[1]

يستخدم علماء المعلوماتية الحيوية التطورية برمجيات خاصة تم تطويرها لتتبع البيانات الجينية وتحقيق تقدم جديد في فهم جينوم المريض وعوامل الخطر الجينية والتي عملت المعلوماتية الحيوية على تسهيل فهمها إلى حد كبير.

كما يتم إنشاء خرائط الجينوم عن طريق إدخال البيانات الحيوية في البرامج، لتبني بعد ذلك نماذج معقدة من العينات الجينية. ويساعد هذا الربط العلماء على قضاء وقت أقل في رسم خرائط الجينات والمزيد من الوقت في دراسة وتحديد مواقع بروتينات معينة. ويُطلق على هذا اسم نمذجة البروتين، ويستخدم لاختبار نظريات متخصص حول كيفية تفاعل البروتينات للتأثير على التغيير الجيني والتكيف والتطور.

نمذجة لشكل البروتين باستخدام برمجيات خاصة

دور المعلوماتية الحيوية في تحليل البيانات

إن زيادة كمية البيانات الناتجة من مشاريع وأبحاث الجينوم أدت إلى زيادة الحاجة لإدارة قواعد بيانات الكمبيوتر التي تتميز بالاستيعاب الفعال والعملي. وبسبب التنوع الموجود في طبيعة هذه البيانات، فمن الصعب حصرها بقاعدة بيانات واحدة شاملة. وتحتاج إدارة هذا النوع من البيانات إلى متخصصين، بحيث يكونوا قادرين على فهمها والتعامل معها للوصول إلى تنسيق وصيغة مفيدة للأكاديميين والأطباء.

وتختلف إمكانية الوصول لهذه القواعد ما بين قواعد بيانات عامة متاحة لكل الراغبين، وأخرى خاصة متاحة لمشتركين معينين أو فريق بحث معين. فمثلاً مشروع «Ensemble» هو مشروع مشترك بين المعهد الأوروبي للمعلومات الحيوية ومركز «Sanger». ويقوم هذا الموقع بتتبع القطع المتسلسلة من الجينوم البشري تلقائيًا وتجميعها وتحليلها لتحديد الجينات وغيرها من الميزات التي تهم الباحثين في الطب الحيوي. [2]

أداة أخرى في هذا المجال تسمى «BLAST» وهي تعمل وفق خوارزمية قادرة على البحث في قواعد البيانات عن الجينات ذات البنية النوكليوتيدية المتشابهة. ويسمح بمقارنة تسلسل غير معروف للحمض النووي أو الأحماض الأمينية مع مئات أو آلاف التسلسلات من البشر أو الكائنات الحية الأخرى حتى يتم العثور على تطابق.

اختصاصات ومجالات المعلوماتية الحيوية

أدى الكم الكبير والمتزايد من البيانات المستخرجة معمليًا في علم الأحياء إلى توسع هذا المجال بحيث أصبح يشمل مجموعة واسعة من التخصصات الفرعية ومنها:

  • علم الأحياء الحوسبي
    يختص باستخدام تحليل البيانات والنمذجة الرياضية والمحاكاة الحاسوبية لفهم الأنظمة والعلاقات البيولوجية.
  • علم الوراثة
    علم الوراثة هو دراسة كيفية انتقال الجينات والصفات من جيل إلى جيل.
  • علم الجينوم
    فرع من علم الأحياء الجزيئي يهتم ببنية الجينوم ووظيفته وتطوره ورسم خرائطه.
  • علم البروتينات
    وهو تخصص يهتم بدراسة البروتينات ووظائفها وأشكالها.
  • علوم الميتاجينوميا
    يمكن الإشارة إلى المجال الواسع أيضًا باسم الجينوم البيئي أو الجينوميات المجتمعية. حيث أنها تهتم بدراسة المادة الوراثية المستخرجة مباشرة من العينات البيئية، مثل المجتمعات الفطرية.
  • علم الاستنساخ
    وهي دراسة نسخة كاملة من الحمض النووي الريبي RNA. وغيرها الكثير من التخصصات الدقيقة والمعقدة.

برامج دراسات المعلوماتية الحيوية

تعتبر هذا المجال تخصص على مستوى الدراسات العليا في أغلب الجامعات العربية. ويأتي معظم الطلاب من دورات دراسية جامعية في مجالات مثل البيولوجيا وعلوم الكمبيوتر والكيمياء والهندسة الطبية الحيوية والصيدلة والطب. ويمكن لبرامج درجة الماجستير في المعلوماتية الحيوية إعداد الخريجين لشغل وظائف في التدريس الجامعي أو وظائف البحث لتطبيق تقنياتها في مراكز البحث. وسوف نذكر بعض برامج درجة الماجستير في عدة جامعات حول العالم:

  • برنامج الماجستير بجامعة كولومبيا

    تقدم جامعة كولومبيا درجة الماجستير في العلوم عبر الإنترنت (MS) في علم الأحياء الحسابي الذي يركز على موضوعات مثل علوم البيانات، وطرق المعلوماتية الحيوية الحسابية، وعلم الإحصاء الرياضي. يمكن زيارة الموقع من هنا. [3]

  • برنامج ماجستير المعلوماتية الحيوية بجامعة نورث إيسترن

    تقدم جامعة نورث إيسترن درجة الماجستير عبر الإنترنت في المعلوماتية الحيوية التي تركز على موضوعات مثل برمجة المعلوماتية الحيوية وأخلاقيات البحث الطبي الحيوي. ويقدم البرنامج أيضًا شهادة الدراسات العليا في علوم البيانات. حيث أن كلية العلوم بجامعة نورث إيسترن تعد مؤسسة رائدة عبر الإنترنت في مجال دراسات البيانات الحيوية وتضم هيئة تدريس من المتخصصين في المعلوماتية الحيوية. يمكن زيارة الموقع من هنا. [4]


    المصادر

[1] Genome.gov
[2] NCBI
[3] برنامج جامعة كولومبيا
[4] برنامج جامعة نورث إيسترن

 

 

 

 

 

ما هو علم البروتينات وما أنواعه وتطبيقاته؟

يتناول «علم البروتينات – Proteomics» دراسة للبروتينات بشكل واسع النطاق. وقد تمت صياغة مصطلح الـ «Proteomics» لأوّل مرة في عام 1995، ويوجد تعريفان لهذا المصطلح، الأول، التعريف الكلاسيكي يقصر التحليل واسع النطاق للمنتجات الجينية على الدراسات التي تشمل البروتينات فقط. أمّا الثاني، فيجمع بين دراسات البروتين والتحليلات التي لها قراءات جينية مثل تحليل mRNA والجينوم داخل الخلية وهو الأكثر شمولًا. [1]
بالمحصلة الهدف من هذا العلم هو الحصول على رؤية شاملة ومتكاملة من خلال دراسة جميع بروتينات الخلية بدلاً من كل بروتين على حدى. وانطلاقًا من التعريف الشامل، فإن العديد من مجالات البحث والدراسة أصبحت تحت عنوان علم البروتينات.

أنواع الدراسات في مجال علم البروتينات

توصيف البروتين

وهي الدراسة الكمية للتعبير البروتيني بين العينات التي تختلف عن بعضها ببعض المتغيرات. من خلال هذا النوع من الدراسات يمكن مقارنة التعبير البروتيني للبروتين بالكامل ضمن العينة الواحدة أو البروتينات الفرعية بين العينات. ويمكن لمعلومات هذه الدراسات تحديد البروتينات الجديدة المسؤولة عن نقل الإشارة أو تحديد البروتينات الخاصة بمرض معين.

هيكلية البروتينات

هي الدراسات التي تهدف إلى رسم خريطة بنية مجمعات البروتين أو البروتينات الموجودة في عضية خلوية معينة باسم «خريطة الخلية – Cell Map». والخريطة الخلوية هي عبارة عن مجموعة من البيانات التي تحدد نوع البروتينات الموجودة ضمن الخلية و تحديد مكانها. في حال وجودها والتي يمكن عرضها بشكل مرئي لتسهيل التحليل.


البروتينات الوظيفية

يسمح هذا النهج بدراسة مجموعة مختارة من البروتينات وتوصيفها ويمكن أن توفر معلومات مهمة حول إشارات البروتين أو آليات المرض أو تفاعلات البروتين مع الأدوية. عن طريق عزل البروتينات لدراستها وظيفيًا بشكل منفرد ومعرفة تأثيراتها. [2]

تكنولوجيا علم البروتينات

مع تقدم التكنولوجيا تقدمت الأساليب ضمن هذا المجال وازداد تعمقنا في البروتينات بشكل أكبر، ولكن حتى الآن انحصرت الأبحاث ضمن ثلاث محاور، وهي:

  • فصل وعزل البروتينات

عند دراسة البروتينات، فلا مفر من مصادفة تراكيب وخلائط معقدة للبروتين لذلك، يجب أن توجد طرق لحل خلائط البروتين هذه إلى مكوناتها الفردية بحيث يمكن عزل البروتينات وتحديدها وتمييزها. لذلك، أحد محاور هذا العلم هي إيجاد تقنيات فصل جديدة وتطويرها. وأكثر طريقتين استخدامًا للعزل هما « الرحلان الكهربائي – Electrophoresis»، واستخدام جيل بولي أكريلاميد الكهربائي.

  • تحصيل معلومات عن بنية البروتين

إحدى الطرق المبكرة المستخدمة لتحديد البروتين هي « تسلسل إدمان – Edman Sequencing»، للحصول على سلاسل الأحماض الأمينية. لكنها تعد ذات استخدام محدود ضمن هذا المجال. أيضًا لدينا طريقة « قياس الطيف الكتلي – Mass Spectrometry »، وهي طريقة تعطينا معلومات أكثر حول بنية البروتين، مثل كتل الببتيد أو تسلسل الأحماض الأمينية بالإضافة لتحديد مواقع البروتين بدقة.

  • استخدام قواعد البيانات

تسمح قواعد البيانات باستخدام المعلومات الهيكلية للبروتين التي يتم حصادها من تسلسل إدمان أو قياس الطيف الكتلي بتحديد البروتين. والهدف من البحث في قاعدة البيانات هو التمكن من التعرف بسرعة ودقة على أعداد كبيرة من البروتينات باستخدام البرامج الحاسوبية

تطبيقات علم البروتينات

تطبيقات البروتينات عديدة ومتنوعة ومن أهمها:

  • العلاج الشخصي: ونعني بالعلاج الشخصي تكييف علاج لكل مريض بناءً على تركيبته الجينية، وذلك لتحسين الفعالية وتقليل الآثار الجانبية. في حين أن علم الجينوم وعلم الاستنساخ كانا المحور الرئيسي لمثل هذه الدراسات، فمن الممكن أن تضيف بيانات البروتينات بعدًا إضافيًا لإنتاج مثل هكذا علاجات.
  • اكتشاف العلامات الحيوية: إذ يمكن تشخيص بعض الأمراض وتقييم استجابة المرضى للتدخلات العلاجية مثل زرع الخلايا الجذعية. والعلامات الحيوية هي مواد قابلة للقياس في الجسم وتدل على بعض الظواهر مثل المرض أو العدوى.
  • اكتشاف الأدوية وتطويرها: إذ تساعد دراسة البروتينات على تحديد حركة الأدوية داخل الجسم ودراسة والتفاعلات بين المضيف والجسم الممرض لتحديد المؤشرات الحيوية، وإجراء تحقيقات على مستوى النظام المناعي بشأن عمل الأدوية وسمّيتها ومقاومتها وفعاليتها.[3]

المتوقع أن تتطور طرائق تحليل البيانات البروتينية بسرعة إلى جانب التطورات المتوقعة في التقنيات الأخرى، مما سيعطي المجال الطبي دفعة قوية للأمام.

المصادر:

[1] EBI

[2] Science Direct

[3] Technology Networks

 

كيف غيّر طب النانو من شكل حياتنا وكيف سيغير مستقبلنا؟

يعني طب النانو اليوم الكثير لمستقبل الطب، فهو يمنح الأطباء القدرة على الكشف المبكر عن الكثير من الأمراض ويزيد من دقة المعلومات التشخيصية ويساعد بتسريع العلاج وجعله أكثر فعالية. إذ يعد أداة رئيسية للطب المتخصص والموجه والتجديدي.

يتوقع العلماء أن يؤدي طب النانو قريبا إلى العديد من الاكتشافات المثيرة والتطبيقات المهمة طبيا. فما هو طب النانو؟ وما هي أنواعه، وتطبيقاته، وتحدياته؟

ما هو طب النانو؟

يعرف التطبيق الطبي لتقنيات النانو ضمن مجال الرعاية الصحية باسم “طب النانو”. وتُسخر في طب النانو تقنيات النانو للوقاية من الأمراض المختلفة، وتشخيصها ومراقبتها وعلاجها بطرق أكثر فعالية [1]. كما يصنع العلماء مواد وأجهزة تعمل ضمن الجسم على المستوي الذري أو الجزيئي مما يسمح بنتائج محددة الهدف ومحدودة الآثار الجانبية [2].

أنواع طب النانو

  • التشخيصي: وفيه تستخدم تقنيات النانو لتحسين جودة أجهزة ومعدات التشخيص الطبي. فمثلًا يمكن للجسيمات النانوية أن تعزز تقنيات كالتصوير بالأمواج فوق الصوتية والرنين المغناطيسي لإنتاج صور أكثر وضوحًا [2].
  • العلاجي: وفيه تستخدم تقنيات النانو لتحسين جودة وفعالية العلاج الطبي، فالجسيمات النانوية صغيرة بما يكفي ويمكن التحكم بها لإرسال الأدوية إلى مكان محدد من الجسم، مما يزيد فعالية العلاج ويقلل آثاره الجانبية. ويدرس العلماء حاليًا إمكانية تطوير علاجات فردية مصممة خصيصًا لجينات المريض فيما يعرف باسم “الطب الشخصي”[2].
  • طب النانو الوقائي: وفيه يمكن الاستفادة من الجسيمات النانوية ضمن اللقاحات لتحفيز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة للفيروسات [2].
  • الطب التجديدي: يتم حاليا بالفعل استخدام جزيئات تسمى بالأنابيب النانوية الكربونية لإصلاح النسج التالفة. ويتوقع في المستقبل أننا سنتمكن من إعادة إنماء الأعصاب المتضررة وتجديدها. وكذلك قد نتمكن مع استخدام هياكل نانوية محددة ومناسبة من إصلاح خلايا الجلد البشري والعظام والعضلات وإعادتها للعمل [2].

بعض تطبيقات طب النانو اليوم وآفاقها المستقبلية

  1. استخدم طب النانو في تطوير لقاحات COVID-19، إذ تعد الجسيمات النانوية عنصرًا أساسيًا في لقاحات شركتي فايزر (PFIZER) وموديرنا (MODERNA). وتستخدم هذه اللقاحات رنا الرسول mRNA لتطوير مناعة ضد فيروس COVID-19. لكن يعرف الرنا الرسول بانهياره السريع، لذا احتاج العلماء لشيء يحمله لداخل الجسم قبل أن ينهار. ولهذا قام العلماء بوضعه داخل الجسيمات النانوية التي توصله للخلايا المناعية حيث يمكنه القيام بعمله. وتعتبر أكثر منتجات الطب النانوي اليوم هي أنظمة إيصال الدواء إلى مناطق محددة داخل الجسم. وقد سجل لقاح فايزر القائم على الجسيمات النانوية 90% فعالية للوقاية من فيروس كورونا بعد 7 أيام فقط من تلقي الجرعة الثانية [5].
  2. علاجات السرطان بطرق أكثر فعالية وأعراض جانبية أقل. نعلم أن العلاج الكيميائي يوصل أدوية مكافحة الخلايا السرطانية للخلايا كلها دون تمييز، مما ينتج آثارًا جانبية قد تؤدي للغثيان وتساقط الشعر وغيرها. ولكن سمح طب النانو للعلماء والأطباء بتوجيه العلاج نحو الخلايا السرطانية دون الخلايا السليمة. مما قلل كثيرًا من الآثار الجانبية ولا زالت الأبحاث تتطور يوميًا في هذا المجال.
  3. يستخدم الرنين المغناطيسي لإنتاج صور تشريحية للجسم والأعضاء والنسج، وتستخدم عادة مواد تباين تحقن عبر وريد المريض لتجعل الصور والتفاصيل ضمنها أكثر وضوحًا. إلا أنه مؤخرًا قدمت جسيمات النانو الفلورية تباين أفضل بكثير من مواد التباين التقليدية.
  4. يعتبر إيصال الدواء إلى الدماغ معضلة بسبب وجود الحاجز الدموي الدماغي الذي يمنع مرورها. ولكن مؤخرًا استطاعت الجسيمات النانوية بسبب حجمها الصغير عبور الحاجز الدموي الدماغي. مما يقدم وعودًا كبيرة لعلاجات أورام المخ والسكتات الدماغية والتهاب السحايا ومرض ألزهايمر.
  5. تحتوي العين أيضًا على حواجز لحمايتها من المواد الغريبة مما يجعل إيصال الدواء لهدفه عملية صعبة. وسيقدم طب النانو طرق فعالة لإيصال الدواء لهدفه في العين أيضًا. مما يساعد في علاج الملتحمة وإعتام عدسة العين وإصابات القرنية والتنكس النقعي والزرق.
  6. إصلاح إصابات الحبل الشوكي. إذ يمكن أن تساعد المواد النانوية أيضا الجسم في إصلاح تلف الأعصاب. ويسعى الأطباء إلى استخدام سقالات نانوية توجه نمو الأنسجة العصبية الجديدة.
  7. يمكن باستخدام تقنية النانو أن نقلل من عدد مرات أخذ الجرع الدوائية وحجم الجرعة، فمثلا يتطلب العلاج الحالي للضمور البقعي المرتبط بالعمر AMD حقن شهري في العين ضمن العيادة ولكن مع استخدام الجسيمات النانوية يمكن تقليل وتيرة الحقن إلى مرة كل ستة أشهر إذ تحمي الجسيمات النانوية الدواء من الجسم وتجعل تحلله أبطأ وتوصله مباشرة للهدف فيساعد ذلك بالحد من حجم الجرعة[1] .
  8. يأمل العلماء أن يتمكنوا مستقبلا باستخدام تقنية النانو من تطوير أجهزة مزروعة كناظمات الخطى والشبكات القلبية ورقائق وأجهزة استشعار صغيرة ترسل البيانات للطبيب المراقب عن بعد.
  9. التشخيص والكشف المبكر عن الأمراض من خلال مراقبة العلامات الحيوية التي تظهر على مستوى الخلية أو في الجسم في لحظة معينة. فمثلا يعتبر ارتفاع كوليسترول الدم علامة حيوية مبكرة لمرض القلب إذا اكتشف مبكرًا. وتعتبر الجسيمات النانوية أكثر حساسية لهذه العلامات ويمكن أن تعطي نتائج وقياسات أكثر دقة، بالتالي تتيح إمكانية التشخيص المبكر.

الأدوية النانوية في الأسواق

دخلت الأدوية النانوية بنجاح في الممارسات السريرية على مدى العقود الماضية بالفعل. وأدى التطور المستمر في البحوث الصيدلانية لخلق أبحاث أكثر تعقيدًا دخلت في مراحل التجارب السريرية [4]. فلدى طب النانو في الوقت الحاضر مئات المنتجات في مرحلة التجارب السريرية والتي تغطي جميع الأمراض الرئيسية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والتنكس العصبي والعضلات الهيكلية والالتهابات. ويمتلك طب النانو بالفعل ما يقارب 80 منتجًا مسوقًا بدءًا من التوصيل النانوي والمستحضرات الصيدلانية إلى التصوير الطبي والتشخيص والمواد الحيوية [3].

في الاتحاد الأوروبي يتكون سوق الطب النانوي اليوم من الجسيمات النانوية، والبلورات النانوية، والمستحلبات النانوية، والمركبات البوليميرية.

يوضح الجدول التالي أمثلة على الأدوية النانوية المعتمدة حاليا في الأسواق ضمن الاتحاد الأوروبي.

تحديات تواجه طب النانو

كما هو الحال مع أي تقنية متقدمة فإن الاحتمالات الواعدة التي يقدمها الطب النانوي في المستقبل يجب موازنتها مع المخاطر [4]. إذ ظهرت بعض المخاوف بشأن قضايا سلامة استخدام المواد النانوية طبياً. فالخصائص الفيزيائية والكيميائية المختلفة للمواد النانوية يمكن أن تؤدي لحرائك دوائية كالامتصاصية والتوزع والتمثيل الغذائي والتخلص منها وإمكانية عبور الحواجز البيولوجية بسهولة أكبر والسمية واستمراريتها في البيئة والجسم هي بعض من الأمثلة بشأن المخاوف من تطبيق المواد النانوية طبياً [4].

ويتم تنظيم سلامة منتجات الطب النانوي تمامًا مثل الأدوية والأجهزة الطبية، ويتم تقييمها سريريًا من حيث نسبة الفائدة / المخاطر للمرضى. ومثل أي أجهزة أو عقاقير طبية يتم مراقبة الأدوية النانوية بشكل صارم، وتتبع التوصيف الشامل وتقييم السمية والتجارب السريرية متعددة المراحل لتقييم نسبة الفائدة / المخاطر قبل إتاحتها للتداول بكامل إمكانياتها. ومع ذلك، من الأهمية بمكان إجراء فحص مسبق بعناية ومسؤولية لجميع الآثار الجانبية المحتملة على الإنسان والبيئة. وقد أقيمت العديد من المشاريع الأوروبية لتتعامل مع هذه القضايا [3].

رغم أنه في العقود الماضية، أدخلت العديد من تطبيقات طب النانو في الممارسات السريرية بالفعل، ومع ذلك لا يزال الطريق طويل نحو التنظيم الكامل لطب النانو وتطوير بروتوكولات توصيف خاصة به [4] .

ختاما، إن طب النانو يثير توقعات عالية لملايين من المرضى ومقدمي خدمات الرعاية الصحية والطبية لحلول واعدة للعديد من الأمراض بطرق أكثر فعالية وكفاءة.

تستفيد اليوم العديد من مجالات الرعاية الطبية بالفعل من المزايا التي تقدمها تقنيات النانو التي أدخلت في جميع مجالات الطب. ورغم ذلك لا تزال البشرية تحارب عددا كبيرا من الأمراض الخطيرة والمعقدة مثل ( السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والتصلب المتعدد وألزهايمر وباركنسون ومرض السكري بالإضافة لأنواع مختلفة من الأمراض الالتهابية والفيروسية المعدية). لمعظم هذه الأمراض تأثير سلبي على المريض والمجتمع والأنظمة الاجتماعية والتأمينية المرتبطة به. فمن الأهمية بمكان ما مواجهة هذه الآفات بالوسائل المناسبة والتي يعتقد أن طب النانو هو الأداة الرئيسية لذلك في المستقبل القريب.

المصادر
[1]. cnm hopkins.org: what is nanomedicine?
[2]. webmd: nanomedicine what to know?
[3]. etp: what is nanomedicine?
[4]. frontiersin.org
[5]. wikipedia: لقاح فايزر بيونتك

ما هو انقطاع النفس النومي؟

ما هو انقطاع النفس النومي؟

تشير التقديرات إلى أن 30 مليون أمريكي يعاني من انقطاع النفس النومي، ولكن لم يتم تشخيص حوالي 80% من الحالات لأن العديد من الأشخاص الذين ينامون لا يدركون أعراضهم الليلية. يحدث انقطاع النفس أثناء النوم في حوالي 3٪ من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، ولكنه يصيب أكثر من 20٪ من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. وبشكل عام يؤثر على الرجال أكثر من النساء. ومع ذلك تزداد المعدلات بشكل حاد عند النساء بعد انقطاع الطمث.
يمكن أن يتسبب في الحرمان من النوم قصير المدى مما قد يؤثر على الحالة المزاجية وكذلك على سلامتك في العمل وأثناء القيادة. وإذا تركت هذه الحالة بدون علاج فإنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالات المزمنة التي تهدد الحياة مثل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني، والاكتئاب.

انقطاع النفس النومي هو حالة طبية حيث يتوقف فيها التنفس عدة مرات أثناء النوم. يمكن أن يتراوح عدد المرات من حوالي خمس مرات في الساعة إلى ما يصل إلى 100 مرة أو أكثر في الساعة لمدة تصل إلى دقيقة في المرة الواحدة. عندما يتوقف الشخص عن التنفس حتى ولو للحظات يستيقظ الدماغ قليلاً إلى مرحلة أخف من النوم مما يمنع النوم الأعمق والأكثر راحة. يؤدي هذا الاستيقاظ الجزئي إلى تعطيل نمط نوم الشخص مما يؤدي إلى انخفاض جودة النوم بشكل كبير والشعور بالتعب في اليوم التالي على الرغم من أنه يبدو أن الشخص نائم طوال الليل.
يؤدي تكرار هذه الحالة بدون علاج إلى إتلاف خطير لدماغ الشخص، وجسمه عن طريق مقاطعة النوم الطبيعي وحرمان الشخص من الأكسجين أثناء نومه.
قد يكون شخيرك بصوت عالٍ وشعورك بالتعب في اليوم التالي علامات على وجود انقطاع النفس النومي رغم عدم إدراكك لذلك. في هذا المقال سنقدم بعض المعلومات التي ممكن أن تساعدك في معرفة ذلك.

أنواع انقطاع النفس النومي

هناك 3 أنواع من توقف التنفس أثناء النوم مصنفة حسب السبب في حدوثها:

1. انقطاع النفس الانسدادي النومي يحدث عندما يتقلص مجرى الهواء في الجزء الخلفي من الحلق أو عندما يُسَد أثناء النوم، مما قد يسبب الشخير حيث يتم منع الهواء من المرور بشكل طبيعي. استجابةً لانسداد مجرى الهواء عادةً ما يستيقظ الشخص، ويأخذ عدة شهقات أو أنفاسًا عميقة، وغالبًا ما تكون مصحوبة بأصوات مثل الشخير أو الاختناق. هذا النوع هو شيوعًا. حيث يصيب 10%_ 30% من البالغين في الولايات المتحدة ولكن في كثير من الحالات لا يتم تشخيصه.

2. انقطاع النفس النومي المركزي يحدث بسبب اضطراب في الاتصال بين الدماغ والعضلات التي تتحكم في التنفس. نتيجة لذلك قد يصبح التنفس ضحلًا ويتوقف مؤقتًا. انتشار هذا النوع منخفض مقارنة بالنوع الأول.

3. انقطاع النفس النومي المختلط مثلما يُشير الاسم يصاب فيه الشخص بكل من انقطاع النفس الانسدادي النومي وانقطاع النفس النومي المركزي معًا.

هل تعاني من انقطاع النفس النومي؟

لأن توقف التنفس أثناء النوم يحدث عندما تكون فاقدًا للوعي لذا هناك الملايين من الأشخاص الذين يعانون منه لا يدركون ذلك. فكيف تعرف إذا كنت أحدهم؟ طورت الجمعية الأمريكية لانقطاع التنفس أثناء النوم اختبارًا موجزًا ​​يمكنه أن يمنحك بعض الأفكار. إذا أجبت بنعم على هذه الأسئلة فقد تكون مصابًا بانقطاع النفس النومي. هل تشخر بصوت عالٍ أو منتظم؟ هل لاحظت من قبل أنك تلهث أو تتوقف عن التنفس أثناء النوم؟. هل تستيقظ وأنت تعاني من صداع؟ هل غالبًا ما تكون متعبًا أو مرهقًا أثناء النهار؟.

هل تغفو أثناء الجلوس أو القراءة أو مشاهدة التلفاز أو القيادة؟ هل تعاني غالبًا من مشاكل في التركيز أو تذكر الأشياء؟ ولكن يجب عليك زيارة الطبيب للتشخيص ومساعدتك في العلاج حتى وإن أجبت عن هذه الأسئلة بنعم.

أعراض انقطاع النفس النومي

1. الشخير: كثير من الناس يشخرون، والحقيقة أنه ليس كل شخير يعني توقف التنفس أثناء النوم. بعض الناس يشخرون من حين لآخر مثل بعد تناول الكحول. هذا الأمر طبيعي تمامًا.

لكن معظم الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم يعانون من الشخير. لذلك تميل إلى أن تكون علامة على الحالة. هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تميز الشخير الطبيعي عن الشخير المرضي: شدته، وجهارته، وتواتره.

إذا كنت تشخر من حين لآخر فربما لا يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية.

ولكن إذا كنت تشخر بصوت عالٍ كل ليلة، فإن احتمالية الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم تكون أكبر بكثير.

2. النعاس أثناء النهار: إذا كان عليك شرب عدة فناجين من القهوة لمجرد قضاء اليوم، فقد تكون مصابًا بانقطاع النفس أثناء النوم.

. غالبًا ما ينام الأشخاص الذين يعانون منه في الوقت والمكان الخطأ – أثناء القيادة أو أثناء العمل على سبيل المثال – لأنهم يستيقظون باستمرار في منتصف الليل بسبب اضطراب تنفسهم.

3. توقف التنفس أثناء النوم: بعض الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم يتعلمون عنه فقط من شركائهم. يسمي الأطباء هذا “انقطاع النفس عند الشهود”

4. ارتفاع ضغط الدم: هناك علاقة معروفة بين ارتفاع ضغط الدم وانقطاع النفس الانسدادي النومي. يعتقد بعض الخبراء أن العلاقة ثنائية الاتجاه: يعرِّضك انقطاع النفس النومي لارتفاع ضغط الدم كما أن ارتفاع ضغط الدم يجعل انقطاع النفس أثناء النوم أسوأ. الاثنان متشابكان لدرجة أنه إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فهناك فرصة جيدة للإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم أيضًا. يعاني أكثر من نصف المصابين بانقطاع النفس النومي الحاد من ارتفاع ضغط الدم. وفي الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم مما يعني أن ضغط الدم يظل مرتفعًا على الرغم من الأدوية المتعددة. هناك علامات أخرى تشير إلى أنك قد تكون مصابًا بانقطاع النفس النومي مثل الأرق، والاستيقاظ مع التهاب الحلق والصداع المتكرر في الصباح، وصعوبة في التركيز، والنسيان.

التشخيص

إذا كانت لديك الأعراض التي تحدثنا عنها يجب عليك زيارة الطبيب، وإذا اعتقد طبيبك أنك قد تكون مصابًا بانقطاع النفس النومي، فقد يحيلك إلى عيادة متخصصة في النوم لإجراء الاختبارات. في العيادة قد يتم إعطاؤك أجهزة تتحقق من أشياء مثل تنفسك وضربات قلبك أثناء النوم. سيُطلب منك ارتداء هذه الملابس طوال الليل حتى يتمكن الأطباء من التحقق من علامات توقف التنفس أثناء النوم. يمكنك عادة القيام بذلك في المنزل، ولكن في بعض الأحيان قد تحتاج إلى البقاء في العيادة طوال الليل. يمكن أن يظهر الاختبار ما إذا كنت مصابًا بانقطاع التنفس أثناء النوم ومدى شدته. يعتمد هذا على عدد المرات التي يتوقف فيها تنفسك أثناء النوم.

العلاج

لا يحتاج توقف التنفس أثناء النوم دائمًا إلى العلاج إذا كان خفيفًا. لكن يحتاج الكثير من الناس إلى استخدام جهاز يسمى جهاز ضغط المسالك الهوائية الإيجابي المستمر. هذه الآلة تضخ الهواء برفق في القناع الذي ترتديه على فمك أو أنفك أثناء النوم. هذا يستطيع المساعدة في تحسين تنفسك أثناء النوم عن طريق إيقاف ضيق مجرى الهواء لديك، وتحسين جودة نومك ومساعدتك على الشعور بتعب أقل، وتقليل مخاطر المشاكل المرتبطة بانقطاع التنفس أثناء النوم مثل ارتفاع ضغط الدم. قد يبدو استخدام الجهاز غريبًا أو محرجًا في البداية ، لكن حاول الاستمرار في استخدامه. يعمل بشكل أفضل إذا كنت تستخدمه كل ليلة. أخبر طبيبك إذا وجدت أنه غير مريح أو يصعب استخدامه. تشمل العلاجات الأخرى الأقل شيوعًا لانقطاع التنفس أثناء النوم ما يلي: جهاز تقدم الفك السفلي؛ جهاز يشبه درع اللثة يُبقي مجرى الهواء مفتوحًا أثناء النوم للمساعدة في التنفس. كذلك قد يلجأ الطبيب لإجراء عملية جراحية مثل إزالة اللوزتين إذا لزم الأمر.

بالإضافة إلى ما هو انقطاع النفس النومي؟ اقرأ أيضًا: ما هو النوم؟

مصادر ما هو انقطاع النفس النومي؟:
1. sleepapnea.org
2. nytimes.com
3. sleepfoundation.org
4. www.nhs.uk
5. sleepeducation.org

ما هي تقنية النانو وكيف بدأت؟

غالبًا ما تؤدي الأحلام والخيال البشري الخصب إلى ظهور علوم وتقنيات جديدة تماماً. ومن رحم هذه الأحلام كانت تقنية النانو ملتقى الخيال العلمي مع الحقيقة. فما هو النانو؟ وما هي تقنية النانو؟ كيف بدأت؟ وإلى أين تتجه اليوم في القرن الحادي والعشرين؟

ما هو النانو “NANO”؟

قبل أن نبدأ الحديث عن تقنية النانو لنلقي نظرة عن مفهوم النانو. تُشتق البادئة “nano” من الكلمة اليونانية القديمة “nanos” والتي تعني القزم. أما اليوم فتستخدم على مستوى العالم كبادئة تعني عامل بالشكل (9-)^10. وإذا قرنت كلمة نانو مع كلمة متر ستجلب مصطلح النانو متر والذي يشير إلى وحدة قياس مكاني تساوي جزء واحد من مليار جزء من المتر أو من (وحدة القياس).

اقتُراح مفهوم “النانومتر” لأول مرة من قبل “ريتشارد أدولف زيجموندي – Richard Adolf Zsigmondy”، الحائز على جائزة نوبل عام 1925 في الكيمياء، لوصف حجم الجسيمات.

ريتشارد أدولف زيجموندي

لمساعدتكم في تخيل النانومتر نستعرض المثال التالي:

لنفرض أننا قطعنا متراً إلى 100 قطعة متساوية، فسيكون حجم كل قطعة سنتيمتراً واحداً هذا يعادل حجم مكعب السكر. إذا قطعنا السنتيمتر إلى مائة قطعة متساوية، فستكون كل قطعة مليمترًا واحدًا. يتراوح حجم حبة الرمل من 0.1 مم إلى 2 مم. ويمكن رؤية الأشياء الصغيرة مثل المليمتر بالعين المجردة ولكن عندما تقل أبعاد الجسم عن المليمتر فقد يكون من الصعب تمييزها.

إذا قمنا بتقطيع المليمتر إلى مائة قطعة متساوية فسيكون طول كل قطعة ميكرومتراً. ويبلغ قطر الشعرة من 40 إلى 50 ميكرومتراً. وعادة لا يمكن رؤية الأشياء على هذا المقياس بأعيننا، بل يمكن تصورها باستخدام عدسة مكبرة أو مجهر ضوئي.

إذا قطعنا ميكرومتراً إلى ألف قطعة متساوية، فسيكون طول كل قطعة نانومتراً! وعندما تكون الأشياء صغيرة إلى هذا الحد لا يمكننا ملاحظتها بأعيننا أو بالمجهر الضوئي. وتتطلب هذه الأشياء الصغيرة أداة خاصة للتصوير. إذ يبلغ الحمض النووي 2 نانومتر، والذرات تكون أصغر من نانومتر. فالذرة الواحدة تبلغ قرابة 0.1-0.3 نانومتر، اعتمادًا على نوع العنصر.

توضيح لمقياس النانومتر مقارنة بحجوم المواد

ما هي تقنية النانو؟

تعرف بأنها أي تقنية تتم على مواد من المقاييس النانوية، فهي العلوم والهندسة والتكنلوجيا التي يتم إجراؤها على نطاق 1 – 100 نانومتر. وتتيح فهم المواد والتحكم بخواصها على المستوي الذري والنووي للتخطيط لعناصر جديدة تنتج ظواهر جديدة لتطبيقات جديدة. حيث تظهر المواد المعدلة على المستوي النانوي خصائص (فيزيائية، وبصرية، وحرارية، وميكانيكية، وكهربائية، وإلكترونية، وغيرها…) فريدة وجديدة تماماً.

تقسم المكونات النانوية إلى هياكل بحسب أبعادها كالتالي:

  • العناقيد النانوية: هي هياكل تتراوح من 1 إلى 100 نانومتر في كل بُعد مكاني. يتم تصنيف هذه الهياكل على أنها هياكل نانوية صفرية البعد 0D.
  • الأنابيب النانوية والأسلاك النانوية: لها قطر بين 1 و100 نانومتر وطول يمكن أن يكون أكبر من ذلك بكثير. ويتم تصنيف هذه الهياكل على أنها هياكل نانوية أحادية البعد 1D.
  • السطوح ذات النسيج النانوي أو الأغشية الرقيقة: يتراوح سمكها بين 1 و100 نانومتر، في حين أن البعدين الآخرين أكبر بكثير. ويتم تصنيف هذه الهياكل على أنها هياكل نانوية ثنائية الأبعاد2D .
  • أخيرًا، المواد الضخمة: ذات الأبعاد التي تزيد أبعادها الثلاث عن 100 نانومتر من الهياكل السابقة تسمى الهياكل النانوية ثلاثية الأبعاد 3D.
أنواع الهياكل النانوية بحسب أبعادها.

ما مقدار أهمية تقنية النانو اليوم؟

تعلمنا تقنية النانو فهم العالم الذي نعيش فيه وتمكننا من فعل أشياء مثيرة للاهتمام عندما ننتقل للمقاييس النانوية.

فعلم النانو وتقنياته يمكن أن يساعدا في إعادة تشكيل العالم من حولنا. إذ نعلم أن كل شيء من حولنا يتكون من ذرات _ الطعام، الملابس، الأبنية، وأجسادنا _ مرتبة بطريقة محددة لتقوم بوظائف محددة، يمكننا أيضًا باستخدام علوم وتقنيات النانو التلاعب وإعادة ترتيب الأجزاء في المواد المختلفة لإنتاج نماذج محددة تقوم بوظائف محددة.

وهناك قضية مهمة لنأخذها في الحسبان وهي أن خصائص الأشياء تتغير عندما تصبح أصغر. بالتالي، عندما يتم التلاعب بالمادة وإعادة تنظيمها على مقياس النانو، سيتمكن العلماء من ضبط خصائص المادة بدقة.

تاريخ تقنيات النانو

منذ حوالي النصف قرن لم تكن تقنية النانو أكثر من مجرد خيال علمي، ثم في عام 1959 قدم الفيزيائي ريتشارد فاينمان الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء خلال اجتماع للجمعية الفيزيائية الأميركية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (CalTech) محاضرة عن مفهوم التلاعب بالمادة والتحكم بها على المستوي الذري. خلق فاينمان بذلك نهجًا جديدًا للتفكير، وبدأت رحلة إثبات صحة فرضياته منذ ذلك الحين. ولهذا السبب يعتبر المؤسس الأول لتقنية النانو.

ريتشارد فاينمان

بعد أكثر من عقد من الزمان، صاغ البروفيسور ” Norio Taniguchi ” مصطلح تقنية النانو (nano-technology).

Norio Taniguchi

ومع ذلك، فإن العصر الذهبي لتقنية النانو بدأ فقط في عام 1981، عندما تم تطوير واستخدام مجهر المسح النفقي الذي مكننا من رؤية الذرات الفردية. وشهدت بداية القرن الحادي والعشرين اهتمامًا متزايدًا بالمجالات الناشئة في علم وتقنيات النانو. ففي الولايات المتحدة دعا الرئيس السابق بيل كلينتون إلى تمويل الأبحاث في هذه التقنية الناشئة خلال خطاب ألقاه في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في 21 يناير 2000.

وبعد ثلاث سنوات وقع الرئيس جورج بوش على قانون البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا النانو للقرن الحادي والعشرين. وقد جعل هذا التشريع لأبحاث تقنيات النانو أولوية وطنية وخلق مبادرة تقنية النانو الوطنية (National Nanotechnology Initiative) (NNI) والتي لا زالت قائمة حتى اليوم.

حاضر ومستقبل تقنيات النانو

في إطار زمني يقارب النصف قرن، أصبحت تقنية النانو الأساس لتطبيقات صناعية رائعة.

اليوم:

تؤثر تقنية النانو على حياة كل إنسان، والفوائد المحتملة منها كثيرة ومتنوعة. ونرى أنها تدخل في العديد من القطاعات مثل:

  • إدارة وسلامة الغذاء والصناعات الغذائية ومستحضرات التجميل لتحسين الإنتاج ومدة الصلاحية والتوافر البيولوجي وغيرها…
  • إدارة البيئة وتنظيفها وهي واحدة من أكبر مشاكل العالم الحقيقي وأكثرها إلحاحا. ستساعد تقنية النانو في حماية البيئة والمناخ من خلال توفير الطاقة والمياه وتقليل الغازات الدفيئة والنفايات الخطرة مع زيادة متانة المواد التي تدوم لفترة أطول وتقلل إنتاج النفايات، وإنتاج الطاقة المتجددة والمستدامة.
  • قطاع التقنيات الرقمية وتعتبر المدخل الرئيسي لعالم رقمي أصغر وأكثر كفاءة.
  • القطاعات الصحية فهي اليوم تستخدم للوقاية التشخيص والعلاج. وتزيد تقنية النانو من فعالية التصوير الطبي التشخيصي مما يجعل العلاجات أكثر فعالية.
  • ونرى اليوم الكثير من المحاولات لتطوير أنظمة توصيل الدواء للعديد من الأمراض وخاصة دون المستوي الذري. حيث يساعد تغليف الجسيمات النانوية على توصيل الدواء مباشرة للخلايا السرطانية. كما يقلل مخاطر تلف النسج السليمة، مما يغير بشكل جذري الطريقة الحالية المتبعة لعلاجات السرطان. ويقلل بشكل كبير من الآثار السامة للعلاج الكيميائي.

في المستقبل:

فيعتبر العصر الناشئ في الطب هو ” طب النانو” وحصرًا عصر ” الروبوتات النانوية ” التي يمكنها إكمال المهام بطريقة آلية. وتتمتع الروبوتات النانوية بالقدرة على الاستشعار وتمييز الصديق من العدو والاستجابة بتقديم حمولاتها الدوائية وذلك كله على مستوى النانو.

وتسخر تقنية النانو اليوم التقدم الحالي في الكيمياء والفيزياء وعلوم المواد والتقنيات الحيوية لإنشاء مواد جديدة لها خصائص فريدة بفعل هياكلها المحددة على مقياس النانومتر.

كما أدت البحوث العلمية في هذه الأفكار وغيرها على مستوى النانو إلى ابتكارات مثيرة للاهتمام. ورغم ذلك لا تزال تقنية النانو في مرحلة الاستكشاف المبكرة جداً، ولكنها تتطور بشكل سريع. فرغم أن آليات مكافحة الأمراض دون الذرية كانت خيالًا علميًا لعقود من الزمن، فقد اقتربنا اليوم من جعل هذه الفكرة حقيقة. وعلى الرغم من الطبيعة المعقدة للمواد النانوية إلا أن مستقبل تقنية النانو يبدو مشرقاً جداً.

المصادر:

.Haick, P. H. (2013). Nanotechnology and Nanosensors
JE Hulla, S. S. (2015). Nanotechnology: History and future. Human and Experimental Toxicology, p. 42
.kohler, J. M. (2021). Challenges for Nanotechnology. Encyclopedia
.Sakhare, D. (2022). Nanotechnology Applications in Science and Technology

 

وداعًا تصبغات الأسنان بعد هذا المقال

واحدة من أهم العلامات التي تجذب الناس إليك هي مظهرك العام، ويندرج تحتها مدى صفاء ابتسامتك. فكيف لو كانت تلك الابتسامة تشوبها بعض التصبغات؟ تعتبر شكوى المرضى لطبيب الأسنان من اصفرار أسنانهم أو بعض التصبغات الأخرى شكوى تجميلية. فقد تتعجب من أن بعض التصبغات تعتبر طبيعية، ولا تؤثر على صحة الأسنان كالاصفرار الطبيعي الناتج عن التقدم في العمر. ولكن هناك تصبغات داخلية وخارجية قد تكون علامة على وجود مشكلة ما في الأسنان، وتحتاج تدخل طبي لحل تلك المشكلة. ولو لاحظت، ستجد أن مشكلة التصبغات تلك، يعاني منها البالغين بكثرة لعدة أسباب سنتعرف عليها. وستتعرف كذلك إلى كيفية إزالة تلك التصبغات، وطرق الوقاية منها.

ما هي أسباب تصبغات الأسنان؟

تختلف تصبغات الأسنان في حدتها باختلاف العوامل التي تسببت في تلك التصبغات، فقد قسمها العلماء إلى عوامل خارجية وعوامل داخلية. وتختلف كذلك طرق الوقاية والعلاج باختلاف العامل الذي تسبب في تلك التصبغات.

التصبغات الخارجية

تتسبب العوامل الخارجية في صبغ طبقة المينا التي تحيط بالأسنان من الخارج، وتختلف من إصفرار بسيط حتى تصل إلى البني والأسود. وربما تكون تلك التصبغات مصاحبة لبعض الأضرار التي قد تحدث للسطح الخارجي للأسنان، كبعض الخدوش.

ويعتبر التدخين واحد من أبرز العوامل الخارجية التي تسبب تغير لون الأسنان الطبيعي إلى الأصفر الداكن، حتى البني والأسود كذلك. وعادة ما تكون تلك التصبغات بارزة في الجزء الخلفي من الأسنان، نظرًا لطريقة وضع السيجارة في الفم وتركز الدخان والحرارة في تلك المنطقة. وكلما طالت مدة وجود التبغ داخل الفم، زاد اختراق التصبغات إلى طبقات أعمق في مينا الأسنان، ويعد مضغ التبغ إحدى الأمثلة على ذلك.

كما أن الكافيين كذلك من العوامل الخارجية الشائعة التي تؤدي إلى تصبغات الأسنان، وكلما زاد تناول الشخص للشاي والقهوة، زادت تصبغات أسنانه. ويعاني مدمني الشاي والقهوة من اصفرار أسنانهم ووجود بعض التصبغات البنية والسوداء التي تعكر عليهم صفو ابتسامتهم. ويوجد كذلك العديد من الأطعمة التي تحتوي على ملونات، والتي تتسبب في صبغ الأسنان، وقد يصعب تجنبها. ولكن من الجدير بالذكر أن هناك طرق للوقاية وعلاج التصبغات الخارجية بشكل سهل وسلس.

التصبغات الداخلية

تعتبر التصبغات الداخلية أشد صعوبة من تلك الخارجية، وذلك لأنها تمتد إلى الطبقة الأعمق من طبقة المينا، وهي «طبقة العاج-Dentine». ويعتبر دواء «التتراسيكلين-Tetracycline» أحد العوامل المسببة للتصبغات الداخلية. وتزداد درجة التصبغ، كلما زادت الجرعة والمدة التي يتعرض لها المريض. وتصبح الأسنان أكثر حساسية للتصبغات بالتتراسيكلين في مراحل تكون الأسنان اللبنية والدائمة. وتحدد تلك الفترة بين الثلث الثاني في أشهر الحمل للجنين، وحتى عمر 8 سنوات بعد الولادة.

مراحل التصبغ بالتتراسيكلين

وينقسم تصبغ الأسنان بالتتراسيكلين إلى 4 مراحل، تحددها مدة وجرعة التعرض للدواء. في المرحلة الأولى تكون الأسنان صفراء، وفي أحيانٍ أخرى رمادية أو بنية، ولا وجود لأي اختلاف على سطح السن أو وجود خطوط مركزة من تلك الألوان. بل تكون الأسنان ذات لونٍ موحد، وتستجيب بشكل فعال إلى التبييض في جلستين إلى ثلاث جلسات.

ثم تكتسب الأسنان لون رمادي داكن في المرحلة الثانية، وكما في المرحلة الأولى، لا يلحظ المرضى على أسنانهم أحزمة من التصبغات. ويمكن للمرضى في تلك المرحلة كذلك أن تتم معالجة تصبغات أسنانهم بواسطة التبييض في أربع إلى ست جلسات.

أما المرحلة الثالثة والرابعة، فتكون الأسنان ذات تصبغات أشد، وقد تلاحظ بعض التصبغات الزرقاء زائدة على التصبغات الأخرى. وعادة لا تستجيب الأسنان في المرحلة الرابعة للتبييض، أما في المرحلة الثالثة فتكون استجابتها أقل من المرحلة الثانية. ولا يمكن إزالة جميع تصبغات المرحلة الثالثة بالتبييض فقط. لذلك فإن الحل في كلتا الحالتين يكون عن طريق التركيبات التجميلية للأسنان.

ويعد كذلك التعرض بشكل كبير إلى الفلورايد، أحد العوامل التي تسبب التصبغات الداخلية في فترة تكون الأسنان خاصةً. وتختلف شدتها بين تصبغات بسيطة، إلى ثغور صغيرة في طبقة المينا، والتي تتسبب في تجميع الملونات، فتكون الأسنان بين البنية والرمادية. في مراحل التعرض البسيطة للفلورايد، يكفي المريض أن يقوم بجلسات التبييض، وكلما زاد الضرر تحولت خطة العلاج إلى التركيبات.

أسباب أخرى للتصبغات الداخلية

وقد تحدث التصبغات الداخلية نتيجة لآفة في «لب الأسنان-tooth pulp». وقد تحدث تلك الآفة نتيجة لأذى في السن يتبعه «رضّ-Trauma». حيث يتكسر الهميوجلوبين نتيجة للرض أو الصدمة، ويتجمع الدم داخل السن في طبقة العاج مما يؤدي إلى تلون السن باللون الوردي، ومع الوقت يتحول للبني وأخيرًا الأسود. أما إذا أصيب السن بأي آفة أخرى كالتسوس العميق، أو الآفات المتكونة حول جذور السن، فيتحلل لب السن ويتعفن ويسبب تلونه باللون الرمادي. وفي كلتا الحالتين فإن العلاج يجب أن يبدأ بعلاج جذور الأسنان أولًا.

طرق الوقاية والعلاج من تصبغ الأسنان

قد تكون الوقاية من التصبغات أمر شبه مستحيل، وذلك لأن التقدم بالعمر وحده دون عوامل أخرى يتسبب في تغير لون الأسنان. ولكن يمكنك مع العناية بنظافة الأسنان، والتقليل من الأطعمة والمشروبات الملونة، وبالتأكيد الابتعاد عن التدخين من تقليل تقدم التصبغات والمحافظة على صحة ولون الأسنان. إذ أن تجنب السبب يعد من أهم سبل الوقاية، فمثلًا دواء التتراسيكلن يعد من الأدوية المحظورة على الحوامل، ونسبة الفلورايد التي يتعرض لها الجنين والطفل يجب أن تكون في النطاق الطبيعي. ومشاكل الأسنان من تسوسات وأمراض لثة يجب الالتفات لها ومعالجتها بشكل دوري.

يمكن إزالة التصبغات السطحية عن طريق تنظيف وتلميع الأسنان بواسطة طبيب الأسنان بشكل دوري على مدار العام. في عدد زيارات يحددها الطبيب، عادة تكون مرة كل ستة أشهر. وفي بعض حالات التصبغ الناتجة عن التعرض بشكل كبير إلى الفلورايد، فإن «الكحت الدقيق-Micro Abrasion» مع التبييض، قد يكون حلًّا فعال بديل عن التركيبات، وأكثر حفاظًا على طبقة المينا. وبعد إزالة طبقة دقيقة من المينا، يضاف لها معجون وقائي من الفلورايد لتقوية سطح الأسنان.

أما في حالات التصبغ العميق فإن العدسات التجميلية تعد حلّا لتلك المشكلة، بعد إزالة طبقة من المينا، والتي تكون قد تعرضت إلى التصبغات بشكل كبير. وفي الحلات التي تعاني من تصبغات شديدة، فإن التركيبات التاجية تعد هي الحل لتلك المشكلة. ولكن العديد من المرضى لا يفضلون أن تبرى أسنانهم بشكل كامل، ويفضلون الحلول الأقل ضررًا لسطح الأسنان الطبيعي.

ويعتبر التبييض هو العلاج الأمثل والرائج في الوقت الحالي لمشكلة التصبغات، وكذلك الأكثر حفاظًا على طبقة المينا من حلول التركيبات. وهو حل فعال للأسنان سواء كانت عادية أو تعرضت لعلاج الجذور. وتعطي جلسات التبييض شكل مرضي بدرجة كبيرة للمرضى، وتناقش خطة العلاج وطرق المحافظة على الأسنان مع الطبيب للمحافظة والاستفادة من التبييض لأطول فترة ممكنة.

المصادر:

Research Gate

الهبات الساخنة وكيف تتعاملين معها؟

بمجرد وصول المرأة إلى سن اليأس، يبدأ الشعور بالهبات الساخنة الذي قد يستمر لمدة 6 أشهر إلى 5 سنوات. ولدى بعض النساء قد تصل لمدة 10 سنوات أو حتى أكثر، ووفقًا لجمعية سن اليأس في أمريكا الشمالية (NAMS). فما هي الهبات الساخنة وكيف تتعاملين معها ؟

اثنتان من الشكاوى الأكثر شيوعًا حول انقطاع الطمث هما الهبات الساخنة والتعرق الليلي. إذ تعاني أكثر من ثلثي النساء في أمريكا الشمالية من هذه الأعراض. كما أنها تؤثر على النساء اللائي يدخلن سن اليأس بعد العلاج الكيميائي أو الجراحة لإزالة المبايض.

ما هي الهبات الساخنة؟

شعور مفاجئ بالحرارة الشديدة، مصدرها ليس خارجي. قد تكون مرتبطة بتغيرات في الدورة الدموية، تبدأ باتساع في الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد لتبرد. مما يجعلك تتعرقين وخاصة الجزء العلوي من الجسم، يصاحبه الشعور بالدفء في البشرة، واحمرار في الوجه والرقبة.
تعاني بعض النساء من تسارع في معدل ضربات القلب أو قشعريرة أيضًا. وقد تحدث أثناء النوم، وهنا تسمى تعرق ليلي، وهي تصعب من الحصول على قسط الراحة الكافي.

كم من الوقت تدوم الهبات الساخنة؟

بينما تزول بعض الهبات الساخنة بعد بضع ثوانٍ، قد تستمر أخرى لأكثر من 10 دقائق. في المتوسط، تستمر الهبات الساخنة حوالي أربع دقائق. كما يختلف تواتر الهبات أيضًا. إذ تعاني بعض النساء من بضع هبات ساخنة أسبوعيًا، بينما قد تتعرض أخريات لعدة هبات في الساعة. حوالي 2 من كل 10 نساء لا يصبن بهبات ساخنة أبدًا، وقد تلازم أخريات لمدة 11 عامًا أو أكثر. في المتوسط، تصاب النساء بهبات ساخنة أو تعرق ليلي لمدة 7 سنوات.

ما الذي يسبب الهبات الساخنة؟

هناك دليل واضح على أن الهبات الساخنة تنتج عن تغيرات هرمونية في الجسم. كما تجري دراسة لتوضيح علاقتها بالمشاكل الصحية الأخرى، مثل مرض السكري. يُعتقد أن السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي تزيد من حدوث الهبات الساخنة. هناك بعض المحفزات تجعل من الهبات أكثر تواتر أو أكثر حدة، سأذكر الشائع منها:

  • شرب الكحول.
  • استهلاك المنتجات التي تحتوي على الكافيين.
  • تناول الأطعمة الحارة.
  • التواجد في غرفة ساخنة.
  • الشعور بالتوتر أو القلق.
  • ارتداء ملابس ضيقة التدخين أو التعرض لدخان السجائر.

تغير نمط الحياة

قبل البدء في تناول الدواء، حاولي أولًا إجراء تغييرات على نمط حياتك.

  • استخدمي المراوح أثناء النهار.
  • ارتدي ملابس خفيفة الوزن فضفاضة مصنوعة من القطن.
  • جربي التنفس البطني العميق والبطيء (من 6 إلى 8 أنفاس في الدقيقة). ممارسة التنفس العميق لمدة 15 دقيقة في الصباح، و 15 دقيقة في المساء، وعندما تبدأ الهبات الساخنة.
  • تمرني يوميًا كالمشي والسباحة وركوب الدراجات والرقص، جميعها خيارات جيدة.
  • قللي درجات الحرارة بمحيط تواجدك، واشربي الماء البارد عند بداية الشعور بالهبات الساخنة.
  • تجنبي الكحوليات والأطعمة الغنية بالتوابل والكافيين. وسيفيدك الإقلاع عن التدخين أيضًا.
  • حافظي على وزن صحي.

الأدوية غير الهرمونية لعلاج الهبات الساخنة

إذا لم تكن التغييرات في نمط الحياة كافية لتحسين الأعراض، فقد تعمل الخيارات غير الهرمونية للتحكم في الهبات الساخنة. قد يكون هذا خيارًا جيدًا إذا كنت غير قادر على تناول الهرمونات لأسباب صحية أو إذا كنت قلقًا بشأن المخاطر المحتملة.

  • الباروكستين: وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام الباروكستين لعلاج الهبات الساخنة، وهو أحد مضادات الاكتئاب الانتقائية من مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRI). وفي هذه الحالة يستخدم بجرعة أقل مما لو كان يستخدم لعلاج الاكتئاب.
  • ربما سمعت عن الكوهوش الأسود أو DHEA أو الايسوفلافون الصويا: وتستخدم لعلاج الهبات الساخنة. لكن لم تثبت فعالية هذه المنتجات، وبعضها يحمل مخاطر مثل تلف الكبد.
  • فيتويستروغنز: هي مواد شبيهة بالإستروجين توجد في بعض الحبوب والخضروات والبقوليات (مثل فول الصويا) والأعشاب. قد تعمل في الجسم مثل شكل ضعيف من هرمون الاستروجين، ولكن لم يتم إثبات فعاليتها، كما أن سلامتها على المدى الطويل غير واضحة.

استخدام الهرمونات لعلاج الهبات الساخنة والتعرق الليلي

الهرمون مادة كيميائية ينتجها عضو مثل الغدة الدرقية أو المبيض. أثناء فترة انقطاع الطمث. وبمرور الوقت ينخفض إنتاج الهرمونات من المبيض مثل الإستروجين والبروجسترون. ويُعتقد أن مثل هذه التغييرات تسبب الهبات الساخنة وأعراض انقطاع الطمث الأخرى.

العلاج بالهرمونات يثبّت مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون في الجسم، وهو علاج فعال للغاية للهبّات الساخنة لدى النساء القادرات على استخدامه. ويمكنهم أيضًا المساعدة في علاج جفاف المهبل والنوم والحفاظ على كثافة العظام.

وتسمى أحيانًا العلاج الهرموني لانقطاع الطمث أو MHT، وهي موجودة على شكل حبوب، أو لاصقات، أو غرسات، أو مواد هلامية، أو كريمات. وقد تكون اللصاقات، وهي الأفضل للنساء المصابات بعوامل الخطر القلبية، مثل تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب.

هناك مخاطر مرتبطة بتناول الهرمونات، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والجلطات الدموية وسرطان الثدي وأمراض المرارة والخرف. وتختلف المخاطر حسب عمر المرأة وما إذا كانت قد خضعت لعملية استئصال الرحم. النساء اللواتي لا يزال لديهن رحم يأخذن هرمون الاستروجين مع البروجسترون أو علاج آخر لحماية الرحم. ويُضاف البروجسترون إلى الإستروجين لحماية الرحم من السرطان، ولكن يبدو أيضًا أنه يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم والسكتة الدماغية.

المصادر

7 خرافات حول المهبل

7 خرافات حول المهبل

إن الأساطير حول المهبل موجودة منذ أجيال، وكانت هناك حكايات مروعة عن المهبل.
اليوم كذلك هناك انتشار واسع لشائعات حول المهبل ونظافته مثلًا هناك إعلانات تروج للاستخدام اليومي للغسول المهبلي بدون وجود دليل على فائدته كما هناك ترويج للعديد من المنتجات الأخرى.

يمكن أن يكون مقدار المعلومات الخاطئة الموجودة ضارًا للغاية.

وللأسف الكثير مما نسمعه عن المهبل غير حقيقي مثل القول السائد بأنه لا ينبغي أن تكون هناك إفرازات للمهبل إلا إذا كان مريض، هذه المعلومات الخاطئة وغيرها ليست فقط غير دقيقة، ولكنها يمكن أن تجعلنا نشعر أيضًا بكل أنواع الخجل والتوتر غير الضروريين.

من المهم التحدث عن المهبل بطريقة صحيحة وبطريقة أكثر انفتاحًا لذا سنتحدث في هذا المقال عن 7 خرافات شائعة حول المهبل.

خرافة 1: الإفرازات تعني أن هناك شيئًا خاطئًا

وجود الإفرازات المهبلية شيء طبيعي عند معظم النساء خاصة في منتصف الدورة عند الإباضة سيكون لديهن المزيد من الإفرازات ويكون مخاطي. قد تكون الإفرازات قليلة قبل فترة الحيض مباشرةً وعندما تنتهي الدورة. لذلك ستعتاد معظم النساء على مر السنين على ما هو طبيعي بالنسبة لهن. تقل الإفرازات عند النساء في سن اليأس، والمدخنات واللواتي يتناولن حبوب منع الحمل أو مضادات الهيستامين.

المفتاح هو ملاحظة ما هو طبيعي بالنسبة لك ثم زيارة طبيب أمراض النساء الخاص بك إذا لاحظت أي تغييرات، مثل الرائحة الكريهة أو الدم مما ربما يشير إلى وجود عدوى. وإذا كنت قلقة من أن لديك إفرازات كثيرة جدًا، وكانت لديك كمية كبيرة من المواد الجافة المتقشرة في ملابسك الداخلية كل يوم، أو كنتِ تشعرين بالحاجة إلى ارتداء بطانة اللباس الداخلي كل يوم فلا بأس بزيارة الطبيب.

خرافة 2: هناك شيء خاطئ إذا لم تحدث لك هزات الجماع من المهبل

الحقيقة هي أن الكثير من النساء لا تصل لهزات الجماع من الجماع المهبلي في حد ذاته. في إحدى الدراسات الحديثة وجدت أن 18٪ فقط من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع إن الجماع وحده يمكن أن يمنحهن النشوة الجنسية. في دليل الصحة الإنجابية للإناث، كتبت الدكتورة ماري جين مينكين أخصائية أمراض النساء بجامعة ييل أن العديد من النساء بحاجة إلى نوع من تحفيز البظر لتحقيق ذلك.


بل ويجادل بعض الباحثين والأطباء في مجال الجنس بأنه لا يوجد شيء مثل “النشوة الجنسية المهبلية” على أي حال. وبدلاً من ذلك يقولون إن كل هزة الجماع تحدث بسبب التحفيز المباشر أو غير المباشر للبظر.

هذا منطقي أكثر بمجرد أن تعرف أن معظم البظر مخفي داخل الجسم. يمكن أن تعرف الكثير عن هذا الموضوع من مقال ما هي قصة اكتشاف البظر؟

خرافة 3: يجب أن تظهر أعراض على المهبل في الأمراض المنقولة جنسياً

في حين أن بعض النساء تظهر عليهن أعراض الكلاميديا، ​​أو السيلان، أو الهربس، أو الزهري ، إلا أن هناك بعض الالتهابات التي لن تسبب أي أعراض على الإطلاق. في الواقع ما يزيد عن 50٪ من النساء المصابات بالكلاميديا على سبيل المثال لن يعرفن أنهن مصابات به. وفي النساء يمكن أن تؤدي بعض الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي غير المعالجة إلى العقم والضرر الدائم للجهاز التناسلي، وبالتالي تعتبر الاختبارات المنتظمة للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي مهمة جدًا.

خرافة 4: يجب أن يكون للمهبل رائحة فاكهية أو لطيفة

المهبل عضو ذاتي التنظيف وبه بكتيريا طبيعية للحفاظ على صحته. هذه البكتيريا لها رائحة عفنة طبيعية. يجب أن تكون رائحة المهبل كرائحة المهبل! ليست زهرة أو فاكهة أو أي شيء آخر.

محاولة تنظيف المهبل بالغسول، أو المنظفات الإضافية يمكن أن يسبب خللًا في صحة المهبل مما يسبب أحيانًا التهابات مثل التهاب المهبل الجرثومي أو الخميرة. تجنب هذه الالتهابات عن طريق غسل الأعضاء التناسلية الخارجية (الفرج) فقط بقطعة من الصابون العادي غير المعطر.

خرافة 5: كثرة ممارسة الجنس تؤدي إلى إرخاء المهبل

عندما تثار يصبح المهبل مشحمًا بشكل طبيعي ويتمدد ليستوعب. كل هذا ينعكس بمجرد انتهاء حالة الاستثارة. على الرغم من أن المهبل قد يبدو أضيق قليلاً في حالات معينة أو أكثر مرونة في حالات معينة إلا أنه عضو مرن للغاية وملائم، وغني جدًا بالأعصاب وإمدادات الدم. ويجب الأخد بعين الاعتبار أن الولادة المهبلية يمكن أن تحدث بعض التغيرات في المهبل، ولكن تمارين قاع الحوض (المعروفة أيضًا باسم كيجل) يمكن أن تساعد.

خرافة 6: يجب إزالة شعر العانة لتنظيف المهبل

لا يوجد دليل يثبت هذا القول بل يعتبر شعر العانة هو خط الدفاع الأول ضد الغزاة الذين يمكن أن يسببوا الحكة، والتهيج، والالتهابات وبالتالي يمكن أن يقي الشعر المهبل من البكتيريا.

خرافة 7: يتبلل المهبل خلال الإثارة الجنسية فقط

عندما يتبلل المهبل يعني أن الأنثى تريد ممارسة الجنس! خطأ يمكن أن يتبلل المهبل لعدة أسباب. تسبب الهرمونات إفراز مخاط عنق الرحم يوميًا. كما يحتوي الفرج على نسبة عالية من الغدد العرقية التي يمكن أن تنتج تلقائيًا تزييتًا عند لمس المهبل بغض النظر عن الإثارة.

وبالتالي تذكر: لا ينبغي أبدًا اعتبار البلل المهبلي علامة على الموافقة على ممارسة الجنس. يجب أن تكون الموافقة شفهية.


بالإضافة إلى هذا الخرافات هناك العديد منها والتي تحدثنا عنها في مقالات سابقة مثل استخدام المنظفات للمهبل، والنزيف عند الجماع لأول مرة دليل على العذرية، وأن الفرج والمهبل تركيب واحد.


مصادر 7 خرافات حول المهبل:
1. healthline.com
2. thebirthcenter.com
3. insider.com

كيف تختار معجون الأسنان الأنسب لأسنانك؟

يتساءل العديد من الأشخاص عن معجون الأسنان الأنسب لأسنانهم. إن معجون الأسنان لا يقل أهمية عن فرشاة الأسنان، واختيارهم بشكل سليم يساعد في عملية تنظيف الأسنان بطريقة صحية. وقد تعددت أهداف استخدام معجون الأسنان وتباينت بين التنظيف وإزالة الرائحة الكريهة، إلى التبييض والتجميل. كما تقوم بدور مهم في العناية بصحة اللثة والوقاية من أمراض الفم المختلفة. ولكن بسبب تعدد أسماء الشركات التي تنتج معاجين الأسنان والتنافس فيما بينها، فإن العديد منّا يقع فريسة للدعاية والإعلانات بدلًا من شراء المعجون الأنسب للأسنان. لذلك يجب عليك الانتباه إلى مكونات معجون الأسنان لتحقيق الغاية من استخدامه.

كيف بدأ معجون الأسنان؟

يعتقد البعض أن معجون الأسنان هو ابتكارٌ حديث، ولكن الفكرة وجدت من قديم الزمان في 3000 إلى 5000 ق.م. استخدم المصريون القدماء مزيج من رماد حوافر الثيران بالإضافة إلى نبات المر، وقشر البيض والصخور الاسفنجية، لتنظيف الأسنان وتلميعها. واستخدم الفرس مزيج من القواقع والمحار، بالإضافة إلى الجبس والعسل وبعض الأعشاب لتنظيف الأسنان منذ 1000ق.م. أما الرومان فقد أضافوا النكهات إلى تلك المعاجين للتغلب على النفس كريه الرائحة، ولكنّها كانت نكهات تتراوح بين الفحم ولحاء الأشجار. أضاف الصينيون لتلك النكهات النعناع والجنسنغ، لتمتاز خلطتهم بالرائحة الزكية الجذابة.

رغم قدرة تلك الخلطات على تنظيف الأسنان، إلا أنها كانت مدمرة لطبقة المينا. إذ تسببت في تآكل الأسنان بشكل سريع لما تحتويه من حبيبات شديدة الخشونة على سطح الأسنان. كما كانت نكهتها غير مستساغة، مما أدى إلى استخدامها بشكل محدود، إضافة إلى التكلفة العالية التي قصرت استخدامها على المقتدرين ماديًّا. وهذا ما سعى العلم لتغييره، وتوالت المحاولات لإنتاج معجون يقوم بالتنظيف والوقاية من الأمراض، بالإضافة إلى نكهة مستساغة وتحسين رائحة الفم. ولكن لم تكن تلك المعادلة بالسهلة، فقد واجه العلماء عدة صعوبات للوصول إلى ما يعرف اليوم بمعجون الأسنان. فقد طور العلماء شيئًا فشيئًا العناصر المضافة بداية من بودرة تنظيف الأسنان، مرورًا بعجنها مع الجلسرين، وصولًا إلى طفرة إضافة الفلورايد. ومما لا شك فيه أن العلم لا زال يطور من العناصر المضافة لمعاجين الأسنان حتى يومنا الحالي.

مما يتكون معجون الأسنان؟

يتكون معجون الأسنان من مادة كاشطة لتنظيف طبقة البلاك وبقايا الطعام. مضاف إليها نكهات وروائح ليتم تقبلها أثُناء الاستخدام. تختلف العناصر وفقًا لقدرتها على تنظيف الأسنان، ومدة التصاقها وبقائها على سطح السن، ليدوم تأثيرها أطول مدة ممكنة. كما يتم إضافة الفلورايد لتقوية سطح الأسنان، وكذلك لاحتوائه على خاصية «تثبيط التسوس-«cariostatic effect. إضافة إلى بعض العناصر التي تعمل على إبطاء عملية تكوين طبقة البلاك. و«مركبات مضادة للالتهاب اللثة-Antigingivitis agents» كالـ (التريكلوزان-Triclosan، وكلوريد الستانوس Chloride Stannous، وكلوريد الفلورايد-Chloride Fluoride، وسترات الزنك-Zinc Citrate، وفلوريد الزنك-Zinc Fluoride). ولكن من الجدير أن نعرف أن استخدام مادة الترايكلوزان بشكل مستمر قد يسبب التسمم. لذلك فإن تخزينه واستخدامه أصبح تحت الملاحظة.

المواد المضادة للرائحة الكريهة

أحد أهم العناصر المضافة إلى معجون الأسنان هي المواد المضادة للرائحة الكريهة والتي تعمل على التفاعل مع الكبريت المتطاير التي تنتجه البكتيريا. ويعتبر الزنك من المواد القادرة على التفاعل مع تلك المواد وتحويلها إلى مواد غير متطايرة. مما يؤدي إلى تحسين الرائحة الكريهة للفم. ويتم إضافة مثبطات للجير والتي تعمل على منع تصلب طبقة البلاك وتحولها إلى جير.

العناصر المبيضة

ولغرض تجميلي يضاف عناصر مبيّضة، لإزالة التصبغات الخارجية الناتجة عن تناول الأطعمة الملونة وشرب المنبهات. وتختلف تلك العناصر باختلاف طبيعة عملها، فإما أن تعمل بطريقة كيميائية، أو ميكانيكية، أو عن طريق التلاعب الضوئي. ويعتبر الفوسفات من العناصر التي تساعد على إزالة التصبغات الخارجية، كما أن لديه القدرة على تثبيط تكون الجير. وتستطيع المبيضات الكيميائية أن تكسر روابط التصبغات الأولية، وتزيح كذلك البروتينات الحبيبية التي تعمل على تغيير لون الأسنان الطبيعي.

كما يعتبر بيروكسيد الهيدروجين من أشهر العناصر التي تساعد على التبييض للأسنان. سواءً أكانت تصبغات خارجية، أو بمساعدة الطبيب لإزالة التصبغات الداخلية. ولكن حتى الآن هناك جدل حول فعالية تبييض الأسنان عن طريق استخدام المعجون فقط. وللإضافة إلى التبييض الكيميائي، يتم مزج بعض الحبيبات مختلفة في الشكل ومقدار الخشونة الذي يساعد في كشط التصبغات الخارجية. ومؤخرًا تمت إضافة الكوفارين الأزرق والذي يعمل على الالتصاق بسطح السن للتلاعب البصري في لون الأسنان لتصبح أكثر بياضًا.

عناصر مضادة للحساسية

يفضل كذلك تواجد عناصر مضادة لحساسية الأسنان مع معجون الأسنان عامة، ومع المعاجين المستخدمة للتبييض خاصة. ويعد ملح البوتاسيوم أحد أشهر الأمثلة على تلك المواد التي تساعد على سد الثقوب التي تسبب حساسية الأسنان. ومؤخرًا تمت إضافة مادة الزجاج الحيوي التي تعمل على منع حساسية الأسنان.

نصائح عند اختيارك لمعجون أسنانك

  • يمكنك اختيار معجون الأسنان اليومي ليناسب احتياجك، في العموم تحتاج إلى معجون أسنان يحتوي على الفلورايد لتقوية طبقة المينا، وتقليل تقدم التسوس.
  • وإن كانت أسنانك تعاني من الحساسية، فعليك أن تختار معجون الأسنان الذي يحتوي على مواد تقلل من حساسية الأسنان، يعتبر الـ Bioglass من أحدث التقنيات المضافة للتعامل مع حساسية الأسنان. كذلك نترات البوتاسيوم تقلل من حساسية الأسنان، وتعد كذلك من العناصر المهمة إن كنت تعاني من تلك المشكلة.
  • أما إن كان الغرض من معجون الأسنان ليس للاستخدام اليومي، مثلًا كالتبييض فإن عليك اختيار المعجون المضاف إليه الكوفارين الأزرق والفوسفات. ولا ينصح باستخدام المعجون المبيض بالطريقة الميكانيكية لفترة طويلة، لتجنب تآكل طبقة المينا. واختر معجون الأسنان الذي يحتوي على حبيبات أصغر حجمًا لكشط التصبغات، واستخدم معها فرشاة ناعمة. ولا تنسى أن تقرأ تعليمات استخدام المعجون المبيض، لتتأكد من الكمية والمدة المطلوبة، واحذر من تعريض أسنانك للمعجون المبيض بشكل مبالغ فيه عن التعليمات المكتوبة.
  • عند استخدامك لمعجون الأسنان فليس عليك أن تملأ سطح الفرشاة كما نرى في الإعلانات التجارية بل ضع أقل من ربع سطح الفرشاة، أو حجم حبة البازلاء. هناك بأن استخدام كمية أكبر من المعجون يجعل أسنانك أثر نظافة، ونفسك أكثر انتعاشًا، ولكن ذلك اعتقاد خاطئ. لذلك فاختيار حجم عبوة كبير سيبقى معك مدة طويلة ويساعدك على التوفير، خاصة أن لمعجون الأسنان صلاحية طويلة الأمد.
  • ابحث عن اسم معجون الأسنان الخاص بك في موقع الجمعية الأمريكية لطب الأسنان “ADA“.

الصحة والسلامة أثناء الاستخدام

تعد أشهر المشاكل الناتجة عن استخدام معجون الأسنان بطريقة خاطئة هي حالة التسمم بالفلورايد. ويحدث ذلك عادة عند ابتلاع كمية كبيرة من معجون الأسنان بشكل متعمد. وتقدر تلك الجرعة السامة بـ 5 مجم \ كجم، لذلك تتعمد الشركات تحديد كمية الفلورايد خاصة في المعجون الخاص بالأطفال. مع الحرص ومتابعة الأطفال أثناء عملية تنظيف الأسنان، ومنعهم من تناوله إن حدث ذلك. إذ يتعرض الطفل إلى الغثيان والقيئ، و الإسهال عند بلعه لكميات كبيرة من المعجون. وفي تلك الحالة ينصح بالتوجه إلى الطبيب لإسعاف الطفل من تلك الحالة.

عادة ما يتم التعامل مع تلك الحالات عن طريق إعطائها كأس من الحليب لاحتوائه على الكالسيوم، ولكن هذا يناسب الحالات البسيطة. أما عند ابتلاع كمية كبيرة فقد يلجأ الطبيب إلى عملية غسل المعدة بمحلول مركز من الكالسيوم للتخلص من الكميات الكبيرة من الفلورايد. ولأن الوقاية خير من العلاج، فإن التوعية المبكرة للأطفال، مع مراقبتهم قد تكون منقذة للحياة.

المصادر:

(PDF) An Introduction to Toothpaste – Its Purpose, History and Ingredients (researchgate.net)

Exit mobile version