مقدمة عن مجال المعلوماتية الحيوية Bioinformatics

ما هي المعلوماتية الحيوية؟

هي مجال متعدد التخصصات يطور أساليب وأدوات برمجية لفهم البيانات البيولوجية، خصوصًا عندما تكون مجموعات البيانات المستخدمة كبيرة ومعقدة. تجمع المعلوماتية الحيوية ما بين علم الأحياء والكيمياء والفيزياء وهندسة المعلومات والرياضيات والإحصاء بهدف تحليل وتفسير البيانات البيولوجية.


مجالات تجمع بينها المعلوماتية الحيوية

تطبيقات المعلوماتية الحيوية

يعتبر هذا المجال من التخصصات الغنية حيث تبحث في المجالات علم الأدوية, والمضادات الحيوية، والمستحضرات الصيدلانية وحتى التقنيات الصديقة للبيئة ودراسات تغير المناخ. ويهتم هذا المجال بعلم الوراثة والجينوم، ويستخدم لجمع وتخزين وتحليل البيانات والمعلومات البيولوجية، مثل تسلسل الحمض النووي (DNA) أو الحمض النووي الريبي (RNA) أو البروتين والأحماض الأمينية. حيث يستخدم العلماء والأطباء قواعد البيانات التي تنظم هذه المعلومات من أجل مقارنة الجينات والتسلسلات الأخرى في البروتينات والتسلسلات الأخرى داخل الكائنات الحية والنظر في العلاقات التطورية فيما بينها. وأيضا استخدام الأنماط الموجودة عبر تسلسل الحمض النووي والبروتين لمعرفة وظيفتها وأهميتها.[1]

يستخدم علماء المعلوماتية الحيوية التطورية برمجيات خاصة تم تطويرها لتتبع البيانات الجينية وتحقيق تقدم جديد في فهم جينوم المريض وعوامل الخطر الجينية والتي عملت المعلوماتية الحيوية على تسهيل فهمها إلى حد كبير.

كما يتم إنشاء خرائط الجينوم عن طريق إدخال البيانات الحيوية في البرامج، لتبني بعد ذلك نماذج معقدة من العينات الجينية. ويساعد هذا الربط العلماء على قضاء وقت أقل في رسم خرائط الجينات والمزيد من الوقت في دراسة وتحديد مواقع بروتينات معينة. ويُطلق على هذا اسم نمذجة البروتين، ويستخدم لاختبار نظريات متخصص حول كيفية تفاعل البروتينات للتأثير على التغيير الجيني والتكيف والتطور.

نمذجة لشكل البروتين باستخدام برمجيات خاصة

دور المعلوماتية الحيوية في تحليل البيانات

إن زيادة كمية البيانات الناتجة من مشاريع وأبحاث الجينوم أدت إلى زيادة الحاجة لإدارة قواعد بيانات الكمبيوتر التي تتميز بالاستيعاب الفعال والعملي. وبسبب التنوع الموجود في طبيعة هذه البيانات، فمن الصعب حصرها بقاعدة بيانات واحدة شاملة. وتحتاج إدارة هذا النوع من البيانات إلى متخصصين، بحيث يكونوا قادرين على فهمها والتعامل معها للوصول إلى تنسيق وصيغة مفيدة للأكاديميين والأطباء.

وتختلف إمكانية الوصول لهذه القواعد ما بين قواعد بيانات عامة متاحة لكل الراغبين، وأخرى خاصة متاحة لمشتركين معينين أو فريق بحث معين. فمثلاً مشروع «Ensemble» هو مشروع مشترك بين المعهد الأوروبي للمعلومات الحيوية ومركز «Sanger». ويقوم هذا الموقع بتتبع القطع المتسلسلة من الجينوم البشري تلقائيًا وتجميعها وتحليلها لتحديد الجينات وغيرها من الميزات التي تهم الباحثين في الطب الحيوي. [2]

أداة أخرى في هذا المجال تسمى «BLAST» وهي تعمل وفق خوارزمية قادرة على البحث في قواعد البيانات عن الجينات ذات البنية النوكليوتيدية المتشابهة. ويسمح بمقارنة تسلسل غير معروف للحمض النووي أو الأحماض الأمينية مع مئات أو آلاف التسلسلات من البشر أو الكائنات الحية الأخرى حتى يتم العثور على تطابق.

اختصاصات ومجالات المعلوماتية الحيوية

أدى الكم الكبير والمتزايد من البيانات المستخرجة معمليًا في علم الأحياء إلى توسع هذا المجال بحيث أصبح يشمل مجموعة واسعة من التخصصات الفرعية ومنها:

  • علم الأحياء الحوسبي
    يختص باستخدام تحليل البيانات والنمذجة الرياضية والمحاكاة الحاسوبية لفهم الأنظمة والعلاقات البيولوجية.
  • علم الوراثة
    علم الوراثة هو دراسة كيفية انتقال الجينات والصفات من جيل إلى جيل.
  • علم الجينوم
    فرع من علم الأحياء الجزيئي يهتم ببنية الجينوم ووظيفته وتطوره ورسم خرائطه.
  • علم البروتينات
    وهو تخصص يهتم بدراسة البروتينات ووظائفها وأشكالها.
  • علوم الميتاجينوميا
    يمكن الإشارة إلى المجال الواسع أيضًا باسم الجينوم البيئي أو الجينوميات المجتمعية. حيث أنها تهتم بدراسة المادة الوراثية المستخرجة مباشرة من العينات البيئية، مثل المجتمعات الفطرية.
  • علم الاستنساخ
    وهي دراسة نسخة كاملة من الحمض النووي الريبي RNA. وغيرها الكثير من التخصصات الدقيقة والمعقدة.

برامج دراسات المعلوماتية الحيوية

تعتبر هذا المجال تخصص على مستوى الدراسات العليا في أغلب الجامعات العربية. ويأتي معظم الطلاب من دورات دراسية جامعية في مجالات مثل البيولوجيا وعلوم الكمبيوتر والكيمياء والهندسة الطبية الحيوية والصيدلة والطب. ويمكن لبرامج درجة الماجستير في المعلوماتية الحيوية إعداد الخريجين لشغل وظائف في التدريس الجامعي أو وظائف البحث لتطبيق تقنياتها في مراكز البحث. وسوف نذكر بعض برامج درجة الماجستير في عدة جامعات حول العالم:

  • برنامج الماجستير بجامعة كولومبيا

    تقدم جامعة كولومبيا درجة الماجستير في العلوم عبر الإنترنت (MS) في علم الأحياء الحسابي الذي يركز على موضوعات مثل علوم البيانات، وطرق المعلوماتية الحيوية الحسابية، وعلم الإحصاء الرياضي. يمكن زيارة الموقع من هنا. [3]

  • برنامج ماجستير المعلوماتية الحيوية بجامعة نورث إيسترن

    تقدم جامعة نورث إيسترن درجة الماجستير عبر الإنترنت في المعلوماتية الحيوية التي تركز على موضوعات مثل برمجة المعلوماتية الحيوية وأخلاقيات البحث الطبي الحيوي. ويقدم البرنامج أيضًا شهادة الدراسات العليا في علوم البيانات. حيث أن كلية العلوم بجامعة نورث إيسترن تعد مؤسسة رائدة عبر الإنترنت في مجال دراسات البيانات الحيوية وتضم هيئة تدريس من المتخصصين في المعلوماتية الحيوية. يمكن زيارة الموقع من هنا. [4]


    المصادر

[1] Genome.gov
[2] NCBI
[3] برنامج جامعة كولومبيا
[4] برنامج جامعة نورث إيسترن

 

 

 

 

 

المعلوماتية المناخية : دور علم البيانات في التغير المناخي

هذه المقالة هي الجزء 8 من 17 في سلسلة مقدمة في علم البيانات وتطبيقاته

تأثير التغير المناخي على الإنسان

انتشر في الآونة الأخيرة الحديث عن مشاركة دول العالم في حلول واتفاقيات من أجل مشكلة تغير المناخ وانسحاب دول أخرى. يؤثر تغير المناخ على الإنسان في مناحي عديدة منها الصحة والتلوث والزراعة والأمن الغذائي حيث:

  • يتوقع العلماء أن بعض المناطق لن تصلح لزراعة بعض المحاصيل في السنوات القادمة، مما يزيد المشاكل أيضًا للعاملين بالزراعة خاصةً في المناطق الفقيرة.
  • فقدت الولايات المتحدة ١.٧٥ تريليون دولار بسبب نتائج المناخ السيئة منذ عام ١٩٨٠م. 
  • تعاني أستراليا من حرائق الغابات، بينما تعاني وسط أفريقيا من الفيضانات وتدمير النباتات بسبب حرارة الجو. 
  • سنحتاج إلى إنتاج غذاء أكثر بـ ٦٠-٧٠ ٪ من الموجود حاليًا لتغطية احتياجاتنا عام ٢٠٥٠م.
  • ستزيد مشكلة ضعف تغذية الأطفال في العالم بـ ٢٠٪ أكثر في عام ٢٠٥٠م من الوقت الحالي. 
  • يضر ازدياد بعض المواد الضارة في الجو مثل الزئبق والكبريت بصحة الإنسان. 
  • يؤذي ارتفاع درجة الحرارة الأشخاص خاصة المعرضين في أعمالهم لدرجات الحرارة العالية.
  • يضر تطاير بعض الأجزاء صغيرة الحجم التي قد تصل إلى ٢,٥ جزء من المليون بصحة الإنسان. 

كيف يساعد علم البيانات في تغير المناخ؟

  1. لاحظ العلماء أن تقليل كمية الأجزاء المتطايرة في الجو ينقذ ١٢٠٠٠ شخص تقريبًا كل سنة من بعض الأمراض.
  2. يستطيع العلماء توقع مستقبل المناخ كوقت ومكان حدوث موجات حارة أو جفاف أو حرائق واسعة من خلال بيانات من الأقمار الصناعية. 
  3. نستطيع التعرف على العوامل الفردية والمجتمعية التي قد تزيد قابلية الأشخاص للتعرض لمخاطر المناخ. 
  4. توقع صحة العاملين في مجال الأعمال في حالة تغير المناخ وبالتالي تقليل التكاليف التأمين الصحية والرعاية الصحية اللازمة للعاملين.
  5. تحويل كمية ضخمة من بيانات المناخ إلى تطبيقات ومعرفة علمية لتوفير حلول لتغير المناخ. 
  6. استخدام الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في التنبؤ بالأحوال الجوية، ويصل حجم الاستثمار فيه حاليًا إلى ١٨٥ مليار دولار ومن المتوقع زيادته بنسبة ١٢٪ عام ٢٠٢٤م.
  7. التنبؤ بمخاطر الاحتباس الحراري من خلال آليات تعلم الآلة وإنترنت الأشياء.
  8. محاولة تخفيف ضرر الاحتباس الحراري عن طريق ثبوته عند زيادة ١,٥ درجة فقط وعدم وصوله إلى درجتين، مما يقلل من الإصابات بالإرهاق الحراري في أوقات التعرض للشمس لفترة طويلة مثل وقت الحج للمسلمين. 

المعلوماتية المناخية، ما هي؟

بدأت حاجة العلماء لسد الفجوة في علم المناخ باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وخاصة تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي فأُنتج من هذا المزيج ما يُعرف بالمعلوماتية المناخية. 

تتعدد مصادر البيانات للمعلوماتية المناخية مثل:

  1. ملاحظة عوامل الطقس مثل درجات الحرارة وسقوط الأمطار والرياح والسحب، وهي بيانات أولية لا يوجد بها أي تغيير،وتكمن أهميتها في إبراز المقارنات والاختلافات بين عدة مناطق في العالم. 
  2. تحويل البيانات الأولية إلى بيانات منظمة وتنقيتها ودراستها بشكل كامل. 
  3. بيانات من الأقمار الصناعية، وبدأ ذلك منذ عام ١٩٧٩م عن طريق بعض وكالات الفضاء التي أسستها أمريكا وأوروبا. 
  4. بيانات من أشخاص سابقين تواجدوا في القرن ال ١٧ وال ١٨، لكن بدأ ذلك رسميًا في القرن ال ١٩.
  5. إعادة تحليل البيانات القديمة المتوفرة ومقارنتها باستمرار مع البيانات الجديدة. 
  6. التفاعل مع بعض العوامل الفيزيائية التي تساعدنا على الحصول على بيانات، مثل تأثيرات المحيطات والبحار والجليد، وبتطبيق ذلك على نطاق عالمي وكذلك على نطاقات محلية.

ما هي تحديات المعلوماتية المناخية؟

  1. التغيرات المفاجئة وغير المتوقعة التي قد تحدث في أي وقت أو حدثت سابقًا، ويعمل العلماء حاليًا على محاولة إيجاد تفاسير لتلك الأحداث. 
  2. التناقض في البيانات بين المناطق المختلفة، لذلك يجب تصميم خوارزميات قوية للتأكد من دقة المعلومات والبيانات. 
  3. عدم القدرة على التحديد المبكر، بما يمكن التنبؤ به وما لا يمكن.

كيف نستطيع تطبيق المعلوماتية المناخية؟

  1. إنشاء معامل أبحاث تعمل على الربط بين مهندسي الذكاء الاصطناعي وعلماء المناخ.
  2. تخصيص موقع حكومي شامل لجميع البيانات التي يحتاجها العلماء.
  3. تطوير بيئة عمل يمكن من خلالها التنبؤ بما قد يحدث في المناخ مستقبلًا، وقد طبق العلماء تلك المساعي في الصحة والجينات وحقق نتائج جيدة. 
  4. تحديد مصادر المعلومات، وأيها يكون أفضل طبقًا للمنطقة التي يُدرس فيها المناخ. 
  5. التأكد من أن حجم البيانات يتناسب مع الحصول على نتائج دقيقة. 

يستطيع الإنسان استغلال كل الحلول المتاحة له لمواجهة التأثيرات الضارة الناتجة عن تغير المناخ ومن أهم هذه الحلول هي علوم البيانات. بدأ العلماء بدمج مجال علوم البيانات للمساعدة في تغير المناخ، ونتج عن ذلك المعلوماتية المناخية التي أصبحت مجال أساسي في الدول المتقدمة. ويبقى التحدي قائم أمام دول أفريقية لاستغلال هذه التطورات، والبدء في حل مشاكل المناخ التي تتكرر دائمًا.

المصادر

Harvard Business School
Appsilon
Simplilearn

Exit mobile version