تأثير داء السكري على صحة الفم

نشرت منظمة الاتحاد الدولي للسكري (IDF) إحصائية لعدد مصابي داء السكري حول العالم، وهو 537 مليون شخص حول العالم. ومرض السكري مزمن بطبعه، يلازم المصاب به طوال حياته، ويتحكم بطبيعة عيشه. يمكن التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق الالتزام بنظام غذائي متزن، إضافة إلى الأدوية الموصي بها من طبيبه المعالج. ولا تظهر الآثار الجانبية عادة إلا لمن يهمل في متابعة نظامه الخاص.

 يؤثر داء السكري على صحة الفم والأسنان بطرقً عديدة، وذلك لطبيعة أنسجة الفم المميزة عن غيرها. فيعاني مرضى السكري من مضاعفات في الفم، تختلف من شخص لآخر في شدتها، وتؤثر على طبيعة عيشهم. سنذكر في مقالنا هذا أشهر خمس مضاعفات لداء السكري تؤثر على صحة الفم والأسنان.

تأثير داء السكري على صحة الفم

تأثير داء السكري على الغدد اللّعابية، وبراعم التذوق

أولًا، يؤثر داء السكري على حاسة التذوق لدى المريض، فقد توصل العلماء إلى بعض الأسباب التي تؤدي إلى اعتلال أنسجة الفم. منها تأثير مرض السكري على الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة في الفم، إضافة إلى تأثيره على الأعصاب المتصلة بالغدد والأنسجة، وكذلك براعم التذوق. كما يتسبب داء السكري في هدم أنسجة الكولاجين، وعدم القدرة على إنتاج بديل كافي لما يهدم.

يعاني حوالي نصف مرضى السكري من جفاف الفم، ولا يوجد سبب مؤكد لتلك الظاهرة، ولكن يوجد بعض التفسيرات منها كثرة التبول لدى مرضى السكري، مما يقلل نسبة السوائل في الجسم. بالإضافة إلى التغيرات التي تحدث للأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي تلك الغدد. وأخيرًا قد يؤدي التغير الحاصل للغشاء القاعدي للغدد اللّعابية إلى جفاف الفم.

وجد العلماء علاقة طردية بين نسبة جفاف الفم، ومستوى السكر في الدم. إذ يتعرض المرضى غير القادرين على التحكم في مسويات السكر في الدم، بشكل أكبر للشعور بجفاف الفم. ويؤدي جفاف الفم لمشاكل عديدة كصعوبة المضغ والبلع، وكذلك يؤثر على القدرة على التحدث. وبسبب التغيرات الحاصلة للغدد اللّعابية، يعاني مرضى السكري من تغيرات في قدرتهم على التذوق. كما يؤدي الخلل في الوظائف الحسية إلى مشكلة في حاسة التذوق. مما يتسبب في بعض الأحيان إلى سوء تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم.

التسوسات وأمراض اللّثة المصاحبة لداء السكري

ثانيًا، التسوسات في فم مريض السكري، والتي تحدث نتيجة لزيادة نسبة السكر في اللّعاب، وعدم قدرة اللّعاب الموجود على تنظيف بقايا الطعام العالقة على سطح الأسنان. كما يعمل اللّعاب عادة على إعادة حمضية الفم إلى درجة متعادلة وهي وظيفة يفقدها مريض السكري. مما يساعد البكتيريا على تدمير سطح الأسنان وتكوين التسوسات. وتساهم كذلك فطريات الفم المنتهزة التي تستغل زيادة نسبة السكر في اللّعاب والدم فتعمل على تدمير صحة اللّثة والأسنان.

ثالثًا، يصاب مرضى السكري بنسبة أكبر عن غيرهم بالتهابات اللثة والأربطة اللثوية، وقد تتطور كذلك إلى فقدان العظام مما يؤدي إلى تحرك الأسنان من مكانها. ويرجح العلماء سبب ذلك إلى ضعف مناعة مريض السكر،  مثل إحدى أنواع خلايا الدم البيضاء المتأثرة بسبب إهمال نسبة السكر في الدم. ويزداد الوضع سوءًا في حالة كون مريض السكري مدخن، ومهمل لنظافة فمه وأسنانه.

وبعد أن يصاب مريض السكري بأمراض اللّثة، يتطور الوضع، وتزيد التهابات اللثة من نسبة السكر في الدم. ولعلاج مشكلات اللثة أهمية كبيرة لمرضى السكري. فالقضاء على تلك الأمراض اللثوية يقلل نسبة الالتهاب، وبالتالي تقل مقاومة الأنسولين. وعندما تقل مقاومة الأنسولين، تقل نسبة السكر في الدم. وقلة نسبة السكر في الدم لمريض السكري هو الهدف المنشود الذي يحافظ على أسنان مريض السكري ويمنعها من الحركة التي تؤدي إلى فقدها.

ماذا يحدث للغشاء المخاطي وأنسجة الفم لدى مريض السكري؟

رابعًا، الأمراض التي تصيب “الغشاء المخاطي – Mucous Membrane” للفم. منها ما يندرج تحت الآفات الملتهبة، وبعضها يندرج تحت الآفات السابقة للسرطان. وقد يظهر على اللّسان بعض الآفات المؤلمة التي تغير من شكلها كما في اللّسان الجغرافي. أو يصاب سطح اللّسان بالتشققات التي تساعد في تجمع بقايا الأكل وتغير طعم ورائحة الفم.
لا تستطيع مناعة مريض السكري مقاومة تلك الأمراض، إضافة إلى جفاف الفم، وإهمال المريض لنظامه الدوائي والعلاجي. وتساعد متابعة طبيب الأسنان بشكل دوري في اكتشاف تلك الآفات مبكرًا والتعامل معها بشكل سليم، بدلًا من تفاقمها.

عادة ما يتأخر الغشاء المخاطي لفم المريض في التآمه بعد الجروح والعمليات، وذلك لضعف الأوعية الدموية، وقلة وصول الدم إلى النسيج. كما أن أعداد عوامل النمو التي تساعد في التآم النسيج قليلة، ويؤدي تعرض المريض إلى عوامل الضغط إلى بطء في التآم النسيج.

أما عن الأمراض البكتيرية والفطرية، فهي الأكثر شيوعًا لدى مرضى السكري. ويعود ذلك لعدة عوامل تسهل على البكتيريا مهمتها في التمكن من مريض السكري. إذ تعطي الفرصة للفطريات الانتهازية بتخريب أنسجة الفم. ومن ضمن تلك العوامل وأهمها هو اللّعاب، فعندما يقل اللّعاب، تقل معه مضادات البكتيريا الموجودة داخله بشكل طبيعي والتي تقاوم البكتيريا في الفم. ويؤثر كذلك جفاف الفم في زيادة عدد الفطريات الموجودة داخل الفم، مما يجعل مريض السكري من بين المرضى الأكثر إصابة بفطريات الفم. وتزيد فرصة الإصابة أكثر وأكثر في حالة التدخين، أو ارتداء تركيبة الأسنان المتحركة.

متلازمة الفم الحارق

وأخيرًا، الفم الحارق هو وصف لما يشعر به مريض السكري من احتراق بالفم، أو عسر في الإحساس. يحدث ذلك الشعور نتيجة لعدم التحكم في نسبة السكر في الدم وما يصاحبها من اعتلال في الأوعية الدموية. كما أن الإصابة ببعض الفطريات في الفم، وبالإضافة إلى اعتلال الأعصاب تؤدي إلى شعور مؤذي لمريض السكر. فيحرمه من النوم أحيانًا ويؤثر على جودة المعيشة وصحته النفسية كذلك.

المصادر

  1. NCBI
  2. منظمة الاتحاد الدولي للسكري

كيف تختار معجون الأسنان الأنسب لأسنانك؟

يتساءل العديد من الأشخاص عن معجون الأسنان الأنسب لأسنانهم. إن معجون الأسنان لا يقل أهمية عن فرشاة الأسنان، واختيارهم بشكل سليم يساعد في عملية تنظيف الأسنان بطريقة صحية. وقد تعددت أهداف استخدام معجون الأسنان وتباينت بين التنظيف وإزالة الرائحة الكريهة، إلى التبييض والتجميل. كما تقوم بدور مهم في العناية بصحة اللثة والوقاية من أمراض الفم المختلفة. ولكن بسبب تعدد أسماء الشركات التي تنتج معاجين الأسنان والتنافس فيما بينها، فإن العديد منّا يقع فريسة للدعاية والإعلانات بدلًا من شراء المعجون الأنسب للأسنان. لذلك يجب عليك الانتباه إلى مكونات معجون الأسنان لتحقيق الغاية من استخدامه.

كيف بدأ معجون الأسنان؟

يعتقد البعض أن معجون الأسنان هو ابتكارٌ حديث، ولكن الفكرة وجدت من قديم الزمان في 3000 إلى 5000 ق.م. استخدم المصريون القدماء مزيج من رماد حوافر الثيران بالإضافة إلى نبات المر، وقشر البيض والصخور الاسفنجية، لتنظيف الأسنان وتلميعها. واستخدم الفرس مزيج من القواقع والمحار، بالإضافة إلى الجبس والعسل وبعض الأعشاب لتنظيف الأسنان منذ 1000ق.م. أما الرومان فقد أضافوا النكهات إلى تلك المعاجين للتغلب على النفس كريه الرائحة، ولكنّها كانت نكهات تتراوح بين الفحم ولحاء الأشجار. أضاف الصينيون لتلك النكهات النعناع والجنسنغ، لتمتاز خلطتهم بالرائحة الزكية الجذابة.

رغم قدرة تلك الخلطات على تنظيف الأسنان، إلا أنها كانت مدمرة لطبقة المينا. إذ تسببت في تآكل الأسنان بشكل سريع لما تحتويه من حبيبات شديدة الخشونة على سطح الأسنان. كما كانت نكهتها غير مستساغة، مما أدى إلى استخدامها بشكل محدود، إضافة إلى التكلفة العالية التي قصرت استخدامها على المقتدرين ماديًّا. وهذا ما سعى العلم لتغييره، وتوالت المحاولات لإنتاج معجون يقوم بالتنظيف والوقاية من الأمراض، بالإضافة إلى نكهة مستساغة وتحسين رائحة الفم. ولكن لم تكن تلك المعادلة بالسهلة، فقد واجه العلماء عدة صعوبات للوصول إلى ما يعرف اليوم بمعجون الأسنان. فقد طور العلماء شيئًا فشيئًا العناصر المضافة بداية من بودرة تنظيف الأسنان، مرورًا بعجنها مع الجلسرين، وصولًا إلى طفرة إضافة الفلورايد. ومما لا شك فيه أن العلم لا زال يطور من العناصر المضافة لمعاجين الأسنان حتى يومنا الحالي.

مما يتكون معجون الأسنان؟

يتكون معجون الأسنان من مادة كاشطة لتنظيف طبقة البلاك وبقايا الطعام. مضاف إليها نكهات وروائح ليتم تقبلها أثُناء الاستخدام. تختلف العناصر وفقًا لقدرتها على تنظيف الأسنان، ومدة التصاقها وبقائها على سطح السن، ليدوم تأثيرها أطول مدة ممكنة. كما يتم إضافة الفلورايد لتقوية سطح الأسنان، وكذلك لاحتوائه على خاصية «تثبيط التسوس-«cariostatic effect. إضافة إلى بعض العناصر التي تعمل على إبطاء عملية تكوين طبقة البلاك. و«مركبات مضادة للالتهاب اللثة-Antigingivitis agents» كالـ (التريكلوزان-Triclosan، وكلوريد الستانوس Chloride Stannous، وكلوريد الفلورايد-Chloride Fluoride، وسترات الزنك-Zinc Citrate، وفلوريد الزنك-Zinc Fluoride). ولكن من الجدير أن نعرف أن استخدام مادة الترايكلوزان بشكل مستمر قد يسبب التسمم. لذلك فإن تخزينه واستخدامه أصبح تحت الملاحظة.

المواد المضادة للرائحة الكريهة

أحد أهم العناصر المضافة إلى معجون الأسنان هي المواد المضادة للرائحة الكريهة والتي تعمل على التفاعل مع الكبريت المتطاير التي تنتجه البكتيريا. ويعتبر الزنك من المواد القادرة على التفاعل مع تلك المواد وتحويلها إلى مواد غير متطايرة. مما يؤدي إلى تحسين الرائحة الكريهة للفم. ويتم إضافة مثبطات للجير والتي تعمل على منع تصلب طبقة البلاك وتحولها إلى جير.

العناصر المبيضة

ولغرض تجميلي يضاف عناصر مبيّضة، لإزالة التصبغات الخارجية الناتجة عن تناول الأطعمة الملونة وشرب المنبهات. وتختلف تلك العناصر باختلاف طبيعة عملها، فإما أن تعمل بطريقة كيميائية، أو ميكانيكية، أو عن طريق التلاعب الضوئي. ويعتبر الفوسفات من العناصر التي تساعد على إزالة التصبغات الخارجية، كما أن لديه القدرة على تثبيط تكون الجير. وتستطيع المبيضات الكيميائية أن تكسر روابط التصبغات الأولية، وتزيح كذلك البروتينات الحبيبية التي تعمل على تغيير لون الأسنان الطبيعي.

كما يعتبر بيروكسيد الهيدروجين من أشهر العناصر التي تساعد على التبييض للأسنان. سواءً أكانت تصبغات خارجية، أو بمساعدة الطبيب لإزالة التصبغات الداخلية. ولكن حتى الآن هناك جدل حول فعالية تبييض الأسنان عن طريق استخدام المعجون فقط. وللإضافة إلى التبييض الكيميائي، يتم مزج بعض الحبيبات مختلفة في الشكل ومقدار الخشونة الذي يساعد في كشط التصبغات الخارجية. ومؤخرًا تمت إضافة الكوفارين الأزرق والذي يعمل على الالتصاق بسطح السن للتلاعب البصري في لون الأسنان لتصبح أكثر بياضًا.

عناصر مضادة للحساسية

يفضل كذلك تواجد عناصر مضادة لحساسية الأسنان مع معجون الأسنان عامة، ومع المعاجين المستخدمة للتبييض خاصة. ويعد ملح البوتاسيوم أحد أشهر الأمثلة على تلك المواد التي تساعد على سد الثقوب التي تسبب حساسية الأسنان. ومؤخرًا تمت إضافة مادة الزجاج الحيوي التي تعمل على منع حساسية الأسنان.

نصائح عند اختيارك لمعجون أسنانك

  • يمكنك اختيار معجون الأسنان اليومي ليناسب احتياجك، في العموم تحتاج إلى معجون أسنان يحتوي على الفلورايد لتقوية طبقة المينا، وتقليل تقدم التسوس.
  • وإن كانت أسنانك تعاني من الحساسية، فعليك أن تختار معجون الأسنان الذي يحتوي على مواد تقلل من حساسية الأسنان، يعتبر الـ Bioglass من أحدث التقنيات المضافة للتعامل مع حساسية الأسنان. كذلك نترات البوتاسيوم تقلل من حساسية الأسنان، وتعد كذلك من العناصر المهمة إن كنت تعاني من تلك المشكلة.
  • أما إن كان الغرض من معجون الأسنان ليس للاستخدام اليومي، مثلًا كالتبييض فإن عليك اختيار المعجون المضاف إليه الكوفارين الأزرق والفوسفات. ولا ينصح باستخدام المعجون المبيض بالطريقة الميكانيكية لفترة طويلة، لتجنب تآكل طبقة المينا. واختر معجون الأسنان الذي يحتوي على حبيبات أصغر حجمًا لكشط التصبغات، واستخدم معها فرشاة ناعمة. ولا تنسى أن تقرأ تعليمات استخدام المعجون المبيض، لتتأكد من الكمية والمدة المطلوبة، واحذر من تعريض أسنانك للمعجون المبيض بشكل مبالغ فيه عن التعليمات المكتوبة.
  • عند استخدامك لمعجون الأسنان فليس عليك أن تملأ سطح الفرشاة كما نرى في الإعلانات التجارية بل ضع أقل من ربع سطح الفرشاة، أو حجم حبة البازلاء. هناك بأن استخدام كمية أكبر من المعجون يجعل أسنانك أثر نظافة، ونفسك أكثر انتعاشًا، ولكن ذلك اعتقاد خاطئ. لذلك فاختيار حجم عبوة كبير سيبقى معك مدة طويلة ويساعدك على التوفير، خاصة أن لمعجون الأسنان صلاحية طويلة الأمد.
  • ابحث عن اسم معجون الأسنان الخاص بك في موقع الجمعية الأمريكية لطب الأسنان “ADA“.

الصحة والسلامة أثناء الاستخدام

تعد أشهر المشاكل الناتجة عن استخدام معجون الأسنان بطريقة خاطئة هي حالة التسمم بالفلورايد. ويحدث ذلك عادة عند ابتلاع كمية كبيرة من معجون الأسنان بشكل متعمد. وتقدر تلك الجرعة السامة بـ 5 مجم \ كجم، لذلك تتعمد الشركات تحديد كمية الفلورايد خاصة في المعجون الخاص بالأطفال. مع الحرص ومتابعة الأطفال أثناء عملية تنظيف الأسنان، ومنعهم من تناوله إن حدث ذلك. إذ يتعرض الطفل إلى الغثيان والقيئ، و الإسهال عند بلعه لكميات كبيرة من المعجون. وفي تلك الحالة ينصح بالتوجه إلى الطبيب لإسعاف الطفل من تلك الحالة.

عادة ما يتم التعامل مع تلك الحالات عن طريق إعطائها كأس من الحليب لاحتوائه على الكالسيوم، ولكن هذا يناسب الحالات البسيطة. أما عند ابتلاع كمية كبيرة فقد يلجأ الطبيب إلى عملية غسل المعدة بمحلول مركز من الكالسيوم للتخلص من الكميات الكبيرة من الفلورايد. ولأن الوقاية خير من العلاج، فإن التوعية المبكرة للأطفال، مع مراقبتهم قد تكون منقذة للحياة.

المصادر:

(PDF) An Introduction to Toothpaste – Its Purpose, History and Ingredients (researchgate.net)

كيف تختار فرشاة الأسنان وفقًا للعلم؟

يتساءل العديد من الناس عن نوع فرشاة الأسنان الأفضل في السوق، ومتى يمكنهم استبدالها. وعلى النقيض يظن البعض أن نوع فرشاة الأسنان لا يهم، وأن الاختلاف بينها مجرد اختلاف ظاهري. ولكن لن تجد خلاف على أهميتها في صحة ونظافة الفم والأسنان. فلا غنى عنها في إزالة بقايا الطعام والبلاك من على سطح الأسنان. ولكي تقوم بوظيفتها بشكلٍ سليم، يجب اختيارها بعناية.

كيف بدأت فرشاة الأسنان؟

قديمًا كان الناس يمضغون أغصان النباتات العطرية حتى ينعشوا أنفاسهم. حيث تقوم الألياف بتنظيف الأسنان واللثة كما تفعل شعيرات فرشاة الأسنان. فكان العرب قديمًا قبل الإسلام يستخدمون أغصان شجرة الأرك في تنظيف أسنانهم باستخدام ما يعرف بالمسواك. حتى ظهر الإسلام وحثّ على استخدام المسواك، وجعل منه عادة دينية ليس فقط نظافة شخصية. تستخدم ألياف المسواك في تنظيف الأسنان بشكلٍ ميكانيكي، وتساعد المواد العطرية لتلك الشجرة في إنعاش رائحة الفم. كما أثبتت الدراسات العلمية احتواء المسواك على زيوت مضادة للبكتيريا تقوم بتطهير الفم من البكتيريا.

وما بين القرن السابع والعاشر الميلادي ابتكرت سلالة تانغ الصينية فرشاة ذات مقبض من شعيرات الخنزير، والتي تشبه إلى حد كبير الفرشاة المعاصرة. وفي إنجلترا عام 1780م ابتكر الريادي وليام أديس أول فرشاة أسنان معاصرة. استخدم وليام العظم كمقبض للفرشاة، وثبت شعيرات من الخنازير في ثقوب داخل العظم بأسلاك معدنية. وفي مطلع القرن العشرين تطورت فرشاة الأسنان، حيث تم استبدال المقبض العظمي بمادة السليلويد. وبعد الحرب العالمية الثانية منعت كلٌّ من الصين وروسيا تصدير شعيرات الخنزير الطبيعية، لذلك تم استبدالها بشعيرات النايلون. ولكن كانت شعيرات النايلون أكثر صلابة مما هي عليه في الوقت الحالي.

وفي الثلاثينيات ظهر حوالي 37 نوع لفرشاة الأسنان والتي اختلفت فيما بينها بشكل المقبض وتصميم رأس الفرشاة. وكذلك قطر ونعومة أو خشونة شعيرات النايلون، والتي تتحكم في قدرتها على إزالة طبقة البلاك، وقدرتها على تنظيف سطح اللثة. ومع بداية التسعينات بدأ الاهتمام بالأبحاث العلمية المهتمة بفرشاة الأسنان، وعلاقتها ببعض الأمراض البكتيرية والفيروسية. والتي تتطلب تغيير الفرشاة في مدة حددها العلماء بين 3 و4 أشهر. أدى ذلك إلى زيادة انتاج فرش الأسنان والتنوع في أشكالها، لتضمن الربح لمنتجيها مقارنة بمنتجات تنظيف الأسنان الأخرى.

ما هي مواصفات فرشاة الأسنان المثالية؟

تتنافس الشركات في كل يومٍ لإنتاج فرش أسنان مختلفة في شكل وتصميم هيكل الفرشاة، وكذلك في الشعيرات المستخدمة للتنظيف. أثر رأي العلماء في تغيير فرشاة الأسنان بشكل دوري في زيادة الإنتاج والتنافس في بيع فرش الأسنان، لضمان شراءها بشكل مستمر. تعتبر نتائج الأبحاث المقدمة حول فرشاة الأسنان مختلفة، وذلك لاختلاف أنواع الفرش المستخدمة. كما اختلفت طرق قياس قدرة فرش الأسنان المختلفة على إزالة البلاك، وكذلك طريقة تفريش الأسنان.

تطور تصميم وترتيب شعيرات النايلون في فرش الأسنان. في البداية، كانت الشعيرات تترتب على مستوى أفقي واحد. ثم تطورت وأصبحت تترتب في أطوالٍ مختلفة، لتسمح للشعيرات بتنظيف منطقة ما بين الأسنان. وكذلك اختلفت الشعيرات في درجة نعومتها، وتدرجت من الخشنة، إلى المتوسطة، وكذلك الناعمة والأكثر نعومة. واختلاف درجة نعومة الشعيرات يؤثر على قوة احتكاك الشعيرات بسطح الأسنان. فاستخدام الفرشاة الخشنة مثلًا قد يسبب تآكل في طبقة المينا، خاصة إذا تم التفريش بقوة وليس برفق. حددت المنظمة الدولية للتوحيد القياسي “ISO”كلًّا من طول وقطر الشعيرات، والتي على أساسها يتم تصنيف فرش الأسنان.

أنواع فرش الأسنان المختلفة

هناك أربع أشكال رئيسية للمنظور الجانبي لشعيرات النايلون وهي: المستوي، والمقعر، والمحدب، وأخيرًا متعدد المنحنيات. يعتبر الشكل المحدب هو الأفضل في تنظيف السطح الداخلي للأسنان، أما متعدد المنحنيات هو الأفضل في تنظيف منطقة ما بين الأسنان. أما بالنسبة إلى نهاية الشعيرات، ينصح العلماء بالشعيرات ذات النهاية المستديرة، والتي لا تسبب ضررًا لأنسجة اللثة. ولكن معظم فرش الأسنان لا تلتفت لتلك النقطة. لذلك فإن استبدال الفرشاة بشكل دوري يقلل من حدوث إصابات للثّة، نتيجة تشعب الشعيرات وتجميعها للبكتيريا داخل الشعيرات.

أم بالنسبة إلى مقبض الفرشاة فقد اختلف تصميمها بين المستقيم، ومتعدد الزوايا الذي يساعد في الوصول بشكل أفضل للأسطح المختلفة للأسنان والضروس الخلفية. وكذلك صممت المقابض لتسهل من وضع الإبهام خلف المقبض مما يساعد في عملية التنظيف بشكل سليم. وهناك علاقة بين بين زوايا المقبض واتجاه الشعيرات، حيث صممت بعض مقابض فرش الأسنان لتصبح في نفس مستوى شعيرات الفرشاة، مما يمَكن الشخص من تفريش الفم بشكل سلس وفعّال.

الشكل الجانبي لمقبض وشعيرات الفرشاة

فرشاة الأسنان الكهربائية

تم الإعلان عن أول فرشاة أسنان كهربائية في عام 1886 م، ولكن لم تصبح شائعة الاستخدام في الولايات المتحدة مثلًا إلا في الستينيات. ورغم انتشارها إلا أنها كانت تعاني من بعض العيوب، والتي أدت لاحقًا إلى تراجع نسب شرائها. إحدى تلك المشاكل هي البطارية ذات العمر القصير، وكذلك تحطم الفرشاة عند السقوط. مما أدى ذلك إلى صعوبة استعمالها، وقصرها فقط على ذوي الاحتياجات الخاصة.

ومع بداية الثمانينيات تنافست الشركات في تطوير الفرشاة الكهربائية لتنتج الجيل الثاني منها، لتصبح بطاريتها أطول عمرًا، ويمكن لمستخدمها ان يقوم بإعادة شحنها. ثم الجيل الثالث، وقد أصبح ذا فعالية أكبر في تنظيف الأسنان وإزالة طبقة البلاك، مقارنة بالفرشاة اليدوية التقليدية. يقوم المحرك في الفرش الكهربائية بثلاث حركات وهي التحرك للأمام والخلف، وللأعلى والأسفل، وأخيرًا بشكل بيضاوي. لتساعد تلك الحركات في تنظيف الأسنان بشكل سلس لمستخدم الفرشاة الكهربائية.

ولكن إثبات فعالية فرشاة الأسنان الكهربائية مقارنة بالفرشاة اليدوية ليس بالسهل، لأن ذلك يعتمد بشكل كبير على طريقة استخدام الفرشاة الكهربائية. كما يعتمد بشكل كبير على المستخدم، ومقدار القوة المستخدمة في الضغط، وكذلك المدة التي يقوم فيها بتنظف أسنانه. ولكن لا شك في أن المنتجات الحديثة أفضل من المنتجات التقليدية اليدوية، وكذلك لا غنى عنها لذوي الاحتياجات الخاصة.

كيف نحفظ فرش الأسنان؟

يجهل العديد من الأشخاص طريقة حفظ فرشاة الأسنان لحين الاستخدام، ويتم وضعها عادة في كأس على حوض غسيل الأيدي. ولكن وضع الفرشاة بشكل مهمل على الحوض، وبالقرب من المرحاض يعرض الفرشاة إلى الرذاذ الصادر من المرحاض. وبالرغم من أن إغلاق غطاء المرحاض قد يكون فعّالًّا، إلا أنه من الأفضل أن يتم حفظ الفرشاة بشكل سليم.

يفضل أن توضع فرش الأسنان في مكان بعيد عن المرحاض، وكذلك وضعها في غطاءٍ خاص بفرش الأسنان. يتميز غطاء الفرشاة بوجود ثقوبٍ تسمح بالتهوية الجيدة للفرشاة، وكذلك إبقاءها جافة وبعيدة عن الرذاذ المتطاير من الرحضا أو حوض غسيل الأيدي. ولا ينصح بوضع الفرشاة في غطاءٍ غير مخصص لذلك كالمنديل أو الأكياس البلاستيكية، والتي تساعد في نمو البكتيريا، وتوفر لها بيئة رطبة.

غطاء فرشاة الأسنان

متى نستبدل فرشاة الأسنان القديمة؟

ينصح العلماء عادة باستبدال فرشاة الأسنان عندما تصبح شعيراتها متفرعة، أو بها انثناءات وتعرجات. وذلك لأنها تصبح أكثر خشونة على الأسنان، وتتسبب كذلك في جرح اللثة، وتصبح بيئة خصبة للتجمعات البكتيرية. ولكن قد تختلف تلك المدة بسبب اختلاف طريقة غسل الأسنان من شخصٍ لآخر، ولكن المدة المقدرة هي ثلاث أشهر.

ينصح كذلك العلماء باستخدام أكثر من فرشاة للشخص الواحد، والتناوب على استخدامها على مدار اليوم، لضمان جفافها قبل الاستخدام. ويجب مراعاة حفظها بعيدًا عن الرطوبة التي تساعد في نمو البكتيريا بشكلٍ كبير. وينصح كذلك العلماء باستبدال الفرشاة مباشرة بعد أي مرض فموي، كالأمراض البكتيرية والفيروسية، وكذلك الفطريات التي قد تصيب أنسجة الفم.

أما إذا لاحظت أن الفرشاة التي تقوم باستخدامها تتلف وتحتاج إلى استبدالها في مدة أقل من 3 أشهر الموصي بها. فإن ذلك يستدعي مناقشة طريقة غسل الأسنان الخاصة بك مع طبيب الأسنان المختص، لتصحيح طريقة غسل الأسنان الخاصة بك.

إن استخدام فرشاة الأسنان مهم للغاية في إزالة بقايا الطعام وطبقة البلاك، وكذلك حماية الفم من التسوس والرائحة الكريهة. ولكن استبدالها بشكل دوري والمحافظة على سلامة الفرشاة لا يقل أهمية عن استخدامها في التنظيف.

شكل الفرشاة التالفة

المصادر:

1- Research Gate

 

Exit mobile version