كيف غيّر طب النانو من شكل حياتنا وكيف سيغير مستقبلنا؟

يعني طب النانو اليوم الكثير لمستقبل الطب، فهو يمنح الأطباء القدرة على الكشف المبكر عن الكثير من الأمراض ويزيد من دقة المعلومات التشخيصية ويساعد بتسريع العلاج وجعله أكثر فعالية. إذ يعد أداة رئيسية للطب المتخصص والموجه والتجديدي.

يتوقع العلماء أن يؤدي طب النانو قريبا إلى العديد من الاكتشافات المثيرة والتطبيقات المهمة طبيا. فما هو طب النانو؟ وما هي أنواعه، وتطبيقاته، وتحدياته؟

ما هو طب النانو؟

يعرف التطبيق الطبي لتقنيات النانو ضمن مجال الرعاية الصحية باسم “طب النانو”. وتُسخر في طب النانو تقنيات النانو للوقاية من الأمراض المختلفة، وتشخيصها ومراقبتها وعلاجها بطرق أكثر فعالية [1]. كما يصنع العلماء مواد وأجهزة تعمل ضمن الجسم على المستوي الذري أو الجزيئي مما يسمح بنتائج محددة الهدف ومحدودة الآثار الجانبية [2].

أنواع طب النانو

  • التشخيصي: وفيه تستخدم تقنيات النانو لتحسين جودة أجهزة ومعدات التشخيص الطبي. فمثلًا يمكن للجسيمات النانوية أن تعزز تقنيات كالتصوير بالأمواج فوق الصوتية والرنين المغناطيسي لإنتاج صور أكثر وضوحًا [2].
  • العلاجي: وفيه تستخدم تقنيات النانو لتحسين جودة وفعالية العلاج الطبي، فالجسيمات النانوية صغيرة بما يكفي ويمكن التحكم بها لإرسال الأدوية إلى مكان محدد من الجسم، مما يزيد فعالية العلاج ويقلل آثاره الجانبية. ويدرس العلماء حاليًا إمكانية تطوير علاجات فردية مصممة خصيصًا لجينات المريض فيما يعرف باسم “الطب الشخصي”[2].
  • طب النانو الوقائي: وفيه يمكن الاستفادة من الجسيمات النانوية ضمن اللقاحات لتحفيز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة للفيروسات [2].
  • الطب التجديدي: يتم حاليا بالفعل استخدام جزيئات تسمى بالأنابيب النانوية الكربونية لإصلاح النسج التالفة. ويتوقع في المستقبل أننا سنتمكن من إعادة إنماء الأعصاب المتضررة وتجديدها. وكذلك قد نتمكن مع استخدام هياكل نانوية محددة ومناسبة من إصلاح خلايا الجلد البشري والعظام والعضلات وإعادتها للعمل [2].

بعض تطبيقات طب النانو اليوم وآفاقها المستقبلية

  1. استخدم طب النانو في تطوير لقاحات COVID-19، إذ تعد الجسيمات النانوية عنصرًا أساسيًا في لقاحات شركتي فايزر (PFIZER) وموديرنا (MODERNA). وتستخدم هذه اللقاحات رنا الرسول mRNA لتطوير مناعة ضد فيروس COVID-19. لكن يعرف الرنا الرسول بانهياره السريع، لذا احتاج العلماء لشيء يحمله لداخل الجسم قبل أن ينهار. ولهذا قام العلماء بوضعه داخل الجسيمات النانوية التي توصله للخلايا المناعية حيث يمكنه القيام بعمله. وتعتبر أكثر منتجات الطب النانوي اليوم هي أنظمة إيصال الدواء إلى مناطق محددة داخل الجسم. وقد سجل لقاح فايزر القائم على الجسيمات النانوية 90% فعالية للوقاية من فيروس كورونا بعد 7 أيام فقط من تلقي الجرعة الثانية [5].
  2. علاجات السرطان بطرق أكثر فعالية وأعراض جانبية أقل. نعلم أن العلاج الكيميائي يوصل أدوية مكافحة الخلايا السرطانية للخلايا كلها دون تمييز، مما ينتج آثارًا جانبية قد تؤدي للغثيان وتساقط الشعر وغيرها. ولكن سمح طب النانو للعلماء والأطباء بتوجيه العلاج نحو الخلايا السرطانية دون الخلايا السليمة. مما قلل كثيرًا من الآثار الجانبية ولا زالت الأبحاث تتطور يوميًا في هذا المجال.
  3. يستخدم الرنين المغناطيسي لإنتاج صور تشريحية للجسم والأعضاء والنسج، وتستخدم عادة مواد تباين تحقن عبر وريد المريض لتجعل الصور والتفاصيل ضمنها أكثر وضوحًا. إلا أنه مؤخرًا قدمت جسيمات النانو الفلورية تباين أفضل بكثير من مواد التباين التقليدية.
  4. يعتبر إيصال الدواء إلى الدماغ معضلة بسبب وجود الحاجز الدموي الدماغي الذي يمنع مرورها. ولكن مؤخرًا استطاعت الجسيمات النانوية بسبب حجمها الصغير عبور الحاجز الدموي الدماغي. مما يقدم وعودًا كبيرة لعلاجات أورام المخ والسكتات الدماغية والتهاب السحايا ومرض ألزهايمر.
  5. تحتوي العين أيضًا على حواجز لحمايتها من المواد الغريبة مما يجعل إيصال الدواء لهدفه عملية صعبة. وسيقدم طب النانو طرق فعالة لإيصال الدواء لهدفه في العين أيضًا. مما يساعد في علاج الملتحمة وإعتام عدسة العين وإصابات القرنية والتنكس النقعي والزرق.
  6. إصلاح إصابات الحبل الشوكي. إذ يمكن أن تساعد المواد النانوية أيضا الجسم في إصلاح تلف الأعصاب. ويسعى الأطباء إلى استخدام سقالات نانوية توجه نمو الأنسجة العصبية الجديدة.
  7. يمكن باستخدام تقنية النانو أن نقلل من عدد مرات أخذ الجرع الدوائية وحجم الجرعة، فمثلا يتطلب العلاج الحالي للضمور البقعي المرتبط بالعمر AMD حقن شهري في العين ضمن العيادة ولكن مع استخدام الجسيمات النانوية يمكن تقليل وتيرة الحقن إلى مرة كل ستة أشهر إذ تحمي الجسيمات النانوية الدواء من الجسم وتجعل تحلله أبطأ وتوصله مباشرة للهدف فيساعد ذلك بالحد من حجم الجرعة[1] .
  8. يأمل العلماء أن يتمكنوا مستقبلا باستخدام تقنية النانو من تطوير أجهزة مزروعة كناظمات الخطى والشبكات القلبية ورقائق وأجهزة استشعار صغيرة ترسل البيانات للطبيب المراقب عن بعد.
  9. التشخيص والكشف المبكر عن الأمراض من خلال مراقبة العلامات الحيوية التي تظهر على مستوى الخلية أو في الجسم في لحظة معينة. فمثلا يعتبر ارتفاع كوليسترول الدم علامة حيوية مبكرة لمرض القلب إذا اكتشف مبكرًا. وتعتبر الجسيمات النانوية أكثر حساسية لهذه العلامات ويمكن أن تعطي نتائج وقياسات أكثر دقة، بالتالي تتيح إمكانية التشخيص المبكر.

الأدوية النانوية في الأسواق

دخلت الأدوية النانوية بنجاح في الممارسات السريرية على مدى العقود الماضية بالفعل. وأدى التطور المستمر في البحوث الصيدلانية لخلق أبحاث أكثر تعقيدًا دخلت في مراحل التجارب السريرية [4]. فلدى طب النانو في الوقت الحاضر مئات المنتجات في مرحلة التجارب السريرية والتي تغطي جميع الأمراض الرئيسية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والتنكس العصبي والعضلات الهيكلية والالتهابات. ويمتلك طب النانو بالفعل ما يقارب 80 منتجًا مسوقًا بدءًا من التوصيل النانوي والمستحضرات الصيدلانية إلى التصوير الطبي والتشخيص والمواد الحيوية [3].

في الاتحاد الأوروبي يتكون سوق الطب النانوي اليوم من الجسيمات النانوية، والبلورات النانوية، والمستحلبات النانوية، والمركبات البوليميرية.

يوضح الجدول التالي أمثلة على الأدوية النانوية المعتمدة حاليا في الأسواق ضمن الاتحاد الأوروبي.

تحديات تواجه طب النانو

كما هو الحال مع أي تقنية متقدمة فإن الاحتمالات الواعدة التي يقدمها الطب النانوي في المستقبل يجب موازنتها مع المخاطر [4]. إذ ظهرت بعض المخاوف بشأن قضايا سلامة استخدام المواد النانوية طبياً. فالخصائص الفيزيائية والكيميائية المختلفة للمواد النانوية يمكن أن تؤدي لحرائك دوائية كالامتصاصية والتوزع والتمثيل الغذائي والتخلص منها وإمكانية عبور الحواجز البيولوجية بسهولة أكبر والسمية واستمراريتها في البيئة والجسم هي بعض من الأمثلة بشأن المخاوف من تطبيق المواد النانوية طبياً [4].

ويتم تنظيم سلامة منتجات الطب النانوي تمامًا مثل الأدوية والأجهزة الطبية، ويتم تقييمها سريريًا من حيث نسبة الفائدة / المخاطر للمرضى. ومثل أي أجهزة أو عقاقير طبية يتم مراقبة الأدوية النانوية بشكل صارم، وتتبع التوصيف الشامل وتقييم السمية والتجارب السريرية متعددة المراحل لتقييم نسبة الفائدة / المخاطر قبل إتاحتها للتداول بكامل إمكانياتها. ومع ذلك، من الأهمية بمكان إجراء فحص مسبق بعناية ومسؤولية لجميع الآثار الجانبية المحتملة على الإنسان والبيئة. وقد أقيمت العديد من المشاريع الأوروبية لتتعامل مع هذه القضايا [3].

رغم أنه في العقود الماضية، أدخلت العديد من تطبيقات طب النانو في الممارسات السريرية بالفعل، ومع ذلك لا يزال الطريق طويل نحو التنظيم الكامل لطب النانو وتطوير بروتوكولات توصيف خاصة به [4] .

ختاما، إن طب النانو يثير توقعات عالية لملايين من المرضى ومقدمي خدمات الرعاية الصحية والطبية لحلول واعدة للعديد من الأمراض بطرق أكثر فعالية وكفاءة.

تستفيد اليوم العديد من مجالات الرعاية الطبية بالفعل من المزايا التي تقدمها تقنيات النانو التي أدخلت في جميع مجالات الطب. ورغم ذلك لا تزال البشرية تحارب عددا كبيرا من الأمراض الخطيرة والمعقدة مثل ( السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والتصلب المتعدد وألزهايمر وباركنسون ومرض السكري بالإضافة لأنواع مختلفة من الأمراض الالتهابية والفيروسية المعدية). لمعظم هذه الأمراض تأثير سلبي على المريض والمجتمع والأنظمة الاجتماعية والتأمينية المرتبطة به. فمن الأهمية بمكان ما مواجهة هذه الآفات بالوسائل المناسبة والتي يعتقد أن طب النانو هو الأداة الرئيسية لذلك في المستقبل القريب.

المصادر
[1]. cnm hopkins.org: what is nanomedicine?
[2]. webmd: nanomedicine what to know?
[3]. etp: what is nanomedicine?
[4]. frontiersin.org
[5]. wikipedia: لقاح فايزر بيونتك

شفاء أول حالة سكري من النوع الأول بالخلايا الجذعية

أُصيب «Brian Shelton – براين شيلتون» وهو مواطن أمريكي بمرض السكري من النوع الأول منذ أكثر من 4 عقود، وقد عانى في هذه الفترة من مشاكلٍ خطيرة كادت تودي بحياته. فمثلًا يمكن أن يفقد وعيه فجأة عندما يصل معدل السكر في دمه إلى مستوى شديد الانخفاض. بالإضافة لصعوبة قيادة السيارة والعمل لفترات طويلة، حتى أن مديره في العمل طلب منه أن يستقيل. إلى أن جاء الحل الذي عمل عليه العديد من العلماء منذ 3 عقود تقريبًا ليكمل حياته بشكل طبيعي بدون فقد للوعي أو إرهاق دائم.

إحصائيات وأرقام

يصل عدد المصابين بالسكري من النوعين الأول والثاني إلى أكثر من نصف مليار شخص، 5% منهم مصاب بالسكري من النوع الأول الذي لا يستطيع فيه الجسم إنتاج الأنسولين، أما النوع الثاني فتفقد فيه الخلايا القدرة على الإحساس والاستفادة من الأنسولين. و3 من كل 4 أشخاص مصابين بمرض السكري يعيشون في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل القومي. ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين إلى 650 مليون شخص سنة 2030م، وإلى 800 مليون شخص سنة 2045م. وقد توفي 6.7 مليون شخص هذا العام بسبب هذا المرض.[5]

السكري من النوع الأول

يُصاب الشخص بالسكري من النوع الأول عندما يدمر جهازه المناعي خلايا بيتا المُنتجة للإنسولين الموجودة في البنكرياس، وغالبًا ما يصيب الأطفال والشباب. ويختلف بذلك عن السكري من النوع الثاني الذي لا تستجيب فيه خلايا الجسم للأنسولين بشكل طبيعي. ومن أعراض هذا المرض:

  • عطش وجوع شديدين.
  • جفاف في الفم.
  • رغبة متكررة في التبول.
  • إرهاق مستمر وزغللة في العين.

ونلجأ إلى الطوارئ في حالة:

  • الحيرة والتوهان والتنفس السريع.
  • رائحة فواكه في التنفس.
  • فقدان الوعي.

ويعتقد العلماء أن للجينات دورًا رئيسيًا في هذا المرض. [3]

يحتاج مريض السكري من النوع الأول إلى جرعات من الأنسولين بشكل يومي. بالإضافة إلى قياس وتتبع مستوى السكر في الدم باستمرار، وقد تزداد الجرعة على حسب الحالة. ولكن هل سنصل إلى وقت لا يستخدم فيه مريض السكري حقن الأنسولين ويعيش بشكل طبيعي؟

من بين كل 100 ألف شخص يوجد 15 شخص مصاب بالسكري من النوع الأول، وتحديدًا في عمر ما قبل العشرين. وتواجههم مشاكل عديدة في الحياة اليومية بداية من حقن الإنسولين اليومية وهم في المنزل إلى وقت دخول المدارس وحتى الجامعات وفي العمل بعد ذلك. وتظل المشكلة مادام الجسم لا يستطيع إنتاج الإنسولين. ولا تؤثر المشكلة على المريض فقط ولكن أيضًا عائلته والمحيطين به. حيث يحتاج إلى رعاية وتنسيق دائم، ويجب أيضًا دعم العائلات والتعليم والتوعية.

بداية التفكير في استخدام الخلايا الجذعية

بدأت القصةمع عالم البيولوجيا في جامعة هارفارد «Doug Melton – دوج ميلتون»، لم يفكر ميلتون في مرض السكري قبل عام 1991م، لكن عندما تم تشخيص ابنه الأصغر ذو الـ 6 شهور بالسكري من النوع الأول. وما جعله أكثر انغماسًا في التفكير فيه هو المخاطر الناتجة عنه المرض كفقدان الوعي أو العمى أو قطع في أحد الأطراف أو موت مفاجئ في الليل. وفي نفس الوقت أُصيبت ابنته الكبرى في عمر 14 عامًا بنفس المرض.

كان العلاج الوحيد وقتها هو زراعة البنكرياس أو زراعة خلايا بيتا التي تنتج الأنسولين. درس ميلتون مرض السكري وكل ما يتعلق به، وانتقل إلى دراسة الخلايا الجذعية التي من الممكن أن تتحول إلى نوع اّخر من الخلايا.

كان التحدي هو تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا تنتج الأنسولين. وبالفعل قدم مجموعة من العلماء في سنة 2014م طفرة في هذا البحث، حيث قاموا بعمل تجربة بوضع صبغة في سائل وهذه الصبغة ستتحول إلى اللون الأزرق في حالة تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا تنتج الإنسولين، وبالفعل هذا ما حدث. [2]

علاج أول شخص في العالم من مرض السكر

اتصلت زوجة برين شيلتون بشركة فيرتيكس للأدوية، لتطلب مشاركته في تجربتهم على مرضى السكري من النوع الأول. إذ كانت الشركة قد أعلنت عن بداية تطبيق تجربة العلاج بالخلايا الجذعية، وهي أول مرة تدخل فيها الفكرة حيز التطبيق .

حصل برين على الخلايا الجذعية التي تتحول فيما بعد إلى خلايا مُنتجة للإنسولين من هذه التجربة. وبالفعل أصبح الشخص الأول في العالم الذي تم علاجه من مرض السكري من النوع الأول.

والدراسة ما زالت مستمرة وستظل هكذا لمدة 5 سنوات لمتابعة 17 شخص أخرين. ويأمل العلماء أن يساعد هذا العلاج كل مرضى السكري من النوع الأول، ولكنه حتى الاّن ليس له علاقة بالسكري من النوع الثاني. وبعد هذه التجربة قلّت احتياجات المريض للأنسولين بنسبة 91%. وأصبح الجسم ينتجه بشكل طبيعي. وتمت متابعة المريض لمدة 90 يومًا ولم يحدث له مشاكل خطيرة حيث كانت كلها متعلقة بانخفاض مستوى السكر في بعض الأوقات فقط. [1]

ولكننا الاّن نتطلع إلى معرفة هل هناك أثار جانبية لهذا العلاج؟ وهل سيستمر تأثير العلاج إلى نهاية الحياة بشكل طبيعي؟ [4]

مصادر
[1] THE NEWYORK TIMES
[2] THE TIMES OF INDIA
[3] WEBMED
[4] VERTEX
[5] IDF DIABETES ATLAS

ما هي أضرار السكر؟ وكيف تتجنبها؟

نستخدمه يومياً ومنذ الصغر، ولكن هل يؤثر في أجهزتك الحيوية، هل له فوائد لا غنى عنها؟ هل تستطيع مناعتك التغلب على نتائجه؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سنجيب عنها فى المقال الآتي ما هي أضرار السكر وكيف تتجنبها؟ :-

هل كل أنواع السكر مضرة؟

يوجد السكر بشكل طبيعي في جميع الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، مثل الفواكه والخضروات والحبوب ومنتجات الألبان. ونظرًا لأن جسمك يهضم هذه الأطعمة ببطء، فالسكر الموجود فيها يوفر مصدرًا ثابتًا للطاقة لخلاياك.

كما تبين من الأبحاث أن تناول كميات كبيرة من الفاكهة والخضروات، يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان. وعلى الرغم من أن السكر موجود بالفاكهة بكثرة؛ إلا أن الضرر الناتج عنه يكون قليلاً للغاية مقارنة بالسكر المصنع -أي السكر الذي يضيفه مصنعو الأغذية إلى المنتجات لزيادة النكهة-.

لكن نتيجة لعصر السرعة حالياً، للأسف أصبحنا نعتمد على المشروبات الغازية ومشروبات الفاكهة والحلوى ومعظم الأطعمة المصنعة. وأيضًا بغير قصد نتناول السكر بالأطعمة التي لا تشعر فيها بطعمه مثل الحساء والخبز واللحوم المقددة والكاتشب.

ونتيجة لذلك يتم استهلاك الكثير من السكر المصنع، وبحسب تقريرات من “المعهد القومي للسرطان- National Cancer Institute” يتناول الرجال البالغون بمعدل 24 ملعقة صغيرة من السكر المصنع يوميًا.

اقرأ أيضا: التغلب على الإرهاق أثناء التمرين.

تأثير السكر على القلب:

يؤثر السكر على القلب من خلال عدة روابط أهمها:

  • عند تناول كميات كبيرة من السكر ينتج عنها تأثير سلبي على الكبد، وذلك لأن الكبد يحول السكر والكربوهيدرات الغذائية إلى دهون، وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم الدهون به والذي يتحول بالنهاية إلى مرض الكبد الدهني والذي يعرضك لخطر الإصابة بأمراض القلب.
  • يمكن أن يؤدي استهلاك الكثير من السكر المصنع إلى رفع ضغط الدم وزيادة الالتهابات المزمنة بالجسم، وكلاهما من المسببات لأمراض القلب.[1]

“إن تأثيرات تناول السكر المصنع من ارتفاع ضغط الدم، والالتهابات، وزيادة الوزن، والسكري، وأمراض الكبد الدهنية – كلها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية”.

تأثير السكر على جهازك المناعي:

عوضاً عن أنه المُسبب الرئيسي لبعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري والسمنة وأمراض القلب المزمنة، يمكن أن يؤثر السكر أيضاً على مناعتك بالسلب.

فالمناعة الصحية والسُكر لا يجتمعان خاصةً فى أوقات مرضك؛ وذلك لأن السُكر يعتبر هو الغذاء الرئيسي والممد بالطاقة للبكتيريا الضارة والفيروسات المُسببين لأغلب الأمراض. [١]

ونستنتج من ذلك أن استهلاك كمية كبيرة من السُكر يقوم بإضعاف جهازك المناعي الذى يحارب الفيروسات والعدوى البكتيرية. وذلك يجعلك أكثر عُرضة من غيرك للإصابة بالأمراض مثل نزلات الإنفلوانزا.

ومن الأقوال الشائعة أن جسمك يحتاج السكر كغذاء أساسي له، هذا به جزء من الصحة فالجسم يحتاج الجلوكوز لإنتاج الطاقة والسُكر يحتوي على هذا الجلوكوز ولكن عزيزي القارئ لابد أن تعلم أن الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه تحتوي على الجلوكوز بكمية كبيرة و تستطيع أن تمد جسمك بما يحتاجه من الجلوكوز.[٢]

تأثير السكر على أجهزة الجسم:

والآن لنشرح لك ماذا يحدث عند تناولك بعض المشروبات التى تحتوي السكر:

أولًا: على المدى القريب يُقيّد السكر جهازك المناعي وقد يستمر هذا التأثير إلى بضع ساعات بعد تناولك لكوبين من المشروب الغازي الذى يحتوي على السكر المُصنّع. [٣]

ثانياً: يُثبط السكر من عمل فيتامين “ج” الأكثر شهرة بفيتامين “سي” [٤] والذى يُقلل بشكل كبير من تكرار نزلات البرد. [٥]

ثالثاً: يزيد السكر من إصابتك بالأمراض المُزمنة مثل أمراض القلب والشرايين؛ لأنه يعمل على زيادة نسبة الالتهابات بجسمك التي بدورها تعمل على ظهور أعراض كِبر السن عليك.

بالإضافة إلى إصابتك بأمراض عديدة، وأيضاً تضع الالتهابات حمّل زائد على جهازك المناعي لإزالتها والذي يزيد من ضعفه. [٦]

رابعا: دعنا نتفق على أن السبب الذى يجعلنا مرضى هو خلل وظيفي فى الخلايا الصحية، وعند تناولنا السكر يفرز البنكرياس كمية كبيرة من هرمون الأنسولين.

وعند زيادة السكر عن حاجة جسمك يحفز الأنسولين الخلايا بامتصاص السكر ومنها يتحول السكر إلى دهون؛ عندها تتشبع الخلية بالدهون وتقلل وصول الأكسجين إلى هذه الخلايا. [٧]

خامساً : يقلل السكر من إنتاج كرات الدم البيضاء التي يحتاجها جهازك المناعي فى مقاومة الفيروسات. [٣]

ومن ثَم أظهرت الدراسات أن السكر يقوم بإضعاف جهازك المناعى إلى النصف لمدة تصل من ست الى ثمانِ ساعات، وكلما أفرطت فى تناولك للسكر يقوم بإضعاف جهازك المناعى حتى يصل لكونه عرضه أكثر لنوبات البرد والالتهابات الرئوية؛ لذا فننصحك بالابتعاد نهائياً عن السكر المُصّنع . [٢]

اقرأ أيضا: فوائد وأضرار الصيام المتقطع

كم مقدار السكر المسموح يوميا؟

وتقترح جمعية القلب الأمريكية عدم استهلاك أكثر من (حوالي 9 ملاعق صغيرة أو 36 جرامًا) من السكر المضاف يوميًا. هذا المقدار يساوي تقريبا الموجود بعلبة صودا صغيرة!

ما هي أضرار السكر وكيف تتجنبها؟

أنواع السكر المضرة:

تعد قراءة ملصقات الطعام من أفضل الطرق لمراقبة تناول السكر المصنع. فابحث عن الأسماء التالية للسكر وحاول إما تجنب أو تقليص كمية أو تكرار الأطعمة التي توجد فيها:

  • سكر بني
  • محلى الذرة
  • شراب الذرة
  • مركزات عصير الفاكهة
  • شراب الذرة عالي الفركتوز
  • عسل المصنع
  • سكر محول
  • سكر الشعير
  • دبس السكر
  • شراب جزيئات السكر (سكر العنب، سكر الفواكه، الجلوكوز، اللاكتوز، المالتوز، السكروز).. [٧] دمتم أصحاء.

اقرأ أيضا: كيف نتقي شر السكري

مصادر:

1- .harvard.edu
2– bioscience
abcnew– 3.
4- ghrnet.org.
5- /pubmed.

8 نصائح تساعدك على اتقاء شر السكري

8 نصائح تساعدك على اتقاء شر السكري

كيف يمكننا اتقاء شر السكري ؟ مرض السكري من النوع الثاني والذي يُعرف قديماً ” بسُّكري البالغين” أو “مرض السكري الغير معتمد على الأنسولين” هو النوع الأكثر شيوعا من أنواع داء االسكري  ويأتي بسبب ارتفاع مستوى السكر أو الجولوكوز بالدم.

المسار الطبيعي للجولوكوز بالدم:

بعد تناول الطعام  يرتبط الأنسولين- الهرمون المسؤول عن تنظيم الجولوكوز بالجسم – بمستقبلاته التي تقع على سطح غشاء الخلية والتي تكون معظمها بالخلايا العضلية، يعمل هذا الترابط على إرسال إشارة للخلية لفتح قنواتها للسماح للجولوكوز بالدخول من الدم إليها فينخفض حينها نسبة الجولوكوز بالدم.

أما بمرضى داء السكري يحدث خلل في هذا المسار نتيجة لتطور مقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين أو عدم قدرة البنكرياس على إنتاج القدر الكافي منه فتظل نسبة الجولوكوز بالدم مرتفعة فيصاب حينها الشخص بالسكري.

عوامل الخطر المسببة لداء السكري

  • السمنة: ترتفع نسبة الإصابة بداء السكري مع ارتفاع نسبة السمنة وخاصة عند تراكم الدهون بالأحشاء في التجويف البطني وتعرف أيضاً “بالسمنة الموضعية” حيث تحيط الدهون بالأعضاء الداخلية الهامة مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء وتؤثر على أداء وظيفتها.
  • الخمول البدني.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع الكوليسترول بالدم.
  • السن.
  • التاريخ العائلي لمرض السكر.
  • التوتر الزائد والعصبية الشديدة.

الأعراض الشائعة لداء السكري

هناك أعراض لمرض السكري كثيرة ولكن الشائع منها:

  • العطش الزائد
  • الجوع الشديد
  • التبول المتكرر
  • الإرهاق عند بذل مجهود بسيط
  • فقدان الوزن
  • العدوى المتكررة
  • بطء التئام الجروح
  • تغيم الرؤية
  • عدم الإتزان
  • النهم في تناول الحلويات والسكريات رغم عدم حب المصاب لها.

مضاعفات داء السكري

مضاعفات داء السكري خطيرة جدا ويجب الحرص حتى لا يتم الإصابة بها.

  • اعتلال الشبكية ومشاكل بالرؤية.
  • إصابة بالكلية والكبد.
  • ألم الأعصاب السكري.
  • غرغرينا بالأطراف قد تصل إلى البتر.
  • القدم السكري.
  • الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • مضاعفات جلدية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مشاكل بالسمع.
  • قرح بالفم والأسنان.

كيف نتقي شر السكري ؟

1- عدّل نظامك الغذائي ليحتوي على أقل كمية ممكنة من السكر والكربوهيدرات.

 تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة والسكر يزيد من نسبة السكر في الدم وارتفاع مستويات الأنسولين، مما قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري مع مرور الوقت وقد يساعد تجنب هذه الأطعمة في تقليل مخاطر إصابته.

اقرأ أيضاً: نصائح غذائية لتجنب الإرهاق

2- التمارين الرياضية والوقاية من مرض السكري.

التمارين المنتظمة يمكن أن تساعد في الوقاية من مرض السكري عن طريق الآتي

أولاً: يمكنها تقليل مستوى الجولوكوز بالدم بشكل ملحوظ؛ ستحسن ممارسة الرياضة من امتصاص الجولوكوز بالعضلات نتيجة لانقباضها، ويحفز ذلك خروج الجولوكوز من الدم ودخوله بالخلية العضلية لامدادها بالطاقة ومن ثم انخفاض مستواه به.

ثانياً: زيادة حساسية الأنسولين على سطح الخلية:

جولة من التمارين الهوائية أو تمارين المقاومة يمكن أن تزيد من حساسية استقبال الأنسولين بالعضلات الهيكلية أثناء ممارسة الرياضة ويمتد هذا المفعول لما بعدها، عندها سيزيد امتصاص الجولوكوز بالعضلات بشكل أسرع وأفضل وسينخفض مستواه بالدم.

هذا التأثير الكبير لممارسة الرياضة سيقلل من الإصابة بالسكري لجميع البشر ولا يوجد دواء أو علاج أو أي إجراء طبي يمكن أن يكون مقارب لفائدة ممارسة الرياضة المنتظمة!

اقرأ أيضاً: تمارين المقاومة والتمارين الهوائية

3- خسارة الوزن ومرض السكري: كما ذكرنا سابقاً فإن السمنة عموماً ودهون البطن خصوصاً عامل كبير في الإصابة بمرض السكري لذا فإن خسارة الوزن تساعد في تجنبه.

4- شرب الكثير من الماء: قد يساعد شرب الماء في تقليل مقامة الأنسولين وتقليل خطر تعرضك للسكري وأمراض القلب.

5- أخذ القسط الكافي من النوم: قد ينتج عن قلة أو زيادة النوم شراهة لتناول الكربوهيدرات التي بدورها ترفع نسبة الجلوكوز بالدم وتزيد من خطر إصابتك بالسكري.

6- راقب مستوى السكر بالدم يوميًا: مستوى السكر للشخص الطبيعي الصائم (8 ساعات):  أقل من 100 مللي جرام من الجلوكوز لكل ديسيلتر من الدم.
ومستواه بعد تناول الطعام بساعتين: أقل من 140 ميللي جرام لكل ديسيلتر من الدم.

من المهم التعرف على طبيعة جسمك وتتبع الطعام الذي يزيد من نسبة السكر بدمك حتى تتجنبه.

7- تحكم في قلقك وتوترك: هناك احتمال أن يؤدي التوتر إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز بالدم، لذا حافظ دائما على هدوئك.

8- تجنب تدخين السجائر: المدخنون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري بنسبة 50 ٪ تقريبًا مقارنة بغير المدخنين.

المصادر

  1. healthline 
  2. .webmd
  3. .harvard.edu
  4. .coursera. 
  5. ncbi

أسبوعين من نمط الحياة قليل الحركة سيؤذي صحتك!

أسبوعين من نمط الحياة قليل الحركة سيؤذي صحتك!

في دراسة جديدة، وجد الباحثون أن مجرد أسبوعين من سلوكيات قلة الحركة يمكن أن تسبِّب أضرارا خطيرة لصحة الناس.

فقد وجدوا بعد أسبوعين فقط من السلوك الخالي من الحركة أن الأشخاص الذين كانوا أصحاء في السابق كانوا يعانون إنخفاضا في صحة القلب والرئة، محيط خصرهم أكبر، دهون الجسم والكبد في تزايد ومقاومة الأنسولين أعلى.

وهذا يعني أنهم معرضون لأخطار الإصابة بأمراض القلب، الرئة، السمنة ومرض السكري.

وأجري البحث من طرف فريق من جامعة نيوكاسل Newcastle University وجامعة ليفربول University of Liverpool في المملكة المتحدة.

قام الفريق بفحص 28 شخص راشد وصحي حيث يعتبرون نشطين بإنتظام. بما فيهم 18 إمرأة، كما كان متوسط عمر المتطوعين في الدراسة 32 سنة.

وكان معدل مؤشر كتلة جسمهم:( Body Mass Index) BMI (وهو أفضل المقاييس المتعارف عليها عالميا في القياسات الجسمية لتمييز الوزن الزائد عن السمنة أو البدانة عن النحافة عن الوزن المثالى حيث يعبر عن العلاقة بين وزن الشخص وطوله) أكثر بقليل من 24. ويعتبر مؤشر كتلة الجسم أقل من 24.9 وزناً طبيعياً.

فقبل الدراسة، كان المشاركون في الدراسة نشيطين جدا، وكانوا عادة يسجلون حوالي 10000 خطوة يوميا. وطلب منهم الباحثون أن ينقصوا نشاطهم إلى 1500 خطوة في اليوم.

وبعد أسبوعين من نمط الحياة قليل الحركة، خضع المتطوعون لفحص طبي. وتمت مقارنة هذه النتائج بالنتائج التي تم قياسها قبل بداية الدراسة.

وجد الفريق أن صحة القلب والرئة لدى هؤلاء الأشخاص انخفضت بنسبة 4% فقط لأسبوعين وارتفع محيط خصرهم بمقدار ثلث بوصة تقريبا.
(1 بوصة= 2.54 سنتيمتر)

وبالإضافة إلى ذلك، إرتفعت دهون الكبد والدهون الكلية في الجسم إلى 0.5%، وازدادت مقاومة الأنسولين وارتفعت مستويات ثلاثي الغليسيريد ارتفاعاً طفيفاً.

إذن أسبوعين من نمط الحياة قليل الحركة سيؤذي صحتك بالفعل.

تبين للفريق أيضا أن جميع هذه القياسات عادت إلى طبيعتها القبلية بعد أسبوعين من النشاط البدني العادي. وتُظهر النتائج أن الزيادات الطفيفة في النشاط الرياضي يمكن أن يكون لها أثر إيجابي على الصحة.

ويقترح الفريق أن يتحرك الناس أكثر ويتوقفوا عن السلوك المستقر.

والمؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة هي كيلي باودن ديفيس Kelly Bowden Davies. وقدمت الدراسة في اجتماع الرابطة الأوروبية لدراسة مرض السكري.

المصدر

Knowridge

لا تنس تقييم المقال 🙂

 

Exit mobile version