كيف غيّر طب النانو من شكل حياتنا وكيف سيغير مستقبلنا؟

يعني طب النانو اليوم الكثير لمستقبل الطب، فهو يمنح الأطباء القدرة على الكشف المبكر عن الكثير من الأمراض ويزيد من دقة المعلومات التشخيصية ويساعد بتسريع العلاج وجعله أكثر فعالية. إذ يعد أداة رئيسية للطب المتخصص والموجه والتجديدي.

يتوقع العلماء أن يؤدي طب النانو قريبا إلى العديد من الاكتشافات المثيرة والتطبيقات المهمة طبيا. فما هو طب النانو؟ وما هي أنواعه، وتطبيقاته، وتحدياته؟

ما هو طب النانو؟

يعرف التطبيق الطبي لتقنيات النانو ضمن مجال الرعاية الصحية باسم “طب النانو”. وتُسخر في طب النانو تقنيات النانو للوقاية من الأمراض المختلفة، وتشخيصها ومراقبتها وعلاجها بطرق أكثر فعالية [1]. كما يصنع العلماء مواد وأجهزة تعمل ضمن الجسم على المستوي الذري أو الجزيئي مما يسمح بنتائج محددة الهدف ومحدودة الآثار الجانبية [2].

أنواع طب النانو

  • التشخيصي: وفيه تستخدم تقنيات النانو لتحسين جودة أجهزة ومعدات التشخيص الطبي. فمثلًا يمكن للجسيمات النانوية أن تعزز تقنيات كالتصوير بالأمواج فوق الصوتية والرنين المغناطيسي لإنتاج صور أكثر وضوحًا [2].
  • العلاجي: وفيه تستخدم تقنيات النانو لتحسين جودة وفعالية العلاج الطبي، فالجسيمات النانوية صغيرة بما يكفي ويمكن التحكم بها لإرسال الأدوية إلى مكان محدد من الجسم، مما يزيد فعالية العلاج ويقلل آثاره الجانبية. ويدرس العلماء حاليًا إمكانية تطوير علاجات فردية مصممة خصيصًا لجينات المريض فيما يعرف باسم “الطب الشخصي”[2].
  • طب النانو الوقائي: وفيه يمكن الاستفادة من الجسيمات النانوية ضمن اللقاحات لتحفيز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة للفيروسات [2].
  • الطب التجديدي: يتم حاليا بالفعل استخدام جزيئات تسمى بالأنابيب النانوية الكربونية لإصلاح النسج التالفة. ويتوقع في المستقبل أننا سنتمكن من إعادة إنماء الأعصاب المتضررة وتجديدها. وكذلك قد نتمكن مع استخدام هياكل نانوية محددة ومناسبة من إصلاح خلايا الجلد البشري والعظام والعضلات وإعادتها للعمل [2].

بعض تطبيقات طب النانو اليوم وآفاقها المستقبلية

  1. استخدم طب النانو في تطوير لقاحات COVID-19، إذ تعد الجسيمات النانوية عنصرًا أساسيًا في لقاحات شركتي فايزر (PFIZER) وموديرنا (MODERNA). وتستخدم هذه اللقاحات رنا الرسول mRNA لتطوير مناعة ضد فيروس COVID-19. لكن يعرف الرنا الرسول بانهياره السريع، لذا احتاج العلماء لشيء يحمله لداخل الجسم قبل أن ينهار. ولهذا قام العلماء بوضعه داخل الجسيمات النانوية التي توصله للخلايا المناعية حيث يمكنه القيام بعمله. وتعتبر أكثر منتجات الطب النانوي اليوم هي أنظمة إيصال الدواء إلى مناطق محددة داخل الجسم. وقد سجل لقاح فايزر القائم على الجسيمات النانوية 90% فعالية للوقاية من فيروس كورونا بعد 7 أيام فقط من تلقي الجرعة الثانية [5].
  2. علاجات السرطان بطرق أكثر فعالية وأعراض جانبية أقل. نعلم أن العلاج الكيميائي يوصل أدوية مكافحة الخلايا السرطانية للخلايا كلها دون تمييز، مما ينتج آثارًا جانبية قد تؤدي للغثيان وتساقط الشعر وغيرها. ولكن سمح طب النانو للعلماء والأطباء بتوجيه العلاج نحو الخلايا السرطانية دون الخلايا السليمة. مما قلل كثيرًا من الآثار الجانبية ولا زالت الأبحاث تتطور يوميًا في هذا المجال.
  3. يستخدم الرنين المغناطيسي لإنتاج صور تشريحية للجسم والأعضاء والنسج، وتستخدم عادة مواد تباين تحقن عبر وريد المريض لتجعل الصور والتفاصيل ضمنها أكثر وضوحًا. إلا أنه مؤخرًا قدمت جسيمات النانو الفلورية تباين أفضل بكثير من مواد التباين التقليدية.
  4. يعتبر إيصال الدواء إلى الدماغ معضلة بسبب وجود الحاجز الدموي الدماغي الذي يمنع مرورها. ولكن مؤخرًا استطاعت الجسيمات النانوية بسبب حجمها الصغير عبور الحاجز الدموي الدماغي. مما يقدم وعودًا كبيرة لعلاجات أورام المخ والسكتات الدماغية والتهاب السحايا ومرض ألزهايمر.
  5. تحتوي العين أيضًا على حواجز لحمايتها من المواد الغريبة مما يجعل إيصال الدواء لهدفه عملية صعبة. وسيقدم طب النانو طرق فعالة لإيصال الدواء لهدفه في العين أيضًا. مما يساعد في علاج الملتحمة وإعتام عدسة العين وإصابات القرنية والتنكس النقعي والزرق.
  6. إصلاح إصابات الحبل الشوكي. إذ يمكن أن تساعد المواد النانوية أيضا الجسم في إصلاح تلف الأعصاب. ويسعى الأطباء إلى استخدام سقالات نانوية توجه نمو الأنسجة العصبية الجديدة.
  7. يمكن باستخدام تقنية النانو أن نقلل من عدد مرات أخذ الجرع الدوائية وحجم الجرعة، فمثلا يتطلب العلاج الحالي للضمور البقعي المرتبط بالعمر AMD حقن شهري في العين ضمن العيادة ولكن مع استخدام الجسيمات النانوية يمكن تقليل وتيرة الحقن إلى مرة كل ستة أشهر إذ تحمي الجسيمات النانوية الدواء من الجسم وتجعل تحلله أبطأ وتوصله مباشرة للهدف فيساعد ذلك بالحد من حجم الجرعة[1] .
  8. يأمل العلماء أن يتمكنوا مستقبلا باستخدام تقنية النانو من تطوير أجهزة مزروعة كناظمات الخطى والشبكات القلبية ورقائق وأجهزة استشعار صغيرة ترسل البيانات للطبيب المراقب عن بعد.
  9. التشخيص والكشف المبكر عن الأمراض من خلال مراقبة العلامات الحيوية التي تظهر على مستوى الخلية أو في الجسم في لحظة معينة. فمثلا يعتبر ارتفاع كوليسترول الدم علامة حيوية مبكرة لمرض القلب إذا اكتشف مبكرًا. وتعتبر الجسيمات النانوية أكثر حساسية لهذه العلامات ويمكن أن تعطي نتائج وقياسات أكثر دقة، بالتالي تتيح إمكانية التشخيص المبكر.

الأدوية النانوية في الأسواق

دخلت الأدوية النانوية بنجاح في الممارسات السريرية على مدى العقود الماضية بالفعل. وأدى التطور المستمر في البحوث الصيدلانية لخلق أبحاث أكثر تعقيدًا دخلت في مراحل التجارب السريرية [4]. فلدى طب النانو في الوقت الحاضر مئات المنتجات في مرحلة التجارب السريرية والتي تغطي جميع الأمراض الرئيسية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والتنكس العصبي والعضلات الهيكلية والالتهابات. ويمتلك طب النانو بالفعل ما يقارب 80 منتجًا مسوقًا بدءًا من التوصيل النانوي والمستحضرات الصيدلانية إلى التصوير الطبي والتشخيص والمواد الحيوية [3].

في الاتحاد الأوروبي يتكون سوق الطب النانوي اليوم من الجسيمات النانوية، والبلورات النانوية، والمستحلبات النانوية، والمركبات البوليميرية.

يوضح الجدول التالي أمثلة على الأدوية النانوية المعتمدة حاليا في الأسواق ضمن الاتحاد الأوروبي.

تحديات تواجه طب النانو

كما هو الحال مع أي تقنية متقدمة فإن الاحتمالات الواعدة التي يقدمها الطب النانوي في المستقبل يجب موازنتها مع المخاطر [4]. إذ ظهرت بعض المخاوف بشأن قضايا سلامة استخدام المواد النانوية طبياً. فالخصائص الفيزيائية والكيميائية المختلفة للمواد النانوية يمكن أن تؤدي لحرائك دوائية كالامتصاصية والتوزع والتمثيل الغذائي والتخلص منها وإمكانية عبور الحواجز البيولوجية بسهولة أكبر والسمية واستمراريتها في البيئة والجسم هي بعض من الأمثلة بشأن المخاوف من تطبيق المواد النانوية طبياً [4].

ويتم تنظيم سلامة منتجات الطب النانوي تمامًا مثل الأدوية والأجهزة الطبية، ويتم تقييمها سريريًا من حيث نسبة الفائدة / المخاطر للمرضى. ومثل أي أجهزة أو عقاقير طبية يتم مراقبة الأدوية النانوية بشكل صارم، وتتبع التوصيف الشامل وتقييم السمية والتجارب السريرية متعددة المراحل لتقييم نسبة الفائدة / المخاطر قبل إتاحتها للتداول بكامل إمكانياتها. ومع ذلك، من الأهمية بمكان إجراء فحص مسبق بعناية ومسؤولية لجميع الآثار الجانبية المحتملة على الإنسان والبيئة. وقد أقيمت العديد من المشاريع الأوروبية لتتعامل مع هذه القضايا [3].

رغم أنه في العقود الماضية، أدخلت العديد من تطبيقات طب النانو في الممارسات السريرية بالفعل، ومع ذلك لا يزال الطريق طويل نحو التنظيم الكامل لطب النانو وتطوير بروتوكولات توصيف خاصة به [4] .

ختاما، إن طب النانو يثير توقعات عالية لملايين من المرضى ومقدمي خدمات الرعاية الصحية والطبية لحلول واعدة للعديد من الأمراض بطرق أكثر فعالية وكفاءة.

تستفيد اليوم العديد من مجالات الرعاية الطبية بالفعل من المزايا التي تقدمها تقنيات النانو التي أدخلت في جميع مجالات الطب. ورغم ذلك لا تزال البشرية تحارب عددا كبيرا من الأمراض الخطيرة والمعقدة مثل ( السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والتصلب المتعدد وألزهايمر وباركنسون ومرض السكري بالإضافة لأنواع مختلفة من الأمراض الالتهابية والفيروسية المعدية). لمعظم هذه الأمراض تأثير سلبي على المريض والمجتمع والأنظمة الاجتماعية والتأمينية المرتبطة به. فمن الأهمية بمكان ما مواجهة هذه الآفات بالوسائل المناسبة والتي يعتقد أن طب النانو هو الأداة الرئيسية لذلك في المستقبل القريب.

المصادر
[1]. cnm hopkins.org: what is nanomedicine?
[2]. webmd: nanomedicine what to know?
[3]. etp: what is nanomedicine?
[4]. frontiersin.org
[5]. wikipedia: لقاح فايزر بيونتك

الشلل الرعاش «باركنسون»

ما هو الشلل الرعاش «باركنسون»؟

الشلل الرعاش أو مرض باركنسون (PD) هو اضطراب عصبي تدريجي يتميز بعدد كبير من السمات الحركية وغير الحركية التي يمكن أن تؤثر على الوظيفة العضوية بدرجات متفاوتة.

وصف العالم الإنكليزي «جيمس باركينسون-James Parkinson» الداء لأول مرة عام 1817 في مقالته التي شرح فيها ستّ حالات مختلفة من المرض الذي سُمي باسمه فيما بعد.

أسباب الشلل الرعاش «باركنسون»

لاحقًا تبين أنّ الشلل الرعاش يرتبط بشكل مباشر بتموّت خلايا عصبية في منطقة من الدماغ مسؤولة عن إنتاج ناقل الدوبامين. وهو مادة كيميائية مسؤولة عن تنسيق التقلصات العضلية وتوجيهها نحو حركة هادفة، ومع الأسف إنّ السبب الأساسي لتموّت هذه الخلايا مازال مجهولًا حتى الآن ولكن يعتقد أن بعض الحالات تعود لعوامل وراثية أو لتوليفة من العوامل الوراثية والمؤثرات البيئية.(1)

يرتبط الشلل الرعاش بتموت الخلايا المسؤولة عن نقل الدوبامين

الشلل الرعاش هو مرض مزمن(chronic) أي يستمر لفترة طويلة من الزمن، وهو مرض متقدم (progressive) مما يعني أن أعراضه تزداد سوءًا بمرور الوقت.

أعراض الشلل الرعاش «باركنسون»

تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر. فعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يصابون بإعاقة شديدة، إلا أن البعض الآخر لا يعانون إلا من اضطرابات حركية طفيفة.

الارتعاشات هو العرض الرئيسي لبعض الأفراد، لكنه قد يكون بالنسبة للآخرين مجرد شكوى بسيطة و تكون الأعراض الأخرى أكثر إزعاجًا. حاليًا لايمكن التنبؤ بالأعراض التي من الممكن أن تؤثر على الفرد.
عادة ما يصيب الأشخاص بعمر 70 عامًا ولكن يمكن أن يحدث في وقت أبكر. تتأثر النساء أكثر بمرض الشلل الرعاش باركينسون.(2)

نظرًا لعدم وجود اختبار خاص بالكشف عن مرض الشلل الرعاش، يلجأ الأطباء إلى تشخيصه بناء على أعراضه الرئيسة الأربعة وهي:(1)


1-بطء الحركة Bradykinesia


يعتبر بطء الحركة من أكثر العلامات المميزة لداء باركنسون على الرغم من أنها تلاحظ في اضطرابات أخرى مثل الاكتئاب.
يشمل هذا العرض صعوبات في التخطيط والبدء والتنفيذ للحركات بالإضافة إلى تراجع القدر على أداء المهام الدقيقة مثل استخدام الأدوات.
هناك مظاهر أخرى لبطء الحركة مثل فقدان الحركات العفوية والإيماءات وسيلان اللعاب بسبب ضعف البلع، بالإضافة إلى الصوت الرتيب وانخفاض حركة تأرجح الذراع أثناء المشي. يعتمد بطء الحركة مثل معظم أعراض باركنسون الأخرى على الحالة النفسية للمريض.

فقد يتمكن بعض المرضى من القيام بحركات سريعة مثل التقاط الكرة بعد تعرضهم لمحفّز قوي. وتفترض هذه الظاهرة«مفارقة الحركة-kinesia paradoxica»أنّ مرضى باركنسون يمتلكون برامج حركية سليمة لكنهم غير قادرين على استخدامها بدون وجود محفز خارجي مثل الضوضاء أو الموسيقا العالية.


2_الارتعاشات Tremors

الارتعاشات من أكثر أعراض مرض الشلل الرعاش


«ارتعاشات الراحة-Rest tremors» هي أكثر أعراض الباركنسون شيوعًا ويمكن كشفها بسهولة.

تكون اهتزازات أحادية الجانب وبتردد مابين 4 إلى 6 هرتز، و غالبًا ما تكون واضحة في اليدين ويمكن أن تشمل الاهتزازات الشفاه والفك والساقين.

تختفي ارتعاشات الرحة أثناء العمل والنوم. تختلف الراحة بين المرضى وتبعًا لمراحل تطور المرضالمرض، فقد أفادت إحدى الدراسات أن 69% من مصابي باركنسون عانوا من ارتعاشات الراحة في بداية المرض، وأنّ 9%من المرضى تخلصوا منها في مرحلة متأخرة منه فيما لم يعاني 11%من ارتعاشات الراحة أبدًا.

وقد أظهرت الدراسات السريرية المرضية أنّ مجموعة من الخلايا العصبية الفرعية من الدماغ المتوسط تكون متنكّسة لدى مرضى باركنسون المصابين بارتعاشات الراحة، فيما تكون سليمة لدى المرضى غير المصابين بالارتعاشات.


3_التصلب العضلي Rigidity


تتقلص العضلات بشدة وتصبح أكثر مقاومة مايؤدي إلى تقليص نطاق حركة مفاصل الطرفين العلويين والطرفين السفليين(الثني والبسط والدوران حول المفصل). وقد يصيب التصلب عضلات الرقبة والكتف والورك إضافة إلى عضلات الرسغ والكاحل.
قد يتراقق التصلب العضلي مع الألم، وألم الكتف هو أحد المظاهر الأولية الأكثر شيوعًا لدى مرضى باركنسون على الرغم من أنه قد يُشخّص بشكل خاطئ على أنه التهاب في المفصل أو التهاب الجراب أو إصابة الكفّة المدورة.

4_اختلال التوازن الموضعيPostural instability


يعتبر اختلال التوازن الموضعي مظهرًا من مظاهر المراحل المتأخرة من باركنسون، وعادة ما يحدث بعد ظهور العلامات السريرية الأخرى.

يخضع المريض لاختبار السحب لاختبار هذا العرض بحيث ُيسحب بسرعة من كتفيه للخلف أو للأمام فإذا تراجع المريض أكثر من خطوتين أو لم يبدي استجابة للسحب فذلك يزيد من احتمالية تشخيصه بالمرض.


يُعد اختلال التوازن الموضعي السبب الأكثر شيوعًا للسقوط لدى مرضى باركنسون كما يساهم بزيادة مخاطر كسور الورك.
هناك عوامل أخرى قد تؤثر أيضًا في حدوث اختلال التوازن الموضعي لدى مرضى باركنسون. ومن هذه العوامل: أعراض باركنسون الأخرى وانخفاض ضغط الدم الانتصابي( الذي يحدث عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى وضعية الوقوف) بالإضافة إلى التغيرات الحسية المرتبطة بالعمر كما أنّ الشعور بالخوف من السقوط قد يزيد من عجز المرضى على التوازن والاستقرار.

علاج الشلل الرعاش «باركنسون»


في الوقت الراهن لايوجد أي علاج كامل لمرض الشلل الرعاش باركنسون. ولكن مع ذلك هناك عديد من الأدوية المستخدمة لتخفيف أعراض المرض ومن الأدوية الأكثر استخدامًا دواء «ليفودوبا-Levodopa»الذي يصنف ضمن فئة الأدوية المسماة بعوامل الجهاز العصبي المركزي.

آلية عمل الليفودوبا

تمتص خلايا الدماغ العصبية دواء ليفودوبا وتحوله إلى الناقل العصبي الدوبامين الذي تؤدي زيادة مستوياته إلى تحسين المشاكل الحركية لدى المريض.

لا يعطى دواء ليفودوبا بمفرده، إنما يعطى معه دواء آخر اسمه «كاربيدوبا-Carpidopa»، الذي يمنع دواء ليفودوبا من التحول إلى الدوبامين قبل وصوله إلى الدماغ، كما يخفف من آثار ليفودوبا الجانبية مثل الإرهاق والدوار والغثيان.

مع بداية العلاج بدواء ليفودوبا يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في الأعراض، لكن آثاره يمكن أن تكون أقل استمرارية على مدى السنوات التالية. فمع فقدان مزيد من الخلايا العصبية يقل عدد الخلايا التي تمتص الدواء هذا ما يعني أننا قد نحتاج لزيادة الجرعة مع بداية العلاج بدواء ليفودوبا يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في الأعراض.لكن آثاره يمكن أن تكون أقل استمرارية على مدى السنوات التالية، فمع فقدان مزيد من الخلايا العصبية يقل عدد الخلايا التي تمتص الدواء هذا ما يعني أننا قد نحتاج لزيادة الجرعة من فترة لأخرى.

على الرغم من أن ليفودوبا يساعد معظم الأشخاص المصابين بشلل الرعاش، لكن لا يستجيب الجميع للدواء بشكل متساوٍ.

للدواء تأثير ملحوظ على أعراض مثل بطء الحركة والتصلب العضلي، لكنه أقل فعالية بالنسبة للارتعاشات، كما أنه قد لا يكون له تأثير على مشاكل التوازن والأعراض الأخرى على الإطلاق.

علاج الشلل الرعاش جراحياً

يتم علاج معظم المصابين بمرض باركنسون بالأدوية ، مع ذلك تستخدم في بعض الحالات نوع من الجراحة يسمى التحفيز العميق للدماغ. يتضمن التحفيز العميق للدماغ زرع مولد نبضات جراحي مشابه لجهاز تنظيم ضربات القلب في دار الصدر. يتم توصيل المولد بسلك أو سلكين رفيعين مزروعين تحت الجلد، ويتم إدخالهما بدقة في مناطق محددة في الدماغ. ينتج المولد تيار كهربائي منخفض الشدة يمر عبر الأسلاك ليحفز الأجزاء المتضررة من الدماغ.

على الرغم من أن الجراحة لا تعالج مرض باركنسون، إلا أنها يمكن أن تخفف الأعراض لدى بعض المرضى.

يشهد مجال علم الأعصاب تقدمًا كبيرًا من حيث تطوير تقنيات الكشف عن الأمراض العصبية التنكسية.

كما يطمح العلماء لإيجاد تقنيات علاجية تنهي معاناة المرضى، ولكن إلى ذلك الحين لا بُدّ لنا أن نساعد المرضى في التكيف مع أعراض الشلل الرعاش ليكونوا قادرين على المشاركة الفاعلة في مجتمعاتهم.(1) (3)

مصادر:

١_ jnnp.bmj
٢_ ninds.nih
٣_ nhs

Exit mobile version