ما هي فوائد وأضرار المواد الإباحية؟

(المواد الإباحية-pornography) هي شكل من أشكال الوسائط التي تصور الأفعال والسلوكيات الجنسية، ويمكن تقديمها بأشكال مختلفة مثل: مقاطع الفيديو، والصور، والمواد المكتوبة كالقصص.

وجِدت المواد الإباحية منذ قرون، لكن ظهور الإنترنت سهّل الوصول إليها واستهلاكها. ولقد تلقى موقع Pornhub، وهو أكبر موقع إباحي مجاني في العالم أكثر من 33.5 مليار زيارة خلال عام 2018 وحده. [2]
كما تُشير دراسة في عام 2018 إلى أن حوالي 85٪ من 1036 مشاركًا استخدموا موادًا إباحية على الإنترنت خلال فترة مدتها 6 أشهر. كما ذكر عدد أكبر من الرجال مقارنة بالنساء بأنهم يستهلكون المواد الإباحية على الإنترنت مرة واحدة على الأقل أسبوعيا.[5]

بينما ينظر البعض إلى المواد الإباحية على أنها شكل من أشكال الترفيه. يرى البعض الآخر أنها ضارة وتسبب الإدمان. لكن ما رأي العلم في ذلك؟ هل يمكن أن تكون المواد الإباحية ضارة؟ وهل لها منافع؟ وكيف تتفاعل أدمغتنا معها؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال. 

ما هي أضرار المواد الإباحية؟

أضرار المواد الإباحية الدماغية

ربِط استهلاك المواد الإباحية بعدد من الآثار السلبية على الدماغ. يعتبر نظام المكافأة أحد الطرق الرئيسية التي تؤثر على الدماغ. فحين يشاهد الفرد موادًّا إباحية يطلق المخ طوفانًا من الدوبامين، وهو مادة كيميائية مسؤولة عن شعورنا بالمتعة والمكافأة. وبالتالي يعزَّز سلوك مشاهدة المواد الإباحية كل مرة.
بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي المستويات العالية من الدوبامين إلى انخفاض استجابة الدماغ له، مما يتطلب المزيد والمزيد من المحفزات الشديدة لتحقيق نفس المستوى من المتعة. يمكن أن يؤدي هذا إلى الإدمان وإلى عواقب سلبية أخرى؛ مثل زيادة رغبة وحاجة مستهلكي المواد الإباحية لها رغم عدم حبهم لها. يلعب الدوبامين دورا في هذا الانفصال بين الرغبة والإعجاب، والذي يعتبر سمة مميزة لخلل تنظيم دوائر المكافآت. [2]

تؤثر الإباحية بطريقة أخرى على الدماغ. إذ تحدث تغييرًا في الوظيفة المعرفية، حيث أظهرت الدراسات أن الاستخدام المفرط لهذا المحتوى يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في المادة الرمادية للفص الجبهي في الدماغ، وهي منطقة مسؤولة عن الوظائف المعرفية مثل اتخاذ القرارات، والذاكرة والانتباه. وبالتالي قد يؤدي هذا إلى انخفاض في هذه الوظائف وزيادة في الاندفاع أيضًا.
ويشبه هذا الاندفاع اندفاع الأطفال وقدراتهم المحدودة في اتخاذ القرارات لأن الفص الجبهي لديهم لايزال غير مكتمل النمو. [2]

أضرار المواد الإباحية على الميول والعلاقات

ربط أيضا بين المواد الإباحية وبين تغير الميول الجنسية. أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يشاهدونها بانتظام هم أكثر عرضة لتطوير اهتمامات جنسية غير تقليدية، ومواجهة صعوبة في تحقيق الإثارة مع شركائهم. يمكن أن يؤدي هذا إلى عدم رضًا في العلاقات وزيادة خطر الإصابة بضعف الانتصاب. [2]

ربط أيضا بين الاستخدام المفرط للمواد الإباحية وبين ضعف التفاعلات الاجتماعية. إذ أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يشاهدونها بانتظام هم أكثر عرضة لمواجهة صعوبة في التفاعل مع الآخرين بما في ذلك صعوبة تكوين العلاقات والحفاظ عليها. وقد ذلك يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة. [2]

من المهم أن تكون على دراية بالآثار السلبية المحتملة للمواد الإباحية، وأن تطلب المساعدة إذا كانت تؤثر على حياتك بشكل سلبي. ولكن يجب أن تعلم أنه لن يعاني جميع الأفراد من هذه الآثار السلبية، وأن شدة هذه الآثار يمكن أن تختلف تبعًا للفرد والظروف الخاصة ونوعية المحتوى الإباحي. 

ما هي فوائد المواد الإباحية؟

يمكن للاستخدام المفرط لهذا المحتوى أن يكون له آثار سلبية على دماغ الفرد وسلوكه. مع ذلك، فإن الاستخدام المعتدل بتراضٍ مع الشريك قد يكون مفيدا. مثل: أن يكون هذا المحتوى مصدرًا لبعض الأشخاص للتعلم حول الجنس، ووضعياته المختلفة. وسنناقش هذا الموضوع لاحقًا بالتفصيل.
كما قد يساهم المحتوى الإباحي في إزالة الوصمة الملاصقة للجنس عند بعض الناس، وجعله أقل ترويعًا، خاصة للأشخاص الذين قليلاً ما يتعرضون للجنس والمواد الجنسية. 
كما تقدم الإباحية للشخص فرصة للبحث عن خيارات أكثر شمولاً حول الجنس. [5]

يمكن أيضًا للمواد الإباحية أن تخفف التوتر. فقد وجدت دراسة في عام 2017 أن العديد من الأشخاص يستخدمون المواد الإباحية كنشاط ترفيهي لتخفيف التوتر وإلهائهم عن المشاعر السلبية.

كما وضح بعض الأزواج الذين يستهلكون المواد الإباحية معًا أنه يحسن التواصل الجنسي والحميمية، ويساعد على تعزيز علاقاتهم. [5]

ولكن من المهم ملاحظة أن فوائد المواد الإباحية فردية للغاية، وتعتمد على الظروف المحددة. علاوة على ذلك، يجب مراعاة مصدر ومحتوى المواد الإباحية المستهلكة.

هل إدمان المواد الإباحية حقيقي؟

يعتبر مفهوم “إدمان المواد الإباحية” موضوع نقاش كبير في الأوساط العلمية والطبية. يجادل بعض الخبراء بأن الاستهلاك المفرط لها يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الدماغ مماثلة لتلك التي تظهر في إدمان المخدرات، وأنه يمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية مماثلة كتلك التي تظهر في أشكال أخرى من الإدمان. حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج أن أدمغة مستخدمي الإباحية تشبه أدمغة مدمني المخدرات ومدمني الكحول. [4]

من ناحية أخرى، يرى بعض الخبراء أنه في حين أن الاستهلاك المفرط للمواد الإباحية يمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية، إلا أنه ليس إدمانًا حقيقيًا مثل الإدمان على المخدرات أو الكحول، و يجادلون بأن مصطلح “إدمان المواد الإباحية” ليس تشخيصًا سريريًا معترفًا به، وأن مفهوم الإدمان ليس الطريقة الأكثر فائدة لفهم العواقب السلبية للاستهلاك المفرط لهذا المحتوى. علاوة على ذلك، لا تصنف الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) إدمان المواد الإباحية على أنه اضطراب عقلي، كما لم يتم تضمينه في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).

استخدام الإباحية كمصدر للمعلومات

في استطلاع تمثيلي على المستوى الوطني في أمريكا، وجد أن 25% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا اعتبروا المواد الإباحية مصدر المعلومات “الأكثر فائدة” حول كيفية ممارسة الجنس. مما جعلها المصدر الأكبر للمعلومات. وتفوفت حتى على سؤال الشريك.[6]

تتمثل إحدى الفوائد المحتملة لهذا المحتوى في كونه مصدرا للمعلومات حول الممارسات والتقنيات الجنسية كما ذكرنا سابقًا. ومع ذلك من المهم ملاحظة أنه ليست كل المعلومات الموجودة في المواد الإباحية دقيقة أو صحية. كما يجب مراعاة مصدر المعلومات المستهلكة.

غالبًا ما تصور المواد الإباحية توقعات غير واقعية وغير صحية حول الجنس، وصورة الجسد، والعلاقات. [6] علاوة على ذلك؛ يمكن أن يكون مصدر معلومات مضلل حول الصحة. على سبيل المثال، لا يظهر استخدام الواقي الذكري، أو تحديد النسل مما يؤثر على السلامة الجنسية. كذلك وجود العنف في هذا المحتوى يمكن أن يشكل خطرًا حقيقيًا. ففي فحص تحليلي حديث لأكثر من 4000 مقطع فيديو على مواقع إباحية مجانية نُشرت نتائجه في مجلة Archives of Sexual Behavior، وجِد أن ما بين 35٪ و 45٪ من الفيديوهات تحتوي على صور للعنف كلها تجاه النساء.

في حين أن الاهتمام بتصوير الجنس الخشن لا يمثل بالضرورة مشكلة في حد ذاته إلا أن هذه المشاهد نادرًا ما تُظهر قيام المشاركين بالتفاوض على الموافقة، أو اتخاذ احتياطات السلامة الأخرى. وبالتالي لا ينبغي استخدامها كدليل إرشادي. بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن المعلومات المقدمة في المواد الإباحية غالبًا ما تستند إلى الخيال وليس على الواقع. ففي الحقيقة يتم إنشاء المواد الإباحية للترفيه وليس للتعليم . وقد لا تعكس واقع التجارب الجنسية مما يجعلها في كثير من الأحيان معلومات مضللة. [6]

من المهم أن نفهم أن المواد الإباحية ليست بديلاً عن التربية الجنسية الشاملة والدقيقة، كما يوصى بالبحث عن المعلومات الجنسية من مصادر موثوقة، كالمهنيين الصحيين، أو وضع معلمي الجنس بموازاة الإباحية لتكوين معرفة شاملة وحقيقية حول الجنس.

خلاصة

كما ذكرنا، إن للمواد الإباحية أضرارا عديدة كما لها بعض الفوائد، ولكن هذا يعتمد على ظروفك وعلى الطريقة التي تستهلك بها هذه المواد و كذا على نوعيتها. وتذكر أن هذا المحتوى محتوى ترفيهي وليس تعليميا لذا لا يمكنك الاعتماد عليه.

بالإضافة إلى ما هي فوائد وأضرار المواد الإباحية؟ اقرأ أيضًا: أهمية الحديث عن الجنس.

مصادر ما هي فوائد وأضرار المواد الإباحية؟:
1. psychologytoday.com
2. neurosciencenews.com
3. merriam-webster.com
4. cam.ac.uk
5. medicalnewstoday.com
6. livescience.com

الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء

تعاني حوالي 30% إلى 40% من النساء من مشاكل جنسية في وقت ما خلال حياتهن. وإذا كانت المشاكل شديدة بما يكفي للتسبب في الضيق، فيمكن اعتبارها خللًا في الوظيفة الجنسية، ويمكن أن يحدث الخلل الجنسي لفرد أو للزوجين. ويمكن اعتبار بعض المشاكل التي تمنع المتعة أثناء دورة الاستجابة الجنسية خللًا؛ وتتضمن هذه الدورة أربع مراحل: الدافع، والإثارة، والنشوة الجنسية، والاسترخاء. ومن أجل تشخيص اضطراب الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء يجب أن تسبب هذه المشاكل ضائقة للمرأة.

أعراض الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء

يمكن وصف هذا الخلل وتشخيصه كما يلي:

  1. انخفاض الرغبة الجنسية: يتضمن هذا الخلل الأكثر شيوعًا بين الإناث قلة الاهتمام، وعدم الرغبة في ممارسة الجنس.
  2. مشاكل في الإثارة الجنسية: قد تكون رغبتك في الجماع سليمة لكنك تواجهين صعوبة في الشعور بالإثارة، أو لا تستطيعين الاستمرار في الإثارة أثناء النشاط الجنسي.
  3. صعوبة مستمرة، أو متكررة في الوصول إلى النشوة الجنسية بعد الإثارة الجنسية الكافية والتحفيز المستمر.
  4. وجود ألم مرتبط بالتحفيز الجنسي، أو الاتصال المهبلي.
  5. خلل جنسي آخر غير محدد لا يقع تحت أي من الفئات المذكورة.

قبل التعرف على الخلل الوظيفي الجنسي، يجب أولًا أن نتعرف على الوظيفة الجنسية الطبيعية عند النساء.

الوظيفة الجنسية الطبيعية عند النساء

تتضمن الوظائف والاستجابات الجنسية مجموعة من الأفكار والعواطف، بالإضافة إلى استجابة الجسم بما في ذلك الجهاز العصبي والدورة الدموية والهرمونات. وتشمل الاستجابة الجنسية ما يلي:

  • الرغبة في الانخراط أو مواصلة النشاط الجنسي. وهناك العديد من الأسباب للرغبة في ممارسة الجنس بما في ذلك الاهتمام بالجنس أو الرغبة فيه، وقد تنجم عن طريق الأفكار، أو الكلمات، أو المشاهد، أو الروائح، أو اللمس. وقد يكون الدافع واضحًا في البداية، أو قد يتراكم بمجرد إثارة المرأة.
  • الإثارة الجنسية والتي تحدث عندما تفكرين في الجنس أو تشعرين به. وللإثارة عنصرًا ماديًا وهو زيادة تدفق الدم إلى منطقة الأعضاء التناسلية. ففي النساء، يؤدي تدفق الدم المتزايد إلى تضخم البظر، وجدران المهبل (وهي عملية تسمى الاحتقان)، وتؤدي إلى الانتصاب عند الرجال. ويؤدي زيادة تدفق الدم أيضًا إلى زيادة الإفرازات المهبلية التي توفر الترطيب أثناء الجماع. وقد يزداد تدفق الدم دون أن تدرك المرأة ذلك ودون أن تشعر بالإثارة.
  • النشوة الجنسية وهي ذروة الإثارة الجنسية. إذ يزداد انقباض العضلات في جميع أنحاء الجسم قبل النشوة مباشرة. وعندما تبدأ النشوة، تنقبض العضلات المحيطة بالمهبل بشكل إيقاعي. وقد يكون لدى النساء عدة هزات عند الجماع.
  • الاسترخاء، وهو الشعور بالراحة والاسترخاء العضلي الواسع، ويتبع عادة النشوة الجنسية. ومع ذلك يمكن أن يحدث ببطء بعد إثارة النشاط الجنسي دون الوصول للنشوة الجنسية. ويمكن لبعض النساء الاستجابة لتحفيز إضافي على الفور تقريبًا بعد الاسترخاء.

من المرجح أن يكون لدى النساء دوافع عاطفية أكثر من الرجال مثل الرغبة في تجربة وتعزيز العلاقة الحميمة العاطفية، ولتأكيد استحسانهم، وإرضاء أو تهدئة الشريك. كما قد تتطور الرغبة عند المرأة بمجرد بدء النشاط الجنسي والتحفيز. وتتزايد الرغبة في الرضا الجنسي مع استمرار النشاط الجنسي والعلاقة الحميمة، وتؤدي التجربة المجزية جسديًا وعاطفيًا إلى تلبية وتعزيز الدوافع الأصلية للمرأة. كما قد تشعر بعض النساء بالرضا الجنسي سواء كان لديهن هزة الجماع أم لا. وعادة ما تقل الرغبة مع تقدم المرأة في العمر، ولكنها تزداد مؤقتًا عندما يكون للمرأة، بغض النظر عن عمرها، شريك جديد.

أسباب الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء

خمسة أسباب جسدية

  1. اضطرابات تدفق الدم: تشير بعض الأبحاث إلى أن اضطرابات الأوعية الدموية قد تمنع تدفق الدم إلى أجزاء من الجهاز التناسلي للأنثى. ويحتاج المهبل والبظر والشفرين إلى زيادة تدفق الدم من أجل الإثارة الجنسية.
  2. تناول بعض الأدوية والعلاجات: تؤثر بعض الأدوية على الوظيفة الجنسية. وقد تقلل مضادات الاكتئاب من الدافع الجنسي، أو قدرتك على الوصول إلى النشوة الجنسية. ومن المرجح بشكل خاص أن تسبب مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) آثارًا جانبية جنسية. ويمكن أن يؤثر العلاج الكيميائي وعلاجات السرطان أيضًا على مستويات الهرمونات.
  3. أمراض النساء مثل تكيسات المبيض، والأورام الليفية الرحمية، والتهاب المهبل، كلها تسبب الألم أثناء ممارسة الجنس. ويمكن للتشنج المهبلي (وهو حالة تسبب تقلصات عضلة المهبل) أن يجعل الجماع غير مريح.
  4. التغيرات الهرمونية التي يمكن أن تسبب جفاف المهبل، أو ضموره مما يجعل الجماع مؤلمًا. ويمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الإستروجين أيضًا إلى تقليل الإحساس في الأعضاء التناسلية. ويمكن أن يؤثر انقطاع الطمث والجراحة والحمل على مستويات هذا الهرمون.
  5. بعض الحالات الصحية: حيث يمكن أن يؤثر عدد من الحالات الصحية على قدرتك على الاستمتاع بالجنس. وتشمل مرض السكري، والتهاب المفاصل، والتصلب المتعدد، وأمراض القلب. وقد يعيق إدمان المخدرات أو تعاطي الكحول أيضًا التجربة جنسية.

3 أسباب نفسية

  1. الاكتئاب: إذ قد يتسبب الاكتئاب في عدم الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها من قبل بما في ذلك الجنس. ويمكن أن يساهم تدني احترام الذات ومشاعر اليأس أيضًا في الضعف الجنسي.
  2. الشعور بالإجهاد: الإجهاد في المنزل، أو العمل يمكن أن يصعّب من التركيز على الاستمتاع بالجنس. وتظهر بعض الدراسات أن التوتر يمكن أن يزيد من مستويات هرمون الكورتيزول، وهذه الزيادة قد تقلل الدافع الجنسي.
  3. الاعتداء الجسدي، أو الجنسي السابق: وما يعقبه من صدمة، أو شعور بسوء المعاملة مما قد يسبب القلق، والخوف من العلاقة الحميمية. هذه المشاعر يمكن أن تجعل من الصعب ممارسة الجنس، وقد تؤدي الضغوط الأخرى على العلاقة إلى ضعف جنسي.

التشخيص

إذا كنتِ تعانين من خلل وظيفي جنسي، فتحدثي إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ. إذ يمكنه إجراء تقييم شامل للعوامل الجسدية، والنفسية المرتبطة بالجنس. ومن المرجح أن يبدأ مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بأخذ تاريخ صحي كامل. وقد تساهم العمليات الجراحية السابقة، مثل استئصال الرحم أو استئصال المبيض، في الخلل الوظيفي الجنسي ولكن هذا ما يحدده الطبيب. كما يمكن للفحص البدني أيضًا استبعاد أي مشاكل متعلقة بأمراض النساء. وقد يقوم الطبيب بإجراء فحص للحوض ومسحة عنق الرحم، كما ستتم مراجعة أدويتك أيضًا.

ويمكن أن تساعد اختبارات الدم في تشخيص الاختلالات الهرمونية. كما يمكن جمع الإفرازات المهبلية للبحث عن احتمالية وجود عدوى. وسوف يقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك أيضًا باستكشاف الأسباب النفسية المحتملة. لذا عليك أن تتحدثي بصراحة وصدق عن التحديات الجنسية التي تواجهينها. وفي بعض الحالات قد يوصيكِ الطبيب بالتحدث إلى أخصائي الصحة العقلية، أو مستشار العلاقات.

علاج الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء

ضعي في اعتبارك أن الخلل الوظيفي الجنسي يمثل مشكلة فقط إذا كان يزعجك. أما إذا لم يزعجك، فلا داعي للعلاج. ويختلف العلاج بسبب وجود العديد من الأعراض والمسببات المحتملة للضعف الجنسي لدى الإناث. ومن المهم بالنسبة لكِ التعبير عن مخاوفك، وكذلك فهم جسدك واستجابته الجنسية الطبيعية. كما تعد أهدافك في حياتك الجنسية مهمة لاختيار العلاج، وتقييم ما إذا كان يعمل أم لا. وغالبًا ما تستفيد النساء من نهج العلاج المركب الذي يعالج المشكلات الجسدية، والعاطفية، والنفسية.

علاج بدون أدوية

ولعلاج الضعف الجنسي للإناث وما يترتب عليه من خلل وظيفي جنسي بدون أدوية، قد يوصي طبيبك بهذه الإستراتيجيات:

  1. التحدث والاستماع: فالتواصل المفتوح مع شريكك يصنع اختلافًا كبيرًا في إشباعك الجنسي. حتى لو لم تكوني معتادة على التحدث عن الأشياء التي تحبيها والتي لا تحبيها في العملية الجنسية، فإن تعلم القيام بذلك وتقديم الملاحظات بطريقة جيدة يمهد الطريق لمزيد من العلاقة الحميمة.
  2. النشاط البدني: يمكن للنشاط البدني المنتظم أن يزيد من قدرتك على التحمل وتحسين مزاجك، ويعزز كذلك المشاعر الرومانسية.
  3. تعلم طرق تقليل التوتر حتى تتمكنين من التركيز والاستمتاع بالتجارب الجنسية.
  4. التحدث مع مستشار، أو معالج متخصص في المشاكل الجنسية والعلاقات. وغالبًا ما يتضمن العلاج التثقيف حول كيفية تحسين الاستجابة الجنسية لجسمك، وطرق تعزيز العلاقة الحميمة مع شريكك، وتوصيات لمواد القراءة أو تمارين الأزواج.
  5. قد تكون المزلقات المهبلية مفيدة أثناء الجماع إذا كنتِ تعانين من جفاف المهبل، أو ألم أثناء ممارسة الجنس.
  6. يمكن تعزيز الإثارة عن طريق تحفيز البظر باستخدام هزازٍ.

بالإضافة إلى الخلل الوظيفي الجنسي عند النساء اقرأ أيضًا: تكيس المبايض أسبابه أعراضه وعلاجه

مصادر:
1. clevelandclinic.org
2. msdmanuals.com
3. mayoclinic.org

7 خرافات حول المهبل

7 خرافات حول المهبل

إن الأساطير حول المهبل موجودة منذ أجيال، وكانت هناك حكايات مروعة عن المهبل.
اليوم كذلك هناك انتشار واسع لشائعات حول المهبل ونظافته مثلًا هناك إعلانات تروج للاستخدام اليومي للغسول المهبلي بدون وجود دليل على فائدته كما هناك ترويج للعديد من المنتجات الأخرى.

يمكن أن يكون مقدار المعلومات الخاطئة الموجودة ضارًا للغاية.

وللأسف الكثير مما نسمعه عن المهبل غير حقيقي مثل القول السائد بأنه لا ينبغي أن تكون هناك إفرازات للمهبل إلا إذا كان مريض، هذه المعلومات الخاطئة وغيرها ليست فقط غير دقيقة، ولكنها يمكن أن تجعلنا نشعر أيضًا بكل أنواع الخجل والتوتر غير الضروريين.

من المهم التحدث عن المهبل بطريقة صحيحة وبطريقة أكثر انفتاحًا لذا سنتحدث في هذا المقال عن 7 خرافات شائعة حول المهبل.

خرافة 1: الإفرازات تعني أن هناك شيئًا خاطئًا

وجود الإفرازات المهبلية شيء طبيعي عند معظم النساء خاصة في منتصف الدورة عند الإباضة سيكون لديهن المزيد من الإفرازات ويكون مخاطي. قد تكون الإفرازات قليلة قبل فترة الحيض مباشرةً وعندما تنتهي الدورة. لذلك ستعتاد معظم النساء على مر السنين على ما هو طبيعي بالنسبة لهن. تقل الإفرازات عند النساء في سن اليأس، والمدخنات واللواتي يتناولن حبوب منع الحمل أو مضادات الهيستامين.

المفتاح هو ملاحظة ما هو طبيعي بالنسبة لك ثم زيارة طبيب أمراض النساء الخاص بك إذا لاحظت أي تغييرات، مثل الرائحة الكريهة أو الدم مما ربما يشير إلى وجود عدوى. وإذا كنت قلقة من أن لديك إفرازات كثيرة جدًا، وكانت لديك كمية كبيرة من المواد الجافة المتقشرة في ملابسك الداخلية كل يوم، أو كنتِ تشعرين بالحاجة إلى ارتداء بطانة اللباس الداخلي كل يوم فلا بأس بزيارة الطبيب.

خرافة 2: هناك شيء خاطئ إذا لم تحدث لك هزات الجماع من المهبل

الحقيقة هي أن الكثير من النساء لا تصل لهزات الجماع من الجماع المهبلي في حد ذاته. في إحدى الدراسات الحديثة وجدت أن 18٪ فقط من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع إن الجماع وحده يمكن أن يمنحهن النشوة الجنسية. في دليل الصحة الإنجابية للإناث، كتبت الدكتورة ماري جين مينكين أخصائية أمراض النساء بجامعة ييل أن العديد من النساء بحاجة إلى نوع من تحفيز البظر لتحقيق ذلك.


بل ويجادل بعض الباحثين والأطباء في مجال الجنس بأنه لا يوجد شيء مثل “النشوة الجنسية المهبلية” على أي حال. وبدلاً من ذلك يقولون إن كل هزة الجماع تحدث بسبب التحفيز المباشر أو غير المباشر للبظر.

هذا منطقي أكثر بمجرد أن تعرف أن معظم البظر مخفي داخل الجسم. يمكن أن تعرف الكثير عن هذا الموضوع من مقال ما هي قصة اكتشاف البظر؟

خرافة 3: يجب أن تظهر أعراض على المهبل في الأمراض المنقولة جنسياً

في حين أن بعض النساء تظهر عليهن أعراض الكلاميديا، ​​أو السيلان، أو الهربس، أو الزهري ، إلا أن هناك بعض الالتهابات التي لن تسبب أي أعراض على الإطلاق. في الواقع ما يزيد عن 50٪ من النساء المصابات بالكلاميديا على سبيل المثال لن يعرفن أنهن مصابات به. وفي النساء يمكن أن تؤدي بعض الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي غير المعالجة إلى العقم والضرر الدائم للجهاز التناسلي، وبالتالي تعتبر الاختبارات المنتظمة للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي مهمة جدًا.

خرافة 4: يجب أن يكون للمهبل رائحة فاكهية أو لطيفة

المهبل عضو ذاتي التنظيف وبه بكتيريا طبيعية للحفاظ على صحته. هذه البكتيريا لها رائحة عفنة طبيعية. يجب أن تكون رائحة المهبل كرائحة المهبل! ليست زهرة أو فاكهة أو أي شيء آخر.

محاولة تنظيف المهبل بالغسول، أو المنظفات الإضافية يمكن أن يسبب خللًا في صحة المهبل مما يسبب أحيانًا التهابات مثل التهاب المهبل الجرثومي أو الخميرة. تجنب هذه الالتهابات عن طريق غسل الأعضاء التناسلية الخارجية (الفرج) فقط بقطعة من الصابون العادي غير المعطر.

خرافة 5: كثرة ممارسة الجنس تؤدي إلى إرخاء المهبل

عندما تثار يصبح المهبل مشحمًا بشكل طبيعي ويتمدد ليستوعب. كل هذا ينعكس بمجرد انتهاء حالة الاستثارة. على الرغم من أن المهبل قد يبدو أضيق قليلاً في حالات معينة أو أكثر مرونة في حالات معينة إلا أنه عضو مرن للغاية وملائم، وغني جدًا بالأعصاب وإمدادات الدم. ويجب الأخد بعين الاعتبار أن الولادة المهبلية يمكن أن تحدث بعض التغيرات في المهبل، ولكن تمارين قاع الحوض (المعروفة أيضًا باسم كيجل) يمكن أن تساعد.

خرافة 6: يجب إزالة شعر العانة لتنظيف المهبل

لا يوجد دليل يثبت هذا القول بل يعتبر شعر العانة هو خط الدفاع الأول ضد الغزاة الذين يمكن أن يسببوا الحكة، والتهيج، والالتهابات وبالتالي يمكن أن يقي الشعر المهبل من البكتيريا.

خرافة 7: يتبلل المهبل خلال الإثارة الجنسية فقط

عندما يتبلل المهبل يعني أن الأنثى تريد ممارسة الجنس! خطأ يمكن أن يتبلل المهبل لعدة أسباب. تسبب الهرمونات إفراز مخاط عنق الرحم يوميًا. كما يحتوي الفرج على نسبة عالية من الغدد العرقية التي يمكن أن تنتج تلقائيًا تزييتًا عند لمس المهبل بغض النظر عن الإثارة.

وبالتالي تذكر: لا ينبغي أبدًا اعتبار البلل المهبلي علامة على الموافقة على ممارسة الجنس. يجب أن تكون الموافقة شفهية.


بالإضافة إلى هذا الخرافات هناك العديد منها والتي تحدثنا عنها في مقالات سابقة مثل استخدام المنظفات للمهبل، والنزيف عند الجماع لأول مرة دليل على العذرية، وأن الفرج والمهبل تركيب واحد.


مصادر 7 خرافات حول المهبل:
1. healthline.com
2. thebirthcenter.com
3. insider.com

أهمية الحديث عن الجنس

على الرغم من أن الجنس حاجة طبيعية لدى البشر إلا أنه على عكس احتياجاتنا الأخرى نخشى الحديث عنه خاصة في المجتمعات المحافظة.
يكون الحديث عن الجنس مثيرًا للجدل ومنفر في كل مرة إلا أنه كان متوغل في أغانينا ورواياتنا وقصائدنا. كما نحت الفنانون التماثيل ورسموا اللوحات عن الجنس مثل لوحات الفنان النمساوي غوستاف كليمت اللتي تميزت بعرض الإثارة الجنسية والمواضيع الجنسية الأخرى.

ظهر الجنس في فننا وحديثنا ولكن كانت أولى المحاولات لفهمه علميًا في وقت قريب جدًا على يد العالم ألفريد كينزي الذي ارتاد جامعة هارفرد. واهتم كينزي بدراسة علم أنساب دبابير العفص، ولكن سرعان ما بدأ يتجه لدراسة جنسانية البشر. وكان كينزي من أوائل المتحدثين عن بيولوجيا التحفيز الجنسي، وآليات الجماع، وتقنيات منع الحمل في محاضراته. كما مهّدت أبحاثه المثيرة للجدل الطريق لفهمنا التفضيلات الجنسية، والعادة السرية، وهزة الجماع والسلوكيات الجنسية لدى الرجال والنساء. ومن هنا كانت انطلاقتنا تجاه فهم علمي أكثر عن الصحة الجنسية، والذي بدوره ساعد بعض الدول في وضع منهجيات لتدريس الجنس في المدارس.

يعارض البعض التثقيف الجنسي متوقعين أن الحديث عن الجنس سيدفع المراهقين لممارسة الجنس قبل الزواج، إلا أن هذا الاعتقاد خاطيء كما سنوضح في هذا المقال. ولكن دعونا أولًا نفهم ما هي الصحة الجنسية؟ وما هو التثقيف الجنسي وما هي أجزائه؟ ولماذا يكون هذا التثقيف حاجة رئيسية لكل شخص؟

الصحة الجنسية ضرورية

هناك العديد من أنواع الصحة بما في ذلك الصحة البدنية، والصحة العقلية، والصحة الروحية، والصحة الاجتماعية، والصحة المالية، والصحة البيئية، وما إلى ذلك. بالإضافة إلى أن كل هذه الأنواع من الصحة يمكن أن تؤثر على بعضها البعض. على سبيل المثال إذا كنتِ تحاولين منع الحمل وكنتِ قادرةً على الوصول إلى وسائل منع الحمل التي تحتاجينها (الصحة البدنية)، فقد يساعد ذلك في خلق حالة مزاجية أكثر إيجابية (الصحة النفسية). وقد تؤثر الصحة النفسية أيضًا بشكل إيجابي على إحساسك بالثقة الجنسية وتقدير الذات الجنسي (الصحة الجنسية).

الصحة الجنسية لها نفس قيمة أي نوع آخر من الصحة. ومدى أهمية ذلك سيكون مختلفًا لكل شخص. في بعض الأحيان بناءً على مكانك في العالم وتربيتك قد لا تتعرف على الصحة الجنسية بنفس معرفتك للأنواع الأخرى من الصحة. وقد يكون هناك خجل وإحراج وخوف وارتباك مع الصحة الجنسية. هذا أمر شائع جدًا لأنه للأسف ارتبط لدى البعض الشعور بالعار بما يتعلق “بالجنس”. فبلا شك، أنت تشعر براحة أكبر عند التحدث عن نزلات البرد أو الأنفلونزا مع العائلة أو الأصدقاء أو الطبيب أكثر من التحدث عن الأسئلة المتعلقة بالصحة الجنسية.

الصحة الجنسية والإنجابية الجيدة هي حالة من السلامة الجسدية والعقلية والاجتماعية الكاملة في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي. وتعني أن الناس قادرون على التمتع بحياة جنسية مرضية وآمنة، وقدرة على الإنجاب، وحرية تقرير ما إذا كانوا يفعلون ذلك ومتى وكم مرة. زللحفاظ على الصحة الجنسية والإنجابية للفرد يحتاج الأشخاص إلى الوصول إلى معلومات دقيقة، وطريقة منع حمل آمنة وفعالة وميسورة التكلفة ومقبولة من اختيارهم. وعندما يقررون إنجاب الأطفال يجب أن يكون لدى النساء إمكانية الوصول إلى مقدمي الرعاية الصحية المهرة والخدمات التي يمكن أن تساعدهم في الحصول على حمل لائق وولادة آمنة وطفل يتمتع بصحة جيدة.

علام تعتمد قدرة الرجال والنساء على تحقيق الصحة الجنسية؟

تعتمد قدرة الرجال والنساء على تحقيق الصحة والعافية الجنسية على:

  1. الوصول إلى معلومات شاملة وجيدة حول الجنس والنشاط الجنسي.
  2. معرفة المخاطر التي قد يواجهونها وتعرضهم للعواقب السلبية للنشاط الجنسي غير المحمي، والقدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية الجنسية.
  3. العيش في بيئة تؤكد وتعزز الصحة الجنسية.

إن القضايا المتعلقة بالصحة الجنسية واسعة النطاق، وتشمل العلاقات والمتعة والحمل. وتشمل أيضًا عواقب سلبية أو شروطًا مثل العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي (STIs) والتهابات الجهاز التناسلي (RTIs) ونتائجها السلبية (مثل السرطان والعقم)، والعجز الجنسي، والعنف الجنسي، والممارسات الضارة مثل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. ويمكن تحقيق هذا الوعي وتزويد الأشخاص بالمعلومات الكافية عن طريق التربية الجنسية أو ما يعرف بالتثقيف الجنسي.

التربية الجنسية

يكون مفهوم التربية الجنسية في أوروبا شمولي (التربية الجنسية الشاملة) حيث تتناول الجوانب الإدراكية والعاطفية والجسدية والاجتماعية للجنس. فتتحدث عن القضايا المتعلقة بالجنس بداية من التشريح الجنسي البشري، والبلوغ، والصحة والحقوق الإنجابية، والجنس الآمن، وتحديد النسل، والنشاط الجنسي، والمتعة. ويتم توفير هذه المعلومات عن طريق الآباء، والمدارس، ومقدمي الرعاية الصحية، وحملات الصحة العامة وغيرها.

تبدأ التربية الجنسية في وقت مبكر من الطفولة وتتطور خلال فترة المراهقة، والبلوغ. وتهدف هذه التربية في مرحلة الطفولة إلى دعم فحص التطور الجنسي. وفي مراحل متقدمة تزود الناس بالمعلومات، والمهارات والقيم الإيجابية لفهم الجنس والتمتع بعلاقات آمنة وصحية.

قُدّمَ التثقيف الجنسي في البدايات في حركة النظافة الاجتماعية في أمريكا الشمالية، وبدأ يتطور ويتغير بالزمن. وكان تفشي الإيدز النقطة المحورية في التثقيف الجنسي في أفريقيا، حيث اعتبره العلماء استراتيجية للتعامل مع الانتشار الوبائي لل HIV.

تاريخ التربية التثقيف الجنسي

دخلت التربية الجنسية في أوروبا للمنهج الدراسي منذ أكثر من نصف قرن. أولا بدأت في السويد في عام 1955، ثم تلاها العديد من بلدان أوروبا الغربية في السبعينيات والثمانينيات. استمر التعليم في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لأول مرة في فرنسا والمملكة المتحدة. وبعد ذلك في البرتغال وإسبانيا وإستونيا وأوكرانيا وأرمينيا ليلحقا بركب التثقيف الجنسي.

لقد تغير تركيز التربية الجنسية بما يتماشى مع التعليم وأولويات الصحة العامة مع الوقت، ولكن معظم العناصر الرئيسية لديها بقيت على حالها. لقد بدأت بمنع الحمل غير المقصود، ثم انتقلت إلى مجابهة فيروس نقص المناعة البشرية، إلى التوعية عن الاعتداء الجنسي.

لماذا التربية الجنسية مهمة؟

يغطي التثقيف الصحي الجنسي الشامل مجموعة من الموضوعات في جميع مراحل الصف الدراسي للطالب. يمكن أن يساعد التثقيف الجنسي الشباب على تجنب العواقب الصحية السلبية إلى جانب دعم الوالدين والمجتمع.

1. مهارات ضرورية يجب أن يتعلمها الشباب

تحمل كل عام في الولايات المتحدة حوالي 750 ألف مراهقة مع وجود ما يصل إلى 82% من حالات الحمل غير المقصودة. وهناك أكثر من 19 مليون إصابة جديدة بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي يصاب بها الأمريكيون كل عام. يعلم التثقيف الجنسي الشباب المهارات التي يحتاجون إليها لحماية أنفسهم. كما تعلمهم مناقشة وسائل منع الحمل والواقي الذكري بحرية فضلاً عن الأنشطة غير المستعدين لها. فتحمي صحة الشباب طوال حياتهم، وتحثهم على تأخير الجنس حتى يصبحوا جاهزين. وقد أثبتت العشرات من برامج التثقيف الجنسي فعاليتها في مساعدة الشباب على تأخير ممارسة الجنس أو ممارسته بمعدلات أقل.

2. تكوين علاقات صحية خالية من العنف

كما يساعد التثقيف الجنسي في فهم العلاقات الصحية وغير الصحية. يتطلب الحفاظ على علاقة صحية مهارات لا يتم تعليمها للعديد من الشباب مثل التواصل الإيجابي وإدارة الصراع والتفاوض بشأن القرارات المتعلقة بالنشاط الجنسي. يمكن أن يؤدي الافتقار إلى هذه المهارات إلى علاقات غير صحية وحتى عنيفة بين الشباب. فقد تعرض واحد من كل 10 من طلاب المدارس الثانوية للعنف الجسدي من شريك المواعدة في العام الماضي في الولايات المتحدة. ويجب أن يشمل التثقيف الجنسي فهم وتحديد أنماط العلاقات الصحية وغير الصحية. وأن يعلم الشباب طرق فعالة لتوصيل احتياجات العلاقة وإدارة الصراع، واستراتيجيات لتجنب أو إنهاء العلاقات غير الصحية.

3. فهم وتقدير الذات ورفض الجنس غير المرغوب فيه

تساعد التربية الجنسية الشباب على فهم وتقدير ذواتهم والشعور بالاستقلالية في أجسادهم. ولا يعلم التثقيف الصحي الجنسي الشامل أساسيات البلوغ والنمو فحسب، بل ويغرس أيضًا في نفوس الشباب حقهم في تقرير السلوكيات التي ينخرطون فيها. كما يساعدهم على رفض النشاط الجنسي غير المرغوب فيه. علاوة على ذلك، تساعدهم على فحص القوى التي تساهم في تكوين صورة إيجابية أو سلبية عن الجسم. وبالتالي تُمكنهم من تكوين صورة سليمة أكثر عن الذات.

4. احترام حق الآخرين في الاستقلال الجسدي وتجنب العنف الجنسي

يشكل احترام حق الآخرين في الاستقلال الجسدي موضوعًا هامًا جدًا. حيث صرح 8% من طلاب المدارس الثانوية أنهم أجبروا على الجماع بينما قال واحد من كل عشرة طلاب إنهم ارتكبوا عنفًا جنسيًا. لذلك يعلم التثقيف الجنسي الجيد الشباب ماهية العنف الجنسي، وكيفية حماية أنفسهم من الاعتداء، والحصول على المساعدة إذا تعرضوا للاعتداء.

من ضمن البرامج التي تهدف للحماية من العنف الجنسي هي اتفاقية مجلس أوروبا بشأن حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي والاعتداء الجنسي “اتفاقية لانزاروت”. وتلزم الدول بضمان حصول الأطفال أثناء التعليم الابتدائي والثانوي على معلومات حول مخاطر الاستغلال الجنسي، والاعتداء الجنسي فضلًا عن وسائل حماية أنفسهم بما يتلاءم مع قدراتهم المتطورة.
كما تُشدّد لجنة لانزاروت المسؤولة عن مراقبة تنفيذ الاتفاقية على أن تكون البيئة المدرسية مناسبة بشكل خاص للإبلاغ عن المشاكل الواسعة الانتشار المتمثلة في الاعتداء الجنسي على الأطفال داخل إطار الأسرة أو في “دائرة الثقة” الخاصة بهم. وتهدف لحماية الأطفال من الابتزاز الجنسي، أو التسلط عبر الإنترنت، أو غير ذلك من الاستغلال الجنسي الذي تيسره تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

خرافات حول التربية الجنسية

تضاعفت الحملات في جميع أنحاء العالم، ونُشرت معلومات مشوهة أو مضللة حول مناهج التربية الجنسية القائمة. لقد قدموا التربية الجنسية على أنها إضفاء الطابع الجنسي على الأطفال في سن مبكرة، وحرمان الآباء من حقهم في تعليم أطفالهم وفقًا لقيمهم ومعتقداتهم. ويتم نشر المعلومات المضللة حول المحتويات الفعلية للمناهج بشكل متعمد لتخويف أولياء الأمور.

وقد حددت اليونسكو أهداف التربية الجنسية على أنها “تعليم الجوانب المعرفية، والعاطفية، والجسدية، والاجتماعية للجنس، وتهدف إلى تزويد الأطفال والشباب بالمعرفة والمهارات والمواقف والقيم التي من شأنها تمكينهم من: تحقيق صحتهم ورفاههم وكرامتهم، وتطوير علاقات اجتماعية وجنسية محترمة، والنظر في كيفية تأثير اختياراتهم على رفاههم ورفاهية الآخرين، وفهم وضمان حماية حقوقهم طوال حياتهم “.

فعلى عكس ما يدعي المعارضون، أظهرت الأبحاث التي أجريت على المستويين الوطني والدولي فوائد التربية الجنسية الشاملة بما في ذلك تأخير ممارسة الجنس، وتقليل المخاطر، وزيادة استخدام موانع الحمل، وتحسين المواقف المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية. وقد أُجريت مراجعات شاملة للبرامج الحالية التي تعمل على منع حمل المراهقات، والحماية من فيروس نقص المناعة البشرية، والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي. وقاموا بتجميع قائمة من البرامج التي أثبتت فعاليتها من خلال التقييم الدقيق. تم تحديد 36 برنامجًا فعالًا. أظهر 16 برنامجًا منهم تأخيرًا مهمًا إحصائيًا في توقيت ممارسة الجنس لأول مرة، وأظهر 21 برنامجًا انخفاضًا مهمًا من الناحية الإحصائية في حمل المراهقات، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، أو الأمراض المنقولة جنسياً الأخرى. وساعد 16 برنامج الشباب النشطين جنسياً على زيادة استخدام وسائل الحماية.

هل التثقيف الجنسي ضرورة؟

أصبح التثقيف الجنسي في المدارس اليوم ضروريًا للغاية لأن الأطفال في معظم الحالات يحصلون على المعلومات بطريقة أخرى مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ورغم أن هذه الوسائل يمكن أن تكون مصادر مفيدة ومناسبة للمعلومات، إلا أنها يمكن أن تنقل أيضًا صورة مشوهة عن النشاط الجنسي. كما تفتقر إلى المعلومات حول الجوانب العاطفية والحقوقية للجنس. يمكن من خلال مواقع الويب أو وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال أيضًا الوصول إلى معلومات غير دقيقة علميًا على سبيل المثال فيما يتعلق بمنع الحمل.

نعلم أن الحديث عن الجنس يعتبر موضوعًا حساسًا لا سيما في بلداننا العربية. ولكنه حديث لا بد منه لينعم الأشخاص بحياة جنسية صحية بعيدة عن الخرافات ويعي فيها الإنسان حقوقه. كما يجب أن يعلم كيف يحمي نفسه من عمر صغير، ويتعلم التعبير عن نفسه وعن احتياجاته.
يجب ألا ننسى مثلما ذكرنا أن التربية الجنسية لا تهدف لزيادة ممارسة الجنس وإنما تهدف لممارسة جنس صحي وآمن، وفي وقته المناسب.

وفي هذه السلسلة سنتعرف على تركيب الجهاز التناسلي ووظيفته، والجنس، والحمل، والبلوغ، وممارسة الجنس بطرق آمنة وغيرها من المواضيع الشيقة التي تسعى لوضع حجر أساس عن الصحة الجنسية للقارىء.

مصادر الحديث عن الجنس:
1. who
2. who
3. unfpa.org
4. coe.int
5. optionsforsexualhealth.org
6. advocatesforyouth.org
7. gustav-klimt
8. ncbi

الذكورة والأنوثة، صفات مكتسبة أم تصنيف بيولوجي؟

إن التنشئة الاجتماعية بين الجنسين هي العملية التي يتم من خلالها توعيه الجنسين بمسؤوليتهما المنفصلة، بعبارة أخرى هو تعلم التوقعات الاجتماعية التي تخص جنسًا معينًا. هناك العديد من التعريفات والتفسيرات التي قدمها علماء الاجتماع لتسليط الضوء على جوانب التنشئة الاجتماعية بين الجنسين وتعريف ماهي الذكورة والأنوثة. فما هي أهم العوامل التي تؤثر في توزيع الأدوار؟ وما مدي تأثير كلا من التنوع البيولوجي وتقاليد المجتمع في فرض الدور الاجتماعي للفرد؟

الجنس من المنظور الاجتماعي

الجنس والهوية أمران حاسمان في تحديد أدوار الفرد في المجتمع، يخلق تصور المجتمع والقوالب النمطية حول النوع الاجتماعي حاجة للتوافق مع المعايير الجنسانية التي يمليها المجتمع. فأدوار الجنسين والصور النمطية تجعل الأطفال في سن مبكرة يعرضون السلوك المناسب للجنس كما تُمليه الأعراف الثقافية.

فهم الجنس: التحليل النفسي للجنس

ينظر علماء النفس إلى الجنس على أنه شرط أن يكون الفرد ذكرًا أو أنثى. في السياق الإنساني، يعكس التمييز بين الجنسين استخدام هذه المصطلحات، فهو يشير عادةً إلى الجوانب البيولوجية للذكور أو الإناث. كما يشير إلى الجوانب النفسية والسلوكية والاجتماعية والثقافية لكونك ذكرًا أو أنثى. فالجنس هو جانب أساسي لاستكشاف الهوية الاجتماعية، فهو يحدد على الأغلب أدوار وتوقعات الفرد في بنيات المجتمع الموجودة مسبقًا.

ولفهم علم نفس الجنس وتأثيراته على الهوية الشخصية والداخلية للفرد؛ طور علماء النفس عِدة نظريات حول الجنس البيولوجي والجنس الاجتماعي والثقافي. والتي تهدف إلى فهم تشكيل وتطوير أداء الجنسين وتفسيرات الفروق بينمها. كذلك التحيزات والتوافق والقوالب النمطية.

ستتناول المقالة التالية إحدى أهم الأعمال البحثية حول علاقة التباين الجنسي وأدوار العمل في المجتمع وهي رواية (الجنس والمزاج قي ثلاث مجتمعات بدائية- Sex and temperament in three primitive societies). والتي تطرح سؤالاً في غاية الأهمية: هل الذكورة والأنوثة صفات مكتسبة أكثر من كونها تصنيفات بيولوجية؟

مارجريت ميد – الجنس والمزاج في ثلاث مجتمعات بدائية

مارجريت ميد- Margaret Mead، عالمة الأنثروبولوجيا الثقافية، تمكنت من تحقيق عملٍ رائد من خلال كونها من أوائل الأفراد الذين أثبتوا أهمية تمايز الثقافات وتأثير ذلك على السلوكيات والمزاجات الفردية. فقد ربطت ميد هذه الجوانب بالجنس، وألفت ما يصل الى 20 كتابًا بناءًا  على أبحاثها.

تتناول روايتها، الجنس والمزاج في ثلاث مجتمعات بدائية التي صدرت عام 1935 مظاهر الدور الاجتماعي في ثلاث قبائل في أجزاء مختلفة من غينيا الجديدة. قررت ميد أن تستكشف حياة القبائل الثلات: أرابيش– Arapedh، مندوجومورMundugumor، تشامبوليTchambuli طوال رحلة حياة الأفراد هناك من الطفولة حتى البلوغ.

فتتحدى الرواية المفاهيم التقليدية المتعلقة بمعنى الأنوثة والذكورة. ذلك من خلال تحديد التباين في أدوار الجنسين الموجودة في جميع الثقافات في العالم. كما تُثير روايتها هذه النقاش الكلاسيكي حول “الطبيعية مقابل التنشئة” والتفاعل الحاصل بين الإثنين في تحديد الاختلافات بين الرجال والنساء.

لخصت مارجريت ميد عِدة ملاحظات أساسية تساعدنا في فهم كيف أن التنوع أو التقسيم الجنسي التقليدي للعمل على أساس أدوار الجنسين، يتم تقسيمه بالكامل من قِبل المجتمع الذي نعيش فيه اليوم وليس له علاقة ببيولوجياتنا.

1- قبيلة أرابيش- Arapesh

بالنسبة لقبيلة أرابيش، خَلُصَت الملاحظات التى قدمتها ميد إلى أن الأفراد الذين ينتمون إلى هذه الجماعة كانوا من عشاق السلام، ليس لديهم وعي بمفاهيم مثل “الحرب” و “الاعتداء” و”اللجوء للحرب وأدواته”. أدى هذا الميل نحو السلام  وغياب مفهوم الحرب إلى نشوء مجتمع بلا مناصب قيادية، فكلهم مسئولون ويستمتعون بالعديد من الأنشطة الترفيهية مثل البستنة والصيد. بالإضافة إلى الأنشطة التى تقع في جُعبة مهام الأم كتربية الأطفال والعناية بهم، يتشاركها الرجال والنساء سويًا في تناغم قوي. فإن أهم ما يميز ويهتم به أفراد هذه القبيلة هو اللين واللطف، فهي صفة أساسية.

من ناحية الدور الجنسي، فكما ذكرنا، تنسج القبيلة المساواة في تقسيم العمل بين الرجال والنساء. إذ أن هناك مشاركة لكلا الجنسين- ذكورًا وإناثًا- فيما يُسمى بـ ” الأدوار الأمومية” مثل تربية الأطفال. فتربية الأطفال كانت مهمة الأب والأم حد على حد سواء. يتم أداؤها بإخلاص. توصلت ميد إلى أن أرابيش في الغالب أمومية في جوانبها الذكورية، أنثوية في جوانبها الاجتماعية.

2- قبيلة موندوجومور- Mondugumor

تميزت قبيلة موندوجومور بشكل حاد مع أرابيش، بسبب الصفات التي يمتلكونها. السمة البارزة لهذه القبيلة هي نظام “التجارة”، الذي يتفرع داخل الهياكل الاجتماعية للأسرة. بمعنى أن رجال الأسرة سواء كانوا آباءًا أو أبناء، لهم الحق في التجارة بالنساء مقابل زوجة أخرى وهكذا. إذ يمكن للأب أن يتاجر بالبنت أو الأخت. ويمكن للإبن أن يتاجر بالأخت مقابل الزوجة،.. ونتيجة لذلك، ساد شعور بالتنافس والعداء بين الأب والابن. علاوة على ذلك، غالبًا ما كانت الأمهات ينظرن إلى بناتهن على أنهن ” منافسات جنسيات” ويستكنن مشاعر الغيرة تجاة بناتهن.

في هذا النموذج الأسري، كان يُنظر للبنات على أنهن حلفاء لآباءهن، وكان يُنظر للأبناء على أنم حلفاء لأمهاتهم. مما خلق نوعًا من الانقسام في الأسرة. حيث أدت مشاعر العداء والريبة والوحشية -التى يتقاسمها الرجال والنساء على حد سواء- إلى تفاقم هذا الانقسام. فالإعلان عن الحمل داخل الأسرة كان يؤدي إلى نزاع زوجي حتى ولادة الطفل – ذكرًا كان أو أنثى- إذ يعني ذلك بدء التنافس.

بالنسبة للأطفال تلك القبيلة، تبدأ رحلة حياتهم بشكل سلبي؛ بسبب البيئة المشحونة التى ينبتون فيها. تستمر هذه التجربة السلبية طوال فترة حياة الطفل حتى مرحلة البلوغ، فيصبح جزءًا من النزاع وهكذا. كما أدت هذه الشخصيات القوية والعدوانية وربما الوحشية لهؤلاء الأفراد إلى كثرة نشوب الحروب والعدوان، مما جعلها قبيلة صيد بالدرجة الأولى.

3- قبيلة تشامبولي- Tchambuli

كان لأهل تشامبولي خصائص وميزات تتناقض بشدة مع سمات أرابيش وموندوجومور. في الواقع كان لديهم سمات فريدة من نوعها، فقد صورت قبيلتهم انعكاسًا في الأدوار التي يؤديها الرجال والنساء- عما هو شائع في العالم– ، أي أن الأدوار الجنسية التقليدية للرجال والنساء تبدلت في هذا المجتمع.

من ناحية الدور الأدائي فالنساء في هذه القبيلة قامت بالدور الغير تقليدي، فهن من يقمن بالتجارة والصيد والنسيج وكسب قوت اليوم لأسرهم. بالإضافة لكونهن مقدمات العاطفة والرعاية؛ فهن لا يعتنين بأطفالهن فحسب، بل يدللن ويعاملن أزواجهن أيضًا كأولاد صِغار وليسوا نظرائهم.

من ناحية أخرى، يقوم رجال هذه القبيلة بمزيد من الأنشطة الترفيهية والتزيين والتجميل. وقد شاع ما يُسمى بـ “بيوت النساء” حيث تقوم النساء بأدوارهن المنزلية والتمتع بصحبة بعضهن البعض. مقابل ذلك كان هناك بيوت “الطقوس والترفيه” خاصة بالرجال.

إذًا، يمكن لك أن تتخيل بسهولة كيف كان نظام السُلطة في هذه القبيلة التي تبدلت فيها معايير ومفاهيم الأنوثة والذكورة، فالمجتمع كله بأيديّ النساء. فما زلن يبرزن كأبوين أساسيين، ساعياتٍ إلى تحقيق التوازن بين حياتهن المنزلية وحياتهن العملية.

ما أهمية دراسة الجنس والمزاج في ثلاث مجتمعات مجتمعات مختلفة؟

صرَّحت ميد أنه بينما قامت كل ثقافة بطريقة ما بإضفاء الطابع المؤسسي على أدوار الرجال والنساء، إلا أنها لم تكن بالضرورة من حيث التناقضات بين الشخصيات المحددة لكلا الجنسين ولا من حيث الهيمنة والخضوع. فكما ذكرنا سابقًا، ساعدت دراسة الجنس والمزاج في ثلاث مجتمعات بدائية في هذه القبائل الثلاث على فهم كيفية اختلاف أدوار الجنسين في عِدة بيئات مختلفة جغرافيًا وثقافيًا وتكيفًا. وقد توصلت ميد إلى أربعة استنتاجات أساسية هما:

أولاً: لا يوجد أساس للسلوك الذكوري أو الأنثوي المرتبط بالجنس.

ثانيًا: كانت الاختلافات في الأدوار الجنسية للرجال والنساء في هذه القبائل الثلاث بمثابة إثبات أو دليل على أن التكيف الثقافي والاجتماعي للأفراد كان له تأثيرًا أكبر على سلوكهم وأدوراهم مقارنةً بالتأثير البيولوجي.

ثالثا: تؤدي الثقافات المختلفة إلى تكوين شخصيات مختلفة من حيث التنشئة.

رابعًا: تربية وتنشئة الفرد أكثر أهمية وتأثيرًا من الطبيعة.

ملاحظات حول نظرية ميد

لقد ذكرت ميد أن الغرض من هذا العمل لم يكن فقط لتحديد الأدوار النمطية للجنسين، لكن أيضًا لمراقبة وتحليل ثقافة تختلف فيها المشاعر بشكل صارخ عن تلك الموجودة في العالم في ذلك الوقت.

وعلى الرغم من أن العمل يحظى بالتقدير الكبير لوجهة النظر البناءة التي يقدمها حول الصور النمطية المرتبطة بأدوار النوع الاجتماعي والجنسي. إلا أنه أيضًا تلقى انتقادات بسبب حتميته الثقافية الصارمة. فعندما تظهر مسألة الانحرافات الثقافية أو المجتمعية في الصورة، كانت تلجأ ميد إلى تفسير نفسي أكثر يعترف بمدى وجود المتمردين في كل ثقافة. وكيف لا ينجح المجتمع دائمًا في فرض قِيمه وتعريفاته. إذ يُظهر هؤلاء المتمردون تباينًا بين ما يتوقع المجتمع منهم وبين ميولهم الفطرية. كما أشاد علماء الاجتماع بعمل ميد لإنه يصور كيف يمكن استنتاج المبادئ الاجتماعية

الخلاصة

من خلال أوراق ميد البحثية، يمكننا أن نفهم كيف أن المعتقدات حول التقسيم الجنسي للعمل في المجتمع التى تستند إلى بيولوجيا الرجال والنساء هي حجة لا أساس لها. لذلك، من الخطر على المجتمع أن يُصرح بالخصائص المحددة التي يجب أن يمتلكها الرجال والنساء بسبب جنسهم (معايير الذكورة والأنوثة). من الخطأ وصف بعض الشخصيات بأنها أنثوية وأخرى على أنها ذكورية. فمن أجل مواجهة هذه المشكلة، هناك حاجة لقبول السمات الأنثوية والذكورية في كل من الرجال والنساء. بل يمكن القول إن تصنيف السمات هو أساس المشكلة. فمن الممكن أن تتنوع وتتداخل السمات التي يمتلكها الفرد الواحد.

المصادر

voicesofyouth

oneworldeducation

unicef

BCcampus

Exit mobile version