ما هو الاكتتاب بالبورصة؟

هذه المقالة هي الجزء 7 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

الاكتتاب هو أن تطرح الشركة كل أسهمها أو جزءًا منها في البورصة من خلال العرض العام الأولي (Initial Public Offering). ما يتيح للمساهمين الأفراد أو المؤسسات امتلاك جزء من أسهم الشركة وذلك من شأنه زيادة رأس مال الشركة وتحقيق أرباح كبيرة [1].

هناك نوعان من الاكتتاب، أولا الاكتتاب العام، وهو الذي يختص بالمشروعات الضخمة. بهدف الاكتتاب العام إلى توزيع الأسهم على مجموعة كبيرة من المساهمين. بحيث يمتلك المساهمون عدد أسهم أقل في المشروع، مقارنة بعدد أسهم مؤسسي المشروع. ويظل لمؤسسي المشروع كامل الحق في اتخاذ قرارات المشروع المصيرية.

أما الاكتتاب الخاص فتستهدفه المشروعات غير العملاقة، أي المشروعات المتوسطة أو البسيطة. ويكون بمشاركة مستثمرين محددين. إذ لا يحتاج مؤسسي المشروع في الاكتتاب الخاص إلى رؤوس أموال أو مشاركة المستثمرين الصغار. يتم الاكتتاب الخاص في الغالب بين مستثمرين كبار ويعرفون بعضهم بعضًا في نطاق ضيق. لا يحتاج الاكتتاب الخاص إلى إجراءات صعبة، مقارنة بالاكتتاب العام الذي تتعدد إجراءاته.

كيف يتم الاكتتاب؟

يتم الاكتتاب عن طريق شركات القطاع الخاص على سبيل المثال والتي تريد طرح أسهم منها للاكتتاب. بأن تتعامل مع بنك استثماري أو ضامن، وتبيع الأسهم للبنك. ومن ثم يقوم البنك بطرح تلك الأسهم للجمهور. وهناك الاكتتاب المباشر في البورصة بدون ضامن أو بنك استثماري بيتعامل المستثمر مع الشركة مباشرة. تتمثل الطريقة الثانية في أن يتم الاكتتاب عن طريق شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة. إذ يتم اندماجها مع شركة أخرى من أجل تكوين رأس مال أكبر. قد تستخدم الشركات الإدراج المباشر أو قد تلجأ إلى شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة.

الإدراج المباشر

الإدراج المباشر (Direct Listing) هو أن تدرج الشركة أسهمها مباشرة في البورصة وتبيعها للجمهور على الفور من دون مساعدة ضامن أو بنك استثماري. حيث أن الاكتتاب التقليدي يستغرق وقتًا أطول ويكون حجم العملية أصغر، يسرع الإدراج المباشر الإجراءات. ووفقًا للمصرف الاستثماري، فإن هذه الطريقة تضمن سبيلًا للوصول إلى أكبر قدر من رأس المال ويمكنها الحد من التقلبات. وهناك اتجاه ناشئ بين المؤسسات الاستثمارية بقبولها والارتياح لها.

الإدراج المباشر هو خيار للشركات التي ترغب في الاستمتاع بمزايا الطرح العام دون المرور بعملية الاكتتاب التقليدية. تتمتع الشركات المرشحة للإدراج المباشر برأس مال جيد. حيث عادة ما تكون قد جمعت قدرًا كبيرًا منه عبر الأسواق الخاصة ولا تحتاج لزيادته. هذا القدر الكبير من رأس المال يعني أن الشركة لديها عدد كبير من المساهمين بالفعل. وكلهم قادرون على تسييل أسهمهم في اليوم الأول للتداول. إذ أنه في الإدراج المباشر، لا يتم جمع أموال جديدة، ولا يتم بيع أسهم جديدة. بدلًا من ذلك، يمكن لمستثمري الشركة أو الموظفين الذين يحملون الأسهم، بدء بيعها في البورصة. تمنح هذه الطريقة الشركات فرصة للحصول على تقييم عادل من قبل السوق العام، بدلًا من تحديد السعر بناءً على اهتمام المستثمرين بالحملة الترويجية [2].

مميزات الإدراج المباشر

يجنب الإدراج المباشر المستثمرين ما يطلق عليه «فرقعة الاكتتاب»، حيث يعتقد المساهمون أن البنوك الاستثمارية تتعمد تحديد سعر الافتتاح عند مستوى منخفض للغاية، كوسيلة لمكافأة كبار المستثمرين الذين تعتمد عليهم في تلبية الطلب اللازم. كما يعد السعر المرجعي في الإدراج المباشر مجرد نقطة انطلاق لعملية اكتشاف الأسعار. بخلاف سعر الاكتتاب الذي يحدده اهتمام المستثمرين بالحملة الترويجية، يتم تحديد السعر المرجعي من قبل البورصة، استنادًا لمجموعة من العوامل، بما في ذلك التقييمات والتداولات في الأسواق الخاصة.

مخاطر الإدراج المباشر

على عكس الاكتتاب العام الأولي، لا يكون هناك تحقق من اهتمام المستثمرين بالسهم خلال عملية الإدراج المباشر، ولا يوجد «وكيل التثبيت»، وهو دور يقوم به عادة البنك في عملية الاكتتاب لضمان عدم تقلب الأسهم بشدة بعد الطرح [2]. كما يغيب خيار «الإقفال» في الإدراج المباشر ما يسمح لكبار المساهمين ببيع حصصهم أثناء العملية وعلى الفور. بخلاف الاكتتابات العامة، و خيار إصدار المزيد من الأسهم لمواجهة تقلبات الأسعار، فذلك غير متاح في الإدراج المباشر.

شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص

لنفترض أنك مستثمر مهتم بالاستحواذ على شركة ما. في هذه الحالة يمكنك السير في الطريق التقليدي، والدخول في محادثات لشراء حصة في الشركة  تلك، أو ربما الاستحواذ عليها بالكامل. ولكن هناك خيار آخر، وهو إنشاء شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص (SPAC) والتي تعتبر كيانًا مدرجًا بالبورصة ومخصصًا فقط للاستحواذ على الشركات [3]. ولهذا السبب، لا يكون لدى شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص عمليات تجارية، كما أنها تجمع رأسمالها من إدراج أسهمها في البورصة. يروج مالكو الشركات لها بين المستثمرين المؤسسيين بنفس الطريقة التي يتبعونها قبل الاكتتاب العام، ثم يقومون بطرح تلك الشركات في البورصة. وبعد الطرح للاكتتاب العام، تضع تلك الشركات عائدات الاكتتاب في صندوق ائتماني في الوقت الذي تبحث فيه عن شركة للاستحواذ عليها.

في بعض الأحيان يشار إلى شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص في الصحافة باسم شركات «الشيك على بياض». إذ أنه ومن أجل تسريع عملية الإدراج، نادرا ما يكشف المؤسسون عن الشركات التي سيحاولون الاستحواذ عليها عقب الاكتتاب العام، ما يعني إبقاء المستثمرين غير مطلعين على كيفية استثمار أموالهم، وهو ما يعادل منح المالكين شيكا على بياض.

شركات اليونيكورن

يطلق على الشركات الناشئة والصاعدة التي يتخطى رأسمالها مليار دولار [4]، وظهر المصطلح للمرة الأولى في عام 2013، وأطلق على شركات وادي السليكون بأمريكا، بعد أن حققت تلك الشركات الناشئة قفزة هائلة، وتخطت قيمتها السوقية حاجز مليار دولار، وهو أمر جرى تشبيه بالحيوان أحادي القرن الخيالي المذكور في الأساطير الإغريقية. كانت أول شركة عربية تحصل على لقب شركة يونيكورن، شركة سوق دوت كوم بعد أن حصلت على تمويل بقيمة 300 مليون دولار في فبراير 2016. وباعتبار أن شركة سوق ليست ناشئة بالمعنى الحرفي،  يمكننا القول أن أول شركة يونيكورن عربية ناشئة هي كريم. ومن أمثلة شركات اليونيكورن في مصر شركتي فوري وسويفل. إذ  وصلت القيمة السوقية لشركة “فوري” المصرية الناشئة المتخصصة في مجال التكنولوجيا المالية وحلول الدفع الإلكتروني إلى مليار دولار أمريكي. وثاني شركة مصرية تتجاوز قيمتها المليار دولار هي شركة سويفل.

الاكتتاب في البورصة المصرية

تفصح البورصة عن موعد بداية ونهاية التداول على حق الاكتتاب وذلك فى الفترة من تاريخ قيد حق الاكتتاب منفصلًا فى أول يوم للسهم غير محمل بالحق بعد فتح باب الاكتتاب وحتى ثلاثة أيام عمل قبل نهاية فترة الاكتتاب وفقاً لقواعد التداول المعتمدة من الهيئة، يكون تداول حق الاكتتاب منفصلًا عن السهم الأصلى من تاريخ فتح باب الاكتتاب وإدراج حقوق الاكتتاب على قاعدة التداول بالبورصة وحتى ثلاثة أيام عمل قبل نهاية فترة الاكتتاب. ونحيطكم علمًا بأن البورصة المصرية أصدرت كتيبًا عن حقوق الاكتتاب يحوي أهم الاسترشادات والتفاصيل، يمكنكم الاطلاع عليه من هنا.

المصادر

1-Investopedia
2- Morgan Stanly
3-Investopedia
4-Corporate Finance Institute
5-البورصة المصرية

ما هو التحليل الأساسي للأسهم؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

التحليل الأساسي (Fundamental Analysis) هو طريقة لقياس القيمة الجوهرية للورقة المالية من خلال فحص العوامل الاقتصادية والمالية ذات الصلة. يدرس المحللون الأساسيون أي شيء يمكن أن يؤثر على قيمة الورقة من عوامل الاقتصاد الكلي مثل حالة الاقتصاد وظروف الصناعة، إلى عوامل الاقتصاد الجزئي مثل فعالية إدارة الشركة [1].

كيف يعمل التحليل الأساسي؟

الهدف النهائي هو الوصول إلى رقم يمكن للمستثمر مقارنته بالسعر الحالي للأوراق المالية، لمعرفة ما إذا كانت الورقة المالية مقيّمة بأقل من قيمتها الحقيقية أو بقيمة مبالغ فيها. عادة ما يدرس المحللون الحالة العامة للاقتصاد ثم قوة القطاع الصناعي التابعة له الورقة في السوق (مثال: سهم شركة نتفلكس في قطاع الترفيه) ومن ثم يركزون على الأداء الفردي للشركة للوصول إلى قيمة سوقية عادلة للسهم.

 يستخدم التحليل الأساسي البيانات المتوفرة للعامة لتقييم قيمة السهم أو أي نوع آخر من الأوراق المالية. يمكن للمستثمر مثلًا إجراء تحليل أساسي على قيمة السند من خلال النظر في العوامل الاقتصادية مثل أسعار الفائدة والحالة العامة للاقتصاد، ثم دراسة المعلومات حول مُصدر السندات، مثل التغيرات المحتملة في التصنيف الائتماني أو انضمامها لمؤشرات أقوى أو أضعف في البورصة.

يستعين التحليل الأساسي بالإيرادات والأرباح والنمو المستقبلي والعائد على حقوق الملكية وهوامش الربح والبيانات الأخرى لتحديد القيمة الأساسية للشركة وإمكانية النمو المستقبلي. كل هذه البيانات متاحة في البيانات المالية للشركة للمتداولين، أي أنها بيانات معلنة [2].

ما هو التصنيف الإئتماني؟

هل تتذكر عبارة من قبيل «نظرة مستقبلية سلبية» أو «نظرة غير مستقرة»؟ تلك التقييمات من اختصاص وكالات التصنيف الائتماني. ويعني التصنيف الائتماني (Credit Rating) بالنسبة للشركات أو البنوك أو الدول الجدارة الائتمانية. والجدارة الائتمانية هنا تشير إلى قدرة تلك الكيانات على الحصول على القروض اللازمة، ومدى وفائها بما عليها من التزامات في موعدها [3]. عادة ما ينظر من خلال التصنيف الائتماني إلى عدة مؤشرات، منها:

  • الأصول التي بحوزة الكيان
  • .التدفقات النقدية الواردة، سواء من الداخل أو الخارج.
  • سابقة تعامله مع الدائنين، وأسعار الفائدة التي حصل بها على قروضه من قبل.

استدامة الدين

 كلما زادت قدرة الكيان على سداد التزاماته إلى الجهة الدائنة من فوائد وأقساط، في مواعيدها المحددة ولم يطلب تأجيل السداد، أو إعادة هيكلة الديون، أو مد أجل السداد، وما دام لم يتعثر، يوصف دَين هذا الكيان بالاستدامة. ويكتسب الكيان الأهلية للحصول على القروض من المؤسسات الدائنة، سواء كانت مؤسسات دولية أو تجارية. ويعد التصنيف الائتماني، بمثابة صك لصلاحية أو عدم صلاحية الكيان المعنِي، للحصول على القروض من أسواق الائتمان.

العائد على حقوق الملكية

معدل العائد على حقوق ملكية المساهمين للأسهم (Return on Equity) يقيس نسبة ربح الشركة إلى مجموع حقوق المساهمين فيها. ويُحسب هذا المعدل بقسمة صافي ربح الشركة على إجمالي حقوق المساهمين [4]. إذا كان صافي ربح الشركة في العام السابق هو مليون جنيه مثلًا وكان إجمالي حقوق مساهميها مليونين، فإن معدل العائد على حقوق المساهمين هو 0.5 (قسمنا مليون جنيه على المليونين). ويدل ارتفاع المعدل على قوة الشركة وأرباحها العالية، ويبشر بأداء قوي. أما استمرار ارتفاعه فدلالة على الإدارة الرشيدة وتحقيق النمو المستدام. ويؤخذ في الاعتبار أن بعض الشركات تمول نشاطها بالديون، فلا يُحبذ النظر إلى العائد بمعزل عن بقية المؤشرات.

ماذا يفعل المحلل الأساسي؟

يعمل المحلل على إنشاء نموذج لتحديد القيمة التقديرية لسعر سهم الشركة بناءً على البيانات المتاحة للجمهور. هذه القيمة هي مجرد تقدير، أو يمكننا القول أنها رأي مدروس جاء به المحلل لسعر السهم حسب حالة السوق. قد يشير بعض المحللين إلى السعر المقدر على أنه القيمة الجوهرية للشركة.

إذا قام أحد المحللين بحساب أن قيمة السهم يجب أن تكون أعلى بكثير من سعر السوق الحالي للسهم، فقد ينشر تصنيف شراء أو زيادة الوزن للسهم. هذا المنشور بمثابة توصية للمستثمرين الذين يتبعون هذا المحلل. وإذا قام المحلل بحساب قيمة جوهرية لسهم ما بأقل من سعر السوق الحالي، فسيتم اعتبار السهم مقيمًا بأعلى من قيمته الحقيقية ويتم إصدار توصية بالبيع أو تقليل الوزن.

يتوقع المستثمرون الذين يتبعون هذه التوصيات أنه يمكنهم شراء الأسهم بتوصيات إيجابية لأن مثل هذه الأسهم يحتمل أن يرتفع سعرها بمرور الوقت. وبالمثل، من المتوقع أن يكون لدى الأسهم ذات التصنيفات غير اللافتة للنظر احتمالية أكبر لانخفاض الأسعار. هذه الأسهم مرشحة للإزالة من المحافظ الحالية أو للاستخدام في البيع على المكشوف (Short Selling).

ما هو البيع على المكشوف؟

يتضمن البيع على المكشوف اقتراض ورقة مالية تدل المؤشرات على أن سعرها سينخفض، أو ورقة مالية قيمت بأعلى من سعرها. ويمكن شراء الورقة ​​وبيعها في السوق المفتوحة. وتتمثل الخطة في إعادة شراء نفس الورقة لاحقًا، على أمل أن يكون سعرها أقل مما كان عليه، هكذا يربح فرق السعر [5].

ما هي القيمة الجوهرية للشركة؟

يعد وارين بافيت أشهر ممارس لاستثمار القيمة الجوهرية، إذ ظل يستخدم هذه الطريقة منذ الخمسينيات من القرن الماضي. وتُعرّف القيمة الجوهرية (Intrinsic Value) على أنها طريقة لتقييم الأصول بناءً على التدفقات النقدية التي تولدها، ما يجعلها أكثر ملاءمة لتقييم أسهم الشركات. وتُبنى القيمة الجوهرية للشركة على أدائها المالي [2]. وهذا يجعل القيمة الجوهرية مختلفة عن القيمة السوقية التي تعنى بما قد يدفعه المستثمر مقابل أحد الأصول في الوقت الحالي.

الأداة الأساسية المستخدمة لقياس القيمة الجوهرية هي التدفق النقدي المخصوم (Discounted Cash Flow). ويتيح لنا استخدام التدفقات النقدية المخصومة تحديد قيمة الأصل من خلال تحليل قيمة التدفقات النقدية المتوقعة [6].

تخيل شركة حديثة الإنشاء، أي لم يمض على تأسيسها خمس سنوات، وحاول التنبؤ بتدفقاتها النقدية للخمس سنوات القادمة. لنضرب مثالًا بسيطًا: شركة تدفقاتها النقدية تعادل 100 مليون جنيه لكل عام. أيعني ذلك أن التدفق النقدي خلال خمس سنوات مساو ل500 مليون جنيه؟ في الواقع الإجابة لا. فقيمة الأموال تتغير ولن تمثل ال100 مليون في السنة الأولى نفس قيمتها الفعلية في السنة الخامسة. لا يمكنك جمع تدفقات الخمس سنوات بهذه البساطة وشبح التضخم يلوح في الأفق، لهذا نحسب التدفق المخصوم.

 ولنستكمل المثال ونفترض أن الفائدة السنوية على كل 100 مليون هي 10%. بالكيفية نفسها قيمة الفائدة على تدفق السنة الأولى قيمتها أكبر وقابلة للاستثمار عن تلك الفائدة على السنة الخامسة. فالمال ذو قيمة وقتية؛ كلما جنيته باكرًا، تتعدد مناحي استثماره وتطول المدة التي تستخدمه فيها وبالتالي ترتفع قيمته. ما علينا فعله الآن هو الحفاظ على قيمة ال100 مليون المتوقعة في السنين القادمة بنفس قيمتها اليوم.

المصادر

1-Britannica Money
2-Investopedia
3-Corporate Finance Institute
4-SmartAsset
5-The Balance
6-Wall Street Prep

ما هي أساسيات التحليل الفني؟

هذه المقالة هي الجزء 5 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

يحوي التحليل الفني مفاهيم مثل الدعم والمقاومة وهي من أهم سماته. تستخدم مستويات الدعم والمقاومة لتحديد السعر بعينه، الذي ما يلبث أن يرتد منه الاتجاه صعودًا أو هبوطًا. وقد تظن أنهما مجرد قمم وقيعان، ولكنّ فهم تلك المستويات ليس بالسهولة المتوقعة. وخلال المقال التالي  نتناولهما بشيء من التفصيل.

الدعم والمقاومة في التحليل الفني

الدعم هي المنطقة التي يُتوقع فيها توقف هبوط السعر جرّاء زيادة الطلب، ومن ثم ظهور القوة الشرائية عند ذلك السعر. وعندما يهبط سعر السندات أو الأوراق المالية (الأسهم)، يتزايد الطلب على الحصص من قبل المستثمرين، فيخلقون ما يُعرف بمنطقة الدعم. والتي يصعب عندها نزول السعر أكثر من ذلك بسبب قوة شرائهم العالية، فتستوعب طلباتهم العمليات البيعية. أما مناطق المقاومة فتظهر في الارتفاعات، أي نتيجة عملية البيع (جني الأرباح) عند ارتفاع الأسعار.

عندما يحدد المستثمر مناطق الدعم والمقاومة، فهو يحدد ما متى سيدخل تلك المعاملة بالشراء أو يخرج منها بالبيع. وعندما يصل السعر لنقطة دعم أو مقاومة، يصبح لديه طريقان لا ثالث لهما: إما أن يهبط السعر من أعلى أو يرتد صعودًا من أسفل وإما أن يأخذ اتجاهًا عرضيًا دونما انحراف يُذكر. [1]

تقوم بعض المعاملات على اعتقاد أن مناطق الدعم والمقاومة لا تخترق. ولكن لنكن واقعيين، فسواء توقف السعر عند أي من النقطتين كما توقعوا أو كسر القمة أو القاع، يستطيع المستثمرون تخمين الاتجاه. وإذا خاب ظنهم فلن يخسروا الكثير، أما إذا سار السهم في الاتجاه المتوقع، فقد تكون مخاطرة تستحق.

مثال توضيحي

يرى ذوو الخبرة من المتداولين أن أرقامًا بعينها تحول بينهم وبين دفع سعر أحد الأصول في اتجاه معين. لنفترض أن صديقنا سليم بدأ التداول بين مارس ونوڤمبر وأنه توقع ارتفاع أسعار الأسهم. إذ لاحظ سليم أن السعر لم  يمسلوهلة ٩٩ جنيهًا خلال ثمانية أشهر، وعلى الرغم من أن مفارقة رقم ٩٩ كانت وشيكة لكن لم يزدد السعر عنها. في هذه الحالة، ندعو المستوى المقارب لـ٩٩ مستوى مقاومة. إذ يحمل ذلك المستوى أعلى سعر، وهو بمنزلة سقف أو خط نهاية يتوقف عنده السعر عن الارتفاع.

تمثل مستويات الدعم وجه العملة الآخر. ويشير الدعم إلى الأرض التي يتوقف عندها هبوط السعر. وكما قد يذهب بك الظن، يصادف مستوى الدعم الفرصة الذهبية للشراء لأنها النقطة التي يقدر فيها المتداولون قيمة السهم. كما أنها النقطة التي يسارعون في الشراء منها ومن ثم يرتفع السعر مرة أخرى. ولأن التحليل الفني قائم على تحرك الأسعار في اتجاهات، فحري بنا تناول مفهوم (خط الاتجاه Trendline) لنعرف تطبيقاته في التحليل. [2]

استخدام الأعداد الصحيحة

من الخصائص الشائعة الأخرى للدعم والمقاومة أن سعر الأصل قد يواجه صعوبة في تجاوز الرقم التقريبي، مثل 50 دولارًا أو 100 دولار للسهم. إذ يميل معظم المتداولين عديمي الخبرة إلى شراء أو بيع الأصول عندما يكون السعر عند عدد صحيح لأنهم على الأرجح سيشعرون بأن السهم قد وصل إلى قيمة مناسبة عند هذه المستويات. يتم وضع معظم الأسعار المستهدفة أو أوامر الإيقاف التي يحددها المتداولون الأفراد أو المؤسسات والبنوك الاستثمارية الكبيرة عند مستويات أسعار صحيحة بدلاً من عشرية مثل 50.06 دولارًا.  ونظرًا لأن العديد من الطلبات توضع على نفس المستوى، فإن هذه الأرقام الصحيحة تميل إلى أن تكون بمثابة حواجز أسعار قوية. إذا قدم جميع عملاء بنك استثماري أوامر بيع عند رقم معين، مثل 55 دولار، فسوف يتطلب الأمر عددًا كبيرًا من عمليات الشراء لاستيعاب عمليات البيع الآنف ذكرها عند 55 دولار وبالتالي سينشأ مستوى مقاومة.

ما هو خط الاتجاه في التحليل الفني؟

يُرسم خط الاتجاه على مساحة رسم بياني لتحديد اتجاه السعر. ويستخدم المتداولون هذه الأداة لاتخاذ قرار البيع أو الشراء تماشيًا مع اتجاه السوق. ويمكن تطبيق خط الاتجاه على أسعار الأسهم في البورصة كما يمكن تطبيقه على سعر العملات الرقمية كذلك. وقابلية تطبيق خط الاتجاه هي ما تجعله أفضل مؤشر في التحليل الفني.

وتتمثل الطريقة الكلاسيكية في رسم خط الاتجاه عن طريق رسم خط مستقيم يمر بسلسلة من القمم والقيعان على مدى زمني طويل نسبيًا. ويكون خط الاتجاه صاعدًا عندما يلامس القاع في مناطق الدعم، ويكون هابطًا عندما يُرسم مارًا بذروة مناطق المقاومة. وهكذا يصبح خط الاتجاه دعمًا في اتجاه صعودي أو مقاومة في اتجاه هابط.

ويُعرّف خط الاتجاه مستويات الدعم والمقاومة الديناميكية، ما يعني أنها تتحرك وتتغير مع تغير اتجاه السعر. وتبدأ برسم خط الاتجاه من القديم إلى الحديث، والقاعدة الأساسية هي رسم الخط مارًا بثلاث قمم أو قيعان على الأقل ليُعمل به. [3]

ما هو مؤشر المتوسط المتحرك؟

المتوسط المتحرك (Moving Average) خط منحن يتم حسابه على أساس تغيرات الأسعار. وبالتالي فإن المتوسط المتحرك بمنزلة مساعدك الشخصي الذي يؤكد الاتجاه على الرسم البياني. وهو خط يسير وفقًا لحركة السعر ولكن على نحو أكثر وضوحًا مما تراه خلال المنحنيات. وتستخدم المتوسطات على نحو رئيسي كأداة لملاحقة الاتجاه (Trend Following).

نحصل على المؤشر من طريق حساب متوسط حركة السعر في فترة زمنية محددة. حيث تؤخذ مجموعة من البيانات السعرية لفترة محددة وتجمع، ومن ثم تقسم على عددها فينتج منها رقم يكون هو المتوسط المتحرك. وهناك متوسط متحرك بسيط (Simple Moving Average)، ومتوسط متحرك متسارع أو أُسِّي (Exponential Moving Average).

المتوسط المتحرك البسيط

هو متوسط الأسعار في فترة زمنية محددة، ويمكن حسابه على أساس أسعار الإغلاق أو الافتتاح أو الحد الأدنى والأعلى للسعر. ولكن يفضل احتسابه على أسعار الإغلاق تحديدًا نظرًا لأهميتها. ولحساب المتوسط المتحرك البسيط تؤخذ أسعار الإغلاق لفترة معينة (40 يومًا مثلًا) ثم تُجمع هذه الأسعار وتُقسم على عدد الأيام. اختر المدة التي تريد على برنامج الرسم البياني الذي تستخدمه وسيُدرج المتوسط على الرسم البياني تلقائيًا.

المتوسط المتحرك الأسي

نظرًا لأن المتوسطات المتحركة تتأخر إلى حد كبير عن حركة السعر، يستخدم المحللون أحيانًا المتوسط المتحرك الأسي الذي يولي اهتمامًا أكبر إلى الأسعار الحديثة، وذلك من خلال مجموعة من المعادلات للتغلب على التأخير في حركة المتوسط. [4]

وجدير بالذكر أن الفرق بين كلا المتوسطين ليس كبيرًا جدًا. ولكن يكون المتوسط الأسي أقرب إلى حركة السعر عن المتوسط البسيط. ومن المحللين من يفضل استخدام المتوسط الأسي باعتبار أن إشاراته أكثر سرعة وتوافقًا مع السعر. وهناك من يفضل المتوسط البسيط على اعتبار أن إشاراته أكثر مصداقية، ولا يعطي الكثير من الإشارات الكاذبة مثل المتوسط الأسي.

واستخدام أي منهم بصفة عامة يجب أن يعتمد على مدى رد فعل السوق تجاه المتوسط المستخدم، فإذا كان أداء المتوسط البسيط أفضل مع السعر من المتوسط الأسي يجب اعتماده والعكس. أما عن فائدته، فيستخدم انكسار خط المتوسط المتحرك كإشارة للشراء والبيع. فعندما يكسر المتوسط المتحرك السعر ويتجه إلى أعلى تكون إشارة للشراء، والعكس في حالة الانكسار لأسفل تكون إشارة للبيع.

بم يهتم الخبراء في الرسم البياني؟

ينظر الخبراء إلى عدد المرات التي يصطدم فيها السعر بقمة أو قاع. فكلما زاد عدد الاصطدامات، برزت أهمية المستوى ولاحظه المزيد من المتداولين. ويهتم البعض بحركة السعر السابقة، لربما سبق مستوى دعم أو مقاومة تغير سريع حاد في السعر بخلاف التقدم البطيء المطّرد الذي لا يلفت النظر. وهكذا تحرك نفسية السوق المؤشرات الفنية ويصنع المتداولون الرسم البياني بقراراتهم. ويميل الخبراء أيضًا إلى ملاحظة الزخم عند مستويات بعينها، إذ يفضل المتداولون التعادل على الخسارة. فإذا ازداد الطلب على السهم عند نقطة ما، يحفظها المستثمرون باعتبارها نقطة آمنة للشراء. كما أن عنصر الوقت مهم، إذ تصبح مناطق الدعم والمقاومة أكثر موثوقية إذا وصل إليها السعر بانتظام على مدى فترة زمنية طويلة.

أهمية الدعم والمقاومة في التحليل الفني

تعد مستويات الدعم والمقاومة من المفاهيم الأساسية التي يستخدمها المحللون الفنيون. وتتبوأ مقعدًا مهمًا وسط مجموعة متنوعة من أدوات التحليل الفني. ويتكون المفهوم من مستوى الدعم، الذي قد نعده الأرض تحت أسعار التداول، ومستوى المقاومة، الذي يمكن اعتباره سقفًا. وتنخفض الأسعار وتختبر مستوى الدعم، الذي يثبت لبرهة قبل أن يرتد السعر مرة أخرى حسب قوة الدعم. ويمكن أن يؤدي تحديد مستويات الدعم المستقبلية إلى تحسين عوائد الاستثمار قصير الأجل، لأنه يمنح المتداولين لمحة دقيقة عن مستويات الأسعار التي يجب أن تُسعر بها ورقة مالية معينة. أما مستويات المقاومة فتؤثر في الصفقات طويلة الأجل. وينبئ مستوى المقاومة بالوقت الذي يرغب فيه المتداولون عادة ببيع ورقة مالية. وبالرغم من أ، تطبيق الدعم والمقاومة على الرسم البياني أمر بسيط نسبيًا، إلا أن بعض المستثمرين يرفضون ألا يكونوا على بينة من أمرهم وأن يستندوا إلى تحركات الأسعار السابقة. ويرى هؤلاء أن المستقبل قد يحمل بين طياته مفاجأة لم تكن في الحسبان وهو بالطبع ما يحدث طوال الوقت في أسواق المال العالمية.

المصادر

1-Investopedia

2-Stock Charts

3-Flow Bank

4-Corporate Finance Institute

ما هو الاستثمار في البورصة؟

هذه المقالة هي الجزء 2 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

يُعرّف الاستثمار على أنه تخصيص مبلغ من المال أو رأس المال في محاولة للكسب وتوسيع مصادر الدخل. بخلاف الاستهلاك، فنظرة الاستثمار مستقبلية. يأتي كل استثمار ومعه الخسارة المحتملة الخاصة به. يُعد الاستثمار في البورصة أسرع طرق الاستثمار وأكثرها شيوعًا بين المبتدئين[2]. كما أصبحت البورصة الطريقة المثلى لخوض تجربة الاستثمار واكتساب الخبرة.

من هو المستثمر في البورصة؟

المستثمر هو أي شخص أو كيان (مثل شركة أو صندوق مشترك) يخصص مبلغًا من المال للاستثمار في البورصة مع انتظار عوائد مالية.  يعتمد المستثمرون على أدوات مالية مختلفة كالأسهم والسندات والسلع والصناديق والعقود الآجلة والعملات الأجنبية والذهب والفضة و  العقارات[5]. يتداول كل مستثمر لتحقيق عائد جيد وتحقيق هدف مالي كتوفير مدخرات للتقاعد أو تمويل التعليم الجامعي أو مجرد تجميع ثروة إضافية. يُفضل أغلب المستثمرين تقليل المخاطر مع تعظيم العوائد.

أي نوع من المستثمرين أنت؟

يوجد مستثمر محافظ لا يقبل المخاطرة وتكبد خسائر كبيرة ولذلك يكتفي بربح قليل. وآخر مخاطر وهو مستثمر مستعد لتحمل الخسارة مهما كانت فداحتها في سبيل أرباح كبيرة. أما المعتدل فالذي يتحمل قدرًا متوسطًا من الخسارة ويتوقع قدرًا متوسطًا من الربح.

لذا قبل أن تهب مدخراتك للاستثمار، تحتاج لإجابة هذا السؤال[2]. إذا وظّفت مبلغًا كبيرًا من المال في مشاريع تحتمل الخسارة واستطعت أن تنام بسلام فأنت مستثمر مخاطر. أما إذا لاحقك طيف الخسارة وأقلق راحتك فمن المرجح أنك مستثمر محافظ. وإذا شغلت إلى حد ما بمصير أموالك فأنت مستثمر معتدل[3].

من بين المستثمرين محلل أساسي يبني قراره على تحليل مؤشرات السوق ومتابعة الأحداث الخاصة بالشركة التي يستهدفها لتحديد أي سهم يشتريه ومتى يشتريه. وهناك المتداول الفوضوي الذي لا يولي دراسة السوق اهتمامًا ويبني قراره على نزعة قصيرة الأجل، لا على الخبرة والتحليل[9]. و رجل التوقيت المناسب، الذي يتداول بناءً على تكهنات مستقبلية. ومستثمر عاطفي يحركه الموقف العام للمستثمرين تجاه سوق مالي أو ورقة مالية معينة أو بمعنى أصح تؤثر عليه سيكولوجية الجمهور[8]. وتاجر المراجحة الذي يستغل فرق السعر في نفس السهم بين سوق وآخر.

«الاستثمار عملية تعتمد على تحليل دقيق ووعود بسلامة رأس المال وبعائد مناسب، أما العمليات التي لا تتوفر فيها هذه الشروط فهي مضاربة».

بنجامين جراهام

ما الفرق بين المستثمر والمضارب؟

هناك طريقة سهلة وبسيطة يمكن من خلالها التمييز بين المضاربة والاستثمار، وهي النظر إلى مستوى المخاطرة وطول الأفق الزمني. فالمضاربة في أغلب الوقت تكون عالية المخاطرة وقصيرة الأجل، أما الاستثمار فهو أقل خطورة وطويل الأجل [7]. 

توجد المضاربة في جميع الأسواق المالية بالعالم، إلا أن تأثيرها في أغلب الأحيان يكون ضعيفًا. فهي لا تتمكن من توجيه دفة الأسواق القوية، إلا أنها تتحكم بصورة كبيرة في دفة الأسواق الضعيفة. حيث إن الأسواق المالية التي تعاني من اضطرابات وتقلبات حادة تتيح فرصة أمام المضاربين لتحقيق أرباح قصيرة الأجل.

أما الاستثمار فيُعنى بالمدى الطويل، ويحاول تحقيق أرباح معتدلة. ولذا تتميز محافظ المستثمرين بمخاطر متوسطة أو أقل من المتوسطة، وفي الغالب يحتفظ المستثمر بأسهمه حتى في فترة التقلبات والاضطرابات. كما يبحث المستثمر بدقة شديدة في البيانات الأساسية للشركة المستهدفة، مثل كفاءة إدارتها وحصتها السوقية ومركزها المالي.

عوامل قد تتحكم في طبيعة الاستثمار

السن

فكلما كنت أصغر سناً، كلما كنت أكثر قدرة على مواجهة مخاطر الاستثمار وتحمل الخسائر. فحياةٌ كاملة أمامك للاستدراك وتعويض الخسارة.

ولكن إذا كنت في سن التقاعد مثلًا قد تكون خططت أن تعتمد على العائد الناجم عن استثماراتك. ويزيد ذلك من احتمال رغبتك في تجنب مخاطر فقدان أصل رأس المال، فتفُضل التعرض لمخاطر التضخم على مواجهة خسارة كبيرة.

المسؤوليات الاجتماعية

تحدد مسؤولياتك الاجتماعية جوانب الإنفاق في أغلب الحالات. فإذا كان لديك أطفال سوف يلتحقون بالجامعة خلال السنوات القليلة القادمة أو آباء مسنين يعتمدون عليك من الناحية المالية، قد يكون الاستقرار خيارك الأمثل. فأموالك ليست تحت تصرفك ولمن تعول نصيب فيها.

الشخصية

اتفق معظم الخبراء على أنه من غير المفيد أن تستثمر أموالك في مجالات استثمارية تثير جنونك؛ بحيث لا تستطيع النوم أو تهرع للبيع مذعورًا عند ظهور مؤشرات لأي تدهور. ومع ذلك، إذا كنت من أولئك القلقين، فهناك استثمارات آمنة طويلة الأجل. يرجح الخبراء هذه الاستثمارات للقلقين ليساعدوهم على تقبل حد مقبول من المخاطرة. 

فوائد الاستثمار

البناء

من الناحية التاريخية، كانت عوائد حقوق الملكية طويلة الأجل أفضل من عوائد النقد أو استثمارات الدخل الثابت مثل السندات[4]. ومع ذلك، تميل أسعار الأسهم إلى الارتفاع والانخفاض بمرور الوقت.  قد يرغب المستثمرون في تبني منظور طويل الأجل لمحفظة الأسهم الخاصة بهم، إذ تقل تقلبات سوق الأسهم هذه على مدى فترات زمنية أطول.

الحماية

يمكن أن تؤثر الضرائب والتضخم على مدخراتك. وتمنح الاستثمارات في الأسهم المستثمرين معاملة ضريبية أفضل على المدى البعيد[4]، ما قد يساعد في إبطاء أو منع تبعات الضرائب والتضخم.

الربح

لتحقيق أقصى قدر من الربح، تشارك بعض الشركات الأرباح مع المساهمين على نحو دوري أو توزع الربح بينهم على طريقتها[4].  يمكن أن توفر لك هذه المدفوعات عائدًا استثماريًا منتظمًا وتعزز دخلك.

كيف أبدأ الاستثمار في البورصة؟

قبل قيام أي من المستثمرين بالتداول على الأوراق المالية المقيدة أو غير المقيدة (خارج المقصورة)، يجب على كل مستثمر أن يكون لديه حساب تداول مع إحدى شركات السمسرة المرخص لها من الهيئة والمقيدة بسجل العضوية بالبورصة. ويجب أن يكون لكل عميل حساب في إحدى البنوك للتأكد عند البيع مما إذا كان المبلغ في موجودًا بالفعل في حساب العميل وتحويل الكميات المشتراة لحساب العميل.

يتم التعامل في البورصة المصرية من خلال النظم الآلية المعدة لذلك. وعلى شركات السمسرة تسجيل أوامر عملائهم بمجرد إعطاء تلك الأوامر. ويلزم أن تُسجَّل بيانات معينة كمحتويات الأمر واسم الورقة المالية ورقم حساب العميل، والكمية ووقت استلام الأمر [6].

تأخذ شركات السمسرة على عاتقها مسؤولية التحقق من قدرة المشتري على الوفاء بثمن ما يعرض شراؤه من أسهم في حالات الشراء وذلك قبل تنفيذ الأوامر.

يتم تنفيذ الأمر الصادر من شركات السمسرة نيابة عن العميل على النظام الآلي الخاص بالبورصة سواءً كان من منفذ شركة السمسرة أو من خلال الشاشات فيما يُعرف بالتداول عن بُعد [6]. ومن هنا ينفذ الأمر بواسطة النظام الإلكتروني ويحول إلى الحاسب المركزي الخاص بالبورصة. والكلمة الأخيرة من نصيب شركة السمسرة بأن الأمر قد نُفذ ليظهر بعد ذلك على الشاشة.

 المصادر

1- Investopedia
2- Investopedia
3- Corporate Finance Institute
4- RBC Direct Investing
5- Investopedia
6- The Egyptian Exchange
7- Investopedia
8- Investopedia
9- Investopedia

ما هي البورصة وكيف بدأت ؟

هذه المقالة هي الجزء 1 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

تعريف البورصة

تعرف البورصة بأنها سوق التداول المنظم أي المكان أو المنصة التي يجتمع فيها المستثمرون لشراء وبيع الأوراق المالية مثل أسهم الشركات المساهمة ووحدات صناديق الاستثمار المتداولة والسندات، أثناء أوقات محددة تسمى جلسات التداول.

عندما تشتري سهمًا في شركة عامة، فكأنك تشتري قطعة صغيرة من هذه الشركة. ونظرًا لصعوبة تتبع كل شركة بمفردها، يشتمل مؤشرا داو جونز و إس آند بي في أمريكا مثلًا على عرض لآخر أرقام سوق الأوراق المالية. يمكن النظر إلى هذه البيانات على أنها ممثل للسوق بأكمله[1].

يشتري الناس الأسهم عادةً عبر الإنترنت من خلال سوق الأوراق المالية. يستطيع أي شخص الوصول إليها من خلال حساب وساطة أو مستشار آلي. لست مضطرًا إلى أن تصبح مليونير للاستثمار في سوق الأوراق المالية – فالتسجيل مفتوح للجميع.

أقدم البورصات في التاريخ

بورصة بلا أسهم

ظهرت أول بورصة للأوراق المالية في بلجيكا، ويرجع تاريخها إلى عام 1531 في أنتويرب[2]. حيث اجتمع السماسرة والمقرضون هناك للتعامل مع قضايا الديون التجارية والحكومية وحتى الفردية. من الغريب التفكير في بورصة تتعامل فقط في الأذونات والسندات، ولكن يُعزى ذاك لعدم وجود أسهم حقيقية في القرن السادس عشر. تعاون الناس مع الخبراء الماليين وجنوا دخلًا لا بأس به؛ تمامًا كما تفعل الأسهم. ولكن لم يكن هناك حصة رسمية من الشركات معنية بالتداول.

شركات الهند الشرقية

في القرن السابع عشر، أعطت حكومات هولندا وبريطانيا وفرنسا مواثيقَ لكل الشركات التى تحمل كلمتي «الهند الشرقية» في عنوانها. وفي أوج الإمبريالية، بدا كل طرف مشغولًا بجني ربح من جزر الإنديز الشرقية وآسيا- باستثناء من يعيشون هناك.

لم يكن إحضار البضائع من الشرق سهلًا، فقد حُف بخطر القراصنة. وإذا نجا البحارة من القراصنة فقد تودي بهم تقلبات الطقس وصعوبة الملاحة.

البورصة المصرية

أما في مصر، أُنشئت أقدم البورصات عام 1861 بالإسكندرية واشتغلت بالتعامل الآجل في القطن. ثم بدأت أولى محاولات إنشاء بورصة للأوراق المالية سنة 1890. تلتها محاولة ثانية في عام 1898، حين شرع السماسرة في تكوين شركة تتولى إنشاء البورصة وتدبير المكان اللائق لإقامتها، ووضع القواعد الكفيلة بتنظيم العمل فيها. إلا أن جهودهم أخفقت، فأفلست شركتهم الأولى في غضون ثلاثة أشهر من تكوينها. واستمر السماسرة في مزاولة عقد الصفقات فيما بينهم في بعض المقاهي أو في مكاتبهم الخاصة. ولم تكن المعاملات بينهم خاضعة لقواعد مدوّنة بل كانت ترتكز على قواعد يُرسونها[6].

ثم أتت النشأة الفعلية لبورصة القاهرة في عام 1903.

مؤشرات البورصة

يُعد EGX 30 أحد المؤشرات التي تصدرها البورصة المصرية ويتم حسابه وفقاً للعملة المحلية والدولار منذ 1998، ويتضمن أعلي ثلاثين شركة من حيث السيولة والنشاط. أما EGX 70 فهو مؤشر سعرى يقيس أداء السبعين شركة الأكثر نشاطاً فى السوق المصرى بعد استبعاد الشركات الـ 30 الأنشط المكونة لمؤشر EGX 30، إذ يقيس المؤشر التغير فى أسعار إغلاق الشركات دون مقارنتها برأس المال السوقى، ولا يأخذ في اعتباره نسبة التداول الحر. وأخيرًا مؤشر EGX 100 لقياس أداء المئة شركة الأكثر نشاطاً فى السوق المصرى متضمنة المؤشرين السابقين.

الوساطة في البورصة

تؤدي شركات السمسرة دور الوسيط بين العملاء والسوق فضلاً عن أنها وسيط بين العميل والبنك الممول لأموال الصفقات في حالات المتاجرة، بالإضافة إلى أنها الوسيط بين العملاء بعضهم بعضًا.

ومن أهم الشروط الواجب توافرها عند  الشروع في اختيار شركة من شركات السمسرة هي أن تكون هذه الشركة خاضعة للرقابة القانونية من الحكومة لضمان سلامة الأموال، ولا يتحمل الوسطاء أي خسائر نتيجة حدوث أي تقلبات في  السوق. تتصدر المجموعة المالية للسمسرة في الأوراق المالية قائمة شركات الوساطة بحصة سوقية تصل إلى 15.2% وتحل ثانيًا شركة بلتون بحصة تبلغ 14.2% وتليهم شركة هيرمس للوساطة في الأوراق المالية بحصة قدرها 6.7%.

مواعيد البورصة

تبدأ جلسة التداول اليومي بالبورصة للسوق الرئيسية وسوق الشركات الصغيرة والمتوسطة (بورصة النيل) من الساعة 10 صباحًا إلى الساعة 1:30 ظهرًا، وتسبقها الجلسة الاستكشافية من الساعة 9:30 صباحًا. أما جلسة التداول للأوراق المالية غير المقيدة (سوق الأوامر خارج المقصورة) فيُخصص له الاثنين والأربعاء فقط من كل أسبوع من الساعة 11:30 صباحًا إلى الساعة 12 ظهرًا.

وتقررت مواعيد جلسة التداول للأوراق المالية غير المقيدة (سوق الصفقات خارج المقصورة) من الساعة 9:30 صباحًا إلى الساعة 11 ظهرًا[7].

أنظمة التسوية

المقصـود بالتسوية عمومًا هو نقل الأرصدة من البائع إلى المشترى أو نقل ملكية الأسهم. يمكن أن تتم التسوية فى السوق المصرية بنظام الشراء والبيع فى ذات الجلسة أي نظام التسوية ( T+0 ). بينما تتم التسوية لسندات الخزانة الحكومية من خلال نظام ( T+1) ما يعنى إتمامها بعد 24 ساعة من تنفيذ العملية. أما التسوية من خلال نظام ( T+2 )، فتكون لباقى الأوراق المالية المقيدة بالبورصة ويعنى أن تتم التسوية بعد يومين من تنفيذ العملية.

كيف تمت التداولات قبل عصر التكنولوجيا؟

شاع تداول الأسهم قبل انتشار التكنولوجيا والحواسيب من خلال رسم مخطط بياني باليد. كما كان عليك الاتصال بالوسيط المالي الخاص بك لإجراء الصفقة. قبل الهواتف، كان عليك أن تحضر فعليًا إلى مكان التبادل لإجراء ما أردت من معاملات. ما يعني أنه قبل التسعينيات، لزم معرفة أساسيات الرسم البياني كي تكون تاجرًا في الأسهم. ومن ثم رسم السهم بنفسك لتبدأ في التداول [3].

قبل الستينيات، كان عليك توثيق كل تغيير يحدث في أسعار الأسهم يدويًا. عندما يرتفع السهم، تهرع لكتابة الساعة بدقة ومقدار الزيادة في سعر السهم. بمرور الوقت، ستتمكن من إنشاء مخطط لسعر الأسهم على مدار اليوم والأسبوع لفهم سلوكه، وبذلك يمكنك شراءه وبيعه لتحقيق الأرباح.

قاعة الصراخ والأرقام

كان المستثمر قديمًا بحاجة إلى 3 أشياء. أولاً، التعاقد مع مكتب موكول إليه رسم المخططات. ثانيًا، تواصل هاتفي دائم مع البورصة. ثالثًا، شخص يجيد الصراخ بما يكفي لإسماع الجميع.

تجعل طريقة الصراخ المفتوح -المستخدمة حتى وقتنا هذا- الأمر أشبه بالمزاد، إذ تتاح لجميع المشاركين فرصة التنافس على العروض. ما يؤدي إلى الشفافية وزيادة حيوية السوق والتقاط السعر المناسب.  نظرًا لأن التداول يمكن أن يحدث بين أي مشاركَين في أي وقت، فإنه يختلف عن التداول خارج البورصة حيث يتم التفاوض على التجارة بين طرفين بشكل خاص بينهما فقط.

تجرى معظم عمليات التداول بين بين الأعضاء الذين تعج بهم القاعة [5]. ويقف عدد أقل من المتداولين على حدود القاعة كصناع السوق. يأتي سَيل من الأوامر للمتداولين من هؤلاء وقد يقلبون السوق رأسًا على عقب.

القاعة أو الحفرة

يشير مصطلح الحفرة إلى ساحة فعلية في البورصة مخصصة لتداول الأوراق المالية. حيث يشتري السماسرة الأوراق المالية المختلفة ويبيعونها في الحفرة، والتي تسمى أيضًا قاعة التداول. انتهج المتداولون نظام الصراخ المفتوح.

يتوصل التجار للفئة المستهدفة من العملاء بالصراخ ومن خلال إشارات اليد. حيث يتم عرض الطلبات على مرأى ومسمع من الجميع ما يسمح لهم بالمشاركة والتنافس على أفضل سعر. وللسماسرة نصيب من هذه الحرب الضارية، فيتداولون بالنيابة عن عملائهم ويعرضون أسهمًا لشركاتهم الخاصة. لم يعد ذلك النظام معمولًا به اليوم في أغلب البورصات العالمية، إذ تجلس أغلبية المتداولين في منازلهم مستخدمين تطبيقات الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة لإصدار أوامر البيع والشراء.

من هم صناع السوق؟

يشمل مصطلح «صناع السوق» كل من لديهم تأثير كبير على الأسواق المالية كالبنوك المركزية والبنوك الكبرى والمستثمرين ذوي الحصص الضخمة، سواء كانوا أفراد أو مؤسسات. يمكن أن يعتري البورصة تقلب مفاجئ نتيجةَ عمليات تداول معينة بين «هوامير الأسهم».

من خلال الاحتفاظ بعدد كبير من الأسهم، يستطيع صانع السوق قلب كفة الميزان في ثوانٍ وبأسعار تنافسية. إذا باع المستثمرون يشرع صناع السوق في الشراء والعكس. يتمثل دورهم في اتخاذ الجانب الآخر من أي صفقات أو معاملات. ومن ثم يوفرون ما يحتاجه السوق من سهم بعينه كما يسهلون تداوله.

المصادر

1-Nerdwallet
2-Investopedia
3-Chrono Historia
4-Investopedia
5-Investopedia
6-The Egyptian Exchange
7-The Egyptian Exchange

Exit mobile version