ما هو التحليل الأساسي للأسهم؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

التحليل الأساسي (Fundamental Analysis) هو طريقة لقياس القيمة الجوهرية للورقة المالية من خلال فحص العوامل الاقتصادية والمالية ذات الصلة. يدرس المحللون الأساسيون أي شيء يمكن أن يؤثر على قيمة الورقة من عوامل الاقتصاد الكلي مثل حالة الاقتصاد وظروف الصناعة، إلى عوامل الاقتصاد الجزئي مثل فعالية إدارة الشركة [1].

كيف يعمل التحليل الأساسي؟

الهدف النهائي هو الوصول إلى رقم يمكن للمستثمر مقارنته بالسعر الحالي للأوراق المالية، لمعرفة ما إذا كانت الورقة المالية مقيّمة بأقل من قيمتها الحقيقية أو بقيمة مبالغ فيها. عادة ما يدرس المحللون الحالة العامة للاقتصاد ثم قوة القطاع الصناعي التابعة له الورقة في السوق (مثال: سهم شركة نتفلكس في قطاع الترفيه) ومن ثم يركزون على الأداء الفردي للشركة للوصول إلى قيمة سوقية عادلة للسهم.

 يستخدم التحليل الأساسي البيانات المتوفرة للعامة لتقييم قيمة السهم أو أي نوع آخر من الأوراق المالية. يمكن للمستثمر مثلًا إجراء تحليل أساسي على قيمة السند من خلال النظر في العوامل الاقتصادية مثل أسعار الفائدة والحالة العامة للاقتصاد، ثم دراسة المعلومات حول مُصدر السندات، مثل التغيرات المحتملة في التصنيف الائتماني أو انضمامها لمؤشرات أقوى أو أضعف في البورصة.

يستعين التحليل الأساسي بالإيرادات والأرباح والنمو المستقبلي والعائد على حقوق الملكية وهوامش الربح والبيانات الأخرى لتحديد القيمة الأساسية للشركة وإمكانية النمو المستقبلي. كل هذه البيانات متاحة في البيانات المالية للشركة للمتداولين، أي أنها بيانات معلنة [2].

ما هو التصنيف الإئتماني؟

هل تتذكر عبارة من قبيل «نظرة مستقبلية سلبية» أو «نظرة غير مستقرة»؟ تلك التقييمات من اختصاص وكالات التصنيف الائتماني. ويعني التصنيف الائتماني (Credit Rating) بالنسبة للشركات أو البنوك أو الدول الجدارة الائتمانية. والجدارة الائتمانية هنا تشير إلى قدرة تلك الكيانات على الحصول على القروض اللازمة، ومدى وفائها بما عليها من التزامات في موعدها [3]. عادة ما ينظر من خلال التصنيف الائتماني إلى عدة مؤشرات، منها:

  • الأصول التي بحوزة الكيان
  • .التدفقات النقدية الواردة، سواء من الداخل أو الخارج.
  • سابقة تعامله مع الدائنين، وأسعار الفائدة التي حصل بها على قروضه من قبل.

استدامة الدين

 كلما زادت قدرة الكيان على سداد التزاماته إلى الجهة الدائنة من فوائد وأقساط، في مواعيدها المحددة ولم يطلب تأجيل السداد، أو إعادة هيكلة الديون، أو مد أجل السداد، وما دام لم يتعثر، يوصف دَين هذا الكيان بالاستدامة. ويكتسب الكيان الأهلية للحصول على القروض من المؤسسات الدائنة، سواء كانت مؤسسات دولية أو تجارية. ويعد التصنيف الائتماني، بمثابة صك لصلاحية أو عدم صلاحية الكيان المعنِي، للحصول على القروض من أسواق الائتمان.

العائد على حقوق الملكية

معدل العائد على حقوق ملكية المساهمين للأسهم (Return on Equity) يقيس نسبة ربح الشركة إلى مجموع حقوق المساهمين فيها. ويُحسب هذا المعدل بقسمة صافي ربح الشركة على إجمالي حقوق المساهمين [4]. إذا كان صافي ربح الشركة في العام السابق هو مليون جنيه مثلًا وكان إجمالي حقوق مساهميها مليونين، فإن معدل العائد على حقوق المساهمين هو 0.5 (قسمنا مليون جنيه على المليونين). ويدل ارتفاع المعدل على قوة الشركة وأرباحها العالية، ويبشر بأداء قوي. أما استمرار ارتفاعه فدلالة على الإدارة الرشيدة وتحقيق النمو المستدام. ويؤخذ في الاعتبار أن بعض الشركات تمول نشاطها بالديون، فلا يُحبذ النظر إلى العائد بمعزل عن بقية المؤشرات.

ماذا يفعل المحلل الأساسي؟

يعمل المحلل على إنشاء نموذج لتحديد القيمة التقديرية لسعر سهم الشركة بناءً على البيانات المتاحة للجمهور. هذه القيمة هي مجرد تقدير، أو يمكننا القول أنها رأي مدروس جاء به المحلل لسعر السهم حسب حالة السوق. قد يشير بعض المحللين إلى السعر المقدر على أنه القيمة الجوهرية للشركة.

إذا قام أحد المحللين بحساب أن قيمة السهم يجب أن تكون أعلى بكثير من سعر السوق الحالي للسهم، فقد ينشر تصنيف شراء أو زيادة الوزن للسهم. هذا المنشور بمثابة توصية للمستثمرين الذين يتبعون هذا المحلل. وإذا قام المحلل بحساب قيمة جوهرية لسهم ما بأقل من سعر السوق الحالي، فسيتم اعتبار السهم مقيمًا بأعلى من قيمته الحقيقية ويتم إصدار توصية بالبيع أو تقليل الوزن.

يتوقع المستثمرون الذين يتبعون هذه التوصيات أنه يمكنهم شراء الأسهم بتوصيات إيجابية لأن مثل هذه الأسهم يحتمل أن يرتفع سعرها بمرور الوقت. وبالمثل، من المتوقع أن يكون لدى الأسهم ذات التصنيفات غير اللافتة للنظر احتمالية أكبر لانخفاض الأسعار. هذه الأسهم مرشحة للإزالة من المحافظ الحالية أو للاستخدام في البيع على المكشوف (Short Selling).

ما هو البيع على المكشوف؟

يتضمن البيع على المكشوف اقتراض ورقة مالية تدل المؤشرات على أن سعرها سينخفض، أو ورقة مالية قيمت بأعلى من سعرها. ويمكن شراء الورقة ​​وبيعها في السوق المفتوحة. وتتمثل الخطة في إعادة شراء نفس الورقة لاحقًا، على أمل أن يكون سعرها أقل مما كان عليه، هكذا يربح فرق السعر [5].

ما هي القيمة الجوهرية للشركة؟

يعد وارين بافيت أشهر ممارس لاستثمار القيمة الجوهرية، إذ ظل يستخدم هذه الطريقة منذ الخمسينيات من القرن الماضي. وتُعرّف القيمة الجوهرية (Intrinsic Value) على أنها طريقة لتقييم الأصول بناءً على التدفقات النقدية التي تولدها، ما يجعلها أكثر ملاءمة لتقييم أسهم الشركات. وتُبنى القيمة الجوهرية للشركة على أدائها المالي [2]. وهذا يجعل القيمة الجوهرية مختلفة عن القيمة السوقية التي تعنى بما قد يدفعه المستثمر مقابل أحد الأصول في الوقت الحالي.

الأداة الأساسية المستخدمة لقياس القيمة الجوهرية هي التدفق النقدي المخصوم (Discounted Cash Flow). ويتيح لنا استخدام التدفقات النقدية المخصومة تحديد قيمة الأصل من خلال تحليل قيمة التدفقات النقدية المتوقعة [6].

تخيل شركة حديثة الإنشاء، أي لم يمض على تأسيسها خمس سنوات، وحاول التنبؤ بتدفقاتها النقدية للخمس سنوات القادمة. لنضرب مثالًا بسيطًا: شركة تدفقاتها النقدية تعادل 100 مليون جنيه لكل عام. أيعني ذلك أن التدفق النقدي خلال خمس سنوات مساو ل500 مليون جنيه؟ في الواقع الإجابة لا. فقيمة الأموال تتغير ولن تمثل ال100 مليون في السنة الأولى نفس قيمتها الفعلية في السنة الخامسة. لا يمكنك جمع تدفقات الخمس سنوات بهذه البساطة وشبح التضخم يلوح في الأفق، لهذا نحسب التدفق المخصوم.

 ولنستكمل المثال ونفترض أن الفائدة السنوية على كل 100 مليون هي 10%. بالكيفية نفسها قيمة الفائدة على تدفق السنة الأولى قيمتها أكبر وقابلة للاستثمار عن تلك الفائدة على السنة الخامسة. فالمال ذو قيمة وقتية؛ كلما جنيته باكرًا، تتعدد مناحي استثماره وتطول المدة التي تستخدمه فيها وبالتالي ترتفع قيمته. ما علينا فعله الآن هو الحفاظ على قيمة ال100 مليون المتوقعة في السنين القادمة بنفس قيمتها اليوم.

المصادر

1-Britannica Money
2-Investopedia
3-Corporate Finance Institute
4-SmartAsset
5-The Balance
6-Wall Street Prep

ما هي أساسيات التحليل الفني؟

هذه المقالة هي الجزء 5 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

يحوي التحليل الفني مفاهيم مثل الدعم والمقاومة وهي من أهم سماته. تستخدم مستويات الدعم والمقاومة لتحديد السعر بعينه، الذي ما يلبث أن يرتد منه الاتجاه صعودًا أو هبوطًا. وقد تظن أنهما مجرد قمم وقيعان، ولكنّ فهم تلك المستويات ليس بالسهولة المتوقعة. وخلال المقال التالي  نتناولهما بشيء من التفصيل.

الدعم والمقاومة في التحليل الفني

الدعم هي المنطقة التي يُتوقع فيها توقف هبوط السعر جرّاء زيادة الطلب، ومن ثم ظهور القوة الشرائية عند ذلك السعر. وعندما يهبط سعر السندات أو الأوراق المالية (الأسهم)، يتزايد الطلب على الحصص من قبل المستثمرين، فيخلقون ما يُعرف بمنطقة الدعم. والتي يصعب عندها نزول السعر أكثر من ذلك بسبب قوة شرائهم العالية، فتستوعب طلباتهم العمليات البيعية. أما مناطق المقاومة فتظهر في الارتفاعات، أي نتيجة عملية البيع (جني الأرباح) عند ارتفاع الأسعار.

عندما يحدد المستثمر مناطق الدعم والمقاومة، فهو يحدد ما متى سيدخل تلك المعاملة بالشراء أو يخرج منها بالبيع. وعندما يصل السعر لنقطة دعم أو مقاومة، يصبح لديه طريقان لا ثالث لهما: إما أن يهبط السعر من أعلى أو يرتد صعودًا من أسفل وإما أن يأخذ اتجاهًا عرضيًا دونما انحراف يُذكر. [1]

تقوم بعض المعاملات على اعتقاد أن مناطق الدعم والمقاومة لا تخترق. ولكن لنكن واقعيين، فسواء توقف السعر عند أي من النقطتين كما توقعوا أو كسر القمة أو القاع، يستطيع المستثمرون تخمين الاتجاه. وإذا خاب ظنهم فلن يخسروا الكثير، أما إذا سار السهم في الاتجاه المتوقع، فقد تكون مخاطرة تستحق.

مثال توضيحي

يرى ذوو الخبرة من المتداولين أن أرقامًا بعينها تحول بينهم وبين دفع سعر أحد الأصول في اتجاه معين. لنفترض أن صديقنا سليم بدأ التداول بين مارس ونوڤمبر وأنه توقع ارتفاع أسعار الأسهم. إذ لاحظ سليم أن السعر لم  يمسلوهلة ٩٩ جنيهًا خلال ثمانية أشهر، وعلى الرغم من أن مفارقة رقم ٩٩ كانت وشيكة لكن لم يزدد السعر عنها. في هذه الحالة، ندعو المستوى المقارب لـ٩٩ مستوى مقاومة. إذ يحمل ذلك المستوى أعلى سعر، وهو بمنزلة سقف أو خط نهاية يتوقف عنده السعر عن الارتفاع.

تمثل مستويات الدعم وجه العملة الآخر. ويشير الدعم إلى الأرض التي يتوقف عندها هبوط السعر. وكما قد يذهب بك الظن، يصادف مستوى الدعم الفرصة الذهبية للشراء لأنها النقطة التي يقدر فيها المتداولون قيمة السهم. كما أنها النقطة التي يسارعون في الشراء منها ومن ثم يرتفع السعر مرة أخرى. ولأن التحليل الفني قائم على تحرك الأسعار في اتجاهات، فحري بنا تناول مفهوم (خط الاتجاه Trendline) لنعرف تطبيقاته في التحليل. [2]

استخدام الأعداد الصحيحة

من الخصائص الشائعة الأخرى للدعم والمقاومة أن سعر الأصل قد يواجه صعوبة في تجاوز الرقم التقريبي، مثل 50 دولارًا أو 100 دولار للسهم. إذ يميل معظم المتداولين عديمي الخبرة إلى شراء أو بيع الأصول عندما يكون السعر عند عدد صحيح لأنهم على الأرجح سيشعرون بأن السهم قد وصل إلى قيمة مناسبة عند هذه المستويات. يتم وضع معظم الأسعار المستهدفة أو أوامر الإيقاف التي يحددها المتداولون الأفراد أو المؤسسات والبنوك الاستثمارية الكبيرة عند مستويات أسعار صحيحة بدلاً من عشرية مثل 50.06 دولارًا.  ونظرًا لأن العديد من الطلبات توضع على نفس المستوى، فإن هذه الأرقام الصحيحة تميل إلى أن تكون بمثابة حواجز أسعار قوية. إذا قدم جميع عملاء بنك استثماري أوامر بيع عند رقم معين، مثل 55 دولار، فسوف يتطلب الأمر عددًا كبيرًا من عمليات الشراء لاستيعاب عمليات البيع الآنف ذكرها عند 55 دولار وبالتالي سينشأ مستوى مقاومة.

ما هو خط الاتجاه في التحليل الفني؟

يُرسم خط الاتجاه على مساحة رسم بياني لتحديد اتجاه السعر. ويستخدم المتداولون هذه الأداة لاتخاذ قرار البيع أو الشراء تماشيًا مع اتجاه السوق. ويمكن تطبيق خط الاتجاه على أسعار الأسهم في البورصة كما يمكن تطبيقه على سعر العملات الرقمية كذلك. وقابلية تطبيق خط الاتجاه هي ما تجعله أفضل مؤشر في التحليل الفني.

وتتمثل الطريقة الكلاسيكية في رسم خط الاتجاه عن طريق رسم خط مستقيم يمر بسلسلة من القمم والقيعان على مدى زمني طويل نسبيًا. ويكون خط الاتجاه صاعدًا عندما يلامس القاع في مناطق الدعم، ويكون هابطًا عندما يُرسم مارًا بذروة مناطق المقاومة. وهكذا يصبح خط الاتجاه دعمًا في اتجاه صعودي أو مقاومة في اتجاه هابط.

ويُعرّف خط الاتجاه مستويات الدعم والمقاومة الديناميكية، ما يعني أنها تتحرك وتتغير مع تغير اتجاه السعر. وتبدأ برسم خط الاتجاه من القديم إلى الحديث، والقاعدة الأساسية هي رسم الخط مارًا بثلاث قمم أو قيعان على الأقل ليُعمل به. [3]

ما هو مؤشر المتوسط المتحرك؟

المتوسط المتحرك (Moving Average) خط منحن يتم حسابه على أساس تغيرات الأسعار. وبالتالي فإن المتوسط المتحرك بمنزلة مساعدك الشخصي الذي يؤكد الاتجاه على الرسم البياني. وهو خط يسير وفقًا لحركة السعر ولكن على نحو أكثر وضوحًا مما تراه خلال المنحنيات. وتستخدم المتوسطات على نحو رئيسي كأداة لملاحقة الاتجاه (Trend Following).

نحصل على المؤشر من طريق حساب متوسط حركة السعر في فترة زمنية محددة. حيث تؤخذ مجموعة من البيانات السعرية لفترة محددة وتجمع، ومن ثم تقسم على عددها فينتج منها رقم يكون هو المتوسط المتحرك. وهناك متوسط متحرك بسيط (Simple Moving Average)، ومتوسط متحرك متسارع أو أُسِّي (Exponential Moving Average).

المتوسط المتحرك البسيط

هو متوسط الأسعار في فترة زمنية محددة، ويمكن حسابه على أساس أسعار الإغلاق أو الافتتاح أو الحد الأدنى والأعلى للسعر. ولكن يفضل احتسابه على أسعار الإغلاق تحديدًا نظرًا لأهميتها. ولحساب المتوسط المتحرك البسيط تؤخذ أسعار الإغلاق لفترة معينة (40 يومًا مثلًا) ثم تُجمع هذه الأسعار وتُقسم على عدد الأيام. اختر المدة التي تريد على برنامج الرسم البياني الذي تستخدمه وسيُدرج المتوسط على الرسم البياني تلقائيًا.

المتوسط المتحرك الأسي

نظرًا لأن المتوسطات المتحركة تتأخر إلى حد كبير عن حركة السعر، يستخدم المحللون أحيانًا المتوسط المتحرك الأسي الذي يولي اهتمامًا أكبر إلى الأسعار الحديثة، وذلك من خلال مجموعة من المعادلات للتغلب على التأخير في حركة المتوسط. [4]

وجدير بالذكر أن الفرق بين كلا المتوسطين ليس كبيرًا جدًا. ولكن يكون المتوسط الأسي أقرب إلى حركة السعر عن المتوسط البسيط. ومن المحللين من يفضل استخدام المتوسط الأسي باعتبار أن إشاراته أكثر سرعة وتوافقًا مع السعر. وهناك من يفضل المتوسط البسيط على اعتبار أن إشاراته أكثر مصداقية، ولا يعطي الكثير من الإشارات الكاذبة مثل المتوسط الأسي.

واستخدام أي منهم بصفة عامة يجب أن يعتمد على مدى رد فعل السوق تجاه المتوسط المستخدم، فإذا كان أداء المتوسط البسيط أفضل مع السعر من المتوسط الأسي يجب اعتماده والعكس. أما عن فائدته، فيستخدم انكسار خط المتوسط المتحرك كإشارة للشراء والبيع. فعندما يكسر المتوسط المتحرك السعر ويتجه إلى أعلى تكون إشارة للشراء، والعكس في حالة الانكسار لأسفل تكون إشارة للبيع.

بم يهتم الخبراء في الرسم البياني؟

ينظر الخبراء إلى عدد المرات التي يصطدم فيها السعر بقمة أو قاع. فكلما زاد عدد الاصطدامات، برزت أهمية المستوى ولاحظه المزيد من المتداولين. ويهتم البعض بحركة السعر السابقة، لربما سبق مستوى دعم أو مقاومة تغير سريع حاد في السعر بخلاف التقدم البطيء المطّرد الذي لا يلفت النظر. وهكذا تحرك نفسية السوق المؤشرات الفنية ويصنع المتداولون الرسم البياني بقراراتهم. ويميل الخبراء أيضًا إلى ملاحظة الزخم عند مستويات بعينها، إذ يفضل المتداولون التعادل على الخسارة. فإذا ازداد الطلب على السهم عند نقطة ما، يحفظها المستثمرون باعتبارها نقطة آمنة للشراء. كما أن عنصر الوقت مهم، إذ تصبح مناطق الدعم والمقاومة أكثر موثوقية إذا وصل إليها السعر بانتظام على مدى فترة زمنية طويلة.

أهمية الدعم والمقاومة في التحليل الفني

تعد مستويات الدعم والمقاومة من المفاهيم الأساسية التي يستخدمها المحللون الفنيون. وتتبوأ مقعدًا مهمًا وسط مجموعة متنوعة من أدوات التحليل الفني. ويتكون المفهوم من مستوى الدعم، الذي قد نعده الأرض تحت أسعار التداول، ومستوى المقاومة، الذي يمكن اعتباره سقفًا. وتنخفض الأسعار وتختبر مستوى الدعم، الذي يثبت لبرهة قبل أن يرتد السعر مرة أخرى حسب قوة الدعم. ويمكن أن يؤدي تحديد مستويات الدعم المستقبلية إلى تحسين عوائد الاستثمار قصير الأجل، لأنه يمنح المتداولين لمحة دقيقة عن مستويات الأسعار التي يجب أن تُسعر بها ورقة مالية معينة. أما مستويات المقاومة فتؤثر في الصفقات طويلة الأجل. وينبئ مستوى المقاومة بالوقت الذي يرغب فيه المتداولون عادة ببيع ورقة مالية. وبالرغم من أ، تطبيق الدعم والمقاومة على الرسم البياني أمر بسيط نسبيًا، إلا أن بعض المستثمرين يرفضون ألا يكونوا على بينة من أمرهم وأن يستندوا إلى تحركات الأسعار السابقة. ويرى هؤلاء أن المستقبل قد يحمل بين طياته مفاجأة لم تكن في الحسبان وهو بالطبع ما يحدث طوال الوقت في أسواق المال العالمية.

المصادر

1-Investopedia

2-Stock Charts

3-Flow Bank

4-Corporate Finance Institute

ما هو التحليل الفني للأسهم؟

هذه المقالة هي الجزء 4 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

التحليل الفني للأسهم هو دراسة حركة الأسعار الماضية والحالية باستخدام الرسوم البيانية بهدف توقع حركة السعر في المستقبل. يركز التحليل الفني للأسهم اهتمامه على حركة السعر فقط باعتبار أن كل الأسباب والعوامل التي تحرك السوق تنعكس في النهاية على حركة السعر، وبالتالي هي الأجدر بالاهتمام.

نظرة عامة حول التحليل الفني

يستخدم هذا النوع من التحليل لبحث الطرق التي يؤثر بها العرض والطلب للأوراق المالية على السعر وحجم المتاح منها وتقلب الأسعار الضمني (implied volatility). يرتكز هذا النوع من التحليل على فرضية أن نشاط التداول السابق وتغيرات الأسعار للأوراق المالية يمكن أن تكون مؤشرات قيّمة لتحركات الأسعار المستقبلية عند إقرانها بقواعد الاستثمار أو التداول المناسبة [1].

غالبًا ما يستخدم التحليل الفني لإعطاء إشارات تداول قصيرة الأجل (مضاربة) بفضل الرسوم البيانية المختلفة. كما يمكن أن يحسن هذا النوع من التحليل تقييم الأوراق المالية من حيث القوة والضعف بالنسبة إلى السوق أو أحد القطاعات. تساعد هذه المعلومات المحللين وتقرب تقديرهم العام لقيمة السهم إلى الصواب [1].

تاريخ التحليل الفني

طُرحت فكرة التحليل الفني الذي نحن بصدده الآن لأول مرة بواسطة تشارلز داو Charles Dow ونظرية داو في أواخر القرن التاسع عشر[1]. كما ساهم العديد من الباحثين البارزين في وضع حجر الأساس. في وقتنا الحاضر، تطور التحليل الفني ليشمل مئات الأنماط والإشارات التي طُوّرت عبر سنوات من البحث.

التحليل الفني في حيز التنفيذ

يميل المحللون المحترفون إلى استخدام التحليل الفني جنبًا إلى جنب مع أشكال البحث الأخرى. وقد يتخذ تجار التجزئة (Retail traders) قرارات تستند فقط على الرسوم البيانية لأسعار الأوراق المالية والإحصاءات المماثلة، ولكن نادرًا ما يكتفي محللو الأسهم المتمرسون بالتحليل الأساسي أو الفني وحده.

إذ يمكن تطبيق التحليل الفني على أي ورقة مالية عند وجود بيانات تداول سابقة. وهذا يشمل الأسهم والعقود الآجلة والسلع والدخل الثابت والعملات والأوراق المالية الأخرى. في الواقع، يعتبر التحليل الفني أكثر انتشارًا في أسواق السلع والعملات الأجنبية، إذ يركز المتداولون على تحركات الأسعار على المدى القصير.

يحاول التحليل الفني التنبؤ بحركة السعر لأي أداة قابلة للتداول من شأنها أن تخضع لقوى العرض والطلب. بينما يرى البعض أن التحليل الفني مجرد دراسة لقوى العرض والطلب نفسها التي تنعكس في تقلبات أسعار الأوراق المالية. يشيع التحليل الفني عند تناول تغيرات الأسعار، لكنّ بعض المحللين يتتبعون أرقامًا أخرى غير السعر، مثل حجم التداول أو أرقام الفائدة المفتوحة (open interest).

ما هي الفائدة المفتوحة؟

هي إجمالي عدد العقود المعلقة التي يحتفظ بها المشاركون في السوق في نهاية كل يوم. تقيس الفائدة المفتوحة المستوى الإجمالي للنشاط في سوق العقود الآجلة (futures market).

للتوضيح: إذا اتخذ كلا طرفي المعاملة مركزًا جديدًا كأن نحصل على مشتر جديد وبائع جديد، فستزيد الفائدة المفتوحة بعقد واحد. وإذا أغلق كلا الطرفين مركزًا قائمًا أو قديمًا كأن يتخلي المشتري عن مركزه والبائع عن مركزه سواء بإتمام العقد أو فسخه، فإن الفائدة المفتوحة ستنخفض بعقد واحد. أما إذا نقل أحد المتداولين القدامى مركزه إلى متداول جديد كأن يصبح المشتري جديدًا ويظل البائع القديم نفسه، فلن تتغير الفائدة المفتوحة[2].

فيم تستخدم الفائدة المفتوحة؟

يمكن الاستعانة بالفائدة المفتوحة لتحليل اتجاهات السوق وتحديد ما إذا كان الاتجاه سيواصل مساره، ولنفترض أننا نملك اتجاهًا صاعدًا أو هابطًا، فهذا يعني أن لدينا 4 حالات ممكنة:

1- تعني زيادة حجم التداول والفائدة المفتوحة معًا استقرار الزخم في السوق، وعليه استمرار السهم في نفس الاتجاه.

2- تُنبيء زيادة حجم التداول مع انخفاض الفائدة المفتوحة بتخلي المشاركين في السوق عن مواقعهم في العقود. وأن الاتجاه يفقد زخمه وقد يعكس مساره.

3- في حالة انخفاض حجم التداول مع زيادة الفائدة المفتوحة، قد ينعكس الاتجاه. نظرًا لوجود مشترين أقل، مما يؤدي إلى انخفاض زخم الاتجاه.

4-في حالة انخفاض كل من حجم التداول والفائدة المفتوحة، ينخفض الزخم سريعًا ولا بد للاتجاه أن يعكس مساره.

مؤشرات التحليل الفني

في مختلف الأسواق، طوّر الباحثون الأنماط والإشارات لدعم التداول استنادًا إلى التحليل الفني. طوّر المحللون الفنيون أيضًا أنواعًا عديدة من أنظمة التداول لمساعدتهم على التنبؤ بحركات الأسعار والتداول عليها. تركز بعض المؤشرات على نحو أساسي على تحديد اتجاه السوق الحالي، بما في ذلك مناطق الدعم (support) والمقاومة (resistance). بينما يركز البعض الآخر على تحديد قوة الاتجاه واحتمالية استمراره. تشمل المؤشرات الفنية وأنماط الرسوم البيانية شائعة الاستخدام كل من خطوط الاتجاه والقنوات والمتوسطات المتحركة ومؤشرات الزخم. وعمومًا، يتبنى المحللون الفنيون الأنواع التالية من المؤشرات:

  •  اتجاهات الأسعار (Price trends).
  •  أنماط الرسم البياني (Chart patterns).
  •  مؤشرات الحجم والزخم (Volume and momentum).
  •  المذبذبات (Oscillators).
  •  المتوسطات المتحركة (Moving averages).
  • مستويات الدعم والمقاومة (Support and resistance).

التراكبات

تسمح تراكبات الرسم البياني (overlays) بتركيب بعض الدراسات الفنية على الرسم البياني، ووضع مخطط ورقة مالية أخرى أو مؤشر إضافي. يتيح ذلك معرفة كيفية ارتباط حركة التراكب بحركة سعر الورقة المالية [3].

ويجد بعض المتداولين في المخططات مؤشرًا مبكرًا على تغير اتجاهات الأسعار. وقد تشكل هذه المعلومات جزءًا ليس بقليل من قرار الشراء إذا اتخذ الاتجاه منحى تصاعديًا، أو الخروج من السهم إذا أشار المخطط إلى اتجاه هابط. كما يمكن أن تساعد المقارنة بورقة مالية مغايرة على توضيح أداء السهم بالنسبة للسوق في فترة بعينها.

المذبذبات

تساعد المذبذبات (oscillators) على تحديد النقاط المحورية للسوق أو مناطق الانعكاس المحتملة. وتشغل هذه المؤشرات النطاقات بين قيمتين متطرفتين تشيران إلى مناطق ذروة الشراء وذروة البيع. عندما يكون المذبذب في منطقة ذروة الشراء، يعني هذا أن قوة الحركة قد تراجعت ومن المرجح حدوث انعكاس نحو الأسفل. تبعًا لذلك، يوحي وجود المذبذب في منطقة ذروة البيع بخوار قوة المستثمرين وأنه من المرجح انعكاس الاتجاه [3]. يعتمد التداول باستخدام المذبذبات على مبدأ التكرار: بعد الوصول إلى قيمة حديّة، يعود المذبذب دائما إلى قراءته المركزية.

نظرية داو في التحليل الفني

يسعى التحليل الفني إلى فهم معنويات السوق بناءً على اتجاهات الأسعار. ويعتمد على الأنماط المتشابهة والاتجاهات بدلاً من تحليل السمات الأساسية للأوراق المالية. وقد أصدر تشارلز داو سلسلة من المقالات تناقش نظرية التحليل الفني. واليوم يسير المحللون الفنيون على خطاه.

حركة السعر تشمل كل شئ 

يعني هذا المبدأ أننا نجد كل العوامل التي تؤثر على حركة السوق مرتكزة في حركة السعر. فحركة السعر تلخص التغيرات الاقتصادية والسياسية وتغنينا دراستها عن متابعة كل شاردة وواردة في العالم.

لن نستطيع التنبؤ بكل خبر ذي تأثير ولكن نستطيع استنتاجه. فإذا قرر أحد المسئولين مثلًا شراء عدد كبير من أسهم شركة المصرية للاتصالات فى البورصة، فالمحلل الأساسي لا يمكنه متابعة أو التنبؤ بمثل هذا الحدث. بينما المحلل الفني يمكنه ملاحظة وجود عمليات شراء على سهم الشركة من خلال متابعة الرسوم البيانية بغض النظر عن الشاري.

 الاتجاه صديق المستثمر | The trend is your friend

 الأسعار تتحرك في اتجاهات 

يعني هذا المبدأ أن الأسعار تميل للتحرك في اتجاهات معينة وتستمر لفترة قبل أن تتغير. ليس الأمر غريبًا، فالدورات الاقتصادية تستمر وقتًا طويلًا، ما بين الانتعاش والكساد. لذلك تمتد الاتجاهات السعرية لفترات طويلة في أغلب الحالات. يتلخص دور المحلل الفني دائمًا فى التعرف على الاتجاه الحالي للسوق ومن ثم الاستثمار فى هذا الاتجاه. 

التاريخ يعيد نفسه 

تجذب أسواق المال المستثمرين من جميع الفئات، ويقودهم الأمل تارة والطمع تارة، مُحمّلين بنفس الرجاء ومشاعر الخوف من الخسارة. وتلك المشاعر من طمع وخوف تترجم في هيئة رسم البياني ونماذج يمكن تصنيفها والتعرف عليها، وتتكرر هذه المشاعر في فئات البشر على اختلافهم مع مرور الوقت. وبما أن سلوك المستثمرين الماضي لم تنتفي أسبابه، وحيث أن تصرفاتنا ومشاعرنا تتولد بنسب متشابهة، فإن النماذج الفنية القديمة قد تصف وضعًا حاليًا أو مستقبليًا بدقة.

أصبح التحليل الفني اليوم جزءًا لا يتجزأ من القرارات المصيرية في سوق الأسهم. ويستخدم المستثمرون نفس الأدوات تقريبًا ويكوّنون نفس الانطباعات بذات المفاهيم. ولكن في محاولاتهم الدؤوبة لتأمين أنفسهم، وبينما يغرقون بين شقيّ رحى العرض والطلب، قد تثبت الأسعار بدلًا من التحرك في اتجاهها المتوقع.

المصادر

1-Investopedia

2-The Economic Times

3-Investopedia

ما هو تحليل الأسهم؟

هذه المقالة هي الجزء 3 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

تحليل الأسهم هو تقييم لأداة تداول معينة أو ناحية استثمار أو حتى السوق نفسه ككل.  يحاول محللو الأسهم تحديد النشاط المستقبلي لأداة الاستثمار موضع الاهتمام أو للسوق بأكمله [1].

ما أهمية تحليل الأسهم؟

إجراء بحث قبل الشروع في الاستثمار أمر لا بد منه. إذ لا يمكنك وضع افتراضات عن قيمة الاستثمار وأدائه المستقبلي إلا بعد إجراء بحث شامل. حتى إذا كنت تتبع نصائح التداول الشائعة بحذافيرها فمن الضروري البحث وتحليل المعطيات، فقط للتأكد من أنك تستثمر في الاتجاه الصحيح ومن ثم تنتظر العوائد بشيء من الطمأنينة.

تخيل نفسك قبل شراء أي شيء سواء كانت سيارة أو هاتف، ألا تقوم بإجراء قدر من البحث حول أدائه وجودته؟ الاستثمار ليس استثناءً للقاعدة. إن ما توشك على الاستثمار فيه هو أموالك التي تكبدت فيها الكثير، لذلك يجب أن تمتلك معرفة معقولة بناحية الاستثمار التي اخترتها [5]. فتحليل الأسهم هو وسيلة للمستثمرين والمتداولين لاتخاذ قرارات البيع والشراء. من خلال دراسة وتقييم البيانات السابقة والحالية، يبحث المستثمرون والمتداولون عن أفضلية في الأسواق نتيجة اتخاذ قرارات مدروسة بعناية [1]. وهناك نوعان رئيسيان من تحليل الأسهم التحليل الأساسي (fundamental analysis) والتحليل الفني (technical analysis).

التحليل الأساسي

يركز التحليل الأساسي على البيانات من مصادرها، بما فيها السجلات المالية والتقارير الاقتصادية وأصول الشركة وحصة السوق.  لإجراء تحليل أساسي على شركة أو قطاع عام، يحلل المستثمرون المقاييس المتضمَّنة في البيانات المالية للشركة – الميزانية العمومية (balance sheet) وبيان الدخل وبيان التدفق النقدي وحتى الحواشي.

كما يتم تحليل تقرير الأرباح (earnings report) الصادر عن الشركة خلال البيان الذي يستعرض أرباحها ربع السنوية (quarterly earnings)، ما يتحرق المستثمرون شوقًا إليه للتأكد من مقدار الإيرادات والمصروفات والأرباح التي حققتها الشركة. عند إجراء تحليل الأسهم على البيانات المالية لشركة ما، يتحقق المحلل عادة من نسب ربحية الشركة، والسيولة، والقدرة على الوفاء بالديون، والكفاءة، ومسار النمو، والفاعلية المالية.  

النسبة الحالية والنسبة السريعة

تُستخدم النسبتان الحالية (current ratio) والسريعة (quick ratio) لتقدير ما إذا كانت الشركة قادرة على سداد التزاماتها قصيرة الأجل بأصولها الحالية المتاحة.  تُحسب معادلة النسبة الحالية بقسمة الأصول المتداولة على الخصوم المتداولة، والأرقام التي يمكن الحصول عليها من الميزانية العمومية.  على الرغم من أنه لا يوجد شيء يسمى نسبة حالية مثالية، إلا أن النسبة الأقل من 1 يمكن أن توحي لمحلل الأسهم بأن شركة في حالة مالية سيئة وقد لا تكون قادرة على تغطية التزامات الديون قصيرة الأجل عند استحقاقها.

فتصبح النسبة الحالية هي المستخدمة من قبل كيانات الشركات لاختبار قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الأجل، أي خلال سنة واحدة. أما النسبة السريعة فتعد مقياسًا لكفاءة الشركة في الوفاء بالتزاماتها المالية الحالية، مع أصولها السريعة، أي الأصول التي يمكن تحويلها بسهولة إلى نقد في مدة قصيرة[3].

ما هو دور المحلل؟

بالعودة إلى الميزانية العمومية، قد يرغب محلل الأسهم في معرفة مستويات الديون الحالية على عاتق الشركة. في هذه الحالة، قد يستخدم محلل الأسهم نسبة الديون، والتي يتم حسابها بقسمة إجمالي المطلوبات على إجمالي الأصول.  عادةً ما تعني نسبة الدين الأعلى من 1 أن الشركة لديها ديون أكثر من الأصول. إذا كانت الشركة حينئذ تتمتع بدرجة عالية من النفوذ، فقد يستنتج محلل الأسهم أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يزيد من احتمالية تعثر الشركة في السداد.

على المحلل أيضًا أن يعي قرارات البنك المركزي وتأثيرها. فالعلاقة بين سوق الأسهم والفائدة عكسية نوعًا ما. إذ يؤدي الارتفاع العام في أسعار الفائدة إلى الإضرار بأداء الأسهم. فيرى الأفراد عائدًا أعلى على مدخراتهم عند التعامل مع الأصول محدودة المخاطرة كالسندات أو شهادات الإيداع ما يضعف شهية الاستثمار في الأسهم ويؤدي إلى انخفاض الطلب عليها.

كما يتضمن تحليل الأسهم مقارنة البيانات المالية الحالية للشركة ببياناتها المالية في السنوات السابقة لإعطاء المستثمر فكرة عما إذا كانت الشركة في حالة نمو أم استقرار أم تدهور.  يمكن أيضًا مقارنة البيانات المالية للشركة مع تلك الخاصة بشركة واحدة أو أكثر في نفس المجال.  قد يتطلع محلل الأسهم إلى مقارنة هامش الربح التشغيلي (operating profit margin) لشركتين متنافستين، من خلال النظر في بيانات الدخل الخاصة بهما.

 هامش الربح التشغيلي

 هو مصطلح يشير إلى نسبة الربح المحقق من المبيعات بعد طرح تكاليف الإنتاج المتغيرة، مثل الأجور والمواد الخام، ودون طرح الفوائد والضرائب. يوضح مقدار الإيرادات المتبقية بعد دفع مصاريف التشغيل ويخبرنا بالجزء المتبقي من الإيرادات لتغطية التكاليف غير التشغيلية. يُحسب من طريق قسمة الإيرادات التشغيلية على مجموع الإيرادات. يُنظر إلى شركة بهامش تشغيلي 0.30 على نحو أفضل من أخرى بهامش 0.03.  يعني هامش التشغيل 0.30 أنه مقابل كل دولار من الإيرادات، يتبقى لدى الشركة 30 سنتًا بعد تغطية تكاليف التشغيل.  بمعنى آخر، تستخدم الشركة 70 سنتًا من كل دولار في صافي مبيعاتها لدفع تكاليفها المتغيرة أو التشغيلية[4].

التحليل الفني

يركز التحليل الفني على دراسة حركة السعر الماضي والحاضر للسهم للتنبؤ باحتمالية تحركات الأسعار في المستقبل.  يقوم المحللون الفنيون بتحليل السوق المالي ككل ويهتمون بشكل أساسي بالسعر والكثافة، بالإضافة إلى عوامل العرض والطلب التي تحرك السوق.  الرسوم البيانية هي أداة رئيسية للمحللين الفنيين لأنها تعرض رسمًا توضيحيًا لاتجاه السهم خلال فترة زمنية محددة. باستخدام الرسم البياني مثلًا، قد يحدد المحلل الفني مناطق معينة كمستوى دعم (support) يقع أدنى حركة السعر ويرتد منه السعر صعودًا أو مقاومة (resistance) يقع أعلى حركة السعر ويرتد منها السعر هبوطًا بعد حركة صعود سابقة.

أثناء حركة الأسعار تتكون القمم والقيعان نتيجة لتبادل المشترين والبائعين السيطرة على السوق. وببساطة يمكن القول أن كل قاع سابق هو دعم من المتوقع أن يرتد منه السعر بالصعود، وكل قمة سابقة هي مقاومة من المتوقع أن يرتد منها السعر بالهبوط[2].

لا يكون التحليل الفني للأسهم فعالاً إلا عندما تؤثر قوى العرض والطلب تحديدًا على اتجاه السعر الذي تم تحليله.  عندما تكون العوامل الخارجية داخلة في حركة الأسعار، قد لا ينجح تحليل الأسهم باستخدام التحليل الفني.  تشمل الأمثلة على تلك العوامل الخارجية: تجزئة الأسهم (stock splits)، وعمليات الدمج (mergers)، وإعلانات توزيعات الأرباح، وإقامة الدعوى الجماعية، وموت المدير التنفيذي للشركة، وشن هجوم إرهابي، واكتشاف فضائح محاسبية، وتغيير الإدارة، وتغييرات السياسة النقدية، إلى آخره من الأحداث.

يمكن إجراء كل من التحليل الأساسي والفني على نحو مستقل وقد يستخدم بعض المحللين كلتا الطريقتين معًا. يعد استخدام تحليل الأسهم عمومًا لدراسة الأسواق طريقة ممتازة ومُحققة لوضع أفضل استراتيجية استثمار لمحفظتك.

المصادر

1-Investopedia
2- Fidelity Investments
3-GoCardless
4-Investopedia
5-Cleartax

Exit mobile version