ما هو الاقتصاد السياسي وما هي الرأسمالية؟

عرِّف الاقتصاد السياسي بأنه أساس تطور المجتمع. وهذا الأساس معني بإنتاج الخيرات المادية وأسلوب الإنتاج بالإضافة إلى دراسة العلاقات بين الناس في سياق الإنتاج ودراسة البناء التحتي في المجتمع. ولقد استخدم «آدم سميث-Adam Smith» مصطلح الاقتصاد السياسي للدلالة على ما يدعى اليوم “علم الاقتصاد”. [1] وهناك نوعان من القوانين الاقتصادية لتطور المجتمع.

1. القوانين الاقتصادية الموضوعية

هي أساس تطور النظام الاقتصادي للمجتمع، وهي التي تحدد العلاقات في ميدان الإنتاج، والتوزيع، والتبادل، والاستهلاك. وتختص في كونها قصيرة الأمد نسبياً، وتفعل فعلها في سياق مرحلة تاريخية معينة على عكس قوانين الطبيعة. ومع الانتقال من تشكيل اجتماعي إلى آخر، يتوقف فعل علاقات الإنتاج القديمة، وتنبثق علاقات جديدة. وهذا ما يفسر زوال تلك القوانين الاقتصادية من المسرح التاريخي، وظهور قوانين اقتصادية جديدة مكانها.

2. قوانين الطبيعة والمجتمع

تتسم هذه القوانين بسمة مشتركة، فهي ذات طابع موضوعي؛ أي انها تنشأ وتعمل بصورة مستقلة عن معرفتنا لها وعن رغبتنا في أن يعمل هذا القانون أو ذاك. هذا يعني أن الناس لا يستطيعون تعديل هذه القوانين أو إبطالها أو صنع قوانين جديدة، إنما يستطيعون فقط اكتشافها والتصرف انطلاقاً من فهمها واستخدامها في صالح المجتمع. إن البلدان الاشتراكية مثلاً، بمعرفتها لقانون التطابق بين علاقات الإنتاج والقوى المنتجة، أطاحت بسلطة المستثمرين واخذت تبني مجتمعاً جديداً بقيادة الأحزاب الشيوعية والعمالية بالتحالف مع الفلاحين.

نشأة النظرية الرأسمالية

حلّت الرأسمالية محل الإقطاعية كنظام اقتصادي ونمط إنتاج في بعض أنحاء أوربا الغربية بين عامي 1400-1900. وتطورت الرأسمالية عبر ثلاث مراحل كبرى، هي الرأسمالية التجارية، والرأسمالية الصناعية، والرأسمالية المالية.

الرأسمالية التجارية

ارتبط ظهور الرأسمالية بحركة الاكتشافات الجغرافية في القرن ال16، التي فتحت طرقاً تجارية جديدة أمام التجار الأوروبيين، وفرصاً لتحقيق الأرباح من خلال استقدام السلع المتنوعة ومراكمة الثروات.

الرأسمالية الصناعية

المحطة الثانية لتطور الرأسمالية في القرن ال18 اندلعت بظهور المصانع نتيجة للثورة الصناعية التي بدأت في إنجلترا. حيث اكتشفت تقنيات جديدة للإنتاج (كالمحرك البخاري وآلة الغزل)، وانتشرت هذه التقنيات في بقية أرجاء أوروبا.

وأدى ظهور المصانع في أوروبا إلى بروز طبقة جديدة في المجتمع هي البورجوازية، وقد لعبت دوراً هاماً في تطوير الإنتاج الصناعي والترويج للأفكار الرأسمالية وإحداث قطيعة مع النظام الإقطاعي السائد من قبل.

الرأسمالية المالية

دخلت الرأسمالية مرحلتها الثالثة مع نهاية القرن ال19، وتوصف هذه المرحلة بأنها مرحلة الرأسمالية المالية. وقد عرفت هذه المرحلة ظهور المؤسسات المصرفية العالمية الكبرى، والشركات القابضة. وانتعشت أسواق الأوراق المالية، ووقعت الشركات الصناعية تحت هيمنة القطاع المصرفي.[2]

أساليب الإنتاج قبل الرأسمالية

أسلوب الإنتاج المشاعي البدائي

 عرفت عملية الإنتاج البدائي بتدني و انخفاض مستوى قوى الإنتاج و كذلك أدوات العمل. و كانت تلك هي السمة الغالبة لعملية الإنتاج البدائي، و لهذا السبب؛ سعى الإنسان في صراعه المستمر مع الطبيعة إلى تطوير وسائل العمل. و قد استلزمت هده العملية آلاف السنين، وكانت الخطوة التالية في تطور القوى المنتجة نشوء الزراعة.[3]

أسلوب الإنتاج القائم على الرق

الرق هو أول أشكال الاستثمار في التاريخ وأشدها قسوة، فنظام العبودية أو الرق؛ هو امتلاك الإنسان للإنسان، فيكون الرقيق مملوكًا لسيده. وكانوا يباعون في أسواق النخاسة أو يشتَرون في تجارة الرقيق بعد اختطافهم من مواطنهم. ومن الجدير ذكره أن ممارسة العبودية ترجع لأزمان ما قبل التاريخ، حين تطورت الزراعة؛ فكانت الحاجة ماسة لأيدٍ عاملة. لجأت المجتمعات البدائية للعبيد لتأدية أعمال تخصصية. وكان العبيد يؤسرون خلال الغارات على مواطنهم أو تسديداً لدين. [4]

أسلوب الإنتاج الإقطاعي

وجد النظام الإقطاعي في جميع البلدان تقريباً ولكن بخصائص مختلفة. فاتسع الإنتاج البسيط في عهد الإقطاعية، ولكن هذا الانتاج في البداية كان يرتكز على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وعلى العمل الفردي. حيث احتدمت المنافسة بين منتجي البضائع، وأخذت تقسمهم إلى فقراء وأغنياء سواء في المدينة أو في القرية. ومع اتساع السوق، شرع منتج البضائع بأن يستأجر الفلاحين والحرفيين ممن حل بهم الخراب.

المراجع:

  1. political-encyclopedia.org
  2. www.aljazeera.net
  3. www.syr-res.com
  4. www.hindawi.org

كيف ظهرت قوانين الملكية الفكرية ولماذا؟

يسعى قانون الملكية الفكرية لتشكيل ضمان يحمي حقوق المؤلف أو المخترع لمنع أي شخص آخر من استغلال عمله دون الحصول على إذن مسبق منه. وله دور هام في التحفيز على الابتكار في شتى المجالات. وتكون حقوق الملكية مؤقتة في أغلب الأحيان، وتنقسم إلى فئتين:

  1. الحقوق المتعلقة بالملكية الأدبية والفنية.
  2. الحقوق المتعلقة بالملكية الصناعية.

نشأة الملكية الفكرية وتطورها عبر التاريخ

إن أول ظهور لقانون الملكية الفكرية حسب الاعتقاد الشائع كان مرتبطاً باختراع الأحرف المطبعية والآلة الطابعة في العام 1440 على يد المخترع «يوهانس جوتنبيرج-Johannes Gutenberg». وقد ساهم هذا الاختراع في انتشار الكتب والمؤلفات المطبوعة بشكل كبير. وأصبح من السهل على الناس نشر الكتب إن كانت من تأليفهم أو تأليف غيرهم. مما جعل الكثير من المؤلفين يفكرون بطريقة تحمي حقوقهم من الضياع وتمكنهم من الاستفادة المادية منها، فظهرت فكرة المؤلف بمعناها المحدود. [1]

ثم بدأ نظام الملكية الفكرية بالتطور، وفي العام 1624 بدأت إنجلترا بالانطلاق نحو حماية الملكية الفكرية بما يسمى «التشريع الإنجليزي للاحتكار». حيث كان الهدف منه تشجيع الحرفيين الأجانب على إقامة مشاريع لهم في بريطانيا.

استمر هذا التشريع حتى 1977، عندما تبنت بريطانيا معايير اتفاقية البراءات الأوروبية. ومن القوانين البارزة التي صدرت أيضاً في بريطانيا قانون المؤلف البريطاني والذي صدر في عام 1710، وسمى آنذاك بتشريع (الملكة آن). هذا التشريع منع طباعة الكتب أو إعادة نشرها دون إذن أصحابها وذلك لتشجيعهم على التأليف. [2]

أنواع الملكية الفكرية

هناك أنواع مختلفة من الملكية الفكرية مثل:

  • حق المؤلف: هو المفهوم القانوني المستخدم في وصف الحقوق الخاصة بالمبدعين، والمرتبطة مع مصنفاتهم ومؤلفاتهم الفنية والأدبية. وتقسم إلى عدة انواع وهي: الأفلام، وأعمال النحت، واللوحات، والأعمال الموسيقية، والكتب، كما تتضمن الرسوم التقنية، والبرامج الحاسوبية، وقواعد البيانات.
  • البراءات: هي حقوق تمنح ضمن اختراعات معينة، وتكفل لأصحابها البت في كيفية استخدام الأشخاص الآخرين لها. ومقابل الحصول على هذه الحقوق يوفر صاحب براءة الاختراع للأفراد معلومات ذات طبيعة تقنية عن اختراعه.
  • العلامات التجارية: هي إشارات أو رموز تستخدم لتمييز الخدمات أو السلع الخاصة بمنشأة معينة عن غيرها من الخدمات أو السلع الأخرى التي تتبع لمنشآت ذات طبيعة عمل مشابهة. ويعود استخدام مصطلح العلامات التجارية إلى العصور القديمة لأن الأفراد العاملين في الحرف كانوا يكتبون العلامات الخاصة بهم أو توقيعاتهم على منتجاتهم الحرفية. [3]
  • التصاميم الصناعية: هي المظهر أو الشكل أو الزخرفي المستخدم مع قطعة مصنوعة من شيء ما. ومن الممكن أن يكون التصميم الصناعي عبارة عن مجسم (عنصر ثلاثي الأبعاد كأشكال القطع، أو عنصر ثنائية الأبعاد مثل الألوان أو الخطوط أو الرسومات).
  • المؤشرات الجغرافية: هي نوع من أنواع الإشارات التي تشمل أيضاً ما يعرف بتسميات المنشأ، أو خصائص من الممكن ربطها أساساً مع مكان إنشائها، أو نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وهي أنظمة تقوم بإنشاء وإدارة وتحليل ورسم الخرائط لجميع أنواع البيانات. [4]

أهم الاتفاقيات والمنظمات العالمية الحامية للملكية الفكرية

  • اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية:
    بدأت هذه الاتفاقية بانضمام 14 دولة في عام 1883. وقد تم تعديلها عدة مرات في سنوات مختلفة كان آخرها عام 1967. تحول لاحقاً اسمها إلى اتحاد باريس، وقد بلغ عدد أعضائها 169 دولة في عام 2005. وكان الهدف الرئيسي منها هو منح الحماية والحقوق بخصوص الملكية الصناعية لجميع أفراد الدول الأعضاء ودون تمييز وهو ما سمي بمبدأ الحماية الوطنية. [5]
  • اتفاقية بيرن لحماية الأعمال الأدبية والفنية:
    أقرت هذه الاتفاقية عام 1886. وقد عدلت عدة مرات وتحول اسمها أيضاً إلى اتحاد بيرن. وبلغ عدد أعضائها في عام 2005 (160) دولة. وتعتبر العمود الأساس في حماية الأعمال الفنية والأدبية مثل الأعمال الموسيقية والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والروايات والقصائد. وقد عملت هذه الاتفاقية بمبدأ المعاملة الوطنية وهو نفس المبدأ في اتفاقية باريس. كما لديها مبدأ الحماية الآلية أيضًا حيث تعتبر الأعمال محمية مباشرة بعد ظهورها ولا تحتاج إلى تسجيل. ولقد حددت الاتفاقية فترة الحماية بـ 50 عام من تاريخ وفاة صاحب العمل. إلا إذا كان صاحب العمل مجهول الهوية، فإنها تحظى بحماية لمدة 25 عاماً من تاريخ نشرها.

المصادر:

  1. www.greelane.com
  2. www.ar.celeb-true.com
  3. www.bel3arabi.me
  4. www.fdiintelligence.com
  5. www.wipo.int

ما هو القانون الدولي وكيف بدأت العلاقات الدبلوماسية؟

القانون الدولي

عرف القانون الدولي على أنه وسيلة لربط البلدان وحل النزاعات عن طريق الحوار والتفاوض بدلًا من الحرب. ولضمان حماية وسير المصالح بين الدول. وللقانون الدولي نوعان من المصادر؛ أصلية وثانوية. المصادر الأصلية هي التي يرجع إليها لاكتشاف القواعد القانونية وتحديد مضمونها. على عكس المصادر الثانوية التي لا تنشئ قوانين دولية بل يستعان بها للدلالة على وجود إحدى قواعد القانون الدولي ولمعرفة طريقة تطبيقها.

المصادر الأصلية

  • الاتفاقيات الدولية العامة والخاصة التي تضع قواعد معترفاً بها صراحةً من جانب الدول المتنازعة.
  • العرف الدولي المعتبربمثابة قانون دل عليه تواتر الاستعمال.[1]
  • التشريعات الداخلية والمقصود منها هو المبادئ العامة للقانون الداخلي التي يمكن تطبيقها على النطاق الدولي عند عدم وجود مصدر قانوني آخر.

المصادر الثانوية أو الاستدلالية

  • اجتهاد المحاكم مثل محكمة العدل الدولية ومحكمة التحكيم الدولية الدائمة وهي المصدر الاستدلالي الأول للقانون الدولي.
  • الاتفاقيات الثنائية التي تبرم بين دولتين لا أثر لها في خلق قواعد عامة تحكم العلاقات الدبلوماسية. وسبب ذلك راجع إلى نوع هذه الاتفاقيات والغرض الذي تقوم من أجله كتقرير تبادل التمثيل الدبلوماسي بين دولتين. وعلى هذا، فإن الاتفاقيات الثنائية لا ترسم إلا البنود العريضة للعلاقات الدبلوماسية بين دولتين. ولا يجوز التمسك بها في العلاقات مع الدول الأخرى التي ليس طرفاً فيها.

المعاهدات الدولية

أدت النزاعات الطائفية على مدى التاريخ إلى الحروب. وإحدى أشرس هذه الحروب هي حرب الثلاثين عاماً. حيث كانت الإمبراطورية الرومانية أهم أطرافها، وبين الدول الأوربية نتيجة للخلافات الدينية بين مؤيدي الكنيسة ومناهضيها ولأسباب سياسية أخرى. واستخدمت فيها جيوشاً من المرتزقة أدت الى جرائم حرب فادحة.

تعتبر «معاهدة وستفالية-«Treaty of Westphalia الموقعة عام 1648 نقطة الانطلاق في تاريخ القانون الدولي بالنسبة لموضعه الحالي. فقد اختتمت بها حرب الثلاثين عاماً. وكان الهدف منها تسوية النزاعات بشكل عام والنزاعات الدينية بشكل خاص. وقد تعهد ملوك السويد وفرنسا بضمان شروط هذه المعاهدة. [2]

غير أن هذا لا يعني أن الاتفاقات الدولية لم يكن لها وجود قبل ذلك التاريخ. فبعضها ذات صفة عارضة، لا يحكمها سوى بضعة قواعد عرفية نتيجة التقاليد. والبعض الآخر لاعتبارات دينية أو فلسفية، مما يجعلها تختلف في أسسها عن مبادئ القانون الدولي المعروف حالياً.

أقدم سوابق الحد من استخدام أسلحة الدمار الشامل

كان استخدام الفيلة في الجيوش الرومانية إما ممنوعاً أو غير مشجع عليه. ولذلك عقدت «معاهدة أفاميا-Treaty of Apamea» عام 188 ق.م التي أنهت الحرب بين روما والمملكة السلوقية في سورية. وأجبر الرومان الملك السلوقي (أنطيوخوس الثالث) على تدمير قوته الأساسية وهي الفيلة. ويمكن اعتبار هذا الشرط من أقدم المحاولات القانونية للحد من استعمال أسلحة الدمار الشامل في الحروب. حيث كان استخدمت الفيلة في الحروب كسلاح تدميري فتاك. [3]

العلاقات الدبلوماسية في عهدها الأول

كانت العلاقات الدولية في العصور القديمة ضيقة ومحدودة لا تتعدى الشعوب المتجاورة. وكان موضوعها في أغلب الأحيان عن الحروب التي شنتها هذه الشعوب على بعضها، وما تتضمنه من تحالف سابق أو صلح لاحق.

الشعوب الآسيوية والإفريقية

وجدت في العصور القديمة علاقات دولية قوية بين الشعوب الآسيوية والإفريقية كشفت عنها آثار بابل وآشور ومصر والصين والهند. فلقد أبرم حاكم مصر رمسيس الثاني معاهدة مع خاتوسل ملك الحيثين عام 1278ق.م من أجل إقامة سلام وتحالف دائم بينهما.[4]

اليونان

كانت مدن اليونان القديمة الوحدات السياسية المتعاملة مع بعضها، وشهدت هذه المدن أنظمة حكم وفلسفات مختلفة. ومرت بثلاثة مراحل، تمثلت المرحلة الأولى في حملة الأعلام البيضاء حيث أصبغت على هؤلاء سلطة شبه دينية. ووضعوا تحت حماية الإله هرمس. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الخطباء وهي مستوى أعلى من مستوى الأعلام البيضاء. وكان اختيار المبعوثين يتم من بين الحكماء والفلاسفة. أما المرحلة الثالثة فكانت مرحلة ازدهار نظام الدولة المدنية. [5]

الرومان

اعتمدت الإمبراطورية الرومانية على مبدأ السيطرة واخضاع شعوب المناطق الأخرى وفرض سلطانها عليهم. وبالرغم من ذلك، ظهر بها مجموعة من القواعد القانونية التي تحكم العلاقات التي تنشأ بين الرعايا الرومان وبين رعايا الشعوب التابعة لروما لضمان حمايتهم ومنع استرقاقهم على عكس الشعوب والقبائل الأخرى.

المراجع

  1. المركز الديمقراطي العربي 2016
  2. شبكة الجزيرة الإعلامية 2017
  3. History world
  4. Oxford University press
  5. المركز الديمقراطي العربي

القوانين القديمة وفجر الضمير البشري

أين وجد أقدم تدوين للقانون؟

على الرغم من اكتشاف الآلاف من الألواح المسمارية في مواقع عديدة من الشرق القديم، لم يعثر حتى الآن على «مدونة قانونية-law code».
على غرار المدونات القانونية المكتشفة في بلاد ما بين النهرين (مدونات أور نمو وليبت عشتار وحمورابي). وينطبق ذلك على الأرشيفات السورية القديمة، كأرشيفات (ممالك ماري وأوغاريت وألالاخ) أو غيرها من الأرشيفات التي تحتوي على مجموعات خاصة أو قليلة من القوانين. [1]

وقد تم اكتشاف أقدم مدونة في العالم في الأرشيف الملكي الإيبلائي والتي تعود إلى حوالي عام 2400 ق.م. احتوت المدونة على حالات وتطبيقات من «قانون الدعوى أو السوابق القضائية -Case Law » بالإضافة لوجود قواعد قانونية تسجل القانون العام في المملكة. [2]

وذكرت البعثة الأثرية الإيطالية وعلى رأسها «باولو ماتييه-Paolo Matthiae» أن أهم ما وجد في أرشيف إيبلا هي النصوص التاريخية والنصوص القانونية. حيث يوجد في الأرشيف بعض المعاهدات الدولية وعقود البيع والشراء. [3]

الوثائق القانونية في ممالك سورية القديمة

تعددت الآثار المادية القانونية المكتشفة في سورية القديمة، لأنها كانت موضع أقدم تدوين للقانون في التاريخ المكتوب. ومن الجدير بالذكر أنه قد تم نشر أقدم لوح مسماري قانوني سوري في عام1897 م [4]. كما تدل الوثائق على أن أقدم دليل على وجود مدارس للقانون قد عثر عليه في إيبلا من الألف الثالث ق.م. حيث سمح للنساء أيضاً بالدخول إلى هذه المدارس، وكانت العدالة محط اهتمام الحاكم والمحكومين على حد سواء. وقد ورد في أحد رسائل مملكة ماري الموجهة لملكها أن “الحكم السعيد يشتمل على أيام العدل والمساواة”. وكان ابتعاد الملك عن العدل كافياً لخلعه في مملكة أوغاريت. [5]

الآثار المادية القانونية

الأختام المنقوشة

يعد استخدام الأختام في الشرق القديم عميق الجذور. فقد استخدم الناس الأختام المسطحة في البداية، ثم انتقلوا إلى استخدام الأختام الأسطوانية في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد. وقد أدى الختم الغايات التي صنع من أجلها على مر الزمن وهي:

  • تمييز الملكية الشخصية والتعريف بالفرد أو المؤسسة
  • ختم الوثائق أو البضائع لضمان عدم العبث بها
  • ختم الاتفاقات بين الأفراد والمعاهدات بين الدول للتأكيد على شرعيتها، فكان استخدام الختم في هذا المجال بمثابة التوقيع. [6]

الكرات الطينية المختومة

أما الكرات الطينية فهي قطع صغيرة من الطين استخدمت كأختام للسلال والأواني والأوعية والجرار الفخارية. حيث يضغط مالك الآنية أو الوعاء بختمه على الطين الطري وبذلك يحمي ملكيته المودعة في المخزن من السرقة.

ويمكن اعتبار الكرات الطينية المختومة من أقدم الآثار المادية القانونية المكتشفة. فقد عثر على مئات من الكرات الطينية المختومة يعود تاريخها إلى أواخر الألف السابع قبل الميلاد (حوالي 6100ق.م). وتدل هذه الكرات على نظام متطور وقديم للإدارة. [7]

نبذة عن أقدم قوانين العالم القديم

قوانين مجتمع مصر القديمة ومحاكمة ماعت

تشير المخطوطات لدى قدماء المصريين على مدى أهمية النظام والقواعد الاجتماعية والقيم الأخلاقية العليا. ابتداء من قوى الطبيعة وحتى الشعائر التي على البشر أن يقيموها من أجل الآلهة. وإن أراد الملك حقاً أن يحافظ على التوازن، يكمن جوهر عمله أن يسعى ليعمل الناس بمقتضاها وأن يجعلهم يحترمونها. وتتضمن قوانين ماعت التي يعود تاريخها لحوالي 2500 قبل الميلاد على 42 قانوناً أشبه بالوصايا. يحاكم المتوفى بتلك الوصايا في محكمة العالم الآخر عما اقترفه من أعمال في حياته السابقة. القوانين تشير إلى الضوابط الأخلاقية واحترام الغير والرشوة والسرقة. وتعتبر نموذجاً لمحكمة مدنية لتحقيق الانضباط والعدل في المجتمع. [8]

قانون أور نمو أقدم القوانين في بلاد الرافدين

كان الملك السومري أور نمو مؤسس أول شريعة قانونية في التاريخ التي سبقت شريعة الملك البابلي حمورابي (2050-2100 ق.م).

لقد أدرك أور قوة المعتقدات الدينية في التأثير على السلوك الشخصي ولذا قدم قوانينه على أنها واردة من الآلهة. وقد تضمنت 57 قانوناً كتبت على ألواح من الطين، وتم اكتشاف العديد منها. وتمكن العلماء من إعادة صياغة وترجمة هذه القوانين، وكانت بدايتها بإقامة العدل والقضاء على الفساد. كما تضمنت أيضاً المسائل الاجتماعية والجنائية، كالطلاق والقتل والاغتصاب وفرض عليها العقوبات والغرامات بحسب كل جرم تم اقترافه. [9]

المصادر:

1. Raymond, Westbrook. Social Justice and Creative Jurisprudence in late Bronze Age Syria. 2001.

2. Stephanie, Dally. Mari and Karana- two old babylonian cities. 2002.

3. Akkermans (Peter), and other. Investigating the Early Pottery Neolithic of Northern Syria : New evidence from Tell Sabi Abyad. s.l. : American Jornal of Archaeology, 2006.

4. كونه (هارتموت). الأختام الأسطوانية قي سورية بين 3300-330 ق.م. [المترجمون] قاسم طوير علي أبو عساف. برلين : جامعة توبنغن, معهد اللغات الشرقية القديمة.

5. الفاروقي(حارث). المعجم القانوني. بيروت : مكتبة لبنان، 1982.

6. Bonneterre, (Daniel). The structure of violence in the kingdom of Mari. 1995. p. 15.

7. السواح (فراس). موسوعة تاريخ الاديان. . : دار علاء الدين للنشر والتوزيع، 2004.

8. Mark, Joshua J. https://www.worldhistory.org/Egyptian_Religion/. World History Encyclopedia. [Online] January 20, 2016.

9. —. https://www.worldhistory.org/Ur-Nammu/. World History Encyclopedia. [Online] June 16, 2014.

Exit mobile version