ما هو التحليل الأساسي للأسهم؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

التحليل الأساسي (Fundamental Analysis) هو طريقة لقياس القيمة الجوهرية للورقة المالية من خلال فحص العوامل الاقتصادية والمالية ذات الصلة. يدرس المحللون الأساسيون أي شيء يمكن أن يؤثر على قيمة الورقة من عوامل الاقتصاد الكلي مثل حالة الاقتصاد وظروف الصناعة، إلى عوامل الاقتصاد الجزئي مثل فعالية إدارة الشركة [1].

كيف يعمل التحليل الأساسي؟

الهدف النهائي هو الوصول إلى رقم يمكن للمستثمر مقارنته بالسعر الحالي للأوراق المالية، لمعرفة ما إذا كانت الورقة المالية مقيّمة بأقل من قيمتها الحقيقية أو بقيمة مبالغ فيها. عادة ما يدرس المحللون الحالة العامة للاقتصاد ثم قوة القطاع الصناعي التابعة له الورقة في السوق (مثال: سهم شركة نتفلكس في قطاع الترفيه) ومن ثم يركزون على الأداء الفردي للشركة للوصول إلى قيمة سوقية عادلة للسهم.

 يستخدم التحليل الأساسي البيانات المتوفرة للعامة لتقييم قيمة السهم أو أي نوع آخر من الأوراق المالية. يمكن للمستثمر مثلًا إجراء تحليل أساسي على قيمة السند من خلال النظر في العوامل الاقتصادية مثل أسعار الفائدة والحالة العامة للاقتصاد، ثم دراسة المعلومات حول مُصدر السندات، مثل التغيرات المحتملة في التصنيف الائتماني أو انضمامها لمؤشرات أقوى أو أضعف في البورصة.

يستعين التحليل الأساسي بالإيرادات والأرباح والنمو المستقبلي والعائد على حقوق الملكية وهوامش الربح والبيانات الأخرى لتحديد القيمة الأساسية للشركة وإمكانية النمو المستقبلي. كل هذه البيانات متاحة في البيانات المالية للشركة للمتداولين، أي أنها بيانات معلنة [2].

ما هو التصنيف الإئتماني؟

هل تتذكر عبارة من قبيل «نظرة مستقبلية سلبية» أو «نظرة غير مستقرة»؟ تلك التقييمات من اختصاص وكالات التصنيف الائتماني. ويعني التصنيف الائتماني (Credit Rating) بالنسبة للشركات أو البنوك أو الدول الجدارة الائتمانية. والجدارة الائتمانية هنا تشير إلى قدرة تلك الكيانات على الحصول على القروض اللازمة، ومدى وفائها بما عليها من التزامات في موعدها [3]. عادة ما ينظر من خلال التصنيف الائتماني إلى عدة مؤشرات، منها:

  • الأصول التي بحوزة الكيان
  • .التدفقات النقدية الواردة، سواء من الداخل أو الخارج.
  • سابقة تعامله مع الدائنين، وأسعار الفائدة التي حصل بها على قروضه من قبل.

استدامة الدين

 كلما زادت قدرة الكيان على سداد التزاماته إلى الجهة الدائنة من فوائد وأقساط، في مواعيدها المحددة ولم يطلب تأجيل السداد، أو إعادة هيكلة الديون، أو مد أجل السداد، وما دام لم يتعثر، يوصف دَين هذا الكيان بالاستدامة. ويكتسب الكيان الأهلية للحصول على القروض من المؤسسات الدائنة، سواء كانت مؤسسات دولية أو تجارية. ويعد التصنيف الائتماني، بمثابة صك لصلاحية أو عدم صلاحية الكيان المعنِي، للحصول على القروض من أسواق الائتمان.

العائد على حقوق الملكية

معدل العائد على حقوق ملكية المساهمين للأسهم (Return on Equity) يقيس نسبة ربح الشركة إلى مجموع حقوق المساهمين فيها. ويُحسب هذا المعدل بقسمة صافي ربح الشركة على إجمالي حقوق المساهمين [4]. إذا كان صافي ربح الشركة في العام السابق هو مليون جنيه مثلًا وكان إجمالي حقوق مساهميها مليونين، فإن معدل العائد على حقوق المساهمين هو 0.5 (قسمنا مليون جنيه على المليونين). ويدل ارتفاع المعدل على قوة الشركة وأرباحها العالية، ويبشر بأداء قوي. أما استمرار ارتفاعه فدلالة على الإدارة الرشيدة وتحقيق النمو المستدام. ويؤخذ في الاعتبار أن بعض الشركات تمول نشاطها بالديون، فلا يُحبذ النظر إلى العائد بمعزل عن بقية المؤشرات.

ماذا يفعل المحلل الأساسي؟

يعمل المحلل على إنشاء نموذج لتحديد القيمة التقديرية لسعر سهم الشركة بناءً على البيانات المتاحة للجمهور. هذه القيمة هي مجرد تقدير، أو يمكننا القول أنها رأي مدروس جاء به المحلل لسعر السهم حسب حالة السوق. قد يشير بعض المحللين إلى السعر المقدر على أنه القيمة الجوهرية للشركة.

إذا قام أحد المحللين بحساب أن قيمة السهم يجب أن تكون أعلى بكثير من سعر السوق الحالي للسهم، فقد ينشر تصنيف شراء أو زيادة الوزن للسهم. هذا المنشور بمثابة توصية للمستثمرين الذين يتبعون هذا المحلل. وإذا قام المحلل بحساب قيمة جوهرية لسهم ما بأقل من سعر السوق الحالي، فسيتم اعتبار السهم مقيمًا بأعلى من قيمته الحقيقية ويتم إصدار توصية بالبيع أو تقليل الوزن.

يتوقع المستثمرون الذين يتبعون هذه التوصيات أنه يمكنهم شراء الأسهم بتوصيات إيجابية لأن مثل هذه الأسهم يحتمل أن يرتفع سعرها بمرور الوقت. وبالمثل، من المتوقع أن يكون لدى الأسهم ذات التصنيفات غير اللافتة للنظر احتمالية أكبر لانخفاض الأسعار. هذه الأسهم مرشحة للإزالة من المحافظ الحالية أو للاستخدام في البيع على المكشوف (Short Selling).

ما هو البيع على المكشوف؟

يتضمن البيع على المكشوف اقتراض ورقة مالية تدل المؤشرات على أن سعرها سينخفض، أو ورقة مالية قيمت بأعلى من سعرها. ويمكن شراء الورقة ​​وبيعها في السوق المفتوحة. وتتمثل الخطة في إعادة شراء نفس الورقة لاحقًا، على أمل أن يكون سعرها أقل مما كان عليه، هكذا يربح فرق السعر [5].

ما هي القيمة الجوهرية للشركة؟

يعد وارين بافيت أشهر ممارس لاستثمار القيمة الجوهرية، إذ ظل يستخدم هذه الطريقة منذ الخمسينيات من القرن الماضي. وتُعرّف القيمة الجوهرية (Intrinsic Value) على أنها طريقة لتقييم الأصول بناءً على التدفقات النقدية التي تولدها، ما يجعلها أكثر ملاءمة لتقييم أسهم الشركات. وتُبنى القيمة الجوهرية للشركة على أدائها المالي [2]. وهذا يجعل القيمة الجوهرية مختلفة عن القيمة السوقية التي تعنى بما قد يدفعه المستثمر مقابل أحد الأصول في الوقت الحالي.

الأداة الأساسية المستخدمة لقياس القيمة الجوهرية هي التدفق النقدي المخصوم (Discounted Cash Flow). ويتيح لنا استخدام التدفقات النقدية المخصومة تحديد قيمة الأصل من خلال تحليل قيمة التدفقات النقدية المتوقعة [6].

تخيل شركة حديثة الإنشاء، أي لم يمض على تأسيسها خمس سنوات، وحاول التنبؤ بتدفقاتها النقدية للخمس سنوات القادمة. لنضرب مثالًا بسيطًا: شركة تدفقاتها النقدية تعادل 100 مليون جنيه لكل عام. أيعني ذلك أن التدفق النقدي خلال خمس سنوات مساو ل500 مليون جنيه؟ في الواقع الإجابة لا. فقيمة الأموال تتغير ولن تمثل ال100 مليون في السنة الأولى نفس قيمتها الفعلية في السنة الخامسة. لا يمكنك جمع تدفقات الخمس سنوات بهذه البساطة وشبح التضخم يلوح في الأفق، لهذا نحسب التدفق المخصوم.

 ولنستكمل المثال ونفترض أن الفائدة السنوية على كل 100 مليون هي 10%. بالكيفية نفسها قيمة الفائدة على تدفق السنة الأولى قيمتها أكبر وقابلة للاستثمار عن تلك الفائدة على السنة الخامسة. فالمال ذو قيمة وقتية؛ كلما جنيته باكرًا، تتعدد مناحي استثماره وتطول المدة التي تستخدمه فيها وبالتالي ترتفع قيمته. ما علينا فعله الآن هو الحفاظ على قيمة ال100 مليون المتوقعة في السنين القادمة بنفس قيمتها اليوم.

المصادر

1-Britannica Money
2-Investopedia
3-Corporate Finance Institute
4-SmartAsset
5-The Balance
6-Wall Street Prep

ما هو التحليل الفني للأسهم؟

هذه المقالة هي الجزء 4 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

التحليل الفني للأسهم هو دراسة حركة الأسعار الماضية والحالية باستخدام الرسوم البيانية بهدف توقع حركة السعر في المستقبل. يركز التحليل الفني للأسهم اهتمامه على حركة السعر فقط باعتبار أن كل الأسباب والعوامل التي تحرك السوق تنعكس في النهاية على حركة السعر، وبالتالي هي الأجدر بالاهتمام.

نظرة عامة حول التحليل الفني

يستخدم هذا النوع من التحليل لبحث الطرق التي يؤثر بها العرض والطلب للأوراق المالية على السعر وحجم المتاح منها وتقلب الأسعار الضمني (implied volatility). يرتكز هذا النوع من التحليل على فرضية أن نشاط التداول السابق وتغيرات الأسعار للأوراق المالية يمكن أن تكون مؤشرات قيّمة لتحركات الأسعار المستقبلية عند إقرانها بقواعد الاستثمار أو التداول المناسبة [1].

غالبًا ما يستخدم التحليل الفني لإعطاء إشارات تداول قصيرة الأجل (مضاربة) بفضل الرسوم البيانية المختلفة. كما يمكن أن يحسن هذا النوع من التحليل تقييم الأوراق المالية من حيث القوة والضعف بالنسبة إلى السوق أو أحد القطاعات. تساعد هذه المعلومات المحللين وتقرب تقديرهم العام لقيمة السهم إلى الصواب [1].

تاريخ التحليل الفني

طُرحت فكرة التحليل الفني الذي نحن بصدده الآن لأول مرة بواسطة تشارلز داو Charles Dow ونظرية داو في أواخر القرن التاسع عشر[1]. كما ساهم العديد من الباحثين البارزين في وضع حجر الأساس. في وقتنا الحاضر، تطور التحليل الفني ليشمل مئات الأنماط والإشارات التي طُوّرت عبر سنوات من البحث.

التحليل الفني في حيز التنفيذ

يميل المحللون المحترفون إلى استخدام التحليل الفني جنبًا إلى جنب مع أشكال البحث الأخرى. وقد يتخذ تجار التجزئة (Retail traders) قرارات تستند فقط على الرسوم البيانية لأسعار الأوراق المالية والإحصاءات المماثلة، ولكن نادرًا ما يكتفي محللو الأسهم المتمرسون بالتحليل الأساسي أو الفني وحده.

إذ يمكن تطبيق التحليل الفني على أي ورقة مالية عند وجود بيانات تداول سابقة. وهذا يشمل الأسهم والعقود الآجلة والسلع والدخل الثابت والعملات والأوراق المالية الأخرى. في الواقع، يعتبر التحليل الفني أكثر انتشارًا في أسواق السلع والعملات الأجنبية، إذ يركز المتداولون على تحركات الأسعار على المدى القصير.

يحاول التحليل الفني التنبؤ بحركة السعر لأي أداة قابلة للتداول من شأنها أن تخضع لقوى العرض والطلب. بينما يرى البعض أن التحليل الفني مجرد دراسة لقوى العرض والطلب نفسها التي تنعكس في تقلبات أسعار الأوراق المالية. يشيع التحليل الفني عند تناول تغيرات الأسعار، لكنّ بعض المحللين يتتبعون أرقامًا أخرى غير السعر، مثل حجم التداول أو أرقام الفائدة المفتوحة (open interest).

ما هي الفائدة المفتوحة؟

هي إجمالي عدد العقود المعلقة التي يحتفظ بها المشاركون في السوق في نهاية كل يوم. تقيس الفائدة المفتوحة المستوى الإجمالي للنشاط في سوق العقود الآجلة (futures market).

للتوضيح: إذا اتخذ كلا طرفي المعاملة مركزًا جديدًا كأن نحصل على مشتر جديد وبائع جديد، فستزيد الفائدة المفتوحة بعقد واحد. وإذا أغلق كلا الطرفين مركزًا قائمًا أو قديمًا كأن يتخلي المشتري عن مركزه والبائع عن مركزه سواء بإتمام العقد أو فسخه، فإن الفائدة المفتوحة ستنخفض بعقد واحد. أما إذا نقل أحد المتداولين القدامى مركزه إلى متداول جديد كأن يصبح المشتري جديدًا ويظل البائع القديم نفسه، فلن تتغير الفائدة المفتوحة[2].

فيم تستخدم الفائدة المفتوحة؟

يمكن الاستعانة بالفائدة المفتوحة لتحليل اتجاهات السوق وتحديد ما إذا كان الاتجاه سيواصل مساره، ولنفترض أننا نملك اتجاهًا صاعدًا أو هابطًا، فهذا يعني أن لدينا 4 حالات ممكنة:

1- تعني زيادة حجم التداول والفائدة المفتوحة معًا استقرار الزخم في السوق، وعليه استمرار السهم في نفس الاتجاه.

2- تُنبيء زيادة حجم التداول مع انخفاض الفائدة المفتوحة بتخلي المشاركين في السوق عن مواقعهم في العقود. وأن الاتجاه يفقد زخمه وقد يعكس مساره.

3- في حالة انخفاض حجم التداول مع زيادة الفائدة المفتوحة، قد ينعكس الاتجاه. نظرًا لوجود مشترين أقل، مما يؤدي إلى انخفاض زخم الاتجاه.

4-في حالة انخفاض كل من حجم التداول والفائدة المفتوحة، ينخفض الزخم سريعًا ولا بد للاتجاه أن يعكس مساره.

مؤشرات التحليل الفني

في مختلف الأسواق، طوّر الباحثون الأنماط والإشارات لدعم التداول استنادًا إلى التحليل الفني. طوّر المحللون الفنيون أيضًا أنواعًا عديدة من أنظمة التداول لمساعدتهم على التنبؤ بحركات الأسعار والتداول عليها. تركز بعض المؤشرات على نحو أساسي على تحديد اتجاه السوق الحالي، بما في ذلك مناطق الدعم (support) والمقاومة (resistance). بينما يركز البعض الآخر على تحديد قوة الاتجاه واحتمالية استمراره. تشمل المؤشرات الفنية وأنماط الرسوم البيانية شائعة الاستخدام كل من خطوط الاتجاه والقنوات والمتوسطات المتحركة ومؤشرات الزخم. وعمومًا، يتبنى المحللون الفنيون الأنواع التالية من المؤشرات:

  •  اتجاهات الأسعار (Price trends).
  •  أنماط الرسم البياني (Chart patterns).
  •  مؤشرات الحجم والزخم (Volume and momentum).
  •  المذبذبات (Oscillators).
  •  المتوسطات المتحركة (Moving averages).
  • مستويات الدعم والمقاومة (Support and resistance).

التراكبات

تسمح تراكبات الرسم البياني (overlays) بتركيب بعض الدراسات الفنية على الرسم البياني، ووضع مخطط ورقة مالية أخرى أو مؤشر إضافي. يتيح ذلك معرفة كيفية ارتباط حركة التراكب بحركة سعر الورقة المالية [3].

ويجد بعض المتداولين في المخططات مؤشرًا مبكرًا على تغير اتجاهات الأسعار. وقد تشكل هذه المعلومات جزءًا ليس بقليل من قرار الشراء إذا اتخذ الاتجاه منحى تصاعديًا، أو الخروج من السهم إذا أشار المخطط إلى اتجاه هابط. كما يمكن أن تساعد المقارنة بورقة مالية مغايرة على توضيح أداء السهم بالنسبة للسوق في فترة بعينها.

المذبذبات

تساعد المذبذبات (oscillators) على تحديد النقاط المحورية للسوق أو مناطق الانعكاس المحتملة. وتشغل هذه المؤشرات النطاقات بين قيمتين متطرفتين تشيران إلى مناطق ذروة الشراء وذروة البيع. عندما يكون المذبذب في منطقة ذروة الشراء، يعني هذا أن قوة الحركة قد تراجعت ومن المرجح حدوث انعكاس نحو الأسفل. تبعًا لذلك، يوحي وجود المذبذب في منطقة ذروة البيع بخوار قوة المستثمرين وأنه من المرجح انعكاس الاتجاه [3]. يعتمد التداول باستخدام المذبذبات على مبدأ التكرار: بعد الوصول إلى قيمة حديّة، يعود المذبذب دائما إلى قراءته المركزية.

نظرية داو في التحليل الفني

يسعى التحليل الفني إلى فهم معنويات السوق بناءً على اتجاهات الأسعار. ويعتمد على الأنماط المتشابهة والاتجاهات بدلاً من تحليل السمات الأساسية للأوراق المالية. وقد أصدر تشارلز داو سلسلة من المقالات تناقش نظرية التحليل الفني. واليوم يسير المحللون الفنيون على خطاه.

حركة السعر تشمل كل شئ 

يعني هذا المبدأ أننا نجد كل العوامل التي تؤثر على حركة السوق مرتكزة في حركة السعر. فحركة السعر تلخص التغيرات الاقتصادية والسياسية وتغنينا دراستها عن متابعة كل شاردة وواردة في العالم.

لن نستطيع التنبؤ بكل خبر ذي تأثير ولكن نستطيع استنتاجه. فإذا قرر أحد المسئولين مثلًا شراء عدد كبير من أسهم شركة المصرية للاتصالات فى البورصة، فالمحلل الأساسي لا يمكنه متابعة أو التنبؤ بمثل هذا الحدث. بينما المحلل الفني يمكنه ملاحظة وجود عمليات شراء على سهم الشركة من خلال متابعة الرسوم البيانية بغض النظر عن الشاري.

 الاتجاه صديق المستثمر | The trend is your friend

 الأسعار تتحرك في اتجاهات 

يعني هذا المبدأ أن الأسعار تميل للتحرك في اتجاهات معينة وتستمر لفترة قبل أن تتغير. ليس الأمر غريبًا، فالدورات الاقتصادية تستمر وقتًا طويلًا، ما بين الانتعاش والكساد. لذلك تمتد الاتجاهات السعرية لفترات طويلة في أغلب الحالات. يتلخص دور المحلل الفني دائمًا فى التعرف على الاتجاه الحالي للسوق ومن ثم الاستثمار فى هذا الاتجاه. 

التاريخ يعيد نفسه 

تجذب أسواق المال المستثمرين من جميع الفئات، ويقودهم الأمل تارة والطمع تارة، مُحمّلين بنفس الرجاء ومشاعر الخوف من الخسارة. وتلك المشاعر من طمع وخوف تترجم في هيئة رسم البياني ونماذج يمكن تصنيفها والتعرف عليها، وتتكرر هذه المشاعر في فئات البشر على اختلافهم مع مرور الوقت. وبما أن سلوك المستثمرين الماضي لم تنتفي أسبابه، وحيث أن تصرفاتنا ومشاعرنا تتولد بنسب متشابهة، فإن النماذج الفنية القديمة قد تصف وضعًا حاليًا أو مستقبليًا بدقة.

أصبح التحليل الفني اليوم جزءًا لا يتجزأ من القرارات المصيرية في سوق الأسهم. ويستخدم المستثمرون نفس الأدوات تقريبًا ويكوّنون نفس الانطباعات بذات المفاهيم. ولكن في محاولاتهم الدؤوبة لتأمين أنفسهم، وبينما يغرقون بين شقيّ رحى العرض والطلب، قد تثبت الأسعار بدلًا من التحرك في اتجاهها المتوقع.

المصادر

1-Investopedia

2-The Economic Times

3-Investopedia

ما هي NFT وكيف أستثمر فيها؟

هذه المقالة هي الجزء 8 من 9 في سلسلة ما هو الواقع الافتراضي وكيف سيشكل مستقبلنا؟

شاع استخدام الـ NFT أو «الرموز غير القابلة للاستبدال – Non fungible tokens» في السنوات الأخيرة وأصبحت تتداول بقيم مالية كبيرة قد تصل إلى ملايين الدولارات، فهل تستحق كل تلك القيمة المالية ؟ وما هي الـ NFT ؟ ولم ترتبط بالواقع الافتراضي؟

تعريف ال NFT

هي عناصر رقمية تمثل أشياء من الواقع مثل الرسومات الرقمية أو الموسيقى والأزياء ضمن ألعاب الفيديو وصولًا إلى مقاطع فيديو حصرية. ويتم تبادل هذه العناصر عبر منصات خاصة على الانترنت. تعد هذه العناصر مميزة أي لا يوجد عناصر مشابهة لها حيث أنها غير الاستبدال بمعنى أنه لا يمكن استبدال عنصر بعنصر آخر. وعند شراء الشخص لهذا العنصر يحصل على حقوق ملكيته ولا يحق لأحد غيره امتلاكه. على عكس العناصر القابلة للاستبدال مثل الدولار، فمثلًا يمكن استبدال 1 دولار بشيء يساويه بالقيمة.

ظهرت الـ NFT لأول مرة عام 2014، ولكنها لم تلق الاهتمام الكبير إلا مؤخرًا في عام 2021 لكونها أكثر الطرق سهولة لتداول الأعمال الفنية الالكترونية. وقد بلغ حجم التداول منذ عام 2017 حتى منتصف عام 2021 حوالي 173 مليون دولار أمريكي.

لماذا تنفق ملايين الدولارات في على ال NFTs؟

تمثل الـ NFT إثباتًا رقميًا لملكية العنصر المتداول عن طريق استخدام تسلسل الكتل المستخدم في العملات الرقمية. ولهذا السبب تحديدًا تستخدم العملات الرقمية في عمليات بيع وشراء الـ NFTs. للمقارنة مع التداول التقليدي للأعمال الفنية، يوجد عدد كبير من صور الموناليزا يتم تداولها بين الناس ولكن يوجد نسخة واحدة أصلية، وهنا تكمن وظيفة الـNFT بتحديد الملكية الأصلية للعمل.

كيف تعمل الـNFT؟

كما ذكرنا فإن NFT تستخدم تسلسل الكتل، وهو نظام يتم فيه الاحتفاظ بسجل للمعاملات التي تستخدم العملات الرقمية. لكل عملة تسلسل كتل خاص ولكن أغلب الأعمال يتم تداولها ضمن شبكة عملة الإيثيريوم الرقمية التي حققت أرباحًا كبيرة مؤخرًا. فمثلًا، يمكن شراء مقطع فيديو مقابل قيمة معينة من الإيثيريوم، وبذلك تحصل على الفيديو وعلى حقوق ملكيته. ويمكنك لاحقًا بيع ما تمتلكه من الـ NFTs مرة أخرى أو الاحتفاظ به لحين ارتفاع سعره أكثر كاستثمار مستقبلي.

ما هو الفرق بين الـ NFT والعملات الرقمية؟

تستخدم العناصر غير القابلة للاستبدال العملات الرقمية لإجراء عمليات البيع والشراء. كما تستخدم تسلسل الكتل الخاص بكل عملة. تختلف الـ NFTs عن العملات الرقمية في أنها غير قابلة للاستخدام، أي لا يمتلكها أكثر من شخص واحد، أي لا يوجد NFT الخاص بلوحة الموناليزا إلا مرة واحدة فقط ويمتلكه شخص واحد فقط. أما العملات الرقمية فهي قابلة للاستبدال ويمكن تداولها كما يتم تداول العملات الأخرى بشكل طبيعي. كما يمكن استبدال عملة رقمية معينة بعملة أخرى تساوي قيمتها.

أمثلة على الـ NFT

قد يكون العمل في الـNFT عملًا مربحًا، فإليك بعض أمثلة لعمليات البيع التي جرت خلال عام 2021:

  • تم بيع مقطع فيديو مدته 20 ثانية للاعب كرة السلّة الأمريكي ليبرون جيمس بقيمة 208 ألف دولار أمريكي.
    -م بيع مجموعة رسومات «Crypto Punk» مقابل 1.8 مليون دولار أمريكي.
  • قام المدير التنفيذي لشركة توير ببيع أول تغريدة على تويتر مقابل 2.9 مليون دولار.

كيف تبدأ في مجال الـ NFT؟

إن كنت تفكر البدء في هذا المجال، فإليك بعض الخطوات الأوليًة:

1. إنشئ محفظة رقمية وضع فيها قيمة معينة من العملات الرقمية.
2. اختر السوق الرقمي المناسب لك، إذ يوجد العديد من الأسواق الرقمية المختصة بالـ NFTs، وأهمها:
– سوق Foundation : وهو سوق خاضع لإشراف المجتمع الخاص بالموقع. يتم اختيار أعضاء الموقع بعناية حيث لا يمكنك الانضمام إلا بدعوة من الموقع.
– سوق Nifty Gateway: يركز على الأعمال الفنية، ويعمل مع العديد من العلامات التجارية المشهورة والتي دخلت مجال NFT مؤخرًا، مثل شركة أديداس وكوكاكولا.

الـNFT الخاص بشركة كوكاكولا
  • سوق OpenSea : أحد أول الأسواق و أكبرها، ويعد بيئة مثالية للمبتدأين في هذا المجال.

    3. تحتاج إلى وضع خطة متقنة لاستثمارك في المجال من أجل تقليل فرص خسارتك قدر الإمكان.

على الرغم من اختلاف وتنوع استخدام NFT إلا أن استخدامها الأساسي يبقى مرتبط مباشرةً مع الفن الرقمي. وبالرغم من أن بعض الـNFT تباع بآلاف وملايين الدولارات إلا أن أغلبها يصبح بدون قيمة أو ينخفض قيمته بشكل كبير. لذلك يبقى الدخول في هذا المجال مخاطرة لأصحاب رؤوس الأموال المنخفضة، وليس كل استثمار رابح.

Exit mobile version