كيف نشأ مصطلح غسيل الأموال ومتى ظهرت قوانين مكافحته؟

للأمر قصة غريبة وتحولات درامية تستحق القراءة حقًا. فمن المافيا والمغاسل، وبين الكحوليات وحب المجتمع الأمريكي لها، نشأ مصطلح غسيل الأموال. فكيف بدأ غسيل الأموال ومتى ظهرت قوانين مكافحته؟ وكيف تدرج الأمر ليصل إلى الأمم المتحدة؟

قانون فولستيد وحظر الكحوليات

في ١٩ يناير عام ١٩٢٠، دخل قرار الحكومة الأمريكية الفيدرالية بحظر المشروبات الكحولية حيز التنفيذ في أنحاء الولايات المتحدة تحت عنوان البيت النبيل كما وصفه الرئيس هربرت هوفر. أدى الحظر إلى العديد من العواقب غير المقصودة، بسبب طبيعة القط والفأر في إنفاذ الحظر. ففي حين حظر التعديل ال18 تصنيع وبيع ونقل المشروبات المسكرة، إلا أنه لم يحظر حيازة أو استهلاك الكحول. كما ترك قانون فولستيد، القانون الفيدرالي الذي نص على إنفاذ الحظر، ثغرات كافية أيضًا. إذ فتح الباب أمام مخططات لا تعد ولا تحصى للتهرب. وكان أحد الاستثناءات القانونية للحظر هو السماح للصيادلة بتوزيع الويسكي بوصفة طبية لأي عدد من الأمراض، بدءًا من القلق وحتى الأنفلونزا. [1]

جعل نمو تجارة الخمور ملايين الأمريكيين تحت سيف القانون فجأة.  ومع مرور الزمن والتطبيق، فاضت غرف المحاكم والسجون، وفشل النظام القانوني في مواكبة الأمر. فانتظر العديد من المتهمين في قضايا الحظر ما يزيد على العام لتقديمهم إلى المحاكمة. ومع تزايد عدد القضايا المتراكمة، تحول النظام القضائي إلى “صفقة الإقرار بالذنب” لتصفية مئات القضايا في وقت واحد. مما جعلها ممارسة شائعة في الفقه القانوني الأمريكي لأول مرة.[1]

أثر صفقة الإقرار بالذنب على المجتمع الأمريكي ونشاط المافيا

ومع ذلك، كانت أكبر نتيجة غير مقصودة للحظر هي أوضح ما يمكن رؤيته. فلأكثر من عقد من الزمان، كان القانون الذي يهدف إلى تعزيز الاعتدال، يشجع على التعصب والإفراط بدلاً من ذلك.  إذ أدى الحل الذي ابتكرته الولايات المتحدة لمعالجة مشكلة تعاطي الكحول إلى تفاقم المشكلة. [1]

كما كانت آثار الحظر على إنفاذ القانون سلبية. فكثيرًا ما تم إغراء ضباط الشرطة ووكلاء الحظر على حد سواء بالرشاوى أو الفرص المربحة لممارسة التهريب بأنفسهم. وبين عام ١٩٢٠ وحتى نهاية إنفاذ القانون عام ١٩٣٣، انتعشت السوق السوداء لتهريب المشروبات المحظورة والخمور، تحت سيطرة وإدارة المافيا الإيطالية. واشتهرت شخصية بين أعضاء المافيا الإيطالية تسمى ألفونس غابرييل ألكابوني. وقد كسب ألكابوني مئات الملايين من الدولارات عبر بيع الخمور، لكن كان يواجه السؤال التقليدي لأمثاله من الحكومة الأميركية وهو “من أين لك هذا؟”. لم يبلغ بعد الشاب ألكابوني الثلاثين سنة، والأب الشاب كان يعمل حلاقًا بالأساس، فكيف له بتبرير ثروته؟ [1] [2]

نشأة غسيل الأموال على يد ألفونس ألكابوني

كانت أفكار ألفونس غابرييل ألكابوني الشيطانية لا تتوقف. فاخترع اختراعًا ناجحًا، تمكن من خلاله إخفاء أصول ثروته. فبدأ بشراء متاجر الغسيل، واستغل هذه المغاسل في تحقيق أهدافه، بتزويده بطابع قانوني لأمواله. وأدخل أموال الخمور وسط إيرادات المغاسل من أجل التمويه على مصدر الأموال. وعبر هذه الطريقة، لم تتمكن الحكومة من إثبات فساد مصدر الأموال، فتجارة المغاسل شرعية وقانونية تمامًا وفقًا للأدلة والمستندات. [2]

قيل عن حركة الفونس غارييل ألكابوني أنها سبب تسمية إخفاء الأموال غير المشروعة بغسيل الأموال. ولكن المفاجأة أنه قبض عليه ونال حكم بتهمة التهرب الضريبي من العمل بالغسيل وليس غسيل الأموال ولا الكحول. لأن غسيل الأموال لم يكن جريمة بعد في الولايات المتحدة الأمريكية [2]. كما لفت الأمر انتباه صناع السينما أيضًا لكتابة الأفلام حول المافيا بكثافة.

رحلة قانونية للتغلب على غسيل الأموال

صدور قانون السيطرة على غسيل الأموال

تكمن عملية غسيل الأموال في إخفاء المصدر الحقيقي للأموال غير المشروعة. ولم تعامل كجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية إلا في عام ١٩٦٨ بعد صدور قانون “السيطرة على الغسيل الأموال”. لكن لم تكن الفكرة من غسيل الأموال إخفاء مصدر الأموال فقط، وإنما إضفاء شكل من أشكال الشرعية عليها أيضًا. فغسيل الأموال غير المشروعة هدفه بالنهاية إظهار الأموال واستخدامها علنًا. لن يستفيد الشخص شيئًا بإخفاء أمواله، وإنما باعتبارها أموال مشروعة كسبها بعرق جبينه. [4]

اتفاقية فيينا للأمم المتحدة لمكافحة غسيل الأموال

كانت اتفاقية الأمم المتحدة، التي اعتمدت في ديسمبر ١٩٨٨ في مدينة فيينا، أول صك دولي يعالج مشكلة عائدات الجريمة. كما طالبت دول العالم بتجريم غسيل الأموال باعتباره جرمًا جنائيًا. واعتبرتها تشكل تهديدًا خطيرًا لصحة البشر ورفاههم وتلحق الضرر بالأسس الاقتصادية والسياسية والثقافية للمجتمعات. وقد أدرك القانون الروابط الخطيرة بين الاتجار غير المشروع وما يتصل به من الأنشطة الاجرامية الأخرى المنظمة. فتلك الأنشطة الإجرامية تقوض الاقتصاد المشروع وتهدد استقرار الدول وأمنها وسيادتها. [3]

المصادر:

  1. UNDOC.org: Money laundering
  2. Pbs.org: Unintended consequences
  3. Collinsdictionary.com: Money laundering
  4. FBI.gov: Alcapouni
  5. Al Capone Goes to Prison – HISTORY
  6. Anti-Money Laundering Overview | Anti Money Laundering US | Anti Money Laundering | Resources (willkie.com)

رحلة المافيا في عالم السينما: كيف تطورت أفلام المافيا ؟

يؤثر الفن السابع منذ ابتكار الصور المتحركة motion pictures عام 1927م على حياتنا الاجتماعية وعالمنا الفكري والنفسي بطرق مختلف.، خصوصا أنه يسافر بنا إلى عوالم وثقافات وبلدان لم يكن متاحًا لنا التعرف عليها لولا عدسات الكاميرات وعيون الشاشات، تاركًا بذلك انطباعات سلبية أو إيجابية عنها في أذهاننا. هذا هو تحديدًا ما فعلته أفلام المافيا التي أخذتنا لعالم العصابات والجريمة وأسرت من خلال شخصياتها قلوب ملايين المشاهدين حول العالم والذين راقبو تطورها عبر عقود عدة. لنصعد سويا آلة الزمن ونسافر عبرها بين أفلام المافيا ونشاهد تغيرات صناعتها.

بداية المافيا

بدأت القصة مع هجرة الإيطاليين عام 1920م إلى أمريكا، حيث فتحت بابا لعالم جديد من الأفكار والخيالات والإبداعات الدرامية أمام صناع السينما من خلال حكاوي “المافيا” خاصة.

عكست أولى أفلام العصابات Gangster movies فترة الكساد الاقتصادي ناقلة مشاعر الغضب والإحباط المرافقين لها في أفلام مثل Little Caesar 1931 و The Puplic Enemy 1931 و Scarface 1932.

إيطاليون-أمريكيون هم أبطال أفلام المافيا . ويعانون جميعا من نتائج تجاوزهم للقانون.

Scarface 1932: الفلم من بطولة Paul Muni وإخراج Howard Hawks & Richard Rosson ويروي قصة تسلق رجل عصابات عنيف لسلم النجاح في عالم المافيا. وهو مقتبس من قصة صعود Al Capone.

بقيت المافيا مسيطرة على الأفلام حتى سنة 1942م، حيث حل مكانها النازيون والوحوش Monster movies على الشاشة. لكن هذا لم يدم طويلا!

1950م، عام أعاد إلى أفلام المافيا مكانتها السينمائية، فما الذي حصل في ذلك العام؟!

قامت لجنة خاصة تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي في تلك السنة بعقد جلسات استماع عامة غايتها مناقشة الجريمة المنظمة.

تسمر ملايين الأمريكيين أمام الشاشات ليشاهدوا افراد عصابات حقيقيين أمثال فرانك كوستيللو أثناء الإدلاء بشهادتهم في جلسات الاستماع.

Frank Costello: زعيم عائلة لوسيانو الإجرامية المنتمية للمافيا الإيطالية الأمريكية

ثم ظهر في بداية الستينات Joseph Valachi – جندي في عائلة Luciano – ليصبح نجم جلسات الاستماع، حيث تعرف العالم من خلاله على لقب المافيا الشهير La Casa Nostra.

ألهمت جلسات الاستماع هذه والاعترافات الكتاب وصناع السينما في مجال أفلام المافيا ليصدر عام 1969م كتاب ” أوراق فالاتشي Valachi Papers ” لكاتبه بيتر ماس Peter Maas وهو سيرة ذاتية عن حياة Joseph Valachi.

صدرت في ذات العام رواية ستغير للأبد ملامح السينما عامة وأفلام العصابات خاصة. إنها رواية “العراب The Godfather” لكاتبها Mrio Puzo والتي بنيت عليها ثلاثية السينما الأشهر والتي تحمل ذات الاسم.

كيف كتب Mario Puzo رواية العراب ؟!

رغم أن Puzo لم يكن خبيرا في تاريخ صقلية ولا في المافيا وعلاقاتها، إلا أنه كتب الرواية تحت الضغط الشديد والحاجة الملحة للمال، وتبعا له فإنه لم ينل أي مساعدة في كتابة الشخصيات ورسم خصوصيات أفراد عصابات المافيا، ويقول أنها كلها من نسج مخيلته.

حسنا، إن لم يكن لدى Mario أي معلومات عن المافيا، فكيف تمكن من رسم شخصياتهم وأفكارهم وتصرفاتهم بدقة بالغة دفعت أفرداها أنفسهم للاعتراف بصحة ما ورد في الرواية والفلم؟

يفسر لنا رأي أكاديمي ذلك بأن Puzo غاص في الطبيعة البشرية عميقا، ليحلل بأسلوب ناقد ودقيق المواقف تبعا لمعرفته بالسلوك البشري والانفعالات. كي نكون أكثر وضوحا فإن Puzo طرح هنا حالة بشرية هي “المافيا” وتعامل مع ما تفرضه من مواقف بناء على الفهم والتحليل النفسي لردات الفعل البشرية. قد يكون هذا ما جعل من الرواية والفلم لاحقا تصويرا واقعيا ومقنعا لعالم الجريمة المنظمة.

من عراب على الورق إلى عراب السينما التاريخي:

يروي Mario في “العراب” قصة المهاجر الصقلي Vito Corleone وعائلته، والعمل الذي بناه في نيويورك، وصراع ابنه مايكل الذي سيخلفه.

وجدت Paramount Pictures هذه القصة مثيرة جدا لتنال بذلك حقوق الرواية من أجل تحويلها إلى فلم سينمائي. وعين لهذه الغاية مدير الأستوديو Robert Evans المبدع Francis Capola ذو الأصل الإيطالي الأمريكي ليكون مخرجا للعمل. أما بالنسبة للسيناريو فقام كل من Mario Puzo و Capola بكتابته، فيما قام Marlon Brando بدور Don Corleone و Al Pacino بدور Michael. وتم إطلاق الفلم سنة 1972م.

العراب The Godfather

الفيلم الحائز على ثلاث جوائز أوسكار إلى جانب ست وعشرين جائزة أخرى وثلاثين ترشيحا: ما الذي جعله مختلفا؟!

” إن الرجل الذي لا يقضي وقتا مع عائلته، لا يمكن أبدا أن يكون رجلا حقيقيا”

Don Corleone, The Godfather

قدم هذا الفلم لمحة أعم وأشمل وأكثر أصالة وعاطفية عن التجربة الإيطالية-الأمريكية رغم تقديمها من منظور عالم الجريمة المنظمة. حيث رسمت لمحة عن رجل المافيا كشخص متناقض، فهو عنيف مع أعدائه ولكنه مخلص لعائلته وأصدقائه. كما نظر “العراب” للمافيا من الداخل للخارج From inside out على عكس ما فعلته الأفلام السابقة التي تناولتها من وجهة نظر القانون.

توالت أفلام المافيا بعد النجاح الكبير الذي حققه “العراب” لعقود عدة، وكان من أهمها “Goodfellas” الصادر عام 1990 من إخراج مارتن سكورسيزي.

مسلسل The Sopranos

مسلسل من ست مواسم أراد له صناعه في البداية أن يكون فيلما، ظهر ليستحوذ على عقول المشاهدين حتى اللحظة.

لقد نقل هذا المسلسل عبر أجزائه الستة المافيا من البيئة الحضرية “المدنية” التقليدية إلى بيئة الضواحي في نيو جيرسي، حيث يزور الشخصية الرئسية “توني سوبرانو” معالجة نفسية ليتعامل مع ضغوط العمل والعائلة، ويحاول مع رفاقه في عالم المسلسل تحقيق ذات الإنجازات ونمط الحياة الذي يعيشه زملاؤهم في الضواحي.

تميزت هذه السلسلة بإشارتها لأعمال خالدة عن عالم المافيا مثل The Godfather و Goodfellas و Public Enemy اعترافا منها بجميل هذه الأعمال على الثقافة الشعبية والفنية.

ماذا عن المافيا في السينما الإيطالية؟ كيف ظهرت؟!

عرض صناع السينما الإيطالية أفراد المافيا كأشخاص باهتين وغامضين ومفتقدين للجاذبية متأثرين بجرائمهم على أرض الواقع. ولكن مسلسل The sopranos غير نظرتهم واتجاهاتهم بعد أن أثبت لهم أنه ليس من الضروري أن تكون الشخصية التلفزيونية جيدة لتصبح شهيرة، عليها فقط أن تكون ساحرة. ففي عام 2005م أطلق المخرج Michele Placito فلمه Romanzo Criminale والذي تمتعت شخصياته بالجاذبية السينمائية وانتشرت بعدها المسلسلات والأفلام المشابهة في طريقة العرض رغم اعتراض العديد من الإيطاليين على ذلك خاصة ممن فقدوا أحبتهم بسبب عصابات المافيا.

مشدودون جميعا وسعيدون وربما في قمة نشوتنا السينمائية عند مشاهدة هذه الأعمال الخالدة. لكن ككل شيء جميل في هذا العالم، هناك جانب مظلم! إنه ال Stereotype أو الصورة النمطية، فما هو؟!

إنه اعتقاد أو فكرة أو إيمان معد مسبقا عن فرد ما أو مجموعة اجتماعية. وقد تكون هذه الصورة النمطية إيجابية، أو يغلب أن تكون سلبية.

ويتم تنميط Stereotyping ( أي إلباسهم صفة عامة) بناء على جنسهم أو عرقهم أو هويتهم أو عمرهم أو لغتهم أو حالتهم الاجتماعية والاقتصادية.

للإيضاح نذكر الأمثلة التالية:

يشيع في المجتمع أن اللون الزهري هو المحبب عند الفتيات، لذلك يقوم صناع الألعاب بجعل ألعاب الفتيات تحمل اللون الزهري غالبا. يقوم الأهل بشراء الألعاب الحاملة لهذا اللون بناء على هذه الصورة النمطية عن الفتيات، رغم أن بناتهم قد يرغبن بلون آخر (الأحمر أو الأزرق مثلا!!).

مثال آخر، يعتقد الغربيون أن أغلب العرب يعيشون في الصحراء وفي بيئة أكثر رجعية من الواقع، فيقوم صناع السينما بتصوير العرب في العديد من أفلامهم في الخيم!

ينقلنا هذا المثال إلى فكرتنا الرئيسية وهي أن التنميط يمارس بشكل أوسع وأكثر أهمية من خلال شاشات الفن السابع.

” في عالم تكنولوجي، تملك وسائل الإعلام أثرا على الأفكار الثقافية والإيديولوجيات أكبر مما تملكه المدارس والديانات والعائلة مجتمعة” من كتاب America on Film ل Benshoff & Griffin.

تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في خلق صورة طويلة الأمد عن الأقليات المختلفة والتي قليلا ما يحتك الناس معها، مما يدفعهم لبناء وجهة نظرهم تبعا لما يشاهدونه. إن هذا ينقلنا في الحقيقة إلى مصطلحين آخرين:

Media Portrayal التصوير الإعلامي

وهو يعبر عن الطريقة التي يتم بها تمثيل أو وصف شخص أو شيء ما في وسائل الإعلام المختلفة من مسلسلات أو أفلام أو أخبار. ( أي كيف يقوم الإعلام برسم هذا الشخص أو الشيء عبر شاشته).

Cultivation Theory نظرية الغرس الثقافي

تبعا لهذه النظرية، كلما أمضى الناس ساعات أكثر أمام شاشات التلفاز، يزيد احتمال رؤيتهم للعالم الحقيقي وتشكيل وجهة نظر عنه بناء على الصور والتصورات والقيم والإيديولوجيا المعروضة عبر هذه الشاشات.

بالعودة للصورة النمطية Stereotype، كنا قد ذكرنا إمكانية سلبيته أو إيجابيته. وفيما يخص الأقليات كالأفارقة الأمريكيين والآسيويين الأمريكيين واللاتينيين والأمريكيين الأصليين والإيطاليين الأمريكيين، فقد تم معاملتهم في السينما باحترام أقل من الذي يناله البيض دون أي تصوير دقيق لما هم عليه حقا.

حيث بينت دراسة أجريت على 1078 فلما عن الإيطاليين الأمريكيين من إنتاج هوليوود في الفترة بين 1931م و 1998م أنه تم إظهار الأبطال بصورة سلبية بنسبة 73%.

هذا وقد عززت وسائل الإعلام هذه النظرة بدلا من العمل على تغييرها، حيث نجد أنماطا مختلفة من الصور السلبية للإيطاليين الأمريكيين كإظهارهم مجنانين أو غير متعلمين في بعض الأفلام. ولكن تبقى صورة رجل العصابات هي التنميط الرئيسي لهم.

أدى تنميط Stereotyping الإيطاليين الأمريكيين بصورة رجل المافيا إلى انزعاج هذه الأقلية، ودفعهم لمقابلة العراب و The Sopranos بطريقة مختلفة:

عقدت في الحقيقة الرابطة الإيطالية-الأمريكية للحقوق المدنية مسيرة عام 1970م للمطالبة بإيقاف إنتاج The Godfather. فيما اعترضت المؤسسة الوطنية للإيطاليين الأمريكيين على عرض The Sopranos باعتباره تصويرا كاريكاتوريا مسيئا، كما رفض منظمو موكب Columbus Day المقام في نيويورك انضمام فريق عمل The Sopranos إليه لسنوات عدة.

وهكذا نجد أن أفلام المافيا ومسلسلاتها مرت برحلة طويلة قبل أن تتبلور بشكلها الحالي، وقوبلت تغيراتها من الناس بطرق مختلفة، ولكن دون أن يؤثر ذلك على شهرتها بين عشاق الفن السابع.

المصادر:

History

University of Michigan

Elon University: Portrayals of Italian Americans in U.S.-Produced Films

IMDB

Stereotype: Cambridge Dictionary

Ohio State University

اقرأ المزيد:

ما هي رحلة المافيا إلى عالم الجريمة المنظمة؟

Exit mobile version