أين تقع مملكة ماري ومن قام بإكتشافها؟

قدِم الأموريون إلى سوريا في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد مع الكنعانيين من شبه الجزيرة العربية، عندما نزل الأموريون في بلاد الشام، أخذوا يتجولون في شمال سوريا بحثاً عن المناطق الأكثر خصوبةً، إلى أن استقروا في عدة مدن مكونين ممالك كان من أهمها مملكة ماري المعروفة ب تل الحريري.

موقع مملكة ماري

تقع ماري المعروفة حالياً باسم (تل الحريري)، على بعد 11كم إلى الشمال الغربي من مدينة البوكمال على الضفة اليمنى لنهر الفرات. في منتصف الطريق الذي يصل بين البحر المتوسط وبلاد مابين النهرين.

فقد شكل اكتشافها عام 1933 حدثًا هامًا لفت أنظار علماء الآثار والباحثين وحثهم على دراسة تلك الحضارة، ومعرفة الازدهار التي كانت عليه تلك الفترة.

اكتشاف مملكة ماري

اكتشفت ماري مصادفة عام 1933م ،عندما وجد جماعة من البدو تمثالاً نصفياً في سفح تل الحريري، فقاموا بإخبار السلطات الفرنسية. وبعدها بدأت بعثة فرنسية تابعة لمتحف اللوفر بالتنقيب في الموقع. بذلك أدت التنقيبات التي كانت برئاسة أندريه بارو إلى التأكد من أن هذا التل هو الموقع الأساسي لمملكة ماري.[1]

Image title

Your subtitle here

حكام مملكة ماري

مملكة ماري كانت تحت حكم عدة ملوك على مر العصور. ومن بين الملوك البارزين في مملكة ماري يمكن ذكرهم: أولاً الملك سرجون الأكادي. الذي حكم ماري في فترة 2200 قبل الميلاد .

ثانياً الملك يجد ليم: برز من السلالة الأمورية تقريباً، حيث بدأ الملك حكمه بتوسيع نطاق نفوذه على طول نهر الفرات، إلى منطقة الخابور في الشمال.[2]

وأخيراً الملك زمري ليم: تميز حكم زمري ليم بقوة ماري ونفوذها، حيث نجح في مواجهة الآشوريين، وتحقيق انتصارات عسكرية فقد كانت فترة حكمه تعتبر العصر الذهبي لمملكة ماري.[1]

مخطط مملكة ماري

بنيت مملكة ماري في الألف الثالث قبل الميلاد وفق مخطط منتظم يحيط بها سور دفاعي قوي. وقامت ضمن هذا السور بيوت المدينة ومعابدها. وكان اللبن المسطح المستخدم في العراق القديم هو مادة البناء الرئيسة، كما استخدم الآجر في الأقواس والأحواض بانتظام وقصورها، موزعة حول الشوارع.[2]

أهم المكتشفات الآثرية في مملكة ماري

القصر الملكي

يعود في تاريخه للألف الثاني لما قبل الميلاد، والذي يُعتبر من العمارة القديمة الشرقية. ويعتبر هذا القصر الملكي من أفخم القصور التاريخية. كما شيد القصر وسط المدينة في مكان مرتفع. وهو مربع الشكل في سوره عدة أبواب، وكل باب مخصص لدخول نوع محدد من الناس.

كما كان القصر مقسماً إلى أجزاء عديدة يتجمع كل قسم منها. وقد رُصعت بعض جدران القصر الرئيسة بلوحات ملونة،أخذت مناظرها، بما أخذ به فن النحت المحلي في عهدها من واقعية الملامح وتفاصيل الأزياء.[3]

Image title

Your subtitle here

تمثال آلهة الينبوع

من بين الاكتشافات، تمّ العثور على بعض التماثيل مثل تمثال (آلهة الينبوع) متمثلاً بإمرأة واقفة ترتدي ثوباً طويلاً متموجاً مشيرا إلى تموجات المياه، وتتدلى منه فروع صغيرة ترمز إلى مجاري الأنهار. كما تمسك الإلهة بيدها إناءً تتدفق منه المياه. رمزاً للخصوبة والحياة ،ويعرض هذا التمثال حالياً في متحف حلب.

Image title

Your subtitle here

الديانة في ماري

حظيت العبادة في مملكة ماري بالاهتمام الأكبر ،مما دفع سكان ماري لبناء معابد آلهتهم وفق طراز معماري متميز، وقد تم العثور على عدة معابد هامة منها معبد “عشتار” و”داغان” و”شمش” وبعض التماثيل بوضعية العبادة.
كما هناك العديد من المعابد منها معبد “عشتار”‏ يقع على حافة المدينة الغربية وكان المعبد متميزاً بمساحة واسعة ذات نتوءات بارزة، وتحتوي على منصات لتقديم القرابين، وعلى قاعة للهيكل تقام فيها طقوس العبادة، ومعبد “شمش” ويقع في الشمال الشرقي من القصر ويتألف من باحة يحيط بها جدار ذو بروزات.
من ناحية أخرى عثر على لقى كثيرة في معبد “عشتار” وأكثرها تماثيل أشخاص في وضعية العبادة، وتماثيل آلهة وبعض المعابد متعددة القاعات، وبعضها يضم حجرة واحدة، وكانت هذه المعابد على غاية من الثراء والزينة، وكان في معابد ماري كتبة لتسجيل ما يخرج منها وما يدخل إليها من الأموال التي تجبى أو تنفق باسم المعبد. [3]

الموسيقى في ماري

تُعتبر آثار ماري أغنى مصدر كتابي مؤرّخ للموسيقى في عصر البرونز، حيت تضمّ رقماً وكتابات جدارية تتحدث عن الموسيقى والهيكل التنظيمي للموسيقيين في القصر الملكي وكيفية اختيار العازفين والمغنين. ولعل “أورنينا” عازفة ومغنية المعبد، ما زالت الرمز الأجمل لماري التي تعكس عمق تأثير الموسيقى في حياة الإنسان.

فقد عزفت ماري الآلات الموسيقية الوترية والإيقاعية والهوائية، كآلة القيثارة ذات الأوتار التسعة وآلة القيثارة المصنوعة من خشب الصندل المغطى بالذهب، وصندوقها الصوتي المصنوع من الجلد، وآلة الهارب.

كما ذكر الأرشيف الملكي أنواع الآلات الموسيقية ومواد صناعتها وتأثير نوع كل مادة على صوت النغم الموسيقي، مثل صناعة الناي من خشب الأبنوس المفضل على خشب التنوب، وصناعة القيثارة من الجلد بعد نقعه في اللبن والحليب والقطران، ثم تلوينها، وكيفية معالجة جلد البقر لصنع الطبول.[6]

مملكة ماري وعلاقاتها التجارية

لعبت مدينة ماري دوراً بارزاً في التجارة والمواصلات التجارية ما بين جنوب بلاد الرافدين وسورية وآسية الصغرى. حيث يضيء أرشيف ماري لنا جوانب عديدة من حياة تلك المدينة ومنها الجانب التجاري.

ومن مواد التجارة التي كانت ماري تستوردها أو تعبرها إلى بلاد بابل، الخمر الذي كان يُستورد من سورية وبشكل خاص من مدينة إيمار والاخشاب بأنواعها المختلفة كالأرز والسرو والصنوبر وزيوت الاشجار ومنتجاتها.

كما كانت الطرق التجارية التي تربط سورية مع بلاد الرافدين تمر عبر ماري. أحد هذه الطرق كان يتجه إلى الشمال الغربي بمحاذاة الفرات حتى إيمار. فقد كانت ماري تجني أرباحاً جمة من الجمارك التي تفرضها على القوافل التجارية التي تعبر أراضيها.

وبالطبع كان لها علاقات متبدلة مع مملكة إيبلا المعاصرة. وتذكر نصوص إبلا مدرسة الكتبة في ماري،حيث تعلّم كتبة إيبلا كما تشير النصوص إلى حملة عسكرية من قبل إبلا ضد ماري في عهد ملكها ابلول – إيل.[5]

نهاية مدينة ماري

شهدت مملكة ماري فترتي ازدهار الأولى في الألف الثالث. والثانية في الألف الثاني قبل الميلاد في حين سقطت ماري في نهاية المرحلة الأولى بيد الملك الأكادي شروكين وتعرضت للدمار والتخريب.
أما في المرحلة الثانية استمر زمري ليم في حكمه تحت السيادة البابلية لمدة عامين. ثم حدث عصيان في ماري، فأرسل الملك حمورابي البابلي جيشاً إليها دك أسوارها وأحرق القصر الملكي وبداخله الملك زمري ليم.[4]

المراجع:

  1. Worldhisotry.org
  2. historyfile: City State of Mari
  3. Britannica.com: mari ancient city
  4. Heritagedaily: Mari the ancient city
  5. Ancient pages: lost kingdome Mari
  6. Harvard.Archive University

هل تتحول نماذج المدن الذكية في الوطن العربي إلى واقع؟

هذه المقالة هي الجزء 18 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تمتلك مدن الخليج العربي مؤشرًا ضعيفًا جدًا لقدرة السكان على المشي. إذ يعد السير مستحيلًا أحيانًا بسبب الأحوال الجوية الحارقة وخاصةً في فصل الصيف، وكذلك بسبب اعتماد السكان المفرط على السيارات الخاصة. نتيجةً لذلك تسعى الدول لإيجاد حلول للتشجيع على التنقّل المستدام، وذلك عن طريق الحلول الحضرية الذكية.[1] فما هي المدن الذكية في الوطن العربي، وكيف تتحوّل إلى واقع ملموس؟

ظهور المدن الذكية في الوطن العربي

تكثر شعبية المدن الذكية في الوطن العربي وخاصةً في دول الخليج العربي مثل الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية. ويمكن أن يعزى ذلك إلى ازدياد الوعي بأزمة البيئة العالمية، والحاجة إلى حلول مبتكرة للاستدامة. فتحلّ المباني الذكية ذات العمارة الخضراء محل الأبراج الشاهقة ذات الواجهات الزجاجية.[2]

تحديات تنفيذ المدن الذكية في الوطن العربي

يواجه الوطن العربي عدّة تحدّيات متعلّقة بتنفيذ المدن الذكية ومنها:

  • النظم التقليدية، لا تستطيع النظم التقليدية الاستجابة لطبيعة مطالب المدينة الذكية، وتقديم الحلول وفقًا للمعايير التي تلبّي طموح التخطيط. حيث تعد الاختيارات التقليدية عقيمةً مع التطور المستمر للتقانة.[3]
  • الكثافة السكانية، تشهد العديد من المدن في البلدان العربية نموًا سكانيًا سريعًا مما يشكّل ضغطًا على البنية التحتية، والخدمات القائمة فيها.[3]
  • البنية التحتية الضعيفة، يواجه صنّاع القرار، والمخططون العرب تحديات عديدةً بسبب ضعف البنية التحتية.[4]
  • التحضر السريع، يؤدي التحضر السريع إلى زيادة معدل الانبعاثات، وهدر الموارد، والنمو السكاني، وضعف البنية التحتية. ويشتد على نحو خاص في الدول النامية مثل مصر، حيث لا يزال تحويل المدن إلى مدن ذكية عند مستوى البداية.[4]
  • نقص التمويل، يتّسم هذا التحدي بالحدّة بوجه خاص في بلدان ما بعد الحرب مثل سوريا. إذ تتمثّل الحاجة الفورية لإعادة الإعمار في توفير بنية تحتية كافية لمواكبة الوتيرة المتزايدة للتحضُّر بعد الحرب. يأتي هنا دور التقنيات الذكية لتحقيق قفزات نوعية بعد الحرب، لكن تواجه هذه الدولة عادةً تحديات نقص التمويل، وقلّة نماذج الأعمال المتطوّرة.[5]
  • جوانب ثقافية واجتماعية، تتطلّب المدن الذكية تغييرات في الجوانب الثقافية، والاجتماعية للمجتمعات العربية، وقد يستغرق هذا الأمر وقتًا لتنفيذه.[6]

مبادرات المدن الذكية في دول مجلس التعاون الخليجي

اتّخذت دول مجلس التعاون الخليجي -والتي تشمل البحرين، والكويت، وعمان، وقطر، والسعودية، والإمارات- مبادرات لإنشاء مدن ذكية. إذ تعتبرها الحكومات وسيلةً لتعزيز التنوّع الاقتصادي للمنطقة، وتحسين نوعية الخدمات العامّة. وقد جعلت أزمة أسعار النفط المستمرّة من المدن الذكية سبيلًا ممكنًا للتنويع الاقتصادي، وزيادة القدرة التنافسية. ويعد عمومًا دور القيادة والثقافة التنظيمية أمرًا بالغ الأهمية لنجاح هذه المبادرات.[7][8]

حالات لمدن ذكية في الوطن العربي

مدينة نيوم في السعودية

يجري بناء مدينة «نيوم -NEOM» في السعودية كجزء من مبادرات البلد لخلق مجتمع متكامل مع ثقافات وأنماط حياة متنوّعة. وهي خطّة من مشروع التحوّل إلى اقتصاد قائم على المعرفة (رؤية 2030). حيث تسعى الحكومة لإنشاء مدينة تعتمد على تقنيات مبتكرة تدمجها في طرق المعيشة والعمل من أجل خلق نموذج حياة جديد مستدام ومزدهر.[9]

تقع نيوم في شمال غرب السعودية على طول ساحل البحر الأحمر، وهي منطقة معرّضة للفيضانات. نتيجةً لذلك درس الخبراء وضع تقنيات الاستشعار عن بعد، ونظم المعلومات الجغرافية GIS. لتقييم مخاطر الفيضانات المفاجئة في المدينة، وتحديد درجات المخاطر في المناطق المختلفة.[10]

خريطة لتصنيف درجات خطر الفيضانات المفاجئة في مدينة NEOM.

يسعى المخططون لجعل نيوم مدينةً مستدامةً، ومركزًا للطاقة المتجدّدة الخالية من الكربون. فسعوا إلى توفير طاقة نظيفة من غير الاعتماد على الوقود الأحفوري، وساعدهم على ذلك موقع المدينة. حيث يعتبر واحدًا من أغنى الموارد الطبيعية في المنطقة من حيث الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح.[11] وصمم الخبراء «نظام الطاقة المتجددة الهجين- HRES» وهو نظام يدمج مختلف مصادر الطاقة المتجددة مثل الخلايا الكهروضوئية PV، وتوربينات الرياح، محوّلات الطاقة، ومولِّدات الديزل، والبطّاريات. بهدف تلبية ذروة الحمولة المطلوبة البالغة 1353 كيلو واط.[12] والخلايا الكهروضوئية هي خلايا تُحوِّل الضوء إلى كهرباء باستخدام موادّ شبه موصلة.

من المقرّر أن تصبح المدينة مركزًا للابتكار وخاصّةً بالنسبة للجهات الناشئة، والأعمال التجارية العالمية. إذ ستوصل جميع المنشآت التجارية، والمجتمعات المحلية فيها من خلال إطار رقمي يشمل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات التي تتعلّم وتنمو باستمرار. وستحلّل أكثر من 90% من البيانات من أجل توفير نظام تنبؤي مع خدمات تتحسن باستمرار للسكان والشركات.[13]

مدينة لوسيل في قطر

تقع مدينة لوسيل على بعد حوالي 23 كم شمال الدوحة في قطر. وتسعى لتحسين نوعيّة حياة الأفراد، وتعزيز تنمية الأعمال التجارية مع الأخذ بعين الاعتبار الخصائص الثقافية، والطبيعية لدولة قطر. كما صُمّمت المدينة لتصبح وجهةً للزوّار والشركات، ولاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.[14]

نفّذت لوسيل نظام حوكمة ذكي يتضمّن نظامًا شاملًا للحكومة الإلكترونية، وبنيةً تحتيةً رقميةً بغاية تحسين كفاءة وشفافية الخدمات الحكومية مع خفض هدر الورق. واعتنت كذلك بميزات المعيشة الذكية التي تشمل المنازل الذكية، والخدمات الذكية بهدف خفض استهلاك الطاقة، وانبعاثات الكربون.[15]

تتمتّع لوسيل بنظام تنقل ذكي شامل يتضمّن:

  • إدارة مواقف السيارات والتوجيه، وهو برنامج يساعد السائقين على العثور على مواقف سيارات متاحة بسرعة وسهولة.
  • مراقبة إشارات المرور، وهو نظام يعدّل إشارات المرور باستمرار على أساس ظروف المرور. بهدف الحد من الازدحام، وتحسين تدفّق حركة المرور، وتقليل الحوادث.
  • تشجيع المشي وركوب الدراجات في الطرق الحضرية المزدحمة.
  • نظام معلومات، صنعت المدينة نظامًا يوفّر معلومات آنيةً عن الحافلات، وسيارات الأجرة، ومركبات الأجرة المائية لمساعدة الركاب على تخطيط رحلاتهم.
  • مرافق تخطيط الرحلات، تتيح للمسافرين تخطيط رحلاتهم المختلفة باستخدام وسائل نقل متعدّدة.[14]

ترتكز رؤية مدينة لوسيل على أربع نقاط وهي المستقبل، والناس، والأعمال، والتكامل. والتي تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 في سياق التنمية البشرية، والخدمات، والنظم الذكية.

مدينة دبي في الإمارات

تحاول دبي أن تصبح مدينةً ذكيةً ذات اقتصاد بيئي، وتهدف إلى أن تكون المدينة الأكثر استدامةً. لذلك جعلت البيئة جزءًا من خطتها الاستراتيجية الشاملة من أجل تحسين الظروف البيئية للإمارة. على سبيل المثال؛ تشجّع أنظمة ومواصفات البناء الأخضر في دبي جميع المقاولين على بناء مبانٍ مستدامة من أجل غد أكثر صداقةً للبيئة. وتغطّي اللوائح والقوانين مجموعةً واسعةً من المواضيع المتعلّقة بتصميم المباني الخضراء بما في ذلك التخطيط البيئي، والعمارة الحيوية، وكفاءة الموارد.[16]

خطة دبي للطاقة النظيفة لعام 2050.

تعد دبي مقصدًا للسيّاح ويعتبر إكسبو دبي Expo city مثالًا على السياحة الذكية. ويسلِّط الضوء على استخدام التقانة الذكية في كل من المناطق السكنية، والأماكن السياحية. ويعرض التطبيقات الجديدة كالجيل الخامس 5G، والبيانات الكبيرة، وإنترنت الأشياء IoT، والروبوتات.[17]

يزداد عدد المسنين في دبي ومن المتوقع أن تصل نسبة الأشخاص فوق سن ال65 إلى 24.3% بحلول عام 2030. نتيجةً لذلك تصمم دبي المنزل الذكي للمسنين من خلال التركيز على تفضيلاتهم، واحتياجاتهم، فضلًا عن الفوائد المحتملة بالنسبة لصحّتهم، وسلامتهم.[18] وتتواجد في هذه المنازل عدّة ميّزات ومنها:

  • إدارة الصحة، تُستعمل التقنيات الذكية لإدارة الحوادث، والأمراض المزمنة والشائعة بين المسنين. على سبيل المثال؛ تركب أجهزة استشعار للكشف عن السقوط في غرف النوم أو المعيشة، من ثم تنبِّه مقدمي الرعاية أو الطوارئ.[18]
  • الأمن والمراقبة، تستخدم الميزات الأمنية المتقدّمة مثل الرصد عن بعد، وكاميرات الأمن، ومستشعرات الحركة لمنع الحوادث مما يزيد شعور الأمان. كما تستخدم هذه الأجهزة لمراقبة الأنشطة اليومية للمسنين مثل أنماط النوم، والأكل، وجداول الأدوية مما يفيد في الكشف عن أي تغييرات في السلوك والتي قد تشير إلى مشاكل صحية.[18][19]
  • دعم المعيشة المستقلّة، تسمح الأجهزة الذكية للأفراد بالتحكُّم في بيئتهم مثل تشغيل الأضواء، وضبط درجة الحرارة، وفتح الأبواب وذلك عن طريق الأوامر الصوتية، أو الوصول عن بعد. فتحافظ على الحياة المستقلة للمسنين لفترات طويلة من الزمن.[19]

يعتمد عمومًا تطبيق المنزل الذكي على بحوث، وتحليلات لتفضيلات المسنين في دولة الإمارات لضمان نجاح هذه الميزة، وتحسين الخدمات.[18]

مدينة مصدر في الإمارات

تركز مدينة مصدر في الإمارات على الاستدامة، وكفاءة الطاقة، والتصميم المبتكر. فصُمّمت المدينة لتكون غنيةً بمصادر الطاقة المتجددة وخاصةً الطاقة الشمسية. وهي أوّل مدينة خالية من الكربون، والنفايات، وتتزوّد بالطاقة بشكل كامل من الطاقة المتجدّدة. وتتميّز المدينة بمبانٍ مستدامة مثل معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا. علاوةً على ذلك، تهدف إلى جذب الخبرات الدولية الرائدة، والأكاديميين، والتجّار.[20]

معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا.

بُنيت مصدر كمدينة خالية من السيارات الخاصة، مع التركيز على خيارات التنقّل المستدامة والصديقة للبيئة. فتتميّز بنظام «النقل السريع الشخصي- PRT» وهو نظام سيارات كهربائية ذاتية القيادة، أي تعمل بدون سائق على الطرق الإرشادية. ويوفّر نظام PRT النقل للمواطن عند الطلب دون توقّف بين أي نقطتين على شبكة الطرق الإرشادية، وصمم عمومًا ليكون موثوقًا، وآمنًا، ومريحًا للركاب. إضافةً إلى PRT تقدّم المدينة أنواعًا مختلفةً من خيارات النقل المستدام ومن ضمنهم المشي، وركوب الدراجات، والنقل السريع الجماعي، والحافلات. وبسبب تركيز المدينة على الأماكن المخصّصة للمشاة وغياب المركبات المملوكة للقطاع الخاص تقلّ الحاجة إلى الطرق الواسعة، ومواقف السيارات مما ينعكس بدوره على استدامة المدينة ككل.[21][22]

سيارة كهربائية ذاتية القيادة.

المدن الذكية في الوطن العربي، إلى أين؟

يحظى موضوع مستقبل المدن الذكية في الوطن العربي باهتمام وبحوث متزايدة. بينما لا تزال تنمية المدينة الذكية في مرحلة البداية في العديد من البلدان العربية النامية، إلا أنها تنمو وتزدهر في بعض الدول العربية الأخرى. ويمكن للدول العربية التعلم من تجارب الدول الأخرى في تنفيذ مشاريع ومبادرات المدن الذكية مثل سنغافورة، والصين، وكوريا الجنوبية، والإمارات. وبشكل عام يحتاج الوطن العربي وجود قيادة حالمة وقوية تُخطط لتنمية البلاد، وتحسين الواقع العربي.

المصادر

  1. Emerald insight
  2. Iraqi academic scientific journals
  3. IOP science
  4. IOP science
  5. IOP science
  6. Research Gate
  7. Semantic scholar
  8. IGI Global
  9. MDPI
  10. Semantic Scholar
  11. IEEE
  12. Semantic Scholar
  13. Semantic scholar
  14. civil engineering journal
  15. AHFE international
  16. Semantic scholar
  17. IEEE
  18. Research Gate
  19. ICSIS
  20. Research Gate
  21. Wiley online library
  22. Semantic scholar

الموسيقى وتأثيرها على جسم الإنسان

الموسيقى وتأثيرها على جسم الإنسان

تعد الموسيقى من المواضيع الرئيسة في معظم الحقول المعرفية, وذلك بسبب فاعليتها وسلطتها على الوجود الإنساني. ففي الأساطير القديمة, نجد دور الموسيقى في ترويض الطبيعة وفي بناء الشبكات الإجتماعية. دخل سؤال الموسيقى في الفلسفة قبل سؤال الإنسان, وحافظ هذا السؤال على مكانته في مختلف الفلسفات التي أطاحت بالكثير من الأسئلة, ومنها سؤال الله. العلوم الإنسانية وجدت ضالتها في الموسيقى في تفسيرها للظواهر الاجتماعي تارة وفي استخدامها كعالج نفسي تارة أخرى. وفي العلوم الطبيعية, تنشر باستمرار ورقات بحثية حول تأثير الموسيقى على الجهازين العصبي والمناعي, الدماغ ونشاط القلب. في هذا المقال سوف نسلط الضوء على الموسيقى وتأثيرها على جسم الإنسان من مختلف الزوايا. إقرأ أيضًا تاريخ الموسيقى

الموسيقى ونشاط القلب:

زيادة التوتر مرتبطة  مع معدل ضربات القلب وضغط الدم على حد سواء. تشير الدراسات إلى أن الموسيقى (مثل موزارت، السيمفونية رقم 40) يمكن أن تزيد أو تقلل من معدل ضربات القلب وضغط الدم(1). إن الموسيقى تعزز الاسترخاء من خلال التزامن الفسيولوجي و/أو النفسي. التزامن (Entrainment) هو مبدأ في الفيزياء، حيث يميل جسمين يتذبذبان بترددين مماثلين إلى أن يتسببا في اهتزاز متبادل تعاطفي  (mutual sympathetic resonance) وأن يتذبذبا بنفس التردد. يتم تحقيق التزامن باستخدام الموسيقى لاستدعاء الاسترخاء مباشرة. الأثر الموسيقي والعمليات الفسيولوجية (ضربات القلب، معدل التنفس، ضغط الدم، درجة الحرارة، هرمونات الكظر) مكونة من اهتزازات تحدث بشكل منتظم ودوري وتتألف من تذبذبات.

يمكن استخدام الأثر الموسيقي، وبالأخص الإيقاع والسرعة، كمزامن للتأثير على التغييرات في الاستجابات الفسيولوجية (مثل ضربات القلب، والتنفس، وضغط الدم) من خلال التزامن. عند استخدام الموسيقى لإحداث الاسترخاء من خلال التزامن، يجب أن يكون لديها إيقاعًا يساوي أو يقل عن معدل ضربات القلب أثناء الراحة (أقل من 80 نبضة في الدقيقة)، وديناميات قابلة للتنبؤ، وحركة ملحوظة للألحان، وهارمونيات ملائمة، وإيقاع منتظم دون تغييرات مفاجئة، وصفات صوتية تتضمن الأوتار والناي والبيانو أو الأصوات المركبة خصيصًا. يُستخدم هذه الخصائص الموسيقية لإحداث الاسترخاء من خلال جعل إيقاعات الجسم تبطئ أو تتزامن مع إيقاع الموسيقى(2).

ترتبط الموسيقى المسببة للاسترخاء بانخفاض القلق. يُعتقد أن الموسيقى ذات الإيقاع البطيء والثابت والمتكرر تمارس تأثيرًا مغناطيسيًا يسهم في الاسترخاء وتقليل القلق من خلال تهدئة الإدراك وتغيير الحالات الوعيية. نظرًا لأن الاسترخاء الفسيولوجي غير متوافق مع القلق، يمكن للموسيقى تغيير مستويات القلق المُدركة بينما تسهل استجابات فيزيولوجية أكثر استرخاءً. يمكن للموسيقى أن تقلل من القلق من خلال توجيه قنوات الانتباه في الدماغ نحو محتوى معنوي منشغل وملائم للسمع بدلاً من المحتوى البيئي المُجهِد(2).

الموسيقى والجهاز المناعي

يُحدث التوتر تغييرات رئيسية في الجهاز المناعي. حيث أظهرت الدراسات أن أنواعًا معينة من الموسيقى يمكن أن تعدل مستوى بعض العناصر المناعية مثل الإيمونوغلوبولين A (IgA) والخلايا القاتلة الطبيعية.  تشير النتائج إلى وجود علاقة إيجابية بين الموسيقى المريحة وعلامات التوتر المناعي.(3)

الموسيقى الترفيهية تعدل نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية ومستوى سيتوكين IL-10، وهي علامات للتوتر، وتحسين المزاج. في الآونة الأخيرة، تبين أن الموسيقى في حالات التوتر قادرة على رفع مستوى سيتوكين IL-6. سيتوكين IL-6 وسيتوكين IL-10 هما “علامات التوتر” المناعية(4).

الموسيقى وهرمون الكورتيزول

على الرغم من أن التوتر من ناحية والموسيقى من ناحية أخرى يمكن أن يسببان العديد من التغييرات الهرمونية، خاصة والأهم  هرمون الكورتيزول. الكورتيزول هو الهرمون الرئيسي للتوتر، والذي يرتفع مستواه في حالات التوتر، ويعدل الجسم ويساعده على التغلب على الوضع الموجود من خلال استجابات “القتال أو الهروب”. التوتر النفسي يثير استجابة عاطفية قوية وزيادة في مستوى الكورتيزول، ولكن التعرض للموسيقى يقلل من ارتفاع مستوى الكورتيزول. المواقف الإجهادية تسبب ارتفاعًا في مستوى الكورتيزول. أظهرت دراسة أن الموسيقى الرئيسية (مثل Allegro con spirito لموزارت، K448، الذي يسبب السعادة) قللت من التوتر ومستوى الكورتيزول أكثر من الموسيقى الصغيرة (مثل للبيتهوفن “فور اليز”، والتي تسبب الحزن). من ناحية أخرى، الموسيقى التقنية “تكنو” تزيد من إفراز العديد من هرمونات التوتر بما في ذلك الكورتيزول، بينما الموسيقى الكلاسيكية (مثل سيمفونية بيتهوفن 6) تقلل من مستوى الكورتيزول(5).

إقرأ أيضًاكيف تؤثر الموسيقى على أدمغتنا؟

الموسيقى وكيمياء الدماغ

الناقل العصبي الرئيسي في نظام المكافأة هو الدوبامين. الموسيقى اللطيفة تحرر الدوبامين في نواة الاكومبنس(6). من ناحية أخرى، الاستماع إلى الموسيقى البطيئة يقلل من مستوى النوريبينفرين (ناقل عصبي ينظم مستوى الاثارة)(7) . ناقل عصبي آخر يستجيب للموسيقى هو السيروتونين. الموسيقى اللطيفة تزيد من إفراز السيروتونين (الذي يسؤول عن المزاج الجيد) في الدماغ، في حين أن الموسيقى غير اللطيفة تقلل من مستوى السيروتونين(8).

جزيء آخر ينشط نظام المكافأة هو الإندورفين. الإندورفين يسبب شعورًا بالرفاهية والاسترخاء. إن الموسيقى اللطيفة ترفع مستوى الإندورفين، وأفاد المشاركون الذين تم معالجتهم بوكيل مستقبل الإندورفين بأنهم شعروا بلذة أقل بكثير عندما استمعوا إلى محفزات موسيقية تتحرك بشكل طبيعي. الموسيقى التقنية “تكنو” تقلل من مستوى الإندورفين، بينما الموسيقى الكلاسيكية ترفع مستوى الإندورفين(9)

الموسيقى تؤثر على موجات الدماغ:

بقدر ما تعكس النشاط الكهربائي حالة الدماغ، فإن هناك نوعين من موجات الدماغ تشير إلى الاسترخاء. الموجة ألفا (6-12 هرتز) تظهر أثناء الاسترخاء، والموجة ثيتا (4-7 هرتز) تظهر أثناء الاسترخاء العميق. أظهرت الدراسات أن موجات الدماغ (EEG) يمكن تغييرها بواسطة الموسيقى(10). تزيد موجات الدماغ ألفا وثيتا سواء بواسطة الموسيقى النوعية للراحة أو بواسطة تقنيات الاسترخاء الأخرى. لوحظ أن الأشخاص الذين يركزون انتباههم على محفز إيقاعي معين لفترة كافية يمكن أن يشعروا بمستوى جديد من الوعي.

يبدو أن موجات الدماغ تتحرك مع الإيقاع وكلما أمضى الشخص وقتًا أطول في التركيز عليه، زاد التزامهم مع الإيقاع. تمت أظهار أن الموسيقى لموزارت (K448) و(Symphony 94) تثير نشاطًا كهربائيًا مختلفًا في الدماغ(11). بينما تم توضيح تأثير الموسيقى المهدئة، فإن السؤال هو ما إذا كان تأثير الموسيقى هذا يتم من خلال تغيير تردد موجات الدماغ. أظهرت الدراسات على تأثير الموسيقى على النوم نتائج متضاربة، حيث أفاد بعضها بالتأثيرات الإيجابية وأخرى نفت ذلك. قضية النوم مهمة لأن مراحل النوم تتميز بترددات مختلفة لموجات الدماغ، وكذلك الموسيقى التي تثير تغييرات في المزاج(12).

الموسيقى والجهاز العصبي:

أحد الأمثلة، من بين العديد من الأمثلة، التي توضح كيف يمكن للموسيقى أن تؤثر في الوظائف العصبية مُقدم في تقرير يُشير إلى أن شدة انقباض عضلة العين الخاصة برد الفعل المفاجئ كانت أكبر وزمن الاستجابة لها أقصر خلال استماع الأشخاص إلى الموسيقى غير الممتعة مقارنة بالموسيقى الممتعة، مما يشير إلى أن النظام العاطفي الدفاعي يتأثر بالموسيقى(13). وتظهر تأثيرات أكثر عمقًا في التقارير التي تُظهر أن التدريب الموسيقي يعزز تنشيط وتطوير بنية الخلايا العصبية المعينة بما في ذلك القشرة الدماغية والأميجدالا والحصين (Hippocampus) وهايبوثالاموس (Hypothalamus) ويعزز قابلية الجهاز العصبي للتشكيل والتجدد الخلاية(14).

كما تؤدي بعض المسارات أيضًا إلى التوسط في الاستجابات العاطفية عند معالجة الموسيقى الممتعة وغير الممتعة على حد سواء, مع تنشيط محدد لمنطقة النواة الفطرية ومنطقة الجزء العرضي التلقائي المسؤولتين عن تنظيم الاستجابات القلبية والفسيولوجية للمحفزات الجائزة والعاطفية. وفي هذا السياق، تستحق منطقتان في الدماغ اهتمامًا خاصًا؛ تحت المهاد (Hypthalamus) بوظيفتها في التحكم في الاستجابة الهرمونية للضغوط النفسية والحصين الذي يعتبر جزءًا من الجهاز الليمبي ويتحكم في العواطف(15).

إقرأ أيضًا هل تؤثّر الموسيقى في نمو النبات؟

المصادر:

  1. Lemmer B. Effects of music composed by Mozart and Ligeti on blood pressure and heart rate circadian rhythms in normotensive and hypertensive rats. Chronobiol Int. 2008 Nov;25(6):971-86. doi: 10.1080/07420520802539415. PMID: 19005899.
  2. Merker BH, Madison GS, Eckerdal P. On the role and origin of isochrony in human rhythmic entrainment. Cortex. 2009 Jan;45(1):4-17. doi: 10.1016/j.cortex.2008.06.011. Epub 2008 Oct 30. PMID: 19046745.
  3. Zakaria Eletreby, M., El-Sayed Abd-El-Fattah, M., Sabry Ali Al-Dawy, H., Abd-El-Hameed Khedr, M., & Abd-El-Fattah El-Salamoni, M. (2018). EFFECTS OF MUSIC AND STRESS ON HEALING OF INDUCED WOUND IN THE SKIN OF ADULT MALE ALBINO RATS. Al-Azhar Medical Journal, 47(3), 493-510. doi: 10.12816/0052812
  4. Wachi M, Koyama M, Utsuyama M, Bittman BB, Kitagawa M, Hirokawa K. Recreational music-making modulates natural killer cell activity, cytokines, and mood states in corporate employees. Med Sci Monit. 2007 Feb;13(2):CR57-70. PMID: 17261984.
  5. Suda M, Morimoto K, Obata A, Koizumi H, Maki A. Emotional responses to music: towards scientific perspectives on music therapy. Neuroreport. 2008 Jan 8;19(1):75-8. doi: 10.1097/WNR.0b013e3282f3476f. PMID: 18281896.
  6. Sutoo D, Akiyama K. Music improves dopaminergic neurotransmission: demonstration based on the effect of music on blood pressure regulation. Brain Res. 2004 Aug 6;1016(2):255-62. doi: 10.1016/j.brainres.2004.05.018. PMID: 15246862.
  7. Yamamoto T, Ohkuwa T, Itoh H, Kitoh M, Terasawa J, Tsuda T, Kitagawa S, Sato Y. Effects of pre-exercise listening to slow and fast rhythm music on supramaximal cycle performance and selected metabolic variables. Arch Physiol Biochem. 2003 Jul;111(3):211-4. doi: 10.1076/apab.111.3.211.23464. PMID: 14972741.
  8. Evers S, Suhr B. Changes of the neurotransmitter serotonin but not of hormones during short time music perception. Eur Arch Psychiatry Clin Neurosci. 2000;250(3):144-7. doi: 10.1007/s004060070031. PMID: 10941989.
  9. Gerra G, Zaimovic A, Franchini D, Palladino M, Giucastro G, Reali N, Maestri D, Caccavari R, Delsignore R, Brambilla F. Neuroendocrine responses of healthy volunteers to ‘techno-music’: relationships with personality traits and emotional state. Int J Psychophysiol. 1998 Jan;28(1):99-111. doi: 10.1016/s0167-8760(97)00071-8. PMID: 9506313.
  10.  Levitin DJ, Tirovolas AK. Current advances in the cognitive neuroscience of music. Ann N Y Acad Sci. 2009 Mar;1156:211-31. doi: 10.1111/j.1749-6632.2009.04417.x. PMID: 19338510.
  11. Jausovec N, Habe K. The influence of Mozart’s sonata K. 448 on brain activity during the performance of spatial rotation and numerical tasks. Brain Topogr. 2005 Summer;17(4):207-18. doi: 10.1007/s10548-005-6030-4. PMID: 16110771.
  12. Chen J, Yuan J, Huang H, Chen C, Li H. Music-induced mood modulates the strength of emotional negativity bias: an ERP study. Neurosci Lett. 2008 Nov 14;445(2):135-9. doi: 10.1016/j.neulet.2008.08.061. Epub 2008 Aug 28. PMID: 18771704.
  13. Roy M, Mailhot JP, Gosselin N, Paquette S, Peretz I. Modulation of the startle reflex by pleasant and unpleasant music. Int J Psychophysiol. 2009 Jan;71(1):37-42. doi: 10.1016/j.ijpsycho.2008.07.010. Epub 2008 Jul 23. PMID: 18725255.
  14. Hyde KL, Lerch J, Norton A, Forgeard M, Winner E, Evans AC, Schlaug G. Musical training shapes structural brain development. J Neurosci. 2009 Mar 11;29(10):3019-25. doi: 10.1523/JNEUROSCI.5118-08.2009. PMID: 19279238; PMCID: PMC2996392.
  15. Baumgartner T, Lutz K, Schmidt CF, Jäncke L. The emotional power of music: how music enhances the feeling of affective pictures. Brain Res. 2006 Feb 23;1075(1):151-64. doi: 10.1016/j.brainres.2005.12.065. Epub 2006 Feb 3. PMID: 16458860.

ما التحديات التي تواجه الحكومات في إدارة المدن الذكية؟

هذه المقالة هي الجزء 15 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تتحول المدن الذكية بسرعة إلى حقيقة واقعة في العديد من أجزاء العالم. وتتبنّى الحكومات والبلديات الفوائد المحتملة المترتّبة على التقنيات المتقدّمة، والبيانات، بهدف تحسين نوعية حياة المواطنين، وتحقيق التنمية الشاملة. بيد أن تطوير وإدارة المدن الذكية ليس بالأمر السهل، ولا يخلو من التحديات. فما هي التحديات التي تواجه الحكومات في إدارة المدن الذكية؟

إدارة المدن الذكية

لا يوجد تعريف محدّد وموحّد حتى الآن للمدينة الذكية، لأنها مفهوم جديد نسبيًا. فتقترح الجهات الفاعلة تعريفاتها الخاصة التي تتناسب مع آلية عملها، بالرغم من ذلك يوجد بعض المبادئ العامة التي تتبعها الحكومات لإدارة المدن الذكية. ومن المهم ملاحظة أن إدارة المدن الذكية هي عملية مستمرّة تتطلّب تكيُّفًا وإبداعًا، وتختلف الاستراتيجيات والنهج المتّبعة من حكومة إلى أخرى. [1]

عمومًا تتبع الحكومات نهجًا لإدارة دورة الحياة الحضرية. يتضمّن تصميم، وصيانة التفاعلات بين الأنظمة الفرعية وذلك لإنشاء نظام بيئي شامل ومستدام داخل المدينة. كما تلعب دورًا حاسمًا كعامل تكامل بين الوظائف المختلفة المكونة للمدينة. فهي تنسّق، وتشرف على تنفيذ مختلف مبادرات المدن الذكية، وتضمن الأداء السلس للأنظمة.[1]

تشارك الحكومات مختلف أصحاب المصلحة في إدارة المدن الذكية بما في ذلك المواطنين، والشركات، والأوساط الأكاديمية. من أجل ضمان مشاركتهم النشطة في تنمية المدينة وقيادتها. وتدخل التقنيات الذكية في أنظمتها مثل الذكاء الاصطناعي AI، وأجهزة الاستشعار، وإنترنت الأشياء IoT. كما تعتمد على تحليل البيانات في صنع القرار، إذ يتمكّن أصحاب القرار بفضل الرؤى المستنيرة للبيانات من تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. من ثم تخصيص الموارد على النحو الأمثل، وتقديم الخدمات المطلوبة.[2]

لكن تواجه الحكومات تحديات صعبةً في إدارة المدن الذكية، بسبب العديد من المشكلات التقنية وغير التقنية. نتيجةً لذلك يتعيّن على صنّاع القرار دراسة هذه التحديات من أجل وضع الخطط اللازمة للتغلّب عليها.

تحديات البنية التحتية

يتطلّب التطبيق الفعّال للتقنيات الذكية بنيةً تحتيةً قويةً وموثوقةً، غير أن العديد من المدن تفتقر إلى البنية التحتية المطلوبة. وقد تفتقر إلى الهياكل الأساسية المادية (مثل أجهزة الاستشعار، وشبكات الاتصالات)، أو الهياكل الأساسية المؤسسية (مثل السياسات، واللوائح التنظيمية الداعمة). ويشكّل نقص البنية التحتية تحديًا حقيقيًا للحكومات في إدارة المدن الذكية، إذ تعوق تكامل البيانات الضخمة التي تسهم في تنمية المدينة.[3]

تعتبر المدينة موطنًا لسكان متنوعين ذوي احتياجات وتوقعات مختلفة. مما يجعل من الصعب تصميم وتنفيذ بنية تحتية تلبي احتياجات الجميع، وتوفر فرصًا متكافئةً للحصول على الخدمات الذكية. لذلك تحتاج الحكومات تخطيطًا وتنسيقًا دقيقًا لضمان استفادة الجميع من التقنيات الحديثة بمن فيهم كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة.[3]

تحديات خصوصية البيانات والأمن

تتعرض إدارة المدن الذكية للعديد من التحديات المتعلّقة بخصوصية البيانات والأمن، لأنها تنطوي على جمع البيانات الحسّاسة، وتخزينها، ومعالجتها. وتولّد المدن الذكية كميةً هائلةً من البيانات من أجهزة مختلفة كالكاميرات، والمستشعرات. وإذا استخدمت هذه البيانات بشكل غير مسؤول، أو مدروس، أو بسوء نيّة فقد تؤدي إلى آثار سلبية مثل انتهاك حقوق الإنسان، والمبادئ الأخلاقية. على سبيل المثال؛ يمكن أن يؤدي خرق البيانات إلى نشر معلومات حساسة كالبيانات الشخصية، والمعلومات المالية، والبيانات التجارية السرية. مما يؤدي إلى سرقة الهوية، أو الاحتيال، وغيرها من الأنشطة الخبيثة. كما يؤدي انتهاك البيانات إلى انتهاك الخصوصية حين تعرض المعلومات الشخصية لأطراف غير مصرح لها. الأمر الذي يسبب فقدان الثقة بنظام المدينة، ويخفض مشاركة المواطنين.[4][5]

يكثر التهديد السيبراني مع زيادة رقمنة المدن مما يخلق مخاوف أمنيةً مختلفةً. حيث يمكن للمخترقين استغلال نقاط الضعف في نظام المدينة لشنّ هجمات إلكترونية على الأجهزة والأنظمة. [4]

تحديات سياسية في إدارة المدن الذكية

تنطوي مشاريع المدن الذكية على نقل الوظائف العامة الحاسمة إلى أنظمة الحاسوب. نتيجةً لذلك من المهم ضمان أن يكون للجمهور رأي في اقتناء البنية التحتية الرقمية، والتحكم بها. بالرغم من ذلك غالبًا ما تُستبعد المنظمات المجتمعية من عمليات اتّخاذ القرار بشأن تنفيذ المدينة الذكية. وقد يؤدي ذلك إلى حدوث توترات سياسية.[6]

إضافةً إلى ذلك، قد تخلق المدينة الذكية تحديًا للأشخاص المستبعدين، بسبب ذلك تتشكّل مشكلة الإدماج الاجتماعي. يعني ذلك أن مشاريع المدن الذكية قد لا تكون متاحةً أو مفيدةً لجميع أفراد المجتمع، ولاسيما أولئك المهمشون، أو المستبعدون. يزيد التوتر بين مختلف الفئات، وتتعقد المشكلات المرتبطة بالإدماج الاجتماعي بسبب الأبعاد الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية للبلدان. لذلك يحتاج الخبراء إيجاد حلول مصممة خصيصًا لكل نظام ذكي.[7]

تواجه الحكومات كذلك مشكلة الإنصاف الرقمي. ويشير المصطلح إلى أن جميع الأفراد والمجتمعات لديهم إمكانية متساوية للوصول إلى تكنولوجيا المعلومات المطلوبة للمشاركة في الحياة الرقمية. وأبرزت الأبحاث التي أجريت مؤخرًا أن كوفيد-19 يزيد أوجه عدم المساواة القائمة، ويزيد تفاقم الفجوة الاجتماعية ذات الصلّة بالتكنولوجيا. ولا سيما بالنسبة للمجتمعات التي تعاني من العنصرية بما في ذلك المهاجرين الجدد، واللاجئين، والأقليات العرقية. ويعني ذلك أن بعض الناس قد لا يحصلون على التقانة اللازمة للمشاركة في المشاريع الذكية. فيؤدي ذلك إلى حدوث صراع بين أفراد المجتمع. [8]

صعوبة تقبل المواطنين لمبادرات المدن الذكية

تواجه إدارة المدن الذكية عدّة تحديات متعلّقة بتقبل المواطنين، ومشاركتهم بمبادرات المدن الذكية ومنها:

قلّة الفهم

تتمثل إحدى المشكلات في عدم فهم البلديات والقطاعات العامة لمفهوم المدن الذكية بشكل كامل. فينعكس ذلك بدوره على جودة تنفيذ الحلول الذكية. ويرجّح سبب المشكلة لنقص الخبراء القادرين على تقديم حلول شاملة للبلديات. على سبيل المثال؛ وجدت دراسة أجريت في سلوفاكيا، وإيطاليا، ولتوانيا، والدنمارك أن فهم البلديات لفكرة المدينة الذكية كان منخفضًا. ويؤثر ذلك على تقبُّل المواطنين للمدينة الذكية، لأن صانعي القرار لا يفهمون تمامًا آثار تنفيذ الحلول الذكية على بيئتهم. [9]

عدم مشاركة المواطنين

غالبًا ما تحدث مشاركة المواطنين في المدن الذكية من خلال منصات مشاركة مخصصة. حيث يمكن للمواطن عن طريقها التصويت، والمناقشة، وتقديم الأفكار. بالرغم من ذلك ، قد لا تكون المنصات الحالية فعّالةً في إشراك المواطنين إذ قد لا يدركون وجودها، أو قد لا يشعرون بأن مشاركتهم ستحدث فرقًا. وهذا النقص في المشاركة يمكن أن يُصعب على الحكومات إدراك ما يريده المواطن، وقد يؤدي إلى انعدام الثقة بين المواطنين والحكومة. [10]

الإحجام عن خلق القيمة بشكل مشترك

غالبًا ما ينظر المواطنون إلى المراقبة من قبل السلطات على أنها قمعية. بالتالي يظهرون تردّدًا في المشاركة في خلق القيمة من الخدمات الذكية، إذ تحتاج عملية صنع القيمة تعاونًا بين السكان والحكومة معًا. مع ذلك قد لا يكون المواطنون على استعداد للمشاركة في هذه العملية إذا شعروا بأن خصوصياتهم تنتهك. على سبيل المثال؛ إذا استخدمت الحكومة كاميرات لمراقبة الأماكن العامة، ربما يشعر السكان بعدم ارتياح، ولا يكونون على استعداد للمشاركة في المبادرات التي تتطلّب منهم مشاركة معلوماتهم الشخصية.[11]

استياء السكان

يشير ذلك إلى عدم رضى المواطن عن التقنيات الذكية، والعملية الديموقراطية، والتأثير المجتمعي للمدينة الذكية. مثلًا قد يشعر السكان بأن التقانة لا تخدم احتياجاتهم، وأنه لا يجري استشارتهم على النحو الملائم في عملية صنع القرار، وقد يساورهم القلق أيضًا بشأن قضايا الخصوصية. ويمكن أن يؤدي هذا السخط، والاستياء إلى مقاومة تنفيذ مبادرات المدن الذكية.[12] على سبيل المثال؛ خطّطت شركة Sidewalk labs وهي تابعة لشركة Alphabet inc -الشركة الأم لGoogle- مع مؤسسة تنشيط واجهة تورونتو البحرية لإنشاء حي ذكي على الواجهة البحرية للمدينة ويدعى المشروع Sidewalk Toronto. لكن واجه المشروع مشاكل بسبب المخاوف بشأن الخصوصية، وجمع البيانات، والشفافية. وألغي في نهاية المطاف عام 2020. [13]

الاختلافات الثقافية

تؤثر الاختلافات الثقافية على قبول، واعتماد التقانة الذكية في المجتمع ومن المهم النظر في هذه العوامل قبل تنفيذ مبادرات المدن الذكية. على سبيل المثال؛ قد يعزى سبب نجاح الأنظمة الذكية لإدارة النفايات SWMS إلى العديد من العوامل، بما في ذلك الدور الثقافي للمجتمع. حيث ينظر في بعض الثقافات إلى إدارة النفايات على أنها مسؤولية جماعية، ويرجح مشاركة السكان في الأنشطة التي تعزّز النظافة كاليابان. لكن في نفس الوقت، ينظر إلى إدارة النفايات في ثقافة أخرى على أنها مسؤولية فردية، وقد ولا يكون المواطنون على استعداد للمشاركة في الأنشطة التي تتطلّب منهم تغيير سلوكهم. [14]

تحديات التمويل

تعد إدارة المدن الذكية مهمةً مكلفةً للغاية، حيث يلزم تنفيذ بنية تحتية جديدة تعهدًا ماليًا كبيرًا، بالتالي يشكل عقبةً وخصوصًا بالنسبة للبلدان النامية. ويرى الكثيرون أن الاعتماد على الهياكل، والبنى الأساسية القائمة هو المفتاح لمعالجة مشكلة التكلفة، إلا أنها لا تخلو كذلك من صيانة، وتشغيل، ومعالجة مما يجعلها مكلفةً أيضًا.[15]

يعتبر تأمين التمويل مهمةً شاقةً تتطلب حلولًا إبداعيةً لسدّ الفجوة بين رأس المال الأولي الذي تقدّمه الحكومة، والأموال اللازمة لإتمام المشاريع. مثلًا قدّمت بعثة المدن الذكية في الهند تمويلًا لمدن مختلفة على أساس مقترحات مشاريعها. فحصلت كل مدينة على رأس مال أولي من الحكومة لتحويل حوالي 22 مليون يورو إلى المقترحات الواعدة. مع ذلك، تشير التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى حوالي 88 مليار يورو على مدى السنوات العشرين المقبلة، أي حوالي 4.5 مليار يورو سنويًا. وبذلك سيشكل تمويل جميع المشاريع تحديًا أمام الحكومة في المقام الأول لأنها تعتمد على الاستثمار الخاص، والشراكات بين القطاعين العام والخاص.[16]

تحديات لا تنتهي

تواجه إدارة المدن الذكية تحديات أخرى كثيرة مثل التنسيق بين القطاع العام والخاص، ونقص القدرة على تنفيذ مبادرات المدن الذكية، وتحديات الخدمات العامة كتقديم خدمات مبتكرة تعالج المشاكل الحضرية الملحّة، وغيرها الكثير أيضًا.

عمومًا لن يتحقّق تعظيم إمكانات المدن الذكية إلا من خلال ثقة المواطنين، جنبًا إلى جنب مع تعاون أصحاب المصلحة الرئيسيين في البلديات والقطاع الخاص. إذ ينبغي على الجهات الفاعلة النظر إلى هذا المشروع باعتباره مشروعًا طويل الأجل بدلًا من التعامل مع الحاجات الملحة، والحلول قصيرة الأمد.

المصادر

  1. SSRN
  2. Semantic scholar
  3. Emerald insight
  4. Semantic scholar
  5. Semantic scholar
  6. ACM digital library
  7. AIS eLibrary
  8. National library of medicine
  9. MDPI
  10. Science direct
  11. Emerald insight
  12. Science direct
  13. Frontiers
  14. international journals of industry & sustainable development
  15. Semantic scholar

عناصر الحرم الشريف: البوائك والأروقة

تعرّفنا في مقالاتٍ سابقة على العناصر المكوّنة للحرم القدسيّ الشريف، من مساجده المختلفة ومآذنه إلى قبابه ومدارسه وسُبُل الماء الموجودة فيه وأبوابه، وفي هذا المقال سنكمل الحديث عمّا تبقّى من عناصره الأساسية وهي البوائك (القناطر) والأروقة.

البوائك

ويُقصَد بها مجموعة الأعمدة المتتابعة على خط مستقيم، والموصولة في أعلاها بأقواس.

البائكة الجنوبية

تم بناؤها لأول مرة خلال العصر العباسي وتم تجديدها مرتين بعد ذلك: مرة خلال العصر الفاطمي ومرة من قبل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في عام 1893 م. تتكون من عمودين حجريين بينهما ثلاثة أعمدة رخامية يعلوها عدد من الأقواس المدببة. تحتوي البوابة على ساعة شمسية تم نحتها في منتصف واجهتها الجنوبية عام 1907 ميلادية [1].

الشكل 1: البائكة الجنوبية

البائكة الشرقية

لا يزال العام أو العصر الدقيق الذي شيدت فيه هذه البوابة غير معروف. يدعي بعض المؤرخين أنه تم بناؤها خلال العصر العباسي، بينما يقول آخرون إنه تم بناؤها تحت حكم الفاطميين. ومع ذلك، فمن المرجح أنها قد بُنِيَت خلال العصر العباسي وجُدِّدَت من قبل الفاطميين في وقتٍ لاحق. تتكون البائكة من عمودين حجريين بينهما أربعة أعمدة رخامية تعلوها أقواس [1].

الشكل 2: البائكة الشرقية

البائكة الغربية

تم بناء البائكة الغربية في عام 951 م ولا يزال مؤسسها غير معروف. تتكون من عمودين حجريين بينهما ثلاثة أعمدة رخامية يعلوها عدد من الأقواس [1].

الشكل 3: البائكة الغربية

البائكة الشمالية الغربية

تم بناء البائكة الشمالية الغربية من قبل الملك المملوكي الأشرف شعبان في 1376 ميلادية، وتم تجديدها في 1520 ميلادية من قبل السلطان العثماني سليمان القانوني. تتكون من عمودين حجريين بينهما ثلاثة أعمدة رخامية تعلوها أقواس [1].

الشكل 4: البائكة الشمالية الغربية

البائكة الشمالية الشرقية

بنى السلطان محمد بن قلاوون هذه البائكة في عام 1325م. تتكون من دعامتين حجريتين متصلتين بعمودين حجريين رفيعين تعلوهما أقواس [1].

الشكل 5: البائكة الشمالية الشرقية

البائكة الجنوبية الغربية

أشرف الأمير ناصر الدين النشاشيبي، حاكم القدس في عهد السلطان قايتباي، على بناء هذه البائكة في عام 1472-1473 م. تتكون من دعامتين حجريتين بينهما عمودان رخاميان تعلوهما ثلاثة أقواس [1].

الشكل 6: البائكة الجنوبية الغربية

البائكة الجنوبية الشرقية

تم بناء هذه البوابة في عام 1030م خلال العصر الفاطمي. تتكون من عمودين حجريين مرتبطين بعمودين من الرخام تعلوهما أقواس [1].

الشكل 7: البائكة الجنوبية الشرقية

الأروقة

الرواق الشمالي

بنى الملك عيسى المعظم أقدم جزء من الرواق الشمالي، والذي يمتدّ إلى الغرب من باب العتم، في عام 1213 م. يمكن العثور على نقش في هذا الجزء من الممر يوثق اسم مؤسسه وسنة بنائه. تم بناء عدد من المدارس فوق الممر: المدرسة الأمينية، المدرسة الأسعردية، المدرسة الفارسية، المدرسة الملكية، وغيرها.

يتكون الرواق من أعمدة حجرية ضخمة تعلوها أسقف مقوسة وأقبية وممرات متداخلة. وهي مرصوفة بأرضيات حجرية أعلى بقليل من باقي باحات الأقصى. خلال العهد العثماني، تم إغلاق الممر بحواجز حجرية وتحويله إلى نزل للحجاج الفقراء [1].

وينقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: يبدأ من باب الأسباط حتى باب حطة. جُدد زمن السّلطان الأشرف شعبان سنة 1366 – 1367م

القسم الثاني: من باب حطة حتى باب شرف الأنبياء. يعود بناؤه إلى الملك الأوحد نجم الدّين يوسف بن الملك الناصر داود سنة 1296 – 1297م

القسم الثالث: من باب شرف الأنبياء حتى المنطقة الصخرية. ورد ذكره في العصر الفاطمي، ثمّ جُدد زمن الملك المُعظّم عيسى الأيوبي سنة 1213 – 1214م [2].

الشكل : الرواق الشمالي

الرواق الغربي

تم بناء هذا الرواق خلال العصر المملوكي بين 1307-1336 م.
يتكون من أعمدة حجرية تعلوها أسقف مقوسة وعدد من الممرات المتداخلة، وهو مرصوف بأرضيات حجرية أعلى بقليل من باقي باحات الأقصى [1].

وينقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: يبدأ من باب الغوانمة حتى باب الناظر وبُني سنة 1306 م بإشراف الأمير بلفاق بن جفان الخوارزمي.

القسم الثاني: من باب الناظر حتى باب السّلسلة وبُني سنة 1336م بإشراف الأمير تنكز الناصري في عهد السّلطان محمد بن قلاوون، في نفس فترة بناء باب القطانين.

القسم الثالث: من باب السّلسلة حتى باب المغاربة بُني سنة 1313مـ، بإشراف الأمير موسى بن حسن الهدباني. وجُدد في العصر العثماني بأمر بيرم باشا والي مصر [3].
في الماضي، كانت ممراته تستخدم للتجمعات العلمية [1].

الشكل 9: الرواق الغربي

المصادر

  1. haramalaqsa.com – aqsa-en-jordan-final.pdf
  2. – الرواق الشمالي awqafalquds.org – aqsa landmark
  3. – الرواق الغربي awqafalquds.org – aqsa landmark

صباحًا أم مساءًا، ما هو أفضل وقت لممارسة الرياضة؟

الصباح أم المساء! هل تساءلت يومًا عن أفضل وقت لممارسة الرياضة؟
إن لممارسة الرياضة فوائد عديدة حقًا على الجسم والذاكرة والدورة الدموية. ولكن هل هناك وقت معين تستفيد منه بصورة أكبر عند ممارسة الرياضة؟ هذا ما سنذكره بالمقال التالي.

فوائد تمارين الصباح

على الرغم من اعتقاد بعض الناس أن المجهود البدني مثل ممارسة الرياضة بالصباح وظيفة صعبة ومجهدة، إلا أن التمرين بالصباح الباكر قبل الانخراط بالحياة أو الذهاب إلى العمل يرفع هرمون الإندورفين الذي يساعد على الاسترخاء وهدوء الأعصاب. ناهيك أنك ستنجز مهمة شاقة مثل إنهاء التمرين قبل حتى بدء يومك مما يعطيك شعور بالرضا لإنجازك بعض المهام ويزيل عنك عبء التفكير ويعطيك وقت أكبر لعمل مهام أخرى. وقد أظهرت الدراسات أن ممارسة الرياضة بالصباح تزيد من التمثيل الغذائي للشخص طوال اليوم مما يعني زيادة بحرق السعرات الحرارية ونزول الوزن بصورة أسرع. على عكس ممارسة الرياضة بالليل حيث سيكون حرق السعرات أثناء النوم فقط.


ولأن الرياضة تزيد من معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم. فإن ممارسة الرياضة ليلًا قد تكون سبب من أسباب حدوث الأرق وقد تعيق قدرتك على الحصول على بعض النوم. ففي دراسة أجريت على 51 شابًا مراهقًا يتمتعون بصحة جيدة، أظهرت النتائج أالمجموعة التي ركضت 30 دقيقة في الصباح لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع قد تحسن لديها جودة النوم والمزاج والتركيز خلال النهار، فضلاً عن انخفاض النعاس والنشاط الدائم أثناء النهار، مقارنةً بالمجموعة الآخرى التي لم تمارس الرياضة. وأثبتت الدراسة أن ممارسة الرياضة في الساعة 7 صباحًا قد تساعد الأفراد في الحصول على نوم أفضل في الليل. مقارنةً بفترة ما بعد الظهر أو المساء.
أيضًا ممارسة الرياضة دون طعام على معدة فارغة تعمل على حرق الدهون بصورة أكبر. حيث يمكن أن يحرق المتمرنون ما يصل إلى 20 في المائة من دهون الجسم أكثر عندما يمارسون الرياضة بمعدة فارغة قبل الإفطار.

فوائد ممارسة الرياضة بالمساء

في حين أنه قد يبدو أن الصباح هو الوقت المثالي لممارسة الرياضة. فإن ممارسة الرياضة في فترة ما بعد الظهر أو في الليل وتحديدًا ما بين الساعة 2 إلى 6 مساءًا لها مزاياها المثبتة علميًا؛ حيث وجدت إحدى الدراسات أن جسمك يكون في ذروة النشاط والحيوية في فترة ما بين الظهر والليل ويكون فيها جسمك أكثر استعدادًا، مما يجعله أكثر الأوقات فعالية في اليوم لممارسة الرياضة، وعند التمرين بتلك الأوقات سوف تزداد درجة حرارة جسمك على مدار اليوم، مما يؤدي إلى تحسين وظيفة العضلات وقوتها ونشاط الإنزيم والقدرة على التحمل.
ومن أهم مزايا ممارسة الرياضة بالمساء هي توفر المزيد من الوقت والذي بالتبعية يؤدي إلى تركيز أفضل والتزام أفضل بالتمرين، وأيضًا يمكن أن تكون التمارين المسائية طريقة رائعة للتخلص من التوتر وتعزيز هرمون الإندورفين والاسترخاء من يوم العمل.
ميزة أخرى من مزايا ممارسة الرياضة بالمساء أنه يكون وقت رد فعلك في أسرع حالاته بفترة الظهيرة للمساء، وهو أمر ضروري للتمارين عالية النشاط والكثافة مثل المشي السريع أو الملاكمة أو كرة السلة. و يكون عندها معدل ضربات القلب وضغط الدم في أدنى مستوياته مما يقلل من فرص الإصابة ويزيد من تحسين الأداء.
وعلى الرغم أن البعض قد يحذر الأفراد من أن التمارين الرياضية في الليل لأنها يمكن أن تقلل جودة نومك. إلا أنه قد وُجد في إحدى الدراسات أن رافعي الأثقال في المساء قد ينامون بشكل أفضل ولفترة أطول من قرنائهم الذين قاموا بنفس التمرين في الصباح.
هناك أيضًا أدلة على أن ممارسة التمارين الرياضية الهوائية في المساء يمكن أن تحسن بالفعل نوعية النوم لدى كبار السن، مما قد يكون وسيلة مفيدة للحصول على راحة أفضل بدون أدوية.

إذًا ما هو أفضل وقت لممارسة الرياضة؟

لا شك أن هناك فوائد للتمارين الصباحية والمسائية سواء. ويتفق الخبراء على أن أي وقت قد تجده لممارسة الرياضة أفضل من عدم ممارسة الرياضة على الإطلاق، بينما تبدو العلوم والدراسات متناقضة، هناك شيء واحد واضح وهو أن التمرين مهم بغض النظر عن الوقت من اليوم الذي تقوم فيه بذلك وما يهم حقًا هو أن تجد وقتًا من اليوم يناسبك ويناسب جدولك الزمني.وقد يكون للتمرين الصباحي فوائد مثل تقليل التشتيت وزيادة التركيز والإنتاجية طوال اليوم وتعزيز العادات الصحية، لكن التمرين المسائي قد يكون أفضل إذا كنت تريد تحسين أداءك الرياضي.


مصادر أفضل وقت لممارسة الرياضة

  1. healthline
  2. webmed
  3. forbes

كيف تحسن المدن الذكية الاقتصاد المحلي؟

هذه المقالة هي الجزء 9 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تساعد المدن الذكية الحكومات في مواجهة تحدّيات المدن الرئيسية للوصول في نهاية المطاف إلى مفهوم الشعب الذكي، والاقتصاد الذكي. ولا يشمل مفهوم المدينة الذكية استخدام التقنيات الحديثة فحسب، لكنه يمتد ليشمل رأس المال البشري، والقضايا الاجتماعية، والبيئية، والاقتصادية. فكيف تحسن تقنيات المدن الذكية من الاقتصاد المحلي وتطوّره؟

التنمية الاقتصادية في المدن الذكية

تهدف المدن الذكية إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي، وتحسين الاقتصاد المحلي عن طريق الاستفادة من الحلول القائمة على التقنيات المتطورة، والبيانات. وتسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية بواسطة دمج التقنيات الذكية كالشبكات الذكية، وتعلم الآلة، والذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات مثل الطاقة، والنقل، والرعاية الصحية. بسبب ذلك تخلق فرصًا جديدةً للشركات، وتجذب الاستثمارات، وتحفّز النشاط الاقتصادي.[1]

دور الحلول الذكية في تطوير الاقتصاد

تلعب الحلول الذكية دورًا حاسمًا في تطوير اقتصاد المدن الذكية بطرق مختلفة. فتساعد المدن على إدارة مواردها بكفاءة أكبر، مما يؤدي إلى توفير التكاليف، وزيادة الإنتاجية. على سبيل المثال؛ نفّذت مدينة أمستردام شبكة طاقة ذكية أدت إلى تقليل هدر الكهرباء، وانخفاض تكلفتها مما عزّز النشاط الاقتصادي.[2]

يمكن لأنظمة النقل الذكية الحد من الازدحام المروري، وتحسين تدفّق السلع والأشخاص، بسبب ذلك يتعزّز النشاط الاقتصادي للمدينة. مثلًا، تحد إدارة حركة المرور الذكية في برشلونة من اختناقات المرور، وتحسن التنقل، وتقلّل من أوقات السفر.[3]

إضافةً إلى ذلك، تحسن الحلول الذكية نوعية حياة الأفراد، من خلال توفير خدمات أفضل مما قد يجذب أعمالًا، ومواهب جديدةً للمدينة. على سبيل المثال؛ طبّقت فيينا في النمسا أنظمة رعاية صحية ذكية، وحسنت الوصول إلى الرعاية الصحية، وساعدت على خفض تكاليف العلاج. أدى ذلك إلى تحسين حياة السكان، وجذب الأعمال التجارية إلى المدينة.[4]

كيف تجذب المدن الذكية الاستثمارات الجديدة؟

تجذب المدن الذكية الشركات الصغيرة والناشئة بعدّة طرق ومنها:

  • بنية تحتية متطوّرة، تقدّم المدن الذكية عادةً بنيةً تحتيةً أفضل من غيرها كالإنترنت عالي السرعة، وأنظمة النقل الذكية، وشبكات الطاقة الفعّالة. والتي تجذب بدورها الشركات المعتمدة على هذه الخدمات من أجل تحسين عملياتها، وتطوير خدمات ومنتجات مبتكرة، والوصول إلى قاعدة أوسع من العملاء. [5][6]
  • مراكز الابتكار، تعزز المدن الذكية الابتكار من خلال توفير بيئة ذكية داعمة للشركات الناشئة، وروّاد الأعمال المهتمين بتطوير واختبار تقنيات جديدة. على سبيل المثال؛ نفذت الحكومة في سنغافورة مبادرات مختلفة لدعم منظمي المشاريع مثل توفير التمويل، وبرامج الإرشاد. أدى ذلك إلى تطور نظام مزدهر ساهم في نمو الاقتصاد المحلي.[4]
  • الحوافز الحكومية، تستطيع الحكومة تقديم حوافز مثل الإعفاءات الضريبية، أو المنح للأعمال التجارية التي تستثمر في التقنيات الذكية.[5][7]
  • فرص التعاون والربط الشبكي، توفّر المدن الذكية فرصًا للتعاون بين الشركات الناشئة، والشركات الكبرى، وأصحاب المصلحة الآخرين. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة شراكات جديدة، وفرص استثمارية، وإمكانية تبادل المعلومات أو الحصول على توجيه.[5][6]
  • النمو الشامل، تهدف مبادرات المدن الذكية بشكل عام إلى معالجة أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز النمو الشامل. بسبب ذلك تستفاد الشركات الناشئة من خلال الوصول المتكافئ إلى الموارد، والخدمات، والفرص بصرف النظر عن حجم الشركة أو خلفيتها.[8]

وظائف جديدة للمواطنين

يهدّد الذكاء الاصطناعي AI اليوم وظائف كثيرين من السكان، لكن في نفس الوقت تنشئ مبادرات المدن الذكية أدوارًا وظيفيةً جديدةً. ومنها:

  • مدراء مشاريع، يشرف هؤلاء المتخصّصون على تطوير وتنفيذ مشاريع المدينة الذكية، ويضمنوا إكمالها في الوقت المحدّد، وضمن الميزانية المحسوبة.
  • محلّلو البيانات، تولِّد التقنيات كميات كبيرةً من البيانات. مما يخلق فرص عمل لمحللي البيانات الذين يساعدون على فهم هذه البيانات، من ثم يستخدمونها لاتّخاذ القرارات الحاسمة.
  • محترفو تقانة المعلومات IT، بلا شك تتطلّب التقنيات الذكية محترفي تقانة المعلومات من أجل تصميم، وتطوير، وصيانة الأجهزة والبرمجيات اللازمة.
  • مهندسون، غالبًا ما تنطوي المدن الذكية على تطوير بنية تحتية جديدة تتناسب مع التغيّرات المستمرة. بسبب ذلك تحتاج إلى مهندسين يمكنهم تصميم وبناء هذه البنية الحديثة.
  • مهندسو التخطيط العمراني، تحتاج مبادرات المدن تخطيطًا، وتنسيقًا دقيقًا، فيخلق ذلك فرص عمل لمخططي المدن ومهندسي العمارة.
  • روّاد أعمال، تتشكّل مع نشوء الصناعات الجديدة فرصًا تجاريةً جديدةً لرجال الأعمال المهتمّين بتطوير واختبار التقانات الحديثة. [5][9]

كيف تؤثر السياحة على النمو الاقتصادي في المدن الذكية؟

تشير السياحة الذكية إلى استخدام التقانة والابتكار في إدارة السياحة، وتقدّم العديد من الفوائد للدول ومنها تعزيز النمو الاقتصادي. على سبيل المثال؛ تسمح السياحة الذكية للسياح بالتواصل بشكل أفضل والتفاعل مع المدن لإقامة علاقات أوثق مع السكان، والشركات المحلية، والحكومة المحلية. فتخلق بذلك اقتصادًا سياحيًا ذكيًا بموارد ولاعبين جدد، ونماذج تبادل مبتكرة.[10]

تعتبر السياحة مصدرًا هامًا لإيرادات النقد الأجنبي للدول. علاوةً على ذلك، تُحسّن الخدمات، والمشاريع الاستثمارية، وتصنع جوًا للمنافسة بين الشركات المحلية والعالمية في البلدان السياحية. وتطور أيضًا مؤهلات القوى العاملة، فيؤدي ذلك إلى توفير فرص عمل أفضل للسكان بأجور أعلى.[11]

قيم العقارات في المدن الذكية

توجد بحوث محدودة حول تأثير مبادرات المدن الذكية على قيم العقارات، بالرغم من ذلك تشير بعض الدراسات إلى التأثير الإيجابي لها على سوق العقارات. ومن المهم ملاحظة اختلاف تأثير المبادرات حسب الحلول المنفّذة، والسياق المحلي للمدن. إذ يحظى نهج كل مدينة بمزايا وتحديات اقتصادية فريدة وخاصّة به. بشكل عام تعزز هذه المبادرات جاذبية المدينة، نتيجةً لذلك يزداد الطلب على العقارات وترتفع قيمتها. مثلًا، قد يجعل تطبيق أنظمة النقل الذكية كالقيادة الذاتية الوصول إلى بعض المناطق أسهل، فيتسبب ذلك بزيادة الطلب على العقارات في تلك المناطق. كما تساهم التقنيات الذكية كالذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء IoT في خلق فرص جديدة للتنمية العقارية مثل تطوير الأبنية والمنازل الذكية فيزداد الطلب على هذه الأبنية.

من المعروف أن المدينة الذكية تعتمد على الاستعمال الأمثل للموارد، وتبسيط العمليات، بسبب ذلك تتحقّق وفورات في التكاليف للحكومة والمواطنين. مما يجعل هذه المناطق مرغوبةً أكثر بالنسبة للمشترين المحتملين.[12] كذلك تواجه الدول اليوم تحديات بيئيةً خطيرةً كالتغيّر المناخي، نتيجةً لذلك يسعى بعض الناس إلى الاستثمار في المناطق التي تعطي أهميةً للاستدامة البيئية. وهنا تأتي أهمية المدن الذكية التي تعزز الاستدامة البيئية.

ساهمت مبادرات المدينة الذكية في برشلونة -والتي تشمل الإضاءة الذكية، وإدارة النفايات، والنقل- في ازدياد الجاذبية العامة للمدينة. فأدّى ذلك إلى زيادة الطلب على العقارات. بينما ساهمت مبادرات مدينة أمستردام -والتي تشمل أنظمة وقوف ذكية للسيارات، ومباني موفرة للطاقة- في استدامة المدينة. فأدّى ذلك إلى ارتفاع قيمة عقاراتها.[13]

تحديات تواجه الشركات الصغيرة والناشئة

تواجه الأعمال التجارية الناشئة عدّة تحدّيات عند محاولة الاستفادة من مبادرات المدن. وتتضمّن هذه التحديات ما يلي:

  • الامتثال التنظيمي، قد تواجه الشركات الصغيرة صعوبةً في التعامل مع اللوائح والمتطلبات المعقدة المرتبطة بمبادرات المدن الذكية. وقد يستغرق الامتثال للأنظمة المتعلّقة بخصوصية البيانات، وأمنها، والحصول على التراخيص اللازمة وقتًا طويلًا، وقد يكون مكلّفًا أيضًا.[14]
  • نقص المهارات، غالبًا ما يتطلّب تطبيق التقنيات المتطورة مهارات متخصصةً في مجالات معينة، مثل تحليل البيانات، وإنترنت الأشياء، والأمن السيبراني. وقد تناضل الشركات الصغيرة للعثور على موظفين يملكون المهارات المطلوبة، مما يحد من قدرتهم على الاستفادة بشكل كامل من المزايا المقدّمة. [14][5]
  • الافتقار إلى الدعم الحكومي، قد تواجه بعض الأعمال التجارية الصغيرة نقصًا في الدعم والموارد من الحكومة فيما يتعلق بالحصول على التمويل، والتدريب، والتوجيه.
  • القيود المالية، يعد تنفيذ التقنيات الذكية مكلفًا لاسيما بالنسبة للشركات الناشئة ذات الموارد المالية المحدودة. وقد تكون تكلفة اقتناء وصيانة الأجهزة والبرمجيات الضرورية عائقًا أمام هذه الشركات.[14]
  • مخاطر الأمن السيبراني، مع اعتماد الشركات الصغيرة على المزيد من الأجهزة الرقمية، وإنترنت الأشياء IoT تصبح أكثر عرضةً للهجمات السيبرانية.
  • الوعي والفهم المحدود، يسبب افتقار معرفة الشركات بالتقنيات المتاحة، وكيفية إدماجها في عملها بإعاقة قدرتها على الاستفادة من هذه التقنيات.[5]

استدامة طويلة الأجل

تؤدي التنمية الاقتصادية إلى زيادة دخل السكان، فتصبح أسعار السلع والخدمات أيسر. في نفس الوقت تساعد الحكومات المحلية على توليد الإيرادات الضريبية والتي تستخدم لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين مثل المدارس، والطرق، ومكافحة الحرائق، وخدمات الشرطة. عمومًا يتم تداول الأموال عبر الاقتصاد المحلي نتيجة التنمية الاقتصادية، والذي يعود بالفائدة على المواطنين والحكومة على حد سواء.

المصادر

  1. Sage journals
  2. IGI global
  3. Beirut Arab University
  4. Semantic scholar
  5. Scentia
  6. Semantic scholar
  7. Semantic scholar
  8. Research Gate
  9. Research Gate
  10. IEEE
  11. Semantic scholar
  12. Semantic scholar
  13. Semantic scholar
  14. Research Gate

كيف تساعد المدن الذكية في الحد من التغير المناخي؟

هذه المقالة هي الجزء 13 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

يشكّل التغير المناخي مشكلةً حرجةً تمتدّ عبر الحدود الوطنية، والمجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويواجه الباحثون مهمةً صعبةً بسبب كثرة أسباب نشوئه، فقام الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ بوضع أوّل تقييم عام 1990. وبدأت بعده عقود من البحوث الدولية، والمناظرات السياسية، والتحذيرات العلمية المشؤومة على نحو متزايد. على الرغم من الجهود المبذولة، فإن الفشل في خفض الانبعاثات الكربونية واضح إلى حدّ محبط. والواقع أن الزيادة العالمية في الانبعاثات كانت بلا هوادة، حيث أصبحت أعلى بنسبة 60% مما كانت عليه في عام 1999. [1] نتيجةً لذلك يعتقد الخبراء أن التهديدات تشكّل حالة طوارئ عالمية يمكن أن يترتّب عليها عواقب كارثية بالنسبة للبشرية. لذلك بدأت المدن الذكية بتطبيق خطط جديدة للحد من التغير المناخي والمشكلات البيئية فيها بالاعتماد على التقنيات الذكية.

ما هي أسباب التغير المناخي؟

يعتبر تغير المناخ مسألةً معقّدةً ذات عوامل مساهمة متعددة، حيث تتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض وتساهم في حدوث التغير المناخي. بسبب ذلك يصعب إلقاء المسؤولية التامة على البشر فقط، على الرغم من إثبات الأدلة العلمية دور الأنشطة البشرية في زيادة تغير المناخ. [2]

يتمثّل المسبب الرئيسي لتغير المناخ في زيادة انبعاث الغازات الدفيئة ولاسيما ثاني أكسيد الكربون CO2، والميثان CH4، وأكسيد النيتروز N2O. فتحجز هذه الغازات الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية. ويعتبر حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم، والنفط، والغاز الطبيعي مصدرًا رئيسيًا لهذه الانبعاثات. ويشمل ذلك الانبعاثات الصادرة من محطّات توليد الطاقة، والنقل، والعمليات الصناعية. على سبيل المثال؛ تطلق بعض العمليات الصناعية كإنتاج الإسمنت، والتصنيع الكيميائي غازات دفيئة في الغلاف الجوي. إضافةً إلى ذلك تنتج الأنشطة الزراعية مثل إنتاج الماشية، وزراعة الأرز انبعاث الميثان، وأكسيد النيتروز، وتمتلك هذه الغازات قدرة احترار أعلى بكثير من ثاني أكسيد الكربون.[2]

تؤدي الإدارة غير السليمة للنفايات إلى انبعاث غاز الميثان في الجو، مثل تحلّل النفايات العضوية في مدافن القمامة. كما يساهم قطع الأشجار، وإزالة الغابات، والتوسع الحضري في التغيرات لأن الأشجار تمتصّ ثاني أكسيد الكربون. بالتالي تقلّل إزالة الغابات من قدرة الأرض على إزالة الغازات الدفيئة. وقد تؤثر التغييرات في استخدام الأراضي على الأنماط المناخية المحلية والإقليمية للأرض.[2]

المشكلات البيئية في المدن

تواجه المدن مجموعةً من القضايا البيئية المؤثرة على صحة السكان ورفاهيتهم. وتشمل بعض المشكلات البيئية الأكثر إلحاحًا في المدن ما يلي:

  • تلوث الهواء: غالبًا ما ترتبط المدن المكتظّة بمستويات عالية من تلوث الهواء بسبب حركة المرور، والصناعة، وغيرها من المصادر. ويترتّب على ذلك آثارًا صحيةً خطيرةً على السكان مثل حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.[3]
  • تلوث المياه: تؤدي التنمية الحضرية إلى زيادة الصرف، وتصريف مياه المجارير مما قد يلوث مصادر المياه كالأنهار، والبحيرات. فيؤثر ذلك بدوره على صحة الإنسان، والنظم البيئية المائية.[4]
  • المشاكل البيئية تحت سطح الأرض: يؤثر التحضُّر أيضًا على البيئة تحت سطح الأرض، بما في ذلك التغيُّرات في المياه الجوفية، ونوعية التربة فيؤثر ذلك على كل من صحة الإنسان، والنظام البيئي.[4]
  • التخلّص من القمامة: تولِّد المدن كميات كبيرةً من النفايات التي يصعب إدارتها، ويمكن أن يؤدي التخلص غير السليم منها إلى تلوث البيئة، ومخاطر صحية.[3]
  • الازدحام المروري: تواجه أغلب المدن الكبيرة مشكلة الازدحام المروري التي تزيد من انبعاث الغازات الضارّة، وتلوث الهواء.[5]
  • المساحات الخضراء: غالبًا ما تمتلك المدن مساحات خضراء محدودةً والتي تؤثر على نوعية الهواء، ودرجة الحرارة، ونوعية الحياة بشكل عام، وتخفّف من حدّة بعض هذه المشكلات.[6]

دور المدن الذكية في الحد من التغير المناخي والمشكلات البيئية

يعتبر الخبراء المدن الذكية أداةً مهمةً لمكافحة التغير المناخي والمشكلات البيئية في المدن من خلال تعزيز الممارسات المستدامة، والحد من الاحتباس الحراري. فتساعد المدن الذكية في تخفيف آثار تغير المناخ، وخلق مستقبل أكثر استدامةً للأجيال القادمة. ويتحقّق ذلك بواسطة إدارة الطاقة الذكية، والتنقل المستدام، والإدارة السليمة النفايات، والتخطيط الحضري. وذلك عن طريق الاستفادة من التقنيات المتطوّرة مثل الذكاء الاصطناعي AI، وإنترنت الأشياء IoT، وأجهزة الاستشعار، وتعلم الآلة وغيرها الكثير.

إدارة الطاقة الذكية

تنفّذ المدن الذكية عدّة استراتيجيات بهدف الحد من بصمتها الكربونية، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، والتخفيف من وطأة التغير المناخي والمشكلات البيئية. فتعطي المدن الذكية الأولوية لدمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح في أنظمة الطاقة الخاصة بها. يساعد ذلك على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتقليل غازات الاحتباس الحراري. [7][8]

تطبِّق المدن الذكية تقنيات كفاءة الطاقة لتحسين استهلاك الطاقة، وتتضمن الأبنية الذكية التي تمكّن من تحسين مراقبة واستعمال الكهرباء.[7] على سبيل المثال؛ تستخدم أنظمة إنارة ذكية تعتمد على أجهزة استشعار فتعدل هذه الأنظمة مستويات الإنارة على أساس كمية الضوء الطبيعي الداخل إلى البناء، فتساهم في خفض صرف الكهرباء.

إضافةً إلى ذلك، تستخدم المدن الذكية «شبكات متناهية الصغر- Microgrids» وهي نظم محلية لتوزيع الطاقة، تعزز موثوقية الطاقة ومرونتها. وتتضمّن تقنيات تخزين الطاقة مثل البطاريات من أجل تخزين الطاقة المتجددة الزائدة لاستخدامها لاحقًا.[8]

تنقل مستدام

تشجع المدن الذكية استعمال وسائل النقل العام والتي تساعد في الحد من الانبعاثات، وتحسين جودة الهواء، وتعزيز أنماط الحياة الأكثر صحةً. فتستثمر في الهياكل الأساسية للنقل العام مثل الحافلات السريعة، والسكك الحديدية، وشبكات مترو الأنفاق، لكي توفر خيارات عديدة تتّسم بالكفاءة والموثوقية.[9] تؤدي كذلك نظم إدارة حركة المرور دورًا حاسمًا في تعزيز وسائط النقل العامة في المدن عن طريق تقليل الازدحام. إذ تعتمد على أجهزة استشعار توفر بيانات آنية، من ثم تستخدم تحليلات متقدّمةً لتحسين تدفّق حركة المرور. تستطيع كذلك إعطاء الأولوية في إشارات المرور إلى المركبات العامة مما يزيد سرعتها مقارنةً مع المركبات الخاصة. كما توفر الأنظمة معلومات لحظيةً للمواطنين عبر تطبيقات على الهاتف المحمول حول ظروف المرور، وجداول النقل العام، والطرق البديلة. نتيجةً لذلك يستطيع السكان اتّخاذ قرارات فعّالة بشأن أسلوب سفرهم. [10]

لنساعد مدينتنا على التفكير بعمق

تحظى أنظمة مشاركة الدراجات بشعبية متزايدة بين الناس كوسيلة نقل مستدامة ومريحة. وتشمل أسطولًا من الدراجات التي يمكن للمستخدمين تأجيرها لفترات قصيرة، وعادةً ما تكون مقابل رسوم مالية. يؤثر النظام بشكل إيجابي على التنقل المستدام عن طريق تشجيع التحول من الرحلات القصيرة بالسيارات إلى الدراجات.[11][12] تواجه مشاركة الدراجات على الرغم من فوائدها الكثيرة تحديات مثل السرقة، وتلف الدراجات، والقدرة المحدودة في ظلّ جائحة كورونا.[12]

المركبات الكهربائية EVs

يشكّل التقارب بين الطاقة والتنقل ضرورةً أساسيةً بالنسبة للمدن الذكية، ومن هنا تأتي أهمية المركبات الكهربائية. والمركبات الكهربائية EVs هي المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية بدلًا من البنزين، أو وقود الديزل. وتستخدم المحركات الكهربائية، والبطاريات لتشغيل المركبة مما يعني أنها تنتج صفر انبعاثات، وتعدّ أكثر ملاءمةً للبيئة من المركبات التقليدية.[13] وتتضمّن المركبات الكهربائية عدّة أنواع تختلف بحسب المنطقة، والجهة الصانعة وهي:

  • مركبات كهربائية تعمل بالبطارية BEVs: تعمل هذه السيارات فقط بالكهرباء المخزنة في بطاريات قابلة للشحن، ليس لديها محرّك احتراق داخلي، ولا تنتج انبعاثات. تزداد شعبيتها باستمرار، وتتوفّر بأحجام مختلفة بدءًا بالسيارات الصغيرة وحتى سيارات الدفع الرباعي الأكبر حجمًا.[14]
  • مركبات كهربائية هجينة موصولة PHEVs: تحتوي هذه المركبات على محرك كهربائي، ومحرك احتراق داخلي. ويمكن شحنها من مصدر طاقة خارجي كما يمكن تشغيلها باستخدام البنزين، بسبب ذلك تستطيع التحوّل إلى محرك الاحتراق الداخلي عندما تنضب البطّارية.[15]
  • مركبات كهربائية هجينة HEVs: تحتوي على محرك كهربائي، ومحرك احتراق داخلي لكن لا يمكن شحنها من مصدر طاقة خارجي. عوضًا عن ذلك تشحن البطارية من خلال المكابح، ومحرّك الاحتراق الداخلي، لكنها تُنتج بعض الانبعاثات.[15]
  • مركبات خلية الوقود الكهربائية FCEVs: تستخدم خلايا الوقود الهيدروجيني لتوليد الكهرباء من أجل تشغيل المحرك الكهربائي. ولا تنتج أي انبعاثات ولها مدى حياة أطول من المركبات الكهربائية BEVs. لكن البنية التحتية للتزوّد بالوقود الهيدروجيني محدودة حاليًا.[15]

إدارة النفايات

تستخدم المدن الذكية مزيجًا من التقنيات والنظم لتقليل النفايات، وتحسين طرق جمعها بهدف خلق بيئة أكثر نظافةً وصحةً لسكانها. وتعتمد عمومًا على صناديق القمامة الذكية وهي صناديق مجهزة بأجهزة استشعار تكشف متى تصبح ممتلئةً وتنبّه موظّفي إدارة النفايات من أجل تفريغها. بسبب ذلك يقلّ مقدار الوقت، والموادّ اللازمة لجمع النفايات. كما يمكن للصناديق ضغط النفايات لتوفير مساحة أكبر مما يقلّل الحاجة إلى عمليات التفريغ المتكرّر.[16]

علاوةً على ذلك تهدف المدن الذكية إلى تقليل النفايات عن طريق تعزيز ممارسات مثل إعادة التصنيع، والاستخدام، والتدوير. نتيجةً لذلك تقل كمية النفايات التي تحتاج إلى إدارة، وتخلق أيضًا فرصًا اقتصاديةً جديدةً. وتحتاج حتى تنجح بهذا النظام تثقيف المواطنين حول ممارسات إدارة النفايات السليمة مثل فصل المواد القابلة لإعادة التدوير عن المواد غير القابلة لإعادة التدوير.[17]

المساحات الخضراء

تسعى المدن الذكية إلى خلق بيئات حضرية أكثر استدامةً ومرونةً. فيمكن دمج البنية التحتية الخضراء والزرقاء مثل الحدائق والمسطحات المائية في المشهد الحضري. ويمكن للمدن كذلك تشجيع بناء مبانٍ خضراء تتضمّن سمات مثل الأسقف الخضراء والحدائق الرأسية. فلا تسهم هذه المباني فقط في زيادة المساحات الخضراء في المدينة، لكن تساعد أيضًا على الحدّ من الاحتباس الحراري. زيادةً على ذلك تدعم المدن الذكية مبادرات الزراعة الحضرية فتعزّز بذلك الإنتاج الغذائي المحلي، وتقلل من البصمة الكربونية المرتبطة بنقل الأغذية.[18]

بالطبع تستفاد المدن من التقنيات الذكية لتحسين استخدام الموارد. على سبيل المثال: يمكن الاعتماد على أجهزة الاستشعار، وتحليل البيانات لرصد مستويات رطوبة التربة، وتوفير الريّ للأشجار عند الضرورة فقط لتقليل هدر المياه.

لقد وصلنا اليوم إلى نقطة لا يمكننا فيها إنكار خطر التغير المناخي، والمشكلات البيئية، وما يترتّب عليها من نتائج كارثية تهدّد مستقبل كوكبنا. بالتالي نحتاج اتّخاذ تدابير وخطط جديدة وفعّالة للحد من المشكلة، وهذا ما تسعى إليه المدن الذكية الآن.

المصادر

  1. Semantic scholar
  2. Research Gate
  3. Semantic scholar
  4. National Library of medicine
  5. IEEE
  6. IOP Science
  7. Research Gate
  8. MDPI
  9. MDPI
  10. Semantic scholar
  11. Research Gate
  12. Research Gate
  13. Semantic scholar
  14. Semantic scholar
  15. IEEE
  16. Semantic scholar
  17. Journal of Emerging Technologies and Innovative Research
  18. Research Gate

سلسلة العمارة الإسلامية: مدارس الأقصى

سنتابع في هذا المقال التعرف على العناصر المكونة للحرم القدسيّ الشريف، وبالتحديد؛ مدارس الأقصى الشريف، كم عددها؟ وما هي؟

المدرسة الختنية

أُنشئت المدرسة الختنية في عهد صلاح الدين الأيوبي عام 1191 م بجوار الجدار الشمالي للمسجد القبلي. سميت على اسم الشيخ الختني الذي كان يُدرِّس فيها العلوم الإسلامية. شهد هيكل المدرسة العديد من التعديلات عبر الزمن، واليوم ، لم يتبقَّ سوى عددٍ قليلٍ من الأقواس والنوافذ من المبنى الأصلي للمدرسة [1][2].

الشكل 1: المدرسة الختنية

المدرسة الفخرية

أسسها القاضي فخر الدين محمد بن فضل الله عام 1329-1330 م، في العصر المملوكي. استُخدمت في البداية كمدرسة إسلامية، ثم تم استخدامها لاحقًا كمسكنٍ للمتصوّفين. هدم الاحتلال الاسرائيلي أجزاء من هذه المدرسة، ولم يتبقَّ منها سوى ثلاث غرفٍ فقط ومصلى صغير. يرتكز هيكل المدرسة على ثلاثة ثأعمدة حجرية وتعلوه ثلاث قبابٍ جميلة أضيفت خلال العصر العثماني. يحتوي المبنى أيضًا على محرابٍ من القرميد الأحمر يُشير إلى اتجاه القبلة [1][2].

الشكل 2: المدرسة الفخرية

المدرسة الدوادارية

تعود للعصر المملوكي، وقد أنشأها الأمير علم الدين أبو موسى سنجر الدوادار الصالحي بالقرب من باب العتم في المسجد الأقصى عام 1295 م. كانت مركزًا لتعليم المذهب الشافعي، وكانت أيضًا بمثابة تكية. احتفظت بوظيفتها خلال العصر العثماني، و خلال الانتداب البريطاني. في مرحلة معينة، كانت مخصصة حصريًا لتعليم الفتيات. واليوم تخدم المدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة وتسمى المدرسة البكرية، وهي مبنىً مكوّنٌ من طابقين ذو مدخلٍ مزيَّن بالمقرنصات [1][2][3].

المدرسة التنكزية

تعود للفترة المملوكية كذلك، وسميت المدرسة التنكزية على اسم مؤسسها الذي أصبح لاحقاً أمير الشام الأمير سيف الدين تنكز النصري الذي بناها عام 1328 م. تقع بين باب السلسلة وحائط البراق في المسجد الأقصى. وقد كانت في سنواتها الأولى مدرسةً للحديث والسنة. وفي وقت لاحق ، استخدمها المماليك كمحكمة، ثمّ اعتمدها العثمانيون كمحكمة شرعية، وفي الأيام الأولى للانتداب البريطاني، اتخذها الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس، مكاناً لإقامته. استأنف المبنى بعد ذلك وظيفته كمدرسة، لكنه تعرّض للاحتلال لاحقًا في عام 1969 م من قبل الاحتلال الاسرائيلي وتحوّل إلى موقع لشرطة الحدود يستخدم “للمراقبة والإشراف” على المسجد الأقصى [1][2][4].

المدرسة الفارسية

سميت على اسم الأمير المملوكي فارس التكي بن الأمير قطلو بن عبد الله الذي كلف ببنائها عام 1352 م. تقع على قمة الممر الشمالي للمسجد الأقصى ويؤدي درج إلى مدخلها. تتميز المدرسة بفناء بالإضافة إلى درج آخر يؤدي إلى المدرسة الأمينية المجاورة. اليوم، يسكن المدرسة عدد قليل من العائلات من القدس [1][2].

المدرسة الأمينية

بناها أمين الدين عبد الله عام 1330م خلال العصر المملوكي. تم دفن عدد من علماء المسلمين فيها. اليوم ، يتداخل جزء من المبنى مع المدرسة الفارسية وجزء يستخدم كمنزل [2].

المدرسة الأشرفية

يقع نصف هذا المبنى داخل مجمع المسجد الأقصى، بينما يقع النصف الآخر خارجه، في الجهة الغربية بين المدرسة العثمانية شمالاً ومئذنة باب السلسلة جنوباً. تعتبر هذه المدرسة الجوهرة المعمارية الثالثة للمسجد الأقصى بعد المسجد القبلي وقبة الصخرة [1][2] حيث تم تزيين بوابة المدخل الرئيسية باستخدام عناصر تزيينية عدّة كالأبلق، والمقرنصات ، والخزف متعدد الألوان ، وأفاريز مزيّنة بنقوش الخطّ العربي [5]. قام الأمير الحسن الظاهري ببناء هذه المدرسة كهدية للملك ظاهر خوشقدم عام 1426م خلال العصر المملوكي. توفي الملك قبل اكتمال بنائها وتم إهداؤها بعد ذلك للسلطان الأشرف قايتباي الذي عيَّنَ فيها علماءَ ومعلمين. ولما زارها السلطان لم يتأثر ببنائها وأمر بإعادة بنائها عام 1470 م. تتكون المدرسة من مبنى مؤلف من طابقين. مدخلها مزين بالقرميد الأحمر والأبيض. كان يتردد عليها تاريخيا أتباع المذهب الحنبلي. كما تضم قبرين. وهي اليوم موطن مدرسة الأقصى الشرعية للبنات وكذلك دائرة مخطوطات الوقف الإسلامي. كما تسكن بعض العائلات المقدسية أجزاء منها. خضع المبنى للترميم عام 2000 م. [1]

الشكل 3: المدرسة الأشرفية

المدرسة الملكية

نسبةً للأمير المملوكي الحاج الجوكندار الملكي، بناها عام 1340م في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وهي هيكلٌ من طابقين مع مدخل مزيّنٍ بشكلٍ جميلٍ يُفضي إلى قاعةٍ متصلةٍ بفناءٍ داخليّ مركزيّ. أكبر غرفها تطل على فناء المسجد الأقصى. ويتم استخدامها حاليًا كمسكنٍ لبعض العائلات المقدسية [1][2].

المدرسة الجاولية

بناها علم الدين سنجر بن عبد الله الجاولي، حاكم القدس المملوكي في عهد الملك الناصر بن قلاوون 1312-1320م. وهي مبنى من طابقين بفناء مفتوح محاط بعدد من الغرف. في العصر العثماني، كانت بمثابة مجلس المدينة وكذلك مبنى حكومياً. اليوم ، تشكل جزءًا من المدرسة العمرية.

المدرسة الخاتونية

سُمّيت على اسم موقفتها عصمة الدين خاتون زوجة صلاح الدين الأيوبي، وبنيت في القرن الثالث عشر الميلادي بالتزامن مع العصر المملوكي. تطل بعض نوافذها على باحات المسجد الأقصى. في البداية تم تدريس القرآن والفقه فيها. وقد تم دفن العديد من الشخصيات الإسلامية والفلسطينية ذات الأهمية التاريخية فيها [1][2].

المدرسة الأسعردية

أمر مجد الدين عبد الغني بن سيف الدين أبو بكر يوسف الأسعردي ببناء هذه المدرسة عام 1385 م. وتم إعلانها رسميًا وقفًا بعد 10 سنوات. يقع مدخلها في الممر الشمالي للمسجد الأقصى وتتكون من مبنى مؤلف من طابقين وفناء مفتوح. كما تحتوي على ثلاث قبابٍ جميلة ومسجدٍ مطلٍّ على فناء المسجد الأقصى. واليوم ، يستخدم المبنى كمسكن [1][2].

المدرسة الأرغونية

بدأ بناء هذه المدرسة من قبل الأمير المملوكي أرغون الكامل عام 1356م ، وأكملها ركن الدين بيبرس. يمكن العثور عليها بين باب القطّانين وباب الحديد في الطرف الغربي للمسجد الأقصى. وهو مبنى من طابقين بواجهة جميلة من الآجر الأحمر والأبيض. ملامح المدخل والنقش الذي يحمل اسم المؤسس. يضم قبرين – أحدهما للأمير أراجون والآخر للملك الهاشمي الحسين بن علي. اليوم ، يتم استخدام الجزء الأكبر منه كسكن [1][2].

المدرسة الباسطية

يمكن العثور عليها شمال المسجد الأقصى بجوار المدرسة الدوادارية. أقامها القاضي زين الدين عبد الباسط خليل الدمشقي – الذي كان أمين الصندوق العام وقائد الجيش في عهد الملك المملوكي المؤيد سيف الدين شيخ المملوكي – خلال الأعوام 1412-1421م. أساسها منسوب إلى شيخ الإسلام شمس الدين محمد الهراوي. وقد كانت مكانًا لتعليم المذهب الشافعي الفقه والحديث والقرآن للأيتام. ووظيفتها في الوقت الحالي سكنية [1][2][6].

المدرسة المنجكية

تقع على الحائط الغربي للمسجد الأقصى، يسار باب الناظر. يُنسب بناءها إلى سيف الدين منجك اليوسفي الناصري ، الذي أعلنه أيضًا وقفاً في القرن الرابع عشر الميلادي في العصر المملوكي. تتكون من طابقين وتضم العديد من الغرف [1][2]. بدأت وظيفتها كمدرسة عند بنائها، وتم تحويلها إلى منزل في أواخر العهد العثماني. كما كانت بمثابة مأوى للأجانب الذين زاروا القدس، وخلال فترة الانتداب البريطاني، أصبحت مدرسة ابتدائية، وقام المجلس الإسلامي الأعلى بتجديدها لاحقًا لاستخدامها كمقر رئيسي لمديرية أوقاف القدس [7].

المدرسة العثمانية

تقع عند باب المطهرة بجانب المدرسة الأشرفية. سميت على اسم السيدة أصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية التي أسستها عام 1436 م. يمكن العثور على قبرها على الجانب الأيسر من مدخل المدرسة. يتميز مدخل المبنى بأنه مملوكي الطراز، ويتكون المبنى من طابقين. تحتوي المدرسة على عدد من الغرف وفناء صغير مفتوح يطل على المسجد الأقصى. تم ترميم المبنى من قبل المجلس الإسلامي الأعلى ، ولكن تعرض لاحقًا لأضرار بسبب الحفريات الإسرائيلية. واحتجزت السلطات الإسرائيلية المصلى في المدرسة بحجة استخدامه لتهوية النفق الذي يُحفَر تحت المسجد الأقصى [1][2][8].

المصادر

  1. haramalaqsa.com – aqsa en jordan final/pdf
  2. masjidalaqsa.net – schools
  3. .islamiclandmarks – palestine masjid al aqsa – madressa al duwaidaryah
  4. .islamiclandmarks – palestine masjid al-aqsa – madressa al tankaziyah
  5. islamiclandmarks. – palestine masjid al aqsa – madressa al ashrafiyah
  6. islamiclandmarks – palestine masjid al-aqsa – madressa al basitiyah
  7. islamiclandmarks.com – palestine masjid al-aqsa – madressa al manjakiyah
  8. islamiclandmarks – palestine masjid al aqsa – madressa al uthmaniya

طاقة ذكية تغذي مدن المستقبل

هذه المقالة هي الجزء 12 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

يتزايد الطلب حاليًا على إمدادات الطاقة بسبب النمو المستمر للدول في جميع أنحاء العالم، ونتيجة قيام المدن بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وتنعكس آثارها بشكل كبير على المدن لارتباطها الوثيق مع أغلب المجالات الأخرى مثل النقل والتصنيع. بالتالي تبرز ضرورة تطوير مجال الطاقة، والتحول من الطاقة التقليدية إلى الطاقة الذكية.

ما هي الطاقة الذكية؟

يشير مصطلح «الطاقة الذكية – Smart energy» إلى استخدام التقنيات المتقدمة والأنظمة الذكية لتحسين إنتاج الطاقة، وتوزيعها، واستهلاكها. وينطوي على تكامل مختلف مصادر الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT لإدارة أنظمة الطاقة بشكل أكثر كفاءةً.[1]

تجمع أنظمة الطاقة الذكية بين أنواع مختلفة من «موارد الطاقة الموزعة- DERs»، و«إدارة جانب الطلب- DSM»، وتقنيات تحويل الطاقة بهدف توفير المرونة في أنظمة الطاقة.[1] وتضمّ موارد الطاقة الموزّعة وحدات لتوليد الطاقة على نطاق صغير، وتقع عادةً بالقرب من نقطة الاستهلاك مثل الألواح الشمسية، أو توربينات الرياح. ويعتبر إدارة جانب الطلب عنصرًا رئيسيًا في نظام الطاقة لأنه يدير استهلاك الطاقة للحدّ من ذروة الطلب، وتحسين كفاءتها.[2]

الجوانب الرئيسية للطاقة الذكية

تشمل الطاقة الذكية عدّة جوانب رئيسية ومنها:

  • إنتاج الطاقة، يمكن لأنظمة الطاقة الذكية استعمال مصادر الطاقة المتجدّدة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح لتوليد الكهرباء. كما تستطيع استعمال الشبكات الصغيرة لتحسين إنتاج الطاقة.[3]
  • نقل الطاقة، تُستخدم أجهزة الاستشعار، وتقنيات اتّصال متطوّرة لمراقبة نقل الطاقة. من أجل تحديد المشاكل المحتملة قبل أن تتحوّل إلى مشاكل كبيرة، مما يساعد على تقليل هدر الطاقة.[4]
  • تخزين الطاقة، تخزّن تقنيات ذكية الطاقة الزائدة مثل البطّاريات، أو «الحذافة- Flywheel» بهدف تحريرها عند الحاجة. يساعد ذلك في تحقيق التوازن بين العرض والطلب على الطاقة، وتقليل الحاجة إلى محطّات توليد الطاقة القائمة على الوقود.[3]
  • استهلاك الطاقة، يستخدم تحليل البيانات، وتعلم الآلة لتحسين استهلاك الطاقة في المنازل والشركات والمباني العامة، ويساعد على الحد من هدر الطاقة.[5]
  • ذكاء الطاقة، يحلّل الذكاء الاصطناعي AI بيانات الطاقة من أجل وضع التنبؤات حول احتياجات الطاقة في المستقبل.[3]

الشبكات الذكية Smart grids

تعد «الشبكة الذكية- Smart grid» شبكةً كهربائيةً متقدّمةً، تعتمد على تقنيات الاتصالات الرقمية للكشف عن التغييرات في أنماط استخدام الكهرباء، من ثم الاستجابة لهذه التغييرات. ويعتبر نظام الشبكة الذكية نظامًا متكاملًا. يتيح توليد، وتوزيع، واستهلاك الطاقة بكفاءة، ويتكامل عمله مع التقنيات الذكية مثل شبكات الاستشعار، وإنترنت الأشياء IoT. بهدف تمكين تبادل المعلومات وتحسين الاتّصال بين المكوّنات، ومراقبة تدفّق الكهرباء والتحكّم بها، ويشمل كذلك مصادر الطاقة المتجددة.[6]

الشبكة الذكية كنظام لتوليد وتوزيع واستهلاك الكهرباء.

أنظمة لإدارة الطاقة المنزلية الذكية

تحظى أنظمة إدارة الطاقة المنزلية الذكية بشعبية متزايدة بسبب بحث الناس عن سبل للحد من استهلاك الطاقة، وتوفير المال عن طريق خفض الفواتير. وفيما يلي بعض الأمثلة عن هذه الأنظمة:

  • مقاييس (عدّادات) الطاقة المنزلية، وهي أجهزة تراقب وتتعقّب استعمال الطاقة لحظةً بلحظة. وتزوّد أصحاب المنازل بمعلومات مفصّلة عن استهلاكهم للطاقة، وتساعدهم على تحديد الأجهزة التي يمكن تقليل ساعات عملها.[7]
  • منظِّمات الحرارة الذكية، وهي أجهزة تضبط درجة الحرارة تلقائيًا في المنزل الذكي على أساس تفضيلات، وعادات مالكي المنزل. تستطيع المنظمات أيضًا تعلم جدول مواعيد الأفراد، فتعدل درجات الحرارة وفقًا لذلك.[8]
  • أنظمة إنارة ذكية، يمكن تشغيل الأضواء وإطفاؤها تلقائيًا على أساس تفضيلات سكان المنزل. كما يمكن ضبط سطوع الضوء على أساس الوقت من اليوم، وكمّية الضوء الطبيعي في الغرفة مما يساعد على خفض استهلاك الكهرباء.[8]
  • أجهزة تخزين الطاقة، تستطيع هذه الأجهزة تخزين الطاقة الزائدة التي تولّدها الألواح الشمسية مثلًا من ثم يستخدمها السكان في وقت لاحق. فتساعد الأفراد على التقليل من اعتمادهم على الشبكة الكهربائية، وتوفّر المال.[9]

كيف تفيد الطاقة الذكية المدن الذكية؟

تفيد الطاقة الذكية مدن المستقبل بعدة مجالات ومنها:

  • فوائد بيئية، تساعد على الحد من انبعاثات الكربون، والتخفيف من تغيُّر المناخ. على سبيل المثال؛ تقوم البلديات البولندية بتوزيع الحرارة المتولّدة من مصادر الطاقة المتجددة، لتقليل الانبعاثات الضارّة من منشآت التدفئة.[10]
  • تجارة الطاقة بين الأقران، يمكن «لسلسلة الكتل- Blockchain» تمكين تجارة الطاقة بين الأقران، مما يسمح للأفراد والشركات بشراء وبيع الطاقة مباشرةً بعضهم لبعض. يساعد ذلك على خفض تكاليف الطاقة، وزيادة استعمال مصادر الطاقة المتجددة.[11]
  • المركبات الكهربائية EV، تدعم أنظمة الطاقة الذكية المركبات الكهربائية من خلال نشر الهياكل الأساسية لشحن المركبات، واستخدام تقنيات الشحن الذكي ونقل المركبات إلى الشبكة V2G. وتنتج المركبات الإلكترونية انبعاثات أقل مقارنةً بالمركبات التي تعمل بمحرّك الاحتراق الداخلي. نتيجةً لذلك تحد من مستوى الضوضاء، والتلوث، إضافةً إلى توفيرها خدمات النقل.[12]
  • فوائد اقتصادية، تعزّز حلول الطاقة الذكية القدرة التنافسية الاقتصادية للمدن من خلال جذب أعمال تجارية واستثمارات جديدة. كما تخلق وظائفًا حديثةً في مجالات مثل التركيب، والصيانة، والتشغيل.[13]

مناطق الطاقة الصفرية

إن «مناطق الطاقة الصفرية- Net Zero energy districts» هي المناطق الحضرية التي تكون فيها كمّيّة الطاقة المستهلكة أقلَّ أو مساويةً لكمية الطاقة المتجدّدة المتولّدة فيها على مدى فترة محددة، وعادةً ما تكون سنةً. وتضمّ مجموعةً من المباني والبنى التحتية التي تُنتج بشكل جماعي كمّيةً من الطاقة، من ثم تستهلكها خلال فترة زمنية معنية. وتعتمد عمومًا على مصادر الطاقة المتجددة. وتنطوي على استخدام أنظمة الطاقة الذكية المختلفة مثل الشبكات الذكية، وتقنيات تخزين الطاقة.[14]

بسبب ذلك توفّر هذه المناطق العديد من الفوائد، مثل زيادة استقلالية الطاقة، وتحسين مرونتها، وبيئة قليلة التلوث، علاوةً على انخفاض سعر الكهرباء للسكّان والشركات. بالرغم من ذلك، لا تخلو من التحدّيات بسبب عوامل مثل ارتفاع التكاليف الأوّلية للتنفيذ، والتعقيدات التقنية، والحواجز التنظيمية، والحاجة إلى التعاون بين أصحاب المصلحة.[14]

نفّذت العديد من المدن في جميع أنحاء العالم خطّطًا لتطوير مناطق الطاقة الصفرية. على سبيل المثال؛ منطقة Bo01 في malmö في دولة سويد، والتي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة وأنظمة الطاقة الذكية.[15] كذلك المركز الوطني الغربي National western center في دنفر عاصمة ولاية كولورادو في أمريكا. وهو عبارة عن حرم بمساحة 100 هكتار، ويخضع لعملية إعادة تطوير كبرى لكي يصبح منطقة طاقة صفرية. فيضمّ الحرم مباني ذات كفاءة في استهلاك الطاقة، إضافةً إلى تقنيات توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وأنظمة تخزين الطاقة.[14]

تحديات مستقبلية

من المهم وضع معايير واستراتيجيات دولية توافقية لضمان نجاح نظم الطاقة الذكية. إذ يتطلّب تنفيذ أنظمتها تخطيطًا دقيقًا، وتنسيقًا حذرًا. فقد تواجه المدن عدة تحدّيات لأن أنظمة الطاقة الذكية هي أنظمة معقّدة، تتطلّب تقنيات وهياكل أساسيةً متطورةً للعمل بفعالية. كما تحتاج التحوّل إلى الرقمنة، التي قد تشكّل تحديًا للبنية التحتية الحالية ومقدمي الطاقة التقليدية. نتيجةً لذلك يعدّ تنفيذ هذه الأنظمة وإدارتها أمرًا صعبًا بعض الشيء. [15]

قد يشكّل ضمان أمن البيانات والنظم، وخصوصيتها تحديًا كبيرًا لأن هذه النظم تعتمد على التقنيات الرقمية والربط الإلكتروني، لذلك تكون معرضةً للهجمات السيبرانية.[16] إضافةً إلى ذلك تطرح القدرة على تحمّل التكاليف تحديًا حقيقيًا لمعظم المدن. فيجب ضمان تفوّق فوائد هذه النظم على تكلفتها، وكذلك وضعها في متناول جميع المستعملين بأسعار مناسبة ومحمولة.

في نهاية المطاف، قد تحدث الطاقة الذكية ثورةً في طريقة تفكيرنا واستخدامنا للطاقة، فهي تخلق مسارًا جديدًا نحو مستقبل أكثر نظافةً، واخضرارًا واستدامةً.

المصادر

  1. MDPI
  2. IEEE
  3. Semantic scholar
  4. Semantic scholar
  5. Frontiers
  6. Semantic scholar
  7. IEEE
  8. Semantic scholar
  9. IEEE
  10. MDPI
  11. Research Gate
  12. Research Gate
  13. Research Gate
  14. MDPI
  15. Semantic scholar
  16. Research Gate

عناصر المسجد الأقصى (سُبُل الماء والمصاطب)

تعرفنا في مقالات سابقة على الحرم القدسيّ الشريف وقبابه وأبوابه، وسنتابع في هذا المقال التعرف على عناصر المسجد الأقصى المكوّنة له.

سُبُل الماء والآبار

يوجد داخل المسجد الأقصى 32 مصدرا للمياه: بركتان، وصهريجان، وثمانية سُبُل (وهي مصادر مياه عامة تهدف إلى خدمة الناس مجانا)، وسبعة وعشرون بئرًا بناها المسلمون لتوفير مصادر المياه الجارية لأجل الوضوء والاغتسال والشرب وري النباتات والأشجار داخل المجمع [1].

سبيل الكأس

الكأس نافورةُ وضوءٍ عام بنائها غير معروفٍ بدقة، إلا أن ا السلطان الأيوبي العادل أبو بكر بن أيوب قد قام بتوسيعها عام 1193م [2]. وهو حوضٌ دائري محاط بسياج حديدي مزخرف محاط بمقاعد حجرية. يحتوي على نافورة مركزية وعدد من الصنابير الجانبية المستخدمة في الوضوء. تم تجديد الكأس مرّتين، الأولى من قبل السلطان المملوكي قايتباي والثانية من قبل الأمير تنكز الناصري في 1327 م [1].

الشكل 1: سبيل الكأس

سبيل قايتباي

بنى السلطان سيف الدين إينال هذا السبيل عام 1456 م.
نظرًا لبقاء البئر فقط من هيكله الأصلي، أعاد السلطان المملوكي قايتباي بناءه وأضاف مبنى ملونًا من القرميد والرخام، تعلوه قبة فوق رقبةٍ مثمنة الشكل مزينة بزخارف إسلامية.
تم تجديد السبيل مرة أخرى من قبل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في عام 1882-1883 م. ويتكون اليوم من طابقين؛ يوجد بئر في الطابق الأرضي وخزان يستخدم لتخزين المياه في الطابق الثاني [1].

الشكل 2: سبيل قايتباي

سبيل شعلان

تم بناء نافورة الشعلان من قبل السلطان الأيوبي المعظم عيسى واستخدم كخزان مياه في الحرم الشريف خلال معظم القرن الثالث عشر حتى القرن الخامس عشر الميلادي. يقع أسفل درج القناطر الشمالية الغربية المؤدي إلى منصة قبة الصخرة [2]. سمي على اسم عائلة شعلان التي كانت تعمل لتوفير المياه لهذا السبيل.

الشكل 3: سبيل شعلان

سبيل ابراهيم الرومي

المعروف أيضًا باسم سبيل البصيري وسبيل باب الناظر، لكن وفقًا لنقوش الأساسات خاصته، فمن قام بتجديده هو إبراهيم الرومي في العصر المملوكي، في عهد السلطان الأشرف سيف الدين برسباي، السلطان المملوكي التاسع لمصر [2].
وهو يلبي احتياجات القادمين من باب الناظر وباب الغوانمة [3].

الشكل 4: سبيل البصيري

سبيل النارنج (سبيل قاسم باشا) وبِركة النارنج

يقع سبيل قاسم باشا (سبيل النارنج) على الجانب الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى بالقرب من بوابة السلسلة. بناه أمير القدس قاسم باشا عام 1527 ميلادي في عهد السلطان العثمانيّ سليمان القانوني، وهو سبيل مثمن الشكل يحتوي على 16 صنبور تعلوه مظلّة خشبية [1].

في عشرينيات القرن الماضي من قبل المجلس الإسلامي الأعلى. أعيد بناء القبة أثناء الترميم، وغطيت بألواح الرصاص التي منحتها مظهراً مدبباً. وفي عام 1998، تم استبدال صفائح الرصاص بحجارةٍ منحوتةٍ بدقة [4].

أما بركة النارنج، فتقع في الفناء الغربي للمسجد الأقصى بين منصة سبيل قاسم باشا ومنصة سبيل قايتباي. قام السلطان المملوكي قايتباي بتجديدها في عام 1483 م عندما بنى مدرسة الأشرفية. تحتوي البركة مربعة الشكل في وسطها على نافورة ذات أرضية رخامية، وهي غير مستخدمة اليوم. قامت لجنة إعادة إعمار الأقصى بتجديد البركة وتحويلها إلى نافورة وضوء بإضافة 24 صنبورًا على ثلاثة من جوانبها. يتم تزويدها بالمياه من خزان سبيل قاسم باشا الواقع بقربها [1].

الشكل 5: سبيل وبركة النارنج

سبيل السلطان سليمان

يقع سبيل السلطان سليمان المعروف أيضا باسم سبيل باب العتم مباشرةً داخل باب العتم، ويواجه إيوان السلطان محمود، المعروف أيضًا باسم قبة عشاق النبي. وهي نافورة قائمة بذاتها وتتم تغذيتها بالماء عبر قناة مائية [5].
997 م قامت لجنة التراث الإسلامي بالتنسيق مع مديرية الوقف الإسلامي باستكمالها بنافورة وضوء تقع بين السبيل
وقبة عشاق النبي [1].

الشكل 6: سبيل السلطان سليمان

سبيل باب المغاربة

عبارة عن هيكل مربع بسيط مبني حول صهريج قديم يقع مباشرة أمام باب المغاربة. في الداخل، توجد ثلاثة أحواض أمام ثلاث نوافذ متطابقة تتمركز في ثلاثة جدران مستطيلة. لم يعد السبيل مستخدماً اليوم، ومع ذلك، تشير وقفية القرن الثامن عشر (وثيقة الوقف) إلى أنه كان يدفع لناقلٍ للماء لملء الأحواض يوميًا [2].

الشكل 7: سبيل باب المغاربة

سبيل مصطفى آغا

المعروف أيضا باسم سبيل البديري أو سبيل الشيخ بدير، تم بناؤه من قبل مصطفى آغا وعثمان بيك الفقاري في عام 1740 م داخل الحرم الشريف. وهو سبيل قائم بذاته بأقواسٍ من ثلاثة جوانب وجدار مغلق في الجانب الرابع [2].

الشكل 8: سبيل مصطفى آغا

صهريج الملك عيسى المعظم

أمر الملك عيسى المعظم ببناء الصهريج في عام 1210م بعد إقامة القبة النحوية 1207م مباشرة. يتكون الصهريج من ثلاثة ممرات تفصل بينها أقسام مبنية ومغطاة بأقبية متداخلة.
ولها ثلاثة مداخل على جانبها الجنوبي. تم نقش عام بناء الصهريج واسم مؤسسه على الباب الأوسط. خلال عهد السلطان المملوكي المنصور قلاوون، تم استخدام جزء من الصهريج كغرفة تخزين للمسجد الأقصى، بينما تم استخدام الجزء الآخر كمسجد من قبل الحنابلة. عانى الصهريج لاحقًا من الإهمال ويستخدمه اليوم قسم البستنة في الأقصى [1].

الشكل 9: صهريج الملك عيسى المعظم

الآبار

يوجد 27 بئرا في حرم المسجد الأقصى. معظمها غني بالمياه ويزود مختلف هياكل المياه المستخدمة للوضوء والشرب والري [1].

المصاطب

المصطبة عبارة عن مساحة مسطحة مصنوعة من الحجر ترتفع قليلاً عن سطح الأرض. تتكوّن عادةً في المسجد الأقصى من بضع درجاتٍ ومحرابٍ منحوتٍ يشير إلى القبلة. يوجد 26 منصة في المسجد الأقصى وفي الماضي كانت هذه المنابر مخصصة للصلاة وكذلك التجمعات العلمية والوعظية لأتباع المدارس الفكرية الأربعة السائدة في الفقه الإسلامي: المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي. من بين 26 مصطبة تم بناء اثنتين فقط مؤخرًا بينما يعود تاريخ معظمها إلى العصرَين المملوكي والعثماني. واليوم، لا تزال الكثير منها تعمل كمراكز لتعلم علوم الدين [6].

المصادر

  1. haramalaqsa.com – aqsa en jordan final/pdf
  2. madainproject.com – fountains of Al Aqsa
  3. madainproject.com – fountain of ibrahim rumi
  4. madainproject.com – fountain of qasim pasha
  5. madainproject.com – sebil sultan suleiman
  6. masjidalaqsa.net – platforms

المدن الذكية بين الفوائد والمخاطر

هذه المقالة هي الجزء 17 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

يعد النمو السريع للمدن المصدر الأساسي للقضايا الحضرية، بسبب الضغط الإضافي على البنية التحتية، والموارد الطبيعية. نتيجةً لذلك تشكّل التنمية المستدامة للمدن، وتوفير الموارد الكافية للمواطنين تحدّيًا حقيقيًا للحكومات. بالتالي تسعى المدن اليوم لإدخال نهج جديدة وإنشاء مدن خضراء، ومدن مستدامة، ومدن خالية من الكربون، ومدن ذكية من أجل إحداث ثورة في استخدام الموارد الطبيعية ومعالجة مشاكل التحضر. وتدمج المدينة الذكية أحدث التقنيات للتغلّب على التحديات الحضرية، وتحقيق التنمية، وتحسين نوعية حياة المواطنين. ورغم الفوائد الكثيرة التي تقدّمها إلّا أنها لا تخلو من مخاطر يجب إدارتها لتحقيق الفائدة القصوى. لنتعرف سويًا على فوائد ومخاطر المدن الذكية.

مفهوم المدينة الذكية

أدخل مفهوم المدينة الذكية لأوّل مرّة في تسعينيات القرن ال20 ويتغير تعريفها باستمرار منذ ذلك الحين. وبالرغم من عدم وجود تعريف شامل وواضح لها، إلّا أنها تشترك في خصائص محددة. وتعد العوامل التقنية، والبشرية، والمؤسّساتية من مكوّناتها الأساسية.[1] ويقصد بالعامل المؤسّساتي أنظمة الحكم والسياسات والتنظيمات.

العوامل الأساسية للمدن الذكية

حدد باحثون وجود نوعين من المدن الذكية، أحدهما يعتمد على كثافة البنية التحتية الموجهة نحو التقنيات الذكية مثل سول في كوريا الجنوبية، وسانتا ندير (شنت أندر) في إسبانيا. والنوع الآخر هو مدينة موجهة للمواطن مثل مونتريال في كندا، وأمستردام في هولندا.[2]

وتشترك المدن الذكية عمومًا في سمات رئيسية مثل إدماج التقنية الرقمية في المناطق الحضرية، وإشراك السكان في صنع السياسات. إضافةً إلى التركيز على الاستدامة البيئية، والاعتماد على تنظيم المشاريع ورأس المال البشري لتحقيق التنمية الحضرية.[3]

نهج تطوير المدن الذكية

يجري حاليًا تنفيذ 250 مشورعًا لتنمية المدن الذكية في 178 مدينة في جميع أنحاء العالم.[4] ويوجد نهجان رئيسيان لتطوير المدن الذكية، وهما إما تطوير مدن ذكية جديدة، أو تحويل مدن تقليدية. يتلخص النهج الأول في إنشاء مدينة ذكية جديدة من الصفر على أرض خالية، ومن أشهر الأمثلة على ذلك سونغدو في كوريا الجنوبية، ومصدر في الإمارات العربية المتحدة. على سبيل المثال؛ لا يوجد في سونغدو صناديق قمامة لمخلفات الطعام، أو شاحنات لنقلها على الطرق، إذ تنقل جميع نفايات الطعام من المطابخ مباشرةً إلى مركز معالجة نفايات الطعام دون ترك أي آثار غير صديقة للبيئة. أما مدينة مصدر فتعتمد على موارد طبيعية كالشمس، والرياح لتوليد الطاقة. [5][6][7]

بينما يُعتمد النهج الثاني بشكل أكثر، ويتمثّل بترقية مدينة تقليدية قائمة وتحويلها إلى مدينة ذكية، مثل سنغافورة، وبرشلونة. على سبيل المثال؛ وضعت برشلونة أجهزة استشعار تحت سطح الطرق لإظهار أماكن وقوف السيارات الفارغة للسائقين عبر تطبيق على الهاتف. وطوّرت سنغافورة منصّةً تضمّ جميع الخدمات الحكومية المقدّمة من إدارات مختلفة في تطبيق واحد على الهاتف.[5][6][7]

فوائد وإيجابيات كثيرة

تقدّم المدن الذكية فوائد ومزايا متنوعةً ومنها:

  • تتيح البيانات الآنية المجموعة عن طريق شبكات الاستشعار اتّخاذ قرارات مستنيرة وأكثر فعاليةً.
  • تساعد أدوات التعاون مثل تطبيقات الهاتف المحمول، وبوابات الإنترنت المواطنين على تقديم آرائهم مباشرةً إلى الحكومة، مما يحسن مشاركتهم في اتّخاذ القرارات.
  • تعزّز تقنيات أخرى الأمن، مثل كاميرات المراقبة، والتعرُّف على لوحات أرقام السيارات، وأجهزة الكشف عن الطلقات، فتوفر مكانًا أكثر أمانًا للمجتمعات المحلّية.
  • ترصد أجهزة الاستشعار نوعية الهواء والماء، وتجمع الأجهزة الذكية النفايات مما يقلّل من الآثار الضارّة على البيئة.[5][6][7]
  • تساعد الطائرات بدون طيار في الاستجابة للكوارث الطبيعية.
  • يدخل كل من تعلم الآلة والخوارزميات في تطوير التنقل الذكي وصناعة المركبات ذاتية القيادة.
  • يطوّر الذكاء الاصطناعي AI والروبوتات الرعاية الصحية الذكية في المدن.

أضرار التقنيات الذكية

تتيح التقنيات المتقدّمة فرصًا رائعةً، لكن قد يطرح إدماجها في النظام الحضري مخاطر وقضايا جديدةً، مثل عدم المساواة في الوصول إلى البيانات. ويشكّل ارتفاع تكاليف التقنيات، وتنفيذها، وصيانتها مشكلةً، فضلًا عن لزوم وجود أشخاص ذوي خبرة ومؤهلين للتعامل معها. كذلك قد تشكّل الهجمات السيبرانية المحتملة، وانتهاك خصوصية الأفراد أخطارًا أمنيةً شديدةً.[8]

نتيجةً لكل ذلك، قد يشكّل تحويل نظام حضري راسخ إلى مدينة ذكية تغييرًا معقّدًا وجوهريًا. بالتالي تتطلّب معالجة هذه المسألة وضع خطط قوية تتضمّن إطارًا صارمًا لإدارة المخاطر. بالطبع ستكفل دراسة المخاطر وإدارتها في مرحلة التخطيط مرونة المدن الذكية للأجل الطويل.[8][9]

تصنيف مخاطر المدن الذكية

كتب الخبراء أوراقًا بحثيةً هائلةً حول فوائد المدن الذكية، بالرغم من ذلك لم يقدّموا دراسات شاملةً وفعليةً بشأن المخاطر التي تواجهها. لذلك لم يحدّد الباحثون هذه المخاطر لفهمها ودراستها على نحو تفصيلي.[10] وقام باحثون بمراجعة العديد من الدراسات لتحديد نشوء وتصنيفات المخاطر الناشئة على مدى العقدين الماضيين، وجمعوا 85 دراسةً متعلقةً بمخاطر المدن الذكية لتحليلهم. من ثم حددوا وجود 3 أنواع للمخاطر، وهي مخاطر تقنية، وتنظيمية، واجتماعية.

بيّنت الدراسة أن المخاطر التقنية هي الموضوع الأكثر بحثًا. على سبيل المثال؛ فشل النظام، أو اختراق البيانات، أو الهجمات السيبرانية.[11] في حين كانت المخاطر الاجتماعية المجال الأقلّ دراسةً، مثل فقدان الخصوصية نتيجة المراقبة المستمرة، أو عدم المساواة في حال لم تتاح التقنيات لجميع المواطنين. علاوةً على ذلك، وجدت بعض المخاطر التي تنتمي إلى أكثر من مجال واحد، لذلك صُنّفت في أقسام متداخلة. مثل مخاطر المسؤولية الاجتماعية للشركات، ومخاطر التحوّل الرقمي، والمخاطر الاجتماعية-التقنية. من بين هذه الفئات كانت المخاطر الاجتماعية-التقنية هي الموضوع الأكثر تكرارًا، ومن الأمثلة عليها طرد العمال وفقدانهم لوظائفهم بسبب الأتمتة.

يمكن اكتشاف التحدّيات الفنية والتقنية أثناء التنفيذ، لكن تستغرق التأثيرات الاجتماعية وقتًا أطول لكي تظهر في المجتمعات. بسبب ذلك لم تبرز المخاطر الاجتماعية بعد كمسألة حرجة على مدى فترات طويلة. بالتالي لم تدرس بنفس التواتر الذي درست به المخاطر التقنية، لكن هذا لا يعني أن لها أهميةً تقلُّ عن غيرها من المخاطر.[12]

الدراسات المتعلقة بالمخاطر

نشر أول مقال عن مخاطر المدن الذكية عام 2000، من ثم لم تنشر أي ورقة بحثية حول هذا الموضوع بين عامي 2000-2010. ولم يهتم سوى عدد قليل من العلماء بالمخاطر المرتبطة بالمدن الذكية حتى عام 2010. ويرجح سبب ذلك إلى أن ظهور آثار أي تغيُّر في النظام الحضري يستغرق وقتًا طويلًا.[13] إضافةً إلى ذلك، فإن تاريخ إنشاء مجال المدن الذكية كمجال علمي جديد يعود إلى عام 2009، لذلك تأجّلت دراسة المجالات التابعة له مثل إدارة المخاطر.[14]

تمتلك المملكة المتحدة UK أكبر عدد من الدراسات المتعلّقة بالمخاطر. وهي نتيجة متوقعة لأنها تمتلك أيضًا أكبر عدد من المدن الذكية بين البلدان الأوروبية.[15]

تمتلك إيطاليا أكبر عدد من الأبحاث حول المخاطر الاجتماعية إضافةً إلى المملكة المتحدة UK. لأن المواطنين الإيطاليين يشاركون بنشاط في إدارة المدن، وعمليات صنع القرار. أيضًا لأنهم يستعملون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT لتحسين نوعية حياة السكان، وحل المشاكل الاجتماعية. كما نفّذت الحكومة برامج مختلفةً للحد من الأضرار الاجتماعية في مدنهم.[15]

سيف ذو حدين

رأينا في مقالات سابقة كيف تُحدث المدن الذكية ثورةً في أسلوب حياتنا، بما تجلبه معها من مزايا وفوائد لا تعد ولا تحصى. من ناحية أخرى ترتبط بها مخاطر، وتحديات، ومشكلات أخلاقية تنغص مستقبل تطبيقاتها. فيظهر لدينا تساؤل؛ هل ينبغي علينا أن نحتضن المدن الذكية، أو نرفضها؟

الجواب ليس بسيطًا، فبين الفوائد والمخاطر التي يجب النظر فيها هناك نقطة واضحة وهي أننا لا نملك ترف تجاهل إمكانات تطبيقات المدن الذكية. بالتالي يتعيّن علينا أن نجد سبلًا للتخفيف من للأضرار وتعظيم الإيجابيات.

في نهاية المطاف، يعد الفرد منطلق المدن الذكية، وغايتها. فلا تستطيع أي مدينة النجاح دون وجود أفراد واعيين، ومسؤولين يدركون أهمية النقاش، والتفاعل، والثقة، والشفافية لضمان استخدام بياناتنا بشكل مسؤول، وحماية خصوصيتنا. بذلك نستطيع أن نجعل مدينتنا مستدامةً، وصالحةً للعيش. ويمكنها أن تساعدنا بدورها في بناء مستقبل أفضل لنا ولأولادنا من بعدنا.

المصادر

  1. Research Gate
  2. IEEE
  3. Science direct
  4. Science direct
  5. Research Gate
  6. Research Gate
  7. Science direct
  8. George Mason university
  9. Science direct
  10. Science direct
  11. Semantic scholar
  12. Research Gate
  13. Semantic scholar
  14. Research Gate
  15. Science direct

سلسلة العمارة الإسلامية: أبواب المسجد الأقصى

تعرّفنا في مقالات سابقة على العناصر المعمارية الأساسية للحرم القدسيّ الشريف، وعلى قبابه الثلاث عشرة، وفي هذا المقال، سنتعرّف على أبواب المسجد الأقصى التي تؤدي إلى داخل الحرم القدسيّ الشريف.

هناك 16 باباً مؤدياً إلى المسجد الأقصى، 11 منها مفتوح بينما الخمسة المتبقون مغلقون حاليًا، وهي:

الأبواب المفتوحة

باب الأسباط

تم بناء باب الأسباط عام 1213م في الفترة الأيوبية. وهي بوابة مقوسة بارتفاع أربعة أمتار تقع على الجانب الشمالي الشرقي من المسجد الأقصى. تم تجديده عدة مرات ؛ آخر مرة كانت في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني. [1]

تسمى هذه البوابة أيضًا «باب مريم العذراء» بسبب موقعها القريب من كنيسة القديسة حنة (أو سانت آنا) حيث يُعتقَد أنه مكان مهد السيدة مريم العذراء. [2]

الشكل 1: باب الأسباط

باب حِطّة

باب حطّة هو إحدى أقدم البوابات داخل الحرم القدسي الشريف؛ ويقع في الممر الشمالي للمسجد بين باب الأسباط وباب العتم. لا يزال العام الدقيق الذي بني فيه الباب غير معروف، إلا أنه قد تم تجديده خلال العهدين الأيوبي والعثماني. وهي بوابة بسيطة تعلوها شماعات حجرية كانت تستخدم لحمل مصابيح النار في الماضي. [1] وهو واحد من ثلاثة أبواب في الأقصى تسمح قوات الأمن الإسرائيلية بإبقائها مفتوحة لصلاة الفجر والمغرب والعشاء. [2]

الشكل 2: باب حطة

باب العتم

يقع باب العتم في الجزء الشمالي من الأقصى؛ تم تجديده آخر مرة في 1213 ميلادية من قبل الملك الأيوبي المعظم شرف الدين عيسى. تُعرف هذه البوابة بأسماء عدّة مثل باب العتم وباب فيصل (تكريما لزيارة الملك فيصل الهاشمي للمسجد الأقصى عام1930 م)، باب شرف الأنبياء (نسبةً لحيّ شرف الأنبياء الذي تقود إليه البوابة) وباب الدودادرية (بسبب موقعه القريب من مدرسة الدودادرية). [1][2]

الشكل 3: باب العتم

باب الغوانمة

يقع الباب في الجزء الشمالي الغربي من المسجد الأقصى وتم تجديده آخر مرة عام 1308 م . وهي بوابة صغيرة نسبيًا سميت على اسم حي الغوانمة (حارة بني غانم) في البلدة القديمة الذي تقود إليه. في الماضي، كانت البوابة تسمى بوابة الخليل نسبةً للنبي إبراهيم الخليل عليه السلام. وقد قامت مديرية الأوقاف الإسلامية بتجديد هذه البوابة بعد أن أحرقها متطرف إسرائيلي في عام 1998م. [1][2]

الشكل 4: باب الغوانمة

باب الناظر

يقع باب الناظر في الممر الغربي للمسجد الأقصى جنوب باب الغوانمة. تم تجديده في 1203م من قبل الملك الأيوبي المعظم شرف الدين عيسى [1].

وهي بوابة ضخمة مع مدخل بارتفاع 4.5 متر. أخذت البوابة اسمها من وظيفة ناظر الحرمين الشريفين (المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي) خلال العصر المملوكي حيث يُعتقد أن منزل الناظر كان قريبًا من هذه البوابة ولهذا السبب سميت باسمه [3]. وكان يسمى هذا الباب في الماضي باب ميخائيل، ، وباب الحبس (بسبب قرب سجن عثماني منه)، وباب المجلس (نسبةً للمجلس الإسلامي الأعلى) [1].

الشكل 5: باب الناظر

باب الحديد

يقع باب الحديد في الممر الغربي للمسجد الأقصى بين باب الناظر وباب القطّانين؛ تم تجديده آخر مرة في 1354-1357 م في عهد الأمير أرغون الكاملي والذي يعني اسمه باللغة التركية الحديد. [1][2]

الشكل 6: باب الحديد

باب القطّانين

بناه السلطان المملوكي محمد بن قلاوون في عام 1336 م، في الجزء الغربي من المسجد الأقصى بين باب الحديد وباب المطهرة. ويؤدي الباب إلى سوق القطن في مدينة القدس القديمة، حيث يستمد اسمه منها. تعتبر هذه البوابة إحدى أجمل بوابات المسجد الأقصى بزينتها المكونة من الزخارف الإسلامية والمقرنصات. [1][2]

الشكل 7: باب القطّانين

باب المطهرة

يقع على بعد بضعة أمتار إلى الجنوب من باب القطانين. تقع هذه البوابة في الممر الغربي للحرم الشريف بالقرب من باب القطّانين القريب من قبة الصخرة. إنها البوابة الوحيدة للأقصى التي لا تؤدي إلى أحد أحياء البلدة القديمة، ولكن إلى منطقة وضوء بناها السلطان الأيوبي العادل أبو بكر أيوب بدلاً من ذلك. تم تجديد البوابة وبِركة الوضوء آخر مرة في عام 1267 م. [1][2]

الشكل 8: باب المطهَرة

باب السلسلة

باب السلسلة الذي تمّ بناؤه في العهد الأيوبي هو أحد المداخل الرئيسية للمسجد الأقصى؛ ويقع في الجزء الجنوبي من الجدار الغربي للحرم القدسي الشريف. الباب مرتفع نسبيًا ويعلوه قرميد مزخرف. كما قام الأيوبيون بتجديده عام 1200 م . يحتوي على باب خشبي مزدوج بفتحة صغيرة تسمح لشخص واحد بالمرور عند إغلاق الباب المزدوج. [1][2]

كما يوجد بجانب باب السلسلة باب آخر مشابه له يدعى باب السلام أو باب السكينة، وهو مغلق حالياً. [4]

الشكل 9: باب السلسلة

باب المغاربة

يقع في حائط المسجد الأقصى الغربي (حائط البراق). تم تجديده آخر مرة في عام 1313 م. يؤدي الباب إلى حي المغاربة الذي هدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967م لبناء “ساحة حائط المبكى” من أجل خلق مساحة أكبر لليهود للصلاة أمام حائط البراق. مفاتيح باب المغاربة موجودة مع السلطات الإسرائيلية منذ احتلالها القدس الشرقية عام 1967م. كما تمنع القوات الإسرائيلية المسلمين من استخدام هذه البوابة “لأسباب أمنية”. [1][2]

الشكل 10: باب المغاربة

الأبواب المغلقة

باب الرحمة

باب الرحمة (الباب الذهبي) هو باب تاريخي قديم منحوت داخل الجدار الشرقي للأقصى. يتكون من بوابتين، واحدة إلى الجنوب (الرحمة) والأخرى إلى الشمال (التوبة). سمي باب الرحمة نسبةً لاسم مقبرة الرحمة التي تقع أمامه وحيث دفن رفاق النبي محمد (ص) الشداد بن أوس وعبادة بن الصامت [1][2].

يقول الخبراء إن هذا الباب ربما تم بناؤه خلال العصر الأموي وأن الإمام الغزالي، العالم والفيلسوف الإسلامي البارز، كتب كتابه الشهير إحياء العلوم الدينية أثناء إقامته في غرفة تقع فوق البوابة. وهذا الباب مغلق حاليا ؛ تم إغلاقه من قبل صلاح الدين بعد غزو القدس لحماية المدينة من الغارات المستقبلية [1].

الشكل 11: باب الرحمة

باب الجنائز

هو أحد الأبواب الخفية للأقصى، ويقع على جداره الشرقي. ينبع اسمه من حقيقة استخدامه من قبل المسلمين لتنفيذ الجنازات في مقبرة الرحمة. اليوم، الباب مغلق بشكل دائم [1][2].

الشكل 12: باب الجنائز

الباب الثلاثي

أمر الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله ببناء الباب الثلاثي في عام 1034م. ويقع في وسط الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى. ويتكون من ثلاثة مداخل تطل على القصور الأموية خارج السور الجنوبي للمسجد الأقصى ويؤدي إلى السور الغربي للمسجد المرواني. أغلق صلاح الدين هذه الأبواب لحماية المدينة من الغارات المستقبلية [1].

الشكل 13: الباب الثلاثي

الباب المزدوج

يقع هذا الباب إلى الغرب من الباب الثلاثي (بوابة خلدة) ؛ استخدمه الخلفاء الأمويون عندما زاروا الأقصى حيث يربط المسجد القِبليَّ بقصورهم الواقعة خارج السور الجنوبي للأقصى. اليوم، البوابة مغلقة بشكل دائم وتم تحويل الممر الداخلي المتصل بها إلى مسجد يسمى «الأقصى القديم» [1].

الشكل 14: الباب المزدوج

الباب المفرد

أعاد بناءه الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله في عام 1034 ميلادي، ويوجد في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى شرق الباب الثلاثي، وهو مغلقٌ بشكلٍ دائم [1]

الشكل 15: صورة تظهر مواقع الأبواب في الحرم القدسي الشريف

المصادر

  1. haramalaqsa.com – aqsa en jordan final/pdf
  2. madainproject.com – gates of al aqsa mosque
  3. madainproject.com – council gate
  4. madainproject.com – tranquility gate

ماذا يقصد بالمدينة السياحية الذكية؟

هذه المقالة هي الجزء 10 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تغيرت طرق بناء المدن العالمية مع النمو المتفجّر للتقنية، وانعكس ذلك بدوره على السياحة. وبدأت العديد من الدول بالفعل بتطوير وتأسيس مدن سياحية ذكية؛ على سبيل المثال: مدينة أمستردام، وسنغافورة، وبرشلونة، ونيويورك، وسول. فما هي المدينة السياحيّة الذكيّة، وكيف تغيّر شكل السياحة حول العالم؟

ما هي المدينة السياحيّة الذكيّة؟

تستخدم المدن الذكية التقنيات الذكية والإنترنت لتحسين جودة حياة الأفراد، وتحقيق الاستدامة، والتنمية الاقتصادية، وإدارة الموارد بكفاءة. ويختلف تعريف السياحة الذكية اعتمادًا على سياق الدراسات، ووجهات نظر أصحاب المصلحة. لكن عمومًا تعد «المدينة السياحية الذكية- Smart tourism city» جزءًا من المفهوم الأوسع للمدن الذكية، وتجمع بين مبادئ المدن الذكية، والاحتياجات والخصائص المحدّدة للوجهات السياحيّة. وتهدف إلى تعزيز التجربة السياحيّة، وجذب الزوّار، وتحسين نوعيّة الحياة لكل من السيّاح والمواطنين على حد سواء.[1]

تأثير كوفيد-19 على السياحة

تواجه المدن السياحيّة مشكلات وقضايا ناجمةً عن أزمات وأوضاع غير مسبوقة. بسبب ذلك تسعى باستمرار إلى صنع طرائق من أجل التكيُّف والتصدّي للمخاطر المحتملة، مثل الإرهاب، والكوارث الطبيعية، والأمراض المعدية. على الرغم من ذلك أحدث فيروس كورونا (COVID-19) أزمةً غير مسبوقة من قبل.[2] إذ أحدثت السياحة سابقًا آثارًا اقتصاديةً هائلةً، واعتبرت وسيلةً لتخفيف حدّة الفقر في بعض البلدان النامية.

لكنّ حظر السفر بالكامل تقريبًا في أعقاب إعلان الوباء من قبل منظمة الصحة العالمية تسببّ في تلاشي الازدهار الاقتصاديّ الناشئ عن السياحة.[3] نتيجةً لذلك بدأت الجهات المعنية بإيجاد حلول بديلة لمواجهة الواقع الحالي، مثل الجمع بين المدن الذكيّة والسياحة الذكيّة لتشكيل نظام بيئيّ سياحيّ ذكيّ. يسبب الجمع آثارًا اقتصاديةً يمكن أن تنتشر على نطاق واسع إقليميًّا وصناعيًّا. وقد تصنع المدن حلًا لإعادة فتح السياحة والاقتصاد عن طريق تأمين القدرة التنافسيّة كمدينة سياحية ذكية.[4]

على سبيل المثال؛ يمكن استعمال الروبوتات لتقليل الاتصال البشريّ بين الزبائن (السيّاح)، والموظفين (المواطنين)، بالتالي يساهم ذلك في الحد من انتشار الفيروس.[5] كذلك يمكن أن يزيد الواقع الافتراضيّ رغبات وتوقعات المسافرين المحتملين لزيارة الوجهة بالعالم الواقعيّ.[6]

كيف تختلف المدينة السياحية الذكية عن المدينة السياحية التقليدية؟

تختلف المدينة السياحية الذكية عن المدينة السياحية العادية في أنها تستعمل التقنيات الحديثة لتحسين كفاءة وإدارة الأعمال السياحية، وتعزيز تجربة الزوّار. وتستطيع جذب المزيد من السياح، وتعزيز النمو الاقتصادي في نفس الوقت. وفيما يلي بعض الميزات التي تمنحها:

  • التوصيات ذات الطابع الشخصي، إذ تستخدم المدن «البيانات الضخمة- Big data»، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لتقديم اقتراحات متعلقة بخطط السياحة الذاتية للأفراد. وتقدم أيضًا توصيات أكثر فعاليةً وعمليةً، مما يساعد السياح وخاصةً من يخطط رحلته بنفسه على التخطيط بشكل أفضل، والاستفادة من الوقت إلى أقصى حد في المدينة.[7]
  • مراقبة مستمرة، تستعمل المدن تقنيات مثل أجهزة الاستشعار و«إنترنت الأشياء- IoT » لمراقبة التدفّقات السياحية، من ثم يمكن تعديل الخدمات وفقًا لذلك. على سبيل المثال؛ تكشف المستشعرات الاكتظاظ في الأماكن السياحية الرائجة، ويمكن بعدها إعادة توجيه الزوار إلى المناطق الأقل ازدحامًا.[8]
  • «الواقع المعزز– Augmented reality » قد تستفيد المدن من الواقع المعزز لتعزيز تجربة الزوار. على سبيل المثال؛ تستخدم مدينة قرطاجنة في كولومبيا إنترنت الأشياء IoT والواقع المعزز لتزويد السياح بمعلومات حول المتاحف، والمعالم الأثرية، وغيرها من المواقع المثيرة للاهتمام في المدينة.[9]
  • تكامل وسائل التواصل الاجتماعي، تعد وسائل التواصل الاجتماعي عنصرًا مهمًا للسياحة الذكية، حيث توفّر منصّةً لتلبية احتياجات جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك السياح، والوجهات السياحية، والزوار المحتملين.[10] على سبيل المثال: اقتارح زيارة مطعم ما بعد رؤية صورة لوجباته عبر تطبيق فيسبوك.
  • الاستدامة، تستطيع المدن السياحيّة الذكيّة استخدام التقنيات لتحسين تنمية الاستدامة. على سبيل المثال؛ يمكن استعمال تقنيات ذكية لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد مثل الطاقة، والمياه، والنقل.[8]

ما هي المؤشرات الأساسية المستخدمة لتقييم القدرة التنافسية للمدينة السياحية الذكية؟

يقيّم الاتّحاد الأوروبي EU سنويًا عواصم السياحة الذكية المتميزة اعتمادًا على 4 فئات، وهي: إمكانية الوصول، والاستدامة، والرقمنة، والتراث الثقافي والإبداع. وتعكس هذه الفئات العناصر الأساسية التي يتطلّب وجودها في المدينة السياحة الذكية.[11] يمكن أن تضع جهات أخرى عناصر مختلفةً لتقييم المدينة السياحية الذكية، فمثلًا؛ أجرت منظمة سول السياحية تقييمًا لـ 12 مدينةً وفقًا لـ5 فئات، وهي: الجذب، وإمكانية الوصول، والاستعداد للرقمنة، والاستدامة، والشراكة التعاونية.[12]

تُعتمد بشكل عام بعض المؤشّرات الأولية لتقييم القدرة التنافسية للمدن السياحية، ومنها:

  • البنية التحتية الحضرية، وتشمل جودة وتوافر النقل، وشبكات الاتّصالات، وغيرها من البنية التحتية المادية الداعمة للأنشطة السياحية. ويجب أن تمتلك المدن عمومًا بنية تحتية كافية لكل الأشخاص بغضّ النظر عن العمر، أو الجنسية، أو القدرة البدنية.
  • التنمية الاقتصادية للسياحة، وتشمل مستوى الاستثمار في الأعمال ذات الصلة بالسياحة، وعدد السياح، والإيرادات، التي تحققها الأنشطة السياحية.
  • الدعم التقني، يتضمّن توافر واعتماد التقنيات الرقمية مثل الأجهزة الذكية، وتحليل البيانات، لتعزيز التجربة السياحية.[13][14]
  • الاستدامة البيئية، تتضمّن النظر في العوامل البيئية مثل نوعية الهواء، وإدارة النفايات، وكفاءة الطاقة من أجل تطوير وإدارة الوجهات السياحية المقصودة.
  • القدرة الإقليمية على الابتكار، وتشمل قدرة الوجهة السياحية على تشجيع الابتكار، واعتماد تقنيات جديدة باستمرار لتعزيز التجربة السياحة وهياكلها الأساسية.[13]

ويمكن تقسيم هذه المؤشّرات الأولية إلى مؤشّرات ثانويّة مثل عدد مستخدمي الهواتف المحمولة، والإنترنت في المناطق الحضرية. والتي بدورها يمكن استخدامها لإجراء تقييم كميّ للقدرة التنافسيّة للمدن السياحية. إضافةً إلى ذلك، قد تختلف المؤشّرات المحددة ونتائجها تبعًا لسياق التقييم وأهدافه.[14]

تحديّات وصعاب تواجه السياحة الذكية

قد يشكل تطبيق السياحة الذكية في المدن تحديات بسبب عوامل مختلفة، ومنها:

  • الخصوصية، يثير جمع، وتحليل البيانات مخاوف تتعلّق بالخصوصية لدى السياح، والسكان المحلّيين على حدّ سواء.
  • جودة البيانات ودقّتها، قد تتأثّر جودة البيانات التي تجمع بسبب عوامل متنوعة مثل الطقس، والاتصالات الشبكية، والكوارث الطبيعية.
  • المورّدون، قد تعتمد المدن على بائع واحد فيما يتعلق بهياكلها الأساسية للسياحة الذكية، الأمر الذي يمكن أن يحد من قدرتها على الابتكار والتكيُّف. [15]
  • نقص البنية التحتية، قد يشكل تنفيذ ممارسات السياحة الذكية في المناطق النائية تحديًا بسبب نقص البنية التحتية، والوعي لدى المواطنين.
  • النجاح والوعي، يعتمد نجاح المدينة السياحية الذكية على تعليم وتوعية السياح والسكان المحليين بالتقنيات المستخدمة.[16]
  • التكلفة، تطبيق التقنيات الذكية يكلّف مبالغ كثيرةً، وقد تكافح المدن لتبرير هذه التكلفة.[17]

دبي كمدينة سياحية ذكية

تعد دبي مدينةً سياحيةً ذكيةً، تدعم التقنيات الحديثة وتمزجها مع العمل، والترفيه، والسفر. وتيسّر طرقًا جديدةً لإدارة التدفّقات السياحية من أجل تقديم خدمات أفضل، ونماذج إعلانية مبتكرة، ومشاريع تعاونية جديدة. فمثلًا طوّرت دبي تطبيقًا يقدّم خدمات متعلقة بالسياحة والخدمات الجغرافية، التي تشجع الزوار على السفر حول المدينة، وتقليل الجهد والوقت اللازم لتنظيم الرحلات. ويوفر التطبيق إمكانية الوصول إلى ميزات مثل دليل السفر التفصيلي، ومسارات السفر، وشعبيّة النقاط الهامة، وساعات فتح وعمل الوجهات وأماكنها. علاوةً على ذلك، يزوّد التطبيق المستخدمين بالخرائط المفصلة، والملاحية، وأيضًا طريقة الوصول إلى الموقع بواسطة النقل العام. نتيجةً لذلك، يوفر التطبيق معلومات غنيةً ومتعمقةً عن الوجهات المقصودة.[18]

المتاحف الذكية

نفذت بعض الدول مثل إسبانيا وبولندا تقنيات المتحف الذكيّ لتحسين تجربة الزوار، وتطوير السياحة. حيث توفر هذه التقنيات طرقًا جديدةً للتفاعل مع الأعمال الفنية المعروضة، وزيادة فهمهم وتقديرهم للمتحف. مثلًا يطرح المتحف تطبيقًا على الهاتف يوفر للقادمين معلومات يوميةً عن المتحف كساعات العمل، والأحداث، والمعارض المقبلة. وقد يطبق المتحف أيضًا الواقع الافتراضي، إذ يمكن إنشاء جولة افتراضية تسمح للقادمين استكشاف المتحف، وتوفر تجربةً فريدةً حيث تعرض الأعمال الفنية في سياقات مختلفة.[19]

تتنافس المدن كل سنة على جذب المزيد من السياح، وتسعى إلى جعل رحلة الأفراد زيارةً مثيرةً، وممتعةً، وغريبةً. فهل تحلم بزيارة مكان ما حول العالم في أحد الأيام؟

المصادر

  1. Semantic scholar
  2. Springer link
  3. ResearchGate
  4. MDPI
  5. Science Direct
  6. Science Direct
  7. Taylor & Francis
  8. Semantic scholar
  9. Semantic Scholar
  10. Longdom
  11. European capital of smart tourism
  12. springer link
  13. ACM
  14. Semantic Scholar
  15. Semantic scholar
  16. IEEE
  17. semantic scholar
  18. ResearchGate
  19. MDPI

ماذا يقصد بالخرسانة الشفافة؟

إذا نظرت إلى أحياء مدينتك سترى الخرسانة في كل مكان من حولك، فهي مادّة البناء الأساسية لمعظم المنشآت الآن. لكنها لم تكن كذلك في بداية الأمر، فقد بدت ثوريةً للغاية قبل الميلاد في معبد «البانثيون-Pantheon» عندما بناه الرومان. منذ ذلك الحين وإلى اليوم يستمرّ تطوّر الخرسانة لتواكب التغيُّرات المستمرّة في صناعة البناء. ويطوّر العلماء اليوم مواد بناء غريبةً وغير متوقّعة من قبل، مثل الأسمنت الصالح للأكل، والخرسانة الشفافة. وتحدِّث الخرسانة الشفافة ثورةً في صناعة الإنشاءات، وعلى الرغم من أنها مادة جديدة نسبيًا إلا أنها تكتسب شعبيةً واسعةً. ويرجّح أن تستخدم في المزيد من التطبيقات مع استمرار تطوّرها.

ما هي الخرسانة الشفافة

تعد «الخرسانة الشفافة- Translucent concrete» نوعًا من أنواع الخرسانة التي تسمح بمرور الضوء من خلالها مع الحفاظ على الخصوصية، وذلك بفعل الألياف البصرية المدمجة بها. تعرف أيضًا باسم الخرسانة شبه الشفافة، أو الخرسانة الناقلة للضوء.[1]

تُدعى الألياف البصرية أيضًا باسم «الألياف الضوئية-Fiber optic» وهي عبارة عن ألياف رقيقة ومرنة. تصنع من الزجاج أو البلاستيك لنقل البيانات عبر مساحات طويلة، وتنقل الإشارات الضوئية وتحوّلها إلى إشارات كهربائية في نهاية الاستقبال. لا يتعدّى سمكها سمك الشعرة، وتُجمّع عادةً العديد من الألياف في حزم مع بعضها. وتستخدم على نطاق واسع في الاتصالات السلكية واللاسلكية، والإنترنت، والمعدات الطبية، وأجهزة الاستشعار. مثلًا تستخدم مستشعرات الألياف البصرية لمراقبة السلامة الإنشائية للجسور والبنى التحتية الأخرى.[2]

خرسانة شفافة Translucent concreteفي الظلام.

ترتَّب الألياف البصرية في جميع أنحاء الخرسانة مما يسمح للضوء بالانتقال عبرها من طرف إلى آخر. فيظهر نمط معيّن من الضوء على سطح الجدار اعتمادًا على بنية الألياف المتواجدة فيه.[1]

متى بدأت فكرة الخرسانة الشفافة لأوّل مرة؟

يعود تاريخ الخرسانة الشفافة إلى أوائل القرن ال20، لكنها اكتسبت اهتمامًا كبيرًا في السنوات الأخيرة كمادة بناء مستدامة. ذكر مفهوم الخرسانة شبه الشفافة لأوّل مرّة في براءة اختراع قدّمها الألماني Paul Liese في مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع عام 1922. وتعلّقت براءة الاختراع بألواح أو كتل شفافة للجدران والأسقف الخرسانية. طوّر لاحقًا «جيمس هيل- James N.Hill » طريقةً لإنشاء لوح شفاف عام 1965.ثم استمرّت صناعتها بالتطوّر، حتى وصلت إلى نتيجة اليوم.[3]

صناعة الخرسانة الشفافة

تتشابه عملية صنع الخرسانة الشفافة مع الخرسانة العادية، مع فارق انتشار الألياف البصرية في جميع أنحاء الخليط. وتصنع عادةً من الأسمنت، والرمل، والماء، والركام، والملدّنات، والألياف البصرية الناقلة للضوء. يزداد انتقال الضوء بازدياد حجم الألياف POF «بولي ميثل ميثاكريليت-Poly methyl methacrylate» وقطرها. وتنتج الشركات الخرسانة الشفافة بإضافة (1-5)% من الألياف البصرية، ويستخدم ركام ناعم فيها بدلًا من ركام خشن. [1][4]

عندما يصطدم الضوء الطبيعي أو الاصطناعي بالألياف ينتقل من خلال الخرسانة، مما يجعلها مشعةً. وتوضع الألياف بعناية باليد إما طبقةً بطبقة، أو بشكل فردي ومبعثرة وذلك بالاعتماد على مظهر المنتج النهائي.[5]

فوائد عديدة في صناعة البناء

تجلب الخرسانة الشفافة عدّة فوائد على صناعة البناء والتشييد، ومنها:

  • الجمالية، يمكن استخدامها كميزة معمارية لخلق منظر جمالي مريح وفريد للمبنى. وقد تستعمل في الديكور الداخلي لأجزاء محدّدة من الفراغات.
  • الرصد الإنشائي، يمكن دمج الألياف الضوئية في الخرسانة للكشف عن الإجهاد الإنشائي، ويؤدّي ذلك إلى الكشف المبكّر عن المشاكل المحتملة.[6]
  • انخفاض الوزن، الخرسانة الشفافة أخفّ من الخرسانة العادية، والذي يؤثّر بدوره على الوزن الذاتي للهيكل، مثلًا تنخفض قيمة الحمولة الميتة. ويقصد بالحمولة الميتة في الإنشاء: الأحمال التي تكون ثابتةً نسبيًا مع مرور الوقت، بما في ذلك وزن الهيكل الإنشائي، والجدران، والأبواب.
  • تحسين مقاومة الانضغاط الأولية بنسبة تتراوح بين 10-15% بعد 28 يومًا، في حال استخدام مزيج الألياف البصرية بنسبة 3%. بينما تنخفض مقاومة الانضغاط تدريجيًا مع زيادة الألياف البصرية في المزيج.[4] ويقصد بمقاومة الانضغاط قدرة المادة على مقاومة القوى الضاغطة محوريًا.

تأثيرات على البيئة

تمتلك الخرسانة الشفافة العديد من التأثيرات البيئية التي تجعل منها مادّة بناء مستدامة. إذ تقلّل استهلاك الطاقة لأنها تسمح بمرور الضوء الطبيعي من خلالها، نتيجةً لذلك تقلّ الحاجة إلى استعمال الإنارة الاصطناعية خلال أوقات النهار. وتُصنع من ملاط يتطلّب كمّية مياه أقلّ، ويُنتج نفايات أقل أيضًا. بسبب ذلك ينخفض انبعاث الكربون، وتتحسّن نوعية الهواء بسبب الملوثات الأقل نسبيًا. مما يخلق بيئةً صحيةً أكثر داخل المبنى.[7]

تحديات ومساوئ

تعتبر الخرسانة الشفافة تقنيةً جديدةً نسبيًا، ولا يزال هنالك الكثير من البحوث والتجارب التي يجب القيام بها لفهم كامل خصائصها وتطبيقاتها. وتواجه العديد من الصعوبات والعوائق ومنها:

  • العثور على المواد الصحيحة. يجرّب الباحثون العديد من المواد التي تسمح للضوء بالمرور من الخرسانة، وتحافظ على السلامة الهيكلية لها في نفس الوقت. ويعمل الباحثون اليوم على تطوير الخليط باستخدام مواد نانوية وزجاج بليكسي Plexiglass.
  • الحفاظ على الخصائص الميكانيكية، إذ يمكن أن تتغيّر بإضافة الألياف. على سبيل المثال؛ تمتلك الخرسانة الشفافة مقاومة انضغاط أقل من الخرسانة التقليدية، والتي قد تحد من استخداماتها في تطبيقات معينة.[8]
  • امتصاص الرطوبة، يمكن للخرسانة الشفافة امتصاص الرطوبة، وقد يؤدي ذلك إلى تغيير اللون وغيرها من المشكلات مع مرور الوقت.
  • التكلفة، تتطلب الخرسانة الشفافة تكلفة أعلى لصنعها، بسبب سعر الألياف البصرية المرتفع، وعملية التصنيع الإضافية.
  • التوافر المحدود، لأنها غير متاحة على نطاق واسع، مما يجعل من الصعب الحصول عليها لبعض المشاريع.[6]
  • قيود على التصميم. على سبيل المثال؛ قد تكون كمية الضوء التي تمرّ محدودةً، ويختلف مظهر الخرسانة اعتمادًا على زاوية ورود الضوء. لذلك يجب على المعماريين أخذ هذه العوامل بالحسبان أثناء تصميم المشروع.[8]

مسجد العزيز في أبو ظبي

يحتوي مسجد العزيز في أبو ظبي على عناصر بارزة من الكتابة العربية، تمثّل تهجئة 99 اسمًا للّه من القرآن. وتضيء الكتابة على الواجهة البالغ مساحتها 515 متر مربع في الظلام بفعل الخرسانة الشفافة. حيث تمكّنت الشركة الألمانية LUCEM من تحديد موقع الألياف الضوئية وفقًا للرسومات التي قدّمها المعماريون والخطّاط العربي.

مسجد العزيز في أبو ظبي.

وصبغوا الخرسانة بذات لون الألواح الحجرية المستعملة في أماكن أخرى من واجهة المسجد، حتى تصبح الواجهة متناسقةً. كما صبغوا الألواح الشفافة بالرمل، من أجل منحهم الملمس الصحيح. على الرغم من أن الواجهة تبدو وكأنها مضاءة من داخل المبنى، لكن يتحقق التأثير بالحقيقة بفضل نظام المصابيح المثبّتة داخل تجويف الجدار.[9]

جزء من الكتابة على واجهة مسجد العزيز في أبو ظبي.

مصرف العاصمة في الأردن

سعى مصممو «مصرف العاصمة- capital bank» إلى تغيير النهج التقليدي للمصارف، وإنشاء تجربة تجارية فيه. فاستعاضوا عن طاولات الخدمة وأماكن الانتظار التقليدية بمكاتب فردية، وأماكن استقبال مخصّصة لتلبية احتياجات العملاء. ودمجوا الطبيعة في التصميم عن طريق وضع المكاتب حول فراغ داخلي متأثر بالحدائق اليابانية. أما بالنسبة للمظهر الخارجي، فعادةً ما تتطلب المصارف وجود خصوصية للعملاء، لذلك توضع الفتحات الزجاجية في الحد الأدنى. واختار المهندسون الحجر للإكساء، لكي يتناسب مظهر المصرف مع العمارة المحلية في المنطقة. بينما استخدمت الخرسانة الشفافة لإكساء واجهة الدرج بارتفاع 14م من أجل استكمال فكرة الطبيعة التي تتدفّق عبر الأضواء والظلال. واستخدمت كذلك خرسانة عادية لتغطية الأجزاء غير الشفافة من الواجهة، والتي صنعت بذات الخليط السابق للحفاظ على السطح النهائي متماثلًا ومتناسبًا أيضًا مع لون الحجر المستعمل في باقي أنحاء المبنى.[10]

Capital bank في عمان الأردن.

استخدامات متنوعة في التصميم الداخلي والديكور

تدخل اليوم الخرسانة الشفافة في التصميم الداخلي بكثرة. على سبيل المثال كنيسة St. Andreas في ألمانيا. وفي ردهة Hansa carrée في هامبورغ، ألمانيا. وتنار بألوان مختلفة من للخلف، فيخلق ذلك مظهرًا فريدًا ومميزًا.[11]

كنيسة St. Andreas في ألمانيا.
ردهة Hansa carrée في هامبورغ، ألمانيا.
ردهة Hansa carrée في هامبورغ، ألمانيا.

وصنعت كذلك نجمة متعددة الألوان على الأرض كمشروع فني مشترك في مدينة آوغسبورغ الألمانية.[11]

نجمة من الخرسانة الشفافة في مدينة آوغسبورغ الألمانية.
نجمة من الخرسانة الشفافة في مدينة آوغسبورغ الألمانية.

يبدأ كل ابتكار بفكرة، ونطوّر اليوم ما بدأ به أسلافنا منذ أكثر من ألفي عام. فإلى أين ستقودنا أفكارنا لاحقًا في المستقبل البعيد؟

المصادر

  1. iJRASET
  2. National Library of medicine
  3. Semantic scholar
  4. Research Gate
  5. LUCEM
  6. Research Gate
  7. Research Gate
  8. Semantic scholar
  9. Archdaily
  10. Archdaily
  11. LUCEM
Exit mobile version