كيف تساعد المدن الذكية في الحد من التغير المناخي؟

هذه المقالة هي الجزء 13 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

يشكّل التغير المناخي مشكلةً حرجةً تمتدّ عبر الحدود الوطنية، والمجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويواجه الباحثون مهمةً صعبةً بسبب كثرة أسباب نشوئه، فقام الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ بوضع أوّل تقييم عام 1990. وبدأت بعده عقود من البحوث الدولية، والمناظرات السياسية، والتحذيرات العلمية المشؤومة على نحو متزايد. على الرغم من الجهود المبذولة، فإن الفشل في خفض الانبعاثات الكربونية واضح إلى حدّ محبط. والواقع أن الزيادة العالمية في الانبعاثات كانت بلا هوادة، حيث أصبحت أعلى بنسبة 60% مما كانت عليه في عام 1999. [1] نتيجةً لذلك يعتقد الخبراء أن التهديدات تشكّل حالة طوارئ عالمية يمكن أن يترتّب عليها عواقب كارثية بالنسبة للبشرية. لذلك بدأت المدن الذكية بتطبيق خطط جديدة للحد من التغير المناخي والمشكلات البيئية فيها بالاعتماد على التقنيات الذكية.

ما هي أسباب التغير المناخي؟

يعتبر تغير المناخ مسألةً معقّدةً ذات عوامل مساهمة متعددة، حيث تتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض وتساهم في حدوث التغير المناخي. بسبب ذلك يصعب إلقاء المسؤولية التامة على البشر فقط، على الرغم من إثبات الأدلة العلمية دور الأنشطة البشرية في زيادة تغير المناخ. [2]

يتمثّل المسبب الرئيسي لتغير المناخ في زيادة انبعاث الغازات الدفيئة ولاسيما ثاني أكسيد الكربون CO2، والميثان CH4، وأكسيد النيتروز N2O. فتحجز هذه الغازات الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية. ويعتبر حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم، والنفط، والغاز الطبيعي مصدرًا رئيسيًا لهذه الانبعاثات. ويشمل ذلك الانبعاثات الصادرة من محطّات توليد الطاقة، والنقل، والعمليات الصناعية. على سبيل المثال؛ تطلق بعض العمليات الصناعية كإنتاج الإسمنت، والتصنيع الكيميائي غازات دفيئة في الغلاف الجوي. إضافةً إلى ذلك تنتج الأنشطة الزراعية مثل إنتاج الماشية، وزراعة الأرز انبعاث الميثان، وأكسيد النيتروز، وتمتلك هذه الغازات قدرة احترار أعلى بكثير من ثاني أكسيد الكربون.[2]

تؤدي الإدارة غير السليمة للنفايات إلى انبعاث غاز الميثان في الجو، مثل تحلّل النفايات العضوية في مدافن القمامة. كما يساهم قطع الأشجار، وإزالة الغابات، والتوسع الحضري في التغيرات لأن الأشجار تمتصّ ثاني أكسيد الكربون. بالتالي تقلّل إزالة الغابات من قدرة الأرض على إزالة الغازات الدفيئة. وقد تؤثر التغييرات في استخدام الأراضي على الأنماط المناخية المحلية والإقليمية للأرض.[2]

المشكلات البيئية في المدن

تواجه المدن مجموعةً من القضايا البيئية المؤثرة على صحة السكان ورفاهيتهم. وتشمل بعض المشكلات البيئية الأكثر إلحاحًا في المدن ما يلي:

  • تلوث الهواء: غالبًا ما ترتبط المدن المكتظّة بمستويات عالية من تلوث الهواء بسبب حركة المرور، والصناعة، وغيرها من المصادر. ويترتّب على ذلك آثارًا صحيةً خطيرةً على السكان مثل حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.[3]
  • تلوث المياه: تؤدي التنمية الحضرية إلى زيادة الصرف، وتصريف مياه المجارير مما قد يلوث مصادر المياه كالأنهار، والبحيرات. فيؤثر ذلك بدوره على صحة الإنسان، والنظم البيئية المائية.[4]
  • المشاكل البيئية تحت سطح الأرض: يؤثر التحضُّر أيضًا على البيئة تحت سطح الأرض، بما في ذلك التغيُّرات في المياه الجوفية، ونوعية التربة فيؤثر ذلك على كل من صحة الإنسان، والنظام البيئي.[4]
  • التخلّص من القمامة: تولِّد المدن كميات كبيرةً من النفايات التي يصعب إدارتها، ويمكن أن يؤدي التخلص غير السليم منها إلى تلوث البيئة، ومخاطر صحية.[3]
  • الازدحام المروري: تواجه أغلب المدن الكبيرة مشكلة الازدحام المروري التي تزيد من انبعاث الغازات الضارّة، وتلوث الهواء.[5]
  • المساحات الخضراء: غالبًا ما تمتلك المدن مساحات خضراء محدودةً والتي تؤثر على نوعية الهواء، ودرجة الحرارة، ونوعية الحياة بشكل عام، وتخفّف من حدّة بعض هذه المشكلات.[6]

دور المدن الذكية في الحد من التغير المناخي والمشكلات البيئية

يعتبر الخبراء المدن الذكية أداةً مهمةً لمكافحة التغير المناخي والمشكلات البيئية في المدن من خلال تعزيز الممارسات المستدامة، والحد من الاحتباس الحراري. فتساعد المدن الذكية في تخفيف آثار تغير المناخ، وخلق مستقبل أكثر استدامةً للأجيال القادمة. ويتحقّق ذلك بواسطة إدارة الطاقة الذكية، والتنقل المستدام، والإدارة السليمة النفايات، والتخطيط الحضري. وذلك عن طريق الاستفادة من التقنيات المتطوّرة مثل الذكاء الاصطناعي AI، وإنترنت الأشياء IoT، وأجهزة الاستشعار، وتعلم الآلة وغيرها الكثير.

إدارة الطاقة الذكية

تنفّذ المدن الذكية عدّة استراتيجيات بهدف الحد من بصمتها الكربونية، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، والتخفيف من وطأة التغير المناخي والمشكلات البيئية. فتعطي المدن الذكية الأولوية لدمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح في أنظمة الطاقة الخاصة بها. يساعد ذلك على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتقليل غازات الاحتباس الحراري. [7][8]

تطبِّق المدن الذكية تقنيات كفاءة الطاقة لتحسين استهلاك الطاقة، وتتضمن الأبنية الذكية التي تمكّن من تحسين مراقبة واستعمال الكهرباء.[7] على سبيل المثال؛ تستخدم أنظمة إنارة ذكية تعتمد على أجهزة استشعار فتعدل هذه الأنظمة مستويات الإنارة على أساس كمية الضوء الطبيعي الداخل إلى البناء، فتساهم في خفض صرف الكهرباء.

إضافةً إلى ذلك، تستخدم المدن الذكية «شبكات متناهية الصغر- Microgrids» وهي نظم محلية لتوزيع الطاقة، تعزز موثوقية الطاقة ومرونتها. وتتضمّن تقنيات تخزين الطاقة مثل البطاريات من أجل تخزين الطاقة المتجددة الزائدة لاستخدامها لاحقًا.[8]

تنقل مستدام

تشجع المدن الذكية استعمال وسائل النقل العام والتي تساعد في الحد من الانبعاثات، وتحسين جودة الهواء، وتعزيز أنماط الحياة الأكثر صحةً. فتستثمر في الهياكل الأساسية للنقل العام مثل الحافلات السريعة، والسكك الحديدية، وشبكات مترو الأنفاق، لكي توفر خيارات عديدة تتّسم بالكفاءة والموثوقية.[9] تؤدي كذلك نظم إدارة حركة المرور دورًا حاسمًا في تعزيز وسائط النقل العامة في المدن عن طريق تقليل الازدحام. إذ تعتمد على أجهزة استشعار توفر بيانات آنية، من ثم تستخدم تحليلات متقدّمةً لتحسين تدفّق حركة المرور. تستطيع كذلك إعطاء الأولوية في إشارات المرور إلى المركبات العامة مما يزيد سرعتها مقارنةً مع المركبات الخاصة. كما توفر الأنظمة معلومات لحظيةً للمواطنين عبر تطبيقات على الهاتف المحمول حول ظروف المرور، وجداول النقل العام، والطرق البديلة. نتيجةً لذلك يستطيع السكان اتّخاذ قرارات فعّالة بشأن أسلوب سفرهم. [10]

لنساعد مدينتنا على التفكير بعمق

تحظى أنظمة مشاركة الدراجات بشعبية متزايدة بين الناس كوسيلة نقل مستدامة ومريحة. وتشمل أسطولًا من الدراجات التي يمكن للمستخدمين تأجيرها لفترات قصيرة، وعادةً ما تكون مقابل رسوم مالية. يؤثر النظام بشكل إيجابي على التنقل المستدام عن طريق تشجيع التحول من الرحلات القصيرة بالسيارات إلى الدراجات.[11][12] تواجه مشاركة الدراجات على الرغم من فوائدها الكثيرة تحديات مثل السرقة، وتلف الدراجات، والقدرة المحدودة في ظلّ جائحة كورونا.[12]

المركبات الكهربائية EVs

يشكّل التقارب بين الطاقة والتنقل ضرورةً أساسيةً بالنسبة للمدن الذكية، ومن هنا تأتي أهمية المركبات الكهربائية. والمركبات الكهربائية EVs هي المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية بدلًا من البنزين، أو وقود الديزل. وتستخدم المحركات الكهربائية، والبطاريات لتشغيل المركبة مما يعني أنها تنتج صفر انبعاثات، وتعدّ أكثر ملاءمةً للبيئة من المركبات التقليدية.[13] وتتضمّن المركبات الكهربائية عدّة أنواع تختلف بحسب المنطقة، والجهة الصانعة وهي:

  • مركبات كهربائية تعمل بالبطارية BEVs: تعمل هذه السيارات فقط بالكهرباء المخزنة في بطاريات قابلة للشحن، ليس لديها محرّك احتراق داخلي، ولا تنتج انبعاثات. تزداد شعبيتها باستمرار، وتتوفّر بأحجام مختلفة بدءًا بالسيارات الصغيرة وحتى سيارات الدفع الرباعي الأكبر حجمًا.[14]
  • مركبات كهربائية هجينة موصولة PHEVs: تحتوي هذه المركبات على محرك كهربائي، ومحرك احتراق داخلي. ويمكن شحنها من مصدر طاقة خارجي كما يمكن تشغيلها باستخدام البنزين، بسبب ذلك تستطيع التحوّل إلى محرك الاحتراق الداخلي عندما تنضب البطّارية.[15]
  • مركبات كهربائية هجينة HEVs: تحتوي على محرك كهربائي، ومحرك احتراق داخلي لكن لا يمكن شحنها من مصدر طاقة خارجي. عوضًا عن ذلك تشحن البطارية من خلال المكابح، ومحرّك الاحتراق الداخلي، لكنها تُنتج بعض الانبعاثات.[15]
  • مركبات خلية الوقود الكهربائية FCEVs: تستخدم خلايا الوقود الهيدروجيني لتوليد الكهرباء من أجل تشغيل المحرك الكهربائي. ولا تنتج أي انبعاثات ولها مدى حياة أطول من المركبات الكهربائية BEVs. لكن البنية التحتية للتزوّد بالوقود الهيدروجيني محدودة حاليًا.[15]

إدارة النفايات

تستخدم المدن الذكية مزيجًا من التقنيات والنظم لتقليل النفايات، وتحسين طرق جمعها بهدف خلق بيئة أكثر نظافةً وصحةً لسكانها. وتعتمد عمومًا على صناديق القمامة الذكية وهي صناديق مجهزة بأجهزة استشعار تكشف متى تصبح ممتلئةً وتنبّه موظّفي إدارة النفايات من أجل تفريغها. بسبب ذلك يقلّ مقدار الوقت، والموادّ اللازمة لجمع النفايات. كما يمكن للصناديق ضغط النفايات لتوفير مساحة أكبر مما يقلّل الحاجة إلى عمليات التفريغ المتكرّر.[16]

علاوةً على ذلك تهدف المدن الذكية إلى تقليل النفايات عن طريق تعزيز ممارسات مثل إعادة التصنيع، والاستخدام، والتدوير. نتيجةً لذلك تقل كمية النفايات التي تحتاج إلى إدارة، وتخلق أيضًا فرصًا اقتصاديةً جديدةً. وتحتاج حتى تنجح بهذا النظام تثقيف المواطنين حول ممارسات إدارة النفايات السليمة مثل فصل المواد القابلة لإعادة التدوير عن المواد غير القابلة لإعادة التدوير.[17]

المساحات الخضراء

تسعى المدن الذكية إلى خلق بيئات حضرية أكثر استدامةً ومرونةً. فيمكن دمج البنية التحتية الخضراء والزرقاء مثل الحدائق والمسطحات المائية في المشهد الحضري. ويمكن للمدن كذلك تشجيع بناء مبانٍ خضراء تتضمّن سمات مثل الأسقف الخضراء والحدائق الرأسية. فلا تسهم هذه المباني فقط في زيادة المساحات الخضراء في المدينة، لكن تساعد أيضًا على الحدّ من الاحتباس الحراري. زيادةً على ذلك تدعم المدن الذكية مبادرات الزراعة الحضرية فتعزّز بذلك الإنتاج الغذائي المحلي، وتقلل من البصمة الكربونية المرتبطة بنقل الأغذية.[18]

بالطبع تستفاد المدن من التقنيات الذكية لتحسين استخدام الموارد. على سبيل المثال: يمكن الاعتماد على أجهزة الاستشعار، وتحليل البيانات لرصد مستويات رطوبة التربة، وتوفير الريّ للأشجار عند الضرورة فقط لتقليل هدر المياه.

لقد وصلنا اليوم إلى نقطة لا يمكننا فيها إنكار خطر التغير المناخي، والمشكلات البيئية، وما يترتّب عليها من نتائج كارثية تهدّد مستقبل كوكبنا. بالتالي نحتاج اتّخاذ تدابير وخطط جديدة وفعّالة للحد من المشكلة، وهذا ما تسعى إليه المدن الذكية الآن.

المصادر

  1. Semantic scholar
  2. Research Gate
  3. Semantic scholar
  4. National Library of medicine
  5. IEEE
  6. IOP Science
  7. Research Gate
  8. MDPI
  9. MDPI
  10. Semantic scholar
  11. Research Gate
  12. Research Gate
  13. Semantic scholar
  14. Semantic scholar
  15. IEEE
  16. Semantic scholar
  17. Journal of Emerging Technologies and Innovative Research
  18. Research Gate

المدن الذكية بين الفوائد والمخاطر

هذه المقالة هي الجزء 17 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

يعد النمو السريع للمدن المصدر الأساسي للقضايا الحضرية، بسبب الضغط الإضافي على البنية التحتية، والموارد الطبيعية. نتيجةً لذلك تشكّل التنمية المستدامة للمدن، وتوفير الموارد الكافية للمواطنين تحدّيًا حقيقيًا للحكومات. بالتالي تسعى المدن اليوم لإدخال نهج جديدة وإنشاء مدن خضراء، ومدن مستدامة، ومدن خالية من الكربون، ومدن ذكية من أجل إحداث ثورة في استخدام الموارد الطبيعية ومعالجة مشاكل التحضر. وتدمج المدينة الذكية أحدث التقنيات للتغلّب على التحديات الحضرية، وتحقيق التنمية، وتحسين نوعية حياة المواطنين. ورغم الفوائد الكثيرة التي تقدّمها إلّا أنها لا تخلو من مخاطر يجب إدارتها لتحقيق الفائدة القصوى. لنتعرف سويًا على فوائد ومخاطر المدن الذكية.

مفهوم المدينة الذكية

أدخل مفهوم المدينة الذكية لأوّل مرّة في تسعينيات القرن ال20 ويتغير تعريفها باستمرار منذ ذلك الحين. وبالرغم من عدم وجود تعريف شامل وواضح لها، إلّا أنها تشترك في خصائص محددة. وتعد العوامل التقنية، والبشرية، والمؤسّساتية من مكوّناتها الأساسية.[1] ويقصد بالعامل المؤسّساتي أنظمة الحكم والسياسات والتنظيمات.

العوامل الأساسية للمدن الذكية

حدد باحثون وجود نوعين من المدن الذكية، أحدهما يعتمد على كثافة البنية التحتية الموجهة نحو التقنيات الذكية مثل سول في كوريا الجنوبية، وسانتا ندير (شنت أندر) في إسبانيا. والنوع الآخر هو مدينة موجهة للمواطن مثل مونتريال في كندا، وأمستردام في هولندا.[2]

وتشترك المدن الذكية عمومًا في سمات رئيسية مثل إدماج التقنية الرقمية في المناطق الحضرية، وإشراك السكان في صنع السياسات. إضافةً إلى التركيز على الاستدامة البيئية، والاعتماد على تنظيم المشاريع ورأس المال البشري لتحقيق التنمية الحضرية.[3]

نهج تطوير المدن الذكية

يجري حاليًا تنفيذ 250 مشورعًا لتنمية المدن الذكية في 178 مدينة في جميع أنحاء العالم.[4] ويوجد نهجان رئيسيان لتطوير المدن الذكية، وهما إما تطوير مدن ذكية جديدة، أو تحويل مدن تقليدية. يتلخص النهج الأول في إنشاء مدينة ذكية جديدة من الصفر على أرض خالية، ومن أشهر الأمثلة على ذلك سونغدو في كوريا الجنوبية، ومصدر في الإمارات العربية المتحدة. على سبيل المثال؛ لا يوجد في سونغدو صناديق قمامة لمخلفات الطعام، أو شاحنات لنقلها على الطرق، إذ تنقل جميع نفايات الطعام من المطابخ مباشرةً إلى مركز معالجة نفايات الطعام دون ترك أي آثار غير صديقة للبيئة. أما مدينة مصدر فتعتمد على موارد طبيعية كالشمس، والرياح لتوليد الطاقة. [5][6][7]

بينما يُعتمد النهج الثاني بشكل أكثر، ويتمثّل بترقية مدينة تقليدية قائمة وتحويلها إلى مدينة ذكية، مثل سنغافورة، وبرشلونة. على سبيل المثال؛ وضعت برشلونة أجهزة استشعار تحت سطح الطرق لإظهار أماكن وقوف السيارات الفارغة للسائقين عبر تطبيق على الهاتف. وطوّرت سنغافورة منصّةً تضمّ جميع الخدمات الحكومية المقدّمة من إدارات مختلفة في تطبيق واحد على الهاتف.[5][6][7]

فوائد وإيجابيات كثيرة

تقدّم المدن الذكية فوائد ومزايا متنوعةً ومنها:

  • تتيح البيانات الآنية المجموعة عن طريق شبكات الاستشعار اتّخاذ قرارات مستنيرة وأكثر فعاليةً.
  • تساعد أدوات التعاون مثل تطبيقات الهاتف المحمول، وبوابات الإنترنت المواطنين على تقديم آرائهم مباشرةً إلى الحكومة، مما يحسن مشاركتهم في اتّخاذ القرارات.
  • تعزّز تقنيات أخرى الأمن، مثل كاميرات المراقبة، والتعرُّف على لوحات أرقام السيارات، وأجهزة الكشف عن الطلقات، فتوفر مكانًا أكثر أمانًا للمجتمعات المحلّية.
  • ترصد أجهزة الاستشعار نوعية الهواء والماء، وتجمع الأجهزة الذكية النفايات مما يقلّل من الآثار الضارّة على البيئة.[5][6][7]
  • تساعد الطائرات بدون طيار في الاستجابة للكوارث الطبيعية.
  • يدخل كل من تعلم الآلة والخوارزميات في تطوير التنقل الذكي وصناعة المركبات ذاتية القيادة.
  • يطوّر الذكاء الاصطناعي AI والروبوتات الرعاية الصحية الذكية في المدن.

أضرار التقنيات الذكية

تتيح التقنيات المتقدّمة فرصًا رائعةً، لكن قد يطرح إدماجها في النظام الحضري مخاطر وقضايا جديدةً، مثل عدم المساواة في الوصول إلى البيانات. ويشكّل ارتفاع تكاليف التقنيات، وتنفيذها، وصيانتها مشكلةً، فضلًا عن لزوم وجود أشخاص ذوي خبرة ومؤهلين للتعامل معها. كذلك قد تشكّل الهجمات السيبرانية المحتملة، وانتهاك خصوصية الأفراد أخطارًا أمنيةً شديدةً.[8]

نتيجةً لكل ذلك، قد يشكّل تحويل نظام حضري راسخ إلى مدينة ذكية تغييرًا معقّدًا وجوهريًا. بالتالي تتطلّب معالجة هذه المسألة وضع خطط قوية تتضمّن إطارًا صارمًا لإدارة المخاطر. بالطبع ستكفل دراسة المخاطر وإدارتها في مرحلة التخطيط مرونة المدن الذكية للأجل الطويل.[8][9]

تصنيف مخاطر المدن الذكية

كتب الخبراء أوراقًا بحثيةً هائلةً حول فوائد المدن الذكية، بالرغم من ذلك لم يقدّموا دراسات شاملةً وفعليةً بشأن المخاطر التي تواجهها. لذلك لم يحدّد الباحثون هذه المخاطر لفهمها ودراستها على نحو تفصيلي.[10] وقام باحثون بمراجعة العديد من الدراسات لتحديد نشوء وتصنيفات المخاطر الناشئة على مدى العقدين الماضيين، وجمعوا 85 دراسةً متعلقةً بمخاطر المدن الذكية لتحليلهم. من ثم حددوا وجود 3 أنواع للمخاطر، وهي مخاطر تقنية، وتنظيمية، واجتماعية.

بيّنت الدراسة أن المخاطر التقنية هي الموضوع الأكثر بحثًا. على سبيل المثال؛ فشل النظام، أو اختراق البيانات، أو الهجمات السيبرانية.[11] في حين كانت المخاطر الاجتماعية المجال الأقلّ دراسةً، مثل فقدان الخصوصية نتيجة المراقبة المستمرة، أو عدم المساواة في حال لم تتاح التقنيات لجميع المواطنين. علاوةً على ذلك، وجدت بعض المخاطر التي تنتمي إلى أكثر من مجال واحد، لذلك صُنّفت في أقسام متداخلة. مثل مخاطر المسؤولية الاجتماعية للشركات، ومخاطر التحوّل الرقمي، والمخاطر الاجتماعية-التقنية. من بين هذه الفئات كانت المخاطر الاجتماعية-التقنية هي الموضوع الأكثر تكرارًا، ومن الأمثلة عليها طرد العمال وفقدانهم لوظائفهم بسبب الأتمتة.

يمكن اكتشاف التحدّيات الفنية والتقنية أثناء التنفيذ، لكن تستغرق التأثيرات الاجتماعية وقتًا أطول لكي تظهر في المجتمعات. بسبب ذلك لم تبرز المخاطر الاجتماعية بعد كمسألة حرجة على مدى فترات طويلة. بالتالي لم تدرس بنفس التواتر الذي درست به المخاطر التقنية، لكن هذا لا يعني أن لها أهميةً تقلُّ عن غيرها من المخاطر.[12]

الدراسات المتعلقة بالمخاطر

نشر أول مقال عن مخاطر المدن الذكية عام 2000، من ثم لم تنشر أي ورقة بحثية حول هذا الموضوع بين عامي 2000-2010. ولم يهتم سوى عدد قليل من العلماء بالمخاطر المرتبطة بالمدن الذكية حتى عام 2010. ويرجح سبب ذلك إلى أن ظهور آثار أي تغيُّر في النظام الحضري يستغرق وقتًا طويلًا.[13] إضافةً إلى ذلك، فإن تاريخ إنشاء مجال المدن الذكية كمجال علمي جديد يعود إلى عام 2009، لذلك تأجّلت دراسة المجالات التابعة له مثل إدارة المخاطر.[14]

تمتلك المملكة المتحدة UK أكبر عدد من الدراسات المتعلّقة بالمخاطر. وهي نتيجة متوقعة لأنها تمتلك أيضًا أكبر عدد من المدن الذكية بين البلدان الأوروبية.[15]

تمتلك إيطاليا أكبر عدد من الأبحاث حول المخاطر الاجتماعية إضافةً إلى المملكة المتحدة UK. لأن المواطنين الإيطاليين يشاركون بنشاط في إدارة المدن، وعمليات صنع القرار. أيضًا لأنهم يستعملون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT لتحسين نوعية حياة السكان، وحل المشاكل الاجتماعية. كما نفّذت الحكومة برامج مختلفةً للحد من الأضرار الاجتماعية في مدنهم.[15]

سيف ذو حدين

رأينا في مقالات سابقة كيف تُحدث المدن الذكية ثورةً في أسلوب حياتنا، بما تجلبه معها من مزايا وفوائد لا تعد ولا تحصى. من ناحية أخرى ترتبط بها مخاطر، وتحديات، ومشكلات أخلاقية تنغص مستقبل تطبيقاتها. فيظهر لدينا تساؤل؛ هل ينبغي علينا أن نحتضن المدن الذكية، أو نرفضها؟

الجواب ليس بسيطًا، فبين الفوائد والمخاطر التي يجب النظر فيها هناك نقطة واضحة وهي أننا لا نملك ترف تجاهل إمكانات تطبيقات المدن الذكية. بالتالي يتعيّن علينا أن نجد سبلًا للتخفيف من للأضرار وتعظيم الإيجابيات.

في نهاية المطاف، يعد الفرد منطلق المدن الذكية، وغايتها. فلا تستطيع أي مدينة النجاح دون وجود أفراد واعيين، ومسؤولين يدركون أهمية النقاش، والتفاعل، والثقة، والشفافية لضمان استخدام بياناتنا بشكل مسؤول، وحماية خصوصيتنا. بذلك نستطيع أن نجعل مدينتنا مستدامةً، وصالحةً للعيش. ويمكنها أن تساعدنا بدورها في بناء مستقبل أفضل لنا ولأولادنا من بعدنا.

المصادر

  1. Research Gate
  2. IEEE
  3. Science direct
  4. Science direct
  5. Research Gate
  6. Research Gate
  7. Science direct
  8. George Mason university
  9. Science direct
  10. Science direct
  11. Semantic scholar
  12. Research Gate
  13. Semantic scholar
  14. Research Gate
  15. Science direct

كيف تغير المركبات ذاتية القيادة مستقبل التنقل في المدن؟

هذه المقالة هي الجزء 11 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

يتطور تعريف المدينة الذكية باستمرار مع الأيام إلا أن بعض النقاط أصبحت واضحةً وثابتةً. فتسخِّر المدن الذكية التقنيات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT لتحقيق الاستدامة، والتنمية، وتحسين نوعية حياة الأفراد. وتمثّل إدارة المرور والتنقل إحدى أهم الجوانب التي تركّز المدن عليها، إذ تقدّم خدمات أفضل للسكان بمساعدة الحسّاسات وانترنت الأشياء IoT. على سبيل المثال؛ تخفّف إشارات المرور الذكية الازدحام في ساعات الذروة، ويساعد كذلك الوقوف الذكي على إيجاد مواقف خالية للسيارات. ويستطيع الأفراد تتبّع مواقع الحافلات ومواعيد وصولها من خلال تطبيقات الهاتف المحمول.[1] تهتم اليوم الصناعات الذكية بتطوير المركبات ذاتية القيادة، ويعتقد الخبراء أنها ستصبح مستقبل التنقل الذكي، وركيزةً أساسيةً فيه. لأنها ستغيّر أسلوب حياتنا، ومفهومنا عن التنقل بشكل ثوريّ.

ما هي المركبات ذاتية القيادة؟

يقصد «بالمركبات ذاتية القيادة- an Autonomous vehicles» أي سيارة أو حافلة أو شاحنة أو مركبة أخرى، تستطيع القيادة من النقطة أ إلى النقطة ب دون تدخّل بشري، إضافةً إلى قدرتها على أداء جميع وظائف القيادة الضرورية. تُجهَّز هذه المركبات بأجهزة استشعار مختلفة لإدراك البيئة المحيطة. فتجمع البيانات، ومن ثم يعالجها حاسوب مُدمج في المركبة، لكي تستطيع التحرّك بشكل مستقل. [2]

تعتبر القيادة الذاتية واحدةً من أهم الابتكارات في العقود الأولى من القرن ال21، بسبب قدرتها على إحداث نقلة نوعية في نظام التنقل ضمن المناطق الحضرية وخارجها. وقد تسارع تطوير التقنيات المتعلّقة بالقيادة الذاتية خلال العقد الماضي بفضل إدخال الذكاء الاصطناعي AI في أنظمة القيادة. نتيجةً لذلك أصبحت المركبات أكثر “ذكاءً”، وقادرةً على الركن بنفسها -التموضع بجانب الطريق-، وتغيير سرعتها أو اتّجاه سفرها، والاستجابة للعقبات والتنبّؤ بها أثناء القيادة. [3]

مستويات المركبات ذاتية القيادة

تصنِّف SAE international -المعروفة سابقًا بجمعية مهندسي السيارات- المركبات ذاتية القيادة إلى 6 مستويات من الأتمتة المحدّدة والمتّفق عليها دوليًا. وتزداد استقلالية المركبة مع ازدياد المستوى.

  1. المستوى 0: يؤدي السائق جميع مهام القيادة، ولا تسيطر السيارة على عملية القيادة.
  2. المستوى 1: تُجهّز المركبة بنظام مساعد للسائق DAS. والذي يساعد السائق جزئيًا في ضبط السرعة، أو كبح الانحراف، أو الإيقاف الطارئ.
  3. المستوى 2: تجهّز المركبة بمزايا أكثر تقدّمًا بحيث يشرف DAS على التوجيه والتسارع والكبح في الظروف السهلة ضمن ظروف الرؤية الجيدة في النهار. لكن يجب على السائق الإشراف الكامل على القيادة، وأداء جميع مهام القيادة المعقّدة تقريبًا.
  4. المستوى 3: يستطيع النظام أداء جميع أجزاء مهام القيادة في بعض الظروف المثالية. لكن يجب على السائق أن يكون مستعدًا لاستعادة السيطرة عندما يطلب النظام منه ذلك. بعبارة أخرى، يجب على السائق أن يكون جاهزًا للانتقال الآمن بين القيادة الذاتية والقيادة البشرية في غضون ثوان قليلة. بسبب ذلك لا يسمح للسائق بالنوم أو إمالة مقعد القيادة بالكامل.
  5. المستوى 4: يمكن للمركبة أداء جميع عمليات القيادة بشكل مستقل في ظروف معينة. لا يلزم في هذا المستوى الجهوزية (اليقظة) من السائق في الشروط المعيّنة في المستوى السابق.
  6. المستوى 5: تتعاون في هذا المستوى التقنيات الحديثة مع المركبة. نتيجةً لذلك تستطيع القيادة في كل أحوال الطقس والإضاءة، وفي أي نوع من أنواع الطرق سواء داخل المدينة أو على الطرق السريعة، دون أي حاجة للتدخل البشري أو المراقبة. وستتمكن المركبات من الاتصال مع المركبات الأخرى والبنى التحتية من أجل الحصول على أحدث المعلومات عن حالة الطريق مقدّمًا (من ثوان إلى دقائق قليلة).[4][5][6]
مستويات المركبات ذاتية القيادة.

كيف تعمل القيادة الذاتية؟

تعد القيادة الذاتية مهمةً معقدةً تتطلّب دمج مجموعة متنوعة من التقنيات الذكية، لخلق رؤية بزاوية 360 درجة من محيط السيارة. من ثم تستخدم المركبة هذه المعلومات لاتّخاذ قرارات حول كيفية السير بأمان. وتحتاج المركبة إلى توافر:

  • أجهزة الاستشعار: تضمّ المركبة مجموعةً من الكاميرات وأجهزة استشعار المدى مثل radar وlidar، إذ توفر معلومات حول البيئة المحيطة بالمركبة مثل مواقع المركبات الأخرى والمشاة وحالة الطريق وغيرها من المعلومات.[7] يكشف الرادار عن سرعة ومسافة الأجسام. بينما ينشئ الليدار نموذجًا ثلاثي الأبعاد من محيط السيارة، ويستعمل للكشف عن الأجسام التي يصعب رؤيتها بالكاميرات أو الرادار مثل الأجسام الصغيرة أو المحجوبة جزئيًا.
  • اندماج المستشعر: يقصد بذلك عملية دمج البيانات من مجموعة المستشعرات. يساعد ذلك باكتشاف الأجسام والتنبؤ بالحركة للحصول على صورة شاملة عن محيط المركبة.[8]
  • التنبؤ بالحركة: وهو ضروري لمعرفة الحركة المستقبلية للأجسام المتواجدة في محيط المركبة.
  • تعلم الآلة: تستخدم المركبات خوارزميات تعلم الآلة لتحليل البيانات، واتّخاذ القرارات الحاسمة.
  • أنظمة التحكم: ترسل أنظمة التحكّم إشارات للمشغلات مثل عجلة القيادة، والمكابح، ومسرع السرعة لكي تخبرهم كيف يحرّكون المركبة وفقًا لقرار الخوارزمية.

تعتمد المركبات عمومًا على نظام تحديد المواقع الجغرافية GPS لتحديد موقعها، وتوجّهها. كما تستعمل خرائط عالية الدقة للتنقل في الطرق.[7]

صور الكاميرا الأمامية المجمعة في يوم صافي، وفي وقت الليل، وفي يوم ماطر، وفي موقع بناء.

هل بدأت المركبات ذاتية القيادة في الانتشار؟

يجري حاليًا تطوير المركبات ذاتية القيادة وستمر بعدّة خطوات حتى تصبح موثوقةً ومتاحةً تجاريًا في معظم الأسواق. ويتوقع الخبراء أنها ستتبع منحنى S وفقًا «لقانون روجر-Roger’s law» كما في الصورة.[9]

نمط التوزيع المتوقع للمركبات ذاتية القيادة وفقًا ل Roger’s law.

من الضروري أن ندرك مدى تعقيد إدارة مركبة ما على الطرق العامّة، بسبب كثرة التفاعلات مع أشياء غير متوقعة في أغلب الأحيان، مثل المشاة، وراكبي الدراجات، والحيوانات. وقد تفرض هذه المركبات تكاليفًا إضافيةً مرتفعةً بسبب الحوادث، أو حالات التأخير الممكنة لمستخدمي الطريق الآخرين. نتيجةً لذلك ستتمتع المركبات ذات المستوى 5 بمعايير اختبار أعلى من الابتكارات التقنية الأخرى. مما يؤدي إلى تأخير طرحها في السوق للحصول الموافقات اللازمة. في حال أثبتت هذه التقنية أنها غير موثوقة أو خطيرة، ستطلب الولايات القضائية اختبارات إضافية، وأذونات، ولوائح. مما سيؤدي إلى تفاوت في معدّلات التنفيذ والطرح في السوق وهو أمر متوقع أيضًا.[10]

وتشير التقديرات إلى أن طرح مركبات المستوى 5 سيبدأ عام 2030. ومن المرجّح أن يستغرق تشبّع السوق عدّة عقود، وقد يستمر بعض سائقي السيارات في اختيار المركبات التقليدية، بسبب تفضيلهم الشخصي، وانخفاض تكلفة الشراء.

يوضح الجدول تقدير التوقيت لإدخال السيارات ذاتية القيادة وانتشارها في السوق.

لكن يبقى تداول المركبات مرتبطًا بالأفراد حتى بعد التشبّع بالأسواق. لذلك قد تتسارع أو تتباطأ عملية الانتشار، وربما لن يتماثل انتشارها في كل البلدان أو القارات. ويتوقع بعض الخبراء أن يتأخر الانتشار إلى ما بعد عام 2040 بسبب التحديات التقنية والسياسية والاجتماعية. [11]

فوائد القيادة الذاتية في المدن الذكية

يعد النقل جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، ويؤثر على التعليم والعمل ووقت الفراغ والخدمات. وتجلب المركبات ذاتية القيادة فوائد كثيرة، ومنها:

  • السلامة، يتوقع الباحثون ارتفاع معدلات سلامة السائقين والمشاة، وانخفاض عدد الحوادث.[12]
  • تقليل الازدحام المروري والوقت اللازم للسفر، يعود الفضل بذلك إلى توحيد سرعة السفر لجميع مستخدمي الطرق مع زيادة سرعة عبور التقاطعات. حيث يمكن للمركبات الاتصال مع بعضها البعض، ومع البنية التحتية في الوقت نفسه. علاوةً على ذلك، تختار المركبات أفضل المسارات للرحلة من خلال التقنيات السحابية وإنترنت الأشياء.[13]
  • خفض الانبعاثات، حيث يقل استهلاك الوقود، والانبعاثات السامة في الغلاف الجوي للمدن الذكية، وتتحسن جودة الهواء.[14][15]
  • إمكانية الوصول، تتوفر خيارات تنقل أسهل وأفضل لمن لا يستطيع القيادة كالمسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة. وتستطيع السيارات أيضًا الدخول إلى مناطق غير مخدومة، ولا تصلها وسائل النقل العام عادةً.[12][16]

تحديات وعوائق

ستغيّر القيادة الذاتية البيئة الحضرية، وستكون هذه التغييرات لا رجعة فيها. نتيجةً لذلك يجب علينا معرفة عواقب التطبيق لنتجنّبها، فنحصل على أقصى فائدة ونتغلب على التحديات. ونذكر بعض تلك التحديات:

  • تحديات تقنية، يلزم تطوير وربط عمل العديد من التقنيات، فلكي تتمكن السيارات من التعامل مع أي حالة مرورية يلزم الملايين من الكيلومترات التجريبية للقيادة في الحالات الخطرة كتساقط الثلوج أو الأمطار الغزيرة.[17]
  • مخاوف أخلاقية، ترتبط بوجود نقاط ضعف في أمن الفضاء الإلكتروني، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المستوى الأمني للمدن.[12]
  • آثار سلبية على صحة الإنسان، بسبب نمط الحياة الخامل، فقد يعطي السكان أولويةً للقيادة الذاتية من أجل قضاء رحلاتهم القصيرة عوضًا عن المشي أو ركوب الدراجة.[18]
  • عقبات اقتصادية، بسبب كلفة الشراء المرتفعة، على الأقل في السنوات الأولى من الانتشار. وتدرس المدن الذكية إدخال الحافلات ذاتية القيادة في خدمة النقل العام، بالتالي تحل مشكلة عدم قدرة تحمّل تكلفة امتلاك مركبة خاصة.[19]
  • عدم تقبّل وثقة الناس لفكرة القيادة الذاتية.

تأثير المركبات ذاتية القيادة على التخطيط العمراني

التحضر

يعتقد الخبراء أن إدخال القيادة الذاتية في التنقل الذكي قد يؤدي إلى زيادة أهمية المناطق السكنية في الضواحي. والتي يكون سعرها عادةً أخفض في السوق عن تلك المتواجدة في المركز. حيث تسهّل المركبات ذاتية القيادة إمكانية الوصول للمناطق التي تعذر الوصول إليها سابقًا. مما يؤدي في نهاية المطاف إلى ازدياد الزحف العمراني للمدن، وانخفاض كثافة البناء. إضافةً إلى ذلك، تنعكس الآثار كذلك على المناطق الريفية، بفضل تحسُّن النقل العام والخاص على حدّ سواء.[20][21]

توضح الصورة تأثير المركبات ذاتية القيادة على كثافة البناء، بينما تشير الأسهم الحمراء إلى امكانية الوصول.
توضح الصورة تأثير القيادة الذاتية على نظام النقل الحضري.

البنية التحتية للطرق

تؤثر المركبات ذاتية القيادة على استعمال الحيّز المكاني للطرق، والبنية المادية لها. مثلًا ستقضي القيادة الذاتية على الخلاف الحالي بين سائقي المركبات والمشاة. ويتوقع الخبراء أن يتوسّع الحيّز المخصص للمشاة مع إمكانية إزالة الفصل المادي بين السيارات والمشاة. علاوةً على ذلك سيقل عرض الممرات، وستلتغي أماكن وقوف السيارات على طول الرصيف.[21]

توضح الصورة التحول المفترض لمقطع الطريق بعد انتشار القيادة الذاتية.
صورة لافتراض مسار أكثر كفاءة بفضل تطوير القيادة الذاتية.

المستوى المحلي

تؤثر القيادة الذاتية على التنمية السكنية وسط المدينة والضواحي على حد سواء. إذ مع انتشارها الكامل سيكون من الممكن تحرير العديد من الساحات المستخدمة من قبل السيارات حاليًا. والتي سيعاد تكييفها، وإعادة استخدامها لوظائف أخرى.[21]

على سبيل المثال؛ توجد عادةً مساحات لوقوف السيارات بالقرب من المنازل الخاصة، وستقل الحاجة إليها عند انتشار المركبات ذاتية القيادة. نتيجةً لذلك يمكننا تحويل مواقف السيارات المجاورة للمنازل إلى ممرات للمشاة أو للدراجات. يساعد كذلك إلغاء المرآب الخاص على توسُّع المنزل، فيستطيع المالك استغلال المساحة لوظائف أخرى.[22]

تأثير المركبات ذاتية القيادة على الضواحي ذات الكثافة المنخفضة.

أما بالنسبة للمباني السكنية متعددة الطوابق، فيمكن الاستغناء عن المواقف الموجودة تحت الأرض. ونستطيع بدل ذلك بناء مواقف كبيرة مستقلة تقع في أماكن خارجية يسهل الوصول إليها. إذ سيتمكن مالك السيارة الاتّصال مباشرةً بسيارته عن طريق تطبيق مثبت على هاتفه المحمول لتأتي إليه من موقفها.[22]

تأثير المركبات ذاتية القيادة على المناطق السكنية عالية الكثافة.

نظرة مستقبلية

سيكون إدخال القيادة الذاتية إلى التنقل الذكي بطيئًا وتدريجيًا. ولا شكّ من أنه سيحدث ثورةً جذريةً على طريقة حياتنا، وسيغير أيضًا التخطيط العمراني للمدن. لكن في نهاية المطاف سيتعلق نجاحه بالفرد ومدى تقبله للتقنية. فدعنا نتخيل لبرهة أنك تمتلك سيارةً ذاتية القيادة، فهل ستثق بقراراتها وتدعها تأخذك في رحلاتك، أم أنك تفضل القيادة بنفسك؟

المصادر

  1. MDPI
  2. IEEE
  3. IEEE
  4. Springer
  5. ResearchGate
  6. ResearchGate
  7. arXiv
  8. arXiv
  9. Semanticsholar
  10. ResearchGate
  11. IEEE
  12. arXiv
  13. MDPI
  14. MDPI
  15. Semanticsholar
  16. MDPI
  17. IEEE
  18. Science direct
  19. MDPI
  20. ResearchGate
  21. ResearchGate
  22. Science direct

7 تقنيات تغزو المدن الذكية فما هي؟

هذه المقالة هي الجزء 2 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تستخدم المدن الذكية التقنيات المتطورة والابتكارات الحديثة، وتدمج البنية التحتية المادية مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT وموارد المعرفة. يهدف ذلك إلى تعزيز التقدّم الاقتصادي، وتحسين نوعية حياة الأفراد، وضمان الاستدامة. فتعتمد المدن الذكية على مجموعة من الأدوات والتقنيات لكي تحقق أهدافها الأساسية، وتتصدى لمختلف التحديات التي تواجهها في نفس الوقت كالنمو السكاني والتلوث والازدحام. فما أمثلة تقنيات المدن الذكية؟

تقنيات المدن الذكية

تعد تقنيات المدن الذكية مصطلحًا واسعًا يشمل مجموعةً متنوعةً من التقنيات والاستراتيجيات القائمة على البيانات. تهدف المدن الذكية إلى تحسين نوعية حياة المواطنين، وجعل العمليات الحضرية أكثر كفاءة.[1] تسعى تقنيات المدن الذكية إلى تحقيق التكامل بين البنى التحتية المتقدّمة والتقنيات الحديثة لزيادة “ذكاء” المدن. قد يكون مصطلح “ذكاء” المدن غريب بعض الشيء لكنه المقصود ومرتبط بالذكاء الاصطناعي وهذا ما سنراه.

تضم هذه التقنيات العديد من الأنظمة والابتكارات مثل البرمجيات التطبيقية، ونظام تحديد المواقع GPS، وسلسلة الكتل Blockchain. عمومًا ينبغي على المدن الذكية ربط هذه النظم والأدوات ببعضها، وجمع عملها ونتائجها، لتوفير خدمات فعّالة للمواطنين. وهذا هو المقصود بـ “ذكاء المدن”.[2]

1. تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT

تشمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT أي جهاز اتصال أو تطبيق يعمل على جمع المعلومات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها ونشرها. بما في ذلك الراديو، والتلفاز، والهاتف المحمول، والبرمجيات، وأنظمة الاتصالات القائمة على الأقمار الصناعية، وغيرها الكثير. تساهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تطوير العديد من المجالات كالتعليم، والرعاية الصحية، والأعمال التجارية، وتعتبر أساس النمو والتنمية. [3]

تطبق المدن الذكية ICT في مجال الحوكمة الإلكترونية. حيث يمكن للمواطنين استعمال الانترنت للوصول إلى خدمات حكومية أو خدمات القطّاع الخاص. مما يقلل الحاجة للذهاب إلى المكاتب والفروع، فيخفف الازدحام في الدوائر الحكومية، ويسهل تنفيذ الأعمال على المواطنين. على سبيل المثال؛ استعمال ICT لتجديد رخصة القيادة وتسجيل الأعمال التجارية.[4]

2. المستشعرات

المستشعرات هي أجهزة تكشف وتستجيب وتقيس المؤثرات الفيزيائية مثل الضوء، والصوت، ودرجة الحرارة، والضغط، والحركة. وتحوِّل البيانات إلى إشارات يمكن قراءتها من قبل مراقب أو أداة، وتعتمد المدن الذكية عليها عادةً لجمع البيانات. تعمل المستشعرات في مراقبة حركة المرور، ومستوى الضوضاء، والحالة الفيزيائية للطرق والجسور والمباني، وذلك من أجل الكشف عن الأعطال في الوقت المناسب ومعالجتها.

تضم أجهزة الاستشعار العديد من الأنواع ومنها المستشعرات الحرارية التي تقيس درجات الحرارة، وتستعمل عادةً في أجهزة إنذار الحرائق. وكذلك المستشعرات اللاسلكية التي تستطيع التواصل لاسلكيًا مع أجهزة أخرى مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب ويشاع استخدامها في انترنت الأشياء.[5][6] تكشف أجهزة استشعار إشغال المباني عن وجود أو عدم وجود أشخاص في غرفة أو مبنى ما، وتستعمل غالبًا في أنظمة التشغيل الآلي التي تتحكم في الإضاءة وأنظمة التدفئة والتكييف والتهوية. وتكشف المستشعرات الموجودة في الكاميرات أيضًا عن الحركة في المباني وتستعمل لأغراض أمنية.[7]

صورة توضح عمل المستشعرات اللاسلكية

3. البيانات الضخمة Big data

تشير البيانات الضخمة إلى مجموعات البيانات الكبيرة أو المعقدة التي لا نستطيع التعامل معها بواسطة البرمجيات التقليدية. وتتسم البيانات الضخمة ب3 قيم:

  • الحجم، تولد التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي كميات كبيرة من البيانات.
  • التنوع، تتخذ البيانات العديد من الأشكال المختلفة مثل البيانات المنظمة في قواعد البيانات التقليدية، والبيانات غير المنظمة من المستشعرات ووسائل التواصل الاجتماعي كالصور والمستندات ومقاطع الفيديو.
  • السرعة، تتولد بيانات جديدة بوتيرة سريعة. [8]

تعتمد المدن على البيانات الضخمة وتربطها مع تقنيات المدن الذكية الأخرى التي تجمع وتعالج وتحلل هذه البيانات. وذلك من أجل اتخاذ القرارات ووضع الخطط المستقبلية بشكل أفضل. [9]

4. تحليل البيانات Data analytics

يقصد بتحليل البيانات عملية فحص مجموعات ضخمة ومعقدة من البيانات. بهدف الكشف عن الأنماط الخفية، والعلاقات المتبادلة، وتوجه السوق، وتفضيلات العملاء، وغيرها من المعلومات التجارية المفيدة. [10] يرتكز تحليل البيانات على اتباع الأساليب الإحصائية والحسابية لدراسة البيانات واستخلاص النتائج المستخدمة لاتخاذ القرارات الحاسمة.[11]

يقسم تحليل البيانات إلى عدّة فئات رئيسية. ومنها:

  • التحليلات الوصفية، تركز على تلخيص وتصور ما حدث في الماضي. وتستخدم لتحديد الاتجاهات والأنماط والعلاقات.
  • التحليلات التشخيصية، تهدف إلى تحديد أسباب حدوث الأنماط المعينة، وتساعد في معرفة الأسباب الجذرية للمشاكل، أو لفهم العوامل المساهمة في النجاح.
  • التحليلات التنبؤية، تعتمد التحليلات التنبؤية على النماذج الإحصائية للتنبؤ بما سيحدث في المستقبل. تتنبأ هذه التحليلات بالطلبات، وتحدد المخاطر، أو تتخذ قرارات بشأن الاستثمارات المستقبلية.
  • التحليلات الإرشادية، تحدد هذه التحليلات أفضل مسار للعمل لتحقيق النتائج المرجوة. [12]

يعتبر تحليل البيانات من أبرز تقنيات المدن الذكية، فمن خلال فهم الماضي والحاضر بوسعنا إنشاء مستقبل أفضل. ويتداخل كذلك في عدّة سياقات مثل الذكاء الاصطناعي. ,تُعرَّف الشبكات العصبية الاصطناعية ANNs على أنها نوع من خوارزميات تعلم الآلة المعتمدة على تحليل البيانات. إذ استُمد تصميم الشبكات العصبية من بنية الدماغ البشري. ويمكن تدريبها للتعرف على الأنماط في مجموعات البيانات، ويستفاد منها في تطبيقات كثيرة مثل التنبؤ بشدة الحوادث.[11]

5. الذكاء الاصطناعي AI

يختلف تعريف الذكاء الاصطناعي تبعًا لمجال الدراسة. لكن عمومًا هو فرع من أفرع الحاسوب يهتم ببناء آلات ذكية قادرة على أداء المهام التي تتطلب عادةً الذكاء البشري مثل اتخاذ القرار، وترجمة اللغات، والتعرف على الكلام. [13] تعرِّف المدن الذكية الذكاء الاصطناعي على أنه الذكاء الذي يظهره كيان اصطناعي بحيث يكون قادرًا على إدراك محيطه ويتخذ إجراءات تقلل من التدخل البشري، وتحقق أهدافه بنجاح في نفس الوقت.

يعمل الذكاء الاصطناعي مع تقنيات المدن الذكية الأخرى في المنزل الذكي لكي يطوّر حياة السكان. على سبيل المثال؛ يقوم بأتمتة المهام كالتحكم بالإضاءة، ودرجات الحرارة. إضافةً إلى ذلك، يدمج الذكاء الاصطناعي نظام التعرف على الوجه في نموذج المنزل الذكي. يساعد ذلك في تحديد إذا ما كان الشخص الموجود في المنزل مقيمًا أو شخصًا غير معروف. من ثم يرسل نظام الإخطار الآلي -الذي يستخدم نظام تلغرام بوت- إشعار إلى صاحب المنزل في حالة دخول شخص مجهول إلى المنزل. كما يوفر التطبيق خيارات إضافية للمستخدم من أجل اتخاذ مزيد من الإجراءات الوقائية كإبلاغ الشرطة مثلًا أو إغلاق الأبواب. [14]

6. تعلم الآلة Machine Learning

يعد تعلم الآلة مجالًا سريع النمو، يتقاطع مع علوم الحاسوب والإحصاء، وهو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يركز على تمكين أجهزة الحاسوب من تحسين أدائها تلقائيًا من خلال الخبرة. يحدث ذلك عادةً عن طريق دراسة وبناء خوارزميات التعلم المعتمدة على تحليل البيانات، وبناء نماذج لتمثيل العلاقات بين البيانات المدخلة والمخرجات المطلوبة.[15]

يستعمل تعلم الآلة بطرق مختلفة لتعزيز تطبيقات المدن الذكية، على سبيل المثال؛ يساعد في تحقيق الأمن السيبراني. حيث يتزايد خطر التهديدات الإلكترونية مع نمو شبكات المدن الذكية، ويكشف تعلم الآلة عن تهديدات الأمن السيبراني ويمكن أن يحدد الشذوذ ويمنع الهجمات الإلكترونية بفاعلية في الوقت المناسب. مما يحافظ على أجهزة انترنت الأشياء والبنية التحتية آمنة. [16]

7. انترنت الأشياء IoT

يعد انترنت الأشياء IoT من أهم تقنيات المدن الذكية، والركيزة الأساسية لمجالاتها ال8 الذكية، وهي: الحوكمة، والرعاية الصحية، والبيئة، والاقتصاد، والصناعة، والتنقل، المعيشة والبنية التحتية، والطاقة. ,يشير IoT إلى شبكة عملاقة تربط الأشياء والأشخاص بالانترنت وببعضها البعض وتسمح بجمع وتبادل ومعالجة البيانات. يهدف عمومًا إلى تحديد المواقع، والتتبع، والمراقبة، والتعرف الذكي، والإدارة، إضافةً إلى ربط الأجهزة الذكية ببعضها مثل المستشعرات.[17]

انترنت الأشياء IoT

تطور تقنيات المدن الذكية

تحقق المدن الاستفادة القصوى من التقنيات الذكية عندما يتكامل عملها. ويتنامى اليوم تطوير تقنيات المدن الذكية بسرعة مذهلة، فالأدوات المذكورة سابقًا ليست إلا جزءًا من الكثير من التقنيات. وستؤثر بشكل جذري على أسلوب حياتنا ومدننا في المستقبل. وتعد هذه التقنيات والأدوات حصيلة تقدّم البشرية. فمن مدينة أوروك السومرية أول مدينة في العالم المبنية باللبن إلى المدن الذكية اليوم، ومن التطبيق الذي تقرأ منه هذه المقالة إلى الروبوت الذي يجري العمليات الجراحية، يمكنك تخيل حجم هذا التطور.

المصادر

  1. Semanticsholar
  2. IGI global
  3. ResearchGate
  4. semanticscholar
  5. ResearchGate
  6. semanticsholar
  7. MDPI
  8. SAGE
  9. Cornell University
  10. semanticsholar
  11. ResearchGate
  12. National Library of medicine
  13. IJCMAS
  14. IEEE
  15. MDPI
  16. National library of medicine
  17. ResearchGate

كيف تطور نماذج الذكاء الاصطناعي AI المنزل الذكي؟

هذه المقالة هي الجزء 7 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تعد المباني الذكية ببداية عصر جديد من المفاهيم المعمارية. إذ تدمج عمل أجهزة الاستشعار، والبيانات الضخمة، وانترنت الأشياء IoT، والذكاء الاصطناعي AI لكي تحسّن نوعية حياة الأفراد. يعمل الذكاء الاصطناعي في المنزل الذكي لكي يسهّل الوظائف المنزلية ويريح السكان ويخفّض استهلاك الطاقة.

دمج الذكاء الاصطناعي في المنزل الذكي

المنزل الذكي هو مسكن مجهّز بأحدث التقنيات التي تسمح بالتشغيل الآلي عن بعد لإدارة مختلف المعدات والوظائف المنزلية. ويعطي التخطيط الاستراتيجي في المدن الذكية أولوية عليا لتطوير المنازل الذكية.[1] يستخدم مصطلح الذكاء الاصطناعي AI لوصف مجموعة من الأنظمة المحوسبة التي تنفذ وظائف عادةً ما يقوم بها البشر. كما أنها تصل إلى مستويات شبيهة بالإنسان من حيث الاستشعار، والمنطق، والتفاعل، والتعلم وقد تقترب أو حتى تتجاوز الذكاء البشري.[2]

في الوقت الحالي يطور الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا المنزل الذكي، ويأخذها إلى مستوى جديد تمامًا. فيستطيع إنشاء نموذج سلوكي من البيانات التي جمعتهما الأجهزة الذكية. أو بعبارة أخرى، يستطيع الذكاء الاصطناعي عمل الوظائف المنزلية بشكل آلي وفقًا لتفضيلات أصحاب المساكن.[3]

أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في المنزل الذكي

تجعل الأجهزة والأنظمة المتعددة من المنزل الذكي بيئةً مثاليةً لاختبار برامج الذكاء الاصطناعي. فتستطيع نماذج الذكاء الاصطناعي تخصيص التجارب، أي تضبط الأجهزة حسب حاجة الأفراد لأنها تتعلم من السلوك البشري. بالتالي تحقق تجربة حياة هادئة وممتعة وخاصة لكل مالك منزل ذكي.

يدير الذكاء الاصطناعي الوظائف في المنزل بآلية مبتكرة لزيادة السلامة والراحة والكفاءة. ويمتلك القدرة على أتمتة مهام متعددة، مثل تغيير مستويات الإضاءة، والألوان، ودرجات الحرارة والرطوبة. ويعتمد بذلك بالطبع على تفضيلات المستخدم.[4]

يستعمل الذكاء الاصطناعي كذلك في التصميم الذكي للحفاظ على الطاقة بمساعدة خوارزميات تعلم الآلة. فيقوم بجمع البيانات من أجهزة الاستشعار، من ثم يقيّمها لكي يطور لاحقًا أنظمة لإدارة الطاقة خاصة بكل مالك منزل.

تغييرات معمارية

لكي يحوّل الخبراء المنزل العادي إلى منزل ذكي يجب عليهم دمج حلول التكنولوجيا العالية -مثل خطوط نقل البيانات وشبكات الاستشعار- في المساحة المعمارية المبنية سابقًا أو التي تبنى حاليًا. ولايزال يتعيّن على المعماريين القيام بعمل مكثّف فيما يتعلق بتعديلات التصميم المعماري حتى يستوعب متطلبات نمط الحياة الجديدة. فقد يتغير الحجم، والشكل، والعلاقة بين الفراغات. بالطبع يساعد الذكاء الاصطناعي المعماريين في عمليات التصميم كثيرًا. فتخلق النماذج الأولية الافتراضية المزيد من الإمكانيات والحلول لترتيب الغرف والمساحات في المنازل الذكية.[5]

ما هي مجالات الذكاء الاصطناعي في المنزل الذكي؟

يساعد الذكاء الاصطناعي المنزل الذكي في إدارة الأنظمة التالية:

  • الخدمات الأساسية كالكهرباء، والماء، والتكييف.
  • السلامة العامة مثل كشف التسلسل، والإنذارات، وإغلاق النوافذ والأبواب.
  • الأجهزة الإلكترونية والراحة مثل التلفاز، والبراد، والغسالة، وتزود عادةً بخاصية للتحكم بها عبر الانترنت.
  • الصيانة العامة مثل فحص أداء الأجهزة المنزلية، وتقديم إشعارات بشأن الأخطاء، والرصد، والإدارة العامة.
  • الطاقة كالتحكم في مصادر الطاقة البديلة.[2]
مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي في المباني الذكية

كيف تحافظ نماذج الذكاء الاصطناعي على الأمن في المنزل الذكي؟

تضع العديد من الدراسات الاعتبارات الأمنية كعامل رئيسي عند تصميم المنازل الذكية. وتضم أجهزة الإنذار الذكية، وأجهزة الاستشعار، والأقفال الذكية، والكاميرات، وغيرها الكثير. فتحمي التكنولوجيا الحديثة حياة الناس وأعمالهم ومنازلهم عن طريق نشر نظام حماية فعّال لمراقبتهم.[6]

تصدر معظم الأنظمة الأمنية الشائعة إنذارًا فقط بعد الاختراق عند حدوث اقتحام ما أو حريق أو تسرّب غاز أول أكسيد الكربون. بذلك يتلقّى الفرد تحذيرًا حالما يفوت الأوان على فعل شيء. لكن يطوّر الباحثون أنظمة وأقفالًا ذكية وأجهزة استشعار تعمل معًا في المنزل الذكي لإرسال التحذيرات في الوقت المناسب. وتعمل هذه التطبيقات مع البنية التحتية الموجودة، ويمكن استعمالها من أي جهاز محمول مما يسهّل عمليات الرصد. على سبيل المثال؛ ترسل التطبيقات إنذارًا إذا تركت بابًا أو نافذةً غير مقفلة أو حتى مفتوحة جزئيًا مما يبقي الدخلاء خارجًا. يستفيد كذلك الآباء من أجهزة استشعار الحركة في المنزل لمعرفة أن أطفالهم لا يقعون في ورطة.[7]

نظام التحكم الصوتي

يستطيع سكان المنزل الذكي التحكم بالأضواء، والستائر، وأقفال الأبواب والنوافذ في منازلهم باستخدام أصواتهم فقط. بل قد يتحكموا بها سويًا ببساطة من خلال عبارة واحدة مثل “أنا في المنزل” أو “تركت المنزل”.

تؤثّر الإضاءة في الأماكن المغلقة على رفاهية ومزاج وسلوك الناس، لذلك ركز عليها الخبراء أثناء تصميم المنازل. ويحتاج الفرد للتحكم الصوتي في الضوء إلى: الانترنت، ومساعد صوتي، ونظام منزلي ذكي متصل.[8]

التحكم الصوتي للضوء في نظام المنزل الذكي

المراقبة عن بعد والمراقبة بالفيديو

ازداد باطّراد عدد المنازل المزودة بكاميرات عالية الدقة خلال العقدين الماضيين. والتي تساعد على المراقبة وكشف التغييرات وغيرها. غالبًا ما تحتاج خوارزميات الذكاء الاصطناعي إلى معرفة ما يجب البحث عنه والتعرف عليه أو فهمه مسبقًا. على سبيل المثال؛ يمكن للآباء مراقبة منازلهم أثناء عملهم، فيتلقوا إشعارًا على الهاتف عندما يصل الأطفال من المدرسة. كما يمكنهم اختلاس النظر للتحقق من قيام أطفالهم بالواجبات المنزلية، أو إدارة الأدوية في حال وجدت. تعد أيضًا كاميرات الأبواب الأمامية التي تنقل الصوت والصورة في الاتجاهين وسيلةً رائعةً للتواصل حتى لو كان المالك خارج المنزل يستطيع التحدث من خلال تطبيق على الهاتف. [9]

تحديات وعوائق

يشكل بناء المنازل الذكية تحديًا، كما يواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في المنزل الذكي العديد من الصعوبات التي تحتاج إلى دراسة وتدخّل. ومنها:

  • التكلفة المرتفعة.
  • قد يشكل جمع البيانات تهديدًا على الأفراد من عدّة نواحي مثل انتهاك الخصوصية، أو الجرائم المرتبطة بتسريب البيانات.
  • يعد الحصول على الموافقات وقابلية تبادل المعلومات بين الأنظمة والأجهزة المتنوعة من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها المنازل الذكية. تتواجد اليوم الكثير من الشركات المصنعة التي تطوّر الأجهزة والتقنيات الذكية، ويضم المنزل أجهزة متنوعة من مصادر مختلفة. بسبب ذلك يصبح من الصعب دمج آليات وأساليب عملها مع بعضها البعض.
  • يعتبر إعداد وصيانة نماذج الذكاء الاصطناعي مرهقًا لأصحاب المنازل والمحترفين أيضًا بسبب تعقيدها.
  • يحتاج المستخدمون إلى توضيح كبير بشأن كيفية إدارة منظمات الحرارة، والتحكم في استخدام الطاقة عمومًا.[10]

توضع الآن معايير وبروتوكلات صناعية لمعالجة هذه التحديات، لضمان مستوىً عالٍ من التوافق والتشغيل المتبادل بين النظم المنزلية. وأصبحت هذه الجهود ممكنة بفضل التقدّم السريع للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. في نهاية المطاف لن تستحوذ التقنيات المنزلية الذكية على اهتمام الجمهور إلا إذا رأى المشتري الجوانب الإيجابية، وقبل بعض المخاطر.[1]

مستقبل الذكاء الاصطناعي AI في المنزل الذكي

لايزال الذكاء الاصطناعي في طور النمو، لكنه يمتلك القدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي نعيش بها في منازلنا. فيستطيع المنزل الذكي تغيير سلوكه كرد فعل على ما يحيط به. ويمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من السبل المبتكرة والمتطورة لاستعمال الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين جودة حياتنا. برأيك كيف سيتصرف منزلك الذكي المستقبلي؟

المصادر

  1. Science direct
  2. MDPI
  3. Science direct
  4. ResearchGate
  5. ResearchGate
  6. ResearchGate
  7. MDPI
  8. science direct
  9. MDPI
  10. Science direct

كيف تسهّل المباني الذكية حياة الأفراد؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تعتبر المباني من أكبر مستهلكي الطاقة في العالم. نتيجةً لذلك بدأت «المدن الذكية-Smart cities» بتطوير تقنياتٍ جديدة لكي تحول المباني التقليدية إلى مبانٍ ذكية. حيث تسمح المباني الذكية بوجود رقابة أكبر لموارد الطاقة داخل المبنى، وتحسّن نوعية حياة الأفراد في نفس الوقت.

زيادة الطلب على المباني الذكية

تحوّل معظم الدراسات الحديثة المباني التقليدية إلى مبانٍ ذكية، وتستخدم أنظمة تقنية متقدمة لتعزيز الاستخدام الفعّال والاقتصادي للموارد. فتتّصل الأبنية بأجهزة إلكترونية شبكية متطورة وانترنت الأشياء IoT، وتعتمد أيضًا على أجهزة الاستشعار وبرمجيات تحليل البيانات الضخمة. مما يسمح للمقيمين بالتحكم في العديد من الأجهزة الكهربائية عن بعد لتحقيق بيئة معيشية مريحة.[1]

بدأت البحوث في الأوساط الأكاديمية والصناعات الذكية في الآونة الأخيرة بتصميم وتطوير أدوات وأجهزة ذكية مستقلة في المنازل الذكية ابتداءً من الإضاءة الذكية ووصولًا إلى الأثاث الذكي.[2] وتظهر النتائج ازدياد الطلب على سوق البناء الذكي مع زيادة بيع وشحن الأجهزة الذكية في جميع أنحاء العالم.[1]

وتتجلّى أهمية الأبنية الذكية في ضمان بيئة سلسة نظيفة ومريحة مع إمدادات طاقة مجدية ضمن ظروف صعبة مثل أزمة الطاقة وتزايد أعداد السكان.[3] على سبيل المثال؛ يسمح تكييف المبنى الذكي بشراء الطاقة بسعر منخفض ويستخدمها بكفاءة مما يدعم توسّعه في السوق العالمية.

التحكّم الذكي في الطاقة

يطوّر الخبراء أنواعًا مختلفةً من طرق التحكم الذكي في الطاقة من أجل ضمان استهلاك الطاقة بكفاءة دون المساس بصحة السكان وأنشطتهم. وتتناسب تكلفة فواتير الطاقة دائمًا مع كمية الطاقة المستهلكة لهذا السبب يُنصح أصحاب المباني الذكية باستعمال الطاقة بحكمة على أساس الضرورة والأولوية.[4][5] ويساعد التحكم الذكي في الطاقة العميل بتصنيف الأجهزة الكهربائية إلى أجهزة قابلة للتحويل وأجهزة غير قابلة للتحويل. مما يتيح انتقاء أوقات تشغيل الأجهزة الكهربائية على أساس مستوى أولويات استعمالها. ويقصد بالأجهزة القابلة للتحويل تلك الأجهزة التي يمكن تحديد زمن عملها أو تغييره إلى وقت لاحق أو إيقافها في حال وصل استهلاك الطاقة إلى ذروته. بينما يقصد بالأجهزة غير القابلة للتحويل تلك الأجهزة التي لا يمكن تحديد أوقات عملها أو حتى إيقافها.[6][7]

تعتبر غالبية الدراسات جهاز التلفاز والحاسوب ونظام الإضاءة أجهزة غير قابلة للتحويل، لأن الفرد يمكن أن يحتاجهم في أي وقت ولا يعد استهلاكهم الكلي للطاقة كبيرًا بمقارنتهم مع نظام التدفئة والتكييف. إذ تستهلك أنظمة التدفئة والتكييف 50% تقريبًا من إجمالي استهلاك الطاقة في المباني السكنية. على الرغم من ذلك فقد اعتبرتها بعض الدراسات أجهزةً غير قابلة للتحويل وذلك من أجل تحسين الإنتاجية في مكان العمل أو تجنّب المخاطر الصحية المرتبطة بتقليل استخدامها.[6][7] ويبقى اختيار نظام التدفئة والتكييف كجهاز قابل للتحويل أم لا مثيرًا للجدل بين الباحثين ويتباين حسب الدراسة والمكان المدروس.[5]

نظام التدفئة والتكييف والتهوية الذكي

يعد نظام التدفئة والتكييف والتهوية الذكي أحد الإنجازات المتقدمة في المباني الذكية. والذي يهدف إلى توفير الراحة الحرارية للسكان وكذلك شراء الطاقة بسعر منخفض وتجنّب استهلاك الطاقة غير الضروري.[4] وتتوفر اليوم تقنيات ذكية مختلفة تساعد هذا النظام كالمستشعرات وبرنامج كشف الإشغال. ويحدّد كشف الإشغال إذا ما كانت المساحة مشغولةً أم خاليةً. وازداد مؤخرًا الطلب على هذا النظام لأنه يتيح التحكم عن بعد وضبط درجة حرارة ورطوبة الغرف والثلاجة.[6][7]

يعرب الباحثون عن تخوفهم من نظام التدفئة والتكييف والتهوية الذكي والذي أثبت أنه يخفض عمر الجهاز. على سبيل المثال؛ يعتمد هذا النظام على إيقاف وتشغيل الجهاز بشكل متكرر إذا كانت قيم الدرجات غير مستقرة وخاصةً في فترة ما بعد الظهر، مما يؤدي إلى تقليل عمر الجهاز.[4]

التحكم الذكي في الوصول

يعتمد سوق البناء بشكل كبير حتى اليوم على بطاقات الوصول الذكية التقليدية. إذ تستخدم الفنادق ومعظم الأبنية الذكية بطاقات ذكية للدخول إلى المنازل أو الغرف بدلًا من المفاتيح. لكن في الوقت الحالي تركّز العديد من الصناعات على التقنيات القائمة على تطبيقات البلوتوث. والتي توفّر للسكان ميزة التحكم عن بعد للدخول إلى المصاعد الآمنة والأبواب والأبواب الدوارة. وقد تحدث هذه التقنية ثورةً في سوق صناعة الأمن الرقمي، إذ تسمح كذلك بالتخلّص من عبء إدارة وصيانة بطاقات الدخول الأمنية من خلال مراقبة أمن الدخول بواسطة تطبيقات الهواتف. لايزال سوق التحكم الذكي في الوصول يتطوّر إلا أنه يمتلك شعبيةً واسعةً وخاصةً بين المستثمرين الجدد بسبب موثوقيته وتكلفته المعقولة.[6][7]

يعتمد التحكم الذكي في الوصول على مصادقة المستخدم والتحقق من هويته، لكنه لا يوفر الاتصال الأمني من البداية إلى النهاية للوثائق المتعلقة ببيانات المستخدم، والتي يجري بثها بين الأجهزة الذكية الأخرى في المبنى. ولكي نتجنّب المشكلات الأخلاقية التي قد تحدث نحتاج إيجاد حل أمني من البداية إلى النهاية لتحقيق مستوىً كافٍ من الأمن لبيانات اعتماد المستخدم.[6][7]

الأجهزة الترفيهية في المباني الذكية

يقصد بالأجهزة الترفيهية المؤثرات البصرية والصوتية، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في السوق الصناعي الحالي. توفّر هذه الأجهزة ميزات ملائمة لاختيار الأغاني أو الأفلام المفضلة تلقائيًا، وتسرع الوصول إلى الأغاني والأفلام الأكثر تشغيلًا. بالإضافة إلى أنها توفر ميزة التحكم عن بعد.[6][7]

تستثمر معظم الشركات في الأجهزة الترفيهية مثل LG وSony وMitsubishi للحفاظ على مكانتهم في السوق. وتتمتع 100 دولة حاليًا بالمزايا الذكية التي تقدمها كل من Apple وSamsung لأجهزة التلفاز وتطبيقاته التي أطلقت عام 2019.[5]

المطبخ الذكي في المباني الذكية

يستخدم المطبخ الذكي أجهزة استشعار مختلفة مصمّمة لتوفير أنشطة مطبخ مناسبة ومريحة. تجهَّز المرافق عادةً بميزات الاتصال اللاسلكي والبلوتوث من أجل توفير الاتصال مع الأجهزة المنزلية الذكية الأخرى مثل الطاولات والكراسي. حيث تركّز الأوساط الأكاديمية على تكامل أنشطة المطبخ الذكي لكي تساعد المقيمين على تنظيم أنشطة المطبخ عن بعد.[5][8]

لعل أول ما يتبادر إلى ذهنك عند التفكير بالمطبخ الذكي هو إعداد الذكاء الاصطناعي لوجبتك المفضلة. حسنًا لا يزال الباحثون يدرسون الموضوع وقد يتحقق يومًا ما. إذ يتميز الجيل الثاني من المطابخ الذكية بالقدرة على التعرف على وجبتك المفضلة ومن ثم تقديمها لك. إذا حدث ذلك سيكون بمثابة ثورة في سوق المنازل الذكية.

الأثاث الذكي

تغيِّر الزيادة في دخل الفرد واقتصاد البلد من نمط حياة المواطنين. ويراقب الأثاث الذكي تصرفات وحياة المقيمين في المباني الذكية. إذ يقوم برصد اللياقة البدنية للقاطنين مثل وقت النوم والتغذية والنظافة الصحية وإجمالي السعرات الحرارية المحروقة. علاوةً على ذلك يستطيع الأثاث الذكي شحن الهاتف وسماعات البلوتوث لاسلكيًا. ويطوّر الباحثون تقنيات تراقب إنتاجية عمل الموظف وكذلك حالة خزانة الملابس، وتنذر في حال حدوث فوضى في المكان.[6][7][8]

يخلق الأثاث الذكي مشكلات إخلاقيةً في تطبيقات المدن الذكية، إذ يشارك الأثاث الذكي معلومات الفرد بين الأجهزة الذكية المنزلية دون وجود آلية مصادقة. ويمكن أن يسبب ذلك انتهاكا في خصوصية السكان، والتي قد تؤدي بدورها إلى تسهيل السرقات أو ارتكاب جريمة عالية المستوى.

المباني الذكية قيد التطوير

لا تزال تقنيات الأبنية الذكية قيد التطوير إلا أن تحسين كفاءة أدائها يحظى باهتمام الخبراء أكثر من مسائل الأمن والخصوصية. فتستخدم معظم التقنيات أجهزة المراقبة القائمة على المستشعرات لتجمع البيانات وتحلّل العمليات المختلفة. فتتضمن معلومات عن حياة السكان وسلوكهم نتيجةً لذلك تحتاج معالجات أمنية أفضل. ويدرس الباحثون في الوقت الحالي كيفية دمج التعلم الآلي مع تقنيات المباني الذكية لتعزيز التعاون بين الأبنية والسكان. فإلى أي مدى ستختلف حياتنا بعد؟ هذا ما سنعلمه في المستقبل.

المصادر

  1. MDPI
  2. MDPI
  3. ResearchGate
  4. Springer
  5. MDPI
  6. ResearchGate
  7. Science direct
  8. IEEE

مشكلات أخلاقية تنغص مستقبل تطبيقات المدن الذكية

هذه المقالة هي الجزء 16 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تبذل الجهات الفاعلة في المدن الذكية جهودًا لتحسين جودة حياة السكان، وتقدّم نماذج وحلول مبتكرة باستمرار. لكن لا ترتبط أعداد هذه الحلول ارتباطًا قويًا بالمسائل الأخلاقية المتعلقة بتطبيقات المدن الذكية. فمن أين نشأت المشكلات الأخلاقية في المدن الذكية؟

نشأة المشكلات الأخلاقية في تطبيقات المدن الذكية

تتطوّر «المدن الذكية-smart cities» سريعًا وتتضمّن اليوم أجهزة استشعار وبرمجيات وروبوتات وشبكات وغيرها الكثير. وتعتمد على الذكاء الاصطناعي AI وتطبيق انترنت الأشياء IoT في مختلف مجالاتها. وأدى الاستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT إلى توليد البيانات وجمعها بسرعة، فأصبح جمع البيانات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. وتأتي هذه البيانات من مصادر مختلفة، وقد تحمل أحيانًا معلومات حساسةً وسريةً حول المواطنين. [1]

وإذا افترضنا وجود عالم مثالي يعمل كل شيء فيه على النحو الصحيح، فإن جمع واستخدام هذه البيانات لا يشكل تهديدًا لأي شخص. وبالطبع تفوق الفوائد المخاطر إلى حد كبير في هذا السيناريو المثالي. لكن مع الأسف يوجد دائمًا في العالم الواقعي قضايا ومشاكل يتعيّن التصدي لها أثناء التعامل مع هذه البيانات.

توجهات مختلفة

يهتم الباحثون والمطورون بالتقنيات التي يقدمونها وبتقييم مدى صحتها وفائدتها لمستخدميها. بينما يهتم رجال الأعمال بشكل أكبر بما يحقق لهم المزيد من الأرباح. على الطرف الثالث، يرغب السياسيون في جعل حياتهم أسهل باستخدام التقنيات المختلفة لدعم عمليات صنع القرار بشكل أدق. كل ذلك يقودنا بشكل عام إلى هدف موحد يجتمع عليه الكل وهو تحسين خدمة السكان، والذين يهتمون بدورهم بجودة حياتهم واستقرارها. في نهاية المطاف، يظل الطرف الفاعل الرئيسي المعني بالأخلاقيات والمعضلات الأخلاقية في المدن الذكية والمتضرر منها هو “السكان”. ومع ذلك، يتمتع السكان في الحالة الحالية بأقل قدر من السيطرة على من يقوم بجمع البيانات وكيفية استخدامها.

يستطيع الباحثون تقديم وجهة نظر عامة عن المسائل الأخلاقية في المدن الذكية من خلال دراسة المشاريع المطورة أو المشاريع قيد التصميم والبحث. وذلك من أجل تحديد أين وكيف قد تنشأ المشكلات الأخلاقية في المدن الذكية. ولكن كل ذلك لم يعبر إلا عن مشكلة خصوصية البيانات، فهل من نماذج على تلك المشكلات الأخلاقية المزعومة؟

الهند ومعضلتها الأخلاقية في المدن الذكية

بدأ التحالف الوطني الديمقراطي منذ وصوله إلى السلطة في الهند عام 2014 بمبادرة لإنشاء 100مدينة ذكية في جميع أنحاء الهند. وتهدف المبادرة إلى تحسين جودة الحياة والبنية التحتية وتطوير النقل الجماعي والصناعات الذكية في البلاد. وأعيد توجيه الموارد لتحقيق هذه المبادرة، وهو ما أدى إلى نقص في الموارد في مجالات أخرى. ويبدو أن إدخال المدن الذكية في البلد يعمل على النهوض بمدن الطبقة العليا ويتجاهل المدن الفقيرة مثّل معضلة أخلاقية حقيقية. إذ يجري الآن التخلي عن تطوير المدن التي لا تستوفي المعايير المطلوبة. نتيجةً لذلك، يواجه المجتمع الهندي فصلًا أكثر وضوحًا بين الطبقات الاجتماعية مقارنةً بما كان عليه الوضع سابقًا. ويمثّل هذا التقدّم غير المتوازن بين الطبقات في الهند مشكلة أخلاقية في المدن الذكية تنتظر المناقشة الجادة والحلول.[2]

نظام قياس الأداء في أوروبا

ازدادت مبادرات المدن الذكية في أوروبا مع مرور الوقت، وقد ظهرت بشكل مستقل في كل مدينة. بسبب ذلك، احتاجت المدن إلى شكل من أشكال معايير القياس لمعرفة تطبيقات المدن الذكية الناجحة. ويهدف مشروع CITYKeys البحثي إلى إنشاء نظام لقياس أداء للمدن الذكية في أوروبا. ويحتاج النظام إلى قاعدة واسعة من البيانات لإجراء الحسابات، ويتطلّب كذلك وجود ممارسات موحّدة وقياسية لتبادل البيانات ونشرها.

تتمثّل هنا المشكلة الأخلاقية في المدن الذكية في كيفية مشاركة البيانات أو نشرها. ربما تتضمّن هذه البيانات معلومات شخصيةً وخاصةً عن سكان المدينة، بالتالي تتشكل مخاوف مختلفة بشأن ضمان الوصول الأخلاقي للبيانات واستخدامها. علاوةً على ذلك، لابد من بذل جهود تعاونية قوية بين مختلف الجهات، لكي يعمل هذا النظام بنجاح. ويطرح هذا المشروع سؤالًا مهمًا، ألا وهو كيف يمكن لهذه الجهات الوثوق ببعضها البعض؟ [3]

نظام مراقبة المياه في كوريا الجنوبية

صمّمت كوريا الجنوبية نظام إمدادات للمياه في مدينة U-city، ويوفر النظام معلومات آنية عن الخصائص الصحية والتشغيلية للبنية التحتية الرئيسية لإمدادات المياه في المدينة. ويشمل الكثير من أجهزة الاستشعار والبرمجيات المتقدمة والمرتبطة بالعديد من الشركات الخاصة. تجمع الشركات هذه المعلومات وتقدمها إلى موقع مركزي للرصد والتقييم. وعندما يتعطل جهاز استشعار ما يتعيّن على المركز الاتصال بالشركة المالكة ومطالبتهم بإصلاحه. بما يستوجب على الشركة المالكة إغلاق الجهاز أو التفاعل مع أنظمة أخرى قد يقوم بصيانتها موردون آخرون، مما يؤدي إلى تأخير مفرط في الوقت.

لكي ينجح هذا النظام، يتعين على جميع الموردين -سواءً كانوا من القطاع الخاص أو العام- تحديد خطوات قياسية لتشخيص وإصلاح المشاكل التي قد تحدث. وإلا فإنها ستسبّب تأخير في الوقت وهدر الموارد. حتى الآن، لا تحكم هذه الآلية قوانين ولوائح، بل إنها تتعلّق أكثر بالتعاون والاتفاق بين الموردين. وفي حال فرض بعض الموردين قواعدهم الخاصة التي تخدم مصالحهم، فقد تنشأ مشكلات أخلاقية تستعصي على الحل في المدينة الذكية. [4]

التنبؤ بالجرائم

تهدف برمجيات التنبؤ بالجرائم إلى تحديد المخاطر المحتملة للأنشطة الإجرامية أو الأنشطة غير المشروعة داخل المدن. وتعمل عن طريق تجميع البيانات من الهواتف المحمولة والبيانات الجغرافية والديموغرافية. والبيانات الديموغرافية هي البيانات التي تجمع عن السكان وفقًا لسمات معينة، مثل العمر والجنس ومكان الإقامة. وتستخدم هذه البيانات فيما بعد للتنبؤ بمكان النقاط الساخنة، من ثم يمكن للسلطات التوجّه نحوها أو تكثيف مراقبتها.

تصنع هذه البرمجيات العديد من المسائل الأخلاقية في المدن الذكية، مثل التمييز المحتمل بين المناطق، وحماية البيانات وتأمينها. على سبيل المثال؛ ستعمل البرمجيات على نحو أفضل في المناطق التي يتوفّر فيها المزيد من الهواتف المحمولة، والتي عادةً ما تكثر في المناطق الأفضل اقتصاديًا. بالتالي ستؤدي إلى توفير حماية أعلى لهذه المناطق على حساب الأحياء الأفقر التي لا تحتوي على نفس العدد من الهواتف المحمولة. [5] وبذلك، يتفاوت مقدار الأمن المتوفر بين الأغنياء والفقراء، وهو نظام يسهل إلقاء اللوم عليه إذا حدثت أي مشكلة. أليس كذلك؟

الشبكات الذكية في طاقة المدن الذكية

تسمح الشبكات الذكية برصد ومراقبة استخدام الطاقة، وتهدف عمومًا لتحقيق الاستدامة. على الرغم من ذلك، قد يسبب استعمال الشبكات الذكية انتهاكًا لخصوصية المستهلك. خاصةً عندما تكشف المعلومات عن أنواع الأجهزة الكهربائية المستخدمة وعدد مرات الاستخدام. كما قد تكشف كذلك عن الوقت الذي يقضيه المستهلكون خارج المنزل وفترات سفرهم.

قد يسبب أي تسريب أمني لهذه البيانات مخاطر أمنية كبيرة، بالإضافة إلى أنه قد يحقّق مالكو الشبكات الذكية منافع أكبر من الإعلانات المستهدفة أو التسويق المتخصّص. فيمكن بسهولة معرفة أصحاب المنازل ذات استهلاك الطاقة الأعلى بل وتحديد نوع الأجهزة. كما يفتح تكامل الشبكات الذكية مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT إمكانية التعرض لهجمات إلكترونية، والتي يمكن أن تحرم الأفراد أو حتى المدينة بأكملها من الطاقة. [6]

كشف الإشغال

يحدد كشف الإشغال إذا ما كانت المساحة مشغولةً أم خاليةً، ويستهدف عادةً المساحات الخاصة مثل مباني المكاتب. يقدر هذا النوع من رصد الإشغال التحكم في الأنظمة داخل المبنى كأنظمة الإضاءة والتدفئة والتكييف والتهوية. بالتالي يستطيع خفض فواتير الطاقة بشكل كبير، ويقلّل أيضًا من تلوث الهواء الناتج عن عمل الأجهزة المختلفة لساعات أطول. من جهة أخرى، قد يسبب مشكلات متعلقةً بالسلامة في حال استغل لأهداف إجرامية أو هجمات إرهابية، مثل الاستفادة من البرنامج لسرقة مكتب أو مبنىً تجاري. [7]

عد الإشغال

يركز عد الإشغال على العدد الفعلي للأشخاص في المبنى ويعد مفيدًا مثلًا في انتهاكات قوانين السلامة كحرائق المباني. ويتطلب العد استعمال الهواتف المحمولة والكاميرات، لكنه يعتمد أكثر على الكاميرات، إذ لا يمكن ضمان أن يملك الجميع هواتف محمولة. وتُجهّز معظم المباني بأنظمة مراقبة تعمل بأشكال مختلفة. وتتبع بعض النظم عدد الأشخاص عن طريق استخراج السمات التي تصف شكل الجسم. يعني هذا تحديد الأفراد وتصنيفهم وتحديد مواقعهم في أي وقت من الأوقات، وينتهك هذا النوع من المراقبة كل الحقوق المتعلقة بالسرية والكشف عن الهوية، وهو ما يلزم اتخاذ تدابير أمنية دقيقة. فاستغلال تلك الخاصية ضد المدينة قد يحيل حياة أهلها إلى جحيم. [7]

التعرّف على الحدث

يدرس التعرّف على الحدث سلوك وأنشطة الأشخاص المتواجدون داخل الموقع المرصود. ويهدف إلى إنتاج أجهزة تحكّم أكثر ذكاءً وتحديد السلوكيات المرتبطة بالجرائم. يمكن استخدامه في المباني التي تحتوي على حشود كبيرة مثل الساحات الرياضية والمسارح. بغض النظر عن قضايا انتهاك الخصوصية الواضحة الناتجة عن هذا الرصد، قد تكبت هذه التقنية الطبيعة والتفاعلات البشرية بسبب معرفة الشخص بأنه مراقب. فمن المرجح أن يتغيّر سلوكك عندما تكون مراقبًا لتجنب وصمك بالشكوك، كما قد تفعل شيئًا ما عن طريق الخطأ، بما يؤدي إلى إطلاق إنذار داخل النظام. وترتبط هذه القضايا بالمواقف الغريبة الشائعة مثل مغادرة المتجر دون شراء غرض. فعلى الرغم من أنك لم تسرق شيئًا لكنك تشعر بأن الجميع يراقبك أو يشك بك فتضطر للشراء مثلًا.

قد لا تحدّد مثل هذه الأنظمة هوية الأفراد، لكنها تجمع ما يكفي من البيانات التي تستخدم بسهولة للقيام بذلك لاحقًا. يمكن استخدام البيانات لأنشطة غير ضارة مثل الإعلان المستهدف، بينما قد تسبب ضررًا متعمّدًا مثل خلق مواقف خطيرة لبعض الأفراد أو اتهام شخص ما زورًا. [7]

نظام تحديد المواقع GPS

تعتمد العديد من تطبيقات المدن الذكية على قراءة إحداثيات نظام تحديد المواقع GPS. على سبيل المثال؛ تستفيد المدن من الGPS بجمع البيانات من المركبات في مناطق معينة، ثم تتحكّم بالإشارات الضوئية لتجنّب الحوادث والازدحامات المرورية. وفي حالات أخرى تستفيد السلطات منه بتحديد موقع السكان المتضررين من حادث ما لتقديم الدعم اللازم لهم في الطوارئ.

يعد GPS مصدر قلق أخلاقي لأنه يحتاج القليل من الموارد عند مقارنته بتطبيقات أخرى. إضافةً إلى أنه يوفّر بيانات دقيقةً ومخصّصةً للتتبّع. بسبب ذلك، تتّخذ بعض الدول إجراءاتٍ قانونيةً صارمة تجاهه، فتلتزم أمريكا بحجب بيانات الGPS قانونيًا، وأصدرت المحكمة العليا أحكامًا تحظر بها منفذي القانون استخدامه، ما لم يكن لديها سبب جاد للقيام بذلك. ومع ذلك، يشكو العديد من الحقوقيين من أن تعريف “السبب المعقول” يظل غامضًا بما يكفي لتبرير انتهاكات مدنية وحقوقية. [8]

القيادة الذاتية في المدن الذكية

تتقدّم البحوث في مجال القيادة بدون سائق بشكل سريع، وتعمل عليها بعض الشركات مثل Google وUber ومعظم شركات السيارات. وتشير الصحافة ذات الصلة إلى أن حوالي 94% من الحوادث الحالية سببها خطأ بشري. نتيجةً لذلك، قد تصبح السيارات ذاتية القيادة بديلًا مرغوبًا فيه للنقل قريبًا، إلا أنها تثير قلاقل أخلاقية في المدن الذكية. إذ سبق أن صدمت سيارة أوبر ذاتية القيادة امرأة تعبر الشارع في أريزونا. وأشار الرئيس التنفيذي لأوبر في الماضي أن السيارات ذاتية القيادة تتميز بخوارزمية تتعلّم أثناء القيادة. يعني ذلك أن السيارات ذاتية القيادة هي الأكثر خطورةً عند بدء عملها، ولكنها تطور من نفسها حتى تتمكّن الخوارزمية من التعلّم. يطرح الحادث السابق سؤالًا حول ماهية المسؤول عن الحادث، هل هي الشركة المالكة للسيارة أم السائق الاحتياطي في السيارة أم المبرمج الذي صنع برنامج القيادة الذاتية؟ هذا السؤال غير مجاب عليه حاليًا. وفي سيناريو آخر، تتّخذ السيارة ذاتية القيادة قرارًا بالتسبّب في أقل ضرر إذا لم يكن بإمكانها تجنب الأضرار. ولأن الخوارزمية تتعلّم باستمرار فقد تلتقط استجابات متحيّزة تؤثّر سلبًا على قراراتها المستقبلية.[9][10][11]

الطائرات بدون طيار

تستعمل المدن الطائرات بدون طيار للرصد البيئي ومراقبة الأمن المدني ودعم السياحة وخدمات الطوارئ الصحية وإيصال البضائع. إذ تساعد الطائرات بدون طيار في تخفض التكاليف وتدعم السلامة والأمن وتساعد في إدارة الكوارث على نطاق واسع، وبذلك تساهم في خلق مدن ذكية أكثر أمانًا للسكان والزوار.[12][13] على الرغم من ذلك لا يخلو الأمر من الآثار السلبية والمسائل الأخلاقية في المدن الذكية. إذ مثلًا قد تستخدم لأغراض التجسّس على المواطنين والمنظمات.[14]

التركيز على المسائل الأخلاقية في المدن الذكية

تقلب المدن الذكية أسلوب حياتنا رأسًا على عقب، وتجلب معها نتائجَ إيجابيةً وسلبيةً في نفس الوقت، فأضحى التغيير واقعًا لا مفر منه. وباعتبار حياة الفرد منطلق المدن الذكية وغايتها، ينبغي علينا كأفراد مناقشة المسائل الأخلاقية الناتجة عن تطبيقات المدن الذكية. ونسعى لتطبيق سياسات أمنيةً وأحكامًا قانونيةً لكي نقلل من المخاطر قدر الإمكان.

المصادر

  1. ResearchGate
  2. ProQuest
  3. ResearchGate
  4. Semanticsholar
  5. ResearchGate
  6. ACM
  7. ResearchGate
  8. Science direct
  9. USNews
  10. Bloomberg
  11. Bloomberg
  12. IEEE
  13. ResearchGate
  14. Science direct

لماذا تعد المدن الذكية مستودعات للبيانات؟

هذه المقالة هي الجزء 3 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تستثمر «المدن الذكية-smart cities» اليوم في التقنيات الذكية والتطبيقات القائمة على البيانات لتعزيز الأداء والكفاءة. إذ تحتاج المدن إلى التقنيات والبيانات والاتصال السريع لتطوير البنية التحتية الحالية. وتتوفر لدى الموجة الجديدة من المدن الذكية بيانات آنيّة تعزّز مشاركة المواطنين في عمليات صنع القرار وتحسّن من نوعية حياتهم.

لماذا تسعى المدن إلى تحقيق الاستدامة ؟

تحتوي المدن على 54% من سكان العالم ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 66% بحلول عام 2050. [1] وبالإضافة إلى النمو السكاني، لا تزال قدرة المدن على مواجهة الكوارث سواءً الطبيعية أو التي من صنع الإنسان تثير القلق والشكوك لدى الخبراء.[2] إذ تواجه المدن ضغطًا بيئيًا متزايدًا –كتغيُّر المناخ مثلًا- وكذلك نقصًا في البنية التحتية. إلى جانب تزايد طلب السكان على توفير نوعية حياة أفضل لهم.[3][4]

بسبب ذلك تسعى المدن الذكية اليوم إلى تحقيق التنمية الشاملة. ويوجد توجّه عالمي لدمج التكنولوجيا في المدن من أجل تحسين وظائف وأداء المدن الحضرية. وقد ساعد تطوير الشبكة العالمية WWW وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT منذ عام 1990 في خلق فرص للاتصال والمشاركة وتقاسم المعلومات بين المدن على الصعد المحلية والإقليمية والوطنية.[5]

تحوّل المدن إلى مدن ذكية

تحتاج عملية تحوّل المدن إلى مدن ذكية التعاون بين العديد من أصحاب المصالح والجهات الفاعلة. وتحتاج كذلك إلى:

  • وجود الدعم المقدّم من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT
  • الاستفادة من البنية التحتية الشبكية لتحسين الكفاءة الاقتصادية والسياسية.[6] وتشير البنية التحتية الشبكية إلى الأجهزة والبرمجيات التي تمكّن الاتصال بالشبكة أو الانترنت والاتصال بين المستخدمين وغيرها من الأمور.
  • يؤكّد باحثون آخرون على أهمية دور رأس المال والتعليم، إذ تبيّن أن أسرع معدلات النمو الحضري تتحقّق في المدن التي تتوافر فيها قوّة عاملة متعلّمة.[7]
  • تحقيق الإندماج الاجتماعي لمختلف السكان في الخدمات العامة.[8]
  • حث المواطنين على استخدام التكنولوجيا والاستفادة منها.

تقدّم البيانات فرصًا في المدن الذكية

تقدّم البيانات الفرص للحكومات والسلطات لتقوم بالتنبؤ والاستجابة والتخطيط لسيناريوهات المستقبل. ويتيح الوصول إلى البيانات والمعلومات في الوقت المناسب توفير خدمات فعّالة وتطوير الإنتاجية مما يؤدي إلى فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية. كما تساعد في عمليات صنع القرار وتوفر الفرص لإشراك المجتمع المحلي عن طريق تعزيز الثقافة الرقمية ومحو الأمية الرقمية من خلال دمج تكنولوجيا الانترنت في حياتهم وعملهم. ويمكن تعريف محو الأمية الرقمية على أنها القدرة والمهارة في العثور على المحتوى وتقييمه واستخدامه ومشاركته وإنشائه باستخدام تقانة المعلومات IT والانترنت.[9]

البيانات الآنيّة في المدن الذكية

تعمل المدن اليوم كمستودعات واسعة للمعلومات والبيانات الآنيّة التي يتم جمعها وتنظيمها بشكل منهجي. من ثم يمكن تخزين البيانات ومشاركتها وتطبيقها لتوفير خدمات وتطبيقات جديدة أو تحسين الخدمات الحالية. لذلك يتوجّه الخبراء اليوم للتعامل مع هذه البيانات المجمّعة. نتيجةً لذلك تولّد في المدن الذكية قاعدة بيانات كبيرة يصعب إدارتها واستخدامها.[10] وتصنّف البيانات إلى عدّة أنواع ومنها:

البيانات المفتوحة Open data

تعرف «البيانات المفتوحة-Open data» على أنها البيانات المتاحة للجميع وقد تنشأ من قبل مصادر خاصة أو عامة على حد سواء. وتخزّن بشكل آمن في قواعد البيانات أو على أجهزة إلكترونية. لكن قد تتشكّل في نفس الوقت تحديات عديدة تتعلّق بالتمسّك بأمن البيانات وخصوصيتها.[11]

البيانات الضخمة Big data

تشير «البيانات الضخمة-Big data» إلى مجموعات البيانات الكبيرة أو المعقدة التي لا نستطيع التعامل معها بواسطة البرمجيات التقليدية. وتتسم بالحجم (تولّد التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي كميات كبيرةً جدًا من البيانات)، والتنوّع (تتّخذ البيانات العديد من الأشكال المختلفة مثل رسائل البريد الإلكتروني والمستندات والصور ومقاطع الفيديو)، والسرعة (تتولّد بيانات جديدة بوتيرة سريعة). [12] وتسمى بعض التطبيقات التي تستخدم مصادر البيانات الضخمة DDDAS، وتكتسب أهمية حيوية في المدن الذكية لأنها تجمع بين العديد من أنظمة البنية التحتية.[13]

البيانات و IoT

توسّع تطبيق انترنت الأشياء IoT في المدن الذكية ليشمل الأبنية الذكية، والتنقل، والطاقة، والبيئة، والاقتصاد والصناعة، والرعاية الصحية. وتضم المدن الذكية المعتمدة على IoT شبكات من أجهزة الاستشعار وتربط الأجهزة الذكية ببعضها وبالانترنت من أجل المراقبة والمعالجة عن بعد. على سبيل المثال؛ تراقب استخدام الطاقة لتحسين إدارة استخدام الكهرباء والإضاءة والتكييف.[14]

يمكن توسيع أجهزة الاستشعار في مواقع مختلفة لجمع وتحليل البيانات وتغذي هذه البيانات تطبيقات الخدمة التي تعتمد على IoT. والتي تؤدي بدورها إلى تحسين المعيشة وتصنع مكانًا أكثر إنتاجيةً للأعمال التجارية.[15]

نقل البيانات في المدن الذكية

تحتاج المدن الذكية لنقل البيانات التي جُمعت بواسطة الأجهزة الذكية وأجهزة الاستشعار، ويمكن لشبكات الاتصال القوية نقل البيانات بسرعة وأمان. ويستخدم عادةً مصطلح النطاق العريض الترددي لنقل البيانات وتقاس سرعته بميغابت في الثانية، وتوفر التطبيقات ذات عرض النطاق الترددي الأعلى اتصالات أسرع. وتعطي المدن الذكية الأولوية لسرعات النطاق الترددي العريض الأعلى -الأسرع- والتي تشكل ضرورة أساسية لدعم الاستعمال المطلوب للبيانات من قبل المواطنين.[16]

بينما يمكن للتطبيقات التي تحتاج إلى سرعات أقل الاستفادة من الشبكات الواسعة ذات الطاقة المنخفضة المعروفة بLPWAN. والتي تسمح بنشر أجهزة استشعار على نطاق واسع وبتكاليف قليلة. تعد LPWAN نوع من أنواع الاتصالات اللاسلكية على شكل شبكة واسعة مصمّمة للسماح بالاتصالات طويلة المدى بمعدل بت منخفض بين الأجسام المتصلة مثل أجهزة الاستشعار التي تعمل بالبطارية.[17]

استخدام البيانات في المدن الذكية

تُدمج البيانات المفتوحة في التطبيقات الذكية، وتعتبر البيانات والاتصال عنصرين أساسيين في تحقيق العمليات السهلة بكفاءة. وكذلك تعد شبكات الجيل الرابع والخامس 4G و5G والربط بLPWAN ذات أهمية حاسمة في هذه العملية.

فيما يتعلق بوظائف المدن، تعمل البيانات الضخمة وIoT على توفير فرص جديدة للابتكار، وتسرّع عملية إطلاق منتجات وخدمات جديدة. وتوفر مصادر جديدة للإيرادات وتقوم بتحويل الأعمال التجارية وفقًا لنماذج العمليات المستقبلية.[18]

يساعد الباحثون وأصحاب المصلحة والمنظمات المحلية المدن الذكية على إدارة التعقيد التقني لجمع البيانات. أيضًا تمويل وتحليل احتياجات التطبيقات التي تجمع البيانات على مستوى المدينة بما في ذلك جودة الهواء والضوضاء والطقس وغيرها. بالطبع بدلًا من جمع البيانات بشكل مستقل، من المفيد تحقيق التعاون بين الإدارات في إطار مبادئ توجيهية شاملة للحصول على رؤى مشتركة.

تحديات وعوائق

يتعين على الجهات الفاعلة مواجهة العديد من التحديات في تشغيل وإدارة البيانات إذ توجد تقنيات معقدة للحصول على البيانات وتخزينها واستخدامها. ومن ضمنها:

  • مشاكل تتعلق بحماية البيانات وأمنها وخصوصيتها، على سبيل المثال؛ ضعف أمن الحاسوب الموجود في تطبيقات الويب، والقرصنة، وتسرّب البيانات، والسرقة.
  • تعد بعض البلدان متقدمةً في مجال إدارة البيانات الضخمة. بالرغم من ذلك تفتقر غالبية الدول إلى القدرة أو المعرفة الكافية بشأن التقنيات والقدرات التحليلية للبيانات. بالتالي تحتاج هذه الدول اعتماد تدابير جادةً لضمان خصوصية وأمن بيانات المواطنين. وبدون هذا الضمان لا يمكن للمواطنين أن يثقوا في نظم الحوكمة، وبذلك يصبح جمع البيانات صعبًا.
  • يقترن استخدام البيانات بتحديات متعلقة بالجوانب القانونية والاجتماعية.
  • عمليات نقل البيانات الضخمة.
  • إدارة الحجم الكبير من البيانات غير المنظمة والتعامل مع النمو المستمر لها. إضافةً إلى ازدياد في عدد أشكال البيانات مثل بيانات وسائل التواصل الاجتماعي والصوت والفيديو وغيرها.
  • توظيف واستبقاء المهنيين المهرة في معالجة البيانات وتحليلها نظرًا لوجود نقص في أعداد الموظفين ذوي الخبرة.[19]

تسعى المدن اليوم لإدخال تدابير أمن البيانات في مرحلة مبكرة من جمع وتخزين واسترداد البيانات. من أجل ردع أي اختراق للبيانات المتعلقة بالبنية التحتية للمدينة. لأن الهجمات الإلكترونية يمكن أن تسبّب ضررًا لعمليات خدمة المدينة، وعواقب ماليةً كبيرةً.[20]

المصادر

  1. UN
  2. abag
  3. Georgia institute of technology
  4. Ideas
  5. UCLG
  6. ResearchGate
  7. Harvard Kennedy school
  8. Southampton
  9. ResearchGate
  10. Anne Galang
  11. Bee smart city
  12. SAGE journals
  13. ResearchGate
  14. ResearchGate
  15. MDPI
  16. Discount Domains
  17. Mckinsey
  18. Semanticsholar
  19. Dataversity
  20. cloud flare

ما هي صناعات المدن الذكية؟

هذه المقالة هي الجزء 8 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

توفّر «المدن الذكية-smart cities» المستدامة بيئات اقتصاديةً وثقافيةً واجتماعيةً من أجل تحسين نوعية حياة سكانها. وتسعى إلى توفير آلية تلبي متطلبات الجيل الحالي وجيل المستقبل في نفس الوقت. ولتحقيق ذلك لا بد من دراسة نظم وصناعات المدن الذكية مثل النظم البيئية لصناعة المدن الذكية، والحوكمة، والخدمات الذكية.[1]

مفهوم المدن الذكية

تعد المدينة الذكية مفهوم لمدينة المستقبل التي تطبّق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT على الخدمات والبنى التحتية والحوكمة في المناطق الحضرية.[2] وتتضمّن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT مجموعةً متنوعةً من الأدوات والموارد التقنية، مثل الحواسيب والانترنت والهواتف والبرمجيات المستخدمة لإنشاء أو نقل أو تخزين أو تبادل المعلومات المختلفة.

ولخّص باحثون المدينة الذكية في 4 أبعاد:

  • تمتلك بنيةً تحتيةً شبكيةً تحقّق التنمية الاجتماعية والثقافية.
  • تركّز على التنمية الحضرية التي تقودها الأعمال التجارية والأنشطة الإبداعية.
  • تدمج السكان ورأس المال في التنمية الحضرية.
  • تحافظ على البيئة الطبيعية كعنصر استراتيجي للمستقبل.[3]

بحسب الدراسة، تتشكّل المدن الذكية عند وجود ترابط وتكامل بين المدن التقليدية العادية وأعمال التصنيع المرتبطة بتقانة المعلومات IT مثل أجهزة الاستشعار، وكذلك الخدمات المعرفية مثل خوارزميات المعارف.[4]

أشار بعض الباحثين إلى الجوانب السلبية للمدينة الذكية ومنها: اتساع التفاوت في التكنولوجيا (الفجوة الرقمية)، والاستعمار الإقليمي في العصر الرقمي. كما تضع المدن الذكية أحيانًا الخطط التي تركّز على مصالح الشركات بدلًا من المواطنين.[5][6]

تطوّر الصناعة عبر الزمن

أنتجت الثورتين الصناعيتين الأولى والثانية المحرّكات البخارية والمحرّكات التي تعمل بالاحتراق الداخلي. وأثّر الابتكار التقني حينها على الإنتاج بالجملة والتحضّر والتكتلات الاقتصادية. بعدها طبّقت الثورة الصناعية الثالثة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT على التصنيع، وأدّت كذلك إلى ظهور الواقع الافتراضي.[7][8]

الآن تقود الثورة الصناعية الرابعة الاقتصاد العالمي وذلك بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي AI، وانترنت الأشياء IoT. وتسرّع التقارب بين الأعمال والصناعات وتقانة المعلومات IT بهدف خلق نماذج أعمال جديدة لتكوين مجتمع شديد الترابط.[9]

المدن الذكية والثورة الصناعية الرابعة

توفّر المدن الذكية نموذجًا صناعيًا جديدًا يستند إلى التقارب بين البيئة المبنية وICT. وأثّرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير على التغييرات التي طرأت على النظام البيئي الصناعي. فظهرت أشكالًا جديدةً من بيئات المعيشة والعمل مقترنةً بالتكنولوجيا التخريبية أو المعطِّلة والصناعات القائمة على المعرفة. وتعد «التكنولوجيا التخريبية-Disruptive technology» ابتكارًا يغيّر الطريقة التي تعمل بها الصناعات أو الشركات أو المستهلكون، حيث تقوم التقنية المعطِّلة بالتخلّص من الأنظمة أو العادات التي تحل محلّها لأنها تمتلك سماتٍ متفوّقةً ومتطورةً أكثر منها.[9][10]

تركّز المدن الذكية على الاستدامة الحضرية بسبب الثورة الصناعية الرابعة، والتغيُّر المناخي، والركود الاقتصادي. إذ ستواجه الدول التي لم تستجب لاحتياجات الثورة الصناعية الرابعة تحديات في التنمية المستدامة.[11][12]

على سبيل المثال؛ أنشأت كوريا الجنوبية مدنًا ذكيةً تعتمد على ICT لتعزيز القدرة التنافسية الوطنية، وتدعيم سلاسل القيم الصناعية وسلاسل الإنتاج عن طريق الاستفادة من النظم البيئية الصناعية المتطورة. [4]

صناعات المدن الذكية

لا توجد تعريفات وتصنيفات واضحة ومحدّدة لصناعات المدن الذكية، بينما تصنّف بشكل متباين اعتمادًا على أهداف البحث والآراء الذاتية للباحثين. بصفة عامة تصنّف صناعات المدن الذكية إلى صناعة تقانة المعلومات IT (مثل الأدوات الدقيقة كأجهزة الاستشعار، والمعدّات الكهربائية والإلكترونية كالحواسيب)، وخدمات تقانة المعلومات (صناعة الاتصالات والبث الإذاعي)، والخدمات المعرفية (مثل الخوارزميات المتخصّصة وتشمل مجالات مثل التمويل والتأمين، والعقارات والتأجير، والخدمات التقنية والعلمية). [4]

دراسات عديدة على صناعات المدن الذكية

هناك نقص في البحوث المتخصّصة بالنظام البيئي الصناعي المتطور داخل المدن الذكية بالرغم من وجود العديد من الدراسات حول المدن الذكية. وصنّفت إحدى الدراسات الصناعات الذكية إلى 15 صناعة بما في ذلك الحياة الشخصية والمعدات والإدارة العامة والخدمات. واستهدفت تلك الدراسة تحليل تأثير تبنّي نظم بناء المدن الذكية على الاقتصاد الكوري.

حلّل الخبراء تأثير التموّج للمدن الكورية Dongtan وHwaseong على الاقتصاد المحلي بمساعدة جداول المدخلات والمخرجات الوطنية الإقليمية. وصنّفوا صناعات المدن الذكية إلى 13 فئة رئيسية، وتتضمّن الحياة الشخصية (كالخدمات الاجتماعية) والصناعة والاقتصاد (كالمعدات الكهربائية والإلكترونية) والإدارة العامة (الكهرباء والغاز وإمدادات المياه) وغيرها من الصناعات.[13] ويعبر «بتأثير التموّج-Ripple effect»، والمقتبس اسمه من التموّجات التي تحدث عند إسقاط شيء ما في الماء، من الانتشار المركزي من الحالة الأولية إلى الخارج تدريجيًا. ويستخدم المصطلح في عدة سياقات من بينها مضاعف الاقتصاد. في حين حلّل باحثون آخرون كيفية تكامل عمل أجهزة الاستشعار المرتبطة بانترنت الأشياء IoT مع صناعات المدن الذكية.[14]

أهمية صناعات المدن الذكية بين الصناعات

من خلال تحليل البيانات المتعلقة بصناعات المدن الذكية في كوريا الجنوبية ومع مرور الوقت، لاحظ الخبراء انخفاض أعداد الصناعات الأولية والثانوية للزراعة والتعدين والتصنيع التقليدي. في المقابل ازدادت صناعات المدن الذكية. وبيّنت النتائج نموًا هائلًا في تصنيع تقانة المعلومات IT. إذ أظهرت نموًا أعلى بنحو 10 مرات من الصناعات ذات النمو الأدنى، وكذلك أعلى بنحو 2.5 من الصناعة التي تظهر ثاني أعلى نمو.

ويشير عدد المسارات في التحليل إلى تعقيد وترابط النظام البيئي لصناعات المدن الذكية. وبرزت خدمات تقانة المعلومات والخدمات المعرفية في جميع المسارات مما يشير إلى أهميتها كصناعات رئيسية. كذلك تدل على أنها تُنشئ سلاسل قيّمة لصناعات جديدة مستحدثة، وتعمل أيضًا كمسرّعات لتطوير صناعات أخرى.

واقع جديد

لا شك في أن واقعنا يتغيّر عبر الزمن، وعلى المدن مواكبة التطورات والثورة الصناعية الحديثة من أجل تحقيق غاياتها المتمثّلة بتحسين الواقع المعيشي لمواطنيها وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة. ولأجل ذلك لا بد من أن تربط بين صناعات المدن الذكية وانترنت الأشياء IoT والذكاء الاصطناعي AI.

المصادر

  1. Semanticscholar
  2. ResearchGate
  3. semanticsholar
  4. Journal of Korea planning association
  5. SAGE journals
  6. MIT technology review
  7. Northwestern university
  8. Edisciplinas
  9. ResearchGate
  10. Semanticsholar
  11. Ideas
  12. MDPI
  13. IEEE
  14. IEEE

هل يفتح تطبيق IoT في المدن الذكية آفاقًا جديدةً؟

هذه المقالة هي الجزء 4 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

تطورت «المدن الذكية-smart cities» ووسعت مجالاتها بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية. يهدف تطبيق IoT «انترنت الأشياء-Internet of things» في المدن الذكية إلى مواصلة التقدّم، وتوفير قدرات وخصائص جديدة، مع الحد بشكل كبير من التدخل البشري.[1]

تدعم المدن الذكية استخدام IoT

أشارت التقديرات وفقًا لتقرير قدّمته منصة Statista Research عام 2019 أن العدد الإجمالي للأجهزة المتصلة بIoT في جميع أنحاء العالم سوف يزيد إلى نحو 75 مليار جهاز بحلول عام 2025.[2]

بالتالي تكشف هذه الأرقام أن تطبيق IoT في المدن الذكية سيفتح حدودًا وإمكانياتٍ وتحديات جديدةً لتطوير الخدمات والتطبيقات الذكية. ترتبط أهميتها مباشرةً بتطور المدن الذكية لأنها تمثّل المحركات الرئيسية للإبداع والتنمية المستدامة.[1]

مجالات المدن الذكية التي تعتمد على IoT

قُدّمت العديد من الأوراق البحثية والدراسات التي تتحدث عن المدن الذكية وIoT في السنوات الأخيرة. وتصنَّف عادةً عناصر المدن الذكية التي تدعم IoT إلى 8 مجلات وهي: الحوكمة، والحياة والبنى التحتية، والتنقل والنقل، والاقتصاد، والصناعة والإنتاج، والطاقة، والبيئة، والرعاية الصحية. وقد تتداخل هذه المجالات في عدّة سياقات وتطبيقات.[3]

مجالات المدن الذكية التي تدعم تطبيق IoT

حوكمة ذكية

تعتمد الحوكمة الذكية على IoT لإدارة المدن الذكية من أجل تحسين عملية صنع القرار وتسريع الإجراءات الإدارية. وذلك عن طريق تحقيق تعاون أذكى بين مختلف أصحاب المصلحة والأطراف الفاعلة الاجتماعية.[4] ويعمل IoT على تحويل المعاملات والعمليات التقليدية إلى موارد حكومية ذكية استنادًا إلى مختلف الجهات الفاعلة المشاركة. ويمكن تقسيمها إلى: «من حكومة إلى مواطن-G2C»، و«من حكومة إلى قطاع أعمال-G2B»، و«من حكومة إلى حكومة-G2G».

  • يشير مصطلح G2C إلى مجموعة الحلول البرمجية التي تدعم العلاقات بين الإدارات العامة والمواطنين. مثل بوابات الانترنت، وتطبيقات الهاتف المحمول، ووسائل التواصل الاجتماعي المستخدمة للاتصال والتفاعل بين الحكومات المحلية والمواطنين.[5][6] وتعتمد بطاقات الهوية الإلكترونية بشكل متزايد على تقنيات IoT لأغراض التعرف على الهوية والتوثيق والتوقيع الإلكتروني. وتطلب هذه المعلومات عادةً للوصول إلى الخدمات التي تقدمها الحكومة وللإطلاع على البيانات الشخصية للمواطنين المتعلقة بالخدمات العامّة، مما يسهل التواصل والتفاعل بين السلطات والمواطنين كثيرا.[6]
  • تعتمد المدن الذكية على IoT لكي تعزز العلاقة بين الحكومات وقطاع الأعمال G2B. فتنشر الحكومات المحلية عبر الأدوات الرقمية -كالويب مثلًا- المشاريع والمسابقات، وتسهل كذلك عمليات البيع والشراء، وتقدم خدمات عامّة أخرى من وإلى الشركات الخاصة. مثالًا؛ تستخدِم شركات النقل أجهزة الاستشعار الموقعية لجمع المعلومات ثم تشاركها مع الإدارات لمساعدتها على تخطيط مناطق النقل على نحو أيسر وأكثر كفاءةً.[7]
  • تستغل المدن الذكية IoT لجمع البيانات وتخزينها وتبادلها بين الحكومات G2G، فتحسِّن الاتصالات بين مختلف كيانات ومجموعات الإدارة العامّة. يؤدي ذلك إلى تسريع العمليات التي تتطلب التفاعل بين الجهات الفاعلة.[8]

تجارب عملية للحوكمة الذكية

أطلق اتحاد من البلديات والشركات ومراكز البحوث في أمستردام منصة أمستردام الذكية ASCP عام 2014. وهي عبارة عن مجلس إلكتروني يمكن فيه لأصحاب المصلحة مناقشة القضايا الحضرية واقتراح الحلول وتعزيز الابتكار في المدينة.[9]

نفّذت مدينة ريو دي جانيرو مشروع ريوأغورا الاجتماعي بهدف السماح للمواطنين باقتراح السياسات العامّة ومناقشتها مع سلطات البلدية.[10]

اعتمدت سنغافورة كذلك عدّة مشاريع للحوكمة الذكية من خلال SNDGG، وتتضمّن نظامًا رقميًا لهويات المقيمين في سنغافورة. ويتيح لهم النظام الرقمي إجراء المعاملات بسهولة مع الإدارات، وتبادل المعلومات المختلفة.[11]

يعد مشروع Songdo في كوريا الجنوبية واحدًا من أكثر مشاريع المدن الذكية تقدّمًا في العالم. حيث تُجمع البيانات باستمرار بواسطة شبكة من أجهزة الاستشعار والمعدات، ويجري تبادلها وربطها بالمعلومات الورادة من المؤسسات العامة. مثل؛ مركز معلومات المرور بمدينة إنتشون، وإدارة الأرصاد الجوية الكورية، ومعهد الصحة والبيئة، ووكالة الشرطة، وغيرهم. ويحلل مركز العمليات المتكامل البيانات ويقدمها إلى المواطنين عن طريق البث الإعلامي والخوادم لمساعدة الشعب في العثور على المعلومات اللازمة.[12]

الحياة الذكية والبنى التحتية

يشمل مجال الحياة الذكية جميع المكونات المتصلة بتطوير بنى تحتية أذكى للمدن، كما يتضمن إدارة وتحسين الأنشطة الثقافيّة والسياحيّة والتعليميّة.

يسمح استخدام IoT في المباني الذكية التنفيذ السريع لأنواع عديدة من المرافق. مثل إدارة تكييف الهواء، وتصريف مياه الأمطار، ونظم الأمن لإدارة الدخول الموثق إلى المباني والمراقبة بالفيديو.[13] إضافةً إلى الإنذارات المتعلقة بحوادث مثل الحرائق، وتسريبات الغاز، وأدوات رصد السلامة الهيكلية للمباني.[14] ويوفر دمج IoT مع «نمذجة معلومات المباني-BIM» تمثيلًا عالي الدقة للمنشآت وخصائصها المكانية.[15]

تتصل أنواعٌ عديدة من أجهزة الاستشعار والمشغلات والأجهزة الشخصية من خلال شبكات لاسلكية في البيوت الذكية. وكثيرًا ما تُدعم بواجهات تستند إلى الذكاء الاصطناعي AI ليتعامل معها الأفراد بيسر. فهي تهدف إلى مساعدة المستخدمين في المهام اليومية مثل التحكم بالإضاءة والأدوات المنزلية والمراقبة واستهلاك الطاقة وغيرها الكثير.[16] على سبيل المثال؛ تستخدَم الأجهزة التي تعتمد على المولدات النانوية الكهربائية TENG في النوافذ الذكية، ونظم الإضاءة الداخلية.[17]

يساعد IoT في خدمات الحياة الذكية، فتستفيد الإدارة الذكية للسياحة من تطبيقات الهواتف المحمولة، ومن الخدمات المرتبطة ب GIS وGPS، ومن الواقع الافتراضي، ومن وسائل التواصل الاجتماعي لكي تقدم تجربةً أفضل للسياح.[18] وذلك عن طريق تعزيز التجربة السياحية والقدرة التنافسية للوجهات السياحية وتحسين الاستدامة، وذلك بسبب تتبع تدفقات المستخدمين وسلوكياتهم.[19]

وَرَّدَت الصين 840 مليون قطعة من المنتجات المنزلية الذكية عام 2019.[20] ونَفّذت لوس أنجلوس استراتيجيات ذكيةً في السياحة، فاستطاعت قياس حركة المرور السياحية بواسطة أجهزة استشعار مدمجة في الأرصفة، واستخدمت هذه المعلومات لضيط الأضواء لزائري المواقع السياحية.[21]

النقل والتنقل الذكي

ينطوي مفهوم النقل والتنقل الذكي على التحول من نظم النقل التقليدية إلى النقل كخدمة MaaS. إذ تربط بنية تحتية ذكية جهات فاعلةً مختلفةً (مواطنون، وإدارات عامة، وشركات خاصة) وكيانات مختلفةً (مركبات، وأجهزة شخصية، وأجهزة استشعار).[22] وتستفيد المدن الذكية من IoT بتوفير خدمات وتطبيقات النقل. على سبيل المثال؛ توفير المواقف الذكية للسيارات، وتقاسم المركبات، والقيادة الموصولة، والتنقل المستدام. وغالبًا ما تعتمد حلول المرور الذكية على تطبيق النماذج التنبؤية للإنذارات المبكرة وذلك لمنع الحوادث وإدارة الازدحام المروري في الوقت المناسب.[23]

وضعت أتلانتا إشارات المرور التكيفية التي تتكيّف مع ظروف المرور في الوقت المناسب في الممر الذكي للجادة الشمالية وهو طريق حرج عادةً.[10]

يسمح نظام النقل العام في لندن باستعمال بطاقات إلكترونية ذكية لدفع وشراء التذاكر الإلكترونية للنقل. يؤدي ذلك إلى تقليل طوابير الانتظار وتسمح بتتبع تحركات المستخدمين في نفس الوقت.[24]

وقد عززت بلباو استدامة التنقل المحلي بنشر شبكة من الدراجات تضم 40 نقطة استقبال، وحافلات إلكترونيةً. ودعمتها بتطبيقات على الهاتف تبلغ عن مواقف السيارات المتاحة وحركة المرور، وأخرى تبلغ عن مواقف الحافلات وجدولها الزمني.[25]

اقتصاد ذكي

يستند الاقتصاد الذكي إلى الترابط المبتكر بين الأسواق المحلية والعالمية من خلال «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات-ICT». ويتيح القيام بأعمال وخدمات التجارة الإلكترونية وذلك بهدف زيادة الإنتاجية والتسليم.[26] علاوةً على ذلك، يدرج مفهوم اقتصاد المشاركة أو الاقتصاد التعاوني وهو نظام مستدام يشارك فيه الأفراد أو الشركات بإنتاج واستهلاك وتوزيع السلع والخدمات.[27]

طُبّقت تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من أجل بناء نماذجَ تنبؤيةٍ بهدف تطوير نظم التوصية للتجارة الإلكترونية والتسوق بالتجزئة.[28] ويجعل استخدام الهواتف المحمولة في مدينة شنجن الصينية النقود والبطاقات المصرفية قديمةً إلى حد ما.[29]

الصناعة الذكية والإنتاج

يخلق استخدام IoT في مجال الصناعة الذكية والصناعة4.0 بيئةً إنتاجيةً ابتكاريةً تكون أقل اعتمادًا على الإنسان. ويمكن تتبع أتمتة سلاسل توريد السلع بسهولة من عملية التصنيع إلى التوزيع النهائي. كذلك يمكن جمع وتحليل المعلومات الآتية لتتبع الشحنات وتقييم نوعية المنتجات وقابليتها للاستخدام.[30]

بصفة عامة يشمل مجال الصناعة الذكية جميع التطبيقات التي تؤدي فيها IoT وICT إلى أتمتة تدفق العمل المنتج. نتيجةً لذلك تشمل أيضًا تطبيقات الزراعة الذكية.[31] تستفاد الزراعة الذكية من حلول الذكاء الاصطناعي في IoT لمراقبة المحاصيل والكشف عن الأمراض وإدارة إمدادات المحاصيل استنادًا إلى البيانات المتوفرة.[32] ويشمل المجمّع الصناعي في شنجن سلسلة المصانع الذكية التي تتقاسم التقنيات وتقدّم خدماتًا تتسم بالكفاءة.[10]

الطاقة الذكية

يضم مجال الطاقة الذكية الإدماج الذكي لمصادر الطاقة اللامركزية المتجددة ومصادر الطاقة المتجددة وتوزيعها بكفاءة. وتهدف إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة.[33] تستفيد الشبكات الذكية من IoT وICT لتحسين إدارة توليد الطاقة وتوزيعها وكثيرًا ما تكفل المعالجة الذاتية لإمدادات شبكة الطاقة.[34] وتوازن الشبكات الذكية حمل الطاقة على أساس الاستعمال والتوافر. نتيجةً لذلك يمكن التحول تلقائيًا إلى مصادر طاقة بديلة عند الحاجة. وتتنبّأ كذلك بالطلب المستقبلي على الطاقة، وتُقدّر كمية الطاقة المتاحة وسعرها.[30]

تساعد الشبكات الذكية في هلسنكي على خفض استهلاك الطاقة بنسبة 15%. [35] ويسعى مشروع مدينة مصدر الإماراتية إلى أن يكون أحد الأنظمة الصديقة للبيئة الأكثر كفاءةً، من خلال استغلال تقنيات الطاقة المتجددة. إذ وضعت المدينة مجموعة للطاقة الشمسية بسعة أكثر من 10 ميغاواط، وألواحًا على الأسطح بسعة 1 ميغاواط، بالإضافة إلى مساعدة طاقة الرياح. يستطيع المشروع أن يوفر طاقةً لمستهلكين يبلغ عددهم 40 ألف مواطن.[36]

بيئة ذكية

يضم مجال البيئة الذكية جمع البيانات البيئية ورصدها وتحليلها للحد من التلوث، ورصد نوعية المياه وإمداداتها، وإدارة الأحوال الجوية والمناخية. ويعد رصد نوعية الهواء عاملًا حاسمًا في تتبع مستويات ملوثات الهواء والتي تشكّل مسألةً خطيرةً بالنسبة لصحة الإنسان. [20][33]

ركّبت ستوكهولم صناديق نفايات ذكيةً تعمل بالطاقة الشمسية وتبلغ تلقائيًا عن امتلائها بالكامل وتقوم أيضًا بضغط النفايات، فلا تحتاج إلى تفريغ كثير كغيرها من الحاويات العادية.[27]

واعتمدت 6 مدن أوروبية في إيطاليا وإسبانيا على منصة snap4city لرصد نوعية الهواء في المناطق الحضرية. وتوفر تنبؤات بنوعية الهواء باستخدام نماذج المحاكاة.[37]

رعاية صحية ذكية

طبِقت تقنيات IoT في مجال الرعاية الصحية على نطاق واسع في المدن الذكية، وتوسعت لتشمل مراقبة المرضى عن بعد واختراع أدوية وحبوب رقمية وغيرها الكثير. ويعد مستشفى Hefei واحدا من أوائل المستشفيات الذكية في الصين. إذ تدار جميع احتياجات المرضى عن طريق تقنيات IoT المتنوعة، ويوفر المستشفى أيضًا خدمات البناء الذكية وإدارة الطاقة المستدامة.[38]

سعى البشر منذ بدايات تشكل الحضارات إلى تطوير مدنهم وسبل العيش فيها بمختلف الوسائل. ونحن بدورنا نقف اليوم أمام نقطة تحول جذرية ستغير رؤيتنا وتعريفنا للمدن. فإلى أي مدى سوف تتغير حياتنا بسبب دخول IoT في الخدمات والتطبيقات؟ هذا ما سيكشفه لنا الزمن.

المصادر

  1. science direct
  2. ResearchGate
  3. ResearchGate
  4. ResearchGate
  5. ResearchGate
  6. readcube
  7. MDPI
  8. semanticscholar
  9. semanticscholar
  10. MDPI
  11. semanticscholar
  12. webology
  13. ResearchGate
  14. ResearchGate
  15. Science direct
  16. ResearchGate
  17. Science direct
  18. MDPI
  19. ResearchGate
  20. IEEE
  21. ResearchGate
  22. MDPI
  23. MDPI
  24. science direct
  25. ResearchGate
  26. ResearchGate
  27. Dokumen PUB
  28. semanticsholar
  29. ResearchGate
  30. ResearchGate
  31. MDPI
  32. MDPI
  33. MDPI
  34. IEEE
  35. IEEE
  36. ResearchGate
  37. IEEE
  38. wsp

كيف تستخدم المدن الذكية IoT لتحسين الرعاية الصحية؟

هذه المقالة هي الجزء 5 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

يشمل مصطلح «المدينة الذكية-smart city» التقنيات والمفاهيم التي تهدف إلى جعل المدن فعّالةً وتقدّميةً. والمدن الذكية هي رد فعل على التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجهها المجتمعات في بداية الألفية الجديدة. ويعد استخدام التقنيات الحديثة مثل انترنت الأشياء والمعروف اختصارًا بـ IoT في الرعاية الصحية من العوامل الرئيسيّة التي تحسّن تجربة المستخدم للمدن الذكية.

IoT أو انترنت الأشياء في المدن الذكية

يقصد ب IoT «انترنت الأشياء-Internet of Things»، وهو الجيل الجديد من الانترنت الذي يربط بين الأجهزة المختلفة والنُظُم بشبكة. ويتيح انترنت الأشياء إمكانية تبادل البيانات فيما بينها. ويشمل أجهزة الاستشعار والحسّاسات وأدوات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات وغيرها من الأدوات.

ويعتبر استخدام IoT في المدن الذكية فكرة واعدة. على سبيل المثال؛ يساعد استخدام IoT في تطبيقات الرعاية الصحية في الحد من عدم كفاءة البنية التحتية الحالية. ويعد نهج التعلّم الآلي المفتاح الأساسي لنجاح شبكات الاستشعار اللاسلكية التي تعمل بتقنية IoT، نظرًا لوجود كمية كبيرة من البيانات التي يتم التعامل معها عبر تلك المستشعرات.

تطبيقات عديدة لانترنت الأشياء IoT في المدن الذكية

سرعان ما بدأت أهمية IoT في المدن الذكية تزداد سريعًا وأخذ الباحثون يقدّمون دراسات لإدخاله في مختلف التطبيقات. ونذكر من بعض الدراسات:

  • درس باحثون الاتجاهات الناشئة في تطبيقات الرعاية الصحية الذكية، والتطورات التكنولوجية الرئيسية التي لها تأثير مباشر عليها. بينما استعرض آخرون اعتبارات أمنية مختلفة في أنظمة الرعاية الصحية الذكية وعواقبها والتدابير اللازمة. [1]
  • قدّم آخرون دراسات شاملة للتقنيات والتطبيقات المحتملة للطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى ربطها مع النقل الجوي الدولي. واقترحوا استخدامها لتعزيز ذكاء المدن الذكية استنادًا إلى جميع البيانات، وقوانين الأمن والسلامة العامة، وإدارة الكوارث، واستهلاك الطاقة، ونوعية الحياة في المدن الذكية. [2]
  • اقترح خبراء نموذجًا يجمع بين الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النقل الداخلي، من أجل الحد من الازدحام المروري ضمن المدن الذكية.
  • أجرى باحثون دراسة لوضع نظام فعّال للرصد المحتمل للخسائر، وإدارة حركة المرور في المدن. [3]
طائرة بدون طيار مجهزة بأجهزة IoT لجمع البيانات

استخدام IoT في الرعاية الصحية كنموذج

جرت العديد من الأبحاث خلال السنوات القليلة الماضية حول انترنت الأشياء IoT والبلوك تشين Blockchain والذكاء الاصطناعي AI. وبدأت بعض المدن بالفعل في استعمال تلك التقنيات في مختلف التطبيقات وبشكل خاص في مجال الرعاية الصحية. ويجلب IoT كميةً غير مسبوقة من البيانات التي تحتاج الشبكة إلى التعامل معها فسبّب مشكلةً كبيرةً. نتيجةً لذلك تم تكييف تصاميم الشبكات التقليدية مع أحدث معايير ذكاء الشبكات مما يضمن الأمن الأمثل. [4]

بشكل عام تحتاج المستشفيات والعيادات والمرافق الطبية إلى شبكة واحدة وفعّالة من حيث التكلفة. ويمتثل أمنها كذلك للوائح حماية المعلومات، ويسهل استخدامها وتشغيلها في ذات الوقت.[5]

مراقبة المرضى في المدن الذكية

تستفيد المدن الذكية من IoT في مراقبة المرضى عن بعد، إذ يتمكّن أخصائي الرعاية الصحية من مراقبة العلامات الحيوية وتقييم التفاعلات البدنية للمرضى دون الحاجة إلى التواجد معهم في نفس المكان. ويحدث ذلك عن طريق أجهزة معينة كجهاز لمراقبة التنفس، أو لمراقبة انتظام دقات القلب، أو لقياس مستوى سكر الدم، أو غيرهم من الأجهزة المرتبطة بواسطة IoT. ويجمع الجهاز المعني البيانات المطلوبة؛ وفي حال لم تكن القيم كما ينبغي، ترسل البيانات في وقت واحد إلى قاعدة البيانات للتسجيل وإلى الطبيب المعالج. لكي يتمكن الطبيب من تحليل المعلومات في الوقت المناسب والاستجابة وفقًا لذلك. وغالبًا ما تستخدم هذه الأجهزة مباشرةً بعد التدخلات الجراحية.

يساعد IoT في تقليل مدّة إقامة المريض في المستشفيات، وتتحدّد المشاكل أيضًا بسرعة أكبر مما يسمح للأطباء بالاستجابة في وقت مبكّر وتجنّب المضاعفات المحتملة. وبمساعدة البيانات التي تُجمع من الممكن تعديل وتكييف خيارات العلاج اعتمادًا على رد الفعل البدني للمريض وحالته الجسدية. [6]

الأدوية الرقمية

طوّر العلماء ما يعرف باسم «الحبوب الذكية-smart pills». ويتناول الشخص الحبوب الذكية مثل الأدوية العادية لكنها تكون مجهّزة بنوع من تقنيات المراقبة بالإضافة إلى الدواء الفعلي. ويستعملها الأطباء لرصد البيانات البيولوجية وإرسالها إلى جهاز استشعار يرتديه المريض، فتراقب هذه المستشعرات مستويات الدواء في الجسم. ثم تنقل البيانات من أجهزة الاستشعار إلى تطبيق على الهاتف المحمول لكي يتمكن المريض من الوصول إلى المعلومات الخاصة بوظائفه الحيوية بنفسه. ويستطيع الأطباء كذلك الوصول إلى تلك المعلومات إذا وافق المريض. وبهذه الطريقة يحدّد الأطباء المعالجون إذا ما كان الدواء يعمل على النحو المطلوب أو ربما يتسبب بآثار جانبية أو أن جرعته تحتاج إلى زيادة مثلًا. [6]

ويوجد كذلك حبوب تدعى باسم «الحبوب الروبوتية-Robotic bills»، والتي بمجرد بلعها تصبح قادرة على أداء وظائف معينة في جسم المريض. على سبيل المثال؛ اخترع Rani حبة تنتقل عبر المعدة إلى الأمعاء الدقيقة حيث تحقن الدواء من دون التعرض للأنزيمات الهاضمة، وعندما يضخ الدواء بالكامل، تذوب البقايا وتهضم. [7]

الأدوات الطبية

تعد الأجهزة الطبية القابلة للارتداء الخيار الأكثر جاذبيةً اليوم بالنسبة للمستهلكين من جميع الأعمار وذلك من أجل تتبع علاماتهم الحيوية. علاوةً على Fitbit وApple watch وco يطور علماء تقنيات أخرى لا تسجّل البيانات فحسب، بل تؤدّي وظائف معيّنةً بناءً على أوامر أو حالات مسبقة التعريف. من الأمثلة على ذلك؛ Intelligent associations وهي مزودة بأجهزة استشعار لتقييم حجم الجروح وتحديد إذا ما كان الجرح سيلتئم لوحده أم لا، كما تصدر تنبيه أيضًا في حال حدوث عدوى. [8]

بدأت شركة Google وNovaritis عام 2014 بتطوير عدسات لاصقة بإمكانها مراقبة مستويات السكر في الدم عن طريق تحليل دموع المريض. وترسل البيانات التي تجمعها العدسات إلى مضخة الأنسولين المزروعة داخل جسم المريض، ويتم إعلام المريض في حال وصول مستوى السكر إلى درجات خطيرة. يمكن أن تُغيّر هذه التقنية حياة الكثيرين وخصوصًا المرضى الذين يعانون من حقن الإنسولين اليومية وشكاكات قياس نسبة السكري المؤلمة. [9]

المرافق الطبية في المدن الذكية

تطور وضع المرافق الطبية بفضل IoT كثيرًا. فتُقلِّل أجهزة الاستشعار عدد الاختبارات اليدوية، وقد تلغي الحاجة إليها في بعض الأحيان، ويؤدي ذلك إلى توفير الوقت. وتعتبر نقل المعدات والأجهزة من المشاكل الشائعة في المرافق الطبية، فأحيانًا يتعذر تحديد موقعها في حالات الطوارئ. وتسمح تقنية البلوتوث منخفض الطاقة بتحديد مكان الجهاز بدقة. [10]

أهمية IoT

بسبب تنامي الحجم الهائل للبيانات في المدن فإن استخدام التقنيات الحديثة صار أمرًا محتومًا على نحو متزايد. وبدأت المدن الذكية باستخدام IoT، وBlockchain، والذكاء الاصطناعي Al، والتعلم الآلي في مختلف التطبيقات. سيساعد الابتكار الصغير في إنقاذ أرواح لا حصر لها، ففي نهاية المطاف يهدف IoT لتحسين نوعية الحياة لأكبر عدد من السكان. وبالرغم من وجود سلبيات محتملة للذكاء الاصطناعي إلا أنه قابل للتطوير والتعديل لخدمتنا مع مرور الزمن بسبل لم تكن في الحسبان.

المصادر

  1. ResearchGate
  2. Readcube
  3. ResearchGate
  4. ResearchGate
  5. ResearchGate
  6. IAfCIS
  7. Rani therapeutics
  8. MDPI
  9. The new York times
  10. science direct

ما هي المدن الذكية؟

هذه المقالة هي الجزء 1 من 18 في سلسلة كيف ستغير المدن الذكية من شكل عالمنا؟

إلى أي مدى نستطيع الاستفادة من التطور التكنولوجي من أجل تحقيق مستقبل أفضل لمحيطنا وتحسين جودة الحياة؟ هذا ما تدور حوله فكرة المدن الذكية، فما هي المدن الذكية؟

ما هي المدينة الذكية؟

مع التطور التقني والتكنولوجي الذي أخذ يؤثر شيئًا فشيئًا بشكل متزايد على نمط حياتنا وكل ما حولنا، ظهر نوع جديد من المدن عُرف باسم المدن الذكية. والمدن الذكية هي المدن التي يشترك فيها أصحاب المصالح والجهات الفاعلة بالمسؤولية في الإدارة الحضرية. وتعرف الإدارة الحضرية في المدن الذكية باسم «إدارة معلومات المدن- CIM»، وهي أداة إنتاج لتخطيط وإدارة المدن الذكية.

تعمل إدارة معلومات المدن على الاستفادة القصوى من التقدم العلمي والتكنولوجي وإشراك البرامج الحديثة مثل تقنية «سلسلة الكتلblockchain-» و«نمذجة معلومات المباني-BIM» من أجل تحقيق بنية تحتية مستدامة. كما تسعى لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والمستدامة لتحسين نوعية حياة سكانها.

تاريخ المدن الذكية

ظهر مصطلح المدن الذكية لأول مرة في التسعينات [1] ولم يتحدد حتى الآن بتعريف واحد ثابت وسيبقى يتغير ويتطور باستمرار تبعًا للجهات الفاعلة. ولكن يبقى الأمر متعلقًا بالأبعاد الستة المستخدمة لقياس تطور المدن الذكية وهي: أُناس أذكياء، واقتصاد ذكي، وحكومة ذكية، وتنقل ذكي، وحياة ذكية، وبيئة ذكية [2].

ويعرّف «المعهد البريطاني للمعايير-BSI» [3]المدن الذكية باعتبارها التكامل الفعّال للنظام المادي، والرقمي والبشري في البيئة المبنية لتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر وشامل لمواطنيها.

تستطيع كل مدينة إجراء تعديلات وتحسينات خاصة بها تبعًا لاحتياجاتها باستخدام التكنولوجية الحديثة كوسيلة وأداة لتحقيق التنمية الحضرية عن طريق تجميعها للبيانات والمعلومات في جميع أنحاء العالم فتنتج تغيرات نوعية في كميات كبيرة من البيانات وتعزز الابتكار والتغيير [5].

يحدد «ديسوزا-Desouza» وباحثون آخرون [6] ثلاث مسارات لتنمية المدن الذكية وهي أرض جديدة، وحي وساحة. ولأن المدينة تنطلق من الفرد، يتطلب تطوير المدن الذكية التركيز على المواطن وتحسين نوعية حياة السكان [4]. يأتي هذا كهدف أساسي، ويوضح واضعو السياسات أن التكنولوجيا والتنمية الحضرية ليست جوهر صنع السياسات بل رعاية المواطنين. يتحقق ذلك عبر العمل على ثالوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المدى الطويل.

أثر التجديد الحضري والمدن الذكية في تحقيق التنمية

شهدت التنمية الحضرية مراحل تطور متعددة، فتشكلت الاستراتيجية الحضرية الحالية وفقًا للتحديات التي واجهتها [9]. فكل تجديد حضري هو عملية تحسين حضري متراكم. حيث شهدت المدن الغربية خمس تحولات من إعادة الإعمار في الخمسينات، والإنعاش الحضري في الستينات، والتجديد الحضري في السبعينات، ثم التنمية الحضرية في الثمانينات إلى الإحياء الحضري في التسعينات.

يتحقق إصلاح المدينة عند دراسة التحديات الفعلية التي تواجهها، وتحديد الفرص التي تمتلكها، وتطوير سياسات جديدة متوافقة معها، وإدارة المدينة بأسلوب ممنهج، وتحسين نوعية الحياة في ذات الوقت [5].

وتستطيع استراتيجية المدينة الذكية أن تجلب تغييرات جذرية على المدن وتحسن صورتها ووضعها، وتعزز التنمية الاقتصادية وصناعات المدن الذكية، وتجذب مواهب عالية الجودة. كما تشكل المدن الذكية نموذجًا من المستوطنات قادر على الصمود في ظل حالات الطوارئ المناخية [7].

لذلك تعتبر المدن المستدامة الذكية حاليًا النمط الرئيسي المعتمد للتنمية في جميع أرجاء العالم. وذلك لأنها أبدت أفضل الاستجابات للتغييرات البيئية الحاصلة. وتشير المدن الذكية إلى مدى نزاهة وصدق الحكومات، وقدرتها على صنع شبكة اقتصاد عالمية وتحسين جودة الحياة [8].

دراسة حالة: تحول حي بوبلينو في برشلونة

عند دراسة حالة «بوبلينو-poblano» البرشلونية كحالة يرتكز تطورها على الاندماج الاجتماعي [10] وهو أسلوب مرن لدمج القادمين أو الأقليات في الهيكل الاجتماعي للمجتمع المضيف، تقوم المدينة بتطوير اتجاه ورؤية بعيدة المدى وتقدُّمية ومستدامة. وباعتبارها مدينة ذكية، تحتاج الكثير من الخبرات والفهم والمعلومات والمواهب لتحقيق النجاح وتستطيع تحقيق المزايا التالية:

  • استقطاب الأفراد ذوي العقول والمواهب كي يولّد زخم ابتكار قوي للمجتمع ويطور مقدرته على مواجهة تحديات التنمية الحضرية. [11]
  • تعزز المدينة بناء البنية التحتية والأمن والرفاهية مثل بنية الأعمال التجارية، والمرافق الثقافية والترفيهية، والتعليم الطبي، والسكن والنقل. [12]
  • يكثر الاستثمار في العقارات مثل مراكز المواهب، ومناطق الأعمال والمدارس والاستثمار في القطاعات العامة كالمواصلات، والجامعات، والمرافق الثقافية والسياحية. [13]
  • قيام علاقات منفعة متبادلة بين التعليم الجامعي والشركات فتتمكن الجامعة من اكتساب خبرة عملية وتستمد الشركات المعارف والمهارات. [14]
  • تجعل المواطنين جزءًا من التنمية الحضرية عن طريق تشجيعهم وإشراكهم في جلسات حوار. [15]
  • يمكن للمعرفة المرنة أن تخلق بشكل فعّال قيمة للمدن وتقدم حلول أنسب للإدارة الحضرية. [16]

توضح حالة بوبلينو أن بناء مدينة المعرفة الذكية يتطلب تحليل الوضع الراهن، ثم وضع خطط استراتيجية بعد مناقشتها مع كل الجهات الفاعلة في المجتمع، وصياغة خطة تعتمد على الوقائع من خصائص المدينة والإمكانيات والمحددات.

أثر التكنولوجيا في تحقيق التنمية المستدامة

أصبحت الأجهزة والخدمات الذكية جزءًا أصيلًا من المدن الذكية. [19] ويمكن أن توفر إدارة معلومات المدن CIM أفكار للتعامل مع مشاكل البناء الحضري. [20] وتتشكل سيم من منصة مدمجة مع «نظام المعلومات الجغرافية-GIS»، وأدوات تحليل البيانات، وأدوات المرئيات وأدوات التصميم البارميتري [23]. وتقوم بتوفير الدعم القوي للإدارة الشاملة للمدن.

ولا يقتصر استخدام التكنولوجيا فقط على بناء مبتكر وشامل للبنية التحتية الجديدة بل أن تلعب تلك البنية التحتية دورًا رئيسيًا في تحقيق التحول الرقمي والذكي للصناعات الحضرية من خلال تنفيذ بنية جديدة وواسعة للبيانات الضخمة. فتساعد في صنع شكل اقتصادي وتكنولوجي جديد من خلال تحويل المجتمع إلى مجتمع صناعي وزيادة توسعه. [21]

يتكامل عمل سيم مع نمذجة معلومات المباني BIM، حيث يعتبر الاتجاه الرئيسي لإدارة المعلومات في الصناعة المستقبلية للبناء.[22]

يجب على البناء الذكي أن يجعل التنمية المستدامة كجزء من المدينة الذكية طوال دورة حياة المدينة. حيث تعد الاستدامة ركيزة هامة لتنمية المدن الذكية. [18]فظهرت مفاهيم لحماية البيئة الخضراء وجعل المجتمع أكثر استدامة ولكن لا تزال الفجوة قائمة بين الفكرة والتنفيذ [24]. بسبب تخلف أعمال البناء عن القطاعات الأخرى في استخدام تكنولوجيا المعلومات الرقمية. [25, 26]

المصادر

1– research gate
2- semantic scholar
3- bsi
4- research gate
5- urban institute
6- taylor & francis
7- monash university
8- taylor & francis
9- research gate
10- mdpi
11- sage journals
12- research gate
13- coventry University
14- research gate
15- sage journals
16- ideas
17- ntnu open
18- research gate
19- research gate
20-science direct
21- repository
22- the hong kong polytechnic University
23- mdpi
24- graz University of technology
25- research gate
26- research gate

Exit mobile version