سلسلة العمارة الإسلامية: مدارس الأقصى

سنتابع في هذا المقال التعرف على العناصر المكونة للحرم القدسيّ الشريف، وبالتحديد؛ مدارس الأقصى الشريف، كم عددها؟ وما هي؟

المدرسة الختنية

أُنشئت المدرسة الختنية في عهد صلاح الدين الأيوبي عام 1191 م بجوار الجدار الشمالي للمسجد القبلي. سميت على اسم الشيخ الختني الذي كان يُدرِّس فيها العلوم الإسلامية. شهد هيكل المدرسة العديد من التعديلات عبر الزمن، واليوم ، لم يتبقَّ سوى عددٍ قليلٍ من الأقواس والنوافذ من المبنى الأصلي للمدرسة [1][2].

الشكل 1: المدرسة الختنية

المدرسة الفخرية

أسسها القاضي فخر الدين محمد بن فضل الله عام 1329-1330 م، في العصر المملوكي. استُخدمت في البداية كمدرسة إسلامية، ثم تم استخدامها لاحقًا كمسكنٍ للمتصوّفين. هدم الاحتلال الاسرائيلي أجزاء من هذه المدرسة، ولم يتبقَّ منها سوى ثلاث غرفٍ فقط ومصلى صغير. يرتكز هيكل المدرسة على ثلاثة ثأعمدة حجرية وتعلوه ثلاث قبابٍ جميلة أضيفت خلال العصر العثماني. يحتوي المبنى أيضًا على محرابٍ من القرميد الأحمر يُشير إلى اتجاه القبلة [1][2].

الشكل 2: المدرسة الفخرية

المدرسة الدوادارية

تعود للعصر المملوكي، وقد أنشأها الأمير علم الدين أبو موسى سنجر الدوادار الصالحي بالقرب من باب العتم في المسجد الأقصى عام 1295 م. كانت مركزًا لتعليم المذهب الشافعي، وكانت أيضًا بمثابة تكية. احتفظت بوظيفتها خلال العصر العثماني، و خلال الانتداب البريطاني. في مرحلة معينة، كانت مخصصة حصريًا لتعليم الفتيات. واليوم تخدم المدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة وتسمى المدرسة البكرية، وهي مبنىً مكوّنٌ من طابقين ذو مدخلٍ مزيَّن بالمقرنصات [1][2][3].

المدرسة التنكزية

تعود للفترة المملوكية كذلك، وسميت المدرسة التنكزية على اسم مؤسسها الذي أصبح لاحقاً أمير الشام الأمير سيف الدين تنكز النصري الذي بناها عام 1328 م. تقع بين باب السلسلة وحائط البراق في المسجد الأقصى. وقد كانت في سنواتها الأولى مدرسةً للحديث والسنة. وفي وقت لاحق ، استخدمها المماليك كمحكمة، ثمّ اعتمدها العثمانيون كمحكمة شرعية، وفي الأيام الأولى للانتداب البريطاني، اتخذها الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس، مكاناً لإقامته. استأنف المبنى بعد ذلك وظيفته كمدرسة، لكنه تعرّض للاحتلال لاحقًا في عام 1969 م من قبل الاحتلال الاسرائيلي وتحوّل إلى موقع لشرطة الحدود يستخدم “للمراقبة والإشراف” على المسجد الأقصى [1][2][4].

المدرسة الفارسية

سميت على اسم الأمير المملوكي فارس التكي بن الأمير قطلو بن عبد الله الذي كلف ببنائها عام 1352 م. تقع على قمة الممر الشمالي للمسجد الأقصى ويؤدي درج إلى مدخلها. تتميز المدرسة بفناء بالإضافة إلى درج آخر يؤدي إلى المدرسة الأمينية المجاورة. اليوم، يسكن المدرسة عدد قليل من العائلات من القدس [1][2].

المدرسة الأمينية

بناها أمين الدين عبد الله عام 1330م خلال العصر المملوكي. تم دفن عدد من علماء المسلمين فيها. اليوم ، يتداخل جزء من المبنى مع المدرسة الفارسية وجزء يستخدم كمنزل [2].

المدرسة الأشرفية

يقع نصف هذا المبنى داخل مجمع المسجد الأقصى، بينما يقع النصف الآخر خارجه، في الجهة الغربية بين المدرسة العثمانية شمالاً ومئذنة باب السلسلة جنوباً. تعتبر هذه المدرسة الجوهرة المعمارية الثالثة للمسجد الأقصى بعد المسجد القبلي وقبة الصخرة [1][2] حيث تم تزيين بوابة المدخل الرئيسية باستخدام عناصر تزيينية عدّة كالأبلق، والمقرنصات ، والخزف متعدد الألوان ، وأفاريز مزيّنة بنقوش الخطّ العربي [5]. قام الأمير الحسن الظاهري ببناء هذه المدرسة كهدية للملك ظاهر خوشقدم عام 1426م خلال العصر المملوكي. توفي الملك قبل اكتمال بنائها وتم إهداؤها بعد ذلك للسلطان الأشرف قايتباي الذي عيَّنَ فيها علماءَ ومعلمين. ولما زارها السلطان لم يتأثر ببنائها وأمر بإعادة بنائها عام 1470 م. تتكون المدرسة من مبنى مؤلف من طابقين. مدخلها مزين بالقرميد الأحمر والأبيض. كان يتردد عليها تاريخيا أتباع المذهب الحنبلي. كما تضم قبرين. وهي اليوم موطن مدرسة الأقصى الشرعية للبنات وكذلك دائرة مخطوطات الوقف الإسلامي. كما تسكن بعض العائلات المقدسية أجزاء منها. خضع المبنى للترميم عام 2000 م. [1]

الشكل 3: المدرسة الأشرفية

المدرسة الملكية

نسبةً للأمير المملوكي الحاج الجوكندار الملكي، بناها عام 1340م في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وهي هيكلٌ من طابقين مع مدخل مزيّنٍ بشكلٍ جميلٍ يُفضي إلى قاعةٍ متصلةٍ بفناءٍ داخليّ مركزيّ. أكبر غرفها تطل على فناء المسجد الأقصى. ويتم استخدامها حاليًا كمسكنٍ لبعض العائلات المقدسية [1][2].

المدرسة الجاولية

بناها علم الدين سنجر بن عبد الله الجاولي، حاكم القدس المملوكي في عهد الملك الناصر بن قلاوون 1312-1320م. وهي مبنى من طابقين بفناء مفتوح محاط بعدد من الغرف. في العصر العثماني، كانت بمثابة مجلس المدينة وكذلك مبنى حكومياً. اليوم ، تشكل جزءًا من المدرسة العمرية.

المدرسة الخاتونية

سُمّيت على اسم موقفتها عصمة الدين خاتون زوجة صلاح الدين الأيوبي، وبنيت في القرن الثالث عشر الميلادي بالتزامن مع العصر المملوكي. تطل بعض نوافذها على باحات المسجد الأقصى. في البداية تم تدريس القرآن والفقه فيها. وقد تم دفن العديد من الشخصيات الإسلامية والفلسطينية ذات الأهمية التاريخية فيها [1][2].

المدرسة الأسعردية

أمر مجد الدين عبد الغني بن سيف الدين أبو بكر يوسف الأسعردي ببناء هذه المدرسة عام 1385 م. وتم إعلانها رسميًا وقفًا بعد 10 سنوات. يقع مدخلها في الممر الشمالي للمسجد الأقصى وتتكون من مبنى مؤلف من طابقين وفناء مفتوح. كما تحتوي على ثلاث قبابٍ جميلة ومسجدٍ مطلٍّ على فناء المسجد الأقصى. واليوم ، يستخدم المبنى كمسكن [1][2].

المدرسة الأرغونية

بدأ بناء هذه المدرسة من قبل الأمير المملوكي أرغون الكامل عام 1356م ، وأكملها ركن الدين بيبرس. يمكن العثور عليها بين باب القطّانين وباب الحديد في الطرف الغربي للمسجد الأقصى. وهو مبنى من طابقين بواجهة جميلة من الآجر الأحمر والأبيض. ملامح المدخل والنقش الذي يحمل اسم المؤسس. يضم قبرين – أحدهما للأمير أراجون والآخر للملك الهاشمي الحسين بن علي. اليوم ، يتم استخدام الجزء الأكبر منه كسكن [1][2].

المدرسة الباسطية

يمكن العثور عليها شمال المسجد الأقصى بجوار المدرسة الدوادارية. أقامها القاضي زين الدين عبد الباسط خليل الدمشقي – الذي كان أمين الصندوق العام وقائد الجيش في عهد الملك المملوكي المؤيد سيف الدين شيخ المملوكي – خلال الأعوام 1412-1421م. أساسها منسوب إلى شيخ الإسلام شمس الدين محمد الهراوي. وقد كانت مكانًا لتعليم المذهب الشافعي الفقه والحديث والقرآن للأيتام. ووظيفتها في الوقت الحالي سكنية [1][2][6].

المدرسة المنجكية

تقع على الحائط الغربي للمسجد الأقصى، يسار باب الناظر. يُنسب بناءها إلى سيف الدين منجك اليوسفي الناصري ، الذي أعلنه أيضًا وقفاً في القرن الرابع عشر الميلادي في العصر المملوكي. تتكون من طابقين وتضم العديد من الغرف [1][2]. بدأت وظيفتها كمدرسة عند بنائها، وتم تحويلها إلى منزل في أواخر العهد العثماني. كما كانت بمثابة مأوى للأجانب الذين زاروا القدس، وخلال فترة الانتداب البريطاني، أصبحت مدرسة ابتدائية، وقام المجلس الإسلامي الأعلى بتجديدها لاحقًا لاستخدامها كمقر رئيسي لمديرية أوقاف القدس [7].

المدرسة العثمانية

تقع عند باب المطهرة بجانب المدرسة الأشرفية. سميت على اسم السيدة أصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية التي أسستها عام 1436 م. يمكن العثور على قبرها على الجانب الأيسر من مدخل المدرسة. يتميز مدخل المبنى بأنه مملوكي الطراز، ويتكون المبنى من طابقين. تحتوي المدرسة على عدد من الغرف وفناء صغير مفتوح يطل على المسجد الأقصى. تم ترميم المبنى من قبل المجلس الإسلامي الأعلى ، ولكن تعرض لاحقًا لأضرار بسبب الحفريات الإسرائيلية. واحتجزت السلطات الإسرائيلية المصلى في المدرسة بحجة استخدامه لتهوية النفق الذي يُحفَر تحت المسجد الأقصى [1][2][8].

المصادر

  1. haramalaqsa.com – aqsa en jordan final/pdf
  2. masjidalaqsa.net – schools
  3. .islamiclandmarks – palestine masjid al aqsa – madressa al duwaidaryah
  4. .islamiclandmarks – palestine masjid al-aqsa – madressa al tankaziyah
  5. islamiclandmarks. – palestine masjid al aqsa – madressa al ashrafiyah
  6. islamiclandmarks – palestine masjid al-aqsa – madressa al basitiyah
  7. islamiclandmarks.com – palestine masjid al-aqsa – madressa al manjakiyah
  8. islamiclandmarks – palestine masjid al aqsa – madressa al uthmaniya

عناصر المسجد الأقصى (سُبُل الماء والمصاطب)

تعرفنا في مقالات سابقة على الحرم القدسيّ الشريف وقبابه وأبوابه، وسنتابع في هذا المقال التعرف على عناصر المسجد الأقصى المكوّنة له.

سُبُل الماء والآبار

يوجد داخل المسجد الأقصى 32 مصدرا للمياه: بركتان، وصهريجان، وثمانية سُبُل (وهي مصادر مياه عامة تهدف إلى خدمة الناس مجانا)، وسبعة وعشرون بئرًا بناها المسلمون لتوفير مصادر المياه الجارية لأجل الوضوء والاغتسال والشرب وري النباتات والأشجار داخل المجمع [1].

سبيل الكأس

الكأس نافورةُ وضوءٍ عام بنائها غير معروفٍ بدقة، إلا أن ا السلطان الأيوبي العادل أبو بكر بن أيوب قد قام بتوسيعها عام 1193م [2]. وهو حوضٌ دائري محاط بسياج حديدي مزخرف محاط بمقاعد حجرية. يحتوي على نافورة مركزية وعدد من الصنابير الجانبية المستخدمة في الوضوء. تم تجديد الكأس مرّتين، الأولى من قبل السلطان المملوكي قايتباي والثانية من قبل الأمير تنكز الناصري في 1327 م [1].

الشكل 1: سبيل الكأس

سبيل قايتباي

بنى السلطان سيف الدين إينال هذا السبيل عام 1456 م.
نظرًا لبقاء البئر فقط من هيكله الأصلي، أعاد السلطان المملوكي قايتباي بناءه وأضاف مبنى ملونًا من القرميد والرخام، تعلوه قبة فوق رقبةٍ مثمنة الشكل مزينة بزخارف إسلامية.
تم تجديد السبيل مرة أخرى من قبل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في عام 1882-1883 م. ويتكون اليوم من طابقين؛ يوجد بئر في الطابق الأرضي وخزان يستخدم لتخزين المياه في الطابق الثاني [1].

الشكل 2: سبيل قايتباي

سبيل شعلان

تم بناء نافورة الشعلان من قبل السلطان الأيوبي المعظم عيسى واستخدم كخزان مياه في الحرم الشريف خلال معظم القرن الثالث عشر حتى القرن الخامس عشر الميلادي. يقع أسفل درج القناطر الشمالية الغربية المؤدي إلى منصة قبة الصخرة [2]. سمي على اسم عائلة شعلان التي كانت تعمل لتوفير المياه لهذا السبيل.

الشكل 3: سبيل شعلان

سبيل ابراهيم الرومي

المعروف أيضًا باسم سبيل البصيري وسبيل باب الناظر، لكن وفقًا لنقوش الأساسات خاصته، فمن قام بتجديده هو إبراهيم الرومي في العصر المملوكي، في عهد السلطان الأشرف سيف الدين برسباي، السلطان المملوكي التاسع لمصر [2].
وهو يلبي احتياجات القادمين من باب الناظر وباب الغوانمة [3].

الشكل 4: سبيل البصيري

سبيل النارنج (سبيل قاسم باشا) وبِركة النارنج

يقع سبيل قاسم باشا (سبيل النارنج) على الجانب الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى بالقرب من بوابة السلسلة. بناه أمير القدس قاسم باشا عام 1527 ميلادي في عهد السلطان العثمانيّ سليمان القانوني، وهو سبيل مثمن الشكل يحتوي على 16 صنبور تعلوه مظلّة خشبية [1].

في عشرينيات القرن الماضي من قبل المجلس الإسلامي الأعلى. أعيد بناء القبة أثناء الترميم، وغطيت بألواح الرصاص التي منحتها مظهراً مدبباً. وفي عام 1998، تم استبدال صفائح الرصاص بحجارةٍ منحوتةٍ بدقة [4].

أما بركة النارنج، فتقع في الفناء الغربي للمسجد الأقصى بين منصة سبيل قاسم باشا ومنصة سبيل قايتباي. قام السلطان المملوكي قايتباي بتجديدها في عام 1483 م عندما بنى مدرسة الأشرفية. تحتوي البركة مربعة الشكل في وسطها على نافورة ذات أرضية رخامية، وهي غير مستخدمة اليوم. قامت لجنة إعادة إعمار الأقصى بتجديد البركة وتحويلها إلى نافورة وضوء بإضافة 24 صنبورًا على ثلاثة من جوانبها. يتم تزويدها بالمياه من خزان سبيل قاسم باشا الواقع بقربها [1].

الشكل 5: سبيل وبركة النارنج

سبيل السلطان سليمان

يقع سبيل السلطان سليمان المعروف أيضا باسم سبيل باب العتم مباشرةً داخل باب العتم، ويواجه إيوان السلطان محمود، المعروف أيضًا باسم قبة عشاق النبي. وهي نافورة قائمة بذاتها وتتم تغذيتها بالماء عبر قناة مائية [5].
997 م قامت لجنة التراث الإسلامي بالتنسيق مع مديرية الوقف الإسلامي باستكمالها بنافورة وضوء تقع بين السبيل
وقبة عشاق النبي [1].

الشكل 6: سبيل السلطان سليمان

سبيل باب المغاربة

عبارة عن هيكل مربع بسيط مبني حول صهريج قديم يقع مباشرة أمام باب المغاربة. في الداخل، توجد ثلاثة أحواض أمام ثلاث نوافذ متطابقة تتمركز في ثلاثة جدران مستطيلة. لم يعد السبيل مستخدماً اليوم، ومع ذلك، تشير وقفية القرن الثامن عشر (وثيقة الوقف) إلى أنه كان يدفع لناقلٍ للماء لملء الأحواض يوميًا [2].

الشكل 7: سبيل باب المغاربة

سبيل مصطفى آغا

المعروف أيضا باسم سبيل البديري أو سبيل الشيخ بدير، تم بناؤه من قبل مصطفى آغا وعثمان بيك الفقاري في عام 1740 م داخل الحرم الشريف. وهو سبيل قائم بذاته بأقواسٍ من ثلاثة جوانب وجدار مغلق في الجانب الرابع [2].

الشكل 8: سبيل مصطفى آغا

صهريج الملك عيسى المعظم

أمر الملك عيسى المعظم ببناء الصهريج في عام 1210م بعد إقامة القبة النحوية 1207م مباشرة. يتكون الصهريج من ثلاثة ممرات تفصل بينها أقسام مبنية ومغطاة بأقبية متداخلة.
ولها ثلاثة مداخل على جانبها الجنوبي. تم نقش عام بناء الصهريج واسم مؤسسه على الباب الأوسط. خلال عهد السلطان المملوكي المنصور قلاوون، تم استخدام جزء من الصهريج كغرفة تخزين للمسجد الأقصى، بينما تم استخدام الجزء الآخر كمسجد من قبل الحنابلة. عانى الصهريج لاحقًا من الإهمال ويستخدمه اليوم قسم البستنة في الأقصى [1].

الشكل 9: صهريج الملك عيسى المعظم

الآبار

يوجد 27 بئرا في حرم المسجد الأقصى. معظمها غني بالمياه ويزود مختلف هياكل المياه المستخدمة للوضوء والشرب والري [1].

المصاطب

المصطبة عبارة عن مساحة مسطحة مصنوعة من الحجر ترتفع قليلاً عن سطح الأرض. تتكوّن عادةً في المسجد الأقصى من بضع درجاتٍ ومحرابٍ منحوتٍ يشير إلى القبلة. يوجد 26 منصة في المسجد الأقصى وفي الماضي كانت هذه المنابر مخصصة للصلاة وكذلك التجمعات العلمية والوعظية لأتباع المدارس الفكرية الأربعة السائدة في الفقه الإسلامي: المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي. من بين 26 مصطبة تم بناء اثنتين فقط مؤخرًا بينما يعود تاريخ معظمها إلى العصرَين المملوكي والعثماني. واليوم، لا تزال الكثير منها تعمل كمراكز لتعلم علوم الدين [6].

المصادر

  1. haramalaqsa.com – aqsa en jordan final/pdf
  2. madainproject.com – fountains of Al Aqsa
  3. madainproject.com – fountain of ibrahim rumi
  4. madainproject.com – fountain of qasim pasha
  5. madainproject.com – sebil sultan suleiman
  6. masjidalaqsa.net – platforms

سلسلة العمارة الإسلامية: قباب الحرم القدسي الشريف

تعرّفنا في مقالٍ سابق على عناصر الحرَم الشريف والمسجد الأقصى الرئيسية، وفي هذا المقال سنتابع الحديث عن أحد أنواع العناصر العديدة المكوّنة له، ألا وهي قباب الحرم القدسي الشريف.

القباب

يحتوي الحرم القدسيّ الشريف على ثلاث عشرةَ قبّةٍ، تعرّفنا في مقالاتٍ سابقة على أكبر قبّتين منها، قبّة الصخرة وقبّة السّلسلة، أمّا القباب الإحدى عشرة المتبقيّة فهي:

قبة المعراج

عبارةٌ عن هيكلٍ مثمّن الشّكل يحملُهُ ثلاثون عموداً من الرّخام [1]، يقع مدخله في جهته الشمالية، ويوجد فيه محرابٌ يشير إلى اتجاه القبلة، وما يميّز هذه القبّة وجود قبّةٍ أصغر حجماً أعلى القبة الأساسية والتي يبدو شكلها كالتاج [2].

لا يزال عام بناء القبة واسم مؤسسها غير معروفَين ؛ تم تجديدها من قبل الأمير عز الدين عثمان بن علي الزنجبيلي، محافظ القدس، في عهد الملك الأيوبي العادل في عام 1200 م [2]، وخلال الترميم الأخير الذي خضعَت له، تم استبدال صفائح الرصاص التي كانت تغطيها بألواحٍ حجرية [1].

الشكل 1: قبة المعراج

قبة النبيّ

قبّةٌ يحملها هيكلٌ مثمّنُ الشّكل تقع شمال غرب قبّة الصخرة [2]، ويُعتَقَد أنّ بناءها قد تمّ في المكان الذي صلّى به النبيّ محمد (ص) إماماً بالأنبياء والملائكة في ليلة الإسراء والمعراج [3].

القبة، المغطاة بصفائح الرصاص، ذات شكل نصف بيضوي. يعلوها فانوس يحمل أعلاهُ هلالًا. ولها وهي مقسمة إلى أضلاع لتعزيزها. وتحملها ثمانية أعمدة رخامية فوق قاعدة مثمّنة الشّكل، ويجمع بين كلّ عمودَين قوسٌ مدبّب مزيّنٌ بحجارةٍ حمراء وسوداء وبيضاء، ويعلو كلٌّ منها تاجٌ مزخرف [4].

تحت القبة، مُصلّى مصنوعٌ من الحجارة الملونة. ويحاط بجدارٍ حجريٍّ منخفض من جميع الجوانب، باستثناء مدخل صغير من جانب واحد. هناك مساحة محدودة للغاية داخل المصلّى، حيث يمكن لشخص واحد فقط أن يصلّي فيه في كل مرة [4].

أمر محمد بك، حاكم غزة والقدس في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، ببناء المُصلّى، بينما أمر السلطان عبد المجيد ببناء القبة [2].

الشكل 2: قبة النبيّ
الشكل 3: مصلّى قبة النبيّ [4]

قبة سليمان

تقع هذه القبة في الجزء الشمالي من الحرم الشريف، ويُعتَقَد أنها قد بُنِيت اللمرة الأولى في الفترة الأموية [2]، وبالتحديد في عهد سليمان بن عبد الملك (715-717م)، الخلفية الأمويّ السابع، لكنّ المنشأة الحالية تعود للفترة الأيوبية وبالتحديد لبداية القرن الحادي عشر الميلادي [3] حيث تمّ ترميمها في تلك الفترة [2].

القبة مثمنة الشكل وتستند إلى 24 عمودًا من الرخام؛ وبداخلها صخرة صغيرة يُعتقد أنها قطعة مأخوذة من صخرة الإسراء المقدسة، ولهذا السبب كانت محمية بسياج حديدي في الماضي.
وللقبة محرابٌ يشير إلى القبلة ومدخل صغير في الشمال. اليوم، يستخدم المبنى كمقر للدعاة الإناث في مديرية أوقاف القدس [2].

الشكل 4: قبة سليمان

قبة موسى

بناها الملك الأيوبي نجم الدين بن الملك الكامل عام 1249-1250 ميلادي كمكان للعبادة وملاذ لرجال الدين والأئمة [2]، وهي غرفة مربعة كبيرة؛ طولها وعرضها يساويان ستة أمتار، مبنيّةٌ على مصطبة في منتصف الساحة الغربية للحرم القدسي الشريف. تحتوي على ست نوافذ، وتعلوها قبة، و لها مدخل شمالي. وفي الماضي، كانت تسمى أيضًا قبة الشجرة ؛ لوجود شجرة نخيل ضخمة بجانبها [5].

يقول بعض المؤرخين إنها سميت قبة موسى نسبةً للنبي موسى (ع)، بينما يقول آخرون أنّ تسميتها نسبةٌ لشيخ كان يؤدي الصلاة فيها. [2]

الشكل 5: قبة موسى

قبة الخضر

قبة الخضر، هي قبة قائمة بذاتها تقع بالقرب من الحافة الشمالية الغربية من مصطبة قبة الصخرة. بنيت في الأصل في القرن العاشر الميلادي وتم تجديدها على نطاق واسع خلال العهد العثماني في القرن السادس عشر [3]. وهي مرفوعةٌ على ستّة أعمدةٍ رخامية [2]، يوجد تحت الهيكل قاعة مستطيلة (زاوية الخضر) مسقوفة بقبوة اسطوانيّة على مستوى ساحة الحرم [3] يوجد فيها محرابٌ مبنيٌّ من الحجر الأحمر [2].

الشكل 6: قبة الخضر

قبة يوسف آغا

بنى يوسف آغا، حاكم القدس في عهد السلطان العثماني محمد الرابع، هذه القبة غرب المسجد القبلي في عام 1681 م. وهي منشأة مربعة الشكل تعلوها قبة صغيرة. وتستخدم اليوم كمكتب استعلاماتٍ للمسجد الأقصى.

الشكل 7: قبة يوسف آغا [3]

قبة يوسف

تم بناء القبة في عام 1191م من قبل الملك الأيوبي يوسف بن أيوب الذي اشتهر بلقب صلاح الدين. تم تجديده في عام 1681 م في عهد السلطان العثماني محمد الرابع، ونُسب اسمه إلى مؤسسه يوسف بن أيوب، وفي مرحلة لاحقة نُسب إلى مُجدِّده الوالي العثماني علي بن يوسف آغا.
هيكل القبة مفتوح من جميع الجوانب، باستثناء الجانب الجنوبي المغلق بجدار. يعتمد على عمودين حجريين ويحتوي على نقشين. [3]

الشكل 8: قبة يوسف [3]

قبة الأرواح

قبة صغيرة تقع في فناء قبة الصخرة. وتستند إلى ثمانية أعمدة رخامية متصلة بثمانية أقواس تحمل طبلة القبة.
يُعتَقَد أنّه قد تمّ بناء القبة خلال القرن السادس عشر الميلادي وتسمى «قبة الأرواح» بسبب موقعها القريب من «بئر الأرواح» الذي يقع تحت قبة الصخرة [2].

الشكل 9: قبة الأرواح

قبة الخليلي

أمر محمد بك حافظ، حاكم القدس العثماني، ببناء هذه القبة في عام 1700 م. تقع القبة إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة وتتكون من غرفتين، إحداهما في الطابق الأرضي والأخرى في الطابق السفلي تحت الأرض. تُعرف هذه القبة أيضًا باسم «قبة الشيخ الخليلي» على اسم شيخ صوفي كان يؤدي الصلاة هناك. وتستخدم القبة اليوم كمكتب للجنة الصندوق الهاشمي لترميم المسجد الأقصى وقبة الصخرة [2].

الشكل 10: قبة الخليلي

قبة عشّاق النبيّ

لترك معلم تذكاري داخل المسجد الأقصى، بنى السلطان العثماني محمود الثاني هذه القبة في الجزء الشمالي من الحرم في عام 1808 م. القبة مصنوعة من مبنى مربع مفتوح من جميع الجوانب وتعلوه قبة صغيرة. يقوم المبنى على أربعة أعمدة حجرية مبنية على منصة أعلى بنصف متر من بقية أراضي الأقصى.
كما أنها معروفة باسم «قبة عشاق النبي» لأن الشيوخ الصوفيين كانوا يجتمعون تحتها للصلاة وذكرِ الله. [2]

وهو آخر مبنى تذكاري يقيمه سلطان عثماني في منطقة الحرم بعد مشاريع السلطان سليمان الكبرى في القرن السادس عشر [3].

الشكل 11: قبة عشّاق النبيّ

القبة النحويّة

أنشأها الملك شرف الدين أبو المنصور عيسى الأيوبي عام 1207م [3]، وخصصها لتدريس النحو وقواعد اللغة العربية [2].

في عام 1213 م أضاف قبة فوقها. يتكون المبنى من غرفتين وممر في المنتصف تعلوه قبتان: تقع القبة الفضية الكبرى فوق الغرفة الغربية، وتقع القبة الصغرى فوق الغرفة الشرقية، بينما سقف الردهة مسطح، ويقع مدخل القبة على جانبها الشمالي ويحيط به عمودان من الرّخام.

ظلت المنشأة مدرسة للغة العربية وقواعد النحو والصرف حتى القرن السابع عشر الميلادي، ولعبت دورًا كبيرًا في المشهد الثقافي والفكري في القدس. خلال القرن الماضي [2]، وتحوّلت إلى مكتبة أثناء الاحتلال البريطاني [3]، تم استخدام القبة كمكتبة للمجلس الأعلى الإسلامي وكمكتب معماري لترميم وإعادة بناء قبة الصخرة. وهي اليوم مكتب القائم بأعمال قاضي القضاة ورئيس مجلس الوقف الإسلامي ومقر لمحكمة الاستئناف الشرعية في القدس [2]

الشكل 12: القبة والمدرسة النحويّة

لقراءة المزيد عن الحرم الشّريف تابع المقال: المسجد الأقصى والحرم الشريف؛ تاريخه، وعناصره المعماريّة

المصادر

  1. madainproject.com – dome of the ascension
  2. haramalaqsa.com – aqsa en jordan final/pdf
  3. madainproject.com – domes of haram al sharif
  4. madainproject.com – dome of the prophet
  5. madainproject.com – dome of malik ashraf musa

المسجد الأقصى والحرم الشّريف؛ تاريخه، وعناصره المعمارية

يعتبر المسجد الأقصى ، الواقع في القدس القديمة، ثالث أقدس مسجد في الإسلام بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة [1][2]، وتعدّ عمارة المسجد مزيجاً من الطرز المعمارية البيزنطية والأموية والعباسية والفاطمية، مما يعكس الفترات المختلفة لبنائه وتجديده [3][4]، وفي هذا المقال، سنتعرف على تاريخ بناء المسجد الأقصى وعناصره المعمارية.

تاريخ المسجد الأقصى

عهد الخلفاء الراشدين

كان أول مسجد تم بناؤه في الموقع في عهد عمر بن الخطّاب عبارة عن هيكل بدائي مبني من دعامات خشبية. تم تشييده عام 636/637 م بعد دخول القوات الإسلامية لمدينة القدس.

الفترة الأموية

خلال العصر الأموي، تم تشييد مبنى جديد موقع مسجد عمر. بادر عبد الملك بن مروان بمشروع المسجد الذي كان قد شُيّد قبل حوالي سبعين عامًا. تم الانتهاء من بناء أول مسجد أموي في الموقع في عهد الوليد ابن عبد الملك بن مروان.

الفترة العباسية

تم تجديد المسجد الأقصى بشكل كبير في عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور لأول مرة. وبعد ذلك، تم تجديد المدخل الرئيسي على نطاق واسع من قبل الخليفة المأمون ثم المهدي من بعده.

الفترة الفاطميّة

تم تنفيذ إعادة بناء أخرى خلال الفترة الفاطمية في القرن الحادي عشر.

بالإضافة للعديد من المباني والإضافات التي تمّ بناؤها خلال الفترتين الأيوبية والمملوكية.

الفترة العثمانية

اهتم العثمانيون كثيرًا بالمسجد القبلي، وخاصة السلطان سليمان القانوني الذي أجرى تجديدًا شاملاً للمبنى، وكذلك السلطان محمود الثاني، والسلطان عبد العزيز، والسلطان عبد الحميد الثاني الذي قام بتأثيث المسجد بالسجاد وزوده بفوانيس جديدة.

العصر الحديث

خلال فترة الانتداب البريطاني، قام المجلس الإسلامي الأعلى ببعض أعمال الترميم في عامي 1922 و 1924 م. تم إجراء أعمال الترميم الأولى في القرن العشرين في عام 1922م، عندما كلف المجلس الإسلامي الأعلى بقيادة أمين الحسيني (مفتي القدس) المهندس التركي أحمد كمال الدين بك بترميم المسجد الأقصى والآثار في محيطه. كما كلف المجلس مهندسين معماريين بريطانيين وخبراء هندسة المصريين ومسؤولين محليين للمساهمة والإشراف على الإصلاحات والإضافات التي تم تنفيذها في 1924-1925 بواسطة كمال الدين.

وقد قامت السلطات الأردنية ببعض أعمال الترميم في أعوام 1952 و 1959 و 1964 م.

وفي عام 1969، كان لا بد من القيام بأعمال ترميم واسعة النطاق، بسبب الأضرار الناجمة عن هجوم حرقٍ متعمَّد. بدأ برنامج الترميم الشامل للقبة المتضررة ولوحاتها، وتم استبدال الغطاء الخارجي المصنوع من الألمنيوم المضلع بالرصاص ليطابق الغطاء الأصلي. تم إبراز الزخارف المرسومة للجزء الداخلي للقبة التي تعود إلى القرن الرابع عشر، والتي كان يُعتقد أنها فُقِدت بشكل لا يمكن إصلاحه، وأعيد بناؤها بالكامل باستخدام تقنية trateggio، وهي طريقة تستخدم الخطوط العمودية الدقيقة للتمييز بين المناطق التي أعيد بناؤها عن تلك الأصلية [5].

بنية المسجد الأقصى

الشكل 1: رسم منظوري يُظهِر الحرم الشريف، ويظهر المسجد الأقصى يمين الصورة، وقبة الصخرة مقابله.

يتألف حرم المسجد الأقصى من العديد من المباني والمكوّنات من مساجد وقباب ومآذن ومدارس وبوّابات وسُبُل ماء وغيرها، ومنها:

المساجد

المسجد القِبليّ

المسجد القبلي المعروف بالمسجد الأقصى، هو أول مبنى شيده المسلمون على الإطلاق في مجمع المسجد الأقصى. عندما دخل المسلمون القدس لأول مرة في عام 638م، كان الموقع مقفرًا حتى قام الخليفة عمر بن الخطاب ومرافقوه بإخراج التراب منه وبنوا عليه مسجداً بسيطًا في الجزء الجنوبي منه بعد مناقشة أفضل موقع لذلك.

لكن المسجد القبلي، كما نعرفه اليوم، بُني لأول مرة من قبل الخليفة الأموي الوليد الذي تابع بناءه بعد وفاة والده عبد الملك بن مروان. ثمّ خضع لأعمال الترميم في الفترتين العباسية والفاطمية.

في العصر الأموي، كان الجامع القبلي يتألف من 15 مجازاً، أوسعها هو الموجود في المنتصف وكان المبنى مغطى بسقف من القرميد وتعلوه قبة في نهاية المجاز الأوسط.
تمّ استخدام المسجد القِبلي كمقرٍّ للصليبيين أثناء احتلالهم للقدس، وبعد تحرير الخليفة الأيوبي صلاح الدين للقدس والمسجد الأقصى عام 1187م . أمر بتجديد المبنى وإعادته إلى حالته السابقة. كما قام بتركيب المنبر الخشبي الذي أمر نور الدين محمود زنكي -ملك مملوكي من السلالة الزنكية- بصنعه في حلب في سورية وأن يوضع بجوار المحراب الرئيسي في المسجد القبلي. [6]

الشكل 2: حرم الصلاة في المسجد القِبليّ -والذي يعرف أيضاً بالمسجد الأقصى
الشكل 3: مسقط المسجد القِبلي وتظهر فيه: A- المدخل، B- درج للأجزاء الواقعة تحت الأرض، C- الدرج المؤدي إلى “مهد المسيح”، 1- قاعة الصّلاة (الحرم)، 2- نافورة، 3- البوابة الشرقية، 4- محراب زكريّا، 5- مسجد الأربعين شهيد، 6- مسجد عمر، 7- المحراب، 8- المنبر، 9- جامع النساء، 10- المتحف الإسلامي، 11- قبة يوسف [6]

مسجد عمر

يقع مسجد عمر في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد الأقصى ويعتبر جزءًا منه، وهو مبنى مستطيل الشكل له مدخلان أحدهما في المسجد القبلي والآخر يطل على باحات الأقصى. ويستخدَم جزءٌ من المسجد اليوم كعيادة طوارئ. [6]

مسجد الأربعين شهيد

غرفة فسيحة تقع في الجزء الشمالي من مسجد عمر، حيث يوجد أحد مدخليه. [6]

الشكل 4: إحدى جلسات الذّكر داخل مسجد الأربعين شهيد

المسجد الأقصى القديم

يقع المسجد الأقصى القديم تحت المجاز المركزي للمسجد القبلي؛ وهو مبنى خطي يمتد من الشمال إلى الجنوب. يمكن الوصول إليه باستخدام درج قديم يقع أمام الممر الخارجي للمسجد القبلي المكون من 18 درجة. ينتهي مبنى الأقصى القديم بباب آخر يسمى «باب النبي» أو «الباب المزدوج». المسجد عبارة عن قبو مسقوف بقبوة اسطوانية يتكون من ثلاثة أقواس أسطوانية تميل نحو الجنوب بسبب الطبيعة الجغرافية لموقع المسجد الأقصى؛ كان في الأصل بمثابة ممر للخلفاء الأمويين الذين يربطون قصورهم بالأقصى، حيث تم بناء القصور بجوار جداره الجنوبي. ومع ذلك، فإن مبنى المسجد القديم الذي تم ترميمه وإعادة افتتاحه من قبل لجنة الأقصى لإعادة إعمار الأماكن المقدسة في عام 1998م هو مبنى أموي. يستضيف المبنى اليوم مكتبة المسجد الأقصى المسماة «المكتبة الختنية» [6].

الشكل 5: مصلى الأقصى القديم

المسجد المرواني

المسجد المرواني أو القبو الشرقي هي قاعة ضخمة تحت الأرض في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد الأقصى. في الأصل كانت تلة شديدة الانحدار، وتم رفع هذه المنطقة من خلال هياكل مختلفة لتكون على نفس مستوى الفناء الشمالي للمسجد الأقصى، حيث أراد المسلمون بناء المسجد القبلي على أسس صلبة. ورغم أن عام البناء المحدد لا يزال غير معروف، فقد تم التأكد من أن المسجد المرواني قد شيد قبل المسجد القبلي [6].

يتكون المسجد من 16 مجازاً تمتدّ على مساحة واسعة، مما يجعله أكبر هيكل منشأ داخل حرم الأقصى مع القدرة على استيعاب أكثر من 6000 مصلي في وقت واحد. يمكن الوصول إليه باستخدام درج حجري متصل ببوابتين ضخمتين إلى الشمال الشرقي من المسجد القبلي. واللتان قد بنيتا بعد تجديد المسجد للسماح لأعداد كبيرة من المصلين والزوار بالدخول والخروج دون أي عوائق، ولتحسين نظام التهوية لأن المبنى يفتقر إلى عدد كاف من النوافذ. [6]

الشكل 6: بوابتا المسجد المرواني من الخارج
الشكل 7: حرم الصلاة في المسجد المرواني

جامع النساء

يعود للفترة الأيوبية ويمتد من الجدار الغربي للأقصى إلى ركنه الجنوبي الغربي.

خلال العقود الثلاثة الماضية تم تقسيم المبنى إلى ثلاثة أقسام:
(1) القسم الجنوبي الغربي، الذي يستخدم كقاعة جنوبية للمتحف الإسلامي.
(2) القسم المركزي، الذي كان بمثابة المكتبة الرئيسية للأقصى قبل نقله إلى المسجد الأقصى القديم.
(3) القسم الشرقي المجاور للمسجد القبلي ويستخدم كمستودع للوقف الإسلامي. [6]

الشكل 8: جامع النساء

جامع المغاربة

يقع هذا المسجد القديم في الجزء الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى بجوار باب المغاربة (الجدار الغربي).
تم بناؤه خلال القرن الثالث عشر الميلادي ويعود لالعصر الأيوبي؛ ومع ذلك، فإن عام البناء المحدد واسم مؤسسه لا يزالان غير معروفين.
كان المسجد في الماضي مخصصًا لأتباع مدرسة المالكي للفقه. وهو يستخدم الآن كقاعة غربية للمتحف الإسلامي حيث يتم عرض عدد من القطع التاريخية الإسلامية والآثار. [6]

مسجد البُراق

تم بناء مسجد البراق بجوار حائط البراق. يطلق عليه هذا الاسم بسبب خاتم مسمَّر على جداره يعتقد المسلمون أن النبي محمد (ص) استخدمه لربط البراق الذي نقله من مكة إلى القدس في رحلة ليلة «الإسراء والمعراج» . تقع البوابة الرئيسية لمسجد البراق في الحائط الغربي للأقصى، ولكنها مغلقة بشكل دائم.
ومع ذلك، لا يزال المسجد مفتوحًا للصلاة حيث يمكن للمصلين استخدام مدخل آخر يقع في الممر الغربي للأقصى. [6]

الشكل 9: مسجد البراق الشريف

مهد عيسى

مسجد مهد عيسى (يشار إليه أيضًا باسم «مسجد المسيح») هو قبة صغيرة بنيت في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في عام 1898 م، وتقع بجوار منتصف درج في الزاوية الجنوبية الشرقية من المصلى المرواني. تتكون من قبة مبنية على أربعة أعمدة حجرية تم بناؤها فوق حوض حجري يسمى «مهد عيسى»، ربما تم بناؤه خلال العصر العباسي أو الفاطمي. على الرغم من اسم المسجد، لا يوجد دليل في التقاليد الإسلامية يضع المسيح في هذا الموقع. وعلاوة على ذلك، فقد أصدر رجال الدين المسيحيون في القدس بيانا أعلنوا فيه أن المسيحيين ليس لديهم أي آثار أو أماكن مقدسة في أي مكان داخل المسجد الأقصى. [6]

الشكل 10: مهد عيسى

القباب

قبة الصخرة

الشكل 11: قبة الصخرة وقبة السلسلة

بنيت قبة الصخرة بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بين عامي 688 – 691 م [7]. وتعدّ من أولى المباني الإسلامية على الإطلاق. بنيت لتكون نقطة محورية دينية لحلفاء الخليفة الأموي. إذ إن منطقة الحجاز (مكة المكرمة والكعبة المشرفة) آنذاك لم تكن تحت سيطرة الدولة الأموية. [8]

إن بنية المنشأة وقبتها التي نراها اليوم لا تزال محافظةً على شكلها الأصلي. حيث تتميز بمسقط مثمن الشكل. يسقف مركزه بقبة ذات قطر 20 م تقريبًا، مرفوعة على رقبة محمولة على 4 دعامات و12 عمود[9]. تحتوي هذه الدائرة في مركزها على الصخرة المشرفة [8]. ويحيط بالدائرة رواق مثمن الشكل مؤلف من 8 دعامات و16 عمود. وتشكل الجدران الخارجية شكلًا مثمنًا بطول 18م وبارتفاع 11م لكلّ جدار. بينما تشكّل الجدران الخارجية مع الرواق الداخلي ومع أعمدة القبة ممرين يدوران حول الصخرة المشرفة. [9] تحتوي كل من الرقبة التي تحمل القبة والجدران الخارجية على نوافذ عدّة.

تحتوي كل من الجدران الخارجية الأربعة المواجهة للجهات الرئيسية الأربع (شمال، جنوب، شرق، غرب) على باب. وتغطى الواجهات الخارجية بألواح من الرخام في الأسفل وبلاطات خزفية من الأعلى. تعود هذه البلاطات لعهد السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي أمر باستبدال الفسيفساء الزجاجية الأصلية في الفترة الواقعة بين عامي 1545و 1552م. كما جددت الألواح الرخامية عدة مرات. [10]

قبة السلسلة

تعتبر قبة السلسلة منشأة مشابهة لقبة الصخرة، غير أنها أصغر حجمًا. تقع شرق قبة الصخرة مباشرةً، وتتميز بمسقط مشابه مثمن الشكل، مسقوف بقبة، ومفتوح الجوانب. [11] بنيت من قبل الأمويين، وحولت إلى كنيسة صغيرة أثناء الحملات الصليبية. ثم أعاد الأيوبيون تحويلها إلى مصلى. ورممت من قبل الممالي العثمانيين. ورممت حديثًا من قبل المملكة الأردنية الهاشمية. ويذكر أنّ قطر قبة السلسلة 14م. [12]

بالإضافة إلى العديد من القباب الموجودة داخل الحرم الشريف مثل قبّة المعراج وقبة سليمان وقبة موسى وقبة يوسف آغا والكثير غيرها.

المآذن

مئذنة باب الغوانمة

قام القاضي الأيوبي شرف الدين بن عبد الرحمن بن الصاحب ببناء مئذنة بوابة بني غانم في 1297 ميلادية في عهد السلطان حسام الدين لجين. وهي مئذنة مربعة المسقط تقع بالقرب من بوابة بني غانم وتعتبر الأكثر تزيينًا من بين مآذن الأقصى. وهي أعلى مئذنة داخل الأقصى بارتفاعٍ يساوي 38.5 مترًا، ويوجد بداخلها درجٌ مكوّنٌ من 120 درجة.

أدى النفق الغربي الذي حفرته قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى إضعاف أساسات المئذنة، مما تطلب تجديدها في عام 2001م. [6]

الشكل 12: مئذنة باب الغوانمة

مئذنة باب المغاربة

قام القاضي المملوكي شرف الدين بن فخر الدين الخليلي ببناء مئذنة باب المغاربة في عام 1278 م بجوار باب المغاربة. المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 23 مترًا هي أقصر مئذنة داخل المسجد الأقصى وتنتصب بدون أي تكون لها أيّ أساسات. تضرر الجزء العلوي من المئذنة في الزلزال الذي ضرب القدس عام 1922 ميلادية وتم إصلاحه من قبل المجلس الأعلى الإسلامي الذي أكمله بقبة، تمّت تغطتيها لاحقًا بصفائح من الرصاص من قبل الصندوق الهاشمي لترميم المسجد الأقصى وقبة الصخرة. [6]

الشكل 12: مئذنة باب المغاربة بواسطة المصور معتز توفيق اغبارية – عمل شخصي

مئذنة باب الأسباط/ مئذنة الصلاحية

تم بناء مئذنة باب الأسباط لأول مرة من قبل محافظ القدس سيف الدين قطلو باشا خلال عهد السلطان المملوكي الأشرف شعبان بجوار باب الأسباط، كما تسمّى المئذنة الصلاحية لوقوعها في جهة المدرسة الصلاحية الواقعة خارج الحرم الشريف [13]. كانت مئذنة مربعة الشكل حتى أمر العثمانيون بإعادة بنائها في عام 1599م في عهد السلطان محمد الثالث، مما يجعلها المئذنة الوحيدة ذات الشكل الأسطواني داخل الحرم الشريف. تم تجديد مئذنة االأسباط مرتين، الأولى في عام 1927م بعد تعرضها لأضرار بسبب زلزال، ثم في عام 1967م بعد تعرضها لأضرار بسبب الغارات الإسرائيلية.
أعادت لجنة المسجد الأقصى بناء المئذنة وغطت قبتها بألواح من الرصاص. [6]

الشكل 13: مئذنة باب الأسباط بواسطة المصور معتز توفيق اغبارية – عمل شخصي

مئذنة باب السلسلة

قام الأميرسيف الدين تنكز الناصري الحاكم المملوكي على الشام ببناء هذه المئذنة فوق الممر الشمالي للأقصى عام 1329 م بجوار باب السلسلة.
يمكن الوصول إلى المئذنة ذات المسقط المربع من خلال مدرسة الأشرفية باستخدام درج 80 درجة. وهي مبنية على قاعدة مربعة وتعلوها شرفة مغطاة على مجموعة من الأعمدة الحجرية. تم ترميم المئذنة من قبل المجلس الإسلامي الأعلى في عام 1922م بعد أن تضررت بسبب زلزال.

منعت القوات الإسرائيلية المسلمين من دخول واستخدام هذه المئذنة “لحماية المصلين اليهود” عند حائط البراق («الحائط الغربي»)، الذي تطل عليه المئذنة. [6]

الشكل 14: مئذنة باب السلسلة بواسطة المصور معتز توفيق اغبارية – عمل شخصي

حائط البراق

يمثل حائط البراق الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد الأقصى، ويبلغ طوله حوالي 50 مترًا وارتفاعه حوالي 20 مترًا. وهو جزء من المسجد الأقصى ويعتبر من الممتلكات الإسلامية حيث أنه وفقًا لما ذُكر في التقاليد الإسلامية، فهو الجدار الذي ربط فيه النبي محمد (ص) البراقَ قبل أن يصعد إلى الجنة في رحلته من مكة إلى القدس (الإسراء والمعراج).
يطلق عليه الإسرائيليون اسم «حائط المبكى» أو «الحائط الغربي» أو «الكوتل»، ويدعون أنه الجزء المتبقي من هيكل سليمان.
في عام 1930، أكدت لجنة التحقيق البريطانية لتحديد الحقوق والمطالبات للمسلمين واليهود فيما يتعلق بحائط البراق أن الجدار ومعظم المنطقة المحيطة به تشكل ممتلكات للوقف الإسلامي.

تم إنشاء الساحة الواقعة اليوم أمام الجدار بعد الغزو الإسرائيلي للمدينة عام 1967م وشمل ذلك هدم حيي المغاربة بأكمله، مما جعل المئات من أبناء الحيّ بدون مأوى. [6]

الشكل 14: حائط البراق

لقراءة المزيد عن الحرم القدسي الشريف، تابع المقال: سلسلة العمارة الإسلامية: قباب الحرم القدسي الشريف

المصادر

  1. zamzam.com – history of al Aqsa
  2. middleeasteye.net – palestine al-Aqsa
  3. usnews.com – where is al aqsa mosque and why is it so important in Islam
  4. britannica.com – Al Aqsa Mosque
  5. madainproject.com – al aqsa mosque
  6. haramalaqsa.com
  7. Dome of the Rock (BiblePlaces.com)
  8. The Dome of the Rock (Qubbat al-Sakhra) – Smarthistory
  9. Dome of the Rock – Madain Project (en)
  10. Dome of the Rock – Discover Islamic Art – Virtual Museum
  11. Dictionary of Islamic Architecture (pdf)
  12. Dome of the Chain – Madain Project (en)
  13. alqudsgateway.ps

العمارة الإسلامية في عهد الدولة الأموية (661-750م)

أسس الأمويون أولى الدول الإسلامية متخذين دمشق عاصمة لها، ووصل الإسلام تحت قيادتهم إلى معظم الأجزاء المكونة للعالم الإسلامي حالياً. حكمت الخلافة الأموية من دمشق [1] وامتدت خلال فترات ازدهارها إلى الساحل الأطلسي في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية غرباً، وإلى آسيا الوسطى شرقاً، وإلى اليمن جنوباً. [2]

الشكل 1: امتداد الدولة الأموية

وتوجد معظم المباني المحفوظة من تلك الفترة في سوريا وفلسطين، وقد تبنى الأمويون طرق البناء الخاصة بالإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية، حيث كان التأثير البيزنطي على العمارة الأموية أكبر من غيره بسبب وجود مركز الخلافة الأموية في سوريا، إلا أن العناصر ساسانية المنشأ أصبحت متزايدة الأهمية، وفي بداية عهد الدولة الأموية تم الاستحواذ على مبانٍ بيزنطية أو رومانية بدون إجراء أية تعديلات عليها أو بإجراء تعديلات طفيفة. [2]

أنواع المباني والمنشآت التي تم بناؤها خلال فترة الخلافة الأموية

تعتبر المساجد والقصور والمدن أكثر مشاريع البناء التي تم تنفيذها في الفترة الأموية أهمية، حيث شكّلت المساجد عنصرًا مهمًّا في توسيع حدود الدولة الإسلامية ونشر الإسلام، لكن سرعة الفتوح الإسلامية عنت أنّ بعض هذه المساجد كانت عبارة عن منشآت مؤقتة أو كنائس تمّ تحويلها إلى مساجد. وتمّ بناء مدن جديدة لتحقيق أغراض معينة مثل الحاجة لمركز إداري. أما أكثر المنشآت تمييزاً لهذه الفترة هي “القصور الصحراوية” أو “القصور الأموية” والتي بنيت في البادية كمساكن للخلفاء والأمراء. [2]وقد كانت المساجد منشآت بالغة الأهمية أثناء الفترات المبكرة للخلافة الإسلامية حيث شكّلت مكانًا للاجتماع وإذاعة الأنباء المهمة، وقد تطوّر نمطان لتقاليد بناء المساجد ففي سوريا تم تحويل الكنائس إلى مساجد، بينما تطوّرت المساجد في العراق من فراغات مغلقة ذات مسقط مربع إلى ذات سقف محمول على أعمدة. ويعدّ أقدم المباني الإسلامية في الجزء الغربي من الدولة الأموية هو قبة الصخرة.[2]

قبة الصخرة في القدس

أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بين عامي 688-691م [3] وتقع ضمن الحرم الشريف في موقع المعبد اليهودي الذي تم تدميره أثناء الحصار الروماني على القدس في عام 70م [4]، وبسبب موقعها على أرض صخرية لم تتضرر بشكل ملحوظ خلال الزلازل العديدة التي أصابت المنطقة [3].

الشكل 2: قبة الصخرة في القدس

تتميز قبة الصخرة بمسقط مثمن الشكل وقبة ذات قطر يبلغ حوالي 20م تقريباً مرفوعة على رقبة محملة على 4 دعامات و12 عمود [4]، وتحتوي في مركزها على الصخرة المشرفة [5]، ويحيط بالدائرة الداخلية المحيطة بالصخرة رواق مثمن الشكل مكون من 8 دعامات و16 عمود. [4]

الشكل 3: مسقط قبة الصخرة

لا تحتوي لوحات الفسيفساء التي تزين قبة الصخرة من الداخل والخارج على أي تصوير لبشر أو حيوانات. ونرى عوضاً عنها زحارف نباتية وأوعية وتيجان مجنحة ساسانية المنشأ [6]. ولكلّ جدار من الجدران الخارجية الأربعة المواجهة للجهات الرئيسية الأربع باب [7]. وخضعت قبة الصخرة للعديد من التعديلات والإصلاحات التي كان آخرها تجديد الصفائح الذهبية التي تغطي القبة في عام 1993م. [2]

الشكل 4: إحدى لوحات الفسيفساء التي تزين قبة الصخرة من الداخل والتي تظهر الزخارف ساسانية المنشأ.

الجامع الأموي في دمشق

أكثر المباني أهمية بالنسبة لتطوّر المساجد في العهد الأموي هو الجامع الكبير في دمشق [2].

قام الخليفة الأموي الوليد الأول بتحويل كنيسة يوحنا المعمدان في دمشق إلى جامع وذلك لاستيعاب الأعداد المتزادية من المسلمين.

تم بناء الجامع بمسقط مستطيل بأبعاد 157×100م، وهو مؤلف من قسمين، الباحة الخارجية التي تسمى الصحن، وقاعة الصلاة التي تسمى الحرم. [8]

يتألف حرم الجامع الأموي من ثلاثة مجازات مسقوفة بأسقف جملونية [9] ويقطع هذه المجازات في مركزها بشكل عرضي مجاز قاطع تعلوه قبة [10] وتزيّن واجهته الرئيسية التي تعتبر مدخل الحرم بالفسيفساء [11]. ويحتوي الجامع الأموي على مئذنة العروس، أولى المآذن في الإسلام.

الشكل 5: الجامع الأموي في دمشق
الشكل 6: مسقط الجامع الأموي

مئذنة العروس

بعد تحويل الخليفة الأموي الوليد للكنيسة الكبرى في دمشق إلى جامع، أمر ببناء برج على الجدار الشمالي للجامع، وأطلق عليه اسم مئذنة العروس التي تعتبر أول مئذنة في الإسلام إلا أن فكرة المئذنة قد تمّ تطبيقها بشكل أبسط سابقًا حيث قام الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان بإنشاء أربعة صوامع أو أبراج عند توسيع جامع عمرو بن العاص في مصر مقتبساً الفكرة من أبراج الكنائس الموجودة في دمشق [12].

الشكل 7: مئذنة العروس بشكلها الحالي بعدسة الفنان السوري أحمد مادون (1948-1988)

المحراب

أحد أهم العناصر التي تمت إضافتها أثناء الفترة الأموية بالإضافة إلى المئذنة هو المحراب، وهو ركن يوجد في جدار القبلة لكل مسجد. ويختلف حجم المحراب بين مسجد وآخر ولكنها عادةً ما تكون مزخرفة.

نشأ المحراب في عهد الخليفة الوليد الأول (705-715م) وتم اقتباس شكل المحراب من أركان الصلاة التي كانت تتم عند إلقاء الخطب من قبل الرهبان المسيحيين الأقباط. ودائمًا ما يوجد المحراب في الجدار الذي يقع باتجاه مكة المكرمة [13].

الشكل 8: محراب الجامع الأموي في دمشق

القصور الأموية

بالنسبة للمباني غير الدينية فإن أهم المنشآت التي تم بناؤها خلال الفترة الأموية هي القصور الصحراوية في بلاد الشام.

في حين أن بعض هذه المنشآت مباني مبنية حديثًا في تلك الفترة، فإن بعضها الآخر مكوّن من حصون رومانية أو بيزنطية تمّ تحويلها لتلبية حاجات الحكام الجدد، والجدير بالذكر أن معظم هذه القصور قد تمّ هجرها بعد سقوط الدولة الأموية ولا تزال صروحاً تدلّ على الثروة وعلى أساليب البناء الخاصة بالعمارة الأموية [2].

مدينة عنجر

تقع على بعد 58كم شرق بيروت [14] في نقطة التقاء طريقين تجاريين مهمين، وهي مستطيلة الشكل بأبعاد 305×385م وتحاط بسور مرتفع وبـ 40 برج (36 برج نصف دائري متصل بجدران السور بالإضافة إلى برج في كل من الزوايا الأربع).

يقطع المدينة شارعان في محوريها، محور رئيسي باتجاه شمال-جنوب، ومحور أقل أهمية باتجاه شرق-غرب، يقسمانها إلى أربعة أرباع متساوية، حيث يقع قصر الخليفة الكبير والمسجد في الربع الجنوبي-الشرقي في المدينة. ويشغلان القسم الأكثر ارتفاعًا، في حين أن القصور الأصغر والحمامات تقع في الربع الشمالي-الشرقي، وتوزّع الوظائف الثانوية والمناطق السكنية في الربعين الشمالي-الغربي والجنوبي-الغربي [15].

الشكل 9: واجهة قصر الخليفة بعد أن تم ترميمها بشكل جزئي
الشكل 10: مخطط المدينة ويظهر به: 1- قصر الخليفة الكبير، 2- المسجد، 3-القصر الثاني، 4-حمام ومسجد ثاني، 5-منطقة سكنية، 6-شارع رئيسي، 7- شارع ثانوي، 8-تقاطع الشارعين والتترابيل، 9-بوابات المدينة

مواد البناء المستخدمة في العمارة الأموية

إن أكثر مواد البناء استخدامًا في الفترة الأموية هي الحجارة والخشب والقرميد، حيث تم بناء معظم المباني في سوريا باستخدام حجارة مقطّعة، وغالبًا ما كانت تتصف الحجارة المقطّعة الأموية بالجودة العالية وبأطرافها المستقيمة الحادة وبشدة ربطها ببعضها وبحجمها الكبير منتجةً بذلك مباني لا يوجد مثيل لعظمتها في تلك الفترة، باستثناء الحجارة البازلتية التي تعدّ غير مناسبة لسقف مساحات كبيرة حيث لا يمكن استخدامها في الأسقف إلا في المجازات الصغيرة نسبياً وباستخدام قبوات أسطوانية.

وبشكلٍ عام فإن العمارة الأموية قد تجنبت مشكلة تقاطع القبوات حيث أن معظم المباني كانت مؤلفة من وحدات صغيرة متجمعة أو تمّ سقفها باستخدام الأخشاب، ففي سوريا، تمّ استخدام الأخشاب التي كان يتم استيرادها من غابات لبنان في سقف المباني، وكانت الأسقف الخشبية إما قليلة السماكة ومدعّمة بأعمدة وشدادات خشبية كما في الجامع الأموي في دمشق، أو بشكل قباب خشبية كما في قبة الصخرة. كما تم استخدام الأخشاب أيضاً في أعمال البناء وفي الأعمدة وفي فرش المساجد [2].

على الرغم من أن العمارة التي تستخدم القرميد كانت شائعة في كلّ من الإمبراطوريتين البيزنطية والساسانية إلا أن استخدامها في العمارة الأموية كان محدودًا ضمن القسم الشرقي للدولة الأموية حيث أن توافر الحجارة المناسبة في سوريا أغنى عن استخدام القرميد حتى في الفترة البيزنطية. [2]

أما في العراق فقد تم استخدام القرميد المشوي والقرميد المصنوع من الطين بشكل واسع. وغالبًا ما تمّ استخدام القرميد المشوي في الأعمدة والقبوات والأجزاء السفلية من الجدران. بينما تم استخدام القرميد المصنوع من الطين في الأجزاء العلوية من الجدران. [2]

فن الزخرفة والتزيين في العمارة الأموية

على الرغم من أن معظم لوحات الفسيفساء الأموية قد صنعت من قبل حرفيين بيزنطيين. فإن الزخارف التي تم استخدامها تشير إلى التأثير الإسلامي في هذا الفن. وأقدم لوحات الفسيفساء الإسلامية هي تلك التي توجد في قبة الصخرة. والتي تتألف من قطع ذهبية ومتعددة الألوان تمثل نقوشاً لجواهر ملكية بيزنطية وساسانية.

يحتوي الجامع الأموي في دمشق على فسيفساء بالغة الأهمية تمثّل مدينة خالية من الناس. وذلك بسبب حظر تصوير البشر والحيوانات في الفن الإسلامي. لكن يوجد في بعض القصور الصحراوية لوحات فسيفساء تصوّر فيها حيوانات كما في خربة المفجر. [2]

الشكل 11: فسيفساء تصوّر غزلان وأسدًا في خربة المفجر.
الشكل 12: الفسيفساء التي تغطي أرضية الحمام في قصر الخليفة في مدينة عنجر

إضافة إلى لوحات الفسيفساء، احتوت معظم القصور الأموية على لوحات جصيّة على الجدران والأرضيات والتي قام بعضها بتصوير حيوانات أو بشر. [2]

قامت ثورة ضد الأمويين في خراسان عام 747م وانتشرت خلال وقت قصير في القسم الشرقي من الدولة. وفي عام 750م تمت هزيمة الأمويين على يد العباسيين الذين كان مركز الخلافة الخاص بهم في العراق. ولم يبق من الأمويين إلا من هربوا إلى الأندلس حيث استمرت السلالة بالحكم حتى عام 1051م.

المصادر

  1. Muslim Architecture under The Umayyad Patronage (661-750AD) – Foundation of Science Technology and Civilisation
  2. Dictionary of Islamic Architecture.pdf
  3. Dome of the Rock (BiblePlaces.com)
  4. madainproject.com/dome of the rock
  5. The Dome of the Rock (Qubbat al-Sakhra) – Smarthistory
  6. The Dome of the Rock (Qubbat al-Sakhra) (article) _ Khan Academy
  7. Dome of the Rock – Discover Islamic Art – Virtual Museum
  8. muslimheritage.com/great ummayad mosque
  9. Umayyad mosque-Damascus/3dvirtual tour
  10. britannica/Great Mosque of Damascus
  11. Umayyad Mosque in Damascus – The Byzantine Legacy
  12. The Origin and History of the Minaret (jstor.org)
  13. Mihrab – Islamic Architecture -Britannica
  14. Anjar – Umayyad Route
  15. Anjar – UNESCO World Heritage Centre

قبة الصخرة ما بين الماضي والحاضر

تعد قبة الصخرة من أشهر الصروح التي تميّز العمارة الإسلامية، ومن أبرز رموز فلسطين المحتلة. فمن منا لا يعرف قبة الصخرة الذهبية؟ لنتعرف معًا على تاريخها وعلى عناصرها المعمارية.

بناء وموقع قبة الصخرة

بنيت قبة الصخرة بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بين عامي 688 – 691 م [1]. وتعدّ من أولى المباني الإسلامية على الإطلاق. بنيت لتكون نقطة محورية دينية لحلفاء الخليفة الأموي. إذ إن منطقة الحجاز (مكة المكرمة والكعبة المشرفة) آنذاك لم تكن تحت سيطرة الدولة الأموية. [2]

تقع القبة ضمن الحرم الشريف [2] في موقع المعبد اليهودي الذي تم تدميره أثناء الحصار الروماني للقدس في عام 70م. [3] وبسبب موقعها على أرض صخرية لم تتضرر بشكل ملحوظ إثر الزلازل العديدة التي أصابت المنطقة. [1]

الشكل 1: موقع قبة الصخرة ضمن الحرم الشريف

البنية المعمارية لقبة الصخرة

إن بنية المنشأة وقبتها التي نراها اليوم لا تزال محافظةً على شكلها الأصلي. حيث تتميز بمسقط مثمن الشكل. يسقف مركزه بقبة ذات قطر 20 م تقريبًا، مرفوعة على رقبة محمولة على 4 دعامات و12 عمود[3]. تحتوي هذه الدائرة في مركزها على الصخرة المشرفة [2]. ويحيط بالدائرة رواق مثمن الشكل مؤلف من 8 دعامات و16 عمود. وتشكل الجدران الخارجية شكلًا مثمنًا بطول 18م وبارتفاع 11م لكلّ جدار. بينما تشكّل الجدران الخارجية مع الرواق الداخلي ومع أعمدة القبة ممرين يدوران حول الصخرة المشرفة. [3] تحتوي كل من الرقبة التي تحمل القبة والجدران الخارجية على نوافذ عدّة.

تحتوي كل من الجدران الخارجية الأربعة المواجهة للجهات الرئيسية الأربع (شمال، جنوب، شرق، غرب) على باب. وتغطى الواجهات الخارجية بألواح من الرخام في الأسفل وبلاطات خزفية من الأعلى. تعود هذه البلاطات لعهد السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي أمر باستبدال الفسيفساء الزجاجية الأصلية في الفترة الواقعة بين عامي 1545و 1552م. كما جددت الألواح الرخامية عدة مرات. [6]

الشكل 2: مسقط قبة الصخرة من رسم المؤرخ البريطاني كريزويل
الشكل 3: الصخرة المشرفة والأروقة المحيطة بها

الفسيفساء

أصبحت الفسيفساء التي تزّين الجدران والأسقف منتشرة بشكل كبير في الفترة القديمة المتأخرة (حوالي 300- 800م). وأصبحت تزيّن عددًا كبيرًا من الكنائس البيزنطية، ككنسية سان فيتالي في روما، وآيا صوفيا في اسطنبول. ولا تحتوي لوحات الفسيفساء في قبة الصخرة على أية تصوير لبشر أو حيوانات. وعوضًا عنها نرى زخارف نباتية وأوعية وتيجان مجنحة تشبة تلك التي كان يرتديها الملوك الساسانيون. [4]

وعلى الرغم من استخدام آيات قرآنية للتزيين، فإن العناصر المعمارية والتزيينية متأثرة كثيرًا بتقاليد البناء البيزنطية المسيحية. [5]

الشكل 4: نموذج من الفسيفساء التي تزين قبة الصخرة من الداخل
الشكل 5: البلاطات الخزفية التي تزين الجدران الخارجية

تعديلات وتحسينات طرأت على قبة الصخرة

خضعت المنشأة لتعديلات مع تعاقب الفترات الإسلامية التي حكمت القدس، بمن فيهم العباسيون والفاطميون والأيوبيون. وخلال الحملات الصليبية، كانت الصخرة محاطة بحاجز من الحديد المطاوع، واستبدله الأيوبيون بالحاجز الخشبي الذي يحيط بالصخرة اليوم. ولعلّ من أهم عمليات الترميم، تلك التي أمر بها السلطان العثماني سليمان القانوني في القرن 16م. إذ استبدلت الفسيفساء الخارجية ببلاطات خزفية ملونة. [7] وفي القرن العشرين (1968م) [8]، تم إصلاح الزخارف الداخلية والخارجية التالفة واستبدالها. وزوِّدت القبة بغطاء ذهبي جديد. [7]وكذلك تم تجديد الصفائح الذهبية التي تغطي القبة في عام 1993م. [8]

قبة السلسلة

تعتبر قبة السلسلة منشأة مشابهة لقبة الصخرة، غير أنها أصغر حجمًا. تقع شرق قبة الصخرة مباشرةً، وتتميز بمسقط مشابه مثمن الشكل، مسقوف بقبة، ومفتوح الجوانب. [8] بنيت من قبل الأمويين، وحولت إلى كنيسة صغيرة أثناء الحملات الصليبية. ثم أعاد الأيوبيون تحويلها إلى مصلى. ورممت من قبل الممالي العثمانيين. ورممت حديثًا من قبل المملكة الأردنية الهاشمية. إن قطر قبة السلسلة 14م، وهذا يجعلها ثالث أكبر منشآت الحرم الشريف بعد المسجد الأقصى وقبة الصخرة. [9]

الشكل 6: قبة الصخرة وقبة السلسلة

بئر الأرواح

هو كهف طبيعي ومن صنع الإنسان بشكل جزئي. يوجد داخل الصخرة الأساسية تحت قبّة الصخرة. وعرِف خلال فترة الحملات الصليبية باسم «قدس الأقداس – The Holy of Holies». يبدو سقف الكهف طبيعيًا، بينما رصِفت أرضيته بالرخام وغطِيت بالسجاد.

يقع مدخله في الجهة الجنوبية الغربية من البناء، ويحتوي على أربعة محاريب؛ محراب إبراهيم، ومحراب خضر، ومحراب داوود، ومحراب سليمان.

الشكل 7: مدخل بئر الأرواح
الشكل 8: بئر الأرواح من الداخل ويظهر في الصورة محراب سليمان

المصادر

  1. Dome of the Rock (BiblePlaces.com)
  2. The Dome of the Rock (Qubbat al-Sakhra) – Smarthistory
  3. Dome of the Rock – Madain Project (en)
  4. The Dome of the Rock (Qubbat al-Sakhra) (article) _ Khan Academy
  5. The Dome of the Rock _ The Metropolitan Museum of Art
  6. Dome of the Rock – Discover Islamic Art – Virtual Museum
  7. Dome of the Rock – Britannica
  8. Dictionary of Islamic Architecture (pdf)
  9. Dome of the Chain – Madain Project (en)
  10. Well of Souls (Temple Mount) – Madain Project (en)
Exit mobile version