لماذا نشعر بالملل؟ وكيف ننتصر عليه؟

لماذا نشعر بالملل؟ وكيف ننتصر عليه؟

رفع الشاب حقيبة الظهر السوداء فوق ظهره وخرج من أمام شباك التذاكر واضعا تذكرته في جيب سترته، وانطلق مسرعا للحاق بالقطار، وما هي إلا دقائق حتى وصل لمقعده بجواري. وضع حقيبته ثم تهيأ معتدلا في جلسته، ونظر للأمام لنصف دقيقة في سكون أعقبه ملامح الشعور بالملل. أكره مثله ساعات السفر الطويلة وخاصة عندما علمت بانتهاء شحن هاتفي المحمول. لقد أصبحنا سجناء كراسينا تحت رحمة هذا القطار ولساعات. حاولت الانشغال بوجوه المسافرين حولنا. يبدو علينا جميعا الشعور بالملل، أليس كذلك؟ فجأة طرأ في ذهني ذلك السؤال، لماذا نشعر بالملل؟ وما هو بالأساس؟ وكيف ننتصر عليه؟ لا أعلم عزيزي القارئ ما إذا كان الملل هو الداعي لهذا السؤال أم هو الرغبة في المعرفة، ولكن لا شك أننا جميعا نشعر بالملل ونمر بمثل هذا الموقف، لذا دعنا نكتشف الأمر.

ما هو الملل؟

اقترح مقال بحثي منشور عام ٢٠١٢ في Educational Psychology Review أن الملل عبارة عن نقص في الإثارة العصبية يصحبه شعور مختلط من عدم الرضا والغضب أو عدم الاهتمام.

يشعر ٩١ إلى ٩٨٪ من الشباب بالملل بشكل يومي، ويظهر لدى الذكور أكثر من الإناث. فكلما ارتفعت نسب الملل، صاحبها ارتفاع مخاطر معاقرة الخمور وإدمان المخدرات وهو ما عبر عنه الفيلسوف الألماني كريكيغارد قائلا عن الملل: “هو أصل كل الشرور”. يتفق معظم البشر على أن الملل شعور سلبي.

هل يختلف الملل عن اللا مبالاة أو الاكتئاب؟

بالتأكيد يختلف عن اللا مبالاة، إذ أن الملل يدفعنا للقضاء عليه في أسرع وقت. كما أنه يختلف عن الاكتئاب، فهو ناجم عن ظروف خارجية محيطة بنا. اقرأ أيضًا: الفارق بين الحزن والاكتئاب في هذا المقال.

لماذا نشعر بالملل؟

وفقا للدراسات، هناك سبعة أسباب للملل:

أولا، الرتابة:

أول المتهمين قد يكون هو الإرهاق العقلي، إذ أن أي مهمة متوقعة ومتكررة ستقودك مباشرة إلى الملل. فالكثير من الشيء ذاته سيشعرك بالاكتفاء، ثم تفقد اهتمامك به تماما (Toohey, 2012)، إلى أن تمارسه بملل مثل المهام المنزلية اليومية.

ثانيا، قلة الأحداث:

قد يضعك أحدهم يوما ما أمام مهمة قليلة الأحداث والمتغيرات، مثل مراقبة كاميرا ما، وشعورك بالملل طبيعي تماما، فمئات الساعات تمر بسلام دون أي حادث يستحق المراقبة. المهمة هنا قليلة الأحداث وبلا أي متغيرات حقيقية تتناسب مع عقولنا المتحفزة فهل تتوقع أن استقلال وسيلة مواصلات طويلة أو انتظار دورك في الطوابير قد يكون أمر مثير؟ بالتأكيد لن يكون، لكن لا تتعجب أيضا إذا عرفت أن ممارستك لمهمة صعبة وسريعة المتغيرات قد يقودك للنقيض وهو الشعور بالقلق.

ثالثا، الحاجة إلى الجديد:

بعضنا قد يكون مختلف بعض الشيء، مثل أولئك الذين يمارسون الرياضات الخطرة أو من اعتادوا على المخاطر في حياتهم المهنية. من الطبيعي أن يشعر هؤلاء ببطء الحياة من حولهم مقارنة بما اعتادوا أن يمارسوه. هم يحتاجون إلى ممارسة شيء جديد على نفس المستوى من الخطر والإثارة كي تنتبه حواسهم. وهو ما يفسر أيضا سبب تعرض الأشخاص الاجتماعيين والمنفتحين للملل أكثر من الانطوائيين. فيدفعهم ذلك لخوض المزيد من المغامرات للقضاء على الملل.

رابعا، منح الاهتمام:

هل فكرت مسبقا أنك قد تكون مصاب بمشكلة صحية تتسبب في شعورك بالملل؟ نعم، وفقا للأبحاث فالمصابون بفرط الحركة وضعف التركيز والانتباه أكثر عرضه للملل من غيرهم. فلا يمكن أن تهتم بشيء يصعب أن تنتبه إليه.

خامسا، الوعي العاطفي:

ربما ينقصك الوعي الذاتي اللازم. فبعض من يشعرون بالملل هم أشخاص غير قادرين على تحديد ما يريدون أو ما يرغبون فيه. غياب قدرتك على تحديد ما يسعدك قد يتسبب في شعورك بالملل. لذلك ينصح بتحديد الأهداف المنطقية المناسبة لرغباتك وما يشعرك بالسعادة. (Eastwood, 2012)

سادسا، غياب الإرادة:

فترة المراهقة هي أكثر فترات الشعور بالملل، أليس كذلك؟ تبدو تلك الحقيقة قاسية ومجربة، فكلنا قد شعرنا بها في حيواتنا. يعود الأمر إلى غياب تحكمنا في سير الأحداث من حولنا. إذ نشعر بأننا محتجزين وعالقين في حياة لا نرغب فيها ونريد تغييرها بأي شكل. نريد السيطرة الكاملة والحرية. نريد أن نفعل ما نريد وقتما نريد. إذا فحرمانك من السيطرة على مجريات حياتك وإجبارك على فعل ما لا تريده سيقودك حتما للملل وربما ما هو أكثر خطورة منه.

سابعا، تأثير الثقافة:

الشعور بالملل هو رفاهية عصرية بشكل أو بآخر. (Spacks, 1996) إذ لم تعرفه البشرية أو تسميه حتى أواخر القرن الثامن عشر إبان الثورة الصناعية. قبل ذلك، لم تكن البشرية بهذا الترف، إذ قضى الإنسان معظم وقته لتأمين الطعام والمسكن، حينها لم يكن للملل وجود.

ماذا لو لجأنا إلى هواتفنا المحمولة؟

قد يتخيل البعض أن اللجوء إلى الهاتف المحمول أثناء ممارسة المهام سيقضي على الملل، إلا أنها تزيد من إدمانك لها وارتباطك بها، حتى أنها تمنحك قدر من الإثارة أكثر مما تتوقعه لدرجة تؤثر على علاقتك بأسرتك وأصدقائك. فلا تتعجب حينها عندما يشتكي منك كل من حولك. وربما تزيد الألعاب التكنولوجية أو وسائل التواصل الإجتماعي من أعراض مللك، لأنك رفعت من مستوى الإثارة الذي تتعرض له يوميا، فتكاد لا تطيق البقاء دونها، فاحذر هذا العلاج فهو كارثي.

نظرة مختلفة للملل

على النقيض من كريكيغارد، اعتبر الفيلسوف الشهير نيتشة الملل دافعا للإنجاز، أو على أقل تقدير قد يكون علامة على عدم أهمية شيء ما أو أن هذه المهمة سخيفة وليست إلا مضيعة للوقت. وحينها عليك ترك ما تفعل وتتحول لشيء آخر أكثر فائدة. والفضل في ذلك التحول يعود إلى شعورك بالملل. (Svendsen, 1999)

كيف نتغلب على الملل؟

تقترح الدراسات أن نواجه المهام المملة بطريقة تفكير غير تقليدية، أي أن نفكر في تلك المهام بشكل مختلف. ربما يساعدك إدراك مدى أهميتها للآخرين على التغلب عليها، أو إيجاد معنى أكبر لما تفعله، فيضع عقلك بعيدا ليتجاوز التكرار والتفاصيل.

كما يقترح بعض الباحثين ممارسة التأمل والتمارين الذهنية ولكن وجب التنويه أن تأثيرها غير مؤكد بعد.

يحتاج الملل كشعور إنساني للمزيد من الدراسة والفحص، فهو مرتبط ببعض الآثار السلبية مثل الاكتئاب والقلق وانخفاض الأداء الأكاديمي للطلاب وارتفاع معدلات الرسوب، كما يرتبط ببعض الأخطاء المهنية والتي قد تقود بعضها لكوارث وخسائر في الأرواح. حتى وإن لم يقودنا الملل لتلك النتائج السلبية. ما زلنا نحتاج لدراسته لتصميم بيئات تعلم ممتعة وبيئات عمل متطورة والقيام بمهامنا اليومية على أكمل وجه. يبدو عزيزي القارئ أن الملل قد وجد من لا يملون من دراسته لمساعدة البشرية.

 

مصادر:

springer

psychology today

livescience

هل سيتمكن الأطفال من النمو في الرحم الاصطناعي؟

هل سيتمكن الأطفال من النمو في الرحم الاصطناعي ؟

ألهمت فكرة نمو الأطفال خارج الجسم الروايات والأفلام لعقود من الزمن، والآن تستكشف مجموعات الأبحاث حول العالم إمكانية الحمل الاصطناعي. على سبيل المثال، نجحت مجموعة واحدة في حمل خروف في الرحم الاصطناعي لمدة أربعة أسابيع وجرب باحثون أستراليون أيضًا الحمل المصطنع للحملان وأسماك القرش.
وفي الأسابيع الأخيرة، تلقى الباحثون في هولندا ٢.٩ مليون يورو (٤.٦٦ مليون دولار أسترالي) لتطوير نموذج أولي لحمل الأطفال الخدج.

ما هو الرحم الاصطناعي؟

يُعرف نمو الطفل خارج الرحم باسم خارجي المنشأ. عندما يتم نقل الأطفال الخدج إلى حاضنات لمواصلة نموهم في وحدة الأطفال حديثي الولادة تعتبر نصف خارجي المنشأ. لكن الرحم الاصطناعي يمكن أن يمدد الفترة التي يمكن فيها حمل الجنين خارج الجسم.
قد يبدو هذا بعيد المنال، لكن العديد من العلماء الذين يعملون في مجال التكنولوجيا الحيوية التناسلية يعتقدون أنه من خلال الدعم العلمي والقانوني الضروري، تكّون المنشأ الخارجي التام إمكانية حقيقية للمستقبل.

ماذا يمكن أن يحتوي الرحم الاصطناعي؟

يحتاج الرحم الاصطناعي إلى غلاف أو حجرة خارجية. هذا هو المكان المناسب لزرع الجنين وحمايته أثناء نموه. حتى الآن، استخدمت التجارب على الحيوانات خزانات الأكريليك وأكياس البلاستيك وأنسجة الرحم التي أزيلت من الكائن الحي وأبقت على قيد الحياة بشكل مصطنع.
يحتاج الرحم الاصطناعي أيضًا إلى بديل صناعي للسائل الأمنيوسي أو السلوي، وهو ممتص صدمات في الرحم أثناء الحمل الطبيعي، ويجب أن تكون هناك طريقة لتبادل الأكسجين والمواد المغذية (بحيث يتم إخراج الأكسجين والمواد المغذية وثاني أكسيد الكربون والنفايات). بمعنى آخر؛ سيتعين على الباحثين بناء مشيمة اصطناعية.
استخدمت التجارب على الحيوانات نظم قسطرة ومضخة معقدة. لكن هناك خطط لإستخدام نسخة مصغرة من الأُكسجين الغشائي خارج الجسم، وهي تقنية تسمح للدم بالأكسجة خارج الجسم.

بمجرد أن يتم تطبيق العملية بالشكل الصحيح يمكن أن يصبح الحمل الاصطناعي شائعًا في يوم من الأيام مثل «الإخصاب أو التلقيح المختبري-IVF»، وهي تقنية تعتبر ثوريّة قبل بضعة عقود، وكما هو الحال في حالة التلقيح الصناعي، هناك الكثير ممن يهتمون بما قد يعنيه هذا المجال الجديد للطب التناسلي بالنسبة لمستقبل تكوين الأسرة. [embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=dt7twXzNEsQ[/embedyt]

يمكن أن تساعد الأرحام الاصطناعية الأطفال الخدج

ركزت المناقشة الرئيسية حول الأرحام الاصطناعية على مصلحتها المحتملة في زيادة معدل بقاء الأطفال الخدج.
ففي المملكة المتحدة، يولد حوالي ٦٠٠٠٠ طفل، واحد من كل تسعة يولد قبل الأوان في كل عام، وهم بحاجة إلى رعاية متخصصة في المستشفى. فرصة البقاء على قيد الحياة في الأسبوع الثاني والعشرين تقارب الصفر، لكن الاحتمالات تتحسن بسرعة لكل يوم إضافي يبقى فيه الطفل في الرحم. في الأسبوع ٢٣ تكون فرصة البقاء على قيد الحياة ١٥٪؜، وفي الأسبوع ٢٤ تكون النسبة ٥٥٪؜، والأسبوع ٢٥ حوالي ٨٠٪؜ (كان هذا الرقم٥٣٪ فقط في عام٢٠٠٦).  رغم ذلك فإن من المرجح أن يعاني الأطفال المولودين مبكرا مجموعة من الإعاقات.

بإستخدام «الحقيبة الحيوية-biobag» المغلقة بأحكام، والتي تحاكي الرحم الأم. قد تساعد الأطفال الخدج البقاء على قيد الحياة وتحسين نوعية حياتهم. توفر الحقيبة الحيوية الأُكسجين، ونوع من السائل السلوي البديل، ومنفذ إلى الحبل السري وجميع المياه والمواد المغذية اللازمة (والدواء، إذا لزم الأمر).
يمكن أن يسمح هذا بتمديد فترة الحمل خارج الرحم حتى يتطور الطفل بشكل كافٍ للعيش بشكل مستقل وبآفاق صحية جيدة.
يوفر الرحم الاصطناعي بيئة مثالية لنمو الجنين، مما يوفر له التوازن المناسب بين الهرمونات والمواد الغذائية. كما أنه سيتجنب تعريض الجنين المتزايد لأضرار خارجية مثل الأمراض المعدية، وتسهل التقنية أيضًا إجراء الجراحة على الجنين.
ويمكن أن يشهد نهاية الإقامة الطويلة في المستشفى للأطفال الخدج، مما يوفر أموال الرعاية الصحية في هذه العملية. وتجدر الإشارة إلى هذا بشكل خاص بالنظر إلى أن بعض أكبر مدفوعات التأمين الخاصة مخصصة حاليًا لنفقات وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.

يمكن أن تساعد الأرحام الاصطناعية في العقم والخصوبة

تسمح هذه التقنية الإنجابية الناشئة للنساء المصابات بالعقم، سواء لأسباب فسيولوجية أو اجتماعية بفرصة إنجاب طفل. قد توفر أيضًا فرصًا للنساء المتحولين جنسياً وغيرهن من النساء المولودين بدون رحم، أو أولئك الذين فقدوا رحمهم بسبب السرطان أو الإصابة أو الحالات الطبية لإنجاب الأطفال.

التحضير لأرحام المستقبل

حالياً، لا يوجد نموذج أولي للرحم الاصطناعي للبشر والتكنولوجيا هي في مهدها، ونحتاج إلى ضمان أن التكنولوجيا آمنة وتعمل، وأيضاً نحتاج إلى التفكير فيما إذا كان هذا هو الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه لظروف مختلفة.

المصادر: the conversation 

the guardian

اقرأ أيضا: ماهو العمى الثلجي وكيف يحدث؟ 

 

مواجهة الخوف باستخدام الكوابيس

الأحلام المخيفة مفيدة:

نستطيع مواجهة الخوف باستخدام الكوابيس حتى عندما تكون أحلامنا مخيفة أو محزنة، حيث إن بحثًا جديدًا يوحي بأنها يمكن أن تعمل مثل “العلاج بين عشية وضحاها”، وإعادة ضبط أدمغتنا بحيث تتكيف بشكل أفضل مع الخوف في اليوم التالي. حيث من خلال تحديد نشاط الدماغ البشري أثناء النوم، تعزز النتائج فكرة أن التدرب على الأحداث السيئة بينما نحلم يعدنا للشيء الحقيقي. وجد الباحثون أن أولئك الأشخاص الذين أبلغوا عن المزيد من الأحلام السيئة كان لديهم أيضًا تثبيط أقوى للخوف أثناء اليقظة.

 

يقول عالم الأعصاب لامبروس بيروغامفروس من جامعة جنيف:

“لأول مرة، حددنا الارتباطات العصبية للخوف عندما نحلم ولاحظنا أن مناطق مماثلة يتم تنشيطها عند الشعور بالخوف في كل من حالات النوم والحالة اليقظة”.

لا يزال نوم الإنسان غامضاً إلى حد كبير، ولكن أي شخص يستيقظ على الجانب الخطأ من السرير يعرف من خلال التجربة الشخصية أن المزاج والنوم متشابكان بشكل وثيق. بالضبط ما يصعب على العلماء أن يقولوه، على الرغم من أن الفكرة القائلة بأن النوم يمكن أن ينظم عواطفنا ليست بالأمر الجديد. وعلى غرار عندما نكون مستيقظين، نحن البشر أيضًا نعيش عواطف في أحلامنا، وقد يؤثر ذلك على شعورنا عندما نستيقظ.

اليوم، يُعتقد مبدئيًا أن حركة العين السريعة تعمل بطريقة ما على استقرار مشاعرنا وذكرياتنا السلبية. ولكن ما إذا كانت تلك العاطفة يمكن أن تتسرب إلى أحلامنا هي مسألة أخرى.

نظريات وتكهنات:

بالفعل، تشير الأدلة الأولية إلى وجود مراكز عاطفية في دماغنا، مثل اللوزة(amygdala)، نشطة أثناء النوم. وعندما يتم إضعاف هذه المناطق، فقد ثبت أنها تقلل من شدة أحلامنا العاطفية. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه مجرد ارتباطات، وكل ما لدينا حتى الآن هو نظريات حول العلاقة. تحت ما يسمى بـ “نظرية محاكاة التهديد”، يقال إن أدمغتنا تتعامل مع الخوف في الحياة من خلال “التدرب” على الأحداث المهددة في أحلامنا.

وفي الوقت نفسه، تشير نماذج أخرى إلى أن ليلة من النوم تحل بشكل ما الصراع العاطفي، وتقلل من الحالة المزاجية السلبية في اليوم التالي. وتتفق النظريتان، من حيث المبدأ، على أن الشعور بالخوف في أحلامنا يؤدي إلى ردود أفضل في اليقظة؛ إنهم لا يوافقون على جزء “الكيفية”.

وكما يشير بيروغامفروس:

“يمكن اعتبار الأحلام تدريباً حقيقياً لردود أفعالنا في المستقبل وربما تحضرنا لمواجهة أخطار الحياة الحقيقية”.

تفاصيل الدراسة:

باستخدام تخطيط الدماغ الكهربائي عالي الكثافة (EEG) على 18 مشاركًا، قام الباحثون بتتبع نشاط الدماغ أثناء النوم. في كل مرة يستيقظ فيها المشاركون، وهو ما حدث عدة مرات طوال الليل، يتم سؤالهم عن أحلامهم وما إذا كانوا يشعرون بالخوف. وعند تحليل النتائج، لاحظ الباحثون منطقتين من المخ متورطين في خوف: الفص الجزيري(insula) والقشرة الحزامية(cingulate cortex).

مثل اللوزة، التي تشارك في تكييف الخوف ، يتم تشغيل الفص الجزيري أيضا عن طريق الإحساس بالضيق وتشارك مع تقييم العواطف أثناء اليقظة. وفي الوقت نفسه، القشرة الحزامية هي جزء من الدماغ الذي يجهز أجسادنا للتهديد.

لمعرفة المزيد حول هذه المناطق وأدوارها، أعطى علماء الأعصاب مذكرات أحلام استمرت لمدة أسبوع لـ 89 مشاركًا، طُلب منهم كل صباح عند الاستيقاظ ملاحظة كيف شعرت أحلامهم. وفي نهاية الأسبوع، تم وضعهم في جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي وعرضوا عليهم صورًا سلبية سلبية عاطفيًا مع صور محايدة لمعرفة ما إذا كانت المشاعر التي عانوا منها في أحلامهم غيرت استجابتهم للخوف في الحياة الحقيقية.

تقول عالمة الأعصاب فيرجيني ستربنيتش من جامعة جنيف:

“وجدنا أنه كلما شعر شخص ما بالخوف في أحلامه، قلما يتم تنشيط الفص الجزيري، القشرة الحزامية واللوزة عندما نظر نفس الشخص إلى الصور السلبية.بالإضافة إلى ذلك، زاد النشاط في القشرة أمام جبهية الداخلية(medial prefrontal cortex)، والذي يُعرف بأنه يثبط اللوزة في حالة الخوف، بما يتناسب مع عدد الأحلام المخيفة!”

ومع ذلك، يقول المؤلفون أنه من المحتمل ألا يصمد الناس أمام الكوابيس. على عكس الأحلام السيئة، حيث تكون مستويات الخوف معتدلة، يمكن أن تسبب الكوابيس ضغوطًا مفرطة، مما قد يؤدي في الواقع إلى تعطيل النوم ويكون له تأثير سلبي على عواطفنا عندما نستيقظ.

يهتم المؤلفون الآن بالبحث في الكوابيس والعواطف الإيجابية في أحلامنا لنرى كيف تؤثر علينا عندما نستيقظ.

الخاتمة:

هل تعتقد عزيزي القاريء أن مواجهة الخوف باستخدام الكوابيس أمر حقيقي أم لا؟

المصدر

لماذا نصدق أكاذيب السياسيين ونقبلها كحقيقة؟

حقيقة الوهم وأكاذيب السياسيين

 لماذا نصدق أكاذيب السياسيين ونقبلها كحقيقة؟ الجواب يكمن في كيفية عمل دماغنا البشري. أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية التي تسمح له بتجاوز الكونغرس وتحرير المزيد من الأموال لبناء الجدار الحدودي العازل بين أمريكا والمكسيك، هذا بعد أكثر من شهر من طرح ترامب الفكرة لأول مرة وبعد تصريحه بأن المكسيك ستمول بناء الجدار ويصدقه أغلبية الأمريكيين، فلماذا نصدق أكاذيب السياسيين بشكل متكرر! هذه هي حقيقة الوهم.

قبل يومين فقط، أخبر ترامب المراسلين أن بناء الجدار الحدودي قد بدأ بالفعل، فكيف يريدك أن تصدق أنه يحتاج إلى إعلان حالة طوارئ وطنية لبناء الجدار الذي قال إنه قد تم بناؤه بالفعل!.

وهناك الآلاف من تلك الأكاذيب يطلقها السياسيين كل يوم فكيف يصدقهم الناس كل مرة؟

«بالقدر الكافي من التكرار وفهم سيكولوجية الأشخاص المستهدفين؛ لن يكون من المستحيل إثبات أن المربع هو في الواقع دائرة. فهي مجرد كلمات والكلمات يمكن تشكيلها إلى أن تكتسح الأفكار وتُصدق». جوزيف جوبلز وزير إعلام هتلر.

يوجد عدة أسباب تجعلنا عُرضة لتصديق السياسيون الكاذبون وللأسف الشديد هم بارعين في استخدام الوسائل والأدوات اللازمة لخداع عقولنا، وهنا نستعرض بعض تلك الوسائل والأدوات علنا نتفاداها مستقبلا:

 محدودية المعرفة

تمتلك أدمغتنا موارد معرفيّة محدودة، وتغير السياسيون المستمر للمعلومات المضللة سرعان ما يثقل قدرتنا على تحليل الحقيقة من الخيال بشكل عملي لكثرة المعلومات المتاحة وتضاربها.

فعند تقييم المعلومات تعتمد أدمغتنا على الاختصارات العقلية لمساعدتنا على تشكيل الأحكام واتخاذ القرارات دون الاضطرار إلى التوقف والتفكير في كل خطوة على طول الطريق.

وبينما تسمح لنا هذه الأساليب البحثية بالمرور خلال التدفق المستمر للمعلومات التي نواجهها في حياتنا اليومية، فإنها أيضًا تجعلنا عرضة التحيزات المعرفية وضعف عملية صنع القرار.

  تأثير الحقيقة الوهمية

عندما يروي سياسي كذبة ما ويكررها -حتى وأن عرفنا أن تلك المعلومات خاطئة- فقد ثبت أن التعرض لنفس العبارة  يزيد من احتمالية قبولها كحقيقة؛ ويرجع ذلك جزئياً إلى ظاهرة تُعرف باسم «تأثير الحقيقة الوهمي-illusory truth effect» حيث يقوم العقل البشري بتصنيف البيانات على أنها أكثر صدقاً وقابلية للتصديق عندما يواجهونها أكثر من مرة فلا تُسجل في المخ على أنها بيانات جديدة بل هي معلومات لديهم من قبل!.

لسوء الحظ فإن نفس التأثير يجعلنا ضعفاء تجاه التكرار من أي نوع، بما في ذلك إعادة صياغة الادعاءات الكاذبة أثناء عملية التحقق منها.

نعم قرأت ذلك بشكل صحيح: كلما تكرر الباطل حتى لو كان الغرض من التكرار هو دحضه، كلما زادت احتمالية قبولها كحقيقة!.

تعدد المصادر

تظهر الأبحاث أيضًا أن الأشخاص يميلون إلى تصديق الرسائل الواردة من مصادر متعددة لتكون أكثر مصداقية من الرسائل الواردة من مصدر واحد.

ونتيجة لذلك فإن الاستماع إلى الخبر نفسه من عدة أشخاص أو مجموعات -الأعلام مثلا- يزيد من احتمال قبولها على أنها صحيحة حتى لو لم يكن الأمر كذلك.

ولك أن تتخيل، ماذا يحدث عندما يمتلك الحاكم كل وسائل الإعلام ويسيطر على الرسائل الواردة خلالها؟

«إن تقنيات الدعاية الأكثر براعة لن تحقق أي نجاح ما لم تتبع مبدأ واحد مستمر؛ يجب أن تقتصر الرسالة الإعلامية على بضع نقاط وتكررها مرارًا وتكرارًا».
– جوزيف جوبلز

تأثير العاطفة

علاوة على ذلك فإن الرسائل التي تخلق إثارة عاطفية -من أي نوع- وخصوصا المشاعر السلبية مثل الخوف أو الاشمئزاز من المرجح أن يتم تمريرها كحقائق.

سواء كانت صحيحة أم لا، وبعبارة أخرى ليس من قبيل الصدفة أن يكون ترويج الخوف من السمات الرئيسية في مسيرات الحكام الدكتاتوريين والطغاة لنصدق الأكاذيب.

«فكر في الصحافة على أنها بيانو رائع، يمكن للحكومات أن تعزف عليه»
– جوزيف جوبلز

المصادر:

هل تحقق التدخلات الإنسانية من قبل المنظمات الدولية النتائج المرجوّة منها؟

هل تحقق التدخلات الإنسانية للمنظمات الدولية النتائج المرجوّة منها؟

في ظل نشاط المنظمات الدولية بمناطق النزاع، يجيب العلم عمّا إذا كانت التدخلات الإنسانية لبعض المنظمات بتقديم برامج التكيّف لليافعين واليافعات، تجدي نفعها أم لا.

التدخل«Intervention» التي سنسلّط الضوء عليها اليوم هي من قبل منظمة «Mercy Corps»، وهي منظمة غير ربحية يقع مقرها الرئيسي في بورتلاند-أوريغون وتتبع لها مبادرة “Youth Take” أو بالعربيّة برنامج “نبادر”، الذي يأخذ على عاتقه تعليم إدارة الضغوط ومهارات العلاقات بين الفئات العمرية الحساسة من 11 وحتى 18عاماً ويستهدف على نحو خاصّ الأطفال المتضرّرين من النزاعات والحروب والكوارث الأخرى.

التدخلات الإنسانية مع اللاجئين

في سنة 2015، قُدّمت تسريحات معاصرة لما يقارب 800 يافع ويافعة في مخيّم شمال الأردن بغرض أخذ 100 خصلة شعر من رؤوسهم، نصفُهم كان لاجئون سوريون والنصفُ الآخر من سكان المنطقة الأردنيين. الغرض من الخصل هو الاستفادة منها مخبرياً لدراسة جدوى برنامج من تنسيق «نبادر»، صُمّم لزيادة تكيّف اليافعين في مرحلة ما بعد النزوح.

إنّ إيجاد الطرق لمساعدة هؤلاء الأطفال في الوقت الحالي أبدى من أي وقت مضى، فمن بين مئات ملايين الشباب الذين يعيشون في بلاد مزّقها النزاع المسلّح، تقريباً من  15 وحتى 20 بالمئة منهم قد تصيبهم اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) واضطرابات نفسية وعقلية أخرى.

بمَ ستفيد الخصلات؟

شرحت دكتورة البيولوجيا الجزيئية «رنا دجاني» من جامعة الهاشمية في محافظة الزرقا للأطفال، أن هذه الخصل من الشعر تتصرف كموثّق بيولوجيّ لأيامهم، فالمواد الكيميائية المفرَزة داخل الشعر وأهمها الكورتيزول، توثّق مستويات الإجهاد الذي يعاني منه اليافعين، وسيتمّ قياس هذه المواد قبل وبعد مشاركتهم في برنامج صمّم لزيادة التأقلم لليافعين.

نقلت الخصلات التي أخذت من شعر اليافعين إلى مختبر في جامعة ويسترن اونتاريو في لندن، كندا. قام العلماء هناك بفحص العيّنات وقياس مستويات هرمون الإجهاد “الكورتيزول”، في حين قام علماء مساعدون في الأردن بمقابلة اليافعين والتحدّث معهم عن الصدمات السابقة التي تعرّضوا لها وعن الضغوط الحالية.

وخلال ذلك، أدلى السوريّون من اليافعين وسطياً ستة تجارب صادمة من مشاهد الحرب التي اختبروها، أغلبها مشاهدة إلقاء القنابل والتعرّض لتفتيش منازلهم عنوةً أو تدميرها.

كانت الدكتورة دجاني جزءاً من هذا الفريق المساعد واستمعت إلى قصص الأطقال المهولة، وتساءلت عندها عمّا إن كانت جلسات “نبادر”، المدعومة من قبل Mercy Corps والملخّصة بستّة عشر جلسة من التدريب النفسي لديها القدرة للتوصّل إلى هدف للمنظّمة وهو زيادة التكيف عن طريق تخفيف وطء الإجهاد على اليافعين، وتقوية العلاقات، وشفاء ندوب خلّفها النزاع.

مدى فعالية التدخلات الإنسانية

وهذا يضعنا أمام السؤال، هل العلاجات التي تسعى لتسهيل التأقلم للأطفال والمطوّرة منذ سبعينات القرن الماضي، تهدف لتعزيز الصحّة النفسيّة والعقليّة للأطفال بمساعدتهم على التماشي مع ظروف الحرب والتهجير؟ أم  أنّها تسعى لمنع مضاعفات أعنف للصحّة العقليّة للأطفال؟

إن نتائج برامج التأقلم القليلة التي قيّمها العلماء تدلي بنتائج مختلطة، ففي عام 2016 نُشر مقال في «Current Psychiatry Reports» يظهر معلومات عن تطبيق 24 من برامج الصحة النفسيّة والعقليّة في تسع بلدان، من ضمنها البوسنة والهرسك، أوغندا ونيبال.على الرغم أن وجد الباحثون أثراً إيجابياً على الصحة النفسيّة إلا أن أقل من نصف هذه البرامج حقّقت الهدف المبتغى منها.

فكان من المثير أن بعض البرامج نجحت في دولة بينما لم تنجح في أخرى؛ كما يحدّث «Wiestse Tol»  وهو أحد الناشرين لهذا المقال وباحث في الصحة العقليّة في جامعة جون هوبكنز:

“فعلى سبيل المثال، إنّ تعليم الضبط العاطفي لأطفال مجنّدين سابقاً في سييرا ليون حسّن من علاقاتهم الاجتماعيّة، بينما تطبيق برنامج مماثل على أطفال فلسطينيّين زاد من أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة.”

وفي دراسة أقيمت في نيبال، ظهر أنّ الانخراط في حركة سياسيّة تحمي الحالة النفسيّة العقليّة بين أطفال مجنّدين سابقاً. وعلى النقيض من ذلك، ظهر أن الانخراط السياسي لأطفال البوسنة يعطي نتائج مناقضة.

فما هو السبب إذن وراء هذه النتائج المتنافرة؟

يجيب Tol، إن العوامل التي تدعم الصحة النفسية العقليّة في أحد المواقف قد تكون غير مفيدة بل قد تكون خطرة في موقفٍ آخر. ورغم هذه النتائج، إلّا أنّ منحى التعلّم مطمئِن، فالباحثون يظهرون لنا أنّ غرز التكيف بين اليافعين المتأثرين بالنزاعات هو ممكنٌ.

تقدّم لنا عالمة الانثروبولجي الطبيّة من جامعة ييل، كاثرين بانتر بريك، ثلاثة أبعاد للتأقلم هم: الشجاعة الذاتية، العلاقات مع الأسرة والأقران، و الدعم المجتمعيّ.

وإن مبادرة “نبادر” تركّز على تطبيق البعد الأوّل، فبين 2014 و 2016،  اشترك أكثر من 4000 يافع يعاني من مضاعفات في الصحة العقليّة و تواصل ضعيف مع المجتمع في برامج مُدارة من قبل أفرع منظّمة Mercy Corps في الشرق الأوسط.

البرنامج المكثّف الذي طبّقتاه بانتر بريك ودجاني في الأردن استمرّ لشهرين، اجتمع خلالهما اليافعين مرتين أسبوعياً في مركز للشباب وساهموا بأنشطة جماعيّة من اختيارهم، منها ممارسة كرة القدم، الحياكة، وتصليح معدّات الحواسيب، تشجّع هذه الأنشطة الروابط الاجتماعيّة وتبني الثقة وتعزّز روح المنافسة.

كما تعلّم الأطفال على مدار الشهرين كيف للجهد المزمن أن يؤثّر على الدماغ، كضعف التحكّم في المشاعر. كما مارس المدربون مهارات تنمية العلاقات مع اليافعين، كالتعبير عن الوجدان والتعاطف.

نتائج معدّلات الكورتيزول المرتقبة

إذن ماحدث لمعدلات الكورتيزول قبل الاشتراك في علاجات التأقلم وبعدها؟

انخفضت معدلات الكورتيزول لمجموعة العلاجات لنحو الثلث، وفي مجموعة فرعية التي لديها إحصائياً مستويات أخف من الكورتيزول – وهي ظاهرة مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة- فإن إفراز الكورتيزول زاد بحوالي 60% وهو مؤشر إيجابي وصحّي. مما يظهر أن المشاركة في البرنامج كان أفضل من عدمه.

لقد احتفت Mercy Corps بهذه النتائج واعتبرتها نجاحاً، إلا أنّ دجاني وبانتر بريك كان لهما رأياً آخر، إذ لاحظوا فروقات على أرض الواقع:

رغم أن اليافعين أصبح لديهم مخاوف وضغوط أقل، لكن الدراسة لم تحقق تعريف التأقلم بشكله الدقيق، كما لم يظهر أن البرنامج قد مكّن من الدعم المجتمعي لدى اليافعين. أحد شكوك دجاني وبانتر بريك حول الموضوع أنّه من أسباب حدوث ذلك هو استمرار العلاجات لثمانية أسابيع فقط وتخصيصها لتحقيق بُعدٍ واحدٍ من أبعاد التأقلم وهو الشجاعة الذاتية، فكما تقول الدكتور دجاني: “تستطيع الذهاب كلّ يوم إلى مركز يقدّم برامج ممتازة لضمان التأقلم، لكن إن عدت وأمضيت بقية يومك مع ظروف حياة رهيبة لك ولعائلتك، فبمَ ينفع ذلك؟”

تقوم منظمات غير ربحية أخرى بتطبيق العلوم على علاجات التأقلم، ففي لبنان، قام فرع من المنظمة غير الربحية «War Child Holland» -الذي يساعد الأطفال الموجودين ضمن نطاقات النزاع- بتطوير ثلاثة مساعي تهدف للتأقلم وهي: برنامج للمهارات الحياتيّة، وبرنامج لتخفيف الضغط على الأهالي، وعلاجات للصحة النفسية من منظمة الصحة العالمية للاجئين السوريين.

الهدف الأسمى لهذه المنظمة هو إيجاد الطريقة الفضلى لدعم التأقلم في الأفراد، العائلة، والمجتمع دفعةً واحدة، وفق كلام مدير War Child Holland في امستردام، مارك جوردانز.

ثمّة عِبرٌ كثيرةٌ تتجلّى جرّاء العمل في مناطق النزاع، تختصرها الدكتور بريك-بانتر بقولها:” ليس الغرض من علاجات التأقلم هو إنقاذ الضحايا من العشواء التي يعيشون بها، بل إنّه عن إيجاد وتحديد مراكز القوة في اليافعين، التي بإطلاقها تقودهم إلى النجاة، وحتى إلى الازدهار، نحن نتكلّم عن إعادة تشكيل العدسات التي ترى بها العالم، لتخلق للناس شعوراً باحترامك لكراماتهم”.

المصدر

Science

هناك سبب وراء صعوبة الحفاظ على التواصل البصري أثناء إجراء محادثة

أنت لست وقحًا:

هناك سبب وراء صعوبة الحفاظ على التواصل البصري أثناء إجراء محادثة حيث تشير الأبحاث إلى أنه قد يكون هناك سبب علمي جيد وراء مكافحة البعض من أجل النظر إلى شخص ما في العين وإجراء محادثة معه. حيث اتضح أننا لسنا محرجين وغرباء الأطوار، فدماغنا في الواقع لا يستطيع التعامل مع مهام التفكير في الكلمات الصحيحة والتركيز على الوجه في نفس الوقت.

وقد يصبح التأثير أكثر وضوحًا عندما يحاول شخص ما التفكير في كلمات غير مألوفة، والتي يُعتقد أنها تستخدم نفس الموارد العقلية مثل الحفاظ على التواصل البصري.

تفاصيل بحث جامعة كيوتو:

وضع العلماء من جامعة كيوتو في اليابان هذه الفرضية تحت الاختبار في عام 2016 من خلال جعل 26 متطوعًا يلعبون ألعاب ربط الكلمات أثناء التحديق في الوجوه التي تولدها الكمبيوتر. حيث عند إجراء اتصال بالعين، وجد المشاركون أنه من الصعب التوصل إلى روابط بين الكلمات.

وكتب الباحثون:

“على الرغم من أن الاتصال البصري والمعالجة اللفظية يبدوان مستقلين، فإن الناس كثيرا ما يبعدن عيونهم عن المحاورين أثناء المحادثة وهذا يشير إلى أن هناك تداخل بين هذه العمليات.”

وتم اختبار المتطوعين أثناء النظر إلى كلاً من الرسوم المتحركة للوجوه التي تجري اتصالًا بالعين والرسوم المتحركة للوجوه التي تنظر بعيدًا. طُلب منهم أيضًا التفكير في الروابط بين الكلمات سهلة الربط والكلمات صعبة الربط.

على سبيل المثال، من السهل نسبيًا التفكير في فعل لكلمة “السكين”، لأنه لا يمكنك فعل أكثر من مجرد القص أو الطعن بالسكين. ولكن يصعب الوصول إلى فعل مرتبط بـكلمة “ملف”، مع مراعاة أنه يمكنك فتحه أو إغلاقه أو تعبئته.

استغرق المتطوعون وقتًا أطول للتفكير في الكلمات عندما كانوا يقومون بالتواصل البصري، ولكن فقط في وجود روابط الكلمات الصعبة. ويشتبه الباحثون في أن التردد يشير إلى أن الدماغ يتعامل مع الكثير من المعلومات في وقت واحد.

استنتاجات مدهشة:

لذا، فمن المؤكد أنه من الممكن إجراء اتصال العين وإجراء محادثة، وهذا دليل على أنهما يعتمدان على المصدر نفسه من الموارد المعرفية، وفي بعض الأحيان يبدأ هذا المصدر في الجفاف قليلاً.

كان حجم العينة المستخدم صغيرًا لكنها فرضية مثيرة للاهتمام كما أنها ليست الدراسة الوحيدة التي تشير إلى إصابة المخ بقليل من الفزع خلال الاتصال البصري.

التكيف العصبي:

في عام 2015، أوضح عالم النفس الإيطالي جيوفاني كابوتو أن التحديق في عيون شخص آخر لمدة 10 دقائق فقط أحدث حالة مغايرة من الوعي. حيث رأى المشاركون هلوسة عن الوحوش وأقاربهم، وحتى وجوههم.

يبدو أن هناك عملية تسمى التكيف العصبي هي السبب وراء هذه الهلوسات، حيث تغير أدمغتنا استجابتها تدريجياً لحافز لا يتغير لذلك عندما تضع يدك على طاولة، ستشعر بها على الفور، لكن هذا الشعور يتضاءل كلما واصلت يدك هناك.

قد يواجه المتطوعون الذين يقومون بالاتصال بالعين وربط الكلمات نوعًا من التكيف العصبي، لكن في الوقت الحالي، يدعو باحثو جامعة كيوتو إلى مزيد من الدراسة حول الروابط بين التواصل اللفظي وغير اللفظي.

وفي الوقت الحالي، إذا نظر شخص ما بعيدًا أثناء حديثه معك، فقد لا يكون وقحًا – فقد يكون لديه نظام إدراكي مجهد.

الخاتمة:

هل تعتقد أن هناك سبب وراء صعوبة الحفاظ على التواصل البصري أثناء إجراء محادثة أم لا؟

المصدر

لماذا نبكي؟

لماذا نبكي؟

تجيب كارلي أوسبورن-Carly Osborn من جامعة Adelaide كلوديا البالغة من العمر 7 سنوات ونصف عن سؤالها لماذا نبكي؟

إن البكاء فعل يقوم به الجميع. أحياناً نبكي لأن أجسادنا تحاول تنظيف التراب من أعيننا لكن هذا لا يعد بكاء حقا، أليس كذلك؟ البكاء له علاقة بمشاعرنا!

فهناك صلة بين الجزء من دماغنا المسؤول عن المشاعر والقنوات في عيوننا حيث تنهمر الدموع.

يمكن لأطباء الطب أن يخبروكم المزيد عن ذلك. لكنني لدي دكتوراه في موضوع آخر وهو تاريخ العواطف، لقد تعلمت عن سبب بكاء الناس لأسباب مختلفة ووظيفتي هي أن أقارن اليوم بالماضي.

في أستراليا اليوم، معظم الأطفال يبكون عندما يحزنون، سواء كانوا فتيان أو فتيات. ولكن بمجرد أن يصبح هؤلاء الأطفال مراهقين، يبدو أن البكاء يكون أقل من بكاء الفتيات. هذا ليس لأن الأولاد لديهم أدمغة مختلفة أو قنوات دموع مختلفة عن البنات، بل لأن العديد من الأولاد الأستراليين يعتقدون أن البكاء محرج بعض الشيء.

ربما قيل لهم أن الأولاد لا يبكون أو أنهم يسخرون من أصدقائهم إذا بكوا في المدرسة.

في الواقع، من الطبيعي أن يبكي الأولاد و البكاء لا يعتبر دائماً محرجاً أو غير رائع.

تاريخ البكاء

منذ حوالي 500 سنة في انكلترا، اعتُبر البكاء رائعا جدا! واحدة من أشهر القصص في ذلك الوقت كانت عن الملك آرثر.

لقد كان بطلاً عظيماً والكثير من الأولاد أرادوا أن يكونوا مثله ووفقا للكتب والقصائد التي ألفت في ذلك الوقت، بكى الملك آرثر كثيرا، وأظهر البكاء للجميع أن لديه مشاعر حقيقية قوية جدا. في ذلك الوقت، ظن الناس أن هذا يجعله رجلاً عظيماً.

ثقافة البكاء حول العالم

كما أن سبب بكائنا يعتمد أيضا على بيئة سكننا وشكل عائلتنا.

فإذا كنت تعيش في بلد حيث من الطبيعي أن تعرب عن الكثير من المشاعر في العلن، مثل أمريكا، فمن المرجح أن تبكي على أشياء أخرى.

وإذا كنت تعيش في بلد لا يبدي فيه الناس عادة شعورهم، فأنت على الارجح لن تبكي كثيرا حتى لو شعرت بالحزن من الداخل.

على سبيل المثال، حاول الناس في اليابان لزمن طويل ألا يبكوا. ولكن مؤخرا، بدأ الناس يغيرون رأيهم بشأن البكاء. فالكتب والأفلام المحزنة جدا تزداد رواجا. حتى أنه هنالك نوادي للبكاء حيث يمكنك مشاهدة فيلم حزين مع اشخاص آخرين وتبكي جيدا ثم تذهب إلى البيت وتشعر بتحسن لأنك أفصحت عن الكثير من المشاعر الكبيرة!

وينطبق نفس الشيء على الأسر: إذا كان كل شخص في منزلك يحب أن يشارك الآخرين بمشاعرهم، ولا يخجل من البكاء أو الضحك أو الصراخ أو الرقص، فمن المرجح أن تبكي كلما شئت.

ولكن إذا كان أفراد عائلتكم لا يعربون عادة عن مشاعرهم، فستتعلمون أيضا أن تحتفظوا بمشاعركم في الداخل.

نحن نبكي لكي نظهر مشاعرنا

وكما ترون في هذه الأمثلة، فإن البكاء ليس مجرد شيء نقوم به بأنفسنا. غالبا ما يكون البكاء وسيلة لنري الآخرين كيف نشعر.

عندما تبكي سيعرف والديك، معلّموك أو أصدقاؤك أنه تنتابك مشاعر كبيرة وستشعر بتحسّن كبير إذا عانقتك أحدهم أو تحدثت عن مشاعرك لهم.

لماذا نبكي؟

حسنا، مبدئيا لأن أجسامنا صنعت لتقوم بذلك، ولكن لأن البكاء هو الطريقة التي يُظهِر بها الناس من حولنا مشاعرهم، ونتعلم أن نُظهِر مشاعرنا بالطريقة نفسها. فالبكاء يساعدنا على المشاركة والعناية، وأعتقد أن هذا شيء رائع!

المصدر:

The Conversation

لا تنس تقييم المقال 🙂

ارتفاع معدلات الانتحار، خاصة في المناطق الريفية في أمريكا

وجد الباحثون في دراسة جديدة ارتفاع معدلات الانتحار، خاصة في المناطق الريفية في أمريكا. كما وجدوا مجموعة من العوامل المرتبطة بارتفاع معدلات الانتحار، بما في ذلك نقص التأمين وانتشار متاجر الأسلحة.

أجري البحث من قبل فريق من جامعة ولاية أوهايو. قام الفريق بتحليل بيانات الانتحار في البلاد في الفترة ما بين عام 1999 وعام 2016. وقدم صورة لكل مقاطعة عن خسارة البالغين الناجمة عن الانتحار.
شمل تحليلهم 453,577 حالة انتحار من قبل بالغين تتراوح أعمارهم من 25 إلى 64 سنة.

وثبت معدلات الانتحار بنسبة 41% في السنوات الثلاث الأخيرة من التحليل. كانت حالات الانتحار أكثر شيوعًا بين الرجال وأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 54 عامًا. كانت معدلات الانتحار أعلى في المقاطعات الأقل اكتظاظًا بالسكان وفي المناطق الّتي يقل فيها دخل الأشخاص والّتي تمتلك موارد أقل. في المناطق الحضرية، تميل المقاطعات التي تحتوي متاجر أسلحةٍ أكثر من غيرها إلى ارتفاع معدلات الانتحار.

تقع أغلب المقاطعات الّتي سجلت أعلى معدلات الانتحار في الولايات الغربية، بما في ذلك كولورادو، نيو مكسيكو، يوتا، ووايومنغ. في ولايات أبالاشيا بما في ذلك كنتاكي، فيرجينيا، ووفرجينيا الغربية؛ وفي الأوزارك، بما في ذلك أركنساس وميزوري.

وجد الباحثون أن حالات الانتحار كانت أعلى في المقاطعات التي تحتوي عددًا أكبر من متاجر الأسلحة— خاصة في المناطق الحضرية— مما يُبرز إمكانية الحد من الوصول إلى طرق الانتحار التي يمكن أن تزيد من فرص وفاة شخص معرض للخطر.

هناك عامل آخر يتعلق بقضية ارتفاع معدلات الانتحار، خاصة في المناطق الريفية، وهو “الحرمان”. عبارة عن مجموعة من العوامل بما في ذلك «البطالة المقنعة-Underemployment»، الفقر، ضعف التحصيل العلمي. قد يكون الفقر طويل الأجل والمستمر أكثر ترسخاً، والفرص الاقتصادية للأفراد محدودةٌ في المناطق الريفية.

بالإضافة إلى ذلك، تم ربط التجزئة الاجتماعية الواسعة الانتشار- الّتي تنتشر على مستويات الأسر الفردية، السكان غير المتزوجين، والسكان غير المستقرين- إلى ارتفاع معدلات الانتحار. وشملت العوامل الأخرى المرتبطة بارتفاع معدلات الانتحار النسب المئوية العالية من «المحاربين القدامى-Veterans» في البلاد وانخفاض معدلات التغطية التأمينية.

يأمل الفريق أن تساعد النتائج في توجيه الجهود لدعم المواطنين المكافحين، خاصة في المناطق الريفية حيث تزيد معدلات الانتحار على وتيرةٍ اسرع.

المؤلفة الرئيسية للدراسة هي دانييل ستيلسمث، باحثة ما بعد الدكتوراه في مركز ويكسنر الطبي بولاية أوهايو.
تم نشر الدراسة في مجلة «JAMA Network Open».

المصدر: Knowridge Science Report

إقرأ أيضًا: حذارِ من أكثر أيام السنة خطورةً!

كيف يمكن لنقص الخلفية المعرفية أن يعيق فهمنا لما نقرأ ؟!

كيف يمكن لنقص الخلفية المعرفية أن يعيق فهمنا لما نقرأ ؟! الغرض من الذهاب إلى المدرسة هو التعلم، ولكن قد يجد الطلاب صعوبة في فهم بعض الموضوعات إذا لم يكن لديهم الخلفية المعرفية الأساسية اللازمة، هل نقص الخلفية المعرفية يعيق فهمنا لما نقرأ ؟!

واحد من استنتاجات مقالة بحثية نُشرت في مجلة العلوم النفسية، وهي مجلة تابعة لجمعية العلوم النفسية: “تلعب المعرفة الأساسية دورًا رئيسيًا في فهم القراءة لدى الطلاب، حيث توضح النتائج التي توصلنا إليها أنه إذا لم يكن لدى الطلاب معرفة كافية، فمن المحتمل أن يواجهوا صعوبات في فهم النص، وبالتالي فإن نقص الخلفية المعرفية يعيق فهمنا بما نقرأ”.

كما تقول الباحثة الرئيسية «تيناها أورايلي-O’Reilly» من خدمة الاختبارات التعليمية (ETS) مركز أبحاث رأس المال البشري في التعليم: “لقد وجدنا أيضًا أنه من الممكن قياس معرفة الطلاب بسرعة باستخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية، إذا سجل الطالب أقل من حد المعرفة، فربما يواجهون صعوبة في فهم النص”.

أظهرت أبحاث سابقة أن الطلاب الذين يفتقرون إلى مهارات القراءة الكافية، بما في ذلك فك التشفير والمفردات، يكونون ضعيفين مقارنة بأقرانهم، لكن بحث «تيناها أورايلي-O’Reilly» و «زوي وانغ-Zuowei Wang» و «جون ساباتيني-John Sabatini» يشير إلى: “أن عتبة المعرفة قد تكون أيضًا مكونًا أساسيًا لفهم القراءة”.

الدراسة:

فحص الباحثون بيانات من 3534 من طلاب المدارس الثانوية في 37 مدرسة في الولايات المتحدة، أجرى الطلاب اختبارًا لقياس معرفتهم الأساسية بالنظم الإيكولوجية، بالنسبة لقسم المفردات الموضعية في الاختبار، رأى الطلاب قائمة مكونة من 44 كلمة وكان عليهم أن يقرروا أيها تتعلق بموضوع النظم الإيكولوجية، كما أكملوا قسمًا متعدد الخيارات تم تصميمه لقياالتأديبية، الواقعية، وبعد قراءة سلسلة من النصوص حول موضوع النظم الإيكولوجية، أكمل الطلاب 34 مادة مصممة لقياس مدى فهمهم للنصوص.

يتم استغلال عناصر الفهم هذه في قدرتها على تلخيص ما قرأوه، والتعرف على الآراء والمعلومات غير الصحيحة، وتطبيق ما قرأوه لسبب أوسع نطاقًا حول المحتوى.

استخدم الباحثون تقنية إحصائية تسمى «انحدار الخطوط المكسورة» – وغالبًا ما تستخدم لتحديد نقطة انعطاف في مجموعة بيانات – لتحليل أداء الطلاب.

نتيجة:

كشفت النتائج أن درجة المعرفة الخلفية بحوالي 33.5، أو حوالي 59٪ صحيحة، كانت بمثابة عتبة أداء، تحت هذه النتيجة، لم تكن المعرفة الخلفية والفهم مرتبطان بشكل ملحوظ.
فوق درجة العتبة، بدا أن فهم الطلاب يزداد مع زيادة معارفهم الأساسية، أيضًا أشارت النتائج الإضافية إلى أنه لا يمكن تفسير هذا النموذج تمامًا بمستوى معرفة الطلاب بموضوع مختلف – ما يهم هو معرفتهم الأساسية بالنظم الإيكولوجية- .

وجد الباحثون أن قدرة الطلاب على تحديد كلمات رئيسية محددة كانت مؤشرًا قويًا إلى حد ما على ما إذا كانت ستعمل أعلى أو أقل من العتبة، وهذا يعني أن تحديد النظم الإيكولوجية والموائل والأنواع على أنها ذات صلة بالموضوع كان أكثر ارتباطًا بفهم الطلاب مقارنةً بتحديد الهوية البيولوجية والكثافة والحيوانات.

تؤكد النتائج على أهمية الوصول إلى مستوى المعرفة الأساسي لتكون قادر على قراءة وفهم النصوص عبر مواضيع مختلفة، تقول أورايلي: “القراءة ليست ذات صلة بفصول فنون اللغة الإنجليزية فحسب، بل أيضًا بالقراءة في مناطق المحتوى”.

تبرز معايير الدولة الأساسية المشتركة الدور المتزايد لمجال المحتوى والقراءة التأديبية، نعتقد أن دور المعرفة الأساسية في فهم الطلاب وتعلمهم قد يكون أكثر وضوحًا عند قراءة النصوص في المواد الدراسية.

خطة الباحثين:

استكشاف ما إذا كان هناك نوع مماثل من عتبة المعرفة يظهر في مجالات المواضيع والمجالات الأخرى؛ إذ يلاحظون أنه سيكون من المهم توسيع نطاق البحث من خلال التركيز على مختلف التدابير والسكان.

إذا استمر هذا النمط، فقد يكون للنتائج تطبيقات مهمة لتدريس الفصول الدراسية، بالنظر إلى توفر تقييمات المعرفة التي يمكن إدارتها دون أخذ وقت ثمين بعيدًا عن التدريس.

يلخص رايلي:

إذا استطعنا تحديد ما إذا كان طالب ما لا يمتلك معرفة كافية لفهم النص، فيمكن للمدرسين تقديم مواد أساسية – على سبيل المثال، خرائط المعرفة – بحيث يكون لدى الطلاب سياق للنصوص التي هم على وشك قراءتها

المصدر:https://bit.ly/2HyhIr8

اكتشاف جماجم بشرية معدلة شرق كرواتيا

اكتشاف جماجم بشرية معدلة ترجع إلى 1500 عام

اكتشف فريق من الباحثين جماجم بشرية معدلة يرجع عمرها إلى 1500 عام، في حفرة دفن بموقع هيرمانوف فينوجراد بأوسيجك شرق كرواتيا. وأكد عالم الآثار والبيولوجي ماريو نوفاك – Mario Novak، من معهد البحوث الأنثروبولوجية، وجود 3 جماجم بشرية، حيث كان سياق دفنها على غير المعتاد بالإضافة إلى تحديد نوعين مختلفين من التشوه القحفي الإصطناعي. وهو ما قاد الفريق لدراسة تلك الجماجم.

وضح التحليل أن البقايا ترجع لثلاثة من الذكور المراهقين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 16 عام في فترة ما بين عام 415 – 560، كما أشارت الأدلة الهيكلية إلى معاناتهم من سوء التغذية الحاد وأنهم متشابهين في الوضع الإجتماعي. لكن أكثر ما لفت النظر هو نمطين مختلفين من التشوه القحفي بين اثنتين منهم، حيث ظهرت معدلة بشكل كبير، فإحداهما تمت إطالتها بشكل غير مباشر والأخرى تم ضغطها وتثبيتها، أما الثالثة فظلت بلا تعديل مصطنع.

واستند الباحثون إلى سجلات الحمض النووي القديم، فالتحليل الوراثي أثبت أن المراهقين ذوو التعديلات القحفية أظهرو أسلافًا مُميزة جدًا، أحدهم من الشرق الأدنى والأخر من شرق أسيا. فالفرد دون تشوه قحفي اصطناعي يظهر بشكل كبير في الأصول غرب أسيوية، والفرد ذو النوع الممدود قطريا له أصل شرق أسيوي، أما عن الثالث فكان لديه تشوه من نوع الإنتصاب الدائري والذي ترجع أصوله إلى الشرق الأدني.
وهو ما أوضحه الدكتور نوفاك:

“إن أكثر ما يلفت النظر، استنادًا إلى الحمض النووي القديم هو أن هؤلاء الأفراد يختلفون إختلافًا كبيرًا في أسلافهم الوراثية”

تاريخ التشوه القحفي الإصطناعي

الفترة التي عاش فيها الثلاث مراهقين المذكورة يطلق عليا فترة الهجرة العظمى، حيث كانت الحركات والتنقلات واسعة بين الثقافات الأوروبية المختلفة.
وعملية التشوه الإصطناعي هي ممارسة تعديل الجمجمة منذ الطفولة والتي غالبًا ما تأخذ أنماطًا تدل على ثقافة معينة، فقد استخدمت للإشارة إلى إنتمائهم الثقافي، كما تُعتبر دلالة على الحالة الإجتماعية. حيث كانت تقوم بعض العائلات بتعديل رؤوس الرضع بإستخدام الألواح أو الفوط أو قوالب مصنوعة من الطمي، واستخدم البعض أغطية رأس صُممت خصيصًا لهذا الغرض. وكانت شائعة في جميع أنحاء النمسا الحديثة، كرواتيا، المجر، رومانيا، صربيا، سلوفاكيا وسلوفينيا.

المصدر

eurekalert

Journals Plos one

Exit mobile version