ما أهمية تعلم الأطفال اللغات؟

بغض النظرعن خططك للمستقبل، التحدث أكثر من لغة واحدة هو دائمًا مهارة مفيدة بشكل كبير. لاسيما مع الأطفال خاصة مع نموهم في سن الطفولة ثم المراهقة، فإن ممارسة مهارات لغوية جديدة توفر لهم فرصة لفهم العالم من منظور جديد بل ومختلف تمامًا، وتشجعهم على تبني عادات جديدة وفروق ثقافية دقيقة. إذن ما أهمية تعلم الأطفال اللغات؟ وما هي أفضل الطرق التي تُمكن الطفل من تعلم لغة جديدة؟ ستجيبك المقالة التالية عن تلك الأسئلة.

ما المقصود بتعلم لغة جديدة؟

يمكن اليمكن الإشارة إلى تعلم لغة جديدة على أنه الدفع بعقلك إلى الإلمام بقواعد نحوية ومفردات جديدة. لاستخدامها في التواصل مع الآخرين، أو التعرف على ثقافة ما. ذلك عن طريق السماح لذاكرتك على التدريب على تذكر الكلمات الجديدة، والقيام بالاتصالات والربط بينها، واستخدامها في المواقف السياقية.[1]

مدى أهمية تعلم اللغات للأطفال

تغذي اللغات شعور الأطفال بالتعاطف والتفاهم تجاه الآخرين في وقت حرج من نموهم، كما تفتح أيضًا مسارات جديدة للنجاح المهني في مكان العمل المعولم. فأيًا كان الوقت، لم يكن من المبكر أبدًا أن نبدأ في تعلم الطفل للغة أخرى جديدة. فهي عملية ممتعة، تعزز النمو الصحي، و لن تتوقف فوائدها المعرفية والاجتماعية العديدة مدى الحياة. تلك هي  بعض الأسباب التي تجعل تعلم اللغة أمرًا يضيف لطفلك في مهارات عديدة، بل وعديدة:[2]

التعلم المبكر أسهل وأسرع ويدوم طويلًا

الأطفال الذين يتعلمون لغة أخرى قبل سن الخامسة يستخدمون نفس الجزء من الدماغ للحصول على تلك اللغة الثانية التي يستخدمونها لتعلم لغتهم الأم. tالمتعلمين الأصغر سنًا لا يعوقهم الخوف من ارتكاب الأخطاء، وهو ما يشكل في بعض الأحيان عقبة أمام المبتدئين الأكبر سنًا. بالإضافة إلى أن طول الوقت الذي يستطيع الطالب تكريسه لتعلم اللغة له علاقة مباشرة وإيجابية بالنمو الإدراكي. كما أن الإستمرارية تيتيح الفرصة للمتعلمين للنمو جنبًا إلى جنب مع اللغة والثقافة الإضافيتين، مما يطوّر صلة أعمق مع نضوجهم.[3]

توسيع الأُفق

تظهر الأبحاث أن تعلم لغة ثانية يعزز مهارات حل المشاكل، والتفكير النقدي، ومهارات الاستماع، بالإضافة إلى تحسين الذاكرة، والتركيز، والقدرة على تعدد المهام. كما يظهر الأطفال الذين يتقنون اللغات الأخرى علامات على تعزيز الإبداع والمرونة العقلية.[3]

تعزيز إنجازهم الأكاديمي

والفوائد الإدراكية لتعلم اللغة لها تأثير مباشر على التحصيل الأكاديمي للطفل. وبالمقارنة مع أولئك الذين لا يملكون لغة إضافية، فإن الأطفال ثنائي اللغة يطورون مهارات أسرع وأفضل للقراءة والكتابة والرياضيات، وهم يحصلون بشكل عام على درجات أعلى في الاختبارات الموحدة.[4]

نمو الحس الفضولي وتكوين شخصياتهم

فقد يُظهرالأطفال الذين يتعرضون مبكرًا للغات أخرى مواقف أكثر إيجابية إزاء الثقافات المرتبطة بتلك اللغات. وتجربة تعلم لغة ما تُفتح عيونهم على العالم بطرق لم يكونوا ليتعرضوا لها إلا بتعلم لغات جديدة. عندما يتعلم الأطفال لغة جديدة، لابد وأن يتعرفو بالعادات والقيم التي تنتمي إلى مجتمع اللغة –وهو مجتمع مختلف- . وهذا ما يشجعهم على التفكير من وجهة نظر جديدة في تحسين الحساسية الثقافية. وفي وقت حرج من نموهم، يتعرض الأطفال لطرق جديدة لرؤية العالم وتقدير من أين يأتي الآخرون مما يؤثر بشكل كبير في تحديد شخصياتهم.[4]

لا تترد في الدفع بطفلك ليتعلم لغة أو اثنتين، بل وثلاثة

خلافًا للاعتقاد السائد، لا يخلط الأطفال الصغاربين اللغات،ولايحدث تشتت بإدخال لغات متعددة في نفس الوقت. لإن اكتساب لغة ثانية في وقت مبكر من الحياة يدفع دماغ الطفل إلى تعلم لغات أخرى متعددة، الأمر الذي يفتح المجال أمام عالم من الفرص في وقت لاحق.

لتعلم أكثر من لغة فوائد صحية

التحدث بلغات متعددة يمكن أن يبطئ الإصابة بالألزهايمر وتأخير الخرف. باستخدام مستقبلات مختلفة، يجد الدماغ طرق جديدة تمامًا لمعالجة المعلومات، وهذا يساعد على حماية وظيفته.[5]

يرتبط تعدد اللغات بارتفاع الدخل

فقد أظهرت عدة دراسات وجود ارتباط بين تعدد اللغات وإمكانات الكسب. وتتسع مجالات وفرص الوظائف المتاحة، لأن هناك فرصًا للعثور على فرص عمل، بل مناصب في بلدان أخرى، كما أن أصحاب العمل يُقدرون هذه المهارات لأنها ترتبط بمهارات اتصال قوية وبعقلية دولية.[6]

تعلم اللغات يوسع النظرة للعالم الخارجي

لكل لغة أسلوبها الخاص، وألفاظها، ومراجعها الثقافية وتراثها. والأطفال الذين يتعرضون لهذه السمات؛ والأفكارالتي تمثلها الللغة، والمفردات الجديدة والتباين النحوي، تطور نفسها وتتسلح بالأدوات اللازمة لفهم العالم بطرق جديدة تمامًا.[4]

كيف يتعلم الأطفال اللغات؟

في مجال الطفولة المبكرة، الصمت ليس من ذهب. فالكلمات المنطوقة هي فرص للتعلم ينبغي أن تحدث طوال اليوم، لا سيما أثناء المحادثات بين الأطفال وبين المعلمين والأطفال

واللغة البشرية طريقة معروفة للتواصل. ولا يوجد شكل آخر من أشكال الاتصال في العالم الطبيعي ينقل الكثير من المعلومات في هذه الفترة الزمنية القصيرة مثلما يفعل التواصل باللغة.

من الملاحظ أنه في غضون ثلاث سنوات قصيرة يمكن للطفل أن يسمع أو يحاكي أو يستكشف أو يمارس، في المجمل هو يتعلم “اللغة”.

ولا توجد شفرة جينية تدفع الطفل إلى التحدث بالإنجليزية أو الإسبانية أو اليابانية. اللغة متعلّمة. نحن وُلدنا ولدينا القدرة على صنع قرابة 40 صوت وعلم الوراثة يسمح لدماغنا بصنع روابط بين الأصوات والأشياء أو الأفعال أو الأفكار…، ويسمح الجمع بين هذه القدرات بإنشاء لغة. فالأصوات أصبح لها معنى.

اكتساب اللغة هو نتاج تعلم نشط ومتكرر ومعقد. ويتعلم دماغ الطفل ويتغير أثناء اكتساب اللغة في السنوات الست الأولى من حياته أكثر من أي قدرة إدراكية أخرى يعمل على اكتسابها. وكما ذكرنا سابقًا يمكن أن تكون عملية التعلم هذه أسهل للأطفال عن الكبار خاصةً عندما يكون الكبار مشاركين نشطين.

وتطوير اللغة نفسها عملية مذهلة. ومن المثير للاهتمام أن جميع الأطفال، بغض النظر عن اللغة التي يتحدث بها آباؤهم، يتعلمون اللغة بنفس الطريقة، فتؤثرعوامل مختلفة كثيرة على الوقت الذي تستغرقه تلك العملية.[7]

وهناك ثلاث مراحل من تطور اللغات تحدث في نمط مألوف. لذا، عندما يتعلم الأطفال التحدث أو الفهم والتواصل، فإنهم يتابعون سلسلة متوقعة من المعالم عندما يبدأون في إتقان لغتهم الأصلية.

المرحلة الأولى: تعلم الأصوات

عندما يولد الأطفال، يمكنهم سماع وتمييز جميع الأصوات في جميع اللغات في العالم. حوالي 150 صوت في حوالي 6500 لغة، رغم أنه لا توجد لغة تستخدم كل تلك الأصوات التي تسمى “الصوتيات”. فالإنجليزية مثلًا لديها حوالي 44.2 صوت، وهناك بعض اللغات تستخدم أكثر والبعض يستخدم أقل.

 وفي هذه المرحلة يتعلم الأطفال (تُنتقى) الأصوات التى تُستخدم في اللغة التى ينتمي إليها الطفل.

أفضل طريقة لتعزيز تطوير اللغة للأطفال ببساطة هي التحدث مع طفلك. ويتعلم الأطفال من خلال الاستماع إلى العالم من حولهم، لذا، فكلما زادت اللغة التي يتعرضون لها كلما كانت فرصة التعلم أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك إسقاط الكلمات على أفعالهم. التحدث معهم والدفع بهم في محادثات. ومع ذلك، فمجرد التحدث معهم باهتمام يكفي لكي يلتقطوا اللغة.

وعلى الرغم من أن جميع الأطفال يتعلمون في المراحل الأساسية المعروفة، فإن اللغة تتطور بمعدلات مختلفة بين الأطفال.

حديثي الولادة: عندما يولد الأطفال، يمكنهم بالفعل الاستجابة لإيقاع اللغة. يمكنهم التعرف على الوتيرة التى يتحدث بها الشخص، وإيقاع الكلام.

في عُمر 4 أشهر، يمكن للأطفال أن يميزوا بين الأصوات اللغوية والضوضاء الأخرى. على سبيل المثال، يعرفون الفرق بين الكلمة المنطوقة والتصفيق.

بحلول 6 أشهر، يبدأ الأطفال في الثرثرة وهذه هي أول علامة على أن الطفل يتعلم لغة. الأطفال الآن قادرون على صنع كل الأصوات بكل لغات العالم، وبحلول السنة، ستُنتقى الأصوات لتُمارس الأصوات التى تنتمي للغة التى يُراد للطفل أن يتعلمها، وتضمر تلك التي ليست جزءًا من اللغة التي يتعلمها.

 المرحلة الثانية: تعلم الكلمات

في هذه المرحلة ، يتعلم الأطفال كيفية خلق المعنى من أصوات اللغة.

خطوة هامة لأن كل ما نقوله هو حقًا مجرد سلسلة من الأصوات. لجعل هذه الأصوات منطقية، يجب أن يكون الطفل قادرًا على التعرف على حيث تنتهي كلمة واحدة وتبدأ أخرى. العملية التي تُسمى “حدود الكلمات”

في كثير من الأحيان يمكن مساعدة طفلك على بناء مهاراتهم اللغوية عن طريق القراءة لهم. وبطبيعة الحال، يستمر الأطفال في إجراء محادثات مركزة على الأطفال معهم كما أظهرت الدراسات أن الأطفال يتعلمون اللغة على أفضل وجه في السياق الاجتماعي. وهناك طريقة أخرى لتشجيع مهاراتهم في مجال التواصل والمهارات الاجتماعية تتلخص في تقليد أصواتهم (مثل ثرثرتهم) وقولها لهم مرة أخرى. ومن بين هذه الطرق: يمكنك أيضًا أن تعكس تعابير وجوههم وتصف أفعالهم فضلًا عن سرد ما يحدث حولهم.

مع تطور طفلك خلال النصف الثاني من عامهم الأول وحتى مرحلة البلوغ، فإن قدرتهم على إصدار الأصوات والرد على المحادثات تستمر في التحسن.

في عمر 8 أشهر: وعلى الرغم من أنهم يعترفون بهذه المجموعات الصوتية على أنها كلمات، فإنهم ما زالوا يتعلمون معنى هذه الكلمات. ومن الأرجح أن يفهم الأطفال في هذه السن معنى الكلمات المتصلة بتجاربهم اليومية ، ولا سيما الكلمات الخاصة بالغذاء واللعب.

في عمر 12 شهرًا، عند هذه النقطة الأطفال قادرون على ربط المعاني بالكلمات. بمجرد أن يتمكنوا من فعل ذلك،  يمكنهم البدء في بناء مفردات. كما يبدأون بتقليد كلمات جديدة يسمعونها.

  وفي عُمر 18 شهرًا: يمكن للأطفال معرفة كيفية استخدام الكلمات التي يتعلمونها من أجل التواصل. وفي هذه المرحلة من تطور اللغة، يتمكن الأطفال من إدراك الفرق بين الأسماء والأفعال. (على الأرجح أغلب الكلمات المُتعلمة هي أسماء وليست أفعال)

المرحلة الثالثة: تعلم الجُمل

وخلال هذه المرحلة، يتعلم الأطفال كيفية خلق الجمل. مما يعني أنها يمكن أن تضع الكلمات في الترتيب الصحيح. كما يتعلم الأطفال الفرق بين الصحة النحوية والمعنى. ولتعزيز تطوير اللغة خلال هذه المرحلة نموذج عادات الكلام الجيدة والتواصل السليم من خلال التحدث بوضوح، والنظر إليهم أثناء التحدث في العين، وعدم الانقطاع، وإعطائهم فرصة للحديث. يمكنك أيضا أن تضيف إلى ما يقولون لإعطائهم فكرة إضافية أكثر تعقيدًا للتعبيرعن أفكارهم وطلباتهم. اسأل طفلك الكثير من الأسئلة وشجع أسئلتهم أيضًا على مواصلة الحوار.

في عمر 24 شهرًا: يبدأ الأطفال بالتحدث مُستخدمين أكثر من إسم وفعل ويكتسبون فهماً لهيكل الجملة الأساسي. كما يستطيعون تمييز الترتيب الصحيح للكلمات في جملة ويمكنهم خلق جمل بسيطة.

بعد 3 سنوات: ومع نموهم، يستمر الأطفال في توسيع مفرداتهم وتطوير لغة أكثر تعقيدًا. ويظل استخدامهم للغة لا يشبه تمامًا لغة البالغين حتى سن الحادية عشرة تقريبًا.[7]

ماذا عليك فعله كأحد الوالدين لتساعد طفلك على تعلم لغة جديدة؟

اخلق مسارًا من المحادثات المستمرة بينكم أو مع رفاقهم. التحدث مع الأطفال وتشجيعهم على إجراء محادثات مع بعضهم البعض. عدة مرات خلال اليوم، مساعدة الأطفال على ممارسة “المناقشة” حول مواضيع مختلفة، يمكنك مشاركة رفاقهم المحادثة. المواضيع تكون بسيطة، قد تشمل ما فعلوا خلال عطلة نهاية الأسبوع، رأيهم حول قصة، شخصيات مؤثرة في كتاب قرأته لهم للتو، أو شاهدوها في فيلم قصير.

استخدم الكلمات حسب الموضوع. استخدم ألعاب الكلمات لمساعدة الأطفال على تعلم القافية، وفهم المعارضات، وإيجاد أكبر عدد ممكن من الكلمات لوصف كائن ما، وتعلم أسماء الأشياء الجديدة. يمكنك جعل هذا أكثر إثارة عن طريق اختيار موضوع لتوجيه هذا.

إشراك الأطفال في تمارين الاستماع. وكثيرًا ما ننسى أن اللغة متقبلة ومعبرة على حد سواء. تأكد من أن الأطفال لا مجرد مقلدين للكلمات، بل يتعلمون مما يقولون. ومن الضروري أن يستمع الأطفال إلى ما يسمعونه ويتلقونه بدقة وأن يعالجونه بفعالية.

مارسوا تدريبات حيث يُطلب من الأطفال إعادة ما سمعوك تقوله، من المتوقع أنه في كثير من الأحيان إ قد تكون تفسيراتهم متنوعة وغير دقيقة كل مرة.

ما هي بعض وسائل تعلم اللغة؟

التعلم من خلال القصائد

من المفيد تعلم النصوص باللغات الأجنبية عن ظهر قلب لأنها تساعد على تنشيط المفردات والنصوص في الوقت الذي تحسن فيه نطق هذه المفردات. الكثير من الأطفال يميلون لتعلم الأغاني، القصائد، وحتى الأمثال. جميعها تلعب دورًا كبيرًا في تطوير الطلاقة اللغوية..

مع الشعر والقافية، يستقبل دماغنا تلقائيًا إشارة أن بنية النص مهمة، مما يجعلنا نتذكرها. الشعر هو أيضًا أكثر تعبيرًا وإبداعًا وعاطفية من النثر، ويساعد أيضًا ذاكرتنا.

عندما تختار القصائد والقوافي لتساعدك على تعليم طفلك لغة ما، تذكر أنها يجب أن تراعي أن:

الأطفال لديهم اهتمام قصير الأمد وغالبًا ما يكافحون من أجل الحفاظ على التركيز.

الأطفال أكثر عرضة لتذكر القافية أو القصيدة أو القصة إذا فهموا معناها.

لا تتضمن القصيدة سوى قواعد قواعد مألوفة: لأن القواعد المجهولة يمكن أن تكون مربكة ومخيفة للأطفال

تحتوي  القصيدة على كلمات مألوفة في معظمها: لأن الكلمات الجديدة والصعبة من المرجح أن تُصرف الانتباه عن التعلم.

التعلم من خلال الأغاني

والأسهل من تعلم اللغة من خلال الشِعر والقوافي هو اللتعلم من خلال الأغاني، ويرجع هذا إلى أن الموسيقى، وفقاً للعلم، تساعدنا على تذكر الأشياء بشكل أفضل من خلال تقطيع المعلومات، إذ نقوم بتجميع أجزاء فردية من المعلومات معًا إلى وحدات أكبر حجمًا. ذاكرتنا قصيرة المدى يمكن أن تحمل فقط حوالي 7 وحدات من المعلومات في كل مرة، والموسيقى تسمح لنا بقطع كلمات معا من خلال ربط الكلمات والعبارات في أغنية، مما يجعل من الأرجح أننا سوف نتذكر الأغنية عن طريق القطع التي تحملها.

ومن الأفضل تعليم أطفالك الأغاني عن طريق مرافقتهم بالحركات لأن الأطفال يحبون التنقل والرقص. فالنشاط الممتع يساعد الأطفال على تعلم لغة، وهم أكثر عرضة لتذكرها إذا تعلموها بينما يستمتعون بأنفسهم.

تعلم اللغة من خلال الأنشطة

التعلم عن طريق الألعاب

ينصح علماء النفس من جميع أنحاء العالم بتعليم الأطفال أي شيء بطريقة مبهجة لأن اللعب يساعد على تغذية الخيال ويعطي الطفل إحساسًا بالمغامرة. اللعب هو في الواقع أفضل طريقة لتعلم لغة للأطفال الصغار، وفقًا للخبراء. ومن خلاله، يمكنهم تعلم المهارات الأساسية مثل حل المشاكل، والعمل مع الآخرين والمشاركة لاسيما المهارات اللغوية.

إذا قررت تعليم ابنك لغة من خلال اللعب، احرص على الاستعانة بالألعاب القصيرة، دائمًا تذكر أن طول انتباه الطفل قصير. فلا تزيد مدة اللعب مع الأطفال أكثر من 30 دقيقة أو ساعة على أقصى تقدير.

التعلم من خلال جمع الأشياء

يمكن استغلال حُب الأطفال لجمع الأشياء في تعلم لغة جديدة، على سبيل المثال، الزهور، أو الأوراق بالخارج! هذا لأنه يسمح لهم بقضاء وقت خارج الطبيعة بينما يعبرون عن فرديتهم من خلال اهتمامهم الخاص والعثور على الأشياء التي يمكنهم تقديمها للآخرين. فكرة عظيمة لتعلم اللغة هي أن تطلب من طفلك جمع بعض الأشياء التي يحبونها ، لتنظيم معرض صغير، وكتابة عنوان لكل معرض بلغة أخرى.

الأفكار الابتكارية

نشاط آخر يحبه الأطفال هو الأعمال اليدوية الابتكارية، فالأطفال يحبون قضاء الوقت مع والديهم حينما يصنعون شيئًا. وتساعد الأنشطة التي تسلط الضوء على مهارات الأطفال على تطوير إبداعهم،

فمثلًا، إنشاء بطاقات المعايدة باللغة المطلوب تعلمها، طهي وجبة جديدة مع الطفل مع التركيز على تعلم أسماء محتوايتها باللغة المستهدفة، صنع أشكالًا للحيوانات والنباتات لتعلم أسمائها باللغة الجديدة، وهكذا…

المصادر

[1]middlebury

[2]cambridgeenglish

[3]opentextbc

[4]uchicago

[5]mayoclinic

[6]ncbi

[7]verywellfamily

6 وسائل غريبة لمنع الحمل قديمًا

تسعى العديد من الأسر في كثير من المجتمعات في معظم الدول الآن لتحديد النسل، لأسباب عِدة، منها الاقتصادي والصحي،.. إلخ. تحديد النسل ليس بالأمر المستحدث، يكاد يكون الفرق الآن هو وجود العديد من الأساليب والأدوات الآمنة والمتاحة لتناسب احتياجات وظروف كل أسرة. على عكس الماضى، فقد استخدمت أجهزة وآليات غريبة وقد تكون غير فعالة لتحديد النسل. سنتناول في هذا المقال 6 وسائل غريبة لمنع الحمل قديمًا!

فكرة تحديد النسل

 افتتحت أول عيادة لتحديد النسل في الولايات المتحدة عام 1916 في مدينة نيويورك من قِبل مارغريت سانجر- Margaret Sanger، من أهم الدعاة للحق في استخدام وسائل منع الحمل. على ما يبدو أن الموافقة على مثل هذه العيادات كان أمرًا صعبًا آنذاك، إذ واجهت أول عيادة لتحديد النسل صعوبة في العثور على الأطباء. كما أُغلقت بعد فترة وجيزة جدًا من افتتاحها الأول. ومع ذلك، واصل الأطباء والباحثون سعيهم لإيجاد وصقل وسائل منع الحمل. فقد تحولت جهودهم إلى التقنيات المشهورة التي نستخدمها الآن. في حين أنه من الصعب العثور على وسائل منع الحمل المستخدمة قديمًا نظرًا لأن معظم المواد صغيرة ومصنوعة من مواد قابلة للتحلل الحيوي، إلا أن إلقاء نظرة على السجلات القديمة والتاريخية يعطي بعض التلميحات إلى بعض أشكال وسائل منع الحمل المستخدمة في الثقافات المختلفة على مدار التاريخ.

6- نبات السلفيوم

السلفيوم هو نبات منقرض، اشتُهر السلفيوم ونباتات نفس العائلة مثل Queen Anne’s Lace باستخدامهم الشعبي كوسيلة لمنع الحمل الطبيعية في العالم القديم. نما نبات السلفيوم في ليبيا وزُرع من أجل راتينجه بسبب فعاليته الشديدة. نفذ النبات بسرعة لكثرة الاستهلاك في مجالات وأغراض متعددة. كان لتلك النباتات تاريخًا طويلًا من الاستخدامات المتعلقة بالخصوبة، خاصة استخدامها كعامل مضاد للخصوبة. استخدم زيت وبذور هذه الأعشاب في بعض الأدوية ووصفات الطهي والعلاجات العشبية لإجهاض الأجنة. يعتبر الاستخدام المتكرر لتلك الأعشاب خطرًا، إذ يسبب تليف الكلى والكبد.

5- راتينج النباتات والفضلات الحيوانية

قديمًا تمكن الناس في بعض الحضارات مثل مصر القديمة من صنع مبيدًا طبيعيًا للنطاف. تكون من عجينة من صمغ شجرة السنط والعسل. تخمر العجينة وتنتج حمض اللبنيك الذي سوف تقتل الحيوانات المنوية الحية. يغمس الخليط في القطن وتوضع في المهبل لم تكن تلك الوصفة الشعبية هي القاتل الطبيعي الوحيد للحيوانات المنوية. فقد استخدم شيء من خليط روث التمساح وروث الفيل بنفس الطريقة، لكنها كانت منتشرة في بعض أجزاء آسيا.

4- تقويم الدورة الشهرية

في بداية التسعينيات، درس اثنان من أطباء أمراض النساء، الياباني كيوساكو أوجينو- Kyusaku Ogino والنمساوي هيرمان كناوس- Hermann Knaus الإباضة بعناية. وخلصوا إلى أنها تحدث عادة من 12 إلى 16 يومًا قبل بداية فترة الحيض. وأكدوا أيضا أن البويضة غير المخصبة فترة حياتها أقصر، ربما أقل من يوم واحد. يبدو أنهم استطاعوا إذًا تحديد ” الفترة الآمنة ” بدقة أكبر. فقد استطاعوا تقسيم الشهر إلى فترات آمنة وفترة خصوبة وفترة إباضة. بدا ذلك التقويم أشبه بالعجلة ذات المظهر المعقد استخدمتها المرأة كتقويم لدورتها الشهرية.

انتشرت بسرعة فكرة التقويم الزمني لفترة الأمان وفترة الإباضة. وتبنى نهجهم هذا كثير من الأطباء في أمريكا، من بينهم الطبيب الأمريكي ليو ج. لاتز- Leo J. Latz. فقد نصح لاتز بتجنب الجماع لمدة ثمانية أيام  – بالنسبة للنساء اللواتي لديهن دورة منتظمة مدتها 28 يومًا -. يبدأ هذا الامتناع قبل خمسة أيام من الإباضة، مع ثلاثة أيام إضافية من أجل السلامة. على الرغم من اعتقاد لاتز أن جهود أوجينو وكناوس جعلت طريقة الحاسبة الشهرية وسيلة فعالة لتحديد النسل ومنع الحمل، إلا أنها لم تكن الأكثر فعالية!  فكل جسم يختلف عن الآخر، وهناك الكثير من العوامل الخارجية التي يمكن أن تلعب دورها عند محاولة الحساب.

3- غطاء عنق الرحم

كان غطاء عنق الرحم موجودًا منذ قرون ولم يفقد شعبيته إلا مؤخرًا لأن الواقي الذكري وحبوب منع الحمل أصبحا أكثر انتشارًا. ومع ذلك، فإنه كان وسيلة هائلة لتحديد النسل. عادة ما يستخدم غطاء عنق الرحم مع مبيد أو قاتل آخر للحيوانات المنوية، وهو حاجز صغير يعمل كحاجز حول عنق الرحم. فلا يمكن للحيوانات المنوية المرور به. على مر القرون ، تطور شكل هذا الحاجز، وصنع من مواد خام متعددة مثل الجلد والمعدن والبلاستيك.ذُكر في السجلات أيضًا استخدام نصف ليمونة كقبعة عنق الرحم. فتعمل حموضة الليمون على الأرجح بمثابة قاتل طبيعي للنطاف. كما استخدموا بعض من مثانة الماعز أو الواقي الذكري المصنوع من الكتان.

2- الكي الكهربي

كانت تلك هي إحدى التقنيات التي غالبًا ما تم السعي إليها واستخدامها في أواخر القرن التاسع عشر. تعمل تقنية الكي باستخدام الكهرباء من خلال قضبان معدنية موجهة تجاه قناة فالوب. كان استخدام الأقطاب الكهربائية لإغلاق المسارات يهدف إلى منع البويضات من أن تصبح صالحة للتخصيب. لم تكن هذه التقنية معروفة بالضرورة بأنها ناجحة، وتسببت في قلق أكثر على السلامة، ومع ذلك فقد انتشرت واستمر استخدامها شعبيًا لعقود.

1- تناول الرصاص والزئبق

إذا كنت تبحث عن وسائل منع الحمل الأكثر خطورة حقًا، فلنتجه إلى عادات الصين القديمة. فقد كانت النساء في العصر الإمبراطوري يشربن عن قصد معادن مثل الزئبق لمنع الحمل . نعلم جميعنا اليوم أن تناول مثل هذه المواد لن تجعلك عقيمًا فحسب، بل ربما تجعلك مريضًا أو مجنونًا، أوقد تؤدي إلى فشل الأعضاء، أو تسبب أضرارًا أخرى دائمة. لكننا اليوم أمام ممارسة كانت فعالة نسبيًا في منع الحمل كما أنها كانت تستخدم على نطاق واسع على مدار التاريخ.

تلك هي 6 وسائل غريبة لمنع الحمل قديمًا. في النهاية، أيًا كانت طرق منع الحمل التي تختارها، فلا يجب عليك تجربة أيًا من الوسائل السابق ذكرها أعلاه ولا غيرها الذي لم يذكر من الطرق الغريبة والخطرة أحيانًا. كما يجب أن تعلم أيضًا أنه لا يوجد وسيلة من وسائل منع الحمل فعالة بنسبة 100 ٪.

المصادر
carrotmuseum
medicaldaily
case
plannedparenthood
healthline
globalcitizen

ما هي الثقافة؟ وما هي أنواع الثقافة وعناصرها؟

هذه المقالة هي الجزء 2 من 9 في سلسلة مقدمة في علم الاجتماع

منذ ولادتك في مجتمع معين، تكتسب كل شيئ تقريبًا من محيطك. وتؤثر ثقافة المجتمع الذي وُلدتَ فيه على كل تفصيلٍ من حياتك. من مراسيم الاحتفال بولادتك حتى نوع لباسك حتى أنواع الأطعمة التي تتناولها (وطريقة تناولها) حتى لغتك ومعتقداتك وقيمك حتى مراسيم زواجك وصولًا إلى مراسيم دفنك. قد تعتقد أنك تمارس حياتك بحرية تامة، لكن الحقيقة أنك تتأثر بجتمعك أكثر مما تعتقد. إذًا ما هو تعريف الثقافة؟ وما هي أنواع الثقافة وعناصرها؟ وما هي أبرز العادات الثقافية الغريبة بالنسبة لمجتمعنا؟

تعريف الثقافة

يُعنى علم الاجتماع بدراسة كل العناصر التي تشكل المجتمع وترسم خصائصه. وأبرز هذه العناصر، التي تشكل الهوية الاجتماعية وحتى الفردية، هي الثقافة. وعلى الرغم أن مصطلح “ثقافة” كثير الاستعمال، إلا أننا غالبًا لا نعرف تعريفه الدقيق، ولا نميزه عن الفن أو الحضارة. فما هي الثقافة تحديدًا؟

واختصارًا يمكن تعريف الثقافة بأنها نمط الحياة الذي يعتمده مجموعة من الأشخاص (أو مجتمع معين)، وهي تشمل كلًا من الدين والمعتقدات والقيم واللغة والعادات والتقاليد والطعام واللباس والفنون وغيرها.

تأخد الثقافة حيزًا كبيرًا من علم الاجتماع، حتى أنه تشعّب منه علم الثقافة – Culturology.

أنواع عناصر الثقافة

يصنّف علماء الاجتماع أنواع الثقافة نوعين:

  • الثقافة الرمزية (Non-material or symbolic culture)
  • والثقافة المادية (Material culture)

تشمل الثقافة الرمزية الأفكار المجردة والسلوكيات الرمزية واللغة المعتمدة في مجتمع معين، والتي تُعتبر ذات قيمة بالنسبة لأفراد هذا المجتمع. سنتناول فيما يلي البعض من عناصرها.

القيم والأعراف

القيم هي مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي يعتمدها مجتمع معين، وتتكون نتيجة تاريخ هذا المجتمع وتراكم تغيراته وتقاليده وتتأثر بمعتقداته خاصة الدينية والروحية منها.

أما الأعراف فهي ترجمة القيم بمجموعة من السلوكيات التي تُعد مقبولة أو محبذة ضمن إطار اجتماعي. وقد تكون هذه الأعراف مكتوبة على شكل قوانين، أو غير مكتوبة مثل التقاليد، إلا أنها في الحالتين تصوغ سلوك العدد الأكبر من الناس، وأي مُخالف لها يُنبذ عادًة في محيطه. في المقابل، يوجد عدد من التصرفات التي تعتبر ممنوعة اجتماعيًا أي تابوهات (حتى لو كان القانون يسمح بها).

وتحدد القيم والأعراف نظرة الأشخاص لمفهومي الصح والخطأ، فالتصرف المقبول بالنسبة لبيئة معينة قد يكون عارًا في بيئة أخرى. نذكر مثالًا على ذلك المُساكنة، التي تعتبر مرحلة طبيعية من العلاقة العاطفية في معظم المجتمعات الغربية، وتُعتبر غير مرغوب بها في مجتمعات أخرى.

من هنا، نشأت نظرية «النسبية الثقافية-Cultural relativism»، التي تعني أن الحكم على أي تصرف فردي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المحيط الثقافي والقيم والأعراف للمجتمع الذي ينتمي إليه الفرد نفسه.

العادات والتقاليد

ترتبط العادات والتقاليد بشكل كبير بالقيم والأعراف، وتتناقل إجمالًا بين الأجيال. وتتغير العادات من جيل إلى جيل، وهي أكثر تأثيرًا في المجتمعات المحافظة، أما المجتمعات الأكثر انفتاحًا تكون أقل تأثرًا بالعادات. العادات المرتبطة بمراسم الزواج تبين مدى الاختلاف بين الثقافات، ونذكر هنا بعض الأمثلة عنها:

في المكسيك والفيليبين، يعقد الزوجان حولهما عقدة من القماش أو الورود، للتعبير عن الوحدة والحب والالتزام.

في الصين، على الزوج أن يصيب الزوجة بثلاث أسهم، لضمان استمرارية الحب لوقت طويل. أما الزوجة فهي تحضر جلسات بكاء لمدة شهر قبل العرس، وذلك لجلب السعادة وتجنب البكاء بعد الزواج.

في كوريا الجنوبية يقوم رفاق العريس بضربه على رجليه بعيدان من الخشب، للتأكد أنه قادر على تحمل المسؤوليات والمتاعب.

الرموز

لكل مجتمع رموزه، يستخدمها أفراده للتواصل فيما بينهم والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم. منها الرموز غير اللفظية من حركات جسدية ويدوية وتعابير وجه وطرق سلام. وهي تختلف بين المجتمعات، من الأمثلة على ذلك رفع الإبهام في الولايات المتحدة الأميركية يعني الإعجاب أو التعبير عن الرضى، بينما في أستراليا تعني الحركة نفسها الإساءة.

اللغة

من أهم سبل التواصل بين أفراد المجتمع الواحد، ومن أهم معوقات التواصل بين بلدان مختلفة، هي اللغة.  بحسب فرضية سابير وورف (Sapir-Whorf hypothesis)، وهي فرضية عالمين الإناسة إدوارد سابير وبينجامين لي وورف، اللغة ليست فقط وسيلة للتواصل، بل هي أيضًا تساهم في بناء طريقة تفكيرنا. وبالعكس تساهم الأفكار الاجتماعية بتغيير وجه اللغات تدريجيًأ وفي تغيير المسميات.

(للتعرف أكثر على سمات اللغة، إضغط هنا.)

الثقافة المادية: وهي تعني حرفيًا كل العناصر الجسدية والمادية المُشكّلة لثقافة مجتمع معين.

الطعام

الطعام واحد من حاجات الإنسان الحيوية، لكنه منذ زمن بعيد أخذ حيزًا كبيرًا من الحياة الاجتماعية والثقافية للشعوب. فأصبحت مائدة الطعام تارةً رمزًا للألفة بين أبناء العائلة، تارةً رمزًا للضيافة والكرم بين الغرباء.

تختلف الأطعمة بين شعوب البلدان المختلفة، فبمجرد الحديث عن البيتزا أول ما يتبادر إلى ذهنك إيطاليا، وبمجرد الحديث عن السوشي ستفكر باليابان.

لكن نوع الطعام ليس وحده ما يختلف بين الدول، بل أيضًا طريقة الأكل وأدواته. ففي حين تستخدم شعوب الشوكة والملعقة للأكل، تستخدم أخرى العيدان (Chopsticks)، وأخرى تأكل باليدين المجردتين.

الملبس

كما الطعام كذلك الملبس، لم يعد محصورًا بدوره الأساسي في حماية الجسد من البرد، بل حمل منذ زمن بعيد معاني مختلفة: الجندر، الطبقة الاجتماعية، الثقافة أو البلد، العقيدة الدينية، وغيرها.

وتُعد الملابس من أكثر العلامات الثقافية ظهورًا، ففي حين لبس التنورة من قبل الرجال يعد غريبًا في أغلب المجتمعات، فالرجل الاسكتلندي يلبس التنورة في لباسه التقليدي. ومن منا لا يعرف اللباس الهندي التقليدي، والثوب الخليجي (مع الغترة والعقال)، والالبسة الأفريقية الملونة. كذلك بعض المجتمعات الأفريقية لا تجد في العُري أي عيب، في حين يُعتبر العُري جريمة يحاسب عليها القانون في دول أخرى.

اختلاف الثقافات والعرقية

العرقية هي اعتقاد الفرد أن ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه، وسلوكياته وأيديولوجياته هي أعلى شأنًا من ثقافات المجتمعات الأخرى، والميل إلى الحكم على ممارسات شعوب أخرى بفوقية. من أكثر الفترات عرقية في التاريخ هي فترة الاستعمار الأوروبي على أفريقيا. فقد قابل الأوروبيون شعوبًا مختلفة اللون والثقافة والعقيدة، فاعتبروهم شعوبًا متخلفة وغير حضارية. وقد استخدم الأوروبيون هذه الحجج لتبرير استعمارهم وجرائهم، معتبرين أن ثقافة الشعوب الأفريقية “خاطئة” وبالتالي عليهم تصحيحها.

ختامًا، تعيش البشرية اليوم أكثر مراحل العولمة والتبادل الثقافي والانفتاح الحضاري بين المجتمعات، مما عزز التعددية الثقافية. وعلى الرغم من بعض المخاطر التي تحملها العولمة على الهويات الثقافية، إلا أنها تسمح بالتعرف على الكنز الثقافي الغني لمختلف الشعوب، على أمل أن تخفف العرقية التي ما زالت سائدة، وتعزز احترامنا لثقافة بعضنا البعض.

انفوجرافيك مبسط عن ما هي الثقافة وأنواعها وعناصرها.

ما هي الثقافة؟ وما هي أنواع الثقافة وعناصرها؟

مصادر:

لماذا نبكي؟

لماذا نبكي؟

تجيب كارلي أوسبورن-Carly Osborn من جامعة Adelaide كلوديا البالغة من العمر 7 سنوات ونصف عن سؤالها لماذا نبكي؟

إن البكاء فعل يقوم به الجميع. أحياناً نبكي لأن أجسادنا تحاول تنظيف التراب من أعيننا لكن هذا لا يعد بكاء حقا، أليس كذلك؟ البكاء له علاقة بمشاعرنا!

فهناك صلة بين الجزء من دماغنا المسؤول عن المشاعر والقنوات في عيوننا حيث تنهمر الدموع.

يمكن لأطباء الطب أن يخبروكم المزيد عن ذلك. لكنني لدي دكتوراه في موضوع آخر وهو تاريخ العواطف، لقد تعلمت عن سبب بكاء الناس لأسباب مختلفة ووظيفتي هي أن أقارن اليوم بالماضي.

في أستراليا اليوم، معظم الأطفال يبكون عندما يحزنون، سواء كانوا فتيان أو فتيات. ولكن بمجرد أن يصبح هؤلاء الأطفال مراهقين، يبدو أن البكاء يكون أقل من بكاء الفتيات. هذا ليس لأن الأولاد لديهم أدمغة مختلفة أو قنوات دموع مختلفة عن البنات، بل لأن العديد من الأولاد الأستراليين يعتقدون أن البكاء محرج بعض الشيء.

ربما قيل لهم أن الأولاد لا يبكون أو أنهم يسخرون من أصدقائهم إذا بكوا في المدرسة.

في الواقع، من الطبيعي أن يبكي الأولاد و البكاء لا يعتبر دائماً محرجاً أو غير رائع.

تاريخ البكاء

منذ حوالي 500 سنة في انكلترا، اعتُبر البكاء رائعا جدا! واحدة من أشهر القصص في ذلك الوقت كانت عن الملك آرثر.

لقد كان بطلاً عظيماً والكثير من الأولاد أرادوا أن يكونوا مثله ووفقا للكتب والقصائد التي ألفت في ذلك الوقت، بكى الملك آرثر كثيرا، وأظهر البكاء للجميع أن لديه مشاعر حقيقية قوية جدا. في ذلك الوقت، ظن الناس أن هذا يجعله رجلاً عظيماً.

ثقافة البكاء حول العالم

كما أن سبب بكائنا يعتمد أيضا على بيئة سكننا وشكل عائلتنا.

فإذا كنت تعيش في بلد حيث من الطبيعي أن تعرب عن الكثير من المشاعر في العلن، مثل أمريكا، فمن المرجح أن تبكي على أشياء أخرى.

وإذا كنت تعيش في بلد لا يبدي فيه الناس عادة شعورهم، فأنت على الارجح لن تبكي كثيرا حتى لو شعرت بالحزن من الداخل.

على سبيل المثال، حاول الناس في اليابان لزمن طويل ألا يبكوا. ولكن مؤخرا، بدأ الناس يغيرون رأيهم بشأن البكاء. فالكتب والأفلام المحزنة جدا تزداد رواجا. حتى أنه هنالك نوادي للبكاء حيث يمكنك مشاهدة فيلم حزين مع اشخاص آخرين وتبكي جيدا ثم تذهب إلى البيت وتشعر بتحسن لأنك أفصحت عن الكثير من المشاعر الكبيرة!

وينطبق نفس الشيء على الأسر: إذا كان كل شخص في منزلك يحب أن يشارك الآخرين بمشاعرهم، ولا يخجل من البكاء أو الضحك أو الصراخ أو الرقص، فمن المرجح أن تبكي كلما شئت.

ولكن إذا كان أفراد عائلتكم لا يعربون عادة عن مشاعرهم، فستتعلمون أيضا أن تحتفظوا بمشاعركم في الداخل.

نحن نبكي لكي نظهر مشاعرنا

وكما ترون في هذه الأمثلة، فإن البكاء ليس مجرد شيء نقوم به بأنفسنا. غالبا ما يكون البكاء وسيلة لنري الآخرين كيف نشعر.

عندما تبكي سيعرف والديك، معلّموك أو أصدقاؤك أنه تنتابك مشاعر كبيرة وستشعر بتحسّن كبير إذا عانقتك أحدهم أو تحدثت عن مشاعرك لهم.

لماذا نبكي؟

حسنا، مبدئيا لأن أجسامنا صنعت لتقوم بذلك، ولكن لأن البكاء هو الطريقة التي يُظهِر بها الناس من حولنا مشاعرهم، ونتعلم أن نُظهِر مشاعرنا بالطريقة نفسها. فالبكاء يساعدنا على المشاركة والعناية، وأعتقد أن هذا شيء رائع!

المصدر:

The Conversation

لا تنس تقييم المقال 🙂

Exit mobile version