لماذا تثير الخلايا الجذعية الجدل ؟

لقد استخدمت الخلايا الجذعية في الطب أول مرة خلال عملية زرع نخاع عظمي للبالغين في عام 1996. وقد أنقذت علاجات الخلايا الجذعية كثيرًا من الأرواح. رغم ذلك، ولّدت الخلايا الجذعية الكثير من الجدل في السنوات الأربعين الماضية. ستتناول في هذا المقال أهم القوانين والنظم السياسية في تنظيم استخدام تلك الخلايا.

النظام الأساسي لتنظيم ومراجعة التجارب على البشر والحيوانات ؟

 في هذا الصدد، يمكن القول أن أبحاث الخلايا الجذعية ليست فريدة من نوعها. إذ يجب أن يسأل باحثو الخلايا الجذعية نفس الأسئلة -حول مسار أبحاثهم-التي يسألها أي باحث طبي حيوي آخر. تبدأ القضايا الأخلاقية التي يواجهها جميع الباحثين أثناء التجارب السريرية بطرح سؤال ذي مغزى، يكون للإجابة عنه قيمة علمية واجتماعية. ويمكن الوصول إليها من خلال الدراسة.

يجب موازنة مخاطر الضرر والفوائد المحتملة للمجتمع من تطوير المعرفة القابلة للتعميم في كل مرحلة من مراحل البحث.  وذلك لدعم الانتقال من المختبر إلى الدراسات على الحيوانات، ومن الحيوانات إلى البشر. إن تقليل مخاطر الضرر، واختيار وتوظيف المرضى المناسبين، وتجنب سوء الفهم العلاجي، كلها أبحاث مهمة، لا سيما في دراسات المرحلة الأولى على الإنسان ودراسات المرحلة المبكرة الأخرى. [١] تم اشتقاق أول خط خلايا جذعية جنينية في عام 1998. مما أدى إلى واحدة من أكثر النقاشات العامة والحيوية والمستعصية في أخلاقيات البحث.

الوضع الأخلاقي للجنين

 من الضروري أولاً تدمير الجنين البالغ من العمر 5 أيام قبل التجربة.  ويجادل معارضو أبحاث الخلايا الجذعية بأنه نظرًا لأن الجنين قادر على النمو إلى كائن بشري، فإنه يتمتع بمكانة أخلاقية مهمة. لذلك، فإن تدميرها غير أخلاقي.

انعكست الآثار الأخلاقية لأبحاث الخلايا الجذعية في الولايات المتحدة على سياسة التمويل الفيدرالية وعلى الإشراف على الأبحاث. ففي عام 2003، أنشأت الأكاديمية الوطنية للعلوم (NAS) لجنة لوضع مبادئ توجيهية للمؤسسات والباحثين الذين يجرون أبحاثا عليها. وأوصت بإنشاء لجان الإشراف على أبحاث الخلايا الجنينية للمساعدة في مراجعة البحث. كما تتضمنت إرشادات المعاهد الوطنية للصحة الصادرة بعد توسيع التمويل الفيدرالي لعام 2009. وأوصت بالإشراف على الأبحاث حول الخلايا البشرية متعددة القدرات. وتناولت أسئلة الموافقة من جميع المتبرعين بالمواد الحيوية، وإنشاء واستخدام الأجنة لأغراض البحث.

أنشِأت العديد من المؤسسات البحثية مثل “ESCROs أو SCROs” لمراجعة أبحاث الخلايا الجنينية والمستحثة. مع تنوع أبحاث تلك الخلايا، أصبح الإشراف الأخلاقي أكثر تنوعًا أيضًا. فقد أثيرت أسئلة بخصوص الحاجة المستمرة للجان المتخصصة مثل “ESCROs و SCRO”.  ومع ذلك، من المرجح أن تستمر إرشادات NAS في تقديم الإرشادات لمجموعة متنوعة من هيئات الرقابة التي تقوم بمراجعة أبحاث الخلايا الجذعية.[٢]

العدل في أبحاث التجارب العلمية وعلاجها

 يعدّ العدل اعتبارًا ضروريًا، لكنه يهمَل في جلّ الأبحاث العلمية. في العديد من التقنيات الحيوية الجديدة، يمكن أن تكون التدخلات والمنتجات القائمة على الجينات والخلية والطب التجديدي مكلفة للغاية وتستغرق وقتًا وعمالة كبيرة في التطوير والاستخدام. وبالتالي، تتطلب العدالة الانتباه إلى تكاليف تطوير علاجات الخلايا الجذعية وإتاحتها، بهدف تقليل الفوارق غير العادلة في الوصول. وتعتبر التكلفة مصدر قلق قياسي بالنسبة للعدالة التوزيعية.

 يتم تناول اعتبارات العدالة في أبحاث الخلايا وعلاجها بعدة طرق. الأول هو سياسة وممارسة البنوك الحيوية. إن الأساس المنطقي للبنك العام للخلايا الجذعية هو توفير مورد لزرع الخلايا الجذعية السرطانية المكونة للدم لأي شخص تقريبًا. من الناحية المثالية، يمكن للجهود المصرفية واسعة النطاق تخزين سلالات مختلفة كافية من الخلايا متعددة القدرات على نطاق واسع، واستخدامها في تطبيقات الطب التجديدي، وذلك لتوفير تطابق جيد لجميع سكان الولايات المتحدة تقريبًا. ومع ذلك، لا تزال الأنظمة الشاملة لجمع وتخزين واستخدام تلك الخلايامن مختلف الأنواع في المراحل الأولى من تطوير التكنولوجيا والسياسات.

تتحدد العديد من التحديات العلمية والعملية والأخلاقية في ضمان التوافر الواسع لمطابقات المحتاجين. فالبنوك الحيوية واسعة النطاق لخطوط الخلايا الجذعية لديها القدرة على زيادة الوصول إلى العلاجات بشكل كبير مع خفض التكاليف. ولكن نظرًا لأن التطابقات المتاحة قد لا تكون مثالية، فإن الموازنة بين أضرار ومزايا البنوك الحيوية تظل أمرًا بالغ الأهمية.

كيف يؤثر السوق علي التجارب السريرية ؟

إن التجارب التي تتم في سياق الخلايا الجذعية متمثلة في أن العمل المهم المكرس لتحسين صحة الجمهور يتم في نظام السوق مع ضغوط المنافسة والتسويق المصاحبة له. فإن الممارسة السليمة في التجارب السريرية، والمناقشة الدقيقة في وسائل الإعلام، وحتى السعي لتحقيق التوازن بين الشفافية العلمية ومشاركة البيانات ومصالح الملكية الفكرية للصناعة كلها لها آثار عدالة مهمة.

مع تقلص تمويل الأبحاث وتنامي الضغوط التنافسية. قد يصبح من الصعب بشكل متزايد التحرك بشكل متعمد نحو التجارب السريرية وتخصيص موارد البحث بحكمة. يتم تعلم المزيد حول كيفية تقليل مخاطر الضرر الناجم عن إنشاء واستخدام الخلايا الجذعية مع استمرار زيادة تكاليف التقدم الدقيق. كلما قل عدد الموارد التي نمتلكها، زادت أهمية تخصيص الأموال لزيادة احتمالية تطوير المعرفة في المجالات التي تتسم بأكبر قدر من الآمال والحاجة السريرية.[٣]

إن تحسين صحة الإنسان مسعى اجتماعي وليس مجرد هدف علمي. ويقدم الباحثون مساهمات حيوية في وجهات النظر المجتمعية حول قيمة التقدم العلمي وأفضل اتجاهاته. من المفيد للباحثين أن يضعوا في اعتبارهم التطبيقات على مستوى السكان لأبحاث الخلايا الجذعية. بالإضافة إلى تأثيرات العلاج باستخدام تلك الخلايا على صحة الفرد.

في جميع مجالات أبحاث الخلايا الجذعية وعلاجها، ستلعب الدراسة والمناقشة الدقيقة لأفضل المسارات الانتقالية، كما تراها الأخلاق والعلم دورًا حيويًا في تحقيق التوازن بين الأمل والضجة في المستقبل، حيث يواصل هذا المجال التقدم السريع.

المصادر

  1. Bioethical Issues – Stem Cells (bioethics.org.au)
  2. Acid-bath stem-cell study under investigation | Nature
  3. Ethical issues in stem cell research and therapy | Stem Cell Research & Therapy | Full Text (biomedcentral.com)

متلازمة الشخص المتيبس؛ تعرف على المرض الذي أصاب سيلين ديون

أعلنت مغنية البوب الكندية سيلين ديون عن إصابتها بمرضٍ نادر لغاية وهو “متلازمة الشخص المتيبس” Stiff Person Syndrome، وهذا بدوره ما أدى إلى ذهولٍ شديد أصاب كل محبي المغنية الشهيرة، فما قصةٌ هذا المرض النادر؟ وما هي أعراضه؟ وهل يمكننا علاجه أو التخفيف من توابعه؟

ما هي متلازمة الشخص المتيبس Stiff Person Syndrome؟

هي مرضٌ عصبي نادر يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويصيب واحدًا من كل مليون شخص. يُعاني المصاب بهذه المتلازمة من الكثير من المشاكل والأعراض، أبرزها آلام العضلات وتشنجاتها بالإضافة إلى التصلب وفقدان القدرة على الحركة.

عُرف هذا المرض النادر للمرة الأولى في عشرينيات القرن الماضي، وكان مصطلح “متلازمة الرجل المتيبس” Stiff man Syndrome هو أول مصطلح صُك لهذه الحالة المؤسفة؛ وهذا لأن الأطباء كانوا يصفون كل من يُصاب بالمرض “بالرجل المُتخشب” Wooden man.

حتى الآن لا يوجد سبب واضح وراء هذا المرض العصيّ، ولكن وفقًا لدكتور سكوت نيوسوم، وهو المدير لمركز متلازمة الشخص المتيبس بمؤسسة جونز هوبكنز، فإن الجهاز المناعي له دورٌ في الإصابة؛ فالجهاز المناعي ينتج أجسامًا مضادة تهاجم أنسجة الجسم وخلاياه العصبية، وبالمناسبة، تشخيص هذه المتلازمة أمرٌ صعبٌ للغاية، وقد لا يستطيع الأطباء تشخيصها من الأساس.

أعراض متلازمة الشخص المتيبس

لسوء الحظ أن هذه المتلازمة قد تصيب كل الفئات العمرية مع العلم أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بها هي الفئة التي تتراوح أعمارها من 30- 60 سنة (سيلين ديون تبلغ من العمر 54 عامًا)، ولحسن الحظ أنها نادرة للغاية، فهي تصيب شخصًا من بين كل مليون شخص كما ذكرنا سالفًا.

أما عن الأعراض الواضحة لهذه المتلازمة فهي كالآتي:

  • تيبس العضلات بشكل ملحوظ مع تضخمها، وهذا يتضح جليًا في عضلات الجذع والبطن بشكل تدريجي إلى أن يتفاقم التضخم، ويظهر بدرجةٍ أقل في عضلات الذراعين والساقين.
  • تشنج العضلات: وبالحديث عن عضلات الذراعين والساقين، فمن المُلاحظ أن المصابين بهذه المتلازمة قد يعانون من تشنجات عضلية حادة ومؤلمة لدرجة أنها قد تصل إلى خلع أو التواء في المفاصل.
  • مشاكل في المشي والسقوط وصعوبة التحكم في وضعية الجسم: فمن المنطقي أن تيبس العضلات وتشنجها سيؤدي بدوره إلى صعوبة الاتزان وبالتالي قد يسقط الإنسان عند المشي أو الحركة.
  • مشاكل التنفس: ليست عَرضًا دائمًا، ولكنها قد تحدث في حالة إذا ما أثّر المرض على عضلات الجهاز التنفسي، وهذا ما قد لا يُحمد عقباه؛ إذ إن حياة المصاب تكون معرضة للخطر بشكل كبير.

هذه المتلازمة في حد ذاتها ليست مميتة، ولكنها بالتأكيد تؤثر على جودة الحياة، ومثلها مثل الكثير من الأمراض المزمنة، نراها مرتبطة بشكل أو بآخر بتفاقمات نفسية قد تقلل من العمر المتوقع للشخص المصاب بها.

ما علاقة المتلازمة بالصوت؟

علّ أحد أكثر الأسئلة التي قد ترد على حضراتكم وعلى أذهان كل محبي سيلين ديون هو هذا السؤال: ما علاقة متلازمة تسبب تيبس العضلات بالأحبال الصوتية؟ والإجابة الجلية هي أن الأحبال الصوتية يتم التحكم فيها من خلال الجهاز العصبي المركزي، والذي تؤثر عليه المتلازمة بالفعل، وبالتالي يحدث خلل Malfunction في الأحبال الصوتية وحركتها.

كيف يتم تشخيص الإصابة بمتلازمة الشخص المتيبس ومن هم الأكثر عُرضةً للإصابة بها؟

مثل بقية الأمراض الأخرى، من المنطقي أن يتم تشخيص الإصابة بهذه المتلازمة عن طريق الأعراض الواضحة أمامنا مثل تيبس العضلات وتقلصاتها، وبالتحديد عضلات البطن والجذع كما ذكرنا، ولكنّ هذا ليس كافيًا، فهذه الأعراض لا تعني بالضرورة الإصابة بالمتلازمة، ولهذا السبب نلجأ لاختبارات أخرى مثل الاختبارات الدموية، وكشف تخطيط كهربية العضلات EMG.

الجدير بالذكر أن هذه المتلازمة تشيع في النساء أكثر منها في الذكور، وكما أسلفنا فإن أي فئة عمرية معرضة للإصابة بمتلازمة الشخص المتيبس، وأضف إلى ذلك أن المصابين بداء السكري، أو بأمراض الغدة الدرقية، أو بسرطان الثدي أو القولون أو الرئة معرضون لتفاقم الإصابة أكثر من غيرهم.

هل مِن علاج لهذه المتلازمة؟

للأسف الشديد لا يوجد علاج نهائي لمتلازمة الشخص المتيبس، ولهذا نجد الأطباء يلجؤون إلى التركيز على تسكين الآلام والأعراض، وعادةً ما يكون العلاجُ خليطًا من العلاجات الدوائية وغير الدوائية. يمكن علاج التشنجات والتيبس عن طريق مُرخيات العضلات وحُقن “البوتوكس”، أما عن الأعراض الأكثر حدة فتُعالج باستخدام العلاج المناعي ومثبطات المناعة.

أما عن العلاج غير الدوائي، فيتمثل في العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي CBT، وهذا للتخفيف من المشاعر التي قد تؤدي إلى تشنج العضلات، بالإضافة إلى زرع ثقافة التعايش مع المرض. وأخيرًا، هناك علاجات أخرى مثل العلاج الطبيعي، والعلاج المائي Aqua Therapy، والعلاج بالحرارة Heat Therapy، يمكنها التخفيف من معاناة بعض المصابين.

المصادر:

  1. Yale Medicine
  2. NIH
  3. John Hopkins Medicine

كيف استخدمت الخلايا الجذعية لعلاج الضمور البقعي؟

ما هو الضمور البقعي؟

الضمور البقعي هو فقدان رؤيتك المركزية. لا يمكنك رؤية التفاصيل الدقيقة، سواء كنت تنظر إلى شيء قريب أو بعيد. لكن الرؤية المحيطية (الجانبية) ستظل طبيعية. على سبيل المثال، تخيل أنك تنظر إلى ساعة بعقارب، قد ترى أرقام الساعة ولكنك لن ترى  العقارب. يعد الضمور البقعي السبب الأكثر شيوعًا لفقدان البصر الشديد بين الأشخاص الذين يبلغون من العمر خمسين  عامًا أو أكثر.

أنواع الضمور البقعي 

أولاً الضمور الجاف 

 هذا النوع هو الأكثر شيوعًا. فحوالي 80 ٪ من المصابين بالضمور البقعي لديهم الشكل الجاف. سببها الدقيق غير معروف، على الرغم من أنه يعتقد أن كلا من العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا في الإصابة به. يحدث هذا عندما تتحلل الخلايا الحساسة للضوء في البقعة ببطء، بشكل عام في عين واحدة في كل مرة. عادة ما يكون فقدان الرؤية في هذه الحالة بطيئًا وتدريجيًا. 

ثانياً الضمور الرطب 

على الرغم من أن هذا النوع هو الأقل شيوعًا، إلا أنه غالبا  ما يؤدي إلى فقدان البصر لدى المرضى أكثر من الضمور الجاف، فالسبب الأكثر شيوعًا لفقدان البصر الشديد. يحدث الضمور الرطب عندما تبدأ الأوعية الدموية غير الطبيعية في النمو تحت الشبكية. تتسرب السوائل والدم -من هنا جاء اسم الضمور البقعي الرطب- ويمكن أن تخلق بقعة عمياء كبيرة في وسط المجال البصري.[١]

أعراض الضمور البقعي المرتبطة بالعمر

  1. رؤية ضبابية.
  2. صعوبة التعرف على الوجوه المألوفة.
  3. تبدو الخطوط المستقيمة مموجة.
  4. تظهر منطقة مظلمة فارغة أو بقعة عمياء في مركز الرؤية.
  5. فقدان الرؤية المركزية الضرورية للقيادة والقراءة والتعرف على الوجوه.
  6. وجود البراريق وهي رواسب صفراء صغيرة في شبكية العين، أحد أكثر العلامات المبكرة شيوعًا للضمور البقعي المرتبط بالعمر. قد يعني ذلك أن العين معرضة لخطر الإصابة بمزيد من الضمور.

تشخيص الضمور البقعي المرتبط بالعمر

  1. اختبار حدة البصر؛ يقيس اختبار مخطط العين المشترك قدرة الرؤية على مسافات مختلفة.
  2. اتساع حدقة العين؛ يتم توسيع حدقة العين بقطرات للعين للسماح بفحص شبكية العين عن قرب.
  3. تصوير الأوعية بالفلوريسين؛ يستخدم هذا الاختبار التشخيصي للكشف عن الضمور البقعي الرطب المرتبط بالعمر. ويتضمن حقن صبغة خاصة في وريد الذراع، ثم يتم التقاط الصور أثناء مرور الصبغة عبر الأوعية الدموية في شبكية العين. مما يساعد الطبيب على تقييم نسبة تسرب الأوعية الدموية وما إذا كان يمكن علاج التسرب أم لا.
  4. «شبكة أمسلر _Amsler grid»؛ يستخدم هذا الاختبار للكشف عن الضمور البقعي الرطب المرتبط بالعمر. ويستخدم شبكة تشبه رقعة الشطرنج لتحديد ما إذا كانت الخطوط المستقيمة في النمط تبدو متموجة أو مفقودة للمريض.  قد تشير كل الأدلة إلى احتمال الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر.[٢]

كيف تم استخدام الخلايا الجذعية لعلاج الضمور البقعي؟ 

عادةً ما تستخدم بنوك العيون القرنيات فقط، متجاهلة الجزء الخلفي من العيون المتبرع بها والتي تحتوي على خلايا RPE و”هي طبقة من الخلايا الصبغية خارج شبكية العين الحسية العصبية التي تغذي الخلايا البصرية للشبكية والتي تحتوي على  المستقبلات الضوئية “، لذلك كان هذا النسيج متاحًا لمجموعة التجارب التالية.

قام الفريق بتشريح الطبقة الظهارية للشبكية، واتبع البروتوكول لخلايا دماغ الفأر، ووفر لها  عوامل النمو لمساعدتها على الانقسام، وتابعها  بعناية. مندهشين ، وجد الفريق  أن حوالي من ثلاثة إلى خمسة بالمائة أنتجت  مستنسخات هائلة تحتوي على ذرية جديدة جميلة من RPE. ونظرًا لقدرتها على التجدد،  يجب أن تكون هناك طريقة لاستخدام هذه الخلايا الجذعية RPE البالغة لتعويض تلك المفقودة في البقعة قبل موت المستقبلات الضوئية. فزرعت  الخلايا الجذعية RPE لمدة أربعة أسابيع قبل حقنها. أظهرت التجربة أن استخدام هذه الخلايا التي تبلغ مدتها أربعة أسابيع يمكن أن يمنع العمى لدى الفئران، وعلى أساس هذه البيانات قدمت إلى منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لإجراء التجارب على البشر.[٣] ومن هنا يمكننا القول إن  الخلايا الجذعية تمكنت من علاج الكثير من الأمراض التي كان علاجها يبدو مستحيلاً. 

المصادر 

  1. What Is Macular Degeneration? – American Academy of Ophthalmology (aao.org)
  2. Age-Related Macular Degeneration (AMD) | Johns Hopkins Medicine
  3. Retinal Pigment Epithelium Culture;a Potential Source of Retinal Stem Cells – PMC (nih.gov)

كيف أدى استنساخ النعجة دوللي إلى فتح أبواب الهندسة الوراثية؟

نجح العلماء في استنساخ «دوللي_Dolly» عام 1997 من خلال عملية نقل نووي من خلية متمايزة من نعجة أخرى. افترض علماء الأحياء -حتى ذلك الحين- أن الخلايا البالغة تفتقر إلى القدرة على النمو لتصبح كائنًا حيًا جديدًا يعمل بكامل طاقته. وعندما تتمايز الخلايا بشكل لا رجعة فيه إلى خلايا جلد أو كبد أو دماغ، فإن العديد من الجينات تتوقف عن العمل بشكل فعال. ومع ذلك، فإن العديد من تلك الجينات المعطلة ضرورية في الواقع لنمو كائن حي جديد. لهذا السبب فشلت تجارب الاستنساخ السابقة مع الحمض النووي من الخلايا المتمايزة. لكن تمكن العلماء الآن من ذلك، عن طريق نقل الحمض النووي البالغ إلى خلية بويضة منزوعة النواة، حيث تحدد بروتينات الأم وجزيئات الإشارة القطبية “الطرف الأمامي” للجنين وتحفز التعبير عن مجموعات أخرى من الجينات في مناطق محددة. بدون هذه البروتينات والجزيئات، لن يبدأ الجنين في النمو، ومن هنا فتح باب جديد في العلم وهو الهندسة الوراثية. [١]

ما هي الهندسة الوراثية؟

الهندسة الوراثية هي عملية قطع ولصق للحمض النووي من مصادر مختلفة إلى داخل الخلية. ويمكن أن تكون هذه الخلايا جزءًا من كائن حي متعدد الخلايا مثل النبات، أو داخل خلية واحدة، مثل البكتيريا.

إمكانات هائلة للهندسة الوراثية في الطب

1. تطوير عقاقير جديدة

 قبل دوللي بفترة طويلة، تمت هندسة العديد من الحيوانات وراثيًا لأغراض طبية مختلفة، إذ صمّمت الأغنام والماعز لتنتج البروتينات البشرية في حليبها، مثل عوامل التخثر لعلاج أمراض الدم مثل الهيموفيليا. وعُدِّلت أجهزة المناعة لدى الخنازير لتشبه تلك الخاصة بالبشر بحيث يمكن زرع أعضائهم في البشر دون رفض مناعي. وغُيِّرت الفئران وراثيًا لتصبح سمينة أو لتطوّر أمراضًا معينة للسماح للعلماء بدراسة الاضطرابات ذات الصلة في البشر.

التجارب على هذه الحيوانات معقدة وتستغرق وقتا طويلاً. عندما تتكاثر بشكل تقليدي، فإن نسبة من النسل تفقد الصفات المرغوبة. وعلى الناحية الأخرى، تحتفظ الحيوانات المستنسخة بصفاتها الخاصة لأجيال عديدة. كما أن اختبار العقاقير على كميات كبيرة من الحيوانات المتطابقة قدر الإمكان يساعد الباحثين على استخلاص إحصائيات أكثر موثوقية.

2. تربية الماشية

 يمكن استنساخ الماشية أو الخيول أيضًا. وقد تحول منتجو لحوم البقر والألبان إلى شركات خاصة مثل Advanced Cell Technology لاستنساخ أفضل سلالات حيواناتهم، ويتوقعون أن ينتج النسل نفس الإنتاج الضخم من لحم البقر والحليب.

3. الحفاظ على التنوع البيولوجي

استخدم العلماء الاستنساخ بالفعل للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. حيث استنسخ الغور الآسيوي (Bos gaurus) وهو نوع ضخم من الماشية البرية، عام 2001 باستخدام بقرة منزلية (Bos taurus) كأم بديلة. وولد الجور بصحة جيدة، لكنه مات من الزحار الشائع بعد 48 ساعة فقط.  

4. إنتاج الأنسولين

 الأنسولين هو بروتين ينظم نسبة السكر في الدم ويفرزه الجسم البشري بكميات مناسبة في الأشخاص الأصحاء. ويفتقد الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الأول لما يكفي من الأنسولين. لذلك يظل سكر الدم مرتفعًا، إلا إذا قاموا بحقن الأنسولين الخارجي بأجسادهم. يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى تلف أعضائنا، مثل الكلى والجهاز القلبي الوعائي.

 يُصنَع الأنسولين عادة بواسطة خلايا في البنكرياس، ولكن يصعب نمو هذه الخلايا في المختبر. لهذا السبب، قرر العلماء إيجاد طريقة أسهل لصنع الأنسولين. فقطعوا جزيئًا من الحمض النووي المنتج للأنسولين من خلايا البنكرياس وألصقوها في الخلايا البكتيرية. وبالطبع تنمو البكتيريا بسرعة كبيرة في المختبر عند توفير البيئة المناسبة لها. وبذلك أصبحت البكتيريا المعدلة تنتِج الأنسولين، الذي يمكن عزله بسهولة ثم إعطاؤه للمرضى. باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية، وجد العلماء علاجًا مناسبًا لمرض السكري وبتكلفة زهيدة.

5. اللقاحات

تعد اللقاحات إحدى أهم تطبيقات الهندسة الوراثية، حيث تستخدَم تقنية الحمض النووي معاد التركيب في إنتاج اللقاحات ضد الأمراض. وتحتوي اللقاحات على شكلٍ من أشكال الميكروبات المعدية غير القادرة على التسبب بالأمراض، ولكنها تمكن جهازنا المناعي من تكوين أجسامٍ مضادة واقيةٍ ضد الميكروبات المعدية.

يتم تحضير اللقاحات عن طريق عزل المستضد أو البروتين الموجود على سطح الجزيئات الفيروسية. كما ينتَج عدد قليل من اللقاحات عن طريق استنساخ الجينات، كاللقاحات المصنوعة ضد التهاب الكبد الفيروسي، وفيروس الهربس البسيط، ومرض الحمى القلاعية. 

6. الاستنساخ العلاجي 

يستخدم الاستنساخ لأغراض التكاثر والعلاج بنفس الأساليب. لكن يدمر الاستنساخ العلاجي الجنين بعد بضعة أيام من النمو من أجل حصاد الخلايا الجذعية الجنينية. إذ لديها القدرة على النمو كأي نوع من الخلايا في الجسم. على سبيل المثال، يمكن زرع الخلايا الجذعية لتحل محل الأنسجة التالفة في أدمغة المرضى الذين يعانون من أمراض غير قابلة للشفاء مثل مرض باركنسون أو ألزهايمر، أو في كبد الأشخاص الذين يعانون من فشل الكبد. ولكن ما زال هناك جدل حول استخدام الخلايا الجذعية الجنينية في هذه التجارب، لذا تم استبدالها بخلايا أخرى. [٢]

كيف استبدل العلماء الخلايا الجنينية بالخلايا الجذعية المستحثة؟ 

اكتشف الباحثون في السنوات الأخيرة بدائل محتملة للخلايا الجذعية الجنينية. ففي عام 2006، تمكن الباحثون لأول مرة من تحويل خلايا الفئران الجسدية البالغة إلى خلايا جذعية متعددة القدرات، مما يعني أن الخلايا البالغة يمكن أن تتحول إلى أي نوع آخر من الخلايا. كان هذا إنجازًا علميًا عظيمًا بحق! فبعد فترة وجيزة، نجح الأسلوب نفسه مع الخلايا البشرية، مما أدى إلى إنتاج ما يسمى بالخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات (iPS).  وقد صنع الباحثون خلايا iPS عن طريق إدخال أربعة جينات في جينوم الخلايا الجسدية. وترمز هذه الجينات الأربعة لعوامل النسخ وهي المفاتيح التي يمكنها تشغيل أو إيقاف نشاط الجينات الأخرى. ومن المدهش حقًا أن أربعة جينات فقط يمكن أن يؤدوا مثل هذا التغيير الجوهري في أجسادنا.

ما هي مخاطر استخدام الخلايا المستحثة؟

لا تزال هناك مخاطر وتحديات كبيرة، فتوصيل الجينات إلى الخلايا يمثل تحديًا. وقد استخدم العلماء الفيروسات لإدخال الجينات الأربعة، لكن تسبب تلك الفيروسات السرطان في بعض التجارب على الحيوانات. فطُوِّرت طرق أخرى أكثر أمانًا منذ ذلك الحين. وأظهرت تجارب أخرى أنه يمكن استبدال اثنين من الجينات الأربعة بجينات أخرى، ويمكن حذف البعض كذلك.

يمكن أن تؤدي الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات iPS إلى ظهور العديد من أنواع الخلايا المختلفة، ولكنها تختلف عن الخلايا الجذعية الجنينية بشكل كبير، كموقع العلامات فوق الجينية (الإبيجينية) الخاصة بها. من الصعب أيضًا إنتاج حيوانات حية مثل الفئران باستخدام الخلايا الجذعية المستحثة مقارنة بالخلايا الجذعية الجنينية. ويحمل البحث في الخلايا المستحثة آمالا كبيرة للطب التجديدي. ومع ذلك، لن يكون قادرًا -كما يشير بعض العلماء- على استبدال الدراسات على الخلايا الجذعية الجنينية بشكل كامل حتى الآن، فهناك حاجة إلى مزيد من البحث. [٣]

المصادر 

  1. Scientists Made 4 Clones of Dolly The Sheep – Here’s What Happened to Them All : ScienceAlert
  2. genetic engineering – Process and techniques | Britannica
  3. Stem cells: past, present, and future | Stem Cell Research & Therapy | Full Text (biomedcentral.com)

الحرائك الدوائية: رحلة الدواء عبر الجسم

يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على الفعالية العلاجية للدواء، بما في ذلك الحرائك الدوائية، وهي رحلة الدواء في الجسم، وتمر بأربع مراحل مختلفة وهي: الامتصاص، والتوزيع، والتمثيل الغذائي، والإطراح، يرمز لها إختصارًا ADME. يتمثل الامتصاص في كيفية انتقال الدواء من موقع الإعطاء إلى موقع التأثير، أما التوزيع فيصف رحلة الدواء عبر مجرى الدم إلى أنسجة الجسم المختلفة. و بالنسبة للتمثيل الغذائي يتجلى في العملية التي تكسر الدواء، ثم أخيرًا الإطراح وهي عملية إخراج الدواء من الجسم.

حركية الدواء:

هي فرع معين من علم العقاقير يدرس ما يفعله الجسم بالدواء. تتضمن هذه الدراسة:

  • معدل امتصاص وتوزيع مادة كيميائية
  • معدل ومسارات استقلاب الدواء وإفرازه
  • تركيز الدواء في البلازما بمرور الوقت

ما هي الخطوات الأربعة للحركية الدوائية؟

1- الامتصاص/absorption:

كيفية دخول مادة كيميائية إلى الجسم، يتعلق الامتصاص بحركة هذه المادة من موقع الإعطاء إلى مجرى الدم. يعتمد معدل ومدى امتصاص الدواء على عوامل متعددة، منها: طريقة إعطاء الدواء والتركيب والخصائص الكيميائية للدواء والتفاعلات الدوائية والغذائية. هناك أربعة طرق رئيسية لإعطاء الدواء:

  • الابتلاع عن طريق الجهاز الهضمي
  • الاستنشاق عن طريق الجهاز التنفسي
  • التطبيق على الجلد
  • الحقن وهنا يصل الدواء مباشرة إلى مجرى الدم

تَدخل المركبات المحقونة فقط مباشرة في الدوران الجهازي (مجرى الدم). بالنسبة للأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الاستنشاق أو التطبيق على الجلد، فيجب أولًا أن تعبر المواد الكيميائية غشاءا قبل الدخول لمجرى الدم. يؤثر إعطاء الدواء بهذه الطرق على التوافر البيولوجي للدواء، وعلى جزء الشكل النشط للدواء الذي يدخل مجرى الدم ويصل بنجاح إلى موقعه المستهدف. بمعنى آخر لا يحدث لهذه الأدوية امتصاص كامل، بعبارة أخرى يحدث توصيل أقل للدواء إلى موقع التأثير، وذلك بسبب استقلاب العديد من الأدوية قبل الوصول إلى مجرى الدم.

4 طرق يَعبُر من خلالها الدواء الغشاء للوصول إلى مجرى الدم.

  • الانتشار السلبي: ينتقل الجزيء من منطقة عالية التركيز إلى منطقة ذات تركيز منخفض. هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا لامتصاص الدواء.
  • الانتشار الميسر: ينتقل الجزيء من منطقة عالية التركيز إلى منطقة ذات تركيز منخفض بمساعدة البروتينات الحاملة في الغشاء.
  • الانتشار النشط: عملية تعتمد على الطاقة يتطلب خلالها الجزيء طاقة على شكل ATP لعبور الغشاء.
  • الالتقام الخلوي: عندما يتم نقل دواء أكبر من خلال غشاء عن طريق غشاء الغشاء.

2- التوزيع/distribution:

بمجرد امتصاص الدواء، ينتقل من موقع الامتصاص إلى الأنسجة حول الجسم. عادة ما يتم هذا التوزيع من جزء من الجسم إلى آخر عبر مجرى الدم، وقد يحدث أيضًا من خلية إلى أخرى. يفحص الباحثون المكان الذي تنتقل إليه المادة الكيميائية، ومعدل وصولها إلى مواقع معينة، ومدى التوزيع للمساعدة في تحديد الفعالية. يمكن أن تؤثر العديد من العوامل هنا، مثل تدفق الدم، والدهون، وربط الأنسجة وتأثير الحجم الجزيئي، وكيف يتفاعل الدواء مع مكونات الدم، مثل بروتينات البلازما.

على سبيل المثال، عقار مثل الوارفارين شديد الارتباط بالبروتين، مما يعني أن نسبة صغيرة فقط منه تبقى حرة لممارسة آثارها العلاجية. إذا أعطِي دواء شديد الارتباط بالبروتين مع الوارفارين، فإنه يمكن أن يحل محل الوارفارين من موقع الارتباط بالبروتين ويزيد من الكمية التي تدخل مجرى الدم.

بالإضافة إلى ذلك، توجد حواجز تشريحية في أعضاء معينة مثل الحاجز الدموي الدماغي، مما يمنع بعض الأدوية من الدخول إلى أنسجة المخ. الأدوية ذات الخصائص المعينة، كالوزن الجزيئي، أو أن تكون المادة محبة للدهون، أو حجمها صغير، تكون أكثر قدرة على عبور حاجز الدم في الدماغ.

التمثيل الغذائي/الاستقلاب/metabolism:

التمثيل الغذائي للدواء هو التحول البيولوجي للدواء عن طريق الأعضاء أو الأنسجة (في المقام الأول الكبد أو الكلى أو الجلد أو الجهاز الهضمي) بحيث يمكن إفراز الدواء. لتسهيل الإزالة عن طريق البراز أو البول، يتم تغيير مركب الدواء ليصبح أكثر قابلية للذوبان في الماء. إنزيمات السيتوكروم P450 (CYP450) مسؤولة عن التمثيل الغذائي لحوالي 70-80٪ من جميع الأدوية في الاستخدام السريري. يمكن أن يؤدي التمثيل الغذائي الكيميائي إلى حدوث تسمم، وذلك بسبب تكوين منتجات ثنائية ضارة أو مستقلب سام. يَرسم العلماء مسارات التمثيل الغذائي المحددة لعقار مرشح، وهو ما يطلق عليه مسارات النتائج العكسية (AOPs). توفر AOPs البيانات اللازمة لتحديد السلامة أو السمية المحتملة للدواء.

بعض العوامل التي تؤثر على التمثيل الغذائي للدواء:

  • الوراثة: يمكن أن تؤثر الجينات على ما إذا كان الشخص يستقلب الأدوية بسرعة أكبر أو ببطء.
  • العمر: يمكن أن يؤثر العمر على وظائف الكبد، إذ أن كبار السن لديهم ضعف في وظائف الكبد وقد يستقلبون الأدوية ببطء، وحديثي الولادة أو الرضع لديهم وظائف الكبد غير ناضجة.
  • التفاعلات الدوائية: يمكن أن تؤدي التفاعلات الدوائية إلى انخفاض التمثيل الغذائي للدواء عن طريق تثبيط الإنزيم، أو زيادة التمثيل الغذائي للدواء عن طريق تحريض الإنزيم.

الإفراز/الإطراح/excretion:

هو العملية التي يتم من خلالها التخلص من مركب الدواء المستقلب من الجسم. يحدث معظم إطراح الأدوية في صورة براز أو بول. وتشمل طرق الإخراج الأخرى من خلال الرئتين أو العرق من خلال الجلد. يؤثر الحجم الجزيئي والشحنة على مسار الإخراج، ويسعى الباحثون لمعرفة مدى سرعة إفراز الدواء والمسار الذي يسلكه للخروج من الجسم.

لا يتم إطراح كل مركب دوائي بالكامل. إذ إن المركبات القابلة للذوبان في الدهون أكثر عرضة للتراكم البيولوجي مقارنة بالمركبات القابلة للذوبان في الماء. هذا التراكم قد يسبب آثارًا ضارة.

لماذا تعتبر ADME مهمة؟

في اكتشاف الأدوية وتطويرها، يجب على الباحثين فحص نشاط الدواء في الجسم لتقييم السلامة والسمية. تعد دراسات التمثيل الغذائي للدواء ودراسات الحرائك الدوائية، مثل دراسات ADME وعلم السموم، خطوة حاسمة في هذه العملية. تقدم البيانات التي تم جمعها من الباحثين إذا ما كان الدواء قابلاً للتطبيق. كما توفر أهدافًا محددة للبحث والتطوير في المستقبل.

عجل التقدم في هذا المجال في ظهور مناهج ADME الشخصية. إذ يتم النظر في عوامل مثل جينوم المريض أو حتى الوقت من اليوم الذي يتم فيه إعطاء الأدوية. غالبًا ما تستخدَم التقنيات الحسابية لمساعدة هذه الدراسات الأكثر دقة.

المصادر:

اقرأ المزيد حول: مفاهيم أساسية في علم الدواء

النعجة دوللي والاستنساخ في ميزان العلم والأخلاق

يعرف الاستنساخ بأنه عملية إنشاء نسخة متطابقة وراثيًا من خلية كائن حي. غالبًا، يحدث الاستنساخ في الطبيعة حين تنسخ الخلية نفسها دون أي تغيير جيني. إذ تصنع الكائنات بدائية النواة (الكائنات الحية التي تفتقر إلى نواة الخلية)، مثل البكتيريا، نسخًا متطابقة وراثيًا من نفسها باستخدام الانشطار الثنائي أو التبرعم. فالكائنات حقيقية النواة (الكائنات التي تمتلك نواة للخلية) مثل خلايا البشر، تخضع جميع خلاياها للانقسام الخيطي، كخلايا الجلد والخلايا المبطنة للجهاز الهضمي. لكنّ هناك استثناءا واحدا هو الأمشاج أو الخلايا التناسلية كالبويضات والحيوانات المنوية، والتي تخضع للانقسام الاختزالي.

ما هو تعريف الاستنساخ في الطب الحيوي؟

في الطبي الحيوي، يُعرّف الاستنساخ على نطاق واسع؛ بأنه تكرار أي نوع من المواد البيولوجية من أجل الدراسة العلمية، كاستنساخ قطعة من DNA. على سبيل المثال، يتم نسخ أجزاء من الحمض النووي أضعافًا مضاعفة من خلال عملية تعرف بالبلمرة، أو PCR. والبلمرة هي تقنية تستخدم على نطاق واسع في البحوث البيولوجية الأساسية وتحدث بسبب صغر حجم العينات من أجل مضاعفتها لتستخدم في التحاليل المختلفة. لكنّ قضية الاستنساخ التي هي محور الكثير من الجدل الأخلاقي محصورة فقط في توليد أجنة مستنسخة، لا سيما تلك الخاصة بالبشر. تتطابق تلك الأجنة وراثيًا مع الكائنات الحية الأبوية التي اشتقت منها. وتستخدم لاحقًا في البحث عن علاج أو لأغراض الإنجاب.

الاستنساخ التناسلي

 هو طريقة تستخدم لعمل نسخة متطابقة كاملة من كائن حي متعدد الخلايا. وتخضع معظم الكائنات متعددة الخلايا للتكاثر بالوسائل الجنسية، والتي تتضمن اتحاد الحمض النووي لفردين (الوالدين)، مما يجعل إنتاج نسخة متطابقة أو استنساخ أيٍّ من الوالدين أمرًا مستحيلًا في الطبيعة. ولكن سمحت التطورات الحديثة في التقنيات الحيوية باستنساخ الثدييات في المختبر بعد أن كان خيالًا علميًا في أفلام هوليوود.

يتضمن التكاثر الجنسي الطبيعي اتحاد الحيوانات المنوية والبويضة أثناء الإخصاب. حيث كل الأمشاج أحادية العدد من الكروموسومات، أي أنها تحتوي على مجموعة واحدة من الكروموسومات، 23 كروموسوم، في نواتها. وتتكون الخلية الناتجة عن الإخصاب_ أو الزيجوت_ ثنائية الصبغة أي تحتوي على مجموعتين من الكروموسومات، 46 كروموسوم وهو عدد كروموسومات الإنسان. ثم تنقسم الخلية البويضة المخصبة لإنتاج كائن متعدد الخلايا.

هناك مكونات ضرورية في سيتوبلازم خلية البويضة للنمو المبكر للجنين خلال الانقسامات الخلوية القليلة الأولى. وبدون هذه المكونات لن يستمر نمو الجنين. لذا، يلزم لإنتاج فرد جديد وجود مكمل جيني ثنائي الصبغة وسيتوبلازم يحتوي على تلك المكونات. وبناءًا على ما يحدث طبيعيًا، يمكننا شرح الاستنساخ الصناعي. حيث ينتج فرد مستنسخ صناعيًا عبر أخذ خلية بويضة لأحد الأفراد (متبرع أول)، ثم إزالة نواتها أحادية العدد. ثم يتم وضع نواة ثنائية الصبغيات، أي كاملة الكروموسومات، من خلية جسم الفرد الثاني (متبرع ثان) في خلية البويضة. ثم يتم تحفيز البويضة للانقسام حتى يستمر النمو. قد يبدو الشرح بسيطًا، ولكنه يتطلب في الواقع عدة محاولات قبل إكمال كل خطوة بنجاح. [١]

أمثلة على الاستنساخ

كانت دوللي أول حيوان زراعي مستنسخ، وهي شاة ولدت عام 1996. وكان معدل نجاح الاستنساخ لأغراض التكاثر في ذلك الوقت منخفضًا للغاية. عاشت دوللي لمدة 6 سنوات وتوفيت بسبب ورم في الرئة. واعتقد البعض أن سبب وفاتها هو الحمض النووي للخلية المتبرع بها الذي جاء من فرد أكبر سنًا. أي أن عمر الحمض النووي ربما قد أثّر على متوسط عمرها المتوقع. ومنذ دوللي، تم استنساخ العديد من أنواع الحيوانات كالخيول والثيران والماعز بنجاح.

حاول بعض العلماء إنتاج أجنة بشرية مستنسخة كمصدر للخلايا الجذعية الجنينية. وفي هذا الإجراء، يتم إدخال الحمض النووي من إنسان بالغ في خلية بويضة بشرية، ويتم تحفيزها بعد ذلك للانقسام والنمو إلى جنين. وتشبه هذه التقنيةُ التقنيةَ التي تم استخدامها لإنتاج دوللي نظريًا.

الاستنساخ العلاجي

يهدف الاستنساخ العلاجي إلى استخدام الأجنة المستنسخة لغرض استخراج الخلايا الجذعية منها، دون زرع الأجنة في الرحم. إن زراعة خلايا جذعية متطابقة وراثيًا مع المريض لهو حل مثالي لزراعة أعضاء ناجحة لا يرفضها جسد المريض. ويمكن تحفيز الخلايا الجذعية على التمايز إلى أكثر من 200 نوع من الخلايا في جسم الإنسان. كما يمكن بعد ذلك زرع الخلايا المتمايزة في المريض لاستبدال الخلايا المريضة أو التالفة دون التعرض لخطر الرفض من قبل الجهاز المناعي . وقد تستخدم هذه الخلايا لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك مرض ألزهايمر ومرض باركنسون، الشلل الرعاش، وداء السكري والسكتة الدماغية وإصابة الحبل الشوكي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الخلايا الجذعية في الدراسات المختبرية لدراسة نمو الجنين الطبيعي وغير الطبيعي أو لاختبار الأدوية لمعرفة ما إذا كانت سامة أو تسبب تشوهات خلقية بدلًا من اختبارها على بشر حقيقيين غير مستنسخين. [٢]

الجدل الأخلاقي حول الاستنساخ

لا يزال الاستنساخ البشري التناسلي مدان عالميًا، وذلك، في المقام الأول، بسبب المخاطر النفسية والاجتماعية والفسيولوجية المرتبطة بالاستنساخ. يتطلب الجنين المستنسخ المخصص للزرع في الرحم اختبارًا جزيئيًا شاملاً لتحديد ما إذا كان يتمتع بصحة جيدة، وما إذا كانت عملية الاستنساخ قد اكتملت. كما لا يمكن ضمان الحمل، إذ يوجد ما يزيد على 100 محاولة فاشلة لتوليد نسخ أجنة بشرية في عام 2007 فقط. ليس رقمًا كبيرًا لكنه نظرًا لقلة المقبلين على الاستنساخ له اعتباره. كما ترتفع المخاطر المرتبطة بالاستنساخ التناسلي لدى البشر، حيث توجد احتمالية عالية لفقدان الأرواح، لذلك وصفها البعض بأنها عملية غير أخلاقية. كما أثيرت قضايا فلسفية أخرى، فيما يتعلق بطبيعة التكاثر والهوية البشرية التي قد ينتهكها الاستنساخ لأغراض التكاثر.

المخاوف بشأن تحسين النسل

كان تحسين النسل مفهومًا شائعًا في الأدبيات سابقًا، ويقصد به أن الجنس البشري يمكن تحسينه من خلال اختيار الأفراد الذين يمتلكون الصفات المرغوبة. وجاء الاستنساخ بأحلام لإنتاج بشر “أفضل”، وهو ما ينتهك مبادئ الكرامة الإنسانية والحرية والمساواة.

ويعترض بعض الأفراد والجماعات على الاستنساخ العلاجي، لأنه يعتبر تصنيعًا وتدميرًا لحياة المستنسخ، على الرغم من أن تلك الحياة لم تتطور بعد المرحلة الجنينية. ويعتقد أولئك الذين يعارضون الاستنساخ العلاجي أن هذه التقنية تدعم وتشجع على قبول فكرة أن الحياة البشرية يمكن منحها وسلبها لأي غرض نفعي. بينما يعتقد أولئك الذين يدعمون الاستنساخ العلاجي أن هناك واجبًا أخلاقيًا لعلاج المرضى والسعي لمزيد من المعرفة العلمية. يعتقد العديد من هؤلاء المؤيدين أنه لا ينبغي السماح بالاستنساخ العلاجي والبحثي فحسب، بل يجب أيضًا تمويله في القطاع العام، على الأنواع الأخرى من الأمراض والأبحاث العلاجية. ويجادل معظم المؤيدين أيضًا بأن الأجنة المستنسخة تتطلب اعتبارًا أخلاقيًا خاصًا، وتنظيمًا وإشرافًا من قبل وكالات التمويل. بالإضافة إلى ذلك، فمن المهم للعديد من الفلاسفة وصانعي السياسات ألا يتم استغلال النساء والأزواج لغرض الحصول على أجنة أو بويضات لأي أغراض دون موافقتهم.

ما هي القوانين الدولية المنظمة للاستنساخ؟

هناك قوانين واتفاقيات دولية تحاول دعم مبادئ وأنظمة أخلاقية معينة تتعلق بالاستنساخ. ففي عام 2005، أصدرت الأمم المتحدة إعلانًا غير ملزم بشأن استنساخ البشر يدعو الدول الأعضاء إلى:

“اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحظر جميع أشكال الاستنساخ البشري، بقدر ما تتعارض مع كرامة الإنسان وحماية الحياة البشرية”.

نص بيان الأمم المتحدة 2005

كما أصدرت المملكة المتحدة، من خلال هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة، تراخيص لإنشاء خلايا جذعية جنينية بشرية من خلال النقل النووي. تضمن هذه التراخيص استنساخ الأجنة البشرية لأغراض علاجية وبحثية مشروعة تهدف إلى الحصول على المعرفة العلمية حول المرض والتنمية البشرية. وتتطلب التراخيص تدمير الأجنة بحلول اليوم ال14 من النمو،  لأن هذا هو الوقت الذي تبدأ فيه الأجنة في تطوير الخط البدائي، وهو أول مؤشر للجهاز العصبي للكائن الحي. [٣] وبعد ما سردناه، هل أنت من المؤيد أم المعارضين ولماذا؟ يمكنك كتابة رأيك في التعليقات.

المصادر

  1. cloning – Reproductive cloning | Britannica
  2. Cloning humans is technically possible. It’s curious no one has tried – STAT (statnews.com)
  3. Therapeutic cloning – Cell division – AQA – GCSE Biology (Single Science) Revision – AQA – BBC Bitesize

ما هي القدم السكري وكيف نتجنب الإصابة بها؟

تحتاج السيارة إلى وقود لتتحرك، وتحتاج المروحة إلى الكهرباء كي تعمل. وكما كل الأشياء تحتاج إلى مصدر للطاقة لتقوم بوظائفها فإن جسم الإنسان أيضًا يحتاج إلى الطاقة كي يقوم بأبسط الوظائف، كرفع الكأس عن الطاولة أو حتى التنفس. ويعد «الجلوكوز- Glucose»، الذي هو نوع من أنواع السكر، مصدر الطاقة الأساسي للخلايا لتقوم بوظائفها. يقوم هرمون يُدعى «الأنسولين – Insulin» بتنظيم عملية دخول سكر الجلوكوز إلى الخلايا، ويعمل على تنظيم مستويات السكر في الدم. ويحدث مرض السكري عندما يعجز الجسم عن إفراز هرمون الأنسولين، وهذا ما يعرف بالنوع الأول من مرض السكري. أما النوع الثاني من مرض السكري فيحدث عند عدم قدرة الأنسولين الذي أفرزته الخلايا على تنظيم دخول سكر الجلوكوز إلى الخلايا. وفي كلتا الحالتين فإن نسبة السكر سترتفع في الدم.

كيف يؤثر السكري في القدم؟

يتسبب مرض السكري في تغيرات عديدة في الجسم، وسنركز في هذا المقال على التغيرات التي تصيب القدمين. إذ تظهر على قدم المصاب بالسكري العديد من المشكلات الناجمة عن مرض السكري نفسه أو عن المضاعفات المرافقة له. وتعرف هذه المشكلات باسم القدم السكري. وتعد القدم السكري من أكثر المشكلات شيوعًا والتي تصيب مرضى السكري وأحد أكثر الأسباب التي تُلزم المريض دخول المستشفى. ويشمل مصطلح القدم السكري بحسب الجمعية الأمريكية للسكري العديد من المشاكل منها:

«الاعتلال العصبي السكري الطرفي – Diabetic Peripheral Neuropathy»

يُقصد به تلف الأعصاب في القدمين، حيث يشعر المريض بالخدر والتنميل. وعلى الرغم من ذلك إلا أن تلف الأعصاب يُقلل من قدرة المريض على الشعور بالألم والحرارة والبرودة. ويؤثر تلف الأعصاب في القدمين بعدة طرق:

  1. التغير في شكل القدم أو أصابع القدم، حيث يتسبب غياب شعور المريض بالألم في إمكانية تحمّيله الوزن على جزء معين من قدمه أكثر من الأجزاء الأخرى. كأن يرتدي حذاء غير مناسب يضغط على جزء من قدمه دون أن يشعر. بالتالي تتغير شكل القدم أو الأصابع دون أن يشعر.
  2. جفاف القدم وتشقق الجلد بسبب تأثير تلف الأعصاب على قدرة الجسم على التحكم في إفرازاته المرطبة للقدم.
  3. يتسبب عدم شعور المريض بالألم في عدم شعوره بالإصابات أو الجروح التي قد تحدث. بالتالي لا يتنبه للجروح، مما قد يؤدي إلى تفاقم هذه الجروح وتحولها إلى قرح مزمنة.

ضعف في الدورة الدموية وتدفق الدم

يتسبب مرض السكري في تضيق وتصلب الأوعية الدموية في القدم مما يجعلها أقل قدرة على مقاومة العدوى والشفاء.

«تقرح القدم السكري – Diabetic Foot Ulcers»

يُقصد بالتقرح، الجرح العميق والمكشوف الذي يصل إلى الأنسجة الداخلية. ويُقدر خطر إصابة المريض بتقرح القدم خلال حياته مع مرض السكري بـ 25٪ [2]. ويحدث تقرح القدم نتيجة لتلف الأعصاب في القدمين، إذ أن الجروح والإصابات قد تصيب مريض السكري دون شعوره أو الانتباه لها. ومع ضعف التروية وتدفق الدم إلى القدم، فإن علاج هذه الجروح والتئامها يحتاج إلى وقت طويل. وفي حال لم ينتبه المريض إلى هذه الجروح، ومع استمراريته بالمشي عليها أو ارتداء الأحذية، تتحول هذه الجروح إلى قرح مكشوفة عميقة معرضة للبكتيريا والالتهابات. وقد تصل العدوى إلى العظام ما يجعل القدم معرضة للبتر.

بتر القدم

وفقًا للإحصائيات العالمية يُقدر أن أكثر من مليون شخص من مرضى السكري يحتاجون إلى بتر أطرافهم كل عام، ونظرًا إلى أن غالبية عمليات بتر الأطراف في مرضى السكري يسبقها تقرح في القدم، فإنه يمكن منع عملية البتر من خلال العناية بالقدم.[2][3] وليست التقرحات وحدها التي تعتبر سببًا لبتر القدم، حيث يعتبر اعتلال الأوعية الدموية أيضًا سببًا أساسيًا لبتر القدم.

القدم السكري من نظرة اجتماعية

تؤثر البيئة الاجتماعية في التعامل مع الحالات المرضية غالبًا، حيث تختلف نظرة الأفراد في تلقي العلاج باختلاف الثقافة السائدة والمستوى التعليمي وحتى المستوى الاقتصادي. فجميعها عوامل تؤثر في الانتباه وعلاج القدم السكري أو حتى الحد من المضاعفات.

الوضع الاقتصادي الاجتماعي

ترتفع معدلات حدوث مضاعفات القدم السكري عند الأفراد ذوو الوضع الاقتصادي المتدني، بسبب عدم تمتعهم برفاهية الحياة الصحية والعناية. كما تنخفض قدرتهم على الوصول إلى العلاج، ويتخلفون غالبًا عن مراجعة الطبيب، ومراقبة الحالة الصحية للقدمين. وبالتالي فإن فرصة تطور مضاعفات القدم السكري أكبر عندهم.

نوع الجنس – Gender Variable

أظهرت العديد من الدراسات أن نوع الجنس يؤثر على تطور القدم السكري. فعلى الرغم من أن نسبة النساء هي الأكبر في الإصابة بمرض السكري إلا أن الذكور هم الأكثر عرضة للإصابة بالقدم السكري ومضاعفاتها. وقد يعزى السبب في ذلك الارتفاع بين الذكور إلى زيادة الجهد البدني المبذول عند الذكور. [4] كما يعد الذكور أكثر عرضة لبتر الأطراف لأن نسبة الإصابة باعتلال الأوعية الدموية أعلى عندهم منها عند وهو ما يشكّل عامل خطر لبتر القدم.

وهناك عوامل أخرى تؤثر بظهور مضاعفات القدم السكري حسب نوع الجنس بناءً على الثقافة المجتمعية. ففي السعودية مثلًا، وُجد أن تقرحات القدم السكري عند النساء أكبر حجمًا وغير معالجة، وقد يرجع السبب في ذلك إلى القيود يفرضها المجتمع على النساء تؤثر سلبًا على جودة الحياة الصحية، وتحد من إمكانية وصولهنَ لتلقي العلاج والرعاية اللازمين. [4]

في مثال آخر عن تأثير الثقافة المجتمعية في تلقي العلاج، وُجد أن وصول الرجال إلى الخدمات الصحية أقل مقارنة بالنساء لأنهم يعتقدون أن لديهم وقتًا أقل لصحتهم. [5]

الآثار الاجتماعية والنفسية للقدم السكري

لمضاعفات القدم السكري آثار اجتماعية ونفسية واقتصادية خطيرة على كلٍ من الأفرادِ المتضررين والقائمين على رعايتهم. وتتناسب هذه الآثار طرديًا مع شدة المضاعفات، فمثلًا يؤثر الاعتلال العصبي السكري في جميع جوانب الحياة. وفي المقام الأول يؤدي إلى انخفاض في القدرة على الحركة، ويترتب على ذلك الحاجة إلى التكيّف مع أسلوب الحياة الجديد. [5]

تظهر علامات اكتئاب وقلق عند مرضى السكري عامًة وعند الذين يعانون من القدم السكري خاصًة. وتزداد نسبة التعرض للاكتئاب بين الذين خاضوا عملية البتر، حيث يواجهون صعوبة في التأقلم مع الصورة الجديدة للجسم والتغيرات المرافقة لها مثل صعوبة الحركة وتغير في نمط الحياة ككل. لذا فالمعرضون للبتر هم الأشد عرضة للحزن والوحدة. وهنا يأتي دور العائلة ومقدمي الرعاية، حيث ينعكس الدعم النفسي والاجتماعي إيجابًا على هؤلاء المرضى، وتزيد نسبة تقبلهم لأنفسهم مع ازدياد الدعم لهم. لذا من المهم أيضًا زيادة الوعي المجتمعي بمرض السكري ومشكلات القدم السكري والوعي بمراحله المرضية والعلاجية.

الوقاية

يمكن تجنب العديد من مشاكل القدم السكري من خلال تقديم الرعاية الكافية والمناسبة. ويعد العامل الأساسي والأهم لتجنب المضاعفات هو تثقيف مريض السكري وتعليمه كيف يمنع هذه المضاعفات قدر المستطاع. فبالإضافة إلى مراقبة نسبة السكر في الدم، يلزم مريض السكري مراقبة ضغط الدم ومحاولة تحسين نمط الحياة اليومي من خلال زيادة التمرينات والتخلص من الوزن الزائد والإقلاع عن التدخين. فالوقاية من مشاكل القدم أمر ضروري للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري. ويجب أن يكون الشخص يقظًا بشأن صحة القدمين ونظافتهما. وفيما يلي أهم النصائح للعناية بالقدمين:

  1. فحص القدمين يوميًا من قبل المريض أو من يرعاه، للتحقق من أي تغييرات أو إصابات.
  2. غسل القدمين يوميًا، فنظافة القدمين تمنع الالتهابات.
  3. ارتداء أحذية وجوارب داعمة، لحماية القدمين في كل الأوقات، وقد يوصي الطبيب بأحذية خاصة للمساعدة في توزيع الوزن بالتساوي ومنع التشوهات من خلال حماية العظام.
  4. تعزيز تدفق الدم إلى القدمين عن طريق رفع القدمين عند الجلوس أو ممارسة تمرين بسيط.
  5. تقليم الأظافر بعناية، حيث تُقص أظافر القدم بشكل مستقيم. فالأظافر المستديرة يمكن أن تنمو إلى الداخل، مما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب.
  6. الالتزام بفحوصات منتظمة للقدمين عند الطبيب، فهي المفتاح للوقاية من الالتهابات وبتر الأطراف والتشوهات الشديدة.

المصادر

  1. Diabetic Foot Problems: Symptoms, Treatment, and Care (webmd.com)
  2. An Overview of Diabetic Foot Ulcers and Associated Problems with Special Emphasis on Treatments with Antimicrobials – PMC (nih.gov)
  3. Foot Complications | ADA (diabetes.org)
  4. Diabetic Foot | Encyclopedia MDPI
  5. Diabetic foot ulcers: a quality of life issue – Vileikyte – 2001 – Diabetes/Metabolism Research and Reviews – Wiley Online Library
  6. Diabetes and Peripheral Nerve Disease – Clinics in Geriatric Medicine (theclinics.com)

العلاجات العشبية لمرضى الربو بين الأسطورة والواقع

ما هو الربو؟

الربو هو أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في جميع أنحاء العالم، وهو اضطراب مزمن يصيب المجرى التنفسي. وللربو مسببات وراثية وبيئية. وراثية أي قد نجده في عائلات أكثر من أخرى، أما البيئية فهي كثيرة التنوع (مثل أوبار الحيوانات، وغبار الطلع، والدخان، وغيرها). تسبب مجتمعة مع العوامل الوراثية مجموعة من الأعراض وهي ضيق التنفس، وضيق الصدر، والسعال، وتعرف هذه الأعراض بالربو. يأتي الربو على هيئة نوب أو هجمات، تتخلل هذه النوبات فترات من الراحة يكون المريض خلالها خالٍ من الأعراض.[1]

أما العلاجات الدوائية التقليدية للربو فهي في الغالب لتهدئةالأعراض، ولا يوجد علاج شافي تمامًا لمرض الربو، فهو مرض مزمن. حيث نستعمل الموسعات القصبية ومضادات التحسس؛ حيث أن للربو آلية تحسسية تتلخص في فرط الاستجابة لبعض العوامل البيئية عند الأشخاص المصابين بالربو أكثر من غيرهم.[2]

العلاج العشبي في ميزان العلم

انتشرت على مر السنين أساطير الأدوية العشبية وقيل بأنها غير ضارة باعتبارها من الطبيعة. والآن لن ندحض هذه الأسطورة، ولكن سنبحث في طياتها لنرى مواطن الخطأ والصواب. فنحن نحصل على جميع الفواكه والخضراوات من الطبيعة بالفعل، ولكن هذا لا يعني أن كلها غير ضارة! حتى البطيخ يمكن أن يسبب مشاكل بالجهاز الهضمي وانتفاخاتعند تناوله بكميات كبيرة. نستطيع القول إنالاعتدال في تناول الأدوية سواء العشبية أو غير العشبية هو أساس الصحة، أما الاستخدام الخاطئ لها هو ما يحول الدواء إلى داء.[3]

تكتسب العلاجات العشبية شعبية واسعة نظرًا للخوف المتزايد من التأثيرات الجانبية والتأثيرات طويلة المدى لأدوية الربو مثل الكورتيكوستيروئيدات. والكورتيكوستيروئيدات هي أدوية مضادة للالتهاب،عندما تستخدم بجرعات معينة، تقضي على الالتهابات المرتبطة بالربو وحساسية الأنف بالاستخدام عن طريق الجهاز التنفسي، خاصة فيالأطفالو. يسعى العديد من المرضى الذين يعانون من الحالات التحسسية المزمنة إلى العلاجات التكميلية والبديلة ومنها الأدوية العشبية خوفًا من آثار الاستخدام المزمن لأدوية الربو. [4]

تحظى العلاجات العشبية للربو بانتشار واسع في جميع أنحاء العالم، يعود السبب في ذلك إلى الخوف من التأثيرات الجانبية للعلاجات الدوائية الكيميائية المستخدمة. وهناك اعتقاد خاطئ حول العلاجات العشبية أو النباتية وهو أن هذه العلاجات غير ضارة، إلا أنها قد تكون ذات آثار ضارة إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح. وقد تكون مميتة في بعض الأحيان، بالإضافة إلى أن استخدامها لا يعد بديل عن الأدوية الكيميائية الفعالة.[2]

وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأعشاب والعلاجات البديلة المستخدمة في الربو لها دور في زيادة تأثير العلاج الدوائي للربو. لذلك على الأطباء أن يكونوا على دراية بالعلاجات البديلة التي يستخدمها المريض جنبًا إلى جنب مع الأدوية المعاصرة التي تشمل المنشطات والموسعات القصبية وغيرها.[2]

7 علاجات عشبية شائعة للربو

ينتشر استخدام الطبالبديل على نطاق واسع في العالم، حيث تستخدم أوراق الشاي هي الأصل العشبي لمادة الثيوفيلينالموسعة للشعب الهوائية، وتستخدم خلاصاتها الكيميائية في علاج الربو بالفعل.أما عن أهم العلاجات العشبية في مانيبور في شمال شرق الهند، نذكر منها:

  1. الليمون: وهي شجرة صغيرة شائعة، يتم استخدام العصير الطازج منها مع القليل من ملح بيكربونات الصوديوم عن طريق الفم لعلاج الربو.
  2. الكركم: غلي الجذور مع “التينوسبوراكورديفوليا” وهي شجيرة تستخدم أوراقها وسيقانها وجذورها في الطب الهندي.ومن ثم نمزج المستخلص مع عصير الليمون والملح ونستخدمه لعلاج الربو.
  3. الموز: نستخدمالمستخلصمن الجذع المحمص قليلا ممزوج مع العسل لعلاج الربو.
  4. التين: نستخدم المستخلص المغلي من اللحاء لعلاج الربو.
  5. الباذنجان الأصفر: نستخدم المستخلص المغلي من الفاكهة ممزوج مع العسل لعلاج الربو.
  6. الكركدية: شجيرة تزرع للزينة، نستخدم المستخلص المسحوق من الجذور أو الزهرة الممزوجة مع مسحوق السكر لعلاج الربو.
  7. نبات التاج: يستخدم رماد الأوراق الممزوجة مع العسل لعلاج الربو.[5]

تأتي أهمية هذه الأدوية من دورها التلطيفي لأعراض الربو من سعال وزلة تنفسية وفتح الطرق الهوائية، لكن تبقى آثارها نسبيا ضئيلة فلا يمكن تلطيف نوبة الربو الحادة بالأعشاب، كما لا يمكن علاج الربو بالأعشاب وحتى الأدوية فهو مرض مزمن يأتي بشكل نوب قد تكثر أو تقل على حسب العوامل المحيطة، هكذا نكون قد أتينا على توضيح الخرافة وليس دحضها كما ذكرنا سابقا،فالربو مرض مزمن لا علاج تام له، وتكون تأثيرات الأدوية العشبية وغير العشبية تلطيفية لتخفيف الأعراض وحتى إزالتها لفترات مؤقتة لا أكثر.[2]

المصادر

[1]- https://jow-prodeu.cortellis.int.clarivate.com/journals/servlet/xmlxsl/pk_journals.xml_article_pr?p_JournalId=4&p_RefId=668337&p_IsPs=N&p_ispdf=N

[2] – https://search.proquest.com/openview/a2b294c939ae7ea75bd6280b689e96d2/1?pq-origsite=gscholar&cbl=54977

[3] – https://www.medical-reference.net/2016/05/myths-and-facts-about-herbal-remedies.html

[4] – https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0091674907008627

[5] – http://nopr.niscpr.res.in/handle/123456789/7702

ما هي الخلايا الجذعية وأنواعها وقصة ظهورها؟

تتكون جميع الكائنات الحية من وحدات بنائية وهي الخلايا. وتعتبر الخلايا الجذعية هي المواد الخام لتكوين كل الأنسجة وأعضاء جسم الكائنات الحية، فما هي؟

ما هي الخلايا الجذعية؟

 الخلية الجذعية هي خلية غير متخصصة. وكي تعتبر الخلية جذعية، يجب أن تكون قادرة على القيام بشيئين. أولاً يجب أن تكون ذاتية التجدد، وثانياً يجب أن تكون متعددة الإمكانات. ولكن ماذا نعني بذاتية التجدد؟

التجديد الذاتي يعني أن الخلية يجب أن تكون قادرة على تكرار نفسها في المزيد من الخلايا من نفس نوع الخلية غير المتخصصة. لذا، يمكن للخلايا الجذعية أن تصنع نسخاً من نفسها مراراً وتكراراً. أما متعددة الإمكانات، فتعني أن الخلايا غير المتخصصة يجب أن تكون قادرة على الانقسام إلى العديد من أنواع الخلايا المتخصصة التي تشكل الأعضاء والأنسجة. هذه هي السمات الرئيسية التي تجعل الخلايا الجذعية قوية بحق.[١]

أنواعها

هناك مجموعة متنوعة من الخلايا الجذعية المختلفة المستخدمة في البحوث. ويمكن عزل تلك الخلايا المختلفة في أوقات متباينة أثناء نمو الإنسان. النوع الأول هو خلايا جذعية جنينية. والنوع الجنيني هو نتاج ثانوي للإخصاب في المختبر. أما النوع الثاني، وهو الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري، فهي تعزل عن الحبل السري بعد ولادة الطفل مباشرة. والنوع الثالث هو خلايا جذعية بالغة.[١]

تاريخ الاكتشاف

بدأت قصة الخلايا الجذعية في القرن السابع عشر مع اكتشاف المجهر. في عام 1665. حيث استخدم العالم الإنجليزي «روبوت هوك-Robert Hooke» المجهر لفحص شريحة صغيرة من الفلين الزجاجي. فلاحظ هوك أن الفلين لديه العديد من المسام الصغيرة.

اعتقد هوك أن المسام تبدو كالخلايا التي يعيش فيها الرهبان، وأدى اكتشاف هوك إلى فتح مجال جديد للعلم المعروف باسم بيولوجيا الخلية. استغرق الأمر من العلماء 200 سنة أخرى بعد اكتشاف هوك للتأكد من أن جميع الكائنات الحية مصنوعة من خلايا. جمع «شلايدن-Schleiden» بيانات من نباتات مختلفة، بينما ركّز «شوان-Schwann» على خلايا الحيوانات بما في ذلك كائنات وحيدة الخلية مثل البكتيريا. بالنظر إلى بعض سوائل الجسم مثل الدم والحيوانات المنوية، فقد دهشوا لرؤيتهم أنها تتكون من خلايا. وأخيرًا، لاحظ Virshow أن كل خلية مستمدة من خلية موجودة مسبقًا. واليوم، نعلم أن هذه العملية هي انقسام خلية واحدة تنقسم فيها لعمل نسختين من نفس الخلية. ولكن ما يجعل الخلايا الجذعية خاصة للغاية هو أنها لا تكرّر نفسها فحسب، بل يمكن أن تصبح خلايا متعددة مختلفة. ولكن كيف تم اكتشافها [٢]

كيف تم اكتشاف الخلايا الجذعية؟

كان اكتشاف الخلايا الجذعية مشترك بين الأطباء والعلماء معًا. فبينما يدرس علماء الأحياء الخلية، بحث الأطباء عن طرق لإنقاذ مرضاهم من النزيف الحاد. وقد جرت أول عملية نقل دم بشرية ناجحة في بداية القرن التاسع عشر من قبل الدكتور «جيمس بلانديل-Dr. James Blundell» في إنجلترا. حيث تمكن من إنقاذ مريضة عانت من نزيف حاد أثناء الولادة بنقل الدم من زوجها إليها. كانت محظوظة، إذ لم تكن جميع عمليات نقل الدم ناجحة حينها. وقد أثارت هذه العملية أسئلة حول سبب نجاح بعض عمليات نقل الدم وفشل البعض الآخر.[٣]

أراد العلماء والأطباء أن يعرفوا، ما الذي يحدد ما إذا كان نقل الدم مقبولاً أو مرفوضاً، فبدؤوا يتساءلون، ماذا كان في الدم الطازج الذي ساعد المرضى على التعافي؟

في أوائل القرن العشرين، طور «بول إرليش-Paul Ehrlich» تقنيات معينة جعلت من الممكن التمييز بين أنواع مختلفة من خلايا الدم تحت المجهر. وفي عام 1905، أنتج «بابنهيم-Pappenheim»  رسم يياني  يشير إلى أن نوع معين من الخلايا يمكن أن يؤدي إلى جميع أنواع خلايا الدم الأخرى. في منتصف هذا الرسم البياني، هي الخلية الجذعية تميزت بدائرة حمراء. واقترح مصطلح «الخلايا الجذعية» لتحديد جميع أنواع خلايا الدم المختلفة.

من أين تأتي تلك الخلايا السحرية؟

هناك عدة مصادر للخلايا الجذعية وتختلف باختلاف نوعها. إذ يأتي النوع الجنيني من أجنة بعمر 3 إلى 5 أيام. وتتميز هذه الخلايا بأنها متعددة القدرات، مما يعني إنها يمكن أن تنقسم إلى المزيد من الخلايا الجذعية، أو يمكن أن تصبح أي نوع من الخلايا في الجسم. ويسمح هذا التنوع باستخدام خلايا جذعية جنينية لتجديد الأنسجة والأعضاء المريضة أو إصلاحها.
الخلايا الجذعية البالغة، وتوجد هذه الخلايا الجذعية بأعداد صغيرة في معظم أنسجة البالغين، مثل نخاع العظام أو الدهون. بالمقارنة مع الخلايا الجذعية الجنينية، فإن البالغة لديها قدرة محدودة على إنتاج خلايا مختلفة من الجسم.

حتى وقت قريب، اعتقد الباحثون أن الخلايا الجذعية البالغة يمكن أن تخلق فقط أنواعًا متشابهة من الخلايا. على سبيل المثال، اعتقد الباحثون أن الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظام يمكن أن تنتج خلايا الدم فقط. ومع ذلك، تشير الأدلة الأحدث إلى أن الأنواع البالغة قد تكون قادرة على تكوين أنواع مختلفة من الخلايا وليس نوع محدد فقط. على سبيل المثال، قد تكون خلايا نخاع العظام الجذعية قادرة على تكوين خلايا عظمية أو عضلية للقلب.[٤]

لماذا يوجد اهتمام كبير بها؟

 يأمل الباحثون أن تساعد دراسات الخلايا الجذعية في زيادة فهم كيفية حدوث الأمراض، من خلال مشاهدة ذلك النوع من الخلايا وهي تنضج لتصبح خلايا في العظام وعضلة القلب والأعصاب والأعضاء والأنسجة الأخرى. وقد تساعد تلك الخلايا الباحثون على تكوين فهم أفضل عن كيفية تطور الأمراض.

تساعد الخلايا الجذعية في توليد الخلايا السليمة لتحل محل الخلايا المصابة بالمرض بما يعرف بعلم الطب التجديدي. وتفيد الخلايا الجذعية الأشخاص الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي، ومرض السكري، ومرض باركنسون، ومرض ألزهايمر، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والحروق، والسرطان، والتهاب المفاصل. وكما لتلك الخلايا من قدرات تجديدية، يمكن للباحثين استخدام بعض أنواعها أيضًا لاختبار الأدوية من حيث السلامة والجودة.[٤]

ومن هنا بدأت ثورة حقيقة في مجال الطب، عن طريق استخدام تلك الخلايا في العديد من التطبيقات المختلفة في المجال الطبي.

المصادر

  1. What Are Stem Cells? (stanfordchildrens.org)
  2. History of the Cell: Discovering the Cell | National Geographic Society
  3. James Blundell: the first transfusion of human blood – Resuscitation (resuscitationjournal.com)
  4. Stem cells: What they are and what they do – Mayo Clinic

ما هو القذف عند الإناث؟

انتبه العالم لفكرة “القذف الأنثوي female ejaculation” قبل 2000 عام لأول مرة، ولكن لم يدرس بحق إلا في سنوات قليلة ماضية. هذا ما جعل معرفتنا به لا تزال في بداياتها. ولكن هناك العديد من الجوانب التي صرنا نعرفها حوله القذف عند الإناث، وهذا ما سنتناوله في هذه المقالة. [2]

ما هو القذف عند الإناث؟

لا يحدث القذف للرجال فقط لأنه ليس بحاجة إلى قضيب ليحدث، وإنما مجرى البول هو كل ما تحتاجه. إذ يحدث القذف عند الإناث عندما يطرد مجرى البول السائل، الذي ليس بالضرورة أن يكون بولًا، أثناء الجماع. يمكن أن يحدث أثناء الإثارة، ولكن ليس ضروري أن يحدث عند الوصول إلى النشوة الجنسية. ويختلف هذا السائل عن سائل عنق الرحم الذي يعمل على تليين المهبل عند تشغيله أو كما يعرف “بالبلل”. [1]

هل القذف شائع عند الإناث؟

يصعب تحديد مدى شيوع القذف عند النساء، ولكن في دراسة في عام 2013، قدر العلماء أن حوالي 10%: 54% من النساء تختبر القذف [2]. ولكن من الصعب إجراء تقييم كامل للمعدل الذي يمر به الناس لعدة أسباب، أهمها هو الطبيعة الحساسة للموضوع، وكذلك قد تفرز بعض النسوة سوائل أثناء الإثارة دون أن يلاحظنها. وعلميًا، يحتمل ألا يكونوا على علم بذلك بالفعل، لأن السائل يمكن أن يتدفق للخلف إلى المثانة بدلاً من مغادرة الجسم.

كذلك حلل باحثون في عام 2022 الدراسات المتاحة حول القذف والتدفق عند الإناث، فلاحظوا أنه حتى عام 2011 استخدمت الدراسات بشكل غير صحيح مصطلح “القذف الأنثوي” لوصف إطلاق أي سوائل أثناء النشوة الجنسية شاملين سلس البول، وتدفق السوائل أثناء الإثارة الجنسية. [1] ولكن ما هو الفرق بين كل هذه المصطلحات؟

ما الفرق بين القذف وسلس البول الجنسي وتدفق السوائل؟

على الرغم من أن الدراسات شملت ال3 مصطلحات تحت مفهوم القذف، ولكن الناس في الغالب يستخدمون مصطلحي القذف والتدفق خاصة بالتبادل رغم الاختلاف بينهم.

سائل القذف ejaculation

هذا النوع يشبه إلى حد كبير السائل المنوي للذكور. عادة ما يكون سميكًا وحليبيًا. وتنتج البروستات الأنثوية أو كما تعرف بغدد سكين وهي غدد مجاورة للإحليل في الجدار الأمامي للمهبل هذا السائل. وقد أظهر التحليل احتواء السائل على إنزيم (PSA)، وهو إنزيم موجود في السائل المنوي الذكري يساعد الحيوانات المنوية على الحركة. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي السائل عادة على الفركتوز، وهو شكل من أشكال السكر. ويوجد الفركتوز أيضًا بشكل عام في السائل المنوي الذكري حيث يعمل كمصدر طاقة للحيوانات المنوية. ويحتوي القذف الأنثوي كذلك على القليل جدًا من اليوريا والكرياتينين وهما المكونان الأساسيان للبول.

صورة توضح مكان غدد سكين من الخارج

تدفق السوائل squirting

عادة ما يكون هذا السائل عديم اللون والرائحة، وينشأ في المثانة البولية وليس من البروستات الأنثوية. وهو مشابه في تكوينه للبول. ويمكن أن يحتوي هذا السائل في بعض الأحيان على PSA كذلك. وعادة ما تطرد الأنثى هذا السائل بكميات أكبر.

السلس البولي الجنسي

أما أخيرًا، فيختلف “السلس البولي الجنسي – incontinence” تمامًا عن سابقيه، فهو عبارة عن إخراج البول بشكل لا إرادي أثناء الجنس.

هل يحدث اندفاع للسوائل الجنسية في الحقيقة مثل الأفلام الإباحية؟

غالبًا ما تصور الأفلام الإباحية التدفق على أنه شلالات من السوائل تنهال من الأنثى تنقع الملاءات. ولكن الحقيقة مختلفة عن ذلك، حيث يقوم منتجو المواد الإباحية بتزوير بعض هذه الصور من أجل التأثير الدرامي. علميًا، يكون التدفق في بعض الأحيان عبارة عن قطرات صغيرة من السوائل، وقد وجدت دراسة في عام 2014 أن هذا السائل غالبًا ما يكون بحجم ملعقة صغيرة. ولكن يمكن أن يختلف حجم وشكل السائل من أنثى لأخرى. [1]

هل هناك فوائد للقذف؟

لا يوجد دليل على أن القذف عند الإناث له أي فوائد صحية. ومع ذلك، فقد وجدت الأبحاث أن الجنس نفسه يقدم العديد من الفوائد. يفرز الجسم أثناء هزة الجماع هرمونات مخففة للألم، يمكن أن تساعد في تخفيف آلام الظهر والساق، والصداع، وتشنجات الدورة الشهرية. كما يفرز الجسم هرمونات تعزز النوم المريح مباشرة بعد بلوغ الذروة، وتشمل هذه الهرمونات البرولاكتين والأوكسيتوسين.

تشمل الفوائد الصحية الأخرى تخفيف التوتر، وتقوية جهاز المناعة، والحماية من أمراض القلب، وتخفيض ضغط الدم. [4]

العلاقة بين القذف والدورة الشهرية والحمل

ليس من الواضح ما إذا كان هناك صلة بين القذف الأنثوي والدورة الشهرية أم لا. إذ تقول بعض النساء أنهن أكثر عرضة للقذف بعد الإباضة وقبل الحيض، بينما لا ترى أخريات صلة. المزيد من البحوث ضروري لتأكيد أو دحض هذه العلاقة.

أما صلته بالحمل، فيعتقد بعض العلماء أن القذف الأنثوي يلعب دورًا في الحمل. هذا لأن السائل يحتوي على PSA والفركتوز مما يساعد الحيوانات المنوية في رحلتها نحو بويضة غير مخصبة. غير أن آخرين يعارضون هذه النظرية، ويجادلون بأن القذف يحتوي عادة على القليل من مكونات البول، والذي يمكن أن يقتل الحيوانات المنوية. يقولون أيضًا أنه ليس من السهل أن ينتقل السائل من مجرى البول إلى المهبل حيث يجب أن يلعب دورًا في الحمل. [4]

كيف يمكنكِ القذف إذا أردتِ ذلك؟

الممارسة، والممارسة، ومزيد من الممارسة! إذ يُعد التحفيز الذاتي أحد أفضل الطرق لاكتشاف ما تستمتعين به، كذلك لا ضرر من التجربة مع شريكك. في الواقع عندما يتعلق الأمر بالعثور على النقطة الجنسية G-spot وتحفيزها، فقد يكون لدى الشريك حظ أفضل في الوصول إليها.

يمكن كذلك لاستخدام الهزاز تسهيل الوصول إلى الجدار الأمامي لمهبلك. وقد يسمح استخدام لعبة العصا لك أو لشريكك بالاستكشاف أبعد مما يمكنك بأصابعك وحدها. لكن الأمر لا يتعلق فقط بـ G-spot. بل قد يؤدي تحفيز البظر وحتى المهبل إلى القذف.

المفتاح هو الاسترخاء والاستمتاع بالتجربة، وتجربة تقنيات مختلفة حتى تجدين ما ينجح معك. [1] وإذا لم تتمكنين من القذف، تذكري أنه يمكنك التمتع بحياة جنسية مُرضية حتى بدونه. ما يهم حقًا هو أن تجدي شيئًا تستمتعين به بطريقة مريحة لك. لذا لا تركزي على القذف للدرجة التي تسلبك سعادتك ورضاك عن ممارسة الجنس. كما تتكرر خرافات القذف أيضًا حول الحيض.

مصادر

1. Female Ejaculation: 17 FAQs, Like What It Is and How to Do It (healthline.com)
2. Do women ejaculate? – ISSM
3. Squirting Orgasm: What It Is and How It Happens (webmd.com)
4. Female ejaculation: What is it, is it real, and are there any benefits (medicalnewstoday.com)

وهم الإباحية بين الإدمان والمرض النفسي

في الثانية الواحدة، هناك أكثر من 28 ألف شخص يشاهدون المواد الإباحية، وأكثر من 3 ملايين دولار تُصرف على هذه الصناعة. أكثر من 65% من إجمالي عدد الذكور البالغين وحوالي 18% من الإناث، أقرّوا بأنهم يشاهدون المواد الإباحية، على الأقل مرة واحدة في الأسبوع. وإذا استمررنا في طرح مثل هذه الإحصائيات المرعبة، فلن يسعنا الوقت للإحاطة بها.

وصلت مشاهدة المواد الإباحية إلى مستويات لم يعد بالإمكان السيطرة عليها. فبمرور الأيام يصبح الأمر أكثر خطورة. تَوفُّر الإنترنت في كل مكان وسهولة الوصول إلى كل ما يخطر على البال عجّل من الانحدار إلى الهاوية، وإذا استسلمنا للأمر الواقع، فقد تُدَمر أجيالٌ قادمة بالكامل.

ما هو إدمان المواد الإباحية؟

تتواجد هذه القاذورات المُسماة بالأفلام الإباحية في كل مكان على الإنترنت ويستطيع أي شخص أن يصل إليها مجانًا، لكنها قد تكلف ما لا يُعوّض بالمال. لا يعد كل من يشاهد المواد الإباحية مدمنًا عليها وإلا لكان الوضع أسوأ بكثير. فالمدمنون المرضيون هم حوالي 6% من البالغين حول العالم.

تعريف الإدمان على المواد الإباحية يختلف حسب الأشخاص، بل وحتى بين الأطباء النفسيين. ولكن بشكلٍ عام، يمكننا أن نضع أُطرًا واضحة نُعرّف من خلالها بالإدمان بشكل عام، وإدمان المواد الإباحية بشكل خاص.

فالإدمان Addiction هو أكثر من مجرد اهتمام بشيء ما. إنه مرضٌ طبي يغير من فسيولوجية العقل والجسد. ويجبر الشخص على الاستمرار في فعلٍ ما حتى وإن كان هذا الاستمرار يضره. تخبرنا معظم الأبحاث العلمية بأن الإدمان يحدث لأنه يعمل على نظام الحافز والمكافأة في الجسم، وهذا عن طريق إفراز الهرمونات المسؤولة عن ذلك مثل الدوبامين.

اعتمدت منظمة الصحة العالمية سنة 2018 مفهوم السلوك الجنسي القهري compulsive sexual behavior كمرض نفسي. وعلاج هذا المرض يكون بالعلاج المعرفي السلوكي أو CBT.

مشاهدة الأفلام الإباحية تجعل عقلك يفرز هرمون الدوبامين، وهذا بدوره ما يوصلك إلى الشعور بالنشوة. ومع التكرار، يعتاد جسدك على هذه الحالة “الإكستاسية” المُبهجة التي تحدث عندما يفرز الدوبامين بغزارة. وبما أن العقل يعتبر المواد الإباحية مصدرًا لإفراز الدوبامين، نجده يُقلل إفراز هذا الهرمون، فيجعلك تلهث وراء مصدره ـ الإباحية ـ حتى يُفرز بغزارة مرةً أخرى وهكذا دواليك.

كيف تعرف أنك مدمن على المواد الإباحية؟

الأغلبية الساحقة ممن يشاهدون المواد الإباحية لديهم رغبة جامحة في ممارسة الجنس، وهذا سببٌ يجعلهم يجدون في الأفلام الإباحية متنفسًا لهم. تجدهم يعانون في أوقات فراغهم وحتى في عملهم. وهذا الأمر ينعكس على من حولهم، خاصة على أحبائهم والمقربين منهم.

 كما قلنا، تعريف الإدمان على المواد الإباحية يختلف من شخص لآخر. ولكن هناك أُطرا عامة تبين إدمان الشخص أو عدمه. فإذا كانت المواد الإباحية تؤثر على أنشطتك اليومية المعتادة، فقد تكون مدمنًا. والتأثير على الأنشطة اليومية هنا يعني تخليك عن فعل أشياء أخرى تستمتع بها لكي تشاهد المزيد من الأفلام الإباحية.

دفعة الدوبامين التي تحصل عليها من المواد الإباحية تفقدك شغفك تجاه الأشياء التي تهتم بها. وهذا من أكثر المؤشرات خطورة ووضوحًا. ويعتبر العجز من الناحية الاجتماعية مؤشرا جديدا، خصوصا إذا أصبح تواصلك الاجتماعي يتراجع.

لا تصدق كل ما تراه

الأفلام الإباحية ليست سوى وهم بعيد كل البعد عن الواقع. فهي “أفلام” إباحية، وهذا يعني أن هنالك طاقمًا مختصًا وراء صناعتها. طاقم من الممثلين والمخرجين، مع تواجد نص مكتوب يسيرون عليه. زوايا التصوير وساعات التعديل والمونتاج يوهمانك بما هو ليس موجوداً في الحقيقة. وهذا الإيهام هو أحد أهم أسباب تحطم العلاقات الحميمية الطبيعية.

يجب أن تعرف أن النشوة الجنسية التي تراها على وجوه هؤلاء الممثلين ليست حقيقية، ويكمن وراءها الكثير من الاستغلال والتعنيف. يجب أن تعرف أيضًا أن هؤلاء الممثلين يمتهنون صناعة المواد الإباحية، وأنهم لا يفعلون ذلك لمجرد المتعة.

علاج إدمان المواد الإباحية

الطريقة الأمثل لبدء العلاج هي الذهاب إلى طبيبٍ نفسي واستخدام العلاج المعرفي السلوكي. يصعب على المجتمعات العربية تفهم هذا النوع من الإدمان. لذلك، ورغم أنها الطريقة المباشرة باعتبار الإدمان على المواد الإباحية مرضاً نفسياً. لكنها ليست الخيار الوحيد.

حاول أن تشغل جُل وقتك قدر المستطاع، ولا تجلس بمفردك إن امتلكت خيارات أخرى. اصنع لنفسك هوايةً وشغفاً واجعلهم يلتهمون وقتك التهامًا. تحدث إلى الأصدقاء المقربين. احجب جميع المواقع الإباحية من خدمة الإنترنت الخاصة بك وصعّب على نفسك الوصول إليها؛ فسهولة الوصول هي أحد أهم مسببات الإدمان.

ختاما، يبدأ التعافي بالمعرفة. معرفتك بأن ما تشاهده هو مجرد وهم غير موجود في عالمنا المعيش. إدراكك للجُرم الذي ترتكبه بحق نفسك ومن حولك قد يحرك وازعك الأخلاقي ويجعلك تنفر من المواد الإباحية. سماعك عن الحيوات التي انتهت على يد الأفلام الإباحية سيشكل فارقًا.

المصادر:
1. MedicalNewsToday

2. WebMD

3. The Recovery Village

ما هي أمراض المناعة الذاتية وكيف تحدث؟

يُصاب الإنسان يوميًا بعدد كبير من الميكروبات وتتكون خلايا سرطانية جديدة، ولكن جهاز المناعة يقضي عليها. هذا جزء طبيعي من عمل الجهاز المناعي البشري، فالأجسام الغريبة التي يتعرض لها هي شاغله الأول. لكن ماذا لو تعامل الجهاز المناعي مع خلايا وأنسجة الجسم على أنها أجسام ضارة يجب القضاء عليها؟ هذا ما يحدث في أمراض المناعة الذاتية! حيث يدمر جهاز المناعة الخلايا البشرية السليمة، مما يؤدى إلى ظهور أمراض خطيرة كالسكري والروماتيزم والثعلبة وغيرها.

مم يتكون الجهاز المناعي؟

ينقسم جهاز المناعة إلى جزأين. جزء يُسمى المناعة غير المتخصصة «innate immunity»، وهي لا تختص بميكروب معين، فهي تحمي أجسادنا من أي جسم غريب يدخل إليه. وتتكون من بعض الخلايا مثل الخلايا البلعمية «phagocytes» والخلايا القاتلة «natural killer cells». والجزء الآخر يُسمى المناعة المتخصصة أو المكتسبة «adaptive immunity»، والتي تتكون من الخلايا التائية «T-cell»، والخلايا البائية «B-cell». إذن لدينا فريقين من المناعة ويحتوي كل منهما على لاعبين أساسيين.

يعمل جهاز المناعة بتناغم بين هذين الفريقين. حيث تقوم الخلايا البائية بإنتاج الأجسام المضادة «antibody» عند التعرف على جسم غريب «antigen» على سطح الكائن المسبب للعدوى. وتستطيع الأجسام المضادة أن ترتبط بالجسم الغريب، فتمنع ارتباط الميكروب بالمستقبل الخاص به على الخلايا البشرية. وعندما يسيطر الميكروب على خلايا الجسم، يقوم بإظهار الجسم الغريب «antigen»، فتتعرف الخلايا التائية على الخلية المصابة وتدمرها. كما يمكنها استدعاء الخلايا البلعمية الأكولة من الفريق الأول للقضاء على الخلايا المصابة نهائياً. [1]،[2] لكن أن تتجه تلك الآليات المناعية لخلايا الجسم ذاته فيصبح عدو نفسه، فذلك هو المرض المناعي الذاتي.

تصنيف أمراض المناعة الذاتية

تقسم أمراض المناعة الذاتية حسب الجزء المستهدف من الجسد. ففي بعض الأمراض تستهدف الأجسام المضادة عضوًا واحدًا فقط في الجسم. كما يحدث في مرض السكري من النوع الأول، حيث تدمر الأجسام المضادة الذاتية «autoantibodies» الأنسولين الذي يخرج من البنكرياس. ويتسبب ذلك في زيادة إفراز هرمون الثيروكسين، عبر خروج أجسام مضادة ذاتية ترتبط بالمستقبل الخاص بالهرمون المحفز للغدة الدرقية وهي حالة تُعرف بـ «مرض جريفس أو الدُّرَاق الجُحُوظِيّ -Grave’s disease». إما أن تستهدف الأجسام المضادة عدة خلايا وأعضاء بالجسم كما في حالة الذئبة الحمراء. [3]

كيف تحدث أمراض المناعة الذاتية؟

يصعب تحديد السبب الأول الذي أدى إلى ظهور المرض، لأن الأعراض تظهر على المريض في حالة متقدمة. إلا أن بعض الأبحاث أظهرت بعض التغييرات المحتملة داخل الجسم التي مثل:

1. الخلايا المستفعلة ودور المايسترو في فريق المناعة

حدوث خلل في وظيفة الخلايا التائية المُنظمة «Tregs». وهي مجموعة من الخلايا التائية المساعدة التي تستجيب للمثيرات التي تحفز الاستجابة المناعية، وتعرف الخلايا التي تستجيب للمحفزات باسم «خلايا مستفعلة-effector cells». فعندما يحدث نقص في عدد الخلايا المُنظمة، أو يتواجد عدد كبير منها بخلل في وظيفته، أو لا تستجيب الخلايا المستفعلة لتأثير الخلايا المُنظمة، مما قد يؤدى إلى ظهور أمراض المناعة الذاتية.

تثبط الخلايا المُنظمة الاستجابة المناعية بعد الانتهاء من القضاء على الجسم الغريب. يحدث ذلك التنظيم عبر عدة خطوات ومنها منع انقسام الخلايا التائية، وإيقاف خروج السيتوكينات «cytokines» المنشطة للخلايا المناعية. تساهم عملية التنظيم تلك في حماية الجسم من النشاط المناعي الزائد غير المرغوب، وبالتالي تقي الجسم من الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

2. الأجسام الغريبة الذاتية ورقصة التنانين المناعية

عندما يحدث تغيير في الأجسام الغريبة التي تنتجها الأجسام المضادة، فيما يُعرف بـ «جسم غريب ذاتي-self-antigen». ويعتبرها جهاز المناعة جسمًا غريبًا حقيقيًا وليس جزء من عملية التعرف على الميكروبات الخارجية، بل ينظر إليها كميكروب في ذاتها، فيبدأ بمهاجمة الخلايا وتفعيل الاستجابة المناعية ضد خلايا الجسم.

قد تكون الأجسام الغريبة الذاتية بروتينات، أو جزء من الحمض النووي، أو أنزيمات أو غيرها. وفي الوضع الطبيعي، تتواجد في جسد الإنسان السليم دون ضرر، بسبب تجاهل خلايا المناعة لها، أو موت الخلايا المناعية التي تستهدفها. ولكن عند المريض بمشاكل المناعة الذاتية، يبدأ الجسم بالمهاجمة باعتبارها جسمًا غريبًا فعليًا وليس جزءًا منه. وقد ينتج هذا الهجوم عن خلل في الجهاز المناعي أو تغيير في تركيب الأجسام الغريبة الذاتية.

على غرار مسلسل صراع العروش الشهير، تشتعل الأمور داخل الجسم كما تشتعل بين الممالك السبعة في المسلسل. إذ يحدث تدهور لحالة المريض عندما لا يستطيع جسمه التخلص من الأجسام الغريبة الذاتية. ويزيد ظهور أجسام غريبة ناتجة عن تدمير الأنسجة الحالة سوءًا، وهو الأمر الذي يشعل الأوضاع عبر مزيد من الاستجابة المناعية الذاتية للقضاء على كل تلك الأجسام الغريبة. كما تتسبب الاستجابة المناعية في وجود بيئة غنية بالخلايا المناعية والسيتوكينات التي تضاعف من الالتهاب.

فترات التعافي

قد يحدث في بعض الأمراض المناعية فترات من التعافي بعد حدوث الالتهابات، حيث يهدأ جهاز المناعة ويحدث إعادة توازن مرة أخرى بين الخلايا المستفعلة والخلايا المُنظمة وقد أوضح العلماء عدة أسباب لهذا الأمر.

1. أوضحت التجارب التي تمت على الحيوانات حدوث إعادة تنشيط للخلايا المُنظمة لكي تتحكم في الالتهاب المنتشر. حيث تنتج بعض الخلايا التائية المُستفعلة نوع من السيتوكينات يُسمى «انترلوكين 2» في المرحلة الأولى، وتقوم بتنشيط بعض الخلايا المُنظمة التي تتحكم في الالتهاب فيما بعد. وقد يحدث مشكلة في تنظيم هذه الخلايا المنظمة وإنتاجها ما يؤدى إلى غياب فترات التعافي.

2. يحدث تنشيط لبعض المُستقبلات المُثبطة الموجودة على سطح الخلايا التائية، والتي تثبط الاستجابة المناعية. لهذا، تستهدف بعض العلاجات تنشيط هذا النوع من المستقبلات لكى نحصل على أطول فترات تعافى ممكنة. [4][5]

عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية

عوامل بيئية

1. الغذاء. ويعد تناول الكثير من الدهون أحد عوامل الخطر، حيث يؤدى إلى السمنة. ويسبب تراكم الدهون في الجسم إلى ظهور حالة من الالتهاب بشكل عام في الجسد؛ لأن الدهون تعمل على خروج محفزات الالتهاب «inflammatory mediators»، وإفراز هرمون يُسمى لبيتن «leptin». ويقوم هرمون لبتين بتنشيط عملية البلعمة، وانقسام الخلايا التائية، وتثبيط الخلايا المنظمة. لذلك يضر الهرمون أولئك المصابين بالمناعة الذاتية.

2. الإصابة بالعدوى سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو غيرها. حيث يتواجد في بعض أجزاء الكائن الغريب تراكيب تشبه مكونات الجسم، وعندما تهاجم خلايا المناعة الجسم الغريب تقوم بمهاجمة التراكيب المشابهة في الجسم. مهاجمة خلايا شبيهة بتراكيب الجسم يخلق لدى الخلايا المناعية ذاكرة مناعية مضادة لخلايا الجسم البشري ذاته، بالتالي تتحول إلى مهاجمته أيضًا.

عوامل جينية

قد تنتج العوامل الجينية عن طفرات، أو وراثة من مصابين، وغالباً تحدث نتيجة حدوث خلل في عدة جينات وليس جين واحد فقط. وكان أول جين أكتشف وله علاقة بهذه الأمراض هو جين «Human leukocyte antigen -HLA» المسئول عن عرض الجسم الغريب للخلايا المناعية لكي يتم التعرف عليها ومهاجمتها. [6]،[7]،[8]

ولأن هناك عددًا كبيرًا من الإصابات بمثل هذه الأمراض، ولأنها ذات تأثير كبير على نمط حياة المصاب، تبذل جهود كبيرة لتوفير علاجات وطرق تشخيصية لتمييزها والقضاء عليها. وسنتناول في عدد من المقالات تلك الجهود للتوعية بأمراض المناعة الذاتية.

المصادر

  1. How does the immune system work? – InformedHealth.org – NCBI Bookshelf (nih.gov)
  2. The Adaptive Immune System – Molecular Biology of the Cell – NCBI Bookshelf (nih.gov)
  3. Autoimmune responses are directed against self antigens – Immunobiology – NCBI Bookshelf (nih.gov)
  4. Mechanisms of human autoimmunity – PMC (nih.gov)
  5. Self antigens | SpringerLink
  6. Environmental factors in autoimmune diseases and their role in multiple sclerosis – PMC (nih.gov)
  7. The role of infections in autoimmune disease – PMC (nih.gov)
  8. Cracking the genetic code of autoimmune disease (nature.com)

مفاهيم أساسية لعلم الأدوية

يهتم علم الدواء بدراسة الخصائص التركيبية للعقاقير، وكيفية تصميم الأدوية وتصنيعها، والتقنيات الدوائية، والتداخلات الدوائية، ودراسة السموم، والخصائص العلاجية والتطبيقات الطبية والمضاعفات والآثار الجانبية للعقاقير الطبية. هناك العديد من المصطلحات الطبية والعلمية التي تخص الدواء، غالبًا ما يتم الخلط بينها ويتم التعامل معها على أنها مترادفات، سأتطرق في هذا المقال للضروري منها، وأوضح أهم المفاهيم الأساسية لعلم الأدوية.

خاصيتين رئيسيتين للدواء:

غالبًا ما يتم الخلط بين فعالية وفاعلية دواء معين، من المهم التمييز بين هذين الخاصيتين، إذ إنهما ليستا مترادفتان، ونستطيع من خلال المنحنيات المتدرجة للجرعة والاستجابة، تحديد خاصيتين رئيسيتين للأدوية، وهما الفاعلية والفعالية.

الفعالية Efficacy:

هي قدرة الدواء بعد الارتباط بالمستقبلات على إحداث تغيير يؤدي إلى تأثيرات معينة. تُعرف باسم الفعالية القصوى Emax، أي قدرة الدواء على إنتاج أقصى استجابة، بمعنى آخر، هي الاستجابة القصوى التي يمكن أن يثيرها الدواء، أو قدرة الدواء على إثارة استجابة فسيولوجية عندما يتفاعل مع مستقبلات.

الفاعلية potency:

هي مقياس مقارن للجرعات المختلفة لدوائين مطلوبين لإنتاج نفس التأثير الدوائي. تُعرف باسم قوة الدواء. بمعنى آخر، هي كمية الدواء اللازمة لإنتاج استجابة معينة.

مثال لكل من الفعالية والفاعلية:

بشكل عام، ينتج المورفين مستوى مثاليًا من التسكين غير ممكن مع أي جرعة من الأسبرين. وبالتالي، فإن المورفين أكثر فعالية من الأسبرين. وبالمثل، فإن فوروسيميد مدر للبول، ولديه قدرة أكبر على التخلص من الملح والسوائل من البول أكثر من الميتولازون. لذلك فإن للفوروسيميد فعالية أكبر من الميتولازون.

من ناحية أخرى، يستخدم 500 ملغ من الباراسيتامول و 30 ملغ من المورفين كمسكن. هنا، تتطلب جرعة صغيرة من المورفين إنتاج تأثير مسكن. بالتالي، فإن فاعلية المورفين أقوى من الباراسيتامول.

بعض الفروقات ما بين الفعالية والفاعلية:

  • تُقدَّر الفعالية بمقارنة الاختلافات في الاستجابة الأعلى بتركيزات أو جرعات دوائية عالية. من ناحية أخرى، يتم تقدير الفاعلية بمقارنة الجرعة (ED50).
  • تعتمد الفعالية على التركيز في موقع التأثير، وعدد ارتباط مستقبلات الدواء، والعوامل النفسية، وكفاءة اقتران تنشيط المستقبل بالاستجابات الخلوية. حيث أن فاعلية الدواء تعتمد على ألفة المستقبلات لربط الدواء ومدى فعالية تفاعل الدواء مع المستقبلات التي تؤدي إلى الاستجابة السريرية.
  • تعتبر الفعالية عنصرًا حاسمًا في اختيار دواء من بين أدوية أخرى من نفس النوع. بينما الفاعلية عنصر حاسم في اختيار جرعة الدواء.
  • الفعالية أكثر أهمية من الفاعلية، حيث أن الدواء ذو الفعالية الأكبر من الفاعلية يكون أكثر فائدة علاجية.
  • الفعالية مفيدة في تحديد الفعالية السريرية للدواء. بينما فاعلية الدواء مفيدة في تصميم أشكال الجرعات.

اختبار الفعالية والفاعلية:

فعالية وفاعلية الدواء لا يتم قياسها حتى المرحلة الثانية من التجارب السريرية. وهو خطر حقيقي في اكتشاف الأدوية، كما أنه يفسر سبب وجود الكثير من الأدوية التي تفشل في المرحلة 2 من التجارب السريرية. من أجل تقليل مخاطر الفشل، تقوم الشركات بعملية تسمى التحقق من صحة الهدف، وهو التأكد من ان الارتباط بين الدواء والهدف سوف ينتج عنه فائدة علاجية للإنسان.

الآثار الجانبية للدواء:

عندما يتناول المريض الدواء، يحدث نوعان من التأثيرات العلاجية: الآثار المرغوبة والأخرى غير المرغوب فيها. والأهم من ذلك، أن جميع الأدوية يمكن أن تسبب آثارًا جانبية علاجية غير متوقعة إلى جانب آثارها المفيدة. ترتبط شدة وحدوث هذه الآثار بحسب حجم الجرعة.

التأثير الجانبي والتأثير السام للدواء:

يُعرَّف التأثير الجانبي side effect بأنه التأثير غير المرغوب فيه علاجيًا ولكنه غالبًا لا مفر منه والذي يحدث عند الجرعات العلاجية العادية للدواء. هي ليست آثارًا خطيرة، ويمكن التنبؤ بها من الملف الدوائي للدواء في جرعة معينة.

أما التأثير السام toxic effect فهو تأثير ضار وغير مرغوب فيه ولكن يمكن تجنبه في كثير من الأحيان، حيث غالبًا ما يكون سببه استخدام الدواء بجرعة عادية ولكن لفترة طويلة أو جرعة زائدة من الدواء. من المحتمل أن تكون التأثيرات السامة للأدوية إما مرتبطة بالإجراءات الدوائية الرئيسية مثل النزيف بمضادات التخثر أو لا علاقة لها بالإجراء الدوائي الرئيسي مثل تلف الكبد بسبب جرعة زائدة من الباراسيتامول.

على سبيل المثال، يتم تناول كربونات الكالسيوم لعلاج نقص الكالسيوم أو هشاشة العظام، ويعتبر الإمساك من الآثار الجانبية التي لا يمكن تجنبها هنا. بينما يمكن تجنب التأثيرات السامة عن طريق الاستخدام الدقيق والحكيم للدواء.

بعض الفروقات التي توضح التأثير الجانبي والتأثير السام:

  • الآثار الجانبية ليست ضارة في كثير من الأحيان، بالرغم من أنها غير متوقعة من الناحية العلاجية ولكنها لا تهدد الحياة. على الجانب الأخر، فإن التأثيرات السامة ضارة وغالبًا ما تكون مهددة للحياة.
  • يحدث التأثير الجانبي ضمن الجرعة العلاجية العادية للدواء. أما التأثير السام فيحدث بسبب الجرعة الزائدة أو الجرعة المتكررة من الدواء. المقصود بالجرعة العلاجية هنا هي الكمية المحددة مسبقًا من الدواء والتي ستنتج التأثيرات العلاجية المثلى.
  • عدم ضرورة تقليل جرعة الدواء أو وقفها في حال التأثير الجانبي. عكس ذلك في التأثير السام يكون تقليل أو وقف الدواء ضروري.
  • في كثير من الأحيان لا حاجة لعلاج الآثار الجانبية، باستثناء الحالات الشديدة لتقليل الانزعاج أو المضاعفات. في حالة التأثيرات السامة، يتم علاج التسمم وإعطاء ترياق. على سبيل المثال، يجب إعطاء N-acetylcysteine ​​لعلاج السمية الكبدية الناتجة عن جرعة زائدة من الباراسيتامول.

Ec50, IC50:

هذه المصطلحات وإن كانت متشابهة، إلا أنها ليست متطابقة تمامًا، EC50: هو تركيز دواء يعطي استجابة نصف قصوى. IC50 هو تركيز مثبط حيث يتم تقليل الاستجابة (أو الارتباط) بمقدار النصف. من الطرق الجيدة لتذكر الاختلاف استخدام الاختصار “I” في IC50، والذي يرمز إلى التثبيط inhibition، على عكس “E” في EC50 ، والذي يشير إلى فعال effective.

المؤشر العلاجي، LD50, ED50

المؤشر العلاجي Therapeutic index: هو هامش الأمان الموجود بين جرعة الدواء التي تنتج التأثير المطلوب والجرعة التي تنتج آثارًا جانبية غير مرغوب فيها وربما خطيرة. تعرف هذه العلاقة على أنها نسبة الجرعة التي تنتج سمية إلى الجرعة التي تنتج استجابة مرغوبة سريريًا أو فعالة (TI= LD50/ED50)، حيث LD50 هي الجرعة التي يقتل فيها دواء ما 50٪ من مجموعة اختبار من الحيوانات و ED50 هي الجرعة التي يتم فيها إنتاج التأثير المطلوب في 50٪ من مجموعة الاختبار. بشكل عام، كلما كان هذا الهامش أضيق، زادت احتمالية أن ينتج الدواء تأثيرات غير مرغوب فيها. من الجدير بالذكر أن الدواء الأكثر أمانًا يكون له مؤشر علاجي أعلى. يعد الوارفارين مثالًا للدواء ذي المؤشر العلاجي الضيق، أما البنسلين فإنك يملك مؤشر علاجي كبير.

يحتوي المؤشر العلاجي على العديد من القيود ، لا سيما حقيقة أن الجرعة المميتة 50 لا يمكن قياسها عند البشر. وعند قياسها في الحيوانات، فهي دليل ضعيف لاحتمالية حدوث تأثيرات غير مرغوب فيها على البشر. ومع ذلك، فإن المؤشر العلاجي يؤكد على أهمية هامش الأمان، المتميز عن الفاعلية، في تحديد فائدة الدواء.

التركيز الأدنى الفعال والتركيز الادنى السمي


Minimum Effective Concentration (MEC): الحد الأدنى للتركيز المطلوب لتأثير الدواء، وتسمى في حالة المضادات الحيوية MIC، تعني هذه الأخيرة التركيز الأدنى المثبط للكائنات الحية الدقيقة minimum inhibitory concentration. أما minimum toxic concentration (MTC) فهي التركيز الأدنى الذي يُحدث سمية. ويقابلها مصطلح MBC، وهو التركيز الأدنى القاتل للكائنات الحية الدقيقة minimum bactericidal concentration.


إذا كان الدواء يعطي تأثيرًا علاجيًا بجرعة منخفضة ولا يحدث تأثيرًا سامًا إلا بجرعة عالية، فنحن نملك نافذة علاجية واسعة TW يمكن من خلالها استخدام الدواء بأمان.

تعتبر هذه المفاهيم من الأساسيات لعلم العاقير وعلم الصيدلة، وهي تحتاج سنوات من البحث ومراحل من الاختبارات للوصول إلى النتائج الدقيقة. كل ذلك العمل والجهد يفيد في تحديد أساسيات مهمة كجرعة الدواء وطريقة إعطاؤه وأمانه.

مفاهيم أساسية

المصادر:

الجزر يقوّي النظر ما بين الخرافة والحقيقة!

سنروي هنا أحد أشهر الأقاويل، مضيئين فيها مواطن الخطأ والصواب، مثل أصل الاعتقاد بأن الجزر يقوّي النظر. فما السبب في ظهور هذا الاعتقاد؟ وما هو الجزر، وما فوائده؟ وما قصة فيتامين A أو فيتامين أ، وفوائده للرؤية وللجسم ككلّ؟ وكذلك سنتحدث عن مشاكل نقص فيتامين أ. وعلاقة “البيتا كاروتين-Beta carotene” بالرؤية بشكل خاص والجسم عامةَ.

بداية أسطورة الجزر يقوّي بالنظر

تعود أسطورة الجزر إلى الحرب العالميّة الثانية التي حوّلته من مجرّد طعام حيوانات إلى مصدر غذائيّ هام. حيث اكتشف البريطانيّون في الحرب العالميّة الثانية الرادار، بالتالي أصبح بإمكانهم رؤية عدوّهم حتّى في الليل. وعندما علم الألمان بذلك، بدأوا البحث عن سبب قدرة الجيش البريطاني الهائلة على كشفه ليلاَ. وهنا سارع الجيش البريطاني على بثّ شائعة الجزر المقوي للنظر، وأنّ طيّاريهم لديهم من القدرة على الرؤية ليلاَ بما لا يمكن تصوّره. وأنّ السبب في ذلك يعود إلى تناولهم الجزر بكثرة! [1]

كان لتلك الشائعة فضلٌ جمٌّ في تضليل العدوّ عن تلك التكنولوجيا العجيبة التي اخترعوها آنذاك. لكن ما لم يخطر في بال الجيش البريطاني أن تبقى تلك البدعة وريثةَ للأجيال واحداَ تلو الآخر حتّى زماننا هذا. وها نحنُ هنا بصدد دحض الشائعة وتوضيح ما صدقَ منها وما بطل.

لماذا اختار البريطانيون الجزر؟

ما هو الجزر وما الذي ميّزه عن أقرانه من الخضروات حتى يختاره الجيش البريطاني وريثاَ لتلك البدعة؟ إن الجزر خضار جذري، أي أنّ الثمرة التي نتناولها هي جذر ذلك النبات. في البداية كان يستخدم الجزر لأغراض طبيّة، وفيما بعد أصبح يستخدم كطعام، ولا ننسى أنّ للحرب العالميّة الثانية دور في ذلك. ففي ظل شحّ باقي الخضروات بسبب الحرب، تمّ تعزيز الجزر كبديل عنها.

ويمكن تناول الجزر بطرق مختلفة كطعام، لكنّ أثبتت الدراسات أنّ غلي الجزر يفسد الكثير من الفيتامينات الموجودة فيه وبالتالي نقص عناصره الغذائيّة. أمّا عن أهمّ العناصر الغذائيّة الموجودة فيه فهي كالتالي:

  • الجزر أحد أفضل الأطعمة التي تحتوي على البيتا كاروتين إلى جانب اليقطين والبطاطا الحلوة.
  • الجزر مصدر هام لفيتامين A.
  • يحتوي الجزر على العديد من العناصر المفيدة: “كالفلافونيدات-Flavonoids”، وهي مضادات للأكسدة، ويوجد غيرها الكثير من العناصر التي تدعم وظائف الجسم المختلفة.

هل الجزر يقوّي النظر حقًا كما يقال؟

في الحقيقة، هناك علاقة بين ما يحتويه الجزر من عناصر مفيدة للعين وبين النظر بالفعل. فالجزر مصدر هام لفيتامين A أو فيتامين أ، ولكن ما أهمية فيتامين أ للعين؟

لفيتامين أ دور في حماية صحّة العين، ويعد النقص الغذائي الأكثر شيوعاَ في العالم. وقد وُجِد أنّ نقص فيتامين أ يسبّب جفاف العين، ويقودنا جفاف العين إلى ما يسمّى بالعشى أو “عدم الرؤية ليلاَ”. وفي حالة المستويات المنخفضة من الفيتامين أ، فقد يسبّب صعوبة رؤية، وأحيانًا يؤدي إلى تنكّس المستقبلات الموجودة بالعين. وبالتالي تحدث مشاكل بالعين كجفاف القرنية مما يؤدي إلى ترقّقها وتقرّحها وانثقابها، وجفاف الملتحمة. كما قد تظهر بقع رغويّة متعدّدة الأشكال على بياض العين. [2]

يسهم هذا الفيتامين في صناعة بروتين قادر على امتصاص الضوء في شبكيّة العين ويدعم عملها. بالتالي يؤدي نقصه إلى تلف في الشبكيّة الذي بدوره يؤدي لضعف شديد في البصر في مؤخرة العين. ويعدّ نقص فيتامين أ السبب الأكبر للعمى الذي يمكن الوقاية منه عند الأطفال. وهنا نعود إلى المقولة “الجزر يقوّي النظر”، لم نقول عنها أنها شائعة ما دامت الفوائد كبيرة؟

وُجِد أنّ معظم الناس لا تتحسّن الرؤية لديهم بتناول الجزر إلّا إذا كان سبب مشكلة الرؤية لديهم نقص فيتامين أ بالأساس. وقد لا يكون الجزر وحده قادراَ على تغطية هذا النّقص دون الحاجة لتعويض النقص دوائيّاَ. ومع الانتباه إلى أنّ بعض أشكال فيتامين أ يمكن أن تكون سامّة بجرعات عالية، لذلك يجب المراقبة الدوريّة عند الطبيب عند أخذ جرعات عالية منه. إذن فهناك حقيقة بدرجة ما في الشائعة، ولكن ما المكونات الأخرى في الجزر المتعلقة بالرؤية غير فيتامين أ؟

مكونات وفوائد أخرى للجزر

نأتي إلى فضل الجزر بما يحتويه من “البيتا كاروتين” على الرؤية. فبدايةَ، يحوّل الجسم البيتا كاروتين إلى فيتامين أ الذي بدوره يدعم الرؤية ويحمي صحّة العين. ويمكن القول أنّ البيتا كاروتين بحدّ ذاتها ليست ذات فائدة، وإنّما تأتي أهميتها من كونها مصدر مهم لفيتامين أ. وهي من مضادات الأكسدة التي تحمي العين والجسم بشكل عام من الجذور الحرة التي تدمر خلايا الجسم. [3]

إضافةَ لفوائده الكثيرة على العين، فللجزر فوائده التي يجب عدم إغفالها على الجسم ككلّ. فهو يحتوي على مضادات الأكسدة “الكاروتيندات-carotenoids”، وتساعد في التقليل من مخاطر السرطانات، كسرطان المعدة والثدي وسرطان الدم “اللوكيميا”. حيث وجدت الدراسات علاقة بين المستويات العالية للكاروتيندات في الدم وقلة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. [4]


وعلى الرغم من أنّ عصير الجزر يحتوي العديد من العناصر المفيدة إلّا أنّه يجب الاعتدال في تناوله نظرًا لاحتوائه على الكاروتيندات كالبيتا كاروتين. فالمستويات العالية منها تسبّب ما يسمى “carenoderma” أي تلوّن الجلد بالأصفر أو البرتقالي.[4]

ننتهي إلى القول بأن الجزر ضروري للعين كما هو ضروري لباقي الجسم، ولكن لا علاقة لكثرة تناوله بقوّة النظر. إلّا أنه من ناحية احتوائه على نسب عالية من فيتامين أ والبيتا كاروتين الضروريين لصحّة العين. وما قيلَ عنه كقدرة خارقة ليس له منها إلا القليل. لذا، عندما تتناول الجزر في المرة القادمة، تأكد من أنه مفيد بالفعل للعين والجسم. لكن لن يجعل حدة بصرك أفضل بأي حال من الأحوال.

المصادر:

  1. Chronica HORTICULTURAE
  2. Medical News Today
  3. Medical News Today

النيكروفيليا ولماذا يُجامع بعض البشر الموتى؟

تُعرف النيكروفيليا أو مجامعة الموتى بالحصول على المتعة عند ممارسة الجنس مع الموتى. إلا أن هذا التعريف لازال غير متفق عليه تمامًا.

يضع الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس (DSM5)، النيكروفيليا جنبًا إلى جنب مع العديد من الأشكال غير الشائعة الأخرى (للانحرافات الجنسية-paraphilia).[1] ويُعرّفها على أنها “اضطراب مجازف يتضمن اهتمامًا جنسيًا متكررًا ومكثفًا بالجثث”.[2]

يمكن أن تأتي النيكروفيليا بمفردها، أو بالاشتراك مع عدد من الانحرافات الجنسية الأخرى. مثل السادية، وأكل لحوم البشر، والرغبة في شرب دم البشر أو الحيوانات، و الانجذاب الجنسي لجثث الأطفال، والانجذاب الجنسي إلى جثث الحيوانات أو قتلها والمعروف أيضًا باسم النخرية. [1]

غالبًا ما تكون الجثث المستخدمة للحصول على المتعة الجنسية غير طازجة. بل مستخرجة من القبور في حالة متعفنة، أو محنطة. ويفضل البعض العظام فقط.

هل تظهر النيكروفيليا وحدها أم تصاحبها حالات أخرى؟

قد تأتي النيكروفيليا مصاحبة لأكل (لحوم البشر- cannibalism) أو أكل (لحوم الموتى-necrophagia). حيث يتغذى القائمون على الجثث المتحللة للحصول على المتعة الجنسية. عكس أكلة لحوم البشر الذين يفضلون اللحوم الطازجة، أو الذين يأكلون أحبائهم الموتى لأغراض روحية.[1]
في الحقيقة هناك طيف واسع من السلوك للنيكروفيليا والنيكروفاجيا من أولئك الذين يريدون فقط لعق الأعضاء التناسلية أو الثديين لشخص ميت، إلى الأشخاص الذين يريدون التهام أجزاء معينة فقط وصولًا إلى أكل الجسم كله.

تصنيف سلوكيات مجامعي الموتى

كما ذكرنا سابقًا، يوجد تنوع كبير في سلوكيات مجامعة الموتى. وهذا ما جعل العلماء يحاولون وضع تصنيف متماسك له، ولكن غالبية التصنيفات الحديثة تُركز على وصف نوع السلوك بدون محاولة لفهم الدوافع وراء ذلك. بل ويفسر البعض بأنه لا تختلف الدوافع كثيرًا عن محاولة مجامعة الأحياء، حتى وإن كانت مجامعة الميت تبدو نوعًا محددًا جدًا من التفاعل الجنسي الذي تقوم به أقلية من الناس.

هناك عدة محاولات لتصنيف مجامعة الموتى. على سبيل المثال، هناك مراجعة أدبية لمجموعة من الدراسات نُشرت عام 1989 صنفت النيكروفيليا إلى ثلاثة أنواع: قتل الموتى ومجامعتهم، ومجامعة الميت “العادية”، والخيال المتضخم.[3]

ولكن أكثر محاولات التصنيف شمولًا وفائدة كانت نظام أجراوال الذي اقترح عام 2009 تصنيفا يضم 10 أنواع مختلفة النيكروفيليا آخذًا بعين الاعتبار نوايا ودوافع هذا السلوك. والذي تراوح بين أولئك الذين يستمتعون بقربهم من الموتى (ليس بالضرورة جنسيًا، على سبيل المثال: تحنيط أو الحفاظ على شخص عزيز متوفى)، إلى أولئك الذين يثيرهم لمس الموتى، لأولئك الذين يجامعون الموتى.

ومع ذلك حتى نظام التصنيف هذا يأتي مع قيود. لا يمكن النظر إلى كل فئة من هذه الفئات إلا على أنها مؤقتة في أحسن الأحوال. لأنه يمكن أن تتطور احتياجات الشخص ورغباته على مدار حياته وتتقلب، أو حتى تصبح كامنة، أو تختفي تمامًا. لهذا السبب من السهل أن نرى أن النيكروفيلي يمكن أن يلائم أكثر من فئة من هذه الفئات عند فحص تاريخه، ولا يمكن للمرء أن يتنبأ بكيفية تصاعد سلوكه.[2]

اقرأ أيضًا عن القتل المتسلسل

لماذا يُجامع بعض البشر الموتى؟

لقد طرح العديد من الباحثين والمؤلفين أفكارهم وراء الدوافع، ولخصوا إلى أن أحد الأسباب الرئيسية المقدمة هو الحاجة إلى شريك لا يقاوم أو لا يرفض الجماع.[2]
يدعم هذا الطرح عدة دراسات إحداها الدراسة المنشورة عام 1989، والتي راجع وحلل فيها الباحثون 122 حالة نُشرت بياناتهم في دراسات سابقة.[3]

هذا السبب يستحق الدراسة. فهو يشير ظاهريا إلى مجرم عنيف يؤكد إرادته على ضحيته، ويلغي إرادة ضحيته تمامًا. ولا شك أن هذا ينطبق على أولئك الذين يرتكبون جرائم القتل الجنسي. ولكن ماذا عن الذين يجدون طرقًا أخرى للتلامس مع الجثة من دون القتل؟

في الحقيقة تُعد الحاجة إلى شريك غير رافض والشعور بالقبول أمرًا عالميًا بالنسبة لمعظم البشر الذين يرغبون في علاقة حميمة مع إنسان حي آخر، ينطبق هذا أيضًا مع مجامعة الميت.

وبالتالي سيكون من المفيد تقييم جميع الصفات التي يبحث عنها الناس لمجامعة شخص حي. ومعرفة ما إذا كان يمكن تلبية هذه الاحتياجات مع شريك متوفى. الشريك الميت لا يصدر أحكامًا، ولا يوجد خوف من الحاجة إلى إنتاج هزة الجماع المتبادلة أثناء ممارسة الجنس، ويمكن الوثوق به، ولا يوجد قلق بشأن النسل، ويمكنه تلبية الحاجة المؤقتة للحميمية الجنسية. يتمتع المجرم أيضًا برفاهية تخيل وجعل الجثة تكون أي شيء يريده. (من الجدير بالذكر أن دمية الجنس تلبي أيضًا هذه الاحتياجات، وبالتالي يدعم بعض الباحثين دراسة واستكشاف تاريخ استخدام دمية الجنس في حياة المدافعين عن النيكروفيليا).[2]

هناك أسباب ودوافع أخرى وضعها العلماء في عين الاعتبار. مثل الإحساس بالتواصل مع شريك سابق، ومواجهة الشعور بالعزلة، والتحكم بالضحايا، ومساعدة الممارس في الرفع من تقدير ذاته. إلا أن كل هذه الدراسات لازالت في البداية فهم دوافع ممارسة النيكروفيليا.[3]

القتل الجنسي المتسلسل

ليش شرطًا أن تكون النيكروفيليا مصحوبة بشيء آخر مثل القتل. بل حتى دوافع مجامعة الموتى قد تكون معتمدة على حاجات طبيعية أكثر مما كنا نعتقد. ولكن قتل الأشخاص لغرض مجامعتهم موضوع آخر يأتي تحت اسم القتل الجنسي المتسلسل.

يشار إلى فئة القتل المتسلسل التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام، وتشمل نسبة كبيرة من جرائم القتل المتسلسلة بالقتل الجنسي. تمت دراسة القتل بدوافع جنسية على نطاق واسع من قبل الأكاديميين والمتخصصين في الصحة العقلية وغيرهم من الباحثين.

يُعرَّف القتل الجنسي المتسلسل بأنه قتل ضحيتين أو أكثر يرتكبهما نفس الفرد، أو الأفراد في أحداث منفصلة، بدافع جنسي. يمكن أن تختلف أنواع الأفعال الجنسية التي يرتكبها هؤلاء الجناة ضد ضحاياهم اختلافًا كبيرًا بسبب الطبيعة غير العادية لهذه الجريمة. ويمكن أن تشمل الأفعال الجنسية الأنواع التي تعتبر تقليدية مثل الجنس المهبلي والشرجي والفموي. ولكن هناك أيضًا عدد من الأفعال الجنسية غير التقليدية مثل إدخال جسم غريب، والسادية الجنسية، ومجازر الموتى، وأكل لحوم البشر، ومص الدماء.

الغالبية العظمى من جرائم القتل الجنسي المتسلسلة يرتكبها مجرمون ذكور. وعلى عكس الجرائم المتسلسلة الأخرى فإن القتلة المتسلسلين بدوافع جنسية يستهدفون بأغلبية ساحقة الضحايا الذين ليس لديهم صلة واضحة بهم، أو الغرباء عنهم.

كيف يتطور الخيال الجنسي العنيف؟

جرائم القتل الجنسي المتسلسلة متجذرة في الأوهام التي تنطوي على مواضيع جنسية عنيفة. الجناة الذين يرتكبون هذه الجرائم لديهم تخيلات جنسية حية ومتكررة وعنيفة تتطور بمرور الوقت. نشأت هذه الأوهام من الطفولة، وهي نتاج ربط مواضيع العنف والجنس معًا. مع مرور الوقت تتطور موضوعات العنف المثيرة وتصبح أكثر تعقيدًا وتفصيلاً حتى يتصرف الجاني بخياله الجنسي العنيف. ثم يلتقي الخيال الجنسي العنيف للجاني بواقع أفعاله. من ثم إذا كان جزء من هذا الفعل مقيتًا بالنسبة له، فسوف يتجنب جزء الفعل هذا. أما إذا اكتشف جزءًا من الفعل الخيالي يكون ممتعًا بالنسبة له، فإنه سوف يقضي المزيد من الوقت في استكشاف هذا الفعل.

يتطور الخيال عندما يرتكب الجاني المزيد من الجرائم المفترسة. هذا هو السبب في أن السلوك الجنسي يمكن أن يبدو أكثر غرابة بشكل متزايد خلال سلسلة من جرائم القتل الجنسي المرتبطة.[1]

حيوية الخيال الجنسي العنيف

من العوامل المهمة في فهم عمق واتساع التخيلات الجنسية العنيفة، إدراك مدى تفصيل وحيوية هذه التركيبات الخيالية. يفكر الجناة باستمرار في تخيلاتهم لاستكشافها، وإعادة إحيائها. من أفضل الأمثلة على حيوية الخيال الجنسي العنيف، حالة تم فيها اكتشاف صور ضحية تتعرض للتعذيب والاعتداء الجنسي بعد اعتقال القاتل الجنسي وسجنه لعدة أشهر. وبعد العثور على الصور قام الجاني أثناء وجوده في زنزانته ببناء سلسلة من الرسومات لشرح طبيعة الصور دون أن تكون لديه الصور الأصلية أو يطلع عليها. أظهرت مقارنة الرسومات بالصور أن التفاصيل متطابقة تقريبًا. كان هذا أمرًا استثنائيًا نظرًا لأن الجاني لم يرى الصور الفوتوغرافية لعدة أشهر.[1]

القتلة الجنسيون المتسلسلون لديهم تخيلات جنسية عنيفة. ويرتكبون أعمالًا جنسية عنيفة ومتوحشة لتحقيق تلك التخيلات. وعلى غرار عامة الناس يحتفظ القتلة بخيالاتهم الجنسية، ولا يسمحون لأي شخص عادة بمعرفة عمق ميولهم. هذا ما يجعل تحديد سمات القاتل المتسلسل صعبا. بالإضافة لهويته التي تكون غالبًا غير معروفة.[1]

ختاما، من الممكن أن لا نصل إلى تعريف واضح لمجامعة الموتى، ولكن العلماء يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى وضع تصنيف شامل. ومحاولة فهم الدوافع وراء ذلك. لأنه بمجرد أن نبدأ في وضع اللبنات الأساسية يمكن أن يصبح تطبيق القانون على دراية أفضل. وبالتالي يمكنه اتخاذ خطوات أكبر في معرفة عوامل الخطر التي تؤدي إلى مجامعة الميت.

مصادر

1. Science direct
2. Psychologytoday.com
3. Pubmed

Exit mobile version