دليلك العملي لفهم مرطب البشرة واستخداماته وكيفية اختياره

مرطب البشرة هو مستحضر للعناية بالبشرة، ويوضع في المرتبة الثانية في ترتيب روتين العناية البسيط. إذ يعتمد روتين العناية البسيط على غسل البشرة ثم الترطيب بعده. ويعد الترطيب خطوة أساسية في روتين العناية بالبشرة، ولا يمكن الاستغناء عنها [1].

هل استخدام المرطب ضروري؟

تقوم خلايا البشرة وتحديدا خلايا الطبقة القرنية بدور الحفاظ على رطوبة البشرة. إذ تحصل عملية فقد للماء طبيعيا من الجلد، وتعرف علميا ب “فقدان الماء عبر البشرة-transepidermal water loss” أو اختصارا TEWL.

تحدث هذه العملية بدرجات منخفضة عادة، وترتفع نتيجة عوامل الجو المحيطة والمشاكل الجلدية التي تعاني منها البشرة كالجفاف والأكزيما. وبناء على ذلك، يكون دور المرطب تخفيف هذه العملية وإعادتها للوضع الطبيعي، والمساهمة في الحفاظ على مظهر صحي للجلد[1].

أنماط المرطبات

1. الانسدادية “occlusives”

تشكل المرطبات الانسدادية طبقة دسمة على سطح البشرة، وبذلك تكوّن حاجز يحمي البشرة من تبخر الماء [1].

سماتها:

  • يعد النوع الأكثر شيوعا بين المرطبات.
  • منخفض التكلفة الاقتصادية نوعا ما.
  • غير محبذ للكثير من المستهلكين، نظرا للملمس الدهني الذي يخلفه [1].

مكوناتها:

يعد الفازلين المركب الأول في هذه المجموعة، وتتحمله البشرة جيدًا. ويأتي بعده الديمتيكون من حيث الاستخدام والفعالية [1].

2. المرطبات “humectants”

تزيد من محتوى الماء في الجلد عن طريق تعزيز امتصاص الماء من الأدمة (الطبقة التالية للسطح الخارجي للجلد) إلى البشرة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكنها امتصاص الماء من البيئة الخارجية كالهواء والأبخرة [1].

سماتها:

  • تتكون من مواد محبة للماء، تجذب جزيئات الماء وتحتفظ بها.
  • يمكن أن تؤدي إلى تبخر مفرط للماء في الأدمة إلى الأعلى في بيئة منخفضة الرطوبة.
  • تضاف غالبا مصحوبة بمواد انسدادية، لتخفيف التبخر المفرط للماء [1].

مكوناتها:

يعتبر الغليسرين المركب الأعلى فعالية والأكثر استخداما. بالإضافة إلى أحماض الهيدروكسيل، واليوريا، وبروبيلين غليكول[1].

3. “المطريات-emollient”

 تعمل على ملء التجاويف والشقوق بين خلايا البشرة [1]. وهي تشبه في عملها طريقة عمل التونر.

سماتها:

تحسن من مظهر وملمس البشرة، وتعمل على تنعيم الجلد[1].

مكوناتها:

تتكون من الأحماض الدهنية الأساسية، وعادة ما تتواجد في الزيوت الطبيعية. ومن أمثلتها: حمض اللينوليك [1].

4. “المجددات-rejuventors”

تعمل على تجديد البروتينات الأساسية في الجلد [1].

سماتها:

  • تمتلك جزيئات مواد هذه المجموعة حجم كبير نسبيا.
  • امتصاصها من قبل البشرة ضعيف نسبيا.
  • تمتلك آلية مشابهة للمطريات، إذ تقوم بتنعيم وتحسين مظهر التجاعيد[1].

مكوناتها:

تتكون من الكولاجين والإيلاستين والكيراتين[1]. بالإضافة إلى المادة الشهيرة في هذه الفئة وهي حمض الهيالورونيك..

أشكال المرطب

  • الكريمات واللوشن:

تتكون من مواد محبة للماء ومواد كارهة للماء. يعد اللوشن منخفض الكثافة مقارنة بالكريم. ويتكون اللوشن من مواد مستحلبة (مواد تحل الزيت في الماء)، وتبعا لهذه المواد إما أن يأخذ المستحضر شكل زيت في ماء أو ماء في زيت[2].

  • مراهم:

هي مستحضرات زيتية القوام، تتكون من زيوت وشموع حيوانية ونباتية. لا يدخل الماء في تركيبها وتكون نسبة المواد الخافظة منخفضة فيها. وقد لا تعد محبذة للغاية نظرا لملمسها الزيتي على البشرة [2].

  • سيروم:

تعتبر تركيبة السيروم تركيبة حديثة مركزة، وإما أن تكون ذات أساس مائي أو زيتي[2]. وقد تحدثنا سابقًا بالتفصيل عن سيروم البشرة..

المواد الفعالة للمرطبات

  • الفازلين:

يعد مادة خاملة كيميائيا، لا تسبب تفاعلات تحسسية، وإن النوع المناسب منه للبشرة هو الفازلين النقي الخالي من القطران. يسهم في تخفيف TEWL بنسبة تصل ل99%[2].

  • السيليكون:

هو مناسب للبشرة وغير مسبب لحب الشباب، ويمتاز بأنه لا يخلف ملمس دهني على البشرة. وهو سائل شفاف لا رائحة له وغير قابل للذوبان مع الماء، لكن يسمح بنفاذ الماء عبره. ولذلك يدخل السيليكون في كريمات الأساس والواقيات الشمسية منعا لحدوث احتباس لعرق الوجه تحتها. من أمثلتها الديمتيكون وسيليكو ميثكون [2].

  • السيراميد:

يعتبر الخطوة الأولى في إصلاح جاحز الجلد، ويمتلك تسعة أنواع رئيسية [2].

  • الأحماض الدهنية:

تتواجد في الزيوت الطبيعية الأساسية[2].

  • عوامل الترطيب الطبيعي

تتكون من خليط من الأحماض الأمينية (حزيئات مكونة للبروتين) ومشتقاتها وأملاح. وعلى سبيل المثال، يعد مزيج اليوريا، وحمض اللاكتيك، والغلوكوزامين، والصوديوم من عوامل الترطيب الطبيعية [2].

فوائد المرطب

  • تحسين ملمس ونعومة الجلد.
  • زيادة رطوبة البشرة، وذلك عن طريق التقليل من عمليةTEWL.
  • تحسين مظهر التجاعيد والخطوط الدقيقة وخاصة حول العين.
  • معالجة مشاكل البشرة مثل الجفاف والأكزيما [2].

كيفية قراءة مكونات المرطب؟

يتكون المرطب من مجموعة المكونات الكيميائية، والتي يتم مزجها بطريقة معينة لإعطاء المركب المطلوب. وعادة ما ترفق مكونات المنتجات التجميلية على الوجه الخلفي للعبوة. إذ تطور بعض المكونات حساسية لأفراد معينين. لذلك يتم إجبار الشركات المصنعة على كتابة مكونات منتجاتها التجميلية حماية للمرضى وللمستهلكين.

وعلى الرغم من ذلك، تبقى قراءة مكونات المنتج التجميلي عملية صعبة ومعقدة بالنسبة لغالبية المستهلكين. وعليه، إليك بعض المصطلحات لمساعدتك في معرفة هل منتج مناسب لك أما لا؟ [3].

  • Fragrance-free أو unscented:

يشير هذا المصطلح إلى خلو المنتج من العطور. وعلى الرغم من ذلك، قد يحتوي المنتج على زيوت عطرية أساسية تضيف للمنتج كل من الرائحة الجمالية والفوائد المغذية للبشرة دون إحداث حساسية للبشرة [3].

  • Active ingredients:

يعبر هذا المصطلح عن المواد الفعالة في المنتج. وهي تمثل الغرض الذي صنع من أجله المنتج [3].

  • Non-active ingredients:

يشير هذا المصطلح إلى مجموعة المواد التي تساعد في تشكيل المستحضر، ولا تمتلك أثرا فعالا مثل الحماية من أشعة الشمس أو التغذية [3].

  • Non-comedogenic:

يدل هذا المصطلح على كون المنتج لا يسد المسام أو خال من الزيوت [3].

  • Hypoallergenic:

يشير هذا المصطلح إلى انخفاض الحساسية المسببة من المنتج، أو بمعنى آخر لطيف على البشرة [3].

  • Natural:

يعبر هذا المصطلح عن كون مكونات المنتج طبيعية تماما، ولا تستخدم مواد كيميائية[3].

  • Organic:

يشير هذا المصطلح إلى كون مكونات المنتج بعيدة عن المعالجة الصناعية، أي مستخلصة كما هي دون إحداث تغيير في بينتها الكيميائية [3]. وغالبا ما يتم الخلط بين مصطلحي natural وorganic.

  • Broad spectrum:

يشير هذا المصطلح إلى كون المنتج يقدم درجة معينة من الحماية من أشعة الشمس [3]. كما في الكريمات المرطبة التي تتكون من عوامل للشمس إضافة إلى عوامل الترطيب.

  • Parabens:

يدل هذا المصطلح على نوع المادة الحافظة، وهي من أشهر أنواع المواد الحافظة لمستحضرات العناية بالبشرة [3].

اختيار المرطب المناسب

يتم اختيار مرطب البشرة ومكوناته تبعا لنوع البشرة. للمزيد حول أنواع البشرة إليك المقال التالي: ما هي أنواع البشرة؟

  • البشرة الجافة: يناسبها المرطبات زيتية القوام مثل المراهم والكريمات من نمط ماء في زيت.
  • البشرة الدهنية: يناسبها المرطبات منخفضة الثخانة مثل اللوشن، ويفضل استخدام المستحضرات الخالية من الزيوت.
  • البشرة الحساسة: يناسبها المرطبات التي تحوي مواد مهدئة وملطفة مثل الألوفيرا، وأن تكون هذه المستحضرات خالية من العطور.
  • البشرة الطبيعية أو المختلطة: يناسبها المستحضرات منخفضة الثخانة مثل اللوشن والكريمات من نمط زيت في ماء[3].

إن خطوة الترطيب أساسية ولا يمكن الاستغناء، ويمكنك استشارة طبيبك أو الصيدلاني في حال عدم قدرتك على تحديد المناسب لبشرتك.

 المراجع:

1-Moisturizers: Reality and the skin benefits.

2-The science behind skin care: moisturizers

3-healthline

سيروم البشرة، ما المقصود به؟ وهل هو مفيد حقا للبشرة؟

تعريف السيروم:

يعد سيروم البشرة من  منتجات العناية بالبشرة، إذ يتميز بامتلاكه تأثير سريع على البشرة نظرا لخصائصه التركيبية المكونة من تراكيز عالية من المواد الفعالة.

وإن التأثير السريع الملحوظ من قبل المريض، يزيد احتمالية التزام المرضى باستخدام سيروم البشرة لعلاج مشاكلها.

ويمتلك السيروم قاعدة تنحل فيها بقية المواد، إما أن تكون مائية أو زيتية، يتم تحديدها تبعا للغرض من تكوينه وطبيعة المواد الفعالة المستخدمة [1].

لتتعرف على الخطوة الثانية في روتين العناية بالبشرة، إليك المقال التالي : ما المقصود ب تونر البشرة؟

تركيب السيروم:

تنتوع أشكاله الصيدلانية تبعا لطريقة تصنيعه وللمواد المكونة له.

أشكاله التصنيعية:

  • Lotion type

يمتلك السيروم مظهرا شفافا (رائق) أو نصف شفاف، ويمكن تصنيع المواد الفعالة فيه ضمن ليبوزمات( جسيمات شحمية أشبه ما تكون بكبسولات صغيرة تحيط بالمواد). بالإضافة إلى كونه الشكل الأكثر شيوعا في السوق.

  • Emulsion type

يتواجد السيروم على شكل مستحلب يحوي طورين أو ثلاثة أطوار (زيت/ماء أو ماء/زيت أو ماء/زيت/ماء)، ويستخدم هذا الشكل عند الاحتياج إلى إدخال مواد زيتية (غير منحلة في الماء) في تركيبه.

  • Oil type

تتكون قاعدة السيروم هنا بشكل كلي من الزيوت، وبالمثل تكون المواد الفعالة زيتية. وعلى الرغم من المحاولات العديدة لتحسين ملمسه على البشرة، إلا أنه ما زال غير مرغوب لكونه يترك ملمس زيتي دبق على البشرة.

  • Two agents mix together type

يتم مزج المواد في هذا النموذج عن طريق آليات مختلفة مثل: التجفيف بالإرذاذ، التجفيد. ويعود ذلك لزيادة ثباتية المنتج وتشكيله ضمن مظهر مقبول من قبل المتسهلك.

  • Others(lotion with powder, alcohol type)

يفيد هذا الشكل في حالة امتلاك بشرة مختلطة، إذ يمتلك فعلا مضادا للجراثيم. يخفف هذا الفعل من الإفراز الدهني لمنطقة الأنف والجبهة (T-zone) دون إحداث جفاف في المناطق الأخرى [1].

مكوناته:

  • قاعدة السيروم: إما أن يمتلك قاعدة مائية أو زيتية حاملة لبقية مكوناته. ويمكن ألا يتعدى نسبة قاعدتها 30% من حجمه.
  • المواد الفعالة: تنتوع المواد الفعالة التي يمكن إضافتها للسيروم، وسنقوم بذكر المواد الأكثر انتشارا: فيتامين سي، حمض الهيالورنيك، ريتنول، أحماض ألفا هيدروكسي، حمض الصفصاف.
  • الزيوت والخلاصات النباتية: الغنية بمضادات الأكسدة وتسهم في علاج وترميم البشرة [1].

أنواعه:

يصنف السيروم تبعا للأثر العلاجي الذي يمتلكه:

  • مضاد للتجاعيد: يعزز إنتاج الكولاجين ويحفز عملية تجديد خلايا البشرة، وعادة ما يتكون هذا النوع من الريتنول (أحد مشتقات فيتامين A).
  • مفتح: يحتوي مواد معالجة للتصبغات، إذ يعمل على توحيد لون البشرة. ويعد فيتامين سي المكون الرئيسي لهذا هذا النوع. ويمكن أن تدخل المواد التالية في تركيباته: أحماض فواكه، خلاصة عرق السوس، وحمض اللاكتيك.
  • مرطب: يعد حمض الهيالورنيك المكون الأساسي لهذا النوع، إذ يعمل الهيالورنيك على الارتباط بجزيئات الماء وإعادة الحيوية والشباب للبشرة المتعبة. وكذلك يعد فيتامين B5 مكونا شائعا في هذا النوع، إذ يعيد الرطوبة للبشرة ويحسن من مرونتها.
  • مضاد للأكسدة: يعمل هذا النوع على محاربة الجذور الحرة والتي تؤذي إلى أذية البشرة وتخربها في حال عدم التخلص منها. أمثلة على المواد المستخدمة: فيتامين سي، فيتامين E، فيتامين A.
  • معالج للبشرة: يعالج هذا النوع مشكلة محددة في البشرة، ومن المشاكل الجلدية الشائعة: حب الشباب، المسام الواسعة، وحساسية البشرة. ويعد فيتامين B3 وحمض الصفصاف ومشتقاته من المركبات الأكثر استخداما في تركيبات السيروم المعالج للبشرة.
  • مرمم للبشرة:يعمل هذا النوع على تقشير البشرة وإزالة الخلايا الميتة، وبالتالي ترميم البشرة وإعادة الحيوية والإشراق لها. ومن المواد المكونة له: أحماض ألفا هيدروكسي [2].

فوائده:

  • يمتص بسرعة من قبل البشرة: إذ يمتلك السيروم لزوجة قليلة مقارنة بالكريمات، وتكون جزيئاته صغيرة الحجم. وهذا بدوره يجعل نفاذيته عبر مسام البشرة أسهل وأسرع.
  • يحسن مظهر البشرة، إذ يسهم في التخفيف من الخطوط الدقيقة والتجاعيد الموجودة على البشرة.
  • يحمي البشرة من التأثير المخرب للجذور الحرة، نظرا لغناه بالمواد المضادة للأكسدة.
  • يقدم حماية إضافية من أشعة الشمس، وذلك فقط في حالة التركيبات التي تتضمن فيتامين سي والمواد المضادة للأكسدة.
  • يمتلك فعالية أعلى وأسرع من بقية منتجات العناية بالبشرة [2].

هل أحتاج إلى سيروم وكريم مرطب معا؟

على الرغم من امتلاك السيروم والكريم المرطب لتركيبات متماثلة، لكن لا يمكن الاكتفاء بالسيروم  والاستغناء عن الكريم المرطب لبشرتك. ويعود ذلك لامتلاك السيروم كثافة ولزوجة أقل، وبالتالي لا يبقى على البشرة لفترة طويلة. بالإضافة إلى كون تركيبه موجه لمعالجة مشاكل معينة بالبشرة.

ومنه يعد السيروم والكريم المرطب مكونان هامان في روتين العناية بالبشرة، لكن الكريم المرطب أكثر أهمية وأكثر ضرورية للحفاظ عليه ضمن روتينك [3].

اختيار السيروم:

  • حدد المشاكل التي تعاني منها بشرتك، وابدأ بتحديد ما تحتاجه بشرتك، هل تحتاج إلى معالجة للتجاعيد أو جب شباب أو توحيد لون بشرة. أو…الخ.
  • خذ بعين الاعتبار نوع بشرتك قبل اختيار السيروم الذي تريده، هل هو مناسب لها أما لا؟ للمزيد حول أنواع البشرة إليك المقال التالي: ما هي أنواع البشرة؟
  • ينصح ببعض المواد لكل نوع بشرة: هيالورينك أسيد مناسب للبشرة الجافة، النياسيناميد وحمض الصفصاف مناسب للبشرة الدهنية، الشاي الأخضر ومادة الكالانديلا مناسبة للبشرة الحساسة. بينما ينصح أصحاب البشرة المتعبة والتي تظهر عليها التجاعيد بفيتامين سي وحمض غليكولك ومشتقات فيتامين  [3]A.

كيفية استخدامه:

  • طبق كمية صغيرة من السيروم بحجم حبة البازلاء، وذلك طبعا بعد غسل بشرتك بغسول مناسب. إليك المزيد حول غسل البشرة: ما المقصود بغسول البشرة؟
  • انتظر 15-20 دقيقة لتجف بشرتك في حال امتلاكك لبشرة حساسة، إذ يخفف تجفيف بشرتك من التهيج الذي يمكن أن يحدث لبشرتك الحساسة من تطبيق سيروم عليها.
  • لا تنسى تطبيق كريمك المرطب بعد استخدام السيروم [4].
  • اختر الوقت المناسب لتطبيقه، إذ تطبق الأنواع المعالجة والمرممة والمفتحة مساء بينما الأنواع الغنية بمضادات الأكسدة صباحا. على الطرف الآخر، تطبق الأنواع المرطبة صباحا ومساء [3].

ختاما، يعد السيروم منتج اختياري لإضافته على روتين العناية للبشرة، وفي كان اختيارك للنوع المناسب لك قرارا صعبا، يمكنك استشارة طبيبك أو الصيدلاني.

المراجع:

  1. General review on face serum.
  2. healthline
  3. healthline
  4. Webmed

تونر البشرة، ما هو وما هي مكوناته؟

تعريف التونر:

يتم تصنيف التونر كمنتج من منتجات العناية بالبشرة، ويأخذ الترتيب الثاني في خطوات روتين العناية بالبشرة.

إذ يطبق بعد التنظيف بالغسول مباشرة بواسطة قطنة في حال تواجده على شكل محلول مائي، ويمكن أن يصمم على شكل رذاذ مائي يرذ على البشرة.

وتندرج العديد من المسميات تحت هذا المستحضر التجميلي ومنها: “قابضات المسام-astringent”، “منعشات البشرة-skin fresheners”، “معادلات-tonics” و”موازنات-balancers”.

بالإضافة إلى ذلك، يمتلك التونر عدة أنواع تصنف تبعا للوظيفة التي صُممت من أجلها، وستتم مناقشتها لاحقا في هذا المقال [1].

نظرة تاريخية:                                                  

تم تركيب التونر لسنوات عديدة من المشتقات والخلاصات النباتية مثل: ماء الورد الذي يعد المستحضر الأكثر شهرة وانتشارا. حاليا تم البدء بإدخال مشتقات حيوانية مثل الكولاجين ونحوه، ومع ذلك ما يزال اعتماد المشتقات الحيوانية قليلا في مستحضرات العناية بالبشرة الآسيوية، مثل اليابان وكوريا.

ويعتبر مستحضر التونر مثيرا للجدل بين أطباء الجلد، فنلاحظ امتلاكه لسمعة سيئة في إحداث جفاف للبشرة، وفي الواقع هذا الأمر عائد لاحتواء التراكيب القديمة منه على كحول.

 بينما تعتمد تراكيب التونر الحالية مكونات أكثر مراعاة وترطيبا للبشرة، وخاصة في القارة الآسيوية التي تركز على الخلاصات والزيوت الطبيعية [1].

مكونات التونر:

الماء:

يعتبر الماء العنصر الأكبر الحامل لبقية مكونات التونر، إذ يصمم التونر على شكل محاليل مائية شفافة، أو محاليل مائية كحولية [1].

الكحول:

يعد وجود هذا العنصر أداة الفصل في اختيار التونر أو رفضه، فقديما تمت إضافته بنسب عالية مما أدى إلى إحداث جفاف وتهيج للبشرة، وتدريجيا تم الابتعاد عن استهلاكه.

 وعليه كان لا بد من التخفيف من نسبه وإضافة مواد مرطبة مخففة لأثره. ومن جهة أخرى، تم حذفه في مستحضرات العناية الآسيوية واستبداله بمواد أخرى معالجة للبشرة.

أمثلة عليه: الإيتانول (يضاف بنسبة 20% أو أعلى)، الإيزوبروبانول (تم حذفه حاليا نتيجة رائحته القوية في المستحضرات) [1].

المواد المرطبة:

تعمل على ترطيب الجلد وتخفيف آثار الجفاف المحدثة من الكحول. بالإضافة إلى ذلك، تقوم بخفض نقطة التجميد للمستحضر لضمان استقراره في درجات الحرارة الباردة.

وكذلك قد تتم إضافتها لإذابة المواد الأخرى الفعالة، نذكر المواد المرطبة الأكثر شيوعا:

  • الغليسرين والسوربتول: يعتبران الأكثر استخداما لتكلفتهما القليلة، وقد يتركان أثر لزج نوعا ما على البشرة بعد تطبيق المستحضر.
  • صوديوم بولي كربوكسيلك أسيد PCA: يتميز يكونه مشابه لPCA المكون للبشرة والذي يعتبر العامل المرطب طبيعيا للبشرة، بالإضافة إلى كونه يترك أثرا أقل لزوجة على البشرة من سابقيه.
  • بروبيلين غليكول وبوتيلين غليكول وبولي ايتيلين غليكول وايتوكسيلات الغليسرولات: تتمتع بذوبانية عالية بالماء وقدرتها على إذابة المواد الأخرى. وإعطائها شعورا ناعما على البشرة وغير لزج [1].

المطريات:

عادة ما تتم إضافته بكميات قليلة، من الأمثلة عليها ديمتكون والزيوت الطبيعية. وتحتاج إلى مواد مساعدة على الذوبان [1].

مواد مساعدة على الذوبان:

تتم إضافتها للمحافظة على ثبات المستحضر وتشكيل مستحضر رائق غير عكر خال من الترسبات، من الأمثلة عليها العوامل الخافضة للتوتر السطحي مثل: بولي سوربات 20 [1].

المواد الفعالة:

تتنوع المواد الفعالة في التونر، بحيث تتم إضافتها تبعا للوظيفة المصمم من أجلها، ومن أمثلتها الخلاصات النباتية.إذ تقدم خصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهاب، ومقبضة للمسام، ومهدئة للبشرة. مثل: خلاصة الألوفيرا، خلاصة بندق الساحرة، خلاصة البابونج، خلاصة عرق السوس، وخلاصة الشاي الأخضر و…الخ[1].

فيتامينات:

تقوم بإعطاء خصائص مضادة للأكسدة مثل فيتامين A، فيتامينC، فيتامين E وفيتامين B5 [1].

مواد مفتحة:

 وهي مشهورة للغاية في القارة الآسيوية، مثل خلاصة عرق السوس المائية والزيتية. بالإضافة إلى مشتقات فيتامين C: هي مغنزيوم أسكوربيل فوسفات الأقل ثباتية، وأسكوربيل غليكوزيد الأكثر ثباتية [1].

مواد مقشرة:

تستخدم لتأثيرها المقشر السريع للبشرة، وقد تضاف لضبط حموضة المستحضر فقط وخاصة حمض الستريك. من الأمثلة عليها: أحماض الألفا هيدروكسي وأحماض البيتا هيدروكسي [1]. للمزيد حول تقشير البشرة، إليك المقال التالي.

مواد رافعة للقوام:

تزيد لزوجة المستحضر وتشكل طبقة رقيقة حول البشرة عند تطبيق المستحضر، من أشهرها: صمغ الزانتين [1].

زيوت أوخلاصات عطرية:

تضاف لتحسين رائحة التونر، وقد تمتلك خصائص معالجة ومساعدة لإيصال المواد للبشرة [1].

ملونات:

تمت إضافتها لمنح التونر خصائص جمالية مرغوبة من قبل المستهلكين، ويجب مراعاة التوافق بين رائحة ولون التونر [1].

أنواعه:

يمتلك التونر ثلاثة أنواع رئيسية بناء على بنيته، وإن المواد المكونة لبنيته تحدد نمط البشرة التي تستخدمه:

  • تونر ذو أساس كحولي.
  • تونر ذو أساس غليكولي (غليسرين).
  • تونر ذو أساس مائي [2].

فوائده:

يمتلك التونر العديد من الفوائد للبشرة، منها:

  • يقدم تنظيف مضاعف للبشرة: تستطيع الغسولات أو الصوابين إزالة كمية جيدة من الأوساخ والزيوت المتراكمة على البشرة. لكن لا تقوم بتنظيف كامل، إذ يبقى جزء من هذه البقايا الزيتية، وعدم إزالتها سينتج عنه تفاقم للمشاكل الجلدية وتشكيل زيوان. وعليه، يقوم التونر بإزالة أي بقايا مترسبة وإعطائك بشرة نظيفة تماما.
  • يعيد التوازن لحموضة البشرة، وخاصة بعد استخدام الغسول التي يقوم برفع حموضة البشرة.
  • يقدم حماية إضافية من تشكل حبوب الشباب جديدة، إذ يساعد على ضبط الإفراز الدهني في البشرة.
  • يهيأ البشرة لاستقبال جزيئات المرطب، وضمان ترطيبها بشكل مثالي.
  • يفيد في معالجة المسام وتضييقها، إذ يتحسن مظهر مسام البشرة مع الاستخدام المستمر للتونر.
  • يقلل التهابات البشرة نتيجة احتوائه على نسبة عالية من مضادات الأكسدة [3].

نصائح لكيفية اختيار تونر مناسب:

يتم اختياره تبعا لنوع البشرة:

  • البشرة الدهنية: إن التونر يفيد في ضبط الإفراز الدهني بشكل عال. لذلك عند اختيارك للتونر الخاص بك، استخدمي الأنواع التي تحوي أحد المواد التالية: حمض الصفصاف، أحماض الفواكه، النياسيناميد، خلاصات نباتية مخففة للإفراز الدهني (بندق الساحرة، زيت الشاي الأخصر) [2].
  • البشرة الجافة والبشرة الحساسة: تتشابه تركيبات التونر المناسبة للبشرة الحساسة والجافة [1]. فعليك بالابتعاد عن الأنواع التي تحوي كحولا، والاعتماد على التونرات الغنية بالمواد المرطبة مثل هيالورنيك أسيد وفيتامين E وغليسرين [2]. ومن الجدير بالذكر في حالة البشرة الجافة، تتم إضافة عوامل إضافية مضادة للتهيج مثل: خلاصة الشاي الأخضر والآلونتين [1].
  • البشرة المختلطة: اختاري التونرات الغنية بمضادات أكسدة وأحماض خفيفة مثل هيالورنيك ولاكتيك أسيد. وبالتأكيد يفضل الابتعاد عن الأنواع التي تحوي كحول أو اختيار أنواع منخفضة التركيز من الكحول [2].
  • البشرة العادية: يمكنك استخدام أنواع التونرات التي تحوي نسبة قليلة من الكحول، ولكن تأكدي من احتوائها على كمية كافية من المواد المرطبة منعا لحدوث جفاف البشرة [1].

طريقة الاستخدام:

استخدميه مرتين في اليوم في حال امتلاكك لبشرة ذهنية أو مختلطة، بينما في حالة امتلاكك لبشرة حساسة أو جافة عليك باستخدامه مرة باليوم.

قومي بتطبيقه بواسطة قطنة بعد غسل البشرة مباشرة، لا تنسي ترطيب بشرتك بعده [4].

تصنيع تونر منزلي:

يمكنك تصنيع تونر في المنزل بكل سهولة، وتذكري حفظه في الثلاجة وتجديده كل 3 أيام:

  • تونر الألوفيرا: 1/2 ملعقة من ماء الورد+1/2 ملعقة من الألوفيرا، يعد هذا النوع مناسب لأصحاب البشرة الحساسة والجافة.
  • الشاي الأخضر: 1/3 كوب من خلاصة الشاي الأخضر+3 نقط من زيت الشاي الأخضر، ويعد غني مضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب.
  • خل التفاح: كوب من الماء+ ظرف من البابونج+ ملعقة عسل+2 ملعقة من خل التفاح، يمتلك أثر تقشيري للبشرة ويعيد الإشراق للبشرة [5].

ختاما، يمتلك التونر العديد من الخصائص المعالجة للبشرة، ويعد عنصر سهل الإضافة على روتينك الخاص بالبشرة. واذا انتباتك الحيرة في اختيار النوع المناسب لبشرتك لا تتردي في استشارة الصيدلاني أو طبيبك.

المراجع:

  1. Cosmetic  formulation of skin care products.
  2. healthline
  3. Homemade skin toners that do not dry your skin.
  4. What is the best toner for acne?
  5. healthline

غسول البشرة، ما هو وكيف يعمل وما مكوناته؟

ما هو غسول البشرة؟

يعتبر استخدام غسول البشرة الخطوة الأولى في روتين العناية البشرة، وتكمن وظيفته الأساسية في إزالة الأوساخ والزيوت المترسبة على البشرة. إذ يمكن أن يكون على شكل صوابين قلوية أو أشكال صناعية أخرى تتميز بإحداث تهيج أقل للبشرة. وتمثل العوامل الخافضة للتوتر السطحي المكون الجوهري للغسول، فمن خلال هذا المكون يتمكن من أداء وظيفته في تنظيف البشرة.

حاليًا يمتلك الغسول العديد من الأشكال التي صممت لرغبات علاجية أو استهلاكية معينة، وعليه سنقوم بشرح ميزات كل شكل ومتى يكون مناسبا لبشرتنا؟ [1]

نظرة تاريخية على غسول البشرة                  

يرجع استخدام العوامل الخافضة للتوتر السطحي في غسل البشرة إلى آلاف السنين. إذ تم تشكيل الصوابين واستخدامها في التنظيف في عام 5000 قبل الميلاد. وامتلكت صوابين تلك الفترة درجة عالية من الحموضة وتنظيف قاس على البشرة. واستمر هذا الوضع إلى الثورة الصناعية التي تم فيها إضافة الغليسرين للصوابين كخطوة تمهيدية لعصر الغسولات المراعية لحساسية البشرة والمناسبة لها. وبعد الحرب العالمية الثانية، ظهر syndet bar وهو شكل صيدلاني مخفف من الصابون وذو درجة حموضة منخفضة مقارنة بالصابون. ثم في عام 1960، أضيفت البوليمرات الكارهة للماء لتخفيف حدة الغسول على البشرة [2].

المواد الفعالة في غسول البشرة

سنقدم في السطور التالية دليلك لاحتراف اختيار غسول البشرة الفعّال والمناسب لبشرتك بناءًا على مكوناتها بدقة، وستتمكنين بعدها من تمييز أي غسول وخصائصه من المكونات فقط.

أ. العوامل الخافضة للتوتر السطحي

هي مواد كيميائية تتلخص وظيفتها في الالتصاق بسطح الجلد وتقليل مقدار الاحتكاك المطلوب لإزالة المواد غير المرغوبة مثل الأوساخ والزيوت. وتصنف إلى أربع مجموعات رئيسية تبعا لشحنتها. هي خافضات للتوتر السطحي سالبة، وموجبة، ومذبذبة، وعديمة الشحنة.

1. العوامل السالبة

إذ تمتلك الخافضات السالبة صنفين: صنف طبيعي مثل “كوكوات بوتاسيوم-potassium coccate” وصنف صنعي مثل صوديوم لوريل سلفات، وثلاثي إيثانول أيون لوريل سلفات، أمونيوم لوريل سلفات وصوديوم ستيرات. ويجب الذكر أن  SLS أو الصوديوم لوريل سلفات هو الأكثر استخداما والأكثر اتهاما في حالة إحداث حساسية للبشرة.

2. العوامل الموجبة

تمتلك الخافضات الموجبة خصائص أقل للتهيج، ولكن بسبب تنافراتها العالية مع المكونات الأخرى وفعاليتها ضد الجراثيم أدت إلى حصر استخدامها كمواد حافظة مثل بنزالكونيوم.

3. العوامل المذبذبة

يعتمد تفعيل هذه المجموعة على درجة حموضة الوسط، إذ تجمع بين خصائص العوامل السالبة والموجبة. وغالبا ما تستخدم في منتجات الأطفال نتيجة ضعف تهيجها للعين. وعلى الرغم من ذلك، يتم تفعيل قدرتها في درجة حموضة أعلى من 7، وتعد هذه الدرجة أعلى من الدرجة المناسبة للبشرة (4.5-5.5).

4. العوامل عديمة الشحنة

تمتلك هذه المجموعة سمية منخفضة وتأثرا أقل بدرجة الحموضة. وعليه، تم استخدامها بشكل واسع في المنتجات التجميلية والغذائية. أما بالنسبة لخصائصها الكيميائية، فهي تتميز بقدرة عالية على الاستحلاب وتسهيل إذابة المواد المختلفة كالمائية والزيتية، بالإضافة إلى تعزيز الرغوة الناتجة من المنتج [3].

ب. المواد المضادة للجراثيم

يتم إضافة هذه المجموعة لغسولات اليد، وعلى الرغم من انتشارها، فإنها تحت الفئة المثيرة للجدل. إذ يثير إضافتها جدلا حول استخدام المواد المضادة للجراثيم بشكل يومي، فقد يحمل هذا الاستخدام تطوير سلالات مقاومة للجراثيم بالإضافة إلى تأثيرها على البكتيريا النافعة الطبيعية للبشرة [3].

ج. المواد المرطبة

تعد إضافة المواد المرطبة لغسول البشرة وسيلة للتخفيف بشكل جزئي من فقدان الزيوت الطبيعية للبشرة. إذ نتجنب حدوث جفاف من استخدام المستحضر، بالمقابل، لا تلغي المواد المرطبة ضرورة استخدام مرطب منفصل بعد الغسول[3] مثل الهيالورنيك أسيد.

د. الأغوال

يندرج تحت مصطلح الأغوال مجموعة متنوعة من المنتجات، فمنها الصلب ومنها السائل. وتمتلك تأثيرات متباينة تبعًا لبينتها. فمثلا يعمل غول الإيزوبروبيل كعامل مضاد للجراثيم ويعمل الغول الستيلي أو الستريل كمرطبات ومثخنة للقوام. وتتمثل وظيفة هذه الأخيرة في تعزيز ثبات الصيغة الكلية للمنتج ومنع جفاف للجلد [3].

أنواع غسولات البشرة

1. Bar cleansers قطع الصابون

يعتبر الشكل الصلب من الغسول السائل، وهو مزيج معتدل من العوامل الخافضة للتوتر السطحي السالبة. وأشهر أنواعه: صابون الغليسرين، والصابون المضاد للبكتريا. ويعد مناسب للبشرة الزيتية[1].

2. الغسولات السائلة

تمتلك بنية مشابهة لقطع الصابون، ويكون الماء العنصر الأساسي، ويعد مناسب لأصحاب البشرة الجافة والعادية. أما خصائصه التسويقية تتلخص في إنتاج رغوة كثيفة عند الامتزاج مع الماء نتيجة العوامل الخافضة التي يحتويها. ويندرج غسول الجسم كصنف من أصنافها. تتضمن آلية عملها مرحلتين: مرحلة الغسل التي يكون فيها نسبة المادة الفعالة عالية والماء منخفضة، ويتم فيها الارتباط بالمواد غير المرغوبة. ومرحلة الإزالة التي يكون فيها نسبة الماء عالية والمادة الفعالة منخفضة، ويتم فيها إزالة الأوساخ كليا من البشرة[1].

3. منظفات الكريمات الباردة Cold cream cleansers

تتركب من مزيج من الماء وشمع العسل، وزيوت معدنية ومادة منظفة كالبوراكس، حيث تعمل المواد الدسمة في هذا الشكل على إذابة الأوساخ والزيوت. ويعد هذا الشكل مفضلا لأصحاب البشرة الجافة، أما تطبيقه يتم بواسطة وضعه على البشرة ومسحه بقطنة ويمكن تجنب مسحه وإبقائه على الوجه[1].

4. الحليب المنظف Cleansing milks

يعتبر شكلا مخففا مطورا عن الشكل السابق، إذ يتكون من زيوت خفيفة الوزن مثل زيت الزيتون وزيت الجوجوبا وزيت عباد الشمس. ويتجنب وضع الشموع فيه، وبجانب الماء يمكن وضع مرطبات كالغليسرين. وتخفف هذه التقنية من الأثر الدهني على البشرة الذي يخلفه الشكل السابق. يستخدم هذا الشكل بشكل واسع في مستحضرات الإزالة حول العين، ويعد مناسب لأصحاب البشرة العادية والجافة [1].

5. الزيوت المنظفة Cleansing oils

يتكون من مستحلب ماء في زيت، ويستخدم لإزالة مستحضرات التجميل المقاومة للماء والتي لا يمكن إزالتها بالصابون والماء. ويطبق عن طريق وضعه على قطنة ومسح الوجه، ثم يغسل الوجه بقليل من الماء الذي يحوله إلى شكل حليبي ويحل الأوساخ. وغالبا ما يتطلب استخدام غسول آخر بعد تطبيقه لضمان التنظيف التام. يعد مناسبًا لأصحاب البشرة الجافة [1].

6. بلسم منظف بالزيت Oil cleansing balms

تتشابه في التركيب مع الزيوت المنظفة، ولكن هنا يتم استخدام دهون صلبة تتحول إلى سائلة عند ملامستها للجلد. ومن المواد المستخدمة في تصنيعه، زيت جوز الهند، وزبدة الشيا[1].

7. ماء ميسيلار

يتركب من ماء وعامل خافض للتوتر السطي معتدل للغاية وغير محدث للرغوة مثل ستيرنيوم برومايد أو بولي سوربات 20. وتعتمد آليته على تشكيل جزيئات عنقودية تتكون من قسم محب للماء وقسم محب للدهون. ويعد مناسب لكل أنواع البشرة، ويفضل بالأخص لأصحاب البشرة الحساسة والجافة. ويطبق عبر وضعه على قطنه ومسح الوجه، ولا داعي لغسل الوجه بالماء بعد التطبيق [1] .

8. الغسولات غير الرغوية

يتكون من ماء، وغليسرين، والغول الستيلي، وSlS، وبروبيلين غليكول. وهنا تخلف الأغوال الدسمة والغليسرين طبقة مرطبة على البشرة. ويعد هذا الشكل مناسبا لأصحاب البشرة الجافة والحساسة. ويطبق بعدة طرق إما بمساعدة الماء وغسله كالغسول العادي أو مسحه بقطنة على بشرة جافة [1].

لماذا نحتاج إلى استخدام الغسول؟

تترسب الأوساخ والزيوت على البشرة مما يخلق حاجة لتنظيفها وإزالة هذه المواد منعا لحدوث مشاكل جلدية. وبالمثل يخلق عدم إزالة مستحضرات التجميل الغنية بالمواد الكيميائية المؤذية من على البشرة العديد من المشاكل الجلدية. ويعد استخدام الغسول وسيلة للتخفيف وعلاج المشاكل الجلدية المتمثلة في حب الشباب والأكزيما والعد الوردي وغيرها من المشكلات الجلدية [4].

نصائح لاستخدام الغسول

  • امسحي الماكياج بمزيل مكياج أو بالغسول ذو القوام الزيتي، إذ تحتاج مستحضرات التجميل إلى غسيل مضاعف.
  • لا تستخدمي الصوابين القاسية على البشرة، ولا تبالغي في تدليكها أو استخدامها عدة مرات باليوم.
  • احرصي على استخدام ماء دافئ للغسل. إذ يؤدي استخدام الماء الحار أو البارد إلى تخريش وتلف البشرة.
  • اتركي الغسول  لمدة 60 ثانية على البشرة ثم اغسليه.
  • طبقي الغسول مرتين باليوم صباحًا ومساءً.
  • جففي البشرة بمنشفة نظيفة ناعمة على البشرة.
  • طبقي تونر بعد الغسل لإعادة التوازن للبشرة، ومن ثم طبقي مرطبك المناسب لبشرتك [5].

تصنيع غسول منزلي

يمكن تصنيع غسول ذو قوام زيتي في المنزل، واستخدامه بشكل آمن على البشرة. ويراعى في انتقاء الزيت المكون للغسول نوعية البشرة المستخدمة للغسول. ففي حال امتلاك بشرة جافة عليك باستخدام مزيج من زيت الزيتون وزيت الخروع بنسبة 1:1، أما في حال امتلاك بشرة دهنية أو حساسة يمكن استخدام زيت الجوجوبا. ويطبق الغسول المصنع على البشرة مع تدليك، ويمسح إما بقطنة لضمان عدم ترك أثر دهني أو بالماء في حال أردت الاحتفاظ بنسبة من الزيت على الوجه [6].

اقرأ عن تقشير البشرة

ختامًا، استخدمي الغسول المناسب لبشرتك ولا تبالغي في استخدامه، وفي حال حدوث لبس في نوعية الغسول المناسب لك، عليك باستشارة الصيدلاني أو الطبيب.

المصادر:

  1.    The science behind skin care: Cleansers
  2. Cleansing Formulations That Respect Skin Barrier Integrity
  3.      Factors to consider when selecting skin cleansing products
  4.     CLEANSERS AND THEIR ROLE IN VARIOUS DERMATOLOGICAL DISORDERS
  5. healthline
  6. healthline

مفاهيم أساسية لعلم الأدوية

يهتم علم الدواء بدراسة الخصائص التركيبية للعقاقير، وكيفية تصميم الأدوية وتصنيعها، والتقنيات الدوائية، والتداخلات الدوائية، ودراسة السموم، والخصائص العلاجية والتطبيقات الطبية والمضاعفات والآثار الجانبية للعقاقير الطبية. هناك العديد من المصطلحات الطبية والعلمية التي تخص الدواء، غالبًا ما يتم الخلط بينها ويتم التعامل معها على أنها مترادفات، سأتطرق في هذا المقال للضروري منها، وأوضح أهم المفاهيم الأساسية لعلم الأدوية.

خاصيتين رئيسيتين للدواء:

غالبًا ما يتم الخلط بين فعالية وفاعلية دواء معين، من المهم التمييز بين هذين الخاصيتين، إذ إنهما ليستا مترادفتان، ونستطيع من خلال المنحنيات المتدرجة للجرعة والاستجابة، تحديد خاصيتين رئيسيتين للأدوية، وهما الفاعلية والفعالية.

الفعالية Efficacy:

هي قدرة الدواء بعد الارتباط بالمستقبلات على إحداث تغيير يؤدي إلى تأثيرات معينة. تُعرف باسم الفعالية القصوى Emax، أي قدرة الدواء على إنتاج أقصى استجابة، بمعنى آخر، هي الاستجابة القصوى التي يمكن أن يثيرها الدواء، أو قدرة الدواء على إثارة استجابة فسيولوجية عندما يتفاعل مع مستقبلات.

الفاعلية potency:

هي مقياس مقارن للجرعات المختلفة لدوائين مطلوبين لإنتاج نفس التأثير الدوائي. تُعرف باسم قوة الدواء. بمعنى آخر، هي كمية الدواء اللازمة لإنتاج استجابة معينة.

مثال لكل من الفعالية والفاعلية:

بشكل عام، ينتج المورفين مستوى مثاليًا من التسكين غير ممكن مع أي جرعة من الأسبرين. وبالتالي، فإن المورفين أكثر فعالية من الأسبرين. وبالمثل، فإن فوروسيميد مدر للبول، ولديه قدرة أكبر على التخلص من الملح والسوائل من البول أكثر من الميتولازون. لذلك فإن للفوروسيميد فعالية أكبر من الميتولازون.

من ناحية أخرى، يستخدم 500 ملغ من الباراسيتامول و 30 ملغ من المورفين كمسكن. هنا، تتطلب جرعة صغيرة من المورفين إنتاج تأثير مسكن. بالتالي، فإن فاعلية المورفين أقوى من الباراسيتامول.

بعض الفروقات ما بين الفعالية والفاعلية:

  • تُقدَّر الفعالية بمقارنة الاختلافات في الاستجابة الأعلى بتركيزات أو جرعات دوائية عالية. من ناحية أخرى، يتم تقدير الفاعلية بمقارنة الجرعة (ED50).
  • تعتمد الفعالية على التركيز في موقع التأثير، وعدد ارتباط مستقبلات الدواء، والعوامل النفسية، وكفاءة اقتران تنشيط المستقبل بالاستجابات الخلوية. حيث أن فاعلية الدواء تعتمد على ألفة المستقبلات لربط الدواء ومدى فعالية تفاعل الدواء مع المستقبلات التي تؤدي إلى الاستجابة السريرية.
  • تعتبر الفعالية عنصرًا حاسمًا في اختيار دواء من بين أدوية أخرى من نفس النوع. بينما الفاعلية عنصر حاسم في اختيار جرعة الدواء.
  • الفعالية أكثر أهمية من الفاعلية، حيث أن الدواء ذو الفعالية الأكبر من الفاعلية يكون أكثر فائدة علاجية.
  • الفعالية مفيدة في تحديد الفعالية السريرية للدواء. بينما فاعلية الدواء مفيدة في تصميم أشكال الجرعات.

اختبار الفعالية والفاعلية:

فعالية وفاعلية الدواء لا يتم قياسها حتى المرحلة الثانية من التجارب السريرية. وهو خطر حقيقي في اكتشاف الأدوية، كما أنه يفسر سبب وجود الكثير من الأدوية التي تفشل في المرحلة 2 من التجارب السريرية. من أجل تقليل مخاطر الفشل، تقوم الشركات بعملية تسمى التحقق من صحة الهدف، وهو التأكد من ان الارتباط بين الدواء والهدف سوف ينتج عنه فائدة علاجية للإنسان.

الآثار الجانبية للدواء:

عندما يتناول المريض الدواء، يحدث نوعان من التأثيرات العلاجية: الآثار المرغوبة والأخرى غير المرغوب فيها. والأهم من ذلك، أن جميع الأدوية يمكن أن تسبب آثارًا جانبية علاجية غير متوقعة إلى جانب آثارها المفيدة. ترتبط شدة وحدوث هذه الآثار بحسب حجم الجرعة.

التأثير الجانبي والتأثير السام للدواء:

يُعرَّف التأثير الجانبي side effect بأنه التأثير غير المرغوب فيه علاجيًا ولكنه غالبًا لا مفر منه والذي يحدث عند الجرعات العلاجية العادية للدواء. هي ليست آثارًا خطيرة، ويمكن التنبؤ بها من الملف الدوائي للدواء في جرعة معينة.

أما التأثير السام toxic effect فهو تأثير ضار وغير مرغوب فيه ولكن يمكن تجنبه في كثير من الأحيان، حيث غالبًا ما يكون سببه استخدام الدواء بجرعة عادية ولكن لفترة طويلة أو جرعة زائدة من الدواء. من المحتمل أن تكون التأثيرات السامة للأدوية إما مرتبطة بالإجراءات الدوائية الرئيسية مثل النزيف بمضادات التخثر أو لا علاقة لها بالإجراء الدوائي الرئيسي مثل تلف الكبد بسبب جرعة زائدة من الباراسيتامول.

على سبيل المثال، يتم تناول كربونات الكالسيوم لعلاج نقص الكالسيوم أو هشاشة العظام، ويعتبر الإمساك من الآثار الجانبية التي لا يمكن تجنبها هنا. بينما يمكن تجنب التأثيرات السامة عن طريق الاستخدام الدقيق والحكيم للدواء.

بعض الفروقات التي توضح التأثير الجانبي والتأثير السام:

  • الآثار الجانبية ليست ضارة في كثير من الأحيان، بالرغم من أنها غير متوقعة من الناحية العلاجية ولكنها لا تهدد الحياة. على الجانب الأخر، فإن التأثيرات السامة ضارة وغالبًا ما تكون مهددة للحياة.
  • يحدث التأثير الجانبي ضمن الجرعة العلاجية العادية للدواء. أما التأثير السام فيحدث بسبب الجرعة الزائدة أو الجرعة المتكررة من الدواء. المقصود بالجرعة العلاجية هنا هي الكمية المحددة مسبقًا من الدواء والتي ستنتج التأثيرات العلاجية المثلى.
  • عدم ضرورة تقليل جرعة الدواء أو وقفها في حال التأثير الجانبي. عكس ذلك في التأثير السام يكون تقليل أو وقف الدواء ضروري.
  • في كثير من الأحيان لا حاجة لعلاج الآثار الجانبية، باستثناء الحالات الشديدة لتقليل الانزعاج أو المضاعفات. في حالة التأثيرات السامة، يتم علاج التسمم وإعطاء ترياق. على سبيل المثال، يجب إعطاء N-acetylcysteine ​​لعلاج السمية الكبدية الناتجة عن جرعة زائدة من الباراسيتامول.

Ec50, IC50:

هذه المصطلحات وإن كانت متشابهة، إلا أنها ليست متطابقة تمامًا، EC50: هو تركيز دواء يعطي استجابة نصف قصوى. IC50 هو تركيز مثبط حيث يتم تقليل الاستجابة (أو الارتباط) بمقدار النصف. من الطرق الجيدة لتذكر الاختلاف استخدام الاختصار “I” في IC50، والذي يرمز إلى التثبيط inhibition، على عكس “E” في EC50 ، والذي يشير إلى فعال effective.

المؤشر العلاجي، LD50, ED50

المؤشر العلاجي Therapeutic index: هو هامش الأمان الموجود بين جرعة الدواء التي تنتج التأثير المطلوب والجرعة التي تنتج آثارًا جانبية غير مرغوب فيها وربما خطيرة. تعرف هذه العلاقة على أنها نسبة الجرعة التي تنتج سمية إلى الجرعة التي تنتج استجابة مرغوبة سريريًا أو فعالة (TI= LD50/ED50)، حيث LD50 هي الجرعة التي يقتل فيها دواء ما 50٪ من مجموعة اختبار من الحيوانات و ED50 هي الجرعة التي يتم فيها إنتاج التأثير المطلوب في 50٪ من مجموعة الاختبار. بشكل عام، كلما كان هذا الهامش أضيق، زادت احتمالية أن ينتج الدواء تأثيرات غير مرغوب فيها. من الجدير بالذكر أن الدواء الأكثر أمانًا يكون له مؤشر علاجي أعلى. يعد الوارفارين مثالًا للدواء ذي المؤشر العلاجي الضيق، أما البنسلين فإنك يملك مؤشر علاجي كبير.

يحتوي المؤشر العلاجي على العديد من القيود ، لا سيما حقيقة أن الجرعة المميتة 50 لا يمكن قياسها عند البشر. وعند قياسها في الحيوانات، فهي دليل ضعيف لاحتمالية حدوث تأثيرات غير مرغوب فيها على البشر. ومع ذلك، فإن المؤشر العلاجي يؤكد على أهمية هامش الأمان، المتميز عن الفاعلية، في تحديد فائدة الدواء.

التركيز الأدنى الفعال والتركيز الادنى السمي


Minimum Effective Concentration (MEC): الحد الأدنى للتركيز المطلوب لتأثير الدواء، وتسمى في حالة المضادات الحيوية MIC، تعني هذه الأخيرة التركيز الأدنى المثبط للكائنات الحية الدقيقة minimum inhibitory concentration. أما minimum toxic concentration (MTC) فهي التركيز الأدنى الذي يُحدث سمية. ويقابلها مصطلح MBC، وهو التركيز الأدنى القاتل للكائنات الحية الدقيقة minimum bactericidal concentration.


إذا كان الدواء يعطي تأثيرًا علاجيًا بجرعة منخفضة ولا يحدث تأثيرًا سامًا إلا بجرعة عالية، فنحن نملك نافذة علاجية واسعة TW يمكن من خلالها استخدام الدواء بأمان.

تعتبر هذه المفاهيم من الأساسيات لعلم العاقير وعلم الصيدلة، وهي تحتاج سنوات من البحث ومراحل من الاختبارات للوصول إلى النتائج الدقيقة. كل ذلك العمل والجهد يفيد في تحديد أساسيات مهمة كجرعة الدواء وطريقة إعطاؤه وأمانه.

مفاهيم أساسية

المصادر:

التحاميل Suppositories؛ تركيبها وأنواعها ومميزاتها وعيوبها وكيفية استخدامها

ربما يبدو مفاجئاً لك عزيزي القاريء أن تعلم أن استخدام التحاميل Suppositories في إدخال االأدوية داخل الجسم ليس بالأمر الحديث. وإنما يعود إلى العصور القديمة، حيث تم العثور على ما يفيد باستخدامها ضمن نصوص عبرية قديمة وضمن برديات قدماء المصريين وأيضاً ضمن وصفات أبقراط باليونان. ويشمل ذلك كلاً من التحاميل الشرجية والمهبلية. [1] وإلى يومنا هذا تستخدم التحاميل في حمل الأدوية إلى داخل الجسم بسبب تعدد مميزاتها وقدراتها. لذا دعنا نناقش في هذه المقالة تركيب وأنواع ومميزات وعيوب التحاميل وكذلك كيفية استخدامها.

كيف تعمل توصل التحاميل الدواء؟

تحتوي التحاميل على الدواء موزعاً في ناقل. هذا الناقل يذوب ومعه الدواء في سوائل المستقيم أو ينصهر عند درجة حرارة الجسم تقريباً ليخرج منه الدواء ويذوب في سوائل المستقيم The Rectum. ومن المستقيم ينتقل الدواء بشكل رئيسي عبر ثلاث أوردة إلى الدورة الدموية الكبرى، ومنها إلى الهدف المراد إيصال الدواء له. هذه الأوردة الثلاثة هي:

1- الوريد المستقيمي العلوي The Upper Rectal Vein: والذي يمر الدم منه إلى الدورة الدموية الكبدية ثم إلى الدورة الدموية الكبرى (حيث يمر على الكبد وهذه الكمية من الدواء قد تتعرض لتكسير الكبد لها).

2- الوريد المستقيمي الأوسط The Middle Rectal Vein.

3- الوريد المستقيمي السفلي The Lower Rectal Vein.

والجزء من الدواء الذي يتم امتصاصه عبر هذين الوريدين يمر مباشرة إلى الدورة الدموية الكبرى ومن ثم ينجو من تكسير الكبد له. هذه الميزة مهمة جداً حال كان الهدف هو ابعاد الدواء عن الكبد سواء لوجود ضرر منه على الكبد أو انخفاض فاعليته عند تكسيره بالكبد. وجدير بالذكر أنه لا تستطيع الأدوية التي يتم تناولها عبر الفم الهروب من الدورة الدموية الكبدية ما لم يتم تعديل الدواء كيميائياً بشكل معين. [2]

توضيح آلية عمل التحاميل (من المصدر بتصرف).

تركيب التحاميل

تتكون التحاميل بشكل رئيسي من ثلاث مكونات:

1- الناقل Vehicle

هو المُكوِن الذي يحمل الدواء ويدخله الجسم. ويسمى أيضاً أساس التحميلة Suppository base، وتختلف طبيعة مادته وفقاً لمادة الدواء التي سيحملها.

صفات ينبغي توافرها في الناقل

ينبغي أن تتوفر في أي ناقل شروط أساسية هي:

1- ألا يتفاعل مع الدواء بشكل يقلل من فاعليته أو يقضي عليها.

2- أن يكون مستقراً نسبياً بحيث لا يفسد ولا يخرج منه الدواء أثناء فترة تخزينه قبل استخدامه.

3- أن تكون لزوجته مناسبة بحيث لا تعوق خروج الدواء منه إلى الدم.

4- أن تكون درجة انصهاره 37 درجة مئوية تقريباً.

5- أن تكون درجة تجمده مناسبة بحيث تجعله مستقراً في شكله الصلب قبل استخدامه دون أن تجعل عمليه ذوبانه أو انصهاره صعبة عند استخدامه بحيث يسبب مشاكل بالمستقيم أو الشرج.

6- أن ينكمش حجمه حين يتجمد بحيث تسهل إزالته من القوالب التي يوضع بها أثناء صناعته وتحضيره. [2]

شكل لقالب يستخدم في تحضير التحاميل في الصيدليات. [5]

أنواع نواقل التحاميل


بشكل أساسي يوجد نوعان رئيسيان من النواقل:

1- النواقل الدهنية:

تستخدم في نقل الأدوية التي تميل للذوبان في الماء. وفي الماضي كانت تستخدم زبدة الكاكاو Cocoa butter في تصنيعه ولكن لزيادة تكلفتها بالمقارنة ببدائلها، وقلة معدل انكماشها بعد تجمدها، كذلك قلة استقرارها عند تخزينها لم تعد مستخدمة حالياً. الغالبية العظمى من النواقل الدهنية المستخدمة حالياً هي دهون مصنعة من تفاعل جليسريدات مع أحماض مختلفة. تتميز تلك الدهون الجليسريدية بتلافيها مشاكل زبدة الكاكاو. [1، 2]

2- النواقل القابلة للذوبان في الماء:

يستخدم هذا النوع من النواقل بشكل محدود جداً، بسبب أن معظمها يمتص الماء من المستقيم ويسبب له بعض الجفاف مما يسبب شعوراً مزعجاً للمريض. كذلك فإن بعض الأدوية تميل للبقاء فيها على أن تذوب في سوائل المستقيم ومن ثم تقلل معدل الذوبان والامتصاص. كما يتفاعل بعضها مع كثير من الأدوية ومن ثم يقلل فاعليتها.

يعتمد هذا النوع من النواقل على مواد مثل: الجلسرين أو الجيلاتين أو الماكروغولات Macrogols (تتكون من بولي إيثيلين غليكول Polyethylene glycol). بسبب قدرة تلك الحوامل على جذب المياه وأمانها العالِ تستخدم بكثرة في علاج حالات الإمساك لدى الأطفال وكبار السن. [2]

2- الدواء

قد تتساءل عزيز القاريء؛ هل يمكن أن يتم وضع أي دواء في شكل تحاميل؟ في الحقيقة التحاميل شأنها شأن أي شكل صيدلاني آخر تتطلب شروطاً معينة في الدواء الذي ستحمله. حيث يتراوح وزن التحميلة بين 1 و 4 جرامات ويشكل الدواء منها 0.1 إلى 40 بالمئة. [2] من هذه الشروط:

1- أن يكون ذوبان الدواء في الماء أعلى من ذوبانه في الناقل الذي سيحمله.

2- أن تكون للدواء ذوبانية مناسبة في الدهون كذلك حتى يتمكن من المرور عبر الأغشية الخلوية إلى الدم.

3- حجم جزيء الدواء ينبغي أن يكون مناسباً بحيث يمكنه الثبات في التحميلة قبل استخدامها وأن يمر عبر أنسجة المستقيم إلى الدم.

4- مساحة سطح جزيء الدواء بالنسبة لحجمه ينبغي أن تكون كافية لكي يذوب الدواء في سوائل المستقيم بمعدل كاف.

5- أن تكون الكمية المطلوبة من الدواء مناسبة بحيث لا تتطلب حجماً غير معقول من التحميلة ولا تسبب مشاكل في ثباتها قبل استخدامها أو تسبب التهابات بعد استخدامها. [2]

3- مواد إضافية

تحتوي بعض التحاميل على مواد إضافية تساعد على ثباتها أثناء التخزين، أو تساعد في ذوبانية الدواء في أغشية المستقيم ووصوله للدم.

أنواع التحاميل

يمكننا تقسيم التحاميل وفقاً لموضع استخدامها إلى ثلاث أنواع رئيسية:

1- تحاميل شرجية Rectal suppositories

من اسمها يتم ادخالها من فتحة الشرج إلى المستقيم. وتستخدم لإحداث تأثير موضعي؛ كما في حالات الإمساك والبواسير وكذلك لإحداث تأثير بعيد عن موضع الاستخدام؛ كما في حالات خوافض الحرارة وأدوية علاج السعال مثلاً. [2، 3]

2- تحاميل مهبلية Vaginal pessaries

هذا النوع من التحاميل يكون أصغر حجماً وأيضاً قد يستخدم لإحداث أثر موضعي؛ كما هو الحال مع مضادات الفطريات والمضادات الحيوية الموضعية التي تستخدم في علاج عدوى المهبل الفطرية أو البكتيرية على التوالي. أيضاً قد تستخدم لإحداث تأثير عام؛ كما هو الحال مع البروجيستيرون المهبلي.
[2، 3]
3- تحاميل قناة مجرى البول (القضيب) Urethral suppositories

يوجد حتى الآن نوع واحد فقط من الأدوية يتم استخدامه في هذا الشكل الدوائي وهو مادة ألبروستاديل Alprostadil؛ التي تستخدم في علاج بعض حالات ضعف الانتصاب عند الذكور. ويكون حجمها قريب من حجم حبة أرز. [2، 3]

شكل يوضح من الأعلى للأسفل؛ تحميلة مهبلية، تحميلة شرجية للكبار، تحميلة شرجية للأطفال. [6]

مميزات التحاميل

تتميز التحاميل عن الأشكال الصيدلانية الفموية بما يلي:

1- يمكن بواسطتها إعطاء الدواء لمريض فاقد الوعي.

2- تعتبر وسيلة مناسبة وأقل ألماً من الحقن لإعطاء الدواء لمن يعانون من القيء وكذلك من يعانون من صعوبة بالبلع.

3- لا يحتوي المستقيم على إنزيمات هاضمة للببتيدات أو الإسترات وبالتالي يمكن للتحميلة إدخال الأدوية المكونة من تلك المواد حال كانت متفقة مع باقي شروط الأدوية التي توضع بالتحاميل.

4- بعض الأدوية تسبب التهاب جدار المعدة ومن ثم تعتبر التحاميل وسيلة مناسبة لتجنب هذا الأثر لدى الاشخاص الذين يعانون من مشاكل بالمعدة أصلاً.

5- كذلك فإن بعض الادوية تسبب مشاكل في الكبد عند المصابين بأمراض بالكبد ولكن عند استخدامها في شكل تحاميل فإن ذلك الأثر الجانبي ينخفض بشدة بسبب أنه كما ذكرنا سابقاً يتجنب جزء كبير من الدواء دخول الدورة الدموية الكبدية.

6- بنفس المنطق يعتبر استخدام التحاميل مناسباً للأدوية التي نريد حمايتها من تكسير الكبد لها.

7- أيضاً بعض الأدوية تكون ذات مذاق شديد المرارة ومن ثم يعد اسخدامها في شكل تحاميل مناسباً.

8- يمكن استخدامها لإحداث أثر موضعي بالشرج أو الأمعاء أو المهبل. [2، 4]

عيوب التحاميل

1- كما ذكرنا سابقاً كثير من الأدوية يصعب استخدامها في شكل تحاميل.

2- بعض التحاميل يؤدي الاستخدام المستمر لها لفترات طويلة متصلة إلى التهابات بالمستقيم لدى بعض الأشخاص.

3- يرفض بعض المرضى استخدام التحاميل بسببب اعتبارات اجتماعية او ثقافية.

4- في حالة النواقل القابلة للذوبان في الماء فإنها تقوم بجذب الماء من المستقيم إليها مسببة جفاف به ينتج عنه شعور مزعج لدى بعض المرضى؛ ومن ثم يُنصح بتبليل تلك التحاميل كما سنوضح لاحقاً. [2، 3]

أمثلة على أدوية تعطى على هيئة تحاميل

تُستخدم التحاميل في نقل عدد من الأدوية على سبيل المثال:

جلسرين

يعتبر من أشهر التحاميل وأكثرها استخداماً، حيث يميل الكثير من كبار السن إلى استخدامه، ويصفه الأطباء بكثرة لعلاج الإمساك لدى الأطفال، وذلك بسبب أمانه المرتفع في تلك الحالات. وتكون التحميلة ممصنوعة تقريباُ من الجلسرين (الناقل) وحده. والذي يجذب المياه إليه ومن ثم يساعد على زيادة محتوى البراز من الماء فيلين كما يساعد جذب الماء إلى الأمعاء على تحفيز الحركة المعوية مما يساعد على دفع البراز للخارج. وتتراوح المدة التي تسبق أداءه مفعوله بين 15 إلى 60 دقيقة. ولكن ينبغي التنبه إلى عدم الإفراط في استخدامه حتى لا تصاب الأمعاء بالكسل وتقل حركتها. [7]

تحاميل جلسرين. [8]

باراسيتامول

يستخدم الباراسيتامول في شكل تحاميل للأطفال والرضع، وهو مناسب جدا خصوصاً أن بعض تلك الحالات يكون من الصعب إعطاءها الدواء فموياً. تستخدم تحاميل الباراسيتامول في خفض الحرارة وتسكين الآلام. [9]

مضادات إلتهابات غير إستيرويدية

يستخدم بعض من عقارات مضادات الالتهابات الغير إسترويدية Non-steroidal anti-inflammatory drugs في شكل تحاميل. وهي تستخدم كخافض للحرارة ومسكن للألم ومضاد للالتهابات. [4]

مترونيدازول

يستخدم هذا المضاد الحيوي ذو الفاعلية العالية ضد البكتيريا اللاهوائية في تحاميل شرجية للكبار والصغار وفي تحاميل مهبلية للإناث. [10، 11]

تحاميل علاجات البواسير

تعتبر تحاميل البواسير أحد أشهر الأمثلة على الاستخدام ذو الأثر الموضعي. تحتوي تلك التحاميل مواد قابضة ومخدر موضعي وقد تحتوي مادة مطهرة ومواد ملطفة أو مضادات التهاب. [12]

مورفين

لا تتعجب عزيزي القاريء؛ نعم يستخدم المورفين مسكن الآلام الفعّال في شكل تحاميل أيضاً. [13]

ألبروستاديل

كما ذكرنا سابقاً يستخدم هذا الدواء في شكل تحاميل توضع في القضيب لعلاج ضعف الانتصاب.

كيفية الاستخدام

تختلف طريقة استخدام التحميلة تبعاً لموضع ادخالها:

طريقة استخدام التحاميل الشرجية

من أجل استخدام صحيح للتحاميل الشرجية اتبع الخطوات التالية:

1- اذهب للحمام للتأكد من خلو المستقيم من البراز بمحاولة التبرز وتفريغه حال كان به براز.
2- اغسل يديك جيداً بالماء والصابون.
3- بلل التحميلة أو ادهنها بمزلق.
4- قف بحيث ترفع إحدى قدميك على كرسي أو استلقِ على جانب بحيث تكون القدم في الجانب المرتكز عليه مفرودة واثنِ ركبة القدم الأخرى قليلاً نحو بطنك.
5- افتح الردفين بلطف.
6- ادخل التحميلة بلطف من الرأس المدببة لمسافة سنتيمترين ونصف للكبار او سنتيمتر واحد للرضع.
7- ابقَ جالساً أو مستلقياً لمدة 10 دقائق ثم اغسل يديك وعد لحياتك الطبيعية. [14]

طريقة استخدام التحاميل المهبلية

بالنسبة للتحاميل المهبلية فإنها تستخدم كما يلي:

1- اغسلي يديكي جيداً بالماء والصابون.
2-قفي بحيث ترفعي إحدى قدميكي على كرسي أو استلقي على ظهرك وضمي ركبتيك قليلاً نحو صدرك.
3- ضعي التحميلة في الأداة المعدة لتوصيلها داخل المهبل.
4- أدخلي الأداة المحملة بالتحميلة بلطف في المهبل إلى أقصى مسافة ممكنة لا ينتج عنها ألم ولا إزعاج لكِ.
5- اضغطي على مكبس الأداة إلى نهايته.
6- أزيلي الأداة من المهبل.
7- ابقي جالسةً أو مستلقيةً لمدة 10 دقائق ثم اغسلي يديكي وعودي لحياتك الطبيعية.
** يفضل ارتداء فوط صحية أثناء أخذ التحاميل حيث بعضها قد يتسرب لخارج المهبل. [14]

طريقة استخدام تحاميل القضيب

أما في حالة تحاميل القضيب فإنها تستخدم كما يلي:

1- أفرغ المثانة جيداً.
2- جهز أداة إدخال التحميلة في القضيب.
3- اجذب القضيب بلطف ومطه بحيث تفتح قناة مجرى البول.
4- أدخل الأداة المحملة بالتحميلة في فتحة القضيب.
5- اضغط على المكبس إلى نهايته ثم انتظر 5 ثوانٍ قبل إزالة الأداة من القضيب.
6- أزل الأداة من القضيب بلطف محركاً إياه يمنةً ويسرةً حتى تضمن خروج التحميلة منه.
7- دلك القضيب الممطوط بين يديك لمدة 10: 15 ثانية حتى تساعد على امتصاص الدواء.
8- اغسل يديك وتخلص من المخلفات كما ينبغي وعد لحياتك الطبيعية. [14]

وأنت عزيزي القاريء أخبرنا ما الذي وجدته جديداً في معلوماتك عن التحاميل وكيف تنظر لها الآن؟

المصادر

  1. Designing and developing suppository formulations for anti-HIV drug delivery | Therapeutic Delivery (future-science.com)
  2. Pharmaceutics: The Science of Dosage Form Design, 2nd edition, M. E. Aulton 
  3. Suppositories: What They Treat and How to Use Them
  4. Physiological and Pharmaceutical Considerations for Rectal Drug Formulations (nih.gov)
  5. File:Suppository casting mould 1.jpg – Wikimedia Commons
  6. File:Suppositories three different sizes.jpg – Wikimedia Commons
  7. Adult Suppositories Rectal: Uses, Side Effects, Interactions, Pictures, Warnings & Dosing – WebMD
  8. File:Glycerin suppositories.jpg – Wikimedia Commons
  9. Paracetamol 125mg Suppositories – Summary of Product Characteristics (SmPC) – (emc) (medicines.org.uk)
  10. Flagyl 500mg Suppositories – Summary of Product Characteristics (SmPC) – (emc) (medicines.org.uk)
  11. Metronidazole (Vaginal Route) Description and Brand Names – Mayo Clinic
  12. Hemorrhoids – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic
  13. Morphine: strong painkiller to treat severe pain – NHS (www.nhs.uk)
  14. How do suppositories work? Uses, instructions, and pictures
  15. الصورة البارزة للمقال: 14,035 BEST Suppository IMAGES, STOCK PHOTOS & VECTORS | Adobe Stock

الأسبرين Aspirin، قصة اكتشاف مسكن الآلام السحري واستخداماته

يعد الأسبرين أحد أكثر الأدوية شهرة على مستوى العالم، وذلك بسبب تعدد استخداماته وفاعليته الفائقة ورخص ثمنه نسبياً. وبالرغم من حداثة الأسبرين في شكله الحالي؛ إلا أن نواة المركب وهي حمض السالسيليك Salicylic acid كان مستخدماً منذ آلاف السنين في شكله البدائي كعلاج للحمى والآلام. وسنتعرف في السطور التالية على رحلة اكتشاف ذلك العلاج الساحر.

الأسبرين منذ آلاف السنين

لعلك قد تندهش عزيزي القاريء إذا ما أخبرتك أن الأسبرين مستخدم منذ آلاف السنين. صحيح أنه لم يستخدم بشكله الحالي ولا بصورته الكيميائية الحالية والتي هي حمض أسيتايل ساليسيليك Acetylsalicylic acid. لكن صورته البدائية الساليسين Salicin كانت موجودة في لحاء عدد من الأشجار واشهرها هو شجر الصفصاف. ويعتبر أقدم استخدام معروف له هو استخدمه من قِبل السومريين منذ ما يقرب من 4000 سنة في علاج الآلام. حيث تم العثور على ألواح من الطين تم تسجيل هذا الاستخدام عليها. [1]

كذلك فقد تم اكتشاف استخدام قدماء المصريين لحاء الصفصاف في علاج الآلام. حيث كٌتب ذلك الاستخدام منذ ما يقرب من 1500 قبل الميلاد على بردية إبريس Ebers Papyrus التي تحوي 160 وصفة عشبية طبية. أيضاً استخدم الإغريق اللحاء لنفس الغرض. فقد أوصى أبقراط أن يتناول من يعاني من حمى أو ألم لحاء الصفصاف. كذلك أوصى الحوامل بتناوله لتخفيف آلام المخاض. أيضاً استخدمه الصينيون القدماء لنفس الغرض.[ 2]

استخدم القدماء لحاء الصفصاف في تسكين الآلام وعلاج الحمى. [3]

أول تجربة إكلينيكية على لحاء الصفصاف

لم يتم إجراء أي تجربة علمية على مرضى تثبت فاعلية لحاء الصفصاف في علاج الحمى والآلام حتى عام 1763م. وذلك حين قام إدوارد ستون Edward Stone بتجفيف لحاء الصفصاف بوضعه على مقربة من فرن خباز لمدة 3 شهور. وبعدها قام بطحن اللحاء الجاف واستخدامه في علاج 50 شخص من الحمى. وكتب إلى رئيس الجمعية الملكية أن هذا العلاج نجح مع أغلب المرضى. [2]

فصل الساليسين Salicin الشكل البدائي للأسبرين وتحضير حمض الساليسيليك

في عام 1829م تمكن الصيدلي الألماني يوان بوشنر Johann Büchner من استخلاص كريستالات صفراء من لحاء الصفصاف. أطلق عليها اسم ساليسين Salicin الاسم اللاتيني للصفصاف. تلت ذلك عمليات تنقية لتلك الكريستالات من قبل كيميائيين آخرين. إلى أن تمكن كيميائي فرنسي من تحضير حمض الساليسيليك Salicylic acid من تلك الكريستالات. [1، 2]

تجربة الساليسين وحمض الساليسيليك على البشر

في عام 1876م قام الطبيب الاسكتلندي توماس ماكلاجان Thomas Maclagan بتجربة الساليسين على 8 من مرضى الحمى الروماتيزمية، ولاحظ فاعليته الشديدة كمضاد للالتهابات وخافض للحرارة. . و جدير بالذكر أنه قبل أن يقوم إدوارد بتجربة العلاج على المرضى قام بتجربته على نفسه حتى يضمن أمانه عليهم. [2] وقد جرت بعد ذلك تجارب مماثلة على حمض الساليسيليك من باحثين آخرين. [1] لكن ظل استخدامهما محدوداً رغم فاعليتهما الشديدة وذلك بسبب حامضيتهما العالية وما تسببه من التهابات بجدار المعدة. [2]

اختراع الأسبرين

في عام 1852م حاول الكيميائي الفرنسي تشارلز غيرهارد Charles Gehardt إضافة مجموعة أستيل Acetyl group لحمض الساليسيليك لتخفيف شدته على المعدة. لكن مركبه الذي أنتجه لم يكن مستقراً كيميائياً. ومن ثم ولسوء حظ غيرهارد توقف عن محاولة ابتكار حمض أسيتايل ساليسيليك (الأسبرين). وهكذا ضاعت منه فرصة أن يكون مبتكر الأسبرين. [2]

لكن مع حلول عام 1890م كان الحدث الذي سرّع من تطوير الأسبرين وأثر في صناعة الدواء كلها؛ وهو دخول شركة باير Bayer – الألمانية المتخصصة في صناعة الصبغات – مجال الصناعات الدوائية. وبسبب شهرة التهابات المعدة الشديدة التي يسببها حمض الساليسيليك اهتم رئيس القسم الصيدلي في باير الكيميائي آرثر أيشنجرون Arthur Eichengrün بتطويره ليصبح أقل ضرراً على المعدة. وأوكل للكيميائي فيليكس هوفمان مهمة تطوير ساليسيلات Salicylate من حمض الساليسيليك. [2]

كان هوفمان مهتماً بشكل شخصي بفكرة تطوير الساليسيلات بسبب معاناة والده الناتجة عن استخدام حمض الساليسيليك في علاج آلامه الروماتيزمية. حيث كان والده يتقيأ العلاج بسبب حمضيته الشديدة. وبعد عدة تجارب تمكن هوفمان من النجاح فيما فشل فيه غيرارد وأضاف مجموعة أسيتايل لحمض الساليسيليك لينتج الأسبرين. [2]

بعد نجاح هوفمان قام أيشنجرون بطلب تجربة مركبهم على المرضى. لكن عالم الادوية هاينريخ دريزر Heinrich Dreser رئيس القسم المسئول عن التجارب في باير رفض طلبه خشية من أن يؤثر هذا المركب على قلب المرضى. من ثم قام أيشنجرون بتوزيع كميات من الأسبرين على الأطباء المحليين ليستخدموه في علاج المرضى. كذلك يحكى أن أيشنجرون قام أيضاً بتجربة العلاج على نفسه.[2] ورغم الفاعلية التي أثبتتها تلك التجارب إلا أن دريزر صمم على رفض طلب أيشنجرون إلى أن تدخل أحد مديري الشركة وضغط على دريزر. وللمفارقة فإنه بعد نجاح الأسبرين وشهرته تلقى دريزر الفضل كله حيث بموجب العقد مع باير تؤول ملكية ابتكار أي دواء يخرج من معمل دريزر إليه في حين ليس لهوفمان ولا أيشنجرون أي أحقية. كذلك نشر دريزرعدد من الأبحاث عن فاعلية الأسبرين وللترويج له بإسمه. [1]

الفروقات الكيميائية بين الساليسين وحمض الساليسيليك والأسبرين. [2]

في غضون ثلاث أعوام فقط من طرح الأسبرين في لأسواق أحدث انفجار في الدراسات حوله حيث تم نشر ما يربو على 160 ورقة بحثية تتعلق به. وبحلول عام 1981م هزت العالم الإنفلونزا الأسبانية وأثبت الأسبرين فاعلية فائقة في تخفيف أعراضها. [2]

الأسبرين ينزل عن عرشه

بعد اكتشاف الباراسيتامول والأيبوبروفين أصبحا يستخدما بكثرة بدلاً من الأسبرين لكونهما أخف منه بكثير في آثارهما الجانبية. وبالتالي أزاحاه عن عرشه كمسكن وخافض للحرارة. [2]

الأسبرين يعود متميزاً بكونه مضاداً للتجلطات

بعد اكتشاف فاعلية الأسبرين كمضاد للتجلطات ذاع اسمه في الأوساط الطبية مجدداً. حيث ثبت أن استخدامه يومياً بجرعات تقل عن 300مجم يقلل من احتمالية السكتة الدماغية والذبحة الصدرية بشكل عام. وبهذا أثبت الأبرين أنه بحق الدواءالساحر حيث لا تزال استخدامته تتنوع مع مرور الوقت فقد وجدت دراسات أنه قد يساعد في علاج بعض أنواع السرطانات مثل سرطان البروستاتا. [1]

مخاطر الأسبرين

بالرغم من مميزات الأسبرين العديدة ورغم انه أول مسكن صناعي يتاح للصرف بدون روشتة طبيب. إلا أنه ينبغي استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل استخدامه. كونه قد يسبب مشاكل صحية خطيرة لدى البعض مثل من لديهم تحسس من مادته كذلك ممكن أن يتسبب سوء ستخدامه في قح بالمعدة ونزيف كما أنه قد يتسبب لدى الأطفال أقل من 12 عام في بعض الحالات بما يعرف بمتلازمة راي.

لذا ندعوك عزيزي القاريء إلى استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل استخدامه.

المصادر

  1. Aspirin: Turn-of-the-Century Miracle Drug | Science History Institute
  2. The aspirin story – from willow to wonder drug – Desborough – 2017 – British Journal of Haematology – Wiley Online Library
  3. File:Salix alba Morton.jpg – Wikimedia Commons
  4. مصدر الصورة البارزة: Effie

الأدوية اليتيمة بين التحدّيات الكبيرة والضرورات الملحّة

كثيرة هي المصطلحات في عالم الطب، لكن بعضها يملك مقدارًا من الغرابة التي تدعوك للوقوف عنده، والتساؤل عن المعنى المقصود منه. الأدوية اليتيمة، هي إحدى هذه المصطلحات، فهي يتيمةُ لم تجد من يتبناها ويرعاها، لذلك من الطبيعي ألا تسمع بها من قبل، ولا أظن أنك تعرف الكثير عنها! ولكنك محظوظ عزيزي القارئ، سأجيب في هذا المقال على تساؤلاتك، عن الأدوية اليتيمة والأمراض النادرة، وعن التحديات الكبيرة التي تعترضها والضرورات الصحية والأخلاقية لتطويرها. أتمنى لك قراءة ممتعة.

نظرة عامة

سامي، طبيبٌ محنكٌ ذو خبرة، أتاه مريض يعاني عدة أعراض. بعد إجراء الفحص السريري وأخذ التاريخ المرضي وقراءة النتائج المخبرية، أكد الطبيب سامي للمريضِ أنه يعاني من مرض السكري النمط الثاني، ولكن قال للمريض مطمئناً إياه: لا تقلق، ثمَّةَ الكثير من الحلول الدوائية والغذائية، نحن نعرف الكثير عن هذا المرض، وهناك عشرات الملايين من المرضى المشخصين سنوياً، والكثير من المؤسسات الطبية حول العالم تعمل على مدار الساعة، لتطوير علاجات جديدة والتحسين من مستوى حياة المريض.

لكن ماذا لو كان هذا المريض يعاني من اضطراب وراثي نادر؟ هل سيستطيع الطبيب تشخيص المرض بهذه السرعة والبساطة؟ هل سيكون بهذا التفاؤل؟ هل سيحصل المريض على العلاج الذي يستحق؟ بالتأكيد لا، مع الأسف.

أريد الوصول مما سبق إلى تعريف الأمراض النادرة Rare Diseases، فهي مجموعة من الحالات التي تصيب عددًا صغيرًا جدًا من الناس. تختلف التعريفات، على الرغم من أن المرض بشكل عام يعتبر نادراً إذا كان يصيب أقل من 1-5 أفراد لكل 10,000 فرد من عامة السكان. بحسب منظمة الأمراض النادرة الأوروبية، ثمة هنالك أكثر من 6000 مرض نادر حول العالم، 80% منها وراثية المنشأ، مثل البورفيريا وبعض الشذوذات الصبغية والأورام السرطانية النادرة. وغالبًا ما تكون أمراض مزمنة ومهددة للحياة. قرابة 5-7% من سكان العالم يعانون من مرض نادر.

رحلة تطوير الدواء

تأخذ عملية اكتشاف الدواء وتطويره، بدءًا من دراسة فيزيولوجيا المرض وتحديد الجزيئة الهدف، وصولًا لمرحلة الموافقة عليه وتسويقه قرابة 10-15 سنة، ناهيك عن الكلفة المرتفعة والتي لا تقل عن مئات ملايين الدولارات (قد تصل إلى 1.9 مليار دولار)، وقد لا تُكلل هذه الرحلة الطويلة والمكلفة بالنجاح، فالكثير من المركبات الدوائية تفشل في تحقيق التأثير العلاجي المطلوب.

بشكل عام، لا يتم تطوير الأدوية إلا بعد حساب الجدوى الاقتصادية لتطويره وتسويقه، وما إذا كان سيعود بالنفع على المستثمرين. فعملية تطوير دواءٍ مخصصٍ لعلاج مرضٍ نادرٍ، مصاب به شريحة صغيرة من الناس قد لا تغطي تكاليف تطويره، وبالتالي فهو استثمارٌ خاسرٌ للشركات الدوائية. فالأولوية لديهم هي تطوير أدوية للأمراض التي تصيب عددًا كبيرًا من الناس. إذًا، هي أدويةٌ يتيمةٌ لعدم وجود من يتبناها ويشرف على تطويرها.

التعريف والتصنيف

نستطيع الآن وضع تعريفٍ لمصطلح الأدوية اليتيمة Orphan Drugs، على أنها المنتجات التي تهدف لعلاج أو تشخيص المرضى المصابين بالأمراض النادرة، والتي لا تعمل الشركات الدوائية على تطويرها لأسباب تجارية، رغم تلبيتها لمتطلبات الصحة العامة.

يجدر الإشارة أيضًا إلى أن الدواء يعتبر يتيمًا إذا كان يعالج أحد الأمراض المدارية المهملة The Neglected Tropical Diseases، وهي الأمراض التي تتفشى في المناطق الفقيرة والمنسية، إفريقيا وبعض دول جنوب آسيا. مثل هذه الأمراض: حمى الضنك ودودة غينيا ومرض شاغاس، وهي أمراض خطيرة ومهددة للحياة، لكن الشركات الدوائية لا تلتفت لها ببساطة لأن السوق المستهدف فقير وغير قادر على شراء العلاج. ويُترك هؤلاء المرضى للمعاناة والموت جوعًا ومرضًا، ويبقى حق التداوي والعلاج حكرًا على الأغنياء.

تندرج الأدوية المسحوبة من السوق لوجود بعض المخاطر فيها تحت مسمى الأدوية اليتيمة، حيث يحرم منها بعض المرضى الذين يحتاجونها للعلاج. كما أن الأدوية غير المطورة بسبب مشكلات في براءات الاختراع، تعتبر أيضًا أدويةً يتيمة.

الضرورات الأخلاقية والتشريعات الناظمة

من الناحية الأخلاقية والإنسانية، التداوي حقٌ لكل المرضى، ولا بد من البحث عن العلاج لكل مرض، وعلينا ألا ننظر لمثل هذه الأمور من منظور مادي مطلق، فمن المعيب التفكير بالربح والخسارة على حساب معاناة الناس وألمهم.

من أجل حل هذه المعضلة الأخلاقية والتي تعتبر أيضًا ضرورة صحية، انطلقت العديد من المبادرات الخيرية على المستوى الشعبي لدعم الأدوية اليتيمة، وتمويل مراكز الأبحاث بالكلفة المطلوبة. ولكن بقيت هذه المبادرات ضعيفة وغير قادرة على تحمل الأعباء المالية المترتبة على تطوير دواء يتيم.

لذلك، ظهرت أول مبادرة رسمية حكومية في الولايات المتحدة، وهي قانون الدواء اليتيم Orphan Drug Law، وذلك عام 1983. ينص هذا القانون على تقديم حوافز مالية وإعفاءات ضريبية للشركات الدوائية القائمة على تطوير الأدوية اليتيمة، فالهدف من هذا القانون هو تشجيع الشركات على إنتاج هذه الأدوية، وعدم إهمالها لاعتبارات مادية. ظهرت لاحقًا قوانين مشابهة في اليابان وأستراليا عام 1985 و1997، تبعتها أوروبا عام 2000 من خلال تطبيق سياسة مشتركة لجميع دول الاتحاد الأوروبي بشأن الأدوية اليتيمة.

حتى عام 2014، بلغ عدد الأدوية اليتيمة المسوقة عالميًا 231، أما الخاضعة لتجارب الطور السريري 600 دواء، في حين أن الولايات المتحدة تهيمن على قطاع الأدوية اليتيمة وتعتبر السوق الرئيسي لها بمبيعاتٍ تجاوزت 40 مليار دولار، و350 دواء في الطور السريري.

ما هو موقعنا عربيًا وعالميًا من مشكلة الأدوية اليتيمة؟

مؤخرًا، هنالك اهتمام عالمي متزايد إزاء الأدوية اليتيمة وسن التشريعات الناظمة والمشجعة على تطويرها وتبنيها، وذلك في ظل مناشدات المنظمات الصحية الدولية والمحلية، وارتفاع الأصوات المنددة بجشع الشركات الدوائية والمستثمرين، والحاجة الملحة لتخفيف معاناة المرضى وآلامهم.

أما على المستوى العربي، كما نعم جميعًا، القطاع الصحي في بلدان العالم الثالث بشكل عام ضعيف ومتهالك، ومعتمد على استيراد الأدوية والمعدات الطبية، وليس له القدرة على تصنيعها. أغلب الصناعات الدوائية في المنطقة العربية تقتصر على استيراد المواد الفعالة والسواغات، وتحضير الشكل الصيدلاني فقط، أو مجرد التعبئة والتوزيع. أي أننا لا نملك إمكانيات البحث والتطوير والتصنيع الدوائي من الصفر، فهذا الأمر بحاجة إلى بنية تحتية متطورة وميزانيات ضخمة، واهتمام حكومي خاص. بالتالي، نحن مُستهلِكون فقط، وليس لنا في الوقت الحاضر إلا انتظار تطوير هذه الأدوية والعلاجات من قبل مراكز أبحاث الدول المتقدمة. نتمنى أن يتغير الحال في المستقبل القريب، ونؤسس لقيام صناع دوائية منافسة ومتطورة.

المصادر

Orphanet Website for rare diseases and orphan drugs. هنا

The neglected tropical diseases: a rags-to-riches story. هنا

Global Orphan Drug Market to Reach US$ 120 Billion by 2018. هنا

EURORDIS-Rare Diseases Europe Website. هنا

J. K. Aronson 2006. Rare diseases and orphan drugs. British Journal of Clinical Pharmacology. هنا

دراسة جديدة: ملايين الناس يتناولون الأسبرين لأسباب خاطئة

ملايين الناس يتناولون الأسبرين لأسباب خاطئة باستخدام أحدث الأرقام المتاحة من المسح الوطني للصحة لعام 2017، والذي يمثل عدد سكان الولايات المتحدة حيث قام الباحثون بتحليل عينة من البيانات لـ 14000 من البالغين أعمارهم أكبر من 40 عامًا، بعد ذلك، من خلال رفع مستوى النتائج إلى جميع سكان الولايات المتحدة، قدرت الدراسة أن ما يقرب من 29 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 40 وما فوق يتعاطون الأسبرين يومياً دون أي مرض قلبي معروف؛ 6.6 مليون منهم يفعلون ذلك دون توصية من الطبيب، كما أظهرت الدراسة أن 10 ملايين شخص آخرين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا ما زالوا يتناولون الأسبرين يوميًا دون أي مشاكل حالية في أمراض القلب.

على الرغم من أن بيانات تناول الأسبرين في هذه الدراسة تعود إلى ما قبل التحديث الأخير للمبادئ التوجيهية لصحة القلب، والتي صدرت في مارس 2019، إلا أنها لا تزال مصدر قلق من أن ملايين الناس يتناولون الأسبرين لأسباب خاطئة وقد لا يكونون بحاجة لذلك.
يقول مؤلف الدراسة والطبيب كولن أوبراين من مركز بيث للشماس الطبي:

“يشعر الكثير من المرضى بالارتباك حيال ذلك، نحن نأمل أن يتكلم المزيد من أطباء الرعاية الأولية مع مرضاهم حول استخدام الأسبرين، وأن يقوم المزيد من المرضى بإثارة ذلك مع أطبائهم”.

وتقول أحدث الإرشادات الصادرة عن «الكلية الأمريكية لأمراض القلب-ACC» و«جمعية القلب الأمريكية-AHA»: “أن أي شخص يزيد عمره عن 70 عامًا مصاب بأمراض القلب أو أي شخص أصغر سناً مصاب بأمراض القلب ويعاني من خطر النزيف، لا ينبغي أن يأخذ الأسبرين يوميا”.

النصيحة الآن

النصيحة الرسمية الآن هي أن عددًا محددًا فقط من الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 عامًا والذين لديهم خطر الإصابة بمرض القلب يجب أن يتناولوا 75-100 ملليغرام من الأسبرين يوميًا، ويجب أن يتم ذلك بإشراف الطبيب.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن تناول الأسبرين يوميًا لا يزال موصى به لأولئك الذين سُبق أن أصيبوا بنوبة قلبية.

أين تكمن المشكلة؟

لكن تُكمن المشكلة أن شريحة كبيرة من الناس في الولايات المتحدة قد لا يدركون أن عادة الأسبرين اليومية قد تكون غير ضرورية أو ضارة، في وقت سابق من هذا العام، أظهرت دراسة شملت 164000 شخص دون وجود أمراض القلب الحالية انخفاض خطر مطلق بنسبة 0.38 في المئة من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، أو الوفاة من أحداث القلب والأوعية الدموية على أساس تناول الأسبرين يوميا، في الوقت نفسه، أظهرت البيانات ارتفاعًا مطلقًا بنسبة 0.47 في المائة من حدوث نزيف داخلي حاد.

دراسات أخرى

توصلت دراسات أخرى إلى استنتاجات مماثلة: “أن تناول الأسبرين ليس مفيدًا جدًا، لا سيما مع تقدم العمر”.
تشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن نسبة كبيرة من البالغين قد يتناولون الأسبرين دون مشورة الطبيب ويحتمل أن لا يكون الطبيب على علم بذلك.
بعبارة أخرى، بالنسبة للكثيرين منا، فإن تناول الأسبرين مرة واحدة في اليوم لا يجلب سوى القليل من الفوائد وخطر كبير من المضاعفات الصحية الأخرى.

على الرغم من أن إرشادات ACC و AHA السابقة أوصت بالأسبرين فقط للأشخاص الذين لا يعانون من مخاطر نزيف مرتفعة، فإن إرشادات 2019 توصي الآن صراحة بعدم استخدام الأسبرين بين أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 والذين لا يعانون من أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
كما هو الحال دائمًا، فإن أفضل شخص تتحدث إليه هو طبيبك، لا تعتقد أن القواعد القديمة حول الأسبرين لا تزال سارية، إذ لا يزال ACCو AHA يوصون بأن أفضل طريقة للحماية من مشاكل صحة القلب هي التركيز على نمط حياة صحي – ما تأكله ومقدار التمارين التي تحصل عليها – بدلاً من تناول الأسبرين يوميًا.

يقول طبيب الرعاية الأولية ستيفن جوراشيك، من BIDMC:

“هذه النتائج قابلة للتطبيق على البالغين الذين ليس لديهم تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية أو السكتة الدماغية”.

الخلاصة

“إذا كنت تتناول حاليًا الأسبرين، ناقش الأمر مع طبيبك لمعرفة ما إذا كنت تحتاجه أم لا”.

المصدر: https://bit.ly/2YzJ9Gq

Exit mobile version