الحرائك الدوائية: رحلة الدواء عبر الجسم

يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على الفعالية العلاجية للدواء، بما في ذلك الحرائك الدوائية، وهي رحلة الدواء في الجسم، وتمر بأربع مراحل مختلفة وهي: الامتصاص، والتوزيع، والتمثيل الغذائي، والإطراح، يرمز لها إختصارًا ADME. يتمثل الامتصاص في كيفية انتقال الدواء من موقع الإعطاء إلى موقع التأثير، أما التوزيع فيصف رحلة الدواء عبر مجرى الدم إلى أنسجة الجسم المختلفة. و بالنسبة للتمثيل الغذائي يتجلى في العملية التي تكسر الدواء، ثم أخيرًا الإطراح وهي عملية إخراج الدواء من الجسم.

حركية الدواء:

هي فرع معين من علم العقاقير يدرس ما يفعله الجسم بالدواء. تتضمن هذه الدراسة:

  • معدل امتصاص وتوزيع مادة كيميائية
  • معدل ومسارات استقلاب الدواء وإفرازه
  • تركيز الدواء في البلازما بمرور الوقت

ما هي الخطوات الأربعة للحركية الدوائية؟

1- الامتصاص/absorption:

كيفية دخول مادة كيميائية إلى الجسم، يتعلق الامتصاص بحركة هذه المادة من موقع الإعطاء إلى مجرى الدم. يعتمد معدل ومدى امتصاص الدواء على عوامل متعددة، منها: طريقة إعطاء الدواء والتركيب والخصائص الكيميائية للدواء والتفاعلات الدوائية والغذائية. هناك أربعة طرق رئيسية لإعطاء الدواء:

  • الابتلاع عن طريق الجهاز الهضمي
  • الاستنشاق عن طريق الجهاز التنفسي
  • التطبيق على الجلد
  • الحقن وهنا يصل الدواء مباشرة إلى مجرى الدم

تَدخل المركبات المحقونة فقط مباشرة في الدوران الجهازي (مجرى الدم). بالنسبة للأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الاستنشاق أو التطبيق على الجلد، فيجب أولًا أن تعبر المواد الكيميائية غشاءا قبل الدخول لمجرى الدم. يؤثر إعطاء الدواء بهذه الطرق على التوافر البيولوجي للدواء، وعلى جزء الشكل النشط للدواء الذي يدخل مجرى الدم ويصل بنجاح إلى موقعه المستهدف. بمعنى آخر لا يحدث لهذه الأدوية امتصاص كامل، بعبارة أخرى يحدث توصيل أقل للدواء إلى موقع التأثير، وذلك بسبب استقلاب العديد من الأدوية قبل الوصول إلى مجرى الدم.

4 طرق يَعبُر من خلالها الدواء الغشاء للوصول إلى مجرى الدم.

  • الانتشار السلبي: ينتقل الجزيء من منطقة عالية التركيز إلى منطقة ذات تركيز منخفض. هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا لامتصاص الدواء.
  • الانتشار الميسر: ينتقل الجزيء من منطقة عالية التركيز إلى منطقة ذات تركيز منخفض بمساعدة البروتينات الحاملة في الغشاء.
  • الانتشار النشط: عملية تعتمد على الطاقة يتطلب خلالها الجزيء طاقة على شكل ATP لعبور الغشاء.
  • الالتقام الخلوي: عندما يتم نقل دواء أكبر من خلال غشاء عن طريق غشاء الغشاء.

2- التوزيع/distribution:

بمجرد امتصاص الدواء، ينتقل من موقع الامتصاص إلى الأنسجة حول الجسم. عادة ما يتم هذا التوزيع من جزء من الجسم إلى آخر عبر مجرى الدم، وقد يحدث أيضًا من خلية إلى أخرى. يفحص الباحثون المكان الذي تنتقل إليه المادة الكيميائية، ومعدل وصولها إلى مواقع معينة، ومدى التوزيع للمساعدة في تحديد الفعالية. يمكن أن تؤثر العديد من العوامل هنا، مثل تدفق الدم، والدهون، وربط الأنسجة وتأثير الحجم الجزيئي، وكيف يتفاعل الدواء مع مكونات الدم، مثل بروتينات البلازما.

على سبيل المثال، عقار مثل الوارفارين شديد الارتباط بالبروتين، مما يعني أن نسبة صغيرة فقط منه تبقى حرة لممارسة آثارها العلاجية. إذا أعطِي دواء شديد الارتباط بالبروتين مع الوارفارين، فإنه يمكن أن يحل محل الوارفارين من موقع الارتباط بالبروتين ويزيد من الكمية التي تدخل مجرى الدم.

بالإضافة إلى ذلك، توجد حواجز تشريحية في أعضاء معينة مثل الحاجز الدموي الدماغي، مما يمنع بعض الأدوية من الدخول إلى أنسجة المخ. الأدوية ذات الخصائص المعينة، كالوزن الجزيئي، أو أن تكون المادة محبة للدهون، أو حجمها صغير، تكون أكثر قدرة على عبور حاجز الدم في الدماغ.

التمثيل الغذائي/الاستقلاب/metabolism:

التمثيل الغذائي للدواء هو التحول البيولوجي للدواء عن طريق الأعضاء أو الأنسجة (في المقام الأول الكبد أو الكلى أو الجلد أو الجهاز الهضمي) بحيث يمكن إفراز الدواء. لتسهيل الإزالة عن طريق البراز أو البول، يتم تغيير مركب الدواء ليصبح أكثر قابلية للذوبان في الماء. إنزيمات السيتوكروم P450 (CYP450) مسؤولة عن التمثيل الغذائي لحوالي 70-80٪ من جميع الأدوية في الاستخدام السريري. يمكن أن يؤدي التمثيل الغذائي الكيميائي إلى حدوث تسمم، وذلك بسبب تكوين منتجات ثنائية ضارة أو مستقلب سام. يَرسم العلماء مسارات التمثيل الغذائي المحددة لعقار مرشح، وهو ما يطلق عليه مسارات النتائج العكسية (AOPs). توفر AOPs البيانات اللازمة لتحديد السلامة أو السمية المحتملة للدواء.

بعض العوامل التي تؤثر على التمثيل الغذائي للدواء:

  • الوراثة: يمكن أن تؤثر الجينات على ما إذا كان الشخص يستقلب الأدوية بسرعة أكبر أو ببطء.
  • العمر: يمكن أن يؤثر العمر على وظائف الكبد، إذ أن كبار السن لديهم ضعف في وظائف الكبد وقد يستقلبون الأدوية ببطء، وحديثي الولادة أو الرضع لديهم وظائف الكبد غير ناضجة.
  • التفاعلات الدوائية: يمكن أن تؤدي التفاعلات الدوائية إلى انخفاض التمثيل الغذائي للدواء عن طريق تثبيط الإنزيم، أو زيادة التمثيل الغذائي للدواء عن طريق تحريض الإنزيم.

الإفراز/الإطراح/excretion:

هو العملية التي يتم من خلالها التخلص من مركب الدواء المستقلب من الجسم. يحدث معظم إطراح الأدوية في صورة براز أو بول. وتشمل طرق الإخراج الأخرى من خلال الرئتين أو العرق من خلال الجلد. يؤثر الحجم الجزيئي والشحنة على مسار الإخراج، ويسعى الباحثون لمعرفة مدى سرعة إفراز الدواء والمسار الذي يسلكه للخروج من الجسم.

لا يتم إطراح كل مركب دوائي بالكامل. إذ إن المركبات القابلة للذوبان في الدهون أكثر عرضة للتراكم البيولوجي مقارنة بالمركبات القابلة للذوبان في الماء. هذا التراكم قد يسبب آثارًا ضارة.

لماذا تعتبر ADME مهمة؟

في اكتشاف الأدوية وتطويرها، يجب على الباحثين فحص نشاط الدواء في الجسم لتقييم السلامة والسمية. تعد دراسات التمثيل الغذائي للدواء ودراسات الحرائك الدوائية، مثل دراسات ADME وعلم السموم، خطوة حاسمة في هذه العملية. تقدم البيانات التي تم جمعها من الباحثين إذا ما كان الدواء قابلاً للتطبيق. كما توفر أهدافًا محددة للبحث والتطوير في المستقبل.

عجل التقدم في هذا المجال في ظهور مناهج ADME الشخصية. إذ يتم النظر في عوامل مثل جينوم المريض أو حتى الوقت من اليوم الذي يتم فيه إعطاء الأدوية. غالبًا ما تستخدَم التقنيات الحسابية لمساعدة هذه الدراسات الأكثر دقة.

المصادر:

اقرأ المزيد حول: مفاهيم أساسية في علم الدواء

مفاهيم أساسية لعلم الأدوية

يهتم علم الدواء بدراسة الخصائص التركيبية للعقاقير، وكيفية تصميم الأدوية وتصنيعها، والتقنيات الدوائية، والتداخلات الدوائية، ودراسة السموم، والخصائص العلاجية والتطبيقات الطبية والمضاعفات والآثار الجانبية للعقاقير الطبية. هناك العديد من المصطلحات الطبية والعلمية التي تخص الدواء، غالبًا ما يتم الخلط بينها ويتم التعامل معها على أنها مترادفات، سأتطرق في هذا المقال للضروري منها، وأوضح أهم المفاهيم الأساسية لعلم الأدوية.

خاصيتين رئيسيتين للدواء:

غالبًا ما يتم الخلط بين فعالية وفاعلية دواء معين، من المهم التمييز بين هذين الخاصيتين، إذ إنهما ليستا مترادفتان، ونستطيع من خلال المنحنيات المتدرجة للجرعة والاستجابة، تحديد خاصيتين رئيسيتين للأدوية، وهما الفاعلية والفعالية.

الفعالية Efficacy:

هي قدرة الدواء بعد الارتباط بالمستقبلات على إحداث تغيير يؤدي إلى تأثيرات معينة. تُعرف باسم الفعالية القصوى Emax، أي قدرة الدواء على إنتاج أقصى استجابة، بمعنى آخر، هي الاستجابة القصوى التي يمكن أن يثيرها الدواء، أو قدرة الدواء على إثارة استجابة فسيولوجية عندما يتفاعل مع مستقبلات.

الفاعلية potency:

هي مقياس مقارن للجرعات المختلفة لدوائين مطلوبين لإنتاج نفس التأثير الدوائي. تُعرف باسم قوة الدواء. بمعنى آخر، هي كمية الدواء اللازمة لإنتاج استجابة معينة.

مثال لكل من الفعالية والفاعلية:

بشكل عام، ينتج المورفين مستوى مثاليًا من التسكين غير ممكن مع أي جرعة من الأسبرين. وبالتالي، فإن المورفين أكثر فعالية من الأسبرين. وبالمثل، فإن فوروسيميد مدر للبول، ولديه قدرة أكبر على التخلص من الملح والسوائل من البول أكثر من الميتولازون. لذلك فإن للفوروسيميد فعالية أكبر من الميتولازون.

من ناحية أخرى، يستخدم 500 ملغ من الباراسيتامول و 30 ملغ من المورفين كمسكن. هنا، تتطلب جرعة صغيرة من المورفين إنتاج تأثير مسكن. بالتالي، فإن فاعلية المورفين أقوى من الباراسيتامول.

بعض الفروقات ما بين الفعالية والفاعلية:

  • تُقدَّر الفعالية بمقارنة الاختلافات في الاستجابة الأعلى بتركيزات أو جرعات دوائية عالية. من ناحية أخرى، يتم تقدير الفاعلية بمقارنة الجرعة (ED50).
  • تعتمد الفعالية على التركيز في موقع التأثير، وعدد ارتباط مستقبلات الدواء، والعوامل النفسية، وكفاءة اقتران تنشيط المستقبل بالاستجابات الخلوية. حيث أن فاعلية الدواء تعتمد على ألفة المستقبلات لربط الدواء ومدى فعالية تفاعل الدواء مع المستقبلات التي تؤدي إلى الاستجابة السريرية.
  • تعتبر الفعالية عنصرًا حاسمًا في اختيار دواء من بين أدوية أخرى من نفس النوع. بينما الفاعلية عنصر حاسم في اختيار جرعة الدواء.
  • الفعالية أكثر أهمية من الفاعلية، حيث أن الدواء ذو الفعالية الأكبر من الفاعلية يكون أكثر فائدة علاجية.
  • الفعالية مفيدة في تحديد الفعالية السريرية للدواء. بينما فاعلية الدواء مفيدة في تصميم أشكال الجرعات.

اختبار الفعالية والفاعلية:

فعالية وفاعلية الدواء لا يتم قياسها حتى المرحلة الثانية من التجارب السريرية. وهو خطر حقيقي في اكتشاف الأدوية، كما أنه يفسر سبب وجود الكثير من الأدوية التي تفشل في المرحلة 2 من التجارب السريرية. من أجل تقليل مخاطر الفشل، تقوم الشركات بعملية تسمى التحقق من صحة الهدف، وهو التأكد من ان الارتباط بين الدواء والهدف سوف ينتج عنه فائدة علاجية للإنسان.

الآثار الجانبية للدواء:

عندما يتناول المريض الدواء، يحدث نوعان من التأثيرات العلاجية: الآثار المرغوبة والأخرى غير المرغوب فيها. والأهم من ذلك، أن جميع الأدوية يمكن أن تسبب آثارًا جانبية علاجية غير متوقعة إلى جانب آثارها المفيدة. ترتبط شدة وحدوث هذه الآثار بحسب حجم الجرعة.

التأثير الجانبي والتأثير السام للدواء:

يُعرَّف التأثير الجانبي side effect بأنه التأثير غير المرغوب فيه علاجيًا ولكنه غالبًا لا مفر منه والذي يحدث عند الجرعات العلاجية العادية للدواء. هي ليست آثارًا خطيرة، ويمكن التنبؤ بها من الملف الدوائي للدواء في جرعة معينة.

أما التأثير السام toxic effect فهو تأثير ضار وغير مرغوب فيه ولكن يمكن تجنبه في كثير من الأحيان، حيث غالبًا ما يكون سببه استخدام الدواء بجرعة عادية ولكن لفترة طويلة أو جرعة زائدة من الدواء. من المحتمل أن تكون التأثيرات السامة للأدوية إما مرتبطة بالإجراءات الدوائية الرئيسية مثل النزيف بمضادات التخثر أو لا علاقة لها بالإجراء الدوائي الرئيسي مثل تلف الكبد بسبب جرعة زائدة من الباراسيتامول.

على سبيل المثال، يتم تناول كربونات الكالسيوم لعلاج نقص الكالسيوم أو هشاشة العظام، ويعتبر الإمساك من الآثار الجانبية التي لا يمكن تجنبها هنا. بينما يمكن تجنب التأثيرات السامة عن طريق الاستخدام الدقيق والحكيم للدواء.

بعض الفروقات التي توضح التأثير الجانبي والتأثير السام:

  • الآثار الجانبية ليست ضارة في كثير من الأحيان، بالرغم من أنها غير متوقعة من الناحية العلاجية ولكنها لا تهدد الحياة. على الجانب الأخر، فإن التأثيرات السامة ضارة وغالبًا ما تكون مهددة للحياة.
  • يحدث التأثير الجانبي ضمن الجرعة العلاجية العادية للدواء. أما التأثير السام فيحدث بسبب الجرعة الزائدة أو الجرعة المتكررة من الدواء. المقصود بالجرعة العلاجية هنا هي الكمية المحددة مسبقًا من الدواء والتي ستنتج التأثيرات العلاجية المثلى.
  • عدم ضرورة تقليل جرعة الدواء أو وقفها في حال التأثير الجانبي. عكس ذلك في التأثير السام يكون تقليل أو وقف الدواء ضروري.
  • في كثير من الأحيان لا حاجة لعلاج الآثار الجانبية، باستثناء الحالات الشديدة لتقليل الانزعاج أو المضاعفات. في حالة التأثيرات السامة، يتم علاج التسمم وإعطاء ترياق. على سبيل المثال، يجب إعطاء N-acetylcysteine ​​لعلاج السمية الكبدية الناتجة عن جرعة زائدة من الباراسيتامول.

Ec50, IC50:

هذه المصطلحات وإن كانت متشابهة، إلا أنها ليست متطابقة تمامًا، EC50: هو تركيز دواء يعطي استجابة نصف قصوى. IC50 هو تركيز مثبط حيث يتم تقليل الاستجابة (أو الارتباط) بمقدار النصف. من الطرق الجيدة لتذكر الاختلاف استخدام الاختصار “I” في IC50، والذي يرمز إلى التثبيط inhibition، على عكس “E” في EC50 ، والذي يشير إلى فعال effective.

المؤشر العلاجي، LD50, ED50

المؤشر العلاجي Therapeutic index: هو هامش الأمان الموجود بين جرعة الدواء التي تنتج التأثير المطلوب والجرعة التي تنتج آثارًا جانبية غير مرغوب فيها وربما خطيرة. تعرف هذه العلاقة على أنها نسبة الجرعة التي تنتج سمية إلى الجرعة التي تنتج استجابة مرغوبة سريريًا أو فعالة (TI= LD50/ED50)، حيث LD50 هي الجرعة التي يقتل فيها دواء ما 50٪ من مجموعة اختبار من الحيوانات و ED50 هي الجرعة التي يتم فيها إنتاج التأثير المطلوب في 50٪ من مجموعة الاختبار. بشكل عام، كلما كان هذا الهامش أضيق، زادت احتمالية أن ينتج الدواء تأثيرات غير مرغوب فيها. من الجدير بالذكر أن الدواء الأكثر أمانًا يكون له مؤشر علاجي أعلى. يعد الوارفارين مثالًا للدواء ذي المؤشر العلاجي الضيق، أما البنسلين فإنك يملك مؤشر علاجي كبير.

يحتوي المؤشر العلاجي على العديد من القيود ، لا سيما حقيقة أن الجرعة المميتة 50 لا يمكن قياسها عند البشر. وعند قياسها في الحيوانات، فهي دليل ضعيف لاحتمالية حدوث تأثيرات غير مرغوب فيها على البشر. ومع ذلك، فإن المؤشر العلاجي يؤكد على أهمية هامش الأمان، المتميز عن الفاعلية، في تحديد فائدة الدواء.

التركيز الأدنى الفعال والتركيز الادنى السمي


Minimum Effective Concentration (MEC): الحد الأدنى للتركيز المطلوب لتأثير الدواء، وتسمى في حالة المضادات الحيوية MIC، تعني هذه الأخيرة التركيز الأدنى المثبط للكائنات الحية الدقيقة minimum inhibitory concentration. أما minimum toxic concentration (MTC) فهي التركيز الأدنى الذي يُحدث سمية. ويقابلها مصطلح MBC، وهو التركيز الأدنى القاتل للكائنات الحية الدقيقة minimum bactericidal concentration.


إذا كان الدواء يعطي تأثيرًا علاجيًا بجرعة منخفضة ولا يحدث تأثيرًا سامًا إلا بجرعة عالية، فنحن نملك نافذة علاجية واسعة TW يمكن من خلالها استخدام الدواء بأمان.

تعتبر هذه المفاهيم من الأساسيات لعلم العاقير وعلم الصيدلة، وهي تحتاج سنوات من البحث ومراحل من الاختبارات للوصول إلى النتائج الدقيقة. كل ذلك العمل والجهد يفيد في تحديد أساسيات مهمة كجرعة الدواء وطريقة إعطاؤه وأمانه.

مفاهيم أساسية

المصادر:

ما هي الأنزيمات؟

يوجد آلاف الأنزيمات في أجسادنا، والتي تقوم بوظائف ومهام عديدة وضرورية. على الرغم من عدم رؤيتنا لعمل الأنزيمات إلا أنه يتجلى من خلال صحتنا السليمة ولياقتنا البدنية. فحدوث أي خلل في وظائف هذه الأنزيمات سيترتب عليه وجود أعراض مرضية. وهنا، يساعد تحليل الأنزيمات مقدمي الرعاية الصحية من التحقق فيما إذا كان هناك مرض ما. في هذا المقال، سنجيب عن عدة تساؤلات وسنبدأ بأهمها: ما هي الأنزيمات؟

ما هي الأنزيمات؟

الإنزيمات عبارة عن بروتينات تقوم بمجموعة كبيرة ومتنوعة من التفاعلات الكيميائية في أجسامنا. وهي تعتبر ضرورية للهضم ووظائف الكبد وما غير ذلك. تساعد الإنزيمات في تسريع التفاعلات الكيميائية وعملية التمثيل الغذائي، وغالبًا ما تنتجها أجسامنا بشكل طبيعي.

كيف تعمل الأنزيمات؟

تقوم الأنزيمات بتكوين مواد معينة وتفكيك مواد أخرى. تسمى المادة الأولية ب”الركيزة-S “substrate، بينما تسمى المادة الناتجة عن التفاعل ب “المنتج-product”. يرتبط جزيء الركيزة في الموقع النشط للإنزيم لتكوين مركب (ركيزة-إنزيم) ثم يحدث تفاعل لتشكيل المنتج. يمكن للإنزيم بعد ذلك العثور على جزيء ركيزة آخر وتكرار العملية.

ما هي وظائف الأنزيمات في الجسم؟

من أهم أدوار الإنزيمات “المساعدة في الهضم” من خلال تحويل الطعام الذي نتناوله إلى طاقة. ويتم ذلك بتكسير الدهون والبروتينات والكربوهيدرات، وفي نهاية المطاف تستخدم الإنزيمات هذه العناصر الغذائية للنمو وإصلاح الخلايا. أما عن الوظائف الأخرى فتساعد الأنزيمات أيضًا بالآتي:

  • عملية التنفس
  • بناء العضلات
  • وظائف العصب
  • تخليص أجسادنا من السموم

تسمية الأنزيمات

تتم تسمية الإنزيمات عن طريق إضافة النهاية (ase-) إلى اسم الركيزة التي يعمل عليها الأنزيم. مثلا، يسمى الأنزيم الذي يعمل على اليوريك أسيد (حمض البول اليوريك) “يورياز-urease”. وأحيانًا تسمى وفق نوع التفاعل الذي تحفزه. على سبيل المثال، يسمى إنزيم يحفز إزالة ذرات الهيدروجين من جزيء معين “ديهيدروجينيز-dehydrogenase”. وبنفس النمط يسمى الأنزيم الذي يحفز نزع الكربوكسيل “ديكاربوكسيلاز-decarboxylase”. ويخصص الاتحاد الدولي للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية لكل إنزيم اسمًا ورقمًا للتعرف عليهما.

تصنيف الإنزيمات

تصنف الإنزيمات إلى ست فئات حسب نوع التفاعل المحفز، وهي:

  • أوكسيدوروكتازات-oxidoreductases: تحفيز تفاعلات الأكسدة والاختزال.
  • ترانسالات-transferases: نقل مجموعة وظيفية من جزيء إلى آخر (قد تكون المجموعة ميثيل أو أسيل أو أمينو أو فوسفات).
  • هيدروليسات-hydrolases: تشق جزيء إلى جزئين من خلال عمل الماء.
  • لياز-lyases: التفاعلات غير المائية التي تنطوي على كسر روابط.
  • ليجاسيس-ligases: انضم إلى جزيئين معًا من خلال تكوين روابط C-C أو C-N أو C-O أو C-S باستخدام ATP.
  • وإيزوميراز-isomerases: إعادة ترتيب الجزيئات.

الأنزيمات كهدف دوائي

نظرًا لأن أغلب التفاعلات الحيوية في الجسم تتم بواسطة الأنزيمات، ففي الكثير من الأمراض يتم اختيار الأنزيمات كهدف دوائي. والدواء في هذه الحالة إما أن يحفز أو يثبط الأنزيم الهدف، وبالتالي تحفيز أو تثبيط التفاعل الحيوي الذي يتوسطه الأنزيم.

كيف نصمم الدواء المناسب لتثبيط أنزيم ما؟

سابدأ بطرح مثال لتوضيح الفكرة بشكل أفضل، Xanthine oxidase أنزيم يحول الركيزة hypoxanthine إلى xanthine ومنها لليوريك أسيد. ويعرف هذا الأخير بحمض البول والذي يسبب تراكمه مرض النقرس. لأعالج النقرس سأحتاج دواء يثبط عمل هذا الأنزيم، ولكن يجب أن تكون بنية الدواء مشابهة إلى حد ما لبنية الأنزيم. لماذا مشابهة إلى حد ما وليست متطابقة؟ لأن تطابق بنية الدواء لبنية الأنزيم سيخضع الدواء لنفس تفاعل الأنزيم.

بعد أن وجدنا الدواء المناسب ألا وهو الألوبيرينول والذي يختلف عن بنية إنزيم الأكزانتين أوكسيداز بغياب ذرة كربون في جزيء الأولوبيرينول. ولماذا ذرة الكربون مهمة إلى هذا الحد؟ لأنها ستمنع أكسدة الهيبوكزانتين، وبالتالي لن يتشكل حمض البول، وبهذا نكون ثبطنا عمل الأنزيم وبالتي عالجنا المرض.

الخلاصة: لتصميم دواء يعمل على الأنزيم الهدف، لا بد من معرفة بنية الركيزة التي يتفاعل معها الأنزيم. وبذلك، نأخذ فكرة عن هيكل الدواء المطلوب، الذي بدوره سيتفاعل مع الركيزة لتحفيز أو تثبيط عمل الأنزيم.

أخيرًا

تحدثنا في هذا المقال عن الأنزيمات بشكل منفصل، وذلك لما لها من أهمية سواء من خلال قيامها بمهام وتفاعلات عديدة داخل أجسامنا، أو في حال اخترناها كهدف لعلاج مرض ما.

المصادر:

الفوكوميليا: ما هي وما علاقتها بعقار الثاليدوميد

الفوكوميليا/فقمية الأطراف:

اضطراب خلقي نادر للغاية، ارتبط حدوثه في ستينات القرن الماضي بعقار الثاليدوميد، أنذاك تم التصريح بأنه أمن للنساء الحوامل من أجل معالجة غثيان الصباح، فيما بعد اكتشف العلماء أن العقار يسبب تشوهات خلقية، إذ تتميز الفوكوميليا بواحد أو أكثر من الأطراف القصيرة، وفي الحالات الأكثر خطورة، قد تكون الأطراف غائبة تمامًا.

ما هي أعراض الفوكوميليا:

العَرَض الأساسي لفوكومليا هو: إما تكون الأطراف قصيرة أو فقد كامل الأطراف ويؤثر بشكل أكبر على الأطراف العلوية.
أيضًا قد يسبب مشاكل في: العيون أو الآذان أو أنف أو في النمو

ما الأسباب الكامنة وراء هذه الحالة؟!

الأسباب غير واضحة إلى حد ما، ومن المحتمل وجود عدة عوامل، منها:

  • أسباب وراثية: حيث إنه مرتبط بخلل في الكروموسوم 8، كما أنها سمة جسدية متنحية، وهذا يعني أن كلا الوالدين يحتاجان إلى الحصول على الجين غير الطبيعي (الطفرة) حتى يتمكن الطفل من الحصول عليه.
  • عقار الثاليدوميد: عندما تم طرح مادة ثاليدومايد لأول مرة في السوق في عام 1957، في ألمانيا، كان يعتبر آمنًا جدًا للنساء الحوامل لعلاج غثيان الصباح، حيث تم بيعه آنذاك دون وصفة طبية، ووزعتها شركات الأدوية في 45 دولة أخرى، ولكن في غضون بضع سنوات، لاحظ الأطباء في ألمانيا وأستراليا ارتفاعًا في فوكومليا وربطوها في النهاية بالثاليدومايد، إذ أنه في الولايات المتحدة، ولد حوالي 40 طفلاً مصابين بعيوب ناتجة عن هذا العقار، وعندما ظهرت آثاره الجانبية الخطيرة على الأجنة والتي أثرت على 10000 طفل حول العالم، تم حظر الدواء من قبل إدارة الغذاء والدواء.

هل من علاج لهذه الحالة؟!

لا يوجد علاج حالي لفوكومليا، ومع ذلك قد تساعد الأشكال التالية من العلاج في التحكم في الأعراض:

  • الأطراف الاصطناعية: هذا يجعل من السهل القيام بالأنشطة اليومية، والتي يمكن أن تحسن نوعية الحياة بشكل عام.
  • علاج نفسي: قد يشمل أيضًا أشكالًا مختلفة من إعادة التأهيل، مثل: علاج بالممارسة.
  • علاج مهني: يمكن للشخص المصاب أن يتعلم كيفية القيام بالمهام اليومية بسهولة.
  • علاج بدني: يمكن لهذا النوع من العلاج تحسين الحركة والقوة والوضعية.
  • علاج النطق: يمكن أن يساعد علاج النطق في إدارة مشاكل الكلام.
  • جراحة: نادرًا ما يتضمن علاج الفوكوميليا لجراحة، حيث يتم ذلك فقط إذا كان السبب طفرة جينية، لا يوجد إجراء محدد مستخدم، ولكن قد تتضمن: تصحيح المشاكل الهيكلية في الوجه واستقرار المفاصل وإطالة العظام الموجودة وتحسين معارضة الإبهام (القدرة على تدوير الإبهام).

بالرغم من آثاره الجانبية الخطيرة على الأجنة، إلا أنه قد يساعد في علاج بعض الحالات:

أثناء عمل الخبراء على فك رموز تأثيرات ثاليدومايد اكتشفوا أدلة مدهشة حول كيفية تطور الأطراف الطبيعية، يأملون في أن تؤدي هذه الأفكار الأساسية بدورها إلى فائدة طبية.
قد يكون الثاليدومايد خطرًا على تطور الأجنة، ولكنه فعال جدًا في علاج أمراض مثل الجذام وبعض أنواع السرطان مثل الورم النقوي المتعدد، ويستمر الباحثون باختبار العقار في تجارب لأمراض أخرى بما في ذلك التهاب الكبد الفيروسي وداء كرون.
أي أنه من خلال فهم كيف يسبب العقار تشوهات الأطراف، قد يتمكن العلماء من اختراع علاجات أكثر أمانًا للدواء.

المصدر: healthline

nytimes

اقرأ أيضًا: عيون الراكون: ما هي أسبابها وكيف تتم معالجتها؟

تتميز الفوكوميليا بواحد أو أكثر من الأطراف القصيرة، وفي الحالات الأكثر خطورة، قد تكون الأطراف غائبة تمامًا.

ما مدى فعالية دواء أفيجان ضد فيروس كورونا المستجد؟

يعمل دواء أفيجان كمضاد للفيروسات عن طريق تثبيط بوليمراز الحمض النووي الريبوزي، وهو فعال ضد مجموعة واسعة من فيروسات الإنفلونزا بما فيها السلالات المقاومة للأدوية، كما يعمل على مكافحة فيروسات الحمض النووي الريبوزي الأخرى مثل الفيروسات الرملية arenaviruses وفيروسات بونيا bunyaviruses وفيلو filoviruses التي تسبب حمى نزفية قاتلة، لكن ما مدى فعالية دواء أفيجان ضد فيروس كورونا المستجد؟

دراسة أفيجان في الصين

قام فريق من المركز الوطني لأبحاث الأمراض المعدية في الصين بمقارنة دواء أفيجان مع دواء لوبينافير/ريتونافير. استُخدم دواء لوبينافير المضاد لفيروس نقص المناعة المكتسبة ضد فيروس سارس عام 2003، وأضاف المصنعون إليه دواء ريتونافير لزيادة فترة تأثيره وتقليل آثاره الجانبية. كان المشاركون في الدراسة مرضى من مستشفى شنتشن في الصين، ضمت المجموعة الأولى 35 مريضاً مشخصاً بفيروس كورونا حيث تناولوا في اليوم الأول 1600 ملغم من دواء أفيجان مرتين باليوم بالإضافة إلى استنشاق الإنترفيرون، في اليوم الثاني وما بعده خُففت الجرعة إلى 600 ملغم مرتين يومياً مع الاستمرار في استنشاق الإنترفيرون. أما المجموعة الثانية فضمت 45 مريضاً تناولوا لوبينافير/ ريتونافير بجرعة 400 ملغم / 100 ملغم مرتين باليوم بالإضافة إلى استنشاق الإنترفيرون.

نتائج الدراسة

أظهرت الدراسة أنَّ مرضى المجموعة الأولى الذين تناولوا دواء أفيجان تخلصوا من الفيروس بمعدل 4 أيام، بينما احتاج المرضى في المجموعة الثانية إلى 11 يوماً للتخلص من الفيروس. كما أظهرت المجموعة الأولى تحسناً كبيراً في تصوير الصدر مقارنة بالمجموعة الثانية بمعدل تحسن مقداره 91.43 % مقابل 62.22 %. بالإضافة إلى ذلك كانت الآثار الجانبية في مجموعة أفيجان أقل من المجموعة الثانية.

العوامل المحددة للدراسة

رغم أنَّ السمات الصحية للأشخاص في المجموعتين كانت قابلة للمقارنة إحصائياً، إلا أنَّ هناك اختلافات مهمة بينهما أثارت الشكوك حول نتائج الدراسة، فمثلاً كان عدد اليافعين والمتمتعين بلياقة بدنية أكثر في المجموعة الأولى التي تناولت الأفيجان وتلقوا العلاج مباشرة بعد ظهور الأعراض، كما كان عدد المصابين بالحمى أقل في هذه المجموعة. ونظراً لصغر حجم الدراسة فإنَّ هذه الاختلافات الطفيفة بين المجموعتين قد تؤثر على النتائج.

تقدم هذه الدراسة الصغيرة بعض النتائج المثيرة لكن الاختلافات في شدة المرض والعمر بين المجموعتين، وعدم تعمية النتائج للباحثين تلقي بظلال الشك على هذه النتائج، لذلك يحتاج الأطباء إلى التجارب العشوائية قبل البدء باستخدام الدواء سريرياً ضد فيروس كورونا المستجد.

نُشرت هذه الدراسة في مجلة الهندسة بتاريخ 18/3/2020 ثم قام الناشر بحذف الدراسة مؤقتاً مؤكداً على توفير بديل لها قريباً أو إعادة نشرها مع توضيح سبب الحذف.

الدراسات خارج الصين

أعلنت الشركة المنتجة لدواء أفيجان بدء المرحلة الثانية من التجارب السريرية في الولايات المتحدة لاختبار فعالية الدواء ضد مرض كورونا، حيث سيشارك في الدراسة 50 مصاباً بالفيروس بالتعاون مع مستشفى بريغهام ومستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب في جامعة ماساتشوستس. أما في اليابان فقد بدأت الشركة المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لاختبار مدى أمان أفيجان وفعاليته ضد فيروس كورونا المستجد.

المصادر:

NCBI

Medical News

Engineering

Fujifilm.US

Clinical Trial

هل بات الخلاص من الألزهايمر ممكنًا؟

بمثل هذا المرض المدمر الذي يصيب عشرات الملايين في جميع أنحاء العالم، وبالإضافة إلى أن الأدوية المتاحة تساعد فقط في تخفيف الأعراض فإن الإعلان عن عقار لعلاج الألزهايمر يشجعنا حقًا في مكافحة المرض. بعد الإعلان تم طرح الكثير من الأسئلة من أهمها: هل بات الخلاص من الألزهايمر ممكنًا؟ إذا تم اعتبار الدواء فاشلاً، لماذا نتحدث عنه الآن؟ إذا كان الدواء فعال، فما مدى جودته؟ تابع المقال لمعرفة التفاصيل.

«مرض الألزهايمر-Alzheimer’s disease»:

هو مرض تنكّسي عصبي مزمن، عادةً ما يبدأ ببطء ويتدهور مع مرور الوقت، يشكّل مرض الألزهايمر سبب حوالي 60% – 70% من حالات الخرف.

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا للمرض: الصعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة (فقدان الذاكرة قصيرة الأمد).                مع تقدم المرض، قد تتضمن الأعراض مشاكل في اللغة، والتَّوَهان (بما في ذلك الضياع بسهولة)، وتقلُّب المزاج، وفقدان القدرة على العناية بالنفس، ومشاكل سلوكية. بشكل تدريجي تتدهور حالة المريض، لينسحب من الأسرة والمجتمع، وبالتدريج نفسه تُفقد وظائف الجسم، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الموت.

إخفاق أم أمل لعلاج جديد؟

أنفقت شركات الأدوية مليارات الدولارات على تجارب فشلت في إيجاد علاج لمرض الألزهايمر؛ كانت النتائج محبطة لدرجة أن البعض قرر التخلي عن البحث تمامًا، السبب ذاته جعل شركة الأدوية الأمريكية «Biogen» تتوقف عن العمل على عقار كان من الممكن أن يفيد في علاج المرض.
بعد انقطاع لم يُدم طويلًا وعلى حين فجأة أعلنت الشركة أن العقار يساعد في إبطاء مرض الألزهايمر المبكر لدى بعض المرضى، وهو الآن جاهز من أجل تسويقه.
والأهم من ذلك، أن الشركة قالت إن البيانات التجريبية عن العقار قوية بما يكفي للتقدم بطلب للحصول على تراخيص الأدوية في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان في أوائل العام المقبل، هذا في حد ذاته هو معلم ضخم؛ حيث لم تصل أي شركة إلى نقطة تقديم طلب إلى منظمات الأدوية من قبل.

ما هو العقار؟

«أدوكانوماب-Aducanumab»: هو «جسم مضاد أحادي النسيلة-Monoclonal antibodies»، يرتبط ببروتينات معينة ويعمل على تعطيلها.
العقار يزيل بروتينًا رئيسيًا في مرض الأزهايمر يدعى «بيتا أميلويد-Beta amyloid» يتراكم بشكل لويحات في أدمغة المرضى، يعتقد الباحثون أنها سامة لخلايا الدماغ، وتطهيرها باستخدام العقاقير سيكون بمثابة تقدم كبير في علاج الخرف.

بيتا الأميلويد متراكم بشكل لويحات في الدماغ

بالمجمل يعمل العقار على إبطاء التدهور السريري للمرضى بحيث يحتفظون بمزيد من ذاكرتهم ومهاراتهم المعيشية اليومية.
حسب ما يرى الباحثون إذا تم علاج المرضى في وقت مبكر من المرض، فقد تتعافى أدمغتهم أو قد يتباطأ تقدم المرض.

عن ماذا كشفت الدراسات؟

أجرى الباحثون العديد من الدراسات، كل دراسة شملت حوالي 1600 مريض.
فحوصات الدماغ في بعض المرضى أظهرت أن العقار قلل من كمية الأميلويد في الدماغ، في مرضى أخرون تباطأ التراجع المعرفي أيضًا، ومنهم من لم يشهد أي فائدة سريرية.
يبدو أن النتائج لم تنل الرضا، لذلك قرر الباحثون إعطاء مجموعة واحدة من المرضى جرعة أعلى من العقار، بدايةً لم يأت التغيير بأي فائدة سريرية، ولكن مع فحص مجموعة أكبر من البيانات تغيرت النتيجة.
بيانات الدراسة الإضافية أظهرت تباطؤًا إدراكيًا أقل، هذه النتيجة، بالإضافة إلى النتائج الإيجابية في الدراسات السابقة كافية لحد ما لإقناع FDA أن الدواء مفيد.

نتائج مشجعة توصل إليها الباحثين، فما هي آراءهم؟

الرئيس التنفيذي لشركة Biogen، ميشيل فوناتوس: ” نأمل في تقديم العلاج الأول للمرضى للحد من التدهور السريري لمرض ألزهايمر“.

هيلاري إيفانز من مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة: “هذا الإعلان المثير يقدم آمالًا جديدة في أن علاجًا يلوح في الأفق، لقد تأثر المرضى؛ مضت فترة طويلة دون الحصول على علاج جديد يغير حياتهم“.

مورالي دوريسوامي، خبير في مرض الزهايمر بجامعة ديوك: “تبدو النتائج مشجعة للغاية، لكنني بحاجة إلى معرفة المزيد من التفاصيل“.

الخاتمة:

هذا التقدم نتيجة بحوث رائدة تدل على تصميم الشركة لمواصلة العمل، وفعل الشيء الصحيح من أجل المرضى.
نأمل أن يؤدي ظهور المزيد من البيانات إلى تحفيز مناقشات عالمية حول الخطوات التالية المطلوبة كي يصل العلاج إلى مرضى في أمس الحاجة إليه.

المصدر: bbc

nytimes

عقار جديد يهدد معظم أنواع الأورام

 عقار جديد يهدد معظم أنواع الأورام حيث يمكنه علاج مجموعة واسعة من الأورام لاتاحة استخدامها في أوروبا لأول مرة، لا يهتم الدواء غير المحدد بورم بالمكان الذي ينمو فيه السرطان في الجسم طالما أنه يحتوي على خلل وراثي محدد.

قال الأطباء البريطانيون الذين يختبرون العقاقير: “إنه شيء مثير حقًا، إذ أن الدواء لديه القدرة على علاج المزيد من المرضى وخفض الآثار الجانبية”.

يسمى الدواء الذي تمت الموافقة عليه (بالاروتيكتينيب). كانت شارلوت ستيفنسون، البالغة من العمر عامين من بلفاست، واحدة من أوائل المرضى الذين استفادوا من هذا الدواء، تم تشخيصها بـ «الورم الليفي الطفلي-Aggressive infantile fibromatosis»، وهو سرطان في النسيج الضام في الجسم، لقد عولجت بالاروتيكتينيب كجزء من تجربة سريرية في «Royal Marsden Sutton»، في لندن، العام الماضي.

قالت والدتها، إستير: “لقد عرفنا أن خياراتنا كانت محدودة، لذلك قررنا أن نجرب الدواء وسعدنا بذلك، لقد تمكنا من مشاهدة شارلوت تتطور وتنمو بمعدل سريع، لتعويض الوقت الضائع في العديد من الطرق، كانت مذهلة لنا جميعا مع طاقتها وحماسها للحياة، يمكنها الآن أن تتمتع بحياة طبيعية نسبيًا، والأهم من ذلك، أن الدواء كان له تأثير لا يصدق على الورم”.

كان سبب ورم شارلوت خللًا وراثيًا يعرف باسم اندماج الجينات NTRK، حيث تم دمج جزء من الحمض النووي الخاص بها عن طريق الخطأ مع جزء آخر والتغيير في المخطط لجسمها أدى إلى نمو سرطانها، لكن اندماج الجينات NTRK ليست خاصة بـ «sarcoma-أورام النسيج الضام»، فهي تظهر أيضًا في بعض أنواع أمراض المخ والكلى والغدة الدرقية وسرطانات أخرى.

قالت الدكتورة جوليا تشيشولم، مستشارة سرطان الأطفال في مستشفى رويال مارسدن، لهيئة الإذاعة البريطانية: “إنه شيء مثير حقًا، الدواء فعال في مجموعة من السرطانات، ولا يقتصر على نوع واحد، طفرات NTRK نادرة نسبيًا، لكن هناك علاجات مستهدفة أخرى قيد التطوير.

الدواء الجديد يمثل الابتعاد عن علاج سرطان الثدي أو سرطان الأمعاء أو سرطان الرئة إذ يركز على الطب الدقيق الذي يستفيد من التركيب الجيني لورم كل مريض.

وقالت الدكتورة تشيشولم لبي بي سي: “الجمال هو أنه يستهدف الشذوذ، هناك عدد من المسارات الكيميائية الحيوية الشائعة في العديد من أنواع الأورام المختلفة، أعتقد أن هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور، وهذا يتعلق بنتائج أفضل، وعلاج المزيد من المرضى وإنتاج علاجات لطيفة مع آثار جانبية مخفضة”.

لا يعني قرار المنظمين الأوروبيين أنه سيكون متاحًا على الفور للمرضى في بريطانيا، لكن في وقت سابق من هذا العام، وصفت هيئة التأمين الصحي NHS البريطانية الأدوية غير المحددة بورم بأنها طفرة جديدة ومثيرة في السرطان، وقالت: “إن الاستعدادات جارية لضمان وصول المرضى إليها”.

وقال سيمون ستيفنز، الرئيس التنفيذي لشركة NHS البريطانية في ذلك الوقت: “إن الفوائد التي تعود على المرضى – وخاصة الأطفال – من القدرة على علاج أنواع مختلفة من السرطانات بعقار واحد هي ضخمة محتملة، حيث تساعدهم على أن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة”.

وقال البروفيسور تشارلز سوانتون، كبير الأطباء في أبحاث السرطان في بريطانيا: “إن الأدوية مثيرة”.
وأضاف: “ستحتاج NHS إلى التأكد من توفر الاختبارات الجينومية الصحيحة في جميع أنحاء البلاد لتحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا، لذا من الجيد أن تفكر NHS بالفعل في كيفية توصيل هذا إلى مرضى السرطان في أقرب وقت ممكن.”

وقال الدكتور بريندون غراي، من شركة باير، شركة الأدوية التي طورت لاروتريكتينيب: “كأول دواء لا يعتمد على الورم في أوروبا، يمثل لاروتيكتينيب تحولًا حقيقيًا في علاج السرطان”.

المصدر: https://bbc.in/2mwcG6E

Exit mobile version