صعوبات التعلم: قصور الانتباه وفرط الحركة وكيف تتعامل معه؟

هذه المقالة هي الجزء 5 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

ذلك الطالب كثير الحركة، لا يطيق جلسة الصف الطويلة. وإذا مرت أمامه فراشة يتبعها ببصره ويتشتت ذهنه عما كان يركز عليه. تحتاج دومًا للفت انتباهه وتذكيره بالمعلومات والمهام لأنه حتمًا سينسى. يوسَم غالبًا بالـ”اللعبي” لأنه لا يركز أبدًا على الكتاب، ويوصف كثيرًا بـ”الفاشل” لأن أداءه يخذله ويخذل معلميه وذويه. أيذكرك ذلك بأحدهم؟

يشخَّص هذا الطالب بقصور الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزية: Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder، واختصاره: ADHD) ويسمى أيضًا «اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط»، وهو اضطراب عصبي سلوكي يترافق بالسهو، وفرط الحركة، والسلوك الاندفاعي. وإذا ترِك الاضطراب دون علاج، يمكنه التسبّب بآثار جانبيّة على الأداء الأكاديميّ، والنجاح المهنيّ، والعلاقات، والنموّ الاجتماعيّ العاطفيّ على المدى البعيد.

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسيّة تبلغ نسبة الأطفال المشخّصين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في سنّ التمدرس حوالي (5%). علمًا أن هذا الاضطراب أكثرُ شيوعًا عند الفتيان منه عند الفتيات [1][3][4]. يشخَّص قصور الانتباه مع فرط الحركة عامة في مرحلة مبكرة من الحياة؛ إذ يظهر جليًّا في المشاكل السلوكية في المدرسة، وفي صعوبة فهم المواد، أو صعوبة إنجاز المهامّ، أو في التشتت بسهولة من قبل الآخرين.

أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة لدى البالغين

تنقسم الأعراض إلى قسمين، أعراض قصور الانتباه، وأعراض فرط الحركة. ويشَّك في إصابة الطالب بهذا الاضطراب عند ظهور هذه الأعراض بإفراط بالغ مقارنة بزملائه في نفس المرحلة العمرية، بحيث يحدِث له إعاقة حقيقية، ولا يشخَّص به إلا بظهور هذه السلوكيّات في سياقَين أو أكثر، مثل المدرسة، وداخل الصف الدراسي، وبالمنزل. [2][3]

أعراض قصور الانتباه

  • ارتكاب أخطاء جرّاء الاستهتار وإغفال التفاصيل.
  • صعوبة المحافظة على التركيز أثناء المهام والمحادثات.
  • سهولة التشتّت.
  • صعوبة اتّباع التعليمات.
  • صعوبة تنظيم المهام والأنشطة ونمطٌ متكرر من تجاوز المواعيد النهائيّة.
  • صعوبة فهم العمليات التي تتطلب اتباع خطوات معينة، كحل مسألة حسابية معقدة أو حل معادلة كيميائية ذات عدة تفاعلات.
  • تجنّب الأنشطة التي تتطلّب انتباهًا متواصلًا، أو رفضها، مثل: الواجبات المدرسية.
  • إضاعة الأشياء بشكل متكرّر.

أعراض فرط الحركة والاندفاع

  • الانخراط في القتال، والتلوّي، والخبط بشكل متكرّر.
  • صعوبة الثبات لفترة طويلة من الوقت والتململ المفرط، وترك المقعد مرارًا حين يكون البقاء جالسًا أمرا مطلوبًا.
  • صعوبة الانخراط في أنشطة ترفيهيّة.
  • التحدّث كثيرًا ومقاطعة الآخرين في أوقات غير مناسبة.
  • الإجابة على الأسئلة من دون تفكير.
  • صعوبة انتظار الدور.
  • مقاطعة الآخرين أو التطفّل عليهم.

أسباب قصور الانتباه وفرط الحركة

يتساءل كثيرون عن سبب المشاكل المرتبطة بالانتباه، والصعوبات المتعلّقة بالاندفاع والتململ. لا يزال اختصاصيّو الصحة يبحثون عن سبب قصور الانتباه وفرط الحركة. إذ إن قصور الانتباه وفرط الحركة ليس وليد العوامل الاجتماعية أو طرق تنشئة الطفل فقط؛ بل يبدو أن معظم الأسباب المثبتة حتى الآن تندرج ضمن مجالات علم الأعصاب وعلم الوراثة. بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للعوامل البيئيّة التأثير على حدّة الاضطراب.

تميل الأبحاث عن الأسباب إلى التركيز على الأطفال الأصغر سنًّا. من ناحيةٍ جينية، يعاني (25%) من أقارب الطفل المصاب بقصور الانتباه وفرط الحركة من هذا الاضطراب أيضًا؛ ما يعني أن الجينات تلعب دورًا هامًّا في تطوّره [5]. وقد وجدت دراسة أنّ الأطفال المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة يظهِرون انكماشًا بمعدّل (3% – 4%) في مناطق هامّة من الدماغ (الفصّ الجبهيّ، والمادّة الرماديّة المؤقّتة، ونواة المذنبات، والمخيخ) مقارنةً بالأطفال غير المصابين بالاضطراب. تؤدّي هذه المناطق دورًا محوريًّا في مهارات حل المشكلات، والتخطيط للمستقبل، والتحّكم بالاندفاعات، وفهم سلوك الآخرين.

يمكن للعوامل البيئيّة الإسهام في تطوّر قصور الانتباه وفرط الحركة. فقد ظهر ارتباط بين تدخين السجائر والكحول في فترة الحمل، وخطر الإصابة بقصور الانتباه وفرط الحركة. كما تسهم معدلات الرصاص العالية في المباني القديمة والتعرّض للرصاص من مصادر المياه في تطور الاضطراب. ويشير المنظّرون الاجتماعيّون والأطبّاء أحيانًا إلى اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة باعتباره وباء العصر الحديث؛ ما يعني ضمنًا أنّ نمط الحياة السريع والاستهلاكيّ الذي يُغرقنا في عالم من المراسلات الفوريّة، وألعاب الفيديو، والبرامج التلفزيونيّة يؤدّي دورًا في تطوّر الاضطراب.

علاج قصور الانتباه وفرط الحركة

يمكن معالجة قصور الانتباه وفرط الحركة بنجاح عن طريق العلاج النفسيّ والعلاج الدوائيّ بعد التشخيص. يوفّر العلاج النفسيّ المهارات اللازمة لمساعدة الطالب على توجيه نفسه نحو مهامّه، والتعرّف على سلوكياته بشكل أفضل حتى يتحكم بها بفعالية. إذ يساعد العلاج المعرفيّ السلوكيّ في معرفة التحيّز السلبي في التفكير الذي يقلّل من الدافعيّة، ويفاقم سلوكيّات التجنّب. كما يساعد في زيادة السلوكيّات التكيّفيّة ويركز على ضبط الانفعالات، والتحكم فيها، وإدارة الضغط. أمّا التدريب على تأمل اليقظة الذهنيّة فبإمكانه تحسين الانتباه المتواصل أثناء المهام، والقدرة على التعامل مع المشاكل. وفي الوقت نفسه، يساعد العلاج الدوائيّ على تعزيز التركيز، وقمع التململ، وتحسين التطوّر الناتج عن المهارات الاجتماعية التي يتعلمها أثناء جلسات العلاج النفسي.

كيف للمعلم أن يتعامل مع الطالب المصاب بقصور الانتباه وفرط الحركة في الصف؟

هناك العديد من الأنظمة التي قد تتبناها المؤسسات العلمية للتعامل مع طلابها من المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة. ولكننا سنحاول عكس هذه التطبيقات على نطاق الفصل الدراسي لنساعد المعلم في استخدامها قدر ما يستطيع.

للتغلب على قصور الانتباه

  1. للتغلب على مشكلة قصور الانتباه، عليك أن تقلل المشتات في مجال بصره، فلا تجلسه أبدًا أمام/بجانب نافذة أو بجانب/أمام الباب.
  2. يمكن أن تساعده على وضع نظام لوني لأدواته. فإن كان ينسى دائمًا دفاتره، فلتتفقوا أن كل دفتر أخضر للصف، وكل أزرق هو دفتر للدراسة في البيت. وأي شيء مكتوب بقلم أحمر يعني أنه بحاجة للمراجعة، وكل ما هو مكتوب بقلم أسود فهو مفهوم جيدًا [6]. أو بناء نظام كودي عند المذاكرة وأخذ الملاحظات، فرمز النجمة (*) يعني مهم، ورمز علامة الاستفهام (؟) يعني أنه بحاجة لتوضيح، وهكذا.
  3. خلال تحضيرك للدرس، قسّم الشرح إلى وحدات. وامنحه فاصلًا صغيرًا بين سيل المعلومات المقدمة[7].
  4. لا تعط التعليمات دفعة واحدة أو وسط جملة مركبة.
    فبدلًا من أن تقول: “الآن يا طلاب أريدكم أن تفتحوا الصفحة 60 من الكتاب، ثم اقرأوا الفقرة الثالثة وأخبروني ماذا فهمتم قل: “افتحوا من الكتاب الصفحة 60.” واكتب رقم الصفحة على السبورة وضع الكتاب على صدرك على الصفحة المرادة. ثم قل: “اقرأوا الفقرة الثالثة” وأشر بيدك على مكان الفقرة وتابع الطلاب وتأكد أنهم قد وصلوا للفقرة. وامنحهم وقتًا ليطبقوا هذه التعليمات. وعليك الانتباه ألا تعطيهم سؤالًا عامًا طويل الإجابة، بل عليك أن تكون محددًا، وليكن مثلًا: “وأجيبوا عن السؤال التالي: عمن نتحدث في العبارة؟”، أو “ما هي المراحل المذكورة؟”. وتأكد أن السؤال مكتوب على السبورة ليرجعوا إليه في حالة نسيانه، لأنهم حتمًا سيسهون عنه. إن كان بالإمكان، شجعهم على الإجابة باستخدام الرسم مثلًا. ثم بعد ذلك حدد الزمن بما يتناسب مع المهمة المطلوبة: وليكن: “معك 3 دقائق”. وقبيل انتهاء الوقت، ذكرهم بالوقت الباقي.
    يتم تطبيق الشئ نفسه عند إجراء أي نشاط حركي. اشرح النشاط في صورة خطوات، وأجر محاولة تجريبية، ثم راجع التعليمات في صورة أسئلة: “كم دورا للفريق؟”، “كم من الوقت لديكم؟”، “هل عليكم تجميع الكرات الحمراء أم الخضراء؟”، “هل ستكتبون أم ستتحدثون؟”.
  5. إذا كانوا مدمنين على شاشات الهاتف، فستكون الأدوات التكنولوجية خير معين. إذ يمكنك استخدام المنصات التفاعلية مثل Padelt ليمكنهم كتابة إجابة السؤال على Padelt بدلًا من قوله بصوت عالٍ.
  6. امنح الطلاب وقتًا أطول في الاختبارات إن كان بينهم طالب مصاب بقصور الانتباه وفرط الحركة [7].
  7. علّق على التصرف والسلوك الإيجابي وشجعه. [7]
  8. ركّز دائمًا على مشاعرهم مثل: مشاكل الثقة بالنفس أو صعوبة ضبط بوصلة مشاعرهم. [7]
  9. أعط توجيهات كافية قبل الانتقال من نقطة لأخرى أو عند تغيير الروتين. كأن يقلب الصفحة، أو أن يغلق الكتاب، أو أن يترك القلم، أو أن يغير جلسته.
  10. إن كان سيعمل في مشروع طويل المدى، فعليك الإشراف مباشرةً على تقدمه مقدمًا أجوبة لأسئلته، وآذانًا مصغية لقلقه وشعوره.
  11. قدم له الخيارات: “أنقرأ أولًا أم نراجع التعريفات؟” أو “أتحبون أن يكون واجب تسلسل أحداث القصة رسمًا أم كتابة أم تسجيل فيديو؟”، أو “أتحبون أن تكون تجربة الكيمياء مشروعًا أو واجبًا منزليًا؟”
  12. الإدارة السلوكية للصف.
    في تجربة لهذا النهج، وجِد أنه يشجع السلوك الإيجابي للطالب، ويتم ذلك من خلال نظام مكافأة يعتمد على النقاط مثلًا [7]. فإن أتى إلى الصف في معاده له 5 نقاط، وإن أحضر أدواته كلها يستحق 10 نقاط، وإن استمع لزميله دون مقاطعة يأخذ 20 نقطة، وهكذا. ويتم جمع هذه النقاط في نهاية الصف ويستبدلها بهدية صغيرة.  لا تنس أن تجدد نوعية المكافآت باستمرار لتجنب شعور الطالب بالملل.
  13. إذا أعطيته واجبات، احرص ألا تكون متكررة أو طويلة، فأن تكون قصيرة وتشكل تحديًا صغيرًًا خير من أن تكون مكررة؛ وبالتالي غير مفيدة.
  14. عيّن معه صديق دراسة، ليساعده فيما ينقصه أو ليذكره بما نسيَ. [8]

للتغلب على مشكلة فرط الحركة

  1. بما أن هذا الطالب حركيّ وبصريّ بامتياز، فعليك أن تدعم كل ما تقول بصور أو بوسائل إيضاح أو بحركة تمثل الكلمة، كأن تفتح ذراعيك على وسعهما لتمثيل كلمة “كبير” مثلًا، وأن تريهم الأحجار حقيقةً ليفهموا أنواعها، وأن تريهم صورًا للتضاريس الجغرافية المختلفة ليفهموا الاختلاف بينها.
  2. كما عليك أن تشركه في الأنشطة التي تتطلب حركة، فلا تشرح له التجربة شفهيًا مثلًا، بل عليك إشراكه في القيام بها. كما عليك استخدام الألعاب الحركية والمسابقات والمنافسات السريعة.

وتذكر دائمًا أن إشراك الطالب في عملية التغلب على صعوبة التعلم ببناء العادات يجعل من عملية العلاج أكثر فاعلية، ومن العملية التعليمية أكثر كفاءة.

المصادر:

  1. Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition
  2. What’s ADHD (and What’s Not) in the Classroom
  3. ADHD Symptoms and Diagnosis
  4. Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder, Adult
  5. Family-genetic and psychosocial risk factors in DSM-III attention deficit disorder. (Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry)
  6. Q: “My Disorganized Teen Hates Checklists and Charts”
  7. ADHD in the Classroom: Helping Children Succeed in School
  8.  Simple School Strategies for Students With ADHD
  9. النموذج البديل لاضطرابات الشخصية كمنبئ باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لدى المراهقين

هل أساليب التعلم حقيقة أم خرافة؟

هذه المقالة هي الجزء 4 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

تناولنا سابقًا أساليب التعلم المعرفية الحسية، كما تناولنا نموذج نولز لأساليب التعلم الشخصية. ويبقى السؤال، كم نموذج تعرف من نماذج أساليب التعلم؟ اثنين؟ ثلاثة؟ عشرة؟ يفاجئنا تطور نظرية أساليب التعلم بتقديم ما يتعدى أكثر من سبعين نموذجًا يفسر نظريات أساليب التعلم المعرفية منها والشخصية. وكمعلمين، نتساءل دائمًا: إلى أي مدى يشكل هذا فارقًا في الدرس؟ وبالطبع نتطرق إلى أن الموضوع نسبي تمامًا، فالفيزياء والكيمياء تجرّب تطبيقيًا، واللغات تحاضر نظريًا. وهو بالضبط ما يشكل الفارق. ولذلك نسأل، هل أساليب التعلم حقيقة أم خرافة؟ نقدم في هذا المقال 5 أسباب دليلًا على أنها خرافة.

1. نقص الأدلة

بالرغم من تعدد الأبحاث والدراسات المنشورة في هذا الصدد، إلا أن هناك العديد منها كذلك يدحض هذه النظرية. مثل الدراسة التجريبية التي أجراها لورا ماسا ووريتشارد مايور، أساتذة بقسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا. وتكونت التجربة من ثلاث مجموعات، دُرّست مجموعتين بنفس أسلوب التعلم، والثالثة تنوعت في تدريسها أساليب التعلم؛ ووجد أن كلتا المجموعتين ذوات أسلوب التعلم المنفرد حققتا أداءً أفضل من تلك المجموعة التي تنوعت فيها أساليب التعلم [1].
وهذا منطقي تمامًا، لأن كل منا فريد في ذاته؛ ولا تعتمد الطريقة المثلى لتعلمنا على تفضيلاتنا الفردية، بل على طبيعة ما نتعلم. فقط تخيل تعلم النحو بالصور لأنك متعلم بصري! أو الكيمياء بالمحاضرة الكلامية لأنك متعلم سمعي!

2. هناك العديد من الطرق لوصف أساليب التعلم

في مراجعة لنظريات أساليب التعلم نشرت في مجلة علم النفس التربوي (بالإنجليزية: Educational Psychology) في مقال بعنوان «أساليب التعلم: نظريات، ونماذج، وطرق القياس»، ذكر سيمون كاسيدي، أستاذ بجامعة سالفورد بالمملكة المتحدة، 71 نموذجًا لأساليب التعلم [2]. وقد شرح كل من بول كريشنر وجيروين مرينبوير، أساتذة التعليم والتطوير التربوي بجامعة ماسترخيت بهولندا المشكلة المشتركة بين كل نماذج أساليب التعلم في مقالة بعنوان «هل المتعلم فعلًا أدرى؟ –أساطير الحضر في التعليم»[3]. وقد وضحا قائلين أنه إذا نظرنا إلى كل أسلوب تعلم على أنه ثنائي متناظر (مثل البصري مقابل السمعي، أو الحركي مقابل القرائي والكتابي) فهذا يعني أن هناك 2  أس 71 (271) مجموعة من أساليب التعلم المحددة – وهو ما يساوي 23,6118324143,4822606848، أي أكثر من عدد الناس على وجه الأرض!

وحتى إذا قبلنا مخططًا معينًا لقياس أساليب التعلم مثل الـVARK، فإن الأدلة تظهر أن الأسئلة الموجودة في الاستبيانات المستخدمة غير موثوقة أصلًا، وأن تفضيلات الأشخاص التي صنفوا بها أنفسهم ذاتيًا لا ترتبط بالضرورة ارتباطًا وثيقًا بأدائهم الفعلي. فيعتقد المتعلم أنه متعلم سمعي مثلًا، ويبين أداؤه أنه متعلم بصري!

وحقيقة، طريقة تعلم الشخص الرياضيات مثلًا وأداؤه فيها لا يرتبط بمدى توافق أسلوب تعلمه مع تدريس المعلم، وإنما يرتبط بأدائه في اختبارات الرياضيات السابقة.

3. ليس الأمر حقًا بهذه الدقة والتحديد

بالحديث عن قطبية مجموعات النماذج هذه –في معظم النماذج- وتقابلها، عادةً ما تكون النماذج كيانات ثنائية القطب (تأملية مقابل اندفاعية، أو عشوائية مقابل تسلسلية) كما ذكرنا، وكما هو الحال في نموذج كولب وغيره. فيشرح دورني هذه المعضلة في كتابه «سيكولوجية متعلم اللغة» قائلًا أن هذه الكيانات تمثل طرفي نقيض لسلسلة واسعة. يتأرجح المتعلم في السلسلة المتصلة بين الطرفين؛ لأن لكل طرف مزايا وعيوب محتملة [4]. وبالرغم من أنه قد يكوّن الأشخاص بعض التفضيلات والميول الجلية في أسلوب التعلم، إلا أن أساليب التعلم ليست أنماطًا ثابتة للسلوك. وبناءً على المواقف والمهام المختلفة، يمكن تعديل هذه التفضيلات والأنماط. ومع ذلك، فإن المدى الذي يمكن للأفراد أن يعدلوا أو يغيروا فيه أساليبهم لتلائم وضعًا معينًا يختلف من شخص لآخر. [5]

4. أحقًا تحفز مهاراته الموجودة أم تقضي على تطوره؟

يعتقد العديد من الخبراء أن هذه النظرية ليس فقط بالمفهوم المغلوط، بل يعتقدون كذلك أن هذا المفهوم يشكل ضررًا أكثر منه نفعًا. يشرح مقال لليلنفيد وزملاؤه بعنوان «50 خرافة في علم النفس الشعبي» أن اتباع هذا النهج يدفع المعلمين لاستخدام نقاط القوة العقلية -حصرًا- في التدريس، عوضًا عن المفروض وهو معالجة نقاط الضعف. ويلقون بجزء من المسؤولية على الطلاب ويقولون إنه «على الطلاب تعويض نواقصهم ونقاط ضعفهم ومعالجتها بدلًا من محاولة تجنبها» [6].

5. تكلفة خرافة أساليب التعلم عالية

تمثّل العديد من استبيانات أساليب التعلم والبرامج التدريبية تكلفة كبيرة جدًا. فيكتب روهرر وباشلر في مقالهم بعنوان «أساليب التعلم: أين الدليل؟» أنه بالنظر إلى تكاليف قياس أساليب التعلم –المزعومة- للطلاب، وطرق التدريس التي سيتم تصميمها بما يلائم هذه الأساليب، سيتفاجئ معلمو جميع المراحل بعدم كفاية الأدلة المقدمة لدعم نظرية أساليب التعلم [التي يستهلكون فيها وقتًا وجهدًا] [7].

عزيزي المعلم، قد يشكل هذا المقال منطقًا مقنعًا، وإن كان لديك ما تجيب به عن هذه النقاط؛ فستسعدنا المناقشة في التعليقات. ولكن وقبل إنهاء هذا المقال، فعلينا أن نتفق سويًا على ثلاث نقاط:

  1. أننا بشر مختلفين في ميولنا وثقافاتنا واهتماماتنا؛ وبالتالي تختلف طرق فهمنا وتفكيرنا. وبالقياس على الصف الدراسي، فهذا الاختلاف صحي جدًا، والحل الأمثل هو توظيفك لذلك الاختلاف فيما بين الطلاب بما يخدم جميع الكيانات بالموارد المتاحة.
  2. كما علينا أن نتفق على أن المهم بعد كل شيء هو وصول المعلومة للطالب بالشكل الأكثر فاعلية، وأن على المعلم تطوير الطالب واستخدام نقاط قوته في معالجة نقاط ضعفه.
  3. وأخيرًا، الثابت الوحيد في الحياة هو التغيير، وجميعنا نخضع لقاعدة التغير الفكري والمعرفي والشخصي. كذلك ميولنا وأنماطنا؛ قد تتغير بسبب كل التجارب التي مرت علينا حياتيًا أو دراسيًا. وليس بالضرورة أن يكون هذا التغيير على أوقات كبيرة، قد يكون الاختلاف من تعلم مادة لأخرى، أو حتى من درس لآخر، وبالتبعية؛ من مرحلة لأخرى.
  1. Testing the ATI hypothesis: Should multimedia instruction accommodate verbalizer-visualizer cognitive style?
  2. Learning styles: An overview of theories, models, and measures
  3. Do Learners Really Know Best? Urban Legends in Education
  4. The Psychology of the Language Learner | Individual Differences in Sec (taylorfrancis.com)
  5. Learning styles by Sarvenaz Hatami
  6. 50 Great Myths of Popular Psychology: Shattering Widespread Misconceptions about Human Behavior | Wiley
  7. Learning styles: where’s the evidence?

أي أنواع المتعلمين أنت بحسب نموذج مالكوم نولز؟

هذه المقالة هي الجزء 3 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

لماذا قد نهتم بمعرفة أي أنواع المتعلمين نحن؟ لماذا نهتم طالما أننا نحصّل المعلومات على أي حال؟ هل هناك علاقة بين ذكاءاتنا وأساليب تعلمنا؟ وإن كان كذلك، فما هي أساليب التعلم التي تناسبنا يا تُرَى؟

وفقًا لشتيرنبرغ وجريجورينكو، هناك ثلاثة دوافع رئيسية للاهتمام بدراسة أساليب التعلم، أولًا: لفهم العلاقة بين الإدراك والشخصية، ثانيًا: لفهم مستوى التحصيل التعليمي والتنبؤ به وتحسينه، وثالثُا وأخيرًا: لرفع مهارة تحديد المجال العملي الشخصي وطريقه ووظيفته. [1]

تحدثنا في المقال السابق عن أساليب التعلم الإدراكية الحسية، ونتناول في هذا الموضوع أساليب التعلم المعرفية وعلاقتها بأساليب التفاعل الاجتماعي. وهي تأتي بعد أساليب التعلم الحسية في التطور، فهي أكثر مرونة وقابلية للتغيير تبعًا للبيئة، والظروف المحيطة، والتطور العمري والعقلي. وتُعرف أساليب التعلم المعرفية بأنها الطريقة التي نحصّل بها المعلومات بفاعلية وننظمها. ويقترح نموذج مالكوم نولز (1982) أربعة أنواع، نشرحها في السطور التالية. [1]

أنواع المتعلمين وفقًا لنموذج مالكوم نولز

1. متواصل (بالإنجليزية: Communicative)

كما يقترح الاسم، يتسم هذا النوع بالاجتماعية. فإذا كان يتعلم لغة جديدة مثلًا، فإنه يميل لسماع أصحاب اللغة الأم، وينخرط في ثقافتهم، ويشاهد ما يشاهدون باللغة الأصلية. بالإضافة إلى استخدامه لهذه اللغة في مناحي حياته بشكل عام: في المواصلات، والمقاهي، والأماكن العامة. ويحب أن يسمع المفردات الجديدة من أصحاب اللغة عوضًا عن سماعها آليًّا من القاموس. كما يفضّل هذا النوع الحصول على تقييمات وتعقيبات شخصية من المعلم. لذا، فهو غالبًا ما يكون متعلم بصري و/أو سمعي. [2][5]

2. سلطوي (بالإنجليزية: Authority-oriented)

على عكس سابقه، لا يتسم هذا النوع بالاجتماعية. يميل هذا النوع للوثوق بأي سلطة مؤكدة، فيثق في رأي معلمه فقط أو رأي الكتب المختصة في هذا المجال، ولا يستمع لزملائه على اعتبار أنهم لا يعرفون بالقدر الكافي. لذا؛ وعلى الرغم من أنه نوع مسؤول كمتعلم، إلا أنه يكون اعتمادي، وذلك لأنه يريد معلمه أن يشرح له كل شيء. فيتعلم هذا النوع بالطريقة التقليدية، إذ تتسلسل المعلومات بتتابع ووضوح وتكون ذات نتائج محددة صرح بها وأكدها المعلم. ولا يفضل المتعلم السلطوي الصف التعاوني؛ وبالتالي فهو لا ينخرط كثيرًا في المناقشات التي تحدث في الصف، ويأخذ قول المعلم أخيرًا كإجابة على سؤال المناقشة. وهو على عكس نظيره من المتعلم المتواصل. كما يثق هذا المتعلم فيما يقرأ ويدوّن، لذلك فهو يميل إلى تحصيل المعلومات بالقراءة والكتابة. [5]

3. تحليلي (بالإنجليزية: Analytical)

هو ذلك النوع الذي تمكنه مهارته المعرفية ليس فقط من التحليل التفصيلي الدقيق للمفاهيم، بل وكذلك يقدر قيمة الاستقلال بعمل الأشياء وحده. وبسبب هذه المهارة التحليلية، فالمتعلمين التحليليين يميلون لفهم الأشياء من المفصّل للمجمل، وليس العكس، إذ إن التفاصيل تساعدهم في تكوين الصورة الكلية للمفهوم. ويبرع هذا النوع في اكتشاف أخطائه ومعالجتها، كما يبرع في حل المشكلات التي يقدمها له المعلم. [3][5]

4. حسي (بالإنجليزية: Concrete)

يتميز هذا النوع من المتعلمين بكونهم مبدعين، ومغامرين، وفضولين بالفطرة، فيحبون استكشاف العالم من حولهم. ويرتبط هذا النوع بالتعلم الحركي الذي تناولناه سابقًا، إذ يحب هذا النوع من المتعلمين التجربة. ولكن مثلًا في تعلم اللغات، يقول ويلنج في كتابه «أساليب التعلم في تعليم الكبار للمهاجرين» أن الصفة الشائعة بين هذا النوع هو شعور عدم الكفاية، وعقدة النقص. لذا فهم يرغبون في التعلم بمزج المرح في عملية التعلم من خلال الألعاب والأنشطة الجسدية عوضًا عن التعلم وحدهم. [4] [5]

كيف للمعلم تدريس هذه الأنواع من المتعلمين جملة واحدة في صف واحد؟

بالطبع سيكون هناك اختلاف كبير بين قدرات المتعلمين وأساليب التعلم، ويعتبر هذا الأمر صحي للصف الدراسي. ويجدر بالذكر أن يستخدم المتعلمون هذه الأساليب دون وعي منهم، ولكن دور المعلم يكمن في:

  1.  توظيف نقاط قوة كل نوع بما يلائم الصف الدراسي والمادة التي يدرسها.
  2. تشجيع الطلاب بأنواع تعلمهم المختلفة على استخدام نقاط قوتهم، فيعطيهم المعلم فرصة التواصل والتحليل، كما عليه أن يشجعهم على مساعدة بعضهم البعض.
  3. توظيف نموذج أنواع المتعلمين المختلفة أثناء تحضيره للدروس، فيجهّز المحتوى بناءً على أسئلة تشجع المتعلم المتواصل على المشاركة في المناقشات، والسلطوي على الاندماج في الفريق، والمحلل على التفكير، والحسي على الاستكشاف.
  4. وفي حالة المتعلم السلطوي بشكل خاص، على المعلم أن يبني ثقة بين هذا النوع وأقرانه، ويشجع إجاباتهم التي توصلوا إليها عن طريق التعلم التعاوني.
  • المصادر:
  1. Learning styles | ELT Journal | Oxford Academic (oup.com)
  2. Learning Styles & Strategies – elttguide.com
  3. Learning Styles (semanticscholar.org)
  4. Learning Style Preferences by Iranian EFL Freshman University Students – ScienceDirect

ما هي أساليب التعلم الحسية، وكيف تتعرف عليها عند طلابك؟

هذه المقالة هي الجزء 2 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

أتذكر في مرحلتي الإعدادية حديثي مع مدرس الجغرافيا شاكية له أني لا أفهم الفيزياء. أجابني بأنها ليست غلطتي، بل هي غلطة المعلم. فهو الذي لم يستطع ضبط برج إرساله على دوائر الاستقبال في عقلي. فأخطأ تشفير رسالته وتداخلت مع عدة ترددات أخرى، فلم تدخل عقلي.

بعيدًا عن مساعدة معلم الجغرافيا لي في فهم طريقة عمل الراديو! إلا أنه قد لفت نظري وجود العديد من أساليب التعلم قد يمتلكها طلاب في الصف ذاته، وعلى المعلم –كمهارة أساسية-أن يبني مادته العلمية على هذه الأساليب ليجعل وصول معلومته أسهل وأكثر ثباتًا. فما هي أساليب التعلم؟ وكيف يستطيع المعلم أن يستخدمها؟

طوّر عالم النفس التربوي والتر بورك باربي (Walter Burke Barbe)  وزملاؤه نموذج الـ (VAK)، مختصر لـ: (Visual-Auditory-Kinesthetic) عام 1979. وفي عام 1987، عمل التربوي النيوزيلندي نيل فلمنج (Neil Fleming) على تطوير النموذج ليصبح نموذج الـ VARK، اختصارًا لـ ((Visual-Auditory-Reading & writing-Kinesthetic).

يعرّف كورنت نموذج التعلّم (VARK) أو أساليب التعلم الحسية بأنها الأنماط العامة التي تعطي اتجاهًا عامًا لسلوك التعلم [1]. يستند هذا النموذج على الدراسات النفسية حول الطريقة الصحيحة التي يجب أن يوظفها الطالب في اكتساب المعرفة [3]. وتتحدد أساليب التعلم في الأفراد متأثرة بالتجارب الحياتية في مرحلة الطفولة والخلفية الثقافية للفرد. فقد بيّنت صفا ناشر سعيد، مدرسة اللغة الإنجليزية بمانشستر، المملكة المتحدة، في بحثها بعنوان «العلاقة بين الثقافة الأم وأساليب التعلم» كيف تلعب الثقافة التي أحاطت بالفرد دورًا هامًا في تحديد نمط الفرد في تحصيل المعلومات، كما تساعد الاستراتيجيات التي استخدمت في تدريسه في مرحلة الطفولة في توجيه نمط التعلم لاحقًا في حياة الفرد. [5]

وتصنف أساليب التعلم الحسية وأنواع المتعلمين لأربعة أنواع: المتعلم البصري، السمعي، القراءة والكتابة، والمتعلم الحركي. نشرحها باستفاضة في السطور الآتية.

المتعلم البصري

(بالإنجليزية: Visual، ورمزه: V). وهو ذلك الطالب الذي تسمعه يقول “هل من الممكن أن تكتب هذا على السبورة؟”. يفضّل المتعلم البصري المشاهدة على القراءة، والقراءة عن السمع، ويميلون لفهم الأشياء عندما تصاحب المعلومات محفزات بصرية مثل: الصور، والصور المتحركة، والفيديو، والرسومات البيانية والتوضيحية، والألوان، والإشارات اليدوية. إذ إنهم يتعلمون من خلال التصور العقلي (Mental Imaging/visualization) [2]. لذا؛ فقد تربكهم التعليمات الشفهية إذا لم تكن مدعمة بصور ورموز معبرة. فإذا كان دارسًا للأدب، فإنه يفضل مشاهدة الفيلم عن قراءته. وإن كان دارسًا للعلم التطبيقي، فهو يميل لمشاهدة التجارب بدلًا من سماع تعليمات شفهية عن كيفية عملها. فتراه رسّامًا بارعًا ومصممًا مُفصّلًا.

كيف تدرّس للمتعلم البصري؟

  1. إذا كنت تدرس له التاريخ مثلًا، حاول أن تستخدم الخطوط زمنية، وأن ترسم رموزًا تعبيرية عن القصة.
  2. وإن كنت تدرس له الرياضيات، فعليك استخدام السبورة والأقلام ملونة، كما عليك أن تمنحه وقتًا لاستيعاب المكتوب.
  3. وإن كانت محاضرة نظرية، فيفضل استخدام الخرائط الذهنية لتوضيح العلاقات بين الكلمات المفتاحية .
  4. زوّد الطلاب بما تعلمه مكتوبًا، سواء أكان في كتاب أو في ورق خارجي.
  5. يفضل أن تمنحهم وقتًا لرسم/كتابة ما تعلموه بأنفسهم.

المتعلم السمعي

(بالإنجليزية: Auditory، ورمزه: A). وهو ذلك الطالب الذي تسمعه يسألك عما كتبت بالفعل على السبورة قائلًا: “هل من الممكن أن تعيد ذلك ثانية؟”. فرغم أنه يستطيع قراته بسهولة، ولكته يحب أن يسمعها من معلمه. وهو من تراه لا ينظر لك، وإذا سألته عما كنت تقول، لأجابك بكل حرف نطقته، وكأنه كان في قمة تركيزه.

يفضل هذا المتعلم أن يسمع المعلومات بشكل شفهي. فهو عكس سابقه، يفضل السمع على القراءة أو المشاهدة. كما يفضل هذا النوع أن تقدم إليه المعلومات بشكل مجزأ، بحيث يقسمها ويرتبها، ويركب أجزاء الأحجية حتى يصل للمعنى الأخير[2]. يجد المتعلم السمعي نفسه في المحادثات والتفاعل في الأنشطة التي تتضمن تعبيرًا شفهيُا عما تعلمه. لذا؛ تراه متحدثًا لبقًا وفصيحًا، ذو استخدام مميز لمفردات اللغة.

كيف تدرّس للمتعلم السمعي؟

  1. خاطبه بالاسم.
  2. إذا قررت أن تختبر ما حصّله، فالأفضل أن يجيب بأسئلة شفهية.
  3. شجعه على المشاركة في مناقشات جماعية، كلعبة مسرحية، أو عمل خطابات منفردة.

القراءة والكتابة

(بالإنجليزية: Reading & writing، ورمزه: R). يفضل هذا النوع من المتعلمين المعلومات المكتوبة. فقد لا يحتاجون للمعلم إلا لفك التشابك؛ إذ أنهم يتذكرون ما يتعلموه من الكتب والمقالات. وإن كانوا في الصف فإنك تراهم ذوي الملحوظات المفصلة. كما يميلون للقراءة الإضافية لفهم ما يريدون، فيطلعون على الأبحاث المنشورة ويستخدمون محركات البحث بكثرة لللإجابة عن أسئلتهم.

كيف تدرس المتعلم من نوع القراءة والكتابة؟

  1. زودهم بالكتب والمواد العلمية التي تدعم ما شرحت.
  2. إذا أردت اختبار ما تعلموه، فاطلب منهم أن يكتبوا ملخصًا لما شرحت، أو إجابة بعض الأسئلة على الورق.
  3. ادعم أسلوب تعلمهم وفضولهم بتوصيتهم بالمزيد من المصادر للقراءة.

الحركي

 (بالإنجليزية: Kinesthetic، ورمزه: K). هذا هو الطالب صاحب مقولة “هل من الممكن أن أجرب؟”. وهو الطالب المليء بالطاقة، كثير الحركة. يميل هذا المتعلم للتجربة العملية. فهو يتذكر فقط إن لمس الشيء وأحسه أو جربه.  لذلك فإنهم يحبون التفاعل مع الأشياء الملموسة من أنابيب اختبار، ومجسمات، وغيرها من الملموسات في الصف.

كيف تدرّس المتعلم الحركي؟

حاول إجراء بعض الأنشطة التي تعتمد على الحركة في الصف. علاوة على إعطاء المعلومات شفهيًا، اطلب منه أن يساعدك في تجربة النشاط. للمحافظة على مستوى تركيزهم، حاول الفصل باستراحات صغيرة بين كل نقطة وأخرى.

بعد مناقشة أساليب التعلم، يبقى السؤال: كيف يمكن للمعلم أن يعرف أساليب التعلم الخاصة بكل طالب؟

كيف يمكن للمعلم أن يعرف أساليب التعلم الخاصة بكل طالب؟

بجانب الملاحظة، هناك اختبار يمكن للمعلم أن يجريه المعلم في أول مقابلة بينه وبين طلابه لمعرفة الأسلوب المفضل السائد لكل طالب؛ ليبدأ في تطويع شرح مادته بما يناسبهم، وذلك للحصول على أفضل نتيجة ممكنة. ويمكنك الحصول هذا الاختبار من هنا. ويمكنك تحميله بصيغة الـ PDF من هنا. كما يمكنك الحصول عليه باللغة العربية من هنا.

وختاما، يستخدم المتعلمون كل الأساليب لفهم وتحصيل وتذكر المعلومات، إذ لا يوجد أسلوب أو تفضيل واحد فقط يعتمد عليه الطالب، وأحياناً لا يتم اعتماد النمط نفسه دائماً لبعض المهام، إذ يفضل المتعلم أسلوباً واحداً لتعلم مهمة واحدة ومجموعة أخرى لمهمة أخرى. وستكون المحصلة النهائية لهذا الاستخدام الشامل لكل الأساليب صفًا مشاركًا متجاوبًا متذكرًا ومطبقًا للمادة المقدمة. ومن المهم أن نذكر، أن كل طالب لهو كون مستقل بذاته، بطريقة تفكير وتحليل مختلفة عن أقرانه. ولكن الأمر كله يكمن في أن معرفة نمط الطالب يسهّل ويسرع وتيرة تعلمه. فمعرفة كيف تعلّمه لهو بنفس أهمية ما تعلمه. [5]

  • المصادر:
  1. Language-Learning-Styles-and-Strategies-Oxford.doc (live.com)
  2. Measurement learning methods, SA.
  3. HRB
  4. أساليب التعلم
  5. The Relation Between Culture and Learning Styles

10 صفات للمعلم الناجح، تعرف عليها

هذه المقالة هي الجزء 1 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

لطالما كان رمز المعلم جليًا في المدارس في جميع الحضارات. فهو صورة أفلاطون في ميدان الأجورا، وصورة شيخ العمود في الجامع يلتف حوله تلاميذه، والمُعلم في المدرسة في العالم الحديث. وإذا دققنا في الصورة، سينبثق في عقولنا هذا السؤال: ما الذي يجذب هؤلاء لهذا؟ ما الذي يجبر الطلاب على الالتفاف حول ذلك المعلم دون ذاك؟ الرغبة في الحصول على العلم، بالطبع! وعلى الرغم من بديهية إجابة السؤال، إلا أن الإجابة أعمق من ذلك بكثير. فهي عدة صفات في المُعلم تجذب طالبي العلم، وتجعل آخرين ينفرون منه. وفي هذا المقال نسرد بعض تلك الصفات التي يجب أن يتحلى بها المُعلم في العالم الحديث أو دعونا نقول صفات للمعلم الناجح.

1- خبيرًا

إن لم يكن المُعلم ما يحمله لقبه، فما الفائدة؟ فمن صفات المعلم الناجح أن يكون مُلمًا ليس فقط بما يُقدم، بل بجوانب ما يقدم. فالعلم وحدة واحدة، وكلٌ يصب في الإناء ذاته بشكل أو بآخر. وشرح المعلم لما يقدمه في سياق وفي علاقة اتصاله بما حوله يمنح الطالب منظورًا واسعًا وشاملًا للعالم. ويزيد ذلك من فضول الطالب لاكتشاف العالم من حوله، ويضع قدميه على ثوابت تساعده في رحلته فيما بعد. 

ولا يكفي معرفة المُعلم بمادته، بل عليه أيضًا أن يعرف كيف يوصّل هذه المعلومة في صورة سهلة سلسة بسيطة يشترك في فهمها المُعلم وطالبه. ولكن كيف سيشتركان فيها دون علاقة تميزها الثقة بينهما؟ هذه هي المهارة الثانية.

2- يعرف كيف يبني علاقة بينه وبين الطالب

يُقال إن المعرفة تتبع الأصالة. في بحث نشرته مجلة National Communication Association، Communication Education، يرى الطلاب امتلاك المعلم لأسلوب يميّز تدريسه شيئًا إيجابيًا. ولكن يبقى السؤال، كيف للمُعلم بناء علاقة بأسلوب أصيل ومميز بينه وبين الطلاب[1]. يقول البروفيسور زاك جانسون من جامعة كاليفورنيا والبروفيسور سارة لابيل من جامعة تشابمان في دراستهما أن على المُعلم استغلال الوقت قبل وبعد الفصل الدراسي للتحدث مع طلابه في حوار تشاركي لتبادل الخبرات. لا يكون ذلك بشكل مُفتعل أو باهتمام زائف، بل بالقدر الذي تسمح به شخصية المُعلم، وهذا هو مفهوم الأصالة بعينه.

عند سؤال الطلاب المشاركين في هذه الدراسة عما يعتبروه أصيلًا في شخصية المعلم، صرحوا قائلين أن من صفات المعلم الناجح أن يكون شغوفًا، ومنتبهًا، وخبيرًا، يشاركهم تفاصيلًا من حياته ويمازحهم، ويعترف بأخطائه إن أخطأ. كما يفضل أن يهتم لأمرهم أكاديميًا وعلى المستوى الإنساني كذلك، كأن يراسلهم ليطمئن عليهم إذا علم بمرضهم. ويشير الباحثين أن الطلاب قد تطرقوا لفكرة التفرّد، وهو أن يعاملهم المُعلم كأفراد مستقلين، يرى كل ما يميز كل واحد منهم، وعمومًا، أن ينظر المُعلم للطالب بمنظور أوسع من دوره في الفصل الدراسي.

3- خفة الظل

قد يبدو ذلك غريبًا، ولكن حس الدعابة ظاهرة إنسانية ترتبط بكل مناحي حياة الإنسان، فهي نوع من أنواع التواصل الإنساني يضحك فيه طرف واحد على الأقل. وهذه الظاهرة توضح مستوى شعور الإنسان بالرضا. في بحث أجرته جاليلوفا جاليلوفنا، أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة بخارى في أوزباكستان، ناقشت جاليلوفنا أهمية حس الدعابة في تدريس اللغات وقدرة الطلاب في اكتساب اللغة، وقوة هذه الصفة في بناء بيئة تعلم ودية آمنة ومناخ دراسي لطيف خالي من الخوف والقلق يساعد على تعزيز القدرات الإبداعية عند الطلاب وتحفيزهم .[2] فإذا استخدم المُعلم الفكاهة وبعض من الـ«الميمز» في العرض التقديمي الخاص به، لتذكر الطلاب ما قد شرح. فاستخدام المألوف بين التلاميذ على مواقع التواصل الاجتماعي يعزز التجربة التعليمية. ففي هذه المرحلة سيضيف المُعلم المرح إلى العملية التعليمية، ويلتقي بالطلاب في باحة من الأفكار المشتركة التي يستخدمها في توصيل ما يرغب.

4- لديه مهارات حل المشكلات

طرأت العديد من التقنيات والتطورات على الفصل الدراسي الحديث، لا سيما في عصر ما بعد الكورونا. ووسط كل هذه التطورات ومحاولات تنفيذها تظهر العديد من المشكلات المفاجئة، سواء أكانت تقنية ومتعلقة بوسائط التعلم كمشاكل الطابعة والكومبيوتر وجهاز العرض والإنترنت، أو في التغير الجذري الذي حدث في عقول الطلاب وتصرفاتهم تجاه بعضهم البعض وتجاه معلميهم. وفي كلتا الحالتين، وجميع الحالات، على المُعلم الناجح أن يتحلى بسرعة البديهة ومهارات حل المشكلات. ونحن لا نعني هنا أن عليه أن يعمل بجميع الوظائف وكل ما ليس في اختصاصه، بل نقترح المعرفة بالشيء؛ لأن انتظار من سيصلحه قد يضيع الكثير من الوقت. كذلك من صفات المعلم الناجح أن يكون مرنًا ويضع دائما خطة بديلة؛ إذ قد تتعطل خطته الأصلية بسبب هذه المشكلات. وبما أننا تطرقنا إلى المشكلات التي قد تطرأ في الصف، فإن أول ما يطرأ عقولنا عند ذكره هو إدارة الصف، وهي المهارة التالية.

5- يمتلك مهارات إدارة الصف

تضم إدارة الصف العديد من المهارات والاستراتيجيات تحتها. وأهم ما يميز هذه المهارة أنها تستبعد تمامًا صفات مثل العضلات المفتولة أو الصوت العالي والجهوري أو اللسان السليط وحب السيطرة. إذ إن هذه ليست بالطريقة الفعالة أو المثلى لإدارة الصف. على العكس تمامًا، لأنها تخلق مناخًا مشحونًا ملئ بالقلق والخوف؛ وذلك يثبط من حماس الطلاب وبالتالي يعرقل سريان العملية التعليمية بسهولة. لكنها تتضمن مهارات عقلية ووظيفية أكثر. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، بدلًا من أن تصرخ على الطلاب ليكفوا عن الحديث حينما تتحدث، عليك أن تشاركهم المناقشة. وبدلًا من أن تنادي عليهم بصوت عالي لتجعلهم ينصتون إليك، قد تكون فكرة أفضل أن تسن نغمة ليجتمعوا عليها، مثل تلك التي اجتمع عليها ثلاثي أضواء المسرح. ولتقليل التشاحن بين الطلاب، قد يعزز التواصل ومشاركة الأفكار العلاقة بينهم بدلًا من إعطاء محاضرة تسرد فيها أهمية احترام الآخر. فبالتواصل يصل الطلاب لهذه المحصّلة تلقائيًا، إذ يدركون بعضهم بشكل أفضل وأعمق من أحكامهم المسبقة. [6]

6- متواصل

في ورقة بحثية قدمها دكتور كليمنت، والسيد رولاند رينسيويغ بمركز التطوير الوظيفي، معهد SRM للعلوم والتكنولوجيا، تشيناي، أجرى دكتور كليمنت استبيان عن أهم الصفات التي على المُعلم أن يتحلى بها. وأتت مهارة التواصل الفعال في المرتبة الثالثة بموافقة 44.7% من المشاركين أن على المُعلم أن يتحلى بمهارات التواصل الفعال. وعلى المُعلم أن يكون خبيرًا في التواصل بالأربع مهارات، القراءة، والسمع، والتحدث والكتابة. كما أن عليه اتقان مهارات توصيل المعلومات وتسهيلها بطرق فعالة. وعليه؛ فمن المهم أن يفهم أن طرق الطلاب في استيعاب الأشياء مختلفة مثل اختلاف طرق تعلمهم. فلا تهم المعلومات طالما احتكرها عقل المُعلم وحده عاجزة عن الوصول لعقول طلابه. ولا يعني التواصل فقط بداخل الصف، بل وكذلك طرق التواصل مع الطلاب على المستوى الشخصي، ومعهم ومع ذويهم إن كانوا قصارًا أو أطفالًا، فيفهم وجهات نظرهم، وأوجه اعتراضهم، فيكون قادرًا على شرح المنطق وراء قرارته المتعلقة بالصف.  [6] [4]

7. يتقبل الاختلاف

كقاعدة عامة، لا فرق بين عربي وأعجمي عند المُعلم. فليس هناك مجال لذلك أصلُا. أولًا: في الدراسة، يساعد المُعلم كل الطلاب بشكل سواء. حتى وباختلاف قدراتهم الفردية في التعلم والتحصيل وإن كان الأذكى هو الأسهل والأكثر تفضيلًا لأنه يساعد المعلم في إنجاز درسه. على المعلم أن يتفهم ذلك الاختلاف العقلي كل التفهم؛ فيشجع المتقدم، ويدفع المتأخر، ويقدم المساعدة عن قرب لأولئك الذي تخلفوا عن زملائهم لأسباب دراسية أو نفسية. ثانيُا، على المستوى الشخصي -وكما ذكرنا سابقًا-يعامل المُعلم طلابه كل فرد على حده، كلٌ بميوله وأفكاره واهتماماته وأحلامه. ولا يحق للمعُلم إصدار الأحكام عليهم تحت أي مسمى؛ إذ قد يسبب ذلك اهتزازًا في نفس الطلاب أو رغباته للارتقاء إلى مستوى تقبلك أو تقبل المجتمع لدرجة تنسيهم أنفسهم. فمهمة المعلم الأساسية هي تقديم الإرشاد، والنصح، إن طلب منه ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.

8- ذكي عاطفيًا

يعرّف ماير وسالوفي الذكاء العاطفي بأنه القدرة على إدراك الانفعالات بدقة، وتقويمها والتعبير عنها، والقدرة على فهم الانفعال والمعرفة العاطفية، بما يعزز النمو العاطفي والعقلي للفرد. وقد ربط عبد الناصر غربي في دراسة أجراها بين مستوى الذكاء العاطفي للمعلم والأمن النفسي للطلاب في الصف، إذ إن الأخير نتيجة لحسن استخدام الأول في الصف الدراسي؛ ويضمن التناسب الطردي بين هذين العاملين صف دراسي آمن وفعال ومردود إيجابي في تحصيل الطلاب. [7] [6]

9- مقيّم

إذا ذُكر تحصيل الطلاب، ذكر التقييم والتقويم. فمن صفات المُعلم الناجح أن يكون قادرًا على قياس التقدم ونقاط القوة والضعف لدى طلابه. فقط من خلال تقييم الطلاب بشكل صحيح يمكن للمعلم تقديم المساعدة اللازمة لسد الثغرات في معرفتهم ومساعدتهم على التعلم بشكل أفضل للحاق بأقرانهم. ليس ذلك فقط، بل عليه كذلك أن يتقن عدة طرق للتقييم، ويحوز الذكاء الكافي لإجراء هذا التقييم بما يناسب الطلاب واختلافهم. فقد يفزع البعض من الاختبارات، ويندمج ويستمتع بالمناقشة، على عكس نظيره الذي يعشق إجابة الأسئلة كتابيًا مثلًا. لذا؛ فإن توفير الأداة المناسبة للتقييم عاملًا فعالًا جدًا في الحصول على نتائج دقيقة.

10- مُتعلم

تناولنا فيما سبق صفات المعلم الناجح، ولكن الصفة الوحيدة التي تضمن استمرار هذا النجاح هي استمرار المُعلم في التعلّم. فلا يكف المعلم عن التوسع في مجاله وطرق تدريسه. إذ إن القدرة على التفكير الانعكاسي ونقد ما قد قدمه بحيادية وتقييم نفسه لهي أهم مفاتيح التطور واستمرار النجاح. ففي هذه المرحلة يفكر المُعلم فيما كان فعالًا وما ليكون أكثر فاعلية، فيذكر لنفسه الطرق الأفضل لتدريس النقطة (س) ويبحث عنها، ورد فعل الطلاب في النقطة (ص) ليتجنبه إن كان سلبيًا، أو على النشاط (ع) ويعيده إن كان إيجابيًا ويتجنب أخطاءه في المستقبل. هنا يخلع المعلم رداء الكبرياء ويعترف بأخطائه ليحسنها وليضمن عملية تعليمية أفضل في المستقبل. ويظل المعلم دائما في عملية تعليمية داخليًا وخارجيًا متطورًا ومتطلعًا وباحثًا يعمل ما يقول ويقول ما يعمل ممثلًا في كيانه أكبر قدوة لطلابه.

المصادر

[1] Authentic’ teachers are better at engaging with their students — ScienceDaily
[2] A sense of humor as an essential component of pedagogical optimism
[3] Future Educators
[4] (PDF) Qualities of Effective Teachers: students’ Perspectives (researchgate.net)
[5] What Makes a Successful Teacher? | Northcentral University (ncu.edu)
[6] Skills Needed to Be a Teacher: 25 Helpful Things to Learn (careeraddict.com)
[7] علاقة الذكاء العاطفي للمعلم بالأمن النفسي لتلاميذ الخامسة ابتدائي د/ عبدالناصر غربي (cerist.dz)

ما هو نظام مونتيسوري التعليمي؟

افتُتحت أول بيئة مونتيسوري في 6 يناير 1907 في سان لورينزو، في روما، عاصمة إيطاليا، على يد ماريا مونتيسوري. إذ اكتشفت ماريا قدرة الأطفال المذهلة والسهلة تقريبًا على التعلم. تلك الحقيقة التي شكلت حجر الأساس في سعيها طوال حياتها لإصلاح التعليم. فلأكثر من قرن الآن، كان منهج مونتيسوري هو المنهج الذي يركز على الطفل الذي طورته الدكتورة ماريا مونتيسوري، الطبيبة الإيطالية، لتعليم الأطفال. يغير المنتسوري أسلوب التعليم في المدارس في جميع أنحاء العالم، فهو يؤثر على العملية التعليمة وشكل الفصول الدراسية. والآن، دعنا نضع أمامك السؤال الأهم، ما هو نظام مونتيسوري التعليمي؟

من هي ماريا مونتيسوري؟

نشأتها

ولدت ماريا مونتيسوري في 31 أغسطس 1870 قرية صغيرة بإيطاليا. كان والدها، أليساندرو، محاسبًا في الخدمة المدنية، وكانت والدتها، رينيلد ستوباني، متعلمة جيدًا ولديها شغف بالقراءة.

انتقلت عائلة مونتيسوري إلى روما في عام 1875 وفي العام التالي التحقت ماريا بالمدرسة الحكومية المحلية. كسرت ماريا الحواجز التقليدية منذ بداية تعليمها، وكان لديها في البداية تطلعات لأن تصبح مهندسة.

حينما تخرجت ماريا من المدرسة الثانوية، صممت على الالتحاق بكلية الطب وصممت أن تصبح طبيبة. على الرغم من تشجيع والديها لها على دخول مجال التدريس، أرادت ماريا دراسة مجال الطب الذي يهيمن عليه الذكور. بعد أن رفضت في البداية، وبتأييد من البابا ليو الثالث عشر، منحت ماريا في النهاية الموافقة على دخول جامعة روما عام 1890. أصبحت ماريا واحدة من أوائل النساء في كلية الطب في إيطاليا. وعلى الرغم من مواجهة العديد من العقبات بسبب جنسها، أصبحت ماريا طبيبة بحلول يوليو 1896.

بعد فترة وجيزة من بدء حياتها الطبية، انخرطت ماريا في حركة حقوق المرأة. أصبحت معروفة بكفاءتها العالية في علاج المرضى، وعرفت أيضًا بالاحترام الذي أظهرته للمرضى من جميع الطبقات الاجتماعية. في عام 1897، انضمت ماريا إلى برنامج بحثي في عيادة الطب النفسي بجامعة روما، كمتطوعة. وأبدى هذا العمل اهتمامًا عميقًا باحتياجات الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.

بداية التوجه إلى المجال التعليمي

في سن الثامنة والعشرين، بدأت ماريا في الدفاع عن نظريتها المثيرة للجدل بأن الافتقار إلى الدعم للأطفال المعاقين عقليًا والمتأخرين في النمو يعتبر سبب جنوحهم. وأصبح مفهوم الإصلاح الاجتماعي موضوعًا قويًا ومسيطرًا على فكر ماريا طوال حياتها.

في عام 1901 بدأت ماريا دراساتها الخاصة في الفلسفة التعليمية والأنثروبولوجيا، وبدأت إلقاء المحاضرات وتعليم الطلاب. بين عام  1904 و1908 كانت محاضِرة في المدرسة التربوية بجامعة روما. شهدت هذه الفترة تطورًا سريعًا في روما، لكن الوضع الاقتصادي السيء أدى إلى حالات إفلاس. كانت سان لورينزو إحدى هذه المناطق.

متى ولدت فكرة تعليم مونتيسوري؟

ولدت الفكرة عندما تركت أطفالها في المنزل دون مهام أثناء عمل والديهم. في محاولة لتزويد الأطفال بأنشطة خلال النهار للحفاظ على الممتلكات من التلف وتضييع الوقت، أتيحت لماريا الفرصة لتقديم موادها وممارساتها. ومن أجل ذلك، وضعت ماريا العديد من الأنشطة المختلفة في بيئة الأطفال.

استنتجت مونتيسوري أن الأطفال الذين تعرضوا أو وضعوا في بيئة مهيأة بتصميمات للأنشطة التي تدعم نموهم الطبيعي، تتطور قدرتهم على تعليم أنفسهم. وبحلول عام 1909، قدمت ماريا أول دورة تدريبية لها في نهجها الجديد لحوالي 100 طالب. قدمت ملاحظاتها خلال هذه الفترة. والتى أصبحت مادة لكتابها الأول الذي نشر في نفس العام في إيطاليا، وظهرت في الترجمة في الولايات المتحدة في عام 1912 باسم طريقة مونتيسوري، وترجمت لاحقًا إلى حوالي 20 لغة.

تبع ذلك فترة من التوسع الكبير في نهج مونتيسوري. إذ نشأت مجتمعات عرفت بمجتمعات مونتيسوري وبرامج التدريب والمدارس في جميع أنحاء العالم، وسبحت ماريا بين فترات من السفر مع الخطابة وإلقاء المحاضرات، وكان معظمها في أمريكا، وفي المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء أوروبا. وفي عام 1929، أنشأت مونتيسوري (مؤسسة مونتيسوري الدولية – Association Montessori Internationale) [2] لضمان استمرار عملها.

أثر الفاشية على حركة مونتيسوري

أثر صعود الفاشية في أوروبا بشكل كبير على تقدم حركة مونتيسوري. فبحلول عام 1933، أغلق النازيون جميع مدارس مونتيسوري في ألمانيا، وفعل موسوليني الشيء نفسه في إيطاليا. هربًا من الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936، سافرت ماريا وفريقها إلى إنجلترا، ثم إلى هولندا.

وتحولت جولة محاضرات لمدة ثلاثة أشهر في الهند في عام 1939 إلى إقامة لمدة سبع سنوات عقب اندلاع الحرب. ووُضعت ماريا قيد الإقامة الجبرية، واحتجزتها الحكومة البريطانية كمواطنة إيطالية. وفي الهند، بدأت ماريا في تطوير نهجها لدعم الطفل 6-12 من خلال «التعليم الكوني» [3]. ثم قامت بتدريب أكثر من ألف معلم هندي.

في عام 1946 عادت ماريا وأسرتها إلى هولندا وفي العام التالي خاطبت اليونسكو حول موضوع (التعليم والسلام). رشحت ماريا لجائزة نوبل للسلام في ثلاث سنوات متتالية: 1949 و 1950 و 1951. وكانت آخر مشاركة عامة لها في مؤتمر مونتيسوري الدولي التاسع في لندن عام 1951. توفيت ماريا مونتيسوري عن عمر يناهز 81 عامًا في هولندا، وأورثت إرث عملها لابنها ماريو. [1]

ما هو تعليم مونتيسوري؟

“عندما يُمنح الطفل مساحة صغيرة، سيصرخ في الحال، «أريد أن أفعل ذلك!» لكن في مدارسنا، التي لديها بيئة تتكيف مع احتياجات الأطفال، يقولون، «ساعدني في القيام بذلك بمفردي»”

الدكتورة ماريا مونتيسوري، سر الطفولة

طريقة مونتيسوري هي طريقة تعليم محددة، تركز على الطفل وتتضمن أنشطة يقودها الأطفال (كمهام) في فصول دراسية مع أطفال من مختلف الأعمار ومعلمين يشجعون الاستقلالية بين تلاميذهم. إذ تعتقد الدكتورة مونتيسوري أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل عندما يختارون ما يتعلمون، وأن فلسفة فصول مونتيسوري اليوم تجعل الفصل الدراسي يبدو مختلفًا عما اعتادت عليه الفصول في الدراسة التقليدية.

ويؤدي تعليم مونتيسوري، والتعليم المتخصص الذي يتميز بفصول دراسية متعددة الأعمار، والعمل أو المهام التي يختارها الطلاب، والتعلم العملي، إلى تحسين المهارات الاجتماعية والسلوكية. وفي سن مبكرة، يدمج أطفال مونتيسوري العدالة والإنصاف لحل القضايا الشخصية. ويعزز أسلوب الفصل الدراسي التعاوني التفكير الإيجابي فيما يتعلق بأقرانهم. ويستجيب أطفال مونتيسوري بشكل إيجابي للأسئلة المتعلقة بأقرانهم أكثر من الأطفال الملتحقين بالمدارس العامة أو الخاصة أو المستقلة. [4]

كما يتصدى تحسين المهارات الاجتماعية والسلوكية للاعتقاد بأن البيئة المنزلية تهيمن على النمو الاجتماعي والسلوكي في مرحلة الطفولة. وتعزز التفاعلات الشخصية الإيجابية بين الأقران تنمية المهارات لدى الأطفال. إذ يعطي تعليم مونتيسوري الأولوية لتطوير المهارات الاجتماعية والسلوكية للأطفال اللازمة للعمل بشكل جيد في المجتمع.

ويختلف نظام مونتيسوري عن الأسلوب التقليدي جوهريًا وظاهريًا، من حيث المنهج والتقييم والهدف. فهو يعتمد بشكل كبير على محطات نشاط مختلفة للأطفال للاختيار من بينها طوال اليوم. كما يعتبر نظامه في التقييم والدرجات غير تقليدي. وفي الأساس يركز على الطالب بأكمله، فهو يهتم بالنظر في النمو الاجتماعي والعاطفي والفكري والجسدي.

وكما هو الحال مع أي طريقة تعليمية، يحب بعض المعلمين وأولياء الأمور هذا النهج. في حين أن البعض الآخر ليس مفتونًا به. إذ يوجد لنظام أو طريقة مونتيسوري – كأي نظام تعليمي–  بعض الإيجابيات والسلبيات المحتملة. [5]

إيجابيات تعليم مونتيسوري

يتحلى تعليم مونتيسوري بعدة مميزات إليك أبرزها:

  • يضمن سرعة تعليم بوتيرة تناسب كل طفل.
  • يتيح الفرصة للأطفال لاختيار ما يهمهم وما يهتمون به.
  • صممت المواد والمناهج والأنشطة كذلك بعناية، لكي تلبي احتياجات نمو الطفل بدلًا من أسلوب المنهج الواحد لجميع الأطفال والطلاب (بغض النظر عن احتياجات وقدرات وميول واهتمامات الطفل).
  • هناك دروسًا أو أنشطة تعتمد على اللعب، مما يشجع الطفل على التعلم أكثر.
  • يعتمد أسلوب مونتيسوري على الاستفادة من الدوافع الداخلية للتعلم للطفل عن طريق اكتشافها، فلا ينتظر الدافع م من مصادر خارجية.
  • يعتمد على الحواس الخمس للأطفال في التعلم.
  • يتعرض الطفل للمواقف والمشكلات والأنشطة بشكل واقعي، مما يدعوه لاكتساب الخبرات وتنمية المهارات.
  • معلمو نظام مونتيسوري يتلقون تدريبًا مخصصًا لتطبيقه.
  • في نظام مونتيسوري، هناك تركيز قوي على تعليم احترام الذات والأقران والمجتمع.
  • يتفاعل الأطفال في فئة عمرية مختلطة. مما يساعد في تطوير المهارات الاجتماعية، ويمنح الطلاب الأكبر سنًا فرصة ليكونوا في دور قيادي، ويسمح للأطفال الأصغر سنًا بالتعلم من أقرانهم.
  • ينصب التركيز التعليمي على الطفل «الكامل»، الجسدي والعاطفي والاجتماعي، وما إلى ذلك، وليس فقط التعليم الأكاديميي.
  • على المستوى الابتدائي خاصة، غالبًا ما يكون التعلم قائمًا على المشاريع والمهام. بدلاً من المنهج المتكدس بالصفحات والتعريفات الصماء المراد حفظها.
  • الواجبات المنزلية نادرة ولا تتطلب جهدًا ووقتًا كبيرًا.

تلك هي أبرز ما يميز أسلوب مونتيسوري التعليمي، فماذا عن السلبيات؟

سلبيات تعليم مونتيسوري

  1. عدم انتشاره أو إتاحته في أغلب المدارس، وقد تبذل وقتًا و جهدًا حتى تجد مدرسة (خاصة) تعتمد نظام مونتيسوري. الشيء الذي قد يكلفك ماديًا الكثير، كمصاريف دراسة ووسائل تنقل.
  2. اسم  أو تعريف مونتيسوري ليس حاصلًا على براءة اختراع، أو محمي بحقوق الطبع أو النشر، أو لديه علامة تجارية. مما يعني أنه يمكن لأي مدرسة أن تدعي أنها تدعم نظام مونتيسوري، مما يلزم الآباء بذل الجهد للتأكد من حقيقة حصول المعلمين بالمدرسة على تدريبات مونتيسوري المعتمدة أو أن المدرسة بالفعل تطبق نظام مونتيسوري التعليمي.
  3. غالبًا ما يشعر الآباء بالقلق حيال ماذا بعد إنهاء أطفالهم فترة تعليم مونتيسوري. [6]

محاور تعليم مونتيسوري في المراحل المختلفة

أهم أهداف تعليم مونتيسوري في المرحلة الإبتدائية

هي مرحلة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 سنة، يركز نظام مونتيسوري في هذه المرحلة على:

  •  إتاحة فرص للاستكشاف الفكري التعاوني، إذ تدعم مصالح الطفل وتوجهه.
  • دعم تنمية الثقة بالنفس والخيال والاستقلال الفكري والكفاءة الذاتية.
  • تعزيز فهم دور الطفل في مجتمعه وفي ثقافته وفي العالم حوله.

أهم أهداف تعليم مونتيسوري في مرحلة المراهقة

تلك المرحلة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 سنة، ويركز نظام مونتيسوري فيها على:

  • التعرض لخصائص البيئات حولهم ويشاركون في أنشطتها.
  • مساعدة الشباب البالغين في فهم الذات في أطر مرجعية بشكل أوسع.
  • توفير سياق للتطبيق العملي للأكاديميين.
  • تطوير التعبير عن الذات، والاعتماد الحقيقي عليها، ومرونة الحركة في العلاقات الشخصية.

وفاة ماريا مونتيسوري

توفيت الدكتورة ماريا مونتيسوري قبل إكمال النهج التعليمي لما بعد هذا المستوي. لكن توجد العديد من برامج مونتيسوري التدريبية المدرسية، والتي يعمل خلالها الممتخصصون على هذا النهج التعليمي ووضع معايير إكماله. [7]

المصادر

1- montessori
2- montessori-ami
3- montessoriacademy
4- rasmussen
5- mcmaster
6- ageofmontessori
7- montessori-nw

خطواتك الأولى نحو التعليم المنزلي

يعتبر التعليم المنزلي جزءًا أو شكلًا غير رسميًا من عملية التعليم، والتي تتضمن منهجًا يتوافق مع اهتمامات الطلاب الفردية والمواهب والميول في بيئة غير مدرسية. بعيدًا عن التنافس المُرهق. سنوضح لك في هذه المقالة خطواتك الأولى نحو التعليم المنزلي بناءًا على رأي آباء اتخذوا التعليم المنزلي أسلوبًا تعليميًا لأطفالهم.

أصبح من الممكن بالنسبة للوالدين أن يختاروا أو يحددوا المناهج المناسبة لأطفالهم في المنزل. فلم تعد المناهج قاصرة على معلومات داخل الكتب، فقد تعددت المصادر والآليات كالمتاحف والمكتبات والرحلات الميدانية وكل فرص التواصل مع العالم من حولنا. وتُصمم مناهج مواد التعليم المنزلي بشكل مناسب لاستيعاب الدوافع الفردية والأيديولوجيات الفلسفية، فالتعليم المنزلي قمة التخصيص في التعليم.

عملية تشكيل منهج التعليم المنزلي

هناك العديد من التجارب الحية لعملية تشكيل منهج التعليم المنزلي، فيشير موقع scholastic  إلى نتائج بعض الخبرات الحقيقية كخطوات أساسية وضرورية في طريقك إلى بدء خطة التعليم المنزلي.

أيًا كان عُمر طفلك، وأيًا كانت المرحلة التعليمية المُلتحق بها الطفل، يمكنك اتخاذ القرار، والبحث في الوسائل المتاحة. تعرف على أماكن ومواعيد المتاحف العامة، والمكتبات، والنوادي الثقافية والرياضية، وغيرها من وسائل التثقيف الذاتي لك ولطفلك. من الوارد والطبيعي ألا تستوعب أنت ولي الأمر بعض المعلومات أو تدرجها، لكن لا تيأس.

خذ قرار تغيير مسار العملية لطفلك الآن

ابحث عن الخبرات

تواصل مع أولئك الذين سبقوك في عملية التعليم المنزلي. تواصل مع أولياء أمور ذوو خبرة سابقة. حدد أسئلتك واستفساراتك، وتعرف على أبرز التغيرات التي يجب أن تضعها في الاعتبار. كذلك يمكنك التعرف من خلال المناقشات مع تلك العائلات على الأنشطة المناسبة لعمر طفلك، أو المناسبة لكل عُمر. 

فكر في المنهج الذي ستتبعه

في معارض الكتب أو حتى المتاجر الإلكترونية، هناك العديد من الكتب المجمعة والمتكاملة والشاملة في كل فرع في أي مجال. ويعتبر نظام تلك الكتب أو المجموعات مختلف في أسلوبه عن الكتب المدرسية التقليدية. فهي غنية بالأساليب الفردية التي تهتم لميول الطفل.

هناك العديد من الفلسفات والأساليب التعليمية، مثل مونتيسوري، ووالدورف، وشارلوت ماسون، والكلاسيكية. التعليم المنزلي حر في التقاط الأفكار منهم وتكييفها مع احتياجات الطفل. وحول كيفية وضع وتنظيم النظام الدراسي المنزلي، توصي كرستي كلوفر، وهي أم لخمسة طلاب في مختلف المراحل يتلقون تعليمهم في إطار التعليم المنزلي أن هناك عِدة أنظمة يمكن اتباعها في رحلة التعليم المنزلي منها ما يلي.

النظام الأسبوعي

النظام أو الأسلوب الأول والذي توصلت إليه من خلال عِدة تجارب ومحاولات ومرورًا بالعديد من الأخطاء عند التخطيط لمنهج التعليم في المنزل لأول مرة. ويشمل النظام تنظيم جميع الموارد الخاصة بعملية التعلم، بما في ذلك شئون الأفراد الكائنون في المنزل.

خضع هذا النمط لعدة مراحل من التعديل خلال ثلاث سنوات. حتى أصبح من أحد الأنظمة التى تُسهل عملية التعلم المنزلي. وكما تقول كلوفر أنه مناسب للطلاب من فئات عمرية مختلفة. فهو ممتع وجاذب للطلاب الأصغر سنًا، كما يعتبر مناسبًا للأطفال الأكبر سنًا إذ يعتبر وسيلة لتنمية الاستقلالية والاعتماد على الذات.

يعتمد النمط الأول على تشكيل وتنظيم المنهج أو الدراسة بالمنزل أسبوعيًا وليس يوميًا. فهو بمثابة تحدي منظم صعب كسره أو تخطيه. ولتسهيل عملية المراقبة والتقييم والتطوير، تقوم كلوفر بإعطاء كود أو لون أو رمز لكل طفل ليمكنها تقسيم المواد والموارد بين طلابها. تستغل كلوفر أيضًا الرحلات والزيارات لإكساب أطفالها معلومات وخبرات حول الأماكن التي يزورونها كجزء من المادة التعليمية.

بدأت كلوفر الأسبوع الأول ببطء، مع عمل ملف لكل طفل، تدون به كلوفر ما تم دراسته وتحصيله، كذلك التقييم الاسبوعي. وتنصح كلوفر باتباع اسلوب تحصيلي بطيء للمواد أو المجالات الصعبة بالنسبة للطفل. كذلك إعطاء الوقت المناسب لكل مجال حسب قدرات الطفل خلال الأسبوع. فالتعليم المنزلي مرن بالشكل الكافي لاحترام قدرات الطفل.

أسلوب الربط

أما عن الأسلوب الثاني، تقول كلوفر أنه أسلوب يمكنه الاعتماد على النظام الإسبوعي، فهو يختلف من حيث أسلوب وأداة التنظيم. كما يعتمد تسلسل الدراسة بشكل يومي. يمكن ترتيب ما تم خلال فترة زمنية بالإضافة إلى توزيع المواد الدراسية. تُرتب أوراق عمل المواد الدراسية وفي نهاية كل مادة توضع ورقة نهاية عام من دراسة المادة.

أسلوب القوائم المرجعية

هو نظام يعتمد المنهج الأسبوعي، فأداته الأساسية هي ورقة مرجعية، مقسمة إلى خانات تحتوي على مجالات تعليمية مختلفة -منهجية ولا منهجية-. تراقب تلك الورقة مدي التطور وما تم إنجازه خلال فترة، بوضع علامات فقط. فهي تتتبع تطور الطفل وتحصيله. وتلفت الانتباه إلى ما يجب التركيز عليه أو إعطاؤه وقتًا كافيًا. كما يعتمد هذا النظام على تقويم مُرتب أسبوعيًا خاص بالطفل تُرتب به الأعمال مسبقًا، مهمته تتبع ومراقبة انتظام العمل بين الدراسة والرحلات والأجازات والتقييمات. كما يمكن للطفل نفسه معرفة الأسابيع التي ستحتاج إلى مجهود أكبر، والأسابيع التي يمكن ممارسة الأنشطة خلالها أيضًا.

أسلوب الملفات المُعلقة

نظام يقرأ أو يحفظ الأعمال التى أُنجزت سنويًا، يمكن أن تكون بطاقات مُعلقة، أو مرتبطة بملفات أو أوراق النظام الأسبوعي. فترى كلوفر أنه يُنظم السنة الدراسية بشكل كبير ويجعلها أبسط.

أسلوب الملفات

تقول كلوفر أنه إذا كنت معلمًا منزليًا لطلاب في مراحل عمرية صغيرة، فأنت لست بحاجة إلى كل تلك الأنظمة الأربع السابقة، فأسلوب الملفات وحده سيكفي. ففي المراحل الأولى من التعليم، تكون المناهج أبسط وسهلة التقسيم والترتيب. يمكن استخدامه كأسلوب تتبع يومي، إذ يُدون المعلم المنزلي ما تم تناوله أو تحصيله في الملفات المقسمة حسب المواد الدراسية.

خصص المكان المناسب

كم عدد أطفالك الذين سيبدأون التعليم المنزلي؟ ما هي المساحة والمكان المناسبين؟ هل ستحتاج إلى سبورة؟ أم ستكتفي بمكتب كبير؟ هل ستحتاج أجهزة لوحية؟ أم أجهزة كمبيوتر؟ هل لديك مساحة مناسبة لوضع أرفف وحوامل للكتب والموارد؟ ضع في اعتبارك كل تلك الأسئلة واكتب اجابتها.

حدد أهدافًا محددة للتعليم المنزلي

فكر في ما تريد أن تحققه من خلال التعليم المنزلي، وضع أهدافًا قصيرة وطويلة، واحرص على تنمية طفلك في جميع الجوانب، التعليمي والاجتماعي والرياضي والثقافي والأدبي، وغيرها. احرص على تعرض طفلك لللأنشطة اللا منهجية، كالموسيقى والرسم والفنون بأنواعها، كذلك الإعلام والصحافة والكشافة.

كيف ستحقق أهدافك من التعليم المنزلي؟

حدد جدولًا زمنيًا لمرورعملية التعليم المنزلي، ولإنجاز أهدافك التي وضعتها مُسبقًا. فلا شيء يمكنه مساعدتك على التنظيم مثل الجداول الزمنية. خصص أوقاتًا مناسبة لجميع الأنشطة حسب اهتمامات وقدرات طفلك. كذلك لا تهمل أوقات الرحلات الميدانية والزيارات المكتبية والثقافية. مع مراعاة المرونة في جدولك الزمني.

لا تلتفت إلى الخرافات التي تقال عن التعليم المنزلي

حسبما أشار موقع scholastic ، فإن أشهر ما يعيق المبتدئين هو الشعور بالعزلة، والالتزام المبكر بمناهج كاملة. أما عن الشعور بالعزلة، فيمكنك الانضمام إلى مجموعات تجمعهم نفس الأهداف. فالتنشئة الاجتماعية في حالة التعليم المنزلي ترتبط به ارتباطًا وثيقًا.

وبالنسبة إلى إحساس الالتزام المبكر بمنهج كامل، فيمكنك اختبار مدى جودة المنهج في البداية وتراقب الأسلوب والأدوات التي يتلقى بها طفلك المنهج، وعند اكتشاف خلل ما يمكنك تغيير أدواتك وأساليبك فورًا.

المصادر

the ed advocate

very well family

scholastic

the ed advocate

إيجابيات وسلبيات التعليم المنزلي

كأي نظام تعليمي، يوفر نظام التعليم المنزلي فرصًا كبيرة لتعلم أشياءًا كثيرة ومهارات متعددة، فضلًا عن ثقل الاهتمامات والميول. أيضًا يحمل التعليم المنزلي بعض المميزات والعيوب، سنتعرف في هذه المقالة على بعض إإيجابيات وسلبيات التعليم المنزلي، كذلك بعض التحديات التي قد تواجه الآباء متخذي قرار التعليم المنزلي.

لابد أن تدرك أن التعليم المنزلي هو تغيير شامل في نمط الحياة، فأنت كأب أو أم ستتولي واجبات ومسئوليات المعلم. ستكون أنت المُشرف على عملية التعلم والتعليم، وستكون الموجه والمُقيم للنتائج. ستصبح أنت المنوط به تنسيق الأنشطة الراعية لعملية التعليم في المنزل، كل تلك المسئوليات بالإضافة لدورك كوالد أو والدة في المنزل.

بالطبع كل ما نريده هو مصلحة أطفالنا، إذا على الوالدين التفكير جيدًا قبل اتخاذ قرار خوض طفلهم لتجربة التعليم المنزلي، ليحصل الطفل على أكبر قدر من الاستفادة من مميزات التعليم التعليم المنزلي، متجنبًا أيضًا أكبر قدر من العيوب. وتسهيلًا عزيزي القارئ سنرد إليك بعض أو ربما أهم إيجابيات وسلبيات التعليم المنزلي.

الوقت

  • إيجابيات :
  1. سيكون لك دور أكبر ومباشر في عملية تعلم طفلك.
  2. سيكون لك القدرة على التحكم في الوقت وإدارته، مما سيُشعرك بالرضا لأنك ترى أطفالك يتعلمون ويتطورن بالطريقة المناسبة لوقتكم وأهدافكم وقيمكم. قضاء وقت التعلم مع أطفالك سيزيد ارتباطك بهم، ويعزز علاقتكما. [1]
  • السلبيات:
  1. قد تواجه صعوبات عند التخطيط لوقت الدراسة، ووقت الأنشطة، وإدراة عملية التعليم لكونك الوالد والمعلم والمدير والمراقب في نفس الوقت.
  2. إذا لم تتمكن من إدارة الوقت بشكل صحيح، فقد تزيد المسؤليات والأعباء مما قد يزيد من الإرهاق والتوتر. كما سيقل الوقت الخاص باهتماماتك الشخصية. [2]

المال

  • الإيجابيات:
  1. يمكنك اعتبار الإجازات والزيارات الترفيهية جزء أو إحدى أدوات المنهج الدراسي، فلن تقوم بتخصيص ميزانية مالية لزيارات الأماكن التاريخية أو المعارض الثقافية على سبيل المثال.
  2. اعتمد على وسائل منزلية متاحة في البيئة المحيطة بدلًا من إنفاق أموال على شراء وسائل تعليمية، كما يمكنك اقتناص العروض الخاصة بأدوات التعلم بأقل التكاليف.
  • السلبيات:
  1. أحيانًا، يتسبب تخصيص وقت كاف للتعليم المنزلي في فقدان فرص لزيادة الدخل، أو تقليل وقت العمل الأساسي.
  2. لن تتلقى دعمًا ماليًا من الدولة غالبًا في الإنفاق على التعليم المنزلي. [3]

الممارسات والأنشطة الرياضية

  • الإيجابيات:

1- لن يكون هناك مانع من اشتراك طفلك في الأندية الرياضية، والإنضمام إلى البطولات، لإن الوقت ملككما بالفعل. فلن يحول التعليم المنزلي بين الطفل وهواياته خاصة الرياضية التي تحتاج إلى وقت مخصص ومكان مخصص.

  • السلبيات:

1- لا تسمح بعض المدارس أو الإدارات التعليمية لطلاب التعليم المنزلي الاشتراك أو الانضمام إلى الفرق الرياضية الخاصة بالمدارس.

التنشئة الاجتماعية

  • الإيجابيات:
  1. لا يُعرّض التعليم المنزلي الطفل للسلوكيات الاجتماعية غير المقبولة، كالتنمر، والسخرية، والمقارنة بالآخرين وغيرها من السلوكيات التي قد تؤدي إلى عدم احترام اللطفل لذاته.
  2. الاحتكاك بالغرباء البالغين، وزيادة التعرض للمواقف الاجتماعية المختلفة معهم. يحدث ذلك من خلال الزيارات الميدانية والثقافية بغرض التعلم. مما يعمل على بناء مهارات اجتماعية واقعية أقوى.
  • السلبيات:
  1. قد يكون لبعض طلاب التعليم المنزلي دائرة أصدقاء أصغر.
  2. قد يكون تفاعلهم مع الأطفال من نفس أعمارهم أقل. [4]

أسلوب التعلم

  • الإيجابيات:
  1. التعليم المنزلي مرن بشكل كبير، فيمكن لطفلك أن يتحرك ويتقدم ويتدرج بسرعة أكبر من خلال المهام والموضوعات التي ينتقل بينها. ويمكن تقليل السرعة أو وتيرة التعلم عند الموضوعات التي تحتاج بالفعل إلى بذل مجهود أكبر ووقت أكثر.
  2. تؤثر تلك المرونة إيجابيًا أيضًا على أداء الأطفال في الاختبارات الموحدة.
  3. لا يوجد واجبات منزلية، فلا يجبرك التعليم المنزلي على إعطاء طفلك واجبات منزلية. إذ يذاكر الطفل بالفعل طوال اليوم فلا داعي لتكليفه أعباء دراسية أخرى خلال الليل.
  4. التعليم يكون أكثر تخصيصًا في التعليم المنزلي، فهو يُرجح اهتمامات الطفل أولًا.
  • السلبيات:
  1. قد يُحرم الطفل أثناء تعلمه في المنزل من بعض الموارد التكنولوجية المتاحة في المدارس.
  2. من اللازم مراعاة الدقة عند اختيار وتحديد الموضوعات والمناهج التعليمية لطفلك حتى لا يحدثث انخفاض أو ثبات مستواه التعليمي.

الإنجازات

  • الإيجابيات:
  1. غالبًا ما يُظهر الطلاب الذين يتلقون التعليم منزليًا شعورًا متسمًا بالفخر عند تحقيق أي إنجاز، وذلك لإدراكهم بدوافعهم الذاتية نحو التعلم.
  • السلبيات:
  1. قد لا يشعر الأقارب غير المشاركين في عملية التعلم المنزلي للطفل بالإنجاز، لذا قد لا يعترفون بالإنجازات.
  2. لا احتفال أو تهاني خلال التعليم المنزلي، فلا أحد يدرك بشكل كبير مراحل التدرج في التعليم وآلياته كما هو شائع في المدارس. [5]

تعتبر تلك هي أهم النقاط التي تدور حولها أكثر الاستفهامات شيوعًا عند التفكير في التعليم المنزلي.

ما هي أهم التحديات التي قد تواجهك كولي أمر ومعلم خلال التعلم المنزلي؟

  • التنظيم الشديد للوقت واتباع اسلوب الجدولة

لابد للآباء المُتبعون لأسلوب التعلم المنزلي تنظيم الوقت للجميع في المنزل، ولأنفسهم أيضًا لضمان المشاركة في الأنشطة التى قد تكون عبارة عن رحلات ميدانية، أو تعلم هواية أو تعلم أحد الفنون. وأيضًا إعطاء الوقت المناسب لقضاء الوقت بعيدًا عن المهام التعليمية، وزيارة الأقارب، وإدارة أوقات الأزمات والطواريء. قد يؤدي الإفراط في تنظيم الوقت أو الجدولة إلى إرهاق الطفل والآباء. [6]

  • الوالد أم المُعلم

من أكثر التحديات شيوعًا أن يتعامل الوالد كأب تارة، وكمعلم تارة، كذلك الأم التي في الأصل تغمر الطفل مشاعر التدليل واللعب والمرح، تحتاج أن تدير الأمر كمعلمة حازمة لا تسمح بالانحدار في الأداء أو في ضياع الوقت فيما لا يفيد. يمكنك كوالد أو والدة وضع قواعد واضحة لقضاء الوقت، فوقت التعلم هناك معلم ومتعلم. [7]

التعامل مع المشككين في التعلم المنزلي ونتائجه

قد يواجه الآباء بعض الآراء حول التعليم المنزلي، فقد لا يدعمونه بل وسينتقدونه. من المهم أن تحافظ على ثقتك بنفسك ولا تدع أحدًا يحبطك. سيتوجب عليك شرح الفرق ببين التعليم المنزلي والتعليم المدرسي التقليدي وعيوبه، وإلى أي مدى لا يتوافق التعليم التقليدي مع ميول طفلك وأنك واعي بقرارك.

أهمية التعليم المنزلي للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة

في الواقع لكل طفل احتياجات خاصة أو محددة، فكل طفل يتعلم بشكل مختلف وبطريقة مختلفة ووقت مختلف. فهناك أطفال يواجهون صعوبات في التعلم، كتأخير التعلم، أو عسر القراءة، أو بعض الإضطرابات كاضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد وغيرها من الاضطرابات. قد يعتبر التعليم المنزلي خيارًا ممتازًا لهم.

يتيح التعليم المنزلي الوقت والوتيرة المناسبة للطفل حسب حاجته الخاصة، فلا سباق مع الأطفال دون تكافؤ، فقط يعتمدون على نقاط قوتهم. بالإضافة لوجود عدد أقل من المشتتات التي قد تؤثر على عملية التعلم. كما يقدر التعليم المنزلي فترات الراحة التي يحتاجها الطالب ذو الاحتياج الخاص لأن القائمين عليه بالأساس هم الأب والأم، ولن يفهم أحد احتياج طفلهما أكثر منهم. [8]

المصادر

  1. they call me blessed
  2. bright network
  3. very well family
  4. very well family
  5. responsible homeschooling
  6. uab
  7. davidson gifted
  8. homeschoolers of maine

ما هو التحفيز الذاتي؟ وكيف تحفز نفسك وطفلك ذاتيًا؟

يعرّف التحفيز الذاتي على أنه دافع داخلي لتحقيق شئ ما. عندما لا يتعلق الأمر بمكافأة خارجية بل بمتعة يجدها المرء في العمل نفسه. فيكون الحافز الوحيد للشخص ما تنطوي عليه المهمة من تحدٍ وما تتركه من رضا، دون انتظار مردود من أي شخص أو مؤسسة[1].

الشعور بالكفاءة كوقود للتحفيز الذاتي

وجدت بعض الدراسات أن الشعور بالكفاءة جزء لا يتجزأ من التحفيز الذاتي. فعندما تُتم مهمة صعبة أو تكتسب مهارة جديدة تشعر بالإنجاز. وتتقد فيك الرغبة لبدء مهام أخرى وإكمالها والبحث عن هدف جديد لاختبار ذات الشعور مرة أخرى[1].

ولنا في ألعاب الفيديو آية. عندما ينتقل لاعب من مستوى لمستوى أعلى يتعاظم تصميمه على إنهاء اللعبة، ما يجعل لعبة الفيديو الجيدة إدمانًا لدى المستخدمين. يلعب المستخدمون للاستمتاع وتجاوز المستويات دون انتظار مكافأة خارجية. 

عوامل تؤثر على التحفيز الذاتي

  • الإرادة الحرة.
  • درجة الأُلفة مع المحيط.

يعمل التحفيز الذاتي تحت ظروف معينة؛ تحدده معرفة الفرد بأنه يمتلك الإرادة وحرية الاختيار لأداء العمل من عدمه.

في دراسة سابقة، طلب الباحثون من بعض طلاب الجامعة حل أحجية. على أن يُكافأ نصف المشاركين بجائزة مالية أما النصف الآخر فعملهم تطوعي تمامًا. بعد حل الأحجية، تُرك المشاركون في التجربة للتمتع بوقت مستقطع. لنجد أن نصف العينة، وهم الذين لم يعطهم الباحثون جائزة مالية، رحّبوا بحل أحجية جديدة. أما أاولئك الذين جنوا مالًا مقابل عملهم، لم يضيعوا وقتهم في أحجية أخرى[1]

لن يصبح اختيارك نابعًا من داخلك بعد أن تقف مكافأة خارجية في المتناول على بعد خطوتين منك.

من العوامل المؤثرة أيضًا درجة الألفة مع المحيط. فعندما يشعر الشخص بالأمان والاحترام ويختبر اهتمام من حوله، يتحفز لإنجاز المهمة. فالطفل الذي يتصل بأمه أكثر ويستشعر اهتمامها يبدي رغبة أكبر في الاستكشاف. 

وفقًا لإحدى الدراسات، عندما يعمل الأطفال على مهمة مثيرة في وجود شخص غريب، يتضاءل حماسهم بمجرد أن يشيح الغريب بوجهه. وربما يتوقف الطفل عن اللعب إذا لمس التجاهل بقية من حوله[1].

آباء يعيقون التحفيز الذاتي

واحدة من أكثر الطرق شيوعًا لمكافأة الأبناء هي الجوائز. سواء كانت جائزة مادية كلعبة يحبها أو مال يشتري به الحلوى، أو معنوية كوقت إضافي على جهاز الآيباد.

يأمل الآباء أن يربط أطفالهم بين السلوك الجيد والمكافأة، ويُنمّون -بغير قصد- الإشراط الاستثابي لديهم[2].

يتمثل الإشراط الاستثابي في ربط السلوك بالمكافأة (الثواب) وعليه يرى الباحثون أن تلك الجوائز تضعف التحفيز الذاتي لدى الأطفال تحديدًا. فقد يقلع الفرد عن نشاط يحبه بعد تلقيه مكافأة مقابل هذا العمل. لأنه ينسى سببه الحقيقي (الداخلي) وتتفلت منه ما كانت يومًا دوافعه[3].

سبع خطوات تقودك إلى التحفيز الذاتي:

  • جد الجزء الممتع الذي قد يبقيك مستغرقًا في العمل.
  • ابحث عن المعنى من وراء ما تفعل، مثل قيمة العمل وغرضه الأسمى وكيف يمكن أن يساعد الآخرين.
  • تحدى نفسك، وركز في ذلك التحدي على اكتساب المهارات كنتيجة نهائية لا مكافآت خارجية.
  • ساعد شخصًا.
  • اكتب قائمة بأشياء تريد فعلها وحقق واحدًا كلما خبى عزمك.
  • اشترك في مسابقة وركز على روح الفريق ومستوى اللعب أكثر من النتيجة.
  • قبل أن تبدأ في مهمة، تخيل آخر وقت أنجزت فيه وكيف كنت فخورًا بنفسك حينها، وأبق هذه الصورة نصب عينيك.

هكذا يصبح الإنجاز الأول وقودًا تتبعه سلسلة من الإنجازات حتى نقطة الرضا عن النفس. يذكرنا التحفيز الذاتي بقدراتنا اللامحدودة على فعل أي شيء طالما أردناه حقًا. وأن السر وراء الإنجاز داخلي تمامًا، فمن يملك دواخله، يملك العالم.

المصادر:

1- Parenting for Brain
2- verywell mind
3- verywell mind

تاريخ المدرسة ونشأتها

في البداية ولمئات الآلاف من السنين، علم الأطفال أنفسهم من خلال اللعب والاستكشاف الذاتي، وحسب التاريخ البيولوجي لجنسنا البشري، لمئات الآلاف من السنين، لربما قبل ظهور الزراعة، كان الإنسان صياد أو مزارع. فمن خلال تلك الأنشطة والممارسات، تعلم الأطفال في ثقافات الصيد وجمع الثمار ما يحتاجون إلى معرفته ليصبحوا بالغين فعالين من خلال لعبهم واستكشافهم. من المفترض أن يكون الدافع القوي لدى الأطفال هو اللعب والاستكشاف. فقد سمح البالغون في ثقافات الصيد وجمع الثمار للأطفال بحرية غير محدودة تقريبًا للعب والاستكشاف بمفردهم لأنهم أدركوا أن تلك الأنشطة هي طرق طبيعية لتعلم الأطفال. لذا، فإن المدارس تعتبر مؤسسات حديثة، نعلم جميعًا مدى أهمية المدرسة للتربية البشرية في سن مبكرة. ولكن على الرغم من قضاءنا جميعا فترة طويلة جدًا من حياتنا في المدرسة، إلا أنه لم نسمع على الأغلب أو لم يتحدث أحد معنا عن أصل المدرسة، ومن أين أتت وأين تأسست المدرسة الأولى، سنتحدث في هذه المقالة عن تاريخ المدرسة ونشأتها.

تاريخ التعليم

بحلول عام 3100 قبل الميلاد، أدركت بعض الحضارات مثل  المصرية القديمة والحضارات القديمة الأخرى حقيقة أنه من الصعب نقل المعرفة من جيل إلى آخر شفهيًا، فاتجهت إلى الكتابة لتسجيل المعرفة والحفاظ عليها. ومع ذلك، كانت الكتابة مخصصة للنخب المعروفة باسم الكتبة. لذا، نجد أنه عادةً ما يرتبط التعلم بالتسجيل والتدوين والكتابة، سواءًا بالنقوش أو الرسوم أو الكتابة، لذا إذا بحثنا في تاريخ الكتابة، سنجد أن أقدم تدوين كتابي يعود تاريخه إلى حوالي 3000 عام قبل الميلاد، في الحضارة السومرية، فقد وُجدت أقدم ألواح ذات نقوش مكتوبة عن ترتيب أمور الدولة أو خاص بالمؤسسات الدينية.

نشأة التعليم الإلزامي

التعليم الإلزامي هو الاسم الذي يُطلق على الفترة الزمنية المطلوبة قانونًا والتي يُتوقع من الأطفال الالتحاق خلالها بالمدرسة. والتى تتطلب تلزم يلتحق الأطفال بالمدارس من سن 5أو6 سنوات حتى سن 18 عامًا. بهدف حصول الطفل على تعليم تأسيسي قوي لتكون فرصة للنجاح وفرصة لتكون مواطن صالح.

لأسباب عديدة بعضها ديني وبعضها علماني، نشأت فكرة التعليم العام الإلزامي ثم انتشرت تدريجيًا، كان مفهوم التعليم غرس مفاهيم ومباديء ونقل الخبرات.

فخلال الكثير من تاريخ البشرية، حاول العديد من القادة فرض المعايير التعليمية على شعوبهم. وإن كان بشكل غير رسمي. فقد كتب أفلاطون في كتابه الشهير الجمهورية عن ضرورة وفائدة تثقيف الجماهير، والدعوة إلى دراسة «الفضائل الأربع» وامتلاك معرفة الخير، في حين أن مثل هذه الأفكار قد تكون قديمة، إلا أنها الأساس الذي تُبنى عليه النظرية التعليمية الإلزامية الحديثة.

كيف نشأت المدرسة؟

ربما تكون قد رأيت بعض المدراس القديمة،كهيئة المنازل القديمة المكونة من غرفة واحدة والتي كانت موجودة منذ بضع مئات من السنين أو أكثر. لكن أقدم المدارس تعود إلى آلاف السنين.

فكما ذكرنا، مع الحاجة لنقل الخبرات والمعارف والمهارات والقيم والتقاليد، أي للبقاء على قيد الحياة، جاءت الحاجة إلى التعليم، أي جاءت الحاجة للتعليم مع أول وجود بشري على الأرض.

لم يكن البشر الأوائل بحاجة إلى مدارس بمفهومها المعروف لنقل المعلومات. فقد قاموا بتعليم الشباب على أساس فردي داخل وحدة الأسرة. حتى نما عدد السكان وتشكلت المجتمعات.

وبدلاً من أن تكون كل أسرة مسؤولة بشكل فردي عن التعليم، سرعان ما اكتشف الناس أنه سيكون من الأسهل والأكثر كفاءة أن تقوم مجموعة صغيرة من البالغين بتعليم مجموعة أكبر من الأطفال. وبهذه الطريقة، نشأ مفهوم المدرسة.

حتى عندما نشأت المدراس، لم تكن مثل المدارس التي نعرفها اليوم. غالبًا ما ركزت المدارس الأولى بشكل أكبر على مهارات التدريس وتمرير القيم الدينية، بدلاً من تدريس مناهج ومجالات موضوعية محددة مثل التى هي موجودة اليوم. ركزت المدارس الأولى على القراءة والكتابة والرياضيات. وكانت العديد من المدارس المبكرة مخصصة للبنين فقط، وعادة ما تكون هناك خيارات قليلة -إن وجدت- للبنات.

نظام المدرسة في مصر القديمة

تاريخيا، تم إنشاء المدارس الحديثة لأول مرة في مصر القديمة من حوالي 3000 إلى 500 قبل الميلاد. لكن وجهات نظر نموذج التعلم لا تزال مختلفة تمامًا عن اليوم، لأن عملية التعلم كانت بسيطة جدًا. كما أقيمت أنشطة التعلم في ذلك الوقت في مجال مفتوح يشبه نزهه أو اجتماع مفتوح خلال اليوم.

نظام المدرسة الأولى في الحضارة الصينية القديمة.

أقدم مدرسة في الصين، عرفت لأول مرة في أسرة هان حوالي 143-141 قبل الميلاد. أسسها الحاكم وين وانغ، كانت تسمى تشنغدو شيشي، لكنها حُرقت أثناء حريق ضخم، ثم أعيد تجديدها مرة أخرى من قٍبل أسرة الحاكم نفسه عام 194، يُذكر أن ان كونفوشيوس، مينسيوس ولاوتسو كانوا من بين أوائل المعلمين في تلك المدرسة الصينية القديمة.

المدرسة اليونانية القديمة.

بدأ التدريس في أثينا حوالي 400 عام قبل الميلاد، وكان سقراك التذي توفي عام 399 هو أو من أوقد الفكر الاستقصائي لإثارة أفكار طلابه لفهم معنى الحياة والحقيقة والعدالة بشكل أكثر عمقًا.  فعندما بدأت فكرة التعلم الرسمي تنتشر إلى الحضارات القديمة مثل اليونان، بدأت مجموعة من الأشخاص المعروفين مجتمعيًا الإتجاه نحو تدريس مواضيع مختلفة مثل القواعد والمنطق للأشخاص الذين أرادوا تعلم كيفية أن يصبحوا أكثر إقناعًا، مثل الفيلسوف اليوناني سقراط، كان من المهتمين بتعليم الناس التفكير بعمق في الحياة والحقيقة والعدالة.

المدرسة الهندية القديمة.

 يعتقد أنها نشأت بعد نموها وإزدهارها في مصر القديمة، فقد تأسست المدرسة الهندية الأولى عام 1200 قبل الميلاد. والتى كانت تنطوي على مواد وقواعد فلسفية.

نشأة نظام المدرسة الرسمي

نظام التعليم الذي يعرفه العالم كله ويستخدمه اخترعته الإمبراطورية البيزنطية، لكنه كان مختلفًا كثيرًا عن اليوم. كانت هذه المدارس، التي تم اختراعها في 425 قبل الميلاد مخصصة بشكل خاص للأفراد العسكريين. حيثما يتحدث الفلاسفة اليونانيون مع الأفراد العسكريين حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، لكنهم سيتشاركون أيضًا المعرفة حول مواضيع محددة، مثل الرياضيات والتاريخ واللغة والفلسفة. ولكن مع سقوط الإمبراطورية البيزنطية عام 1453 م، سقطت هذه الأنظمة المدرسية أيضًا.

سقط نظام المدرسة الأول، لكن سقوط هذه الأنظمة المدرسية لا تعني نهاية الأنظمة المدرسية. كان الإسلام أحد أكبر المساهمين في اختراع المدارس، حيث كانت هذه الثقافة دائمًا تدور حول المعرفة والتعلم. ساعد حرصهم على المعرفة في تطوير طريقة منهجية للتدريس. في البداية، كانت المساجد هي مناطق التعلم، ولكن مع قرب نهاية عهد العثمانيين، تم بناء مرافق محددة لتقديم التعلم للجميع. كانت هذه المرافق تضم مساجد وأماكن لتناول الطعام ومدارس ومستشفيات وغيرها.

من اخترع المدرسة الحديثة؟

عند البحث ستجد أن اسم هوراس مان مقترن باختراع المدرسة. وُلد هوراس مان عام 1796 في فرانكلين ماساتشوستس، ويُعتقد أنه اخترع النظام المدرسي الذي نعرفه جميعًا اليوم. كان أستذًا جامعيًا (يدرس اللاتينية واليونانية) ورئيسًا للكلية. ومع ذلك، قبل هذا الرجل، كان هناك العديد من المدارس وطرق التدريس في اليونان بالفعل، مما يجعل الأمر يشوبه ضبابية بعض الشيء. ومع ذلك، فهو يأخذ الكثير من الفضل عندما يتعلق الأمر بالاختراع والمساهمة في نظام المدرسة العادي في عام 1838

في الواقعع من المستحيل القول إن هناك شخصًا واحدًا فقط اخترع المدرسة الحديثة، لأن كل شخص ساهم بطريقته الخاصة وساعد في إنشاء النظام التعليمي الذي تستخدمه جميع المدارس في العالم الآن.

ما هو نظام المدرسة التعليمي الحديث؟

تعتبر المدرسة هي مؤسسة مصممة لتدريس الطلاب مناهج وموضوعات تحت إشراف المعلمين. ومعظم البلدان لديها نظام للتعليم الرسمي، وهو إلزامي بوجه عام. في هذا النظام، يتقدم الطلاب من خلال سلسلة من المدارس بنمط مرحلي. تختلف مسميات تلك المدراس والمراحل من بلد لآخر، لكنها تشمل عمومًا المدرسة مراحل أساسية هي الابتدائية للأطفال الصغار والمدرسة الثانوية للمراهقين.

المصادر

khanacademy

britannica

psychologytoday

britannica

chinahighlights

worldhistory

أساليب التعلم ونموذج VARK

مصطلح  أساليب التعلم ليست حديثة، ولا هي نتاج نظريات حديثة، بل صاغها أرسطو قبل 334 قبل الميلاد. فهو أول من قال أن لكل طفل مواهب ومهارات محددة، جاءت العديد من النظريات والتصنيفات الشخصية للفروق الفردية، تلك التي ركزت تحديدًا على العلاقة بين الذاكرة والأساليب التعليمية البصرية منها والشفوية. ثم ركزت على معدل الذكاء والتحصيل الدراسي للطفل. ثم عاد الاهتمام بأبحاث أساليب التعلم التى يجب على المعلمين مراعتها. ستبرز لك تلك المقالة أهم أساليب التعلم ونموذج VARK  للتعلم.

ما المقصود بأساليب التعلم؟

يتعلم كل طفل بأسلوب مختلف عن الآخر، فما يستثير طفل في عملية التعلم مختلف، وما يعزز العملية التعايمية مختلف. فلربما لاحظت أن هناك طفل يستجيب للتعلم من خلال الاستماع، وآخر يتعلم من خلال الأشياء النظرية، وآخر يتعلم بشكل أسرع من خلال القراءة، هذا هو المقصود بتنوع أسس أساليب التعلم. إذًا فيشير أسلوب التعلم إلى طريقة الفرد في فهم الأشياء الجديدة، التي تتم عادة من خلال البصر واللمس والصوت، أو الطعم والرائحة (على الرغم من ندرة استخدامهما بكثرة مثل الثلاثة الأولين) لكنها لا تزال فعالة عند استخدامها بهدف ترسيخ الأفكار في دماغنا.

وما يحدد الأسلوب الأفضل للطفل وما يجعله مختلف عن زملائه هو بنية الدماغ، التي تؤثر على اكتساب المعلومات. كما تبين أيضًا أن الدماغ البشري يحتوي على طرق مختلفة للإدراك.

تحديد الاسلوب المناسب للطفل

يتطور دماغ الطفل باستمرار، مواطف القوة والضعف تبدأ في الظهور لدى الطفل بحلول عامه الخامس، فقد يتعرض لاسلوب تعلم ويستجيب له بشكل جيد، ثم يتطور ويتغير هذا النمط مع النمو وهكذا.

قد يكون السبب في تأثر طريقة عن غيرها في مرحلة ما هو أن الطفل يتمتع بقوة محددة في وقت ما أو مرحلة ما. لكن يمكن الحكم على فعالية الاسلوب عند تكراره أو اللجوء إليه لسنوات، حينها ستدرك الأساس ويمكنك تطوير غيرها مع الوقت.

نموذج فارك – VARK للتعلم

يشير الاختصار VARK إلى الطرق الحسية المرئية والسمعية والمقرؤة والمكتوبة والحركية التى يمكن أن نستخدمها في التعلم. الأربع طرق التي اقترحها فليمينج وميلز، كانعكاس لتجارب الطلاب والمعلمين.

مع تطوير التعليم وأساليبه، أصبح يتعين علينا استخدام استراتيجيات مختلفة، واستغلا كل الموارد المتاحة لتوفير أفضل تجربة تعليم لكل الطلاب. في البداية يتعين على المعلمين فهم امتعلمين أنفسهم، والاساليب الفعالة لكل طالب منهم. حينها نستطيع تصميم دروسًا ومناهج بناءًا على تلك الأنماط، كذلك تحديد الموارد المناسبة لانجاح عملية التعلم لكل طالب. كذلك سهولة اختلاط أساليب التعلم في مواضع محددة بشكل لا يؤثر على عملية التعلم.

الأسلوب البصري – المتعلمون البصريون

يُفضل الطلاب الذيم لديهم اسلوب بصري عادةً الجلوس في مقدمة الفصل، يفضلون تلسيط الأضواء واستخدام الألوان، كما يفضلون استخدام الكثير من الرسوم البيانية والصور.

يمكن استخدام مزيج من الصور والنصوص بشكل تتابعي، مما يمكنهم من معالجة المعلومات بشكل أسرع وتساعدعم على إعطاء معنى أكبر للمحتوى من خلال ربط المعنى بتصورهم الخاص.

الأسلوب السمعي – المتعلمون السمعيون

يستطيع الطلاب السمعيون أن يستمعوا بعناية شديدة، ينتبهون بشدة إلى لهجة الكلام وسرعته، تُعزز عمليتهم التعليمية الفيديوهات أو الوسائط الصوتية. يحصلون على الاستفادة من خلال مناقشة الأفكار إذا كانوا في فريق، يميلون للقراءة بصوت عال، يميلون لتكرار نطق المعلومات بصوت عال عند الاستذكار.

 يمكن للمعلمين استغلال معلميهم لعنصر السمع النشط لديهم، وجعلهم يسترجعون المعلومات باسلوبهم وكلماتهم الخاصة.

أسلوب القراءة والكتابة في التعلم

 يفضل الطلاب متبعو ذلك النمط إلى قولبه المحتوى، يميلون لكتابة وتدوين الملاحظات دائمًا، يتفاعلون مع الأشياء المكتوبة، يستطيعون وضع عناصر وقوائم، يجيدون إنشاء المخططات وتحويلها إلى بيانات، يجيدون أيضًا وضع المعلومات أو المحتوى في شكل تسلسلي. يستفيدون بشكل كبير من العروض التقديمية، لأنها تمكنهم من الحصول على كم كبير من المعلومات، ومن ثم يحولوها إلى مخطط..

الأسلوب الحركي- المتعلمون الحركيون

من المعروف أن خلال اليوم الدراسي يقضي الطلاب معظك الوقت وهم جالسون، لكن هناك طلاب لا يمكنهم الاستيعاب بدون النشاط الجسدي، فقد يصاب أولئك الطلاب الحركيون بالتشتت لقة النشاط والحركة في الفصل الدراسي، فالنشاط بالنسبة لهؤلاء الطلاب فرصة للإبداع والتفاعل مع المحتوى.

يمكن للمعلمين تحفيز الطلاب على النشاط والحركة كوسلة من وسائل التفاعل التعليمي دا الفصل.

إذًا، إذا كنا نريد مساعدة طلابنا على الوصول للنجاح، فعلينا فهم احتياجاتهم من ناحية أسلوب التعلم، ويجب أن نكون قادرين على توفير خيارات مختلفة دائمًا لكل طالب للمشاركة في المحتوى بالطريقة التى تُشبه شخصيته وأسلوبه الخاص.

نقد نظرية  VARK

وُجه الانتقاد لنظرية فارك وبعض النظريات الأخرى، إذ رأى بعض الناقدين أن فكرة أن يكون للطالب نمط واحد للتعلم في حد ذاتها عائقًل للتعلم الفعال. وعلى الرغم من ذلك، فيعتبر نموذج فارك أكثر النظريات والنماذج انتشارًا بين المعلمين والطلاب، فيستطيع الطالب الإقرار بميله إلى نظام تعليمي محدد ويستخدمه بالفعل لإنتاجية أعلى.

ثغرة الإنجاز

على الرغم من أننا في القرن الحادى والعشرين، إلا أنه ما زالت هناك بعض المشكلات القديمة بخصوص التعليم، تعد ثغرة الإنجاز إحداها، فمها كانت جودة النظام التعليمي، توجد فجوات في التحصيل التعليمي، التى قد تكون علامة على بعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية في بعض المجتمعات. وتشير فجوة الإنجاز أو ثغرة الإنجاز في التعليم إلى التفاوت في الأداء الأكاديمي بين فئات الطلاب. وتظهر في الدرجات، ودرجات الاختبار الموحد، واختيار الدورات الدراسية، ومعدلات الانقطاع عن الدراسة، ومعدلات إتمام الدراسة الجامعية. وفهو مصطلح يستخدم في أغلب الأحيان لوصف الفجوات المثيرة للقلق في الأداء بين الطلاب.

هناك ثلاث أنواع من الثغرات أو الفجوات هم: فجوات معرفية، فجوات تحفيزية وفجوات مؤسسية

وللتعامل مع الفجوة في الانجاز علينا التيقن من أنه لا توجد حلول مباشرة أو بسيطة لفجوة الإنجاز. لكن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لمعالجة أنواع مختلفة من الفجوات.

فما نحتاجه هو خطة شاملة تربط جميع النقاط وتوحد جميع الاستراتيجيات والنهج المحددة لسد فجوة الإنجاز.

فجوة الإنجاز مشكلة معقدة للغاية في التعليم. عندما نبدأ في حل جزءًا واحدًا من المشكلة الأكبر، فإننا نواجه العديد من المشكلات الأخرى التي لها آثار اجتماعية كبيرة وأثناء تحليل فجوة الإنجاز، نتعلم كيف يؤثر عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية على جميع الموطنين، إذًا كما قلنا لا توجد حلول قاطعة مباشرة. أفضل طريقة لسد فجوة الإنجاز هي تنفيذ تغييرات كبيرة لمعالجة الأسباب الجذرية في المجتمع.

المصادر

scholarworks

ncbi

frontiersin

vark-learn

verywellmind

edweek

كيف يتعلم الأطفال ضبط النفس؟

إن الحاجة إلى التحكم في الذات يُمكن أن يشعر البعض وكأنها مُضايقة في بعض الأحيان وشفقة أحيانًا أخرى، ولكن المهم والمطلوب هو تأثيرها القوي المذهل. يتعلق ضبط النفس بالقدرة على إدارة السلوكيات والعواطف للوصول إلى هدف طويل المدى.

لا يعني ذلك قطعًا أن الأطفال الذين يفتقرون إلى السيطرة على النفس، يفتقرون إلى الذكاء. أحيانًا يكون لدىأح الأفراد المتسرعون والذين يميلون إلى إلى المخاطرة نقاط قوة. وقد يصبحون مغامرين ومكتشفين وأصحاب مشاريع أو ربما مخترعين. لكن مع بعض المتاعب المتوقعة. وعلينا كأبوين أو رعاة مساعدتهم على إزالة العقبات والمتاعب من طريقهم قدرالإمكان، وتعلم الانضباط الذاتي وممارسة ضبط النفس هو أحد الأدوات السحرية في عملية التربية، لذا، يتساءل البالغون دائمًا: كيف يتعلم الأطفال ضبط النفس؟

ما هو الانضباط الذاتي لدى الأطفال؟

عُرف التحكم الذاتي بطرق عديدة مثل قوة الإرادة أو الانضباط الذاتي أو صوت الضمير الداخلي. لكن مهما كان تعريفك الخاص للانضباط الذاتي، فتظل وظيفة التحكم الذاتي هي القدرة على تنظيم نفسك وإدارة مهامك.

فالتحكم في الذات جزء من مجموعة من المهارات التي تسمح للأطفال والبالغين بإدارة أفكارهم وأفعالهم ومشاعرهم حتى يتمكنوا من إنجاز أمورهم، لذا يمنح الخبراء تلك المهارات سمة تنفيذية. فبالنسبة للأطفال، فإن تنظيم الجلوس، اللعب، مواعيد الوجبات والواجبات، وغيرها تنطوي على ممارسة التحكم والانضباط الذاتي بشكل مبسط، فهي مهارات تنمو مع الوقت.

وتقوم الرقابة الذاتية مباشرة على صنع القرار. فنقص السيطرة على النفس أثناء الطفولة المتمثل أكثر الأوقات في القليل من الطعام الممتع، أو وقت أكثر من المهام والواجبات المنزلية، مع القليل من نوبات الغضب. وعلى المدى القصي، قد تبدو الآثار المترتبة على هذه القرارات بسيطة إلى حد ما. ولكن أثناء مرحلة المراهقة، قد تكون عواقب سوء اتخاذ القرارات والافتقار إلى السيطرة على النفس وخيمة، سواء على المدى القصير أو الطويل.

ففي مرحلة المراهقة، تكون التجارب التي يتعرض إليها أطفالنا إلى حد كبير خارج أيدينا. هنا حيث يبدأون في اكتشاف من هم وأين وكيف يتلائمون مع العالم. ومستوى سيطرتهم على أنفسهم في هذه المرحلة من أهم الأمورالواجب عليهم ممارستها. لأنها ستلعب دورًا كبيرًا في اتخاذ قراراتهم وخوض تجاربهم، كذلك طريقة تطور دماغهم أثناء انتقالهم إلى مرحلة البلوغ. التحكم الذاتي في مرحلة الطفولة يؤدي إلى التحكم الذاتي في مرحلة المراهقة والذي بدوره يُهيئ دماغ طفلك للحياة.

كيف أصبح الانضباط الذاتي ضرورة؟

لقد حظيت دراسة نيوزيلندية  بإشادة دولية لضخامة بياناتها. إذ تابع الباحثون 1000 طفل منذ ولادتهم وحتى سن 32. فبدا الأطفال ذوو المستويات الأعلى من السيطرة على النفس في سن الخامسة كونهم أكثر عرضة “كبالغين” لأن يكونوا أكثر صحة وأكثر ثراء وأقل عرضة للإدمان أو الإدانة الجنائية.

من الناحية الدراسية، فإن للانضباط الذاتي أثر إيجابي على نتائج التعلم عمومًا، فهو العامل الرئيسي الذي يؤثر على المتعلم، إذا يسمح للمتعلم بتحقيق الأهداف الرئيسية.

ومن المعروف أن يميل عموم الأطفال إلى التمتع بمهارات ضعيفة في التنظيم الذاتي.

ولا يمكن إغفال وجود الكثير من التباين الفردي أيضًا. فبعض الأطفال لديهم المزيد من المشاكل في تنظيم أنفسهم، ويجدون صعوبة في ممارسة ذلك وتنظيمه.

ونعلم أن الكثير يعتمد على عمر الطفل. إذ يفتقر الأطفال الصغار إلى السيطرة الذاتية على الأطفال الأكبر سنًا. وتتطور السيطرة على النفس على مر السنين، مع حدوث بعض أكبر التغيرات بين سن 3 و 7 سنوات.

 وقد خلصت دراسة بارزة أجريت على مدى ثلاثة عقود إلى أن مستوى السيطرة على النفس لدى الأطفال البالغين من العمر خمس سنوات، هو أحد أكبر الأدلة على جودتهم الصحية والمالية، بالإضافة إلى نجاحهم كبالغين. ومعرفة كيفية زيادة السيطرة على النفس لدى الأطفال يمكن أن تساعدهم على السير على طريق يزدهرون ويتألقون فيه.

على الرغم من إشارة بعض الدراسات إلى أن الجينات تلعب دورًا في تشكيل تطور التنظيم الذاتي، إلا أنه يمكن أن يكون لدينا تأثير كبير على الطريقة التي يتصرف بها أطفالن ولكن، هل يستطيع الطفل مقاومة الإلهاءات؟ أيستطيع الإهتداء بالحافز الداخلي؟ هل يمكنه تأخير إشباع رغباته؟ أيمكنه رسم خططه المستقبلية والسير وفقًا لها؟

كيف نغرس ممارسة التنظيم الذاتي في سلوك الطفل؟

تؤكد الدراسات أن ذلك ممكن. يمكن بالفعل أن يستفيد الأطفال عندما نزيل أو نقلل الإغراءات والإلهاءات، وعندما نخلق بيئات تكافئ ضبط النفس. ويحتاج الأطفال أيضًا إلى رسائل تذكير في الوقت المناسب للبقاء على المسار الصحيح، ونصائح عملية ملموسة للبقاء على درب الدوافع، والتغلب على العقبات. وبصفتك الشخص البالغ أو المرشد في حياة طفلك، فإنك في وضع يسمح لك بتعزيز قدرتهم على النجاح وتحقيق العديد من الإنجازات في مرحلة البلوغ من خلال تعزيز قدرتهم على التحكم في الذات. فهل يمكن يمكن التدرج والوصول إلى الانضباط الذاتي عن طريق إزالة المشتتات والإلهاءات فقط؟ أم هو مسار يجب أن يسير فيه الطفل أيًا كانت المغريات؟ وكيف يمكن ذلك على أية حال؟

سنسرد لك بعض النقاط التي يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على ممارسة تطوير التحكم في الذات:

  • اخلق الفرص لذلك دائمًا

اتاحة الفرص التي يتعين عليهم فيها أن يقرروا ما إذا كانوا سيمارسون السيطرة على أنفسهم أو يستسلمون للإغراء. مثال على ذلك، التصرف في الأموال وادخارها، مع إيضاح مستوى التقدم كل فترة.

  • وضع الحدود

توفر الحدود فرصًا لتعلم كيفية التنظيم الذاتي. فإذا لم تكن هناك حدود، إذًا من المستحيل تقريبا بالنسبة للطفل أن يعرف متى يحتاج إلى اللجوء إلى التحكم الذاتي. من المهم أن يعرفوا أين هي الحدود.

  • خلو البيئة المحيطة من الإجهاد قدر الإمكان

يعمل الإجهاد دائما على تعطيل المكابح العقلية، فالطفل في حالة التعب أو الإرهاق يفقد هدوءه، ويجد صعوبة في السيطرة على ذاته، كولي أمر عليك تقليل المشتتات ليسهل سيطرته على نفسه كطفل.

 وأشهر مثال على تلك الحالة هي المعركة القائمة بإستمرار أمام المحال التجارية أو محلات الألعاب، لا يمكنك إخفاء المحال من أمام أعينه، لكن يمكنك التحدث معه قبل الخروج، مؤكدًا له أنك متفهم أنه يريد شراء أشياء أو ألعاب لكن ليس هذا هو اليوم المناسب، وعليكما ترتيب تلك الأشياء وكتابتها سويًا في وقت لاحق، وهنا عليك الإلتزام بخطة زمنية للشراء. في تلك الحالة تكون قد جنبته الرغبة الحثيثة في الشراء هذا اليوم، وجنبته الارهاق النفسي في إقناعك بالشراء.

  • اترك له بعض المساحة

أنت أولًا وأخيرًا تتعامل مع طفل، يحب أن يشعر بالاستقلال وحرية الإرادة، فستجده لن يلتزم طول الوقت بخطه تضعها له، طالما الحدود موضوعة وواضحة، فلا قلق، فقط عدِد وضعه باستمرار في الواقف التي تُذكره بضرورة ضبط النفس والتحكم في الرغبات.

  • علمهم كيف يصرفون انتباههم (الصمود)

دائمًا ما يكون الانتظار قاسي جدًا على الأطفال، فهو يدفع الأطفال في التفكير المستمر فيما يريدون القيام به، لكن مهم جدًا تعويدهم الصمود والانتظار، وخلق المواقف لممارسة ذلك باستمرار، تعمد جعلهم يقومون بنشاط آخر بينما هم منغمسون في الانتظار، مع بعض المجهود الذهني.

  •  تعزيز وعيهم الذاتي

كلما زاد الوعي الذاتي لدى طفلك، كلما زادت سيطرته على سلوكه. ساعده على فهم الأشياء التي تميل إلى تقليل قدرته على ضبط النفس. استكشف قبله ما يحدث قبل أن يتخذ قرارات متهورة. ساعده يفهم نفسه بصدق وواقعية، هل هو يشعر بالتعب؟ هل هو إجهاد؟ أم جوع؟ ربما ملل أوقلق؟ دعه هو يجيب عن سؤاله لنفسه، فكلما زاد وعيه، كلما زاد تمكنه من الانصراف عن الأشياء التي تميل إلى إضعاف قدرته على ضبط النفس.

أخيرًا

من الطبيعي أن يحبط الأطفال أحيانًا، أو يندفعوا أحيانًا أخرى. سيجد كل طفل أسلوب لشق طريقة في العالم. وضبط النفس كبناء يُبنى بمرور الوقت، ولا هناك عجلة لهم لأن يصبحوا خبراء. فهي صفة يمكن تعزيزها مهما كانت أعمارهم. من البديهي أن يستغرق بناء الإنسان الصحي الواعي القوي وقتًا. كل ما عليك القيام به كمُرشد وموجه هو توفير الفرص التي سترعاهم بشكل جيد، وإرشادهم لكي يكونوا أفرادًا مميزين وناجحين لأنهم يستحقون منك أن تبذل المجهود لكي يُصبحوا كذلك.

المصـــــادر

pnas

ncbi

americanscientist

mackillop

kidshealth

sciencedirectassets

ما أهمية تعلم الأطفال اللغات؟

بغض النظرعن خططك للمستقبل، التحدث أكثر من لغة واحدة هو دائمًا مهارة مفيدة بشكل كبير. لاسيما مع الأطفال خاصة مع نموهم في سن الطفولة ثم المراهقة، فإن ممارسة مهارات لغوية جديدة توفر لهم فرصة لفهم العالم من منظور جديد بل ومختلف تمامًا، وتشجعهم على تبني عادات جديدة وفروق ثقافية دقيقة. إذن ما أهمية تعلم الأطفال اللغات؟ وما هي أفضل الطرق التي تُمكن الطفل من تعلم لغة جديدة؟ ستجيبك المقالة التالية عن تلك الأسئلة.

ما المقصود بتعلم لغة جديدة؟

يمكن اليمكن الإشارة إلى تعلم لغة جديدة على أنه الدفع بعقلك إلى الإلمام بقواعد نحوية ومفردات جديدة. لاستخدامها في التواصل مع الآخرين، أو التعرف على ثقافة ما. ذلك عن طريق السماح لذاكرتك على التدريب على تذكر الكلمات الجديدة، والقيام بالاتصالات والربط بينها، واستخدامها في المواقف السياقية.[1]

مدى أهمية تعلم اللغات للأطفال

تغذي اللغات شعور الأطفال بالتعاطف والتفاهم تجاه الآخرين في وقت حرج من نموهم، كما تفتح أيضًا مسارات جديدة للنجاح المهني في مكان العمل المعولم. فأيًا كان الوقت، لم يكن من المبكر أبدًا أن نبدأ في تعلم الطفل للغة أخرى جديدة. فهي عملية ممتعة، تعزز النمو الصحي، و لن تتوقف فوائدها المعرفية والاجتماعية العديدة مدى الحياة. تلك هي  بعض الأسباب التي تجعل تعلم اللغة أمرًا يضيف لطفلك في مهارات عديدة، بل وعديدة:[2]

التعلم المبكر أسهل وأسرع ويدوم طويلًا

الأطفال الذين يتعلمون لغة أخرى قبل سن الخامسة يستخدمون نفس الجزء من الدماغ للحصول على تلك اللغة الثانية التي يستخدمونها لتعلم لغتهم الأم. tالمتعلمين الأصغر سنًا لا يعوقهم الخوف من ارتكاب الأخطاء، وهو ما يشكل في بعض الأحيان عقبة أمام المبتدئين الأكبر سنًا. بالإضافة إلى أن طول الوقت الذي يستطيع الطالب تكريسه لتعلم اللغة له علاقة مباشرة وإيجابية بالنمو الإدراكي. كما أن الإستمرارية تيتيح الفرصة للمتعلمين للنمو جنبًا إلى جنب مع اللغة والثقافة الإضافيتين، مما يطوّر صلة أعمق مع نضوجهم.[3]

توسيع الأُفق

تظهر الأبحاث أن تعلم لغة ثانية يعزز مهارات حل المشاكل، والتفكير النقدي، ومهارات الاستماع، بالإضافة إلى تحسين الذاكرة، والتركيز، والقدرة على تعدد المهام. كما يظهر الأطفال الذين يتقنون اللغات الأخرى علامات على تعزيز الإبداع والمرونة العقلية.[3]

تعزيز إنجازهم الأكاديمي

والفوائد الإدراكية لتعلم اللغة لها تأثير مباشر على التحصيل الأكاديمي للطفل. وبالمقارنة مع أولئك الذين لا يملكون لغة إضافية، فإن الأطفال ثنائي اللغة يطورون مهارات أسرع وأفضل للقراءة والكتابة والرياضيات، وهم يحصلون بشكل عام على درجات أعلى في الاختبارات الموحدة.[4]

نمو الحس الفضولي وتكوين شخصياتهم

فقد يُظهرالأطفال الذين يتعرضون مبكرًا للغات أخرى مواقف أكثر إيجابية إزاء الثقافات المرتبطة بتلك اللغات. وتجربة تعلم لغة ما تُفتح عيونهم على العالم بطرق لم يكونوا ليتعرضوا لها إلا بتعلم لغات جديدة. عندما يتعلم الأطفال لغة جديدة، لابد وأن يتعرفو بالعادات والقيم التي تنتمي إلى مجتمع اللغة –وهو مجتمع مختلف- . وهذا ما يشجعهم على التفكير من وجهة نظر جديدة في تحسين الحساسية الثقافية. وفي وقت حرج من نموهم، يتعرض الأطفال لطرق جديدة لرؤية العالم وتقدير من أين يأتي الآخرون مما يؤثر بشكل كبير في تحديد شخصياتهم.[4]

لا تترد في الدفع بطفلك ليتعلم لغة أو اثنتين، بل وثلاثة

خلافًا للاعتقاد السائد، لا يخلط الأطفال الصغاربين اللغات،ولايحدث تشتت بإدخال لغات متعددة في نفس الوقت. لإن اكتساب لغة ثانية في وقت مبكر من الحياة يدفع دماغ الطفل إلى تعلم لغات أخرى متعددة، الأمر الذي يفتح المجال أمام عالم من الفرص في وقت لاحق.

لتعلم أكثر من لغة فوائد صحية

التحدث بلغات متعددة يمكن أن يبطئ الإصابة بالألزهايمر وتأخير الخرف. باستخدام مستقبلات مختلفة، يجد الدماغ طرق جديدة تمامًا لمعالجة المعلومات، وهذا يساعد على حماية وظيفته.[5]

يرتبط تعدد اللغات بارتفاع الدخل

فقد أظهرت عدة دراسات وجود ارتباط بين تعدد اللغات وإمكانات الكسب. وتتسع مجالات وفرص الوظائف المتاحة، لأن هناك فرصًا للعثور على فرص عمل، بل مناصب في بلدان أخرى، كما أن أصحاب العمل يُقدرون هذه المهارات لأنها ترتبط بمهارات اتصال قوية وبعقلية دولية.[6]

تعلم اللغات يوسع النظرة للعالم الخارجي

لكل لغة أسلوبها الخاص، وألفاظها، ومراجعها الثقافية وتراثها. والأطفال الذين يتعرضون لهذه السمات؛ والأفكارالتي تمثلها الللغة، والمفردات الجديدة والتباين النحوي، تطور نفسها وتتسلح بالأدوات اللازمة لفهم العالم بطرق جديدة تمامًا.[4]

كيف يتعلم الأطفال اللغات؟

في مجال الطفولة المبكرة، الصمت ليس من ذهب. فالكلمات المنطوقة هي فرص للتعلم ينبغي أن تحدث طوال اليوم، لا سيما أثناء المحادثات بين الأطفال وبين المعلمين والأطفال

واللغة البشرية طريقة معروفة للتواصل. ولا يوجد شكل آخر من أشكال الاتصال في العالم الطبيعي ينقل الكثير من المعلومات في هذه الفترة الزمنية القصيرة مثلما يفعل التواصل باللغة.

من الملاحظ أنه في غضون ثلاث سنوات قصيرة يمكن للطفل أن يسمع أو يحاكي أو يستكشف أو يمارس، في المجمل هو يتعلم “اللغة”.

ولا توجد شفرة جينية تدفع الطفل إلى التحدث بالإنجليزية أو الإسبانية أو اليابانية. اللغة متعلّمة. نحن وُلدنا ولدينا القدرة على صنع قرابة 40 صوت وعلم الوراثة يسمح لدماغنا بصنع روابط بين الأصوات والأشياء أو الأفعال أو الأفكار…، ويسمح الجمع بين هذه القدرات بإنشاء لغة. فالأصوات أصبح لها معنى.

اكتساب اللغة هو نتاج تعلم نشط ومتكرر ومعقد. ويتعلم دماغ الطفل ويتغير أثناء اكتساب اللغة في السنوات الست الأولى من حياته أكثر من أي قدرة إدراكية أخرى يعمل على اكتسابها. وكما ذكرنا سابقًا يمكن أن تكون عملية التعلم هذه أسهل للأطفال عن الكبار خاصةً عندما يكون الكبار مشاركين نشطين.

وتطوير اللغة نفسها عملية مذهلة. ومن المثير للاهتمام أن جميع الأطفال، بغض النظر عن اللغة التي يتحدث بها آباؤهم، يتعلمون اللغة بنفس الطريقة، فتؤثرعوامل مختلفة كثيرة على الوقت الذي تستغرقه تلك العملية.[7]

وهناك ثلاث مراحل من تطور اللغات تحدث في نمط مألوف. لذا، عندما يتعلم الأطفال التحدث أو الفهم والتواصل، فإنهم يتابعون سلسلة متوقعة من المعالم عندما يبدأون في إتقان لغتهم الأصلية.

المرحلة الأولى: تعلم الأصوات

عندما يولد الأطفال، يمكنهم سماع وتمييز جميع الأصوات في جميع اللغات في العالم. حوالي 150 صوت في حوالي 6500 لغة، رغم أنه لا توجد لغة تستخدم كل تلك الأصوات التي تسمى “الصوتيات”. فالإنجليزية مثلًا لديها حوالي 44.2 صوت، وهناك بعض اللغات تستخدم أكثر والبعض يستخدم أقل.

 وفي هذه المرحلة يتعلم الأطفال (تُنتقى) الأصوات التى تُستخدم في اللغة التى ينتمي إليها الطفل.

أفضل طريقة لتعزيز تطوير اللغة للأطفال ببساطة هي التحدث مع طفلك. ويتعلم الأطفال من خلال الاستماع إلى العالم من حولهم، لذا، فكلما زادت اللغة التي يتعرضون لها كلما كانت فرصة التعلم أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك إسقاط الكلمات على أفعالهم. التحدث معهم والدفع بهم في محادثات. ومع ذلك، فمجرد التحدث معهم باهتمام يكفي لكي يلتقطوا اللغة.

وعلى الرغم من أن جميع الأطفال يتعلمون في المراحل الأساسية المعروفة، فإن اللغة تتطور بمعدلات مختلفة بين الأطفال.

حديثي الولادة: عندما يولد الأطفال، يمكنهم بالفعل الاستجابة لإيقاع اللغة. يمكنهم التعرف على الوتيرة التى يتحدث بها الشخص، وإيقاع الكلام.

في عُمر 4 أشهر، يمكن للأطفال أن يميزوا بين الأصوات اللغوية والضوضاء الأخرى. على سبيل المثال، يعرفون الفرق بين الكلمة المنطوقة والتصفيق.

بحلول 6 أشهر، يبدأ الأطفال في الثرثرة وهذه هي أول علامة على أن الطفل يتعلم لغة. الأطفال الآن قادرون على صنع كل الأصوات بكل لغات العالم، وبحلول السنة، ستُنتقى الأصوات لتُمارس الأصوات التى تنتمي للغة التى يُراد للطفل أن يتعلمها، وتضمر تلك التي ليست جزءًا من اللغة التي يتعلمها.

 المرحلة الثانية: تعلم الكلمات

في هذه المرحلة ، يتعلم الأطفال كيفية خلق المعنى من أصوات اللغة.

خطوة هامة لأن كل ما نقوله هو حقًا مجرد سلسلة من الأصوات. لجعل هذه الأصوات منطقية، يجب أن يكون الطفل قادرًا على التعرف على حيث تنتهي كلمة واحدة وتبدأ أخرى. العملية التي تُسمى “حدود الكلمات”

في كثير من الأحيان يمكن مساعدة طفلك على بناء مهاراتهم اللغوية عن طريق القراءة لهم. وبطبيعة الحال، يستمر الأطفال في إجراء محادثات مركزة على الأطفال معهم كما أظهرت الدراسات أن الأطفال يتعلمون اللغة على أفضل وجه في السياق الاجتماعي. وهناك طريقة أخرى لتشجيع مهاراتهم في مجال التواصل والمهارات الاجتماعية تتلخص في تقليد أصواتهم (مثل ثرثرتهم) وقولها لهم مرة أخرى. ومن بين هذه الطرق: يمكنك أيضًا أن تعكس تعابير وجوههم وتصف أفعالهم فضلًا عن سرد ما يحدث حولهم.

مع تطور طفلك خلال النصف الثاني من عامهم الأول وحتى مرحلة البلوغ، فإن قدرتهم على إصدار الأصوات والرد على المحادثات تستمر في التحسن.

في عمر 8 أشهر: وعلى الرغم من أنهم يعترفون بهذه المجموعات الصوتية على أنها كلمات، فإنهم ما زالوا يتعلمون معنى هذه الكلمات. ومن الأرجح أن يفهم الأطفال في هذه السن معنى الكلمات المتصلة بتجاربهم اليومية ، ولا سيما الكلمات الخاصة بالغذاء واللعب.

في عمر 12 شهرًا، عند هذه النقطة الأطفال قادرون على ربط المعاني بالكلمات. بمجرد أن يتمكنوا من فعل ذلك،  يمكنهم البدء في بناء مفردات. كما يبدأون بتقليد كلمات جديدة يسمعونها.

  وفي عُمر 18 شهرًا: يمكن للأطفال معرفة كيفية استخدام الكلمات التي يتعلمونها من أجل التواصل. وفي هذه المرحلة من تطور اللغة، يتمكن الأطفال من إدراك الفرق بين الأسماء والأفعال. (على الأرجح أغلب الكلمات المُتعلمة هي أسماء وليست أفعال)

المرحلة الثالثة: تعلم الجُمل

وخلال هذه المرحلة، يتعلم الأطفال كيفية خلق الجمل. مما يعني أنها يمكن أن تضع الكلمات في الترتيب الصحيح. كما يتعلم الأطفال الفرق بين الصحة النحوية والمعنى. ولتعزيز تطوير اللغة خلال هذه المرحلة نموذج عادات الكلام الجيدة والتواصل السليم من خلال التحدث بوضوح، والنظر إليهم أثناء التحدث في العين، وعدم الانقطاع، وإعطائهم فرصة للحديث. يمكنك أيضا أن تضيف إلى ما يقولون لإعطائهم فكرة إضافية أكثر تعقيدًا للتعبيرعن أفكارهم وطلباتهم. اسأل طفلك الكثير من الأسئلة وشجع أسئلتهم أيضًا على مواصلة الحوار.

في عمر 24 شهرًا: يبدأ الأطفال بالتحدث مُستخدمين أكثر من إسم وفعل ويكتسبون فهماً لهيكل الجملة الأساسي. كما يستطيعون تمييز الترتيب الصحيح للكلمات في جملة ويمكنهم خلق جمل بسيطة.

بعد 3 سنوات: ومع نموهم، يستمر الأطفال في توسيع مفرداتهم وتطوير لغة أكثر تعقيدًا. ويظل استخدامهم للغة لا يشبه تمامًا لغة البالغين حتى سن الحادية عشرة تقريبًا.[7]

ماذا عليك فعله كأحد الوالدين لتساعد طفلك على تعلم لغة جديدة؟

اخلق مسارًا من المحادثات المستمرة بينكم أو مع رفاقهم. التحدث مع الأطفال وتشجيعهم على إجراء محادثات مع بعضهم البعض. عدة مرات خلال اليوم، مساعدة الأطفال على ممارسة “المناقشة” حول مواضيع مختلفة، يمكنك مشاركة رفاقهم المحادثة. المواضيع تكون بسيطة، قد تشمل ما فعلوا خلال عطلة نهاية الأسبوع، رأيهم حول قصة، شخصيات مؤثرة في كتاب قرأته لهم للتو، أو شاهدوها في فيلم قصير.

استخدم الكلمات حسب الموضوع. استخدم ألعاب الكلمات لمساعدة الأطفال على تعلم القافية، وفهم المعارضات، وإيجاد أكبر عدد ممكن من الكلمات لوصف كائن ما، وتعلم أسماء الأشياء الجديدة. يمكنك جعل هذا أكثر إثارة عن طريق اختيار موضوع لتوجيه هذا.

إشراك الأطفال في تمارين الاستماع. وكثيرًا ما ننسى أن اللغة متقبلة ومعبرة على حد سواء. تأكد من أن الأطفال لا مجرد مقلدين للكلمات، بل يتعلمون مما يقولون. ومن الضروري أن يستمع الأطفال إلى ما يسمعونه ويتلقونه بدقة وأن يعالجونه بفعالية.

مارسوا تدريبات حيث يُطلب من الأطفال إعادة ما سمعوك تقوله، من المتوقع أنه في كثير من الأحيان إ قد تكون تفسيراتهم متنوعة وغير دقيقة كل مرة.

ما هي بعض وسائل تعلم اللغة؟

التعلم من خلال القصائد

من المفيد تعلم النصوص باللغات الأجنبية عن ظهر قلب لأنها تساعد على تنشيط المفردات والنصوص في الوقت الذي تحسن فيه نطق هذه المفردات. الكثير من الأطفال يميلون لتعلم الأغاني، القصائد، وحتى الأمثال. جميعها تلعب دورًا كبيرًا في تطوير الطلاقة اللغوية..

مع الشعر والقافية، يستقبل دماغنا تلقائيًا إشارة أن بنية النص مهمة، مما يجعلنا نتذكرها. الشعر هو أيضًا أكثر تعبيرًا وإبداعًا وعاطفية من النثر، ويساعد أيضًا ذاكرتنا.

عندما تختار القصائد والقوافي لتساعدك على تعليم طفلك لغة ما، تذكر أنها يجب أن تراعي أن:

الأطفال لديهم اهتمام قصير الأمد وغالبًا ما يكافحون من أجل الحفاظ على التركيز.

الأطفال أكثر عرضة لتذكر القافية أو القصيدة أو القصة إذا فهموا معناها.

لا تتضمن القصيدة سوى قواعد قواعد مألوفة: لأن القواعد المجهولة يمكن أن تكون مربكة ومخيفة للأطفال

تحتوي  القصيدة على كلمات مألوفة في معظمها: لأن الكلمات الجديدة والصعبة من المرجح أن تُصرف الانتباه عن التعلم.

التعلم من خلال الأغاني

والأسهل من تعلم اللغة من خلال الشِعر والقوافي هو اللتعلم من خلال الأغاني، ويرجع هذا إلى أن الموسيقى، وفقاً للعلم، تساعدنا على تذكر الأشياء بشكل أفضل من خلال تقطيع المعلومات، إذ نقوم بتجميع أجزاء فردية من المعلومات معًا إلى وحدات أكبر حجمًا. ذاكرتنا قصيرة المدى يمكن أن تحمل فقط حوالي 7 وحدات من المعلومات في كل مرة، والموسيقى تسمح لنا بقطع كلمات معا من خلال ربط الكلمات والعبارات في أغنية، مما يجعل من الأرجح أننا سوف نتذكر الأغنية عن طريق القطع التي تحملها.

ومن الأفضل تعليم أطفالك الأغاني عن طريق مرافقتهم بالحركات لأن الأطفال يحبون التنقل والرقص. فالنشاط الممتع يساعد الأطفال على تعلم لغة، وهم أكثر عرضة لتذكرها إذا تعلموها بينما يستمتعون بأنفسهم.

تعلم اللغة من خلال الأنشطة

التعلم عن طريق الألعاب

ينصح علماء النفس من جميع أنحاء العالم بتعليم الأطفال أي شيء بطريقة مبهجة لأن اللعب يساعد على تغذية الخيال ويعطي الطفل إحساسًا بالمغامرة. اللعب هو في الواقع أفضل طريقة لتعلم لغة للأطفال الصغار، وفقًا للخبراء. ومن خلاله، يمكنهم تعلم المهارات الأساسية مثل حل المشاكل، والعمل مع الآخرين والمشاركة لاسيما المهارات اللغوية.

إذا قررت تعليم ابنك لغة من خلال اللعب، احرص على الاستعانة بالألعاب القصيرة، دائمًا تذكر أن طول انتباه الطفل قصير. فلا تزيد مدة اللعب مع الأطفال أكثر من 30 دقيقة أو ساعة على أقصى تقدير.

التعلم من خلال جمع الأشياء

يمكن استغلال حُب الأطفال لجمع الأشياء في تعلم لغة جديدة، على سبيل المثال، الزهور، أو الأوراق بالخارج! هذا لأنه يسمح لهم بقضاء وقت خارج الطبيعة بينما يعبرون عن فرديتهم من خلال اهتمامهم الخاص والعثور على الأشياء التي يمكنهم تقديمها للآخرين. فكرة عظيمة لتعلم اللغة هي أن تطلب من طفلك جمع بعض الأشياء التي يحبونها ، لتنظيم معرض صغير، وكتابة عنوان لكل معرض بلغة أخرى.

الأفكار الابتكارية

نشاط آخر يحبه الأطفال هو الأعمال اليدوية الابتكارية، فالأطفال يحبون قضاء الوقت مع والديهم حينما يصنعون شيئًا. وتساعد الأنشطة التي تسلط الضوء على مهارات الأطفال على تطوير إبداعهم،

فمثلًا، إنشاء بطاقات المعايدة باللغة المطلوب تعلمها، طهي وجبة جديدة مع الطفل مع التركيز على تعلم أسماء محتوايتها باللغة المستهدفة، صنع أشكالًا للحيوانات والنباتات لتعلم أسمائها باللغة الجديدة، وهكذا…

المصادر

[1]middlebury

[2]cambridgeenglish

[3]opentextbc

[4]uchicago

[5]mayoclinic

[6]ncbi

[7]verywellfamily

التبني تجربة اجتماعية أم تحدٍ تربوي؟

التبني هو علاقة يقوم فيها زوجان أو أسرة بالحصول على صلاحية انضمام طفلٍ لا يمكن لوالديه البيولوجيين تربيته لأي سبب. فيعتبر نقلًا قانونيًا لجميع حقوق الطفل إلى الزوجين أو الأسرة، ويتوجب على الوالدين المتبنيين الالتزام بحقوق الطفل، من رعاية كاملة وتربية، فيحصل على جميع الفوائد العاطفية والاجتماعية[1]. سنتناول في هذه المقالة لمحة تاريخية عن التبني، وسنحاول معرفة هل التبني تجربة اجتماعية أم تحدٍ تربوي؟

لمحة تاريخية عن التبني

يوجد مفهوم التبني في مختلف الثقافات والبلدان ويمكن أن نتتبعه حتى روما القديمة، حيث المنشأ، متتبعين رحلة تطوره قوميًا ثم دوليًا.

ظهرت الصورة الأولى لنظام التبني في القرن السادس. فحسب نصوص القانون الروماني Codex Justinianeus. فإنه يمكن للحاكم أو البطريرك أن يستعين بطفل من أسرة أخرى “نبيلة” في حالة احتمالية وفاته دون وريث”ذكر”. فكان هدفه تقليديًا هو مواصلة خط الذكور لأغراض الإرث والوراثة؛ وكان معظم المتبنين من الذكور. إذ تلجأ الأسرة الحاكمة لتبني طفل من أسرة ذات عدد كبير من الأطفال. فيتمتع هذا الطفل بكافة الحقوق التى قد يتمتع بها الطفل الحقيقي للأسرة في حال وجوده. كما يرث كباقي أفراد الأسرة الجديدة.

واستمر التبني في هذا السياق إلى حدود الإمبراطورية البيزنطية (330 إلى 1453) حتى أواخر العصور الوسطى (1300 إلى 1500) . ثم بدأت القوانين تتغير، إذ لم يسمح القانون الفرنسي بالتبني، كما حظر القانون الإيطالي والقانون العام الإنجليزي التبني حظرًا صريحًا. وذلك بسبب التحول في السياسية خلال تلك الفترة (فترة العصور الوسطى). إذ أُعيدت صياغة قوانين المواريث وأصبح الميراث قاصرًا على صِلات القرابة بالدم فقط. في محاولة للحفاظ على أعراق الأسر المالكة والتحكم في الثروات المملوكة لها.

في ذلك الوقت، كان هناك أطفال بحاجة للتبني، ومع حظر تبنى الأطفال، بدأ إيداع الأطفال فاقدي العائل في مبانٍ وطنية أو مراكز دينية. حيث اعتنى بهم مسؤولي الدير أو المؤسسة الدينية. وعندما يشتد عضد الطفل ويكبر، يقوم بالخدمة في هذا الدير أو المؤسسة التي تولت رعايته. ومع تزايد عدد الأطفال عديمي المأوى، بدأت الكنيسة في تنظيم الممارسة المؤدية إلى ظهور دور الأيتام الرسمية الأولى في أوروبا.

ثم توسعت مراكز الرعاية تلك بسرعة إلى خارج الكنيسة. وسرعان ما تم الزّج بالأطفال كقوة عاملة في القطاع العام والخاص دون النظر إلى حقوقهم من الدعم. ثم ولدت فكرة استعباد الكفلاء كفرصة لنقل الأطفال من دور الأيتام المزدحمة إلى كفالة أُسر تُعلم الطفل حرفة أو مهنة ليعول نفسه أو أسرته الكافلة. وغالبًا ما يتم إجبارهم على التلمذة الصناعية تلك حتى بلوغهم سن الرشد.

واستمر هذا الشكل من العبودية بإسم التبني حتى متصف القرن التاسع عشر. حين ظهر سياق أيديولوجي جديد وهو النظر في أهمية دور الجماعة في حياة الفرد. فبرزت أهمية رفاه الأطفال عديمي الأُسر، واعتبار التبني وسيلة لتعزيز مصلحة الطفل وتوفير مناخ أفضل لتنشئته.[2]

أول قانون للتبني

في عام 1851، صدر قانون ماساتشوستس لتبني الأطفال. والذي يقتضي بضرورة تأكد القاضي من حصول الوالدين المتبنيين على موافقة الوالدين البيولوجيين أو الوصي على الطفل. بالإضافة إلى ضرورة التأكد وإثبات القدرة والإمكانات الكافية لتربية الطفل المتبني بما في ذلك توفير فرصة التعليم المناسبة له. وتُترك الموافقة على قرار التبني للقاضي. مما جعل مسألة التبني إحدى شؤون الدولة وتتم تحت إشرافها. ويعتبر قانون ماساتشوستس هو أول قانون تبني يهدف إلى حماية حقوق الطفل.[3]

واستمرت فكرة التبني في النمو والتحور مرورًا بفكرة قطارات الأيتام وذلك نتيجة اكتظاظ دور الأيتام بالأطفال بعد أن أوقفت الحرب الأهلية حالات التبني. فجاء تشارلز لورينغ برايس، مدير جمعية نيويورك لمساعدة الأطفال بفكرة قطارات الأيتام، وهي فكرة قائمة على نقل الأطفال من المدن مثل نيويورك وبوستن إلى الغرب الأمريكي، لتتبناهم أُسر تقوم على رعايتهم وتشغيلهم في نفس الوقت. وقد كانت بعض تلك الأسر جيدة وصالحة بينما كان بعضها الآخر سيئًا وغير مُخول برعاية الطفل، إذ تعرضه لأسوأ معاملة.[4]

التبني دوليًا

بدأ تاريخ التبني الدولي بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية. إذ أُرسل الأطفال اليتامى من ألمانيا إلى الأسر في اليونان واليابان وحتى الولايات المتحدة. فكانت الأسر في الولايات المتحدة ترسل وكيلًا إلى المحكمة لإكمال إجراءات عملية التبني في بلد المنشأ للطفل. ولهذا وصفت بكونها “تبني بالوكالة”. وقد استمرت بل وتزايدت عمليات التبني تلك، خاصة في أعقاب الحروب الفيتنامية والكورية.

استمر”التبني بالوكالة” حتى عام 1955، حينما مارس هاري وبيرثا هولت الضغط على الكونجرس لتولي مسؤولية عمليات التبني المستجدة. فأُنشئت أول وكالة دولية للتبني باسم وكالة هولت الدولية لخدمات الأطفال. والتى ما تزال قائمة حتى اليوم.[5]

التبني حتى يومنا هذا

منذ الستينات، نما نشاط الوكالات في تحديد أو تصنيف الأطفال المنتظرين في دور الرعاية. فقد وصف بعضهم بأن لهم احتياجات خاصة بعد تشخيص إعاقة. أو صنّفوا حسب أعمارهم، أو تم وضعهم كمجموعات أخوية. وقد يصنفون حسب العرق أيضا. ومنذ تلك الفترة زاد قبول تبني الأطفال ذوي الرعاية الخاصة للإهتمام بتعليمهم. واستمرت عمليات التبني في التوسع والإزدياد، فعندما فتحت الصين أبوبها أمام فرص التبني عام 1992، ارتفعت أعداد حالات التبني إلى عنان السماء.[6]

وخلال عام 2004 (ذروة التبني الدولي) تمت 22.990 حالة تبني من بلد أجنبي إلى الولايات المتحدة. وخلال العام نفسه حدثت 45.288 حالة تبني في العالم كله. وقد اكتسب الأمر أهمية بالغة لضمان حق الطفل المُتبنى في التعليم، فقد نشأت اتفاقية لاهاي عام 1993 لتكفل حقوق الطفل المدفوعة والحرص على أخلاقية ومشروعية إجراءات التبني. خاصةً بعد إحاطة أكثر عمليات التبني الدولي بشائعات الفساد مما أدى إلى إغلاق بعض الدول أبوابها وقوانينها الباب في وجه عمليات التبني عامةً.[7]

الأبوة والأمومة سلوك يتسم بالتحدي لأطفال التبني

يواجه الآباء بالتبني معرفة ما الذي يدفع طفلهم إلى التصرف بالطريقة التي يتصرفون بها وما يمكنهم فعله لمساعدتهم على التعامل.

من المهم إدراك واستيعاب أن الصدمة النفسية التي عانى أو يعاني منها الطفل قبل أن ينضم لأسرتك يمكن أن تظهر في سلوكه، مستواه التحصيلي،.. فلابد من استيعابها وتسلحك بالموارد المناسبة للتعامل مع الطفل وتهذيبه ودعمه. ولتعلم أن مرحلة انتقال الطفل إلى منزلك ليست النهاية، وأنها مرحلة خطرة لابد من الاستعداد المناسب لها. فمن المهم إدراك تلك الحقيقة الصعبة. فبناء المهارات للوالدين مهمة ليست سهلة وعلينا أن نقوم بالعمل لمعرفة ما يحتاج إليه طفلنا كي ينجح، كما نحتاج أيضًا إلى معرفة ما يجري داخلنا والذي قد يحوُل دون نجاح الطفل في بيوتنا.

علي مدى سنتين، أجريت دراسة على بعض الأطفال المُتبنين مؤخرًا من مؤسسات الرعاية، يظهر الأطفال تحسنًا كبيرًا لكن غير كامل من ناحية معالم النمو. فقد بُنيت الدراسة على الفحص البدني وتقييم كفاءة عمل الغدد ونمو العظام، كذلك الاختبارات المعرفية العصبية، والفحوصات السلوكية. خلصت الدراسة إلى أن الأطفال يعانون من عجز وخلل في النمو المعرفي مع تحسن الضوابط والمؤثرات. فالتماسك الأسري وإتاحة فرصة التعبير عن الذات عاملان مهمان للتطور السلوكي المعرفي، ويطوران مشاكل سلوكية أقل. والعكس، فالتنازع الأسري وزيادة فرض القواعد والتقييد يطوران خللا معرفيا وسلوكيا.[8]

إذ تؤدي البيئة الأسرية المتماسكة إلى تخفيف حدة المحن والخبرات القاسية السابقة لدي الأطفال الصغار. بينما تركز النزاعات الأسرية على تذكر الشدائد السابقة.

 وتؤثر عوامل أخرى كثيرة على نمو الطفل. فهناك عاملان يشيعان عند آباء الأطفال الحاضنين أو المتبنين هما الصدمة وتأخر النمو. فكما ذكرنا سابقًا فإن سوء الأحوال الأسرية هو مجرد مثير للصدمة التي تعرض لها الطفل سابقًا. والتأخيرات في النمو يمكن أحيانًا أن تكون سابقة أو تتعايش مع الصدمات الناجمة عن الإساءة أو الإهمال التي تعرض لها أطفالنا.

المسائل السلوكية والعاطفية في الأطفال المتبنين

إن الأطفال المتبنين لديهم سلوكيات واحتياجات فردية كمثل الأطفال الطبيعيين، بل قد تتطلب السلوكيات التي طورت وتشكلت في الحياة المؤسسية أو دور الرعاية، بالإضافة إلى تلك التي تنتج عن اضطراب كبير في الحياة أو نتيجة التعرض إلى صدمة، اهتمامًا خاصًا. والأسرة المتبنية هي المسؤولة عن تولي مهام التربية والتهذيب والتطوير، والأخذ في الاعتبار أن المعاملة المناسبة للطفل المتبني ذو التاريخ المختلف من الخبرات والصدمات قد تكون مختلفة عن المعاملة المناسبة للأطفال البيولوجيين، إنه حقًا تحدٍ كبير!

قد يكون للأطفال المتبنيين مشاكل سلوكية مثل نوبات الغضب العنيفة أو التحفيز الذاتي الحسي في أوقات التوتر أو الإثارة، وقد يمتثلون أيضًا لسلوكيات مُعارضة أو عدوانية أو اكتئاب  أو قلق.

كما قد تؤثر الاختلافات الثقافية أيضًا على سلوك الطفل بطرق لا يسهل على الأسرة إدراكها. كما قد يصعب على الأطفال الجدد في الأسرة (المتبنون) فهم عواطف الآخرين مما يتسبب في حدوث فجوة اجتماعية. من الممكن أيضًا أن تتعارض السلوكيات السابق تطورها ( في دور الرعاية) مع السلوكيات الجديدة المرغوبة أو غير اللائقة في الأسرة. لعل أحد أهم المعضلات هو التعلق، التعلق وتنمية الثقة بين الطفل وأفراد الأسرة، والأسرة كلها ككيان. والسنوات القليلة الأولى في حياة الفرد هي الأضعف والأنسب لتطور التعلق، فيعتبر زرع الثقة والأمان في نفس الطفل تحديا كبيرا، يولد النجاح فيه التعلق ونمو الإحساس بالإنتماء لدى الطفل.[9]

التبني والصحة العقلية

تبين بعض الدراسات التي أجرتها الولايات المتحدة أن الأطفال المتبنين معرضون لمشاكل عاطفية وسلوكية أكثر من الأطفال غير المتبنين.

وعندما يتعلق الأمر بالعلاقة بين التبني والصحة العقلية، فالمعرفة هي القوة. وبوصفك أحد الوالدين، فإن مجرد إدراك أن طفلك قد يتعرض لواحدة أو أكثر من أي مشاكل قد تؤثر على صحته العقلية يشكل خطوة أولى هامة. ولأن الأطفال غير قادرين عادة على التعبير أو حتى تحديد ما يشعرون به، فمن غير المرجح أن يطلبوا المساعدة. من خلال تثقيف نفسك عن المشاعر التي يعيشها المتبنون نتيجة تبنيهم، يمكنك توفير دعم أفضل يحتاج إليه طفلك.

عادة ما يحتاج الطفل الذي يصارع أي اضطراب اكتئابي أو قلق أو سلوك إلى خطة علاج متعددة الأوجه لمعالجة السلوك و الوصول للاستقرار العاطفي في المنزل وفي المدرسة وفي البيئة الاجتماعية. اعتمادًا على عوامل مثل عمر الطفل وشدة الاضطراب، قد يشمل العلاج شكلًا من أشكال العلاج التفاعلي مثل الفن أو المغامرة أو الموسيقى أو اللعب. هذه العلاجات يمكن أن تساعد في التواصل مع مشاعرالطفل وتعلمه السلوكيات الإيجابية. وبينما تتابع العلاج لطفلك، لا تهمل بقية العائلة. فالمرض العقلي هو مرض يصيب كل شخص في المنزل. والواقع أن متلازمة الاكتئاب بعد التبني هي حالة معروفة لدى الآباء الذين تبنوا طفلاً مؤخراً. الأعراض مشابهة للاكتئاب بعد الولادة في الآباء والأمهات.[10]

المصادر

[1]adoption

[2]adoption

[3]britannica

[4]socialwelfare

[5]uoregon

[6]brandeis

[7]brandeis

[8]ncbi

[9]chop

[10]evidence

لماذا يتسرب الأطفال من المدارس؟

طبقًا لتقرير منظمة اليونسكو سنة 2019م، 60 مليون طفل حول العالم لم يذهبوا إلى المدرسة الإبتدائية أو لم يبدأوا حياتهم بتعلم القراءة والكتابة من إجمالي 787 مليون طفل حول العالم. هذا يُعني أن من كل 10 أطفال لا يحظى طالب منهم بتعلم القراءة والكتابة. ويعتبر ذلك نسبة كبيرة حيث أننا أصبحنا في القرن الواحد والعشرين. وقد ازداد هذا العدد بشكل كبير في وقت تفاقم أزمة كورونا. فلماذا يتسرب الأطفال من المدارس؟ [1]

أكثر المناطق التي يتخلف فيها أطفال عن المدرسة

  • صحراء أفريقيا بها 33.8 مليون طفل لم يذهبوا إلى مدرسة من قبل بنسبة 19% من عدد الأطفال بها. أي من كل 10 أطفال لم يذهب طفلان إلى المدرسة من قبل.
  • تأتي جنوب أسيا بعد صحراء أفريقيا بواقع 12.8 مليون طفل بنسبة 7%. ثم شرق أسيا 6.2 مليون طفل بواقع 3%.
  • بعد ذلك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتخلف فيهم عن التعليم 2.7 مليون طفل بواقع 5% من إجمالي الأطفال في مرحلة الدراسة الإبتدائية.
  • وأقل المناطق التي يتخلف فيها أطفال عن الدراسة هم أمريكا الشمالية بنسبة 0.5% من إجمالي الأطفال. ثم أوروبا ووسط أسيا بنسبة 2% فقط، ثم أمريكا اللاتينية والكاريبي بنسبة 3%. [1]

أسباب تخلف الأطفال عن الدراسة

  • من أهم الأسباب التي تدفع الأطفال إلى التخلف عن الدراسة هي العنف والصراعات مثلما يحدث في دول مثل سوريا واليمن والسودان ونيجيريا. حيث أن نصف الأطفال الذين يتخلفون عن الدراسة يقيمون في مناطق قد انتشر فيها العنف لأسباب مختلفة.
  • والسبب الثاني ويعتبر سبب هام جدا هو الفقر حيث أن الإنفاق قليل جدًا في الدول ذات الدخل المنخفض مقارنة بالإنفاق في دول ذات دخل مرتفع. على سبيل المثال الإنفاق على التعليم في النمسا (دولة ذات دخل عالي) أعلى 200 مرة من الإنفاق على التعليم في جمهورية الكونغو الديمقراطية (دولة ذات دخل منخفض). وفي أسوأ الحالات يتطلب الفقر من هؤلاء الأطفال العمل، وخاصة في المزارع وأحيانًا في المناجم في بعض المناطق، مما يجعل هؤلاء الأطفال يتركون المدارس أو لا يذهبون بالأساس.
  • منع الإناث من الذهاب إلى المدارس، على سبيل المثال في دولة الصومال. وفي أغلب مناطقها تذهب 36% فقط من الإناث إلى المدارس وفقط 30% من يكملون دراسة الثانوية. ولكن من تقارير منظمة اليونسكو أن هذه الدول إذا التزمت بالخطط المتفق عليها تستطيع الوصول إلى النسب العالمية للتعليم سنة 2089م.
  • بسبب التحديات الخاصة بالإعاقات: حيث يعيش حوالي 150 مليون طفل حول العالم بتحدي. و80% من هؤلاء الأطفال في الدول غير المتقدمة. و9 من كل 10 من هؤلاء الأطفال لا يذهبون إلى المدارس بسبب صعوبة الوصول أو بُعد المسافة أو أن الدولة لا توفر دعم كامل لهم.
  • بسبب زواج الأطفال حيث على سبيل المثال في نيجيريا 10.5 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة. و60% منهم إناث وأهم سبب لذلك هو الزواج. في نيجريا تتزوج حوالي 15 مليون طفلة قبل الوصول إلى عمر 18 سنة.
  • بسبب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والأمراض والأوبئة مثلما حدث في دولتي ليبيريا وسيراليون في وقت انتشار وباء إيبولا. ومثلما حدث قريبًا جدًا في مناطق متعددة من العالم بسبب وباء كورونا.
  • وجود عدد مدرسين أقل من المطلوب، حيث تحتاج الأمم المتحدة إلى 5 مليون معلم لحل مشاكل التعليم خاصة في صحراء أفريقيا.
  • بسبب عمالة الأطفال حيث يعمل في أعمال خاصة بالشباب البالغين حوالي 168 مليون طفل حول العالم. و11% من هؤلاء العمالة صغيرة السن منقطعون عن الدراسة، وأكثر من نصفهم يعملون في المزارع وتقريبًا الثلث في القطاع الخدمي.
  • نقص أساليب النظافة والحمامات وخاصة للإناث في مرحلة المراهقة. وحدوث الدورة الشهرية وعدم توافر المياه النظيفة والفوط الصحية التي يستخدمها الإناث في وقت الدورة الشهرية. بالإضافة إلى انعدام الخصوصية خاصة في حمامات المدارس. وتنظيم حمامات المدارس في بنجلاديش قد ساعد على زيادة تعليم الإناث بنسبة 11%.
  • عدم وجود مدارس حيث يتلقى كثر من الطلاب التعليم خارج المدرسة أو أمام المدرسة عندما يسمح الطقس بذلك. وكثير من المدارس ليس لديها مكاتب ومُعدات للأطفال. يوجد حول العالم 400 مليون طفل حول العالم لا يجدون لهم كرسي للجلوس منهم 95 مليون طفل في صحراء أفريقيا. [2]

تأثير عدم ذهاب الأطفال إلى المدارس

  1. تزايد عدد كبير من الأطفال حول العالم لا يستطيعون القراءة والكتابة.
  2. إذا لم يستطع الطفل الذهاب إلى المدرسة من الممكن أن يذهب إلى مكان أخر ضار تنتشر فيه البلطجة والإرهاب.
  3. لم يستطع الطالب أن يجد مسار تعليمي معين يرفع فيه من جودة حياته ومستوى معيشته وإفادته للمجتمع.
  4. انتشار الأمراض والأوبئة ولن نجد وقتها العلماء والأطباء الذين يساعدون العالم لحل هذه المشاكل.

الحلول

  1. توفير وجبة أساسية للأطفال في المدارس مما يضمن تغذية جيدة للأطفال ويعتبره الأباء إضافة للأطفال فيحفز من إرسالهم. ومن دراسة في السويد سنة 1960م وهي من الدول ذات الدخل العالي أن الأطفال الذين كانوا يحصلون على وجبة في الدراسة أصبحوا يحصلون على دخل 3% أعلى من أقرانهم الذين لم يحصلوا على وجبة غذائية في المدارس.
  2. محاولة توفير الأمان وطرق أسهل لتعليم الأطفال في الدول التي يزداد فيها العنف. وتزويد المساعدات العالمية الدولية ومن المنظمات بشرط إنفاق جزء مناسب على التعليم.
  3. مساعدة الأطفال الإناث في المناطق التي يشتهر بها عدم المساواة بين الجنسين. والحث على ذهاب الذكور والإناث على حد سواء إلى المدرسة، ومنع زواج الأطفال وسن القوانين التي تضمن تطبيق ذلك. بالإضافة إلى تشجيع الإناث على الذهاب إلى المدارس من خلال توفير الخصوصية الكاملة وأماكن النظافة وحمامات المدارس. وتوفير الفوط الصحية في بداية مرحلة المراهقة. وتعريف كلًا من الذكور والإناث عن التغيرات التي تحدث لهما في المراحل المختلفة وخاصة في مرحلة المراهقة.
  4. مساعدة الأطفال الذين يقابلون تحديات صعبة في حياتهم وتوفير كل السبل التي تساعدهم على إكمال التعليم بدون تعب أو إحراج مما يساعدهم على الانخراط بكل سهولة في نسيج المجتمع.
  5. بناء المدارس بما يتناسب مع عدد الأطفال في كل مكان وتوفير عدد المكاتب والمعدات التي تناسبهم وتوفير عدد المدرسين اللازمين للقيام بمهمة تعليمهم.

منذ 20 سنة كانت نسبة الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة 16%. وقد تحسنت كثيرًا حتى وصلت حاليًا إلى 8% منهم 31.5 مليون أنثى و27 مليون ذكر. ومازال الجهد متواصل على جميع الأصعدة. وتحسنت خصوصًا في صحراء أفريقيا من 41% إلى 19%. ومنذ قرنين من الزمن كان 1 من كل 10 يستطيعون القراءة، أما الاّن أصبح 9 أشخاص من كل 10 يستطيعون القراءة.

مصادر

[1] Our World In Data

[2] Theirworld

Exit mobile version