7 طرق لجعل بيئة التعلم ممتعة وجذابة

هذه المقالة هي الجزء 8 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

هل ولّى زمن المحاضرة؟ حيث وقف المعلم وسط الفصل وعيون طلابه منصبة عليه ومنتبهة! سواء أكانوا مشاركين أم لا، فإنهم يميؤون موافقةً على أي شيء وكل شيء يقول! وبالطبع تعلو أصواتهم بـ “نعم” مجيبين على سؤاله “أفهمتم؟”

مع صعود الجيل Z، يكتشف المعلم أن من ظن أن لا صوت لهم، يمتلكون صوتًا يعلو ولا يهدأ حتى يُجاب ويُسمع. ويكتشف أنه مع كل الأدوات المتاحة، بَعُدَ العالم عنهم فقط بضغطة زر. وباتوا يعرفون عن العالم أبعد مما يقدم لهم المنهج الأكاديمي المقتصر على الكتب. ولكنهم يرون العالم من عيون غير عيونهم، ويفهمونه بعقول غير عقولهم. لذلك؛ أصبح واجب المعلم أن يحفز تلك العقول لتشكل منظورها الخاص، ولتندمج في العملية التعليمية كاندماجهم في الأنشطة الترفيهية، وتبقى هذه العملية صعبة على المعلم لما يصاحبها من ملل عند الطلاب.

يتذكر الطلاب المعلومات بشكل أفضل عندما يشاركون في العملية التعليمية، ويتعاظم بداخلهم شغف التعلم وحبه [1]. لذلك نسرد لكم في السطور القادمة 7 طرق لجعل بيئة التعلّم في الصف ممتعة وجذابة.

1. اجعل عملية التعلم تجربة شخصية

اتفقنا سابقًا أن كل طالب فريد في ذاته، بأسلوب تعلمه الحسي، وصعوبات تعلمه إن وجدت، وشخصيته التي شكلتها بيئته وظروف تعلّمه واهتماماته. وإذا استمرت العملية التعليمية متجاهلة كل هذه العوامل، ومتجاهلة احتياجاته في المنهج المُقدَّم، ستظل الفجوة موجودة. مما سيؤدي إلى انفصال الطالب عن البيئة التعليمية وعن المعلم وهو ما نلحظه اليوم بالفعل. لذلك؛ على المعلم احترام ما يعرفه الطالب عما سيقدمه، عاصفًا بذهنه بأسئلة، أولًا ليدلوا الطلاب بما يعرفون، ومضيفًا إليهم الجديد. [4] [1]

2. تواصل لتفاعل أفضل

إن الصف دون مشاركة فعليّة من الطلاب لا يُعد فعّالًا كفاية، ولا يضمن فهمًا تامًا للمادة المقدّمة. لذلك على المعلم أن يشجّع المشاركة الفعالة داخل الصف. وليس الأمر بالعملية المعقدة إطلاقًا. ببساطة، تفاعل مع طلابك، واسألهم لتعرف عنهم أكثر، واسمعهم لتفتح بينكم مجالًا ليعبّروا عن آرائهم بأمان وحرية. فطلابك إذا شعروا بأن آراءهم مسموعة ومفهومة، ستكون عملية التعلم أسهل وأكثر إمتاعًا.

هناك سبع قواعد للتواصل:

  • كن واضحًا: على المعلم أن يكون واضحاً بشأن هدفه المرجو من الصف أو رسالته إلى الطلاب. وذلك من خلال تقليل عدد الأفكار المطروحة، والتأكد من سهولة فهمهم للمعلومة المراد إيصالها عن طريق تقسيمها في صورة وحدات متبوعة بأسئلة تقيمية تتناول كل جزء للتأكد أنهم فهموا ولتحديد مواطن الالتباس. فلا يجب على الطلاب الافتراض وقراءة ما بين السطور، بل أن يستنتجوا بناءً على الأدوات التي قدمها لهم المعلم، فلا يسألهم عما لم يشرحه.
  • كن موجزًا: يجب أن تكون المعلومة المراد إيصالها موجزة. فلا داعي لاستخدام جمل حشوية غير ضرورية ولا لتكرار المعلومة أكثر من مرة، ولا للتعليق على ما تفعله مثل قولك “الآن سأقوم بفتح هذا الجهاز”، ولا حاجة لتكرار ما قاله الطلاب بالفعل، دعهم يأخذون فرصة للاهتمام والاستماع لزملائهم.
  • كن واقعيًا: يجب أن تكون المعلومة واقعية/قابلة للتخيل ومترابطة في تقديمها، ومع ما يمثلها من صور أو تجربة أو إسقاط.
  • لتكن معلوماتك صحيحة: يجب التأكد من صحة المعلومة، وليس علميًا فقط، بل والتحقق من ملاءمة مستوى الخطاب أو المعلومة للطلاب حسب السن والثقافة والمستوى التعليمي والمعرفي لهم.
  • لتكن معلوماتك مترابطة: وذلك من خلال التأكد من ترابط المواضيع التي يتم عرضها في الصف. يجب أن تكون جميع النقاط متصلة وذات صلة بالموضوع الرئيسي.
  • لتكن معلوماتك كاملة: يجب أن تكون المعلومة المراد إيصالها كاملة، أي يجب أن تتضمن كل ما يحتاجه الطلاب لفهم الموضوع. وإن كانوا سيؤدون نشاطًا معينًا، فعليهم معرفة ما يجب عليهم فعله بشكل واضح ومحدد.
  • كن لطيفًا: من صفات المعلم الناجح أن يكون لطيفًا. عليك ألا تستخدم الإهانات الخفية أو العبارات العدوانية السلبية. وكن متعاطفاً مع وجهات نظر طلابك واحتياجاتهم، وتفهم مشاكلهم والصعوبات التي قد تواجههم خلال عملية التعلم.

3. استخدم ما عرفته عنهم لتوصيل المعلومة إليهم

بعد أن عرفت عنهم أكثر، وفهمت ثقافاتهم واهتماماتهم، استخدم هذه الاهتمامات في توصيل المعلومات إليهم. كما عليك أن تستخدم أساليب التعلم الحسية في توصيل هذه المعلومات. استخدم الوسائل الصوتية والمرئية في عرض المحتوى.

واحرص على إضافة عنصر الحركة إلى الصف، إذ يتعلم الطلاب عن طريق الألعاب أو استخدامها في تطبيق ما تعلموه، وذلك طبعًا بالإضافة إلى إشراكهم في عمل التجارب والتطبيق العملي مثلًا. فقد أظهرت الأبحاث أن الحركة يمكن أن تساعد على تحسين الوظائف الإدراكية والذاكرة. [7] [3] [2]

4. قدّر تطورهم

قد يأخذ بعض الطلاب وقتًا أكثر من أقرانهم لفهم المعلومة أو لعمل نشاط ما، وقد يكون ذلك لأنهم يعانون من صعوبة تعلم ما، مثل قصور الانتباه وفرط الحركة، أو عسر الكتابة، أو عسر الحساب، أو غيرها؛ أو فقط لأن المعلومة لم تصلهم بشكل كاف. يُثبط تراجع هؤلاء الطلاب المتأخرين عن زملائهم من حماسهم ورغبتهم في التعلم. ومن الأساليب التي تجعل بيئة الصف ممتعة وجذابة هي أن تشجع طلابك كلما أحرزوا تقدمًا، حتى وإن كان بسيطًا. ولكن احذر أن تمدح أشخاصهم لئلا يأخذهم الغرور، امدح عملهم فقط. وهذا يجعل طلابك مندمجين كليًا معك وفي محتوى الصف وفي عملية التعلم ككل. [4]

5. استخدم التكنولوجيا

لا يستطيع الطلاب في هذا العصر الفكاك من قبضة هواتفهم المحمولة وحواسبهم النقالة. حتى أن بعض المدارس قد ألغت الكتب الورقية واستبدلتها بالتابلت. لذلك سيكون من الأفضل استخدم الشاشات الزرقاء لتعزيز المشاركة بمختلف أشكالها سواء أكنت تدرس أونلاين أو بداخل الفصل نفسه. يتيح موقع Padlet وما على شاكلته فكرة حائط المشاركة؛ إذ يدخل الطلاب بكود الحائط ويدلون بمشاركتهم. تضمن فكرة Padlet للطلاب الخجولين التعبير عن أنفسهم مثلهم مثل الطلاب أصحاب الصوت العالي دون خجل أو وجل.

وإذا كنت من المعلمين الذين يقدمون المحتوى من خلال عروض تقديمية (PowerPoint)، فيمكنك استخدام عروض تفاعلية والتي يوفرها موقع ahaslides. إذ يستطيع الطلاب التفاعل مع المعلم ومع بعضهم البعض من خلال الوجوه التعبيرية والتصويت على الإجابات. حتى أنه يمكنك عمل اختبارات مباشرة لقياس مدى معرفة الطلاب بالدرس الذي تقدمه مثلًا. كما يمكنك تصميم ألعاب خاصة بالصف على موقع Kahoot، بالإضافة إلى الألعاب التعليمية التي يوفرها الموقع مجانًا.

6. عزز التعاون بين الطلاب

تحرر أساليب التعلم الحديثة المعلم من قيود كونه مصدر السلطة والمعلومة الأوحد في الصف. وتؤكد على أهمية التعاون بين الطلاب بنفس قدر التعاون بين الطلاب والمعلم. وكذلك، أصبحت مهارة العمل في مجموعات مهارة أساسية على المعلم غرسها في المتعلمين الصغار والكبار؛ لأنها ستساعدهم لاحقًا في حيواتهم العلمية والعملية، بالإضافة إلى أنها مهارة مطلوبة في أسواق العمل. وبغض النظر عن ذلك، فإن تعزيز التعاون بين الطلاب يجعلهم منخرطين دائمًا في المهام، سواء أكانوا ينجزونها بأنفسهم أو يساعدون الآخرين في إنجازها. [1]

7. اجعل بيئة التعلم إيجابية

لتحقيق النقطة السابقة، عليك أيها المعلم أن تضمن أنّ بيئة التعلم بداخل الصف بيئة إيجابية. وتعني كلمة إيجابية هنا أن تكون بيئة التعلم آمنة وداعمة، حيث يحترم الطلاب بعضهم البعض ويقدرون أنفسهم، وبعضهم، والمعلم. ولهي مسؤولية المعلم خلق هذه البيئة وذلك عن طريق وضع اتفاقية بينه وبين طلابه تحدد سَنن التصرف والتعامل بداخل الصف. وإذا انتهك أحد الطلاب الاتفاقية الموضوعة، فعلى المعلم أن يتعامل مع من أساء التصرف بطريقة آمنة له ولزملائه. فلا يترك الأمر دون تعليق لأن هذا سيهدد الثقة والاحترام بين الطلاب والمعلم. وامدح، على الصعيد الآخر، تصرفات الطلاب الإيجابية وشجعها. [6] [4]

المراجع:

  1. Active learning: Creating excitement in the classroom
  2. Movement and learning
  3. The physical classroom: A guide to active teaching and learning
  4. Teachingutopians
  5. World of Work Project: The 7 C’s of Communication
  6. 13 Ways to Create a Positive Learning Environment in Your Classroom
  7. Does Learning Through Movement Improve Academic Performance in Primary Schoolchildren? A Systematic Review

صعوبات التعلم: قصور الانتباه وفرط الحركة وكيف تتعامل معه؟

هذه المقالة هي الجزء 5 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

ذلك الطالب كثير الحركة، لا يطيق جلسة الصف الطويلة. وإذا مرت أمامه فراشة يتبعها ببصره ويتشتت ذهنه عما كان يركز عليه. تحتاج دومًا للفت انتباهه وتذكيره بالمعلومات والمهام لأنه حتمًا سينسى. يوسَم غالبًا بالـ”اللعبي” لأنه لا يركز أبدًا على الكتاب، ويوصف كثيرًا بـ”الفاشل” لأن أداءه يخذله ويخذل معلميه وذويه. أيذكرك ذلك بأحدهم؟

يشخَّص هذا الطالب بقصور الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزية: Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder، واختصاره: ADHD) ويسمى أيضًا «اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط»، وهو اضطراب عصبي سلوكي يترافق بالسهو، وفرط الحركة، والسلوك الاندفاعي. وإذا ترِك الاضطراب دون علاج، يمكنه التسبّب بآثار جانبيّة على الأداء الأكاديميّ، والنجاح المهنيّ، والعلاقات، والنموّ الاجتماعيّ العاطفيّ على المدى البعيد.

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسيّة تبلغ نسبة الأطفال المشخّصين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في سنّ التمدرس حوالي (5%). علمًا أن هذا الاضطراب أكثرُ شيوعًا عند الفتيان منه عند الفتيات [1][3][4]. يشخَّص قصور الانتباه مع فرط الحركة عامة في مرحلة مبكرة من الحياة؛ إذ يظهر جليًّا في المشاكل السلوكية في المدرسة، وفي صعوبة فهم المواد، أو صعوبة إنجاز المهامّ، أو في التشتت بسهولة من قبل الآخرين.

أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة لدى البالغين

تنقسم الأعراض إلى قسمين، أعراض قصور الانتباه، وأعراض فرط الحركة. ويشَّك في إصابة الطالب بهذا الاضطراب عند ظهور هذه الأعراض بإفراط بالغ مقارنة بزملائه في نفس المرحلة العمرية، بحيث يحدِث له إعاقة حقيقية، ولا يشخَّص به إلا بظهور هذه السلوكيّات في سياقَين أو أكثر، مثل المدرسة، وداخل الصف الدراسي، وبالمنزل. [2][3]

أعراض قصور الانتباه

  • ارتكاب أخطاء جرّاء الاستهتار وإغفال التفاصيل.
  • صعوبة المحافظة على التركيز أثناء المهام والمحادثات.
  • سهولة التشتّت.
  • صعوبة اتّباع التعليمات.
  • صعوبة تنظيم المهام والأنشطة ونمطٌ متكرر من تجاوز المواعيد النهائيّة.
  • صعوبة فهم العمليات التي تتطلب اتباع خطوات معينة، كحل مسألة حسابية معقدة أو حل معادلة كيميائية ذات عدة تفاعلات.
  • تجنّب الأنشطة التي تتطلّب انتباهًا متواصلًا، أو رفضها، مثل: الواجبات المدرسية.
  • إضاعة الأشياء بشكل متكرّر.

أعراض فرط الحركة والاندفاع

  • الانخراط في القتال، والتلوّي، والخبط بشكل متكرّر.
  • صعوبة الثبات لفترة طويلة من الوقت والتململ المفرط، وترك المقعد مرارًا حين يكون البقاء جالسًا أمرا مطلوبًا.
  • صعوبة الانخراط في أنشطة ترفيهيّة.
  • التحدّث كثيرًا ومقاطعة الآخرين في أوقات غير مناسبة.
  • الإجابة على الأسئلة من دون تفكير.
  • صعوبة انتظار الدور.
  • مقاطعة الآخرين أو التطفّل عليهم.

أسباب قصور الانتباه وفرط الحركة

يتساءل كثيرون عن سبب المشاكل المرتبطة بالانتباه، والصعوبات المتعلّقة بالاندفاع والتململ. لا يزال اختصاصيّو الصحة يبحثون عن سبب قصور الانتباه وفرط الحركة. إذ إن قصور الانتباه وفرط الحركة ليس وليد العوامل الاجتماعية أو طرق تنشئة الطفل فقط؛ بل يبدو أن معظم الأسباب المثبتة حتى الآن تندرج ضمن مجالات علم الأعصاب وعلم الوراثة. بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للعوامل البيئيّة التأثير على حدّة الاضطراب.

تميل الأبحاث عن الأسباب إلى التركيز على الأطفال الأصغر سنًّا. من ناحيةٍ جينية، يعاني (25%) من أقارب الطفل المصاب بقصور الانتباه وفرط الحركة من هذا الاضطراب أيضًا؛ ما يعني أن الجينات تلعب دورًا هامًّا في تطوّره [5]. وقد وجدت دراسة أنّ الأطفال المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة يظهِرون انكماشًا بمعدّل (3% – 4%) في مناطق هامّة من الدماغ (الفصّ الجبهيّ، والمادّة الرماديّة المؤقّتة، ونواة المذنبات، والمخيخ) مقارنةً بالأطفال غير المصابين بالاضطراب. تؤدّي هذه المناطق دورًا محوريًّا في مهارات حل المشكلات، والتخطيط للمستقبل، والتحّكم بالاندفاعات، وفهم سلوك الآخرين.

يمكن للعوامل البيئيّة الإسهام في تطوّر قصور الانتباه وفرط الحركة. فقد ظهر ارتباط بين تدخين السجائر والكحول في فترة الحمل، وخطر الإصابة بقصور الانتباه وفرط الحركة. كما تسهم معدلات الرصاص العالية في المباني القديمة والتعرّض للرصاص من مصادر المياه في تطور الاضطراب. ويشير المنظّرون الاجتماعيّون والأطبّاء أحيانًا إلى اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة باعتباره وباء العصر الحديث؛ ما يعني ضمنًا أنّ نمط الحياة السريع والاستهلاكيّ الذي يُغرقنا في عالم من المراسلات الفوريّة، وألعاب الفيديو، والبرامج التلفزيونيّة يؤدّي دورًا في تطوّر الاضطراب.

علاج قصور الانتباه وفرط الحركة

يمكن معالجة قصور الانتباه وفرط الحركة بنجاح عن طريق العلاج النفسيّ والعلاج الدوائيّ بعد التشخيص. يوفّر العلاج النفسيّ المهارات اللازمة لمساعدة الطالب على توجيه نفسه نحو مهامّه، والتعرّف على سلوكياته بشكل أفضل حتى يتحكم بها بفعالية. إذ يساعد العلاج المعرفيّ السلوكيّ في معرفة التحيّز السلبي في التفكير الذي يقلّل من الدافعيّة، ويفاقم سلوكيّات التجنّب. كما يساعد في زيادة السلوكيّات التكيّفيّة ويركز على ضبط الانفعالات، والتحكم فيها، وإدارة الضغط. أمّا التدريب على تأمل اليقظة الذهنيّة فبإمكانه تحسين الانتباه المتواصل أثناء المهام، والقدرة على التعامل مع المشاكل. وفي الوقت نفسه، يساعد العلاج الدوائيّ على تعزيز التركيز، وقمع التململ، وتحسين التطوّر الناتج عن المهارات الاجتماعية التي يتعلمها أثناء جلسات العلاج النفسي.

كيف للمعلم أن يتعامل مع الطالب المصاب بقصور الانتباه وفرط الحركة في الصف؟

هناك العديد من الأنظمة التي قد تتبناها المؤسسات العلمية للتعامل مع طلابها من المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة. ولكننا سنحاول عكس هذه التطبيقات على نطاق الفصل الدراسي لنساعد المعلم في استخدامها قدر ما يستطيع.

للتغلب على قصور الانتباه

  1. للتغلب على مشكلة قصور الانتباه، عليك أن تقلل المشتات في مجال بصره، فلا تجلسه أبدًا أمام/بجانب نافذة أو بجانب/أمام الباب.
  2. يمكن أن تساعده على وضع نظام لوني لأدواته. فإن كان ينسى دائمًا دفاتره، فلتتفقوا أن كل دفتر أخضر للصف، وكل أزرق هو دفتر للدراسة في البيت. وأي شيء مكتوب بقلم أحمر يعني أنه بحاجة للمراجعة، وكل ما هو مكتوب بقلم أسود فهو مفهوم جيدًا [6]. أو بناء نظام كودي عند المذاكرة وأخذ الملاحظات، فرمز النجمة (*) يعني مهم، ورمز علامة الاستفهام (؟) يعني أنه بحاجة لتوضيح، وهكذا.
  3. خلال تحضيرك للدرس، قسّم الشرح إلى وحدات. وامنحه فاصلًا صغيرًا بين سيل المعلومات المقدمة[7].
  4. لا تعط التعليمات دفعة واحدة أو وسط جملة مركبة.
    فبدلًا من أن تقول: “الآن يا طلاب أريدكم أن تفتحوا الصفحة 60 من الكتاب، ثم اقرأوا الفقرة الثالثة وأخبروني ماذا فهمتم قل: “افتحوا من الكتاب الصفحة 60.” واكتب رقم الصفحة على السبورة وضع الكتاب على صدرك على الصفحة المرادة. ثم قل: “اقرأوا الفقرة الثالثة” وأشر بيدك على مكان الفقرة وتابع الطلاب وتأكد أنهم قد وصلوا للفقرة. وامنحهم وقتًا ليطبقوا هذه التعليمات. وعليك الانتباه ألا تعطيهم سؤالًا عامًا طويل الإجابة، بل عليك أن تكون محددًا، وليكن مثلًا: “وأجيبوا عن السؤال التالي: عمن نتحدث في العبارة؟”، أو “ما هي المراحل المذكورة؟”. وتأكد أن السؤال مكتوب على السبورة ليرجعوا إليه في حالة نسيانه، لأنهم حتمًا سيسهون عنه. إن كان بالإمكان، شجعهم على الإجابة باستخدام الرسم مثلًا. ثم بعد ذلك حدد الزمن بما يتناسب مع المهمة المطلوبة: وليكن: “معك 3 دقائق”. وقبيل انتهاء الوقت، ذكرهم بالوقت الباقي.
    يتم تطبيق الشئ نفسه عند إجراء أي نشاط حركي. اشرح النشاط في صورة خطوات، وأجر محاولة تجريبية، ثم راجع التعليمات في صورة أسئلة: “كم دورا للفريق؟”، “كم من الوقت لديكم؟”، “هل عليكم تجميع الكرات الحمراء أم الخضراء؟”، “هل ستكتبون أم ستتحدثون؟”.
  5. إذا كانوا مدمنين على شاشات الهاتف، فستكون الأدوات التكنولوجية خير معين. إذ يمكنك استخدام المنصات التفاعلية مثل Padelt ليمكنهم كتابة إجابة السؤال على Padelt بدلًا من قوله بصوت عالٍ.
  6. امنح الطلاب وقتًا أطول في الاختبارات إن كان بينهم طالب مصاب بقصور الانتباه وفرط الحركة [7].
  7. علّق على التصرف والسلوك الإيجابي وشجعه. [7]
  8. ركّز دائمًا على مشاعرهم مثل: مشاكل الثقة بالنفس أو صعوبة ضبط بوصلة مشاعرهم. [7]
  9. أعط توجيهات كافية قبل الانتقال من نقطة لأخرى أو عند تغيير الروتين. كأن يقلب الصفحة، أو أن يغلق الكتاب، أو أن يترك القلم، أو أن يغير جلسته.
  10. إن كان سيعمل في مشروع طويل المدى، فعليك الإشراف مباشرةً على تقدمه مقدمًا أجوبة لأسئلته، وآذانًا مصغية لقلقه وشعوره.
  11. قدم له الخيارات: “أنقرأ أولًا أم نراجع التعريفات؟” أو “أتحبون أن يكون واجب تسلسل أحداث القصة رسمًا أم كتابة أم تسجيل فيديو؟”، أو “أتحبون أن تكون تجربة الكيمياء مشروعًا أو واجبًا منزليًا؟”
  12. الإدارة السلوكية للصف.
    في تجربة لهذا النهج، وجِد أنه يشجع السلوك الإيجابي للطالب، ويتم ذلك من خلال نظام مكافأة يعتمد على النقاط مثلًا [7]. فإن أتى إلى الصف في معاده له 5 نقاط، وإن أحضر أدواته كلها يستحق 10 نقاط، وإن استمع لزميله دون مقاطعة يأخذ 20 نقطة، وهكذا. ويتم جمع هذه النقاط في نهاية الصف ويستبدلها بهدية صغيرة.  لا تنس أن تجدد نوعية المكافآت باستمرار لتجنب شعور الطالب بالملل.
  13. إذا أعطيته واجبات، احرص ألا تكون متكررة أو طويلة، فأن تكون قصيرة وتشكل تحديًا صغيرًًا خير من أن تكون مكررة؛ وبالتالي غير مفيدة.
  14. عيّن معه صديق دراسة، ليساعده فيما ينقصه أو ليذكره بما نسيَ. [8]

للتغلب على مشكلة فرط الحركة

  1. بما أن هذا الطالب حركيّ وبصريّ بامتياز، فعليك أن تدعم كل ما تقول بصور أو بوسائل إيضاح أو بحركة تمثل الكلمة، كأن تفتح ذراعيك على وسعهما لتمثيل كلمة “كبير” مثلًا، وأن تريهم الأحجار حقيقةً ليفهموا أنواعها، وأن تريهم صورًا للتضاريس الجغرافية المختلفة ليفهموا الاختلاف بينها.
  2. كما عليك أن تشركه في الأنشطة التي تتطلب حركة، فلا تشرح له التجربة شفهيًا مثلًا، بل عليك إشراكه في القيام بها. كما عليك استخدام الألعاب الحركية والمسابقات والمنافسات السريعة.

وتذكر دائمًا أن إشراك الطالب في عملية التغلب على صعوبة التعلم ببناء العادات يجعل من عملية العلاج أكثر فاعلية، ومن العملية التعليمية أكثر كفاءة.

المصادر:

  1. Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition
  2. What’s ADHD (and What’s Not) in the Classroom
  3. ADHD Symptoms and Diagnosis
  4. Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder, Adult
  5. Family-genetic and psychosocial risk factors in DSM-III attention deficit disorder. (Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry)
  6. Q: “My Disorganized Teen Hates Checklists and Charts”
  7. ADHD in the Classroom: Helping Children Succeed in School
  8.  Simple School Strategies for Students With ADHD
  9. النموذج البديل لاضطرابات الشخصية كمنبئ باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لدى المراهقين

هل أساليب التعلم حقيقة أم خرافة؟

هذه المقالة هي الجزء 4 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

تناولنا سابقًا أساليب التعلم المعرفية الحسية، كما تناولنا نموذج نولز لأساليب التعلم الشخصية. ويبقى السؤال، كم نموذج تعرف من نماذج أساليب التعلم؟ اثنين؟ ثلاثة؟ عشرة؟ يفاجئنا تطور نظرية أساليب التعلم بتقديم ما يتعدى أكثر من سبعين نموذجًا يفسر نظريات أساليب التعلم المعرفية منها والشخصية. وكمعلمين، نتساءل دائمًا: إلى أي مدى يشكل هذا فارقًا في الدرس؟ وبالطبع نتطرق إلى أن الموضوع نسبي تمامًا، فالفيزياء والكيمياء تجرّب تطبيقيًا، واللغات تحاضر نظريًا. وهو بالضبط ما يشكل الفارق. ولذلك نسأل، هل أساليب التعلم حقيقة أم خرافة؟ نقدم في هذا المقال 5 أسباب دليلًا على أنها خرافة.

1. نقص الأدلة

بالرغم من تعدد الأبحاث والدراسات المنشورة في هذا الصدد، إلا أن هناك العديد منها كذلك يدحض هذه النظرية. مثل الدراسة التجريبية التي أجراها لورا ماسا ووريتشارد مايور، أساتذة بقسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا. وتكونت التجربة من ثلاث مجموعات، دُرّست مجموعتين بنفس أسلوب التعلم، والثالثة تنوعت في تدريسها أساليب التعلم؛ ووجد أن كلتا المجموعتين ذوات أسلوب التعلم المنفرد حققتا أداءً أفضل من تلك المجموعة التي تنوعت فيها أساليب التعلم [1].
وهذا منطقي تمامًا، لأن كل منا فريد في ذاته؛ ولا تعتمد الطريقة المثلى لتعلمنا على تفضيلاتنا الفردية، بل على طبيعة ما نتعلم. فقط تخيل تعلم النحو بالصور لأنك متعلم بصري! أو الكيمياء بالمحاضرة الكلامية لأنك متعلم سمعي!

2. هناك العديد من الطرق لوصف أساليب التعلم

في مراجعة لنظريات أساليب التعلم نشرت في مجلة علم النفس التربوي (بالإنجليزية: Educational Psychology) في مقال بعنوان «أساليب التعلم: نظريات، ونماذج، وطرق القياس»، ذكر سيمون كاسيدي، أستاذ بجامعة سالفورد بالمملكة المتحدة، 71 نموذجًا لأساليب التعلم [2]. وقد شرح كل من بول كريشنر وجيروين مرينبوير، أساتذة التعليم والتطوير التربوي بجامعة ماسترخيت بهولندا المشكلة المشتركة بين كل نماذج أساليب التعلم في مقالة بعنوان «هل المتعلم فعلًا أدرى؟ –أساطير الحضر في التعليم»[3]. وقد وضحا قائلين أنه إذا نظرنا إلى كل أسلوب تعلم على أنه ثنائي متناظر (مثل البصري مقابل السمعي، أو الحركي مقابل القرائي والكتابي) فهذا يعني أن هناك 2  أس 71 (271) مجموعة من أساليب التعلم المحددة – وهو ما يساوي 23,6118324143,4822606848، أي أكثر من عدد الناس على وجه الأرض!

وحتى إذا قبلنا مخططًا معينًا لقياس أساليب التعلم مثل الـVARK، فإن الأدلة تظهر أن الأسئلة الموجودة في الاستبيانات المستخدمة غير موثوقة أصلًا، وأن تفضيلات الأشخاص التي صنفوا بها أنفسهم ذاتيًا لا ترتبط بالضرورة ارتباطًا وثيقًا بأدائهم الفعلي. فيعتقد المتعلم أنه متعلم سمعي مثلًا، ويبين أداؤه أنه متعلم بصري!

وحقيقة، طريقة تعلم الشخص الرياضيات مثلًا وأداؤه فيها لا يرتبط بمدى توافق أسلوب تعلمه مع تدريس المعلم، وإنما يرتبط بأدائه في اختبارات الرياضيات السابقة.

3. ليس الأمر حقًا بهذه الدقة والتحديد

بالحديث عن قطبية مجموعات النماذج هذه –في معظم النماذج- وتقابلها، عادةً ما تكون النماذج كيانات ثنائية القطب (تأملية مقابل اندفاعية، أو عشوائية مقابل تسلسلية) كما ذكرنا، وكما هو الحال في نموذج كولب وغيره. فيشرح دورني هذه المعضلة في كتابه «سيكولوجية متعلم اللغة» قائلًا أن هذه الكيانات تمثل طرفي نقيض لسلسلة واسعة. يتأرجح المتعلم في السلسلة المتصلة بين الطرفين؛ لأن لكل طرف مزايا وعيوب محتملة [4]. وبالرغم من أنه قد يكوّن الأشخاص بعض التفضيلات والميول الجلية في أسلوب التعلم، إلا أن أساليب التعلم ليست أنماطًا ثابتة للسلوك. وبناءً على المواقف والمهام المختلفة، يمكن تعديل هذه التفضيلات والأنماط. ومع ذلك، فإن المدى الذي يمكن للأفراد أن يعدلوا أو يغيروا فيه أساليبهم لتلائم وضعًا معينًا يختلف من شخص لآخر. [5]

4. أحقًا تحفز مهاراته الموجودة أم تقضي على تطوره؟

يعتقد العديد من الخبراء أن هذه النظرية ليس فقط بالمفهوم المغلوط، بل يعتقدون كذلك أن هذا المفهوم يشكل ضررًا أكثر منه نفعًا. يشرح مقال لليلنفيد وزملاؤه بعنوان «50 خرافة في علم النفس الشعبي» أن اتباع هذا النهج يدفع المعلمين لاستخدام نقاط القوة العقلية -حصرًا- في التدريس، عوضًا عن المفروض وهو معالجة نقاط الضعف. ويلقون بجزء من المسؤولية على الطلاب ويقولون إنه «على الطلاب تعويض نواقصهم ونقاط ضعفهم ومعالجتها بدلًا من محاولة تجنبها» [6].

5. تكلفة خرافة أساليب التعلم عالية

تمثّل العديد من استبيانات أساليب التعلم والبرامج التدريبية تكلفة كبيرة جدًا. فيكتب روهرر وباشلر في مقالهم بعنوان «أساليب التعلم: أين الدليل؟» أنه بالنظر إلى تكاليف قياس أساليب التعلم –المزعومة- للطلاب، وطرق التدريس التي سيتم تصميمها بما يلائم هذه الأساليب، سيتفاجئ معلمو جميع المراحل بعدم كفاية الأدلة المقدمة لدعم نظرية أساليب التعلم [التي يستهلكون فيها وقتًا وجهدًا] [7].

عزيزي المعلم، قد يشكل هذا المقال منطقًا مقنعًا، وإن كان لديك ما تجيب به عن هذه النقاط؛ فستسعدنا المناقشة في التعليقات. ولكن وقبل إنهاء هذا المقال، فعلينا أن نتفق سويًا على ثلاث نقاط:

  1. أننا بشر مختلفين في ميولنا وثقافاتنا واهتماماتنا؛ وبالتالي تختلف طرق فهمنا وتفكيرنا. وبالقياس على الصف الدراسي، فهذا الاختلاف صحي جدًا، والحل الأمثل هو توظيفك لذلك الاختلاف فيما بين الطلاب بما يخدم جميع الكيانات بالموارد المتاحة.
  2. كما علينا أن نتفق على أن المهم بعد كل شيء هو وصول المعلومة للطالب بالشكل الأكثر فاعلية، وأن على المعلم تطوير الطالب واستخدام نقاط قوته في معالجة نقاط ضعفه.
  3. وأخيرًا، الثابت الوحيد في الحياة هو التغيير، وجميعنا نخضع لقاعدة التغير الفكري والمعرفي والشخصي. كذلك ميولنا وأنماطنا؛ قد تتغير بسبب كل التجارب التي مرت علينا حياتيًا أو دراسيًا. وليس بالضرورة أن يكون هذا التغيير على أوقات كبيرة، قد يكون الاختلاف من تعلم مادة لأخرى، أو حتى من درس لآخر، وبالتبعية؛ من مرحلة لأخرى.
  1. Testing the ATI hypothesis: Should multimedia instruction accommodate verbalizer-visualizer cognitive style?
  2. Learning styles: An overview of theories, models, and measures
  3. Do Learners Really Know Best? Urban Legends in Education
  4. The Psychology of the Language Learner | Individual Differences in Sec (taylorfrancis.com)
  5. Learning styles by Sarvenaz Hatami
  6. 50 Great Myths of Popular Psychology: Shattering Widespread Misconceptions about Human Behavior | Wiley
  7. Learning styles: where’s the evidence?

أي أنواع المتعلمين أنت بحسب نموذج مالكوم نولز؟

هذه المقالة هي الجزء 3 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

لماذا قد نهتم بمعرفة أي أنواع المتعلمين نحن؟ لماذا نهتم طالما أننا نحصّل المعلومات على أي حال؟ هل هناك علاقة بين ذكاءاتنا وأساليب تعلمنا؟ وإن كان كذلك، فما هي أساليب التعلم التي تناسبنا يا تُرَى؟

وفقًا لشتيرنبرغ وجريجورينكو، هناك ثلاثة دوافع رئيسية للاهتمام بدراسة أساليب التعلم، أولًا: لفهم العلاقة بين الإدراك والشخصية، ثانيًا: لفهم مستوى التحصيل التعليمي والتنبؤ به وتحسينه، وثالثُا وأخيرًا: لرفع مهارة تحديد المجال العملي الشخصي وطريقه ووظيفته. [1]

تحدثنا في المقال السابق عن أساليب التعلم الإدراكية الحسية، ونتناول في هذا الموضوع أساليب التعلم المعرفية وعلاقتها بأساليب التفاعل الاجتماعي. وهي تأتي بعد أساليب التعلم الحسية في التطور، فهي أكثر مرونة وقابلية للتغيير تبعًا للبيئة، والظروف المحيطة، والتطور العمري والعقلي. وتُعرف أساليب التعلم المعرفية بأنها الطريقة التي نحصّل بها المعلومات بفاعلية وننظمها. ويقترح نموذج مالكوم نولز (1982) أربعة أنواع، نشرحها في السطور التالية. [1]

أنواع المتعلمين وفقًا لنموذج مالكوم نولز

1. متواصل (بالإنجليزية: Communicative)

كما يقترح الاسم، يتسم هذا النوع بالاجتماعية. فإذا كان يتعلم لغة جديدة مثلًا، فإنه يميل لسماع أصحاب اللغة الأم، وينخرط في ثقافتهم، ويشاهد ما يشاهدون باللغة الأصلية. بالإضافة إلى استخدامه لهذه اللغة في مناحي حياته بشكل عام: في المواصلات، والمقاهي، والأماكن العامة. ويحب أن يسمع المفردات الجديدة من أصحاب اللغة عوضًا عن سماعها آليًّا من القاموس. كما يفضّل هذا النوع الحصول على تقييمات وتعقيبات شخصية من المعلم. لذا، فهو غالبًا ما يكون متعلم بصري و/أو سمعي. [2][5]

2. سلطوي (بالإنجليزية: Authority-oriented)

على عكس سابقه، لا يتسم هذا النوع بالاجتماعية. يميل هذا النوع للوثوق بأي سلطة مؤكدة، فيثق في رأي معلمه فقط أو رأي الكتب المختصة في هذا المجال، ولا يستمع لزملائه على اعتبار أنهم لا يعرفون بالقدر الكافي. لذا؛ وعلى الرغم من أنه نوع مسؤول كمتعلم، إلا أنه يكون اعتمادي، وذلك لأنه يريد معلمه أن يشرح له كل شيء. فيتعلم هذا النوع بالطريقة التقليدية، إذ تتسلسل المعلومات بتتابع ووضوح وتكون ذات نتائج محددة صرح بها وأكدها المعلم. ولا يفضل المتعلم السلطوي الصف التعاوني؛ وبالتالي فهو لا ينخرط كثيرًا في المناقشات التي تحدث في الصف، ويأخذ قول المعلم أخيرًا كإجابة على سؤال المناقشة. وهو على عكس نظيره من المتعلم المتواصل. كما يثق هذا المتعلم فيما يقرأ ويدوّن، لذلك فهو يميل إلى تحصيل المعلومات بالقراءة والكتابة. [5]

3. تحليلي (بالإنجليزية: Analytical)

هو ذلك النوع الذي تمكنه مهارته المعرفية ليس فقط من التحليل التفصيلي الدقيق للمفاهيم، بل وكذلك يقدر قيمة الاستقلال بعمل الأشياء وحده. وبسبب هذه المهارة التحليلية، فالمتعلمين التحليليين يميلون لفهم الأشياء من المفصّل للمجمل، وليس العكس، إذ إن التفاصيل تساعدهم في تكوين الصورة الكلية للمفهوم. ويبرع هذا النوع في اكتشاف أخطائه ومعالجتها، كما يبرع في حل المشكلات التي يقدمها له المعلم. [3][5]

4. حسي (بالإنجليزية: Concrete)

يتميز هذا النوع من المتعلمين بكونهم مبدعين، ومغامرين، وفضولين بالفطرة، فيحبون استكشاف العالم من حولهم. ويرتبط هذا النوع بالتعلم الحركي الذي تناولناه سابقًا، إذ يحب هذا النوع من المتعلمين التجربة. ولكن مثلًا في تعلم اللغات، يقول ويلنج في كتابه «أساليب التعلم في تعليم الكبار للمهاجرين» أن الصفة الشائعة بين هذا النوع هو شعور عدم الكفاية، وعقدة النقص. لذا فهم يرغبون في التعلم بمزج المرح في عملية التعلم من خلال الألعاب والأنشطة الجسدية عوضًا عن التعلم وحدهم. [4] [5]

كيف للمعلم تدريس هذه الأنواع من المتعلمين جملة واحدة في صف واحد؟

بالطبع سيكون هناك اختلاف كبير بين قدرات المتعلمين وأساليب التعلم، ويعتبر هذا الأمر صحي للصف الدراسي. ويجدر بالذكر أن يستخدم المتعلمون هذه الأساليب دون وعي منهم، ولكن دور المعلم يكمن في:

  1.  توظيف نقاط قوة كل نوع بما يلائم الصف الدراسي والمادة التي يدرسها.
  2. تشجيع الطلاب بأنواع تعلمهم المختلفة على استخدام نقاط قوتهم، فيعطيهم المعلم فرصة التواصل والتحليل، كما عليه أن يشجعهم على مساعدة بعضهم البعض.
  3. توظيف نموذج أنواع المتعلمين المختلفة أثناء تحضيره للدروس، فيجهّز المحتوى بناءً على أسئلة تشجع المتعلم المتواصل على المشاركة في المناقشات، والسلطوي على الاندماج في الفريق، والمحلل على التفكير، والحسي على الاستكشاف.
  4. وفي حالة المتعلم السلطوي بشكل خاص، على المعلم أن يبني ثقة بين هذا النوع وأقرانه، ويشجع إجاباتهم التي توصلوا إليها عن طريق التعلم التعاوني.
  • المصادر:
  1. Learning styles | ELT Journal | Oxford Academic (oup.com)
  2. Learning Styles & Strategies – elttguide.com
  3. Learning Styles (semanticscholar.org)
  4. Learning Style Preferences by Iranian EFL Freshman University Students – ScienceDirect

أساليب التعلم ونموذج VARK

مصطلح  أساليب التعلم ليست حديثة، ولا هي نتاج نظريات حديثة، بل صاغها أرسطو قبل 334 قبل الميلاد. فهو أول من قال أن لكل طفل مواهب ومهارات محددة، جاءت العديد من النظريات والتصنيفات الشخصية للفروق الفردية، تلك التي ركزت تحديدًا على العلاقة بين الذاكرة والأساليب التعليمية البصرية منها والشفوية. ثم ركزت على معدل الذكاء والتحصيل الدراسي للطفل. ثم عاد الاهتمام بأبحاث أساليب التعلم التى يجب على المعلمين مراعتها. ستبرز لك تلك المقالة أهم أساليب التعلم ونموذج VARK  للتعلم.

ما المقصود بأساليب التعلم؟

يتعلم كل طفل بأسلوب مختلف عن الآخر، فما يستثير طفل في عملية التعلم مختلف، وما يعزز العملية التعايمية مختلف. فلربما لاحظت أن هناك طفل يستجيب للتعلم من خلال الاستماع، وآخر يتعلم من خلال الأشياء النظرية، وآخر يتعلم بشكل أسرع من خلال القراءة، هذا هو المقصود بتنوع أسس أساليب التعلم. إذًا فيشير أسلوب التعلم إلى طريقة الفرد في فهم الأشياء الجديدة، التي تتم عادة من خلال البصر واللمس والصوت، أو الطعم والرائحة (على الرغم من ندرة استخدامهما بكثرة مثل الثلاثة الأولين) لكنها لا تزال فعالة عند استخدامها بهدف ترسيخ الأفكار في دماغنا.

وما يحدد الأسلوب الأفضل للطفل وما يجعله مختلف عن زملائه هو بنية الدماغ، التي تؤثر على اكتساب المعلومات. كما تبين أيضًا أن الدماغ البشري يحتوي على طرق مختلفة للإدراك.

تحديد الاسلوب المناسب للطفل

يتطور دماغ الطفل باستمرار، مواطف القوة والضعف تبدأ في الظهور لدى الطفل بحلول عامه الخامس، فقد يتعرض لاسلوب تعلم ويستجيب له بشكل جيد، ثم يتطور ويتغير هذا النمط مع النمو وهكذا.

قد يكون السبب في تأثر طريقة عن غيرها في مرحلة ما هو أن الطفل يتمتع بقوة محددة في وقت ما أو مرحلة ما. لكن يمكن الحكم على فعالية الاسلوب عند تكراره أو اللجوء إليه لسنوات، حينها ستدرك الأساس ويمكنك تطوير غيرها مع الوقت.

نموذج فارك – VARK للتعلم

يشير الاختصار VARK إلى الطرق الحسية المرئية والسمعية والمقرؤة والمكتوبة والحركية التى يمكن أن نستخدمها في التعلم. الأربع طرق التي اقترحها فليمينج وميلز، كانعكاس لتجارب الطلاب والمعلمين.

مع تطوير التعليم وأساليبه، أصبح يتعين علينا استخدام استراتيجيات مختلفة، واستغلا كل الموارد المتاحة لتوفير أفضل تجربة تعليم لكل الطلاب. في البداية يتعين على المعلمين فهم امتعلمين أنفسهم، والاساليب الفعالة لكل طالب منهم. حينها نستطيع تصميم دروسًا ومناهج بناءًا على تلك الأنماط، كذلك تحديد الموارد المناسبة لانجاح عملية التعلم لكل طالب. كذلك سهولة اختلاط أساليب التعلم في مواضع محددة بشكل لا يؤثر على عملية التعلم.

الأسلوب البصري – المتعلمون البصريون

يُفضل الطلاب الذيم لديهم اسلوب بصري عادةً الجلوس في مقدمة الفصل، يفضلون تلسيط الأضواء واستخدام الألوان، كما يفضلون استخدام الكثير من الرسوم البيانية والصور.

يمكن استخدام مزيج من الصور والنصوص بشكل تتابعي، مما يمكنهم من معالجة المعلومات بشكل أسرع وتساعدعم على إعطاء معنى أكبر للمحتوى من خلال ربط المعنى بتصورهم الخاص.

الأسلوب السمعي – المتعلمون السمعيون

يستطيع الطلاب السمعيون أن يستمعوا بعناية شديدة، ينتبهون بشدة إلى لهجة الكلام وسرعته، تُعزز عمليتهم التعليمية الفيديوهات أو الوسائط الصوتية. يحصلون على الاستفادة من خلال مناقشة الأفكار إذا كانوا في فريق، يميلون للقراءة بصوت عال، يميلون لتكرار نطق المعلومات بصوت عال عند الاستذكار.

 يمكن للمعلمين استغلال معلميهم لعنصر السمع النشط لديهم، وجعلهم يسترجعون المعلومات باسلوبهم وكلماتهم الخاصة.

أسلوب القراءة والكتابة في التعلم

 يفضل الطلاب متبعو ذلك النمط إلى قولبه المحتوى، يميلون لكتابة وتدوين الملاحظات دائمًا، يتفاعلون مع الأشياء المكتوبة، يستطيعون وضع عناصر وقوائم، يجيدون إنشاء المخططات وتحويلها إلى بيانات، يجيدون أيضًا وضع المعلومات أو المحتوى في شكل تسلسلي. يستفيدون بشكل كبير من العروض التقديمية، لأنها تمكنهم من الحصول على كم كبير من المعلومات، ومن ثم يحولوها إلى مخطط..

الأسلوب الحركي- المتعلمون الحركيون

من المعروف أن خلال اليوم الدراسي يقضي الطلاب معظك الوقت وهم جالسون، لكن هناك طلاب لا يمكنهم الاستيعاب بدون النشاط الجسدي، فقد يصاب أولئك الطلاب الحركيون بالتشتت لقة النشاط والحركة في الفصل الدراسي، فالنشاط بالنسبة لهؤلاء الطلاب فرصة للإبداع والتفاعل مع المحتوى.

يمكن للمعلمين تحفيز الطلاب على النشاط والحركة كوسلة من وسائل التفاعل التعليمي دا الفصل.

إذًا، إذا كنا نريد مساعدة طلابنا على الوصول للنجاح، فعلينا فهم احتياجاتهم من ناحية أسلوب التعلم، ويجب أن نكون قادرين على توفير خيارات مختلفة دائمًا لكل طالب للمشاركة في المحتوى بالطريقة التى تُشبه شخصيته وأسلوبه الخاص.

نقد نظرية  VARK

وُجه الانتقاد لنظرية فارك وبعض النظريات الأخرى، إذ رأى بعض الناقدين أن فكرة أن يكون للطالب نمط واحد للتعلم في حد ذاتها عائقًل للتعلم الفعال. وعلى الرغم من ذلك، فيعتبر نموذج فارك أكثر النظريات والنماذج انتشارًا بين المعلمين والطلاب، فيستطيع الطالب الإقرار بميله إلى نظام تعليمي محدد ويستخدمه بالفعل لإنتاجية أعلى.

ثغرة الإنجاز

على الرغم من أننا في القرن الحادى والعشرين، إلا أنه ما زالت هناك بعض المشكلات القديمة بخصوص التعليم، تعد ثغرة الإنجاز إحداها، فمها كانت جودة النظام التعليمي، توجد فجوات في التحصيل التعليمي، التى قد تكون علامة على بعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية في بعض المجتمعات. وتشير فجوة الإنجاز أو ثغرة الإنجاز في التعليم إلى التفاوت في الأداء الأكاديمي بين فئات الطلاب. وتظهر في الدرجات، ودرجات الاختبار الموحد، واختيار الدورات الدراسية، ومعدلات الانقطاع عن الدراسة، ومعدلات إتمام الدراسة الجامعية. وفهو مصطلح يستخدم في أغلب الأحيان لوصف الفجوات المثيرة للقلق في الأداء بين الطلاب.

هناك ثلاث أنواع من الثغرات أو الفجوات هم: فجوات معرفية، فجوات تحفيزية وفجوات مؤسسية

وللتعامل مع الفجوة في الانجاز علينا التيقن من أنه لا توجد حلول مباشرة أو بسيطة لفجوة الإنجاز. لكن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لمعالجة أنواع مختلفة من الفجوات.

فما نحتاجه هو خطة شاملة تربط جميع النقاط وتوحد جميع الاستراتيجيات والنهج المحددة لسد فجوة الإنجاز.

فجوة الإنجاز مشكلة معقدة للغاية في التعليم. عندما نبدأ في حل جزءًا واحدًا من المشكلة الأكبر، فإننا نواجه العديد من المشكلات الأخرى التي لها آثار اجتماعية كبيرة وأثناء تحليل فجوة الإنجاز، نتعلم كيف يؤثر عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية على جميع الموطنين، إذًا كما قلنا لا توجد حلول قاطعة مباشرة. أفضل طريقة لسد فجوة الإنجاز هي تنفيذ تغييرات كبيرة لمعالجة الأسباب الجذرية في المجتمع.

المصادر

scholarworks

ncbi

frontiersin

vark-learn

verywellmind

edweek

Exit mobile version