ماذا تعرف عن التعلم القائم على المشكلات؟

هذه المقالة هي الجزء 13 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

في عام 1997، أجرى سوجاتا ميتري، بروفيسور هندي في تقنية التعليم في كلية التربية والاتصال وعلوم اللغة في جامعة نيوكاسل بإنجلترا، تجربة فريدة من نوعها أطلق عليها اسم «الفتحة التي في الجدار» (بالإنجليزية: The Hole In the Wall).

وجرت التجربة كالتالي: إذ وضع جهاز كمبيوتر بداخل جدار، وكان على ارتفاع منخفض، فقط بما يناسب طول الأطفال. ولم يلبث حتى زحف الأطفال لهذا الشيء المثبت بالجدار ليلعبوا به، مع أنه لم يكن باللغة الهندية أصلًا، بل ولم يكونوا أطفال أغنياء، فقد كانوا أطفال حي فقير في نيودلهي. [2][1] ومن المفاجئ أنه لم يمر الكثير من الوقت حتى كانت مجموعات الأطفال قادرة على التحكم بشكل كامل في هذه الأجهزة، بل وثبتوا عليه برامج حماية من الفيروسات! ولم يحتاجوا حتى إلى معلم ليملي عليهم التعليمات قائلًا: “أولًا، اضغط على الزر الأحمر.” لقد فعلوا ذلك من جراء أنفسهم، دون تدخل أو إملاء.

وخلصت هذه التجربة إلى حقيقة أن معظم نتائج التعلم ليست نتيجة للتدريس قدر ما أنها نتيجة المشاركة الفعالة في بيئة ذات هدف ومعنى. وهو ما بالضبط ما تهدف إليه استراتيجية التعلم القائم على المشكلات. [3][2][1]

تعريف

التعلم القائم على المشكلات (بالإنجليزية: Probelm-based Learning، ويختصر: PBL)هو نهج تعليمي يركز على الطالب، ويؤكد على أهمية مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي والتعاون. في هذا النهج، يعمل الطلاب في مجموعات صغيرة لحل مشاكل واقعية، كثيرًا ما تكون مستمدة من تجاربهم أو اهتماماتهم. تدعو هذه الاستراتيجية المعلمين لإثارة فضول الطلاب عبر بعض الأسئلة المفتوحة وباستخدام بعض الأدوات ليصلوا إلى الإجابات بأنفسهم بالتفسيرات التي يرونها مناسبة. وتسمى الأسلوب العلمي في التفكير، وتتم عبر إثارة تفكير الطلاب إزاء مشكلة ما (تكون مناسبة لمستواهم، وذات صلة بموضوع الدرس، وبمعيشهم) لا يستطيعون حلها بسهولة، بل بالبحث واستكشاف الحقائق المؤدية إلى الحل. يسير هذا النهج في سبع خطوات:

  • الخطوة الأولى: استكشاف الموضوع

يجمع الطلاب المعلومات اللازمة حيث يتعلمون المفاهيم والمبادئ والمهارات الجديدة حول الموضوع المقترح.

  • الخطوة الثانية: مشاركة خبراتهم

يقوم الطلاب فرديًا وفي مجموعات بمشاركة ما يعرفونه بالفعل عن العناصر المتاحة ويقومون باستطلاع المجالات التي يفتقرون فيها للمعلومات.

  • الخطوة الثالثة: تعريف المشكلة

يضع الطلاب المشكلة في سياق يشمل المعطيات والمعلومات التي يتوقع الطلاب تعلمها.

  • الخطوة الرابعة: البحث

يبحث الطلاب عن الموارد والمعلومات التي ستساعد على بناء حجة مقنعة.

  • الخطوة الخامسة: استكشاف الحلول

يأتي الطلاب بعدة إجراءات وحلول ممكنة للمشكلة، ثم تبدأ المجموعات صياغة واختبار الفرضيات المحتملة.

  • الخطوة السادسة: تقديم ودعم الحل المختار

يعرض الطلاب الحل النهائي بوضوح بما يدعم استنتاجهم بالمعلومات والأدلة ذات الصلة.

  • الخطوة السابعة: مراجعة الأداء

غالبًا ما يتم نسيان هذه الخطوة، ولكنها خطوة شديدة الأهمية في تحسين مهارات حل المشكلات. يجب على الطلاب تقييم أدائهم وتخطيط التحسينات للمشكلة التالية.

 ولهذه الاستراتيجية العديد من الفوائد، نسرد منها التالي. [5][3]

فوائد استراتيجية التعلم القائم على المشكلات

تؤكد هذه الاستراتيجية على أهمية مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي. فبدلاً من مجرد حفظ الحقائق أو الصيغ، يتم تقديم مشكلات حقيقية أو سيناريوهات للطلاب ويتم تحديهم لتحديد الحلول الممكنة من خلال البحث والتعاون مع زملائهم. [5][4][3]

تطوير المهارات النقدية وحل المشكلات

يتعلم الطلاب من خلال العمل على حل المشكلات الحقيقية والمعقدة كيفية تحليل البيانات وتقييم وجهات النظر المختلفة وتحديد الحلول الممكنة. هذه المهارات التي تحظى باهتمام كبير في سوق العمل الحالي، ويمكن أن تساعد الطلاب على النجاح في مجموعة واسعة من المهن. من خلال العمل على حل المشكلات الحقيقية، يتعلم الطلاب كيفية تحليل المشكلات وتقييم الحلول الممكنة واتخاذ القرارات بناءً على الأدلة. وقد أثبت هذا النهج تحسين قدرات الطلاب على التفكير النقدي والإبداعي. [3]

التعلم العميق

يساعد هذا النهج الطلاب لتطوير فهم أعمق للموضوع، بالإضافة لفهم العلاقات بين عناصر المشكلة، ويعدّهم لمواجهة التحديات التي سوف يواجهونها في حياتهم المهنية. وبالتالي، فإن الفصل دراسي يعكس ما يحتاجه المجتمع. [7]

تطوير المهارات الاجتماعية

خلال هذه العملية وبينما يبحث الجميع عن حل المشكلة، يتواصل الطلاب مع زملائهم ويشاركون خبراتهم ومعلوماتهم عن المشكلة [7]، ويتعلمون مهارات العمل في فريق، والاستماع إلى الرأي الآخر وتقبله، والدفاع عن وجهة نظر معينة وإقناع الآخرين بها، بالإضافة إلى مهارات الحوار والنقاش. [5] [4] [3]

يعزز التعلم النشط

يشارك الطلاب بنشاط في عملية التعلم من خلال العمل على حل مشكلة أو إكمال مشروع، بدلاً من مجرد الاستماع إلى محاضرة المعلم حول موضوع معين، يساعد هذا النهج على الحفاظ على تشجيع الطلاب وتحفيزهم، مما يؤدي بدوره إلى تحقيق نتائج أفضل في التعلم. [7]

تطوير شخصية ذاتية مستقلة

يعزز التعلم القائم على المشكلات التعلم الذاتي؛ وما هو ما يبنى بدوره طالبًا مستقلًا لا يحتاج للمعلم في كل خطوة، بل يجعله قادرًا على تحديد الأفضل من ضمن الخيارات المطروحة. من خلال العمل على حل المشكلات الحقيقية، يتعلم الطلاب كيفية تحديد احتياجاتهم التعليمية الخاصة وتحمل مسؤولية تعلمهم. وقد أثبت هذا النهج تحسين قدرات الطلاب على التعلم بشكل مستقل والتكيف مع المواقف الجديدة. [7]

ومع كل هذه المميزات لاستراتيجية التعلم القائم على المشكلات، فإنها بالطبع ليست بالاستراتيجية المثلى، وتواجه الكثير من التحديات.

تحديات استراتيجية التعلم القائم على المشكلات

  1. تغير هذه الاستراتيجية من دور المعلم التقليدي وتحصر مسؤولياته فقط في التيسير والإرشاد؛ مما قد يجعل من الصعب على المتعلم السلطوي تصديق زملائه أو الوثوق فيما يصل إليه الفريق.
  2. قد يمثل التعلم القائم على المشكلات تحديًا للمعلمين كذلك. إذ يتطلب ذلك كمًا كبيرًا من التحضير التخطيط والإعداد، وكذلك استعداد لتنازل عن بعض الإدارة عملية التعلم وإعطاء الكثير من الصلاحيات للطلاب. كما يتطلب مستوى معينًا من الراحة مع عدم اليقين، حيث يمكن للطلاب أن يأتوا بحلول غير متوقعة أو خارج خطة المعلم الأولية.
  3. صعوبة تدريب الميسرين وندرة هيئة التدريس ذات المهارات في التيسير بدلاً من مهارات التدريس التقليدي[6].
  4. طول الوقت الذي يلزم للمتدربين للمشاركة الكاملة في حل المشكلات. وقد شكل هذا مشكلة خاصة بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس والمتدربين الذين يتم طلبهم لتعلم وتدريس ضمن مناهج مكدسة. [6]
  5. المعرفة المكتسبة من هذه الاستراتيجية أقل تنظيمًا من المعرفة المكتسبة من نظيرتها في التعلم التقليدي [6].
  6. قد يطلب هذا النهج الكثير من التعديلات للمناهج المقدمة. [7]
  7. قد يكون تطبيق هذه الاستراتيجية صعبًا في ثقافات تعتمد على النهج التقليدي المركز على المعلم. في هذه الثقافات، قد يشعر الطلاب بعدم الارتياح لفكرة تحمل المسؤولية عن تعلمهم الخاص أو العمل بشكل مشترك مع زملائهم. [10]

وأخيرًا، وعلى الرغم من تحدياته، يعد التعلم القائم على المشكلات نهجًا قويًا للتعلم يعزز التعلم النشط والتفكير النقدي والتعلم بشكل عميق ومستقل. وبالعمل على حل المشكلات الحقيقية، يتعلم الطلاب كيفية تحليل المشكلات وتقييم الحلول الممكنة واتخاذ القرارات بناءً على الأدلة. ومع ذلك، يتطلب تطبيق التعلم القائم على المشكلات كمًا كبيرًا من الوقت والموارد، ويمكن أن يكون صعبًا في ثقافات تعتمد على النهج التقليدي المركز على المعلم. ومع ذلك، بالتخطيط والتنفيذ الدقيقين، يمكن أن يحول التعلم القائم على المشكلات التعليم ويعد الطلاب لمواجهة تحديات العالم الحديث ويجعل منه تجربة ممتعة وشيقة يكون مركزها الطالب.

المراجع

  1. Sugata Mitra – The Hole in the Wall and Beyond
  2. Sugata Mitra & The Hole In the Wall – 2013 TED Prize winner
  3. The Power of Problem-Based Learning
  4. The power of problem-based learning in developing critical thinking skills: Preparing students for tomorrow’s digital futures in today’s classrooms
  5. Solving problems with group work in problem-based learning: hold on to the philosophy
  6. Problem-based Learning: Description, Advantages, Disadvantages, Scenarios and Facilitation
  7. Advantages and disadvantages of problem-based learning from the professional perspective of medical and dental faculty
  8. The Pros and Cons of Problem-Based Learning from the Teacher’s Standpoint
  9. The Pros and Cons of Problem-Based Learning from the Teacherâ•Žs Standpoint
  10. The Effectiveness of Problem based Learning Strategy in Developing Scientific Curiosity for Primary School Pupils in Science

10 أدوات تساعدك في التدريس عبر الإنترنت، تعرف عليها

هذه المقالة هي الجزء 11 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

مع تزايد شعبية التعلم عبر الإنترنت، يلجأ المعلمون إلى استخدام الأدوات الإلكترونية لتحسين فصولهم الافتراضية بما يناسب أنواع المتعلمين الحسية وأنواعهم الشخصية كذلك. إذ تسهل هذه الأدوات إدراة الفصل الدراسي وإنشاء دروس شيقة ومشاركة الموارد والتواصل مع الطلاب؛ بالإضافة إلى أنها تجعل العملية التعليمية نشطة وتفاعلية. وفيما يلي بعض أفضل الأدوات التي تساعدك في التدريس عبر الإنترنت نسرد فيها المزايا والعيوب لكل واحدة منها.

Google Classroom

هي خدمة ويب مجانية طورتها شركة جوجل للمدارس والجامعات. وتهدف إلى تبسيط إنشاء المهام وتوزيعها وتصحيحها بطريقة خالية من الورق. ومن أهم مزايا Google Classroom سهولة استخدامها وتكاملها مع أدوات Google، يمكن للمعلمين إنشاء فصول دراسية، وتوزيع المهام وحساب درجاتها، والتواصل مع الطلاب. كما تتكامل المنصة مع Google Sheets، و Google Docs، و Google Drive؛ مما يتيح للمعلمين مشاركة الوثائق والعمل عليها مع الطلاب مباشرةً. ولكن هناك مخاوف بشأن خصوصية بيانات الطلاب على المنصة.

Edmodo

هي منصة تواصل اجتماعي للمعلمين والطلاب تسمح بالتعاون والتواصل في بيئة آمنة. يمكن للمعلمين مع Edmodo إنشاء مجموعات صفية، ونشر المهام والواجبات المدرسية، ومشاركة الموارد مع الطلاب. كما أنها تسمح لذويهم بمتابعة مستويات أطفالهم وتبقيهم دائمًا على اطّلاع بالواجبات المدرسية والاختبارات. بالإضافة إلى ذلك، توفر Edmodo مجموعة متنوعة من أدوات التقييم، بما في ذلك الاختبارات والاستطلاعات. ومن أهم مزايا Edmodo تركيزها على خلق بيئة تعليمية آمنة للطلاب، ولكن هناك بعض المستخدمين الذين أبلغوا عن مشاكل في موثوقية المنصة وسرعتها.

Kahoot

هي منصة تعليمية تعتمد على الألعاب، تسمح للمعلمين بإنشاء اختبارات واستطلاعات تفاعلية. يمكن للمعلمين باستخدام  Kahoot جذب انتباه الطلاب بطريقة ممتعة وتفاعلية، في حين يتم اختبار معرفتهم وفهمهم للمواد. كما توفر Kahoot تعليقات فورية، مما يتيح للمعلمين تقييم فهم الطلاب وتعديل دروسهم حسب الحاجة. ومن أهم مزايا Kahoot قدرتها على إبقاء الطلاب نشطين ومتحمسين، ولكن هناك بعض المعلمين الذين أبدوا مخاوف بشأن القدرات المحدودة للمنصة في التقييم، كما أنها لا تضمن الكثير من الأدوات في النسخة المجانية.

Nearpod

هي منصة تفاعلية تسمح للمعلمين بإنشاء وتقديم دروس واستطلاعات تفاعلية وشيقة. مع Nearpod، يمكن للمعلمين إنشاء عروض تقديمية تفاعلية تتضمن مقاطع الفيديو والاختبارات وغيرها من العناصر المتعددة الوسائط. بالإضافة إلى ذلك، توفر Nearpod تعليقات فورية على تقدم الطلاب، مما يتيح للمعلمين تعديل دروسهم حسب الحاجة. ومن أهم مزايا Nearpod قدرتها على إنشاء دروس شيقة وتفاعلية، ولكن هناك بعض المستخدمين الذين أبلغوا عن مشاكل في سهولة الاستخدام.

Quizlet

هي منصة تسمح للمعلمين بإنشاء ومشاركة بطاقات التعلم (Flashcards) والاختبارات مع طلابهم. إذ تمكن المعلمين من إنشاء مجموعات دراسية مخصصة تتضمن الصور والصوت وغيرها من العناصر المتعددة الوسائط. بالإضافة إلى ذلك، توفر Quizlet مجموعة متنوعة من أدوات الدراسة، بما في ذلك الألعاب واختبارات الممارسة، لمساعدة الطلاب على التعلم والاحتفاظ بالمعلومات. ومن أهم مزايا Quizlet مرونتها وسهولة استخدامها، ولكن هناك بعض المستخدمين الذين أبلغوا عن مشاكل في القدرات المحدودة للمنصة في التقييم.

Padlet

Padlet هو جدار تشاركي افتراضي يسمح للمعلمين والطلاب بالتعاون ومشاركة الأفكار سويًا والتفاعل عليها كذلك. يمكن للمعلمين إنشاء جدار ودعوة الطلاب لإضافة النص والصور ومقاطع الفيديو وعناصر الوسائط المتعددة الأخرى إليها. بالإضافة إلى ذلك، يوفر Padlet مجموعة متنوعة من القوالب والأشكال للمساعدة في بدء العمل. واحدة من أهم مميزاته هي مرونته وسهولة الاستخدام. ومع ذلك، قد ذكر بعض المستخدمين بعض المشاكل المتعلقة بإعدادات الخصوصية المحدودة في المنصة.

Flipgrid

Flipgrid هي منصة مناقشة فيديو تسمح للمعلمين والطلاب بمشاركة مقاطع فيديو قصيرة مع بعضهم البعض. فيمكن للمعلمين إنشاء موضوع وطلب من الطلاب الرد بمقطع فيديو. بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الأداة مجموعة متنوعة من الأدوات للتخصيص، مثل الملصقات والفلاتر. واحدة من أهم مميزاته هي قدرته على تعزيز مشاركة الطلاب وإبداعهم وجعل بيئة التعلم ممتعة وشيقة. ومع ذلك، قد ذكر بعض المستخدمين بعض المشاكل المتعلقة بإمكانيات التقييم المحدودة في المنصة.

Pear Deck

Pear Deck هي منصة عرض تفاعلية تسمح للمعلمين بإنشاء وتقديم دروس شيقة. فيمكن للمعلمين إنشاء شرائح تفاعلية تشمل الأسئلة والاستطلاعات وعناصر الوسائط المتعددة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يوفر Pear Deck ملاحظات فورية حول تقدم الطلاب، مما يتيح للمعلمين تعديل دروسهم حسب الحاجة. واحدة من أهم مزايا Pear Deck هي قدرته على إنشاء دروس تفاعلية. ومع ذلك، قد ذكر بعض المستخدمين بعض المشاكل المتعلقة بخيارات التخصيص المحدودة في المنصة.

Seesaw

Seesaw هي منصة محفظة رقمية تسمح للمعلمين والطلاب بمشاركة المهام والتعاون عليها. وعليها يمكن للمعلمين إنشاء مهام ويمكن للطلاب الرد عليها بالنص والصور وعناصر الوسائط المتعددة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يوفر Seesaw مجموعة متنوعة من أدوات التقييم، مثل الخرائط الذهنية والتعليقات. واحدة من أهم مزايا Seesaw هي قدرته على تعزيز التعلم المركز على الطالب. ومع ذلك، قد ذكر بعض المستخدمين بعض المشاكل المتعلقة بإعدادات الخصوصية المحدودة في المنصة.

من خلال استخدام هذه الأدوات الإلكترونية الإضافية، يمكن للمعلمين تعزيز تجربة الصف الدراسي عبر الإنترنت وإشراك طلابهم بطرق جديدة ومبتكرة. كل أداة إلكترونية من الأدوات التي ذكرنا لها مزايا وعيوب، وأفضل أداة للمعلم تعتمد على احتياجاته وتفضيلاته الشخصية. وبعد كل شيء، وإن كان عليّ أن أختار أداة واحدة تعتبر سهلة الاستخدام عمومًا، فإنها ستكون Google Classroom.

تم تصميم Google Classroom ليكون سهل الاستخدام وواضح دون عوائق، وواجهته مشابهة لمنتجات Google الأخرى مثل Gmail وGoogle Drive. وهذا يجعل الأمر سهلًا بالنسبة للمعلمين الذين يتعاملون بالفعل مع مجموعة أدوات Google للبدء بسرعة وبدون الكثير من الوقت لفهمه والتعامل معه. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي Google Classroom على عدد كبير من المستخدمين وثروة من الموارد والبرامج التعليمية المتاحة على الإنترنت لمساعدة المستخدمين الجدد على البدء. كما أن في نسخته المدفوعة، يوفّر مزايا أخرى مثل التحقق من السرقة الأدبية.

ومع ذلك، فإن أدوات إلكترونية أخرى مثل Edmodo وNearpod مصممة أيضًا لتكون سهلة الاستخدام ويمكن أن تكون خيارات رائعة اعتمادًا على احتياجات وأهداف المعلم. من المهم أن يجرب المعلمون أدوات مختلفة ويجدون الأفضل بالنسبة لهم ولطلابهم.

وعمومًا، هناك العديد من الأدوات الإلكترونية المتاحة لتحسين تجربة الفصول الافتراضية. وبينما تتمتع كل أداة بمزاياها وعيوبها الخاصة، يمكن للمعلمين اختيار الأداة المناسبة لاحتياجاتهم بناءً على العوامل مثل سهولة الاستخدام ومستوى الانخراط وقدرات التقييم. ومن خلال استخدام هذه الأدوات، يمكن للمعلمين خلق بيئات تعليمية فعالة وشيقة على الإنترنت لطلابهم.

ما هي استراتيجيات إدارة الفصل؟

هذه المقالة هي الجزء 9 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

أتعرف هذا الفصل الذي يعلو فيه صراخ المعلمة، وصوت “خرزانة” المعلم، والكثير من أصوات الطلاب المرحة أحيانًا، والغاضبة أحيانًا، والمتمردة أحيانًا أخرى؟ تحتاج بيئة التعلم هذه إلى استراتيجيات إدارة الفصل.

تعتبر إدارة الفصل مفتاحًا لنجاح الطلاب وتحقيق أهداف التعلم بشكل كامل. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة “ناغويا” في اليابان، فإن إدارة الفصل الفعالة تؤدي إلى تحسين النتائج التعليمية وزيادة مستوى الرضا لدى الطلاب؛ وبالتالي مستوى التحصيل. ولا يؤثر ضعف هذه المهارات على تجربة الطلاب فقط، بل وتزيد من الضغط على المعلم وتصيبه بالاحتراق النفسي المهني. [4] [1]

إدارة الفصل هي عملية تنظيمية أساسية في الحصول على بيئة تعلم ممتعة وفعالة. وتعتمد استراتيجيات إدارة الفصل على ثلاث محاور جوهرية: المعلم، والطالب، والفصل حيث تحدث تجربة التعلم. وتشمل تلك المحاور في ظلها مهارات مثل: إدارة الوقت، وتحديد الأهداف، والتفاعل مع الطلاب، والتحكم في السلوكيات، وتحقيق التواصل الفعال مع الطلاب [3]

هناك العديد من السلوكيات السلبية التي تتفاقم وتهدد بيئة التعلم إذا ما تم التحكم فيها، ومن بين هذه السلوكيات:

  • التشتيت وعدم التركيز وهو ما يؤثر على باقي الطلاب.
  • المحادثات الجانبية.
  • مقاطعة الآخرين/المعلم.
  • التأخر في الحضور أو الانصراف.
  • الإساءة إلى الآخرين والتنمر حتى وإن كان على سبيل المداعبة.
  • استخدام الهاتف الذكي دون إذن.
  • العدوانية والتمرد: إذ يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى تعريض الطلاب والمعلمين للخطر.

لذلك تظهر الحاجة إلى مهارات إدارة الفصل. ولكن ما هي الاستراتيجيات الفعالة لإدارة الفصل؟ وكيف نفرضها بطريقة ممتعة بما يجعل بيئة التعلم مريحة وإيجابية للطلاب؟

تتضمن إدارة الفصل أيضًا القدرة على التعامل مع السلوكيات السلبية التي قد تؤثر على تجربة التعلم للطلاب.

أولًا: استراتيجيات إدارة الفصل

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للمعلمين استخدامها لإدارة الصف بشكل فعال، ومن بين هذه الاستراتيجيات:

تحديد القواعد والتوقعات

 بمشاركة الطلاب، يضع المعلم قواعد الفصل والتوقعات والمعايير التي يجب على الطلاب الالتزام بها، ويجب توضيح هذه القواعد والتوقعات بشكل محدد بما يشمل مكافآت الالتزام بها وعقوبات انتهاكها. وقد تشمل: الالتزام بالوقت، وأداء المهام المطلوبة، وطريقة التصرف بداخل الفصل، والالتزام بالمشاركة الفعالة، وسياسة استخدام الهاتف الذكي، ومستوى الضوضاء المسموح بها داخل الفصل، وهكذا. تثبيت هذا الدستور المتفق عليه أمام الطلاب في جدارية مثلًا، أو توزيعها عليهم ليبقوها في دفاترهم، أو كعقد يوقعه كل الطلاب في الفصل بالإضافة للمعلم، يجعلهم في حالة دائمة من التذكير، كما يبعث فيهم شعور المسؤولية عن تصرفاتهم.

إنشاء بيئة إيجابية وآمنة

 على المعلم –بمساعدة طلابه- إنشاء بيئة إيجابية ومتعاونة في الصف، وتشجيع التعاون والتفاعل الإيجابي بين الطلاب. يمكن تحقيق ذلك بالثناء على التصرفات الإيجابية التي اتبعوها ضمن الاتفاقية مثلًا، باستخدام الجوائز المعنوية والمادية لتحفيز الطلاب. كما يمكن منحهم حق اختيار اللعبة في الدرس القادم أو ما شابه.

كذلك على المعلم التواصل مع الطلاب العدوانين والمتنمرين فرديًا لمعالجة السلوك السلبي الذي صدر منهم، وذلك بعد تطبيق العقاب المتفق عليه مسبقًا. وأن يتجنب معاقبة الفصل بأكمله بإثم الفرد؛ فيكون تطبيق دستور الفصل بطريقة متزنة ومنصفة، ويناسب حالة الفصل واحتياجات الطلاب، وبطريقة تشجع الغيرة والمشاركة الإيجابية في العملية التعليمية. ويمكن أن يكون العقاب هو الإيقاف المؤقت عن المشاركة مع زملائه. فوفقًا لدراسة أجرتها جامعة “أوهايو” في الولايات المتحدة، يمكن لاستخدام التوجيه الواضح للسلوك أن يساعد في تحسين السلوكيات السلبية للطلاب  [2].

وعن اللغة التي يستخدمها المعلم مع الطلاب أصحاب التصرفات السلبية، فيجب أن تكون لغة ودودة غير هجومية. فمثلًا يقول: «يا “فلان”، هل لديك سؤال؟»، بدلًا من أن تقول «توقف يا فلان عن التحدث وإزعاج الآخرين». وتقول «هل تحتاج بعضًا من المساعدة في التركيز؟» بدلًا من أن تقول «توقف عن الممازحة بينما أتكلم!». مثل هذه اللغة تضمن لك نقد التصرف السيء دون إضرار بالعلاقة الإيجابية بينكما.

شجّع المبادرة

قد يظن بعض المعلمين أنهم إذا سمحوا للطلاب بأخذ بعض المساحة من مساحة إدارتهم للفصل فإن ذلك يهدد موقعهم كأصحاب سلطة. ولكن هذا المفهوم مغلوط تمامًا. فمثلًا إذا شرح المعلم درسًا وطلب من الطلاب قراءة جزء معين وشرحه للآخرين، فإن هذا يحفّز الطلاب للمشاركة أكثر أولًا. وبعد أن تمدح حسن صنيعهم، يتلقوا كذلك الدعم من زملائهم ثانيًا؛ فيعزز هذا من ثقتهم بأنفسهم وهو ما يشجع بدوره التفاعل الإيجابي كما ذكرنا في النقطة السابقة.

مواقع الجلوس في الفصل

هناك العديد من طرق الجلوس في الفصل. وعلى المعلم أن يضمن أن الطريقة التي يستخدمها تضمن تواصل ومشاركة بين الطلاب بما يسمح لهم العمل في مجموعات أو في ثنائيات. ثم يمكنك كذلك تعيين مهام أو مشاريع جماعية، بما لهم بتطبيق قواعد الاستماع الفعال والمناقشة في محتوى الدرس والتعبير عما فهموه بالأسلوب الذي يرونه مناسب.

استخدم التكنولوجيا

ذكرنا سابقًا أن هناك العديد من أساليب التعلم الحسية والشخصية، وصعوبات التعلم، مثل قصور الانتباه وفرط الحركة، التي قد تحتاج إلى تعديل في خطة الدرس الخاصة بالمعلم بما يناسب كل الحالات. لذلك؛ على المعلم استخدام التكنولوجيا بما يساعد الطلاب ولتكييف خطة الدرس بما يلائم احتياجاتهم.

استمع لطلابك

حاول أن تجري مقابلات مع الطلاب غير المشاركين أكاديميًا أو مع الذي يظهرون سلوكيات معارضة أو متحدية لتجربة تعلمهم. تساعد هذه المقابلات المعلم في معرفة كيف يدير الفصل بشكل يخدم طلابه ويعزز تجربة تعلمهم. وقد تتضمن أسئلة المقابلات بعضًا من:

  • ما الذي يساعدك لتستطيع التركيز أكثر؟
  • كيف تفضل العمل؟ ولماذا؟
  • مع من تفضل العمل وترى نتائج أكثر عن العمل معهم؟
  • ما هي أكثر أنواع الدروس تفضيلًا لديه؟
  • ما هي الأنشطة التي يفضلها؟
  • ما هي التدريبات التي تساعده في تذكر الأفكار الأساسية في الدرس؟

ولتطبيق هذه الاستراتيجيات، هناك بعض الألعاب التي من شأنها ضمان تطبيق القواعد لطريقة ممتعة وجذابة للطلاب. نسرد منها البعض على سبيل المثال، وليس الحصر.

ثانيًا: ألعاب لإدارة الفصل

سايمون يقول

 يمكن تكييف هذه اللعبة الكلاسيكية لتعزيز قواعد الصف والتوقعات. على سبيل المثال، بعد أن ينتهي المعلم من شرح جزء ما، ويعرف أن هناك من لديه سؤال ملح، يمكن للمعلم أن يقول “سايمون يقول: ارفع يدك إذا كنت تريد التحدث” لتعزيز القاعدة الخاصة برفع الأيدي قبل الحديث مثلًا عوضًا عن المقاطعة.

إشارة حمراء، إشارة خضراء

يمكن استخدام هذه اللعبة لتعزيز اتباع التوجيهات. فمثلًا إن أراد المعلم تغيير شكل جلوس الطلاب، ويريد أن يفعل ذلك بسرعة، فيمكن أن يطلب منهم تغيير مقاعدهم بالشكل المرغوب، يبدأ الطلاب تحريك المقاعد عند قوله “إشارة خضراء”، وعليهم أن ينتهوا قبل أن يقول إشارة حمراء. وليكن الفرق بين الإشارتين 10 ثوان. والفريق الذي لم ينته من تعديل المقاعد قبل الإشارة الحمراء هو الخاسر. يمكن تكييف اللعبة لتعزيز قواعد الصف الأخرى أيضًا، كتحديد أوقات المناقشة مثلًا.

أعرف شخصًا…

تهدف هذه اللعبة لتعميق العلاقات بين الطلاب عن طريق فهمهم للأشياء التي يحبونها والأشياء التي تضايقهم مثلًا وذلك تأهيلًا لهم للعمل في مجموعات لاحقًا. تسير اللعبة كالتالي: يحضر المعلم هذه الأسئلة المقترحة أدناه في ورق مطبوع، وعلى الطلاب التحدث لبعضهم البعض كأنهم في حفلة، وعليهم كتابة أسماء من أجابوا الأسئلة بجانب كل سؤال.

يمكن أن تتضمن الأسئلة مفاهيم مثل:

  • …… (يكتب اسم زميله الذي أجاب بالموافقة)…….     يتضايق من الصوت العال.
  • …… (يكتب اسم زميله الذي أجاب بالموافقة)……   يحب العمل في مجموعات.
  • …… (يكتب اسم زميله الذي أجاب بالموافقة)…… سريع الكتابة.
  • …… (يكتب اسم زميله الذي أجاب بالموافقة)……  ماهر في الرسم.
  • …… (يكتب اسم زميله الذي أجاب بالموافقة)…… يحب المناقشة كلاميًا ولا يحب الكتابة كثيرًا.

يشارك الطلاب المعلومات التي جمعوها عن بعضهم البعض مع باقي الفصل ومع معلمهم. وهو ما يساعد الجميع في رؤية عقول الآخرين بشكل يحفز التعاون الإيجابي والممتع في الفصل.

المراجع

  1. The impact of effective classroom management on students’ academic achievements. International Journal of Education and Social Science
  2. Classroom instruction that works: Research-based strategies for increasing student achievement. ASCD.
  3. 20 Classroom Management Strategies and Techniques
  4.  TeachThought Staff
  5. Education World
  6. WeAreTeachers Staff
  7. The effect of interactive teaching mode on college English teaching. Journal of Language Teaching and Research.

صعوبات التعلم: ما هو عسر الحساب، وكيف للمعلم أن يتعامل معه؟

هذه المقالة هي الجزء 7 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

حتمًا قابلت ذلك الصديق الذي لا يستطيع حساب ثمن الإفطار، ولا يستطيع حساب المتبقي. كما أنه لا يستطيع تقدير المسافات، فتكون له مسافة خمسة كيلوات “قريبة بالطبع!”، أو مسافة الخمسين متر غير مفهومة ومُتصوّرة. وبالتأكيد تعرف ذلك الطفل الذي يكره الحساب بشدة؛ لأنه يعاني بشدة في فهم المسائل الرياضية ويأخذ الكثير من الوقت لحلها، ولا أعني هنا القسمة المطولة على وجه الخصوص! بل يكون هذا نمطًا على البسيط من المسائل في هذه السن مثل معرفة أي رقم أكبر من الآخر. يعرّف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية هذه الظاهرة باسم عسر الحساب (بالإنجليزية: Dyscalculia)، وهو ضعف عدديّ يصنّف ضمن صعوبات التعلم [1]. يؤثر عسر الحساب على القدرة على تعلم الحساب والرياضيات في شخص يتمتع بذكاء عادي. يٌشار إلى عسر الحساب كذلك بأسماء مثل: “صعوبة تعلم الحساب”، “القلق من الحساب”، “عسر قراءة الحساب”. [5] [2] [1]

أعراض عسر الحساب

على الرغم من أن عسر الحساب يظهر جليًا في مرحلة الطفولة، إلا أنه لا يُشخّص ويستمر للبلوغ. ويبقى السؤال: كيف نعرف أن الطفل يعاني من عسر الحساب؟ 

تتطور الأعراض في حدتها مع كل مرحلة عمرية ينتقل إليها الطفل.  [3][2]

في مرحلة الطفولة المبكرة:

  1. صعوبة في تعلم العد.
  2. صعوبة في ربط ما يمثله الرقم مع الرقم ذاته، فيكون الرقم فكرة مجرّدة. إذ لا يربط بين الرقم 5 و 5 تفاحات، أو 5 أقلام مثلا.
  3. صعوبة في تقدير الأكبر والأصغر، أو الأطول والأقصر. [5]

في مرحلة الدراسة الابتدائية:

  • صعوبة أداء العمليات الحسابية مثل: جمع الأرقام، أو طرحها، أو ضربها، أو قسمتها، أو عملها بطريقة خاطئة مؤدية لنتائج غير متسقة.
  • صعوبة تذكر روابط الأرقام المعروفة، حتى التي تعرّض لها مئات المرات مسبقًا، مثل: 3+2=5.
  • الحاجة المستمرة إلى الاعتماد على الأصابع عند الحساب، في السن الذي يتوقف أقرانه عن القيام بذلك.
  • صعوبة في أداء الحساب العقلي.
  • صعوبة في فهم قواعد الرياضيات، أو حفظ الحقائق والصيغ الرياضية مثل جدول الضرب.
  • صعوبة تذكر/إدراك أن 2+3 هي نفسها 3+2 أو أن 3/6 هي نفسها 1/2.
  • صعوبة في ترجمة الأرقام إلى قيمها المكانية، فلا يعرف أيهما أكبر: خمسمائة ألف أم مليونان.

في مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية:

  1. صعوبة قراءة الساعة ذات العقارب.
  2. صعوبة في فهم المعلومات في المخططات البيانية.
  3. صعوبة في تذكر طرق مختلفة لإيجاد الحل لنفس المطلوب، فلا يستطيع مثلًا ضرب طول ضلع المربع × 4 ليأتي بالمحيط، فتراه يجمع كل أطول أضلاع المربع، وهي الطريقة البدائية.
  4. صعوبة حل المعادلات والمسائل التي تتطلب خطوات متعددة.
  5. صعوبة تخيل الأوزان والأحجام في مواد بسيطة مثل السوائل.

عند البالغين:

  1. صعوبة تطبيق الحساب في الحياة العامة.
  2. بطء في أداء العمليات الحسابية الذهنية، وغالبًا ما ينتهي الأمر بأبسطها، كالجمع مثلًا.
  3. ضعف في مهارات الحساب العقلي.
  4. صعوبة تقدير المسافات بالأرقام.
  5. صعوبة تحديد الاتجاهات.

الأسباب

لا يعرف الباحثون بعد على وجه اليقين سبب عسر الحساب. ولكن كما هو الحال مع صعوبات التعلم الأخرى، يعتقَد أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا مؤثرًا في الإصابة بهذا العسر. يواصل الخبراء محاولة إيجاد الفروق بين أولئك الذين تنشأ مشاكلهم مع الرياضيات من عسر في عمليات المعالجة الدماغية، وأولئك الذين ترتبط مشاكلهم بعوامل مثل سوء التدريس أو الفقر والحرمان. وقد يصاب شخص ما بعسر الحساب نتيجة إصابة في الدماغ أو سكتة دماغية. ينشأ هذا النوع من الاضطراب عادةً من تلف الفص الجداري للدماغ (بالإنجليزية: acalculia).[2]

وبالتأكيد يزيد القلق من الحساب من صعوبة التعلم هذه إن وجدت، ولكن لا يُشخص الشخص القَلِق من الحساب باضطراب عسر الحساب. وقد يكون القلق من الحساب خطرًا، بل من الممكن أن يؤدي إلى تجنّب الشخص لكل الأنشطة التي تتضمن مسائل حسابية/رياضية؛ إذ يحفّز هذا النوع من القلق المراكز الدماغية المسؤولة عن الشعور بالألم الجسدي والتهديد. [4] [2]

كيف للمعلم أن يتعامل مع المصابين بعسر الحساب؟

تتدرج حدة صعوبة التعلم هذه حسب السن. تختلف طرق التعامل مع المصاب بعسر الحساب داخل الصف وخارجه؛ إذ تتباين المرونة العقلية حسب التطور العمري. وهناك العديد من التطبيقات التي يستطيع المعلم استخدامها لتساعده في التغلب على هذا العسر.

في مرحلة الطفولة المبكرة

  • إحدى الأفكار العملية للمعلمين لمعالجة عسر الحساب هي استخدام أساليب التعلم الحسية، والتي تشرك حواسًا مختلفة لمساعدة الطلاب على فهم المفاهيم الرياضية. فمثلًا، يمكن أن يستخدم المعلم كرات الخزف أو الخرز أو المعدادية (الأباكوس) لمساعدة الطلاب على العد، وبذلك يساعدهم في تصور وفهم الأرقام والعمليات.
  • للعمليات الحسابية، أطلب منهم عد العصافير/القطط بالخارج، واطلب منهم كذلك استخدام أصابعهم في العد. وبينما هم يعدون، اسألهم كم عصفورًا حتى الآن؟ وإن طار عصفورًا، اسألهم: كم تبقى من العصافير على الشجرة؟ واطلب منهم استخدام الأصابع لعملية الطرح هذه. وهكذا.
  • تقسيم الموضوع/المفهوم في صورة وحدات مع التطبيق على كل وحدة لتثبيت المفهوم المطلوب.

في مرحلة الدراسة الابتدائية

  • ساعد الطالب على تصور الأشياء في سياق واقعي، فإذا كان الطفل يتعلم الكسور مثلًا، فالأفضل أن تمثلها بتقطيع تفاحة مثلًا، للنصف ثم للربع، ثم لثمانية قطع، ليفهم أن 4/8 هي نفسها 1/2.
  • وفي تعلم الهندسة مثلًا، فيمكنك أن تسألهم إيجاد الأشكال الهندسية التي يرونها حولهم، وفي الكتاب، أو في الغرفة، أو في بيوتهم.
  • إذا كان يتعلم العمليات الحسابية، فيمكن أن يؤدي هذه العمليات عمليًا في الأموال بشكل عام، ومصروفه الشخصي بشكل خاص.
  • التدرب على نفس نوع المسائل الحسابية مرات متكررة، مثل الجمع، والطرح، والضرب، والقسمة.

للمرحلة المتوسطة والثانوية

  • على المعلم تمثيل المعادلة الرياضية بشتى الطرق، فيكتبها ليتخيل الطلاب العلاقة بين العناصر، ويرسمها ليساعدهم في استيعاب المفاهيم التي تحتويها.
  • ربط هذه المفاهيم باهتماماتهم وتخيلاتهم عما حولهم.
  • تقسيم المعادلات لخطوات أصغر مع التأكد أنهم استوعبوها. بالإضافة إلى ضمان الانتقال السلس بين الخطوات. فلا يتفاجؤ بكونه في الخطوة الأخيرة بينما هو مازال مركّزًا فيما كان يجري في أول خطوة.

نصائح عامة:

  • استخدم الألعاب الإلكترونية في تيسير الحل والتطبيق لجعله شيقًا وحيويًا. ومن ضمن المواقع التي توفر مثل هذه الألعاب: Mathsframe، وadaptedmind، وmathgames
    يوفر موقع ماث جيمز، لوحة تحكم للمعلم ليتابع تطور طلابه، بالإضافة إلى الواجبات المنزلية.
  • على المعلم توفير وقت إضافي للطلاب لإكمال مهام الرياضيات، والسماح باستخدام التكنولوجيا المساعدة مثل الآلات الحاسبة أو برامج الرياضيات.
  • ننصح بتخصيص ألعاب مثل: «بينجو» حسب المرحلة الدراسية. فيمكن مثلا أن يلعبوا بينجو بالضرب والطرح لتعزيز السرعة، ويمكن أن يلعبوها بالجذور التربيعية والتكعيبية في المرحلة المتوسطة.
  • كما يمكن تخصيص لعبة مثل «بوم» لتطبيق مضاعفات الأعداد. في لعبة بوم، يقف الطلاب في دائرة ويصفقون على أيدي بعضهم بالدور وهم يعدون 1، 2، 3.. فإذا كانت اللعبة على مضاعفات العدد ثلاثة، فإن على من دوره العدد 3 أو مضاعفاته أن يقول «بوم»، هكذا: 1، 2، بوم، 4، 5، بوم

المصادر:

  1. The dyslexia Association
  2. Dyscalculia
  3. When 1 + 1 = 5: Dyscalculia and Working Memory
  4. When math hurts: Math anxiety predicts pain network anticipation of doing math
  5. Dyscalculia: A Specific Learning Disability Among Children
  6. Twinkle
  7. Dyscalculia.org
  8. Mathematics and Learning Disabilities

صعوبات التعلم: عسر الكتابة وكيف تتعامل معه؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

يقول أحدهم: “الكتابة! يا إلهي، هذه حتمًا أسوأ المهام. يصعب عليّ حقًا تذكر كل علامات الترقيم هذه، ولا أستطيع تمييز الاختلافات بين الـb والـd، والـ p، والـq في الإنجليزية، والحاء والخاء والجيم في العربية! وبالتأكيد أخطأ تهجئتها. والأشرّ من ذلك أنه يجب أن أفكر في كيفية الكتابة بينما يكون عقلي منشغلا فيما سيكتب. أحيانًا أرجو أن يكتفي المعلم ببضع جمل، فلا تؤلمني يداي. ولكن كالعادة، يصيح بي المعلم غير راضٍ عن جملي البسيطة المتقطعة. لا يفهمني المعلم أبدًا، ولا يفهم كم أعاني لإنتاج هذه الجمل التي لا تعجبه. والحقيقة، أني لا أفهمني كذلك، أحيانًا أريد أن أجعل الكلمة تبدو صحيحة، ولكنها لسبب ما لا تبدو كذلك بعد أن أنهي كتابتي…” [1].

يحدثنا صديقنا بغضب شديد عن «عسر الكتابة». ويسمى عسر الكتابة (بالإنجليزيّة: Dysgraphia). يوصف المصاب بعسر الكتابة دائمًا بالـ «الكسولي» أو بالـ «البطيء» وينتج عن هذا العسر ضعف الكتابة اليدويّة، أو ضعف التهجئة، أو كليهما لدى شخص ذي ذكاء متوسّط أو أعلى من المتوسّط. ولم يرد هذا العسر كاضطراب في الصحة العقلية، ولا يعد اضطرابًا، ولكنه بالأحرى صعوبة تعلم دماغية الأساس، ويظن أنها جينية كذلك. [2] [1]

هناك عدة علامات تنبأ عن وجود عسر الكتابة، وهي تنقسم لثلاثة أقسام [3][2] :

  1. عسر الكتابة اللغوي، ويشمل:
  • تهجئة غير صحيحة للكلمات.
  • صعوبة تخيل الكلمات قبل كتابتها.
  • حذف الحروف والكلمات من الجمل.
  1. عسر الكتابة الحركي:
  • صعوبة في نسخ الكلمات والكتابة بسبب ضعف التنسيق بين الأداء الحركي والأداء البصري.
  • صعوبة الكتابة والتفكير في نفس الوقت، فلا يستطيع المصابون بعسر الكتابة تدوين ملاحظات أثناء سماع المعلم مثلًا.
  • وضع الجسم أو اليد غير عادي عند الكتابة.
  • إمساك القلم بإحكام وهو ما يؤدي إلى تقلصات في اليد؛ مما يترتب عليه الكتابة البطيئة أو الشاقة.
  1. عسر الكتابة المكاني
  • يكون حجم الحروف وتباعدها متباينا في ذاتها، أو في الكلمة الواحدة، أو في السطر الواحد.

أسباب عسر الكتابة

قبل أن نتناول أسباب عسر الكتابة، يجب أن نفهم ماهية الكتابة كعملية ديناميكية. الكتابة اليدوية عملية معقدة يشترك فيها العديد من العوامل في آن واحد. أولها المهارات الحركية المضبوطة بشكل معين في اليد، والذاكرة لتخزين الكلمات وشكلها وطريقة رسمها، بالإضافة إلى مهارة تحليلية لفهم معناها. لذلك فإن أي خلل في إحدى هذه العوامل يؤدي إلى عسر في العملية ككل.

يمكن أن يعاني الأطفال ذوو عسر الكتابة من مشاكل في الترميز الإملائي (بالإنجليزية: Orthographic Coding)، وهو القدرة على تخزين الكلمات المكتوبة بالذاكرة العاملة أو تشكيل ذاكرة دائمة من الكلمات المكتوبة. قد يعانون أيضًا من مشاكل في تنظيم حركات تتابعيّة للأصابع. كما يحتمل أن يتطور لدى البالغين عسر الكتابة المكتسب (بالإنجليزية: Acquired Dysgraphia)، والمُسمّى أيضًا اللاكتابية (بالإنجليزية: Agraphia)؛ إثر إصابة دماغيّة أو جلطة، أي أنه حدث مفاجئ، ولم يتطور منذ الطفولة، على عكس عسر الكتابة الذي نناقشه والذي يُكتشف منذ الطفولة. ويعتقد كذلك أن الأطفال المصابين بعسر الكتابة يصابون به كنتيجة لإصابتهم بقصور الانتباه وفرط الحركة [3] [2].

كيف تكتشف أن الطالب مصاب بعسر الكتابة؟

يُعتقد أن الخط السيئ علامة على عسر الكتابة، لكن ليس ذلك بضروري. فقد يكون خط الطالب منمقًا وهو مصاب بعسر الكتابة. لأن –وكما ذكرنا سابقًا- عسر الكتابة هو خلل في عامل أو أكثر من عوامل عملية الكتابة. ولتشخيص سليم، يتم تشخيص هذا العسر من قبل طبيب نفسي متخصص في صعوبات التعلم، أو بمساعدة المهنيين والمتخصصين التربويين والمعلمين كذلك. إذ يُستدل على عسر الكتابة من التقارير المدرسية، والواجبات الكتابية، بالإضافة إلى تفاصيل نمو الطالب المصاب.

بعد ذلك يجري الطبيب أو المختص اختبارات عسر الكتابة، وتتضمن قسمًا للكتابة مثل نسخ جمل أو الإجابة على أسئلة كتابية موجزة، بالإضافة إلى مكون حركي دقيق يختبر ردود أفعال الفرد وسرعة حركته. وخلال كل ذلك يعمل اختصاصيو التشخيص على فهم كل من جودة الكتابة وإلى أي مدى ينظم المريض الأفكار وينقلها، بالإضافة إلى عملية الكتابة في حد ذاتها وفيما إذا كانت الكتابة مؤلمة أم لا  [4] [3].

علاج عسر الكتابة

ليس هناك علاج دوائي أو نفسي لهذا العسر، ولكن يجد بعض الأشخاص الذين بدأوا رحلة العلاج مبكرًا بعض الطرق التي تمكنهم من التعايش مع هذا العسر. ويتلقى المصابون بعسر الكتابة تدريبًا متخصصًا في كل المهارات التي تساعد في عملية الكتابة. فمثلًا، يتلقى المصابون العلاج المهني (بالإنجليزيّة: Occupational Therapy) ليساعدهم في تعلّم أوضاع للكتابة مناسبة لليد والجسم. بالإضافة إلى تدريب بدني لتحسين قوّة اليد وتقوية عضلاتها، وبناء مهارات حركيّة قد تجعل الكتابة أقلّ إجهادًا أو ألمًا وتخفف تقلصات العضلات [3].

كيف للمعلم أن يتعامل مع عسر الكتابة؟

تقسيم المهام الكبيرة لعدة مهام أصغر

تعد هذه الاستراتيجية فعالة جدًا في عملية الكتابة، إذ يشعر الطالب أنه مُحفّزٌ لإنهاء أول مهمة وللانتقال لأخرى. وتسمى هذه الاستراتيجية بالإنجليزية (POWER) [5]، حيث تمثل أول حرف من اسم كل مرحلة، وهي كالآتي:

P: Prepare

 أي حضّر. يعد العصف الذهني مفيدًا للطلاب، إذ يوجههم حول الهدف. وبالطبع، لا تتطلب هذه المرحلة عملًا كتابيًا شاقًا. فيمكنهم مثلًا رسم أفكارهم في خريطة ذهنية، أو في صورة رموز دودلية. وهذا التنظيم البصري يضاهي التنظيم الكتابي التقليدي. بل وكذلك يساعدهم في تحديد العلاقات بين المفاهيم؛ مما يساعد بدوره في تحسين مهاراتهم في شرح نقاط التواصل والالتقاء بسهولة ومرونة ويسر.

ويمكنكم مساعدتهم بالحصول على هذه الخرائط الذهنية من هذه المواقع:

O: Organize

 أي حدد. يحدد الطالب من بين تلك الأفكار ما يريد العمل عليه؛ فلا يتشتت بين الكتابة والتفكير. فيقرر خطة سير مناقشة هذه الأفكار وترتيبها. وكماذكرنا، يمكن أن تساعدهم الخرائط الذهنية على معرفة بداية الحلقة وآخرها. وباستخدام الصور الرمزية، يمكن أن تساعدهم بصورة لساندوتش هامبورجر مثلًا. فيكون الخبز من أعلى هو مقدمة عن المفهوم، أما عن المحتوى في المنتصف فهو البرجر والخس والجبن وهي شرح المفهوم والأمثلة التي تدعمه، ثم الخبز في آخر الساندوتش هو الخاتمة. ولمساعدة الطالب في تحديد خطة سير عملية الكتابة، دعه يخط أفكاره في صورة هذا الشكل.

W: Write

 أي اكتب. وهنا تأتي مرحلة الكتابة الفعلية. ويمكن للمعلم أن يمنح الطلاب المصابين وقتًا أطول في إنهاء المهمة الكتابية.

E: Edit

 أي عدّل. وهذه مرحلة التعديل وإيجاد الأخطاء. وهنا يركّز الطالب على ما فاته، إذا أضاف أو حذف حرفًا أو كلمة أو جملة، أو إذا ما تهجى كلمة بطريقة خاطئة.

R: Revise

 أي راجع. ينقل ما كتبه وراجعه في نسخته النهائية المعدلة.

  1. على المعلم أن ينوّع من طرق أداء الواجبات المنزلية، فمثلًا يجيب الطالب عن السؤال في فيديو مسجّل، أو شفهيًا. وذلك بتطبيقه لكل استراتيجيات التدرج والتعاقب المنطقي للأفكار بالإضافة إلى شرح الأفكار ودعمها، وهي نفس طريقة الكتابة.
  1. يمكن أن يسمح المعلم للطالب باستخدام تقنيات تحويل الصوت إلى نص، فلا يبقى على الطالب إلا التعديل والمراجعة لتسليم النسخة النهائية.
  2. على المعلم أن يمدح الخطوات الصغيرة التي ينجزها الطالب. فقد عانى الطالب حتى ينجز هذه الخطوة. ويشير ميل لافين لهذه العميلة بما يسميه «نزع الوهم» (بالإنجليزية : Dymestification). إذ يركز المعلم على نقاط القوة في مرحلة الضعف. فمثلًا، في حالة صديقنا بالأعلى، نرى أنه يعلم مشكلته جيدًا، وقد يشير بشكل غير مباشر إلى الحل وأسلوب تعلمه، بالرغم من كل التحديات التي يواجهها [5].
  1. بعد أن تذكر محاسنه ونقاط قوته، يكون الطالب مستعدًا لتلقي النقد، وهنا يأتي دور المعلم التوجيهي. فيستطيع أن يبرز بعض النقاط التي تحتاج لتحسين وبعض من هذه التعليقات تكون على شاكلة:
  • «أعجبني كثيرًا تدرجك الدقيق والمفصل للأفكار. كان ذلك منطقيًا. ولكن ما رأيك بالخاتمة؟ ترى هل ينقصها شيء؟ ما هو؟ أتعتقد أن الخاتمة ينقصها بعض النقاط التي ذكرتها؟»
  • «أحببت وصفك للجو العام على الشاطئ، بدءًا من الرمال، والبحر، وانتهاءًا بأصوات النورس والأمواج. ولكن ماذا عن إحساسك أنت؟ ماذا عما فعلته مع أسرتك في الإجازة؟ أتستطيع أن تخبرني بعض الأنشطة؟»
  1. على المعلم أن يتزن في نقده، فلا يكثر في ذكر كل الأخطاء. فلن يستطيع الطالب إصلاح كل شيء مرة واحدة على أي حال.
  1. على المعلم أن يمنح الطلاب المصابين بعسر الكتابة وقتا إضافيا في المهام الكتابية.

قد يحتاج الطالب المصاب بعسر الكتابة إلى:

  • استخدام أقلام ذات أحجام أكبر لتملأ فراغ أصبعيه، ولتقلل التقلصات في اليد.
  • استخدام أوراق ذات خطوط بارزة للمساعدة في تحديد الهوامش.
  • تدريبات على الخط إذا كان خطه سيئًا أو حروفه متباينة الحجم وغير مقروءة.

خلاصة

ونهاية، وكما قال جوردن شيرمان، الرئيس الأسبق للجمعية العالمية لعسر القراءة، وأستاذ علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة هارفرد: «أدمغتنا مختلفة، وكل دماغ يعالج المعلومات بطريقة مختلفة كذلك». وهذا هو سبب الاختلافات في التعلم. قد ينتج عن ذلك أن يواجه بعض الطلاب صعوبات في الصف الدراسي، لأنه ليس هناك ما يُسمى العقل الكامل والمثالي. فالتسليم بأن كل فرد يعالج المعلومات بشكل مختلف هو المفتاح لفهم الاختلافات الأساسية في التعلم. يوؤكد شيرمان أن الاختلافات في التعلم ليست إعاقات، بل إن بيئة التعلم الخاصة بالفرد هي التي تجعل من الاختلافات في التعلم «صعوبات».

ويودعنا صديقنا قائلًا: «أعلم أن تفكيري مختلف عن الآخرين. في كثير من الأحيان، يضعني وجود نمط تفكير مختلف في تحدٍ وهو بالتأكيد ما يضطرني إلى العمل بجدية أكبر. وفي أحيان أخرى، يكون الاختلاف مثل الحصول على هدية. العمل مع الالكترونيات هو واحدة من العديد من الهدايا الرائعة، وهذه هديتي…».

المصادر:

  1. Richards, R. (2008). A Student’s Perspective on Writing.
  2. Dysgraphia
  3. Adi-Japha E, Landau YE, Frenkel L, et al. ADHD and dysgraphia: Underlying Mechanisms. 
  4. International Dyslexia Association
  5. Dysgraphia: A Student’s Perspective on Writing | Reading Rockets

هل أساليب التعلم حقيقة أم خرافة؟

هذه المقالة هي الجزء 4 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

تناولنا سابقًا أساليب التعلم المعرفية الحسية، كما تناولنا نموذج نولز لأساليب التعلم الشخصية. ويبقى السؤال، كم نموذج تعرف من نماذج أساليب التعلم؟ اثنين؟ ثلاثة؟ عشرة؟ يفاجئنا تطور نظرية أساليب التعلم بتقديم ما يتعدى أكثر من سبعين نموذجًا يفسر نظريات أساليب التعلم المعرفية منها والشخصية. وكمعلمين، نتساءل دائمًا: إلى أي مدى يشكل هذا فارقًا في الدرس؟ وبالطبع نتطرق إلى أن الموضوع نسبي تمامًا، فالفيزياء والكيمياء تجرّب تطبيقيًا، واللغات تحاضر نظريًا. وهو بالضبط ما يشكل الفارق. ولذلك نسأل، هل أساليب التعلم حقيقة أم خرافة؟ نقدم في هذا المقال 5 أسباب دليلًا على أنها خرافة.

1. نقص الأدلة

بالرغم من تعدد الأبحاث والدراسات المنشورة في هذا الصدد، إلا أن هناك العديد منها كذلك يدحض هذه النظرية. مثل الدراسة التجريبية التي أجراها لورا ماسا ووريتشارد مايور، أساتذة بقسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا. وتكونت التجربة من ثلاث مجموعات، دُرّست مجموعتين بنفس أسلوب التعلم، والثالثة تنوعت في تدريسها أساليب التعلم؛ ووجد أن كلتا المجموعتين ذوات أسلوب التعلم المنفرد حققتا أداءً أفضل من تلك المجموعة التي تنوعت فيها أساليب التعلم [1].
وهذا منطقي تمامًا، لأن كل منا فريد في ذاته؛ ولا تعتمد الطريقة المثلى لتعلمنا على تفضيلاتنا الفردية، بل على طبيعة ما نتعلم. فقط تخيل تعلم النحو بالصور لأنك متعلم بصري! أو الكيمياء بالمحاضرة الكلامية لأنك متعلم سمعي!

2. هناك العديد من الطرق لوصف أساليب التعلم

في مراجعة لنظريات أساليب التعلم نشرت في مجلة علم النفس التربوي (بالإنجليزية: Educational Psychology) في مقال بعنوان «أساليب التعلم: نظريات، ونماذج، وطرق القياس»، ذكر سيمون كاسيدي، أستاذ بجامعة سالفورد بالمملكة المتحدة، 71 نموذجًا لأساليب التعلم [2]. وقد شرح كل من بول كريشنر وجيروين مرينبوير، أساتذة التعليم والتطوير التربوي بجامعة ماسترخيت بهولندا المشكلة المشتركة بين كل نماذج أساليب التعلم في مقالة بعنوان «هل المتعلم فعلًا أدرى؟ –أساطير الحضر في التعليم»[3]. وقد وضحا قائلين أنه إذا نظرنا إلى كل أسلوب تعلم على أنه ثنائي متناظر (مثل البصري مقابل السمعي، أو الحركي مقابل القرائي والكتابي) فهذا يعني أن هناك 2  أس 71 (271) مجموعة من أساليب التعلم المحددة – وهو ما يساوي 23,6118324143,4822606848، أي أكثر من عدد الناس على وجه الأرض!

وحتى إذا قبلنا مخططًا معينًا لقياس أساليب التعلم مثل الـVARK، فإن الأدلة تظهر أن الأسئلة الموجودة في الاستبيانات المستخدمة غير موثوقة أصلًا، وأن تفضيلات الأشخاص التي صنفوا بها أنفسهم ذاتيًا لا ترتبط بالضرورة ارتباطًا وثيقًا بأدائهم الفعلي. فيعتقد المتعلم أنه متعلم سمعي مثلًا، ويبين أداؤه أنه متعلم بصري!

وحقيقة، طريقة تعلم الشخص الرياضيات مثلًا وأداؤه فيها لا يرتبط بمدى توافق أسلوب تعلمه مع تدريس المعلم، وإنما يرتبط بأدائه في اختبارات الرياضيات السابقة.

3. ليس الأمر حقًا بهذه الدقة والتحديد

بالحديث عن قطبية مجموعات النماذج هذه –في معظم النماذج- وتقابلها، عادةً ما تكون النماذج كيانات ثنائية القطب (تأملية مقابل اندفاعية، أو عشوائية مقابل تسلسلية) كما ذكرنا، وكما هو الحال في نموذج كولب وغيره. فيشرح دورني هذه المعضلة في كتابه «سيكولوجية متعلم اللغة» قائلًا أن هذه الكيانات تمثل طرفي نقيض لسلسلة واسعة. يتأرجح المتعلم في السلسلة المتصلة بين الطرفين؛ لأن لكل طرف مزايا وعيوب محتملة [4]. وبالرغم من أنه قد يكوّن الأشخاص بعض التفضيلات والميول الجلية في أسلوب التعلم، إلا أن أساليب التعلم ليست أنماطًا ثابتة للسلوك. وبناءً على المواقف والمهام المختلفة، يمكن تعديل هذه التفضيلات والأنماط. ومع ذلك، فإن المدى الذي يمكن للأفراد أن يعدلوا أو يغيروا فيه أساليبهم لتلائم وضعًا معينًا يختلف من شخص لآخر. [5]

4. أحقًا تحفز مهاراته الموجودة أم تقضي على تطوره؟

يعتقد العديد من الخبراء أن هذه النظرية ليس فقط بالمفهوم المغلوط، بل يعتقدون كذلك أن هذا المفهوم يشكل ضررًا أكثر منه نفعًا. يشرح مقال لليلنفيد وزملاؤه بعنوان «50 خرافة في علم النفس الشعبي» أن اتباع هذا النهج يدفع المعلمين لاستخدام نقاط القوة العقلية -حصرًا- في التدريس، عوضًا عن المفروض وهو معالجة نقاط الضعف. ويلقون بجزء من المسؤولية على الطلاب ويقولون إنه «على الطلاب تعويض نواقصهم ونقاط ضعفهم ومعالجتها بدلًا من محاولة تجنبها» [6].

5. تكلفة خرافة أساليب التعلم عالية

تمثّل العديد من استبيانات أساليب التعلم والبرامج التدريبية تكلفة كبيرة جدًا. فيكتب روهرر وباشلر في مقالهم بعنوان «أساليب التعلم: أين الدليل؟» أنه بالنظر إلى تكاليف قياس أساليب التعلم –المزعومة- للطلاب، وطرق التدريس التي سيتم تصميمها بما يلائم هذه الأساليب، سيتفاجئ معلمو جميع المراحل بعدم كفاية الأدلة المقدمة لدعم نظرية أساليب التعلم [التي يستهلكون فيها وقتًا وجهدًا] [7].

عزيزي المعلم، قد يشكل هذا المقال منطقًا مقنعًا، وإن كان لديك ما تجيب به عن هذه النقاط؛ فستسعدنا المناقشة في التعليقات. ولكن وقبل إنهاء هذا المقال، فعلينا أن نتفق سويًا على ثلاث نقاط:

  1. أننا بشر مختلفين في ميولنا وثقافاتنا واهتماماتنا؛ وبالتالي تختلف طرق فهمنا وتفكيرنا. وبالقياس على الصف الدراسي، فهذا الاختلاف صحي جدًا، والحل الأمثل هو توظيفك لذلك الاختلاف فيما بين الطلاب بما يخدم جميع الكيانات بالموارد المتاحة.
  2. كما علينا أن نتفق على أن المهم بعد كل شيء هو وصول المعلومة للطالب بالشكل الأكثر فاعلية، وأن على المعلم تطوير الطالب واستخدام نقاط قوته في معالجة نقاط ضعفه.
  3. وأخيرًا، الثابت الوحيد في الحياة هو التغيير، وجميعنا نخضع لقاعدة التغير الفكري والمعرفي والشخصي. كذلك ميولنا وأنماطنا؛ قد تتغير بسبب كل التجارب التي مرت علينا حياتيًا أو دراسيًا. وليس بالضرورة أن يكون هذا التغيير على أوقات كبيرة، قد يكون الاختلاف من تعلم مادة لأخرى، أو حتى من درس لآخر، وبالتبعية؛ من مرحلة لأخرى.
  1. Testing the ATI hypothesis: Should multimedia instruction accommodate verbalizer-visualizer cognitive style?
  2. Learning styles: An overview of theories, models, and measures
  3. Do Learners Really Know Best? Urban Legends in Education
  4. The Psychology of the Language Learner | Individual Differences in Sec (taylorfrancis.com)
  5. Learning styles by Sarvenaz Hatami
  6. 50 Great Myths of Popular Psychology: Shattering Widespread Misconceptions about Human Behavior | Wiley
  7. Learning styles: where’s the evidence?

لماذا يتسرب الأطفال من المدارس؟

طبقًا لتقرير منظمة اليونسكو سنة 2019م، 60 مليون طفل حول العالم لم يذهبوا إلى المدرسة الإبتدائية أو لم يبدأوا حياتهم بتعلم القراءة والكتابة من إجمالي 787 مليون طفل حول العالم. هذا يُعني أن من كل 10 أطفال لا يحظى طالب منهم بتعلم القراءة والكتابة. ويعتبر ذلك نسبة كبيرة حيث أننا أصبحنا في القرن الواحد والعشرين. وقد ازداد هذا العدد بشكل كبير في وقت تفاقم أزمة كورونا. فلماذا يتسرب الأطفال من المدارس؟ [1]

أكثر المناطق التي يتخلف فيها أطفال عن المدرسة

  • صحراء أفريقيا بها 33.8 مليون طفل لم يذهبوا إلى مدرسة من قبل بنسبة 19% من عدد الأطفال بها. أي من كل 10 أطفال لم يذهب طفلان إلى المدرسة من قبل.
  • تأتي جنوب أسيا بعد صحراء أفريقيا بواقع 12.8 مليون طفل بنسبة 7%. ثم شرق أسيا 6.2 مليون طفل بواقع 3%.
  • بعد ذلك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتخلف فيهم عن التعليم 2.7 مليون طفل بواقع 5% من إجمالي الأطفال في مرحلة الدراسة الإبتدائية.
  • وأقل المناطق التي يتخلف فيها أطفال عن الدراسة هم أمريكا الشمالية بنسبة 0.5% من إجمالي الأطفال. ثم أوروبا ووسط أسيا بنسبة 2% فقط، ثم أمريكا اللاتينية والكاريبي بنسبة 3%. [1]

أسباب تخلف الأطفال عن الدراسة

  • من أهم الأسباب التي تدفع الأطفال إلى التخلف عن الدراسة هي العنف والصراعات مثلما يحدث في دول مثل سوريا واليمن والسودان ونيجيريا. حيث أن نصف الأطفال الذين يتخلفون عن الدراسة يقيمون في مناطق قد انتشر فيها العنف لأسباب مختلفة.
  • والسبب الثاني ويعتبر سبب هام جدا هو الفقر حيث أن الإنفاق قليل جدًا في الدول ذات الدخل المنخفض مقارنة بالإنفاق في دول ذات دخل مرتفع. على سبيل المثال الإنفاق على التعليم في النمسا (دولة ذات دخل عالي) أعلى 200 مرة من الإنفاق على التعليم في جمهورية الكونغو الديمقراطية (دولة ذات دخل منخفض). وفي أسوأ الحالات يتطلب الفقر من هؤلاء الأطفال العمل، وخاصة في المزارع وأحيانًا في المناجم في بعض المناطق، مما يجعل هؤلاء الأطفال يتركون المدارس أو لا يذهبون بالأساس.
  • منع الإناث من الذهاب إلى المدارس، على سبيل المثال في دولة الصومال. وفي أغلب مناطقها تذهب 36% فقط من الإناث إلى المدارس وفقط 30% من يكملون دراسة الثانوية. ولكن من تقارير منظمة اليونسكو أن هذه الدول إذا التزمت بالخطط المتفق عليها تستطيع الوصول إلى النسب العالمية للتعليم سنة 2089م.
  • بسبب التحديات الخاصة بالإعاقات: حيث يعيش حوالي 150 مليون طفل حول العالم بتحدي. و80% من هؤلاء الأطفال في الدول غير المتقدمة. و9 من كل 10 من هؤلاء الأطفال لا يذهبون إلى المدارس بسبب صعوبة الوصول أو بُعد المسافة أو أن الدولة لا توفر دعم كامل لهم.
  • بسبب زواج الأطفال حيث على سبيل المثال في نيجيريا 10.5 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة. و60% منهم إناث وأهم سبب لذلك هو الزواج. في نيجريا تتزوج حوالي 15 مليون طفلة قبل الوصول إلى عمر 18 سنة.
  • بسبب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والأمراض والأوبئة مثلما حدث في دولتي ليبيريا وسيراليون في وقت انتشار وباء إيبولا. ومثلما حدث قريبًا جدًا في مناطق متعددة من العالم بسبب وباء كورونا.
  • وجود عدد مدرسين أقل من المطلوب، حيث تحتاج الأمم المتحدة إلى 5 مليون معلم لحل مشاكل التعليم خاصة في صحراء أفريقيا.
  • بسبب عمالة الأطفال حيث يعمل في أعمال خاصة بالشباب البالغين حوالي 168 مليون طفل حول العالم. و11% من هؤلاء العمالة صغيرة السن منقطعون عن الدراسة، وأكثر من نصفهم يعملون في المزارع وتقريبًا الثلث في القطاع الخدمي.
  • نقص أساليب النظافة والحمامات وخاصة للإناث في مرحلة المراهقة. وحدوث الدورة الشهرية وعدم توافر المياه النظيفة والفوط الصحية التي يستخدمها الإناث في وقت الدورة الشهرية. بالإضافة إلى انعدام الخصوصية خاصة في حمامات المدارس. وتنظيم حمامات المدارس في بنجلاديش قد ساعد على زيادة تعليم الإناث بنسبة 11%.
  • عدم وجود مدارس حيث يتلقى كثر من الطلاب التعليم خارج المدرسة أو أمام المدرسة عندما يسمح الطقس بذلك. وكثير من المدارس ليس لديها مكاتب ومُعدات للأطفال. يوجد حول العالم 400 مليون طفل حول العالم لا يجدون لهم كرسي للجلوس منهم 95 مليون طفل في صحراء أفريقيا. [2]

تأثير عدم ذهاب الأطفال إلى المدارس

  1. تزايد عدد كبير من الأطفال حول العالم لا يستطيعون القراءة والكتابة.
  2. إذا لم يستطع الطفل الذهاب إلى المدرسة من الممكن أن يذهب إلى مكان أخر ضار تنتشر فيه البلطجة والإرهاب.
  3. لم يستطع الطالب أن يجد مسار تعليمي معين يرفع فيه من جودة حياته ومستوى معيشته وإفادته للمجتمع.
  4. انتشار الأمراض والأوبئة ولن نجد وقتها العلماء والأطباء الذين يساعدون العالم لحل هذه المشاكل.

الحلول

  1. توفير وجبة أساسية للأطفال في المدارس مما يضمن تغذية جيدة للأطفال ويعتبره الأباء إضافة للأطفال فيحفز من إرسالهم. ومن دراسة في السويد سنة 1960م وهي من الدول ذات الدخل العالي أن الأطفال الذين كانوا يحصلون على وجبة في الدراسة أصبحوا يحصلون على دخل 3% أعلى من أقرانهم الذين لم يحصلوا على وجبة غذائية في المدارس.
  2. محاولة توفير الأمان وطرق أسهل لتعليم الأطفال في الدول التي يزداد فيها العنف. وتزويد المساعدات العالمية الدولية ومن المنظمات بشرط إنفاق جزء مناسب على التعليم.
  3. مساعدة الأطفال الإناث في المناطق التي يشتهر بها عدم المساواة بين الجنسين. والحث على ذهاب الذكور والإناث على حد سواء إلى المدرسة، ومنع زواج الأطفال وسن القوانين التي تضمن تطبيق ذلك. بالإضافة إلى تشجيع الإناث على الذهاب إلى المدارس من خلال توفير الخصوصية الكاملة وأماكن النظافة وحمامات المدارس. وتوفير الفوط الصحية في بداية مرحلة المراهقة. وتعريف كلًا من الذكور والإناث عن التغيرات التي تحدث لهما في المراحل المختلفة وخاصة في مرحلة المراهقة.
  4. مساعدة الأطفال الذين يقابلون تحديات صعبة في حياتهم وتوفير كل السبل التي تساعدهم على إكمال التعليم بدون تعب أو إحراج مما يساعدهم على الانخراط بكل سهولة في نسيج المجتمع.
  5. بناء المدارس بما يتناسب مع عدد الأطفال في كل مكان وتوفير عدد المكاتب والمعدات التي تناسبهم وتوفير عدد المدرسين اللازمين للقيام بمهمة تعليمهم.

منذ 20 سنة كانت نسبة الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة 16%. وقد تحسنت كثيرًا حتى وصلت حاليًا إلى 8% منهم 31.5 مليون أنثى و27 مليون ذكر. ومازال الجهد متواصل على جميع الأصعدة. وتحسنت خصوصًا في صحراء أفريقيا من 41% إلى 19%. ومنذ قرنين من الزمن كان 1 من كل 10 يستطيعون القراءة، أما الاّن أصبح 9 أشخاص من كل 10 يستطيعون القراءة.

مصادر

[1] Our World In Data

[2] Theirworld

أنماط الأبوة والأمومة وتأثيرها على الأبناء

تعتبر السنوات الأولى من حياة الفرد من أهم فترات التطور، فالأطفال في تلك المرحلة يصبحون كالإسفنج يمتصون كل شيء من آبائهم، فهم قبلتهم وجهة إتصالهم الوحيدة. وبالتالي فإن أسلوب الأبوة والأمومة والطريقة التي يتفاعل بها الآباء مع الأبناء لها تاثير كبير على أطفالهم. فقد يكون هذا التأثير طويل المدى وقد يكون قصير المدى؛ فهو يؤثر على جميع جوانب الأطفال، من طريقه التفكير حتى طريقه ملابسهم.

في عام 1983، تم توسيع نظرية «ديانا بومريند-Diana Baumrind»، التى طورت ثلاثة أنماط رئيسة للأبوة والأمومة لتصبح أربعة أنماط بواسطة «ماكوبي ومارتن- Maccoby and Martin» وآخرون. فما هما الأربعة أنماط الأساسية في التربية؟ وما هي نتيجة اعتماد كل نمط في التربية؟ وما هو النمط الأمثل؟ وكيف تحدد نمط الأبوة والأمومة المناسب لأطفالك؟

ما هي الأبوة والأمومة؟

تُعرف الأبوة والأمومة على أنها كوكبة من المواقف أو الأنماط للسلطة الأبوية تجاه الطفل والتى تُنقل إليه، مما يخلق السياق العاطفي للتعبير عن سلوك الوالدين. فيُعتقد أنه يوفر المناخ العاطفي للتفاعل بين الوالدين والأطفال، كما أن لها تأثير كبير على نوعية حياة الأسرة.

أهمية الأبوة والأمومة في التربية

إن للآباء والامهات وظيفة يمكن وصفها بأنها الأصعب على الإطلاق، فيُسند إليهم تربية الأبناء ودعمهم، فيمر الشخص خلال فتره نموه بعِدة مراحل وتغيرات، بما في ذلك التغيرات البيولوجية والعاطفية والمعرفية والإجتماعية. فمن الضروري أن يحاول الوالدان تحقيق التوازن في جميع الجوانب. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال معرفة أهم المؤثرات السلوكية إلى جانب بيئة التربية.

كما يتأثر أسلوب التربية بترتيب الطفل، فيتأثر أسلوب الأبوة تجاة الطفل الثانى مثلاً بالتجربة التى مر بها الوالدان أثناء تربيتهم للطفل الأول وهكذا.

وفي بعض الأحيان قد يتعارض كل ذلك مع عوامل أخرى بيولوجية أو بيئية، وبالتالي فإن تحقيق هذا التوازن يمكن أن يُصبح صراعًا للآباء.

نظرية بومريند لأنماط الأبوة والأمومة

في الستينيات ابتكرت عالمة النفس «ديانا بومريند-Diana Baumrind» أربعة أنماط مختلفة من الأبوة والأمومة. بناءًا على الملاحظة والتحليلات، وهم:

نمط الأبوة الموثوقة

نمط الأبوة السُلطوية

نمط الأبوة المُتساهلة

نمط الأبوة الغير مسئولة

وقد صُنفت هذه الأساليب على أساس جانبين أساسيين من جوانب السلوك الأبوي هما: الرقابة الأبوية- Parental Control والدفء الأبوى Parental Warmth. دعنا سريعًا نذكر ما ينطوي عليه المصطلحين:

تشير الرقابة الأبوية إلى الدرجة التي يدير بها الآباء سلوك أطفالهم. بدءًا من التحكم الشديد إلى التراخي، بالإضافة إلى وضع القواعد وتلبية المطالب.

أما عن الدفء الأبوي، فهو يشير إلى الدرجة التي يتقبل بها الآباء سلوك أطفالهم ويستجيبون لها.

1- نمط الأبوة الموثوق

الآباء الموثوقون حازمون مع أطفالهم، لكنهم مانحون جيدون للدفء في نفس الوقت. فالأسلوب الموثوق يعتمد على وضع قواعد معينة للأبناء مع إتاحة الفرصة لهم للمناقشة والاستدلال. فهو اتصال ثنائى الإتجاه.

دائما ما تكون لديهم توقعات عالية من أبناءهم، يشجعونهم على الاستقلال مع الإشارة إلى حدودهم. يستخدم أيضًا هؤلاء الآباء أنظمة المكافآت لتقدير العمل الجيد وتحفيز أطفالهم.

تُظهر الملاحظات أنه عندما يتبنى الوالدان طريقة الأبوة هذه، يكون الطفل قادرًا على التفاوض وإجراء المناقشات بشكل أفضل. ذلك لإنه اعتاد على التعبير عن نفسه أثناء المناقشات مع الوالدين. نظرًا لإن آراءه وأفكاره تؤخذ دائمًا على محمل الجد في المنزل.

فالأطفال الذين يدركون أن آراءهم مهمة وتؤخذ في الاعتبار. يكونون أكثر وعيًا ومسئولية اجتماعيًا؛ مما يعزز ثقة الأبناء بأنفسهم وقدراتهم ومهاراتهم.

2- نمط الأبوة السلطوي

الآباء الذين يتبنون هذا الأسلوب تجدهم يمارسون سيطرة شديدة على أطفالهم، ولا يمنحون الدفء الكافي. فهم يطورون نظامًا للعقوبات من أجل تصحيح أي سلوك غير مرغوب. عادة ما يرون معاملتهم لأبناءهم على أنها حب قاسي. هذا النمط من الأبوة مُقيد وغالبًا ما يكون إتخاذ القرارات حكرًا على الوالدين فقط دون التشاور مع الأبناء. فلا تُجرى أية مناقشات ولا تتبادل الآراء. قليلا ما تُشَجَّع الأبناء على الاستقلالية. أظهرت الملاحظات أن الأطفال مُتلقيّ ذلك النمط إما يميلون إلى الخضوع والإعتماد على والديهم، أو التمرد إظهار ميولاً عدوانية.

3- نمط الأبوة المتساهلة

يتميز الوالدين الذين يتسمون  بنمط التربية المتساهلة بالدفء الشديد والسلبية. مثل هؤلاء الآباء لا يطلبون الكثير من أطفالهم، يواجهون صعوبة في قول لا لأبناءهم؛ بسبب الخوف من استيائهم. الوالدان غير نشطين في جوانب صنع القرار في حياة أبناءهم؛ وبالتالي يتخذ الأطفال العديد من القرارات المهمة بمفردهم. فهم يقدمون النصيحة فقط لأطفالهم، لكن القرار النهائي يُتخذ في النهاية من قِبل الطفل نفسه. أطفال ذلك النمط من التربية لا يدركون مفهوم العواقب. كما أنهم لم يعتادو على الحرمان، مما يؤدي إلى وجود مشاكل في ضبط النفس لديهم. تتأثر علاقتهم مع أقرانهم الآخرين أيضًا؛ لإنهم يميلون إلى تطوير قضايا الأنا فيظهرون بمظهر الأنانيين.

4- نمط الأبوة المهملة

آباء ذلك النمط ليسوا دافئين وليس لديهم أي مطالب من أبناءهم. هم غير مشاركين في أمور أطفالهم ولا يتفاعلون معهم -إلا إذا لزم الأمر- فهم غير مبالين بمشاعر أو حتى مكان تواجد أطفالهم. يميلون إلى الإنشغال بحياتهم الخاصة أو التركيز على الذات فقط. هؤلاء الآباء لا يأخذون في الاعتبار أفكار وآراء أطفالهم. عادة ما يكون هذا النمط من الأبوة نتيجة استسلام الوالدان أو نتيجة الإحباط أو التعب. يظهر أطفال هذا النمط سلوكيات مثل سلوك أطفال الآباء المتساهلين.

بعض العوامل التي تؤثر على أسلوب الأبوة والأمومة المُتبع في الأسرة

مدى توافق أسلوب الوالدان في المنزل، إذا كان الوالدان يتبعان أسلوبان مختلفان من الأبوة -على سبيل المثال: يمكن أن تكون الأم متساهلة والأب سُلطويًا. فمن الضروري أن يجد الوالدان طريقة للعمل معًا والتنازل عن الأسلوب الغير مُوفق في مواقف معينة؛ من أجل الحصول على نتيجة إيجابية. فقد يؤدي عدم موافقة كلا الوالدان علانيةً  أثناء إتخاذ القرارات المتعلقة بالطفل إلى نزاع يمكن للطفل الإستفادة منه لحسابه. – على سبيل المثال: إذا قال الأب أنه لا يُسمح لاطفل بالذهاب إلى مكان ما، لكن والدته قالت نعم! سيستمر الطفل في الذهاب إلى المكان الذي منع الأب الذهاب إليه. على الرغم من تحذيره للطفل من ذلك، لإن الطفل يعلم أن الأم ستضمن عدم توقيع العقوبة.

سلوك الطفل نفسه قد يحكم أسلوب الأبوة المُتبع، يؤثر سلوك الطفل أيضًا على أسلوب التربية. على سبيل المثال: قد يؤدي الطفل المتمرد المُتحدي إلى قيام والديه بممارسة سيطرة قُصوى (النمط السُلطوي) من أجل تقويم الطفل، أو إهمال الطفل (النمط الغير مسئول) لمجرد أن الوالدين قد استسلموا وكلْوا. من ناحية أخرى، فإن الطفل الذي لديه دوافع ذاتية ومتعاون، من شأنه أن يدفع والديه إلى استخدام أسلوب تربية أكثر موثوقية وبناء علاقة جيدة مع طفلهم. وهناك بعض العوامل الأخرى التي قد تؤثر على أسلوب الأبوة والأمومة المُتبع مثل قلة النوم، الاجهاد، حالة مزاج الوالدين، مسئوليات الوظيفة، القيود المالية، التوتر، القلق،..

كيف يمكن تحديد أسلوب الأبوة والأمومة الأمثل؟

بينما لا يوجد أسلوب تريية واحد يمكن وصفه بالأمثل أو الأنسب -بناءًا على الأبحاث والتحليلات- يعتقد علماء النفس أن أسلوب الأبوة والأمومة الموثوق هو الأسلوب الأكثر فائدة، فهم يزعمون ان هذا الأسلوب هو الأكثر مرونة ويحقق التوازن الصحيح بين الرقابة ودفء الوالدين. إذ يُظهر الأطفال الذين يخضعون لأسلوب التربية الموثوقة لديهم علاقة صحية مع والديهم حتى بعد أن يصبحوا بالغين. ومع ذلك من المهم أن نفهم أن هناك العديد من العوامل تلعب دورًا فيما يتعلق بتربية الأطفال، على رأسها الإختلافات الثقافية.

ما هي أهمية الخلفية الثقافية في تحديد النمط الأبوي المناسب؟

من الضروري مراعاة التأثيرات الثقافية في الأسرة. فقد لا تكون أساليب الأبوة والأمومة الموثوقة هي الأنسب لتربية الأطفال من خلفيات عرقية واجتماعية واقتصادية مختلفة. فتُشير الأبحاث أن الأساليب الموثوقة تعمل بشكل أفضل مع الأطفال في جميع الطبقات. في حين أنه قد لا يكون الخيار الأنسب للأطفال الناشئين في ظل قيود اجتماعية واقتصادية معينة. فقد وُجد أنه عندما يعيش الطفل في بيئة آمنة، فإن السماح له بقدر من الحرية المرونة سيُبشر بالخير للطفل وسيتبع ذلك نتائج إيجابية. ومع ذلك قد لا يكون هذا الحال بالنسبة للطفل الذي يعيش في بيئة شديدة الخطورة .سيحتاج الطفل الذي يعيش في مثل هذه البيئة درجة أعلى من التحكم – على سبيل المثال: بالنسبة لطفل نشأ في أسرة مكونة من ثلاثة أفراد في أرقى ضواحى لوس أنجلوس- كاليفورنيا. سيحقق أسلوب الأبوة الموثوقة نتائج إيجابية من الطفل، هنا يتمتع الطفل بامتياز عدم التعرض للتحيز العنصري أو الجنساني ويحيا في مكان آمن. بما أن والديه مستقران اقتصاديًا بشكل واضح للعيش في هذا المكان، فلا ضغوط اجتماعية ولا اقتصاديه على الأسرة.

خُذ مثالاً آخر، من ناحية أخرى، فتاة آسيوية صغيرة تنشأ في أسرة متوسطة الحال بلا أب، تخضع للتحيز العنصري والجنساني. تكافح والدتها من الناحية المالية، فتعمل في وظيفتين لتوفير وجبة على المائدة. لن يعمل أسلوب الأبوة الموثوقة هنا، بدلاً من ذلك ستكون هناك حاجة إلى مزيج من أساليب الأبوة الأخرى لتحقيق النجاح.

عادة ما تُستخدم أساليب الأبوة السلطوية من قبل الآباء الذين ينتمون إلى الأقليات العرقية. على الرغم من أن أسلوب التربية هذا يرتبط بالنتائج الإيجابية المنخفضة، إلا أنه عندما يُطبق من قِبل مجموعات الأقليات مقل العائلات الآسيوية والإفريقية، فإنهم يميلون إلى تحقيق نتائج إيجابية. فإن تحديد أهداف معينة صارمة وحازم يعمل بشكل أفضل لهذه العائلات، ويمكن رؤيته من حيث النجاح الأكاديمي أيضًا -وهو شئ يُقدره الآسيويون جدًا- كما أن هناك شريحة كبيرة جدًا من عائلات الأقليات العرقية تعيش في أحياء خطرة بها العديد من المخاطر التي تُهدد سلامتهم وأمنهم. هذا يتطلب من الآباء وضع قواعد صارمة كتقييد التواجد خارج إطار الجماعة أو المنزل، على الرغم من مقاومة الأطفال لهم، إلا أن هذا هو الخيار الأكثر أمانًا

الخلاصة

يُعد اختيار النمط الأبوي الصحيح أمرًا بالغ الأهمية لضمان التطور الإيجابي للأبناء. الأبوة والأمومة موضوع مُعقد جدًا وتؤثر عليه عوامل مختلفة، يجب على المرء ألا يتبنى أسلوب الأبوة والأمومة بشكل أعمى لمجرد أن أقرانه يتبعونه، ولا يسعى لإتباع أحدث الإتجاهات. عندما يتعلق الأمر بالتربية، سيأخذ الوالد الجيد في الإعتبار حاجة الطفل والأسرة أثناء إتخاذ القرارات. فلا يوجد أسلوب تربية مثالي يمكن تطبيقه بالتساوي على جميع المواقف والظروف كما لا توجد صيغة مؤكدة للنجاح بل يجب على الوالدين التكيف مع الاحتياجات المتغيرة للطفل بناءًا على الموقف. في حين أن أسلوب الأبوة الواحد يمكن أن يعمل بشكل مثالي لعائلة واحدة، فقد يلزم مزيج من أساليب الأبوة والأمومة لعائلة أخرى.

المصادر

ncbi

greatschools

melbournechildpsychology

apa

ncbi

springer

كيف يؤثر تصميم الصوتيات في المدارس على العملية التعليمية؟

كيف يؤثر تصميم الصوتيات في المدارس على العملية التعليمية؟

لا توجد الكثير من الأشياء التي تثير غضبنا أكثر من التعرض لضوضاء مفرطة أو عدم القدرة على سماع ما نريد سماعه. سواء أكان هذا بسبب موقعًا للبناء قريب أو حركة المرور على الطرق السريعة أو صوت تكييف الهواء أو جارك الذي يحاول تعلم الساكسفون، فقد أظهرت الأبحاث أن الضوضاء يمكن أن تساهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والصداع والتغيرات الهرمونية واضطرابات النوم وتقليل الأداء البدني والعقلي. من ناحية أخرى، ففي البيئات المريحة صوتيًا التي نستطيع فيها الاستماع إلى ما نريد، فنحن نركز بشكل أفضل ونشعر أكثر بالراحة.

غالبًا ما ينصب الاهتمام بتصميم بيئات مريحة صوتيًا إلى تصميم دور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية واستوديوهات التسجيل. لكن تصميم الصوتيات مهم بشكل خاص في بيئات التعلم، مثل الفصول الدراسية، لأنه يؤثر بشكل مباشر على طريقة التعليم وكفاءة التعلم. إن الإزعاج الصوتي يمكن أن يضر بعملية اكتساب المعرفة، ويقلل من الانتباه ويزيد من سوء التواصل بين الطالب والمعلم.

تشير الدراسات إلى أن الفصول الدراسية غير المريحة تسبب تقلبات في المزاج والشعور بعدم الراحة. مما يساهم في زيادة التوتر والإرهاق لدى الطلاب، بالإضافة إلى انخفاض المهارات المعرفية. حيث أن التداخل الصوتي من البيئات الخارجية في الفصل، يؤدي إلى التحدث بصوت أعلى مما يسبب الإرهاق الصوتي والسمعي للمعلمين والطلاب.

المفاهيم الأساسية للصوتيات

لفهم مشاكل الصوتيات بشكل أفضل، من المهم معرفة بعض المفاهيم الأساسية. عندما يتم اعتراض الموجات الصوتية من قبل جهاز استقبال مثل الأذن البشرية، يتم إرسالها ونقلها كمعلومات إلى الدماغ: أي أنها “تُسمع”. بينما تقاس الشدة الصوتية بالديسيبل (dB)، ويتم التعبير عن نغمة الصوت كـ “تردد” من خلال وحدة الهرتز (Hz). للأذن البشرية السليمة حساسية لنطاق واسع جدًا من الترددات، من حوالي 20 هرتز إلى 20000 هرتز. أدنى وفوق هذا النطاق هي الموجات تحت الصوتية والموجات فوق الصوتية.

العوامل المؤثرة في تصميم الصوتيات

من المفهوم أنه في المبنى، أو في حالتنا، في الفصول الدراسية على وجه التحديد، توجد أربعة أنواع من الأصوات:

1- الضوضاء الخارجية (من السيارات، الفناء، الملاعب الرياضية)
2- الضوضاء الداخلية (حديث المعلم، محادثات متوازية)
4- ضجيج الأجهزة والمعدات (من أنظمة تكييف الهواء والمراوح وأجهزة الكمبيوتر)
3- التأثيرات الصوتية الإضافية (خطوات الأقدام، القفزات)

كل هذه الضوضاء مجتمعة، تؤثر على الراحة الصوتية للشاغلين للفراغ. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يمكن أن يتجاوز المستوى الآمن للضوضاء في الفصل الدراسي عن 35 ديسيبل. بعدها يبدأ ضعف القدرة على التعلم.
في فرنسا، وجدت دراسة أنه مع كل زيادة بمقدار 10 ديسيبل في ضوضاء الفصول الدراسية، انخفضت درجات الطلاب في اللغة والرياضيات بنسبة 5.5 درجة.

كما توجد بعض المعاملات الأخرى المستخدمة لوصف توزيع الصوت هي:

      • زمن الارتداد – Reverberation time: وهو الوقت المستغرق لينخفض مستوى الصوت بعد إيقاف تشغيل مصدر الصوت.
      • العزل الصوتي – Acoustic isolation: وهي الخصائص المادية لمساحات سطح الفراغ والتي تحدد انتقال الصوت.

مع وضع ذلك في الاعتبار، هناك مفهوم آخر مهم للغاية بالنسبة للفصل الدراسي وهو معامل انتقال الكلام (Speech Transmission Index)، والذي يشير إلى جودة نقل الكلام إلى المستمعين. فمثلًا إذا كان زمن الارتداد في الفصل الدراسي أكبر من 0.6 ثانية، فسيواجه الأطفال الذين يجلسون وراء الصفوف الأمامية صعوبة في التفريق بين الحروف الساكنة وبالتالي لن تكون قادرة على التعلم بشكل صحيح. كلما طال زمن الإرتداد، انخفضت القدرة على الفهم بسبب التداخل الصوتي أو كلما قلت وضوح الرسالة. وهذا يعني أن التحدث بصوت أعلى لن يحدث فرقًا كبيرًا في الوضوح، وسيجعل البيئة فقط أكثر تشويشًا مع ارتفاع الصوت.

ولكن كيف نستطيع تحسين الراحة الصوتية في الفصول الدراسية؟

من خلال أختيار المنتجات والمواد المناسبة، يمكن العثور على بدائل فعالة لتحسين الصوتيات في الفصول الدراسية. فمن أجل تقليل مدخلات الضوضاء الخارجية، يجب عزل عناصر المبنى صوتيًا، مما يعني زيادة كتلة الجدران الخارجية والبلاطات الخرسانية وشراء إطارات النوافذ والأبواب الأكثر إحكامًا وعزلًا. وتعتبر كتلة البناء تقليديًا هي أفضل مزود للعزل الصوتي. ومع ذلك، يمكن أن تضمن أنظمة البناء خفيفة الوزن الحالية، المبنية على مبادئ الكتلة الفعالة (mass-spring-mass principles) حماية فعالة للضوضاء الخارجية، رغم أنه يجب توخي الحذر بشكل خاص عند النظر في المواصفات الفنية والتفاصيل الإنشائية لتلك الأنظمة الإنشائية.

المواد الماصة للصوت، مثل الصوف الصخري في الأسقف وألواح الجدران، أو ألواح الجبس الصوتية (Acoustical Plasterboard)، ستساعد على تقليل التأثيرات الصوتية الإضافية مثل الخطوات وتأثير الضوضاء داخل المبنى، والتي ستتأثر أيضًا باختيار نوع التشطيب الأخير للجدار أو الأرضية. استخدام المواد التي تبعثر الصوت أو تمتصه على الجداران، تقضي على الأصداء الصوتية المزعجة التي قد تحدث بين الجدران. كما أن استخدام المواد المسامية على الأسطح الداخلية (خاصة الأسقف) تساعد أيضًا في تقليل الصدى الصوتي وتحسين وضوح الكلام.

لذلك، يعد تحسين الصوتيات في الفصول أمرًا بالغ الأهمية لعملية التعليم والتعلم المناسبة. ويلعب المعماري دورًا مهما في ذلك طوال المشروع في اختيار المواد المناسبة حيث يؤثر ذلك على الطلاب والمعلمين، الذين لن يحتاجوا إلى تجاوز حدود أصواتهم في الفصول.

 

المصدر: مقالة Eduardo Souza على موقع ArchDaily

Exit mobile version