هل التوحد صعوبة تعليمية؟

 بالرغم من زيادة الفهم والوعي فيما يتعلق بالتوحد، إلا أن هناك الكثير من الالتباس في فهمه. فمثلًا، يربط الكثير بين التوحد ومستويات الذكاء العليا. ويخلط العديد بين التوحد وصعوبات التعلم، ولكن بتدقيق النظر، تصبح الاختلافات الجذرية بينهما واضحة وضوح الشمس. ويبقى السؤال: هل التوحد صعوبة تعليمية؟ أم هو إعاقة ذهنية؟ هل هناك فرق بينهما؟ وهل يجعل التوحد من المصابين أذكياء كما هو مصور في معظم الأفلام والمسلسلات؟ وكيف يؤثر التوحد على عملية التعلم؟

ما هو التوحد؟

يعرف التوحد، المعروف رسميًا باضطراب طيف التوحد (ASD)، بكونه اضطراب نمو عصبي شائع إلى حد ما، يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة. وطبقًا لمايو كلينك، فإنه عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين، والتعامل معهم، والتواصل معهم اجتماعيًا. ويتسبب في نهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي، في المدرسة والعمل مثلًا. كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك[1].

ما هي صعوبة التعلم؟

طبقًا لأدلة MSD الصادر عن شركة الدواء العالمية Merck، تتضمن اضطرابات التعلم عدم القدرة على اكتساب مهارات أو معلومات معينة أو الاحتفاظ بها أو استخدامها على نطاق واسع. وهو ما ينجم عن مشاكل في الانتباه، أو الذاكرة أو التحليل، مما يؤثر في الأداء الدراسي. هناك ثلاثة أنواع شائعة من اضطرابات التعلم هي: اضطراب القراءة، اضطراب عسر الكتابة، اضطراب عسر الحساب [3] [2].

ويعرف د. عبد الحميد ود. صابر في كتابيهما صعوبات التعلم بأنها: “مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات، والتي تتضح في المشكلات الحادة في الاكتساب والاستخدام الخاص بمجالات الاستماع والكلام والقراءة والكتابة ومهارات اللغة والاستدلال وقدرات الحساب. وأن هذه الاضطرابات ترجع إلى وجود خلل في الجهاز العصبي المركزي.” [4] ويمكن أن تتسبب في أن يواجه الشخص مشاكل في بيئة الصف الدراسي التقليدية. [6]‏

ما هي إعاقة التعلم؟

‏إعاقة التعلم -أو ما يعرف شيوعًا بالإعاقة الذهنية أو التأخر العقلي- هي انخفاض القدرة الذهنية (مستوى الذكاء) وصعوبة الأنشطة اليومية مثل المهام المنزلية، أو التعامل المجتمعي اليومي؛ مما يؤثر على الفرد طوال حياته [6]‏. وتظهر الإعاقة الذهنية بشكل كبير في مصابي متلازمة داون مثلًا [7]. يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة الذهنية إلى دعم من الآخرين وأحيانا من المعدات للتغلب على العقبات ومشكلات ‏‏الاتصال‏‏ التي تعيق رحلة حياتهم بشكل عام، ورحلة تعلمهم بشكل خاص.

هل يعد التوحد صعوبة تعلم؟ أم إعاقة تعلم؟

بعد تناول تلك المفاهيم الثلاث هنا، نتوصل إلى أن هناك تشابه واختلاف. إذ أنها كلها اضطرابات نمو عصبية وقد تنتج عن مشاكل جينية، وكلها تؤثر-سلبًا معظم الوقت-  على العملية التعليمية عمومًا، ولكن بشكل مختلف.

تؤثر الصعوبات التعليمية على اكتساب المهارات أصلًا، وتظهر بشكل خاص ومحدد في مهارات التعلم مثل القراءة والكتابة، ولا علاقة لها بمستوى الذكاء العام للفرد. أي أنها تتدخل فقط في كيفية تعلم الفرد لبعض المهارات. وهو ما يمثل نسبة ضئيلة من الضرر الذي يمثله اضطراب طيف التوحد، إذ أنه يؤثر على حياة الفرد بشكل عام؛ مما يشمل عملية تعلمه. لأنه يؤثر على كيفية معالجة الدماغ لمحفزات العالم الخارجي ككل [5].

فتكون الإجابة لهذا السؤال: لا، ليس التوحد بصعوبة تعلم ولم يصنّف ضمن الإعاقات الذهنية كذلك. إذ تمثل الإعاقة الذهنية -كما ذكرنا- تدني في مستوى الذكاء العام للفرد، بينما صعوبة التعلم هي صعوبة في القدرة على اكتساب بعض المهارات ولا تعيق الفرد من التعامل في أي ناحية من نواحي الحياة العامة، بينما التوحد هي صعوبة معالجة المعلومات المقدمة فقط. ولا علاقة لاضطراب التوحد بمستوى الذكاء العام للفرد.

كيف يؤثر التوحد على عملية التعلم؟

قد يخطيء العامة تعريف التوحد بكونه صعوبة تعلم كذلك لأنه قد يؤثر على المهارات اللفظية واللغوية سواء سمعًا أو تحدثًا. بالإضافة إلى تأثيره السلبي على المهارات الاجتماعية، والأداء التنفيذي ومهارات التفكير العليا، والتطور العاطفي. ونسرد هنا تفصيل تأثير التوحد على التعلم. [8]

  • ضعف المهارات الاجتماعية والتواصل

قد يسبب اضطراب طيف التوحد (ASD) صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية والاستجابة لها، مما يعقّد من عملية التواصل سواء بين الطالب والمعلم، أو بينه وبين زملائه، إذ يصعب على مصابي التوحد فهم كيفية التفاعل مع الآخرين؛ وهو ما يسبب حالة من الإحباط والارتباك لهم، والتي من شأنها أن تؤثر سلبًا على الأداء الأكاديمي للطالب. كما ويعاني العديد من المصابين بالتوحد للتعبير بدقة عن أفكارهم ومشاعرهم؛ مما يجعل من الصعب عليهم طرح الأسئلة أو المشاركة في المناقشات الصفية.

  • صعوبة معالجة المعلومات

تمتد هذه الصعوبة إلى ما هو أبعد من مجرد قدرتهم على تعلم مواد جديدة. في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي التوحد إلى مشاكل في تنظيم الأفكار أو تخطيط المهام أو اتباع الاستراتيجيات وما إلى ذلك؛ مما قد يجعل من الصعب على الطالب مواكبة بيئة الصف الدراسي التقليدية.

  • صعوبات المعالجة الحسية

قد يعاني الطلاب المصابون بالتوحد من حساسية عالية للمشاهد والأصوات، مما يجعل الفصول الدراسية الصاخبة مربكة وتشتت انتباههم عن أنشطة التعلم.

  • القلق

وأخيرا، غالبًا ما يأتي اضطراب طيف التوحد بمستويات أعلى من القلق. ويرتبط القلق هنا بصعوبة التركيز على المهام، ومشكلة في مهارات حل المشكلات، وصعوبة البقاء منظمًا خلال أداء المهمة، وصعوبة الانتقالات بين الأنشطة.

المصادر:

  1. مايو كلينك
  2. أدلة MSD إصدار المُستخدِم
  3. جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن
  4.  صعوبات التعلم
  5. Thriveworks
  6. Mencap.org.uk
  7. Seashell
  8. Applied Behavior Analysis Programs.com

ما هو التفكير الناقد وكيف يمكن تدريسه؟

هذه المقالة هي الجزء 18 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

من بين كل مفردات اللغات تمثل كلمتي “لماذا؟” و”إذًا؟” السر وراء كل اكتشاف ونتيجة واختراع. كما تمثل هاتان الكلمتان أساس التفكير الناقد، إذ تشير “لماذا” لتفكيك المقدمات، وتحكي “إذا” عن النتائج المترتبة على المقدمات. يُعد التفكير الناقد من أهم المهارات التي علينا تأصيلها في عقول الطلاب بشكل عام، وفي عصرنا الحالي بشكل خاص. ولكن، ما هو التفكير الناقد؟ ولماذا هو بتلك الأهمية؟ وكيف نأصّله في عقول الطلاب؟

ما هو التفكير الناقد؟

يعرف التفكير بشكل عام بأنه قدرة الإنسان على التعامل والسيطرة على الموجودات والمواقف المختلفة التي يواجهها أثناء تفاعله مع البيئة التي يعيش فيها، إذ يعمل على تمكينه من اكتساب المعارف والمعلومات، وتطوير أنماط السلوك، وفهم طبيعة الأشياء وتفسيرها، وحل المشكلات، والاكتشاف، والتخطيط، واتخاذ القرارات [1].

أما التفكير الناقد، فله تعريفات عدة، ومنها تعريف سناء سليمان في قولها إنه التفكير “الذي يقوم على تقصي الدقة في ملاحظة الوقائع التي تتصل بالموضوعات ومناقشتها وتقويمها، والتقيد بإطار العلاقات الصحيحة التي ينتمي إليها هذا الواقع، واستخلاص النتائج بطريقة منطقية وسليمة مع مراعاة الموضوعية” [2]. ويعد التفكير الناقد من المهارات العليا التي ينطوي عليها نموذج بلوم؛ وذلك لما يشمله من تقييم وتحليل للمعلومات التي تعلمها الطالب بطريقة منطقية ومستقلة، بالإضافة قدرة الطالب على تحليل الأدلة وتقييم صحتها وموثوقيتها.

ما هي أهمية التفكير الناقد؟

بالإشارة إلى المهارات التي يتعلمها الطالب خلال رحلة تطبيقه للتفكير الناقد، نرى أنه يصبح مفكّرًا مستقلًا قادرًا على تفنيد الحقائق المقدمة وتقييم نتائجها. وبالتالي؛ لا يكون هذا الطالب فريسة سهلة للانحياز الفكري، أو للتلاعب، أو الغسيل الدماغي من أي طرف في أي مجال. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التفكير الناقد الطلاب على الإبداع، وذلك لأن الطالب يكون في رحلة بحث دائمة على الارتباطات والعلاقات بين الحقائق المقدمة؛ إذا يساعده ذلك في إيجاد علاقات وارتباطات جديدة بين ما تعلمه وبين العالم الخارجي وما يراه فيه. [4] [3]

تتحسن لدى الطلاب كذلك مهارات اتخاذ القرارات وحل المشكلات، إذا يتعلم الطلاب كيفية تحليل المواقف والأفكار وفلترة الأدلة والبراهين المقدمة؛ فيستدل ويقيم ويستنتج [3]. ولكونه بكل هذه الأهمية، فعلى المعلم تأصيل هذه المهارة في طلابه خلال الصف، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟

كيف تدرّس التفكير الناقد؟

نشر دانييل ويلينجهام، أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا، بحثًا في عام 2019 بعنوان “كيفية تدريس التفكير النقدي”، كتبه لوزارة التعليم في أستراليا. وهو يعتقد أن التفكير النقدي مهارة محددة تتعلق بمجال معين من المعرفة. ويقول إن مجالات المعرفة المختلفة لها تعريفات مختلفة للأشياء، وأنها تطبق التحليل والتركيب والتقييم بطرق مختلفة [5]. فمثلًا، تُعرّف الماء كيميائيًا بأنها اتحاد ذرتين من الهيدروجين مع ذرة من الأكسجين، بينما تعرّف فيزيائيًا بأنها مركّب سائل شفاف لا لونَ ولا طعمَ ولا رائحة له، ويوجد بحالات المادّة الثلاث: السائلة، والصلبة، والغازية.

إذا، هل يعني هذا أننا لا نستطيع تدريس التفكير النقدي كمهارة عامة؟ يجيب العالم المعرفي تيم فان جيلدر بأن هذا ليس صحيحًا بالضرورة. كتب مقالاً بعنوان “تعليم التفكير النقدي: بعض الدروس من العلوم المعرفية”، ويوضح أنه كي تصبح خبيرًا في التفكير النقدي أمر صعب وأن تحسين هذه المهارات يستغرق وقتًا. إضافة إلى أننا نحتاج إلى بعض المعرفة النظرية على الأقل حول شيء ما حتى نتمكن من التفكير بشكل نقدي حوله.  [7] [6]

وقال فان جيلدر أيضًا إن الطلاب يحسنون مهارات التفكير النقدي لديهم أسرع عندما يتعلمون كيفية تقديم حججهم في الخرائط العقلية [7][6]. وبقولنا هذا، إليكم طرق لتدريس مهارة التفكير الناقد:

التغذية البصرية

قم بإنشاء طريقة بسيطة بصريًا لرؤية الروابط بين الأفكار والأسباب والافتراضات والاعتراضات. وهذا فعال لأنه يساعد الطلاب على فهم كيفية بناء الحجج.

اسأل الطلاب أسئلة مفتوحة

تتسم الأسئلة المفتوحة بكونها لا تجاب بإجابة واحدة، ولا يكون هناك إجابة واحدة صحيحة أو خاطئة. وعليك أن تؤكد هذا لطلابك، فلا يخافون التعبير عن إجابة ما، بل وعليهم أن يعرفوا أن هناك أجوبة فقط أفضل من أخرى في سياقات ما. فبدلًا من أن تسألهم مثلًا، “هل الطاقة النووية هي الحل الأمثل لدولتنا؟” اسألهم: “لماذا قد تكون الطاقة النووية هي الحل الأمثل لدولتنا؟”

أعط الطلاب الوقت اللازم للتفكير العميق

‏غالبا ما تكون الإجابات السطحية نتيجة التسرع في إعطاء إجابة للسؤال المطروح. وهذا ما نحاول أن نتغلب عليه في المناقشات الصفية بين الطلاب وبعضهم، وبين الطلاب والمعلم. امنح الطلاب بضع دقائق للتفكير بوضوح قبل اقتراح أي أفكار. للحصول على أفضل النتائج، فمثلًا، وبعد طرح سؤال مفتوح عليهم وتلقي اقتراحاتهم أن هناك أنواعًا أخرى من الطاقة، اطلب منهم الجلوس سويًا والتفكير في الإجابات المقدمة. أي هذه الطاقات المثلى للاستخدام: الطاقة الشمسية، أم طاقة الرياح، أم الطاقة النووية؟ ولماذا؟ دعهم يفكرون في مميزات وعيوب كل واحدة منهم للوصول للنتيجة بشكل أكثر حيادية وتأكدًا.

يمكنك كذلك جعل الطلاب يفكرون في مميزات وعيوب فكرتين متقابلتين، وليكن الطاقة النظيفة والطاقة المستخدمة حاليًا. يفكّر الطلاب لإيجاد حل وسط أكثر عملية وقابلية للتطبيق متغلبين على العيوب في كلا الاقتراحين. وبهذا فإنك تساعد الطلاب في إيجاد ارتباطات وعلاقات بين المقترح والمستخدم في العالم حولنا. بل ويستطيع الطلاب ربط ما تعلموه في المواد الأخرى ويطبقوه عند تنقيح الاقتراحات وتقديم الحجج.

“لماذا؟” و”ثم؟”

شجّع الطلاب على التفكير وشرح منطق حججهم وتحليل ما يسمعوه في ضوء السؤال “لماذا؟”. يؤصّل السؤال “لماذا” مهارة التفكير العميق وسبر أغوار القضايا عند الطلاب. في مادة فلسفية مثل القانون مثلًا يكون التفكير العميق كالتالي:

يجب عزل هذا المشفى.

لماذا؟

لأنه يقابل ميدان. 

ثم؟

تؤثر الضوضاء على المرضى بداخل المشفى، كما تؤثر عوادم السيارات على جودة الهواء الذي يتنفسه المرضى.

لماذا؟

لأن هذه المشفى تحوي مرضى الصدر، وهذا الهواء يضر بصحتهم.

لماذا؟

لأنه يبطء من سرعة تعافيهم ويزيد من فرص الأمراض الصدرية لأنهم بحالة ضعيفة بالفعل.

ثم؟

نتيجة لذلك، يتأخر المرضى الحاليين في الخروج من المشفى، ويصعب استقبال مرضى آخرين بحالة مرضية خطيرة، مما يؤدي إلى تهديد حيواتهم لعدم التدخل السريع.

ضع مع الطلاب معاييرًا للمعلومات الموثوقة

علّم طلابك الفرق بين الآراء والحقائق العلمية. «كل ما تقولونه آراءًا، حتى تستطيعون إثباته بدليل». وقد يكون هذا الدليل تجربة علمية يجرونها، أو معلومات موثوقة نشرها خبراء/علماء. فإذا اقترح طالبًا أن الطاقة غير النظيفة هي الطاقة الأولى عالميًا (وإن بدا هذا واضحًا) فعليه تقديم إحصائيات تثبت ما يقول.

على المعلم كذلك لفت نظر الطلاب إلى المعلومات المقدمة في الإعلانات، والتي قد تكون معلومات مضللة تمامًا. فمن قال أن معجون الأسنان هذا هو الأفضل والذي يرشحه 99% من أطباء الأسنان؟ أهذا الرجل الذي يرتدى ثوب الطبيب هو الذي قال ذلك؟ هل هو حقًا الأفضل؟ لماذا هو الأفضل؟ وما هي معايير الأفضل؟

وإذا أبحر الطلاب في رحلة البحث على الإنترنت عن أجوبة لأسئلتهم، فعلى المعلم كذلك توجيههم لأي من المواقع هي الموثوقة وكيف نعرف أنها موثوقة؟

اطلب من الطلاب تقييم موقع الويب

هل ويكيبيديا مصدرًا موثوقًا للمعلومات؟ بالطبع لا. أذلك فقط لأنه موقع يمكن لأي شخص التعديل في محتواه؟ ليس ذلك فقط. على المعلم عمل قائمة تحقق ليتبعها الطلاب، فعليه أن يتحقق من:

  1. ما هو نوع الموقع؟

 أهو تجاري غير موثوق وينتهي بـ.com، أم أنه موثوق يتبع منظمة وينتهي بـ.org، أم تعليمي موثوق وينتهي بـedu.، أم حكومي موثوق وينتهي بـ.gov هل هو موقع أصلًا أم مدونة شخصية أم “تويتة” أم منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أو أحد المنتديات. هل هي ورقة بحثية منشورة في أحد المجالات العلمية المرموقة.

  1. تاريخ النشر

متى تم نشر هذه المعلومات؟ هل هذه المعلومات حديثة؟ هل تم تحديثها؟

  1. المؤلف

من هو المؤلف؟ وما هي مؤهلاته؟ هل أثرت توجهاته على بحث؟

  1. أدلة المؤلف

هل أجرى المؤلف تجربة؟ ما هي وما هي صفاتها؟ وهل يمكن الوصول إلى الأدلة التي استخدمها المؤلف؟ هل كانت أدلته موجهة؟

ونهاية عزيزي المعلم، تذكّر أن هدفك ليس إجابة الطلاب على أسئلتك، بل كيف فكّر الطلاب في الإجابة وكيف أقاموا حججهم لدعم هذه الإجابة. ويمكنك دائمًا استخدام الأحداث الجارية كمادة خصبة للمناقشة والتحليل والتفكير العميق.

المراجع:

  1. أخبار و أفكار تقنيات التعليم – تعليم جديد (new-educ.com)
  2. التفكير: أساسياته وأنواعه تعليمه وتنمية مهاراته
  3. Future Learn
  4. Why Is Critical Thinking Important? A Survival Guide
  5. How to Teach Critical Thinking
  6. Teaching critical thinking: some lessons from cognitive science
  7. Cambridge

كيف تحفز طلابك داخل الصف؟ إليكم 5 استراتيجيات

هذه المقالة هي الجزء 17 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

يمثل التحفيز الدافع الأهم في العملية التعليمية، إذ أنه ما يدفع الطلاب للمشاركة الفعالة في العملية التعليمية بالأساس. إضافةً لكونه عنصر أساسي في بيئة التعلم لدوره في التأثير على التقدم الأكاديمي وصحة الطلاب العقلية والنفسية. وينقسم التحفيز لنوعين: محفزات داخلية، ومحفزات خارجية. [1]

وتعد المحفزات الداخلية طويلة الأمد ومجزية للغاية، ويغذيه اهتمام الطالب الحقيقي بالموضوع. أما عن المحفزات الخارجية فإن لها تأثير أسرع، ولكنه غالبًا ما يكون قصير الأمد، ويكون مدفوعًا بمكافآت خارجية مثل عبارات التشجيع والثناء أو الفوز في المسابقات. [1]

كذلك يختلف نوع المحفزات بين الأطفال والبالغين، فيكون لدى البالغين محفزات داخلية أكثر منها خارجية، وذلك لوعيهم الشديد بأنفسهم وبأهدافهم. كما يميل البالغين لتحمل مسؤولية تقرير مصيرهم[2] . أما عن الأطفال، فالمحفزات عندهم خارجية أكثر، ويتحفزون بعبارات التشجيع أكثر من البالغين. ولكن السؤال هنا، إذا كان التحفيز بكل هذه الأهمية، فكيف تحفز طلابك داخل الصف؟ إليكم 5 استراتيجيات

أهمية التحفيز

تظهر الأبحاث أن الطلاب المتحفزين ينجزون أكتر من أقرانهم، فلديهم مستوى أعلى في المشاركة في الصف، وإنجاز المهام، والحصول على درجات أعلى.

كيف للمعلم أن يعزز من المشاركة والتحفيز في الصف؟

تتعدد استراتيجيات تحفيز الطلاب في إيجابياتها وسلبياتها، فثمة معلمين يوزعون الهدايا العينية منها والكبيرة، ومنهم من يستخدم درجات الطلاب في صالحهم أو لعقابهم، ومنهم من يستخدم لوحات الشرف والمسابقات. ولكن أسرد هنا بعضًا من الاستراتيجيات التي تدمج استخدام المحفزات الداخلية والخارجية، والتي بشأنها أن تجعل من الطلاب أسياد موقفهم في العملية التعليمية لضمان تحفيز حقيقي وواقعي.

حدد الأهداف والـWIFIM

تختصر كلمة WIFIM جملة “?What’s in it for me”، وتترجم: كيف يمكن لهذا أن يفيدني؟ وبمجرد إجابة هذا السؤال، يتزود الطلاب بسبب كافٍ للإنصات في الصف وأداء المهام. كما أن تحديد أهداف الصف يحدد من رؤية الطلاب لأهمية الصف ويتحفزون لإنجاز هذا الهدف. على المعلم كذلك وضع وقتًا لإنجاز الهدف، مثل أن يضع وقتًا لإنهاء مهمة ما. وعليه أن يذكرهم بموعد تسليم هذه المهمة باستمرار. [4] [3] [2]

دعهم يتحملون مسؤولية تعلمهم

يتحفز الطلاب أكثر عند إدراكهم حقيقة أن نتائجهم تعتمد عليهم أكثر من اعتمادها على مجهود المعلم. ويمكن للمعلم مساعدتهم في تحمّل هذه المسؤولية بإفساح المجال لهم في اختيار نوع المهام التي قد يفضلون القيام بها. ومنها، يستطيع المُعلم فهم طلابه بشكل أعمق، إذ يبرز نوع المهام سواء أكانت بصرية، أم سمعية، أم حركية نوع أسلوب التعلم الحسي الذي يميل إليه الطالب، ومن ثم؛ يتثنى للمعلم استخدام نقاط قوة الطلاب في معالجة مواطن الضعف. [3]

أعطِ تغذية راجعة بناءة

على المعلم أن يتوخى الحذر عند إعطاء التعليقات السلبية للطلاب، وبالأخص التعليقات على المهام والاختبارات، إذ يعاني الكثير من الطلاب من الهشاشة النفسية، وتتجلى هذه الهشاشة جليًا عند الإشارة لأي من مواطن الضعف في الطالب. ولذلك فإن السيناريو المُقترح في إعطاء التغذية الراجعة هو عملية الـSandwiching ، موطن قوة + موطن ضعف + موطن قوة. بمعنى أن يقول المعلم النقاط/المهام التي أبلى فيها الطالب بلاءً حسنًا، ثم يذكر مواطن الضعف مصحوبة بآلية العمل عليها ومُذكّرًا إياه بهدفه ونتائجه التي يرغب فيها الطالب، ثم يذكّره مرة أخرى بمهاراته وقدراته. على المعلم كذلك تشجيع الطالب على تقييم أدائه وتحديد أهدافه في التحسين[5] [3].

التغذية الراجعة بطريقة الـ Sandwiching

تواصل وابن بيئة تعلّم إيجابية

بالحديث عن أنماط التفاعل في الصف، يعد التواصل الفعال بين المعلم والطلاب، وبين الطلاب وبعضهم أمرًا في غاية الأهمية. إذ يكسر التواصل الفعال شعور الخوف والقلق من المعلم، وكما ذكرنا في النقطة السابقة، فإن تواصلك مع الطلاب بشأن مجهوداتهم وإنجازاتهم وتقديرك لها يطمئنهم ويشعرون بالتعاطف والتفهم لشعورهم واحتياجاتهم من جانبك. كذلك يتضمن التواصل عمل قناة حوار بين المعلم والطلاب لمعرفة إن كانت هناك مشكلات يواجهونها أو تعرقل تقدمهم؛ ومساعدتهم في وضع حلول لها.

ويعزز التواصل بين الطلاب وبعضهم من المنافسة الشريفة بين الطلاب، ويجعل منهم لبعض دافعًا قويًا للتحسن. وعليه، فمن المهم أن يكون هناك بعضًا من المسابقات والتحديات والألعاب بين الطلاب وبعضهم. إذ أن ذلك يعزز ثقتهم بأنفسهم وبزملائهم، كما ويشجع مفهوم التضامن بين الطلاب وبعضهم لما تتضمنه الألعاب والمسابقات من مهارات بناء الفرق والتعاون لتقليل الفجوات بين أعضاء الفريق وبعضهم.

استخدم مواد تفاعلية

من المفهوم أن هناك موادًا تطبيقية وغيرها جامدة، ولكننا لا نتحدث هنا عن نوع المواد بقدر ما نتحدث عن طريقة تدريس هذه المواد. فاستخدام طرق تدريس إبداعية وتفاعلية مثل الألعاب وتمثيل الأدوار وإثراء المواد بالصور ومقاطع الفيديو التي تغمس الطلاب في المادة أمرًا ضروريًا. كما يُفضّل تجنّب أسلوب المحاضرة، والاتسعاضة عنه والاعتماد بشكل أساسي على المناقشات والمناظرات؛ وذلك لأن هذا الأساليب تعطي للطلاب فرصة التعبير عن أنفسهم بشكل أكثر فصاحة ويعمّق فهمهم للدروس. [4]

ونهايةً، يعتبر التحفيز فنًا معقدًا يتطلب الكثير من الإبداع، والتعاطف، والتفهم لاحتياجات الطلاب واهتماماتهم. ويستطيع المعلم غرس هذا الشعور بتحضير دروس تشجّع الطلاب على المشاركة، بالإضافة إلى استخدام الحكي والقصص والألعاب لجعل الموضوع الذين هم بصدد دراسته شيقًا ومفهومًا. وتذكّر أن لكل طالب شخصية فريدة بمتطلبات وميول مختلفة، ولذلك؛ فمن المهم مراعاة ذلك أثناء تحضير الدرس. وقد يتطلب الأمر بعضًا من التجربة والخطأ، ولكن مع الصبر والمثابرة ستتمكن من بناء بيئة تشاركية فعالة ومحفزة.

المراجع

  1. Unlocking Classroom Motivation: A Comprehensive Guide to Understanding and Nurturing Student Engagement with Peps McCrea
  2. selfdeterminationtheory.org
  3. Tips On How To Motivate Your Students
  4. Motivating Students
  5. The power of feedback
  6. Motivating Students
  7. Classrooms: Goals, structures, and student motivation

القصة بوصفها استراتيجية تعليمية

لطالما استخدم فن الحكي وسرد القصة على مر الأزمان لنقل المعرفة والقيم ودروس الحياة فنرى القصة ذات المحتوى الديني، والتاريخي، والقصص الواقعية التي يُضرب فيها المثل لحالة أو فلسفة ما. وطبقًا لنوعها يختلف طولها من الرواية ذات الأحداث الكثيرة والشخصيات الغنية والمتعددة، مرورًا بالقصة، حتى تصل لأصغرها في الأقصوصة ذات الحدث الواحد والشخصية الواحدة. وفي سياق التعليم، تمثل الحكايات وسرد القصص أدوات قوية لتعزيز التعلم والمشاركة في الصف. [3] [2] [1]

دور رواية القصة في التعلم

يعد سرد القصص وسيلة طبيعية وجذابة لنقل المعلومات فهو يتيح للطلاب التواصل مع المادة على مستوى أعمق من خلال ربطها بتجاربهم وعواطفهم[1]. ولا يؤدي هذا الاتصال إلى تعزيز الفهم فحسب، بل يساعد أيضًا في الاحتفاظ بالمعلومات. [2] [1]

فوائد استخدام القصة في الصف الدراسي

المشاركة والتحفيز

يذكر أن القصص تتمتع بالقدرة على جذب انتباه الطلاب وتحفيز فضولهم. إذ أنها توفر سياقًا يجعل التعلم أكثر جدوى وأهمية. يمكن أن تؤدي هذه المشاركة المتزايدة إلى تحسين الدافع والمشاركة في الأنشطة الصفي. [5] [4]

تنمية مهارات التفكير النقدي

عندما يتعامل الطلاب مع السرد، يتم تشجيعهم على التفكير النقدي والتحليلي. فهم بحاجة إلى فهم تسلسل الأحداث، وتحديد العلاقات بين السبب والنتيجة، والتوصل إلى استنتاجات. إذ تعتبر هذه المهارات ضرورية للنجاح الأكاديمي وتثبيت المعلومات لزمن طويل.

تعزيز المهارات اللغوية

يوفر سرد القصص سياقًا غنيًا لتعلم اللغة. إنه يعرّف الطلاب على مفردات وتراكيب نحوية جديدة في سياق ذي معنى. كما أنه يوفر فرصًا للطلاب لممارسة مهارات التحدث والاستماع لديهم. [11] [7] [6]

تشجيع مشاركة الطلاب

يمكن للمعلمين تشجيع مشاركة الطلاب من خلال مطالبتهم بالتنبؤ بما سيحدث بعد ذلك، أو إعادة سرد القصة بكلماتهم الخاصة، أو حتى إنشاء قصصهم الخاصة باستخدام كلمات محددة كانت من أهداف الدرس أو مفهوم معين. لا يزيد هذا المشاركة الفعالة من التعلم فقط، بل ويرفع الطلاب لتطبيق مهارات أعلى في هرم بلوم مثل التقويم والابتكار [9] [8].

كيف تطبق هذا النهج في الصف؟

1.    اختيار القصة الصحيحة

تكمن الخطوة الأولى في استخدام أسلوب سرد القصص في الصف هي اختيار القصة المناسبة. إذ يجب أن تكون القصة شيقة، وذات صلة بأهداف الدرس، ومناسبة لعمر الطلاب ومستواهم اللُغوي. فمثلًا، لا يصح أن تكون عميقة أو مليئة بالمعاني والتعبيرات الجمالية إذا كانت القصة لهدف علمي مثلًا، كما يجب ألا تكون القصة مليئة بالتفاصيل حتى لا ينجرف الطلاب في تحليلها وينسون المغزى الأصلي من الدرس.

2.    وضع الأسئلة

يضع المعلم الأسئلة التي سيجيب عنها الطلاب من القصة طبقًا للأهداف التعليمية وعمر الطلاب ومستواهم، لذلك يمكن أن تكون هذه الأسئلة بسيطة ومباشرة إذ يبحث الطالب عن معلومة بعينها يتم الإشارة إليها نصًا في القصة، أو تحليلية تطلب من الطلاب ربط الأحداث ببعضها البعض، أو ناقدة يصل بآخرها الطلاب إلى رأي أو مفهوم.

3.    الحكي

أن يكون أسلوب السرد بسيطاً وواضحاً وأنيقاً بمفردات منتقاة بعناية بعيدة عن الألفاظ الشاذة في اللغة حتى تتوافق مع مفردات المتعلم. كما يُراعي في أسلوب الحكي طبقات الصوت والحركات الجسدية، والتي يجب أن تكون معبرة جدًا مع طلاب المراحل الأولى، ومعبرة بالكفاية فقط مع البالغين.

4.    مرحلة التفكير العميق

وفي هذه المرحلة، يكون الطلاب قد توصلوا لإجابات الأسئلة المطروحة. ولصف أكثر مشاركة، يوصى بأن يناقش الطلاب إجاباتهم سويًا قبل الإدلاء بها للمعلم؛ إذ يفتح هذا بابًا للمناقشة لما سمعوه. بالإضافة إلى الثقة التي سيستمدونها من زملائهم. بعد ذلك، يفتح المعلم باب المناقشة في مرحلة التغذية الراجعة في إجابات الأسئلة المطروحة وما إذا التبس على الطلاب شيء.

دمج الصوتيات والمرئيات

يمكن أن يؤدي دمج العناصر المرئية والسمعية مثل الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية إلى تعزيز تجربة سرد القصص.[9]  يمكن أن تساعد هذه العناصر الطلاب على تصور القصة وجعلها أكثر جاذبية. يمكنك كذلك الاستعانة بمواقع مثل Pawtoon، و Storyboard لعمل القصة بالمؤثرات التي تريدها وتناسب الصف.

مثال

لنفترض مثلًا أنك تريد شرح المراحل التي مر بها كوكب الأرض، فعليك أن تحضّر مجموعة من الأسئلة لتوجه انتباه الطلاب نحوها بينما تسرد القصة. وليكن:

  1. بم كانت تمتلئ الأرض قبل وجود الحياة؟
  2. ما اسم الكتلة اليابسة التي انحسرت عنها الماء في المرحلة الأولى؟
  3. بعد التعرض للزلازل، إلى كم جزء انقسمت الكتلة اليابسة الأولى؟
  4. ما هو اسم الكتلة اليابسة التي نعيش عليها حاليًا؟

عيوب استراتيجية القصة

وبالرغم من فوائد هذه الاستراتيجية، إلا أن هناك بعض التحديات التي يسهل التعامل معها. ومنها:

  1. سلبية الطلاب

إذ يكون الطلاب مستمعين سلبيين للمعلم طوال وقت القصة. ويمكن معالجة ذلك بتحويل الطلاب لمستمعين فاعلين، فيسألهم المعلم عما يتوقعون حدوثه لاحقًا. وكذلك يستطيع المعلم أن يقسّم القصة لأجزاء بحيث يستطيع الطلاب المتابعة والمناقشة في آخر كل جزء.

وبسبب لعب المعلم لدور الراوي الوحيد، يُفرض على المعلم أن يكون هو مصدر المعلومات الوحيد. والعزاء هنا هو أن السلطة تنتقل للطلاب في المناقشة بعد القصة يصحبها تفكير عميق.

حتى وإن أخذت القصة شكلًا رقميًا، سيستمتع بها الطلاب السمعية والبصرية فقط، أما الطلاب الحركيون، فسيمثل ذلك تحديًا لمدة بقاء انتباههم ومتابعتهم لأحداث القصة وربطها.

ونهاية، يعد الحكي وسرد القصص أدوات قوية لتعزيز التعلم والمشاركة في الفصل الدراسي. يمكنها أن تجذب انتباه الطلاب، وتحفز فضولهم، وتعزز تفكيرهم النقدي ومهاراتهم اللغوية، وتجعل التعلم أكثر فائدة وملاءمة. ومن خلال دمج رواية القصص في استراتيجيات التدريس الخاصة بهم، يمكن للمدرسين إنشاء بيئة تعليمية أكثر جاذبية وفعالية.

المراجع

  1. The Science Behind the Startling Power of Story
  2. The neuropsychology of narrative: story comprehension, story production and their interrelation
  3. Learning through storytelling in higher education: Using reflection and experience to improve learning
  4. A powerful technology tool for the 21st century classroom. Theory into practice
  5. The cultivation of student self-efficacy in reading and writing.
  6. Critical thinking: The nature of critical and creative thought
  7. The miniature guide to critical thinking: Concepts and tools. Foundation Critical Thinking.
  8. Tell it again! The storytelling handbook for primary English language teachers. British Council.
  9. Digital storytelling: A powerful technology tool for the 21st century classroom. Theory into practice. The effects of storytelling and story reading on the oral language complexity and story comprehension of young children.
  10. The power of story: Using storytelling to improve literacy.

كيف تعطي تغذية راجعة فعالة؟

هذه المقالة هي الجزء 16 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

ناقشنا في مقالنا السابق التقييمات وأنواعها. وبالطبع، يتبع التقييم تعليقات، أو ما يُسمى بالتغذية الراجعة، من جانب المعلم يوجهها للطالب ليعملوا سويًا على تحسين نقاط الضعف وصقل نقاط القوة والمهارات. تأخذ هذه التعليقات أشكالًا وأساليب عدة، مثل التعليقات الشفوية، والمكتوبة، والرسمية، وغير الرسمية، والوصفية، والتقييمية، وآراء الزملاء، والتقييم الذاتي.

وتلعب تغذية المعلم الراجعة دورًا كبيرًا في التواصل بين المعلم والطالب وتشكيل التفاعل بينهم وعلاقتهم؛ إذ أن فهم أنواع التغذية الراجعة المختلفة وكيفية إعطائها بفعالية هو أمر بالغ الأهمية لما فيه من النقد البناء وقيمة النمو الشخصي والتعليمي. لذلك، فإن لكل نوع وطريقة دور وخصائص معينة.

ما هي التغذية الراجعة؟

 التغذية الراجعة هي أداة تواصل مهمة تقدم معلومات أو انتقادات حول أفعال الطالب أو سلوكه. يساعد في تحسين الأداء، وتعزيز اتخاذ القرارات حول ما سيتم بعد ذلك، والحفاظ على الاتصال الفعال. وتتخذ التغذية الراجعة أشكالًا عدة: شفوية، أو مكتوبة، أو بالإشارة الجسدية حتى. وتكون إيجابية، وسلبية، ورسمية، وغير رسمية.

لماذا تعتبر التغذية الراجعة مهمة؟

من المعروف أن التغذية الراجعة جزء مهم من عملية التعلم. خاصة عندما تقترن بالممارسة المتعمدة في تطبيق شفهي أو مشروع جماعي أو غيره. يمكن أن تساعد التغذية الراجعة الطلاب على قضاء وقتهم في إتقان الجوانب التي يحتاجون إلى التركيز عليها بدلاً من ممارسة ما يعرفونه بالفعل. تعمل التغذية الراجعة الفعالة كخريطة لتوجيه الطلاب من خلال السماح لهم بمعرفة مكانهم الآن وما يجب العمل عليه للوصول إلى هدفهم. وإذا لم يكن هناك تغذية راجعة بناءة وشاملة للما والكيف، قد يحمل الطلاب مفاهيم خاطئة لم يدركوا أنها كانت لديهم أثناء تعلم المادة ويسيرون بلا هدف نحو الهدف دون التأكد من كيفية الوصول إلى هناك. [1]

كيف تعطي تغذية راجعة فعالة؟

على التغذية الراجعة الفعالة:

  1. مستهدفة
  2. تتضمن خطوات التقدم
  3. مقدمة في الوقت المناسب
  4. تمنح الطلاب الوقت والفرصة لتطبيق الملاحظات الواردة وتنفيذها.

 وبمعنى أوسع، تتعلق هذه الجوانب بالتفكير في الهدف الذي يتجه إليه الطالب، وما يفعله الطالب الآن، وما هي الخطوة التالية. أي تكون شاملة للما والكيف والمتى.[1]

التغذية الراجعة المستهدفة

كأي معلومة، عند تقديم الملاحظات، من المهم التأكد من أنها محددة ومرتبطة بأهداف محددة بوضوح أو نتائج التعلم. تعطي التغذية الراجعة المستهدفة الطلاب فكرة عما فعلوه بشكل جيد وكيف يمكنهم تحسينه فيما يتعلق بمعايير التعلم المذكورة في المادة. يساعد ربط التعليقات بأهداف محددة وقابلة للتحقيق والقياس في تزويد الطلاب بفهم للنتائج المرجوة والأهداف الفرعية كذلك [6]. بالإضافة إلى أنه لا ينبغي أن تكون الأهداف صعبة جدًا أو سهلة جدًا، حتى وإن كانت مقسمة لأهداف أصغر؛ فالأهداف التي تمثل تحديًا كبيرًا يمكن أن تثبط عزيمة الطلاب وتجعلهم يشعرون بعدم القدرة على النجاح والتحقيق، في حين أن الأهداف السهلة للغاية قد لا تدفع الطلاب بشكل مناسب إلى التحسن وتزودهم أيضًا بتوقعات غير واقعية للنجاح.

تتضمن التعليقات المستهدفة أيضًا تحديد أولويات التعليقات – بمعنى، من المهم عدم إرباك الطلاب بالكثير من التعليقات. فمثلًا في مادة الكتابة الأكاديمية، أظهرت الأبحاث أنه حتى الحد الأدنى من التعليقات على كتابات الطلاب يمكن أن يؤدي إلى تحسين المسودة الثانية، خاصة في المراحل المبكرة، لأنها تتيح للطلاب معرفة ما إذا كانوا على المسار الصحيح وما إذا كان القراء يفهمون رسالتهم. لتنفيذ ذلك، يمكنك التفكير في إعداد مراحل رئيسية لتقسيم مشروع أو ورقة بحثية للفصل وتقديم تعليقات للطلاب بشكل مستمر طوال مدة العمل. [2]

تتضمن خطوات التقدم

يمكن أن تساعد التعليقات التي توضح مدى تقدم الطالب من خلال تزويد الطلاب بمعلومات حول مدى تحسنهم والجوانب التي يجب عليهم توجيه المزيد من الاهتمام إليها. أظهرت الدراسات أن التغذية الراجعة التكوينية الموجهة نحو التطبيق والتي تركز على الإنجازات هي أكثر فعالية من التغذية الراجعة التلخيصية والتي تتمثل في درجات الحروف (ج: جيد، م: ممتاز)، وتؤدي أيضًا إلى زيادة الاهتمام بمواد الفصل الدراسي [6]. قد تكون إحدى الاستراتيجيات التي يجب مراعاتها هي تقديم تعليقات محددة على عمل الطلاب دون درجة حرف أو رقم؛ يميل الطلاب إلى التركيز على مثل هذه الملاحظات، وقد أظهرت الدراسات أن الجمع في تقديم كل من الملاحظات والدرجات ينفي في الواقع فوائد الملاحظات المقدمة. [2][3][5]

قابلة للتطبيق

لن يكون مجرد تقديم التعليقات المستهدفة فعالاً إذا لم يُمنح الطلاب أيضًا الفرصة للتدرب على هذه الملاحظات ووضعها موضع التنفيذ. تساعد التعليقات المستهدفة في توجيه جهود الطلاب للتركيز على كيفية المضي قدمًا نحو الخطوات اللاحقة، لكن الممارسة تسمح للطلاب بالتعلم فعليًا من الملاحظات من خلال تطبيقها. وبخلاف ذلك، هناك احتمال ألا يستوعب الطلاب التعليقات فعليًا حتى لو تلقوها عن طيب خاطر. تتمثل بعض الطرق لربط التطبيق بالملاحظات المستهدفة في الحصول على سلسلة من المهام ذات الصلة حيث يُطلب من الطلاب دمج التعليقات في كل مهمة لاحقة، أو إنشاء أهداف فرعية ضمن المشاريع حيث يتلقى الطلاب تعليقات على المسودات التقريبية طوال عملية الكتابة مثلًا، ويتم إعطاؤهم على وجه التحديد فرصة الهدف هو معالجة التعليقات في المسودات النهائية. بغض النظر عن طبيعة المهمة، فإن الجزء الأساسي هو منح الطلاب الفرصة لتنفيذ الملاحظات التي يتم تقديمها لهم في الواجبات الصفية ذات الصلة. [2][3]

متى يعطي المعلم التغذية الراجعة؟

ومن المهم أيضًا أن تكون التعليقات في الوقت المناسب. بشكل عام، غالبًا ما تكون التغذية الراجعة الفورية والتغذية الراجعة المتكررة هي الأفضل حتى يكون الطلاب على المسار الصحيح لتحقيق أهدافهم، ولكن قد لا يتم بالضرورة تقديم التغذية الراجعة في الوقت المناسب على الفور. ويعتمد توقيت التغذية الراجعة إلى حد كبير على أهداف التعلم. فتكون التغذية الراجعة الفورية أفضل عندما يكتسب الطلاب معرفة جديدة، ولكن التغذية الراجعة المتأخرة قليلاً يمكن أن تكون مفيدة بالفعل عندما يطبق الطلاب المعرفة المكتسبة.

وبشكل خاص، إذا كان الهدف التعليمي للمهمة هو تمكين الطلاب ليس فقط من إتقان مهارة ما ولكن أيضًا التعرف على أخطائهم، فإن التغذية الراجعة المتأخرة ستكون الأكثر ملاءمة؛ لأنها تتيح للطلاب التفكير في أخطائهم والحصول على فرصة لاكتشاف أخطائهم عوضًا عن الاعتماد على المعلم ليعطيهم ملاحظاته.

قد تتضمن التعليقات الفورية في مواد مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، أسئلة مفاهيمية داخل الفصل حيث يمكن للطلاب أن يعرفوا على الفور ما إذا كانوا قد فهموا الدرس الجديد الذي تعلموه للتو، بينما التعليقات المتأخرة قد تتضمن مجموعة مشكلات حيث يتعين عليهم تطبيق هذه المفاهيم المكتسبة والانتظار قبل تلقي التغذية الراجعة من المعلم.

بينما تتضمن التغذية الراجعة الفورية في المواد غير المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مناقشة داخل الصف، حيث يمكن للطلاب سماع التعليقات والتعقيبات حول أفكارهم في الوقت الفعلي. في حين أن مثال التعليقات المتأخرة سيكون على مقالٍ مثلًا، أو عن مناظرة باللغة الثانية، حيث يتعين على الطلاب تطبيق ما تعلموه في الفصل لاحقًا ولا يتلقون تعليقات على ما قدموه على الفور. [2][3]

ما هي استراتيجيات تنفيذ التغذية الراجعة في الصف؟

كمعلم، قد لا يكون لديك دائمًا الوقت الكافي لتقديم الملاحظات بالطريقة التي تريدها. تقدّم الاستراتيجيات التالية بعض الاقتراحات حول كيفية الاستمرار في تزويد الطلاب بملاحظات مفيدة بفاعلية.

ابحث عن الأخطاء الشائعة بين الصف

قد تلاحظ أخطاء شائعة أو مفاهيم خاطئة متكررة أثناء تصحيح الاختبارات أو أثناء المناقشات، أو ترى أن العديد من الطلاب يطرحون سؤالاً مماثلاً. إذا لاحظت هذه الأخطاء الشائعة، فيمكنك بعد ذلك توجيهها إلى الصف بأكمله. يمكن أن يكون لهذا فائدة إضافية تتمثل في تقليل شعور الطلاب بالوحدة، حيث قد لا يدرك البعض أن الخطأ الذي ارتكبوه هو خطأ شائع بين أقرانهم.

رتب التغذية الراجعة في أولويات

كما ذكرنا سابقًا، قد يكون من المفيد تقديم الحد الأدنى من الملاحظات حول النسخة الأولية لتوجيه الطلاب في الاتجاه الصحيح. في كثير من الأحيان، قد لا يكون من الضروري تقديم تعليقات حول جميع الجوانب المهمة، وقد يؤدي القيام بذلك إلى إرباك الطلاب بالملاحظات. بدلًا من ذلك، فكر في ما هو الأكثر أهمية لتقديم التعليقات عليه في هذا الوقت – قد تفكر في تقديم تعليقات تحت معيار واحد في المرة الواحدة، مثل خطوة واحدة لصياغة حجة أو خطوة واحدة لحل المشكلة. تأكد من فهم الطلاب بشأن النواحي والمعايير التي قمت بها/لم تقدم تعليقات عليها.

قدّم التغذية الراجعة فورًا

تبدو العديد من استراتيجيات التغذية الراجعة أكثر جدوى للفصول الصغيرة، ولكن هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص في فصول المحاضرات الكبيرة. قد يكون من الصعب بشكل خاص في الفصول الدراسية الكبيرة الحصول على صورة شاملة جيدة عن فهم الطلاب؛ لذا فإن التعليقات في الوقت الفعلي من خلال الأسئلة واستطلاعات الرأي قد تسمح لك بالتواصل مع الأغلبيات في الصف [5]. فمثلًا، إذا لاحظت وجود نسبة كبيرة من الإجابات غير الصحيحة، يمكنك التفكير في كيفية تقديم المادة بطريقة مختلفة، أو مطالبة الطلاب بمناقشة المشكلة معًا قبل إعادة اختيار الإجابة. تشمل الخيارات الأخرى للتعليقات الجماعية في الوقت الفعلي تطبيقات الاختيار الخارجية [4] – تطبيقات ذلك النوع من الأسئلة الأكثر استخدامًا في الجامعة هي Poll Everywhere، وSocrative، وSli.do.

الاستفادة من تغذية الزملاء الراجعة

قد لا يكون من الممكن لوجستيًا بالنسبة لك تقديم الملاحظات لطلابك بقدر ما تريد. ولكن ماذا عن إشراك الطلاب في العملية التعليمية لأكثر من مجرد التطبيق؟ فمثلًا، يمكن للطلاب أن يقدموا لبعضهم البعض تعليقات فورية وغير رسمية داخل الفصل باستخدام أسلوب فكر، ناقش، شارك (بالإنجليزية: Think-Pair-Share)، حيث يكون لدى كل طالب الوقت الكافي للتعامل أولاً مع المفهوم أو المشكلة بشكل فردي. ثم يُطلب منه شرح/تطبيق المفهوم أو المشكلة في عمل صديقه وهو المطلوب في المستويات العليا من هرم بلوم.

فيكون كذلك كنهج حل المشكلات لبعضهم البعض. يسمح استخدام تعليقات الزملاء للطلاب بالتعلم من بعضهم البعض، بينما يمنعك أيضًا من الشعور بالإرهاق من الاضطرار المستمر إلى تقديم التعليقات كمدرس أو إعادة ما شرحته بالفعل. يمكن أن تكون تعليقات الزملاء ذات قيمة مثل تعليقات المعلم، وذلك فقط عندما يحيط المعلم الطلاب بشأن الغرض من تعليقات الزملاء وكيف يمكنهم المشاركة فيها بفعالية [6]. تتمثل إحدى طرق إنشاء تعليقات زملاء ناجحة، خاصة بالنسبة للمهام الأكثر أهمية، في تزويد الطلاب بنموذج تقييم (بالإنجليزية: Rubric)، ومثال يتم تقييمه بناءً على نموذج التقييم. يوضح هذا للطلاب ما الذي يجب عليهم البحث عنه عند إجراء تعليقات الزملاء، وما الذي يشكل نتيجة نهائية ناجحة أو غير ناجحة.

خلق فرص للطلاب للتفكير في التغذية الراجعة

من خلال التفكير في كيفية تطبيق التعليقات التي تلقوها، يستطيع الطلاب التفاعل بشكل نشط مع التعليقات وربطها بعملهم. على سبيل المثال، إذا كان لدى الطلاب مشروع فصل دراسي مقسم إلى خطوات، يمكنك أن تطلب من الطلاب كتابة بضع جمل حول كيفية استخدامهم للتعليقات التي تلقوها وكيف أثرت على المهمة اللاحقة.

المراجع

  1. What kinds of practice and feedback enhance learning
  2. Applying science of learning in education: Infusing psychological science into the curriculum
  3. Good Feedback is Targeted, Specific, Timely”. Educational Leadership: Feedback for Learning.
  4. “How Did I Do?”: Giving learners effective and affective feedback
  5. Teacher Feedback Practices, Student Feedback Motivation, and Feedback Behavior: How Are They Associated With Learning Outcomes?
  6. The Value and Effectiveness of Feedback in Improving Students Learning and Professionalizing Teaching in Higher Education

كم نوعًا تعرف من أنواع التقييمات وأشكالها؟ إليكم 10 أنواع من التقييمات

هذه المقالة هي الجزء 15 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

يراود الكثير منا ذلك الحلم حيث يفوته موعد الاختبار. وهو ما يخبرنا الكثير عن أنفسنا وعن خوفنا الدائم من الاختبارات والتي غالبًا تحدد مصيرنا وخطواتنا القادمة. وعند الاختبارات، يظهر ذلك السؤال: أليس هناك طريقة أخرى أقل رعبًا للتقييم وتكون بنفس الفاعلية؟ ولكن، وبغض النظر أنه بالطبع هناك عدة أنواع تقييمات أقل رعبًا، إلا أن السؤال الأهم هنا: ما هو الغرض من التقييم أصلًا؟ وهو سؤال تهم إجابته المعلمين والطلاب على حد سواء.

يساعد التقييم في المقام الأول المعلمين في معرفة تأثير ما تعلمه الطلاب عليهم، كما –بالفعل- يحدد الخطوات القادمة في خطة المعلم لمساعدة الطلاب في فهم وتحصيل المحتوى المطلوب. كما أنه يبقي التلاميذ على علم بتطورهم وإنجازاته. يعد التقييم أمرًا بالغ الأهمية؛ عندما يتم إجراؤه بشكل صحيح، فإنه يمكن أن يحفز الطلاب ويزيد من إمكاناتهم. وهنا نسرد لكم 10 من أنواع التقييمات، ونتعرف سويًا على أشكالها والأدوات المستخدمة فيها.

التقييم التشخيصي

(بالإنجليزية: Diagnostic Assessment) وهو تقييم مسبق يأتي في صورة عدة أسئلة مكتوبة في هيئة اختيار من متعدد أو توصيل أو إعطاء نبذة مختصرة عن مصطلح معين. وتكون هذه الأسئلة قبيل الدرس أو الوحدة؛ إذ يهدف هذا النوع من التقييم إلى إعطاء المعلم تقرير تشخيصي عن مستوى ما يعرفه الطلاب عن هذا الموضوع الذين هم بصدد دراسته. فلا يطيل في المفهوم والمعروف لديهم، ولتوفير المزيد من الوقت لمناطق الالتباس وشرح غير المفهوم. تتميز هذه الأسئلة بنوع من السهولة إذ أنها تهدف كذلك إلى رفع مستوى التحفيز عند الطلاب والتشوق لما هم بصدد تعلمه. كما تمنحهم صورة عامة عن الدرس؛ إذ يألفون المصطلحات التي ستتردد خلال الدرس، فلا يأخذون وقتًا طويلًا في معالجتها حين يقولها المعلم. [2] [1]

صور التقييم التشخيصي

  1. عمل خرائط الذهنية بالعمل في مجموعات
  2. أسئلة ملأ الفراغات
  3. أسئلة اختيار من متعدد
  4. استطلاعات رأي الطلاب: حيث يجمع الطلاب معلومات من زملائهم فيما عرفوه وفهموه عن هذا الموضوع سابقًا. [2]
  5. تذاكر الدخول: يُطلب من الطلاب إكمال سلسلة من الأسئلة أو المهام المرتبطة بالموضوع الذي سيتم تدريسه. يمكن أن تشمل هذه التذاكر أسئلة متعددة الخيارات، أسئلة مفتوحة، أو حتى أنشطة تفاعلية. يتم تحليل إجابات الطلاب لفهم مستوى معرفتهم الحالي وقياس مدى استعدادهم للدرس المقبل.

التقييم التكويني

يشير التقييم التكويني (بالإنجليزية: Formative Assessment) إلى مجموعة واسعة من الأساليب التي يستخدمها المعلمون لتقييم فهم الطلاب واحتياجاتهم وتحقيقهم الأكاديمي على مرور صفوف المادة الدراسية بالكامل. يساعد التقييم التكويني المعلمين على تحديد المفاهيم التي يواجه الطلاب صعوبة في فهمها والمهارات التي يجدون صعوبة في اكتسابها أو المهام التي لم ينجزوها بعد. كما يحدد ما إذا كان جوانب التدريس ناجحة أم إذا كانت هناك حاجة لإجراء تحسينات لتكون أكثر فاعلية. [5] [4] [3] [1]

استراتيجيات التقييم التكويني:

  1. تحليل أعمال الطلاب
  2. استخدام الأسئلة الاستراتيجية: سواء أسئلة مفتوحة، أو توجيهية، أو استكشافية. وتهدف هذه الأسئلة لتحفيز التفكير العميق والاستكشافي، وتوجيه الانتباه نحو الجوانب الأساسية للموضوع، وتوجيه النقاش، وتعزيز التحليل والتفكير النقدي. كما تهدف إلى توليد أفكار جديدة وتوجيه الفرد للتفكير بشكل إبداعي واستراتيجي.
  3. طريقة “فكر وشارك”: فيُمنح الطالب بعضًا من الوقت للتفكير في مفهوم ما، ثم يشارك ما توصل إليه مع زميله.
  4. تذاكر الخروج: تستخدم لتقييم تعلم الطلاب وفهمهم بعد انتهاء الدرس. يُطلب من الطلاب إكمال سلسلة من الأسئلة أو المهام المرتبطة بالمحتوى الذي تم تدريسه. تهدف هذه الأداة إلى قياس استيعاب الطلاب للمفاهيم المقدمة، وقدرتهم على تطبيقها وتحليلها، وتقييم المستوى الذي وصلوا إليه.
  5. أوراق دقيقة واحدة: تستخدم لتقييم فهم الطلاب وتعزيز التفكير الانتقادي والتعبير عن الأفكار. تعتبر ورقة الدقيقة الواحدة واحدة من أدوات التقييم التكويني التشاركي التي تشجع الطلاب على التعبير عن أفكارهم وتوضيح مدى فهمهم للموضوع المدروس. تعمل ورقة الدقيقة الواحدة بشكل بسيط. بعد انتهاء الدرس أو جزء من الدرس، يُطلب من الطلاب كتابة إجابات قصيرة وموجزة على سؤال أو بيان محدد في غضون دقيقة واحدة فقط. الهدف من هذا التمرين هو جمع ملاحظات سريعة وموجزة من الطلاب حول مدى فهمهم وتفاعلهم مع المحتوى. تتنوع الأسئلة التي يُطلب من الطلاب الإجابة عنها في ورقة الدقيقة الواحدة. قد يكون السؤال موجهًا لتقييم فهم المفاهيم الرئيسية، أو تلخيص النقاط الرئيسية التي تم تناولها في الدرس، أو حتى توجيه الطلاب لتوليد أسئلة إضافية حول الموضوع.

التقييم التوجيهي

(بالإنجليزية: Summative Assessment) ويقيس تقييم التوجيهي التعلم وتطوير المهارات والإنجازات الأكاديمية للطلاب في نهاية الصف، مثل: مشروع، أو وحدة دراسية، أو دورة أو فصل دراسي أو سنة دراسية. ومن أمثلة التقييمات التوجيهية المعروفة والمستخدمة بشكل متكرر هي الامتحانات الموحدة عادة في مواد الرياضيات والقراءة والكتابة والعلوم. وسواء كانت النتائج تظهر على شهادة تقرير أو في عملية قبول الكلية، فإنها عادة ما تُوثّق كنتائج أو درجات تؤخذ في الاعتبار في سجل الأكاديمي الدائم للطالب. [3] [2] [4] [5]

الأدوات المستخدمة في التقييم التوجيهي

  1. اختبارات
  2. تكليفات ومهام
  3. مشاريع

التقييم الذي يستند إلى المعايير المرجعية

(بالإنجليزية: Norm-referenced assessment) وهو التقييم الذي يستند إلى المعايير المرجعية هو نوع من التقييم يقارن نتائج الطلاب ببعضها البعض. يتم إجراؤه لتقييم مهارات أو معرفة الطلاب داخل الفصل الدراسي. باستخدام هذه التقنية، يمكن للشخص تحديد كيف يتم تصنيف نتائج اختبار الطالب مقارنةً بأقرانه ذوي الخلفيات المماثلة.  [3] [2]

بعض أمثلة التقييمات المستندة إلى المعايير المرجعية هي:

  1. امتحانات الصف الدراسي
  2. اختبارات الأداء
  3. المقابلات الوظيفية
  4. مسابقات النقاش والمناظرات

التقييم الذاتي

التقييم الذاتي (بالإنجليزية: Ipsative assessment) هو نوع معين من الاستبيان أو التقييم الإحصائي، يتعين على المشارك أن يختار خيارًا واحدًا من بين العديد من الخيارات التي يعتبرها مرغوبة اجتماعيًا. على عكس التقييمات التقليدية الأخرى، ليس هناك مقياس يقاس به الأسئلة المجاب عنها في التقييم الذاتي. على عكس أنواع التقييم الأخرى، يستفسر التقييم الشخصي عن شخص ما أو يقارنه بنفسه. وبهذه الطريقة، يقيس تطور الشخص. [6]

التقييم المعياري

ممارسة تقييم تعلم الطلاب من خلال اختبار موحد يعرف بالتقييم المعياري (بالإنجليزية: Criterion-referenced assessment، ويختصر: CRA). وعلى الطلاب أن يظهروا المعايير المحددة مسبقًا في الاختبار لإظهار أنهم قد استوفوا أهداف التعلم. يضمن هذا النوع من التقييم أن المهارات والمعرفة والفهم المحددة في نتائج التعلم المقصودة تتطابق مع ما يتم تقييمه من خلال التقييم. يساعد الطلاب على بناء مهارات تقييم ذاتية ممتازة من خلال تزويدهم بأدوات لتقييم ومراجعة وتحسين عملهم. [2] [4] [1]

التقييم المستند إلى السيناريو التخيلي

(بالإنجليزية: Scenario-based assessment) ويستند التقييم المستند إلى السيناريو إلى سيناريوهات تفاعلية تدعم التعلم النشط. يتم إنشاء بيئة تخيلية (Study case) حيث يتوقع من الطلاب تطبيق معرفتهم النظرية في سيناريو مقدمل. يسمح هذا النوع من التقييم للطلاب بتوسيع معرفتهم خارج حدود الكتاب المدرسي أو المحاضرة من خلال تطبيق معرفتهم في سياقات الحياة الحقيقية. كما يتيح للمعلم تقييم استيعاب الطالب للموضوع بدقة أكبر من خلال ملاحظة كيفية تطبيق الطلاب للمعلومات الجديدة التي تعلموها في سياقات عملية. بالإضافة إلى أنه يسمح بتداخل العديد من المجالات في حل المشكلة، وهو ما يضمن توسيع مداركهم وإعطائهم منظور أوسع مما يدرسونه[5] [4] [2] [1]

التقييم الشفهي

يستخدم التقييم الشفهي مهارة العرض والتحدث لتقييم معرفة الطلاب ومهاراتهم من خلال الأسئلة أو المهام القصيرة. يوفر هذا التقييم صورة أوضح لمهاراتهم وعملية التفكير ومناطق الالتباس فيما تعلم. بالإضافة إلى ذلك، يعزز التواصل بين المعلمين والطلاب.

يمكن أن يأخذ التقييم الشفهي الأشكال التالية:

  1. عروض تقديمية عن موضوع محدد (فرديًا أو جماعيًا، مباشرًا أو مسجلًا)
  2. مقابلات أو مناقشات
  3. محاكاة

التقييم القائم على الألعاب

يعتبر التقييم القائم على الألعاب نوعًا أكثر تطورًا من التقييمات التقليدية ويشمل عناصر مبنية على الألعاب في اختبارات الكفاءة والشخصية. تكون هذه التقييمات غالبًا سريعة وجذابة بسبب تنسيقها القائم على اللعبة. ومع ذلك، فإن الاختبارات تستند إلى العلم والإحصاء، على الرغم من أنها تهدف إلى أن تكون ممتعة. يعزز هذا التقييم المشاركة ويساعد في تحليل عدة مهارات وسلوكيات حاسمة بين الممتحنين. [5] [3]

تأخذ صورًا مثل:

  1. سلسلة من الاختبارات القصيرة لتقييم مجموعات مهارات محددة
  2. ألعاب طويلة لتقييم الشخصية والتفاعلات في سيناريوهات معقدة (Escape room)
  3. تجارب محاكاة للوظائف (اختبارات ألعاب الذكاء والمقابلات)
  4. اختبارات الثقافة العامة المبنية على الألغاز والأسئلة العامة

تقييم المهارات

يعد تقييم المهارات اختبارًا مصممًا لفحص قدرات الطالب فيما يتعلق بمهارة محددة أو مجموعة من المهارات. عند إجراء هذا الاختبار، يُطلب من الطلاب أن يظهروا معرفتهم بموضوع معين أو مشكلة. يتم مقارنة هذه المعرفة بما يُتوقع منهم وفق المعايير المعمول بها. تهدف هذه الامتحانات إلى تحديد ما إذا كان الطلاب يمتلكون المهارات التي تلبي توقعات المنهج الدراسي. [3] [2][4]

ونهاية، تعد طرق التقييم جزءًا مهمًا من عملية التعلم. إنها تحدد تطور الطلاب ومدى تحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهارية. وليس بالضرورة أن تكون مرعبة أو تضغط الطلاب. إذ قد يضر الضغط بمستوى أداء الطلاب في استرجاع المعلومات أو عرضها. لذا يُنصح دائمًا أن يكون هناك مزيجًا

المراجع

  1. Formative Assessment: Three Essential Features Of Teacher Questioning
  2. Training Needs Assessment: Methods, Tools, and Techniques
  3. Handbook of Training Evaluation and Measurement Methods
  4. Knowing What Students Know: The Science and Design of Educational Assessment
  5. Balanced Assessment: From Formative to Summative, by Kay Burke
  6. Exploring Ipsative Assessment
  7. 6 Types of Assessment (and How to Use Them)
  8. TOP 10 TYPES OF ASSESSMENT OF LEARNING
  9. The role of gamified e-quizzes on student learning and engagement: An interactive gamification solution for a formative assessment system

ماذا تعرف عن التعليم باستخدام الألعاب؟

هذه المقالة هي الجزء 14 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

استراتيجية التلعيب (بالإنجليزية Gamification):هي استراتيجية تدمج عناصر اللعبة وآلية عملها في بيئة تعليمية لزيادة المشاركة والتحفيز بين المتعلمين [1]؛ وذلك من خلال الاستفادة من مبادئ وطريقة الألعاب. يهدف التلعيب إلى خلق مستويات مشاركة في العملية التعليمية مماثلة لما تنتجه الألعاب بشكل عام [1]. اكتسب هذا النهج اهتمامًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، إذ استطاع المعلمون لمس تأثيره على تعلم الطلاب ومشاركتهم وسلوكهم تعليميًا ومجتمعيًا.

أهداف التلعيب في التعليم

يهدف استخدام الألعاب في الصف الدراسي الحضوري أو التعليم عن بعد إلى تعزيز عملية التعلم لما تضيفه من مرح ومشاركة فعالة في الصف وجعل بيئة التعلم ممتعة وشيقة. كذلك تحقق هذه الاستراتيجية الأهداف التالية [1].

  1. تحسين القدرات: يهدف الـGamification إلى تعزيز القدرات والمهارات المطلوبة للدرس بين المتعلمين. فمن خلال تقديم عناصر اللعبة مثل: التحديات، والمكافآت، والتعليقات؛ فإنها توفر فرصًا للطلاب لتطوير مهارات حل المشكلات، والتفكير النقدي والسريع، والتعاون لديهم وتحسينها.
  2. تقديم الأهداف: يمنح الـGamification التعلم غرضًا من خلال تقديم أهداف وغايات واضحة. يساعد هذا الطلاب على فهم أهمية وأهمية المحتوى الذي يتعلمونه، مما يجعله أكثر فائدة وتشويقًا. إذ أنه يضعهم في موقف التطبيق وسياقه مع الفريق ودراسة الحالة.
  3. إشراك الطلاب: يهدف الـGamification إلى زيادة مشاركة الطلاب من خلال إنشاء تجربة تعليمية تفاعلية وغامرة. من خلال دمج عناصر اللعبة مثل: القصص، والشخصيات، والتحديات التفاعلية، فإنها تجذب انتباه الطلاب وتحافظ على اهتمامهم طوال عملية التعلم.
  4. تحسين التعلم: يسعى الـGamification إلى تحسين عملية التعلم من خلال تقديم ملاحظات فورية ومسارات تعلم مخصصة وتحديات تكيفية. يساعد هذا النهج الفردي الطلاب على التقدم بالسرعة التي تناسبهم ويضمن حصولهم على الدعم والتوجيه الذي يحتاجون إليه.
  5. دعم تغيير السلوك: يمكن استخدام التلعيب لتشجيع التغيير الإيجابي للسلوك بين الطلاب. من خلال مكافأة السلوكيات المرغوبة وتقديم الحوافز. فيكون تحفيز الطلاب مبني على المشاركة بفاعلية، وإكمال المهام، وتحقيق أهداف التعلم سواء على المدى القريب أو البعيد.
  6. التنشئة الاجتماعية: تعمل استراتيجية الـGamification على تعزيز التفاعل الاجتماعي والتعاون بين الطلاب. إذ يمكن أن تتضمن ميزات مثل قوائم الترتيب (Ranking)، والتحديات القائمة على الفريق، واللعب التعاوني، مما يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع ويشجع التعلم والدعم بين الطلاب وبعضهم.

تأثير التلعيب

وردت العديد من الدراسات تأثير التلعيب في سياق تعليمي، مما أسفر عن نتائج إيجابية من حيث زيادة المشاركة واكتساب المعرفة، والتعاون لما فيها من حل للمشكلات [1]. على سبيل المثال، أظهر البحث أن التلعيب يمكن أن يحسن دافع الطلاب، ويزيد من اهتمامهم بموضوعات محددة، ويقلل معدلات الانسحاب، ويعزز الدرجات، ويعزز القدرات المعرفية [3] .

كيف تطبق هذه الاستراتيجية في الصف؟

لتنفيذ الألعاب بشكل فعال في العملية التعليمية، يمكن استخدام عدة أساليب [3]. ومنها:

  1. الأهداف الواضحة والتقدم: حدد أهداف الدرس بوضوح، واحتفل بالتقدم في المستويات، أو التحديات، أو الإنجازات.
  2. ملاحظات فورية: قدّم ملاحظات فورية للطلاب لتعزيز السلوكيات الصحيحة وتوجيه تعلمهم.
  3. المكافآت والحوافز: قم بتضمين المكافآت أو الشارات أو النقاط للتعرف على إنجازات الطلاب وتقدمهم وتحفيزهم.
  4. أسلوب اللعب التعاوني: عزز التعاون والعمل الجماعي من خلال التحديات الجماعية واللعب في فرق.
  5. قصص وشخصيات: قدِّم نماذجًا أو قصصًا أو شخصيات لإنشاء تجربة تعليمية جذابة وغامرة.
  6. المنافسة وقائمة الترتيب: ادمج عناصر المنافسة ولوحات الطلاب/الفرق الأوائل للتحفيز وتشجيع المنافسة الصحية بين الطلاب.
  7. التخصيص: خصص تجربة التعلم لاحتياجات الطلاب الفردية وتفضيلاتهم، بما يوفر تحديات تلائم قدراتهم وأساسًا للمحتوى الذي ستقدمه.
  8. تطبيق واقعي: ربط التعلم بالسياقات والتطبيقات الواقعية لتعزيز الصلة بالحياة العملية والعلاقات الاجتماعية.

خذ لعبة Angry Birds على سبيل المثال: لتحقيق النجاح، يجب على اللاعبين تحديد الخصائص الفيزيائية لمواد البرج المختلفة، ومقذوفات المقلاع، ونقاط الضعف الهيكلية لكل برج [4]. في الواقع، تصلح هذه اللعبة بامتياز لدرس فيزياء أو لتبسيط مادة الخرسانة كتجربة علمية. سيكون من الجيد عمل محاكاة لهذه اللعبة بداخل الصف باستخدام نفس العناصر.

كذلك يمكن تطويع لعبة Frequency 1550 لتدريس التاريخ، إذ تركز لعبة Frequency 1550 على تدريس التاريخ لطلاب المرحلة الإعدادية. حيث تستخدم مزيجًا من تقنية الهاتف المحمول ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لدمج المواقع التاريخية بأهداف التعلم الفعلية التي تعد جزءًا من منهج مدرسي أكبر.

إيجابيات استخدام استراتيجية التلعيب

  1. تصلح هذه الاستراتيجية لأي عمر ويمكن تطويعها في أي مجال.
  2. بالإضافة إلى تدريس المحتوى، تعزز هذه الاستراتيجية من التعليم الذاتي.
  3. تعزز المشاركة في الصف على مستويات مختلفة: بين الطلاب وبعضهم، بين المعلم والطلاب.
  4. يمكن تطويعها بداخل الصف أو في الصفوف الافتراضية.
  5. تخدم هذه الاستراتيجية الطلاب الحركيين والمصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة.

سلبيات استخدام استراتيجية التلعيب

  1. قد يشعر بعض الطلاب بالتيه وعدم التركيز إذا أخذت اللعبة أكثر مما ينبغي. وعليه، نقترح أن تكون الألعاب في مرحلة التطبيق العملي الذي يلي مرحلة تقديم الأهداف وشرح المحتوى. كما نقترح أن يكون هناك تلخيصًا وتفكيرًا تأمليًا لما حدث في اللعبة.
  2. قد ينقلب الصف إلى جحيم ممل إن لم تُطبق اللعبة بشكل صحيح أو أخذت وقتًا طويلًا في مراحل متصلة. ولذلك نقترح تقسيم اللعبة إلى مراحل، يفوز بآخر كل مرحلة فريق ويُكافأ بشارة أو محفز أو يأخذ نقاطًا أو يوضع اسمه في لائحة الأوائل وهكذا حتى تنتهي اللعبة.
  3. قد يحدث تصادمات وحدة في التوصل بين أعضاء الفريق عند التطبيق أو الخسارة، وذلك رد فعل طبيعي للمنافسة القائمة. ولذلك على المعلم أن يكون يقظًا لإعطاء عبارات الثناء على الروح الرياضية العالية ودعم أعضاء الفريق بعضهم البعض أو حتى منح نقاط إضافية للتواصل الجيد بين الفريق. كما على المعلم أن يضمن إشراك كل الفريق في العمل فلا يعتمد الفريق على فرد واحد.
  4. قد تنقلب اللعبة التعليمية إلى لعبة ترفيهية بسبب غياب الهدف. لذلك على المعلم إبقاء هدف اللعبة نصب عين الجميع، فلا تتحور اللعبة وتصبح مضيعة لوقت الصف.
  5. قد يمل الطلاب إذا تكررت اللعبة أكثر من مرة. فقد حفظوها وحفظوا قواعدها. لذلك، نقترح تحوير القواعد، أو إضافة المزيد من التحديات.

ونهاية، يقدم الـGamification في التعليم نهجًا واعدًا لتعزيز التعلم من خلال الاستفادة من عناصر اللعبة لزيادة المشاركة والتحفيز والتعاون بين الطلاب. بينما أظهرت الأبحاث نتائج إيجابية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق لفهم التأثير والقيود المحتملة للتلعيب. من خلال تنفيذ استراتيجيات فعالة ومراعاة خصائص المتعلم الفردي، يمكن للمعلمين إنشاء تجارب جذابة وهادفة تعمل على تحسين نتائج التعلم.

المراجع

  1. The impact of gamification on students’ learning, engagement and behavior based on their personality traits | Smart Learning Environments
  2. Gamifying education: what is known, what is believed and what remains uncertain: a critical review
  3. Gamification For Learning: Strategies And Examples – eLearning Industry
  4. Gamification in Education: the Good, the Bad and the Ugly
  5. Eshraka-Academy

ماذا تعرف عن التعلم القائم على المشكلات؟

هذه المقالة هي الجزء 13 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

في عام 1997، أجرى سوجاتا ميتري، بروفيسور هندي في تقنية التعليم في كلية التربية والاتصال وعلوم اللغة في جامعة نيوكاسل بإنجلترا، تجربة فريدة من نوعها أطلق عليها اسم «الفتحة التي في الجدار» (بالإنجليزية: The Hole In the Wall).

وجرت التجربة كالتالي: إذ وضع جهاز كمبيوتر بداخل جدار، وكان على ارتفاع منخفض، فقط بما يناسب طول الأطفال. ولم يلبث حتى زحف الأطفال لهذا الشيء المثبت بالجدار ليلعبوا به، مع أنه لم يكن باللغة الهندية أصلًا، بل ولم يكونوا أطفال أغنياء، فقد كانوا أطفال حي فقير في نيودلهي. [2][1] ومن المفاجئ أنه لم يمر الكثير من الوقت حتى كانت مجموعات الأطفال قادرة على التحكم بشكل كامل في هذه الأجهزة، بل وثبتوا عليه برامج حماية من الفيروسات! ولم يحتاجوا حتى إلى معلم ليملي عليهم التعليمات قائلًا: “أولًا، اضغط على الزر الأحمر.” لقد فعلوا ذلك من جراء أنفسهم، دون تدخل أو إملاء.

وخلصت هذه التجربة إلى حقيقة أن معظم نتائج التعلم ليست نتيجة للتدريس قدر ما أنها نتيجة المشاركة الفعالة في بيئة ذات هدف ومعنى. وهو ما بالضبط ما تهدف إليه استراتيجية التعلم القائم على المشكلات. [3][2][1]

تعريف

التعلم القائم على المشكلات (بالإنجليزية: Probelm-based Learning، ويختصر: PBL)هو نهج تعليمي يركز على الطالب، ويؤكد على أهمية مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي والتعاون. في هذا النهج، يعمل الطلاب في مجموعات صغيرة لحل مشاكل واقعية، كثيرًا ما تكون مستمدة من تجاربهم أو اهتماماتهم. تدعو هذه الاستراتيجية المعلمين لإثارة فضول الطلاب عبر بعض الأسئلة المفتوحة وباستخدام بعض الأدوات ليصلوا إلى الإجابات بأنفسهم بالتفسيرات التي يرونها مناسبة. وتسمى الأسلوب العلمي في التفكير، وتتم عبر إثارة تفكير الطلاب إزاء مشكلة ما (تكون مناسبة لمستواهم، وذات صلة بموضوع الدرس، وبمعيشهم) لا يستطيعون حلها بسهولة، بل بالبحث واستكشاف الحقائق المؤدية إلى الحل. يسير هذا النهج في سبع خطوات:

  • الخطوة الأولى: استكشاف الموضوع

يجمع الطلاب المعلومات اللازمة حيث يتعلمون المفاهيم والمبادئ والمهارات الجديدة حول الموضوع المقترح.

  • الخطوة الثانية: مشاركة خبراتهم

يقوم الطلاب فرديًا وفي مجموعات بمشاركة ما يعرفونه بالفعل عن العناصر المتاحة ويقومون باستطلاع المجالات التي يفتقرون فيها للمعلومات.

  • الخطوة الثالثة: تعريف المشكلة

يضع الطلاب المشكلة في سياق يشمل المعطيات والمعلومات التي يتوقع الطلاب تعلمها.

  • الخطوة الرابعة: البحث

يبحث الطلاب عن الموارد والمعلومات التي ستساعد على بناء حجة مقنعة.

  • الخطوة الخامسة: استكشاف الحلول

يأتي الطلاب بعدة إجراءات وحلول ممكنة للمشكلة، ثم تبدأ المجموعات صياغة واختبار الفرضيات المحتملة.

  • الخطوة السادسة: تقديم ودعم الحل المختار

يعرض الطلاب الحل النهائي بوضوح بما يدعم استنتاجهم بالمعلومات والأدلة ذات الصلة.

  • الخطوة السابعة: مراجعة الأداء

غالبًا ما يتم نسيان هذه الخطوة، ولكنها خطوة شديدة الأهمية في تحسين مهارات حل المشكلات. يجب على الطلاب تقييم أدائهم وتخطيط التحسينات للمشكلة التالية.

 ولهذه الاستراتيجية العديد من الفوائد، نسرد منها التالي. [5][3]

فوائد استراتيجية التعلم القائم على المشكلات

تؤكد هذه الاستراتيجية على أهمية مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي. فبدلاً من مجرد حفظ الحقائق أو الصيغ، يتم تقديم مشكلات حقيقية أو سيناريوهات للطلاب ويتم تحديهم لتحديد الحلول الممكنة من خلال البحث والتعاون مع زملائهم. [5][4][3]

تطوير المهارات النقدية وحل المشكلات

يتعلم الطلاب من خلال العمل على حل المشكلات الحقيقية والمعقدة كيفية تحليل البيانات وتقييم وجهات النظر المختلفة وتحديد الحلول الممكنة. هذه المهارات التي تحظى باهتمام كبير في سوق العمل الحالي، ويمكن أن تساعد الطلاب على النجاح في مجموعة واسعة من المهن. من خلال العمل على حل المشكلات الحقيقية، يتعلم الطلاب كيفية تحليل المشكلات وتقييم الحلول الممكنة واتخاذ القرارات بناءً على الأدلة. وقد أثبت هذا النهج تحسين قدرات الطلاب على التفكير النقدي والإبداعي. [3]

التعلم العميق

يساعد هذا النهج الطلاب لتطوير فهم أعمق للموضوع، بالإضافة لفهم العلاقات بين عناصر المشكلة، ويعدّهم لمواجهة التحديات التي سوف يواجهونها في حياتهم المهنية. وبالتالي، فإن الفصل دراسي يعكس ما يحتاجه المجتمع. [7]

تطوير المهارات الاجتماعية

خلال هذه العملية وبينما يبحث الجميع عن حل المشكلة، يتواصل الطلاب مع زملائهم ويشاركون خبراتهم ومعلوماتهم عن المشكلة [7]، ويتعلمون مهارات العمل في فريق، والاستماع إلى الرأي الآخر وتقبله، والدفاع عن وجهة نظر معينة وإقناع الآخرين بها، بالإضافة إلى مهارات الحوار والنقاش. [5] [4] [3]

يعزز التعلم النشط

يشارك الطلاب بنشاط في عملية التعلم من خلال العمل على حل مشكلة أو إكمال مشروع، بدلاً من مجرد الاستماع إلى محاضرة المعلم حول موضوع معين، يساعد هذا النهج على الحفاظ على تشجيع الطلاب وتحفيزهم، مما يؤدي بدوره إلى تحقيق نتائج أفضل في التعلم. [7]

تطوير شخصية ذاتية مستقلة

يعزز التعلم القائم على المشكلات التعلم الذاتي؛ وما هو ما يبنى بدوره طالبًا مستقلًا لا يحتاج للمعلم في كل خطوة، بل يجعله قادرًا على تحديد الأفضل من ضمن الخيارات المطروحة. من خلال العمل على حل المشكلات الحقيقية، يتعلم الطلاب كيفية تحديد احتياجاتهم التعليمية الخاصة وتحمل مسؤولية تعلمهم. وقد أثبت هذا النهج تحسين قدرات الطلاب على التعلم بشكل مستقل والتكيف مع المواقف الجديدة. [7]

ومع كل هذه المميزات لاستراتيجية التعلم القائم على المشكلات، فإنها بالطبع ليست بالاستراتيجية المثلى، وتواجه الكثير من التحديات.

تحديات استراتيجية التعلم القائم على المشكلات

  1. تغير هذه الاستراتيجية من دور المعلم التقليدي وتحصر مسؤولياته فقط في التيسير والإرشاد؛ مما قد يجعل من الصعب على المتعلم السلطوي تصديق زملائه أو الوثوق فيما يصل إليه الفريق.
  2. قد يمثل التعلم القائم على المشكلات تحديًا للمعلمين كذلك. إذ يتطلب ذلك كمًا كبيرًا من التحضير التخطيط والإعداد، وكذلك استعداد لتنازل عن بعض الإدارة عملية التعلم وإعطاء الكثير من الصلاحيات للطلاب. كما يتطلب مستوى معينًا من الراحة مع عدم اليقين، حيث يمكن للطلاب أن يأتوا بحلول غير متوقعة أو خارج خطة المعلم الأولية.
  3. صعوبة تدريب الميسرين وندرة هيئة التدريس ذات المهارات في التيسير بدلاً من مهارات التدريس التقليدي[6].
  4. طول الوقت الذي يلزم للمتدربين للمشاركة الكاملة في حل المشكلات. وقد شكل هذا مشكلة خاصة بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس والمتدربين الذين يتم طلبهم لتعلم وتدريس ضمن مناهج مكدسة. [6]
  5. المعرفة المكتسبة من هذه الاستراتيجية أقل تنظيمًا من المعرفة المكتسبة من نظيرتها في التعلم التقليدي [6].
  6. قد يطلب هذا النهج الكثير من التعديلات للمناهج المقدمة. [7]
  7. قد يكون تطبيق هذه الاستراتيجية صعبًا في ثقافات تعتمد على النهج التقليدي المركز على المعلم. في هذه الثقافات، قد يشعر الطلاب بعدم الارتياح لفكرة تحمل المسؤولية عن تعلمهم الخاص أو العمل بشكل مشترك مع زملائهم. [10]

وأخيرًا، وعلى الرغم من تحدياته، يعد التعلم القائم على المشكلات نهجًا قويًا للتعلم يعزز التعلم النشط والتفكير النقدي والتعلم بشكل عميق ومستقل. وبالعمل على حل المشكلات الحقيقية، يتعلم الطلاب كيفية تحليل المشكلات وتقييم الحلول الممكنة واتخاذ القرارات بناءً على الأدلة. ومع ذلك، يتطلب تطبيق التعلم القائم على المشكلات كمًا كبيرًا من الوقت والموارد، ويمكن أن يكون صعبًا في ثقافات تعتمد على النهج التقليدي المركز على المعلم. ومع ذلك، بالتخطيط والتنفيذ الدقيقين، يمكن أن يحول التعلم القائم على المشكلات التعليم ويعد الطلاب لمواجهة تحديات العالم الحديث ويجعل منه تجربة ممتعة وشيقة يكون مركزها الطالب.

المراجع

  1. Sugata Mitra – The Hole in the Wall and Beyond
  2. Sugata Mitra & The Hole In the Wall – 2013 TED Prize winner
  3. The Power of Problem-Based Learning
  4. The power of problem-based learning in developing critical thinking skills: Preparing students for tomorrow’s digital futures in today’s classrooms
  5. Solving problems with group work in problem-based learning: hold on to the philosophy
  6. Problem-based Learning: Description, Advantages, Disadvantages, Scenarios and Facilitation
  7. Advantages and disadvantages of problem-based learning from the professional perspective of medical and dental faculty
  8. The Pros and Cons of Problem-Based Learning from the Teacher’s Standpoint
  9. The Pros and Cons of Problem-Based Learning from the Teacherâ•Žs Standpoint
  10. The Effectiveness of Problem based Learning Strategy in Developing Scientific Curiosity for Primary School Pupils in Science

إيجابيات وسلبيات 5 أفضل أدوات اجتماعات الفيديو، تعرف عليها

هذه المقالة هي الجزء 12 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

أجبرت جائحة كورونا المؤسسات التعليمية على التكيّف بسرعة مع التعلّم عن بعد. وأصبحت أدوات اجتماعات الفيديو جزءًا أساسيًا من الفصل الدراسي الافتراضي، مما يتيح للمعلمين والطلاب التواصل والتعاون من أي مكان. في هذه المقالة، سنسرد لكم إيجابيات وسلبيات 5 أفضل أدوات اجتماعات الفيديو التي يمكن استخدامها في التعليم عن بعد، مع ترشيح لأفضلها، وكيف يمكن أن تعزز تجربة التعلّم عن بعد.

Zoom

يعتبر Zoom واحد من أكثر أدوات اجتماعات الفيديو شهرة في العالم، وحصلت على شعبية أكبر حتى خلال الجائحة.

الإيجابيات

  • سهل الاستخدام للمعلمين والطلاب.
  • يسمح بمشاركة الشاشة.
  • يدعم غرف العمل الجماعي.
  • يدعم ما يصل إلى 100 مشارك مجانًا، ويستطيع عرضهم جميعًا في شاشة واحدة.
  • يسمح بتسجيل الدروس للرجوع إليها في المستقبل.
  • يتيح للطلاب المشاركة في الفصول الافتراضية من أي جهاز سواء كان جهاز كمبيوتر أو موبايل.
  • يوفر مزايا مثل مشاركة الشاشة، والخلفيات الافتراضية، وغرف العمل الجماعي، والسبورة الافتراضية.
  • يدعم خاصية غرف الانتظار.
  • يدعم وجوه التفاعل وخاصية رفع الأيدي.
  • يدعم البث المباشر عبر فيسبوك.

 السلبيات

  • تم رفع مخاوف أمنية في الماضي؛ مما أدى إلى حظر استخدام Zoom في بعض المؤسسات.
  • الإصدار المجاني يحد من مدة الاجتماعات التي تشمل أكثر من فردين إلى 40 دقيقة.
  • لا يوفر Zoom مزايا العمل الجماعي في النسخة المجانية.
  • السبورة الافتراضية لا تدعم التصحيح التلقائي.

Google Meet

تعد Google Meet أداة لاجتماعات الفيديو جزءًا من Google Workspace for Education خدمات جوجل للتعليم. توفر Google Meet مجموعة متنوعة من الميزات التي تجعلها مثالية للفصول الافتراضية، مثل مشاركة الشاشة والترجمة المرئية وغرف العمل الجماعي.

 الإيجابيات

  • سهل الاستخدام للمعلمين والطلاب.
  • تتكامل بسلاسة مع أدوات Google Workspace for Education الأخرى.
  • يدعم ما يصل إلى أكثر من 200 مشارك في نسخته المجانية.
  • يسمح بتسجيل الدروس.
  • يدعم الخلفيات الافتراضية في نسخته المجانية.
  • ليس له وقت محدد في النسخة المجانية.

السلبيات

  • بعض الميزات المتقدمة، مثل غرف العمل الجماعي، متاحة فقط في الإصدار المدفوع.
  • يعرض فقط 16 مشتركًا على الشاشة.
  • لا يدعم خاصية التفاعل بالوجوه التعبيرية، ولكنها متاحة في صندوق المحادثة.
  • ليس هناك غرف انتظار.

Microsoft Teams

تعد Microsoft Teams أداة لاجتماعات الفيديو جزءًا منMicrosoft Office 365 . يتكامل Microsoft Teams بسلاسة مع أدوات Microsoft Office 365 الأخرى، مثل OneDrive و .SharePoint

الإيجابيات

  • لا يحتاج رخصة منفصلة عن Microsoft 365، وهو ما يجعله مثاليًا للمدارس التي منحتها مايكروسوفت رخصة مجانية كدعم للتعليم.
  • يسمح بالتسجيل والرجوع للملاحظات المكتوبة في الاجتماعات السابقة.
  • يدعم البث المباشر عبر فيسبوك.
  • آمن

السلبيات

  • يمكن أن يكون أكثر صعوبةً في الاستخدام بالنسبة لبعض المستخدمين، خاصة بالنسبة للمستخدمين الذين لا يتعاملون بانتظام مع تطبيقات Microsoft الأخرى.
  • بعض الميزات المتقدمة، مثل غرف العمل الجماعي، متاحة فقط في الإصدار المدفوع.
  • خيارات التخصيص في Microsoft Teams محدودة، مما قد لا يلبي احتياجات جميع المؤسسات.
  • على الرغم من أن Microsoft Teams يتكامل مع مجموعة متنوعة من تطبيقات Microsoft، إلا أنه قد لا يتكامل بنفس القدر مع تطبيقات الأطراف الثالثة الأخرى.
  • سعة تخزين الملفات في Microsoft Teams محدودة، مما قد لا يكون كافيًا للمؤسسات أو الفرق الكبيرة.

Cisco Webex

تعد Cisco Webex أداة لاجتماعت الفيديو توفر مجموعة متنوعة من الميزات للفصول الافتراضية.

 الإيجابيات

  • تتكامل مع أدوات Cisco الأخرى.
  •  يدعم Webex Teams ما يصل إلى 100 مشارك مجانًا.
  • توفر Cisco Webex ميزات مثل رفع اليد والاستطلاعات.
  • تدعم خصائص مشاركة الشاشة والخلفيات الافتراضية وغرف العمل الجماعي.
  • يسمح بتسجيل الدروس.

 السلبيات

  • يمكن أن يكون أكثر صعوبةً في الاستخدام بالنسبة لبعض المستخدمين.
  • الإصدار المجاني يحد من مدة الاجتماعات إلى 50 دقيقة.
  • يعمل بأكثر كفاءة على Microsoft Edge، وعليك تغيير بعض الإعدادات إذا أدرت استخدامه عن طريق Google Chrome  أو Firefox.

BigBlueButton

هي أداة اجتماعات فيديو مفتوحة المصدر مصممة خصيصًا للفصول الافتراضية لما يميزها، إذ تتكامل هذه الأداة بسلاسة مع أنظمة إدارة التعلم مثل Moodle وCanvas.

الإيجابيات

  • يتكامل بسلاسة مع أنظمة إدارة التعلم دون الحاجة للاشتراك مع أداة أخرى.
  • يسمح بالتسجيل.
  • يحتوي على خاصية رفع الأيدي.

السلبيات

  • قد يكون من الصعب إعداده لبعض المؤسسات
  • قد يكون عدد الميزات أقل مقارنة بأدوات مؤتمرات الفيديو المدفوعة الأخرى.

أصبحت أدوات اجتماعات الفيديو جزءًا أساسيًا من الفصول الافتراضية، مما يتيح للمعلمين والطلاب التواصل والتعاون من أي مكان. في هذه المقالة، تطرقنا لأفضل أدوات اجتماعات الفيديو التي يمكن استخدامها في التعليم، مع إيجابياتها وسلبياتها بما يخدم حاجة المعلم والمؤسسات أو تؤثر عليها. وعلى المعلمين مراعاة احتياجات مؤسستهم وميزانيتهم عند اختيار أداة اجتماعات الفيديو، بالإضافة إلى الميزات التي ستكون الأكثر فائدة لفصولهم الافتراضية. وإن كان عليّ ترشيح الأفضل بين هذه الأدوات الخمس، فحتمًا سيكون Google Meet لأنه مجاني بشكل أساسي ويستوعب عدد كبير من المشاركين والعديد من المزايا والخصائص في الإصدار المجاني. ويمكن التغلب على سلبياته بعدة طرق مثل التعبير عن الرغبة في المشاركة والتفاعل بالوجوه التعبيرية في صندوق المحادثات عوضًا عن رفع الأيدي أو استخدام المتاحة فقط في Zoom. كمان يمكن تعزيز المشاركة والتفاعل باستخدام Padlet أو Aha Slides مثلما ذكرنا في المقال السابق.

المراجع

Zoom or Google Meet? Pros and Cons of The Conferencing Tools (cubo.to)

Best Video Conferencing Software in 2023: Compare Reviews on 330+ | G2

10 أدوات تساعدك في التدريس عبر الإنترنت، تعرف عليها

هذه المقالة هي الجزء 11 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

مع تزايد شعبية التعلم عبر الإنترنت، يلجأ المعلمون إلى استخدام الأدوات الإلكترونية لتحسين فصولهم الافتراضية بما يناسب أنواع المتعلمين الحسية وأنواعهم الشخصية كذلك. إذ تسهل هذه الأدوات إدراة الفصل الدراسي وإنشاء دروس شيقة ومشاركة الموارد والتواصل مع الطلاب؛ بالإضافة إلى أنها تجعل العملية التعليمية نشطة وتفاعلية. وفيما يلي بعض أفضل الأدوات التي تساعدك في التدريس عبر الإنترنت نسرد فيها المزايا والعيوب لكل واحدة منها.

Google Classroom

هي خدمة ويب مجانية طورتها شركة جوجل للمدارس والجامعات. وتهدف إلى تبسيط إنشاء المهام وتوزيعها وتصحيحها بطريقة خالية من الورق. ومن أهم مزايا Google Classroom سهولة استخدامها وتكاملها مع أدوات Google، يمكن للمعلمين إنشاء فصول دراسية، وتوزيع المهام وحساب درجاتها، والتواصل مع الطلاب. كما تتكامل المنصة مع Google Sheets، و Google Docs، و Google Drive؛ مما يتيح للمعلمين مشاركة الوثائق والعمل عليها مع الطلاب مباشرةً. ولكن هناك مخاوف بشأن خصوصية بيانات الطلاب على المنصة.

Edmodo

هي منصة تواصل اجتماعي للمعلمين والطلاب تسمح بالتعاون والتواصل في بيئة آمنة. يمكن للمعلمين مع Edmodo إنشاء مجموعات صفية، ونشر المهام والواجبات المدرسية، ومشاركة الموارد مع الطلاب. كما أنها تسمح لذويهم بمتابعة مستويات أطفالهم وتبقيهم دائمًا على اطّلاع بالواجبات المدرسية والاختبارات. بالإضافة إلى ذلك، توفر Edmodo مجموعة متنوعة من أدوات التقييم، بما في ذلك الاختبارات والاستطلاعات. ومن أهم مزايا Edmodo تركيزها على خلق بيئة تعليمية آمنة للطلاب، ولكن هناك بعض المستخدمين الذين أبلغوا عن مشاكل في موثوقية المنصة وسرعتها.

Kahoot

هي منصة تعليمية تعتمد على الألعاب، تسمح للمعلمين بإنشاء اختبارات واستطلاعات تفاعلية. يمكن للمعلمين باستخدام  Kahoot جذب انتباه الطلاب بطريقة ممتعة وتفاعلية، في حين يتم اختبار معرفتهم وفهمهم للمواد. كما توفر Kahoot تعليقات فورية، مما يتيح للمعلمين تقييم فهم الطلاب وتعديل دروسهم حسب الحاجة. ومن أهم مزايا Kahoot قدرتها على إبقاء الطلاب نشطين ومتحمسين، ولكن هناك بعض المعلمين الذين أبدوا مخاوف بشأن القدرات المحدودة للمنصة في التقييم، كما أنها لا تضمن الكثير من الأدوات في النسخة المجانية.

Nearpod

هي منصة تفاعلية تسمح للمعلمين بإنشاء وتقديم دروس واستطلاعات تفاعلية وشيقة. مع Nearpod، يمكن للمعلمين إنشاء عروض تقديمية تفاعلية تتضمن مقاطع الفيديو والاختبارات وغيرها من العناصر المتعددة الوسائط. بالإضافة إلى ذلك، توفر Nearpod تعليقات فورية على تقدم الطلاب، مما يتيح للمعلمين تعديل دروسهم حسب الحاجة. ومن أهم مزايا Nearpod قدرتها على إنشاء دروس شيقة وتفاعلية، ولكن هناك بعض المستخدمين الذين أبلغوا عن مشاكل في سهولة الاستخدام.

Quizlet

هي منصة تسمح للمعلمين بإنشاء ومشاركة بطاقات التعلم (Flashcards) والاختبارات مع طلابهم. إذ تمكن المعلمين من إنشاء مجموعات دراسية مخصصة تتضمن الصور والصوت وغيرها من العناصر المتعددة الوسائط. بالإضافة إلى ذلك، توفر Quizlet مجموعة متنوعة من أدوات الدراسة، بما في ذلك الألعاب واختبارات الممارسة، لمساعدة الطلاب على التعلم والاحتفاظ بالمعلومات. ومن أهم مزايا Quizlet مرونتها وسهولة استخدامها، ولكن هناك بعض المستخدمين الذين أبلغوا عن مشاكل في القدرات المحدودة للمنصة في التقييم.

Padlet

Padlet هو جدار تشاركي افتراضي يسمح للمعلمين والطلاب بالتعاون ومشاركة الأفكار سويًا والتفاعل عليها كذلك. يمكن للمعلمين إنشاء جدار ودعوة الطلاب لإضافة النص والصور ومقاطع الفيديو وعناصر الوسائط المتعددة الأخرى إليها. بالإضافة إلى ذلك، يوفر Padlet مجموعة متنوعة من القوالب والأشكال للمساعدة في بدء العمل. واحدة من أهم مميزاته هي مرونته وسهولة الاستخدام. ومع ذلك، قد ذكر بعض المستخدمين بعض المشاكل المتعلقة بإعدادات الخصوصية المحدودة في المنصة.

Flipgrid

Flipgrid هي منصة مناقشة فيديو تسمح للمعلمين والطلاب بمشاركة مقاطع فيديو قصيرة مع بعضهم البعض. فيمكن للمعلمين إنشاء موضوع وطلب من الطلاب الرد بمقطع فيديو. بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الأداة مجموعة متنوعة من الأدوات للتخصيص، مثل الملصقات والفلاتر. واحدة من أهم مميزاته هي قدرته على تعزيز مشاركة الطلاب وإبداعهم وجعل بيئة التعلم ممتعة وشيقة. ومع ذلك، قد ذكر بعض المستخدمين بعض المشاكل المتعلقة بإمكانيات التقييم المحدودة في المنصة.

Pear Deck

Pear Deck هي منصة عرض تفاعلية تسمح للمعلمين بإنشاء وتقديم دروس شيقة. فيمكن للمعلمين إنشاء شرائح تفاعلية تشمل الأسئلة والاستطلاعات وعناصر الوسائط المتعددة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يوفر Pear Deck ملاحظات فورية حول تقدم الطلاب، مما يتيح للمعلمين تعديل دروسهم حسب الحاجة. واحدة من أهم مزايا Pear Deck هي قدرته على إنشاء دروس تفاعلية. ومع ذلك، قد ذكر بعض المستخدمين بعض المشاكل المتعلقة بخيارات التخصيص المحدودة في المنصة.

Seesaw

Seesaw هي منصة محفظة رقمية تسمح للمعلمين والطلاب بمشاركة المهام والتعاون عليها. وعليها يمكن للمعلمين إنشاء مهام ويمكن للطلاب الرد عليها بالنص والصور وعناصر الوسائط المتعددة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يوفر Seesaw مجموعة متنوعة من أدوات التقييم، مثل الخرائط الذهنية والتعليقات. واحدة من أهم مزايا Seesaw هي قدرته على تعزيز التعلم المركز على الطالب. ومع ذلك، قد ذكر بعض المستخدمين بعض المشاكل المتعلقة بإعدادات الخصوصية المحدودة في المنصة.

من خلال استخدام هذه الأدوات الإلكترونية الإضافية، يمكن للمعلمين تعزيز تجربة الصف الدراسي عبر الإنترنت وإشراك طلابهم بطرق جديدة ومبتكرة. كل أداة إلكترونية من الأدوات التي ذكرنا لها مزايا وعيوب، وأفضل أداة للمعلم تعتمد على احتياجاته وتفضيلاته الشخصية. وبعد كل شيء، وإن كان عليّ أن أختار أداة واحدة تعتبر سهلة الاستخدام عمومًا، فإنها ستكون Google Classroom.

تم تصميم Google Classroom ليكون سهل الاستخدام وواضح دون عوائق، وواجهته مشابهة لمنتجات Google الأخرى مثل Gmail وGoogle Drive. وهذا يجعل الأمر سهلًا بالنسبة للمعلمين الذين يتعاملون بالفعل مع مجموعة أدوات Google للبدء بسرعة وبدون الكثير من الوقت لفهمه والتعامل معه. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي Google Classroom على عدد كبير من المستخدمين وثروة من الموارد والبرامج التعليمية المتاحة على الإنترنت لمساعدة المستخدمين الجدد على البدء. كما أن في نسخته المدفوعة، يوفّر مزايا أخرى مثل التحقق من السرقة الأدبية.

ومع ذلك، فإن أدوات إلكترونية أخرى مثل Edmodo وNearpod مصممة أيضًا لتكون سهلة الاستخدام ويمكن أن تكون خيارات رائعة اعتمادًا على احتياجات وأهداف المعلم. من المهم أن يجرب المعلمون أدوات مختلفة ويجدون الأفضل بالنسبة لهم ولطلابهم.

وعمومًا، هناك العديد من الأدوات الإلكترونية المتاحة لتحسين تجربة الفصول الافتراضية. وبينما تتمتع كل أداة بمزاياها وعيوبها الخاصة، يمكن للمعلمين اختيار الأداة المناسبة لاحتياجاتهم بناءً على العوامل مثل سهولة الاستخدام ومستوى الانخراط وقدرات التقييم. ومن خلال استخدام هذه الأدوات، يمكن للمعلمين خلق بيئات تعليمية فعالة وشيقة على الإنترنت لطلابهم.

كيف يساعد ChatGPT على تطوير عملية التعلم؟

هذه المقالة هي الجزء 10 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

تخيل فصل دراسي يتيح لكل طالب معلم شخصي يمكنه الإجابة على أسئلتهم وتزويدهم بالملاحظات في الحال، في أي وقت وأي مكان. يعدنا ChatGPT بتطوير عملية التعلم مع قدراته المتقدمة، ثورة في عدة مجالات، ولا سيما في مجال التعليم. وذلك لأن ChatGPT لديه القدرة على تحويل طريقة تعلم الطلاب وتدريس المعلمين، مما يجعل التعليم أكثر تخصيصًا وتفاعلًا ومشاركة من أي وقت مضى. في هذه المقالة، سنكتشف الطرق التي تستخدم ChatGPT في المجال التعليمي وكيفية إعادة صياغة مستقبل التعلم.

تصنيف بلوم المعرفي

 قسّم بنجامين بلوم «Benjamin Bloom» -وهو عالم متخصص في مجال علم النفس التربوي- المجال المعرفي لأهداف التعلم عام 1956 إلى ست مستويات فرعية. ووضعت تلك المستويات في نموذج شهير سمي بـ«تصنيف بلوم المعرفي» [1]. ثم أجرى أندرسون (Anderson) وكراثهول (Krathwohl) بعض التعديل على النموذج في عام 2001، لينتج هرم بلوم الحديث [1][2]. وتتدرج هذه المستويات من الأقل في الوعي المعرفي إلى الأعلى، وهي:

  1. التذكر (Remembering): إذ يتذكر الطالب ما قد قرأه فقط، ولا يتوقع منه أي تعديل عليه.
  2. الفهم (Comprehension): فيعيد الطالب ما قرأه بطريقته وأسلوبه، فيضيف عليه من معلوماته ويضيف بعض الروابط كأن يعطي مثالًا على ما فهمه، أو يقارن المفهوم بمفهوم آخر أو يعلله.
  3. التطبيق (Application): أن يطبق ما فهمه في حل تدريب مثلًا، أو يقيس الفكرة على دراسة حالة أخرى.
  4. التحليل (Analysis): وبعد التثبيت في الخطوات السابقة، يستطيع الطالب في هذه المرحلة أن يحدد العناصر المشتركة بين ما درس وما حوله، ويكون قادرًا على أن يثبت رأيه.
  5. التقييم (Evaluation): وهنا يرتقي الطالب إلى مرحلة أعلى حين يكون قادرًا على توضيح التناقضات والمناقشة بالحجج واتخاذ القرارات والتبرير لها.
  6. الابتكار (Creation): تأتي مرحلة الابتكار أخيرًا لأن الطالب يكون فيها قدرًا على إعادة تنظيم ما تعلمه بطرق مختلفة في سياقات عدة من خلال الجمع بعد التحليل، والتأليف والتصميم بعد التقييم وإعادة التنسيق بعد التطبيق.

كيف يساعد ChatGPT في تطوير عملية التعلم ؟

يستطيع ChatGPT إعطاء الأجوبة، وطالما أنه يجيب فقد جمع بين مرحلتي التذكر والفهم. فيسأل الطالب ويجيبه البوت. وإذا وجد الطالب مناطق الالتباس، فإنه يسأل أكثر ليزيلها وتتضح أكثر، ويساعده في ذلك معلمه الشخصي. ولكن كيف يجمع البوت بين الطالب والمعلم الحقيقي في التجربة التعليمية بداخل الصف؟

التسقيل

يمكن استخدام ChatGPT في تطوير عملية التعلم في المراحل الأولى من تصنيف بلوم كأداة دعم للتفكير الذاتي، وذلك عن طريق استخدامه كأداة للتسقيل. يوفر التسقيل (بالإنجليزية: Scaffolding) تعليمًا يسمح للمتعلم بتعليم نفسه. يصف هوجان وبريسلي عملية التسقيل كاستراتيجية تعليمية توفر دعمًا فكريًا فرديًا للطلاب بحيث يمكنهم العمل لتحسين ورفع تطورهم الإدراكي [7].

أولًا، يحدد الطالب مستوى معرفته، ومن خلال هذا التحليل الذاتي يمكنه استخدام البوت ليسأل ويفهم بما يدعم مستويات تفكير أعلى؛ مما يضمن فهمًا أوسع. يبدو هذا النهج مناسبًا للعديد من المواد التكاملية، بما في ذلك تلك التي تهدف إلى التفكير النقدي. فيقول أثاناثيو وماكنت في بحثهم بعنوان «التفكير النقدي في مادة الإدارة: تصنيف بلوم بوصفه أداة تعلم»:

«يمكن أن يستخدَم التصنيف كأداة تسقيل مناسبًا بشكل خاص في الدورات التي تفسر العديد من المجالات الوظيفية في سياقات جديدة. تفسير العديد من المجالات الوظيفية في سياقات جديدة، مثل مواد الاستراتيجية، إدارة التنوع، التفاوض، الشؤون العامة، سلوك التنظيم، الاتصالات التنظيمية، والإدارة الدولية، وغيرها الكثير مما يمكن وصفها بأنها تفكير ذاتي»[3].

أثاناثيو وماكنت في بحثهم بعنوان «التفكير النقدي في مادة الإدارة: تصنيف بلوم بوصفه أداة تعلم» (بالإنجليزية: Critical Thinking in the Management Classroom: Bloom’s Taxonomy as a Learning Tool)

ولكن، هل يعتمد الطالب كليًّا على أجوبة البوت؟ هل سأله الأسئلة الصحيحة؟ وهذا ما يقودنا للنقطة التالية.

كيف يسأل الطالب؟

على الطلاب، المتواصل منهم وغيره، أن يعرفون كيف يسألون الأسئلة التي ستضمن لهم إجابة كافية وافية فلا يضيعون وقتهم ولا يشتتون تركيزهم. وهنا يأتي دور المعلم الذي يدرّبهم على طرق الأسئلة الصحيحة. فكلما كانت الأسئلة صحيحة، كانت الإجابات أكثر قيمة وأغنى في المحتوى. ومن سمات صحة الأسئلة أن تكون [4]:

  1. تركز على الكلمات المفتاحية.
  2. محددة.
  3. واضحة بمصطلحات مألوفة.
  4. غير معقدة وغير متراكبة.
  5. غير مفتوحة.
  6. لا تتضمن أي نوع من أنواع السخرية.
  7. تحوي المصطلحات الأكاديمية.
  8. غير نقدية.
  9. لا تحوي رأيًا أو تجارب شخصية.
  10. أسئلة لا تحوي أحكام أخلاقية.

فمثلًا: بدلًا من أن يسأل طالب الفيزياء قائلًا: “قانون الطفو”، عليه أن يحدده قائلًا: “متى يغوص الجسم ومتى يطفو؟”، أو “تطبيقات قانون الطفو لأرشميدس”. ثم يأتي دور الطلاب في التفكير في الإجابات التي حصّلوها. وعلى الصعيد الآخر من هذه العملية، على المعلم أن يعلّم الطالب كيف يسأل أسئلة ناقدة في الصف، يناور زملائه في الحديث والمناقشة بالحجج والدلائل فيخرج الجميع من المناقشة فائزين برأي جديد أو بفكرة لم ترد على خواطرهم.

يسرد توم جامبيل في مقاله بجريدة فوربس 5 طرق تساعد الشخص ليطرح أسئلة تفتح المزيد من آفاق المناقشة، نسرد منها ثلاثًا [5]:

  1. اسمع لتفهم وجهة النظر الأخرى، لا لتحكم: فبدلًا من أن يسأل الطالب “لماذا لم تبحث أنت في…”، يقول “ما المشكلة في أن…”، أو “هل فكرت في أن..”، ليكون “ألن توافقني الرأي حين أقول أن…”
  2. اسأل أسئلة مفتوحة: بدلًا من الأسئلة المحدِدة التي تبدأ بـ”هل”، يمكن أن يسأل أسئلة تبدأ بـ”ما، ماذا، كيف..”
  3. أسأل أسئلة متابعة: إذ أن الأسئلة التي تسألها للشخص الآخر بعدما يفرغ من حديثه تمنحه فرصة أخرى في التفكير فيما قاله، فيسأل الطالب زميله مثلًا: “هلا تخبرني المزيد عن..” أو “أيمكنك أن تعطني مثالًا لذلك؟”

التفكير الناقد وحل المشكلات

يذكر فريد سواينكر في مقاله على لينكدان بعنوان «التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي: ستة تغيرات يحتاجها العالم» أن على المؤسسات التعليمية أن تضع هدفها النهائي في تعليم الطلاب كيف يتعلمون وكيف يفكرون منطقيًا في حل المشكلات»[6]، كما على المعلم تعليمهم أهمية الأولويات والمعلومات ذات الصلة. فلا يرتبطون بوجهات نظرهم فقط، ولا يستنتجون ما لا يتعمد على تحليل دقيق، وأن يكون نقدهم علميًا وليس فقط خضوعًا لرأي الجماعة. وعلى المعلم أن يضمن فعالية تطبيق ذلك التفكير النقدي في المناقشات في الفصل.

يرتبط حل المشكلات والتفكير الناقد، بعد مرحلتي التذكر والفهم، بالعالم الحقيقي، ويربط ذلك الطلاب بدورهم بالعالم حولهم؛ فيضعون ما يتعلمون في سياقات ومجالات مختلفة؛ مما يؤثر إيجابيًا على مستقبلهم الذي يتطلب عقولًا إبداعية أكثر من العقول التي تستطيع اجتياز الاختبارات التي تعتمد على التذكر والفهم فقط دون المهارات الإبداعية. وكل ما سبق يتكاتف في التطبيق تحت الاستراتيجية الأم، وهي ما تسمى بـ “استراتيجية الفصل المقلوب”.

استراتيجية الفصل المقلوب أو المعكوس

استراتيجية الفصل المقلوب، أو ما تسمى بالـ «flipped classroom» هو نموذج تعليمي يتضمن استخدام التكنولوجيا لتغيير دور المعلم والطالب في عملية التعلم. يقوم الطلاب في هذا النموذج بمشاهدة مقاطع الفيديو أو الدروس التعليمية المسجلة في المنزل، وهو بالضبط ما يحدث في حالة استخدامنا لـ ChatGPT في تطوير عملية التعلم؛ فيعطي المعلم الطلاب المفهوم أو الفكرة للبحث والفهم من خلال البوت الذي يغطي مراحل المعرفة الأولى من تصنيف بلوم، ويبقى الفصل مكانًا للمناقشات الناقدة البناءة، والمناظرات، والتعبير عن الآراء المبنية على الأدلة، وإبراز التناقضات، والابتكار في عمل المشاريع الجماعية أو حتى الفردية منها والأنشطة التفاعلية؛ وذلك بما يغطي مستويات التفكير العليا.

تضمن استراتيجية الفصل المقلوب تحويل الطلاب إلى متعلمين نشطين، متكلمين، واثقين، معبرين عن رأيهم. إذ تمكنهم هذه الاستراتيجية من تحمُّل المسؤولية الكاملة عن تعلُّمهم واكتساب المفاهيم والمهارات الفوق المعرفية بشكل أكبر. وهو ما يخدم الهدف الرئيسي من التعليم، ألا وهي أن يكون الطالب متعلم مستقل قادرًا على تحصيل المعلومات دون اعتماد على المعلم. وسيوفر هذا للمعلم أن يتفرغ لدعم الطلاب في تطبيق المفاهيم وتوجيههم في الاستخدام الصحيح للمعلومات سواء في تطبيق واختراع مثلًا، أو في إرساء نظريات جديدة. يساعد هذا النموذج على تعزيز تفاعل الطلاب مع المواد الدراسية وتحسين فهمهم واستيعابهم للمفاهيم والمهارات بشكل أفضل.

وختامًا، يكبر دور المعلم في عصر الذكاء الاصطناعي بما يشمل توفير مثل هذه البيئات التفاعلية الآمنة ليشارك الطلاب آرائهم دون مواجهة خوف الأحكام، متخطيًا المراحل الأولى من العملية التعليمية التي تستهلك وقتًا وطاقة، وتستنزف كلًا من الطالب والمعلم على حد سواء حتى دون تحقيق قيمة كبيرة. وبدلًا من رفض ChatGPT، على المعلم أن يتعلم كذلك كيف يسخره ويستخدمه بما يخدم تنمية عقول طلابه وعملية بنائهم للمستقبل.

المراجع:

  1. Bloom’s Taxonomy
  2. A taxonomy for learning, teaching, and assessing: a revision of Bloom’s taxonomy of educational objectives
  3. Critical Thinking in the Management Classroom: Bloom’s Taxonomy as a Learning Tool
  4. How to Ask the Right Questions to Get the Most Out of Your Chat GPT / AI Conversations in 2023
  5. The Art Of Asking Higher-Quality Questions
  1. Education in the time of AI: 6 shifts the world needs to make
  2. Instructional Scaffolding to Improve Learning

ما هي استراتيجيات إدارة الفصل؟

هذه المقالة هي الجزء 9 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

أتعرف هذا الفصل الذي يعلو فيه صراخ المعلمة، وصوت “خرزانة” المعلم، والكثير من أصوات الطلاب المرحة أحيانًا، والغاضبة أحيانًا، والمتمردة أحيانًا أخرى؟ تحتاج بيئة التعلم هذه إلى استراتيجيات إدارة الفصل.

تعتبر إدارة الفصل مفتاحًا لنجاح الطلاب وتحقيق أهداف التعلم بشكل كامل. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة “ناغويا” في اليابان، فإن إدارة الفصل الفعالة تؤدي إلى تحسين النتائج التعليمية وزيادة مستوى الرضا لدى الطلاب؛ وبالتالي مستوى التحصيل. ولا يؤثر ضعف هذه المهارات على تجربة الطلاب فقط، بل وتزيد من الضغط على المعلم وتصيبه بالاحتراق النفسي المهني. [4] [1]

إدارة الفصل هي عملية تنظيمية أساسية في الحصول على بيئة تعلم ممتعة وفعالة. وتعتمد استراتيجيات إدارة الفصل على ثلاث محاور جوهرية: المعلم، والطالب، والفصل حيث تحدث تجربة التعلم. وتشمل تلك المحاور في ظلها مهارات مثل: إدارة الوقت، وتحديد الأهداف، والتفاعل مع الطلاب، والتحكم في السلوكيات، وتحقيق التواصل الفعال مع الطلاب [3]

هناك العديد من السلوكيات السلبية التي تتفاقم وتهدد بيئة التعلم إذا ما تم التحكم فيها، ومن بين هذه السلوكيات:

  • التشتيت وعدم التركيز وهو ما يؤثر على باقي الطلاب.
  • المحادثات الجانبية.
  • مقاطعة الآخرين/المعلم.
  • التأخر في الحضور أو الانصراف.
  • الإساءة إلى الآخرين والتنمر حتى وإن كان على سبيل المداعبة.
  • استخدام الهاتف الذكي دون إذن.
  • العدوانية والتمرد: إذ يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى تعريض الطلاب والمعلمين للخطر.

لذلك تظهر الحاجة إلى مهارات إدارة الفصل. ولكن ما هي الاستراتيجيات الفعالة لإدارة الفصل؟ وكيف نفرضها بطريقة ممتعة بما يجعل بيئة التعلم مريحة وإيجابية للطلاب؟

تتضمن إدارة الفصل أيضًا القدرة على التعامل مع السلوكيات السلبية التي قد تؤثر على تجربة التعلم للطلاب.

أولًا: استراتيجيات إدارة الفصل

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للمعلمين استخدامها لإدارة الصف بشكل فعال، ومن بين هذه الاستراتيجيات:

تحديد القواعد والتوقعات

 بمشاركة الطلاب، يضع المعلم قواعد الفصل والتوقعات والمعايير التي يجب على الطلاب الالتزام بها، ويجب توضيح هذه القواعد والتوقعات بشكل محدد بما يشمل مكافآت الالتزام بها وعقوبات انتهاكها. وقد تشمل: الالتزام بالوقت، وأداء المهام المطلوبة، وطريقة التصرف بداخل الفصل، والالتزام بالمشاركة الفعالة، وسياسة استخدام الهاتف الذكي، ومستوى الضوضاء المسموح بها داخل الفصل، وهكذا. تثبيت هذا الدستور المتفق عليه أمام الطلاب في جدارية مثلًا، أو توزيعها عليهم ليبقوها في دفاترهم، أو كعقد يوقعه كل الطلاب في الفصل بالإضافة للمعلم، يجعلهم في حالة دائمة من التذكير، كما يبعث فيهم شعور المسؤولية عن تصرفاتهم.

إنشاء بيئة إيجابية وآمنة

 على المعلم –بمساعدة طلابه- إنشاء بيئة إيجابية ومتعاونة في الصف، وتشجيع التعاون والتفاعل الإيجابي بين الطلاب. يمكن تحقيق ذلك بالثناء على التصرفات الإيجابية التي اتبعوها ضمن الاتفاقية مثلًا، باستخدام الجوائز المعنوية والمادية لتحفيز الطلاب. كما يمكن منحهم حق اختيار اللعبة في الدرس القادم أو ما شابه.

كذلك على المعلم التواصل مع الطلاب العدوانين والمتنمرين فرديًا لمعالجة السلوك السلبي الذي صدر منهم، وذلك بعد تطبيق العقاب المتفق عليه مسبقًا. وأن يتجنب معاقبة الفصل بأكمله بإثم الفرد؛ فيكون تطبيق دستور الفصل بطريقة متزنة ومنصفة، ويناسب حالة الفصل واحتياجات الطلاب، وبطريقة تشجع الغيرة والمشاركة الإيجابية في العملية التعليمية. ويمكن أن يكون العقاب هو الإيقاف المؤقت عن المشاركة مع زملائه. فوفقًا لدراسة أجرتها جامعة “أوهايو” في الولايات المتحدة، يمكن لاستخدام التوجيه الواضح للسلوك أن يساعد في تحسين السلوكيات السلبية للطلاب  [2].

وعن اللغة التي يستخدمها المعلم مع الطلاب أصحاب التصرفات السلبية، فيجب أن تكون لغة ودودة غير هجومية. فمثلًا يقول: «يا “فلان”، هل لديك سؤال؟»، بدلًا من أن تقول «توقف يا فلان عن التحدث وإزعاج الآخرين». وتقول «هل تحتاج بعضًا من المساعدة في التركيز؟» بدلًا من أن تقول «توقف عن الممازحة بينما أتكلم!». مثل هذه اللغة تضمن لك نقد التصرف السيء دون إضرار بالعلاقة الإيجابية بينكما.

شجّع المبادرة

قد يظن بعض المعلمين أنهم إذا سمحوا للطلاب بأخذ بعض المساحة من مساحة إدارتهم للفصل فإن ذلك يهدد موقعهم كأصحاب سلطة. ولكن هذا المفهوم مغلوط تمامًا. فمثلًا إذا شرح المعلم درسًا وطلب من الطلاب قراءة جزء معين وشرحه للآخرين، فإن هذا يحفّز الطلاب للمشاركة أكثر أولًا. وبعد أن تمدح حسن صنيعهم، يتلقوا كذلك الدعم من زملائهم ثانيًا؛ فيعزز هذا من ثقتهم بأنفسهم وهو ما يشجع بدوره التفاعل الإيجابي كما ذكرنا في النقطة السابقة.

مواقع الجلوس في الفصل

هناك العديد من طرق الجلوس في الفصل. وعلى المعلم أن يضمن أن الطريقة التي يستخدمها تضمن تواصل ومشاركة بين الطلاب بما يسمح لهم العمل في مجموعات أو في ثنائيات. ثم يمكنك كذلك تعيين مهام أو مشاريع جماعية، بما لهم بتطبيق قواعد الاستماع الفعال والمناقشة في محتوى الدرس والتعبير عما فهموه بالأسلوب الذي يرونه مناسب.

استخدم التكنولوجيا

ذكرنا سابقًا أن هناك العديد من أساليب التعلم الحسية والشخصية، وصعوبات التعلم، مثل قصور الانتباه وفرط الحركة، التي قد تحتاج إلى تعديل في خطة الدرس الخاصة بالمعلم بما يناسب كل الحالات. لذلك؛ على المعلم استخدام التكنولوجيا بما يساعد الطلاب ولتكييف خطة الدرس بما يلائم احتياجاتهم.

استمع لطلابك

حاول أن تجري مقابلات مع الطلاب غير المشاركين أكاديميًا أو مع الذي يظهرون سلوكيات معارضة أو متحدية لتجربة تعلمهم. تساعد هذه المقابلات المعلم في معرفة كيف يدير الفصل بشكل يخدم طلابه ويعزز تجربة تعلمهم. وقد تتضمن أسئلة المقابلات بعضًا من:

  • ما الذي يساعدك لتستطيع التركيز أكثر؟
  • كيف تفضل العمل؟ ولماذا؟
  • مع من تفضل العمل وترى نتائج أكثر عن العمل معهم؟
  • ما هي أكثر أنواع الدروس تفضيلًا لديه؟
  • ما هي الأنشطة التي يفضلها؟
  • ما هي التدريبات التي تساعده في تذكر الأفكار الأساسية في الدرس؟

ولتطبيق هذه الاستراتيجيات، هناك بعض الألعاب التي من شأنها ضمان تطبيق القواعد لطريقة ممتعة وجذابة للطلاب. نسرد منها البعض على سبيل المثال، وليس الحصر.

ثانيًا: ألعاب لإدارة الفصل

سايمون يقول

 يمكن تكييف هذه اللعبة الكلاسيكية لتعزيز قواعد الصف والتوقعات. على سبيل المثال، بعد أن ينتهي المعلم من شرح جزء ما، ويعرف أن هناك من لديه سؤال ملح، يمكن للمعلم أن يقول “سايمون يقول: ارفع يدك إذا كنت تريد التحدث” لتعزيز القاعدة الخاصة برفع الأيدي قبل الحديث مثلًا عوضًا عن المقاطعة.

إشارة حمراء، إشارة خضراء

يمكن استخدام هذه اللعبة لتعزيز اتباع التوجيهات. فمثلًا إن أراد المعلم تغيير شكل جلوس الطلاب، ويريد أن يفعل ذلك بسرعة، فيمكن أن يطلب منهم تغيير مقاعدهم بالشكل المرغوب، يبدأ الطلاب تحريك المقاعد عند قوله “إشارة خضراء”، وعليهم أن ينتهوا قبل أن يقول إشارة حمراء. وليكن الفرق بين الإشارتين 10 ثوان. والفريق الذي لم ينته من تعديل المقاعد قبل الإشارة الحمراء هو الخاسر. يمكن تكييف اللعبة لتعزيز قواعد الصف الأخرى أيضًا، كتحديد أوقات المناقشة مثلًا.

أعرف شخصًا…

تهدف هذه اللعبة لتعميق العلاقات بين الطلاب عن طريق فهمهم للأشياء التي يحبونها والأشياء التي تضايقهم مثلًا وذلك تأهيلًا لهم للعمل في مجموعات لاحقًا. تسير اللعبة كالتالي: يحضر المعلم هذه الأسئلة المقترحة أدناه في ورق مطبوع، وعلى الطلاب التحدث لبعضهم البعض كأنهم في حفلة، وعليهم كتابة أسماء من أجابوا الأسئلة بجانب كل سؤال.

يمكن أن تتضمن الأسئلة مفاهيم مثل:

  • …… (يكتب اسم زميله الذي أجاب بالموافقة)…….     يتضايق من الصوت العال.
  • …… (يكتب اسم زميله الذي أجاب بالموافقة)……   يحب العمل في مجموعات.
  • …… (يكتب اسم زميله الذي أجاب بالموافقة)…… سريع الكتابة.
  • …… (يكتب اسم زميله الذي أجاب بالموافقة)……  ماهر في الرسم.
  • …… (يكتب اسم زميله الذي أجاب بالموافقة)…… يحب المناقشة كلاميًا ولا يحب الكتابة كثيرًا.

يشارك الطلاب المعلومات التي جمعوها عن بعضهم البعض مع باقي الفصل ومع معلمهم. وهو ما يساعد الجميع في رؤية عقول الآخرين بشكل يحفز التعاون الإيجابي والممتع في الفصل.

المراجع

  1. The impact of effective classroom management on students’ academic achievements. International Journal of Education and Social Science
  2. Classroom instruction that works: Research-based strategies for increasing student achievement. ASCD.
  3. 20 Classroom Management Strategies and Techniques
  4.  TeachThought Staff
  5. Education World
  6. WeAreTeachers Staff
  7. The effect of interactive teaching mode on college English teaching. Journal of Language Teaching and Research.

7 طرق لجعل بيئة التعلم ممتعة وجذابة

هذه المقالة هي الجزء 8 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

هل ولّى زمن المحاضرة؟ حيث وقف المعلم وسط الفصل وعيون طلابه منصبة عليه ومنتبهة! سواء أكانوا مشاركين أم لا، فإنهم يميؤون موافقةً على أي شيء وكل شيء يقول! وبالطبع تعلو أصواتهم بـ “نعم” مجيبين على سؤاله “أفهمتم؟”

مع صعود الجيل Z، يكتشف المعلم أن من ظن أن لا صوت لهم، يمتلكون صوتًا يعلو ولا يهدأ حتى يُجاب ويُسمع. ويكتشف أنه مع كل الأدوات المتاحة، بَعُدَ العالم عنهم فقط بضغطة زر. وباتوا يعرفون عن العالم أبعد مما يقدم لهم المنهج الأكاديمي المقتصر على الكتب. ولكنهم يرون العالم من عيون غير عيونهم، ويفهمونه بعقول غير عقولهم. لذلك؛ أصبح واجب المعلم أن يحفز تلك العقول لتشكل منظورها الخاص، ولتندمج في العملية التعليمية كاندماجهم في الأنشطة الترفيهية، وتبقى هذه العملية صعبة على المعلم لما يصاحبها من ملل عند الطلاب.

يتذكر الطلاب المعلومات بشكل أفضل عندما يشاركون في العملية التعليمية، ويتعاظم بداخلهم شغف التعلم وحبه [1]. لذلك نسرد لكم في السطور القادمة 7 طرق لجعل بيئة التعلّم في الصف ممتعة وجذابة.

1. اجعل عملية التعلم تجربة شخصية

اتفقنا سابقًا أن كل طالب فريد في ذاته، بأسلوب تعلمه الحسي، وصعوبات تعلمه إن وجدت، وشخصيته التي شكلتها بيئته وظروف تعلّمه واهتماماته. وإذا استمرت العملية التعليمية متجاهلة كل هذه العوامل، ومتجاهلة احتياجاته في المنهج المُقدَّم، ستظل الفجوة موجودة. مما سيؤدي إلى انفصال الطالب عن البيئة التعليمية وعن المعلم وهو ما نلحظه اليوم بالفعل. لذلك؛ على المعلم احترام ما يعرفه الطالب عما سيقدمه، عاصفًا بذهنه بأسئلة، أولًا ليدلوا الطلاب بما يعرفون، ومضيفًا إليهم الجديد. [4] [1]

2. تواصل لتفاعل أفضل

إن الصف دون مشاركة فعليّة من الطلاب لا يُعد فعّالًا كفاية، ولا يضمن فهمًا تامًا للمادة المقدّمة. لذلك على المعلم أن يشجّع المشاركة الفعالة داخل الصف. وليس الأمر بالعملية المعقدة إطلاقًا. ببساطة، تفاعل مع طلابك، واسألهم لتعرف عنهم أكثر، واسمعهم لتفتح بينكم مجالًا ليعبّروا عن آرائهم بأمان وحرية. فطلابك إذا شعروا بأن آراءهم مسموعة ومفهومة، ستكون عملية التعلم أسهل وأكثر إمتاعًا.

هناك سبع قواعد للتواصل:

  • كن واضحًا: على المعلم أن يكون واضحاً بشأن هدفه المرجو من الصف أو رسالته إلى الطلاب. وذلك من خلال تقليل عدد الأفكار المطروحة، والتأكد من سهولة فهمهم للمعلومة المراد إيصالها عن طريق تقسيمها في صورة وحدات متبوعة بأسئلة تقيمية تتناول كل جزء للتأكد أنهم فهموا ولتحديد مواطن الالتباس. فلا يجب على الطلاب الافتراض وقراءة ما بين السطور، بل أن يستنتجوا بناءً على الأدوات التي قدمها لهم المعلم، فلا يسألهم عما لم يشرحه.
  • كن موجزًا: يجب أن تكون المعلومة المراد إيصالها موجزة. فلا داعي لاستخدام جمل حشوية غير ضرورية ولا لتكرار المعلومة أكثر من مرة، ولا للتعليق على ما تفعله مثل قولك “الآن سأقوم بفتح هذا الجهاز”، ولا حاجة لتكرار ما قاله الطلاب بالفعل، دعهم يأخذون فرصة للاهتمام والاستماع لزملائهم.
  • كن واقعيًا: يجب أن تكون المعلومة واقعية/قابلة للتخيل ومترابطة في تقديمها، ومع ما يمثلها من صور أو تجربة أو إسقاط.
  • لتكن معلوماتك صحيحة: يجب التأكد من صحة المعلومة، وليس علميًا فقط، بل والتحقق من ملاءمة مستوى الخطاب أو المعلومة للطلاب حسب السن والثقافة والمستوى التعليمي والمعرفي لهم.
  • لتكن معلوماتك مترابطة: وذلك من خلال التأكد من ترابط المواضيع التي يتم عرضها في الصف. يجب أن تكون جميع النقاط متصلة وذات صلة بالموضوع الرئيسي.
  • لتكن معلوماتك كاملة: يجب أن تكون المعلومة المراد إيصالها كاملة، أي يجب أن تتضمن كل ما يحتاجه الطلاب لفهم الموضوع. وإن كانوا سيؤدون نشاطًا معينًا، فعليهم معرفة ما يجب عليهم فعله بشكل واضح ومحدد.
  • كن لطيفًا: من صفات المعلم الناجح أن يكون لطيفًا. عليك ألا تستخدم الإهانات الخفية أو العبارات العدوانية السلبية. وكن متعاطفاً مع وجهات نظر طلابك واحتياجاتهم، وتفهم مشاكلهم والصعوبات التي قد تواجههم خلال عملية التعلم.

3. استخدم ما عرفته عنهم لتوصيل المعلومة إليهم

بعد أن عرفت عنهم أكثر، وفهمت ثقافاتهم واهتماماتهم، استخدم هذه الاهتمامات في توصيل المعلومات إليهم. كما عليك أن تستخدم أساليب التعلم الحسية في توصيل هذه المعلومات. استخدم الوسائل الصوتية والمرئية في عرض المحتوى.

واحرص على إضافة عنصر الحركة إلى الصف، إذ يتعلم الطلاب عن طريق الألعاب أو استخدامها في تطبيق ما تعلموه، وذلك طبعًا بالإضافة إلى إشراكهم في عمل التجارب والتطبيق العملي مثلًا. فقد أظهرت الأبحاث أن الحركة يمكن أن تساعد على تحسين الوظائف الإدراكية والذاكرة. [7] [3] [2]

4. قدّر تطورهم

قد يأخذ بعض الطلاب وقتًا أكثر من أقرانهم لفهم المعلومة أو لعمل نشاط ما، وقد يكون ذلك لأنهم يعانون من صعوبة تعلم ما، مثل قصور الانتباه وفرط الحركة، أو عسر الكتابة، أو عسر الحساب، أو غيرها؛ أو فقط لأن المعلومة لم تصلهم بشكل كاف. يُثبط تراجع هؤلاء الطلاب المتأخرين عن زملائهم من حماسهم ورغبتهم في التعلم. ومن الأساليب التي تجعل بيئة الصف ممتعة وجذابة هي أن تشجع طلابك كلما أحرزوا تقدمًا، حتى وإن كان بسيطًا. ولكن احذر أن تمدح أشخاصهم لئلا يأخذهم الغرور، امدح عملهم فقط. وهذا يجعل طلابك مندمجين كليًا معك وفي محتوى الصف وفي عملية التعلم ككل. [4]

5. استخدم التكنولوجيا

لا يستطيع الطلاب في هذا العصر الفكاك من قبضة هواتفهم المحمولة وحواسبهم النقالة. حتى أن بعض المدارس قد ألغت الكتب الورقية واستبدلتها بالتابلت. لذلك سيكون من الأفضل استخدم الشاشات الزرقاء لتعزيز المشاركة بمختلف أشكالها سواء أكنت تدرس أونلاين أو بداخل الفصل نفسه. يتيح موقع Padlet وما على شاكلته فكرة حائط المشاركة؛ إذ يدخل الطلاب بكود الحائط ويدلون بمشاركتهم. تضمن فكرة Padlet للطلاب الخجولين التعبير عن أنفسهم مثلهم مثل الطلاب أصحاب الصوت العالي دون خجل أو وجل.

وإذا كنت من المعلمين الذين يقدمون المحتوى من خلال عروض تقديمية (PowerPoint)، فيمكنك استخدام عروض تفاعلية والتي يوفرها موقع ahaslides. إذ يستطيع الطلاب التفاعل مع المعلم ومع بعضهم البعض من خلال الوجوه التعبيرية والتصويت على الإجابات. حتى أنه يمكنك عمل اختبارات مباشرة لقياس مدى معرفة الطلاب بالدرس الذي تقدمه مثلًا. كما يمكنك تصميم ألعاب خاصة بالصف على موقع Kahoot، بالإضافة إلى الألعاب التعليمية التي يوفرها الموقع مجانًا.

6. عزز التعاون بين الطلاب

تحرر أساليب التعلم الحديثة المعلم من قيود كونه مصدر السلطة والمعلومة الأوحد في الصف. وتؤكد على أهمية التعاون بين الطلاب بنفس قدر التعاون بين الطلاب والمعلم. وكذلك، أصبحت مهارة العمل في مجموعات مهارة أساسية على المعلم غرسها في المتعلمين الصغار والكبار؛ لأنها ستساعدهم لاحقًا في حيواتهم العلمية والعملية، بالإضافة إلى أنها مهارة مطلوبة في أسواق العمل. وبغض النظر عن ذلك، فإن تعزيز التعاون بين الطلاب يجعلهم منخرطين دائمًا في المهام، سواء أكانوا ينجزونها بأنفسهم أو يساعدون الآخرين في إنجازها. [1]

7. اجعل بيئة التعلم إيجابية

لتحقيق النقطة السابقة، عليك أيها المعلم أن تضمن أنّ بيئة التعلم بداخل الصف بيئة إيجابية. وتعني كلمة إيجابية هنا أن تكون بيئة التعلم آمنة وداعمة، حيث يحترم الطلاب بعضهم البعض ويقدرون أنفسهم، وبعضهم، والمعلم. ولهي مسؤولية المعلم خلق هذه البيئة وذلك عن طريق وضع اتفاقية بينه وبين طلابه تحدد سَنن التصرف والتعامل بداخل الصف. وإذا انتهك أحد الطلاب الاتفاقية الموضوعة، فعلى المعلم أن يتعامل مع من أساء التصرف بطريقة آمنة له ولزملائه. فلا يترك الأمر دون تعليق لأن هذا سيهدد الثقة والاحترام بين الطلاب والمعلم. وامدح، على الصعيد الآخر، تصرفات الطلاب الإيجابية وشجعها. [6] [4]

المراجع:

  1. Active learning: Creating excitement in the classroom
  2. Movement and learning
  3. The physical classroom: A guide to active teaching and learning
  4. Teachingutopians
  5. World of Work Project: The 7 C’s of Communication
  6. 13 Ways to Create a Positive Learning Environment in Your Classroom
  7. Does Learning Through Movement Improve Academic Performance in Primary Schoolchildren? A Systematic Review

صعوبات التعلم: ما هو عسر الحساب، وكيف للمعلم أن يتعامل معه؟

هذه المقالة هي الجزء 7 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

حتمًا قابلت ذلك الصديق الذي لا يستطيع حساب ثمن الإفطار، ولا يستطيع حساب المتبقي. كما أنه لا يستطيع تقدير المسافات، فتكون له مسافة خمسة كيلوات “قريبة بالطبع!”، أو مسافة الخمسين متر غير مفهومة ومُتصوّرة. وبالتأكيد تعرف ذلك الطفل الذي يكره الحساب بشدة؛ لأنه يعاني بشدة في فهم المسائل الرياضية ويأخذ الكثير من الوقت لحلها، ولا أعني هنا القسمة المطولة على وجه الخصوص! بل يكون هذا نمطًا على البسيط من المسائل في هذه السن مثل معرفة أي رقم أكبر من الآخر. يعرّف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية هذه الظاهرة باسم عسر الحساب (بالإنجليزية: Dyscalculia)، وهو ضعف عدديّ يصنّف ضمن صعوبات التعلم [1]. يؤثر عسر الحساب على القدرة على تعلم الحساب والرياضيات في شخص يتمتع بذكاء عادي. يٌشار إلى عسر الحساب كذلك بأسماء مثل: “صعوبة تعلم الحساب”، “القلق من الحساب”، “عسر قراءة الحساب”. [5] [2] [1]

أعراض عسر الحساب

على الرغم من أن عسر الحساب يظهر جليًا في مرحلة الطفولة، إلا أنه لا يُشخّص ويستمر للبلوغ. ويبقى السؤال: كيف نعرف أن الطفل يعاني من عسر الحساب؟ 

تتطور الأعراض في حدتها مع كل مرحلة عمرية ينتقل إليها الطفل.  [3][2]

في مرحلة الطفولة المبكرة:

  1. صعوبة في تعلم العد.
  2. صعوبة في ربط ما يمثله الرقم مع الرقم ذاته، فيكون الرقم فكرة مجرّدة. إذ لا يربط بين الرقم 5 و 5 تفاحات، أو 5 أقلام مثلا.
  3. صعوبة في تقدير الأكبر والأصغر، أو الأطول والأقصر. [5]

في مرحلة الدراسة الابتدائية:

  • صعوبة أداء العمليات الحسابية مثل: جمع الأرقام، أو طرحها، أو ضربها، أو قسمتها، أو عملها بطريقة خاطئة مؤدية لنتائج غير متسقة.
  • صعوبة تذكر روابط الأرقام المعروفة، حتى التي تعرّض لها مئات المرات مسبقًا، مثل: 3+2=5.
  • الحاجة المستمرة إلى الاعتماد على الأصابع عند الحساب، في السن الذي يتوقف أقرانه عن القيام بذلك.
  • صعوبة في أداء الحساب العقلي.
  • صعوبة في فهم قواعد الرياضيات، أو حفظ الحقائق والصيغ الرياضية مثل جدول الضرب.
  • صعوبة تذكر/إدراك أن 2+3 هي نفسها 3+2 أو أن 3/6 هي نفسها 1/2.
  • صعوبة في ترجمة الأرقام إلى قيمها المكانية، فلا يعرف أيهما أكبر: خمسمائة ألف أم مليونان.

في مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية:

  1. صعوبة قراءة الساعة ذات العقارب.
  2. صعوبة في فهم المعلومات في المخططات البيانية.
  3. صعوبة في تذكر طرق مختلفة لإيجاد الحل لنفس المطلوب، فلا يستطيع مثلًا ضرب طول ضلع المربع × 4 ليأتي بالمحيط، فتراه يجمع كل أطول أضلاع المربع، وهي الطريقة البدائية.
  4. صعوبة حل المعادلات والمسائل التي تتطلب خطوات متعددة.
  5. صعوبة تخيل الأوزان والأحجام في مواد بسيطة مثل السوائل.

عند البالغين:

  1. صعوبة تطبيق الحساب في الحياة العامة.
  2. بطء في أداء العمليات الحسابية الذهنية، وغالبًا ما ينتهي الأمر بأبسطها، كالجمع مثلًا.
  3. ضعف في مهارات الحساب العقلي.
  4. صعوبة تقدير المسافات بالأرقام.
  5. صعوبة تحديد الاتجاهات.

الأسباب

لا يعرف الباحثون بعد على وجه اليقين سبب عسر الحساب. ولكن كما هو الحال مع صعوبات التعلم الأخرى، يعتقَد أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا مؤثرًا في الإصابة بهذا العسر. يواصل الخبراء محاولة إيجاد الفروق بين أولئك الذين تنشأ مشاكلهم مع الرياضيات من عسر في عمليات المعالجة الدماغية، وأولئك الذين ترتبط مشاكلهم بعوامل مثل سوء التدريس أو الفقر والحرمان. وقد يصاب شخص ما بعسر الحساب نتيجة إصابة في الدماغ أو سكتة دماغية. ينشأ هذا النوع من الاضطراب عادةً من تلف الفص الجداري للدماغ (بالإنجليزية: acalculia).[2]

وبالتأكيد يزيد القلق من الحساب من صعوبة التعلم هذه إن وجدت، ولكن لا يُشخص الشخص القَلِق من الحساب باضطراب عسر الحساب. وقد يكون القلق من الحساب خطرًا، بل من الممكن أن يؤدي إلى تجنّب الشخص لكل الأنشطة التي تتضمن مسائل حسابية/رياضية؛ إذ يحفّز هذا النوع من القلق المراكز الدماغية المسؤولة عن الشعور بالألم الجسدي والتهديد. [4] [2]

كيف للمعلم أن يتعامل مع المصابين بعسر الحساب؟

تتدرج حدة صعوبة التعلم هذه حسب السن. تختلف طرق التعامل مع المصاب بعسر الحساب داخل الصف وخارجه؛ إذ تتباين المرونة العقلية حسب التطور العمري. وهناك العديد من التطبيقات التي يستطيع المعلم استخدامها لتساعده في التغلب على هذا العسر.

في مرحلة الطفولة المبكرة

  • إحدى الأفكار العملية للمعلمين لمعالجة عسر الحساب هي استخدام أساليب التعلم الحسية، والتي تشرك حواسًا مختلفة لمساعدة الطلاب على فهم المفاهيم الرياضية. فمثلًا، يمكن أن يستخدم المعلم كرات الخزف أو الخرز أو المعدادية (الأباكوس) لمساعدة الطلاب على العد، وبذلك يساعدهم في تصور وفهم الأرقام والعمليات.
  • للعمليات الحسابية، أطلب منهم عد العصافير/القطط بالخارج، واطلب منهم كذلك استخدام أصابعهم في العد. وبينما هم يعدون، اسألهم كم عصفورًا حتى الآن؟ وإن طار عصفورًا، اسألهم: كم تبقى من العصافير على الشجرة؟ واطلب منهم استخدام الأصابع لعملية الطرح هذه. وهكذا.
  • تقسيم الموضوع/المفهوم في صورة وحدات مع التطبيق على كل وحدة لتثبيت المفهوم المطلوب.

في مرحلة الدراسة الابتدائية

  • ساعد الطالب على تصور الأشياء في سياق واقعي، فإذا كان الطفل يتعلم الكسور مثلًا، فالأفضل أن تمثلها بتقطيع تفاحة مثلًا، للنصف ثم للربع، ثم لثمانية قطع، ليفهم أن 4/8 هي نفسها 1/2.
  • وفي تعلم الهندسة مثلًا، فيمكنك أن تسألهم إيجاد الأشكال الهندسية التي يرونها حولهم، وفي الكتاب، أو في الغرفة، أو في بيوتهم.
  • إذا كان يتعلم العمليات الحسابية، فيمكن أن يؤدي هذه العمليات عمليًا في الأموال بشكل عام، ومصروفه الشخصي بشكل خاص.
  • التدرب على نفس نوع المسائل الحسابية مرات متكررة، مثل الجمع، والطرح، والضرب، والقسمة.

للمرحلة المتوسطة والثانوية

  • على المعلم تمثيل المعادلة الرياضية بشتى الطرق، فيكتبها ليتخيل الطلاب العلاقة بين العناصر، ويرسمها ليساعدهم في استيعاب المفاهيم التي تحتويها.
  • ربط هذه المفاهيم باهتماماتهم وتخيلاتهم عما حولهم.
  • تقسيم المعادلات لخطوات أصغر مع التأكد أنهم استوعبوها. بالإضافة إلى ضمان الانتقال السلس بين الخطوات. فلا يتفاجؤ بكونه في الخطوة الأخيرة بينما هو مازال مركّزًا فيما كان يجري في أول خطوة.

نصائح عامة:

  • استخدم الألعاب الإلكترونية في تيسير الحل والتطبيق لجعله شيقًا وحيويًا. ومن ضمن المواقع التي توفر مثل هذه الألعاب: Mathsframe، وadaptedmind، وmathgames
    يوفر موقع ماث جيمز، لوحة تحكم للمعلم ليتابع تطور طلابه، بالإضافة إلى الواجبات المنزلية.
  • على المعلم توفير وقت إضافي للطلاب لإكمال مهام الرياضيات، والسماح باستخدام التكنولوجيا المساعدة مثل الآلات الحاسبة أو برامج الرياضيات.
  • ننصح بتخصيص ألعاب مثل: «بينجو» حسب المرحلة الدراسية. فيمكن مثلا أن يلعبوا بينجو بالضرب والطرح لتعزيز السرعة، ويمكن أن يلعبوها بالجذور التربيعية والتكعيبية في المرحلة المتوسطة.
  • كما يمكن تخصيص لعبة مثل «بوم» لتطبيق مضاعفات الأعداد. في لعبة بوم، يقف الطلاب في دائرة ويصفقون على أيدي بعضهم بالدور وهم يعدون 1، 2، 3.. فإذا كانت اللعبة على مضاعفات العدد ثلاثة، فإن على من دوره العدد 3 أو مضاعفاته أن يقول «بوم»، هكذا: 1، 2، بوم، 4، 5، بوم

المصادر:

  1. The dyslexia Association
  2. Dyscalculia
  3. When 1 + 1 = 5: Dyscalculia and Working Memory
  4. When math hurts: Math anxiety predicts pain network anticipation of doing math
  5. Dyscalculia: A Specific Learning Disability Among Children
  6. Twinkle
  7. Dyscalculia.org
  8. Mathematics and Learning Disabilities

صعوبات التعلم: عسر الكتابة وكيف تتعامل معه؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 18 في سلسلة مقدمة في التدريس للبالغين

يقول أحدهم: “الكتابة! يا إلهي، هذه حتمًا أسوأ المهام. يصعب عليّ حقًا تذكر كل علامات الترقيم هذه، ولا أستطيع تمييز الاختلافات بين الـb والـd، والـ p، والـq في الإنجليزية، والحاء والخاء والجيم في العربية! وبالتأكيد أخطأ تهجئتها. والأشرّ من ذلك أنه يجب أن أفكر في كيفية الكتابة بينما يكون عقلي منشغلا فيما سيكتب. أحيانًا أرجو أن يكتفي المعلم ببضع جمل، فلا تؤلمني يداي. ولكن كالعادة، يصيح بي المعلم غير راضٍ عن جملي البسيطة المتقطعة. لا يفهمني المعلم أبدًا، ولا يفهم كم أعاني لإنتاج هذه الجمل التي لا تعجبه. والحقيقة، أني لا أفهمني كذلك، أحيانًا أريد أن أجعل الكلمة تبدو صحيحة، ولكنها لسبب ما لا تبدو كذلك بعد أن أنهي كتابتي…” [1].

يحدثنا صديقنا بغضب شديد عن «عسر الكتابة». ويسمى عسر الكتابة (بالإنجليزيّة: Dysgraphia). يوصف المصاب بعسر الكتابة دائمًا بالـ «الكسولي» أو بالـ «البطيء» وينتج عن هذا العسر ضعف الكتابة اليدويّة، أو ضعف التهجئة، أو كليهما لدى شخص ذي ذكاء متوسّط أو أعلى من المتوسّط. ولم يرد هذا العسر كاضطراب في الصحة العقلية، ولا يعد اضطرابًا، ولكنه بالأحرى صعوبة تعلم دماغية الأساس، ويظن أنها جينية كذلك. [2] [1]

هناك عدة علامات تنبأ عن وجود عسر الكتابة، وهي تنقسم لثلاثة أقسام [3][2] :

  1. عسر الكتابة اللغوي، ويشمل:
  • تهجئة غير صحيحة للكلمات.
  • صعوبة تخيل الكلمات قبل كتابتها.
  • حذف الحروف والكلمات من الجمل.
  1. عسر الكتابة الحركي:
  • صعوبة في نسخ الكلمات والكتابة بسبب ضعف التنسيق بين الأداء الحركي والأداء البصري.
  • صعوبة الكتابة والتفكير في نفس الوقت، فلا يستطيع المصابون بعسر الكتابة تدوين ملاحظات أثناء سماع المعلم مثلًا.
  • وضع الجسم أو اليد غير عادي عند الكتابة.
  • إمساك القلم بإحكام وهو ما يؤدي إلى تقلصات في اليد؛ مما يترتب عليه الكتابة البطيئة أو الشاقة.
  1. عسر الكتابة المكاني
  • يكون حجم الحروف وتباعدها متباينا في ذاتها، أو في الكلمة الواحدة، أو في السطر الواحد.

أسباب عسر الكتابة

قبل أن نتناول أسباب عسر الكتابة، يجب أن نفهم ماهية الكتابة كعملية ديناميكية. الكتابة اليدوية عملية معقدة يشترك فيها العديد من العوامل في آن واحد. أولها المهارات الحركية المضبوطة بشكل معين في اليد، والذاكرة لتخزين الكلمات وشكلها وطريقة رسمها، بالإضافة إلى مهارة تحليلية لفهم معناها. لذلك فإن أي خلل في إحدى هذه العوامل يؤدي إلى عسر في العملية ككل.

يمكن أن يعاني الأطفال ذوو عسر الكتابة من مشاكل في الترميز الإملائي (بالإنجليزية: Orthographic Coding)، وهو القدرة على تخزين الكلمات المكتوبة بالذاكرة العاملة أو تشكيل ذاكرة دائمة من الكلمات المكتوبة. قد يعانون أيضًا من مشاكل في تنظيم حركات تتابعيّة للأصابع. كما يحتمل أن يتطور لدى البالغين عسر الكتابة المكتسب (بالإنجليزية: Acquired Dysgraphia)، والمُسمّى أيضًا اللاكتابية (بالإنجليزية: Agraphia)؛ إثر إصابة دماغيّة أو جلطة، أي أنه حدث مفاجئ، ولم يتطور منذ الطفولة، على عكس عسر الكتابة الذي نناقشه والذي يُكتشف منذ الطفولة. ويعتقد كذلك أن الأطفال المصابين بعسر الكتابة يصابون به كنتيجة لإصابتهم بقصور الانتباه وفرط الحركة [3] [2].

كيف تكتشف أن الطالب مصاب بعسر الكتابة؟

يُعتقد أن الخط السيئ علامة على عسر الكتابة، لكن ليس ذلك بضروري. فقد يكون خط الطالب منمقًا وهو مصاب بعسر الكتابة. لأن –وكما ذكرنا سابقًا- عسر الكتابة هو خلل في عامل أو أكثر من عوامل عملية الكتابة. ولتشخيص سليم، يتم تشخيص هذا العسر من قبل طبيب نفسي متخصص في صعوبات التعلم، أو بمساعدة المهنيين والمتخصصين التربويين والمعلمين كذلك. إذ يُستدل على عسر الكتابة من التقارير المدرسية، والواجبات الكتابية، بالإضافة إلى تفاصيل نمو الطالب المصاب.

بعد ذلك يجري الطبيب أو المختص اختبارات عسر الكتابة، وتتضمن قسمًا للكتابة مثل نسخ جمل أو الإجابة على أسئلة كتابية موجزة، بالإضافة إلى مكون حركي دقيق يختبر ردود أفعال الفرد وسرعة حركته. وخلال كل ذلك يعمل اختصاصيو التشخيص على فهم كل من جودة الكتابة وإلى أي مدى ينظم المريض الأفكار وينقلها، بالإضافة إلى عملية الكتابة في حد ذاتها وفيما إذا كانت الكتابة مؤلمة أم لا  [4] [3].

علاج عسر الكتابة

ليس هناك علاج دوائي أو نفسي لهذا العسر، ولكن يجد بعض الأشخاص الذين بدأوا رحلة العلاج مبكرًا بعض الطرق التي تمكنهم من التعايش مع هذا العسر. ويتلقى المصابون بعسر الكتابة تدريبًا متخصصًا في كل المهارات التي تساعد في عملية الكتابة. فمثلًا، يتلقى المصابون العلاج المهني (بالإنجليزيّة: Occupational Therapy) ليساعدهم في تعلّم أوضاع للكتابة مناسبة لليد والجسم. بالإضافة إلى تدريب بدني لتحسين قوّة اليد وتقوية عضلاتها، وبناء مهارات حركيّة قد تجعل الكتابة أقلّ إجهادًا أو ألمًا وتخفف تقلصات العضلات [3].

كيف للمعلم أن يتعامل مع عسر الكتابة؟

تقسيم المهام الكبيرة لعدة مهام أصغر

تعد هذه الاستراتيجية فعالة جدًا في عملية الكتابة، إذ يشعر الطالب أنه مُحفّزٌ لإنهاء أول مهمة وللانتقال لأخرى. وتسمى هذه الاستراتيجية بالإنجليزية (POWER) [5]، حيث تمثل أول حرف من اسم كل مرحلة، وهي كالآتي:

P: Prepare

 أي حضّر. يعد العصف الذهني مفيدًا للطلاب، إذ يوجههم حول الهدف. وبالطبع، لا تتطلب هذه المرحلة عملًا كتابيًا شاقًا. فيمكنهم مثلًا رسم أفكارهم في خريطة ذهنية، أو في صورة رموز دودلية. وهذا التنظيم البصري يضاهي التنظيم الكتابي التقليدي. بل وكذلك يساعدهم في تحديد العلاقات بين المفاهيم؛ مما يساعد بدوره في تحسين مهاراتهم في شرح نقاط التواصل والالتقاء بسهولة ومرونة ويسر.

ويمكنكم مساعدتهم بالحصول على هذه الخرائط الذهنية من هذه المواقع:

O: Organize

 أي حدد. يحدد الطالب من بين تلك الأفكار ما يريد العمل عليه؛ فلا يتشتت بين الكتابة والتفكير. فيقرر خطة سير مناقشة هذه الأفكار وترتيبها. وكماذكرنا، يمكن أن تساعدهم الخرائط الذهنية على معرفة بداية الحلقة وآخرها. وباستخدام الصور الرمزية، يمكن أن تساعدهم بصورة لساندوتش هامبورجر مثلًا. فيكون الخبز من أعلى هو مقدمة عن المفهوم، أما عن المحتوى في المنتصف فهو البرجر والخس والجبن وهي شرح المفهوم والأمثلة التي تدعمه، ثم الخبز في آخر الساندوتش هو الخاتمة. ولمساعدة الطالب في تحديد خطة سير عملية الكتابة، دعه يخط أفكاره في صورة هذا الشكل.

W: Write

 أي اكتب. وهنا تأتي مرحلة الكتابة الفعلية. ويمكن للمعلم أن يمنح الطلاب المصابين وقتًا أطول في إنهاء المهمة الكتابية.

E: Edit

 أي عدّل. وهذه مرحلة التعديل وإيجاد الأخطاء. وهنا يركّز الطالب على ما فاته، إذا أضاف أو حذف حرفًا أو كلمة أو جملة، أو إذا ما تهجى كلمة بطريقة خاطئة.

R: Revise

 أي راجع. ينقل ما كتبه وراجعه في نسخته النهائية المعدلة.

  1. على المعلم أن ينوّع من طرق أداء الواجبات المنزلية، فمثلًا يجيب الطالب عن السؤال في فيديو مسجّل، أو شفهيًا. وذلك بتطبيقه لكل استراتيجيات التدرج والتعاقب المنطقي للأفكار بالإضافة إلى شرح الأفكار ودعمها، وهي نفس طريقة الكتابة.
  1. يمكن أن يسمح المعلم للطالب باستخدام تقنيات تحويل الصوت إلى نص، فلا يبقى على الطالب إلا التعديل والمراجعة لتسليم النسخة النهائية.
  2. على المعلم أن يمدح الخطوات الصغيرة التي ينجزها الطالب. فقد عانى الطالب حتى ينجز هذه الخطوة. ويشير ميل لافين لهذه العميلة بما يسميه «نزع الوهم» (بالإنجليزية : Dymestification). إذ يركز المعلم على نقاط القوة في مرحلة الضعف. فمثلًا، في حالة صديقنا بالأعلى، نرى أنه يعلم مشكلته جيدًا، وقد يشير بشكل غير مباشر إلى الحل وأسلوب تعلمه، بالرغم من كل التحديات التي يواجهها [5].
  1. بعد أن تذكر محاسنه ونقاط قوته، يكون الطالب مستعدًا لتلقي النقد، وهنا يأتي دور المعلم التوجيهي. فيستطيع أن يبرز بعض النقاط التي تحتاج لتحسين وبعض من هذه التعليقات تكون على شاكلة:
  • «أعجبني كثيرًا تدرجك الدقيق والمفصل للأفكار. كان ذلك منطقيًا. ولكن ما رأيك بالخاتمة؟ ترى هل ينقصها شيء؟ ما هو؟ أتعتقد أن الخاتمة ينقصها بعض النقاط التي ذكرتها؟»
  • «أحببت وصفك للجو العام على الشاطئ، بدءًا من الرمال، والبحر، وانتهاءًا بأصوات النورس والأمواج. ولكن ماذا عن إحساسك أنت؟ ماذا عما فعلته مع أسرتك في الإجازة؟ أتستطيع أن تخبرني بعض الأنشطة؟»
  1. على المعلم أن يتزن في نقده، فلا يكثر في ذكر كل الأخطاء. فلن يستطيع الطالب إصلاح كل شيء مرة واحدة على أي حال.
  1. على المعلم أن يمنح الطلاب المصابين بعسر الكتابة وقتا إضافيا في المهام الكتابية.

قد يحتاج الطالب المصاب بعسر الكتابة إلى:

  • استخدام أقلام ذات أحجام أكبر لتملأ فراغ أصبعيه، ولتقلل التقلصات في اليد.
  • استخدام أوراق ذات خطوط بارزة للمساعدة في تحديد الهوامش.
  • تدريبات على الخط إذا كان خطه سيئًا أو حروفه متباينة الحجم وغير مقروءة.

خلاصة

ونهاية، وكما قال جوردن شيرمان، الرئيس الأسبق للجمعية العالمية لعسر القراءة، وأستاذ علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة هارفرد: «أدمغتنا مختلفة، وكل دماغ يعالج المعلومات بطريقة مختلفة كذلك». وهذا هو سبب الاختلافات في التعلم. قد ينتج عن ذلك أن يواجه بعض الطلاب صعوبات في الصف الدراسي، لأنه ليس هناك ما يُسمى العقل الكامل والمثالي. فالتسليم بأن كل فرد يعالج المعلومات بشكل مختلف هو المفتاح لفهم الاختلافات الأساسية في التعلم. يوؤكد شيرمان أن الاختلافات في التعلم ليست إعاقات، بل إن بيئة التعلم الخاصة بالفرد هي التي تجعل من الاختلافات في التعلم «صعوبات».

ويودعنا صديقنا قائلًا: «أعلم أن تفكيري مختلف عن الآخرين. في كثير من الأحيان، يضعني وجود نمط تفكير مختلف في تحدٍ وهو بالتأكيد ما يضطرني إلى العمل بجدية أكبر. وفي أحيان أخرى، يكون الاختلاف مثل الحصول على هدية. العمل مع الالكترونيات هو واحدة من العديد من الهدايا الرائعة، وهذه هديتي…».

المصادر:

  1. Richards, R. (2008). A Student’s Perspective on Writing.
  2. Dysgraphia
  3. Adi-Japha E, Landau YE, Frenkel L, et al. ADHD and dysgraphia: Underlying Mechanisms. 
  4. International Dyslexia Association
  5. Dysgraphia: A Student’s Perspective on Writing | Reading Rockets
Exit mobile version