ما هو نظام مونتيسوري التعليمي؟

افتُتحت أول بيئة مونتيسوري في 6 يناير 1907 في سان لورينزو، في روما، عاصمة إيطاليا، على يد ماريا مونتيسوري. إذ اكتشفت ماريا قدرة الأطفال المذهلة والسهلة تقريبًا على التعلم. تلك الحقيقة التي شكلت حجر الأساس في سعيها طوال حياتها لإصلاح التعليم. فلأكثر من قرن الآن، كان منهج مونتيسوري هو المنهج الذي يركز على الطفل الذي طورته الدكتورة ماريا مونتيسوري، الطبيبة الإيطالية، لتعليم الأطفال. يغير المنتسوري أسلوب التعليم في المدارس في جميع أنحاء العالم، فهو يؤثر على العملية التعليمة وشكل الفصول الدراسية. والآن، دعنا نضع أمامك السؤال الأهم، ما هو نظام مونتيسوري التعليمي؟

من هي ماريا مونتيسوري؟

نشأتها

ولدت ماريا مونتيسوري في 31 أغسطس 1870 قرية صغيرة بإيطاليا. كان والدها، أليساندرو، محاسبًا في الخدمة المدنية، وكانت والدتها، رينيلد ستوباني، متعلمة جيدًا ولديها شغف بالقراءة.

انتقلت عائلة مونتيسوري إلى روما في عام 1875 وفي العام التالي التحقت ماريا بالمدرسة الحكومية المحلية. كسرت ماريا الحواجز التقليدية منذ بداية تعليمها، وكان لديها في البداية تطلعات لأن تصبح مهندسة.

حينما تخرجت ماريا من المدرسة الثانوية، صممت على الالتحاق بكلية الطب وصممت أن تصبح طبيبة. على الرغم من تشجيع والديها لها على دخول مجال التدريس، أرادت ماريا دراسة مجال الطب الذي يهيمن عليه الذكور. بعد أن رفضت في البداية، وبتأييد من البابا ليو الثالث عشر، منحت ماريا في النهاية الموافقة على دخول جامعة روما عام 1890. أصبحت ماريا واحدة من أوائل النساء في كلية الطب في إيطاليا. وعلى الرغم من مواجهة العديد من العقبات بسبب جنسها، أصبحت ماريا طبيبة بحلول يوليو 1896.

بعد فترة وجيزة من بدء حياتها الطبية، انخرطت ماريا في حركة حقوق المرأة. أصبحت معروفة بكفاءتها العالية في علاج المرضى، وعرفت أيضًا بالاحترام الذي أظهرته للمرضى من جميع الطبقات الاجتماعية. في عام 1897، انضمت ماريا إلى برنامج بحثي في عيادة الطب النفسي بجامعة روما، كمتطوعة. وأبدى هذا العمل اهتمامًا عميقًا باحتياجات الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.

بداية التوجه إلى المجال التعليمي

في سن الثامنة والعشرين، بدأت ماريا في الدفاع عن نظريتها المثيرة للجدل بأن الافتقار إلى الدعم للأطفال المعاقين عقليًا والمتأخرين في النمو يعتبر سبب جنوحهم. وأصبح مفهوم الإصلاح الاجتماعي موضوعًا قويًا ومسيطرًا على فكر ماريا طوال حياتها.

في عام 1901 بدأت ماريا دراساتها الخاصة في الفلسفة التعليمية والأنثروبولوجيا، وبدأت إلقاء المحاضرات وتعليم الطلاب. بين عام  1904 و1908 كانت محاضِرة في المدرسة التربوية بجامعة روما. شهدت هذه الفترة تطورًا سريعًا في روما، لكن الوضع الاقتصادي السيء أدى إلى حالات إفلاس. كانت سان لورينزو إحدى هذه المناطق.

متى ولدت فكرة تعليم مونتيسوري؟

ولدت الفكرة عندما تركت أطفالها في المنزل دون مهام أثناء عمل والديهم. في محاولة لتزويد الأطفال بأنشطة خلال النهار للحفاظ على الممتلكات من التلف وتضييع الوقت، أتيحت لماريا الفرصة لتقديم موادها وممارساتها. ومن أجل ذلك، وضعت ماريا العديد من الأنشطة المختلفة في بيئة الأطفال.

استنتجت مونتيسوري أن الأطفال الذين تعرضوا أو وضعوا في بيئة مهيأة بتصميمات للأنشطة التي تدعم نموهم الطبيعي، تتطور قدرتهم على تعليم أنفسهم. وبحلول عام 1909، قدمت ماريا أول دورة تدريبية لها في نهجها الجديد لحوالي 100 طالب. قدمت ملاحظاتها خلال هذه الفترة. والتى أصبحت مادة لكتابها الأول الذي نشر في نفس العام في إيطاليا، وظهرت في الترجمة في الولايات المتحدة في عام 1912 باسم طريقة مونتيسوري، وترجمت لاحقًا إلى حوالي 20 لغة.

تبع ذلك فترة من التوسع الكبير في نهج مونتيسوري. إذ نشأت مجتمعات عرفت بمجتمعات مونتيسوري وبرامج التدريب والمدارس في جميع أنحاء العالم، وسبحت ماريا بين فترات من السفر مع الخطابة وإلقاء المحاضرات، وكان معظمها في أمريكا، وفي المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء أوروبا. وفي عام 1929، أنشأت مونتيسوري (مؤسسة مونتيسوري الدولية – Association Montessori Internationale) [2] لضمان استمرار عملها.

أثر الفاشية على حركة مونتيسوري

أثر صعود الفاشية في أوروبا بشكل كبير على تقدم حركة مونتيسوري. فبحلول عام 1933، أغلق النازيون جميع مدارس مونتيسوري في ألمانيا، وفعل موسوليني الشيء نفسه في إيطاليا. هربًا من الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936، سافرت ماريا وفريقها إلى إنجلترا، ثم إلى هولندا.

وتحولت جولة محاضرات لمدة ثلاثة أشهر في الهند في عام 1939 إلى إقامة لمدة سبع سنوات عقب اندلاع الحرب. ووُضعت ماريا قيد الإقامة الجبرية، واحتجزتها الحكومة البريطانية كمواطنة إيطالية. وفي الهند، بدأت ماريا في تطوير نهجها لدعم الطفل 6-12 من خلال «التعليم الكوني» [3]. ثم قامت بتدريب أكثر من ألف معلم هندي.

في عام 1946 عادت ماريا وأسرتها إلى هولندا وفي العام التالي خاطبت اليونسكو حول موضوع (التعليم والسلام). رشحت ماريا لجائزة نوبل للسلام في ثلاث سنوات متتالية: 1949 و 1950 و 1951. وكانت آخر مشاركة عامة لها في مؤتمر مونتيسوري الدولي التاسع في لندن عام 1951. توفيت ماريا مونتيسوري عن عمر يناهز 81 عامًا في هولندا، وأورثت إرث عملها لابنها ماريو. [1]

ما هو تعليم مونتيسوري؟

“عندما يُمنح الطفل مساحة صغيرة، سيصرخ في الحال، «أريد أن أفعل ذلك!» لكن في مدارسنا، التي لديها بيئة تتكيف مع احتياجات الأطفال، يقولون، «ساعدني في القيام بذلك بمفردي»”

الدكتورة ماريا مونتيسوري، سر الطفولة

طريقة مونتيسوري هي طريقة تعليم محددة، تركز على الطفل وتتضمن أنشطة يقودها الأطفال (كمهام) في فصول دراسية مع أطفال من مختلف الأعمار ومعلمين يشجعون الاستقلالية بين تلاميذهم. إذ تعتقد الدكتورة مونتيسوري أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل عندما يختارون ما يتعلمون، وأن فلسفة فصول مونتيسوري اليوم تجعل الفصل الدراسي يبدو مختلفًا عما اعتادت عليه الفصول في الدراسة التقليدية.

ويؤدي تعليم مونتيسوري، والتعليم المتخصص الذي يتميز بفصول دراسية متعددة الأعمار، والعمل أو المهام التي يختارها الطلاب، والتعلم العملي، إلى تحسين المهارات الاجتماعية والسلوكية. وفي سن مبكرة، يدمج أطفال مونتيسوري العدالة والإنصاف لحل القضايا الشخصية. ويعزز أسلوب الفصل الدراسي التعاوني التفكير الإيجابي فيما يتعلق بأقرانهم. ويستجيب أطفال مونتيسوري بشكل إيجابي للأسئلة المتعلقة بأقرانهم أكثر من الأطفال الملتحقين بالمدارس العامة أو الخاصة أو المستقلة. [4]

كما يتصدى تحسين المهارات الاجتماعية والسلوكية للاعتقاد بأن البيئة المنزلية تهيمن على النمو الاجتماعي والسلوكي في مرحلة الطفولة. وتعزز التفاعلات الشخصية الإيجابية بين الأقران تنمية المهارات لدى الأطفال. إذ يعطي تعليم مونتيسوري الأولوية لتطوير المهارات الاجتماعية والسلوكية للأطفال اللازمة للعمل بشكل جيد في المجتمع.

ويختلف نظام مونتيسوري عن الأسلوب التقليدي جوهريًا وظاهريًا، من حيث المنهج والتقييم والهدف. فهو يعتمد بشكل كبير على محطات نشاط مختلفة للأطفال للاختيار من بينها طوال اليوم. كما يعتبر نظامه في التقييم والدرجات غير تقليدي. وفي الأساس يركز على الطالب بأكمله، فهو يهتم بالنظر في النمو الاجتماعي والعاطفي والفكري والجسدي.

وكما هو الحال مع أي طريقة تعليمية، يحب بعض المعلمين وأولياء الأمور هذا النهج. في حين أن البعض الآخر ليس مفتونًا به. إذ يوجد لنظام أو طريقة مونتيسوري – كأي نظام تعليمي–  بعض الإيجابيات والسلبيات المحتملة. [5]

إيجابيات تعليم مونتيسوري

يتحلى تعليم مونتيسوري بعدة مميزات إليك أبرزها:

  • يضمن سرعة تعليم بوتيرة تناسب كل طفل.
  • يتيح الفرصة للأطفال لاختيار ما يهمهم وما يهتمون به.
  • صممت المواد والمناهج والأنشطة كذلك بعناية، لكي تلبي احتياجات نمو الطفل بدلًا من أسلوب المنهج الواحد لجميع الأطفال والطلاب (بغض النظر عن احتياجات وقدرات وميول واهتمامات الطفل).
  • هناك دروسًا أو أنشطة تعتمد على اللعب، مما يشجع الطفل على التعلم أكثر.
  • يعتمد أسلوب مونتيسوري على الاستفادة من الدوافع الداخلية للتعلم للطفل عن طريق اكتشافها، فلا ينتظر الدافع م من مصادر خارجية.
  • يعتمد على الحواس الخمس للأطفال في التعلم.
  • يتعرض الطفل للمواقف والمشكلات والأنشطة بشكل واقعي، مما يدعوه لاكتساب الخبرات وتنمية المهارات.
  • معلمو نظام مونتيسوري يتلقون تدريبًا مخصصًا لتطبيقه.
  • في نظام مونتيسوري، هناك تركيز قوي على تعليم احترام الذات والأقران والمجتمع.
  • يتفاعل الأطفال في فئة عمرية مختلطة. مما يساعد في تطوير المهارات الاجتماعية، ويمنح الطلاب الأكبر سنًا فرصة ليكونوا في دور قيادي، ويسمح للأطفال الأصغر سنًا بالتعلم من أقرانهم.
  • ينصب التركيز التعليمي على الطفل «الكامل»، الجسدي والعاطفي والاجتماعي، وما إلى ذلك، وليس فقط التعليم الأكاديميي.
  • على المستوى الابتدائي خاصة، غالبًا ما يكون التعلم قائمًا على المشاريع والمهام. بدلاً من المنهج المتكدس بالصفحات والتعريفات الصماء المراد حفظها.
  • الواجبات المنزلية نادرة ولا تتطلب جهدًا ووقتًا كبيرًا.

تلك هي أبرز ما يميز أسلوب مونتيسوري التعليمي، فماذا عن السلبيات؟

سلبيات تعليم مونتيسوري

  1. عدم انتشاره أو إتاحته في أغلب المدارس، وقد تبذل وقتًا و جهدًا حتى تجد مدرسة (خاصة) تعتمد نظام مونتيسوري. الشيء الذي قد يكلفك ماديًا الكثير، كمصاريف دراسة ووسائل تنقل.
  2. اسم  أو تعريف مونتيسوري ليس حاصلًا على براءة اختراع، أو محمي بحقوق الطبع أو النشر، أو لديه علامة تجارية. مما يعني أنه يمكن لأي مدرسة أن تدعي أنها تدعم نظام مونتيسوري، مما يلزم الآباء بذل الجهد للتأكد من حقيقة حصول المعلمين بالمدرسة على تدريبات مونتيسوري المعتمدة أو أن المدرسة بالفعل تطبق نظام مونتيسوري التعليمي.
  3. غالبًا ما يشعر الآباء بالقلق حيال ماذا بعد إنهاء أطفالهم فترة تعليم مونتيسوري. [6]

محاور تعليم مونتيسوري في المراحل المختلفة

أهم أهداف تعليم مونتيسوري في المرحلة الإبتدائية

هي مرحلة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 سنة، يركز نظام مونتيسوري في هذه المرحلة على:

  •  إتاحة فرص للاستكشاف الفكري التعاوني، إذ تدعم مصالح الطفل وتوجهه.
  • دعم تنمية الثقة بالنفس والخيال والاستقلال الفكري والكفاءة الذاتية.
  • تعزيز فهم دور الطفل في مجتمعه وفي ثقافته وفي العالم حوله.

أهم أهداف تعليم مونتيسوري في مرحلة المراهقة

تلك المرحلة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 سنة، ويركز نظام مونتيسوري فيها على:

  • التعرض لخصائص البيئات حولهم ويشاركون في أنشطتها.
  • مساعدة الشباب البالغين في فهم الذات في أطر مرجعية بشكل أوسع.
  • توفير سياق للتطبيق العملي للأكاديميين.
  • تطوير التعبير عن الذات، والاعتماد الحقيقي عليها، ومرونة الحركة في العلاقات الشخصية.

وفاة ماريا مونتيسوري

توفيت الدكتورة ماريا مونتيسوري قبل إكمال النهج التعليمي لما بعد هذا المستوي. لكن توجد العديد من برامج مونتيسوري التدريبية المدرسية، والتي يعمل خلالها الممتخصصون على هذا النهج التعليمي ووضع معايير إكماله. [7]

المصادر

1- montessori
2- montessori-ami
3- montessoriacademy
4- rasmussen
5- mcmaster
6- ageofmontessori
7- montessori-nw

خطواتك الأولى نحو التعليم المنزلي

يعتبر التعليم المنزلي جزءًا أو شكلًا غير رسميًا من عملية التعليم، والتي تتضمن منهجًا يتوافق مع اهتمامات الطلاب الفردية والمواهب والميول في بيئة غير مدرسية. بعيدًا عن التنافس المُرهق. سنوضح لك في هذه المقالة خطواتك الأولى نحو التعليم المنزلي بناءًا على رأي آباء اتخذوا التعليم المنزلي أسلوبًا تعليميًا لأطفالهم.

أصبح من الممكن بالنسبة للوالدين أن يختاروا أو يحددوا المناهج المناسبة لأطفالهم في المنزل. فلم تعد المناهج قاصرة على معلومات داخل الكتب، فقد تعددت المصادر والآليات كالمتاحف والمكتبات والرحلات الميدانية وكل فرص التواصل مع العالم من حولنا. وتُصمم مناهج مواد التعليم المنزلي بشكل مناسب لاستيعاب الدوافع الفردية والأيديولوجيات الفلسفية، فالتعليم المنزلي قمة التخصيص في التعليم.

عملية تشكيل منهج التعليم المنزلي

هناك العديد من التجارب الحية لعملية تشكيل منهج التعليم المنزلي، فيشير موقع scholastic  إلى نتائج بعض الخبرات الحقيقية كخطوات أساسية وضرورية في طريقك إلى بدء خطة التعليم المنزلي.

أيًا كان عُمر طفلك، وأيًا كانت المرحلة التعليمية المُلتحق بها الطفل، يمكنك اتخاذ القرار، والبحث في الوسائل المتاحة. تعرف على أماكن ومواعيد المتاحف العامة، والمكتبات، والنوادي الثقافية والرياضية، وغيرها من وسائل التثقيف الذاتي لك ولطفلك. من الوارد والطبيعي ألا تستوعب أنت ولي الأمر بعض المعلومات أو تدرجها، لكن لا تيأس.

خذ قرار تغيير مسار العملية لطفلك الآن

ابحث عن الخبرات

تواصل مع أولئك الذين سبقوك في عملية التعليم المنزلي. تواصل مع أولياء أمور ذوو خبرة سابقة. حدد أسئلتك واستفساراتك، وتعرف على أبرز التغيرات التي يجب أن تضعها في الاعتبار. كذلك يمكنك التعرف من خلال المناقشات مع تلك العائلات على الأنشطة المناسبة لعمر طفلك، أو المناسبة لكل عُمر. 

فكر في المنهج الذي ستتبعه

في معارض الكتب أو حتى المتاجر الإلكترونية، هناك العديد من الكتب المجمعة والمتكاملة والشاملة في كل فرع في أي مجال. ويعتبر نظام تلك الكتب أو المجموعات مختلف في أسلوبه عن الكتب المدرسية التقليدية. فهي غنية بالأساليب الفردية التي تهتم لميول الطفل.

هناك العديد من الفلسفات والأساليب التعليمية، مثل مونتيسوري، ووالدورف، وشارلوت ماسون، والكلاسيكية. التعليم المنزلي حر في التقاط الأفكار منهم وتكييفها مع احتياجات الطفل. وحول كيفية وضع وتنظيم النظام الدراسي المنزلي، توصي كرستي كلوفر، وهي أم لخمسة طلاب في مختلف المراحل يتلقون تعليمهم في إطار التعليم المنزلي أن هناك عِدة أنظمة يمكن اتباعها في رحلة التعليم المنزلي منها ما يلي.

النظام الأسبوعي

النظام أو الأسلوب الأول والذي توصلت إليه من خلال عِدة تجارب ومحاولات ومرورًا بالعديد من الأخطاء عند التخطيط لمنهج التعليم في المنزل لأول مرة. ويشمل النظام تنظيم جميع الموارد الخاصة بعملية التعلم، بما في ذلك شئون الأفراد الكائنون في المنزل.

خضع هذا النمط لعدة مراحل من التعديل خلال ثلاث سنوات. حتى أصبح من أحد الأنظمة التى تُسهل عملية التعلم المنزلي. وكما تقول كلوفر أنه مناسب للطلاب من فئات عمرية مختلفة. فهو ممتع وجاذب للطلاب الأصغر سنًا، كما يعتبر مناسبًا للأطفال الأكبر سنًا إذ يعتبر وسيلة لتنمية الاستقلالية والاعتماد على الذات.

يعتمد النمط الأول على تشكيل وتنظيم المنهج أو الدراسة بالمنزل أسبوعيًا وليس يوميًا. فهو بمثابة تحدي منظم صعب كسره أو تخطيه. ولتسهيل عملية المراقبة والتقييم والتطوير، تقوم كلوفر بإعطاء كود أو لون أو رمز لكل طفل ليمكنها تقسيم المواد والموارد بين طلابها. تستغل كلوفر أيضًا الرحلات والزيارات لإكساب أطفالها معلومات وخبرات حول الأماكن التي يزورونها كجزء من المادة التعليمية.

بدأت كلوفر الأسبوع الأول ببطء، مع عمل ملف لكل طفل، تدون به كلوفر ما تم دراسته وتحصيله، كذلك التقييم الاسبوعي. وتنصح كلوفر باتباع اسلوب تحصيلي بطيء للمواد أو المجالات الصعبة بالنسبة للطفل. كذلك إعطاء الوقت المناسب لكل مجال حسب قدرات الطفل خلال الأسبوع. فالتعليم المنزلي مرن بالشكل الكافي لاحترام قدرات الطفل.

أسلوب الربط

أما عن الأسلوب الثاني، تقول كلوفر أنه أسلوب يمكنه الاعتماد على النظام الإسبوعي، فهو يختلف من حيث أسلوب وأداة التنظيم. كما يعتمد تسلسل الدراسة بشكل يومي. يمكن ترتيب ما تم خلال فترة زمنية بالإضافة إلى توزيع المواد الدراسية. تُرتب أوراق عمل المواد الدراسية وفي نهاية كل مادة توضع ورقة نهاية عام من دراسة المادة.

أسلوب القوائم المرجعية

هو نظام يعتمد المنهج الأسبوعي، فأداته الأساسية هي ورقة مرجعية، مقسمة إلى خانات تحتوي على مجالات تعليمية مختلفة -منهجية ولا منهجية-. تراقب تلك الورقة مدي التطور وما تم إنجازه خلال فترة، بوضع علامات فقط. فهي تتتبع تطور الطفل وتحصيله. وتلفت الانتباه إلى ما يجب التركيز عليه أو إعطاؤه وقتًا كافيًا. كما يعتمد هذا النظام على تقويم مُرتب أسبوعيًا خاص بالطفل تُرتب به الأعمال مسبقًا، مهمته تتبع ومراقبة انتظام العمل بين الدراسة والرحلات والأجازات والتقييمات. كما يمكن للطفل نفسه معرفة الأسابيع التي ستحتاج إلى مجهود أكبر، والأسابيع التي يمكن ممارسة الأنشطة خلالها أيضًا.

أسلوب الملفات المُعلقة

نظام يقرأ أو يحفظ الأعمال التى أُنجزت سنويًا، يمكن أن تكون بطاقات مُعلقة، أو مرتبطة بملفات أو أوراق النظام الأسبوعي. فترى كلوفر أنه يُنظم السنة الدراسية بشكل كبير ويجعلها أبسط.

أسلوب الملفات

تقول كلوفر أنه إذا كنت معلمًا منزليًا لطلاب في مراحل عمرية صغيرة، فأنت لست بحاجة إلى كل تلك الأنظمة الأربع السابقة، فأسلوب الملفات وحده سيكفي. ففي المراحل الأولى من التعليم، تكون المناهج أبسط وسهلة التقسيم والترتيب. يمكن استخدامه كأسلوب تتبع يومي، إذ يُدون المعلم المنزلي ما تم تناوله أو تحصيله في الملفات المقسمة حسب المواد الدراسية.

خصص المكان المناسب

كم عدد أطفالك الذين سيبدأون التعليم المنزلي؟ ما هي المساحة والمكان المناسبين؟ هل ستحتاج إلى سبورة؟ أم ستكتفي بمكتب كبير؟ هل ستحتاج أجهزة لوحية؟ أم أجهزة كمبيوتر؟ هل لديك مساحة مناسبة لوضع أرفف وحوامل للكتب والموارد؟ ضع في اعتبارك كل تلك الأسئلة واكتب اجابتها.

حدد أهدافًا محددة للتعليم المنزلي

فكر في ما تريد أن تحققه من خلال التعليم المنزلي، وضع أهدافًا قصيرة وطويلة، واحرص على تنمية طفلك في جميع الجوانب، التعليمي والاجتماعي والرياضي والثقافي والأدبي، وغيرها. احرص على تعرض طفلك لللأنشطة اللا منهجية، كالموسيقى والرسم والفنون بأنواعها، كذلك الإعلام والصحافة والكشافة.

كيف ستحقق أهدافك من التعليم المنزلي؟

حدد جدولًا زمنيًا لمرورعملية التعليم المنزلي، ولإنجاز أهدافك التي وضعتها مُسبقًا. فلا شيء يمكنه مساعدتك على التنظيم مثل الجداول الزمنية. خصص أوقاتًا مناسبة لجميع الأنشطة حسب اهتمامات وقدرات طفلك. كذلك لا تهمل أوقات الرحلات الميدانية والزيارات المكتبية والثقافية. مع مراعاة المرونة في جدولك الزمني.

لا تلتفت إلى الخرافات التي تقال عن التعليم المنزلي

حسبما أشار موقع scholastic ، فإن أشهر ما يعيق المبتدئين هو الشعور بالعزلة، والالتزام المبكر بمناهج كاملة. أما عن الشعور بالعزلة، فيمكنك الانضمام إلى مجموعات تجمعهم نفس الأهداف. فالتنشئة الاجتماعية في حالة التعليم المنزلي ترتبط به ارتباطًا وثيقًا.

وبالنسبة إلى إحساس الالتزام المبكر بمنهج كامل، فيمكنك اختبار مدى جودة المنهج في البداية وتراقب الأسلوب والأدوات التي يتلقى بها طفلك المنهج، وعند اكتشاف خلل ما يمكنك تغيير أدواتك وأساليبك فورًا.

المصادر

the ed advocate

very well family

scholastic

the ed advocate

إيجابيات وسلبيات التعليم المنزلي

كأي نظام تعليمي، يوفر نظام التعليم المنزلي فرصًا كبيرة لتعلم أشياءًا كثيرة ومهارات متعددة، فضلًا عن ثقل الاهتمامات والميول. أيضًا يحمل التعليم المنزلي بعض المميزات والعيوب، سنتعرف في هذه المقالة على بعض إإيجابيات وسلبيات التعليم المنزلي، كذلك بعض التحديات التي قد تواجه الآباء متخذي قرار التعليم المنزلي.

لابد أن تدرك أن التعليم المنزلي هو تغيير شامل في نمط الحياة، فأنت كأب أو أم ستتولي واجبات ومسئوليات المعلم. ستكون أنت المُشرف على عملية التعلم والتعليم، وستكون الموجه والمُقيم للنتائج. ستصبح أنت المنوط به تنسيق الأنشطة الراعية لعملية التعليم في المنزل، كل تلك المسئوليات بالإضافة لدورك كوالد أو والدة في المنزل.

بالطبع كل ما نريده هو مصلحة أطفالنا، إذا على الوالدين التفكير جيدًا قبل اتخاذ قرار خوض طفلهم لتجربة التعليم المنزلي، ليحصل الطفل على أكبر قدر من الاستفادة من مميزات التعليم التعليم المنزلي، متجنبًا أيضًا أكبر قدر من العيوب. وتسهيلًا عزيزي القارئ سنرد إليك بعض أو ربما أهم إيجابيات وسلبيات التعليم المنزلي.

الوقت

  • إيجابيات :
  1. سيكون لك دور أكبر ومباشر في عملية تعلم طفلك.
  2. سيكون لك القدرة على التحكم في الوقت وإدارته، مما سيُشعرك بالرضا لأنك ترى أطفالك يتعلمون ويتطورن بالطريقة المناسبة لوقتكم وأهدافكم وقيمكم. قضاء وقت التعلم مع أطفالك سيزيد ارتباطك بهم، ويعزز علاقتكما. [1]
  • السلبيات:
  1. قد تواجه صعوبات عند التخطيط لوقت الدراسة، ووقت الأنشطة، وإدراة عملية التعليم لكونك الوالد والمعلم والمدير والمراقب في نفس الوقت.
  2. إذا لم تتمكن من إدارة الوقت بشكل صحيح، فقد تزيد المسؤليات والأعباء مما قد يزيد من الإرهاق والتوتر. كما سيقل الوقت الخاص باهتماماتك الشخصية. [2]

المال

  • الإيجابيات:
  1. يمكنك اعتبار الإجازات والزيارات الترفيهية جزء أو إحدى أدوات المنهج الدراسي، فلن تقوم بتخصيص ميزانية مالية لزيارات الأماكن التاريخية أو المعارض الثقافية على سبيل المثال.
  2. اعتمد على وسائل منزلية متاحة في البيئة المحيطة بدلًا من إنفاق أموال على شراء وسائل تعليمية، كما يمكنك اقتناص العروض الخاصة بأدوات التعلم بأقل التكاليف.
  • السلبيات:
  1. أحيانًا، يتسبب تخصيص وقت كاف للتعليم المنزلي في فقدان فرص لزيادة الدخل، أو تقليل وقت العمل الأساسي.
  2. لن تتلقى دعمًا ماليًا من الدولة غالبًا في الإنفاق على التعليم المنزلي. [3]

الممارسات والأنشطة الرياضية

  • الإيجابيات:

1- لن يكون هناك مانع من اشتراك طفلك في الأندية الرياضية، والإنضمام إلى البطولات، لإن الوقت ملككما بالفعل. فلن يحول التعليم المنزلي بين الطفل وهواياته خاصة الرياضية التي تحتاج إلى وقت مخصص ومكان مخصص.

  • السلبيات:

1- لا تسمح بعض المدارس أو الإدارات التعليمية لطلاب التعليم المنزلي الاشتراك أو الانضمام إلى الفرق الرياضية الخاصة بالمدارس.

التنشئة الاجتماعية

  • الإيجابيات:
  1. لا يُعرّض التعليم المنزلي الطفل للسلوكيات الاجتماعية غير المقبولة، كالتنمر، والسخرية، والمقارنة بالآخرين وغيرها من السلوكيات التي قد تؤدي إلى عدم احترام اللطفل لذاته.
  2. الاحتكاك بالغرباء البالغين، وزيادة التعرض للمواقف الاجتماعية المختلفة معهم. يحدث ذلك من خلال الزيارات الميدانية والثقافية بغرض التعلم. مما يعمل على بناء مهارات اجتماعية واقعية أقوى.
  • السلبيات:
  1. قد يكون لبعض طلاب التعليم المنزلي دائرة أصدقاء أصغر.
  2. قد يكون تفاعلهم مع الأطفال من نفس أعمارهم أقل. [4]

أسلوب التعلم

  • الإيجابيات:
  1. التعليم المنزلي مرن بشكل كبير، فيمكن لطفلك أن يتحرك ويتقدم ويتدرج بسرعة أكبر من خلال المهام والموضوعات التي ينتقل بينها. ويمكن تقليل السرعة أو وتيرة التعلم عند الموضوعات التي تحتاج بالفعل إلى بذل مجهود أكبر ووقت أكثر.
  2. تؤثر تلك المرونة إيجابيًا أيضًا على أداء الأطفال في الاختبارات الموحدة.
  3. لا يوجد واجبات منزلية، فلا يجبرك التعليم المنزلي على إعطاء طفلك واجبات منزلية. إذ يذاكر الطفل بالفعل طوال اليوم فلا داعي لتكليفه أعباء دراسية أخرى خلال الليل.
  4. التعليم يكون أكثر تخصيصًا في التعليم المنزلي، فهو يُرجح اهتمامات الطفل أولًا.
  • السلبيات:
  1. قد يُحرم الطفل أثناء تعلمه في المنزل من بعض الموارد التكنولوجية المتاحة في المدارس.
  2. من اللازم مراعاة الدقة عند اختيار وتحديد الموضوعات والمناهج التعليمية لطفلك حتى لا يحدثث انخفاض أو ثبات مستواه التعليمي.

الإنجازات

  • الإيجابيات:
  1. غالبًا ما يُظهر الطلاب الذين يتلقون التعليم منزليًا شعورًا متسمًا بالفخر عند تحقيق أي إنجاز، وذلك لإدراكهم بدوافعهم الذاتية نحو التعلم.
  • السلبيات:
  1. قد لا يشعر الأقارب غير المشاركين في عملية التعلم المنزلي للطفل بالإنجاز، لذا قد لا يعترفون بالإنجازات.
  2. لا احتفال أو تهاني خلال التعليم المنزلي، فلا أحد يدرك بشكل كبير مراحل التدرج في التعليم وآلياته كما هو شائع في المدارس. [5]

تعتبر تلك هي أهم النقاط التي تدور حولها أكثر الاستفهامات شيوعًا عند التفكير في التعليم المنزلي.

ما هي أهم التحديات التي قد تواجهك كولي أمر ومعلم خلال التعلم المنزلي؟

  • التنظيم الشديد للوقت واتباع اسلوب الجدولة

لابد للآباء المُتبعون لأسلوب التعلم المنزلي تنظيم الوقت للجميع في المنزل، ولأنفسهم أيضًا لضمان المشاركة في الأنشطة التى قد تكون عبارة عن رحلات ميدانية، أو تعلم هواية أو تعلم أحد الفنون. وأيضًا إعطاء الوقت المناسب لقضاء الوقت بعيدًا عن المهام التعليمية، وزيارة الأقارب، وإدارة أوقات الأزمات والطواريء. قد يؤدي الإفراط في تنظيم الوقت أو الجدولة إلى إرهاق الطفل والآباء. [6]

  • الوالد أم المُعلم

من أكثر التحديات شيوعًا أن يتعامل الوالد كأب تارة، وكمعلم تارة، كذلك الأم التي في الأصل تغمر الطفل مشاعر التدليل واللعب والمرح، تحتاج أن تدير الأمر كمعلمة حازمة لا تسمح بالانحدار في الأداء أو في ضياع الوقت فيما لا يفيد. يمكنك كوالد أو والدة وضع قواعد واضحة لقضاء الوقت، فوقت التعلم هناك معلم ومتعلم. [7]

التعامل مع المشككين في التعلم المنزلي ونتائجه

قد يواجه الآباء بعض الآراء حول التعليم المنزلي، فقد لا يدعمونه بل وسينتقدونه. من المهم أن تحافظ على ثقتك بنفسك ولا تدع أحدًا يحبطك. سيتوجب عليك شرح الفرق ببين التعليم المنزلي والتعليم المدرسي التقليدي وعيوبه، وإلى أي مدى لا يتوافق التعليم التقليدي مع ميول طفلك وأنك واعي بقرارك.

أهمية التعليم المنزلي للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة

في الواقع لكل طفل احتياجات خاصة أو محددة، فكل طفل يتعلم بشكل مختلف وبطريقة مختلفة ووقت مختلف. فهناك أطفال يواجهون صعوبات في التعلم، كتأخير التعلم، أو عسر القراءة، أو بعض الإضطرابات كاضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد وغيرها من الاضطرابات. قد يعتبر التعليم المنزلي خيارًا ممتازًا لهم.

يتيح التعليم المنزلي الوقت والوتيرة المناسبة للطفل حسب حاجته الخاصة، فلا سباق مع الأطفال دون تكافؤ، فقط يعتمدون على نقاط قوتهم. بالإضافة لوجود عدد أقل من المشتتات التي قد تؤثر على عملية التعلم. كما يقدر التعليم المنزلي فترات الراحة التي يحتاجها الطالب ذو الاحتياج الخاص لأن القائمين عليه بالأساس هم الأب والأم، ولن يفهم أحد احتياج طفلهما أكثر منهم. [8]

المصادر

  1. they call me blessed
  2. bright network
  3. very well family
  4. very well family
  5. responsible homeschooling
  6. uab
  7. davidson gifted
  8. homeschoolers of maine

ما هو التعليم المنزلي؟

كأحد بدائل التعليم التقليدي في المدارس، يختار العديد من الآباء والأسر التعليم المنزلي. إذ يخضع الطالب للتعليم في المنزل، وسنخبرك في هذه المقالة عن المزيد حول ما هو التعليم المنزلي، وما ينطوي عليه الأمر حينما يقرر الآباء تعليم أطفالهم في المنزل.

ما المقصود بالتعليم المنزلي؟

يعتبر التعليم المنزلي حركة تقدمية في العديد من البلدان، إذ يقوم الآباء بتعليم أطفالهم في المنزل بدلًا من إرسالهم إلى المدرسة (عامة أو خاصة). وهناك مجموعة أسباب مختلفة تدفع الأسرة لاختيار التعليم المنزلي مثل عدم الرضا عن الخيارات التعليمية المتاحة في المدارس. وبعضها خاص بكل أسرة، كترسيخ فلسفات دينية معينة أو فلسفات تعليمية مختلفة، ومدى رضى الأسرة عن التقدم داخل المؤسسة أو الهيكل التعليمي التقليدي. لكن هذا لا يعني أن كل التعلم في التعليم المنزلي يحدث في المنزل، لكنه يعني فقط أن الأسرة، أو الآباء لديهم سيطرة كاملة على ما يتعلمه أطفالهم، وكيف يتعلمونه ومتى.

في نواح كثيرة، يركز التعلم المنزلي على الخروج من الفصول الدراسية التقليدية التي تعجز عن التركيز على كل طالب على حدة. فبيئة التعلم المنزلي هي أكثر تخصيصًا للطالب وتزيد من الاهتمام الفردي. فإذا كان ابنك يبذل مجهودًا في القراءة أو الكتابة، يمكن للوالدين قضاء الوقت اللازم للتأكد من أنه يتقن المفاهيم والمهارات ومساعدته في التغلب على الصعوبات. على عكس الفصول الدراسية التقليدية حيث يتم تحديد المناهج والموارد مسبقًا.

يمكن لبرنامج التعليم المنزلي تغيير المناهج والتكتيكات طوال الوقت لضمان نتيجة ناجحة. وبالمثل، إذا كان طفلك متفوق في الرياضيات أو العلوم، فلا داعي للمضي قدمًا بوتيرة بطيئة أو الاستمرار في استخدام منهج قد لا يكون الأنسب لقدراته.

إذًا فالتعلم المنزلي يدور حول التعلم الفردي للطفل من خلال التحكم بصفتك والد الطفل في تنظيم جرعة التعليم اليومي لطفلك. كما ستتحمل جميع مسئوليات التدريس. وستمزج أحيانًا بين أسلوب المعلم والأب في رحلة تعلم طفلك. كما ستلجأ إلى المعامل العلمية والمتاحف والأماكن المرتبطة بالفنون لتعزيز عملية تعلم طفلك، كوسائل وأدوات تعليمية.

ما هو تاريخ حركة التعليم المنزلي؟

جون هولت

بدأت حركة التعليم المنزلي في النمو في عام 1970. حين بدأ بعض الباحثين المعروفين مثل جون هولت وغيره في الكتابة عن الإصلاح التعليمي. واقترحوا أسلوب التعليم في المنزل كبديل لأسلوب التعليم التقليدي المدرسي. رأى جون هولت أن اسلوب التعليم المدرسي يركز على الحفظ والتلقين. مما أدى إلى خلق بيئة تعليمية قمعية وكأن الأطفال موظفين وعليهم التوافق مع تلك البيئة. فنادى هولت ودعا الآباء باتباع بديل أفضل من اللا تعلم.

أضاف هولت التنظير التربوي للتعليم المنزلي، مدفوعًا بأن التعليم المبكر كان ضارًا بالأطفال. رأى هولت أن التعليم في المنزل لابد أن يبدأ في سن الثامنة أو التاسعة من أجل منحهم أساسًا تعليميًا وأخلاقيًا قويًا. وظلت الفكرة في النمو والتأصيل حتى زادت شعبيتها وأصبح هناك مؤلفات وأعمال تتناول أساسيات التعليم المنزلي على مدار العشر سنوات التالية.

أسس هولت عام 1977 مجلة بعنوان “النمو دون تعليم”، وهي أول مجلة للتعليم المنزلي في التاريخ. واستمرت شعبيتها إلى ما يقرب من ربع قرن، وكان هدفها كسب الدعم لمجتمع التعليم المنزلي وأصوله.

حتى بعد وفاة هولت عام 1985، حافظ باتريك وبعض من زملائه على استمرارية عمل المجلة حتى عام 2001، حين توقفت المجلة عن الصدور. لكن لا تزال المؤسسة تقوم بعملها من نشر للكتب ودعم الخطاب العام لتثقيف الناس حول كيفية العيش والتعلم دون الذهاب إلى المدارس من خلال موقعها الإلكتروني.

ارتفاع معدلات التعليم المنزلي

في السنوات الأخيرة، لفت التعليم المنزلي انتباه الآباء والمعلمين، كذلك اعتلى بعض وسائل الإعلام . يرجع السبب في ذلك إلى النمو والانتشار المتزايد في التعليم المنزلي، وأصبح أكثر قبولًا كبديل للمدارس والنظم التعليمية التقليدية. ووفقًا لاحصائيات عدد من وزارات التعليم على مستوى العالم، فقد تضاعف عدد الطلاب الذين يدرسون في منازلهم منذ عام 1999.

ارتفع عدد الأطفال الأمريكيين الذين يدرسون منزليًا من 2.5 مليون إلى خمسة ملايين منذ بداية الوباء. وتأتي هذه الظاهرة في الوقت الذي ألقى فيه الآباء نظرة غير مسبوقة على كيفية تعليم أطفالهم وسط الوباء. كما أعلن بعض الآباء عن عدم رضاهم عن كيفية تدريس المدارس العامة لبعض القضايا كقضايا العرق والدين. ويعبر آخرون عن قلقهم بشأن غياب خيارات متنوعة مع استمرار تفشي الوباء.

أهم الأسئلة والمعتقدات الشائعة حول التعليم المنزلي

التعليم المنزلي يقتصر على الأسر ذات المعتقدات المختلفة أو المخالفة للمجتمع

اعتقاد غير صحيح. فبحسب تقارير مسح المركز الوطني لاحصاءات التعلم التابع لوزارة التعليم الأمريكية الذي يجريه كل أربع سنوات، فالسبب الأعلى لاختيار الآباء للتعليم المنزلي هو البيئة السلبية لمدرسة أطفالهم. أما الرغبة في التعليم الديني أو المعتقدي ليست السبب الرئيسي. إذ تفضل العديد من العائلات مناهج التعليم المنزلي العلماني، كما تفضل دمج قيمها الشخصية في الدروس عند الحاجة.

التعليم المنزلي لا يعزز المهارات الاجتماعية

في الواقع، يُعتقد أن أطفال التعليم المنزلي يتواصلون اجتماعيًا بشكل أكبر. فطبيعة التعلم الشخصي ومناهج التعليم المنزلي هي استكشاف العالم من حولهم. فالتعلم يحدث في أماكن أكثر من الفصل الدراسي. كما تحد قيود الميزانية المدرسية من عدد الرحلات الميدانية التي يمكن لطلاب المدارس العامة القيام بها، بينما يزور طلاب التعليم المنزلي بشكل روتيني المتاحف والمتنزهات ومراكز العلوم وأماكن أخرى. ويشارك طلاب التعليم المنزلي أيضًا في مشاريع خدمة المجتمع كجزء من يومهم. وتخلق كلتا المجموعتين من التجارب المزيد من الفرص للاختلاط مع البالغين والأشخاص الآخرين.

أطفال التعلم المنزلي موهوبون جدًا أو أذكياء بشكل غير طبيعي

فكرة أن المتعلمين في المنزل موهوبون أو أذكياء بشكل غير طبيعي هي واحدة من أهم المعتقدات الشائعة حول التعليم المنزلي. فكثير من الآباء يتجهون إلى البحث عن التعليم المنزلي لأن أطفالهم بحاجة إلى مزيد من الاهتمام كل واحد على حدة. لكن دعنا نخبرك أن التعليم المنزلي غالبًا ما يكون حلًا ممتازًا للأطفال الذين لا يشعرون بتقدم من خلال النظام المدرسي التقليدي، فضلًا عن الأطفال الذين يشعرون بالانفصال في المدرسة، أو بالملل من المناهج الدراسية، أو أولئك الذين يعانون من صعوبات التعلم.

طلاب التعلم المنزلي لا يذهبون إلى الكلية

في الحقيقة، من المرجح أن يلتحق طلاب التعليم المنزلي بالكلية أكثر من الطلاب الملتحقين تقليديًا. وبمجرد تسجيلهم، يصبحون أكثر عرضة للتطور والتقدم والتخرج. تشير بيانات أخرى إلى أن الطلاب الذين يدرسون في المنزل يؤدون بشكل روتيني أداءًا أفضل في الاختبارات الموحدة. في حين أنه قد يصعب تحديد المعدل التراكمي للمدرس المنزلي مقارنة بنظرائه في المدارس العامة، يتمتع طلاب التعليم المنزلي بميزات أكثر وأوضح، لأن لديهم المزيد من الخبرات لمشاركتها في الكليات والجامعات.

الآباء غير مؤهلين للتدريس

كل والد لديه قلق بشأن تعليم طفله وما إذا كان بإمكانه أن يكون مدرسًا جيدًا بما فيه الكفاية أم لا. من الأيام الأولى بعد ولادتهم، إلى اللحظة التي ينتقلون فيها إلى الكلية، ما يحتاج أطفالنا إلى تعلمه ومدى تعلمه يسيطر على تفكير جميع الآباء.

لا يعرف الآباء في كثير من الأحيان أن المعرفة التي ينقلونها إلى أطفالهم من يوم ولادتهم وطوال حياتهم كبيرة. فهي  تتجاوز القدرة على القراءة والكتابة وفهم الأرقام أو تقدير الفن والثقافة. في الحقيقة، هم يعلمون أطفالهم عددًا لا حصر له من الأشياء. بما في ذلك الأخلاق والتعاطف وكيفية المشي وكيفية ارتداء الملابس وكيفية التفكير وكيفية التعلم وغيرها الكثير. الحقيقة أن الآباء يمكن أن يكونوا أكثر من مؤهلين لتعليم أطفالهم. فما سيقدمونه هو أكثر من مجرد منهج، فهم سيقدمون كل شيء إذا تسلحوا بالأدوات والمعرفة الكافية حول التعليم المنزلي.

المصادر

britannica
responsible homeschooling
johnholtgws
census
dailymail
responsible homeschooling
very well family
responsible homeschooling

ما هي أهم عيوب النظام المدرسي؟

يتخذ كل مجتمع الاجراءات والشكل المناسب لبدء عملية تعليم الفرد، وعادةً ما تبدأ تلك العملية من مرحلة ما قبل المدرسة حتى مرحلة التعليم المتقدم أو التعليم الجامعي، ويعكس هيكل النظام المدرسي في الغالب هيكل الحكومة نفسها. ولكن هل يصح اتباع النظام نفسه لعصور طويلة؟ أو هل يجوز استمراره رغم التقدم التكنولوجي أو في ظل انتشار الاوبئة؟ هل سيصمد أمام متطلبات العصر في الأجيال الجديدة؟ هل سيحتفظ بمزاياه وستؤخذ دوما في الاعتبار؟ ما هي أهم عيوب النظام المدرسي؟

نظام التعليم التقليدي

كان لنظام التعلم التقليدي العديد من الأولويات التي تؤهل الطلاب أو الافراد النواتج إلى مواجهة تحديات العالم الحديث، لكن بعد حدوث الوباء بالإضافة إلى التطور التكنولوجي، كانت هناك الحاجة إلى إعادة النظر في آليات النظام التعليمي وأدواته. مثلًا كان لزامًا علينا ممارسة التباعد الاجتماعي إثر حدوث الوباء، فقد لوحظ اتجاه الحكومات إلى استكمال الدراسة الكترونيًا، بدلًا من اتباع الشكل التقليدي في عملية التعلم. إذًا أصبح هناك تحول بشكل أو بآخر في اختيار الأشخاص لأسلوب التعلم المناسب للوضع الصحي العالمي القائم.

أهم عيوب النظام المدرسي

 نظام قديم

لطالما حاولت المؤسسات والحكومات تطوير وتحديث المناهج  التعليمية، لكن الهيكل نفسه والنظام ما زال قديمًا جدًا، فهو مستمر منذ ما يقرب من قرن من الزمن. أساليب توزيع الطلاب، الأدوات التعليمية، أساليب الشرح المُتبعة، نفس النتيجة المتوقعة من كل الطلاب أيًا كانت إمكانتهم  وقدراتهم، نفس سرعة الأداء مع كل الطلاب.

كان هذا النظام بالفعل أفضل أسلوب يمكن اتباعه في عملية التعلم، فقد كان مناسبًا للعصر من حيث المطالب والأهداف والإمكانات، فماذا عن القرن الواحد والعشرين؟ هل هي نفس الاحتياجات والأهداف السابقة؟ هل سيلبي النظام القديم مطالب هذا العصر؟ كل ذلك فضلاً عن الوعي الأوسع بالمهارات المتنوعة وأساليب التعلم، يحتاج إلى اتباع  وفرض  منهجًا مختلفًا للتعليم. فعندما يكون هناك نهج واحد يناسب الجميع، يجب أن يكون هناك نهج أكثر تخصيصًا للتعلم. لقد كنا جميعًا جزءًا من التعليم التقليدي في وقت سابق وانتقلنا إلى التعلم الإلكتروني. كان الاختلاف هائلاً في النتائج والتأثير.

قلة الاهتمام الفردي

ربما تكون إحدى أكبر المشكلات التي يواجهها الطلاب مع نظام التعلم التقليدي هي أنهم لا يحصلون على اهتمام فردي كافٍ. يمكن أن يضم الفصل الدراسي الواحد ما يصل إلى 40 إلى 100 طالب في المرة الواحدة. فالمعلمون ببساطة ليس لديهم الوقت للاهتمام بكل طالب بشكل فردي. يؤدي الافتقار إلى الاهتمام الفردي جنبًا إلى جنب مع النظام القديم إلى فشل نظام التعليم للطلاب الذين يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام لفهم المفاهيم التي قد يفهمها الآخرون بسهولة.

الافتقار إلى التنوع

وبالنظر إلى مشكلة النظام القديم، هناك نقص واضح في التنوع في سبل التعلم التقليدية في عدة سياقات. سواء كان ذلك في أسلوب الشرح وتقديم الدروس، أو في كيفية معاملة كل طالب بنفس الطريقة بغض النظر عن نقاط قوته وضعفه.

فأصبح هناك إدراك متزايد للحاجة إلى التعلم الشخصي. النقطة التي قد يوفرها التعلم الإلكتروني ،إذ يمكّن الطلاب من التعلم بناءًا على نقاط قوتهم واحتياجاتهم واهتماماتهم. كما يمكّن الطلاب من الحصول على صوت ووسائل تعليمية أكثر جوهرية في كيفية ومتى وأين يتعلمون. إنه يمنحهم الحرية والمرونة لضمان الإتقان في موضوع معين بناءاً على قدراتهم بدلاً من النظام الموحد القديم.

التعلم عن ظهر قلب

في حين أن هذا قد لا ينطبق في كل مكان، إلا أن أنظمة التعلم التقليدية  تركز على الدراسة بطريقة تحد من التفكير الإبداعي أو المهارات العملية. يُجبر الطالب على تعلم المادة بغض النظر عن اهتمامه ومن المتوقع أن يتبع منهجًا أصم.

تتطلب الوظائف اليوم من المهنيين معالجة المشكلات من خلال التعاون مع بعضهم البعض للتوصل إلى حلول إبداعية. يقضي نظام التعليم التقليدي على ذلك من الطلاب قبل أن يصلوا إلى تلك الوظائف.

عدم إدراك الطلاب أهمية التعليم

إذا وجدت نفسك في نظام فقيرأو سيئ حيث لا يوجد شيء يحفز عقلك وتضطر إلى العمل بلا هدف أو رؤية، فلن تستطيع  الاحتفاظ بداخلك من ذلك النظام.

هذه مشكلة رئيسية في أنظمة التعليم التقليدية. ينصب تركيز طرق التعلم القديمة بشكل أكبر على ملء الطلاب بالمعلومات دون مساعدتهم بوضوح على فهم الغرض. يركز الطلاب بشكل أكبر على إكمال المنهج الدراسي فقط، والحصول على الدرجات الجيدة لاتباع تعليمات مُعلميهم، والانتقال إلى الفصل التالي. أفضل طالب هو من يحصل على أكبر عدد من العلامات والدرجات. يجب أن ينصب التركيز اليوم على تأثير التعليم على الأفراد والمجتمع بدلاً من عدد العلامات التي يحصلون عليها. إذا كان لدى الطالب الكثير من المعرفة النظرية ولكنه لا يفهم الفائدة العملية للتعليم، فسيجد صعوبة في النجاح في العالم المهني.

الافتقار إلى التعليم القائم على المهارات

بالحديث عن المعرفة النظرية، نصل إلى مشكلة أخرى وهي خلو أنظمة التعليم من أي تعليم قائم على المهارات. تتطلب المهن في الوقت الحاضر تفكيرًا خارجيًا وابتكارًا وإبداعًا ومرونة. ولا يلبي نظام التعلم التقليدي المهارات العملية

فتخشى المدارس والكليات والجامعات من التغييرات الجذرية في كيفية تعاملهم مع المناهج الدراسية، مما يجعل المهنيين المحتملين بعيدًا عن مهاراتهم الحقيقية عندما يتعاملون مع تحديات الحياة الواقعية عبر مختلف المهن.

نواتج تعلم أقل

والسبب الهام لهبوط نظام التعليم التقليدي هو انخفاض مجموعات نتائج التعلم. لا يركز معظم الطلاب أبدًا على ما يجب عليهم تعلمه، وما هي فائدة قراءة مادة معينة. ما الهدف من دراسة تلك المعلومة ؟ فلا يركز على المبادئ الأساسية للبدء بطرح أسئلة حول ما سأتعلمه بعد قراءة أو تناول هذا الفصل. لماذا يجب أن أدرس فصلاً معينًا ؟ كيف ستفيدهم قطعة من المعرفة في حياتهم ؟ يخضع الطلاب للفصل فقط لأغراض الامتحان. ينصب تركيزهم على اجتياز المتحان كما ذكرنا من قبل.

عدم توافر معلمين جيدين

جودة المعلم في النظام التعليمي التقليدي ليست ممتازة. يعتبر التدريس الخيار الأخير من قِبل الناس. حتى المعلمين الحاصلين على شهادات مهنية للتدريس غير قادرين على تقديم تعليم جيد. فقد تم تسويق التدريس وأصبح الهدف النهائي للتدريس هو كسب المزيد من المال أو الحصول على وظائف مريحة.

 تعتبر أهم الأشياء التي يمكن للطلاب فهمها لمعلوماتهم ليست أبدًا مصدر قلق للمعلمين. قد يكون المعلم أفضل طالب في مادته. ربما حصل على أعلى الشهادات في مجال خبرته.لكن إذا لم يستطع إثارة اهتمام الطالب بهذا الموضوع من خلال قدرته التعليمية وخبراته. فهو ليس معلمًا جيدًا. يحتوى النظام التعليمي التقليدي على معلمين أقل خبرة. وأصبح المعلمون الذين هم أقل من المتوسط في حياتهم الأكاديمية، لكنهم غير حاصلين على درجة مهنية في التدريس كمعلمين.

محل التعليم من الثورة الرقمية

العامل الأكثر أهمية الذي يجعل نظام التعليم التقليدي قديمًا هو الثورة الرقمية. غيرت الثورة الرقمية الطريقة التي تتم بها الأمور في كل شيء. فلقد أصبح العالم كله قرية صغيرة. أنت أصبحت لست ملزمًا بالتعلم فقط من المدارس. لديك مصادر مختلفة للتعلم. يمكنك أن تحيط نفسك بأشخاص متشابهين في التفكير. كما يمكنك زيارة العديد من المدونات ومشاهدة مقاطع الفيديو والتعلم من العدد اللانهائي من المصادر. حتى إثارة الشكوك وطرح الأسئلة باستمرار. تلك هي سيطرة الثورة الرقمية على التعليم والطلاب. فلا يقتصر تعلمك الآن على المصادر المحددة أو المعلم أو داخل الجدران الأربعة للفصل الدراسي.

المصادر

springer

panworldeducation

frontiersin

unesco

thersa

theconversation

indiatoday

sciencedirect

forbes

تاريخ المدرسة ونشأتها

في البداية ولمئات الآلاف من السنين، علم الأطفال أنفسهم من خلال اللعب والاستكشاف الذاتي، وحسب التاريخ البيولوجي لجنسنا البشري، لمئات الآلاف من السنين، لربما قبل ظهور الزراعة، كان الإنسان صياد أو مزارع. فمن خلال تلك الأنشطة والممارسات، تعلم الأطفال في ثقافات الصيد وجمع الثمار ما يحتاجون إلى معرفته ليصبحوا بالغين فعالين من خلال لعبهم واستكشافهم. من المفترض أن يكون الدافع القوي لدى الأطفال هو اللعب والاستكشاف. فقد سمح البالغون في ثقافات الصيد وجمع الثمار للأطفال بحرية غير محدودة تقريبًا للعب والاستكشاف بمفردهم لأنهم أدركوا أن تلك الأنشطة هي طرق طبيعية لتعلم الأطفال. لذا، فإن المدارس تعتبر مؤسسات حديثة، نعلم جميعًا مدى أهمية المدرسة للتربية البشرية في سن مبكرة. ولكن على الرغم من قضاءنا جميعا فترة طويلة جدًا من حياتنا في المدرسة، إلا أنه لم نسمع على الأغلب أو لم يتحدث أحد معنا عن أصل المدرسة، ومن أين أتت وأين تأسست المدرسة الأولى، سنتحدث في هذه المقالة عن تاريخ المدرسة ونشأتها.

تاريخ التعليم

بحلول عام 3100 قبل الميلاد، أدركت بعض الحضارات مثل  المصرية القديمة والحضارات القديمة الأخرى حقيقة أنه من الصعب نقل المعرفة من جيل إلى آخر شفهيًا، فاتجهت إلى الكتابة لتسجيل المعرفة والحفاظ عليها. ومع ذلك، كانت الكتابة مخصصة للنخب المعروفة باسم الكتبة. لذا، نجد أنه عادةً ما يرتبط التعلم بالتسجيل والتدوين والكتابة، سواءًا بالنقوش أو الرسوم أو الكتابة، لذا إذا بحثنا في تاريخ الكتابة، سنجد أن أقدم تدوين كتابي يعود تاريخه إلى حوالي 3000 عام قبل الميلاد، في الحضارة السومرية، فقد وُجدت أقدم ألواح ذات نقوش مكتوبة عن ترتيب أمور الدولة أو خاص بالمؤسسات الدينية.

نشأة التعليم الإلزامي

التعليم الإلزامي هو الاسم الذي يُطلق على الفترة الزمنية المطلوبة قانونًا والتي يُتوقع من الأطفال الالتحاق خلالها بالمدرسة. والتى تتطلب تلزم يلتحق الأطفال بالمدارس من سن 5أو6 سنوات حتى سن 18 عامًا. بهدف حصول الطفل على تعليم تأسيسي قوي لتكون فرصة للنجاح وفرصة لتكون مواطن صالح.

لأسباب عديدة بعضها ديني وبعضها علماني، نشأت فكرة التعليم العام الإلزامي ثم انتشرت تدريجيًا، كان مفهوم التعليم غرس مفاهيم ومباديء ونقل الخبرات.

فخلال الكثير من تاريخ البشرية، حاول العديد من القادة فرض المعايير التعليمية على شعوبهم. وإن كان بشكل غير رسمي. فقد كتب أفلاطون في كتابه الشهير الجمهورية عن ضرورة وفائدة تثقيف الجماهير، والدعوة إلى دراسة «الفضائل الأربع» وامتلاك معرفة الخير، في حين أن مثل هذه الأفكار قد تكون قديمة، إلا أنها الأساس الذي تُبنى عليه النظرية التعليمية الإلزامية الحديثة.

كيف نشأت المدرسة؟

ربما تكون قد رأيت بعض المدراس القديمة،كهيئة المنازل القديمة المكونة من غرفة واحدة والتي كانت موجودة منذ بضع مئات من السنين أو أكثر. لكن أقدم المدارس تعود إلى آلاف السنين.

فكما ذكرنا، مع الحاجة لنقل الخبرات والمعارف والمهارات والقيم والتقاليد، أي للبقاء على قيد الحياة، جاءت الحاجة إلى التعليم، أي جاءت الحاجة للتعليم مع أول وجود بشري على الأرض.

لم يكن البشر الأوائل بحاجة إلى مدارس بمفهومها المعروف لنقل المعلومات. فقد قاموا بتعليم الشباب على أساس فردي داخل وحدة الأسرة. حتى نما عدد السكان وتشكلت المجتمعات.

وبدلاً من أن تكون كل أسرة مسؤولة بشكل فردي عن التعليم، سرعان ما اكتشف الناس أنه سيكون من الأسهل والأكثر كفاءة أن تقوم مجموعة صغيرة من البالغين بتعليم مجموعة أكبر من الأطفال. وبهذه الطريقة، نشأ مفهوم المدرسة.

حتى عندما نشأت المدراس، لم تكن مثل المدارس التي نعرفها اليوم. غالبًا ما ركزت المدارس الأولى بشكل أكبر على مهارات التدريس وتمرير القيم الدينية، بدلاً من تدريس مناهج ومجالات موضوعية محددة مثل التى هي موجودة اليوم. ركزت المدارس الأولى على القراءة والكتابة والرياضيات. وكانت العديد من المدارس المبكرة مخصصة للبنين فقط، وعادة ما تكون هناك خيارات قليلة -إن وجدت- للبنات.

نظام المدرسة في مصر القديمة

تاريخيا، تم إنشاء المدارس الحديثة لأول مرة في مصر القديمة من حوالي 3000 إلى 500 قبل الميلاد. لكن وجهات نظر نموذج التعلم لا تزال مختلفة تمامًا عن اليوم، لأن عملية التعلم كانت بسيطة جدًا. كما أقيمت أنشطة التعلم في ذلك الوقت في مجال مفتوح يشبه نزهه أو اجتماع مفتوح خلال اليوم.

نظام المدرسة الأولى في الحضارة الصينية القديمة.

أقدم مدرسة في الصين، عرفت لأول مرة في أسرة هان حوالي 143-141 قبل الميلاد. أسسها الحاكم وين وانغ، كانت تسمى تشنغدو شيشي، لكنها حُرقت أثناء حريق ضخم، ثم أعيد تجديدها مرة أخرى من قٍبل أسرة الحاكم نفسه عام 194، يُذكر أن ان كونفوشيوس، مينسيوس ولاوتسو كانوا من بين أوائل المعلمين في تلك المدرسة الصينية القديمة.

المدرسة اليونانية القديمة.

بدأ التدريس في أثينا حوالي 400 عام قبل الميلاد، وكان سقراك التذي توفي عام 399 هو أو من أوقد الفكر الاستقصائي لإثارة أفكار طلابه لفهم معنى الحياة والحقيقة والعدالة بشكل أكثر عمقًا.  فعندما بدأت فكرة التعلم الرسمي تنتشر إلى الحضارات القديمة مثل اليونان، بدأت مجموعة من الأشخاص المعروفين مجتمعيًا الإتجاه نحو تدريس مواضيع مختلفة مثل القواعد والمنطق للأشخاص الذين أرادوا تعلم كيفية أن يصبحوا أكثر إقناعًا، مثل الفيلسوف اليوناني سقراط، كان من المهتمين بتعليم الناس التفكير بعمق في الحياة والحقيقة والعدالة.

المدرسة الهندية القديمة.

 يعتقد أنها نشأت بعد نموها وإزدهارها في مصر القديمة، فقد تأسست المدرسة الهندية الأولى عام 1200 قبل الميلاد. والتى كانت تنطوي على مواد وقواعد فلسفية.

نشأة نظام المدرسة الرسمي

نظام التعليم الذي يعرفه العالم كله ويستخدمه اخترعته الإمبراطورية البيزنطية، لكنه كان مختلفًا كثيرًا عن اليوم. كانت هذه المدارس، التي تم اختراعها في 425 قبل الميلاد مخصصة بشكل خاص للأفراد العسكريين. حيثما يتحدث الفلاسفة اليونانيون مع الأفراد العسكريين حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، لكنهم سيتشاركون أيضًا المعرفة حول مواضيع محددة، مثل الرياضيات والتاريخ واللغة والفلسفة. ولكن مع سقوط الإمبراطورية البيزنطية عام 1453 م، سقطت هذه الأنظمة المدرسية أيضًا.

سقط نظام المدرسة الأول، لكن سقوط هذه الأنظمة المدرسية لا تعني نهاية الأنظمة المدرسية. كان الإسلام أحد أكبر المساهمين في اختراع المدارس، حيث كانت هذه الثقافة دائمًا تدور حول المعرفة والتعلم. ساعد حرصهم على المعرفة في تطوير طريقة منهجية للتدريس. في البداية، كانت المساجد هي مناطق التعلم، ولكن مع قرب نهاية عهد العثمانيين، تم بناء مرافق محددة لتقديم التعلم للجميع. كانت هذه المرافق تضم مساجد وأماكن لتناول الطعام ومدارس ومستشفيات وغيرها.

من اخترع المدرسة الحديثة؟

عند البحث ستجد أن اسم هوراس مان مقترن باختراع المدرسة. وُلد هوراس مان عام 1796 في فرانكلين ماساتشوستس، ويُعتقد أنه اخترع النظام المدرسي الذي نعرفه جميعًا اليوم. كان أستذًا جامعيًا (يدرس اللاتينية واليونانية) ورئيسًا للكلية. ومع ذلك، قبل هذا الرجل، كان هناك العديد من المدارس وطرق التدريس في اليونان بالفعل، مما يجعل الأمر يشوبه ضبابية بعض الشيء. ومع ذلك، فهو يأخذ الكثير من الفضل عندما يتعلق الأمر بالاختراع والمساهمة في نظام المدرسة العادي في عام 1838

في الواقعع من المستحيل القول إن هناك شخصًا واحدًا فقط اخترع المدرسة الحديثة، لأن كل شخص ساهم بطريقته الخاصة وساعد في إنشاء النظام التعليمي الذي تستخدمه جميع المدارس في العالم الآن.

ما هو نظام المدرسة التعليمي الحديث؟

تعتبر المدرسة هي مؤسسة مصممة لتدريس الطلاب مناهج وموضوعات تحت إشراف المعلمين. ومعظم البلدان لديها نظام للتعليم الرسمي، وهو إلزامي بوجه عام. في هذا النظام، يتقدم الطلاب من خلال سلسلة من المدارس بنمط مرحلي. تختلف مسميات تلك المدراس والمراحل من بلد لآخر، لكنها تشمل عمومًا المدرسة مراحل أساسية هي الابتدائية للأطفال الصغار والمدرسة الثانوية للمراهقين.

المصادر

khanacademy

britannica

psychologytoday

britannica

chinahighlights

worldhistory

أساليب التعلم ونموذج VARK

مصطلح  أساليب التعلم ليست حديثة، ولا هي نتاج نظريات حديثة، بل صاغها أرسطو قبل 334 قبل الميلاد. فهو أول من قال أن لكل طفل مواهب ومهارات محددة، جاءت العديد من النظريات والتصنيفات الشخصية للفروق الفردية، تلك التي ركزت تحديدًا على العلاقة بين الذاكرة والأساليب التعليمية البصرية منها والشفوية. ثم ركزت على معدل الذكاء والتحصيل الدراسي للطفل. ثم عاد الاهتمام بأبحاث أساليب التعلم التى يجب على المعلمين مراعتها. ستبرز لك تلك المقالة أهم أساليب التعلم ونموذج VARK  للتعلم.

ما المقصود بأساليب التعلم؟

يتعلم كل طفل بأسلوب مختلف عن الآخر، فما يستثير طفل في عملية التعلم مختلف، وما يعزز العملية التعايمية مختلف. فلربما لاحظت أن هناك طفل يستجيب للتعلم من خلال الاستماع، وآخر يتعلم من خلال الأشياء النظرية، وآخر يتعلم بشكل أسرع من خلال القراءة، هذا هو المقصود بتنوع أسس أساليب التعلم. إذًا فيشير أسلوب التعلم إلى طريقة الفرد في فهم الأشياء الجديدة، التي تتم عادة من خلال البصر واللمس والصوت، أو الطعم والرائحة (على الرغم من ندرة استخدامهما بكثرة مثل الثلاثة الأولين) لكنها لا تزال فعالة عند استخدامها بهدف ترسيخ الأفكار في دماغنا.

وما يحدد الأسلوب الأفضل للطفل وما يجعله مختلف عن زملائه هو بنية الدماغ، التي تؤثر على اكتساب المعلومات. كما تبين أيضًا أن الدماغ البشري يحتوي على طرق مختلفة للإدراك.

تحديد الاسلوب المناسب للطفل

يتطور دماغ الطفل باستمرار، مواطف القوة والضعف تبدأ في الظهور لدى الطفل بحلول عامه الخامس، فقد يتعرض لاسلوب تعلم ويستجيب له بشكل جيد، ثم يتطور ويتغير هذا النمط مع النمو وهكذا.

قد يكون السبب في تأثر طريقة عن غيرها في مرحلة ما هو أن الطفل يتمتع بقوة محددة في وقت ما أو مرحلة ما. لكن يمكن الحكم على فعالية الاسلوب عند تكراره أو اللجوء إليه لسنوات، حينها ستدرك الأساس ويمكنك تطوير غيرها مع الوقت.

نموذج فارك – VARK للتعلم

يشير الاختصار VARK إلى الطرق الحسية المرئية والسمعية والمقرؤة والمكتوبة والحركية التى يمكن أن نستخدمها في التعلم. الأربع طرق التي اقترحها فليمينج وميلز، كانعكاس لتجارب الطلاب والمعلمين.

مع تطوير التعليم وأساليبه، أصبح يتعين علينا استخدام استراتيجيات مختلفة، واستغلا كل الموارد المتاحة لتوفير أفضل تجربة تعليم لكل الطلاب. في البداية يتعين على المعلمين فهم امتعلمين أنفسهم، والاساليب الفعالة لكل طالب منهم. حينها نستطيع تصميم دروسًا ومناهج بناءًا على تلك الأنماط، كذلك تحديد الموارد المناسبة لانجاح عملية التعلم لكل طالب. كذلك سهولة اختلاط أساليب التعلم في مواضع محددة بشكل لا يؤثر على عملية التعلم.

الأسلوب البصري – المتعلمون البصريون

يُفضل الطلاب الذيم لديهم اسلوب بصري عادةً الجلوس في مقدمة الفصل، يفضلون تلسيط الأضواء واستخدام الألوان، كما يفضلون استخدام الكثير من الرسوم البيانية والصور.

يمكن استخدام مزيج من الصور والنصوص بشكل تتابعي، مما يمكنهم من معالجة المعلومات بشكل أسرع وتساعدعم على إعطاء معنى أكبر للمحتوى من خلال ربط المعنى بتصورهم الخاص.

الأسلوب السمعي – المتعلمون السمعيون

يستطيع الطلاب السمعيون أن يستمعوا بعناية شديدة، ينتبهون بشدة إلى لهجة الكلام وسرعته، تُعزز عمليتهم التعليمية الفيديوهات أو الوسائط الصوتية. يحصلون على الاستفادة من خلال مناقشة الأفكار إذا كانوا في فريق، يميلون للقراءة بصوت عال، يميلون لتكرار نطق المعلومات بصوت عال عند الاستذكار.

 يمكن للمعلمين استغلال معلميهم لعنصر السمع النشط لديهم، وجعلهم يسترجعون المعلومات باسلوبهم وكلماتهم الخاصة.

أسلوب القراءة والكتابة في التعلم

 يفضل الطلاب متبعو ذلك النمط إلى قولبه المحتوى، يميلون لكتابة وتدوين الملاحظات دائمًا، يتفاعلون مع الأشياء المكتوبة، يستطيعون وضع عناصر وقوائم، يجيدون إنشاء المخططات وتحويلها إلى بيانات، يجيدون أيضًا وضع المعلومات أو المحتوى في شكل تسلسلي. يستفيدون بشكل كبير من العروض التقديمية، لأنها تمكنهم من الحصول على كم كبير من المعلومات، ومن ثم يحولوها إلى مخطط..

الأسلوب الحركي- المتعلمون الحركيون

من المعروف أن خلال اليوم الدراسي يقضي الطلاب معظك الوقت وهم جالسون، لكن هناك طلاب لا يمكنهم الاستيعاب بدون النشاط الجسدي، فقد يصاب أولئك الطلاب الحركيون بالتشتت لقة النشاط والحركة في الفصل الدراسي، فالنشاط بالنسبة لهؤلاء الطلاب فرصة للإبداع والتفاعل مع المحتوى.

يمكن للمعلمين تحفيز الطلاب على النشاط والحركة كوسلة من وسائل التفاعل التعليمي دا الفصل.

إذًا، إذا كنا نريد مساعدة طلابنا على الوصول للنجاح، فعلينا فهم احتياجاتهم من ناحية أسلوب التعلم، ويجب أن نكون قادرين على توفير خيارات مختلفة دائمًا لكل طالب للمشاركة في المحتوى بالطريقة التى تُشبه شخصيته وأسلوبه الخاص.

نقد نظرية  VARK

وُجه الانتقاد لنظرية فارك وبعض النظريات الأخرى، إذ رأى بعض الناقدين أن فكرة أن يكون للطالب نمط واحد للتعلم في حد ذاتها عائقًل للتعلم الفعال. وعلى الرغم من ذلك، فيعتبر نموذج فارك أكثر النظريات والنماذج انتشارًا بين المعلمين والطلاب، فيستطيع الطالب الإقرار بميله إلى نظام تعليمي محدد ويستخدمه بالفعل لإنتاجية أعلى.

ثغرة الإنجاز

على الرغم من أننا في القرن الحادى والعشرين، إلا أنه ما زالت هناك بعض المشكلات القديمة بخصوص التعليم، تعد ثغرة الإنجاز إحداها، فمها كانت جودة النظام التعليمي، توجد فجوات في التحصيل التعليمي، التى قد تكون علامة على بعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية في بعض المجتمعات. وتشير فجوة الإنجاز أو ثغرة الإنجاز في التعليم إلى التفاوت في الأداء الأكاديمي بين فئات الطلاب. وتظهر في الدرجات، ودرجات الاختبار الموحد، واختيار الدورات الدراسية، ومعدلات الانقطاع عن الدراسة، ومعدلات إتمام الدراسة الجامعية. وفهو مصطلح يستخدم في أغلب الأحيان لوصف الفجوات المثيرة للقلق في الأداء بين الطلاب.

هناك ثلاث أنواع من الثغرات أو الفجوات هم: فجوات معرفية، فجوات تحفيزية وفجوات مؤسسية

وللتعامل مع الفجوة في الانجاز علينا التيقن من أنه لا توجد حلول مباشرة أو بسيطة لفجوة الإنجاز. لكن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لمعالجة أنواع مختلفة من الفجوات.

فما نحتاجه هو خطة شاملة تربط جميع النقاط وتوحد جميع الاستراتيجيات والنهج المحددة لسد فجوة الإنجاز.

فجوة الإنجاز مشكلة معقدة للغاية في التعليم. عندما نبدأ في حل جزءًا واحدًا من المشكلة الأكبر، فإننا نواجه العديد من المشكلات الأخرى التي لها آثار اجتماعية كبيرة وأثناء تحليل فجوة الإنجاز، نتعلم كيف يؤثر عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية على جميع الموطنين، إذًا كما قلنا لا توجد حلول قاطعة مباشرة. أفضل طريقة لسد فجوة الإنجاز هي تنفيذ تغييرات كبيرة لمعالجة الأسباب الجذرية في المجتمع.

المصادر

scholarworks

ncbi

frontiersin

vark-learn

verywellmind

edweek

ما أهمية استقرار الأسرة في حياة الطفل؟

يؤثر هيكل الأسرة وتكوينها على نمو الطفل. فهناك كثير من الأطفال يكبرون في أسر غير تقليدية. وهناك من يولدون ويترعرعون في أسر تقليدية، فهل النتيجة واحدة؟ وهل لنظام الأسرة وتكوينها أثر على نمو الطفل وتحسنه اجتماعيًا ونفسيًا ودراسيًا؟ وما أهمية استقرار الأسرة في حياة الطفل؟

أهمية الأسرة في حياة الطفل

تعتبر الأسرة نواة تكوين المجتمع، فهي المصدر الأول والمثل الأعلى لتربية الأطفال، إذ يتلقى فيها الأطفال القوة والاستقرار والقيم الاجتماعية.

لذا ثبات الأسرة واستقرارها عامل مهم لتنشئة الطفل، فالطفل يولد لا يعلم شيئًا، فتكون أول طريقة يتعلم بها عن طريق مراقبة الحياة اليومية التي يحيا فيها، فيبدأ في التقليد والمحاكاة، فسلامة الأسرة وجودتها من أساسيات نمو الطفل.

من هنا نجد أن الأسرة مسؤولة عن تشكيل الطفل والتأثير على قيمه ومهاراته وتنشئته الاجتماعية.

تعلم القيم

عندما تتعامل مع طفلك أو مع الناس عمومًا، مراعيًا الأخلاق المرغوبة مجتمعيًا، متجنبًا الغير محمود منها، سيلاحظ طفلك ذلك بالتأكيد، بل وسيقوم بالتقليد، فالطفل كقطعة الإسفنج، يمتصون كل شيء حولهم دون تمييز بين المحمود وغير المحمود.

وفي المراحل المتقدمة تكون لك الأولوية، والمساحة الكبرى لدى طفلك للحديث عن القيم وأهمية مراعتها، كذلك شرح العواقب الناتجة عن مخالفتها. إذا، عند تعلم القيم، نجد أن الأسرة هي النموذج الأول والأهم في تلقيها.

تعلم المهارات المختلفة

عندما يولد طفلك يبدأ بتعلم المهارات الحركية واللغوية والإدراكية والعاطفية،

وتقع مسؤولية تعليم هذه المهارات إلى حد كبير على عاتق الأسرة. مثلًا، فإن العمل الذي يحدده الوالدان في المنزل لتعليم هذه المهارات أكثر فعالية بكثير من الأعمال والإزامات التى يخضع فيها الطفل لرعاية شخص آخر. سيتعلم طفلك منك كيفية الجلوس والمشي واللعب وطريقة الأكل،… وهكذا. ربما تبدو هذه الأمور طبيعية جدًا بالنسبة إليك، لكنها مهارات يجب أن تصقل في سن صغيرة جدا.

كذلك المهارات اللغوية، عنصر أساسي آخر من عناصر دور الأسرة في تنمية الطفل. إذا لم تتحدث إلى طفلك وتعلمهم لغتك وأسلوبك، فإنها لن تنتقل إليهم أبدًا، لذا فتعليم أطفالك المهارات اللغوية منذ الصغر يعتبرأساسي لنمو الطفل.

والمهارة الأخرى الهامة جدًا لنمو الطفل هي المهارات العاطفية. فالمهارات العاطفية مهمة طوال حياة الطفل، فمن خلالها يتعلم الطفل كيف يكون لديه تعاطف مع الآخرين، وكذلك يمكنه تعلم كيفية التعامل مع النجاحات والإخفاقات التي تحدث دومًا في الحياة. إذا كان طفلك لا يملك المهارات العاطفية المناسبة، فلن يكون قادرًا على التعامل مع النتائج السيئة. كما يؤدي الافتقار إليها إلى خيارات غير سديدة عندما يكبر في السن.

فتصبح الأسرة مفيدة جدًا في تنمية مهارات الطفل خاصةَ عند تعدد الأطفال.

كذلك المهارات الاجتماعية المختلفة، تعززها الأسرة ذات العلاقات الناجحة، فتدريب وتعليم الطفل كيفية إجراء تفاعلات وجهًا لوجه أمر بالغ الأهمية في نمو الطفل. لأن التفاعلات المباشرة تتطلب استجابات فورية، وتعبيرات جسدية، وإشارات، وتحكم في النغمات الصوتية معينة.

الأسرة المصدر الأول للأمان

يحصل الطفل على إحساسه الأساسي بالأمن من عائلته وأسرته. ويعتمد عليها في الحصول على احتياجاته الأساسية كالمأوى والغذاء والملبس.

كذلك الأمن العاطفي في المنزل مهم جدًا لنمو الطفل وهو نوع من الأمان الذي لن يجده في أي مكان آخر. ففي المنزل حيث يتعلم الطفل كيف يكون نفسه فعلًا ويعبر عن نفسه بالكامل. لذا فإن تهيئة بيئة آمنة ومفتوحة في المنزل أمر حيوي ومهم للنمو الجيد.

فإحساس الأمن داخل الطفل هو سمة إيجابية مدى الحياة. ينمو الأمن ببناء الثقة بين أفراد الأسرة والطفل. عندما يشعر الطفل أن بإمكانه الوثوق بالآخرين من حوله، حينها سيكون أكثر راحة ليكون نفسه فعلا.

تأثير الطلاق على الأطفال

الطلاق يمثل تحولًا محوريًا في حياة جميع أفراد الأسرة، وغالبًا ما يكون مؤلمًا في عالم الطفل، بل يعتبره الطفل فقدان للأسرة. فهو أمر لا يتمنى الأطفال السماع عنه مطلقًا، ويواجهون صعوبة في تصور شكل حياتهم بعد ذلك. كما أن عمر الطفل وقت طلاق الوالدين يؤثر أيضًا على كيفية استجابته وعلى ما يجب استيعابه عن هيكل الأسرة الجديد.

فخلال سنوات الطفولة الأولى، يكون ارتباط الطفل بوالديه شيء رئيسي، وبالتالي فإن أي اضطراب كبير في حياتهما المنزلية قد يكون من الصعب عليه قبوله وفهمه. والأسوأ من ذلك، قد يعتقد الأطفال في هذا العمر أنهم أنانيون لطلبهم عدم الانفصال وربما يعتقدون أنهم هم السبب في انفصال والديهم. وقد يبكون ويريدون المزيد من الاهتمام أكثر من المعتاد، قد ينتابهم إحساس الخوف من التخلي عنهم.

آثار نفسية وقد يزيد الطلاق من خطر مشاكل الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين. وبصرف النظر عن حالات الطلاق قد تزيد من خطر مشاكل الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين. وبغض النظر عن العمر والجنس والثقافة ، يعاني أطفال الآباء المنفصلين بزيادة المشاكل النفسية.

فقد يتسبب الطلاق في حدوث اضطراب تكيف في الأطفال. كما أكدت الدراسات أن معدلات الاكتئاب والقلق أعلى في الأطفال المنفصلين آباءهم.

في حين أن الطفل قد يشعر في بداية الأمر بالضعف أو الحزن بشأن الطلاق، تشير الدراسات إلى أن أطفال الأسر الواقع فيها أمر الطلاق معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب. والأكثر إثارة للقلق.

كما تؤثر حالة الطلاق على علاقاتهم الاجتماعية، فقد يواجهون صراعات في علاقاتهم الخاصة، إذ أن الانقسام بين الوالدين قد يغير موقف الطفل تجاه العلاقات بشكل عام. وقد تكون أقل إثارة للدخول في علاقات طويلة الأمد وملتزمة.

والمرور بتجربة الطلاق في الأسرة يجعل خيار عدم تكوين أسرة خيارًا أوليًا لدى الطفل وقد يظهر له أن هناك العديد من البدائل لنماذج الأسرة. وقد يختارون المعاشرة فقط أي العيش معًا دون أن يكونوا متزوجين بدلًا من الزواج.

تأثير الطلاق على السلوك والأداء الأكاديمي

قد يعاني الأطفال من الأسر المطلقة من مشاكل سلوكية مثل اضطرابات السلوك، والانحراف، والسلوك الاندفاعي أكثر من الأطفال في الأسر المستقرة. بالإضافة إلى زيادة المشاكل السلوكية، قد يتعرض الأطفال أيضاً لمزيد من الصراع مع الأصدقاء بعد الطلاق.

أما عن الأداء الأكاديمي فالأطفال في الأسر غير المستقرة، لا يؤدون دائمًا بشكل جيد أكاديميًا، خاصةً إذا كان الطلاق مفاجئ وغير متوقع، في حين أن الأطفال من الأسر ذات الدلالات والمؤشرات التي تلوح بوقوع الطلاق، قد يكونون أفضل حالًا عن السابق ذكرهم.

قد يعاني الأطفال من الأسر المطلقة من مشاكل سلوكية مثل اضطرابات السلوك، والانحراف، والسلوك الاندفاعي أكثر من الأطفال في الأسر المستقرة. بالإضافة إلى زيادة المشاكل السلوكية، قد يتعرض الأطفال أيضاً لمزيد من الصراع مع الأصدقاء بعد الطلاق.

أما عن الأداء الأكاديمي فالأطفال في الأسر غير امستقرة، لا يؤدون دائمًا بشكل جيد أكاديميًا، خاصةً إذا كان الطلاق مفاجئ وغير متوقع، في حين أن الأطفال من الأسر ذات الدلالات والمؤشرات التي تلوح بوقوع الطلاق، قد يكونون أفضل حالًا عن السابق ذكرهم.

تعتبر تربية الأطفال أمرًا صعبة للغاية، لكنها مجزية جدًا. تذكر أن التربية ليست  أن تعلم طفلك فقط، بل تأكد من أنك تتصرف بالطريقة التي تتوقع أن يكون بها طفلك. من المستحيل أن تكون تمثل المثالية طوال الوقت، ولكن يمكنك أن تسعى دائمًا لأن تكون أفضل ما لديك عندما يتعلق الأمر بدورك في نمو الطفل. لا يوجد شخص مثالي ولا توجد عائلة مثالية.

ومع ذلك ، فإن معرفة مدى أهمية دور الأسرة في تنمية الأطفال أمر بالغ الأهمية. كوالدين، فأنتم أول معلمين لطفلكم. دوركم أكثر من كونه رعاية وتلبية طلبات ورغبات، معظم ما يتعلمه طفلك يحدث في المنزل مع عائلته. وعليك خلق بيئة يمكن فيها لطفلك أن يتعلم المهارات والقيم المناسبة وكذلك أن كيف ينشأ اجتماعيًا بشكل جيد وقوي، وأن يحصل على الأمن، كل ذلك يخلق أساسًا متينًا يمكن لطفلك  أن ينمو عليه.

المصادر

ncbi1

verywellfamily 2

ncbi3

ncbi4

ncbi5

كيف يتعلم الأطفال ضبط النفس؟

إن الحاجة إلى التحكم في الذات يُمكن أن يشعر البعض وكأنها مُضايقة في بعض الأحيان وشفقة أحيانًا أخرى، ولكن المهم والمطلوب هو تأثيرها القوي المذهل. يتعلق ضبط النفس بالقدرة على إدارة السلوكيات والعواطف للوصول إلى هدف طويل المدى.

لا يعني ذلك قطعًا أن الأطفال الذين يفتقرون إلى السيطرة على النفس، يفتقرون إلى الذكاء. أحيانًا يكون لدىأح الأفراد المتسرعون والذين يميلون إلى إلى المخاطرة نقاط قوة. وقد يصبحون مغامرين ومكتشفين وأصحاب مشاريع أو ربما مخترعين. لكن مع بعض المتاعب المتوقعة. وعلينا كأبوين أو رعاة مساعدتهم على إزالة العقبات والمتاعب من طريقهم قدرالإمكان، وتعلم الانضباط الذاتي وممارسة ضبط النفس هو أحد الأدوات السحرية في عملية التربية، لذا، يتساءل البالغون دائمًا: كيف يتعلم الأطفال ضبط النفس؟

ما هو الانضباط الذاتي لدى الأطفال؟

عُرف التحكم الذاتي بطرق عديدة مثل قوة الإرادة أو الانضباط الذاتي أو صوت الضمير الداخلي. لكن مهما كان تعريفك الخاص للانضباط الذاتي، فتظل وظيفة التحكم الذاتي هي القدرة على تنظيم نفسك وإدارة مهامك.

فالتحكم في الذات جزء من مجموعة من المهارات التي تسمح للأطفال والبالغين بإدارة أفكارهم وأفعالهم ومشاعرهم حتى يتمكنوا من إنجاز أمورهم، لذا يمنح الخبراء تلك المهارات سمة تنفيذية. فبالنسبة للأطفال، فإن تنظيم الجلوس، اللعب، مواعيد الوجبات والواجبات، وغيرها تنطوي على ممارسة التحكم والانضباط الذاتي بشكل مبسط، فهي مهارات تنمو مع الوقت.

وتقوم الرقابة الذاتية مباشرة على صنع القرار. فنقص السيطرة على النفس أثناء الطفولة المتمثل أكثر الأوقات في القليل من الطعام الممتع، أو وقت أكثر من المهام والواجبات المنزلية، مع القليل من نوبات الغضب. وعلى المدى القصي، قد تبدو الآثار المترتبة على هذه القرارات بسيطة إلى حد ما. ولكن أثناء مرحلة المراهقة، قد تكون عواقب سوء اتخاذ القرارات والافتقار إلى السيطرة على النفس وخيمة، سواء على المدى القصير أو الطويل.

ففي مرحلة المراهقة، تكون التجارب التي يتعرض إليها أطفالنا إلى حد كبير خارج أيدينا. هنا حيث يبدأون في اكتشاف من هم وأين وكيف يتلائمون مع العالم. ومستوى سيطرتهم على أنفسهم في هذه المرحلة من أهم الأمورالواجب عليهم ممارستها. لأنها ستلعب دورًا كبيرًا في اتخاذ قراراتهم وخوض تجاربهم، كذلك طريقة تطور دماغهم أثناء انتقالهم إلى مرحلة البلوغ. التحكم الذاتي في مرحلة الطفولة يؤدي إلى التحكم الذاتي في مرحلة المراهقة والذي بدوره يُهيئ دماغ طفلك للحياة.

كيف أصبح الانضباط الذاتي ضرورة؟

لقد حظيت دراسة نيوزيلندية  بإشادة دولية لضخامة بياناتها. إذ تابع الباحثون 1000 طفل منذ ولادتهم وحتى سن 32. فبدا الأطفال ذوو المستويات الأعلى من السيطرة على النفس في سن الخامسة كونهم أكثر عرضة “كبالغين” لأن يكونوا أكثر صحة وأكثر ثراء وأقل عرضة للإدمان أو الإدانة الجنائية.

من الناحية الدراسية، فإن للانضباط الذاتي أثر إيجابي على نتائج التعلم عمومًا، فهو العامل الرئيسي الذي يؤثر على المتعلم، إذا يسمح للمتعلم بتحقيق الأهداف الرئيسية.

ومن المعروف أن يميل عموم الأطفال إلى التمتع بمهارات ضعيفة في التنظيم الذاتي.

ولا يمكن إغفال وجود الكثير من التباين الفردي أيضًا. فبعض الأطفال لديهم المزيد من المشاكل في تنظيم أنفسهم، ويجدون صعوبة في ممارسة ذلك وتنظيمه.

ونعلم أن الكثير يعتمد على عمر الطفل. إذ يفتقر الأطفال الصغار إلى السيطرة الذاتية على الأطفال الأكبر سنًا. وتتطور السيطرة على النفس على مر السنين، مع حدوث بعض أكبر التغيرات بين سن 3 و 7 سنوات.

 وقد خلصت دراسة بارزة أجريت على مدى ثلاثة عقود إلى أن مستوى السيطرة على النفس لدى الأطفال البالغين من العمر خمس سنوات، هو أحد أكبر الأدلة على جودتهم الصحية والمالية، بالإضافة إلى نجاحهم كبالغين. ومعرفة كيفية زيادة السيطرة على النفس لدى الأطفال يمكن أن تساعدهم على السير على طريق يزدهرون ويتألقون فيه.

على الرغم من إشارة بعض الدراسات إلى أن الجينات تلعب دورًا في تشكيل تطور التنظيم الذاتي، إلا أنه يمكن أن يكون لدينا تأثير كبير على الطريقة التي يتصرف بها أطفالن ولكن، هل يستطيع الطفل مقاومة الإلهاءات؟ أيستطيع الإهتداء بالحافز الداخلي؟ هل يمكنه تأخير إشباع رغباته؟ أيمكنه رسم خططه المستقبلية والسير وفقًا لها؟

كيف نغرس ممارسة التنظيم الذاتي في سلوك الطفل؟

تؤكد الدراسات أن ذلك ممكن. يمكن بالفعل أن يستفيد الأطفال عندما نزيل أو نقلل الإغراءات والإلهاءات، وعندما نخلق بيئات تكافئ ضبط النفس. ويحتاج الأطفال أيضًا إلى رسائل تذكير في الوقت المناسب للبقاء على المسار الصحيح، ونصائح عملية ملموسة للبقاء على درب الدوافع، والتغلب على العقبات. وبصفتك الشخص البالغ أو المرشد في حياة طفلك، فإنك في وضع يسمح لك بتعزيز قدرتهم على النجاح وتحقيق العديد من الإنجازات في مرحلة البلوغ من خلال تعزيز قدرتهم على التحكم في الذات. فهل يمكن يمكن التدرج والوصول إلى الانضباط الذاتي عن طريق إزالة المشتتات والإلهاءات فقط؟ أم هو مسار يجب أن يسير فيه الطفل أيًا كانت المغريات؟ وكيف يمكن ذلك على أية حال؟

سنسرد لك بعض النقاط التي يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على ممارسة تطوير التحكم في الذات:

  • اخلق الفرص لذلك دائمًا

اتاحة الفرص التي يتعين عليهم فيها أن يقرروا ما إذا كانوا سيمارسون السيطرة على أنفسهم أو يستسلمون للإغراء. مثال على ذلك، التصرف في الأموال وادخارها، مع إيضاح مستوى التقدم كل فترة.

  • وضع الحدود

توفر الحدود فرصًا لتعلم كيفية التنظيم الذاتي. فإذا لم تكن هناك حدود، إذًا من المستحيل تقريبا بالنسبة للطفل أن يعرف متى يحتاج إلى اللجوء إلى التحكم الذاتي. من المهم أن يعرفوا أين هي الحدود.

  • خلو البيئة المحيطة من الإجهاد قدر الإمكان

يعمل الإجهاد دائما على تعطيل المكابح العقلية، فالطفل في حالة التعب أو الإرهاق يفقد هدوءه، ويجد صعوبة في السيطرة على ذاته، كولي أمر عليك تقليل المشتتات ليسهل سيطرته على نفسه كطفل.

 وأشهر مثال على تلك الحالة هي المعركة القائمة بإستمرار أمام المحال التجارية أو محلات الألعاب، لا يمكنك إخفاء المحال من أمام أعينه، لكن يمكنك التحدث معه قبل الخروج، مؤكدًا له أنك متفهم أنه يريد شراء أشياء أو ألعاب لكن ليس هذا هو اليوم المناسب، وعليكما ترتيب تلك الأشياء وكتابتها سويًا في وقت لاحق، وهنا عليك الإلتزام بخطة زمنية للشراء. في تلك الحالة تكون قد جنبته الرغبة الحثيثة في الشراء هذا اليوم، وجنبته الارهاق النفسي في إقناعك بالشراء.

  • اترك له بعض المساحة

أنت أولًا وأخيرًا تتعامل مع طفل، يحب أن يشعر بالاستقلال وحرية الإرادة، فستجده لن يلتزم طول الوقت بخطه تضعها له، طالما الحدود موضوعة وواضحة، فلا قلق، فقط عدِد وضعه باستمرار في الواقف التي تُذكره بضرورة ضبط النفس والتحكم في الرغبات.

  • علمهم كيف يصرفون انتباههم (الصمود)

دائمًا ما يكون الانتظار قاسي جدًا على الأطفال، فهو يدفع الأطفال في التفكير المستمر فيما يريدون القيام به، لكن مهم جدًا تعويدهم الصمود والانتظار، وخلق المواقف لممارسة ذلك باستمرار، تعمد جعلهم يقومون بنشاط آخر بينما هم منغمسون في الانتظار، مع بعض المجهود الذهني.

  •  تعزيز وعيهم الذاتي

كلما زاد الوعي الذاتي لدى طفلك، كلما زادت سيطرته على سلوكه. ساعده على فهم الأشياء التي تميل إلى تقليل قدرته على ضبط النفس. استكشف قبله ما يحدث قبل أن يتخذ قرارات متهورة. ساعده يفهم نفسه بصدق وواقعية، هل هو يشعر بالتعب؟ هل هو إجهاد؟ أم جوع؟ ربما ملل أوقلق؟ دعه هو يجيب عن سؤاله لنفسه، فكلما زاد وعيه، كلما زاد تمكنه من الانصراف عن الأشياء التي تميل إلى إضعاف قدرته على ضبط النفس.

أخيرًا

من الطبيعي أن يحبط الأطفال أحيانًا، أو يندفعوا أحيانًا أخرى. سيجد كل طفل أسلوب لشق طريقة في العالم. وضبط النفس كبناء يُبنى بمرور الوقت، ولا هناك عجلة لهم لأن يصبحوا خبراء. فهي صفة يمكن تعزيزها مهما كانت أعمارهم. من البديهي أن يستغرق بناء الإنسان الصحي الواعي القوي وقتًا. كل ما عليك القيام به كمُرشد وموجه هو توفير الفرص التي سترعاهم بشكل جيد، وإرشادهم لكي يكونوا أفرادًا مميزين وناجحين لأنهم يستحقون منك أن تبذل المجهود لكي يُصبحوا كذلك.

المصـــــادر

pnas

ncbi

americanscientist

mackillop

kidshealth

sciencedirectassets

ما هو تأثير الشاشات على الأطفال؟

يقضي الأطفال تحت سن 8 سنوات والمراهقين الكثير من الوقت أمام شاشات الهواتف الذكية والحواسب اللوحية، حتى التلفاز، لأغراض عِدة منها الدراسة واللعب أو التواصل. تأمل تلك الحقيقة ودعنا نذكر لك ما هو تأثير الشاشات على الأطفال؟

نعلم جميعنا أن معظم نمو دماغ الطفل يحدث في السنوات الأولى من الحياة. لذلم، من المهم جدًا للأطفال أن يستكشفوا بيئتهم ويتعرضوا إلى العديد من المشاهد والأصوات والأذواق،.. ليحدث التفاعل من خلال التأثر أو اللعب مع الآخرين مما يساعد الأطفال على معرفة العالم من حولهم.

وفي هذا الصدد لذ يوصي الخبراء بالحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات. لكن هل تعتقد أنه من السهل القيام بذلك في عالم اليوم؟ بالفعل قد يكون من الصعب إبعاد الأطفال خاصة الصغار عن الشاشات (أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأنظمة الألعاب المتاحة،..)1

 السن المناسب والوقت المناسب

بينما يمكن للشاشات أن تكون أدوات تعليمية مفيدة فهي مرتبطة بتعزيز مهارات عِدة العاطفية منها إلى التعليمية ومهارات حل المشاكل. لكن ماهو السن المناسب لبدء استخدام الشاشات؟ وما الوقت المناسب للاستخدام؟

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأنه يجب ألا يحصل الأطفال الأصغر من 18 شهرًا على أي وقت أمام الشاشات على الإطلاق. فيما عدا الوقت الذي يُقضى في الدردشة بالفيديو مع الآخرين (الأجداد أو أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء،..) لأنه يعتبر وقتًا جيدًا للتفاعل مع الآخرين.2

بينما يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و24 شهرًا أن يبدأوا في الاستمتاع ببعض الوقت مع أحد الوالدين أو ولي الأمر. فيمكن للأطفال في هذا العمر أن يتعلموا بشكل آمن في وجود الكبار لتعزيز عملية التعلم.

وفي عمر العامين والثلاثة أعوام، لا بأس أن يشاهد الأطفال ساعة في اليوم من المشاهد التعليمية عالية الجودة. 3

العلاقة بين الشاشات وسلوك الأطفال

قضاء وقت مُثير أمام الشاشة يمكن أن تؤدي إلى إطلاق الدوبامين، والذي يمنح الشعور بالمتعة، تلك الحالة المتي ترتبط بالوقت المنقضي أمام الشاشات.  ومما يعزز حاجته إلى قضاء وقت أكثر وأطول أمام الشاشات. بالفعل كل أهداف محتويات المحتوى المرئي هو جذب انتباههم، سواء كانت منتجات ، مثل منتجات  ألعاب الفيديو والتي تأتي مع رسومات مثيرة للإعجاب و بعض القصص القائمة على المكافأة، كل ذلك يجذب ويثير ويحفز اندلاع الدوبامين. 4

وبالطبع الوقت الذي يقضيه أطفالك أمام الشاشة هو وقت حرم أطفالك فيه من ممارسة نشاط أو هواية أو رياضة كان من الممكن أن يقوم بها الطفل. تلك التي يقلل كثيرها من مشاكل السلوك. فحسب دراسة، وجد الباحثون أن هناك ارتباط بين الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات ومشاكل النوم والإجهاد، مما يؤدي إلى سلوكيات غير مرغوبة مثل العنف والاضرابات المعرفية. 5

كما يؤدي الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات إلى تقليل المجهود البدني المبذول، مما يؤثر بالسلب على الصحة البدنية لا سيما العقلية. تلك التي تؤثر على السلوك، فعدم الخروج المستمر للطفل، أو ممارسة الأنشطة بالخارج بعيدًا عن المنزل، قد يؤدي إلى زيادة فرص تدهور المزاج وتطوير القلق وتبعياته.

وكما تعمل على تقليل المجهود البدني والذهني، فيحرم الوقت المنقضي أمام الشاشات الطفل تفاعلات الطفل الإجتماعية القيمة، والتي قد يصعب عليه مستقبلًا تعلمها، مما يجعل فرصة الضائعة في حياته أكثر من المستغلة. مما يجعله عرضه للإحباط مستقبلًا. 6

ويمكن تلخيص أهم السلبيات والمساوئ التي تظهر بوضوح على الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول أمام الشاشات في النقاط التالية: 7

  • مشاكل النوم
  • مستوى الدراسي المتدني
  • قراءة كتب أقل أو عدم الميل لممارسة القراءة أبدًا.
  • قضاء وقت أقل مع العائلة والأصدقاء، مما يعني تفاعل اجتماعي أقل، ومهارات إجتمعية أقل.
  • نشاط بدني أقل، مما يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية.
  • بسبب ضعف الإمكانيات والمهارات، تضعف الصورة الذاتية.
  • الخوف من فقدان أشياء وهمية وتطوير القلق
  • قضاء وقت أقل للتعلم الفعلي والحرمان من طرق أخرى للاسترخاء والاستمتاع.

المنع أم التنظيم؟

كما ذكرنا سابقًا، الشاشات موجودة بكل مكان ومن الصعب منع استخدامها تمامًا. إذًا فما يجب على الآباء هو تقييد أو السيطرة على الوقت المنقضي أمام الشاشات. فهي ليست شيء يتعين على الآباء والأمهات أن يقلقوا بشأنه في المنزل أو في منازل أقرباء أو الأصقاء. فالشاشات في كل مكان حتى المدارس، أو المنشآت التعليمية عمومًا.

كل ذلك يدعو إلى فقط التحكم في استهلاك الوقت أمام الشاشات فيجب أن يتتبعه الآباء تجنبًا للسقوط في بئر التكنولوجيا العميق.

ونظرا لأن أدمغه الأطفال لا تزال نامية، فإن محاولة إبعادهم عن أي نشاط تقريبًا يمكن أن يكون صعبًا، خاصة عندما يكون النشاط ممتعًا ومثيرًا، ولا أمتع من وقت الشاشة! ولا سيما الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة. تلك المرحلة التي يتطورفيها شعورهم بالنفس والرغبة في الاستقلال الذاتي بسرعة. كما تتأثر المهارات المعرفية بشدة خاصة بين سن 8 و13 عام، فعندما يتدخل الوالدان في الوقت المناسب، تنتظم تلك المهارات ذاتيًا. في الوقت الذي يكافح فيه المراهقين لتنظيم تلك المهارات. 8

كيف ينظم الوالدان وقت الطفل المنقضي أمام الشاشات؟

هل تعلم أنه من الصعب معرفة كيف يتعامل أطفالك مع الشاشة في منزلك، ولا ما هو الوقت المناسب قضاؤه أمامها!

أصدرت مؤخرًا الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الأطفال مبادئ توجيهية بشأن وقت الشاشة لأول مرة، تاركة حدودًا للأسر، إذ أشارت إلى ضعف الأدلة حول إرشادات الوقت الأنسب للأطفال أمام الشاشات. مستدلة على ذلك بنتائج تحليل خلاصات 940 دراسة مختلفة والتي ركزت على تأثير وقت الشاشة على الصحة العقلية والجسدية للأطفال. 9

ومن ناحية أخرى، أشارت الجمعية الكندية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية -استنادًا إلى عشرات الدراسات- إلى وجوب إعطاء الأطفال عدد صفرًا من الساعات للأطفال دون الثانية، وساعة واحدة أو أقل للأطفال من عمر سنتين حتى أربعة سنوات. تلك التوصيىة التى أجمع عليها تقريبًا جميع اخبراء والمختصين. 10،11

بمجرد وضع حدود استخدام الشاشات، وفرض تلك الحدود سيتسق الأطفال معها، ويومًا بعد يوم، عندما تُغلق الشاشة في الوقت المتفق عليه، لن يتفاجيء الطفل ولن يُظهرالطفل ردود أفعال غير مرغوبة، فلن ترى تلك الانفجارات السلوكية. قد تجد نفسك أيضًا تنفعل من سلوك طفلك المُقلد من ما يراه على الشاشة باستمرار. طريقة أخرى للتخفيف من حدة  ذلك هوالمشاهدة المشتركة. فعندما ترى الأشياء غير واقعية أو معادية للمجتمع وثقافته، ناقش طفلك حولها. وكذلك لابد من يراقب  الآباء المحتوى عن كثب من أجل تقليل فرصة استهلاك طفلك للمباديء والسلوكيات التي لا تتناسب مع قيمك.

ويمكن عرض تلك الأفكار في كيفية التحكم في الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشات في النقاط التالية: 12

  • كن مع أطفالك خلال وقت الشاشة
  • استخدم التطبيقات وتصفح المواقع قبل أن يتعرض لها طفلك
  • ضع أنشطة أخرى غير استخدام التكنولوجيا خلال اليوم، مثل تعلم اللغات.
  • أطفئ الشاشات خلال الوجبات وعلى الأقل 1 ساعة قبل النوم.
  • أبقي التلفاز والإلكترونيات الأخرى خارج غرفة النوم.

هل بعض الشاشات أسوأ من غيرها ؟

منذ القدم كان يُعتقد أن التلفاز هو أسوأ الشاشات، لكن في هذا العصر لم يصبح فقط التلفاز، فهناك الهواتف الذكية، وأجهزة الحاسب، وغيرها من الشاشات المحمولة والمنتشرة، وسهلة الوصول. يعتبراليوتيوب سيء بشكل عام للأطفال الصغار. إذا ترك الأطفال لأجهزتهم الخاصة، فإنهم في كثير من الأحيان أفضل من آبائهم في العثور على ما يريدون من مقاطع الفيديو المفضلة لديهم التي تجر في أذيالها مقاطع أخرى متعلقة  مما يمكن أن يؤدي إلى ساعات من مشاهدة مقاطع لا نهاية لها. إن الطبيعة غير المنظمة إلى حد كبير للموقع تسمح للأطفال بمشاهدة أي شيء تقريبا؛ وفي أفضل الأحوال فإنه يحتوي على قيمًا تعليمية ضئيلة، وفي أسوأ الأحوال يمكن أن تكون عنيفة أو محتوى غير مناسب. ويظل  أفضل اسلوب للتعامل  مراقبة الطفل حتى يشارك الوالد في إيجاد محتوى مناسب وتثقيفي. 13

المصادر

1 aacap

2 npr

3 kidshealth

4 harvard

5 eurekalert

6 nhs

7 aacap

8 cnn

9 rcpch

10 who

11 cps

12 kidshealth

cnbc 13

ما أهمية تعلم الأطفال اللغات؟

بغض النظرعن خططك للمستقبل، التحدث أكثر من لغة واحدة هو دائمًا مهارة مفيدة بشكل كبير. لاسيما مع الأطفال خاصة مع نموهم في سن الطفولة ثم المراهقة، فإن ممارسة مهارات لغوية جديدة توفر لهم فرصة لفهم العالم من منظور جديد بل ومختلف تمامًا، وتشجعهم على تبني عادات جديدة وفروق ثقافية دقيقة. إذن ما أهمية تعلم الأطفال اللغات؟ وما هي أفضل الطرق التي تُمكن الطفل من تعلم لغة جديدة؟ ستجيبك المقالة التالية عن تلك الأسئلة.

ما المقصود بتعلم لغة جديدة؟

يمكن اليمكن الإشارة إلى تعلم لغة جديدة على أنه الدفع بعقلك إلى الإلمام بقواعد نحوية ومفردات جديدة. لاستخدامها في التواصل مع الآخرين، أو التعرف على ثقافة ما. ذلك عن طريق السماح لذاكرتك على التدريب على تذكر الكلمات الجديدة، والقيام بالاتصالات والربط بينها، واستخدامها في المواقف السياقية.[1]

مدى أهمية تعلم اللغات للأطفال

تغذي اللغات شعور الأطفال بالتعاطف والتفاهم تجاه الآخرين في وقت حرج من نموهم، كما تفتح أيضًا مسارات جديدة للنجاح المهني في مكان العمل المعولم. فأيًا كان الوقت، لم يكن من المبكر أبدًا أن نبدأ في تعلم الطفل للغة أخرى جديدة. فهي عملية ممتعة، تعزز النمو الصحي، و لن تتوقف فوائدها المعرفية والاجتماعية العديدة مدى الحياة. تلك هي  بعض الأسباب التي تجعل تعلم اللغة أمرًا يضيف لطفلك في مهارات عديدة، بل وعديدة:[2]

التعلم المبكر أسهل وأسرع ويدوم طويلًا

الأطفال الذين يتعلمون لغة أخرى قبل سن الخامسة يستخدمون نفس الجزء من الدماغ للحصول على تلك اللغة الثانية التي يستخدمونها لتعلم لغتهم الأم. tالمتعلمين الأصغر سنًا لا يعوقهم الخوف من ارتكاب الأخطاء، وهو ما يشكل في بعض الأحيان عقبة أمام المبتدئين الأكبر سنًا. بالإضافة إلى أن طول الوقت الذي يستطيع الطالب تكريسه لتعلم اللغة له علاقة مباشرة وإيجابية بالنمو الإدراكي. كما أن الإستمرارية تيتيح الفرصة للمتعلمين للنمو جنبًا إلى جنب مع اللغة والثقافة الإضافيتين، مما يطوّر صلة أعمق مع نضوجهم.[3]

توسيع الأُفق

تظهر الأبحاث أن تعلم لغة ثانية يعزز مهارات حل المشاكل، والتفكير النقدي، ومهارات الاستماع، بالإضافة إلى تحسين الذاكرة، والتركيز، والقدرة على تعدد المهام. كما يظهر الأطفال الذين يتقنون اللغات الأخرى علامات على تعزيز الإبداع والمرونة العقلية.[3]

تعزيز إنجازهم الأكاديمي

والفوائد الإدراكية لتعلم اللغة لها تأثير مباشر على التحصيل الأكاديمي للطفل. وبالمقارنة مع أولئك الذين لا يملكون لغة إضافية، فإن الأطفال ثنائي اللغة يطورون مهارات أسرع وأفضل للقراءة والكتابة والرياضيات، وهم يحصلون بشكل عام على درجات أعلى في الاختبارات الموحدة.[4]

نمو الحس الفضولي وتكوين شخصياتهم

فقد يُظهرالأطفال الذين يتعرضون مبكرًا للغات أخرى مواقف أكثر إيجابية إزاء الثقافات المرتبطة بتلك اللغات. وتجربة تعلم لغة ما تُفتح عيونهم على العالم بطرق لم يكونوا ليتعرضوا لها إلا بتعلم لغات جديدة. عندما يتعلم الأطفال لغة جديدة، لابد وأن يتعرفو بالعادات والقيم التي تنتمي إلى مجتمع اللغة –وهو مجتمع مختلف- . وهذا ما يشجعهم على التفكير من وجهة نظر جديدة في تحسين الحساسية الثقافية. وفي وقت حرج من نموهم، يتعرض الأطفال لطرق جديدة لرؤية العالم وتقدير من أين يأتي الآخرون مما يؤثر بشكل كبير في تحديد شخصياتهم.[4]

لا تترد في الدفع بطفلك ليتعلم لغة أو اثنتين، بل وثلاثة

خلافًا للاعتقاد السائد، لا يخلط الأطفال الصغاربين اللغات،ولايحدث تشتت بإدخال لغات متعددة في نفس الوقت. لإن اكتساب لغة ثانية في وقت مبكر من الحياة يدفع دماغ الطفل إلى تعلم لغات أخرى متعددة، الأمر الذي يفتح المجال أمام عالم من الفرص في وقت لاحق.

لتعلم أكثر من لغة فوائد صحية

التحدث بلغات متعددة يمكن أن يبطئ الإصابة بالألزهايمر وتأخير الخرف. باستخدام مستقبلات مختلفة، يجد الدماغ طرق جديدة تمامًا لمعالجة المعلومات، وهذا يساعد على حماية وظيفته.[5]

يرتبط تعدد اللغات بارتفاع الدخل

فقد أظهرت عدة دراسات وجود ارتباط بين تعدد اللغات وإمكانات الكسب. وتتسع مجالات وفرص الوظائف المتاحة، لأن هناك فرصًا للعثور على فرص عمل، بل مناصب في بلدان أخرى، كما أن أصحاب العمل يُقدرون هذه المهارات لأنها ترتبط بمهارات اتصال قوية وبعقلية دولية.[6]

تعلم اللغات يوسع النظرة للعالم الخارجي

لكل لغة أسلوبها الخاص، وألفاظها، ومراجعها الثقافية وتراثها. والأطفال الذين يتعرضون لهذه السمات؛ والأفكارالتي تمثلها الللغة، والمفردات الجديدة والتباين النحوي، تطور نفسها وتتسلح بالأدوات اللازمة لفهم العالم بطرق جديدة تمامًا.[4]

كيف يتعلم الأطفال اللغات؟

في مجال الطفولة المبكرة، الصمت ليس من ذهب. فالكلمات المنطوقة هي فرص للتعلم ينبغي أن تحدث طوال اليوم، لا سيما أثناء المحادثات بين الأطفال وبين المعلمين والأطفال

واللغة البشرية طريقة معروفة للتواصل. ولا يوجد شكل آخر من أشكال الاتصال في العالم الطبيعي ينقل الكثير من المعلومات في هذه الفترة الزمنية القصيرة مثلما يفعل التواصل باللغة.

من الملاحظ أنه في غضون ثلاث سنوات قصيرة يمكن للطفل أن يسمع أو يحاكي أو يستكشف أو يمارس، في المجمل هو يتعلم “اللغة”.

ولا توجد شفرة جينية تدفع الطفل إلى التحدث بالإنجليزية أو الإسبانية أو اليابانية. اللغة متعلّمة. نحن وُلدنا ولدينا القدرة على صنع قرابة 40 صوت وعلم الوراثة يسمح لدماغنا بصنع روابط بين الأصوات والأشياء أو الأفعال أو الأفكار…، ويسمح الجمع بين هذه القدرات بإنشاء لغة. فالأصوات أصبح لها معنى.

اكتساب اللغة هو نتاج تعلم نشط ومتكرر ومعقد. ويتعلم دماغ الطفل ويتغير أثناء اكتساب اللغة في السنوات الست الأولى من حياته أكثر من أي قدرة إدراكية أخرى يعمل على اكتسابها. وكما ذكرنا سابقًا يمكن أن تكون عملية التعلم هذه أسهل للأطفال عن الكبار خاصةً عندما يكون الكبار مشاركين نشطين.

وتطوير اللغة نفسها عملية مذهلة. ومن المثير للاهتمام أن جميع الأطفال، بغض النظر عن اللغة التي يتحدث بها آباؤهم، يتعلمون اللغة بنفس الطريقة، فتؤثرعوامل مختلفة كثيرة على الوقت الذي تستغرقه تلك العملية.[7]

وهناك ثلاث مراحل من تطور اللغات تحدث في نمط مألوف. لذا، عندما يتعلم الأطفال التحدث أو الفهم والتواصل، فإنهم يتابعون سلسلة متوقعة من المعالم عندما يبدأون في إتقان لغتهم الأصلية.

المرحلة الأولى: تعلم الأصوات

عندما يولد الأطفال، يمكنهم سماع وتمييز جميع الأصوات في جميع اللغات في العالم. حوالي 150 صوت في حوالي 6500 لغة، رغم أنه لا توجد لغة تستخدم كل تلك الأصوات التي تسمى “الصوتيات”. فالإنجليزية مثلًا لديها حوالي 44.2 صوت، وهناك بعض اللغات تستخدم أكثر والبعض يستخدم أقل.

 وفي هذه المرحلة يتعلم الأطفال (تُنتقى) الأصوات التى تُستخدم في اللغة التى ينتمي إليها الطفل.

أفضل طريقة لتعزيز تطوير اللغة للأطفال ببساطة هي التحدث مع طفلك. ويتعلم الأطفال من خلال الاستماع إلى العالم من حولهم، لذا، فكلما زادت اللغة التي يتعرضون لها كلما كانت فرصة التعلم أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك إسقاط الكلمات على أفعالهم. التحدث معهم والدفع بهم في محادثات. ومع ذلك، فمجرد التحدث معهم باهتمام يكفي لكي يلتقطوا اللغة.

وعلى الرغم من أن جميع الأطفال يتعلمون في المراحل الأساسية المعروفة، فإن اللغة تتطور بمعدلات مختلفة بين الأطفال.

حديثي الولادة: عندما يولد الأطفال، يمكنهم بالفعل الاستجابة لإيقاع اللغة. يمكنهم التعرف على الوتيرة التى يتحدث بها الشخص، وإيقاع الكلام.

في عُمر 4 أشهر، يمكن للأطفال أن يميزوا بين الأصوات اللغوية والضوضاء الأخرى. على سبيل المثال، يعرفون الفرق بين الكلمة المنطوقة والتصفيق.

بحلول 6 أشهر، يبدأ الأطفال في الثرثرة وهذه هي أول علامة على أن الطفل يتعلم لغة. الأطفال الآن قادرون على صنع كل الأصوات بكل لغات العالم، وبحلول السنة، ستُنتقى الأصوات لتُمارس الأصوات التى تنتمي للغة التى يُراد للطفل أن يتعلمها، وتضمر تلك التي ليست جزءًا من اللغة التي يتعلمها.

 المرحلة الثانية: تعلم الكلمات

في هذه المرحلة ، يتعلم الأطفال كيفية خلق المعنى من أصوات اللغة.

خطوة هامة لأن كل ما نقوله هو حقًا مجرد سلسلة من الأصوات. لجعل هذه الأصوات منطقية، يجب أن يكون الطفل قادرًا على التعرف على حيث تنتهي كلمة واحدة وتبدأ أخرى. العملية التي تُسمى “حدود الكلمات”

في كثير من الأحيان يمكن مساعدة طفلك على بناء مهاراتهم اللغوية عن طريق القراءة لهم. وبطبيعة الحال، يستمر الأطفال في إجراء محادثات مركزة على الأطفال معهم كما أظهرت الدراسات أن الأطفال يتعلمون اللغة على أفضل وجه في السياق الاجتماعي. وهناك طريقة أخرى لتشجيع مهاراتهم في مجال التواصل والمهارات الاجتماعية تتلخص في تقليد أصواتهم (مثل ثرثرتهم) وقولها لهم مرة أخرى. ومن بين هذه الطرق: يمكنك أيضًا أن تعكس تعابير وجوههم وتصف أفعالهم فضلًا عن سرد ما يحدث حولهم.

مع تطور طفلك خلال النصف الثاني من عامهم الأول وحتى مرحلة البلوغ، فإن قدرتهم على إصدار الأصوات والرد على المحادثات تستمر في التحسن.

في عمر 8 أشهر: وعلى الرغم من أنهم يعترفون بهذه المجموعات الصوتية على أنها كلمات، فإنهم ما زالوا يتعلمون معنى هذه الكلمات. ومن الأرجح أن يفهم الأطفال في هذه السن معنى الكلمات المتصلة بتجاربهم اليومية ، ولا سيما الكلمات الخاصة بالغذاء واللعب.

في عمر 12 شهرًا، عند هذه النقطة الأطفال قادرون على ربط المعاني بالكلمات. بمجرد أن يتمكنوا من فعل ذلك،  يمكنهم البدء في بناء مفردات. كما يبدأون بتقليد كلمات جديدة يسمعونها.

  وفي عُمر 18 شهرًا: يمكن للأطفال معرفة كيفية استخدام الكلمات التي يتعلمونها من أجل التواصل. وفي هذه المرحلة من تطور اللغة، يتمكن الأطفال من إدراك الفرق بين الأسماء والأفعال. (على الأرجح أغلب الكلمات المُتعلمة هي أسماء وليست أفعال)

المرحلة الثالثة: تعلم الجُمل

وخلال هذه المرحلة، يتعلم الأطفال كيفية خلق الجمل. مما يعني أنها يمكن أن تضع الكلمات في الترتيب الصحيح. كما يتعلم الأطفال الفرق بين الصحة النحوية والمعنى. ولتعزيز تطوير اللغة خلال هذه المرحلة نموذج عادات الكلام الجيدة والتواصل السليم من خلال التحدث بوضوح، والنظر إليهم أثناء التحدث في العين، وعدم الانقطاع، وإعطائهم فرصة للحديث. يمكنك أيضا أن تضيف إلى ما يقولون لإعطائهم فكرة إضافية أكثر تعقيدًا للتعبيرعن أفكارهم وطلباتهم. اسأل طفلك الكثير من الأسئلة وشجع أسئلتهم أيضًا على مواصلة الحوار.

في عمر 24 شهرًا: يبدأ الأطفال بالتحدث مُستخدمين أكثر من إسم وفعل ويكتسبون فهماً لهيكل الجملة الأساسي. كما يستطيعون تمييز الترتيب الصحيح للكلمات في جملة ويمكنهم خلق جمل بسيطة.

بعد 3 سنوات: ومع نموهم، يستمر الأطفال في توسيع مفرداتهم وتطوير لغة أكثر تعقيدًا. ويظل استخدامهم للغة لا يشبه تمامًا لغة البالغين حتى سن الحادية عشرة تقريبًا.[7]

ماذا عليك فعله كأحد الوالدين لتساعد طفلك على تعلم لغة جديدة؟

اخلق مسارًا من المحادثات المستمرة بينكم أو مع رفاقهم. التحدث مع الأطفال وتشجيعهم على إجراء محادثات مع بعضهم البعض. عدة مرات خلال اليوم، مساعدة الأطفال على ممارسة “المناقشة” حول مواضيع مختلفة، يمكنك مشاركة رفاقهم المحادثة. المواضيع تكون بسيطة، قد تشمل ما فعلوا خلال عطلة نهاية الأسبوع، رأيهم حول قصة، شخصيات مؤثرة في كتاب قرأته لهم للتو، أو شاهدوها في فيلم قصير.

استخدم الكلمات حسب الموضوع. استخدم ألعاب الكلمات لمساعدة الأطفال على تعلم القافية، وفهم المعارضات، وإيجاد أكبر عدد ممكن من الكلمات لوصف كائن ما، وتعلم أسماء الأشياء الجديدة. يمكنك جعل هذا أكثر إثارة عن طريق اختيار موضوع لتوجيه هذا.

إشراك الأطفال في تمارين الاستماع. وكثيرًا ما ننسى أن اللغة متقبلة ومعبرة على حد سواء. تأكد من أن الأطفال لا مجرد مقلدين للكلمات، بل يتعلمون مما يقولون. ومن الضروري أن يستمع الأطفال إلى ما يسمعونه ويتلقونه بدقة وأن يعالجونه بفعالية.

مارسوا تدريبات حيث يُطلب من الأطفال إعادة ما سمعوك تقوله، من المتوقع أنه في كثير من الأحيان إ قد تكون تفسيراتهم متنوعة وغير دقيقة كل مرة.

ما هي بعض وسائل تعلم اللغة؟

التعلم من خلال القصائد

من المفيد تعلم النصوص باللغات الأجنبية عن ظهر قلب لأنها تساعد على تنشيط المفردات والنصوص في الوقت الذي تحسن فيه نطق هذه المفردات. الكثير من الأطفال يميلون لتعلم الأغاني، القصائد، وحتى الأمثال. جميعها تلعب دورًا كبيرًا في تطوير الطلاقة اللغوية..

مع الشعر والقافية، يستقبل دماغنا تلقائيًا إشارة أن بنية النص مهمة، مما يجعلنا نتذكرها. الشعر هو أيضًا أكثر تعبيرًا وإبداعًا وعاطفية من النثر، ويساعد أيضًا ذاكرتنا.

عندما تختار القصائد والقوافي لتساعدك على تعليم طفلك لغة ما، تذكر أنها يجب أن تراعي أن:

الأطفال لديهم اهتمام قصير الأمد وغالبًا ما يكافحون من أجل الحفاظ على التركيز.

الأطفال أكثر عرضة لتذكر القافية أو القصيدة أو القصة إذا فهموا معناها.

لا تتضمن القصيدة سوى قواعد قواعد مألوفة: لأن القواعد المجهولة يمكن أن تكون مربكة ومخيفة للأطفال

تحتوي  القصيدة على كلمات مألوفة في معظمها: لأن الكلمات الجديدة والصعبة من المرجح أن تُصرف الانتباه عن التعلم.

التعلم من خلال الأغاني

والأسهل من تعلم اللغة من خلال الشِعر والقوافي هو اللتعلم من خلال الأغاني، ويرجع هذا إلى أن الموسيقى، وفقاً للعلم، تساعدنا على تذكر الأشياء بشكل أفضل من خلال تقطيع المعلومات، إذ نقوم بتجميع أجزاء فردية من المعلومات معًا إلى وحدات أكبر حجمًا. ذاكرتنا قصيرة المدى يمكن أن تحمل فقط حوالي 7 وحدات من المعلومات في كل مرة، والموسيقى تسمح لنا بقطع كلمات معا من خلال ربط الكلمات والعبارات في أغنية، مما يجعل من الأرجح أننا سوف نتذكر الأغنية عن طريق القطع التي تحملها.

ومن الأفضل تعليم أطفالك الأغاني عن طريق مرافقتهم بالحركات لأن الأطفال يحبون التنقل والرقص. فالنشاط الممتع يساعد الأطفال على تعلم لغة، وهم أكثر عرضة لتذكرها إذا تعلموها بينما يستمتعون بأنفسهم.

تعلم اللغة من خلال الأنشطة

التعلم عن طريق الألعاب

ينصح علماء النفس من جميع أنحاء العالم بتعليم الأطفال أي شيء بطريقة مبهجة لأن اللعب يساعد على تغذية الخيال ويعطي الطفل إحساسًا بالمغامرة. اللعب هو في الواقع أفضل طريقة لتعلم لغة للأطفال الصغار، وفقًا للخبراء. ومن خلاله، يمكنهم تعلم المهارات الأساسية مثل حل المشاكل، والعمل مع الآخرين والمشاركة لاسيما المهارات اللغوية.

إذا قررت تعليم ابنك لغة من خلال اللعب، احرص على الاستعانة بالألعاب القصيرة، دائمًا تذكر أن طول انتباه الطفل قصير. فلا تزيد مدة اللعب مع الأطفال أكثر من 30 دقيقة أو ساعة على أقصى تقدير.

التعلم من خلال جمع الأشياء

يمكن استغلال حُب الأطفال لجمع الأشياء في تعلم لغة جديدة، على سبيل المثال، الزهور، أو الأوراق بالخارج! هذا لأنه يسمح لهم بقضاء وقت خارج الطبيعة بينما يعبرون عن فرديتهم من خلال اهتمامهم الخاص والعثور على الأشياء التي يمكنهم تقديمها للآخرين. فكرة عظيمة لتعلم اللغة هي أن تطلب من طفلك جمع بعض الأشياء التي يحبونها ، لتنظيم معرض صغير، وكتابة عنوان لكل معرض بلغة أخرى.

الأفكار الابتكارية

نشاط آخر يحبه الأطفال هو الأعمال اليدوية الابتكارية، فالأطفال يحبون قضاء الوقت مع والديهم حينما يصنعون شيئًا. وتساعد الأنشطة التي تسلط الضوء على مهارات الأطفال على تطوير إبداعهم،

فمثلًا، إنشاء بطاقات المعايدة باللغة المطلوب تعلمها، طهي وجبة جديدة مع الطفل مع التركيز على تعلم أسماء محتوايتها باللغة المستهدفة، صنع أشكالًا للحيوانات والنباتات لتعلم أسمائها باللغة الجديدة، وهكذا…

المصادر

[1]middlebury

[2]cambridgeenglish

[3]opentextbc

[4]uchicago

[5]mayoclinic

[6]ncbi

[7]verywellfamily

التبني تجربة اجتماعية أم تحدٍ تربوي؟

التبني هو علاقة يقوم فيها زوجان أو أسرة بالحصول على صلاحية انضمام طفلٍ لا يمكن لوالديه البيولوجيين تربيته لأي سبب. فيعتبر نقلًا قانونيًا لجميع حقوق الطفل إلى الزوجين أو الأسرة، ويتوجب على الوالدين المتبنيين الالتزام بحقوق الطفل، من رعاية كاملة وتربية، فيحصل على جميع الفوائد العاطفية والاجتماعية[1]. سنتناول في هذه المقالة لمحة تاريخية عن التبني، وسنحاول معرفة هل التبني تجربة اجتماعية أم تحدٍ تربوي؟

لمحة تاريخية عن التبني

يوجد مفهوم التبني في مختلف الثقافات والبلدان ويمكن أن نتتبعه حتى روما القديمة، حيث المنشأ، متتبعين رحلة تطوره قوميًا ثم دوليًا.

ظهرت الصورة الأولى لنظام التبني في القرن السادس. فحسب نصوص القانون الروماني Codex Justinianeus. فإنه يمكن للحاكم أو البطريرك أن يستعين بطفل من أسرة أخرى “نبيلة” في حالة احتمالية وفاته دون وريث”ذكر”. فكان هدفه تقليديًا هو مواصلة خط الذكور لأغراض الإرث والوراثة؛ وكان معظم المتبنين من الذكور. إذ تلجأ الأسرة الحاكمة لتبني طفل من أسرة ذات عدد كبير من الأطفال. فيتمتع هذا الطفل بكافة الحقوق التى قد يتمتع بها الطفل الحقيقي للأسرة في حال وجوده. كما يرث كباقي أفراد الأسرة الجديدة.

واستمر التبني في هذا السياق إلى حدود الإمبراطورية البيزنطية (330 إلى 1453) حتى أواخر العصور الوسطى (1300 إلى 1500) . ثم بدأت القوانين تتغير، إذ لم يسمح القانون الفرنسي بالتبني، كما حظر القانون الإيطالي والقانون العام الإنجليزي التبني حظرًا صريحًا. وذلك بسبب التحول في السياسية خلال تلك الفترة (فترة العصور الوسطى). إذ أُعيدت صياغة قوانين المواريث وأصبح الميراث قاصرًا على صِلات القرابة بالدم فقط. في محاولة للحفاظ على أعراق الأسر المالكة والتحكم في الثروات المملوكة لها.

في ذلك الوقت، كان هناك أطفال بحاجة للتبني، ومع حظر تبنى الأطفال، بدأ إيداع الأطفال فاقدي العائل في مبانٍ وطنية أو مراكز دينية. حيث اعتنى بهم مسؤولي الدير أو المؤسسة الدينية. وعندما يشتد عضد الطفل ويكبر، يقوم بالخدمة في هذا الدير أو المؤسسة التي تولت رعايته. ومع تزايد عدد الأطفال عديمي المأوى، بدأت الكنيسة في تنظيم الممارسة المؤدية إلى ظهور دور الأيتام الرسمية الأولى في أوروبا.

ثم توسعت مراكز الرعاية تلك بسرعة إلى خارج الكنيسة. وسرعان ما تم الزّج بالأطفال كقوة عاملة في القطاع العام والخاص دون النظر إلى حقوقهم من الدعم. ثم ولدت فكرة استعباد الكفلاء كفرصة لنقل الأطفال من دور الأيتام المزدحمة إلى كفالة أُسر تُعلم الطفل حرفة أو مهنة ليعول نفسه أو أسرته الكافلة. وغالبًا ما يتم إجبارهم على التلمذة الصناعية تلك حتى بلوغهم سن الرشد.

واستمر هذا الشكل من العبودية بإسم التبني حتى متصف القرن التاسع عشر. حين ظهر سياق أيديولوجي جديد وهو النظر في أهمية دور الجماعة في حياة الفرد. فبرزت أهمية رفاه الأطفال عديمي الأُسر، واعتبار التبني وسيلة لتعزيز مصلحة الطفل وتوفير مناخ أفضل لتنشئته.[2]

أول قانون للتبني

في عام 1851، صدر قانون ماساتشوستس لتبني الأطفال. والذي يقتضي بضرورة تأكد القاضي من حصول الوالدين المتبنيين على موافقة الوالدين البيولوجيين أو الوصي على الطفل. بالإضافة إلى ضرورة التأكد وإثبات القدرة والإمكانات الكافية لتربية الطفل المتبني بما في ذلك توفير فرصة التعليم المناسبة له. وتُترك الموافقة على قرار التبني للقاضي. مما جعل مسألة التبني إحدى شؤون الدولة وتتم تحت إشرافها. ويعتبر قانون ماساتشوستس هو أول قانون تبني يهدف إلى حماية حقوق الطفل.[3]

واستمرت فكرة التبني في النمو والتحور مرورًا بفكرة قطارات الأيتام وذلك نتيجة اكتظاظ دور الأيتام بالأطفال بعد أن أوقفت الحرب الأهلية حالات التبني. فجاء تشارلز لورينغ برايس، مدير جمعية نيويورك لمساعدة الأطفال بفكرة قطارات الأيتام، وهي فكرة قائمة على نقل الأطفال من المدن مثل نيويورك وبوستن إلى الغرب الأمريكي، لتتبناهم أُسر تقوم على رعايتهم وتشغيلهم في نفس الوقت. وقد كانت بعض تلك الأسر جيدة وصالحة بينما كان بعضها الآخر سيئًا وغير مُخول برعاية الطفل، إذ تعرضه لأسوأ معاملة.[4]

التبني دوليًا

بدأ تاريخ التبني الدولي بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية. إذ أُرسل الأطفال اليتامى من ألمانيا إلى الأسر في اليونان واليابان وحتى الولايات المتحدة. فكانت الأسر في الولايات المتحدة ترسل وكيلًا إلى المحكمة لإكمال إجراءات عملية التبني في بلد المنشأ للطفل. ولهذا وصفت بكونها “تبني بالوكالة”. وقد استمرت بل وتزايدت عمليات التبني تلك، خاصة في أعقاب الحروب الفيتنامية والكورية.

استمر”التبني بالوكالة” حتى عام 1955، حينما مارس هاري وبيرثا هولت الضغط على الكونجرس لتولي مسؤولية عمليات التبني المستجدة. فأُنشئت أول وكالة دولية للتبني باسم وكالة هولت الدولية لخدمات الأطفال. والتى ما تزال قائمة حتى اليوم.[5]

التبني حتى يومنا هذا

منذ الستينات، نما نشاط الوكالات في تحديد أو تصنيف الأطفال المنتظرين في دور الرعاية. فقد وصف بعضهم بأن لهم احتياجات خاصة بعد تشخيص إعاقة. أو صنّفوا حسب أعمارهم، أو تم وضعهم كمجموعات أخوية. وقد يصنفون حسب العرق أيضا. ومنذ تلك الفترة زاد قبول تبني الأطفال ذوي الرعاية الخاصة للإهتمام بتعليمهم. واستمرت عمليات التبني في التوسع والإزدياد، فعندما فتحت الصين أبوبها أمام فرص التبني عام 1992، ارتفعت أعداد حالات التبني إلى عنان السماء.[6]

وخلال عام 2004 (ذروة التبني الدولي) تمت 22.990 حالة تبني من بلد أجنبي إلى الولايات المتحدة. وخلال العام نفسه حدثت 45.288 حالة تبني في العالم كله. وقد اكتسب الأمر أهمية بالغة لضمان حق الطفل المُتبنى في التعليم، فقد نشأت اتفاقية لاهاي عام 1993 لتكفل حقوق الطفل المدفوعة والحرص على أخلاقية ومشروعية إجراءات التبني. خاصةً بعد إحاطة أكثر عمليات التبني الدولي بشائعات الفساد مما أدى إلى إغلاق بعض الدول أبوابها وقوانينها الباب في وجه عمليات التبني عامةً.[7]

الأبوة والأمومة سلوك يتسم بالتحدي لأطفال التبني

يواجه الآباء بالتبني معرفة ما الذي يدفع طفلهم إلى التصرف بالطريقة التي يتصرفون بها وما يمكنهم فعله لمساعدتهم على التعامل.

من المهم إدراك واستيعاب أن الصدمة النفسية التي عانى أو يعاني منها الطفل قبل أن ينضم لأسرتك يمكن أن تظهر في سلوكه، مستواه التحصيلي،.. فلابد من استيعابها وتسلحك بالموارد المناسبة للتعامل مع الطفل وتهذيبه ودعمه. ولتعلم أن مرحلة انتقال الطفل إلى منزلك ليست النهاية، وأنها مرحلة خطرة لابد من الاستعداد المناسب لها. فمن المهم إدراك تلك الحقيقة الصعبة. فبناء المهارات للوالدين مهمة ليست سهلة وعلينا أن نقوم بالعمل لمعرفة ما يحتاج إليه طفلنا كي ينجح، كما نحتاج أيضًا إلى معرفة ما يجري داخلنا والذي قد يحوُل دون نجاح الطفل في بيوتنا.

علي مدى سنتين، أجريت دراسة على بعض الأطفال المُتبنين مؤخرًا من مؤسسات الرعاية، يظهر الأطفال تحسنًا كبيرًا لكن غير كامل من ناحية معالم النمو. فقد بُنيت الدراسة على الفحص البدني وتقييم كفاءة عمل الغدد ونمو العظام، كذلك الاختبارات المعرفية العصبية، والفحوصات السلوكية. خلصت الدراسة إلى أن الأطفال يعانون من عجز وخلل في النمو المعرفي مع تحسن الضوابط والمؤثرات. فالتماسك الأسري وإتاحة فرصة التعبير عن الذات عاملان مهمان للتطور السلوكي المعرفي، ويطوران مشاكل سلوكية أقل. والعكس، فالتنازع الأسري وزيادة فرض القواعد والتقييد يطوران خللا معرفيا وسلوكيا.[8]

إذ تؤدي البيئة الأسرية المتماسكة إلى تخفيف حدة المحن والخبرات القاسية السابقة لدي الأطفال الصغار. بينما تركز النزاعات الأسرية على تذكر الشدائد السابقة.

 وتؤثر عوامل أخرى كثيرة على نمو الطفل. فهناك عاملان يشيعان عند آباء الأطفال الحاضنين أو المتبنين هما الصدمة وتأخر النمو. فكما ذكرنا سابقًا فإن سوء الأحوال الأسرية هو مجرد مثير للصدمة التي تعرض لها الطفل سابقًا. والتأخيرات في النمو يمكن أحيانًا أن تكون سابقة أو تتعايش مع الصدمات الناجمة عن الإساءة أو الإهمال التي تعرض لها أطفالنا.

المسائل السلوكية والعاطفية في الأطفال المتبنين

إن الأطفال المتبنين لديهم سلوكيات واحتياجات فردية كمثل الأطفال الطبيعيين، بل قد تتطلب السلوكيات التي طورت وتشكلت في الحياة المؤسسية أو دور الرعاية، بالإضافة إلى تلك التي تنتج عن اضطراب كبير في الحياة أو نتيجة التعرض إلى صدمة، اهتمامًا خاصًا. والأسرة المتبنية هي المسؤولة عن تولي مهام التربية والتهذيب والتطوير، والأخذ في الاعتبار أن المعاملة المناسبة للطفل المتبني ذو التاريخ المختلف من الخبرات والصدمات قد تكون مختلفة عن المعاملة المناسبة للأطفال البيولوجيين، إنه حقًا تحدٍ كبير!

قد يكون للأطفال المتبنيين مشاكل سلوكية مثل نوبات الغضب العنيفة أو التحفيز الذاتي الحسي في أوقات التوتر أو الإثارة، وقد يمتثلون أيضًا لسلوكيات مُعارضة أو عدوانية أو اكتئاب  أو قلق.

كما قد تؤثر الاختلافات الثقافية أيضًا على سلوك الطفل بطرق لا يسهل على الأسرة إدراكها. كما قد يصعب على الأطفال الجدد في الأسرة (المتبنون) فهم عواطف الآخرين مما يتسبب في حدوث فجوة اجتماعية. من الممكن أيضًا أن تتعارض السلوكيات السابق تطورها ( في دور الرعاية) مع السلوكيات الجديدة المرغوبة أو غير اللائقة في الأسرة. لعل أحد أهم المعضلات هو التعلق، التعلق وتنمية الثقة بين الطفل وأفراد الأسرة، والأسرة كلها ككيان. والسنوات القليلة الأولى في حياة الفرد هي الأضعف والأنسب لتطور التعلق، فيعتبر زرع الثقة والأمان في نفس الطفل تحديا كبيرا، يولد النجاح فيه التعلق ونمو الإحساس بالإنتماء لدى الطفل.[9]

التبني والصحة العقلية

تبين بعض الدراسات التي أجرتها الولايات المتحدة أن الأطفال المتبنين معرضون لمشاكل عاطفية وسلوكية أكثر من الأطفال غير المتبنين.

وعندما يتعلق الأمر بالعلاقة بين التبني والصحة العقلية، فالمعرفة هي القوة. وبوصفك أحد الوالدين، فإن مجرد إدراك أن طفلك قد يتعرض لواحدة أو أكثر من أي مشاكل قد تؤثر على صحته العقلية يشكل خطوة أولى هامة. ولأن الأطفال غير قادرين عادة على التعبير أو حتى تحديد ما يشعرون به، فمن غير المرجح أن يطلبوا المساعدة. من خلال تثقيف نفسك عن المشاعر التي يعيشها المتبنون نتيجة تبنيهم، يمكنك توفير دعم أفضل يحتاج إليه طفلك.

عادة ما يحتاج الطفل الذي يصارع أي اضطراب اكتئابي أو قلق أو سلوك إلى خطة علاج متعددة الأوجه لمعالجة السلوك و الوصول للاستقرار العاطفي في المنزل وفي المدرسة وفي البيئة الاجتماعية. اعتمادًا على عوامل مثل عمر الطفل وشدة الاضطراب، قد يشمل العلاج شكلًا من أشكال العلاج التفاعلي مثل الفن أو المغامرة أو الموسيقى أو اللعب. هذه العلاجات يمكن أن تساعد في التواصل مع مشاعرالطفل وتعلمه السلوكيات الإيجابية. وبينما تتابع العلاج لطفلك، لا تهمل بقية العائلة. فالمرض العقلي هو مرض يصيب كل شخص في المنزل. والواقع أن متلازمة الاكتئاب بعد التبني هي حالة معروفة لدى الآباء الذين تبنوا طفلاً مؤخراً. الأعراض مشابهة للاكتئاب بعد الولادة في الآباء والأمهات.[10]

المصادر

[1]adoption

[2]adoption

[3]britannica

[4]socialwelfare

[5]uoregon

[6]brandeis

[7]brandeis

[8]ncbi

[9]chop

[10]evidence

ما العلاقة بين الثناء وتطوير النرجسية لدي الأطفال؟

من منا لا يحب أن يُشعر ابنه بأنه مُميز، مانحًا إياه جرعات الثناء من حين لآخر، من أجل أن يشعر بالثقة ويستزيد بها؟ يبدأ ذلك غالبًا وقت الثناء والمدح حينما يقوم صغيرك بعمل جيد، حيث يشعر بالتميز، وربما يشعر بأنه أفضل من الآخرين. وقد يتوقع الثناء الدائم ولا يرضى عنه بديلًا! قد يسعى لنجاحه الشخصي فقط راجيًا المعاملة الاستثنائية، ولا تتحقق سعادته إلا بالوصول لتلك الدرجة من التشبع بإحساس التميز. يأتي الثناء ثماره، لكن هل من وجه آخر للثناء والمدح يمكن أن يرتد على شخصية طفلك بالطابع النرجسي؟  هنا يمكنت أن نطرح سؤالًا، ما العلاقة بين الثناء وتطوير النرجسية لدي الأطفال؟

ما هو الثناء؟

الثناء هو رد فعل يقوم به المُربي ليخبر الطفل بأنه راض عن الطريقة التي يتصرف بها، فهو صورة من صور التشجيع على الجهد المبذول من قٍبل الطفل، ويمكن أن يبدأ في أي عُمر، فهو يعزز السلوك المرغوب. يغذي الثناء ثقة طفلك، فإذا كنت تظهر لطفلك كيفية التفكير والحديث بشكل إيجابي عن نفسه. فإنك تساعد طفلك أن يتعلم كيف يعرف نفسه، وكيف يشعر بالفخر بنفسه.[1]

يمكنك أن تثني على الأطفال من مختلف الأعمار لأشياء مختلفة. قد تثني على طفل أصغر سنًا لقيامه بفعل ما أو توقفه عن القيام بفعل ما عندما يطلب منه ذلك. يمكنك الثناء على طفل في سن المراهقة عند إيفائه بعهده معك، أو للقيام بفعل ما دون أن يتم تذكيره به.

استخدام الثناء والتشجيع والمكافآت لتغيير السلوك

من الأرجح أن يكرر الأطفال سلوكهم الذي يكسب الثناء أو التشجيع. وهذا يعني أنه يمكنك استخدام الثناء والتشجيع لتغيير السلوك الصعب والاستعاضة عنه بالسلوك المرغوب فيه.

الخطوة الأولى هي مراقبة الأوقات التي يتصرف فيها طفلك بطرق إيجابية، أو التي يبذل فيها جهدًا. عندما ترى هذا، على الفور الفت انتباه طفلك وأخبره بما تحب فعله بالضبط. حتى يود تكراره بنفس الطريقة. يمكنك الثناء في كل مرة ترى فيها نفس السلوك أو الجهد. حتى تقلل الثناء عندما يصبح عادة أو عندما يُكرر. يمكنك أيضًا استخدام التشجيع قبل أن يفعل طفلك شيئًا. خاصة إذا كان طفلك متوترًا بخصوص القيام بفعل ما، مثل قولك “أعرف أنك متوتر بشأن اختباراتك، لكني أعلم أنك اجتهدت، وأنك بذلت قصارى جهدك.”

ويحتاج بعض الأطفال، ولا سيما الأطفال الأقل ثقة في أنفسهم من غيرهم، إلى تشجيع أكثر. وعندما يتركز الثناء على الجهود المبذولة، فمن الأرجح أن يرى الأطفال أن المحاولة الجادة أمر جيد في حد ذاته. كما أنهم أكثر عرضة لمواصلة المحاولة والتفاؤل عندما يواجهون التحديات.[3]

أنواع الثناء

هناك عدة أنماط من الثناء، يمكننا طرحهم في القالبين التاليين:

الثناء الشخصي

هو نمط يسلط الضوء على قدرات الأطفال الطبيعية، مثل الذكاء والمواهب والقدرات، فهو نوع يُستخدم للتعبير عن المودة والتلطف والمداعبة، فالطفل يُدرك فعلا قدراته في الشيء الذي تمدحه عليه. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الثناء ينصب على شيء موجود بالفعل، إلا أنه يجب أن تكون حذرًا مع هذا النوع، خاصة إذا كان الطفل لديه الاستعداد لممارسة موهبة ما، لكنه يفتقر قليلًا إلى مهارات الممارسة الفعلية للموهبة تلك. فقد يشعر حينها بالنقص أو العجز, وقد يعتقد بأنه لا يستطيع تطوير المهارات المنتظرة منه. ويمكن أن يجعل الثناء الشخصي الطفل أقل استعداد لتجربة أشياء جديدة، كما يمكنها أن تمنع الأطفال من التطور عقليًا، لاكتفاءه بما لديه.[2]

الثناء الوصفي

وهناك نمطًا من الثناء وهو الثناء القائم على الجهد المبذول من الأطفال، فالطفل هو المتحكم في الممارسة والإتقان والإتمام. وهذا النوع أكثر تمكينًا وفعالية من الثناء الشخصي. وهو ما يُسمى بالثناء الوصفي وهو عندما تخبر طفلك بالضبط ما تحبه. وهذا يساعد طفلك على فهم بالضبط ما قد فعله بشكل جيد. كما أنه أكثر أصالة من الثناء المطلق -غير المحدد- فالأفضل قول ” الطريقة التى رتبت بها غرفتك جيدة” من قول ” أنت ولد جيد“.

العبارة الأولى (محددة) فهي تُثني على شيء محدد قام به الطفل ومن المتوقع تكراره. أما العبارة الثانية فهو ثناء غير محدد (مطلق) لا يعزز أي قدرة أو تنبه الطفل لما هو مطلوب منه تكراره. فيمكنك جعل الثناء على أساس الجهد أكثر قوة من خلال التركيز على قيمة محددة. فهذا النمط من المديح يخبر الأطفال بوضوح ما فعلوه بشكل جيد، وسيذكرهم بالطريقة المُثلى للأداء في ذلك الموقف.

كيف تقدم الثناء؟

  • عندما تطمئن لسلوك طفلك تجاه أمر ما، اعطه بعض الكلمات التشجيعية بشكل مستمر حول ذاك السلوك، فالأشياء الصغيرة التى تقولها باستمرار، يمكن أن تتراكم بمرور الوقت ليكون لها تأثير كبير على طفلك.
  • ابحث عن طرق غير شفهية للثناء عاى طفلك أو تشجيعه، عن طريق إيماءات الوجه، وبإشارات اليد، والابتسام، وغيرها من الطرق القوية التي تظهر لطفلك أنك منبهر بسلوكه أو جهوده.
  • فاجيء طفلك كمكافأة للسلوك الجيد، مثل أن تفاجأه بالجلوس معه أو اللعب معه بشكل غير متوقع وبشكل مرح.
  • لا تقلل من أي مجهود يُبذلن، وابحث عن التغييرات الإيجابية والنجاحات مهما كانت بسيطة، بدلًا من انتظار شيئًا جديدًا من طفلك حتى تقدم له تشجيعًا.
  • حاول أن تُثني أكثر من أن تنتقد، وكن مرشدًا، فاننتقد مرة مقابل 4 مرات تشجيعية.
  • اثنوا على أطفالكم وشجعوهم على الشعور بالحماس والاعتزاز بما يقومون به فكل مجهود يستحق.
  • حاول أن تجعل ثناءك مناسب للسلوك. فطفلك لا يصدق المديح إذا كان مديحك مبالغ فيه.
  • استخدم اسلوب الثناء والمكافآت بطرق مناسبة للعمر. [4]

 ومع ذلك يمكن أن يأخذ الإفراط في استخدام الثناء إلى أخذ شخصية الطفل إلى منحى سلبي آخر يُسمى اضطراب الشخصية النرجسية. فما هو اضطراب الشخصية النرجسية وإلى أي مدى تؤثر المعاملات الأبوية في تطوره؟

ما هو اضطراب الشخصية النرجسية؟

يرتبط اضطراب الشخصية بحب الشخص – الطفل – الهائل لنفسه وإعجابه بنفسه وأهميته ومتطلباته ورغباته ورفاهه. إذ يعتقد الطفل أنه متفوق ويستحق أن يعامل معاملة أفضل من أي شخص آخر، مع تجاهله التام لمشاعر الآخرين. فالشخصية النرجسية تسبب للشخص إحساسًا مفرطًا بالأهمية، أو حاجة قوية للإعجاب، أو استحقاقًا للمعاملة الخاصة. [5]

في دراسة قيّمت حوال 565 طفلًا هولنديًا تتراوح أعمارهم بين 7 أعوام و12 عامًا حسب مسببات النرجسية مثل التفوق والرضا عن الذات، وتساءل الدراسون عن الكيفية التى يتلقون بها المديح والثناء ومعلومات حول المعاملات عمومًا.

وقد ألقت العديد من الدراسات الضوء على أن المبالغة في تقدير الأطفال والإفراط في تغذيتهم بالمديح يمكن أن يسهم في تنمية النرجسية. فقد وجدت دراسة أن الأطفال الذين يخبرهم آباؤهم باستمرار أنهم متفوقون عن غيرهم، بغض النظر عما يحققونه من تقدم أو تطور، قد سجلوا قياسات نرجسية عالية مقارنة بالأطفال الذين يتلقون نظرة واقعية عن أنفسهم. ذلك لأن المبالغة في الثناء على الأطفال يمكن أن تدفعهم إلى الاعتقاد بأنهم أشخاص مميزون يستحقون الثناء والمعاملة الخاصة (المميزة) طوال الوقت.

ونصحت الدراسة بأنه ينبغي على الوالدين أن يكونا دافئين ومحبين، لكن لا ينبغي أن يقدما الثناء الشامل المطلق للطفل. فالمطلوب هو تحسين الأداء مع الثناء على الجهد المبذول.[6]

التأثير الأبوي على السمات النرجسية

كانت هناك نظريتان متنافستان حول التأثير الأبوي على السمات النرجسية. أحدهما يشير إلى أن النرجسية تتطور كآلية دفاع لمواجهة الافتقار إلى الدفء الأبوي والمودة. بينما ترى الأخرى أنها نتيجة لكثرة الثناء. فنظرية التعلم الاجتماعي تُشير إلى أن النرجسية تتطور عندما يعتقد الآباء أن أطفالهم أكثر أهمية من الآخرين، وأكثر استحقاقًا.[7]

في الدراسة السابق الإشارة إليها، كان الهدف هو قياس مدى احترام الأطفال لذواتهم، وتقييم المودة التي يعيشونها مع والديهم، بينما استكمل الوالدان استبيانات تهدف إلى تقييم المبالغة في التقدير لتقييم مدى حنان الوالدين تجاه أطفالهم. وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن الاستبيان تضمن بنودًا مثل، “طفلى أكثر خصوصية من الآخرين” و”طفلي مثال عظيم يُحتذى به”.

ثم طلب الباحثون من الآباء تقييم مدى ذكاء طفلهم، وقارنوه بمعدل الذكاء الحقيقي للطفل. كما اختبروا مدى تقدير الآباء لمستوى طفلهم الفعلي. ثم قُدمت قائمة طويلة من الموضوعات المختلفة التى من الممكن أن يلم بها طفل في الثامنة من عُمره، مُدرجين بعض الموضوعات المتقدمة، مع بعض الموضوعات غير الموجودة. فلاحظ الدارسون أن الآباء المغالين ادعوا إلمام أطفالهم بجميع المواضيع، بما فيها المتقدمة وغير المدرجة.

وجد الدراسون أن هناك علاقة كبيرة بين المبالغة في تقدير الوالدين والسمات النرجسية في أطفالهم. مشيرون إلى أنه من الجيد أن يعلم الآباء أنهم لا يواجهون خطر خلق النرجسية في شخصيات أطفالهم بين عشية وضحاها. بل هي روابط صغيرة تتضافر ثم تظهر بمرور الوقت. يلعب الثناء المبالغ دورًا هامًا في تطويرها، لكنه ليس السبب الوحيد. آملين في أن تساعد مثل تلك النتائج في تدريب الأبوين على الاعتدال في استخدام الثناء كتدخل إيجابي في توجيه تدريب الأبوة والأمومة. [8]

المصادر

[1] understood
[2] understood
[3]babybonus
[4]parentingforbrain
[5]kqed
[6]ncbi
[7]pnas
[8]forbes

تحسين النسل .. جودة مجتمعية أم عنصرية علمية؟

هل تؤثر سمات والدك على سماتك؟ هل تتدخل موهبة والدتك ـفي مجال ماـ في تكوين ميولك أو شغفك؟ من أين اكتسبت هوايتك؟ هل يمكن أن تصبح فاشلًا إذا كانا والداك موهوبين؟ ماذا عن انتقال الأمراض والعادات السيئة؟ هل يمكن تحسين النسل من خلال انتقاء الصفات الجيدة وتشجيع أصحابها على التكاثر، والحد السمات السيئة عن طريق منع أصحابها من التكاثر والتزاوج؟ هل نطلق عليه جودة مجتمعية أم عنصرية علمية؟

فرانسيس غالتون أبو علم النسل

يُشار لتحسين النسل إلى تحسين الجنس البشري والمجتمع من خلال تشجيع الإنجاب من قِبَل الناس أو السكان الذين يتمتعون بخصائص “مرغوبة” (والتي يطلق عليها اسم “تحسين النسل الإيجابي”) وتثبيط الإنجاب من قِبَل الأشخاص الذين يتمتعون بخصائص “غير مرغوب فيها” (يطلق عليها “تحسين النسل السلبي”) يعتبر فرانسيس غالتون مبتكر مجال تحسين النسل وهو مستكشف وعالم أنثروبولوجيا معروف بدراساته في علم النسل والذكاء البشري.[1]

كان غالتون مقتنعًا بأن الصفات الاجتماعية والعقلية، مثل الموهبة والذكاء تُورث. نشر غالتون أفكاره في مجلة ماكميلان الشعبية  وقام بأبحاث واسعة النطاق لمحاولة إثبات أن الشخصية وأخلاقيات العمل، وغيرها من الصفات كانت وراثية، ويمكن تعقبها من خلال السلالات العائلية. فقد أجرى غالتون العديد من دراساته عن طريق إجراء مسح شامل لأسر العديد من المشاهير المختلفين والرائدين في مجالات مختلفة كالسياسة والطب والقضاء والف، ومجالات اخرى غيرها. إلى أن توصل إلى جمع معلومات كثيرة عن ما يقرب من 997 فردًا من المشاهيرفي حوالي 300 أسرة. ومن خلال تحليل تلك البيانات والمعلومات التي رصدها أستطاع غالتون أن يثبت أن الموهبة والعبقرية والتفوق هي صفات تسري في عائلات بعينها، وأن هذا يعني أنها تنتقل وراثيًا عبر أفراد هذه الأسر. في عام 1869، أصدر مجموعة من البيانات التي جمعها ونشرها تحت عنوان “العبقرية الوراثية” [2]

 في عام 1883، استخدم السير فرانسيس غالتون، مصطلح تحسين النسل. ويعتقد غالتون أن الجنس البشري يمكن أن يساعد في توجيه مستقبله عن طريق تربية الأفراد الذين يتمتعون بصفات “مرغوبة” بشكل انتقائي. فقد وضع غالتون أسس تحسين النسل مشيرًا إلى أنه من الممكن تحسين الجنس البشري والمجتمع من خلال تشجيع الإنجاب من قِبَل الناس أو السكان الذين يتمتعون بخصائص “مرغوبة” (والتي يطلق عليها اسم “تحسين النسل الإيجابي”) وتثبيط الإنجاب من قِبَل الأشخاص الذين يتمتعون بخصائص “غير مرغوب فيها” (يطلق عليها “تحسين النسل السلبي”)

تحسين النسل الإيجابي: صُممت برامج تحسين النسل الإيجابي لتحفيز أولئك الذين يتمتعون بصفات مرغوبة على إنجاب المزيد من الأطفال وبالتالي زيادة عدد الأفراد الذين يتمتعون بهذه الصفات المرغوبة لدى السكان فيستمر “الأفضل” ويستمرانتقال خصائصها.[3]

أما الذين يصرون على أنهم “غير صالحين” أو الذين لا يتمتعون بالسمات المرغوبة فيتم تثقيفهم ضد إنجاب الأطفال لصالح الجنس البشري. ويعتمد هذا الجانب على السلوك الإيثاري أو الإيثاري من جانب أولئك الذين يعتبرون “غير صالحين / مؤهلين”

ولكن عندما لا تنجح فضيلة الإيثار في توجيه الأفراد ذوو الصفات الغير مرغوبة، فإن النهج الثاني (تحسين النسل السلبي) يصبح حلاً أفضل

تحسين النسل السلبي: ويقصد به تثبيط أو حظر الزواج لمن يتمتعون بخصائص غير مرغوب فيها من الناحية التناسلية والعزل الجنسي والتعقيم لمن يتمتعون بهذه الصفات. فخلص غالتون إلى أن وضع النخبة في المجتمع كان بسبب تركيبة جينية جيدة. في حين أن خطط غالتون لتحسين الجنس البشري من خلال التكاثر الانتقائي لم تؤتي ثمارها قط في بريطانيا، إلا أنها في نهاية المطاف أخذت منعطفات شريرة في بلدان أخرى. [4]

تاريخ تحسين النسل في الولايات المتحدة الأمريكية والماضي الأسود

كانت التخوفات من استغلال تحسين النسل لقمع الحريات وسلب الحقوق الانسانية البديهية كالحرية في الزواج، والحرية في الحصول على فرص التعليم والعمل من قِبل الحكومات المتسلطة. يمكن القول بأن تلك المخاوف صدر ومضاتها تاريخ تحسين النسل في الولايات المتحدة الأمريكية.

بدأت حركة  تحسين النسل في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين؛ وكانت الولايات المتحدة أول بلد لديه برنامج منهجي لإجراء التعقيم على الأفراد دون علمهم أو رغما عنهم، وقد أيده وشجعه عدد كبير من الناس، بمن فيهم السياسيون والعلماء والإصلاحيون الاجتماعيون وقادة الأعمال البارزون وغيرهم من الأفراد ذوي النفوذ الذين يتقاسمون هدفاً يتمثل في تخفيف “العبء” عن المجتمع. واعتُبر معظم الأشخاص المستهدفين بالتعقيم من ذوي الذكاء المنخفض، ولا سيما الفقراء منهم وفي نهاية المطاف ذوي البشرة السمراء. وأصبحت حركة تحسين النسل تعتبر على نطاق واسع وسيلة مشروعة لتحسين المجتمع ودعمها أشخاص مثل ونستون تشرشل ومارغريت سانغر وتيودور روزفلت وجون هارفي كيلوغ.

كان للحركة أيضا منتقدين ، بما في ذلك المحامي ومحامي الحقوق المدنية كلارنس دارو فضلا عن العلماء الذين دحضوا فكرة أن “النقاء” يؤدي إلى عدد أقل من الطفرات الجينية السلبية. في الفترة ما بين 1927 والسبعينات ، كان هناك أكثر من 60000 عملية تعقيم إجباري أجريت في 33 ولاية في الولايات المتحدة؛ كان لولاية كاليفورنيا فقط أكثر من 20000عملية، لم تسجل جميعها. [5]

الطفرات وعلم النسل

أحرز علم الوراثة البشري والجزيئي مؤخرًا تقدما ملحوظًا في تطوير فهم بيولوجيا الإنسان في الصحة وفي الأمراض. ونحن نعرف الآن بقدر كبير من التفصيل الآليات الكامنة وراء العديد من الأمراض البشرية، وقد ابتكر بعض العلاجات الدوائية والوراثية الفعالة بشكل ملحوظ لعدد متزايد من هذه الأمراض بناءًا على تلك الخطوات المتقدمة. لا سيما تلك التي تتناول أساليب فحص الأمراض، والكشف عن المكونات الوراثية للأمراض وتوصيفها، واستخدام علم الأحياء الكيميائي وعلم الأدوية الوراثي لتصميم عوامل علاجية فعالة.

ومن بين هذه الإنجازات، ولادة ونضوج مفاهيم وأدوات العلاج الجيني والعلاجات الجينية التي تجعل من الممكن  طرق جديدة لتعديل وتحسين العيوب الجينية الكامنة وراء المرض بدلًا من الاعتماد كليًا على أشكال العلاج القائمة على الأعراض البحتة. وخطوة أخرى من خطوات رحلة التطور تلك فالطب الحيوي أصبح الآن على وشك تحقيق المزيد من التقدم الملحوظ نحو فهم وعلاج الأمراض البشرية نتيجة لتطوير مفاهيم وأدوات تحرير الجينات التي يمكن أن تسمح بتصحيح نهائي للعناصر الوراثية التي تسبب الأمراض الموروثة وربما بعض الأمراض المكتسبة.

هذه الأدوات قد تطورت بالفعل في علم وراثة الخلايا الجسدية من المختبر إلى التطبيق السريري في مرحلة مبكرة في المرضى البشر. وقد وصلت دراسات تحرير الجينات إلى هذه المرحلة السريرية للتطبيقات الرامية إلى الوقاية من الأمراض الوراثية وحتى المعدية ، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”[6] وأشكال سرطان الدم [7] ومرض الخلايا المنجلية [8]، وغيرها.

وقد تم توسيع نطاق هذا التدخل الجيني ليشمل دراسات تحرير الجينوم في الجنين البشري التي تبين أنها معرضة لخطر الإصابة بمرض خطير أو مميت.

يهدف مجال تحسين النسل إلى دراسة قوانين الوراثة من حيث تطبيقها على البشر، بهدف عملي هو استخدام هذه المعرفة لتحسين النوعية البدنية والعقلية للعرق. يعتقد العلماء أنه لا ينبغي أن يولد أي طفل في العالم دون أن تتاح له فرصة عادلة. ولذلك يؤكدون أن أي شخص، رجلا كان أو امرأة، يضطلع بالمسؤولية الخطيرة عن الوالدية، يجب أن يكون بمنأى عن أي مرض أو خلل عقلي أو أي إعاقة أخرى يحتمل أن تنتقل عن طريق الوراثة وبالتالي تعرقل نوعية الأجيال المقبلة. والآن يشارك أغلب الباحثون والناس هذا الرأي؛ بل إن الكثيرين لديهم عدد قليل جدا من الأطفال، لأنهم يرغبون في تقديم أفضل رعاية واهتمام لكل طفل. وبداعي أن بلدنا يحتاج إلى أفضل المواطنين القادرين على النهوض به.

وعلى الرغم من كل تلك الجهود في تحسين النسل، وتحديد الطفرات والإختلالات، إلا أنه ما زال هناك صعوبات تواجه العلماء في التنبؤ بوجود الصفات المرغوبة كالذكاء والمهارات المختلفة.

المصادر

[1]eugenicsarchive

[2]galton

[3]ncbi

[4]eugenicsarchive

[5]eugenicsarchive

[6]nejm

[7]science

[8]clinicaltrials

الأبوة والأمومة والعلم

توقع طفل جديد هو حالة من الفرح والإثارة العظيمة، لكنها تُمثل بعض القلق للآباء والأمهات. فتحمل الشهور التسع للحمل الكثير من مشاعر القلق والرهبة والخوف من فكرة تحمل مسئولية رعاية وتربية و تنشئة فرد جديد. لنعتبر أن تلك الفترة فرصة لنمو طفلك الأول، وفرصة لتمنحك وقتًا لإعداد نفسك وحياتك لواحد من أكبر التغيرات و الاضطرابات التى قد تواجهها على الإطلاق. فلنبدأ بوضع الأبوة والأمومة في ميزان العلم حتى نُلم بأهم المؤثرات التي تؤثر على عملية التنشئة من حيث كونها بيئية أم جينية؟

العلوم والأبوة والأمومة

يمكن أن يبدو العلم والأبوة والأمومة وكأنهما عالمان منفصلان، ولكن من خلال بعض الملاحظات الدقيقة، يمكن للمرء أن يكتشف أن هناك الكثير من أوجه التشابه.  فكر في الأمر، العلم يدورحول الاستجواب و الإثبات والتحليل وحل الشكوك والمجهول في الحياة. ولا يوجد هناك تجربة تمتلىء بالشكوك والأمور المجهولة كما الأبوة والأمومة. فيمكن للعلم أن يساعد في إعداد الآباء لهذا التغيير الكبير في الحياة، حتى يتمكنوا من تجربة المزيد من المتعة في تلك العملية وتقليل الضغط، كما يمكنه المساعدة في كيفية الاستعداد عاطفيًا لطفل جديد، وكيفية مساعدة الأشقاء الأكبر سنًا على التكيف مع أخ أو أخت جديدة، وأكثر من ذلك.

التنشئة مقابل الطبيعة

عبر مجموعة واسعة من الدراسات، غالبًا ما يستنتج الباحثون أن البيئة المنزلية وتربية الأطفال مرتبطة ارتباطا سببيًا. في المقابل، تظهر الدراسات الجينية السلوكية أن الآباء يؤثرون على أطفالهم من خلال تزويدهم بالبيئة والجينات، مما يعني أن البيئة التي يوفرها الآباء لا ينبغي اعتبارها في غياب التأثيرات الوراثية، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى استنتاجات خاطئة حول السببية.

فمعظم الآباء يقضون ساعات متباينة في اتخاذ القرارات بشأن البيئة التي يوفرونها لأطفالهم. الأدب العلمي يعكس هذه الفكرة. عبر مجموعة واسعة من الدراسات من العديد من المجالات النفسية، كثيرًا ما يستنتج الباحثون أن الآباء والأمهات في البيئة يقدمون نتائج الأطفال مرتبطة سببيًا، من خلال الانتقال البيئي. فعلى سبيل المثال، لفت انتباهنا في دراسة أجريت لفحص ارتباط وجود مكتبة منزلية كمراهقة ولاحقا للبالغين في مجال الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب والمهارات التكنولوجية.

واستخدمت هذه الدراسة مجموعة بيانات غنية للغاية ومزودة بالطاقة، ووجدت ارتباطاً بين عدد الكتب في بيوت المراهقين وأداء محو الأمية في مرحلة البلوغ. وخلصوا إلى أن “النمو مع المكتبات المنزلية يعزز مهارات الكبار”، مما يستنتج وجود صلة سببية. وهنا نناقش كيف أن العلاقة المتبادلة بين البيئات التي يوفرها الآباء، و “بيئة التنشئة” ونتائج أطفالهم قد تكون ناجمة تمامًا عن ارتباط سببي، أو أكثر أهمية، قد تكون ناجمة جزئيًا أو كليًا أيضًا عن خلط وراثي، وبعد تسليط الضوء على المشكلة، يقترح العلم سبلاً تُمكن علماء علم النفس من دراسة المسائل البحثية المتصلة ببيئة تربية الأطفال ونتائج الأطفال بطرق تفسرأو على الأقل تعترف  بالخلط الجيني.

السيطرة الجينية والتعرض للبيئة

علم الوراثة السلوكي

علم الوراثة السلوكي هو دراسة الاختلافات النفسية بين الأفراد وكيفية خلق العوامل الوراثية وغير الوراثية لتلك الاختلافات.  سعى الباحثون في علم الوراثة السلوكي إلى تحديد مدى إمكانية تفسير مختلف الاختلافات المحددة في سلوكيات الناس وصفاتهم بالاختلافات في شفرتهم الوراثية. فيرسم المسار من جينات المرء إلى الشخص في الواقع.  فالمزيد من العلم حول قوة الجينات له تأثيرات على فهم الأمراض العقلية والاختلافات النفسية بين الأفراد، فضلاً عن الآثار النفسية للعوامل غير الجينية.

تظهر عقود من العمل من علم الوراثة السلوكي أن سمات الأطفال تتأثر بالتأثيرات الوراثية والبيئية، والأكثر إثارة للدهشة بالنسبة لمعظمها هو أن التأثيرات الجينية كثيرًا ما ينظر إليها على أنها مقاييس البيئة، مما يشير إلى أن السياقات المحيطة بالأطفال تقع جزئيا تحت السيطرة الجينية. فعلى سبيل المثال ، وجد التحليل الفوقي وجود دعم تراكمي للتأثيرات الجينية على الأطفال الذين تلقوا تعليمهم، بمعنى أن هناك تأثير وراثي على التعرض للبيئات  تسمى العلاقة بين الجينات والبيئة. ويصف الترابط بين الجينات والبيئة  بالعملية التي يؤثر بها النموذج الجيني للشخص على تعرضه للبيئة.

ليست الحالة أن الجينات تفعل ذلك مباشرة، ولكن بدلًا من ذلك تصبح النماذج الجينية مهمة لجوانب من شخصيتنا، سلوكنا وإدراكنا، والتي بعد ذلك تؤثر على كيفية تفاعلنا مع بيئتنا وكيفية تفاعل الآخرين معنا. ولا يقتصر مفهوم تفاعل الفرد مع البيئة المحيطة به عن قصد وديناميكية على علم الوراثة السلوكي.

علم الوراثة والسلوك

قد يبدو واضحًا أن الجينات التي يرثها الناس من والديهم ويشاركونها مع أشقائهم لها تأثير على السلوك والمزاج. وكثيرًا ما يكون الأفراد أكثر تشابهًا في طائفة متنوعة من الطرق لأفراد الأسرة المباشرين من الأفراد الأبعد منهم، أو غير الأقارب. وبطبيعة الحال، هناك الكثير من الاختلافات الملحوظة داخل الأسرأيضًا. وقد استخدم العلماء مجموعة من الأساليب للتدقيق في كيفية ومدى تفسير الاختلافات الوراثية للاختلافات النفسية.

الجينات والسلوك

يستخدم العلماء أساليب متخصصة لاستكشاف الروابط بين الجينات  والفروق الفردية. الدراسات التي أجريت على التوائم الذين إما لديهم جينومات متطابقة أو لا لديهم تسمح بتقديرات درجة تحريك الجينات للتباين في الصفات النفسية. كما استخدمت أساليب أخرى مثل دراسة الأطفال المتبنين وآبائهم بالتبني أو بيولوجيًا. برزت دراسات الارتباط على نطاق الجينوم كنهج رئيسي في علم الوراثة السلوكي. يستخدم نظام المعلومات الجغرافية الاختبارات الجينية لتحديد العديد من الاختلافات الجينية بين العديد من الأفراد. ثم تحليل الارتباط بين هذه الاختلافات وسمات الشخصية أو النتائج الأخرى.

العلاقة بين الجينات والبيئة

على وجه التحديد، هناك ثلاثة أنواع من العلاقات بين الجينات والبيئة التي يمكن أن تؤدي إلى التشابك الجيني:\

أولا- الارتباط الجيني – البيئي السلبي

يصف هذا الارتباط بين النمط الجيني الذي يرثه الطفل من والديه والبيئة التي يربي فيها الطفل. وهناك طريقة أخرى للتفكير في ذلك، وهي أن الجينات هي متغير ثالث يؤثر على كل من بيئة التنشئة التي يتلقاها الطفل فضلًا عن صفاته الخاصة، عن طريق انتقال الجينات من الآباء إلى الأطفال. وهذا يعني أنه لا يمكن استخلاص استنتاجات سببية بين بيئة التربية وسمات الأطفال.

ثانياً-  الترابط الجيني – البيئي

وهو عندما تقوم سمة الشخص المؤثر وراثيًا بتحفيز أو إثارة استجابة محددة من الآخرين في البيئة. على سبيل المثال، وُجد أن جينات الشخص ترتبط بتقييمها على أنها -أكثر حبًا- من قبل الآخرين، مما يعني أن كيف يُنظر إليك الآخرون كشريك اجتماعي، ومن ثم التفاعل المحتمل معك، تتأثر بجيناتك!

ثالثا- الارتباط النشط بين الجينات والبيئة

وهو ارتباط صفات الشخص المؤثرة وراثيًا والبيئات التي تختارها، فعلى سبيل المثال، ترتبط سمة الشخصية المؤثرة وراثيًا في التنشئة الاجتماعية، التي تقاس في مرحلة الطفولة بالتعرض لبيئات محفوفة بالمخاطر. قد تصل إلى تعاطي المواد المخدرة في مرحلة المراهقة، إذ أن الأطفال ذوي التنشئة الاجتماعية المنخفضة يتعرضون لبيئات أكثر خطورة.

إن الثلاث أنواع لديهم القدرة على سحب المزيج الحقيقي من التأثيرات الجينية والبيئية التي تنتقل بين الآباء والأطفال (أي التشابك الجيني) ولكن من المفهوم أن الترابط بين الجينات والبيئة السلبية له تأثير أكبر في الطفولة.

اللغة مثالًا

فلنأخذ اللغة مثالًا، لتعلم لغة، يحتاج الرضيع إلى جينوم بشري واضح يجعلهم قادرين على لتعلم لغة بشرية، ولكنها تحتاج أيضا إلى التعرض لها. إلى الكلمات والجمل في بيئتهم .الحيوانات غير البشرية مثل الخنازير أو السناجب لن تتعلم اللغة أبدًا مهما تحدثنا معهم. وعلى نفس المنوال، الأطفال البشر الذين لا يتعرضون إلى اللغة في وقت مبكر من الحياة ينتهي بإعاقة عميقة. حتى العمليات البيولوجية الأساسية جدًا، مثل كيف تتطور العين في مرحلة الطفولة؟ تنطوي على تفاعلات معقدة بين الجينات والبيئة.

حتى وإن جادل بعض العلماء بأن اللغة قد تنشأ بالكامل بدون جينات أو بالكامل بدون مدخلات بيئية. فإننا قد نطرح سؤالًا أكثر حدة وتحديدًا، ما السبب في اختلافنا؟ نحن نختلف في الطول، نحن أيضًا نختلف في مقدار حديثنا، نختلف في شخصيتنا، نختلف في سرعة تعلمنا  وسرعة تأثرنا.

والسؤال  هنا هو ما هو السبب في هذا التباين؟ لماذا يميل البعض إلى التحدث كثيرًا والبعض الآخر لا يتحدث بنفس القدر؟

لماذا بعض الناس أكثر عنفًا وأكثر عرضة للغضب ؟ لماذا بعضنا أفضل في الرياضيات أو العلوم أو العزف على الجيتار؟

الإجابة بكل وضوح هي أن في كل شخص، تلعب كل من الجينات والبيئة دورًا في تطوير سماته.

وحتى عند الوصول إلى تلك الأرضية من الحقيقة، لا يزال بوسعنا أن نتساءل عما إذا كانت هناك اختلافات بين الناس بسبب الاختلافات الوراثية بينهم أو بسبب تجارب مختلفة كان لديهم. وكذلك الاختلافات بين الناس  فيما يتعلق ببعض السمات،

يعزى ذلك أساسًا إلى الاختلافات في علم الوراثة، أو أنها ترجع في المقام الأول إلى تجاربنا  المختلفة في الحياة؟

هذا السؤال هو الأكثر منطقية، فعلى سبيل المثال، سواء كنا نتكلم الفرنسية أو الإنجليزية نسبة 100 في المائة تحددها الاختلافات هي الخبرة و0 في المائة حسب الاختلافات في الجينات. ومن ناحية أخرى نعرف أن سمات مثل الذكاء أو العدوانية أو العصبية غير ممكنة بدون الجينات والتعرض لخبرات في العالم الخارجي. فاتضح أنه يمكننا دراسة ما يسبب الاختلافات بين الناس ولماذا بعض الناس أكثر عصبية أو عدوانية من الآخرين. عن طريق أساليب قوية طُورت من قِبل علماء الوراثة السلوكية.

وأخيرًا، هل يمكن للجينات أن تتنبأ بسلوك الشخص المستقبلي؟

ونظراً لأن علم الوراثة لا يشكل سوى جزء من الفروق النفسية بين الناس، فإن الاختبار الجيني لن يكون قادراً أبدًا على التنبؤ بسلوك الفرد. لكن يأمل بعض الباحثين في أن تعمل درجات المخاطر الجينية-PRS والتي توفر معلومات عن احتمالات حدوث نتائج معينة (مثل تطوير اضطراب عقلي) استنادًا إلى العديد من الاختلافات الجينية الصغيرة،  كأداة مفيدة لتقييم المخاطر في المجالات النفسية. إلا أن القدرة التنبؤية لهذه الدرجات محدودة حاليًا. وهناك قيود أخرى تدفع باحثين آخرين إلى التساؤل عن مدى فعاليتها في نهاية المطاف في التنبؤ بالنتائج النفسية.

المصادر

theguardian

cdc

nature

psychologytoday

Exit mobile version