كيف يتعلم الأطفال ضبط النفس؟

إن الحاجة إلى التحكم في الذات يُمكن أن يشعر البعض وكأنها مُضايقة في بعض الأحيان وشفقة أحيانًا أخرى، ولكن المهم والمطلوب هو تأثيرها القوي المذهل. يتعلق ضبط النفس بالقدرة على إدارة السلوكيات والعواطف للوصول إلى هدف طويل المدى.

لا يعني ذلك قطعًا أن الأطفال الذين يفتقرون إلى السيطرة على النفس، يفتقرون إلى الذكاء. أحيانًا يكون لدىأح الأفراد المتسرعون والذين يميلون إلى إلى المخاطرة نقاط قوة. وقد يصبحون مغامرين ومكتشفين وأصحاب مشاريع أو ربما مخترعين. لكن مع بعض المتاعب المتوقعة. وعلينا كأبوين أو رعاة مساعدتهم على إزالة العقبات والمتاعب من طريقهم قدرالإمكان، وتعلم الانضباط الذاتي وممارسة ضبط النفس هو أحد الأدوات السحرية في عملية التربية، لذا، يتساءل البالغون دائمًا: كيف يتعلم الأطفال ضبط النفس؟

ما هو الانضباط الذاتي لدى الأطفال؟

عُرف التحكم الذاتي بطرق عديدة مثل قوة الإرادة أو الانضباط الذاتي أو صوت الضمير الداخلي. لكن مهما كان تعريفك الخاص للانضباط الذاتي، فتظل وظيفة التحكم الذاتي هي القدرة على تنظيم نفسك وإدارة مهامك.

فالتحكم في الذات جزء من مجموعة من المهارات التي تسمح للأطفال والبالغين بإدارة أفكارهم وأفعالهم ومشاعرهم حتى يتمكنوا من إنجاز أمورهم، لذا يمنح الخبراء تلك المهارات سمة تنفيذية. فبالنسبة للأطفال، فإن تنظيم الجلوس، اللعب، مواعيد الوجبات والواجبات، وغيرها تنطوي على ممارسة التحكم والانضباط الذاتي بشكل مبسط، فهي مهارات تنمو مع الوقت.

وتقوم الرقابة الذاتية مباشرة على صنع القرار. فنقص السيطرة على النفس أثناء الطفولة المتمثل أكثر الأوقات في القليل من الطعام الممتع، أو وقت أكثر من المهام والواجبات المنزلية، مع القليل من نوبات الغضب. وعلى المدى القصي، قد تبدو الآثار المترتبة على هذه القرارات بسيطة إلى حد ما. ولكن أثناء مرحلة المراهقة، قد تكون عواقب سوء اتخاذ القرارات والافتقار إلى السيطرة على النفس وخيمة، سواء على المدى القصير أو الطويل.

ففي مرحلة المراهقة، تكون التجارب التي يتعرض إليها أطفالنا إلى حد كبير خارج أيدينا. هنا حيث يبدأون في اكتشاف من هم وأين وكيف يتلائمون مع العالم. ومستوى سيطرتهم على أنفسهم في هذه المرحلة من أهم الأمورالواجب عليهم ممارستها. لأنها ستلعب دورًا كبيرًا في اتخاذ قراراتهم وخوض تجاربهم، كذلك طريقة تطور دماغهم أثناء انتقالهم إلى مرحلة البلوغ. التحكم الذاتي في مرحلة الطفولة يؤدي إلى التحكم الذاتي في مرحلة المراهقة والذي بدوره يُهيئ دماغ طفلك للحياة.

كيف أصبح الانضباط الذاتي ضرورة؟

لقد حظيت دراسة نيوزيلندية  بإشادة دولية لضخامة بياناتها. إذ تابع الباحثون 1000 طفل منذ ولادتهم وحتى سن 32. فبدا الأطفال ذوو المستويات الأعلى من السيطرة على النفس في سن الخامسة كونهم أكثر عرضة “كبالغين” لأن يكونوا أكثر صحة وأكثر ثراء وأقل عرضة للإدمان أو الإدانة الجنائية.

من الناحية الدراسية، فإن للانضباط الذاتي أثر إيجابي على نتائج التعلم عمومًا، فهو العامل الرئيسي الذي يؤثر على المتعلم، إذا يسمح للمتعلم بتحقيق الأهداف الرئيسية.

ومن المعروف أن يميل عموم الأطفال إلى التمتع بمهارات ضعيفة في التنظيم الذاتي.

ولا يمكن إغفال وجود الكثير من التباين الفردي أيضًا. فبعض الأطفال لديهم المزيد من المشاكل في تنظيم أنفسهم، ويجدون صعوبة في ممارسة ذلك وتنظيمه.

ونعلم أن الكثير يعتمد على عمر الطفل. إذ يفتقر الأطفال الصغار إلى السيطرة الذاتية على الأطفال الأكبر سنًا. وتتطور السيطرة على النفس على مر السنين، مع حدوث بعض أكبر التغيرات بين سن 3 و 7 سنوات.

 وقد خلصت دراسة بارزة أجريت على مدى ثلاثة عقود إلى أن مستوى السيطرة على النفس لدى الأطفال البالغين من العمر خمس سنوات، هو أحد أكبر الأدلة على جودتهم الصحية والمالية، بالإضافة إلى نجاحهم كبالغين. ومعرفة كيفية زيادة السيطرة على النفس لدى الأطفال يمكن أن تساعدهم على السير على طريق يزدهرون ويتألقون فيه.

على الرغم من إشارة بعض الدراسات إلى أن الجينات تلعب دورًا في تشكيل تطور التنظيم الذاتي، إلا أنه يمكن أن يكون لدينا تأثير كبير على الطريقة التي يتصرف بها أطفالن ولكن، هل يستطيع الطفل مقاومة الإلهاءات؟ أيستطيع الإهتداء بالحافز الداخلي؟ هل يمكنه تأخير إشباع رغباته؟ أيمكنه رسم خططه المستقبلية والسير وفقًا لها؟

كيف نغرس ممارسة التنظيم الذاتي في سلوك الطفل؟

تؤكد الدراسات أن ذلك ممكن. يمكن بالفعل أن يستفيد الأطفال عندما نزيل أو نقلل الإغراءات والإلهاءات، وعندما نخلق بيئات تكافئ ضبط النفس. ويحتاج الأطفال أيضًا إلى رسائل تذكير في الوقت المناسب للبقاء على المسار الصحيح، ونصائح عملية ملموسة للبقاء على درب الدوافع، والتغلب على العقبات. وبصفتك الشخص البالغ أو المرشد في حياة طفلك، فإنك في وضع يسمح لك بتعزيز قدرتهم على النجاح وتحقيق العديد من الإنجازات في مرحلة البلوغ من خلال تعزيز قدرتهم على التحكم في الذات. فهل يمكن يمكن التدرج والوصول إلى الانضباط الذاتي عن طريق إزالة المشتتات والإلهاءات فقط؟ أم هو مسار يجب أن يسير فيه الطفل أيًا كانت المغريات؟ وكيف يمكن ذلك على أية حال؟

سنسرد لك بعض النقاط التي يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على ممارسة تطوير التحكم في الذات:

  • اخلق الفرص لذلك دائمًا

اتاحة الفرص التي يتعين عليهم فيها أن يقرروا ما إذا كانوا سيمارسون السيطرة على أنفسهم أو يستسلمون للإغراء. مثال على ذلك، التصرف في الأموال وادخارها، مع إيضاح مستوى التقدم كل فترة.

  • وضع الحدود

توفر الحدود فرصًا لتعلم كيفية التنظيم الذاتي. فإذا لم تكن هناك حدود، إذًا من المستحيل تقريبا بالنسبة للطفل أن يعرف متى يحتاج إلى اللجوء إلى التحكم الذاتي. من المهم أن يعرفوا أين هي الحدود.

  • خلو البيئة المحيطة من الإجهاد قدر الإمكان

يعمل الإجهاد دائما على تعطيل المكابح العقلية، فالطفل في حالة التعب أو الإرهاق يفقد هدوءه، ويجد صعوبة في السيطرة على ذاته، كولي أمر عليك تقليل المشتتات ليسهل سيطرته على نفسه كطفل.

 وأشهر مثال على تلك الحالة هي المعركة القائمة بإستمرار أمام المحال التجارية أو محلات الألعاب، لا يمكنك إخفاء المحال من أمام أعينه، لكن يمكنك التحدث معه قبل الخروج، مؤكدًا له أنك متفهم أنه يريد شراء أشياء أو ألعاب لكن ليس هذا هو اليوم المناسب، وعليكما ترتيب تلك الأشياء وكتابتها سويًا في وقت لاحق، وهنا عليك الإلتزام بخطة زمنية للشراء. في تلك الحالة تكون قد جنبته الرغبة الحثيثة في الشراء هذا اليوم، وجنبته الارهاق النفسي في إقناعك بالشراء.

  • اترك له بعض المساحة

أنت أولًا وأخيرًا تتعامل مع طفل، يحب أن يشعر بالاستقلال وحرية الإرادة، فستجده لن يلتزم طول الوقت بخطه تضعها له، طالما الحدود موضوعة وواضحة، فلا قلق، فقط عدِد وضعه باستمرار في الواقف التي تُذكره بضرورة ضبط النفس والتحكم في الرغبات.

  • علمهم كيف يصرفون انتباههم (الصمود)

دائمًا ما يكون الانتظار قاسي جدًا على الأطفال، فهو يدفع الأطفال في التفكير المستمر فيما يريدون القيام به، لكن مهم جدًا تعويدهم الصمود والانتظار، وخلق المواقف لممارسة ذلك باستمرار، تعمد جعلهم يقومون بنشاط آخر بينما هم منغمسون في الانتظار، مع بعض المجهود الذهني.

  •  تعزيز وعيهم الذاتي

كلما زاد الوعي الذاتي لدى طفلك، كلما زادت سيطرته على سلوكه. ساعده على فهم الأشياء التي تميل إلى تقليل قدرته على ضبط النفس. استكشف قبله ما يحدث قبل أن يتخذ قرارات متهورة. ساعده يفهم نفسه بصدق وواقعية، هل هو يشعر بالتعب؟ هل هو إجهاد؟ أم جوع؟ ربما ملل أوقلق؟ دعه هو يجيب عن سؤاله لنفسه، فكلما زاد وعيه، كلما زاد تمكنه من الانصراف عن الأشياء التي تميل إلى إضعاف قدرته على ضبط النفس.

أخيرًا

من الطبيعي أن يحبط الأطفال أحيانًا، أو يندفعوا أحيانًا أخرى. سيجد كل طفل أسلوب لشق طريقة في العالم. وضبط النفس كبناء يُبنى بمرور الوقت، ولا هناك عجلة لهم لأن يصبحوا خبراء. فهي صفة يمكن تعزيزها مهما كانت أعمارهم. من البديهي أن يستغرق بناء الإنسان الصحي الواعي القوي وقتًا. كل ما عليك القيام به كمُرشد وموجه هو توفير الفرص التي سترعاهم بشكل جيد، وإرشادهم لكي يكونوا أفرادًا مميزين وناجحين لأنهم يستحقون منك أن تبذل المجهود لكي يُصبحوا كذلك.

المصـــــادر

pnas

ncbi

americanscientist

mackillop

kidshealth

sciencedirectassets

ما هو تأثير الشاشات على الأطفال؟

يقضي الأطفال تحت سن 8 سنوات والمراهقين الكثير من الوقت أمام شاشات الهواتف الذكية والحواسب اللوحية، حتى التلفاز، لأغراض عِدة منها الدراسة واللعب أو التواصل. تأمل تلك الحقيقة ودعنا نذكر لك ما هو تأثير الشاشات على الأطفال؟

نعلم جميعنا أن معظم نمو دماغ الطفل يحدث في السنوات الأولى من الحياة. لذلم، من المهم جدًا للأطفال أن يستكشفوا بيئتهم ويتعرضوا إلى العديد من المشاهد والأصوات والأذواق،.. ليحدث التفاعل من خلال التأثر أو اللعب مع الآخرين مما يساعد الأطفال على معرفة العالم من حولهم.

وفي هذا الصدد لذ يوصي الخبراء بالحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات. لكن هل تعتقد أنه من السهل القيام بذلك في عالم اليوم؟ بالفعل قد يكون من الصعب إبعاد الأطفال خاصة الصغار عن الشاشات (أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأنظمة الألعاب المتاحة،..)1

 السن المناسب والوقت المناسب

بينما يمكن للشاشات أن تكون أدوات تعليمية مفيدة فهي مرتبطة بتعزيز مهارات عِدة العاطفية منها إلى التعليمية ومهارات حل المشاكل. لكن ماهو السن المناسب لبدء استخدام الشاشات؟ وما الوقت المناسب للاستخدام؟

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأنه يجب ألا يحصل الأطفال الأصغر من 18 شهرًا على أي وقت أمام الشاشات على الإطلاق. فيما عدا الوقت الذي يُقضى في الدردشة بالفيديو مع الآخرين (الأجداد أو أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء،..) لأنه يعتبر وقتًا جيدًا للتفاعل مع الآخرين.2

بينما يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و24 شهرًا أن يبدأوا في الاستمتاع ببعض الوقت مع أحد الوالدين أو ولي الأمر. فيمكن للأطفال في هذا العمر أن يتعلموا بشكل آمن في وجود الكبار لتعزيز عملية التعلم.

وفي عمر العامين والثلاثة أعوام، لا بأس أن يشاهد الأطفال ساعة في اليوم من المشاهد التعليمية عالية الجودة. 3

العلاقة بين الشاشات وسلوك الأطفال

قضاء وقت مُثير أمام الشاشة يمكن أن تؤدي إلى إطلاق الدوبامين، والذي يمنح الشعور بالمتعة، تلك الحالة المتي ترتبط بالوقت المنقضي أمام الشاشات.  ومما يعزز حاجته إلى قضاء وقت أكثر وأطول أمام الشاشات. بالفعل كل أهداف محتويات المحتوى المرئي هو جذب انتباههم، سواء كانت منتجات ، مثل منتجات  ألعاب الفيديو والتي تأتي مع رسومات مثيرة للإعجاب و بعض القصص القائمة على المكافأة، كل ذلك يجذب ويثير ويحفز اندلاع الدوبامين. 4

وبالطبع الوقت الذي يقضيه أطفالك أمام الشاشة هو وقت حرم أطفالك فيه من ممارسة نشاط أو هواية أو رياضة كان من الممكن أن يقوم بها الطفل. تلك التي يقلل كثيرها من مشاكل السلوك. فحسب دراسة، وجد الباحثون أن هناك ارتباط بين الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات ومشاكل النوم والإجهاد، مما يؤدي إلى سلوكيات غير مرغوبة مثل العنف والاضرابات المعرفية. 5

كما يؤدي الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات إلى تقليل المجهود البدني المبذول، مما يؤثر بالسلب على الصحة البدنية لا سيما العقلية. تلك التي تؤثر على السلوك، فعدم الخروج المستمر للطفل، أو ممارسة الأنشطة بالخارج بعيدًا عن المنزل، قد يؤدي إلى زيادة فرص تدهور المزاج وتطوير القلق وتبعياته.

وكما تعمل على تقليل المجهود البدني والذهني، فيحرم الوقت المنقضي أمام الشاشات الطفل تفاعلات الطفل الإجتماعية القيمة، والتي قد يصعب عليه مستقبلًا تعلمها، مما يجعل فرصة الضائعة في حياته أكثر من المستغلة. مما يجعله عرضه للإحباط مستقبلًا. 6

ويمكن تلخيص أهم السلبيات والمساوئ التي تظهر بوضوح على الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول أمام الشاشات في النقاط التالية: 7

  • مشاكل النوم
  • مستوى الدراسي المتدني
  • قراءة كتب أقل أو عدم الميل لممارسة القراءة أبدًا.
  • قضاء وقت أقل مع العائلة والأصدقاء، مما يعني تفاعل اجتماعي أقل، ومهارات إجتمعية أقل.
  • نشاط بدني أقل، مما يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية.
  • بسبب ضعف الإمكانيات والمهارات، تضعف الصورة الذاتية.
  • الخوف من فقدان أشياء وهمية وتطوير القلق
  • قضاء وقت أقل للتعلم الفعلي والحرمان من طرق أخرى للاسترخاء والاستمتاع.

المنع أم التنظيم؟

كما ذكرنا سابقًا، الشاشات موجودة بكل مكان ومن الصعب منع استخدامها تمامًا. إذًا فما يجب على الآباء هو تقييد أو السيطرة على الوقت المنقضي أمام الشاشات. فهي ليست شيء يتعين على الآباء والأمهات أن يقلقوا بشأنه في المنزل أو في منازل أقرباء أو الأصقاء. فالشاشات في كل مكان حتى المدارس، أو المنشآت التعليمية عمومًا.

كل ذلك يدعو إلى فقط التحكم في استهلاك الوقت أمام الشاشات فيجب أن يتتبعه الآباء تجنبًا للسقوط في بئر التكنولوجيا العميق.

ونظرا لأن أدمغه الأطفال لا تزال نامية، فإن محاولة إبعادهم عن أي نشاط تقريبًا يمكن أن يكون صعبًا، خاصة عندما يكون النشاط ممتعًا ومثيرًا، ولا أمتع من وقت الشاشة! ولا سيما الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة. تلك المرحلة التي يتطورفيها شعورهم بالنفس والرغبة في الاستقلال الذاتي بسرعة. كما تتأثر المهارات المعرفية بشدة خاصة بين سن 8 و13 عام، فعندما يتدخل الوالدان في الوقت المناسب، تنتظم تلك المهارات ذاتيًا. في الوقت الذي يكافح فيه المراهقين لتنظيم تلك المهارات. 8

كيف ينظم الوالدان وقت الطفل المنقضي أمام الشاشات؟

هل تعلم أنه من الصعب معرفة كيف يتعامل أطفالك مع الشاشة في منزلك، ولا ما هو الوقت المناسب قضاؤه أمامها!

أصدرت مؤخرًا الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الأطفال مبادئ توجيهية بشأن وقت الشاشة لأول مرة، تاركة حدودًا للأسر، إذ أشارت إلى ضعف الأدلة حول إرشادات الوقت الأنسب للأطفال أمام الشاشات. مستدلة على ذلك بنتائج تحليل خلاصات 940 دراسة مختلفة والتي ركزت على تأثير وقت الشاشة على الصحة العقلية والجسدية للأطفال. 9

ومن ناحية أخرى، أشارت الجمعية الكندية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية -استنادًا إلى عشرات الدراسات- إلى وجوب إعطاء الأطفال عدد صفرًا من الساعات للأطفال دون الثانية، وساعة واحدة أو أقل للأطفال من عمر سنتين حتى أربعة سنوات. تلك التوصيىة التى أجمع عليها تقريبًا جميع اخبراء والمختصين. 10،11

بمجرد وضع حدود استخدام الشاشات، وفرض تلك الحدود سيتسق الأطفال معها، ويومًا بعد يوم، عندما تُغلق الشاشة في الوقت المتفق عليه، لن يتفاجيء الطفل ولن يُظهرالطفل ردود أفعال غير مرغوبة، فلن ترى تلك الانفجارات السلوكية. قد تجد نفسك أيضًا تنفعل من سلوك طفلك المُقلد من ما يراه على الشاشة باستمرار. طريقة أخرى للتخفيف من حدة  ذلك هوالمشاهدة المشتركة. فعندما ترى الأشياء غير واقعية أو معادية للمجتمع وثقافته، ناقش طفلك حولها. وكذلك لابد من يراقب  الآباء المحتوى عن كثب من أجل تقليل فرصة استهلاك طفلك للمباديء والسلوكيات التي لا تتناسب مع قيمك.

ويمكن عرض تلك الأفكار في كيفية التحكم في الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشات في النقاط التالية: 12

  • كن مع أطفالك خلال وقت الشاشة
  • استخدم التطبيقات وتصفح المواقع قبل أن يتعرض لها طفلك
  • ضع أنشطة أخرى غير استخدام التكنولوجيا خلال اليوم، مثل تعلم اللغات.
  • أطفئ الشاشات خلال الوجبات وعلى الأقل 1 ساعة قبل النوم.
  • أبقي التلفاز والإلكترونيات الأخرى خارج غرفة النوم.

هل بعض الشاشات أسوأ من غيرها ؟

منذ القدم كان يُعتقد أن التلفاز هو أسوأ الشاشات، لكن في هذا العصر لم يصبح فقط التلفاز، فهناك الهواتف الذكية، وأجهزة الحاسب، وغيرها من الشاشات المحمولة والمنتشرة، وسهلة الوصول. يعتبراليوتيوب سيء بشكل عام للأطفال الصغار. إذا ترك الأطفال لأجهزتهم الخاصة، فإنهم في كثير من الأحيان أفضل من آبائهم في العثور على ما يريدون من مقاطع الفيديو المفضلة لديهم التي تجر في أذيالها مقاطع أخرى متعلقة  مما يمكن أن يؤدي إلى ساعات من مشاهدة مقاطع لا نهاية لها. إن الطبيعة غير المنظمة إلى حد كبير للموقع تسمح للأطفال بمشاهدة أي شيء تقريبا؛ وفي أفضل الأحوال فإنه يحتوي على قيمًا تعليمية ضئيلة، وفي أسوأ الأحوال يمكن أن تكون عنيفة أو محتوى غير مناسب. ويظل  أفضل اسلوب للتعامل  مراقبة الطفل حتى يشارك الوالد في إيجاد محتوى مناسب وتثقيفي. 13

المصادر

1 aacap

2 npr

3 kidshealth

4 harvard

5 eurekalert

6 nhs

7 aacap

8 cnn

9 rcpch

10 who

11 cps

12 kidshealth

cnbc 13

Exit mobile version