9 أشياء يجب معرفتها قبل زيارة الطبيب النفسي

هذه المقالة هي الجزء 14 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

9 أشياء يجب معرفتها قبل زيارة الطبيب النفسي

إن اتخاذ القرار بزيارة الطبيب النفسي هو قرار شجاع. هذا يعني أنك تدرك حاجتك للمساعدة، ولا بأس بذلك لأنك لست وحدك حيث يعاني 1 من كل 5 أشخاص من مشكلة متعلقة بالصحة العقلية التي تحتاج إلى عناية طبية مختصة.

بشكل عام يحدد الأشخاص موعدهم الأول عندما يواجهون صعوبات في العمل، أو في علاقاتهم الاجتماعية، أو ربما نتيجة لحالات طبية. إلى جانب ذلك قد يمرون ببعض الأعراض التي قد تشمل الحزن، ونقص الطاقة، والقلق، أو حتى بعض التقلبات المزاجية، وقد تتضمن بعض الأعراض الأخرى مشاكل مرتبطة بالنوم، أو بذاكرتهم أو شهيتهم. في بعض الحالات تكون هذه الأعراض أكثر حدة وقد تشمل الهلوسة، أو الأفكار الانتحارية أيضًا.

قد تكون زيارة طبيب نفسي لأول مرة مُقلقة، ولكن الاستعداد لذلك يمكن أن يساعدك لذلك جمعنا في هذا المقال أهم 9 أشياء يجب معرفتها قبل زيارة الطبيب النفسي.

1. الفرق بين الطبيب النفسي وعالم النفس والمعالج

لا يحمل جميع المتخصصين في مجال الصحة النفسية نفس الدرجة، وليست لديهم نفس المؤهلات، فكل نوع من المهنيين يختص بمجالات معينة.
لذا قبل البحث عن مساعدة من المهم معرفة الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي والاخصائي.

▪︎الطبيب النفسي: هو طبيب متخصص في الطب النفسي، ويكون قادرعلى وصف الأدوية بالإضافة إلى توفير العلاج النفسي. ومع ذلك، فإن العديد من الأطباء النفسيين لا ينخرطون في العلاج النفسي. معظمهم لا يشاركون في جلسات العلاج النفسي التي تستغرق ساعة. بشكل عام يتم رؤية طبيب نفساني أو معالج في جلسات العلاج النفسي هذه، ويُجري الفحص طبيب نفسي عندما تكون الأدوية ضرورية.

▪︎عالم النفس: يكون متخصص في الصحة النفسية، ويحتاج إلى درجة جامعية (4 إلى 5 سنوات من الكلية) بالإضافة إلى الدكتوراه في علم النفس (4 إلى 7 سنوات من الدراسات العليا) لكي يصبح عالمًا نفسيًا سريريًا مرخصًا. يستطيع عالم النفس إجراء العلاج النفسي لكن لا يمكنه وصف الأدوية.

▪︎المعالج: هو الشخص الذي يشاركك في جلسات العلاج النفسي. غالبًا ما يُشار إلى هؤلاء المهنيين باسم المعالجين النفسيين، والمستشارين، ومعالجي الزواج والأسرة، والأخصائيين الاجتماعيين. يجب أن يكون المعالج حاصلاً على درجة البكالوريوس في مجال دراسته.

2. ما هي مجالات خبرة الطبيب النفسي؟

يتم تدريب الأطباء النفسيين في جميع جوانب الصحة النفسية حتى يتمكنوا من تقديم الدعم، والإرشاد في جميع المجالات. نظرًا لأن الأطباء النفسيين يتمتعون بمهارات عالية في إدارة الأدوية، فقد يكون لديهم نظرة ثاقبة لقضايا الصحة النفسية الأكثر تعقيدًا. لذلك فإن رؤية طبيبك النفسي للعلاج النفسي بالإضافة إلى إدارة الدواء له فوائد كبيرة لك كمريض.

لدى الأطباء النفسيين أيضًا مجموعة متنوعة من المجالات التي يتخصصون فيها مثل الطب النفسي للأطفال، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADD / ADHD، وقضايا صحة المرأة، والطب النفسي للمسنين، والاكتئاب، والقلق، والاضطراب ثنائي القطب، وكذلك اضطراب الهلع.

3. هل من السهل التواصل مع طبيبك النفسي عند زيارته؟

من المهم التأكد من قدرتك على التواصل بسهولة وفعالية مع طبيبك النفسي. يبدأ هذا في البداية مع أول زيارة. تحتاج إلى التأكد من أنك مرتاح للتحدث مع طبيبك النفسي، وإلا فإن العلاج لن يكون فعالًا بالنسبة لك.
يجب أن يكون من السهل التحدث إلى الطبيب النفسي الذي تختاره، وأن يكون على دراية بمساعدتك على فهم مشاعرك. لن يحكم عليك طبيبك النفسي، وسيحافظ دائمًا على سرية معلوماتك.

4. يمكنك زيارة الطبيب مع شخص تحبه

بالنسبة لمعظم الناس من الصعب حقًا مواجهة شخص غريب، وفتح قلبهم بينما يكشفون عن أشياء قد يرغبون في نسيانها. قد تكون فكرة جيدة أن تأخذ أحد أفراد أسرتك في زيارتك الأولى كدعم. سيكون الشخص الذي تختاره بجانبك، وقد يساعدك في إخبار الطبيب النفسي بما يجري معك. علاوة على ذلك يمكن للشخص أن يقدم وجهة نظر مختلفة حول مشاكلك وأعراضك والتي يمكن أن تكون مفيدة جدًا للجلسة.

5. استعد جيدًا قبل زيارة طبيبك

عند زيارتك للطبيب سيتم سؤالك عن تاريخك الطبي والنفسي، والشخصي، والعائلي لذا كن مستعدًا بإحضار ما يلي: قائمة كاملة من الأدوية التي تتناولها، إذا تم تشخيصك بأي مرض سابقًا يجب أن تدونه، وكذلك تدوين التاريخ العائلي للمشاكل نفسية. إذا رأيت طبيبًا نفسيًا في الماضي، فمن المفيد جدًا إحضار نسخة من هذه السجلات، أو إرسال سجلاتك من المكتب السابق إلى الطبيب النفسي الجديد الذي ستقابله، أما إذا كانت هذه المرة الأولى فمن المهم تدوين زمن بداية معاناتك.

6. كن مستعدًا لأسئلة الطبيب النفسي

بمجرد أن تكون في جلستك يمكنك أن تتوقع أن يسألك الطبيب النفسي عن سبب حضورك لرؤيته. قد يسأل بعدة طرق مختلفة بما في ذلك: “إذًا ما الذي أتى بك اليوم؟” “أخبرني لماذا أنت هنا.” “كيف حالك؟” “كيف يمكنني مساعدتك؟” إن طرح سؤال مفتوح قد يجعلك متوترًا خاصة إذا كنت لا تعرف من أين تبدأ أو كيف تبدأ لذا كن مستعدًا للإجابة وشارك طبيبك بمشاعرك، وتذكر أنه لا توجد طريقة خاطئة للإجابة، وسيقوم الطبيب بإرشادك خلال المقابلة. ومع ذلك إذا كنت تريد أن تكون مستعدًا، فتأكد من إيصال ما كنت تعاني منه وأيضًا إذا كنت تشعر بالراحة، فشارك الأهداف التي ترغب في تحقيقها من العلاج.

7. لاتخف من المشاعر المختلفة خلال أول زيارة

خلال زيارتك للطبيب قد تبكي، أو تشعر بالحرج، أو تختبر أنواعًا مختلفة من المشاعر أثناء مناقشة مخاوفك لكن عليك أن تعلم أنها طبيعية تمامًا وجيدة. يتطلب الانفتاح ومشاركة قصتك الكثير من القوة والشجاعة، والتي يمكن أن تُشعرك بالإرهاق العاطفي خاصةً إذا قمت بقمع مشاعرك لفترة طويلة.

بعض الأسئلة المطروحة حول تاريخك قد تثير قضايا حساسة مثل تاريخ من الصدمة أو سوء المعاملة. إذا كنت لا تشعر بالراحة أو الاستعداد للمشاركة يرجى العلم أنه لا بأس من السماح للطبيب النفسي بمعرفة أن الموضوع حساس، وأنك لست مستعدًا لمناقشة المشكلة بمزيد من التفصيل.

8. يجب كتابة كل ما يقوله الطبيب

قلنا أنه قبل الذهاب إلى الزيارة الأولى يجب عليك كتابة كل ما تريد إخبار الطبيب النفسي به؛ ليس عليك فقط القيام بذلك ولكن عليك أيضًا كتابة ما يخبرك به. سيساعدك هذا على تذكر المحادثة، وبعد ذلك احتفظ بسجل لتقدمك.

9. يجب أن تنتهي الزيارة بخُطة لما هو قادم

بعد أن طرح الطبيب النفسي الكثير من الأسئلة، وقمت بشرح ما يجري معك بالتفصيل سيتم شرح خطة لك تتألف من الخطوات التي يجب عليك اتباعها للتحسن، ولكن ضع في الحسبان أنك ربما تحتاج لأكثر من زيارة ليتم رسم خطة صحيحة وواضحة. في بعض الأحيان قد تحتوي الخطة على بعض الوصفات الطبية، وفي بعض الحالات الأخرى قد تضطر إلى حضور العلاج النفسي بالكلام بانتظام، وفي كل الأحوال يجب عليك الالتزام بخطة الطبيب حتى تتحسن.

بالإضافة إلى 9 أشياء يجب معرفتها قبل زيارة الطبيب النفسي اقرأ أيضًا: ما هي الاضطرابات النفسية؟ ومتى يعتبر الخلل مرضًا؟

مصادر 9 أشياء يجب معرفتها قبل زيارة الطبيب النفسي:

1. cognitive-psychiatry.com
2. lighthousehealthflorida.com
3. healthline.com

ما هي الاضطرابات النفسية؟

هذه المقالة هي الجزء 1 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

ما هي الاضطرابات النفسية؟

ستأخذنا هذه السلسلة في رحلة نتعرف فيها على أشهر الاضطرابات النفسية، وكيف تؤثر هذه الاضطرابات على جودة حياة الإنسان، ولكن قبل البدء يجب التعرف على ما معنى اضطراب نفسي؟ ومتى يعتبر الخلل مرضًا؟ كذلك سنتحدث على تأثير الحرب العالمية الثانية في تصنيف هذه الأمراض.

ما هي الاضطرابات النفسية؟

أصبحت الاضطرابات النفسية ولا سيما عواقبها وعلاجها مصدر قلق أكبر، وتحظى باهتمام أكبر مما كانت عليه في الماضي.

إن الاضطرابات النفسية موضوع اهتمام بارز لعدة أسباب. على الرغم من كونها دائمًا دائمًا شائعة، ولكن القضاء على العديد من الأمراض الجسدية الخطيرة التي أصابت البشر سابقًا، أو العلاج الناجح لها جعل الأمراض العقلية سببًا أكثر وضوحًا للمعاناة، وتمثل نسبة أعلى من الأشخاص المعوقين بسبب المرض.

علاوة على ذلك، بدأ الجمهور يتوقع أنه يمكن لمهن الطب والصحة العقلية أن تساعد في تحسين نوعية الحياة عن طريق تحسين الأداء العقلي والبدني على حد سواء. وبالفعل أصبح هناك انتشار واضح لكل من العلاجات الدوائية والنفسية. كما أدى انتقال العديد من المرضى النفسيين الذين لا تزال تظهر عليهم أعراض واضحة من المستشفيات العقلية إلى المجتمع المحلي إلى زيادة وعي الجمهور بأهمية وانتشار المرض النفسي.

على الرغم من زيادة الاهتمام بالاضطرابات العقلية إلا أنه لا يوجد تعريف بسيط ومحدد للاضطراب النفسي عالميًا. وَيرجع ذلك جزئيًا إلى أن الحالات العقلية، أو السلوك الذي يُنظر إليه على أنه غير طبيعي في ثقافة ما قد يُنظر إليه على أنه طبيعي أو مقبول في ثقافة أخرى، وفي أي حال من الصعب رسم خط يفصل بوضوح بين الأداء العقلي غير الطبيعي والصحي.

تعريف المرض النفسي أو تعريف المرض العقلي

إن التعريف الضيق للمرض العقلي سيصر على وجود مرض عضوي للدماغ سواء بنيوي أو كيميائي حيوي. أما التعريف الواسع بشكل مفرط من شأنه أن يعرّف المرض العقلي بأنه ببساطة نقص أو غياب للصحة العقلية – أي حالة من الرفاه العقلي والتوازن والمرونة حيث يمكن للفرد أن يعمل بنجاح، ويكون قادر على أن يتحمل ويتعلم كيف يتعامل مع الصراعات والضغوط التي تواجهه في الحياة.

هناك تعريف مفيد أكثر ينسب الاضطراب العقلي إلى الاختلالات أو الاضطرابات النفسية، أو الاجتماعية، أو البيوكيميائية، أو الجينية في الفرد.

يمكن أن يكون للمرض العقلي تأثير على كل جانب من جوانب حياة الشخص بما في ذلك التفكير، والشعور والمزاج، والنظرة العامة، ومجالات النشاط الخارجي مثل الأسرة، والحياة الزوجية، والنشاط الجنسي، والعمل والترفيه، وإدارة الشؤون المادية، ويهتم علم النفس المرضي بدراسة هذه العمليات.

تؤثر معظم الاضطرابات النفسية سلبًا على شعور الأفراد تجاه أنفسهم وتضعف قدرتهم على المشاركة في علاقات مفيدة للطرفين.

يدرس “علم النفس المرضي-psychopathology” بطريقة منهجية الأسباب والعمليات والمظاهر العرضية للاضطرابات النفسية. إن الدراسة الدقيقة والملاحظة والاستفسار التي تميز تخصص علم النفس المرضي هي بدورها أساس ممارسة الطب النفسي (أي علم تشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها وكذلك التعامل معها و الوقاية منها).
يشمل الطب النفسي وعلم النفس والتخصصات ذات الصلة مثل علم النفس الإكلينيكي والاستشارات مجموعة واسعة من التقنيات والأساليب لعلاج الأمراض العقلية، وتشمل هذه استخدام العقاقير ذات التأثير النفساني لتصحيح الاختلالات الكيميائية الحيوية في الدماغ، أو غير ذلك لتخفيف الاكتئاب والقلق والحالات العاطفية المؤلمة الأخرى.

وهناك مجموعة أخرى من العلاجات المهمة وهي العلاجات النفسية، والتي تَسعى إلى علاج الاضطرابات النفسية بالوسائل النفسية والتي تنطوي على العلاج بالكلام، والتواصل بين المريض وشخص مدرب في سياق علاقة شخصية علاجية بينهما. تركز الأنماط المختلفة للعلاج النفسي بشكل متنوع على التجربة العاطفية والمعالجة المعرفية والسلوك العلني.

كيف يتم تشخيص الاضطراب النفسي؟

لا توجد عمومًا اختبارات دم أو فحوصات دماغية يمكن أن تؤكد وجود مرض عقلي ولكن يمكن أن تكون هذه الاختبارات مفيدة في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض.

يتم تعريف كلمة “التشخيص” بطريقتين مختلفتين، وهما: ” فحص شخص ما لتحديد مرض أو مشكلة ما”، ويشير أيضًا إلى “بيان أو استنتاج يصف مرضًا”.
تعكس عملية تشخيص المرض العقلي كلا التعريفين ويمكن تلخيصها في ثلاث خطوات رئيسية:


1. جمع المعلومات
سيقوم أخصائي الصحة العقلية أولاً بجمع المعلومات من الشخص من خلال مقابلة مفصلة تتضمن اكتشاف اهتمامات الشخص الرئيسية، وأعراضه، وتاريخ حياته. يتم أحيانًا الحصول على معلومات إضافية من أسرة الشخص أو مقدمي الرعاية، ومن سجلات العلاج السابقة. قد يتم تضمين الفحص البدني والاختبارات المعملية والاستبيانات النفسية غالبًا لاستبعاد الأمراض الأخرى.

2. تضييق الخيارات
بعد ما يتم الحصول على كل هذه المعلومات ودمجها؛ سيبدأ الأخصائي في تحديد ما إذا كانت أعراض الشخص تتطابق مع تشخيص رسمي واحد أو أكثر. يتكون كل تشخيص من قائمة بالعلامات أو الأعراض الشائعة. سيقارن الأخصائي الأعراض التي يعاني منها الشخص بقائمة الأعراض التي تتضمن تشخيصًا محددًا. إذا كانت أعراض الشخص مطابقة تمامًا لتلك الموجودة في القائمة الرسمية لاضطراب معين، فيمكن عندئذٍ إجراء التشخيص.
تم وصف أعراض الأمراض العقلية المختلفة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي. يستخدم الأطباء هذا الدليل لتحديد المرض العقلي.

3. تكوين انطباع تشخيصي
بعد مراجعة جميع المعلومات سيشكل المحترف انطباعًا أوليًا أو مؤقتًا باستخدام مصطلحات التشخيص المعمول بها.
يوجد أكثر من مائتي تشخيص مختلف للاضطرابات النفسية. على سبيل المثال إن الفصام، والاضطراب ثنائي القطب، ورهاب الخلاء، واضطراب تعاطي الكحول أمثلة على التشخيص.

تصنيف الاضطرابات النفسية

كانت الحاجة إلى تصنيف الاضطرابات النفسية واضحة طوال تاريخ الطب، ولكن حتى وقت قريب لم يكن هناك اتفاق يذكر بشأن الاضطرابات التي يجب تضمينها والطريقة المثلى لتنظيمها. اختلفت أنظمة التصنيف العديدة التي تم تطويرها على مدار السنوات الماضية في تركيزها النسبي على الظواهر والمسببات والدورة كميزات محددة.

تضمنت بعض الأنظمة عددًا قليلاً فقط من فئات التشخيص، وشملت الأخرى الآلاف. علاوة على ذلك، اختلفت الأنظمة المختلفة لتصنيف الاضطرابات النفسية فيما يتعلق بما إذا كان هدفها الرئيسي هو الاستخدام في الإعدادات السريرية، أو البحثية، أو الإدارية.

نظرًا لأن تاريخ التصنيف واسع جدًا بحيث لا يمكن تلخيصه هنا فإن هذا المقال يركز فقط على أشهر نظامين للتقسيم، وهما الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM)، والتصنيف الدولي للأمراض (ICD).

تصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسي

نشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 1952، وكان يعتمد على نظام ICD-6 والنظام العسكري. احتوى الدليل الأول-1 DSM على حوالي 60 اضطرابًا واستند إلى نظريات علم النفس غير الطبيعي وعلم النفس المرضي، وكان للحرب العالمية تأثيرًا واضحًا في إصداره، واستمر تحديث DSM من الإصدار الأول للخامس الّذي صدر في عام 2013.

التصنيف الدولي للأمراض النفسية

أما التصنيف الدولي للأمراض-ICD فهو وظيفة أساسية لمنظمة الصحة العالمية منصوص عليها في دستورها، وصدقت عليها جميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 193 دولة.

إن التصنيف الدولي للأمراض موجود منذ أكثر من قرن وأصبح مسئولية منظمة الصحة العالمية عندما تأسست في عام 1948 كوكالة من وكالات الأمم المتحدة. قبل عام 1980 عكست أنظمة التشخيص النفسي أفكار التحليل النفسي السائدة في ذلك الوقت مؤكدة على دور الخبرة، والتقليل من أهمية علم الأحياء.

كان نظام DSM و ICD مختلفين في الماضي ولكن الآن أصبح النظامين متشابهين جدًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاتفاقات التعاونية بين المنظمتين، وكذلك لأنه ليس من المفيد للمجال أن يكون هناك نظامان منفصلان لتصنيف الاضطرابات النفسية.

يتم تصنيف الاضطرابات النفسية في DSM في آخر إصداراته إلى 20 صنف تشمل:
1. اضطرابات النمو العصبي
2. الاضطرابات العصبية
3. اضطرابات النوم واليقظة
4. اضطرابات القلق
5. اضطرابات الاكتئاب
6. الاضطراب ثنائي القطب والاضطرابات ذات الصلة

7. طيف الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى
8. الصدمات والاضطرابات المرتبطة بالتوتر
9. الاضطرابات المرتبطة بالمخدرات والإدمان
10. اضطرابات الشخصية
11. الاضطرابات التخريبية والسيطرة على الانفعالات والسلوك
12. الوسواس القهري والاضطرابات ذات الصلة
13. اضطرابات الأعراض الجسدية
14. اضطرابات التغذية والأكل
15. اضطرابات الإقصاء
16. اضطراب تعدد الشخصيات
17. الاختلالات الجنسية
18. اضطراب الهوية الجندرية
19. الانحراف الجنسي
20. اضطرابات أخرى

سنتحدث في هذه السلسلة على أشهر الاضطرابات التي يشملها هذا التصنيف.

تأثير الحرب العالمية الثانية على تصنيف الاضطرابات النفسية

ما قبل الحرب العالمية الثانية:

في الولايات المتحدة كان الحافز الأولي لتطوير تصنيف للاضطرابات النفسية هو الحاجة إلى جمع المعلومات الإحصائية. ما يمكن اعتباره المحاولة الرسمية الأولى لجمع معلومات حول الصحة العقلية في الولايات المتحدة هو تسجيل تكرار حالات “الجنون” كما تعرف سابقًا في تعداد عام 1840، وفي تعداد عام 1880 تم تمييز سبع فئات من الاضطرابات النفسية: الهوس، والكآبة، والهوس الوحشي، والشلل الجزئي، والخرف، وهوس الاكتئاب، والصرع.

في عام 1917 طورت الجمعية الأمريكية للطب النفسي جنبًا إلى جنب مع اللجنة الوطنية للصحة العقلية خطة اعتمدها مكتب الإحصاء لجمع إحصاءات صحية موحدة عبر المستشفيات العقلية.

على الرغم من أن هذا النظام كرس مزيدًا من الاهتمام للفائدة السريرية أكثر من الأنظمة السابقة إلا أنه كان لا يزال تصنيفًا إداريًا في المقام الأول.
في عام 1921 غيرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي- APS اسمها، وتعاونت لاحقًا مع أكاديمية نيويورك للطب لتطوير تصنيف مقبول على المستوى الوطني للأمراض النفسية، والذي سيتم دمجه في الطبعة الأولى من التسمية الموحدة للأمراض الصادرة عن الجمعية الطبية الأمريكية. تم تصميم هذا النظام في المقام الأول لتشخيص المرضى الداخليين الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية شديدة.

ما بعد الحرب العالمية الثانية:

تم تطوير نظام تصنيف أوسع بكثير في وقت لاحق من قبل الجيش الأمريكي (وتم تعديله من قبل إدارة المحاربين القدامى) لدمج عروض العيادات الخارجية لجنود الحرب العالمية الثانية، وقدامى المحاربين على سبيل المثال الاضطرابات النفسية والفسيولوجية والشخصية والاضطرابات الحادة.
في الوقت نفسه نشرت منظمة الصحة العالمية (WHO) الطبعة السادسة من التصنيف الدولي للأمراض، والتي تضمنت لأول مرة قسمًا للاضطرابات النفسية.

تأثر التصنيف الدولي للأمراض السادس بشدة بتصنيف إدارة المحاربين القدامى وشمل 10 فئات للذهان والاضطرابات النفسية وسبع فئات لاضطرابات الشخصية والسلوك والذكاء.

قامت لجنة APA المعنية بالتسميات والإحصاءات بتطوير متغير من التصنيف الدولي للأمراض تم نشره في عام 1952 كإصدار أول من DSM. احتوى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية على مسرد لأوصاف فئات التشخيص وكان أول دليل رسمي للاضطرابات النفسية يركز على الاستخدام السريري.

وبالتالي نلاحظ أن الحرب العالمية الثانية كانت حجر الأساس لوضع تصنيف معتمد يصنف الاضطرابات النفسية ويمثل قاعدة رئيسية لتشخيصها.

في الحقيقة إن الحروب بصفة عامة شكلت نقلة في فهمنا للاضطرابات النفسية كذلك، فبعد وقت طويل من الاعتقاد بأن الاضطرابات النفسية خلل جسدي في الدماغ يولد به الإنسان أتت عدة حروب لتبرهن على أن المرض النفسي يحدث لعدة أسباب متداخلة تشكل البيئة والظروف سببًا مهمًا ضمنها.

بالإضافة إلى ما هي الاضطرابات النفسية؟ اقرأ أيضًا: أشهر 10 اضطرابات نفسية: مقدمة حول اضطرابات الشخصية

مصادر ما هي الاضطرابات النفسية؟ :

1. britannica.com
2. healthdirect.gov
3. psychologytoday.com
4. psychiatry.org
5. apa.org

8 نصائح للتغلب على اضطراب القلق الاجتماعي

هذه المقالة هي الجزء 13 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

من الطبيعي أن تشعر بالتوتر في بعض المواقف الاجتماعية، كالذهاب إلى مقابلة عمل أو موعد غرامي أو تقديم عرض تقديمي، ولكن عندما تسبب التفاعلات اليومية قلقًا كبيرًا ووعيًا ذاتيًا وإحراجًا يؤدي إلى التجنب الذي يمكن أن يعطل حياتك فهذا لا يعتبر طبيعيًا بل هو اضطراب نفسي يُعرف باضطراب القلق الاجتماعي.

عُرف هذا الاضطراب سابقًا بالرهاب الاجتماعي، واعتبر كاضطراب منفصل لأول مرة في منتصف الستينيات. يقع اضطراب القلق الاجتماعي تحت تصنيف اضطرابات القلق في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.

تعريف اضطراب القلق الاجتماعي

اضطراب القلق الاجتماعي هو الخوف المستمر من موقف أو أكثر من المواقف الاجتماعية التي قد يحدث فيها إحراج ويكون الخوف أو القلق غير متناسب مع التهديد الفعلي الذي يشكله الوضع الاجتماعي كما تحدده الأعراف الثقافية للشخص.

يمكن تصنيف المواقف الاجتماعية النموذجية التي تتضمن التفاعل والملاحظة والأداء في:

  1. مقابلة الغرباء.
  2. التحدث في اجتماعات أو في مجموعات.
  3. بدء محادثة مع الآخرين.
  4. الأكل أو الشرب أمام الناس.
  5. الذهاب إلى المدرسة أو العمل.
  6. التسوق.
  7. التواجد في الأماكن العامة.
  8. استخدام المراحيض العامة .

إن القلق من بعض النقاط السابقة هو أمر شائع بين الناس، إلا أن الأشخاص المصابين يعانون من القلق بشكل مفرط، ويشعرون بالقلق لأسابيع قبل حدوث موقف اجتماعي متوقع.

يخشى المصابون من قول أو فعل أشياء قد تسبب لهم الاحراج والإهانة. مثل احمرار الوجنتين أو التعرق أو الارتعاش أو اضطراب الصوت والظهور بشكل ممل أو غبي. سيحاول المصابون تجنب المواقف التي تسبب لهم القلق قدر الإمكان، عادة ما تتسبب الحالة في ضعف كبير في المجالات الاجتماعية أو المهنية أو غيرها.

أعراض اضطراب القلق الاجتماعي

إن الشعور بالخجل أو عدم الراحة في مواقف معينة ليست بالضرورة علامات على اضطراب القلق الاجتماعي خاصة عند الأطفال. تختلف مستويات الراحة في المواقف الاجتماعية اعتمادًا على سمات الشخصية وتجارب الحياة. بعض الناس متحفظون بشكل طبيعي والبعض الآخر أكثر انفتاحًا على هذه التغيرات الطبيعية.

يشمل اضطراب القلق الاجتماعي الخوف والقلق والتجنب الذي يتداخل مع العلاقات أو الروتين اليومي أو العمل أو المدرسة أو الأنشطة الأخرى، وتشمل أعراض هذا الاضطراب:

1- الأعراض العاطفية والسلوكية

كالخوف من المواقف التي قد يتم الحكم عليك فيها بشكل سلبي، والقلق بشأن إحراج نفسك أو إذلالها، والخوف الشديد من التفاعل أو التحدث مع الغرباء، والخوف من أن يلاحظ الآخرون أنك تبدو قلقًا، والخوف من الأعراض الجسدية التي قد تسبب لك الإحراج مثل الاحمرار، أو التعرق، أو الارتعاش.

بالنسبة للأطفال قد يظهر القلق بشأن التفاعل مع البالغين أو الأقران من خلال البكاء، أو نوبات الغضب، أو التشبث بالوالدين، أو رفض التحدث في المواقف الاجتماعية.

2- الأعراض الجسدية

يمكن أن تصاحب العلامات والأعراض الجسدية أحيانًا اضطراب القلق الاجتماعي وقد تشمل: احمرار الوجه، وسرعة ضربات القلب، والارتعاش، والتعرق، والغثيان، وصعوبة في التقاط أنفاسك، والدوخة أو الدوار، والشعور بأن عقلك أصبح فارغًا، والتوتر العضلي.

متى يبدأ اضطراب القلق الاجتماعي؟ وكم يستمر؟

من بين الأفراد الذين يسعون للعلاج كبالغين يكون متوسط ​​عمر ظهور المرض في بداية سن المراهقة حتى منتصف سن المراهقة.

حيث طور معظم الأشخاص الحالة قبل بلوغهم العشرينات من العمر، ومع ذلك هناك مجموعة فرعية صغيرة من الأشخاص الذين يصابون بهذه الحالة في وقت لاحق من الحياة.

يمكن لبعض الأشخاص تحديد وقت معين بدأ فيه اضطراب القلق الاجتماعي لديهم وقد يربطونه بحدث معين على سبيل المثال الانتقال إلى مدرسة جديدة أو التعرض للتنمر أو المضايقة. قد يصف البعض أنفسهم بأنهم كانوا دائمًا خجولين ويرون اضطراب القلق الاجتماعي لديهم على أنه تفاقم تدريجيًا .وقد لا يتمكن البعض الآخر أبدًا من تذكر الوقت الذي كانوا فيه خاليين من القلق الاجتماعي.

تابعت العديد من الدراسات البالغين المصابين باضطراب القلق الاجتماعي لفترات طويلة من الزمن. وجدت هذه الدراسات بشكل عام أن هذا الاضطراب يستمر في حالة غياب العلاج، ويمكن التعافي منه ولكن بنسبة أقل من باقي اضطرابات القلق.

على سبيل المثال نشرت مجموعة من الباحثين عام 2005م دراسة مجتمعية تمت فيها متابعة البالغين الذين يعانون من اضطرابات القلق المختلفة لمدة 12 عامًا. خلال هذه السنوات تعافى 37٪ مقارنة ب 58٪ لاضطراب القلق العام، و 82٪ لاضطراب الهلع غير المصحوب برهاب الخلاء.

أكدت الدراسات مع الأطفال _على الرغم من أنها أكثر ندرة من تلك التي أجريت مع البالغين_ أن اضطرابات القلق من المرجح أن تبدأ في سن المراهقة، وأن هذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة لاضطراب القلق الاجتماعي. ومع ذلك هناك أيضًا دليل على أن بعض الشباب القلقين اجتماعيًا سوف يتغلبون على هذه الحالة على الرغم من استمرار تعرضهم لخطر الإصابة باضطرابات القلق الأخرى.

من خلال وضع الدراسات المستقبلية للبالغين والأطفال معًا يبدو أن عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين يصابون بهذا الاضطراب في مرحلة المراهقة قد يتعافون قبل بلوغهم سن الرشد. ومع ذلك إذا استمر اضطراب القلق الاجتماعي حتى مرحلة البلوغ فإن فرصة الشفاء في غياب العلاج تكون متواضعة عند مقارنتها بالاضطرابات النفسية الشائعة الأخرى.

ماذا يمكنني أن أفعل حيال اضطراب القلق الاجتماعي؟

أول ما يمكنك فعله هو التأكد من وجود هذا الاضطراب لديك. هذا المقال لا يعتبر دليلًا تشخيصيًا ولكن يساعدك على التعرف هذا الاضطراب ومن ثم طلب المساعدة إذا كان قلقك الاجتماعي يمنعك من فعل الأشياء التي تريدها أو تحتاج إلى القيام بها، أو من تكوين صداقات أو الاحتفاظ بها.

إذا شعرت بوجود هذه الأعراض تحدث عن مخاوفك مع طبيب أو معالج لديه خبرة في علاج اضطراب القلق الاجتماعي. سيكونون قادرين على تشخيص هذا الاضطراب وتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى علاج.

عند طلبك للمساعدة سيشخص مقدم الرعاية الصحية الخاص بك الرهاب الاجتماعي من وصف الأعراض الخاصة بك، ويمكنهم أيضًا التشخيص بعد فحص أنماط سلوكية معينة لأنه لا يوجد اختبار طبي للتحقق من الإصابة. خلال موعدك، سيطلب منك مقدم الرعاية الصحية شرح أعراضك، وسيطلب منك أيضًا التحدث عن المواقف التي تسبب أعراضك.

إذا تم تشخيصك بالفعل تذكر أن جود قلق اجتماعي لديك ليس بالأمر الغريب فالكثير من الناس لديهم هذا الاضطراب كذلك. إن كنت تعاني من قلق وخوف مرتفعين بشكل غير عادي بشأن المواقف الاجتماعية فتحدث بصراحة مع طبيبك حول العلاج. إذا تُرك اضطراب القلق الاجتماعي دون علاج فقد يؤدي إلى الاكتئاب، ومشاكل المخدرات أو الكحول، ومشاكل في المدرسة أو العمل، وتدهور نوعية الحياة.

مثل الاضطرابات النفسية الأخرى سيكون العلاج خليطًا بين الأدوية التي تعالج الأعراض، والعلاج النفسي المعتمد على الكلام. يحدد الطبيب طريقة العلاج وفقًا لحالة الشخص لأن نتائج العلاج تختلف من شخص لآخر.

8 نصائح للتغلب على اضطراب القلق الاجتماعي

بالإضافة إلى علاج الطبيب هناك 8 نصائح يمكنها مساعدتك في إدارة هذا الاضطراب:

1. تحكم في تنفسك

يمكن أن يسبب القلق تغيرات في جسمك تجعلك غير مرتاح على سبيل المثال قد يصبح تنفسك سريعًا وضحلًا هذا يمكن أن يجعلك أكثر قلقا، وقد تشعر بالتوتر أو الدوار أو الاختناق.

يمكن أن تساعدك تقنيات معينة في إبطاء تنفسك وإدارة أعراض القلق الأخرى. جرب هذه الخطوات: اجلس في وضع مريح مع استقامة ظهرك، وارخِ كتفيك، وضع إحدى يديك على بطنك والأخرى على صدرك، وتنفس ببطء من خلال أنفك لمدة 4 ثوانٍ.

سترتفع اليد الموجودة على بطنك، ولكن يجب ألا تتحرك اليد الموجودة على صدرك كثيرًا. احبس أنفاسك لمدة ثانيتين ثم اتركه يخرج ببطء من فمك لمدة 6 ثوانٍ؛ كرر هذا عدة مرات حتى تشعر بالاسترخاء.

2. حاول ممارسة الرياضة أو الاسترخاء التدريجي للعضلات

حيث تظهر الأبحاث أن بعض الأنشطة البدنية مثل الركض يمكن أن تساعد في تقليل القلق، وكما يساعدك استرخاء العضلات التدريجي أيضًا، ويمكن أن تساعد اليوجا أيضًا على الهدوء لأنها تتضمن أنواع معينة التنفس العميق لذا يمكنها المساعدة في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. تشير الدراسات إلى أن ممارسة اليوجا لبضعة أشهر يمكن أن تساعد في تقليل القلق العام.

3. التحضير

يمكن أن يساعدك التخطيط المسبق للمواقف الاجتماعية التي تجعلك متوترًا على الشعور بمزيد من الثقة. على سبيل المثال إذا كنت تخرج في موعد غرامي لأول مرة وكنت خائفًا من عدم وجود أي شيء مشترك بينكما، فحاول قراءة المجلات والصحف للعثور على بعض الموضوعات للتحدث عنها.

4. ابدأ صغيرًا

لا تقفز في المواقف الاجتماعية الكبيرة بل حدد مواعيد وجبات المطعم مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة حتى تعتاد على تناول الطعام في الأماكن العامة. حاول الخروج عن طريقك للتواصل بالعين مع الناس في الشارع أو في محل البقالة وقل مرحبًا. إذا بدأ شخص ما محادثة معك اطرح عليه أسئلة حول هواياته أو الأماكن المفضلة لديه. يمكنك القيام بأنشطة أكبر كلما شعرت براحة أكبر.

تذكر أن تكون صبورًا مع نفسك. يستغرق الأمر وقتًا وممارسة لمعالجة القلق الاجتماعي. ليس عليك مواجهة أكبر مخاوفك على الفور.

5. تخلص من التركيز على نفسك

حاول تحويل انتباهك إلى ما يحدث من حولك بدلاً مما بداخل عقلك. يمكنك القيام بذلك من خلال الاستماع حقًا إلى المحادثة التي تحدث أو تذكير نفسك بأنه ربما لا يستطيع الآخرون معرفة مدى قلقك بمجرد النظر إليك. يُقدر الناس عندما يتصرف الآخرون بشكل حقيقي ومهتم لذا ركز على أن تكون حاضرًا ومستمعًا جيدًا.

6. تخلص من الأفكار السلبية

قد تكون هذه الأفكار حول الأشخاص أو المواقف، وقد تكون تلقائية. في معظم الأحيان هذه الأفكار خاطئة. لكن يمكن أن تتسبب في إساءة قراءة أشياء مثل تعابير الوجه. قد يقودك هذا إلى افتراض أن الناس يفكرون في أشياء عنك ويكون هذا غير صحيح.

طريقة واحدة للقيام بذلك هي ببساطة استخدام القلم والورق. فكر في كل الأفكار السلبية التي لديك في مواقف معينة، واكتبها، ومن ثم اكتب الأفكار الإيجابية التي تتحدى هذه الأفكار السلبية.

إليك مثال: فكرة سلبية “هذا الموقف يجعلني قلقًا للغاية، ولن أكون قادرًا على التعامل معه.”
التحدي: “لقد شعرت بالقلق من قبل ولكنني مررت به كثيرًا، ولكن سأبذل قصارى جهدي للتركيز على الأجزاء الإيجابية من التجربة “.

7. استخدم حواسك

البصر والصوت والشم واللمس والذوق يمكن أن تساعد في تهدئتك في اللحظة التي تشعر فيها بالقلق. بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن النظر إلى صورة مفضلة أو شم رائحة معينة يمكن أن يفي بالغرض. في المرة القادمة التي تشعر فيها بالقلق حيال موقف اجتماعي حاول الاستماع إلى أغنيتك المفضلة، أو مضغ قطعة من العلكة، أو حضن حيوان أليف.

8. الحصول على قسط وافر من النوم

يوصى بالحصول على ثماني ساعات من النوم على الأقل كل ليلة. قلة النوم يمكن أن تزيد من القلق وتزيد من سوء أعراض الرهاب الاجتماعي.

المصادر:
1. mayoclinic.org
2. nhs.uk
3. webmd.com
4. healthline.com
5. ncbi.nlm
6. webmd.com

ماهو اضطراب الأعراض الجسدية؟

هذه المقالة هي الجزء 12 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

ماهو اضطراب الأعراض الجسدية؟

اضطراب الأعراض الجسدية المعروف سابقًا باسم “اضطراب الجسدنة” هو شكل من أشكال المرض العقلي اللذي يركز فيه الشخص بشكل كبير على الأعراض الجسدية مثل الألم أو الضعف أو ضيق التنفس إلى مستوى يؤدي إلى ضائقة كبيرة أو مشاكل في الأداء اليومي.

لدى الفرد أفكار ومشاعر وسلوكيات مفرطة تتعلق بالأعراض الجسدية. قد تكون الأعراض مرتبطة أو قد لا ترتبط بحالة طبية لكن الشخص يعاني من أعراض ويعتقد أنه مريض.

لا يتم تشخيص إصابة الشخص فقط لأن السبب الطبي لا يمكن تحديده كأعراض جسدية بل ينصب التركيز على المدى الذي تكون فيه الأفكار والمشاعر والسلوكيات المتعلقة بالمرض مفرطة أو غير متناسبة.

الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب لا يتظاهرون بأعراضهم بل الضيق الذي يعانون منه من الألم والمشاكل الأخرى التي يواجهونها حقيقي بغض النظر عما إذا كان يمكن العثور على تفسير مادي أم لا.

ويؤثر الضيق الناتج عن الأعراض بشكل كبير على الأداء اليومي. يحتاج الأطباء إلى إجراء العديد من الاختبارات لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى قبل التشخيص. يمكن أن يخلق تشخيص اضطراب الاعراض الجسدية الكثير من التوتر والإحباط للمرضى، وقد يشعرون بعدم الرضا إذا لم يكن هناك تفسير مادي أفضل لأعراضهم، أو إذا تم إخبارهم أن ردة فعلهم تجاه المرض الجسدي مبالغ فيها.

غالبًا ما يؤدي الإجهاد إلى أن يصبح المرضى أكثر قلقًا بشأن صحتهم، وهذا يخلق حلقة مفرغة يمكن أن تستمر لسنوات. ويحدث اضطراب الأعراض الجسدية في حوالي 5 إلى 7 بالمائة من السكان البالغين.

ماهي أعراض اضطراب الأعراض الجسدية؟

يتمثل العرض الرئيسي في الاعتقاد بأن لديك حالة طبية قد لا تكون مصابًا بها بالفعل أو في الإحساس المبالغ به بأعراض مرض لديك بالفعل.
تتراوح هذه الحالات من خفيفة إلى شديدة، ومن عامة إلى خاصة جدًا. تشمل الأعراض الإضافية ما يلي:

الأعراض التي لا تتعلق بأي حالة طبية معروفة مثل الشعور بالألم، أو الضعف العام، أو الشعور بالضيق في التنفس، وغيرها. أما الأعراض التي تتعلق بحالة طبية معروفة ولكنها أكثر خطورة مما ينبغي، أو يكون المريض قلقًا بشدة بشأن مرض محتمل، والتفكير في أن الأحاسيس الجسدية الطبيعية هي علامات على المرض، والقلق بشأن شدة الأعراض الخفيفة مثل سيلان الأنف مع الاعتقاد بأن طبيبك لم يعطيك فحصًا أو علاجًا مناسبًا، وتكون قلقًا من أن النشاط البدني سيضر بجسمك. الفحص المتكرر لجسمك بحثًا عن أي علامات جسدية للمرض، ولا تستجيب للعلاج الطبي أو أن تكون شديد الحساسية للآثار الجانبية للأدوية.

يميل اضطراب الأعراض الجسدية إلى التسبب في قلق مهووس بشأن الأعراض التي غالبًا ما تعترض طريق الحياة اليومية. بالإضافة إلى كل هذا هناك علامات تحذيرية التي تشير إلى احتمال إصابة الشخص باضطراب في الأعراض الجسدية تشمل هذه الأعراض:

1. يكون لدى الشخص تاريخ في الذهاب إلى العديد من الأطباء بحثًا عن طبيب يوافق على إصابته بمرض خطير.
2. تعرض الشخص مؤخرًا لخسارة أو حدث مرهق.
3. يشعر الشخص بقلق مفرط بشأن عضو معين أو جهاز معين مثل القلب، أو الجهاز الهضمي.
4. طمأنة الطبيب لا تهدئ مخاوف الشخص ويعتقد أن الطبيب مخطيء.
5. قلق الشخص من المرض يتعارض مع عمله وعائلته وحياته الاجتماعية، وقد يعاني الشخص من القلق والعصبية أو الاكتئاب.

اضطرابات ذات صلة

1. اضطراب القلق المرضي اللذي يكون الشخص فيع منشغلاً بالإصابة بمرض أو بقلقه المستمر على صحته.
قد يقومون بفحص أنفسهم بشكل متكرر بحثًا عن علامات المرض واتخاذ احتياطات قصوى لتجنب المخاطر الصحية. على عكس اضطراب الأعراض الجسدية لا يعاني الشخص المصاب باضطراب القلق المرضي عمومًا من أعراض.

2. اضطراب التحويل هو حالة تؤثر فيها الأعراض على إدراك الشخص، أو إحساسه، أو حركته مع عدم وجود دليل على وجود تلف في الأنسجة أو الأعضاء. قد يصاب الشخص بالخدر أو العمى أو صعوبة في المشي. تميل الأعراض إلى الظهور فجأة، وقد تستمر الأعراض لفترة طويلة أو قد تختفي بسرعة. كثيرًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب التحويل من الاكتئاب أو اضطرابات القلق.

3. الاضطراب المفتعل ويشمل الأشخاص الذين يتظاهرون بأمراض جسدية أو عقلية عندما لا يكونون مرضى حقًا، أو يتسببون عمدًا في تفاقم مرض بسيط. قد يتسبب الشخص المصاب بالاضطراب المفتعل أيضًا في إصابة شخص آخر بمرض أو إصابة (اضطراب مفتعل مفروض على شخص آخر) مثل تزوير أعراض طفل تحت رعايته. قد يبدو أن الشخص يستفيد أو لا يستفيد مثل ترك المدرسة أو العمل من الموقف الذي يخلقه.

عوامل الخطر لاضطراب الأعراض الجسدية

تتضمن عوامل الخطر لاضطراب الأعراض الجسدية ما يلي:
1. المعاناة من القلق أو الاكتئاب.
2. المعاناة من حالة طبية أو التعافي منها.
3. التعرض لخطر الإصابة بحالة طبية مثل وجود تاريخ عائلي قوي من المرض.
4. تجربة أحداث حياتية مرهقة أو صدمة أو عنف.
5. التعرض لصدمة سابقة مثل الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة.
6. الحصول على مستوى تعليمي أقل والوضع الاجتماعي والاقتصادي السيء.

كيف يتم علاج اضطراب الأعراض الجسدية؟

الهدف من علاج اضطراب الأعراض الجسدية هو إدارة الأعراض باستخدام كل من العلاج السلوكي، وأحيانًا الأدوية التي تعالج القلق الأساسي والاكتئاب. العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع من العلاج النفسي يساعد المرضى على تعلم طرق لتغيير أنماط تفكيرهم أو سلوكهم من أجل تغيير الطريقة التي يشعرون بها. يساعد العلاج المعرفي السلوكي المرضى على التعامل بشكل أفضل مع القلق والتوتر والاستجابة للمواقف بشكل أكثر فعالية.

إذا تم وصف الدواء فإن مضادات الاكتئاب هي خيار شائع. تم الإبلاغ عن مضادات الاكتئاب بالإضافة إلى تحسين الحالة المزاجية للمساعدة في تخفيف أعراض مثل الألم والتعب وآلام المفاصل ومشاكل النوم.

مصادر:
1. Mayoclinic
2. Clevelandclinic.org
3. psychiatry.or
4. Healthline.com
5. WebMD

ما هي اضطرابات الأكل أو اضطرابات الطعام؟

هذه المقالة هي الجزء 11 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

وُصفت اضطرابات الأكل في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي الإصدار الخامس (DSM-5) بأنها حالات خطيرة مرتبطة بسلوكيات الأكل المستمرة التي تؤثر سلبًا على صحتك وعواطفك وقدرتك على العمل في مجالات مهمة من الحياة. أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا هي:

  • فقدان الشهية العصبي-anorexia nervosa
  • الشره المرضي العصبي- bulimia nervosa
  • اضطراب نهم الطعام-binge eating disorder

وتنطوي معظم اضطرابات الأكل على التركيز الزائد على الوزن وشكل الجسم مما يؤدي إلى سلوكيات غذائية خطيرة مثل التقييد الشديد للطعام، أو الإفراط في تناول الطعام، أو سلوكيات التطهير مثل القيء أو الإفراط في ممارسة الرياضة.

يمكن أن تؤثر هذه السلوكيات بشكل كبير على حصولك على التغذية المناسبة، ويمكنها أيضًا أن تضر بالقلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم، وتؤدي إلى أمراض أخرى.

في الحالات الشديدة يمكن أن تتسبب اضطرابات الأكل بعواقب صحية خطيرة، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا تُركت دون علاج. غالبًا ما تحدث اضطرابات الأكل في سن المراهقة والشباب البالغين إلا أنه يمكن أن تتطور في أعمار أخرى كذلك.في أمريكا وحدها هناك ما يقدر بـ20 مليون امرأة، و10 ملايين رجل عانوا من اضطرابات الأكل في مرحلة ما من حياتهم.

غالبًا ما تحدث اضطرابات الأكل مع الاضطرابات النفسية الأخرى الأكثر شيوعًا مثل الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، والقلق، واضطراب الوسواس القهري، ومشاكل تعاطي الكحول والمخدرات، وتُشير الدلائل إلى أن الجينات والوراثة يلعبان دورًا في الإصابة باضطراب الأكل، ولكن يمكن أن تصيب هذه الاضطرابات أيضًا أولئك الذين ليس لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة.

أنواع اضطرابات الأكل

هناك أنواع عديدة من اضطرابات الأكل، والّتي تختلف فيها الأعراض حسب النوع. يُعد فقدان الشهيّة العصبي، والشره المرضي، واضطراب نهم الطعام من أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا. وتشمل الاضطرابات الأخرى اضطراب الاجترار، واضطراب تجنب تناول الطعام.

1. فقدان الشهية العصبي

غالبًا ما يُعرف بـفقدان الشهية وهو اضطراب في الأكل يُحتمل أن يهدد الحياة. ويتميز بانخفاض غير طبيعي في وزن الجسم، وخوف شديد من اكتساب الوزن، وإدراك مشوه للوزن أو الشكل.
يبذل الأشخاص المصابون بفقدان الشهية جهودًا كبيرة للتحكم في وزنهم وشكلهم الأمر الذي غالبًا ما يتعارض بشكل كبير مع صحتهم وأنشطتهم الحياتية.

عندما تكون مصابًا بفقدان الشهية، فإنك تحد بشكل مفرط من السعرات الحرارية، أو تستخدم طرقًا أخرى لفقدان الوزن مثل الإفراط في ممارسة الرياضة، أو استخدام الملينات، أو مساعدات النظام الغذائي، أو التقيؤ بعد الأكل. يمكن أن تتسبب الجهود المبذولة لتقليل وزنك لحدوث مشكلات صحية خطيرة تصل أحيانًا إلى درجة المجاعة القاتلة!

2. الشره المرضي العصبي

المعروف باسم الشره المرضي هو اضطراب أكل خطير يهدد الحياة. عندما تكون مصابًا بالشره المرضي فإنك تعاني من نوبات الإفراط في تناول الطعام، ومن ثم نوبات من التطهير. كثير من المصابين بالشره المرضي يقيدون أيضًا تناولهم أثناء النهار مما يؤدي غالبًا إلى الإفراط في تناول الطعام والتطهير في الليل.

خلال هذه النوبات عادة ما تأكل كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير ثم تحاول التخلص من السعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير صحية. بسبب الشعور بالذنب والعار والخوف الشديد من زيادة الوزن.
يكون التطهير عن طريق التقيؤ، أو ممارسة الرياضة كثيرًا، أو استخدام طرقٍ أخرى مثل الملينات للتخلص من السعرات الحرارية.

إذا كنت مصابًا بالشره المرضي فمن المحتمل أنك منشغل بوزنك وشكل جسمك، وقد تحكم على نفسك وبقسوة بسبب طريقة تفكيرك بشكل جسمك حتى عندما يكون وزنك طبيعيًا.

3. اضطراب الشراهة

عندما تكون مصابًا باضطراب الشراهة فأنت تأكل الكثير من الطعام بانتظام، وتشعر بفقدان السيطرة على تناولك للطعام. يمكنك أن تأكل بسرعة أو تأكل طعامًا أكثر مما تنوي حتى عندما لا تكون جائعًا، وقد تستمر في الأكل حتى بعد فترة طويلة من الشعور بالشبع.
بعد الأكل قد تشعر بالذنب، أو الاشمئزاز، أو الخجل من سلوكك وكمية الطعام التي تتناولها. لكنك لا تحاول التعويض عن هذا السلوك بالإفراط في ممارسة الرياضة أو التطهير كما قد يفعل الشخص المصاب بالشره المرضي. بل يمكن أن يقودك شعورك بالإحراج إلى تناول الطعام بمفردك لإخفاء شراهتك.يمكن أن يؤدي الإحراج إلى تناول الطعام بنهم لإخفاء الإفراط في تناول الطعام. عادة ما تحدث نوبات الشراهة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.

4. اضطراب الاجترار

اضطراب الاجترار هو التخلص من الطعام بشكل متكرر ومستمر بعد الأكل، ولكنه لا يرجع إلى حالة طبية أو اضطراب أكل آخر مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي أو اضطراب نهم الطعام.
يعود الطعام إلى الفم دون الشعور بالغثيان أو التقيؤ، وقد لا يكون مقصودًا. في بعض الأحيان يتم إعادة مضغ الطعام المتقيأ، وإعادة بلعه أو بصقه.
قد يؤدي الاضطراب إلى سوء التغذية إذا تم بصق الطعام، أو إذا كان الشخص يأكل أقل بشكل ملحوظ لمنع هذا السلوك. يكون اضطراب الاجترار أكثر شيوعًا في الأطفال، أو الأشخاص الذين يعانون من إعاقة ذهنية.

5. اضطراب تجنب تناول الطعام

يتسم هذا الاضطراب بالفشل في تلبية الحد الأدنى من متطلباتك الغذائية اليومية لأنك لا تهتم بتناول الطعام، وتتجنب الأطعمة التي لها خصائص حسية معينة مثل اللون، أو الملمس، أو الرائحة، أو الطعم. أو تتجنب الطعام لأنك قلق بشأن عواقب الأكل مثل الخوف من الاختناق، ولكن لا علاقة له بالخوف من زيادة الوزن.

يمكن أن يؤدي الاضطراب إلى فقدان الوزن بشكل كبير أو فشل في زيادة الوزن في مرحلة الطفولة بالإضافة إلى نقص التغذية الّتي يمكن أن تسبب مشاكل صحية.

6. البيكا

هو اضطراب أكل آخر يتضمن تناول أشياء لا تعتبر طعامًا. الأشخاص الذين يعانون من البيكا يتوقون إلى المواد غير الغذائية مثل الثلج، أو الأوساخ، أو التربة، أو الطباشير، أو الصابون، أو الورق، أو الشعر، أو القماش، أو الصوف، أو الحصى، أو منظفات الغسيل، أو نشا الذرة.

يمكن أن تحدث البيكا عند البالغين، وكذلك الأطفال والمراهقين ومع ذلك يتم ملاحظة هذا الاضطراب بشكل متكرر عند الأطفال والحوامل والأفراد ذوي الإعاقات العقلية.

يكون المصاب بالبيكا أكثر عرضة لخطر التسمم، والالتهابات وإصابات الأمعاء ونقص التغذية بسبب المواد التي يتم تناولها، وقد تسبب البيكا الموت. لكي يتم اعتبار الشخص مصاب بالبيكا يجب ألا يكون تناول المواد غير الغذائية جزءًا طبيعيًا من ثقافة أو دين هذا الشخص. بالإضافة إلى ذلك يجب ألا تعتبر ممارسة مقبولة اجتماعيًا من قبل أقران الشخص.

اضطرابات الأكل الأخرى

  • بالإضافة إلى اضطرابات الأكل الستة المذكورة أعلاه توجد أيضًا اضطرابات أكل أقل شهرة. كاضطراب التطهير، إذ غالبًا ما يستخدم المصابون سلوكيات التطهير مثل القيء، أو تناول الملينات، أو مدرات البول، أو الإفراط في ممارسة الرياضة للتحكم في وزنهم أو شكلهم، ومع ذلك فإنهم لا يفرطون في تناول الطعام.
  • هناك أيضًا عدة حالات أخرى من اضطرابات الأكل غير موجودة في ”الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5”، وتتضمن أي حالات أخرى لها أعراض مشابهة لأعراض اضطراب الأكل ولكنها لا تتناسب مع أي من الفئات المذكورة أعلاه. أحد هذه الاضطرابات هو ”orthorexia-تقويم العظام”. على الرغم من ذكره بشكل متزايد في وسائل الإعلام والدراسات العلمية إلا أنه لم يتم إدراجه كاضطراب منفصل في الأكل من خلال الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) الحالي.
    يميل الأفراد المصابون بتقويم العظام إلى التركيز بشكل هوسي على الأكل الصحي إلى الحد الذي يعطل حياتهم اليومية. على سبيل المثال قد يستبعد الشخص المصاب مجموعات غذائية كاملة خوفًا من أنها غير صحية، وبالتالي يؤدي ذلك إلى سوء التغذية، وفقدان الوزن الشديد، وصعوبة تناول الطعام خارج المنزل. نادرًا ما يركز الأشخاص المصابون بتقويم العظام على فقدان الوزن. بدلاً من ذلك فإن تقديرهم لذاتهم أو هويتهم أو رضاهم يعتمد على مدى امتثالهم لقواعد النظام الغذائي التي فرضوها على أنفسهم.

ما هي العلامات الحمراء التي تشير إلى وجود اضطراب الأكل:

  1. تخطي وجبات الطعام
  2. تقديم أعذار لعدم تناول الطعام
  3. التركيز المفرط على الأكل الصحي
  4. إعداد وجبات خاصة وغير كافية بدلاً من تناول ما تأكله الأسرة
  5. والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية العادية
  6. القلق المستمر أو الشكوى من السمنة والحديث عن فقدان الوزن
  7. الفحص المتكرر في المرآة بحثًا عن العيوب الملحوظة
  8. تكرار تناول الطعام بكميات كبيرة من الحلويات أو الأطعمة الغنية بالدهون
  9. واستخدام المكملات الغذائية أو المسهلات أو المنتجات العشبية لفقدان الوزن
  10. الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.

متى يجب أن تزور الطبيب؟

قد يكون من الصعب التحكم في اضطراب الأكل أو التغلب عليه بنفسك. يمكن لاضطرابات الأكل أن تسيطر على حياتك تقريبًا. إذا كنت تعاني من أي من هذه المشاكل، أو إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا باضطراب في الأكل فاطلب المساعدة الطبية.

تشجيع المصابين على طلب العلاج

لسوء الحظ قد يعتقد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل أنهم ليسوا بحاجة إلى العلاج. إذا كنت قلقًا بشأن أحد أفراد أسرتك، فحثه على التحدث إلى الطبيب. حتى إن لم يكن مستعدًا للاعتراف بوجود مشكلة مع الطعام يمكنك فتح الباب بالتعبير عن القلق والرغبة في الاستماع.

انتبه لأنماط الأكل والمعتقدات التي قد تشير إلى سلوك غير صحي، وكذلك لضغط الأقران الذي قد يؤدي إلى اضطرابات الأكل.

الوقاية

على الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة للوقاية من اضطرابات الأكل إلا أنه هناك بعض الاستراتيجيات تساعد الأطفال على تطوير سلوكيات الأكل الصحي مثل:

  • اتباع نظام غذائي متوازن بكميات معقولة: قد تؤثر عادات تناول الطعام لدى الأسرة على العلاقات التي يطورها الأطفال مع الطعام. يمنح تناول الوجبات مع طفلك فرصة لتعليمه
  • تنمية وتعزيز صورة الجسم الصحية: على سبيل المثال هناك العديد من المواقع الإلكترونية التي تروّج لأفكار خطيرة مثل النظر إلى فقدان الشهية كنمط حياة بدلاً من أنه اضطراب في الأكل. من الضروري تصحيح أي تصورات خاطئة كهذه، والتحدث مع طفلك حول مخاطر خيارات الأكل غير الصحية قم بتنمية وتعزيز صورة الجسم الصحية لطفلك بغض النظر عن شكله أو حجمه.
  • تعزيز الثقة بالنفس: تحدث إلى طفلك عن الصورة الذاتية وطمأنه بأن أشكال الجسم يمكن أن تختلف. يمكن أن تساعد رسائل القبول والاحترام في بناء الثقة الصحية بالنفس والمرونة التي ستحمل الأطفال خلال الفترات الصعبة من سنوات المراهقة.

علاج اضطرابات الأكل

يمكن التعافي من اضطراب الأكل لكن الأمر قد يستغرق وقتًا كما يختلف التعافي من شخص لآخر. إذا تمت إحالتك إلى أخصائي اضطرابات الأكل أو فريق من المتخصصين فسيكونون مسؤولين عن رعايتك.
يجب أن يتحدثوا معك حول الدعم الذي قد تحتاجه، وعما إذا كنت تعاني من حالات أخرى، ويُدرج ذلك في خطة العلاج الخاصة بك. سيعتمد علاجك على نوع اضطراب الأكل الذي تعاني منه، ولكنه يتضمن عادةً العلاج بالكلام.

قد تحتاج أيضًا إلى فحوصات طبية منتظمة إذا كان اضطراب الأكل لديك يؤثر على صحتك الجسدية، ويمكن أن يشمل علاجك أيضًا العمل من خلال برنامج المساعدة الذاتية الموجَّه إذا كنت تعاني من الشره المرضي أو اضطراب الأكل بنهم.

سيتم تقديم علاج فردي لمعظم الأشخاص، ولكن قد يتم تقديم علاج جماعي لأولئك الذين يعانون من اضطراب الأكل بنهم.

المصادر:
1. healthline.com
2. healthline.com
3. nhs.uk
4. mayoclinic.org
5. psychiatry.org

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟

هذه المقالة هي الجزء 9 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): هو اضطراب نفسي قد يحدث للأشخاص الذين عانوا أو شهدوا حدثًا مؤلمًا مثل كارثة طبيعية، أو حادث خطير، أو عمل إرهابي، أو حرب، أو اغتصاب. أو الذين تعرضوا للتهديد بالقتل أو العنف الجنسي أو الإصابات الخطيرة.

من الطبيعي أن تشعر بالخوف أثناء وبعد موقف صادم، ويؤدي هذا الخوف إلى العديد من التغييرات في أجزاء من الثانية في الجسم لمساعدتك على مواجهةالخطر أو تجنبه.

رد فعل “المواجهة أو الهروب” هو رد فعل نموذجي يهدف إلى حماية الشخص من الأذى. سيختبر الجميع تقريبًا مجموعة من ردود الفعل بعد الصدمة. ومع ذلك، يتعافى معظم الأشخاص من الأعراض الأولية بشكل طبيعي. أما الأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل لفترات طويلة قد يشخصون باضطراب ما بعد الصدمة. وغالبًا ما يشعر المصابون بالتوتر أو الخوف حتى عندما لا يكونون في خطر.

عُرف اضطراب ما بعد الصدمة بالعديد من الأسماء؛ مثل:”صدمة القذيفة” خلال الحرب العالمية الأولى. ثم لقب بـ “التعب القتالي” بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن يمكن أن يصيب اضطراب ما بعد الصدمة جميع الناس من أي عرق، أو جنسية، أو ثقافة، وفي أي عمر.

يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على حوالي 3.5%من البالغين في أمريكا سنويًا. والنساء أكثر عرضة للإصابة بمقدار الضعف مقارنة بالرجال. كما تتأثر 3 مجموعات عرقية وهم اللاتينيون الأمريكيون، والأمريكيون الأفارقة، والهنود الأمريكيون باضطراب ما بعد الصدمة أعلى من البيض غير اللاتينيين.

يعاني المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من أفكار ومشاعر مكثفة ومزعجة تتعلق بتجربتهم والتي تستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الحدث الصادم. قد يسترجعون الحدث من خلال ذكريات الماضي أو الكوابيس، أو يشعرون بالحزن أو الخوف أو الغضب، أو يشعرون بالانفصال أو الاغتراب عن الآخرين. وممكن أن يتجنب المصابون المواقف أو الأشخاص الذين يذكرونهم بالحدث الصادم، وقد يكون لديهم ردود فعل سلبية قوية تجاه شيء عادي مثل الضوضاء العالية أو اللمسات العرضية.

يتطلب التشخيص بهذا الاضطراب التعرض لحدث مؤلم مزعج، ويمكن أن يكون هذا التعرض غير مباشر على سبيل المثال؛ يمكن أن يحدث نتيجة التعرض المتكرر لتفاصيل مروعة للصدمة مثل تعرض ضباط الشرطة لتفاصيل حالات إساءة معاملة الأطفال بشكل متكرر.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

تنقسم الأعراض إلى أربع فئات يمكن أن تختلف في شدتها:

  1. الأفكار التطفلية: الأفكار الدخيلة أو التطفلية مثل الذكريات المتكررة واللاإرادية، والكوابيس، واسترجاع الأحداث الصادمة. وقد تكون ذكريات الماضي حية لدرجة أن الناس يشعرون أنهم يعيدون عيش التجربة الصادمة أو رؤيتها أمام أعينهم.
  2. التجنب: تجنب التذكير بالحدث الصادم قد يشمل تجنب الأشخاص والأماكن والأنشطة والأشياء والمواقف التي قد تثير ذكريات مؤلمة. وغالبًا ما يقاوم الشخص الحديث عما حدث أو ما يشعر به حيال ذلك.
  3. التغييرات في الإدراك والمزاج: عدم القدرة على تذكر الجوانب المهمة للحدث الصادم، والأفكار والمشاعر السلبية التي تؤدي إلى معتقدات مستمرة ومشوهة عن النفس أو الآخرين. على سبيل المثال؛ الشعور بالسوء تجاه أنفسهم أو عدم الوثوق بأحد، والأفكار المشوهة حول سبب أو عواقب الحدث الذي يؤدي إلى إلقاء اللوم على النفس أو الآخرين بشكل خاطئ، والخوف المستمر، أو الرعب، أو الغضب، أو الذنب، أو العار، وقد يشعر المصاب بالانفصال أو الاغتراب عن الآخرين، أو عدم القدرة على التعبير عن المشاعر الإيجابية.
  4. التغييرات في الاستثارة ورد الفعل: قد تشمل الأعراض اندلاع نوبات الغضب، والتصرف بتهور أو التدمير الذاتي، والإفراط في الانتباه لما يحيط به بطريقة مشبوهة.بالإضافةإلى مشاكل في التركيز أو النوم.

متى يجب أن تزور الطبيب؟

من الطبيعي أن تمر بأفكار مزعجة ومربكة بعد حدث صادم، ولكن معظم الناس يتحسنون بشكل طبيعي خلال أسابيع قليلة. يجب أن تراجع طبيبًا عامًا إذا كنت لا تزال تعاني أنت أو ذويك من المشاكل بعد حوالي 4 أسابيع من التجربة الصادمة. أو إذا كانت الأعراض مزعجة بشكل خاص بحيث تسبب ضائقة أو مشاكل كبيرة في الأداء اليومي.

تظهر الأعراض على العديد من الأفراد في غضون ثلاثة أشهر من الصدمة، ولكن قد تظهر الأعراض لاحقًا وتستمر لأشهر وأحيانًا سنوات. غالبًا ما يحدث هذا الاضطراب مع حالات أخرى ذات صلة مثل الاكتئاب، وتعاطي المخدرات، ومشاكل الذاكرة، ومشاكل الصحة الجسدية والعقلية الأخرى.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء

وفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية (APA)، فإن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بمقدار الضعف مقارنة بالرجال، وتظهر الأعراض بشكل مختلف قليلاً. قد تشعر النساء بالقلق والاكتئاب أكثر.

تستمر أعراض النساء لفترة أطول من أعراض الرجال. ووفقًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، ​​تنتظر النساء في المتوسط 4 سنوات لزيارة الطبيب. بينما يطلب الرجال المساعدة في غضون عام واحد بعد ظهور الأعراض.

اضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة

عادة ما تكون الولادة وقتًا سعيدًا، ولكن بالنسبة لبعض الأمهات الجدد قد تكون تجربة صعبة. وفقًا لدراسة أجريت عام 2018، فإن 4% من النساء يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة بعد ولادة أطفالهن. النساء اللواتي يعانين من مضاعفات الحمل، أو يلدن مبكرًا، أو لديهن تجربة سيئة مع حمل سابق أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى الرجال

عادة ما يعاني الرجال من الأعراض النموذجية المتمثلة في إعادة التجربة، والتجنب، والمشكلات الإدراكية والمزاجية، والتغييرات في الاستثارة وردة الفعل. غالبًا ما تبدأ هذه الأعراض في غضون الشهر الأول بعد الحدث الصادم. ولكن قد يستغرق ظهور العلامات شهورًا أو سنوات. علمًا بأن هذه الأعراض المحددة فريدة لكل رجل بناءً على بيولوجيته والصدمة التي تعرض لها.

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال

يتعافى الأطفال من الأحداث الصادمة في معظم الأوقات لأنهم مرنون. ومع ذلك في بعض الأحيان، يستمرون في إحياء الحدث، أو تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الأخرى بعد شهر أو أكثر.

تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الشائعة لدى الأطفال ما يلي: الكوابيس، واضطرابات النوم، والاستمرار في الخوف والحزن، والتهيج وصعوبة التحكم في غضبهم ، وتجنب الأشخاص أو الأماكن المرتبطة بالحدث، والسلبية المستمرة.

يكون العلاج المعرفي السلوكي والدواء مفيدين للأطفال المصابين بالاضطراب تمامًا كما هو الحال بالنسبة للبالغين. ومع ذلك، يحتاج الأطفال إلى رعاية ودعم إضافيين من آبائهم ومعلميهم وأصدقائهم لمساعدتهم على الشعور بالأمان مرة أخرى.

اضطراب ما بعد الصدمة عند المراهقين

تعتبر سنوات المراهقة بالفعل وقتًا مليئًا بالتحديات العاطفية. قد تكون معالجة الصدمات صعبة بالنسبة لشخص لم يعد طفلاً، ولكنه ليس بالغًا تمامًا.

غالبًا ما يظهر اضطراب ما بعد الصدمة لدى المراهقين على أنه سلوك عدواني أو سريع الانفعال. وقد ينخرط المراهقون في أنشطة محفوفة بالمخاطر مثل تعاطي المخدرات أو الكحول للتعامل معها، ويحجمون أيضًا عن التحدث عن مشاعرهم.

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة

أي حالة يجدها الشخص مؤلمة يمكن أن تسبب له اضطراب ما بعد الصدمة تشمل هذه الحالات: حوادث الطرق الخطيرة، أو الاعتداءات الشخصية العنيفة مثل الاعتداء الجنسي أو السرقة، أو المشاكل الصحية الخطيرة، أو تجارب الولادة.

يمكن أن يتطور اضطراب ما بعد الصدمة على الفور بعد تعرض شخص ما لحدث مزعج، أو يمكن أن يحدث بعد أسابيع أو شهور أو حتى سنوات.
يُقدر أن اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على حوالي 1 من كل 3 أشخاص لديهم تجربة مؤلمة، ولكن سبب إصابة بعض الأشخاص بهذه الحالة دون غيرهم لا يزال غير واضح.

العلاج

  • العلاجات الرئيسية المتاحة هي الأدوية أو العلاج النفسي_العلاج الحديث_أو كليهما.
  • يختلف كل شخص عن الآخر، ويؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الأشخاص بشكل مختلف، لذا فإن العلاج الذي يصلح لشخص واحد قد لا يعمل مع شخص آخر.
  • من المهم لأي شخص يعاني من هذا الاضطراب أن يتم علاجه من قبل مختص بالعلاج النفسي. قد يحتاج بعض المصابين إلى تجربة علاجات مختلفة للعثور على ما يصلح لأعراضهم. إذا كان شخص ما يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة يمر بصدمة مستمرة مثل كونه في علاقة مسيئة، فيجب معالجة كلتا المشكلتين.
  • يمكن أن تشمل المشاكل المستمرة الأخرى اضطراب الهلع، والاكتئاب، وتعاطي المخدرات والتفكير بالانتحار.
  • بالنسبة للأدوية فإن أكثر الأنواع التي تمت دراستها هي مضادات الاكتئاب، والتي قد تساعد في السيطرة على أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مثل الحزن والقلق والغضب والشعور بالفراغ.
  • قد تكون الأدوية الأخرى مفيدة في علاج بعض الأعراض مثل؛ مشاكل النوم والكوابيس.
  • يمكن للأطباء والمرضى العمل معًا للعثور على أفضل مجموعة من الأدوية بالإضافة إلى الجرعة المناسبة.

العلاج النفسي

العلاج النفسي الذي يسمى أحيانًا «العلاج بالكلام» يتضمن التحدث مع أخصائي الصحة النفسية. عادةً ما يستمر من 6 إلى 12 أسبوعًا، ويمكن أن يستمر لفترة أطول. تُظهر الأبحاث أن الدعم من العائلة والأصدقاء يمكن أن يكون جزءًا مهمًا في عملية التعافي.

تستهدف بعض أنواع العلاج النفسي أعراض الاضطراب مباشرة، بينما تركز العلاجات الأخرى على المشكلات الاجتماعية، أو العائلية، أو المتعلقة بالوظيفة. وقد يجمع الطبيب أو المعالج علاجات مختلفة حسب احتياجات كل حالة. تميل العلاجات النفسية الفعالة إلى التأكيد على بعض المكونات الأساسية بما في ذلك التثقيف حول الأعراض وتعلم إدارتها، والمساعدة في تحديد مسببات الأعراض.

العلاج السلوكي المعرفي

أحد أشكال العلاج المفيدة يسمى العلاج السلوكي المعرفي أو CBT. يمكن أن يضم العلاج المعرفي السلوكي «علاج التعرض» الذي يساعد الناس على مواجهة خوفهم والسيطرة عليه. حيث يعرضهم تدريجياً للصدمة التي عانوا منها بطريقة آمنة. باستخدام التخيل، أو الكتابة، أو زيارة المكان الذي حدث فيه الحدث.

يستخدم المعالج هذه الأدوات لمساعدة الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة على التعامل مع مشاعرهم. هذا يساعد الناس على فهم الذكريات السيئة. يتذكر الناس الحدث أحيانًا بشكل مختلف عن كيفية حدوثه، وقد يشعرون بالذنب أو الخجل بشأن شيء ليس خطأهم. يساعد المعالج المصابين في النظر إلى ما حدث بطريقة واقعية.

هناك أنواع أخرى من العلاج يمكن أن تساعد أيضًا. يجب أن يتحدث المصابون عن جميع خيارات العلاج مع المعالج. يجب أن يزود العلاج الأفراد بالمهارات اللازمة لإدارة أعراضهم ومساعدتهم على المشاركة في الأنشطة التي كانوا يتمتعون بها قبل الإصابة.

العيش مع مصاب باضطراب ما بعد الصدمة

لا يقتصر تأثير اضطراب ما بعد الصدمة على الشخص المصاب به بل من المحتمل أن يؤثر على من حوله. يمكن أن يؤدي الغضب، أو الخوف، أو المشاعر الأخرى التي غالبًا ما يواجهها الأشخاص المصابون إلى توتر حتى أقوى العلاقات.

يساعدك التعلم عن هذا الاضطراب في تقديم الدعم لمن تحب، وأنه يتلقى العلاج المناسب كالعلاج بالكلام أو الأدوية أو مزيج من الاثنين. حاول أيضًا أن تدرك أن العيش مع شخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة يحتاج للصبر والهدوء. وتواصل مع مقدم الرعاية الصحية إذا احتجت إلى المساعدة.

مصادر:
1. psychiatry.org
2. nimh.nih.gov
3. healthline.com
4. webmd.com
5. nhs.uk

ما هو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

هذه المقالة هي الجزء 10 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

يصف اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD) نمطًا متأصلًا من السلوك يتجاهل وينتهك فيه الأفراد حقوق الآخرين من حولهم باستمرار.
قد يتصرف المصابون بعنف أو بتهور أو اندفاع، وغالبًا بدون اهتمام برغبات واحتياجات الآخرين.

إن اضطرابات الشخصية هي نمط دائم من التجربة الشخصية والسلوك الذي ينحرف بشكل ملحوظ عن توقعات ثقافة الفرد، ويكون هذا السلوك غير مرن، ويبدأ في مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكر، ويؤدي إلى الضيق الشخصي أو الضعف. يقع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ضمن الفئة الثانية لاضطرابات الشخصية.

يمكن أن تختلف أعراض اضطراب الشخصية المعادية في شدتها، ويمكن أن تشمل العواقب السجن وتعاطي المخدرات وإدمان الكحول. غالبًا ما يُشار إلى أنماط السلوك الأكثر فظاعة أو ضررًا أو خطورة بالعامية باسم السيكوباتي. على الرغم من أن الاعتلال الاجتماعي-sociopathy أو الاعتلال النفسي-psychopathy لا يمثلان مصطلحات تشخيصية رسمية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM)، ولا يرسمان بشكل مثالي أعراض اضطراب الشخصية المعادية كما هو موضح في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية إلا أنه يُعتقد أن التركيبات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا.

قد يبدو الأشخاص المصابون ساحرين ظاهريًا، لكن من المرجح أن يكونوا عصبيين وعدوانيين وغير مسؤولين. بسبب ميولهم المتلاعبة، قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانوا يكذبون أو يقولون الحقيقة.

تشير الأبحاث إلى أن اضطراب الشخصية المعادية يؤثر على حوالي 1٪ إلى 4٪ من الناس في الولايات المتحدة. ولا يشخّص للأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. ومع ذلك، تظهر أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لأول مرة في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وقد تؤدي تلك الأعراض إلى التشخيص باضطراب في السلوك خلال تلك الفترة.

يعد اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أكثر شيوعًا عند الذكور منه عند الإناث. حيث تم العثور على أعلى معدل لانتشار اضطراب الشخصية المعادية بين الذكور الذين يتعاطون الكحول أو المخدرات أو الموجودين في السجون.

هل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو نفسه الاعتلال النفسي-psychopathy؟

لا. ولكن يشترك اضطراب الشخصية المعادية والاعتلال النفسي في بعض السمات وقد يحدثان معًا في بعض الأحيان. فاضطراب الشخصية المعادية هو نمط عميق الجذور من السلوكيات المعادية للمجتمع مثل خرق القانون أو العدوان الجسدي.

الاعتلال النفسي هو سمة تتميز في المقام الأول بنقص التعاطف والتأثير السطحي والشعور الفخم بقيمة الذات. غالبًا ما ينخرط السيكوباتيين في السلوك المعادي للمجتمع في الواقع هذا الانخراط هو الجزء الأساسي من تقييم السيكوباتية وقد يتم تشخيص العديد من السيكوباتيين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. ومع ذلك تشير بعض الأدلة إلى أن ثلث الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية فقط يستوفون معايير السيكوباتية.

يعتبر الاعتلال النفسي على عكس اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع جزءًا من “الثالوث المظلم”. والثالث المظلم هو عبارة عن مجموعة من ثلاث سمات شخصية خبيثة وُجد أنها تتداخل بشكل متكرر وترتبط بالسلوك الاستغلالي القاسي.

يتم الخلط بين اضطراب الشخصية المعادية والاعتلال النفسي. لأنه غالبًا ما يتم استخدام المصطلحين “السيكوباتية” و “الشخصية المعادية للمجتمع” بالتبادل خاصة في تصوير وسائل الإعلام للفاعلين العنيفين. يخلق هذا الخلط ارتباكًا بين عامة الناس حول كلا المصطلحين.

ينبع الارتباك أيضًا جزئيًا من تواريخ المصطلحات. في الطبعات المبكرة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية كان الاعتلال النفسي تشخيصًا رسميًا يمكن تشخيصه للأفراد الذين أظهروا ضعفًا في التعاطف، والأنا المتضخمة، وغياب الندم، والسلوك المعادي للمجتمع المستمر من بين سمات أخرى. ولكن عندما تم نشر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الثالث في عام 1980 تم استبدال الاعتلال النفسي باضطراب الشخصية المعادية. وتم تحديث معايير التشخيص للتركيز بشكل أساسي على السلوكيات الخارجية التي يمكن ملاحظتها – مثل الكذب أو العدوانية أو خرق القانون – بدلاً من السمات الداخلية مثل عدم التعاطف أو العظمة أو كتم المشاعر.

ما هو الفرق بين الاعتلال الاجتماعي-sociopathy و الاعتلال النفسي-psychopathy؟

في الفحوص السريرية، لا يوجد فرق فعلي بين الاعتلال الاجتماعي والاعتلال النفسي. ولا يقوم أخصائي الصحة العقلية بتشخيص أي من الاثنين من الأساس.

يقوم بعض علماء النفس والباحثين بالفروق الرئيسية بين الاعتلال الاجتماعي والاعتلال النفسي. لكن هذه المصطلحات تقدم طريقتين مختلفتين قليلاً لفهم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في هذه التفسيرات يُنظر أحيانًا إلى السيكوباتية على أنها تنطوي على سلوك مخطط أكثر.
قد لا يكون السلوك بالضرورة عنيفًا لكنه عادة ما يكون مع سبق الإصرار.

تدعم الأبحاث بعض هذه الفروق حيث عرّف روبرت هير عالم النفس الذي أنشأ قائمة مراجعة الاعتلال النفسي (PCL-R)؛ الاعتلال الاجتماعي بأنه ينطوي على الضمير والشعور بالصواب والخطأ، ولكن هذا الحس الأخلاقي لا يتماشى مع الأعراف الثقافية والاجتماعية. بدلاً من ذلك، يبرر الأشخاص المصابون بالاعتلال الاجتماعي غالبًا الأفعال التي يعتبرونها خاطئة.

باختصار، قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الاعتلال الاجتماعي القليل من التعاطف، ولديهم عادة تبرير أفعالهم، ولكنهم يعرفون الفرق بين الصواب والخطأ. أما الاعتلال النفسي وفقًا لهير لا ينطوي على حس أخلاقي أو تعاطفي. تشير الأبحاث من عام 2013 إلى أن الاختلاف بين السيكوباتية والاعتلال الاجتماعي قد يتعلق بالاختلافات في الدماغ بما في ذلك حجم المادة الرمادية وتطور بعض مناطق الدماغ مثل اللوزة.

أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

يتم تأكيد الشخصية المعادية من خلال التقييم النفسي، ويتم أولًا استبعاد الاضطرابات الأخرى،
وفقًا لـ DSM-5 قد تشمل سمات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ما يلي:

عدم الامتثال للمعايير الاجتماعية الأساسية في كثير من الأحيان بطرق تنتهك القانون الانتهاك المتكرر للحقوق الجسدية أو العاطفية للآخرين.

الافتقار إلى الاستقرار في العمل والحياة المنزلية، والمرور بفترات طويلة من البطالة حتى في الأوقات التي تكون فيها الوظائف متاحة بسهولة.

التورط في معارك متكررة.

الافتقار إلى الندم بعد إيذاء شخص ما أو ممتلكاته.

اللامسؤولية المستمرة وعدم لوم النفس، والاندفاع، والإهمال.

قد يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية يفتقرون إلى التعاطف مع الأشخاص من حولهم، أو يتصرفون بطرق متعجرفة، أو مغرورة، أو لديهم نظرة ساخرة للغاية للعالم. في بعض الحالات يمكن أن يبدوا ساحرين إلا أن سحرهم غالبًا ما يكون ساطعًا وسطحيًا، وقد تؤدي ثقتهم الواضحة وجاذبيتهم الواضحة إلى خوض العديد من العلاقات الجنسية، ومع ذلك من المحتمل أن تكون العديد من هذه العلاقات قصيرة الأجل يحدث هذا بسبب السلوك القاسي أو الازدواجي تجاه شركائهم.

كآباء يكون الأفراد المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مهملين أو حتى مسيئين. يعد تعاطي الكحول والمخدرات أمرًا شائعًا بين الأشخاص المصابين، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الاضطراب. عندما يتعايش تعاطي المخدرات مع اضطراب الشخصية المعادية يكون العلاج أكثر تعقيدًا لكليهما.

كيف يشخص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

لا يوجد فحص دم أو فحص تصوير يمكنه تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، يشخص هذا الاضطراب عادةً من خلال تقييم نفسي متعمق لتقييم التاريخ الشخصي والطبي، وأنماط السلوك والإدراك والعلاقات مع الآخرين. نظرًا لأن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية قد لا يرغبون في الاعتراف بأن سلوكهم أو عمليات تفكيرهم تنطوي على مشاكل فقد يقوم الطبيب أيضًا بمقابلة أفراد الأسرة لتقييم تأثير ونطاق السلوكيات المعادية للمجتمع.

قد يشترك اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في بعض الأعراض مع العديد من اضطرابات الشخصية والحالات النفسية الأخرى. الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية أو اضطراب تعاطي المخدرات على سبيل المثال قد يخالفون القانون أو يتصرفون بطرق خادعة أو عدوانية. أما الأفراد المصابون بالفصام أو الاضطراب ثنائي القطب قد ينخرطون أيضًا في سلوك عنيف أو عدواني خاصة خلال فترة الهوس أو النوبة الذهانية. وبالتالي يجب أولًا استبعاد مثل هذه الحالات قبل تشخيص اضطراب الشخصية المعادية.

وفقًا لـ DSM-5 يمكن تشخيص الأفراد باضطراب الشخصية المعادية إذا بدأوا في إظهار أعراض اضطراب السلوك قبل سن 15. قد تشمل هذه الأعراض السلوك العدواني تجاه الأشخاص أو الحيوانات، والتدمير المتعمد للممتلكات، والخداع أو السرقة. ولكن عادةً لا يتم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية قبل سن 18 عامًا. بل يتم تشخيصهم باضطراب عام في السلوك إذا تواجدت هذه الأعراض.

ويبدو أن من تم تشخيصهم باضطراب السلوك قبل سن العاشرة معرضون بشكل أكبر لخطر اضطراب الشخصية المعادية عند البلوغ. ومع ذلك لا يتم تشخيص جميع الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب السلوك باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عند البلوغ. إذ يمكن أن يزيد التشخيص والعلاج المبكران من احتمالية تعلمهم إدارة أعراضهم والنمو ليصبحوا بالغين معدلين.

ما الذي يسبب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

لا يوجد سبب واحد لاضطراب الشخصية المعادية، ولكن العوامل التالية قد تزيد من خطر إصابة الشخص بالاضطراب:

  • البيئة: الصدمات أو سوء المعاملة في مرحلة الطفولة المبكرة يزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية المعادية في وقت لاحق من الحياة.
  • الوراثة: تشير الدراسات بأن هناك علاقة بين الإصابة وعلم الوراثة على سبيل المثال في دراسة شاملة في عام 2010 اقترحت أن 56٪ من الاختلاف في الأعراض يمكن أن يُعزى إلى الجينات، ولكن إلى الآن لا يوجد عامل وراثي واحد يُعتقد أنه مسؤول عن هذه الحالة.
  • نمط الحياة: يعاني حوالي نصف الأشخاص المصابين أيضًا من مشاكل تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية المعادية عن النساء.

هناك أيضًا العديد من الدراسات اللتي تربط بين التغيرات في تركيب الدماغ ومعدل الإصابة، فعلى سبيل المثال في دراسة تحليلية في عام 2013 بحثت عن الاختلاف في تركيب الدماغ لدى 300 حالة مصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مقارنة بدماغ 250 شخص سليم وجدت أن الاشخاص المصابين لديهم مادة رمادية أقل في 3 مناطق مسؤولة عن إدارة المشاعر في الدماغ المادة الرمادية مكونة من الخلايا العصبية المسؤولة عن وظائف الدماغ المختلفة.

مشكلات في الافرازات الحيوية الطبيعية

قد يكون أيضًا لدى الأشخاص المصابين مستويات غير عادية من السيروتونين_ السيروتونين مادة كيميائية في الدماغ تنظم مزاجنا ومشاعر السعادة.

العلاقة بين إصابات الدماغ الخطيرة واضطراب الشخصية المعادية كذلك ليست مفهومة تمامًا. ومع ذلك فقد وجد أن إصابات الدماغ الرضحية (TBI) مرتبطة بالسلوك المعادي للمجتمع في بعض الدراسات. العديد من القتلة المتسلسلين البارزين – وكثير منهم يمكن أن يكونوا مؤهلين لتشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع – تعرضوا لإصابات كبيرة في الرأس في شبابهم مما يشير إلى أنه قد يكون هناك علاقة سببية مباشرة بين تلف الدماغ المبكر والسلوك العنيف في وقت لاحق. ومع ذلك فإن مثل هذا الارتباط لا يزال تخميني.

نظرًا لأن مثل هذه الإصابات تحدث عادةً في مرحلة مبكرة من الطفولة فمن الصعب تحديد ما إذا كانت تسببت بشكل مباشر في سلوك معاد للمجتمع لاحقًا. يمكن أن تؤدي إصابات الدماغ الرضحية التي تحدث في مرحلة البلوغ أيضًا إلى تغيرات في المزاج والشخصية بما في ذلك الغضب أو العدوانية، ومع ذلك فإن الشخص البالغ الذي يتصرف بعنف أو معادٍ للمجتمع بعد إصابة في الدماغ لن يكون مؤهلاً لتشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لأن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بحكم تعريفه هو نمط عميق الجذور ودائم من السلوك موجود منذ الطفولة فصاعدًا.

علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

كان يُعتقد أن هذا الاضطراب هو اضطراب لمدى الحياة لا يمكن علاجه، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا ويمكن أحيانًا إدارته وعلاجه.

تشير الدلائل إلى أن السلوك يمكن أن يتحسن بمرور الوقت مع العلاج حتى لو بقيت الخصائص الأساسية مثل الافتقار إلى التعاطف، ولكن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو أحد أصعب أنواع اضطرابات الشخصية التي يمكن علاجها.

قد يتردد أيضًا الشخص المصاب في طلب العلاج وقد يبدأ العلاج فقط عندما تأمره المحكمة بذلك. ويعتمد علاج المريض على ظروفه مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر وما إذا كانت هناك أي مشاكل مرتبطة به مثل تعاطي الكحول أو المخدرات.

غالبًا ما تلعب عائلة الشخص وأصدقائه دورًا نشطًا في اتخاذ القرارات المتعلقة بعلاجهم ورعايتهم. في بعض الحالات قد تحتاج أيضًا خدمات إساءة استخدام المواد والرعاية الاجتماعية إلى المشاركة.

الخيارات المتاحة للعلاج

هناك العديد من الخيارات المتاحة للعلاج بالكلام مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) إنه علاج بالكلام يهدف إلى مساعدة الشخص على إدارة مشاكله عن طريق تغيير طريقة تفكيره وتصرفه، والعلاج القائم على العقلية (MBT) هو نوع آخر من العلاج بالكلام الذي أصبح أكثر شيوعًا في علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يشجع فيه المعالج الشخص على التفكير في طريقة تفكيره وكيف تؤثر حالتهم العقلية على سلوكهم.

البرامج المجتمعية الديمقراطية

تشير الدلائل إلى أن البرامج المجتمعية يمكن أن تكون وسيلة علاج فعالة طويلة الأمد للذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع فيما يسمى بالمجتمعات العلاجية الديمقراطية (DTC). وتزداد شعبية تلك المجتمعات خاصة في السجون. ويعتبر هذا نوع من العلاج الاجتماعي الذي يهدف إلى معالجة مخاطر تعرض الشخص للإساءة بالإضافة إلى احتياجاته العاطفية والنفسية، ويعتمد على مجموعات العلاج الكبيرة والصغيرة ويركز على قضايا المجتمع مما يخلق بيئة يساهم فيها كل من الموظفين والسجناء في قرارات المجتمع. قد تكون هناك أيضًا فرص للعمل التعليمي والمهني.

مدة العلاج الموصى بها هي 18 شهرًا حيث يجب أن يكون هناك وقت كافٍ للشخص لإجراء تغييرات ووضع مهارات جديدة موضع التنفيذ، ويعتبر الدافع الذاتي عامل مهم آخر للقبول على هذا النوع من المخطط، فيجب أن يكون الشخص على استعداد للعمل كجزء من المجتمع، والمشاركة في مجموعات.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فمثل اضطرابات الشخصية الأخرى هناك القليل من الأدلة التي تدعم استخدام الأدوية لعلاج هذا الاضطراب، ولكن هناك بعض الأدوية المضادة للذهان ومضادات الاكتئاب التي قد تكون مفيدة في بعض الحالات، وقد يساعد الكاربامازيبين والليثيوم في السيطرة على الأعراض مثل العدوانية والسلوك الاندفاعي، وقد تؤدي فئة من مضادات الاكتئاب تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) إلى تحسين أعراض الغضب واضطراب الشخصية العامة.

مصادر:
1. Healthline
2. Clevelandclinic
3. Psychologytoday
4. nhs.uk

اضطراب الشخصية الهستيرية

هذه المقالة هي الجزء 8 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية الهستيرية

تعكس الشخصية أنماطًا متأصلة بعمق في السلوك والطريقة التي يدرك بها الأفراد أنفسهم وعالمهم، ويفكرون بها. سمات الشخصية هي سمات بارزة وليست بالضرورة مرضية على الرغم من أن بعض أنماط الشخصية قد تسبب مشاكل شخصية.

تشير اضطرابات الشخصية إلى أنماط تفكير وسلوك جامدة وغير مرنة وغير قادرة على التكيف مما يؤدي إلى ضعف في الأداء و/ أو ضائقة داخلية كبيرة. تبدأ معظم اضطرابات الشخصية في الظهور في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ، وتكون مستقرة بمرور الوقت، وتؤدي إلى اضطراب أو ضعف داخلي كبير.

يقع اضطراب الشخصية الهستيرية تحت مظلة المجموعة الثانية من اضطرابات الشخصية، ويُظهر الأفراد المصابون به انفعالية مفرطة – ميل إلى النظر إلى الأشياء بطريقة عاطفية – والبحث المستمر والمفرط عن الاهتمام. يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بعدم الراحة أو بعدم التقدير عندما لا يكونون مركز الاهتمام.

قد تشمل السلوكيات النموذجية السعي المستمر للقبول أو الاهتمام، وقد يتصرف الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية بطريقة تتمحور حول الذات أو يحاولون إغراء الأشخاص جنسيًا في مواقف غير مناسبة بما في ذلك العلاقات الاجتماعية والمهنية بما يتجاوز ما هو مناسب للسياق الاجتماعي.

قد يكون المصاب مفعم بالحيوية والدرامية، وقد يجذب في البداية معارف جدد بحماسه أو انفتاحه الواضح أو مغازلته، ومع ذلك؛ قد يحرِجون أيضًا الأصدقاء والمعارف من خلال العروض العامة المفرطة للعاطفة، مثل احتضان المعارف بشغف، أو البكاء بلا حسيب ولا رقيب على النكسات البسيطة، أو نوبات الغضب. وتقدر البيانات المأخوذة من المسح الوطني الوبائي للكحول والحالات ذات الصلة للعام 2001/2002 أن نسبة انتشار اضطراب الشخصية الهستيرية هي 1.84%.

أسباب اضطراب الشخصية الهستيرية

سبب اضطراب الشخصية الهستيرية غير معروف، ولكن قد يكون لكلا من الوراثة والبيئة دور في حدوث المرض على سبيل المثال؛ يشير ميل اضطراب الشخصية الهستيرية إلى الانتشار في العائلات إلى أن القابلية الجينية للاضطراب قد تكون موروثة، ومع ذلك فإن طفل أحد الوالدين المصاب بهذا الاضطراب قد يكرر ببساطة السلوك وبالتالي يكون هذا السلوك مكتسب وليس وراثي.

يتم تشخيص هذا الاضطراب عند النساء بنسبة أكثر من الرجال على الرغم من أن بعض الخبراء يؤكدون أنه يتم تشخيصه في كثير من الأحيان عند النساء لأن السعي وراء الاهتمام والمبادرة الجنسية أقل قبولًا اجتماعيًا بالنسبة للنساء مقارنة بالرجال.

عادةً ما يكون الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب قادرين على العمل بمستوى عالٍ ولديهم أداء جيد في البيئات الاجتماعية والمهنية، ولكن غالبًا ما يضطرون إلى علاج الاكتئاب عندما تنتهي علاقاتهم الرومانسية، وغالبًا ما يفشلون في رؤية وضعهم بشكل واقعي بدلاً من ذلك يميلون إلى المبالغة في التأمل، وبدلاً من تحمل مسؤولية الفشل أو خيبة الأمل يلقي المصابون بالاضطراب باللوم على الآخرين.

لأن المصابون يميلون إلى الرغبة في التجديد والإثارة، فقد يضعون أنفسهم في مواقف محفوفة بالمخاطر، وهذا السلوك أحيانًا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية

اضطراب الشخصية الهستيرية ليس اضطرابًا نفسيًا مدمرًا. يعمل معظم الأشخاص بنجاح في المجتمع والعمل. في الواقع عادةً ما يتمتع الأشخاص المصابون بمهارات رائعة في التعامل مع الأشخاص، ولكن لسوء الحظ غالبًا ما يستخدمون هذه المهارات للتلاعب بالآخرين.

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية من خمسة (أو أكثر) من الأعراض التالية على الأقل:

  • 1. لا يرتاح الشخص في المواقف التي لا يكون فيها محور الاهتمام.
  • 2. لديه تفاعلات مع الآخرين تتسم بسلوك غير لائق ومغري جنسيًا أو استفزازي.
  • 3. يعرض تحولات سريعة وتعبيرًا ضحلًا عن المشاعر.
  • 4. يستخدم انتباهه الجسدي باستمرار للفت الانتباه.
  • 5. التعبير المبالغ فيه عن العاطفة.
  • 6. يتأثر بسهولة بالآخرين أو بالظروف.
  • 7. يعتبر العلاقات أكثر حميمية مما هي عليه في الواقع.

إذا كنت مصابًا بهذا الاضطراب فقد تشعر أيضًا بالإحباط أو الملل بسهولة من الإجراءات الروتينية، أو تتخذ قرارات متهورة قبل التفكير، أو تهدد بالانتحار من أجل جذب الانتباه، ولكن قد يفكر المصاب بالانتحار حقًا خاصة إذا تداخلت حالته مع اضطراب في المزاج مثل الاكتئاب.

هل يفتقر المصاب إلى التعاطف؟

قد يبدو المصاب غير متعاطف لكنه يعاني حقًا من قلة الوعي الذاتي وانخفاض الذكاء العاطفي هذا ما يجعله يتلاعب بالأشخاص في المواقف التي لا يكون فيها مركز الاهتمام.

هل اضطراب الشخصية الهستيرية مرتبط بالنرجسية؟

يمكن أن تتداخل الشخصية النرجسية والشخصية الهستيرية أحيانًا. يقع هذان الاضطرابان ضمن المجموعة الثانية لاضطرابات الشخصية. يعاني الأشخاص في هذه المجموعة من أنماط التفكير والسلوك التي لا يمكن التنبؤ بها أو عدم انتظامها هم أيضًا غارقون في الدراما العالية التي تتمحور حول الذات.

تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية

لا يوجد اختبار محدد يستخدم لتشخيص هذا الاضطراب؛ إذا كنت منزعجًا من أعراضك وتطلب رعاية طبية، فمن المحتمل أن يبدأ مقدم الرعاية الأولية الخاص بك بأخذ تاريخ طبي كامل، وقد يُجرون فحصًا جسديًا لاستبعاد أي مشاكل جسدية يحتمل أن تكون سببًا لأعراضك. إذا لم يجد مقدم الرعاية الأولية سببًا جسديًا لأعراضك فقد يحيلك إلى طبيب نفسي.
يتم تدريب الأطباء النفسيين بشكل خاص على التعرف على الاضطرابات النفسية وعلاجها.
سيتمكن الطبيب النفسي من استخدام أسئلة الخبراء للحصول على رؤية واضحة لتاريخ سلوكك. سيساعد التقييم الدقيق لسلوكياتك مقدم الرعاية الأولية في تشخيصك. ومع ذلك لا يعتقد معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أنهم بحاجة إلى علاج أو مساعدة مما يجعل التشخيص صعبًا.
يتلقى العديد من الأشخاص المصابين التشخيص بعد خضوعهم للعلاج من الاكتئاب أو القلق، وعادةً ما يكون ذلك بعد علاقة فاشلة أو نزاعات شخصية أخرى.

ما هي مضاعفات اضطراب الشخصية الهستيرية؟

يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على العلاقات الاجتماعية أو الرومانسية للشخص، وكيفيه تفاعل الشخص مع الخسائر أو الإخفاقات. الأشخاص المصابون أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من عامة الناس.

العلاج

بشكل عام لا يعتقد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية أنهم بحاجة إلى العلاج.
يميلون أيضًا إلى المبالغة في مشاعرهم وكراهية الروتين مما يجعل اتباع خطة العلاج أمرًا صعبًا، ومع ذلك قد يطلبون المساعدة إذا كان الاكتئاب_الذي قد يكون مرتبطًا بخسارة أو علاقة فاشلة_أو مشكلة أخرى ناجمة عن تفكيرهم وسلوكهم تسبب لهم الضيق.

العلاج النفسي (نوع من الاستشارة) بشكل عام هو العلاج المفضل لاضطراب الشخصية الهستيرية. الهدف من العلاج هو مساعدة الفرد على الكشف عن الدوافع والمخاوف المرتبطة بأفكاره وسلوكه، ومساعدة الشخص على تعلم الارتباط بالآخرين بطريقة أكثر إيجابية.
يمكن استخدام الأدوية لعلاج الأعراض المؤلمة – مثل الاكتئاب والقلق – التي قد تحدث مع هذا الاضطراب.

مصادر:
1. Healthline
2. Clevelandclinic
3. WebMD
4. Psychology today

ما هو اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

هذه المقالة هي الجزء 7 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية الاعتمادية

اضطراب الشخصية الاعتمادية (DPD) هو أحد أنواع اضطرابات الشخصية العشرة. ويقع تحت مظلة المجموعة الثالثة التي تتميز بالسلوك العصبي والقلق، والّتي تشمل بالإضافة لهذا الاضطراب اضطراب الشخصية التجنُّبية، واضطراب الشخصية الوسواسية. يبدأ هذا الاضطراب عادةً في أثناء الطفولة أو في بداية سن الشباب.

في كثير من الأحيان، يعتمد الشخص المصاب بشكل مفرط على الأشخاص المقربين منه لتلبية احتياجاته العاطفية أو الجسدية. وبالتالي قد يصفهم الآخرون بأنهم متشبثون. يعتقد الأشخاص المصابون أنهم لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم، وقد يواجهون صعوبة في اتخاذ قراراتهم اليومية دون طمأنة الآخرين.

تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 10٪ من البالغين يعانون من اضطراب في الشخصية، ويعاني أقل من 1% فقط من سكان العالم من سمات اضطراب الشخصية الاعتمادية، وتكون النساء أكثر عرضة من الرجال حسب بعض الأبحاث.

أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية

يواجه الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات اليومية (مثل الملابس التي يرتدونها) دون مشورة مفرطة وطمأنة من الآخرين. يميل هؤلاء الأفراد إلى أن يكونوا سلبيين ويسمحون للآخرين بأخذ زمام المبادرة وتحمل المسؤولية عن معظم المجالات الرئيسية في حياتهم. يعتمد البالغون المصابون بهذا الاضطراب عادةً على أحد الوالدين أو الزوج ليقرروا المكان الذي يجب أن يعيشوا فيه ونوع الوظيفة التي يجب أن يشغلوها وأي الأشخاص سيصادقون. قد يسمح المراهقون المصابون بهذا الاضطراب لأحد الوالدين بتحديد الملابس التي يرتدونها وبمن يجب أن يرتبطوا، وكيف يقضون وقت فراغهم، والمدرسة أو الكلية التي يجب أن يلتحقوا بها.

غالبًا ما يتجاوز تسليم المسؤولية الطلبات المناسبة (مثل الاحتياجات المحددة للأطفال وكبار السن والمعوقين). يسعى هؤلاء الأفراد للحصول على الدعم والموافقة، وبالتالي لا يمكنهم التعبير عن الآراء أو الاختلاف خاصة مع أولئك الذين يعتمدون عليهم. يشعر هؤلاء الأفراد بأنهم غير قادرين على العمل بمفردهم لدرجة أنهم سيتفقون مع الأشياء التي يشعرون أنها خاطئة بدلًا من المخاطرة بفقدان مساعدة أولئك الذين يوجهونهم.

يجد الأفراد المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في بدء المشاريع أو العمل بشكل مستقل، وقد يبذلون قصارى جهدهم للحصول على الرعاية والدعم من الآخرين حتى لدرجة التطوع في مهام غير سارة إذا كان مثل هذا السلوك سيجلب الرعاية التي يحتاجون إليها. يشعر الأفراد المصابون بهذا الاضطراب بعدم الارتياح أو العجز عندما يكونون بمفردهم بسبب مخاوفهم المبالغ فيها من عدم قدرتهم على رعاية أنفسهم.

عندما تنتهي علاقة وثيقة (مثل الانفصال عن حبيب أو وفاة مقدم رعاية) قد يسعى الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية إلى علاقة أخرى بشكل عاجل لتوفير الرعاية والدعم الذي يحتاجون إليه. غالبًا ما ينشغلون بالمخاوف من تركهم للعناية بأنفسهم. هذه الحالة غير مرنة وغير قادرة على التكيف ويمكن أن تسبب خللاً وظيفيًا وضيقًا. وهناك أعراض أخرى يمكن أن تتواجد لدى المصابين مثل:

  • 1. صعوبة أن يكون المصاب وحيدًا، وعندما يكون بمفرده قد يعاني الشخص من نوبات القلق والتوتر.
  • 2. الرغبة في تحمل سوء المعاملة من الآخرين.
  • 3. وضع احتياجات مقدمي الرعاية لهم فوق احتياجاتهم.
  • 4. الميل إلى أن يكونوا ساذجين.

السمات المرتبطة باضطراب الشخصية الاعتمادية

غالبًا ما يظهر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية علامات أخرى مميزة للاضطراب ولكنها لا تُشخِّصه مثل:

  • 1. التشاؤم والشك الذاتي: يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية إلى التقليل من شأن قدراتهم، وقد يشيرون إلى أنفسهم باستمرار على أنهم أغبياء.
  • 2. التعامل مع النقد بشكل سيئ: يميل الأشخاص المصابون إلى التعامل مع النقد والرفض بشكل سيئ. إنهم يعتبرون هذا دليلاً على أنهم مستحقون وبالتالي قد يفقدون الثقة في أنفسهم.
  • 3. العمل: غالبًا ما يجد الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في العمل اللذي لا يعتمدون فيه على رئيس يخبرهم بما يجب عليهم فعله. غالبًا ما يكونون غير قادرين على العمل حيثما يكون الاستقلال هو القاعدة.
  • 4. العلاقات الاجتماعية: غالبًا ما تقتصر العلاقة الاجتماعية للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب على الأشخاص القلائل الذين يعتمدون عليهم ومجموعة أصدقاء هؤلاء الأشخاص.

ماهي الأسباب وعوامل الخطر لاضطراب الشخصية الاعتمادية؟

مثل باقي اضطرابات الشخصية لا يوجد سبب واحد رئيسي وواضح لهذا الاضطراب إلا أنه هناك عدة عوامل متداخلة تزيد من خطورة الإصابة تتضمن هذه العوامل الوراثة والبيئة وغيرها، وتشمل عوامل الخطر ما يلي: يعتقد بعض الباحثين أن أسلوب الأبوة الاستبدادي أو الوقائي المفرط يمكن أن يؤدي إلى تطوير سمات الشخصية الاعتمادية، ووجود تاريخ من الإهمال و التنشئة المسيئة من الوالدين ، وكذلك وجود تاريخ عائلي من اضطرابات القلق يمكن ان يرفع من احتمالية الإصابة.

يظهر الاضطراب عادة في بداية مرحلة البلوغ، ويكون الأفراد الذين عانوا من اضطراب قلق الانفصال أو المرض الجسدي المزمن في الطفولة أو المراهقة أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

يقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بإجراء فحص جسدي لفهم ما إذا كانت هناك حالة أخرى يمكن أن تسبب الأعراض؛ من ثم سيتحدث معك أحد مقدمي خدمات الصحة العقلية عن تاريخك السابق في الصحة العقلية، وقد تتضمن الأسئلة ما تشعر به وأي مخاوف أخرى تتعلق بالصحة العقلية وأي مشكلات تتعلق بتعاطي المخدرات.

يقارن المزود إجاباتك بالعوامل المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).
لتشخيص هذا الاضطراب سيبحث مقدم الخدمة عن خمسة من معايير التشخيص حسب DSM-5 تشمل هذه العوامل:

  • 1. خوف مستهلك وغير واقعي من التخلي عنك.
  • 2. مشاعر القلق أو العجز عندما تكون بمفردك.
  • 3. عدم القدرة على إدارة مسؤوليات الحياة دون طلب المساعدة من الآخرين.
  • 4. مشاكل إبداء الرأي خوفًا من فقدان الدعم أو الموافقة، وقد تصل إلى اختيار القيام بأشياء غير ممتعة.
  • 5. صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية دون طمأنة من الآخرين.
  • 6. صعوبة في بدء أو إكمال المشاريع بسبب نقص الثقة بالنفس أو عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
  • 7. الحاجة الملحة للبحث عن علاقة جديدة لتقديم الدعم والموافقة عندما تنتهي علاقة وثيقة.

في النهاية، للتشخيص بهذا الاضطراب يجب أن تتسبب هذه السمات أيضًا في إعاقة وظيفية كبيرة أو ضائقة ذاتية للفرد المعني. وهذه تعتمد كذلك على بيئة الفرد حيث هناك أماكن تكون فيها التبعية معيارًا مقبولًا اجتماعيًا وثقافيًا. في أماكن مثل هذه لا يمكن للمرء إجراء تشخيص لاضطراب الشخصية الاعتمادية، إلا في حال كانت الأعراض خارجة عن القاعدة مقارنة بعامة السكان وتسببت في الضيق لصاحبها.

اضطراب الشخصية الاعتمادية والاضطرابات الأخرى

قد يكون للاضطرابات النفسية والحالات الطبية الأخرى مثل الاضطرابات الاكتئابية، واضطراب الهلع، ورهاب الخلاء علامات وأعراض مشابهة لاضطراب الشخصية الاعتمادية. وقد يتم الخلط بينه وبين اضطرابات الشخصية الأخرى لأن لديهم سمات معينة مشتركة. على سبيل المثال، يتسم كل من اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الحدية بالخوف من الهجران. ومع ذلك يتفاعل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية مع الهجر بمشاعر الفراغ العاطفي والغضب. بينما يتفاعل الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية مع زيادة الاسترضاء والخضوع ويسعون بشكل عاجل إلى إيجاد علاقات بديلة لتقديم الرعاية والدعم.

اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الهستيرية

يتسم كل من اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الهستيرية بالحاجة القوية إلى الطمأنينة والموافقة. ولكن يغازل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية أنفسهم بصوت عالٍ جدًا لجذب الانتباه الذي يحتاجون إليه. في الوقت نفسه، يركز الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية على عدد قليل من مقدمي الرعاية الذين يتعاملون مع أنفسهم بسهولة.

اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية التجنبية

يتسم اضطراب الاعتمادية واضطراب الشخصية التجنبية بمشاعر النقص وفرط الحساسية تجاه النقد والحاجة إلى الطمأنينة. بينما يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية إلى تجنب العلاقات والانسحاب منها حتى يتأكدوا من قبولها. على النقيض من ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من الاعتمادية لديهم نمط من البحث عن العلاقات مع الآخرين المهمين والحفاظ عليها.

قد يكون كذلك لاضطرابات استخدام المواد المخدرة سمات مشابهة لتلك التي تظهر في اضطراب الشخصية الاعتمادية. حيث يظهِر العديد من الأشخاص سمات مشابهة لسمات هذا الاضطراب. ومع ذلك؛ لا يعاني هؤلاء الأشخاص من اضطراب الشخصية الاعتمادية. إلا أن هذه السمات غير مرنة وغير قادرة على التكيف ومستمرة.

متى يجب أن أزور مقدم الرعاية الصحية؟

يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك مساعدتك في تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى زيارة أخصائي الصحة العقلية. تتضمن بعض أسباب التحدث عن صحتك العقلية مع مقدم الخدمة ما يلي: الشعور المتكرر بالقلق، أو التهيج أو المزاجية، وفقدان الشهية أو تغيرها، والأفكار السلبية المستمرة عن نفسك، وصعوبة التركيز، والرغبة في دعم شخص مصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية.

ما هي مضاعفات هذا الاضطراب؟

الأشخاص المصابون باضطراب الاعتمادية معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب، واضطرابات القلق والرهاب، وكذلك تعاطي المخدرات. كما أنهم معرضون لخطر الإساءة. إذ قد يجدون أنفسهم مستعدين لفعل أي شيء تقريبًا للحفاظ على العلاقة مع الشريك المهيمن أو الشخص المتسلط.

كيف يتم علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

كما هو الحال مع العديد من اضطرابات الشخصية لا يسعى الأشخاص المصابون عمومًا إلى العلاج من الاضطراب نفسه بدلاً من ذلك؛ قد يلتمسون العلاج عندما تحدث مشكلة في حياتهم ناتجة غالبًا عن التفكير أو السلوك المرتبط بالاضطراب، ولا يعودون قادرين على التأقلم.

مثلما ذكرنا سابقًا إن الأشخاص المصابون بهذا الاضطارب معرضون للإصابة بالاكتئاب أو القلق، وبالتالي هذه الأعراض قد تدفع الفرد لطلب المساعدة. مثل باقي اضطرابات الشخصية العلاج النفسي، يعتبر الطريقة الرئيسية لعلاج هذا الاضطراب. الهدف من العلاج هو مساعدة الشخص المصاب على أن يصبح أكثر نشاطًا واستقلالية، وأن يتعلم تكوين علاقات صحية.

يُفضل العلاج قصير المدى بأهداف محددة عندما يكون التركيز على إدارة السلوكيات التي تتداخل مع الأداء الوظيفي. غالبًا ما يكون من المفيد للمعالج والمريض معًا الانتباه إلى دور المعالج من أجل التعرف على الطرق التي قد يشكل بها المريض نفس النوع من الاعتماد السلبي في علاقة العلاج التي تحدث خارج العلاج.

قد تتضمن الاستراتيجيات المحددة تدريبًا على تطوير الثقة بالنفس عن طريق العلاج السلوكي المعرفي (CBT). عادةً ما يتم إجراء تغيير ذي مغزى أكبر في بنية شخصية شخص ما من خلال التحليل النفسي أو العلاج النفسي الديناميكي طويل المدى. حيث يتم فحص الخبرات التنموية المبكرة لأنها قد تشكل آليات الدفاع وأساليب المواجهة وأنماط الارتباط والعلاقة الحميمة في العلاقات الوثيقة.

أما بالنسبة للأدوية فهي تستخدم لعلاج الأشخاص المصابين من مشاكل ذات صلة مثل الاكتئاب أو القلق. لأن العلاج الدوائي في حد ذاته لا يعالج عادة المشكلات الأساسية التي تسببها اضطرابات الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة الأدوية بعناية في حالة صرفها لأن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الاعتمادية يصبحون معتمدين عليها أو يسيئون استخدام بعض الأدوية الموصوفة.

هل يمكن منع حدوث اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

قد لا تتمكن من منع حدوث هذا الاضطراب، ولكن العلاج يمكن أن يساعد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالاضطراب في إيجاد طرق لتجنب المواقف الصعبة أو التعامل معها. كما أظهرت بعض الدراسات أن العلاقات الصحية قد تساعد في منع الطفل من الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية في وقت لاحق في الحياة.

إذا كان للطفل علاقة قوية واحدة مع صديق أو والد أو مدرس، فيمكنه مواجهة الآثار الضارة للآخرين.

دعم شخص مصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية

يمكن أن يكون هذا الاضطراب ساحقًا كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى يشعر الكثير من الناس بعدم الراحة في طلب المساعدة لأعراضهم. يمكن أن يؤثر ذلك على نوعية الحياة ويزيد من المخاطر طويلة المدى للقلق والاكتئاب.

إذا كنت تشك في أن أحد أفراد أسرتك قد يكون مصابًا، فمن المهم تشجيعه على طلب العلاج قبل أن تتفاقم حالتهم. قد يكون هذا أمرًا حساسًا بالنسبة لشخص مصاب بهذا الاضطراب؛ خاصةً لأنه يسعى للحصول على موافقة مستمرة ولا يريد أن يخيب أمل أحبائه. ركز على الجوانب الإيجابية لإعلام من تحب أنه لن يتم رفضه.

في الخاتمة، يمكن أن يشكل هذا الاضطراب بعض المتاعب في حياة المصاب، ولكن العلاج يسهل الكثير من هذه المصاعب ويزيل العقبات التي يمكن أن يواجهها الشخص، وبالتالي إذا كنت تشعر بوجود هذه الأعراض لا تتردد في طلب المساعدة، وتذكر عدم تشخيص حالتك أو حالة شخص آخر بمفردك بل أطلب المساعدة وسيتم التشخيص من الأشخاص المخولين بذلك.

مصادر أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية الاعتمادية:
1. Healthline
2. Clevelandclinic
3. WebMD
4. Psychologytoday

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية التجنبية

يعاني الكثير من الناس من الخجل لكن شريحة صغيرة من السكان تعاني من الخجل الشديد لدرجة أنه يتسبب في تثبيط اجتماعي شديد لأنهم يعانون بما يعرف باضطراب الشخصية التجنبية.

يؤدي الخجل الشديد والخوف من الرفض إلى صعوبة التفاعل الاجتماعي والمهني. وقد يتجنب الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية أنشطة العمل أو يرفضون عروض العمل بسبب مخاوف من انتقاد الآخرين. قد يتم تثبيطهم في المواقف الاجتماعية نتيجة تدني احترام الذات ومشاعر عدم الكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، أحيانًا ينشغلون بنواقصهم ويقِيمون علاقات مع الآخرين فقط إذا اعتقدوا أنهم لن يتم رفضهم.

الخسارة والرفض مؤلمان للغاية لهؤلاء الأفراد لدرجة أنهم سيختارون الشعور بالوحدة بدلًا من المخاطرة بمحاولة التواصل مع الآخرين.

اضطراب الشخصية التجنبية هو أحد مجموعة من الحالات المعروفة باسم اضطرابات الشخصية، والتي تحدثنا عنها في مقال سابق. هذه الاضطرابات بشكل عام هي أنماط سلوكية ثابتة لا تتماشى مع الأعراف الثقافية التي تسبب المعاناة للفرد أو من حولهم. يصنف اضطراب الشخصية التجنبية مع اضطرابات أخرى في الشخصية تتميز بمشاعر العصبية والخوف، وتعرف هذه المجموعة بالمجموعة الثالثة حسب DSM5.

ما مدى شيوع اضطراب الشخصية التجنبية؟

تُشير التقديرات إلى أن حوالي 2.4 ٪ من سكان الولايات المتحدة. ويعاني حوالي 1٪ من سكان الكوكب من اضطراب الشخصية التجنبية، ويبدو أنه يؤثر على الرجال والنساء على حد سواء بنفس النسبة تقريبًا.

مثل اضطرابات الشخصية الأخرى، قد تُلاحظ أعراض اضطراب الشخصية الانعزالية في مرحلة الطفولة وغالبًا ما تبدأ في خلق شعور بعدم الراحة في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ. عادة لا يتم تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. حيث يجب أن يكون هناك دليل على أن أنماط السلوك هذه دائمة، وغير مرنة ولا تتلاشى بسهولة مع مرور الوقت.

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، يكون الخوف من الرفض قويًا لدرجة أنهم يختارون العزلة بدلاً من المخاطرة بالرفض في العلاقة. يمكن أن يختلف نمط السلوك لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من معتدل إلى شديد. بالإضافة إلى خوفهم من الإذلال والرفض، تشمل السمات المشتركة الأخرى للأشخاص المصابون وفقًا لDSM 5 ما يلي:

  • 1. سهولة التعرض للأذى من خلال النقد أو الرفض
  • 2. عدم وجود أصدقاء مقربين.
  • 3. عدم الرغبة في الانخراط مع الناس.
  • 4. تجنب الأنشطة أو المهن التي تنطوي على التواصل مع الآخرين.
  • 5. الضجر في المواقف الاجتماعية خوفًا من القيام بشيء خاطئ.
  • 6. المبالغة في الصعوبات المحتملة.
  • 7. إظهار ضبط النفس المفرط في العلاقات الحميمة.
  • 8. الشعور بعدم الكفاءة الاجتماعية، أو الدونية.
  • 9. نادرًا ما يحاول المصاب تجربة الأشياء الجديدة خوفًا من أنها قد تكون محرجة.

وبالتالي الافتقار إلى العلاقات المهمة والعثور باستمرار على أسباب لتجنب التفاعلات الاجتماعية تعد علامتان رئيسيتان على احتمال إصابة شخص ما باضطراب الشخصية التجنبية.

كيف يختلف اضطراب الشخصية التجنبية عن القلق الاجتماعي؟

يتضمن كل من اضطراب القلق الاجتماعي والاضطراب التجنبي الخوف وتجنب المواقف الاجتماعية. يتداخل التشخيصان لكن يكون للاضطرابان جذور مختلفة. حيث ينجم اضطراب القلق الاجتماعي عن الخوف من قول أو فعل شيء قد يؤدي إلى الخجل والإحراج، أما اضطراب الشخصية التجنبية يكون مدفوعًا بدرجة أقل بقلق الأداء وأكثر بالتقييم الذاتي السلبي مقارنة بالقلق الاجتماعي. ويعد تدني احترام الذات مكونًا مركزيًا. فغالبًا لا يحب الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية التجنبية أنفسهم، ويفترضون أن الآخرين سيرفضونهم أيضًا.

أسباب اضطراب الشخصية التجنبية

السبب غير معروف. قد تلعب العوامل الوراثية والبيئية مثل الرفض من قبل أحد الوالدين أو الأقران دورًا في تطور الحالة. يبدأ سلوك التجنب عادة من الطفولة المبكرة مع الخجل والعزلة وتجنب الغرباء أو الأماكن الجديدة، ويميل معظم الأشخاص الخجولين في سنواتهم الأولى إلى التخلص من هذا السلوك لكن أولئك الذين يصابون بهذا الاضطراب يصبحون خجولين بشكل متزايد مع دخولهم مرحلة المراهقة والبلوغ.

من هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية التجنبية؟

لا توجد طريقة لمعرفة من سيطور هذا الاضطراب عادة ما يكون الأشخاص المصابون خجولين جدًا مثل الأطفال، ومع ذلك لا يصاب كل طفل خجول بهذا الاضطراب، وبالمثل ليس كل شخص بالغ خجول مصاب بهذا الاضطراب.

إذا كنت مصابًا بهذا الاضطراب فمن المرجح أن يكون خجلك قد نما مع تقدمك في العمر. وربما وصلت لدرجة أنك بدأت في تجنب أشخاص آخرين ومواقف معينة.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية؟

في حالة وجود أعراض، سيبدأ مقدم الرعاية الصحية في التقييم عن طريق إجراء تاريخ طبي كامل وفحص بدني. على الرغم من عدم وجود اختبارات معملية لتشخيص اضطرابات الشخصية على وجه التحديد، فقد يستخدم الطبيب العديد من الاختبارات التشخيصية لاستبعاد المرض الجسدي كسبب للأعراض. وإذا لم يجد مقدم الخدمة سببًا جسديًا للأعراض، فقد يحيل الشخص إلى طبيب نفسي أو أخصائي نفسي. أخصائيي الرعاية الصحية المدربين خصيصًا لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها.

يستخدم الأطباء النفسيون وعلماء النفس أدوات التحدث في المقابلة والتقييم مصممة خصيصًا لتقييم شخص مصاب باضطراب في الشخصية مثل اضطراب الشخصية التجنبية. ولتشخيص هذا الاضطراب، يجب أن تبدأ الأعراض في موعد لا يتجاوز مرحلة البلوغ المبكرة. ويجب عليك أيضًا إظهار الخصائص التالية:

أن تتجنب أنشطة العمل التي تنطوي على التواصل مع الآخرين. إذ يحدث هذا بسبب الخوف من النقد أو الرفض، فتكون غير راغب في الانخراط مع أشخاص آخرين ما لم تكن متأكدًا من أنهم يحبونك. وتتراجع في العلاقات لأنك تخشى أن تتعرض للسخرية أو الإهانة. يسيطر الخوف من الانتقاد أو الرفض في المواقف الاجتماعية على أفكارك، فتتراجع عن المواقف الاجتماعية أو تتجنبها تمامًا لأنك تشعر بعدم الكفاءة. كما تعتقد أنك أدنى من الآخرين، ومن غير المرجح أن تشارك في أنشطة جديدة لأنك تخشى الإحراج.

اضطراب الشخصية التجنبية وبعض الحالات الأخرى

يمكن أن تحدث اضطرابات الصحة العقلية الأخرى جنبًا إلى جنب مع هذا الاضطراب. وبالتالي يتم تصميم العلاج في هذه الحالات للمساعدة في علاج أعراض كل اضطراب.

تتضمن بعض الحالات التي تحدث غالبًا مع اضطراب الشخصية التجنبية ما يلي: الرهاب الاجتماعي حيث يعاني الشخص من القلق الشديد والوعي الذاتي في المواقف الاجتماعية الشائعة.

اضطراب الشخصية الاعتمادية هو حيث يعتمد الناس بشكل مفرط على الآخرين للحصول على المشورة أو اتخاذ القرارات نيابة عنهم في مجالات تشمل العلاقات الاجتماعية والسلوك. وتشترك العديد من أعراض اضطراب الشخصية التجنبية بشكل شائع بين هذه الحالات الأخرى لا سيما في حالة الرهاب الاجتماعي المعمم. لهذا السبب يمكن الخلط بين الاضطرابات بسهولة. وقد يستغرق اختصاصي الصحة العقلية بعض الوقت لإجراء تشخيص واضح واختيار العلاج المناسب لك.

هل يمكن لمن يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية الحفاظ على العلاقات الرومانسية؟

غالبًا ما يتعلم الأفراد المصابون بهذا الاضطراب الاعتماد على أنفسهم، وقد يعانون من صعوبة في التواصل و تنظيم العاطفة لديهم. والحفاظ على العلاقات الحميمة، وغالبًا ما يعزلون أنفسهم خاصة في أوقات التوتر. وبالتالي غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية غير قادرين على الحفاظ على العلاقات الرومانسية.

كيف يتم علاج اضطراب الشخصية التجنبية؟

يعد علاج اضطرابات الشخصية أمرًا صعبًا لأن الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات لديهم أنماط عميقة الجذور في التفكير والسلوك موجودة منذ سنوات عديدة. ومع ذلك، يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية إلى أن يكونوا مرشحين جيدين للعلاج لأن اضطرابهم يسبب لهم ضائقة كبيرة. ويرغب معظمهم في تطوير العلاقات، وبالتالي تكون هذه الرغبة عاملاً محفزًا للأشخاص لمتابعة خططهم العلاجية.

كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى، فإن العلاج النفسي هو العلاج الرئيسي لاضطراب الشخصية الانعزالية. والعلاج النفسي هو نوع من الاستشارة الفردية التي تركز على تغيير تفكير الشخص (العلاج المعرفي) والسلوك (العلاج السلوكي). وهناك أيضًا العلاج النفسي الديناميكي.
من المرجح أن يركز العلاج على التغلب على المخاوف، وتغيير عمليات التفكير والسلوكيات. ومساعدة الشخص على التعامل بشكل أفضل مع المواقف الاجتماعية.

لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أي أدوية لعلاج اضطرابات الشخصية. ومع ذلك، قد يصف طبيبك الأدوية المضادة للاكتئاب إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو القلق المتزامن. للحصول على أفضل النتائج، يجب تناول العلاج الدوائي جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي. ويكون علاج الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب أكثر فاعلية عندما يكون أفراد الأسرة داعمين ومتفاعلين مع العلاج.

العلاج النفسي الديناميكي

هو شكل من أشكال العلاج بالكلام يساعدك على إدراك أفكارك اللاواعية، ويمكن أن يساعدك على فهم كيف تؤثر التجارب السابقة على سلوكك الحالي، ويتيح لك ذلك دراسة الآلام والصراعات العاطفية السابقة وحلها، و بالتالي يمكنك المُضي قدمًا بنظرة أكثر صحة عن نفسك وكيف يراك الآخرون. وينتج العلاج النفسي الديناميكي نتائج دائمة مع فوائد تستمر بعد العلاج.

العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو شكل آخر من أشكال العلاج بالكلام. في هذا العلاج يساعدك المعالج على التعرف على المعتقدات غير الصحية وعمليات التفكير واستبدالها. سيشجعك معالجك على فحص واختبار أفكارك ومعتقداتك لمعرفة ما إذا كان لها أساس واقعي. كما أنها ستساعدك أيضًا على تطوير أفكار بديلة وصحية.

مصادر:

webmd.com. 1
2. clevelandclinic.org
3. healthline.co
4. psychologytoday.com

ما هو اضطراب الشخصية المُرتابة ؟

هذه المقالة هي الجزء 5 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية المُرتابة

يقع اضطراب الشخصية المرتابة تحت مظلة المجموعة الأولى من اضطرابات الشخصية. ويكون الأشخاص المصابون بأحد اضطرابات هذه المجموعة غريبين أو شاذين في سلوكهم.

السمة الأساسية للأشخاص المصابون بهذا الاضطراب هي الريبة، والشك المستمر في الآخرين دون سبب كافٍ للشك. وعادة لا يستندون إلى الواقع كما لا يعترفون بأن لديهم مشاعر سلبية تجاه الآخرين. إنهم لا يثقون في الناس لدرجة أنهم لن يناقشوا ما يشعرون به. وقد يتساءل المصاب حتى عما إذا كان بإمكانه الوثوق بأخصائي الصحة العقلية والشك في دوافعه في محاولة مساعدته.

غالبًا ما يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة. ويبدو أنه أكثر شيوعًا عند الرجال منه لدى النساء. وتقدر الدراسات أنه يؤثر على ما بين 2.3 ٪ و 4.4 ٪ من عامة السكان.

أعراض وعلامات اضطراب الشخصية المرتابة

أعراض الاضطراب كما هي مفهرسة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5):

1. انعدام الثقة والشك بالآخرين بحيث يتم تفسير دوافعهم على أنها خبيثة يبدأ هذا الشك في بداية مرحلة البلوغ. ويكون في مجموعة متنوعة من السياقات مثل: الاشتباه دون أساس كافٍ في أن الآخرين يستغلونه، أو يؤذونه، أو يخدعونه. كما ينشغل المصاب بشكوك غير مبررة حول ولاء أو مصداقية الأصدقاء أو الشركاء. ويحجم عن الوثوق بالآخرين بسبب الخوف غير المبرر من استخدام معلوماته الشخصية. يقرأ ملاحظات أو أحداث حميدة على أنها مهينة أو مهددة، ويحمل باستمرار ضغينة (مثل عدم التسامح مع الإصابات أو الإهانات). سريع الرد بغضب أو للهجوم المضاد، ولديه شكوك متكررة دون مبرر فيما يتعلق بإخلاص الزوج أو الشريك الجنسي.

2. قد لا تحدث هذه الأعراض كنتيجة للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب أو الاضطراب الاكتئابي المصحوب بسمات ذهانية أو اضطراب ذهاني آخر. وقد لا يرجع إلى التأثيرات الفسيولوجية لحالة طبية أخرى. وهناك كذلك أعراض أخرى من الممكن تواجدها وتختلف شدتها حسب الحالة مثل:
تداخل معتقدات المصابون بالإضافة لعادات اللوم مع قدرتهم على تكوين علاقات وثيقة. وكذلك غالبًا ما يتقبلون النقد بشكل سيئ، ويعانون من هجمات عاطفية على شخصياتهم لا تظهر للآخرين. ويتفاعلون بشكل عام مع الغضب ويسارعون إلى الانتقام. وقد يصبحون مسيطرين وغيورين، ولا يستطيعون رؤية دورهم في المشاكل أو النزاعات، ويعتقدون أنهم دائمًا على حق.

ما هي المضاعفات المرتبطة باضطراب الشخصية المُرتابة؟

يمكن أن يتداخل التفكير والسلوكيات المرتبطة بالاضطراب مع قدرة الشخص على الحفاظ على علاقاته، فضلاً عن قدرته على العمل مع فريق.
في كثير من الحالات يتورط الأشخاص المصابون في معارك قانونية يقاضون فيها أشخاصًا أو شركات يعتقدون أنها تسعى للحصول عليهم.

ما هي أسباب اضطراب الشخصية المُرتابة؟

السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير معروف، ولكن من المحتمل أنه ينطوي على مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية. وقد يظهر هذا الاضطراب لأول مرة في مرحلة الطفولة أو المراهقة. قد يبدو الأشخاص الذين يعانون من العزلة، ولديهم علاقات سيئة مع أقرانهم وقلق اجتماعي، وقلة التحصيل الأكاديمي، وفرط الحساسية، والأفكار الغريبة، والتخيلات الخاصة على أنهم “شاذون” أو “غريبو الأطوار” وهم أهداف جيدة لإثارة المرض.

يعتقد أيضًا أن تجارب الطفولة المبكرة، بما في ذلك الصدمات الجسدية أو العاطفية تلعب دورًا في تطوير هذا الاضطراب. من جانب آخر، هناك بعض الأدلة على زيادة انتشار هذا المرض بين أولئك الذين يعاني أقاربهم من الفصام، وقد يشير هذا إلى وجود صلة جينية بين الاضطرابين.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية المرتابة؟

إذا ظهرت على الشخص أعراض سيبدأ الطبيب في التقييم عن طريق إجراء فحص طبي شامل. على الرغم من عدم وجود اختبارات معملية لتشخيص اضطرابات الشخصية على وجه التحديد إلّا أن الطبيب يستخدم العديد من الاختبارات التشخيصية لاستبعاد المرض الجسدي كسبب للأعراض.

على سبيل المثال قد يتم الخلط بين تعاطي المخدرات طويل الأمد وبين هذا الاضطراب، وبالتالي يجب التأكد من أن هذه الأعراض حدثت بسبب تعاطي المخدرات.

إذا لم يجد الطبيب سببًا جسديًا للأعراض فقد يحيل الشخص إلى طبيب نفسي أو أخصائي نفسي مدرب خصيصًا لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها. يختلف اضطراب الشخصية المرتابة عن الاضطرابات الذهانية مثل الفصام أو الاضطراب الوهمي، وعلى عكس هذه الاضطرابات يفتقر المصاب باضطراب الشخصية المرتابة إلى التشوهات الإدراكية على سبيل المثال سماع الأصوات، أو التفكير الوهمي الغريب.

يستخدم الأطباء النفسيون وعلماء النفس أدوات مقابلة وتقييم مصممة خصيصًا لتقييم اضطراب الشخصية، وسيقوم أخصائي الصحة العقلية بإجراء تقييم شامل قد يسأل فيه عن طفولة الشخص ومدرسته وحياته العملية وعلاقاته.

ليس كل شك وريبة دليلًا على وجود الاضطراب

يجب دائمًا اعتبار الاستجابة الطبيعية للظروف غير العادية كجزء من التشخيص التفريقي للمريض ذي السمات التي توحي باضطراب الشخصية المرتابة. يمكن اعتبار سمات اضطرابات الشخصية بشكل عام على أنها متغيرات شديدة وغير قادرة على التكيف للسمات الطبيعية.

من جهة أخرى يجب الأخذ في الاعتبار بأن الشك قد يكون قابلاً للتكيف في بيئات معينة، وقد يظهر أعضاء مجموعات الأقليات على وجه الخصوص تفكيرًا دفاعيًا يمكن فهمه في السياق الاجتماعي الأوسع بدلاً من أن يكون مؤشرًا على الاضطراب العقلي.

كما يُظهر العديد من الناس عدم الثقة والشك من وقت لآخر ، ولكن نظرًا لأنها عابرة وقابلة للتعديل وليست مدمرة بشكل كبير فإن هذه الظواهر ليست مرضية. لذلك من الأفضل تصور أن اضطراب الشخصية المرتابة سريريًا على أنه شكل مفرط التعميم من عملية نفسية مشتركة وقابلة للتكيف والتي في شكلها الطبيعي لها بعض القيمة التطورية من خلال تسهيل اكتشاف التهديدات التي يتعرض لها الشخص من قبل الآخرين، ولكن المصابون بهذا الاضطراب يظهرون هذه السمة بشكل مفرط للدرجة اللتي تجعلها عائق في حياة الشخص، وتسبب له القلق والعجز.

المراضة المشتركة لاضطراب الشخصية المرتابة

تعد الإصابة المرضية المشتركة لهذا الاضطراب مع اضطرابات الشخصية الأخرى أمر شائع وتحدث في أكثر من نصف الحالات، خاصة مع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وقد يأتي هذا الاضطراب مشتركًا كذلك مع الاضطرابات النفسية الأخرى.

المراضة المشتركة مع القلق الاجتماعي

قد يظهر اضطراب الشخصية المرتابة في البداية مع شكاوى من القلق لكن الفحص الدقيق للحالة العقلية سيكشف عن السمات الأساسية الكامنة وراء هذه الشكاوى.

وهناك بعض التداخل لهذا الاضطراب مع اضطرابات القلق مثل الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي؛ كلاهما قد ينطوي على انسحاب اجتماعي ومخاوف بشأن تقييم الآخرين، ولكن الفارق الجوهري هو أنه في اضطراب الشخصية المُرتابة هناك تصور لضرر مخطط من قبل الآخرين الحاقدين، وليس مجرد الانشغال بالأحداث السلبية في المستقبل أو التعرض للتدقيق العام، كما تشير إحدى الدراسات إلى أن أكثر من نصف المصابين باضطراب الشخصية المُرتابة يعانون أيضًا من اضطراب الهلع.

المراضة المشتركة مع الاكتئاب

هناك علاقة معقدة بين المزاج والتفكير بارتياب. قد تظهر الاضطرابات الاكتئابية مصحوبة بأعراض الريبة والشك، إلا السيرة المرضية الدقيقة للمريض سوف تميز اضطراب الشخصية المرتابة في حالة وجوده، وفي حالة وجود أعراض وعلامات واضحة لمرض اكتئابي يجب معالجة هذه الأعراض قبل أن يتم تشخيص اضطراب الشخصية المُرتابة بأي ثقة؛ لأنه ربما يكون الشك والارتياب سببه الاكتئاب وليس اضطراب الشخصية المرتابة.

علاج اضطراب الشخصية المرتابة

غالبًا لا يسعى الأشخاص المصابون إلى العلاج بمفردهم لأنهم لا يرون أنفسهم على أنهم يعانون من مشكلة، أمّا عندما يُطلب العلاج فإن العلاج النفسي اللذي يمثل شكل من أشكال الاستشارة هو العلاج المفضل.
من المحتمل أن يركز العلاج على زيادة مهارات التأقلم العامة، وكذلك على تحسين التفاعل الاجتماعي والتواصل واحترام الذات.

نظرًا لأن الثقة عامل مهم في علاج هذا الاضطراب تحديدًا فإن العلاج يمثل تحديًا نظرًا لأن الأشخاص المصابون لا يثقون بالآخرين. نتيجة لذلك لا يتبع العديد من الأشخاص خطة العلاج الخاصة بهم.

لا يعتبر الدواء عمومًا محورًا رئيسيًا لعلاج هذا الاضطراب، ومع ذلك يمكن وصف الأدوية مثل مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للذهان إذا كانت أعراض الشخص شديدة أو إذا كان يعاني أيضًا من مشكلة نفسية مرتبطة بها مثل القلق أو الاكتئاب.

على الرغم من أنه لا يمكن الشفاء من هذا الاضطراب؛ إلا أن العلاج قد يسمح للشخص المعرض لهذا الاضطراب بتعلم طرق أكثر إنتاجية للتعامل مع المواقف، ويكون قادر على الزواج وشغل وظيفة.

مصادر
1. webmd.com
2. clevelandclinic.org
3. healthline.com
4 .mayoclinic.org
5. psychologytoday.com
6. cambridge.org

اضطراب الشخصية النرجسية

هذه المقالة هي الجزء 4 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية النرجسية

«اضطراب الشخصية النرجسية-Narcissistic Personality Disorder» هو حالة يكون فيها لدى الأشخاص إحساس متضخم بأهميتهم. وحاجة عميقة إلى الاهتمام المفرط والإعجاب، وعدم التعاطف مع الآخرين. تتسبب الحالة في حدوث مشاكل في العديد من مجالات الحياة مثل العلاقات أو العمل أو المدرسة أو الشؤون المالية. وقد يشعر الأشخاص المصابون بالتعاسة وخيبة الأمل عندما لا يتم منحهم الامتيازات الخاصة أو الإعجاب الذي يعتقدون أنهم يستحقونه. وقد يجدون علاقاتهم غير مرضية ولا يستمتع الآخرون بالتواجد حولهم.

يقع اضطراب الشخصية النرجسية تحت مظلة اضطرابات الشخصية من المجموعة الثانية. وتشمل المجموعة الثانية اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واضطراب الشخصية الهستيرية، واضطراب الشخصية الحدية.

لكل اضطراب من هذه الاضطرابات أعراضه أو سماته الفريدة. ووفقًا للإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) يجب أن تبدأ الأعراض في المراهقة أو البلوغ المبكر. وتستقر الأعراض بمرور الوقت، وتؤدي إلى ضائقة أو ضعف للفرد. وُضعت هذه الاضطرابات الأربعة في مجموعة واحدة لأنه غالبًا ما يكون للمصابين سلوكًا اندفاعيًا وعاطفيًا بشكل علني.

يحدث هذا الاضطراب نتيجة أسباب عديدة مثل الوراثة، والبيئة، مثل العنف الجسدي الّذي يتعرض له الأطفال في سن مبكرة. وهناك كذلك علم الأعصاب أي العلاقة بين التغييرات في تركيب الدماغ والسلوك. في الحقيقة الدراسات في هذا المجال لا زالت محدودة، إلا أنه هناك بعض الدراسات الّتي كشفت عن وجود تغير في المادة الرمادية للفص الجبهي للدماغ. [1]

ما هي خصائص اضطراب الشخصية النرجسية؟

تختلف الخصائص وشدتها من شخص لآخر. ولكن يمكن للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب أن يكون لديهم: شعور مبالغ فيه بأهمية الذات، وشعور بالاستحقاق والحاجة إلى الإعجاب الدائم والمفرط. كما يتوقع المصابون أن يتم الاعتراف بهم على أنهم متفوقين حتى دون الإنجازات التي تتطلب ذلك. والاعتقاد بأنه يجب عليهم التواصل فقط مع الأشخاص المتميزون على قدم المساواة. كما قد يصل الأمر إلى التقليل من شأن الأشخاص الذين يعتبرونهم أقل شأنًا أو النظر إليهم باحتقار، والتصرّف بطريقة متعجرفة. والإصرار على امتلاك أفضل ما في كل شيء على سبيل المثال أفضل سيارة أو مكتب.

في الوقت نفسه، قد يعاني الشخص المصاب من صعوبة في التعامل مع أي شيء يعتبره نقدًا ويمكنه أن يصبح غير صبور، أو غاضب عندما لا يتلقى معاملة خاصة. وتكون لدى المصاب مشاكل شخصية كبيرة، ويشعر بالاستخفاف بسهولة، والمحاولة من التقليل من شأن الشخص الآخر لجعل نفسه يبدو متفوقًا. كما يواجه صعوبة في تنظيم العواطف والسلوك لديه، وقد تصبح لديه مشاكل كبيرة في التعامل مع التوتر والتكيف مع التغيير. يصاحب تلك المشاعر الشعور بالاكتئاب، وقد يصبح متقلب المزاج لأنه يفتقر إلى الكمال ولديه مشاعر سرية بانعدام الأمن والضعف والإذلال.

ماهي أنواع اضطراب الشخصية النرجسية؟

نشرت مقالتان في المجلة الأمريكية للطب النفسي في عام 2008 تُشير إلى أنه قد يشمل ثلاثة أنواع فرعية رئيسية بدرجات متفاوتة من الشدة والتشخيص:


1. «اضطراب الشخصية النرجسية العلني-Grandiose NPD»

يعتبر هذا النوع الأكثر خطورة من حيث ضعف الأداء الشخصي والنفسي والاجتماعي، وارتفاع معدلات الاعتلال المشترك مع الاضطرابات النفسية الأخرى بما في ذلك اضطرابات الشخصية الأخرى وتعاطي المخدرات، وعلى الرغم من أن معدلات القلق والعداء تكون أكثر حدة في هذا النوع إلا أنهم أقل إقدامًا على العلاج.

2. «اضطراب الشخصية النرجسية الهش أو السري- Fragile NPD»

يصاحب هذا النوع عادة حدوث الاكتئاب والقلق، وتظهر المشاكل عندما يتعرض الشخص للانتقاد، ويكون تفكيره متقلب بين تقدير الذات المرتفع والمنخفض، لذلك قد لا يلاحظ الأطباء أن اضطراب الشخصية النرجسية هو المصدر الأساسي لأعراضهم لأنها لا تظهر بالضرورة مع العظمة العلنية وعدم التعاطف كما هو الحال مع الاضطراب، ولكن لا يزال لديهم سمات أساسية للتوقعات السرية للتفوق، ويظلون منشغلين بشكل أساسي بحساسيتهم وإخفاقاتهم المتصورة.

3. «اضطراب الشخصية النرجسية عالي الأداءHigh-Functioning- NPD»

على عكس النوعين السابقين المصاب بهذا النوع أقل عرضة للإصابة بأمراض نفسية أخرى وقد لا يفي بالضرورة بمعيار الضعف الوظيفي للاضطراب إلا أثناء الأزمات أو حالات الفشل غير المتوقعة مثل فقدان الوظيفة أو الخضوع للطلاق. كما يبدو المصابون ناجحون ظاهريًا ويحافظون عمومًا على استقرار الأنا لديهم. لكنهم ما زالوا يحتفظون بهيكل الشخصية النرجسية الأساسي. وقد تؤدي القضايا المتعلقة بالاستحقاق والتركيز على الذات إلى مشكلات شخصية وسلوكيات استغلالية وغير متعاطفة.

النرجسية واحترام الذات العالي مختلفان تمامًا

تبدأ كل من النرجسية واحترام الذات في التطور في سن السابعة تقريبًا. في هذا العمر يعتمد الأطفال بشكل كبير على المقارنات الاجتماعية مع الآخرين ويبدأون في تقييم أنفسهم على غرار “أنا فاشل” أو “أنا مستحق” أو “أنا مميز”. يرى الأطفال أنفسهم كما يرون أن الآخرين يرونهم.
في حين أن احترام الذات يميل إلى أن يكون في أدنى مستوياته في فترة المراهقة، ويزداد ببطء طوال الحياة، فإن النرجسية تبلغ ذروتها في مرحلة المراهقة وتتراجع تدريجيًا طوال العمر. لذلك فإن تطور النرجسية واحترام الذات العالي يظهران صورة المرآة لبعضهما البعض طوال المراحل العمرية للفرد.

يتأثر تطور احترام الذات والنرجسية أيضًا بأنماط الأبوة والأمومة المختلفة. تميل النرجسية إلى التطور جنبًا إلى جنب مع المبالغة في تقدير الوالدين، وفي المقابل يتطور تقدير الذات العالي جنبًا إلى جنب مع دفء الوالدين وعدم المبالغة.

يختلف كذلك سلوك احترام الذات الصحي على سلوك النرجسي؛ يعتقد أولئك الذين يتمتعون بتقدير الذات العالي الصحي أنهم يستحقون وذات كفاءة، ويسعون جاهدين لإقامة روابط حميمة وذات مغزى مع الآخرين لكنهم لا يرون بالضرورة أنهم متفوقون على الآخرين. في المقابل يعتقد النرجسيون أنهم متفوقون على الآخرين لكنهم لا ينظرون بالضرورة إلى أنفسهم على أنهم يستحقون لأنهم غالبًا ما يفتقرون إلى الاستقرار الداخلي، فإن شعور النرجسيين بتقدير الذات غالبًا ما يعتمد بشكل كامل تقريبًا على مصادقة الآخرين.

متى يجب أن تطلب المساعدة من الطبيب؟

قد لا يرغب الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية في الاعتقاد بأن أي شيء قد يكون خاطئًا لأنه مثلما تحدثنا في المقال السابق أن اضطرابات الشخصية بصفة عامة منسجمة مع الأنا خاصة اضطراب الشخصية النرجسية الّذي يكون فيه أصل المشكلة هو الشعور بالعظمة لذلك من غير المرجح أن يلجأ المصاب للعلاج، وإذا طلب العلاج فمن المرجح أن يكون ذلك بسبب أعراض الاكتئاب أو تعاطي المخدرات أو الكحول أو مشكلة أخرى تتعلق بالصحة العقلية، ولكن الإهانات المتصورة لتقدير الذات قد تجعل من الصعب قبول العلاج ومتابعته.

إذا تعرفت على جوانب من شخصيتك شائعة في اضطراب الشخصية النرجسية، ففكر في التواصل مع طبيب موثوق به أو مقدم رعاية صحية عقلية، وفي الفقرة التالية من هذا المقال سنوضح أكثر حول جوانب شخصية المصابون بهذا الاضطراب.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية؟

يمكن لأخصائي الصحة العقلية مثل الطبيب النفسي أو المعالج النفسي تحديد ما إذا كان لديك أعراض رئيسية لهذا الاضطراب.
سيعطيك معالجك النفسي استبيانات ثم يتحدث معك، وسوف يتطرق إلى ما يسبب لك الضيق. سيكون التركيز على أنماط التفكير والشعور والتصرف والتفاعل مع الآخرين على المدى الطويل، وسيحدد معالجك النفسي أيضًا ويستبعد أي حالات صحية عقلية أخرى، ووفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية لكي يتم التشخيص يجب أن يكون لدى الشخص خمسة مما يلي على الأقل:

  • 1. شعور كبير بأهمية الذات على سبيل المثال المبالغة في الإنجازات، ويتوقع أن يتم الاعتراف به على أنه متفوق دون إكمال الإنجازات فعليًا.
  • 2. أن يكون منشغل بأوهام النجاح، أو القوة، أو التألق، أو الجمال، أو الحب المثالي.
  • 3. يعتقد أنه مميز ولا يمكن فهمه أو/و لا يمكن أن يتواصل إلا مع أشخاص مميزون مثله.
  • 4. يتطلب الإعجاب المفرط.
  • 5. لديه إحساس بالاستحقاق مثل توقع غير معقول بمعاملة تفضيلية أو الامتثال لتوقعاته.
  • 6. استغلالي ويستغل الآخرين لتحقيق غاياته الخاصة.
  • 7. يفتقر إلى التعاطف ولا يرغب في التعاطي مع احتياجات الآخرين.
  • 8. غالبًا ما يحسد الآخرين، أو يعتقد أن الآخرين يحسدونه.
  • 9. يظهر سلوكيات ومواقف متعجرفة.

يتطلب تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية تقييم أنماط الأداء على المدى الطويل لذلك يجب توخي الحذر، وأن لا يقفز الشخص باستنتاجات متسرعة حول حالته أو حالة أحد أحبائه عندما يلاحظ وجود سمات هذا الاضطراب.

التشخيص المتباين لاضطراب الشخصية النرجسية

قد يظهر المصابون بعض السمات من الاضطرابات النفسية الأخرى على سبيل المثال يمكن للأشخاص الذين يعانون من النرجسية عالية الأداء أن يكونوا بمزاج مرتفع وطاقة أكثر عندما يتحمسون بفكرة جديدة، والتي تُشير بداية إلى عرض الهوس خفيف/الهوس_تحدثنا عن الهوس والهوس الخفيف سابقًا في مقال اضطراب ثنائي القطب_ومع ذلك فإن جانب الشخصية النرجسية سيكون بارزًا في تفاعلهم مع الآخرين.
من جهة أخرى قد يظهر الأشخاص الذين يعانون من النرجسية الهشة بسمات بارزة من الاكتئاب، وانعدام التلذذ، ومع ذلك فإن العظمة والحاجة إلى الإعجاب ستكون بارزة على الرغم من الأعراض العاطفية، والتي من شأنها أن تميزه عن أي اضطراب اكتئابي كبير.

على الرغم من التشابه بين اضطرابات الشخصية المختلفة من المجموعة الثانية إلا أنه هناك اختلافات واضحة بينهم. من الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية لا يظهرون علامات علنية للاندفاع والتدمير الذاتي المرتبط باضطراب الشخصية الحدية، وبالمثل ترتبط الاستجابات العاطفية الواضحة باضطراب الشخصية الهستيرية، ويشبه اضطراب الشخصية النرجسية اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع نقص في التعاطف ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع سيظهرون نقصًا في الأخلاق مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من النرجسية، ولديهم تشخيص سابق لاضطراب السلوك.

ولكن هذا لا يستثني كون أن الشخص يمكن أن يصاب باضطرابين في آن واحد مثلما ذكرنا في مقال اضطرابات الشخصية.

هل يمكنني إجراء اختبار لمعرفة ما إذا كانت لدي سمات نرجسية؟

قد يعطيك المعالج النفسي اختبارات شخصية لمعرفة ما إذا كانت لديك سمات نرجسية. فالاختبارات هي مجرد أسئلة تجيب عليها بصدق؛ إنهم يمنحون معالجك النفسي فكرة أفضل عن طريقة تفكيرك وشعورك، وتشمل هذه الاختبارات: الاستبيان التشخيصي للشخصية -4 (PDQ-4)، وفحص اضطراب الشخصية الدولي (IPDE).

علاج اضطراب الشخصية النرجسية

لا توجد أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ولكن قد يستفيد العديد من المرضى من علاج الاضطرابات الأخرى التي تصاحب هذا الاضطراب، أو أعراض الاضطراب في حد ذاته بما في ذلك القلق والاكتئاب وتقلب المزاج والذهان العابر وقضايا التحكم في الانفعالات.

يتم استخدام مضادات الاكتئاب، ومضادات للذهان أحيانًا، ويمكن إعطاء بعض المرضى مثبتات الحالة المزاجية. وبالتالي فإن علاج هذا الاضطراب يرتكز حول العلاج بالكلام، ويسمى أيضًا بالعلاج النفسي.

يمكن أن يساعدك العلاج النفسي في: تعلم كيفية التواصل بشكل أفضل مع الآخرين بحيث تكون علاقاتك أكثر حميمية ومتعة ومكافأة، وتساعدك في فهم أسباب مشاعرك وما الّذي يدفعك للمنافسة وعدم الثقة بالآخرين، وربما احتقار نفسك والآخرين.

يتم توجيه مجالات التغيير لمساعدتك على قبول المسؤولية والتعلم من أجل قبول والحفاظ على علاقات شخصية حقيقية، والتعاون مع زملاء العمل، والاعتراف وتقبل كفاءتك الفعلية، وإمكانياتك حتى تتمكن من تحمل الانتقادات أو الإخفاقات، وزيادة قدرتك على فهم وتنظيم مشاعرك وتحمل تأثير القضايا المتعلقة باحترام الذات الخاص بك.

كما يمكن للعلاج قصير المدى مساعدتك في إدارة أوقات التوتر أو الأزمات، أو يمكن توفيره بشكل مستمر لمساعدتك في تحقيق أهدافك والحفاظ عليها. في كثير من الأحيان يكون تضمين أفراد الأسرة أو الأشخاص المهمين الآخرين في العلاج مفيدًا.

دور نمط الحياة في العلاج

إذا كنت مصاب فيمكن أن تجعلك طبيعة اضطراب الشخصية النرجسية تشعر بأن العلاج لا يستحق وقتك واهتمامك، لكن من المهم أن تحافظ على ذهن منفتح، وركز على مكافآت العلاج والتزم بخطة العلاج الخاصة بك.

احضر جلسات العلاج المجدولة وتناول أي أدوية حسب التوجيهات، وتذكر أنه يمكن أن يكون عملاً شاقًا وقد تواجه انتكاسات عرضية.
حافظ على حماسك من خلال وضع أهدافك في الاعتبار وتذكير نفسك أنه يمكنك العمل على إصلاح العلاقات التالفة، وأن تصبح أكثر رضا عن حياتك.

قد تبدأ بزيارة طبيبك أو قد يحيلك طبيبك إلى مقدم خدمات الصحة العقلية مثل المعالج النفسي.

ما تستطيع فعله قبل موعدك هو أن تضع قائمة بما يلي: أي أعراض تعانيها ومدتها للمساعدة في تحديد أنواع الأحداث التي من المحتمل أن تجعلك تشعر بالغضب أو الانزعاج، المعلومات الشخصية الرئيسية بما في ذلك الأحداث الصادمة في الماضي وأي ضغوطات كبيرة حالية، ومعلوماتك الطبية مثل حالتك البدنية وإذا ما تم تشخيصك بأي مرض جسدي أو نفسي آخر، وحتى تتمكن من تحقيق أقصى استفادة من موعدك اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء الموثوق بهم إن أمكن للمساعدة في تذكر التفاصيل. بالإضافة إلى ذلك قد يتمكن الشخص الذي عرفك لفترة طويلة من طرح أسئلة مفيدة أو مشاركة معلومات مهمة.

وتذكر أن تسأل الأسئلة المهمة لمقدم الرعاية الصحية مثل: ما نوع الاضطراب الذي تعتقد أنني أعانيه؟ هل يمكن أن أعاني من حالات صحية عقلية أخرى؟ ما هو الهدف من العلاج؟ ما هي العلاجات التي من المرجح أن تكون فعالة بالنسبة لي؟ وما مدى توقع تحسن نوعية حياتي مع العلاج؟ كم مرة سأحتاج إلى جلسات العلاج، وإلى متى؟ هل سيكون العلاج الأسري أو الجماعي مفيدًا في حالتي؟ هل هناك أدوية يمكن أن تساعد في الأعراض؟ لدي هذه الحالات الصحية الأخرى، فكيف يمكنني إدارتها بشكل أفضل معًا؟ هل هناك أي كتيبات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع التي توصون بها؟ ولا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى أثناء موعدك.

ماذا يمكن أن تقدمه العائلة للمساعدة؟

إن العيش مع شخص مصاب باضطراب الشخصية النرجسية أو وجود علاقة وثيقة معه يمثل تحديًا. يمكن أن يكون التعرف على الاضطراب أمرًا مدهشًا لأصدقائك وعائلتك، وقد يكون لديهم المزيد من التعاطف بمجرد أن يدركوا مصدر سلوكك.

يجب أن يعلموا أيضًا أن الأمر سيستغرق وقتًا لرؤية تغييرات ملحوظة في سلوكك. تشمل الخطوات الأخرى التي يمكن لأحبائك اتخاذها لفهم الاضطراب وكيف يؤثر عليهم ما يلي: علاج الأزواج، والاستشارة الأسرية، والاستشارة الفردية، ومجموعات الدعم.

في الخاتمة إذا تم بالفعل تشخيصك بهذا الاضطراب، أو تعتقد أنك مصاب فتذكر أن البدء في طلب المساعدة هو نصف المعركة . عندما يكون لديك هذا الاضطراب يكون احترامك لذاتك هشًا، والنقد يؤذيك بسهولة، وقد يمنعك الخوف من النقد من الحصول على المساعدة التي تحتاجها، ولكن تفكر أن الرغبة في التغيير أمر حيوي؛ من خلال الاستشارة يمكنك البدء في تغيير أنماط تفكيرك مما يغير سلوكك، وبمرور الوقت يمكن لهذه التغييرات تحسين جودة علاقاتك وحياتك وجعل حياتك أكثر متعة.

أما إذا كان أحد أحباؤك لديه اضطراب الشخصية النرجسية، فتذكر أن النرجسي إنسان؛ يجعله هذا الاضطراب يعاني في كثير من الأحيان لذلك من المهم جدًا تقديم الدعم اللازم وطلب المساعدة من مقدمي الرعاية الصحية.

مصادر
1. ncbi
2. mayoclinic.org
3. clevelandclinic.org
4. psychologytoday.com
5. britannica.com
6. scientificamerican
7. scientificamerican

مقدمة حول اضطرابات الشخصية

هذه المقالة هي الجزء 3 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: مقدمة حول اضطرابات الشخصية

تتكون شخصية الإنسان من طريقة تفكيره، وشعوره، وتصرفه الّتي تجعل منه شخصًا مختلفًا عن الآخرين. وتتأثر شخصية الفرد بالخبرات والبيئة المحيطة ومواقف الحياة والخصائص الموروثة. اضطراب الشخصية هو نمط من التفكير والشعور والتصرف ينحرف عن توقعات الثقافة السائدة، ويكون هذا النمط جامد وغير صحي. ويجب أن يسبب الضيق أو مشاكل وقيود كبيرة في العلاقات والأنشطة الاجتماعية والعمل والمدرسة. وتختلف هذه المشاكل حسب نوع الاضطراب فقد تكون في شكل انعدام الثقة والشك بشكل دائم في الآخرين لدى الأشخاص المصابون “باضطراب الشخصية الارتيابية” مثلًا وقد تصل إلى ارتكاب الجرائم الخطيرة من دون حتى الشعور بالندم على هذه الأفعال لدى المصابون “باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع-Antisocial personality disorder”.

عرف علم النفس اضطرابات الشخصية في وقت حديث، ولكن أغلب هذه المعرفة مبني على عمل الطبيب الألماني كيرت شنايدر الّذي عُرفت أبحاثه في ما يعرف “بالاعتلال النفسي- psychopathy” في ذلك الوقت. ونشر شنايدر أول دراسة عن الموضوع في عام 1923. في الوقت الحالي يتضمن DSM5-الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس 10 أنواع معروفة من اضطرابات الشخصية.

على الرغم من أن الكثير من الاضطرابات النفسية تعتبر “غير منسجمة مع الأنا-egodystonic”، إلا أن هذه الفئة من الاضطرابات لا تعتبر كذلك بل تعتبر “منسجمة مع الأنا-egosyntonic” في معظم الأحيان.

يشير مصطلح غير منسجم مع الأنا إلى أن المريض مُدرك لوجود الخلل. ويشعر بأن هذه السلوكيات بغيضة أو مؤلمة أو غير مقبولة أو غير متوافقة مع مفهوم الذات لديه. هذا هو الحال لدى مرضى اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب مثلا. ولكن الحال يختلف بالنسبة لمعظم أنواع اضطرابات الشخصية التي غالبًا ما تكون منسجمة مع الأنا. فلا يشعر الشخص بوجود الخلل، بل تكون تصرفاته بالنسبة إليه طبيعية لأنها تتوافق مع قيمه وطرق تفكيره. وتتفق مع شخصيته ومعتقداته الأساسية، وقد يلوم الآخرين على التحديات الّتي تواجهه.

ما مدى شيوع اضطرابات الشخصية؟

تعد اضطرابات الشخصية من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا. وغالبًا ما تحدث جنبًا إلى جنب مع العديد من الحالات الأخرى مثل تعاطي المخدرات واضطرابات المزاج كالاكتئاب واضطراب ثنائي القطب، واضطرابات القلق.

تشير التقديرات إلى أن 10% إلى 13% من سكان العالم يعانون من شكل من أشكال اضطراب الشخصية. تبدأ معظم هذه الاضطرابات في سنوات المراهقة عندما تتطور الشخصية وتنضج. نتيجة لذلك، فإن معظم الأشخاص الذين تم تشخيصهم هم فوق سن 18 عامًا. وهناك أنواع عديدة من اضطرابات الشخصية الّتي قد تصبح أقل وضوحًا خلال منتصف العمر. ويعاني العديد من السجناء من اضطراب في الشخصية يمكن تشخيصه.

ما هي أنواع اضطرابات الشخصية الموجودة؟ وكيف يتم تشخيصها؟

مثلما ذكرنا سابقًا إن DSM5 يتضمن 10 أنواع من اضطرابات الشخصية، جُمّعت هذه الأنواع في ثلاث مجموعات:

1. المجموعة الأولى والتي تشمل: اضطراب الشخصية المرتابة-Paranoid personality، واضطراب الشخصية الانعزالية- Schizoid personality، واضطراب الشخصية الفصامية-Schizotypal personality.

2. المجموعة الثانية والتي تشمل: اضطراب الشخصية النرجسية-Narcissistic personality disorder، واضطراب الشخصية الهستيرية-Histrionic Personality Disorder، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع-Antisocial personality disorder، واضطراب الشخصية الحدية-Borderline personality disorder .

3. المجموعة الثالثة والتي تشمل: اضطراب الشخصية التجنُّبية-Avoidant personality disorder، واضطراب الشخصية الاعتمادية-disorder Dependent personality، واضطراب الشخصية الوسواسية-Obsessive compulsive personality disorder.

لكل اضطراب مجموعته الخاصة من الصفات ومعايير التشخيص، وللحصول على تشخيص محدد يجب أن تستوفي بعض هذه الصفات والمعايير إلا أنه في كثير من الأحيان تكون هذه الصفات متداخلة بحيث يستوفي الشخص معايير نوع أو أكثر من أنواع الاضطرابات، فيسمى هذا باضطراب الشخصية المختلطة. من الممكن أيضًا الحصول على تشخيص دون تلبية المعايير الكاملة لنوع معين، ويُعرف هذا باسم اضطراب الشخصية غير المحدد (PD-NOS).

بسبب هذا التداخل في صفات اضطرابات الشخصية اقترح الباحثون نموذجًا بُعديًا حديثًا وُضع في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في إصداره الأخير الخامس، ولايهدف هذا النموذج لمعرفة ماإذا كان المريض مصاب بنوع محدد أم لا، بل يهدف لاستكشاف وجود أي صفة من صفات كل الأنواع وتحديد كمية وجود هذه الخاصية. على الرغم من أن هذا النموذج البعدي يلاقي استحسانًا من الوسط العلمي إلا أنه لازال لا يعتمد عليه إلا في حالات خاصة لأنه مايزال العمل جاريًا عليه وربما يكون هذا النموذج نقلة في تاريخ تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية مستقبلًا.

قد يحصل مجموعة كبيرة من الأشخاص على نفس التشخيص على الرغم من كون شخصياتهم مختلفة جدًا وتجاربهم فردية، وبالتالي ستكون تجربة الفرد في التعايش مع اضطراب الشخصية فريدة بالنسبة له.

ما الذي يسبب اضطرابات الشخصية؟

في الماضي اعتقد البعض أن الأشخاص المصابون هم مجرد كسالى أو حتى أشرار، ولكن الأبحاث الجديدة بدأت في استكشاف الأسباب المحتملة مثل العوامل الوراثية والبيئية والبيولوجية.

بدأ الباحثون في تحديد بعض العوامل الوراثية المحتملة. على سبيل المثال حدد مجموعة باحثون خللًا في جين معين قد يكون عاملاً في اضطراب الشخصية الوسواسية، و يستكشف باحثون آخرون الروابط الجينية للعدوان والقلق والخوف، وهي سمات يمكن أن تلعب دورًا في اضطرابات الشخصية، وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد خلل في جين محدد مسؤول على حدوث اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع إلا أنه هناك دراسات على التوأم والمتبنيين تشير إلى أنه من يملكون أقارب مصابون يكونون أكثر عرضة للإصابة.

هناك كذلك دراسات تربط بين العوامل البيئية ومعدلات الإصابة باضطرابات الشخصية. على سبيل المثال الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية لديهم معدلات أعلى في نسبة حدوث الصدمات الجنسية في مرحلة الطفولة، وفي دراسة أخرى شملت 793 من الأمهات وأطفالهم سأل الباحثون الأمهات عما إذا كانوا يصرخون على أطفالهم ويخبرونهم أنهم لا يحبونهم أو يهددون بطردهم، كان الأطفال الذين عانوا من مثل هذه الإساءة اللفظية أكثر عرضة بثلاث مرات من الأطفال الآخرين لاضطرابات الشخصية الحدية أو النرجسية أو اضطراب الشخصية الوسواسية في مرحلة البلوغ.

إقرأ أيضًا: الوسواس القهري والشخصية الوسواسية القهرية: اضطرابان مختلفان وتشابه مزعوم.

مصادر أشهر 10 اضطرابات نفسية: مقدمة حول اضطرابات الشخصية

  1. mayoclinic.org
  2. psychiatry.org
  3. clevelandclinic.org
  4. mind.org.uk
  5. apa.org

اضطراب ثنائي القطب

هذه المقالة هي الجزء 2 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب ثنائي القطب

هو اضطراب يسبب تغيرات في مزاج الشخص وطاقته وقدرته على العمل. يعاني الأشخاص المصابون من حالات عاطفية شديدة تحدث عادةً خلال فترات مختلفة تمتد من أيام إلى أسابيع، وتسمى بنوبات المزاج. يتم تصنيف نوبات المزاج هذه على أنها هوس أو هوس خفيف_مزاج سعيد أو سريع الانفعال بشكل غير طبيعي_ أو اكتئاب_مزاج حزين_ وقد سُمي ثنائي القطب بهذا الاسم إشارةً إلى نوبات المزاج هذه العالية والمنخفضة، واعتبارها أقطابا للمزاج.

يعاني الأشخاص غير المصابين باضطراب ثنائي القطب من تقلبات مزاجية أيضًا، ومع ذلك فإن هذه التغيرات المزاجية عادة ما تستمر لساعات بدلاً من أيام. أيضًا لا تكون هذه التقلبات مصحوبة بدرجة شديدة من التغيير السلوكي، أو صعوبة في الروتين اليومي والتفاعلات الاجتماعية مثل التي يظهرها الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب خلال نوبات المزاج.

يمكن لهذا الاضطراب أن يعطل علاقات الشخص مع أحبائه، ويسبب صعوبة في العمل أو الذهاب إلى المدرسة.[2]

حتى الآن لا يوجد علاج لهذا الاضطراب، ولكن هناك العديد من الخيارات المتاحة التي يمكن أن تساعد في التحكم في الأعراض، وبالتالي يمكن للأشخاص المصابين به أن يعيشوا حياة كاملة ومنتجة. [1]

يحدث اضطراب ثنائي القطب بشكل شائع في العائلات؛ حيث يكون لدى 80 إلى 90 في المائة من الأفراد المصابين قريب مصاب باضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب، وقد تؤدي العوامل البيئية مثل الإجهاد، واضطراب النوم، والمخدرات، والكحول أيضًا إلى نوبات مزاجية لدى الأشخاص المعرضين للخطر. على الرغم من أن أسبابه داخل الدماغ لازالت غير واضحة إلّا أنّه يُعتقد أن عدم توازن النواقل العصبية في الدماغ هو مايؤدي إلى نشاط غير منتظم في الدماغ. [2]

أعراض اضطراب ثنائي القطب

هناك ثلاثة أعراض رئيسية يمكن أن تحدث: الهوس، والهوس الخفيف، والاكتئاب.

1. ︎«الهوس-mania» نوبة الهوس هي فترة لا تقل عن أسبوع واحد يكون فيها الشخص شديد الحماس، أو سريع الانفعال معظم اليوم لمعظم الأيام، ويمتلك طاقة أكثر من المعتاد، ويواجه ثلاثة على الأقل من التغييرات التالية في السلوك:

  • أ. انخفاض الحاجة إلى النوم على سبيل المثال الشعور بالنشاط على الرغم من قلة النوم بشكل ملحوظ.
  • ب. الكلام المكثف أو السريع.
  • ج. الأفكار المتسارعة التي لا يمكن السيطرة عليها، أو الأفكار أو الموضوعات المتغيرة بسرعة عند التحدث.
  • د. التشتت.
  • هـ. النشاط المتزايد على سبيل المثال العمل في عدة مشاريع في وقت واحد.
  • و. زيادة السلوك المحفوف بالمخاطر على سبيل المثال القيادة المتهورة.

يجب أن تمثل هذه السلوكيات تغييرًا عن السلوك المعتاد للشخص، وأن تكون واضحة للأصدقاء والعائلة، ويجب أن تكون الأعراض شديدة بما يكفي لإحداث خلل في العمل، أو الأسرة، أو الأنشطة والمسؤوليات الاجتماعية، وقد تتطلب أعراض نوبة الهوس أن يتلقى الشخص رعاية في المستشفى للبقاء في أمان. يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهوس أيضًا من التفكير غير المنظم و/أو المعتقدات الخاطئة و/أو الهلوسة المعروفة باسم «السمات الذهانية-psychotic features».

2. «الهوس الخفيف-Hypomanic Episode» تتميز نوبة الهوس الخفيف بأعراض هوس أقل حدة، وتستمر أربعة أيام متتالية فقط بدلاً من أسبوع. لا تؤدي أعراض الهوس الخفيف إلى المشاكل الرئيسية في الأداء اليومي التي تسببها أعراض الهوس بشكل شائع︎.

3. ︎«نوبة الاكتئاب الكبرى-Major Depressive Episode» نوبة الاكتئاب الرئيسية هي فترة أسبوعين على الأقل يظهر فيها على الأقل خمسة من الأعراض التالية بما في ذلك واحد على الأقل من أول عرضين: 1. الحزن أو اليأس الشديد. 2. فقدان الإهتمام بالأنشطة التي كانت عادة ما تُسعد الشخص. 3. الشعور بعدم القيمة أو الذنب. 4. الإرهاق. 5. زيادة أو نقص النوم. 6. زيادة أو نقص الشهية. 7. القلق مثل زيادة سرعة أو تباطؤ الكلام أو الحركة. 8. صعوبة التركيز. 9. الأفكار المتكررة عن الموت أو الانتحار. [2]

الأعراض عند النساء

يُصاب الرجال والنساء بأعداد متساوية، ومع ذلك قد تختلف الأعراض الرئيسية للاضطراب بين الجنسين، ففي كثير من الحالات يتم تشخيص المرأة المصابة باضطراب ثنائي القطب في العشرين أو الثلاثين من عمرها، وتكون لديها أربع نوبات أو أكثر من الهوس والاكتئاب في عام واحد، ويكون الاضطراب مصاحب بحالات أخرى في نفس الوقت بما في ذلك أمراض الغدة الدرقية، والسمنة، واضطرابات القلق والصداع النصفي. النساء المصابات تكن أكثر عرضة للانتكاس، ويُعتقد أن سبب ذلك هو التغيرات الهرمونية المتعلقة بالحيض أو الحمل أو انقطاع الطمث. [1]

الأعراض عند الرجال

كما ذكرنا سابقًا قد يعاني الرجال من الأعراض بشكل مختلف عن النساء. الرجال المصابون قد يتم تشخيصهم في عمر مبكر أكثر من النساء، وتكون النوبات أكثر شدة خاصة نوبات الهوس، وتكون لديهم مشاكل تعاطي المخدرات أثناء نوبات الهوس. كذلك الرجال المصابون أقل حصولًا على الرعاية الطبية بأنفسهم من النساء، وهم أيضًا أكثر عرضة للموت بالانتحار. [2]

اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال

تشخيص اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال مثير للجدل إلى حد كبير لأن الأطفال لا يُظهِرون دائمًا نفس أعراض البالغين، وقد لا تتبع حالتهم المزاجية وسلوكياتهم المعايير التي يستخدمها الأطباء لتشخيص الاضطراب عند البالغين، وقد تتداخل أيضًا العديد من الأعراض التي تحدث عند الأطفال مع أعراض مجموعة من الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تحدث عند الأطفال مثل «اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط-ADHD،» ومع ذلك في العقود القليلة الماضية أصبح الأطباء والمتخصصون في الصحة العقلية يتعرفون على الحالة عند الأطفال. يمكن أن يساعد التشخيص الأطفال في الحصول على يمكن أن يساعد التشخيص الأطفال في الحصول على العلاج والتحسن، ولكن قد يستغرق الوصول إلى التشخيص عدة أسابيع أو أشهر.

مثل البالغين يعاني الأطفال المصابون من نوبات مزاجية مرتفعة. يمكن أن يبدوا سعداء للغاية، ويظهرون علامات سلوك منفعل ثم يتبع هذه الفترات الاكتئاب. بينما يعاني جميع الأطفال من تغيرات في الحالة المزاجية، فإن التغيرات التي يسببها الاضطراب تكون واضحة للغاية كما أنها عادة ما تكون أكثر تطرفًا من التغيير المعتاد في مزاج الطفل.

أنواع اضطراب ثنائي القطب

هناك ثلاثة أنواع رئيسية وهي: اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، واضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني، واضطراب المزاج الدوري.

ثنائي القطب من النوع الأول يتم تعريفه من خلال ظهور نوبة هوس واحدة على الأقل. قد يعاني المريض من الهوس الخفيف أو نوبات الاكتئاب الشديدة قبل نوبة الهوس وبعدها. يؤثر هذا النوع على الرجال والنساء على حد سواء.

ثنائي القطب من النوع الثاني يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من نوبة اكتئاب كبرى تستمر أسبوعين على الأقل. لديهم أيضًا نوبة هوس خفيف واحدة على الأقل تستمر حوالي أربعة أيام. يُعتقد أن هذا النوع أكثر شيوعًا عند النساء.

اضطراب المزاج الدوري يعاني الأشخاص المصابون باضطراب المزاج الدوري من نوبات الهوس الخفيف والاكتئاب. هذه الأعراض أقصر وأقل شدة من الهوس والاكتئاب الناجمين عن النوع الأول أو الثاني.[1]

يمكن للطبيب أن يحدد أي من الأنواع يعاني منها المريض.

أسباب اضطراب ثنائي القطب

هذا الاضطراب شائع في الصحة العقلية لكنه يمثل نوعًا من الغموض بالنسبة للأطباء والباحثين. إذ لم يتضح بعد سبب إصابة بعض الأشخاص بهذه الحالة دون غيرهم، ولكن تشمل الأسباب المحتملة ما يلي:

  • 1. أسباب جينية إذا كان أحد أفراد أسرتك مصابًا باضطراب ثنائي القطب، فمن المرجح أن تُصاب بهذه الحالة أكثر من غيرك، ومع ذلك هذا لا يعني أن كل شخص لديه أقارب مصاب بهذا الاضطراب سيصاب به بالإضافة إلى ذلك ليس كل مصاب لديه تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
  • 2. ︎بنية الدماغ قد تؤثر بنية دماغ الإنسان على خطر الإصابة بالمرض؛ حيث تؤدي التشوهات في بنية أو وظائف الدماغ إلى زيادة خطر الإصابة.
  • 3. ︎العوامل البيئية تساهم العوامل الخارجية أيضًا في زيادة احتمالية الإصابة، ويمكن أن تشمل هذه العوامل: الحالات الشديدة من الصدمات النفسية، والقلق وغيرها. [1]

تشخيص اضطراب ثنائي القطب

يتضمن تشخيص اضطراب ثنائي القطب الأول نوبة هوس واحدة أو أكثر، أو نوبات مختلطة من هوس واكتئاب، وقد يشمل أيضًا نوبة اكتئاب كبيرة لكنها قد لا تكون كذلك. يتضمن تشخيص اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني نوبة أو أكثر من نوبات الاكتئاب الرئيسية، ونوبة واحدة على الأقل من الهوس الخفيف. لتشخيص حالة الهوس يجب أن تعاني من أعراض تستمر لمدة أسبوع على الأقل، أو التي تتسبب في دخولك المستشفى. يجب أن تعاني من الأعراض طوال اليوم تقريبًا كل يوم خلال هذا الوقت.

من ناحية أخرى يجب أن تستمر نوبات الاكتئاب الكبرى لمدة أسبوعين على الأقل. قد يكون من الصعب تشخيص هذا الاضطراب لأن التقلبات المزاجية يمكن أن تختلف، ويصعب تشخيصه عند الأطفال والمراهقين لأنه غالبًا ما يكون لهذه الفئة العمرية تغييرات أكبر في المزاج والسلوك ومستويات الطاقة. غالبًا ما يزداد المرض سوءًا إذا تُرك دون علاج، وقد تحدث النوبات في كثير من الأحيان أو تصبح أكثر تطرفًا، ولكن إذا تلقى المريض علاجًا فمن الممكن أن يعيش حياة صحية ومنتجة. لذلك التشخيص مهم جدًا، ويتم تشخيص هذا الاضطراب عن طريق عدة اختبارات يجريها الطبيب عند زيارته. [1]

علاج اضطراب ثنائي القطب

تتوفر العديد من طرق العلاج التي يمكن أن تساعد في إدارة الاضطراب، وتشمل هذه أدوية مثبتات المزاج، وهناك أيضًا بعض العلاجات النفسية الموصى بها والتي تشمل ما يلي: العلاج السلوكي المعرفي وهو نوع من العلاج بالكلام يتحدث فيه المريض والمعالج عن طرق إدارة المرض ليساعده على فهم أنماط تفكيره. يمكنه أيضًا مساعدته في التوصل إلى استراتيجيات تأقلم إيجابية.

التثقيف بالصحة النفسية وهو نوع من الاستشارة التي تساعد المصاب وأحبائه على فهم الاضطراب. ستساعده معرفة المزيد عن هذا الاضطراب فيسهل عليه إدارته.

علاج النظم الشخصية والاجتماعية يركز علاج الإيقاع الشخصي والاجتماعي (IPSRT) على تنظيم العادات اليومية مثل النوم، والأكل، وممارسة الرياضة. يمكن أن تساعد الموازنة بين هذه الأساسيات اليومية في إدارة الاضطراب. وقد تشمل خيارات العلاج الأخرى العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)، والمنومات، و المكملات الغذائية. [1]

لماذا أنا؟

إذا كنت مصابًا فيمكن أن يجعلك اضطراب ثنائي القطب تشعر بالوحدة التامة، ولكنك لست وحدك حيث يؤثر هذا الاضطراب على حوالي 60 مليون شخص حول العالم، وبالتالي من المهم ألا تلوم نفسك على حالتك. اضطراب ثنائي القطب هو مرض جسدي، وليس علامة على الضعف الشخصي.

إنه مثل مرض السكري أو أمراض القلب أو أي حالة صحية أخرى. لا أحد يعرف ما الذي يسبب هذا المرض، ولكن بالنسبة لكثير من الناس هو حالة يمكن التحكم فيها بشكل كبير. قد يكون التعايش معه أمرًا صعبًا، ولكن لا تدعه يخطف حياتك. بدلاً من ذلك اتخذ الإجراءات واستعد السيطرة على صحتك. بفضل التفاني ومساعدة مقدمي الرعاية الصحية يمكنك الشعور بالتحسن مرة أخرى. [3]

في الخاتمة إذا كنت تعتقد أنك تعاني من أعراض اضطراب ثنائي القطب حدد موعدًا مع طبيبك. أما إذا كنت تعتقد أن صديقًا أو قريبًا أو أحد أفراد أسرتك قد يكون مصابًا، فإن دعمك وتفهمك أمر بالغ الأهمية. شجعهم على رؤية الطبيب بشأن أي أعراض يعانون منها، وتعلم كيف تساعد شخصًا مصابًا. قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من نوبة اكتئاب أفكار انتحارية. يجب أن تأخذ دائمًا أي حديث عن الانتحار على محمل الجد أما إذا راودتك أنت أفكار انتحارية فلا تتردد في طلب المساعدة.

بالاضافة الى أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب ثنائي القطب إقرأ أيضًا: كيف يمكن أن يختلف الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين؟

مصادر أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب ثنائي القطب:

1. Healthline
2. Psychiatry.org

ما هو أرق الكورونا وماهي أسبابه؟

ما هو أرق الكورونا وماهي أسبابه؟

الحصول على قسط جيد من الراحة ليلًا في ظل الظروف المرهقة أمر صعب، وقد يكون النوم الجيد أثناء جائحة الكورونا المستمرة أمرًا مستحيلًا في بعض الليالي القاسية، ومن المعروف أن مشاكل النوم ليست جديدة، فعلى سبيل المثال أكثر من ثلث الأمريكيين لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم بشكل منتظم لسنوات. إن قلة النوم الجيد مشكلة منتشرة لدرجة أن مركز السيطرة على الأمراض قد أطلق عليها وباء الصحة العامة، ولكن ساهمت الجائحة في تفاقم هذه المشكلة فمع التوتر والحزن والقلق من فيروس كورونا، وتأثيره على الحياة اليومية يُبلغ الناس عن مشاكل نوم أكثر من أي وقت مضى حيث أبلغ حوالي أربعة من كل عشرة أشخاص عن مشاكل في النوم أثناء الوباء هذا ما جعل خبراء النوم يطلقون على مشاكل النوم خلال الجائحة [1] «بأرق كورونا-coronasomnia».

ما هو أرق الكورونا وماهي أسبابه؟

يتميز أرق الكورونا بزيادة مشاكل النوم أثناء الوباء بالإضافة إلى أعراض القلق والاكتئاب والتوتر. في حين أن الأرق التقليدي غالبًا ما يرتبط بالقلق والاكتئاب يختلف أرق الكورونا عنه بأنه دائمًا ماكان مرتبط بأسباب ساهمت في رفع مستويات التوتر خلال الجائحة ومن ثم ظهور هذه المشكلة، وبدأت أعراض أرق الكورةنا أو اشتدت أثناء الجائحة.

لقد قلبت الجائحة تقريبًا كل جانب من جوانب حياتنا اليومية. تكيف الآباء والأطفال مع التعليم عن بعد بينما انتقل ملايين العمال إلى العمل عن بعد أو تم إجازتهم أو فقدوا وظائفهم بالكامل. فقد الناس أحباءهم وعانوا من المرض. هناك حالة مستمرة من عدم اليقين بشأن الأمن الوظيفي، والصحة، ومتى ستعود الأمور إلى طبيعتها. مع الكثير من التغييرات دفعة واحدة، فلا عجب أن يواجه الناس صعوبة في النوم.

زيادة الضغط

تؤثر أحداث الحياة الكبيرة المجهدة مثل الكوارث الطبيعية والهجمات الإرهابية على الصحة النفسية، وتخلق مشاكل في النوم يمكن أن تستمر لأشهر بعد ذلك. يمكن اعتبار جائحة عالمي كحدث من هذا القبيل.

يزيد التوتر من مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يعمل عكسياً مع الميلاتونين هرمون النوم. في الطبيعي يرتفع الكورتيزول في الصباح الباكر لتنشيط جسمك طوال اليوم، وينخفض ​​مساءً حيث يبدأ إنتاج الميلاتونين اللذي يعدك للنوم، وبالتالي عندما تظل مستويات الكورتيزول لديك مرتفعة نتيجة التوتر يتم تعطيل إنتاج الميلاتونين، وكذلك تتعرقل راحة نومك.

يمكن أيضًا أن يقلل التواجد في المنزل طوال اليوم من دافعك للنوم نظرًا لأنك تحصل على قدر أقل من التعرض للضوء الطبيعي اللذي يعتبر المنظم الرئيسي لدورة النوم والاستيقاظ لديك. فقدان الروتين اليومي بسبب إرشادات التباعد الاجتماعي اختفت العديد من أجزاء الحياة الطبيعية من ممارسة الهوايات إلى المناسبات الاجتماعية بين عشية وضحاها. يزيد فقدان هذه الأنشطة من إحساسنا بالعزلة الاجتماعية، ويمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العقلية. تخدم الأنشطة العادية أيضًا وظيفة مهمة فيما يتعلق بنومنا. كانت التنقلات والوجبات وفصول التمارين الرياضية والأحداث الاجتماعية كلها علامات زمنية ساعدت في تعزيز إيقاعاتنا اليومية، ومن ثم دورة النوم والاستيقاظ.

بالنسبة لبعض الناس ساهمت هذه التغييرات في انخفاض جودة النوم على الرغم من قضاء المزيد من الوقت في السرير، وقد كانت هذه الأعراض أكثر وضوحًا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والتوتر. بدون روتين يومي من الصعب أن يظل إيقاعك اليومي على المسار الصحيح، وعندما يتعطل إيقاع الساعة البيولوجية لا يتأثر النوم فقط بل تتأثر مجموعة من الوظائف البيولوجية بما في ذلك الهضم والشهية والاستجابة المناعية وغير ذلك. نتيجة لذلك يصبح قلة النوم والقلق الناجمين عن أرق الكورونا دورة تحقق ذاتها، فعندما يحصل الناس على قسط أقل من النوم تزيد مستويات التوتر لديهم، ويزيد من سوء الحالة المزاجية وبالتالي تتفاقم مشاكل النوم أكثر، ويمكن أيضًا أن يقلل الحرمان من النوم دافعك لممارسة الرياضة ويزيد من شهيتك للأطعمة غير الصحية، ويمكن أن تؤدي هذه التغييرات بعد ذلك إلى زيادة الوزن مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات النوم.

إذا تُرك اضطراب النوم المزمن دون رادع، فقد يؤدي إلى عواقب صحية طويلة المدى مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة، والاكتئاب، وحتى السكتة الدماغية.

زيادة استهلاك وسائل الإعلام

في محاولة لمواكبة أحدث المعلومات حول الجائحة زاد الناس بشكل كبير من استهلاكهم لوسائل الإعلام أثناء الوباء، ويعتمدون الآن على مجموعة أكبر من مصادر الأخبار. في جميع الجوانب تقريبًا أدت هذه السلوكيات إلى زيادة مستويات الاضطراب العقلية، وارتبط قضاء المزيد من الوقت المستغرق في وسائل الإعلام، وكذلك التحقق من الأخبار بشكل متكرر بمستويات أعلى من القلق. كلما زاد بحث الشخص عن أنواع مختلفة من الوسائط مثل التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي زادت أعراض الخوف لديه. المشكلة هي أن الناس زادوا من استهلاكهم للوسائط ليلًا بالقرب من وقت النوم. نتيجة لذلك يقضي الأشخاص أيضًا وقتًا أطول مع أجهزتهم الإلكترونية، والبث المباشر ومشاهدة الأخبار. ترتبط زيادة وقت الشاشة بنوم أقصر وأقل راحة، فالمزيد من وقت الشاشة يعني المزيد من التعرض للضوء الأزرق، ويفسر دماغك الضوء الأزرق بشكل مشابه لضوء الشمس. يؤدي التعرض لهذا الضوء في الليل إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول اللذي يعاكس في عمله الميلاتونين كما تحدثنا سابقًا. بمعنى آخر تشعر بمزيد من اليقظة والتوتر بدلاً من الاسترخاء والاستعداد للنوم. [1]

أعراض أرق الكورونا

تشمل أعراض أرق الكورونا ما يلي:

1. أعراض الأرق مثل صعوبة السقوط والاستمرار في النوم.

2. زيادة مستويات التوتر.

3. زيادة أعراض القلق والاكتئاب.

4. أعراض الحرمان من النوم مثل زيادة النعاس أثناء النهار، وضعف التركيز، وسوء الحالة المزاجية.

طوال جائحة كورونا وثقت دراسات مختلفة زيادة معدلات الأرق واضطرابات الصحة العقلية. ويقدر الخبراء أن عدد الأشخاص الذين يعانون من أي شكل من أشكال الأرق قد زاد بنسبة 37% عن ما قبل الجائحة. في الوقت نفسه أبلغ أربعة من كل عشرة أشخاص عن عرض واحد على الأقل من أعراض الصحة العقلية أثناء الوباء. مقارنة بعام 2019 تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من أعراض القلق ثلاث مرات، وأما بالنسبة للاكتئاب فقد تضاعف أربع مرات [1]، وارتفعت معدلات الأرق في الصين من 14.6% إلى 20% خلال فترة الإغلاق القصوى، ووفقًا لدراسة نُشرت في الأكاديمية الأمريكية لطب النوم كان هناك 2.77 مليون عملية بحث على جوجل عن الأرق في الولايات المتحدة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2020_ بزيادة قدرها 58% عن نفس المدة في السنوات الثلاث السابقة. [2]

من هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأرق الكورونا؟

يمكن لأي شخص أن تظهر عليه أعراض أرق الكورونا، ولكن هناك مجموعات معينة من الناس معرضون لخطر متزايد بما في ذلك: المرضى المصابون بفيروس كورونا، والعاملون في الخطوط الأمامية، ومقدمو الرعاية الصحية بدون أجر، والنساء، والشباب.

من المرجح أن يبلغ مرضى كورونا عن مشاكل النوم بسبب أعراض المرض التي تجعل الراحة صعبة مثل: التنفس والسعال. حيث أبلغ 75٪ من المرضى عن مشاكل في النوم. [1]

العاملون الطبيون في الخطوط الأمامية

لا سيما أولئك الذين يعملون مباشرة مع مرضى كورونا لديهم معدلات أعلى بكثير من سوء نوعية النوم، والأرق، والقلق، والاكتئاب، والنوم المضطرب. هؤلاء الأفراد معرضون بشكل أكبر للإصابة بالعدوى، وبالتالي زاد القلق بشأن العدوى فضلًا عن مستويات أعلى من الإجهاد المرتبط بالعمل بسبب نقص الإمدادات، وأبلغ ما يصل إلى 80% من هؤلاء العاملين في المجال الطبي عن اضطراب النوم، وكانت النساء العاملات أكثر عرضة بنسبة 40% من العمال الذكور للإصابة بالأرق. [1]

هذا بالنسبة للأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بأرق الكورونا، ولكن يبقى السؤال هل الأرق من أعراض مرض كوفيد -19؟

على الرغم من أن بعض الناجين من فيروس كورونا اللذين يعانون من أعراض طويلة الأمد يعانون من الأرق؛ إلّا أنّ مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لا يُدرج اضطراب النوم هذا كعرض شائع للإصابة بكورونا، ولكن جعل الإجهاد المرتبط بالجائحة هو السبب الأكثر احتمالية للأرق لدى هؤلاء الأفراد. [2]

5 نصائح لمكافحة أرق الكورونا

هناك عدد من النصائح اللتي يمكنك من خلالها تحسين تجربة نومك مثل:

1. الاستراحة من الأخبار

على الرغم من أنه من الجيد البقاء على اطلاع بالأخبار، ولكن حاول تجنب الإفراط في الأخبار والعادات السيئة الأخرى هذا مهم بشكل خاص في المساء.

2. الالتزام بجدول زمني ثابت

كما ذكرنا سابقًا، فإن الكثير من التوتر يأتي من تغيير روتيننا اليومي رأسا على عقب. لكن يمكننا الحصول على بعض الراحة من خلال إنشاء جدول يومي وروتين والالتزام به. حاول الحفاظ على وقت نوم ثابت ووقت يقظة ثابت بغض النظر عن يوم الأسبوع.

3. تخطي القيلولة

يمكن أن تكون القيلولة طريقة جيدة لاستعادة بعض الطاقة خاصة إذا كنت تعمل من المنزل، ويمكن أن تنزلق بسهولة من مساحة المكتب إلى الأريكة أو السرير، ولكن تذكر أن قيلولة قصيرة أو قيلولة قصيرة في وقت مبكر من بعد الظهر يمكن أن تكون مفيدة لبعض الناس، ولكن القيلولة الطويلة والقيلولة في وقت لاحق من المساء يمكن أن تعطل النوم.

4. تجنب قلق الساعة

أنت تعرف الشعور عندما تستيقظ في منتصف الليل، وتتحقق من ساعتك ثم تشرع في القلق بشأن الحاجة إلى النوم مرة أخرى؛ لكن هذا التوتر يبقيك مستيقظًا بدلاً من ذلك. إن محاولة عدم الضغط في هذا الموقف أسهل قولًا من فعلها، ولكن هناك خيارات من حيث الاسترخاء يمكن أن تجعل الأمر أسهل. يمكن لتقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتخيل الموجه، والاسترخاء التدريجي للعضلات أن تساعدك على النوم. [2]

5. ممارسة التمارين الرياضية كل يوم

تساهم التمارين اليومية في الحصول على نوم أكثر راحة. التمرين أيضًا وسيلة رائعة للتخلص من التوتر والقلق. حاول إنهاء التمرين قبل النوم بساعة واحدة على الأقل. تعمل التمارين القوية على تنشيط الجسم وتسخينه لذا اترك وقتًا كافيًا لتهدأ قبل النوم. [1]

أما إذا استمرت مشاكل نومك فحاول التحدث لطبيب مختص في هذا الأمر؛ حيث يمكنه تقديم توصيات إضافية مثل العلاج السلوكي المعرفي للأرق، وهو علاج مثبت للأرق، وبالنسبة لأولئك الذين لا يزالون يمارسون التباعد الاجتماعي تُظهر الدراسات أن العلاج المعرفي السلوكي فعال بنفس القدر حتى عند تقديمه عن طريق التطبيب عن بعد. [1]

إقرأ أيضًا: تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية

مصادر ماهو أرق الكورونا وماهي أسبابه؟

1. Sleepfoundation

2. Clevelandclinic

Exit mobile version