ما هو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

هذه المقالة هي الجزء 10 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

يصف اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD) نمطًا متأصلًا من السلوك يتجاهل وينتهك فيه الأفراد حقوق الآخرين من حولهم باستمرار.
قد يتصرف المصابون بعنف أو بتهور أو اندفاع، وغالبًا بدون اهتمام برغبات واحتياجات الآخرين.

إن اضطرابات الشخصية هي نمط دائم من التجربة الشخصية والسلوك الذي ينحرف بشكل ملحوظ عن توقعات ثقافة الفرد، ويكون هذا السلوك غير مرن، ويبدأ في مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكر، ويؤدي إلى الضيق الشخصي أو الضعف. يقع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ضمن الفئة الثانية لاضطرابات الشخصية.

يمكن أن تختلف أعراض اضطراب الشخصية المعادية في شدتها، ويمكن أن تشمل العواقب السجن وتعاطي المخدرات وإدمان الكحول. غالبًا ما يُشار إلى أنماط السلوك الأكثر فظاعة أو ضررًا أو خطورة بالعامية باسم السيكوباتي. على الرغم من أن الاعتلال الاجتماعي-sociopathy أو الاعتلال النفسي-psychopathy لا يمثلان مصطلحات تشخيصية رسمية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM)، ولا يرسمان بشكل مثالي أعراض اضطراب الشخصية المعادية كما هو موضح في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية إلا أنه يُعتقد أن التركيبات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا.

قد يبدو الأشخاص المصابون ساحرين ظاهريًا، لكن من المرجح أن يكونوا عصبيين وعدوانيين وغير مسؤولين. بسبب ميولهم المتلاعبة، قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانوا يكذبون أو يقولون الحقيقة.

تشير الأبحاث إلى أن اضطراب الشخصية المعادية يؤثر على حوالي 1٪ إلى 4٪ من الناس في الولايات المتحدة. ولا يشخّص للأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. ومع ذلك، تظهر أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لأول مرة في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وقد تؤدي تلك الأعراض إلى التشخيص باضطراب في السلوك خلال تلك الفترة.

يعد اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أكثر شيوعًا عند الذكور منه عند الإناث. حيث تم العثور على أعلى معدل لانتشار اضطراب الشخصية المعادية بين الذكور الذين يتعاطون الكحول أو المخدرات أو الموجودين في السجون.

هل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو نفسه الاعتلال النفسي-psychopathy؟

لا. ولكن يشترك اضطراب الشخصية المعادية والاعتلال النفسي في بعض السمات وقد يحدثان معًا في بعض الأحيان. فاضطراب الشخصية المعادية هو نمط عميق الجذور من السلوكيات المعادية للمجتمع مثل خرق القانون أو العدوان الجسدي.

الاعتلال النفسي هو سمة تتميز في المقام الأول بنقص التعاطف والتأثير السطحي والشعور الفخم بقيمة الذات. غالبًا ما ينخرط السيكوباتيين في السلوك المعادي للمجتمع في الواقع هذا الانخراط هو الجزء الأساسي من تقييم السيكوباتية وقد يتم تشخيص العديد من السيكوباتيين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. ومع ذلك تشير بعض الأدلة إلى أن ثلث الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية فقط يستوفون معايير السيكوباتية.

يعتبر الاعتلال النفسي على عكس اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع جزءًا من “الثالوث المظلم”. والثالث المظلم هو عبارة عن مجموعة من ثلاث سمات شخصية خبيثة وُجد أنها تتداخل بشكل متكرر وترتبط بالسلوك الاستغلالي القاسي.

يتم الخلط بين اضطراب الشخصية المعادية والاعتلال النفسي. لأنه غالبًا ما يتم استخدام المصطلحين “السيكوباتية” و “الشخصية المعادية للمجتمع” بالتبادل خاصة في تصوير وسائل الإعلام للفاعلين العنيفين. يخلق هذا الخلط ارتباكًا بين عامة الناس حول كلا المصطلحين.

ينبع الارتباك أيضًا جزئيًا من تواريخ المصطلحات. في الطبعات المبكرة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية كان الاعتلال النفسي تشخيصًا رسميًا يمكن تشخيصه للأفراد الذين أظهروا ضعفًا في التعاطف، والأنا المتضخمة، وغياب الندم، والسلوك المعادي للمجتمع المستمر من بين سمات أخرى. ولكن عندما تم نشر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الثالث في عام 1980 تم استبدال الاعتلال النفسي باضطراب الشخصية المعادية. وتم تحديث معايير التشخيص للتركيز بشكل أساسي على السلوكيات الخارجية التي يمكن ملاحظتها – مثل الكذب أو العدوانية أو خرق القانون – بدلاً من السمات الداخلية مثل عدم التعاطف أو العظمة أو كتم المشاعر.

ما هو الفرق بين الاعتلال الاجتماعي-sociopathy و الاعتلال النفسي-psychopathy؟

في الفحوص السريرية، لا يوجد فرق فعلي بين الاعتلال الاجتماعي والاعتلال النفسي. ولا يقوم أخصائي الصحة العقلية بتشخيص أي من الاثنين من الأساس.

يقوم بعض علماء النفس والباحثين بالفروق الرئيسية بين الاعتلال الاجتماعي والاعتلال النفسي. لكن هذه المصطلحات تقدم طريقتين مختلفتين قليلاً لفهم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في هذه التفسيرات يُنظر أحيانًا إلى السيكوباتية على أنها تنطوي على سلوك مخطط أكثر.
قد لا يكون السلوك بالضرورة عنيفًا لكنه عادة ما يكون مع سبق الإصرار.

تدعم الأبحاث بعض هذه الفروق حيث عرّف روبرت هير عالم النفس الذي أنشأ قائمة مراجعة الاعتلال النفسي (PCL-R)؛ الاعتلال الاجتماعي بأنه ينطوي على الضمير والشعور بالصواب والخطأ، ولكن هذا الحس الأخلاقي لا يتماشى مع الأعراف الثقافية والاجتماعية. بدلاً من ذلك، يبرر الأشخاص المصابون بالاعتلال الاجتماعي غالبًا الأفعال التي يعتبرونها خاطئة.

باختصار، قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الاعتلال الاجتماعي القليل من التعاطف، ولديهم عادة تبرير أفعالهم، ولكنهم يعرفون الفرق بين الصواب والخطأ. أما الاعتلال النفسي وفقًا لهير لا ينطوي على حس أخلاقي أو تعاطفي. تشير الأبحاث من عام 2013 إلى أن الاختلاف بين السيكوباتية والاعتلال الاجتماعي قد يتعلق بالاختلافات في الدماغ بما في ذلك حجم المادة الرمادية وتطور بعض مناطق الدماغ مثل اللوزة.

أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

يتم تأكيد الشخصية المعادية من خلال التقييم النفسي، ويتم أولًا استبعاد الاضطرابات الأخرى،
وفقًا لـ DSM-5 قد تشمل سمات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ما يلي:

عدم الامتثال للمعايير الاجتماعية الأساسية في كثير من الأحيان بطرق تنتهك القانون الانتهاك المتكرر للحقوق الجسدية أو العاطفية للآخرين.

الافتقار إلى الاستقرار في العمل والحياة المنزلية، والمرور بفترات طويلة من البطالة حتى في الأوقات التي تكون فيها الوظائف متاحة بسهولة.

التورط في معارك متكررة.

الافتقار إلى الندم بعد إيذاء شخص ما أو ممتلكاته.

اللامسؤولية المستمرة وعدم لوم النفس، والاندفاع، والإهمال.

قد يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية يفتقرون إلى التعاطف مع الأشخاص من حولهم، أو يتصرفون بطرق متعجرفة، أو مغرورة، أو لديهم نظرة ساخرة للغاية للعالم. في بعض الحالات يمكن أن يبدوا ساحرين إلا أن سحرهم غالبًا ما يكون ساطعًا وسطحيًا، وقد تؤدي ثقتهم الواضحة وجاذبيتهم الواضحة إلى خوض العديد من العلاقات الجنسية، ومع ذلك من المحتمل أن تكون العديد من هذه العلاقات قصيرة الأجل يحدث هذا بسبب السلوك القاسي أو الازدواجي تجاه شركائهم.

كآباء يكون الأفراد المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مهملين أو حتى مسيئين. يعد تعاطي الكحول والمخدرات أمرًا شائعًا بين الأشخاص المصابين، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الاضطراب. عندما يتعايش تعاطي المخدرات مع اضطراب الشخصية المعادية يكون العلاج أكثر تعقيدًا لكليهما.

كيف يشخص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

لا يوجد فحص دم أو فحص تصوير يمكنه تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، يشخص هذا الاضطراب عادةً من خلال تقييم نفسي متعمق لتقييم التاريخ الشخصي والطبي، وأنماط السلوك والإدراك والعلاقات مع الآخرين. نظرًا لأن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية قد لا يرغبون في الاعتراف بأن سلوكهم أو عمليات تفكيرهم تنطوي على مشاكل فقد يقوم الطبيب أيضًا بمقابلة أفراد الأسرة لتقييم تأثير ونطاق السلوكيات المعادية للمجتمع.

قد يشترك اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في بعض الأعراض مع العديد من اضطرابات الشخصية والحالات النفسية الأخرى. الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية أو اضطراب تعاطي المخدرات على سبيل المثال قد يخالفون القانون أو يتصرفون بطرق خادعة أو عدوانية. أما الأفراد المصابون بالفصام أو الاضطراب ثنائي القطب قد ينخرطون أيضًا في سلوك عنيف أو عدواني خاصة خلال فترة الهوس أو النوبة الذهانية. وبالتالي يجب أولًا استبعاد مثل هذه الحالات قبل تشخيص اضطراب الشخصية المعادية.

وفقًا لـ DSM-5 يمكن تشخيص الأفراد باضطراب الشخصية المعادية إذا بدأوا في إظهار أعراض اضطراب السلوك قبل سن 15. قد تشمل هذه الأعراض السلوك العدواني تجاه الأشخاص أو الحيوانات، والتدمير المتعمد للممتلكات، والخداع أو السرقة. ولكن عادةً لا يتم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية قبل سن 18 عامًا. بل يتم تشخيصهم باضطراب عام في السلوك إذا تواجدت هذه الأعراض.

ويبدو أن من تم تشخيصهم باضطراب السلوك قبل سن العاشرة معرضون بشكل أكبر لخطر اضطراب الشخصية المعادية عند البلوغ. ومع ذلك لا يتم تشخيص جميع الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب السلوك باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عند البلوغ. إذ يمكن أن يزيد التشخيص والعلاج المبكران من احتمالية تعلمهم إدارة أعراضهم والنمو ليصبحوا بالغين معدلين.

ما الذي يسبب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

لا يوجد سبب واحد لاضطراب الشخصية المعادية، ولكن العوامل التالية قد تزيد من خطر إصابة الشخص بالاضطراب:

  • البيئة: الصدمات أو سوء المعاملة في مرحلة الطفولة المبكرة يزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية المعادية في وقت لاحق من الحياة.
  • الوراثة: تشير الدراسات بأن هناك علاقة بين الإصابة وعلم الوراثة على سبيل المثال في دراسة شاملة في عام 2010 اقترحت أن 56٪ من الاختلاف في الأعراض يمكن أن يُعزى إلى الجينات، ولكن إلى الآن لا يوجد عامل وراثي واحد يُعتقد أنه مسؤول عن هذه الحالة.
  • نمط الحياة: يعاني حوالي نصف الأشخاص المصابين أيضًا من مشاكل تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية المعادية عن النساء.

هناك أيضًا العديد من الدراسات اللتي تربط بين التغيرات في تركيب الدماغ ومعدل الإصابة، فعلى سبيل المثال في دراسة تحليلية في عام 2013 بحثت عن الاختلاف في تركيب الدماغ لدى 300 حالة مصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مقارنة بدماغ 250 شخص سليم وجدت أن الاشخاص المصابين لديهم مادة رمادية أقل في 3 مناطق مسؤولة عن إدارة المشاعر في الدماغ المادة الرمادية مكونة من الخلايا العصبية المسؤولة عن وظائف الدماغ المختلفة.

مشكلات في الافرازات الحيوية الطبيعية

قد يكون أيضًا لدى الأشخاص المصابين مستويات غير عادية من السيروتونين_ السيروتونين مادة كيميائية في الدماغ تنظم مزاجنا ومشاعر السعادة.

العلاقة بين إصابات الدماغ الخطيرة واضطراب الشخصية المعادية كذلك ليست مفهومة تمامًا. ومع ذلك فقد وجد أن إصابات الدماغ الرضحية (TBI) مرتبطة بالسلوك المعادي للمجتمع في بعض الدراسات. العديد من القتلة المتسلسلين البارزين – وكثير منهم يمكن أن يكونوا مؤهلين لتشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع – تعرضوا لإصابات كبيرة في الرأس في شبابهم مما يشير إلى أنه قد يكون هناك علاقة سببية مباشرة بين تلف الدماغ المبكر والسلوك العنيف في وقت لاحق. ومع ذلك فإن مثل هذا الارتباط لا يزال تخميني.

نظرًا لأن مثل هذه الإصابات تحدث عادةً في مرحلة مبكرة من الطفولة فمن الصعب تحديد ما إذا كانت تسببت بشكل مباشر في سلوك معاد للمجتمع لاحقًا. يمكن أن تؤدي إصابات الدماغ الرضحية التي تحدث في مرحلة البلوغ أيضًا إلى تغيرات في المزاج والشخصية بما في ذلك الغضب أو العدوانية، ومع ذلك فإن الشخص البالغ الذي يتصرف بعنف أو معادٍ للمجتمع بعد إصابة في الدماغ لن يكون مؤهلاً لتشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لأن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بحكم تعريفه هو نمط عميق الجذور ودائم من السلوك موجود منذ الطفولة فصاعدًا.

علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

كان يُعتقد أن هذا الاضطراب هو اضطراب لمدى الحياة لا يمكن علاجه، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا ويمكن أحيانًا إدارته وعلاجه.

تشير الدلائل إلى أن السلوك يمكن أن يتحسن بمرور الوقت مع العلاج حتى لو بقيت الخصائص الأساسية مثل الافتقار إلى التعاطف، ولكن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو أحد أصعب أنواع اضطرابات الشخصية التي يمكن علاجها.

قد يتردد أيضًا الشخص المصاب في طلب العلاج وقد يبدأ العلاج فقط عندما تأمره المحكمة بذلك. ويعتمد علاج المريض على ظروفه مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر وما إذا كانت هناك أي مشاكل مرتبطة به مثل تعاطي الكحول أو المخدرات.

غالبًا ما تلعب عائلة الشخص وأصدقائه دورًا نشطًا في اتخاذ القرارات المتعلقة بعلاجهم ورعايتهم. في بعض الحالات قد تحتاج أيضًا خدمات إساءة استخدام المواد والرعاية الاجتماعية إلى المشاركة.

الخيارات المتاحة للعلاج

هناك العديد من الخيارات المتاحة للعلاج بالكلام مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) إنه علاج بالكلام يهدف إلى مساعدة الشخص على إدارة مشاكله عن طريق تغيير طريقة تفكيره وتصرفه، والعلاج القائم على العقلية (MBT) هو نوع آخر من العلاج بالكلام الذي أصبح أكثر شيوعًا في علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يشجع فيه المعالج الشخص على التفكير في طريقة تفكيره وكيف تؤثر حالتهم العقلية على سلوكهم.

البرامج المجتمعية الديمقراطية

تشير الدلائل إلى أن البرامج المجتمعية يمكن أن تكون وسيلة علاج فعالة طويلة الأمد للذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع فيما يسمى بالمجتمعات العلاجية الديمقراطية (DTC). وتزداد شعبية تلك المجتمعات خاصة في السجون. ويعتبر هذا نوع من العلاج الاجتماعي الذي يهدف إلى معالجة مخاطر تعرض الشخص للإساءة بالإضافة إلى احتياجاته العاطفية والنفسية، ويعتمد على مجموعات العلاج الكبيرة والصغيرة ويركز على قضايا المجتمع مما يخلق بيئة يساهم فيها كل من الموظفين والسجناء في قرارات المجتمع. قد تكون هناك أيضًا فرص للعمل التعليمي والمهني.

مدة العلاج الموصى بها هي 18 شهرًا حيث يجب أن يكون هناك وقت كافٍ للشخص لإجراء تغييرات ووضع مهارات جديدة موضع التنفيذ، ويعتبر الدافع الذاتي عامل مهم آخر للقبول على هذا النوع من المخطط، فيجب أن يكون الشخص على استعداد للعمل كجزء من المجتمع، والمشاركة في مجموعات.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فمثل اضطرابات الشخصية الأخرى هناك القليل من الأدلة التي تدعم استخدام الأدوية لعلاج هذا الاضطراب، ولكن هناك بعض الأدوية المضادة للذهان ومضادات الاكتئاب التي قد تكون مفيدة في بعض الحالات، وقد يساعد الكاربامازيبين والليثيوم في السيطرة على الأعراض مثل العدوانية والسلوك الاندفاعي، وقد تؤدي فئة من مضادات الاكتئاب تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) إلى تحسين أعراض الغضب واضطراب الشخصية العامة.

مصادر:
1. Healthline
2. Clevelandclinic
3. Psychologytoday
4. nhs.uk

اضطراب الشخصية الهستيرية

هذه المقالة هي الجزء 8 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية الهستيرية

تعكس الشخصية أنماطًا متأصلة بعمق في السلوك والطريقة التي يدرك بها الأفراد أنفسهم وعالمهم، ويفكرون بها. سمات الشخصية هي سمات بارزة وليست بالضرورة مرضية على الرغم من أن بعض أنماط الشخصية قد تسبب مشاكل شخصية.

تشير اضطرابات الشخصية إلى أنماط تفكير وسلوك جامدة وغير مرنة وغير قادرة على التكيف مما يؤدي إلى ضعف في الأداء و/ أو ضائقة داخلية كبيرة. تبدأ معظم اضطرابات الشخصية في الظهور في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ، وتكون مستقرة بمرور الوقت، وتؤدي إلى اضطراب أو ضعف داخلي كبير.

يقع اضطراب الشخصية الهستيرية تحت مظلة المجموعة الثانية من اضطرابات الشخصية، ويُظهر الأفراد المصابون به انفعالية مفرطة – ميل إلى النظر إلى الأشياء بطريقة عاطفية – والبحث المستمر والمفرط عن الاهتمام. يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بعدم الراحة أو بعدم التقدير عندما لا يكونون مركز الاهتمام.

قد تشمل السلوكيات النموذجية السعي المستمر للقبول أو الاهتمام، وقد يتصرف الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية بطريقة تتمحور حول الذات أو يحاولون إغراء الأشخاص جنسيًا في مواقف غير مناسبة بما في ذلك العلاقات الاجتماعية والمهنية بما يتجاوز ما هو مناسب للسياق الاجتماعي.

قد يكون المصاب مفعم بالحيوية والدرامية، وقد يجذب في البداية معارف جدد بحماسه أو انفتاحه الواضح أو مغازلته، ومع ذلك؛ قد يحرِجون أيضًا الأصدقاء والمعارف من خلال العروض العامة المفرطة للعاطفة، مثل احتضان المعارف بشغف، أو البكاء بلا حسيب ولا رقيب على النكسات البسيطة، أو نوبات الغضب. وتقدر البيانات المأخوذة من المسح الوطني الوبائي للكحول والحالات ذات الصلة للعام 2001/2002 أن نسبة انتشار اضطراب الشخصية الهستيرية هي 1.84%.

أسباب اضطراب الشخصية الهستيرية

سبب اضطراب الشخصية الهستيرية غير معروف، ولكن قد يكون لكلا من الوراثة والبيئة دور في حدوث المرض على سبيل المثال؛ يشير ميل اضطراب الشخصية الهستيرية إلى الانتشار في العائلات إلى أن القابلية الجينية للاضطراب قد تكون موروثة، ومع ذلك فإن طفل أحد الوالدين المصاب بهذا الاضطراب قد يكرر ببساطة السلوك وبالتالي يكون هذا السلوك مكتسب وليس وراثي.

يتم تشخيص هذا الاضطراب عند النساء بنسبة أكثر من الرجال على الرغم من أن بعض الخبراء يؤكدون أنه يتم تشخيصه في كثير من الأحيان عند النساء لأن السعي وراء الاهتمام والمبادرة الجنسية أقل قبولًا اجتماعيًا بالنسبة للنساء مقارنة بالرجال.

عادةً ما يكون الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب قادرين على العمل بمستوى عالٍ ولديهم أداء جيد في البيئات الاجتماعية والمهنية، ولكن غالبًا ما يضطرون إلى علاج الاكتئاب عندما تنتهي علاقاتهم الرومانسية، وغالبًا ما يفشلون في رؤية وضعهم بشكل واقعي بدلاً من ذلك يميلون إلى المبالغة في التأمل، وبدلاً من تحمل مسؤولية الفشل أو خيبة الأمل يلقي المصابون بالاضطراب باللوم على الآخرين.

لأن المصابون يميلون إلى الرغبة في التجديد والإثارة، فقد يضعون أنفسهم في مواقف محفوفة بالمخاطر، وهذا السلوك أحيانًا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية

اضطراب الشخصية الهستيرية ليس اضطرابًا نفسيًا مدمرًا. يعمل معظم الأشخاص بنجاح في المجتمع والعمل. في الواقع عادةً ما يتمتع الأشخاص المصابون بمهارات رائعة في التعامل مع الأشخاص، ولكن لسوء الحظ غالبًا ما يستخدمون هذه المهارات للتلاعب بالآخرين.

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية من خمسة (أو أكثر) من الأعراض التالية على الأقل:

  • 1. لا يرتاح الشخص في المواقف التي لا يكون فيها محور الاهتمام.
  • 2. لديه تفاعلات مع الآخرين تتسم بسلوك غير لائق ومغري جنسيًا أو استفزازي.
  • 3. يعرض تحولات سريعة وتعبيرًا ضحلًا عن المشاعر.
  • 4. يستخدم انتباهه الجسدي باستمرار للفت الانتباه.
  • 5. التعبير المبالغ فيه عن العاطفة.
  • 6. يتأثر بسهولة بالآخرين أو بالظروف.
  • 7. يعتبر العلاقات أكثر حميمية مما هي عليه في الواقع.

إذا كنت مصابًا بهذا الاضطراب فقد تشعر أيضًا بالإحباط أو الملل بسهولة من الإجراءات الروتينية، أو تتخذ قرارات متهورة قبل التفكير، أو تهدد بالانتحار من أجل جذب الانتباه، ولكن قد يفكر المصاب بالانتحار حقًا خاصة إذا تداخلت حالته مع اضطراب في المزاج مثل الاكتئاب.

هل يفتقر المصاب إلى التعاطف؟

قد يبدو المصاب غير متعاطف لكنه يعاني حقًا من قلة الوعي الذاتي وانخفاض الذكاء العاطفي هذا ما يجعله يتلاعب بالأشخاص في المواقف التي لا يكون فيها مركز الاهتمام.

هل اضطراب الشخصية الهستيرية مرتبط بالنرجسية؟

يمكن أن تتداخل الشخصية النرجسية والشخصية الهستيرية أحيانًا. يقع هذان الاضطرابان ضمن المجموعة الثانية لاضطرابات الشخصية. يعاني الأشخاص في هذه المجموعة من أنماط التفكير والسلوك التي لا يمكن التنبؤ بها أو عدم انتظامها هم أيضًا غارقون في الدراما العالية التي تتمحور حول الذات.

تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية

لا يوجد اختبار محدد يستخدم لتشخيص هذا الاضطراب؛ إذا كنت منزعجًا من أعراضك وتطلب رعاية طبية، فمن المحتمل أن يبدأ مقدم الرعاية الأولية الخاص بك بأخذ تاريخ طبي كامل، وقد يُجرون فحصًا جسديًا لاستبعاد أي مشاكل جسدية يحتمل أن تكون سببًا لأعراضك. إذا لم يجد مقدم الرعاية الأولية سببًا جسديًا لأعراضك فقد يحيلك إلى طبيب نفسي.
يتم تدريب الأطباء النفسيين بشكل خاص على التعرف على الاضطرابات النفسية وعلاجها.
سيتمكن الطبيب النفسي من استخدام أسئلة الخبراء للحصول على رؤية واضحة لتاريخ سلوكك. سيساعد التقييم الدقيق لسلوكياتك مقدم الرعاية الأولية في تشخيصك. ومع ذلك لا يعتقد معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أنهم بحاجة إلى علاج أو مساعدة مما يجعل التشخيص صعبًا.
يتلقى العديد من الأشخاص المصابين التشخيص بعد خضوعهم للعلاج من الاكتئاب أو القلق، وعادةً ما يكون ذلك بعد علاقة فاشلة أو نزاعات شخصية أخرى.

ما هي مضاعفات اضطراب الشخصية الهستيرية؟

يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على العلاقات الاجتماعية أو الرومانسية للشخص، وكيفيه تفاعل الشخص مع الخسائر أو الإخفاقات. الأشخاص المصابون أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من عامة الناس.

العلاج

بشكل عام لا يعتقد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية أنهم بحاجة إلى العلاج.
يميلون أيضًا إلى المبالغة في مشاعرهم وكراهية الروتين مما يجعل اتباع خطة العلاج أمرًا صعبًا، ومع ذلك قد يطلبون المساعدة إذا كان الاكتئاب_الذي قد يكون مرتبطًا بخسارة أو علاقة فاشلة_أو مشكلة أخرى ناجمة عن تفكيرهم وسلوكهم تسبب لهم الضيق.

العلاج النفسي (نوع من الاستشارة) بشكل عام هو العلاج المفضل لاضطراب الشخصية الهستيرية. الهدف من العلاج هو مساعدة الفرد على الكشف عن الدوافع والمخاوف المرتبطة بأفكاره وسلوكه، ومساعدة الشخص على تعلم الارتباط بالآخرين بطريقة أكثر إيجابية.
يمكن استخدام الأدوية لعلاج الأعراض المؤلمة – مثل الاكتئاب والقلق – التي قد تحدث مع هذا الاضطراب.

مصادر:
1. Healthline
2. Clevelandclinic
3. WebMD
4. Psychology today

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية التجنبية

يعاني الكثير من الناس من الخجل لكن شريحة صغيرة من السكان تعاني من الخجل الشديد لدرجة أنه يتسبب في تثبيط اجتماعي شديد لأنهم يعانون بما يعرف باضطراب الشخصية التجنبية.

يؤدي الخجل الشديد والخوف من الرفض إلى صعوبة التفاعل الاجتماعي والمهني. وقد يتجنب الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية أنشطة العمل أو يرفضون عروض العمل بسبب مخاوف من انتقاد الآخرين. قد يتم تثبيطهم في المواقف الاجتماعية نتيجة تدني احترام الذات ومشاعر عدم الكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، أحيانًا ينشغلون بنواقصهم ويقِيمون علاقات مع الآخرين فقط إذا اعتقدوا أنهم لن يتم رفضهم.

الخسارة والرفض مؤلمان للغاية لهؤلاء الأفراد لدرجة أنهم سيختارون الشعور بالوحدة بدلًا من المخاطرة بمحاولة التواصل مع الآخرين.

اضطراب الشخصية التجنبية هو أحد مجموعة من الحالات المعروفة باسم اضطرابات الشخصية، والتي تحدثنا عنها في مقال سابق. هذه الاضطرابات بشكل عام هي أنماط سلوكية ثابتة لا تتماشى مع الأعراف الثقافية التي تسبب المعاناة للفرد أو من حولهم. يصنف اضطراب الشخصية التجنبية مع اضطرابات أخرى في الشخصية تتميز بمشاعر العصبية والخوف، وتعرف هذه المجموعة بالمجموعة الثالثة حسب DSM5.

ما مدى شيوع اضطراب الشخصية التجنبية؟

تُشير التقديرات إلى أن حوالي 2.4 ٪ من سكان الولايات المتحدة. ويعاني حوالي 1٪ من سكان الكوكب من اضطراب الشخصية التجنبية، ويبدو أنه يؤثر على الرجال والنساء على حد سواء بنفس النسبة تقريبًا.

مثل اضطرابات الشخصية الأخرى، قد تُلاحظ أعراض اضطراب الشخصية الانعزالية في مرحلة الطفولة وغالبًا ما تبدأ في خلق شعور بعدم الراحة في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ. عادة لا يتم تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. حيث يجب أن يكون هناك دليل على أن أنماط السلوك هذه دائمة، وغير مرنة ولا تتلاشى بسهولة مع مرور الوقت.

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، يكون الخوف من الرفض قويًا لدرجة أنهم يختارون العزلة بدلاً من المخاطرة بالرفض في العلاقة. يمكن أن يختلف نمط السلوك لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من معتدل إلى شديد. بالإضافة إلى خوفهم من الإذلال والرفض، تشمل السمات المشتركة الأخرى للأشخاص المصابون وفقًا لDSM 5 ما يلي:

  • 1. سهولة التعرض للأذى من خلال النقد أو الرفض
  • 2. عدم وجود أصدقاء مقربين.
  • 3. عدم الرغبة في الانخراط مع الناس.
  • 4. تجنب الأنشطة أو المهن التي تنطوي على التواصل مع الآخرين.
  • 5. الضجر في المواقف الاجتماعية خوفًا من القيام بشيء خاطئ.
  • 6. المبالغة في الصعوبات المحتملة.
  • 7. إظهار ضبط النفس المفرط في العلاقات الحميمة.
  • 8. الشعور بعدم الكفاءة الاجتماعية، أو الدونية.
  • 9. نادرًا ما يحاول المصاب تجربة الأشياء الجديدة خوفًا من أنها قد تكون محرجة.

وبالتالي الافتقار إلى العلاقات المهمة والعثور باستمرار على أسباب لتجنب التفاعلات الاجتماعية تعد علامتان رئيسيتان على احتمال إصابة شخص ما باضطراب الشخصية التجنبية.

كيف يختلف اضطراب الشخصية التجنبية عن القلق الاجتماعي؟

يتضمن كل من اضطراب القلق الاجتماعي والاضطراب التجنبي الخوف وتجنب المواقف الاجتماعية. يتداخل التشخيصان لكن يكون للاضطرابان جذور مختلفة. حيث ينجم اضطراب القلق الاجتماعي عن الخوف من قول أو فعل شيء قد يؤدي إلى الخجل والإحراج، أما اضطراب الشخصية التجنبية يكون مدفوعًا بدرجة أقل بقلق الأداء وأكثر بالتقييم الذاتي السلبي مقارنة بالقلق الاجتماعي. ويعد تدني احترام الذات مكونًا مركزيًا. فغالبًا لا يحب الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية التجنبية أنفسهم، ويفترضون أن الآخرين سيرفضونهم أيضًا.

أسباب اضطراب الشخصية التجنبية

السبب غير معروف. قد تلعب العوامل الوراثية والبيئية مثل الرفض من قبل أحد الوالدين أو الأقران دورًا في تطور الحالة. يبدأ سلوك التجنب عادة من الطفولة المبكرة مع الخجل والعزلة وتجنب الغرباء أو الأماكن الجديدة، ويميل معظم الأشخاص الخجولين في سنواتهم الأولى إلى التخلص من هذا السلوك لكن أولئك الذين يصابون بهذا الاضطراب يصبحون خجولين بشكل متزايد مع دخولهم مرحلة المراهقة والبلوغ.

من هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية التجنبية؟

لا توجد طريقة لمعرفة من سيطور هذا الاضطراب عادة ما يكون الأشخاص المصابون خجولين جدًا مثل الأطفال، ومع ذلك لا يصاب كل طفل خجول بهذا الاضطراب، وبالمثل ليس كل شخص بالغ خجول مصاب بهذا الاضطراب.

إذا كنت مصابًا بهذا الاضطراب فمن المرجح أن يكون خجلك قد نما مع تقدمك في العمر. وربما وصلت لدرجة أنك بدأت في تجنب أشخاص آخرين ومواقف معينة.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية؟

في حالة وجود أعراض، سيبدأ مقدم الرعاية الصحية في التقييم عن طريق إجراء تاريخ طبي كامل وفحص بدني. على الرغم من عدم وجود اختبارات معملية لتشخيص اضطرابات الشخصية على وجه التحديد، فقد يستخدم الطبيب العديد من الاختبارات التشخيصية لاستبعاد المرض الجسدي كسبب للأعراض. وإذا لم يجد مقدم الخدمة سببًا جسديًا للأعراض، فقد يحيل الشخص إلى طبيب نفسي أو أخصائي نفسي. أخصائيي الرعاية الصحية المدربين خصيصًا لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها.

يستخدم الأطباء النفسيون وعلماء النفس أدوات التحدث في المقابلة والتقييم مصممة خصيصًا لتقييم شخص مصاب باضطراب في الشخصية مثل اضطراب الشخصية التجنبية. ولتشخيص هذا الاضطراب، يجب أن تبدأ الأعراض في موعد لا يتجاوز مرحلة البلوغ المبكرة. ويجب عليك أيضًا إظهار الخصائص التالية:

أن تتجنب أنشطة العمل التي تنطوي على التواصل مع الآخرين. إذ يحدث هذا بسبب الخوف من النقد أو الرفض، فتكون غير راغب في الانخراط مع أشخاص آخرين ما لم تكن متأكدًا من أنهم يحبونك. وتتراجع في العلاقات لأنك تخشى أن تتعرض للسخرية أو الإهانة. يسيطر الخوف من الانتقاد أو الرفض في المواقف الاجتماعية على أفكارك، فتتراجع عن المواقف الاجتماعية أو تتجنبها تمامًا لأنك تشعر بعدم الكفاءة. كما تعتقد أنك أدنى من الآخرين، ومن غير المرجح أن تشارك في أنشطة جديدة لأنك تخشى الإحراج.

اضطراب الشخصية التجنبية وبعض الحالات الأخرى

يمكن أن تحدث اضطرابات الصحة العقلية الأخرى جنبًا إلى جنب مع هذا الاضطراب. وبالتالي يتم تصميم العلاج في هذه الحالات للمساعدة في علاج أعراض كل اضطراب.

تتضمن بعض الحالات التي تحدث غالبًا مع اضطراب الشخصية التجنبية ما يلي: الرهاب الاجتماعي حيث يعاني الشخص من القلق الشديد والوعي الذاتي في المواقف الاجتماعية الشائعة.

اضطراب الشخصية الاعتمادية هو حيث يعتمد الناس بشكل مفرط على الآخرين للحصول على المشورة أو اتخاذ القرارات نيابة عنهم في مجالات تشمل العلاقات الاجتماعية والسلوك. وتشترك العديد من أعراض اضطراب الشخصية التجنبية بشكل شائع بين هذه الحالات الأخرى لا سيما في حالة الرهاب الاجتماعي المعمم. لهذا السبب يمكن الخلط بين الاضطرابات بسهولة. وقد يستغرق اختصاصي الصحة العقلية بعض الوقت لإجراء تشخيص واضح واختيار العلاج المناسب لك.

هل يمكن لمن يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية الحفاظ على العلاقات الرومانسية؟

غالبًا ما يتعلم الأفراد المصابون بهذا الاضطراب الاعتماد على أنفسهم، وقد يعانون من صعوبة في التواصل و تنظيم العاطفة لديهم. والحفاظ على العلاقات الحميمة، وغالبًا ما يعزلون أنفسهم خاصة في أوقات التوتر. وبالتالي غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية غير قادرين على الحفاظ على العلاقات الرومانسية.

كيف يتم علاج اضطراب الشخصية التجنبية؟

يعد علاج اضطرابات الشخصية أمرًا صعبًا لأن الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات لديهم أنماط عميقة الجذور في التفكير والسلوك موجودة منذ سنوات عديدة. ومع ذلك، يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية إلى أن يكونوا مرشحين جيدين للعلاج لأن اضطرابهم يسبب لهم ضائقة كبيرة. ويرغب معظمهم في تطوير العلاقات، وبالتالي تكون هذه الرغبة عاملاً محفزًا للأشخاص لمتابعة خططهم العلاجية.

كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى، فإن العلاج النفسي هو العلاج الرئيسي لاضطراب الشخصية الانعزالية. والعلاج النفسي هو نوع من الاستشارة الفردية التي تركز على تغيير تفكير الشخص (العلاج المعرفي) والسلوك (العلاج السلوكي). وهناك أيضًا العلاج النفسي الديناميكي.
من المرجح أن يركز العلاج على التغلب على المخاوف، وتغيير عمليات التفكير والسلوكيات. ومساعدة الشخص على التعامل بشكل أفضل مع المواقف الاجتماعية.

لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أي أدوية لعلاج اضطرابات الشخصية. ومع ذلك، قد يصف طبيبك الأدوية المضادة للاكتئاب إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو القلق المتزامن. للحصول على أفضل النتائج، يجب تناول العلاج الدوائي جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي. ويكون علاج الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب أكثر فاعلية عندما يكون أفراد الأسرة داعمين ومتفاعلين مع العلاج.

العلاج النفسي الديناميكي

هو شكل من أشكال العلاج بالكلام يساعدك على إدراك أفكارك اللاواعية، ويمكن أن يساعدك على فهم كيف تؤثر التجارب السابقة على سلوكك الحالي، ويتيح لك ذلك دراسة الآلام والصراعات العاطفية السابقة وحلها، و بالتالي يمكنك المُضي قدمًا بنظرة أكثر صحة عن نفسك وكيف يراك الآخرون. وينتج العلاج النفسي الديناميكي نتائج دائمة مع فوائد تستمر بعد العلاج.

العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو شكل آخر من أشكال العلاج بالكلام. في هذا العلاج يساعدك المعالج على التعرف على المعتقدات غير الصحية وعمليات التفكير واستبدالها. سيشجعك معالجك على فحص واختبار أفكارك ومعتقداتك لمعرفة ما إذا كان لها أساس واقعي. كما أنها ستساعدك أيضًا على تطوير أفكار بديلة وصحية.

مصادر:

webmd.com. 1
2. clevelandclinic.org
3. healthline.co
4. psychologytoday.com

مقدمة حول اضطرابات الشخصية

هذه المقالة هي الجزء 3 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: مقدمة حول اضطرابات الشخصية

تتكون شخصية الإنسان من طريقة تفكيره، وشعوره، وتصرفه الّتي تجعل منه شخصًا مختلفًا عن الآخرين. وتتأثر شخصية الفرد بالخبرات والبيئة المحيطة ومواقف الحياة والخصائص الموروثة. اضطراب الشخصية هو نمط من التفكير والشعور والتصرف ينحرف عن توقعات الثقافة السائدة، ويكون هذا النمط جامد وغير صحي. ويجب أن يسبب الضيق أو مشاكل وقيود كبيرة في العلاقات والأنشطة الاجتماعية والعمل والمدرسة. وتختلف هذه المشاكل حسب نوع الاضطراب فقد تكون في شكل انعدام الثقة والشك بشكل دائم في الآخرين لدى الأشخاص المصابون “باضطراب الشخصية الارتيابية” مثلًا وقد تصل إلى ارتكاب الجرائم الخطيرة من دون حتى الشعور بالندم على هذه الأفعال لدى المصابون “باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع-Antisocial personality disorder”.

عرف علم النفس اضطرابات الشخصية في وقت حديث، ولكن أغلب هذه المعرفة مبني على عمل الطبيب الألماني كيرت شنايدر الّذي عُرفت أبحاثه في ما يعرف “بالاعتلال النفسي- psychopathy” في ذلك الوقت. ونشر شنايدر أول دراسة عن الموضوع في عام 1923. في الوقت الحالي يتضمن DSM5-الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس 10 أنواع معروفة من اضطرابات الشخصية.

على الرغم من أن الكثير من الاضطرابات النفسية تعتبر “غير منسجمة مع الأنا-egodystonic”، إلا أن هذه الفئة من الاضطرابات لا تعتبر كذلك بل تعتبر “منسجمة مع الأنا-egosyntonic” في معظم الأحيان.

يشير مصطلح غير منسجم مع الأنا إلى أن المريض مُدرك لوجود الخلل. ويشعر بأن هذه السلوكيات بغيضة أو مؤلمة أو غير مقبولة أو غير متوافقة مع مفهوم الذات لديه. هذا هو الحال لدى مرضى اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب مثلا. ولكن الحال يختلف بالنسبة لمعظم أنواع اضطرابات الشخصية التي غالبًا ما تكون منسجمة مع الأنا. فلا يشعر الشخص بوجود الخلل، بل تكون تصرفاته بالنسبة إليه طبيعية لأنها تتوافق مع قيمه وطرق تفكيره. وتتفق مع شخصيته ومعتقداته الأساسية، وقد يلوم الآخرين على التحديات الّتي تواجهه.

ما مدى شيوع اضطرابات الشخصية؟

تعد اضطرابات الشخصية من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا. وغالبًا ما تحدث جنبًا إلى جنب مع العديد من الحالات الأخرى مثل تعاطي المخدرات واضطرابات المزاج كالاكتئاب واضطراب ثنائي القطب، واضطرابات القلق.

تشير التقديرات إلى أن 10% إلى 13% من سكان العالم يعانون من شكل من أشكال اضطراب الشخصية. تبدأ معظم هذه الاضطرابات في سنوات المراهقة عندما تتطور الشخصية وتنضج. نتيجة لذلك، فإن معظم الأشخاص الذين تم تشخيصهم هم فوق سن 18 عامًا. وهناك أنواع عديدة من اضطرابات الشخصية الّتي قد تصبح أقل وضوحًا خلال منتصف العمر. ويعاني العديد من السجناء من اضطراب في الشخصية يمكن تشخيصه.

ما هي أنواع اضطرابات الشخصية الموجودة؟ وكيف يتم تشخيصها؟

مثلما ذكرنا سابقًا إن DSM5 يتضمن 10 أنواع من اضطرابات الشخصية، جُمّعت هذه الأنواع في ثلاث مجموعات:

1. المجموعة الأولى والتي تشمل: اضطراب الشخصية المرتابة-Paranoid personality، واضطراب الشخصية الانعزالية- Schizoid personality، واضطراب الشخصية الفصامية-Schizotypal personality.

2. المجموعة الثانية والتي تشمل: اضطراب الشخصية النرجسية-Narcissistic personality disorder، واضطراب الشخصية الهستيرية-Histrionic Personality Disorder، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع-Antisocial personality disorder، واضطراب الشخصية الحدية-Borderline personality disorder .

3. المجموعة الثالثة والتي تشمل: اضطراب الشخصية التجنُّبية-Avoidant personality disorder، واضطراب الشخصية الاعتمادية-disorder Dependent personality، واضطراب الشخصية الوسواسية-Obsessive compulsive personality disorder.

لكل اضطراب مجموعته الخاصة من الصفات ومعايير التشخيص، وللحصول على تشخيص محدد يجب أن تستوفي بعض هذه الصفات والمعايير إلا أنه في كثير من الأحيان تكون هذه الصفات متداخلة بحيث يستوفي الشخص معايير نوع أو أكثر من أنواع الاضطرابات، فيسمى هذا باضطراب الشخصية المختلطة. من الممكن أيضًا الحصول على تشخيص دون تلبية المعايير الكاملة لنوع معين، ويُعرف هذا باسم اضطراب الشخصية غير المحدد (PD-NOS).

بسبب هذا التداخل في صفات اضطرابات الشخصية اقترح الباحثون نموذجًا بُعديًا حديثًا وُضع في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في إصداره الأخير الخامس، ولايهدف هذا النموذج لمعرفة ماإذا كان المريض مصاب بنوع محدد أم لا، بل يهدف لاستكشاف وجود أي صفة من صفات كل الأنواع وتحديد كمية وجود هذه الخاصية. على الرغم من أن هذا النموذج البعدي يلاقي استحسانًا من الوسط العلمي إلا أنه لازال لا يعتمد عليه إلا في حالات خاصة لأنه مايزال العمل جاريًا عليه وربما يكون هذا النموذج نقلة في تاريخ تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية مستقبلًا.

قد يحصل مجموعة كبيرة من الأشخاص على نفس التشخيص على الرغم من كون شخصياتهم مختلفة جدًا وتجاربهم فردية، وبالتالي ستكون تجربة الفرد في التعايش مع اضطراب الشخصية فريدة بالنسبة له.

ما الذي يسبب اضطرابات الشخصية؟

في الماضي اعتقد البعض أن الأشخاص المصابون هم مجرد كسالى أو حتى أشرار، ولكن الأبحاث الجديدة بدأت في استكشاف الأسباب المحتملة مثل العوامل الوراثية والبيئية والبيولوجية.

بدأ الباحثون في تحديد بعض العوامل الوراثية المحتملة. على سبيل المثال حدد مجموعة باحثون خللًا في جين معين قد يكون عاملاً في اضطراب الشخصية الوسواسية، و يستكشف باحثون آخرون الروابط الجينية للعدوان والقلق والخوف، وهي سمات يمكن أن تلعب دورًا في اضطرابات الشخصية، وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد خلل في جين محدد مسؤول على حدوث اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع إلا أنه هناك دراسات على التوأم والمتبنيين تشير إلى أنه من يملكون أقارب مصابون يكونون أكثر عرضة للإصابة.

هناك كذلك دراسات تربط بين العوامل البيئية ومعدلات الإصابة باضطرابات الشخصية. على سبيل المثال الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية لديهم معدلات أعلى في نسبة حدوث الصدمات الجنسية في مرحلة الطفولة، وفي دراسة أخرى شملت 793 من الأمهات وأطفالهم سأل الباحثون الأمهات عما إذا كانوا يصرخون على أطفالهم ويخبرونهم أنهم لا يحبونهم أو يهددون بطردهم، كان الأطفال الذين عانوا من مثل هذه الإساءة اللفظية أكثر عرضة بثلاث مرات من الأطفال الآخرين لاضطرابات الشخصية الحدية أو النرجسية أو اضطراب الشخصية الوسواسية في مرحلة البلوغ.

إقرأ أيضًا: الوسواس القهري والشخصية الوسواسية القهرية: اضطرابان مختلفان وتشابه مزعوم.

مصادر أشهر 10 اضطرابات نفسية: مقدمة حول اضطرابات الشخصية

  1. mayoclinic.org
  2. psychiatry.org
  3. clevelandclinic.org
  4. mind.org.uk
  5. apa.org
Exit mobile version