اضطرابات أميرات ديزني النفسية قد تؤثر على أطفالك

يتعلم الأطفال عادة من خلال المشاهدة والتقليد. فنرى مثلًا الطفل يشرب الماء بطريقة فريدة كتلك التي يستعملها والده، أو يغضب بنفس طريقة صديقه المقرب. وأحيانًا نراهم يتحدثون بلغة شبيهة بتلك التي في الرسوم المتحركة، ومن أشهر تلك الرسوم سلسلة أميرات ديزني. يعتقد بعض الأطفال أن تلك الشخصيات هي شخصيات موجودة على أرض الواقع، ويتقاسمون الشخصيات فيما بينهم. يقلدون حركاتهم وغناءهم ويمتلكون أغراضًا تحمل صورهم، وربما ليس في ذلك خطر يذكر. فالعديد منا مر بتلك المرحلة وتخطاها بالفعل، ولكن الخطر الحقيقي ليس في التقليد فقط بل المعايشة. ولا سيما إن كانت معايشة الأمراض النفسية والاضطرابات العقلية التي تعاني منها أميرات ديزني والشخصيات الكرتونية الأخرى.

في متابعة لسلسلة أميرات ديزني قام المحللون النفسيون بتحليل شخصياتهم وفق دليل تشخيص الأمراض النفسية، ليستنتجوا أن كل أميرة تعاني من اضطراب ما. يخشى العلماء من أن يتأثر الأطفال بتلك الاعتلالات، وأن يقلدوا تصرفات أميرات ديزني على أنها أمر طبيعي ونموذجي. وفي غياب التحاور بين الآباء وأبنائهم، قد يتأثر الأطفال بالرسوم المتحركة والحكايات الخيالية للصعوبة التي تواجههم على التفرقة بين الواقع والخيال. فتنتقل الاضطرابات النفسية لدى أميرات ديزني إلى الأطفال دون أن يلحظ ذلك أحد.

كيف يتعلق الأطفال بمن حولهم؟

يعتمد الأطفال على غيرهم في توفير الاحتياجات المادية والمعنوية. كما أنهم يتأثرون بالشخصيات التي يتعلقون بها بشكل أكبر من غيرهم حتى في اعتلالاتهم النفسية. وليس فقط الشخصيات المحيطة من يمكنها التأثير على الأطفال، إذ يمتلك بعض الأطفال أنماط تعلق مختلفة تجعلهم متيمون بما يشاهدون عبر وسائل الإعلام، خاصة في مراحل طفولتهم المبكرة. مما جعل الأكاديمية الأمريكية للأطفال تفضل عدم تعرض الأطفال للتلفاز قبل عامين.

يحدث التعلق عن طريق الارتباطات الناتجة عما يسمى بنموذج العمل الداخلي الذي تحدث عنه الطبيب النفسي البريطاني جون بولبي. ويعرف نموذج العمل الداخلي للتعلق بأنه تمثيل عقلي يتكون من تجارب الطفل المبكرة مع من يوفرون له الدعم المادي والمعنوي بشكل مباشر. يؤثر هذا التمثيل العقلي على كيفية تفاعل الطفل وبناء العلاقات مع الآخرين أثناء نموهم، ويشرح كذلك الاختلافات في السلوك البشري للأفراد.

نظرية الارتباط

تشير نظرية الارتباط/التعلق إلى أن نموذج العمل الداخلي للشخص، والذي يؤثر على أفكاره وسلوكياته، يتشكّل أثناء ارتباطات الطفولة المبكرة. وقد حدد جون بولبي أربعة أنماط ارتباط رئيسية: آمن، قلق متردد، متجنب، ومضطرب.

ويساعد فهم نوع الارتباط بين الطفل والمحيطين به، طريقة التفاعل والتعلم والانفتاح أو الانعزال عما حولهم:

1. الارتباط الآمن

يشعر الأطفال الذين لديهم ارتباط آمن بالحب والأمان، مما يؤدي إلى علاقات صحية وثقة في التفاعلات الشخصية. ومن الجدير بالذكر أن الأطفال يبدؤون في التعلم والتقليد عندما ينشأ بينها وبين مقدم الرعاية الخاص هذا النوع من الارتباط. ولذلك يجب على الآباء الحرص على إنشاء هذا النوع من الارتباط بينهم وبين أبنائهم، لأنه النوع الوحيد الآمن بين الارتباطات الأربع.

2. الارتباط القلق المتردد

يشك الأطفال الذين لديهم ارتباط قلق متردد في مقدمي الرعاية، ويسعون إلى الحصول على الموافقة المستمرة ويخشون الهجر. غالبًا ما يواجهون صعوبات في الحب والاتصال في مرحلة البلوغ.

3. الارتباط المتجنب

يشعر الأطفال الذين لديهم ارتباط متجنب أن احتياجاتهم العاطفية لن يتم اشباعها، مما يؤدي إلى الشعور بالدونية وتجنب العلاقات الحميمة.

4. الارتباط المضطرب

يتعرض الأطفال الذين لديهم ارتباط مضطرب إلى مزيج من السلوكيات المتجنبة والقلقة، وغالبًا ما يظهرون غضبًا شديدًا وصعوبة في العلاقات. قد يواجهون صعوبة في التحكم في الغضب والعلاقات الحميمة في مرحلة البلوغ.

سعت عالمة النفس الأمريكية ماري أينسورث نظرية بولبي لتشمل مفهوم الأمان لدى الطفل. وذكرت أن الطفل إما سيشكل ارتباطات آمنة أو غير آمنة تؤدي إلى نمط ارتباط عام له كفرد. وتحدث الارتباطات غير الآمنة عندما لا يتم تلبية احتياجات الأطفال من قبل ذويهم. ويشير علماء النفس إلى أن الارتباطات غير الآمنة تؤدي إلى زيادة خطر ظهور المشكلات وتطور اضطرابات الصحة العقلية.

الأطفال الذين يكبرون مع والدين متجنبين هم أكثر عرضة للاعتماد على التعلم من خلال التلفزيون. فما سيشاهدونه سيؤثر عليهم مستقبلًا مهما كان. فإن كان ما يتعرضون إليه تعليمي، فسيبلون بلاءً حسنًا في سنوات تعليمهم التالية. وإن كان ما يتعرضون إليه عنيف أو يحمل في طياته اضطرابات نفسية، فسيتبناها الطفل لتؤثر عليه مستقبلًا.

كيف يؤثر التلفاز على الأطفال؟

نتعلق جميعنا بأبطال مسلسلاتنا الدرامية، فنتأثر لما يحدث لهم ونفرح لفرحهم ونحزن ونبكي على النهايات المأساوية، حتى ونحن ندرك كونه مجرد تمثيل. فما بالك بالأطفال الذين فقدوا التواصل مع آبائهم واتجهوا إلى التلفاز ليتعلقوا بشخصياته ويجدوا الأمان عندهم. يؤثر التلفاز على الأطفال بشكل كبير، خاصة إن أتيحت الفرصة للطفل بإنشاء علاقة تفاعلية مع شخصياته المفضلة، كالدمى والألعاب الإلكترونية، التي تروج إليها الشركات الإعلانية لزيادة شعبية شخصياتهم الخيالية. وعندما تنشأ تلك العلاقة التفاعلية ذات الروابط العاطفية، فإن الأطفال يظهرون مشاعر وتصرفات سلبية عندما لا تتصرف الشخصية الكرتونية كما يتوقع الطفل منها.

وضح عالم النفس الكندي الأمريكي ألبيرت باندورا كيفية تعلم الأطفال من خلال نظرية التعلم الاجتماعي، حيث ينشأ التعلم من خلال ملاحظة السلوك وعواقبه، ومن ثم نمذجة ذلك السلوك. وتتم النمذجة من خلال إحدى المحفزات الخارجية الثلاث: النماذج الحية وهم أشخاص حقيقيون محيطون بالطفل، والنماذج الكلامية وهي الحكايات التي يسمعها الطفل، وأخيرًا النماذج الرمزية.

يمكن للنماذج الرمزية أن تكون إما ممثلين حقيقيين يلعبون دور أشخاص حقيقيين أو شخصيات خيالية، أو شخصيات رسوم متحركة. وفقًا للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين في عام 2014، تم إجراء مئات الدراسات التي تثبت أن العنف الذي يتم مشاهدته على شاشات التلفاز يؤثر على السلوك. وعادةً ما ينظر الأطفال إلى تلك السلوكيات العنيفة على أنها طبيعية، وطريقة ممكنة لحل المشكلات. حتى أنهم ينخرطون في العنف بأنفسهم للتعبير عن أنفسهم وحل مشكلاتهم.

عالم ديزني والأطفال

تأسست شركة والت ديزني في بداية القرن العشرين وتنوعت المجالات التي عملت بها. وكان من أبرزها وأكثرها شهرة مجلات وأفلام الرسوم المتحركة. وكان من يبن تلك الرسوم سلسلة أميرات ديزني التي حصلت على شهرة واسعة بين الأطفال والكبار عل حد سواء. ورغم شهرتها تلك إلا أن الشركة تعرضت للعديد من الاتهامات ولا زالت تتعرض للمزيد حتى يومنا الحالي. ومن بين تلك الاتهامات كان الفصل العنصري وترويج صورة موحدة لمقاييس الجمال، كما هو الحال في سندريلا وسنو وايت.

حكاية ديزني “البيض المتكلم” ومقاييس الجمال لدى الأطفال

في عام 1999م، قامت إليزابيث يومان مع مجموعة من الباحثين بعمل دراسة حول مجموعة من أطفال المرحلة الإبتدائية. حيث طلبوا من الأطفال أن يقوموا برسم بطلة قصة البيض المتكلم. وهي قصة خيالية في مجلة ديزني منذ عام 1989م. بطلة القصة سوداء البشرة على خلاف القصص الأكثر شهرة في تلك الفترة، كما أن بطلة القصة لم تتزوج من أمير في النهاية.

لاحظ العلماء أن معظم الأطفال بمختلف عرقياتهم قد اختاروا أن يرسموا البطلة بيضاء البشرة، على الرغم من أن جميع الشخصيات الرئيسية ذات بشرة سوداء. وعندما سئل أحد الأطفال عن سبب رسمه لها بتلك الطريقة كانت إجابته: اعتقدت أن ذلك سيمنحها حياة أفضل، وسيمكنها ذلك من أن تتزوج. كانت نتيجة تلك الدراسة صادمة، فالأطفال بمختلف عرقياتهم قد تأثروا بالصورة النمطية العنصرية الشائعة عن الجمال. لتصبح أيدولوجية فكرية مترسخة منذ نعومة أظافرهم.

يتأثر الأطفال كذلك بأزياء وتصرفات أميرات ديزني الأنثوية، حيث طورن لدى الأولاد والبنات سلوكيات أنثوية استمرت حتى عام بعد مشاهدة أفلام ديزني. كما أن تصنيف الأطفال للأميرات عادة لا يشمل شخصية “موانا” مثلًا. وموانا هي شخصية حسب رواية ديزني أميرة محاربة سمراء البشرة وذات شعر مجعد. لم يرها الأطفال إلا كمحاربة فقط، واعتبروا أن لفظ أميرة يطلق حصرًا على من هم أمثال الجميلة في فيلم الجميلة والوحش. وبذلك أصبح لدى هؤلاء الأطفال قالب نمطي للشكل والتصرفات الأنثوية. وينظر الأطفال عادة إلى الأميرة كونها امرأة جميلة ذات جسد نحيل ومواصفات خاصة تؤثر على نظرتهم لأجسادهم. كما تجعلهم تلك النظرة يحاولون تغيير هيآتهم بغية التشبه بتلك الأميرات شكلًا وطباعًا للحصول على حياة ذات نهاية سعيدة كما الأميرات في القصص الكرتونية.

أميرات ديزني والاضطرابات النفسية

سنو وايت أو بياض الثلج

دعونا نبدأ بأولى أميرات ديزني بياض الثلج (Snow-white) والتي تٌظهر بشكل ملحوظ علامات اضطراب ما بعد الصدمة (PTDS – Post-Traumatic Stress Disorder). نتيجة للأحداث المؤلمة التي تعرضت إليها سنو وايت تباعًا منذ أن حاولت زوجة أبيها التخلص منها، استوفت شخصيتها المعايير الثمانية المدرجة في النسخة الخامسة من دليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-V)، وسنذكر بعض الأمثلة من قصة فيلمها الأول.

يظهر المعيار الأول. عندما تتعرض بياض الثلج لمحاولة القتل على يد الصياد الذي أرسلته لها زوجة أبيها لشريرة، وتقترب للموت بصورة مباشرة. ومن ثم تظهر ردود فعل فيسيولوجية تجاه الإشارات الداخلية أو الخارجية التي تشبه الحدث المؤلم الذي تعرضت له تمامًا كما في المعيار الثاني. على سبيل المثال، عندما تتنكر زوجة أبيها الملكة الشريرة في هيئة سيدة عجوز وتقترب من بياض الثلج، تتفاعل بياض الثلج بالعجز، تمامًا كما فعلت مع الصياد.

تشخيص الاضطراب

حاولت بياض الثلج إبقاء نفسها منشغلة طوال الوقت حتى لا تتذكر ذكرياتها المؤلمة. تارة بالانهماك في التنظيف والطبخ والأعمال المزلية، وتارة أخرى بملازمة الأقزام والتفكير في مشكلاتهم وهو المعيار الثالث. ونلاحظ في القصة إهمال الأميرة لواجباتها كأميرة وفشلها في تكوين علاقات قوية سوى بالأقزام، وهو ما وصف في المعيار الثالث بالتغيرات السلبية في الإدراك والمزاج. وعندما تظهر لها العجوز عند الكوخ تبدي أميرة ديزني رد فعل مبالغ فيه وغير متوقع، ولكنه موصوف في المعيار الخامس بالتغير في التفاعل بالتهيج أو العدوان مع صعوبة في التركيز. وتبقى تلك التفاعلات والتغيرات في شخصية بياض الثلج حوالي شهر منذ تعرضها لأول صدمة، وهي المدة المحددة في المعيار السادس من دليل تشخيص الضطراب.

تكوّن بياض الثلج علاقات قوية وسريعة مع بعض الغرباء كالأقزام أو حتى الأمير الذي أتى لينقذها دون معرفة حقيقية بخلفياتهم، وهي صفة تلازم البعض بعد تلقي صدمة في حياتهم. وعادة ما تتعثر حياة المصاب بذلك الاضطراب، خاصة في الناحية الاجتماعية والمهنية، وهو ما يوصف في المعيار السابع. وقد مثلت بياض الثلج المعيار السابع أيضًا في عجزها عن تكوين علاقات أو القيام بعملها الفعلي حيث اختفت في الغابة هربا من المواجهة. وأخيرًا فإن اضطراب ما بعد الصدمة لا يحدث نتيجة أدوية أو عقاقير، وبذلك تستوفي المعيار الثامن لتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة.

سندريلا

تعد حكاية سندريلا من أكثر الحكايات شهرة بين أميرات ديزني، من المعاناة التي مرت بها ومساعدة الجنية الطيبة لها، حتى استطاع الأمير أن يخلصها من كل ذلك بسبب حذاءٍ زجاجي سقط منها أثناء ركضها بعيدًا عن الحفل. تعلق الكبار والصغار بتفاصيل حكاية سندريلا حتى أن فستان الأميرة الأزرق هو الأكثر شهرة بين الفتيات. ولكن في علم النفس يضرب عادة بسندريلا المثل في اضطراب الشخصية الاعتمادية (Dependent Personality Disorder – DPD). فهي تحقق خمس من أصل ثمان معايير حددها الدليل الخامس لتشخيص الاضطرابات العقلية (DSM-V). كما أن طفولتها كانت مليئة بعوامل الخطر التي تحفز الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية. فحسب ما ذكره الراوي في بداية القصة فإن سندريلا قد تعرضت لفقدان والدها في سن مبكرة. وهي تجربة مؤلمة تحفز الاضطرابات النفسية خاصة في عمر صغير. ومن ثم عوملت بقسوة وإهانة لفظية من زوجة أبيها، وهو ما حفز نشأة نظرة ذاتية سلبية من مجرد الإهانة اللفظية بدلًا من الاعتداء الجسدي والجنسي، مما حولها لشخص اعتمادي لا يستطيع النجاح وحده.

تشخيص الاضطراب

سندريلا شخصية مترددة خائفة لا تستطيع أن تتخذ أي قرار دون طمأنة زائدة. كما فعلت قبل ذهابها للحفل، حصلت سندريلا على الطمأنة من جنيتها السحرية. وهو المعيار الأول في تشخيص الاضطرابات الحدية، والتي يندرج تحتها اضطراب الشخصية الاعتمادية (DPD). ظلت سندريلا تعيش تحت راية زوجة أبيها، على الرغم من بلوغها سن الرشد ورحيل والدها عن الحياة حتى لا تتحمل المسؤولية، وإن كانت تُعامل بشكل فظ من زوجة أبيها. ويتوافق ذلك مع المعيار الثاني لاضطراب الشخصية الحدية، والذي ينص على حاجة المصاب بذلك الاضطراب لتحميل الآخرين مسؤولية حياته. كما تحقق سندريلا المعيارين الثالث والخامس وهما صعوبة التعبير عن الخلاف بينها وبين الآخرين، وبذلها مجهود كبير للحصول على رضاهم. فهي لم ترفض القيام بالأعمال الشاقة التي تطلب منها كتنظيف الحظيرة، بل لا تعرب عن سخطها خوفًا من أن تبدأ الصراع. ونراها تقوم بالتنظيف مع الفئران سرًا، بدلًا من مواجهة عائلتها.

تخشى أميرتنا الوحدة وتبحث دومًا عن الأمان في علاقات وثيقة حتى ولو كانت مؤذية، فقد تمسكت بزوجة أبيها بعد فقدان أبيها رغم معاملتها المشينة لها. وعندما لا تتواجد زوجة أبيها في الجوار، فهي تبحث عن أصدقائها الفئران لتلازمهم طوال اليوم حتى لا تبقى وحيدة. ومن المؤكد أنها لم تتخلص من علاقتها السامة مع زوجة أبيها إلا عندما تأكدت من نشأة علاقة قوية ووطيدة مع الأمير. وهذا ما يصفه المعيار السابع بالبحث العاجل عن علاقة وطيدة فور انتهاء علاقة سابقة.

الأميرة النائمة

يحكى أن أورورا الأميرة النائمة، هي أميرة أصيبت بلعنة منذ ولادتها وهي الموت عندما تبلغ عمر السادسة عشر. ولحسن حظها أبطلت الجنيات الطيبات تلك اللعنة بشكل جزئي، وخففنها إلى النوم في سبات حتى يأتي أميرها المحب ويقوم بإنقاذها. في حكاية الأميرة النائمة، يخطئ البعض بسبب السبات الذي ستغط فيه ويصنفونها بمتلازمة كلين ليفين (Kleine-Levin syndrome – KLS). ولكن بما أن سبات الأميرة نتيجة لسحر خيالي فلا يمكننا إعتباره عرض يعتمد عليه في التشخيص النفسي. ولكن يمكن أن تصنف أورورا على أنها مصابة باضطراب الاكتئاب الكبير (MDD – Major Depressive Disorder).

وفقًا لمعايير الدليل التشخيصي الخامس (DSM-V)، تشمل معايير التشخيص الأعراض التالية: المزاج المكتئب، وقلة المتعة في الأنشطة، والتعب، والأرق، والانسحاب الاجتماعي. وترجع أعراض الاضطراب إلى العزلة الاجتماعية والتوتر الذي عانت منه الأميرة نتيجة إنعزالها عن العالم.

تشخيص الاضطراب

أظهرت أورورا العديد من عوامل الخطر التي تزيد من قابليتها للإصابة بهذا الاضطراب. وتشمل الانفصال الاجتماعي والضغط والعزلة، وعدم اختلاطها بالبشر سوى بالجنيات الثلاث وحيوانات الغابة. تظهر تلك الأعراض بعد اكتشاف أورورا أنها مخطوبة لأمير لا تحبه، وأنها لن تستطيع أن تتزوج من حب حياتها الذي التقت به صدفة في الغابة. تكون أعراض أورورا شديدة بما يكفي لتبرير تشخيص الإصابة بالاضطراب الاكتئابي الكبير، لكنها لا تصل إلى نوبة الاكتئاب الشديدة. فهي بقيت قادرة على أداء بعض المهام، وإن كان ذلك بصعوبة.

علاوة على ذلك، فإن عزلة أورورا الجسدية عن بقية العالم منذ أن خبأتها الجنيات تتوافق مع مفهوم القلق الناجم عن العزلة الاجتماعية. وهذا القلق هو عامل خطر آخر للإصابة بالاضطراب الاكتئابي الكبير. وتشير الأبحاث التي أجريت على قلق العزلة لدى الفئران إلى أن العزلة على المدى الطويل تؤدي إلى انخفاض مستويات مستقبلات الأوكسيتوسين. وتقليل انتقال الأوكسيتوسين قد يؤدي إلى سلوكيات اكتئابية.

آنا وإيلسا من فيلم فروزن

تعاني منها آنا وإلسا الشقيقتين من فيلم (فروزن -Frozen) أيضًا من الاضطرابات النفسية. فيمكن تشخيص آنا باضطراب فرط الحركة والتشتت ( Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder – ADHD). كما أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى آنا يجعل من الصعب عليها التركيز والتحكم في دوافعها. وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في علاقاتها وعملها. أما إيلسا فيظهر عيها أعراض اضطراب الشخصية التجنبية (Avoidant Personality Disorder-AVPD). وهو ما يجعل إيلسا غير قادرة على تكوين علاقات وثيقة أو التعامل بأريحية في المواقف الاجتماعية. يمكن أن يؤدي سلوك إيلسا إلى مشاعر العزلة والوحدة وهو ما حدث بالفعل في الفيلم. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهنها، إلا أن آنا وإيلسا تتمتعان بشخصيتين قويتين ومرنتين. إنهن قادرات على التغلب على اضطراباتهم العقلية ويعيشن حياة سعيدة.

تشخيص اضطراب آنا

تعيش آنا تجربة مؤلمة باقترابها من الموت في صغرها، وتنشأ وحيدة بعد أن أغلقت أبواب القلعة لتحميها، فتكون تلك الشرارة سبب في عزلتها وبداية لاضطرابها. تظهر آنا طوال الفيلم وهي مليئة بالنشاط والحيوية حد الإفراط. كما أنها سريعة التشتت، مما يمنعها من إكمال مهماتها بشكل صحيح. تظهر آنا بوضوح شخصيتها الاندفاعية كما فعلت عند قبولها الزواج بالأمير هانز رغم معرفتها القصيرة والسطحية به. ومن أحد أبرز المعايير كذلك التي تعتمد عليها نظم التشخيص لدى (DMS-V) هو نسيان الأحداث المهمة كما نسيت آنا حفل تتويج أختها. ويتأكد التشخيص باستمرار تلك الأعراض لأكثر من ستة أشهر متواصلة بصورة لا تتوافق مع نمو المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

تشخيص اضطراب إيلسا

أما إيلسا فهي عادة ما تتجنب التجمعات الكبيرة، لخوفها من النقد والرفض. فبالتالي نستنتج أن إيلسا حساسة جداً للنقد وتشعر بالخجل بسهولة. وهذا يجعلها مترددة في التعامل مع الآخرين. كما أنها تبدو متحفظة في علاقاتها، خشية أن ينبذها الآخرين إذا أظهرت حقيقة قوتها. وتعتقد إيلسا أنها غير كافية ولا تستحق الحب، ولديها نظرة دونية لذاتها. وهذا يجعل من الصعب عليها تكوين علاقات وثيقة. فحتى عندما زارها والديها تجنبتهم، وخجلت من رؤيتهم للجليد الذي كانت تصنعه على الجدران. حتى في حفل تتويجها، خشيت إيلسا أن يحكم الناس عليها بالسلب فتجنبت الرقص مع أي من الحضور واكتفت بالمشاهدة. الوضع مع إيلسا نشأ منذ الطفولة بعد أن كادت تتسبب في وفاة أختها. فعاشت وحيدة في غرفتها تخشى ما قد يحدث نتيجة قوتها الخارقة بالتجميد.

هل حقًا يتأثر الأطفال بالرسوم المتحركة؟

يمكن للأطفال أن يتفهموا فكرة أن الحيوانات لا تتحدث، ولكن من الصعب عليهم تصديق أن أميرات ديزني شخصيات غير حقيقية. كما لا يمكن للأطفال التمييز بين الواقع والخيال حتى عمر ثلاث سنوات. لذلك فإن مشاهدتهم لوسائل الإعلام قبل ذلك تعد من المخاطر في تنشأتهم. حتى الآن لا يوجد دراسة كافية عن تأثير الاعتلالات النفسية الظاهرة على التلفاز على الأطفال على خلاف المشاهد العدوانية التي تمت دراستها باستفاضة.

من الجيد الالتفات للأطفال ومتابعة ما تتم مشاهدته وتوجيههم للصواب ومناقشتهم فيما هو حقيقي وخيالي، تجنبًا لما قد يستقوه من الحكايات الخيالية التي يتعلقون بها ويتفاعلون مع شخصياتها، كالهروب من المشاكل وعدم مواجهة عواقب أفعالهم. أو انصياع الفتيات لتوجيه تصرفاتهن الأنثوية إلى التخاذل والانصياع للتنكيل بهن، أو انتظارهن الخلاص على هيئة أمير يأتي لإنقاذهن. أو أن ينسقن نحو معايير جمال عنصرية، فالأطفال صفحة بيضاء تُملأ بما ترى وتحاكي.

المصادر:

1- encompass.eku.edu

ما هي اضطرابات الأكل أو اضطرابات الطعام؟

هذه المقالة هي الجزء 11 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

وُصفت اضطرابات الأكل في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي الإصدار الخامس (DSM-5) بأنها حالات خطيرة مرتبطة بسلوكيات الأكل المستمرة التي تؤثر سلبًا على صحتك وعواطفك وقدرتك على العمل في مجالات مهمة من الحياة. أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا هي:

  • فقدان الشهية العصبي-anorexia nervosa
  • الشره المرضي العصبي- bulimia nervosa
  • اضطراب نهم الطعام-binge eating disorder

وتنطوي معظم اضطرابات الأكل على التركيز الزائد على الوزن وشكل الجسم مما يؤدي إلى سلوكيات غذائية خطيرة مثل التقييد الشديد للطعام، أو الإفراط في تناول الطعام، أو سلوكيات التطهير مثل القيء أو الإفراط في ممارسة الرياضة.

يمكن أن تؤثر هذه السلوكيات بشكل كبير على حصولك على التغذية المناسبة، ويمكنها أيضًا أن تضر بالقلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم، وتؤدي إلى أمراض أخرى.

في الحالات الشديدة يمكن أن تتسبب اضطرابات الأكل بعواقب صحية خطيرة، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا تُركت دون علاج. غالبًا ما تحدث اضطرابات الأكل في سن المراهقة والشباب البالغين إلا أنه يمكن أن تتطور في أعمار أخرى كذلك.في أمريكا وحدها هناك ما يقدر بـ20 مليون امرأة، و10 ملايين رجل عانوا من اضطرابات الأكل في مرحلة ما من حياتهم.

غالبًا ما تحدث اضطرابات الأكل مع الاضطرابات النفسية الأخرى الأكثر شيوعًا مثل الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، والقلق، واضطراب الوسواس القهري، ومشاكل تعاطي الكحول والمخدرات، وتُشير الدلائل إلى أن الجينات والوراثة يلعبان دورًا في الإصابة باضطراب الأكل، ولكن يمكن أن تصيب هذه الاضطرابات أيضًا أولئك الذين ليس لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة.

أنواع اضطرابات الأكل

هناك أنواع عديدة من اضطرابات الأكل، والّتي تختلف فيها الأعراض حسب النوع. يُعد فقدان الشهيّة العصبي، والشره المرضي، واضطراب نهم الطعام من أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا. وتشمل الاضطرابات الأخرى اضطراب الاجترار، واضطراب تجنب تناول الطعام.

1. فقدان الشهية العصبي

غالبًا ما يُعرف بـفقدان الشهية وهو اضطراب في الأكل يُحتمل أن يهدد الحياة. ويتميز بانخفاض غير طبيعي في وزن الجسم، وخوف شديد من اكتساب الوزن، وإدراك مشوه للوزن أو الشكل.
يبذل الأشخاص المصابون بفقدان الشهية جهودًا كبيرة للتحكم في وزنهم وشكلهم الأمر الذي غالبًا ما يتعارض بشكل كبير مع صحتهم وأنشطتهم الحياتية.

عندما تكون مصابًا بفقدان الشهية، فإنك تحد بشكل مفرط من السعرات الحرارية، أو تستخدم طرقًا أخرى لفقدان الوزن مثل الإفراط في ممارسة الرياضة، أو استخدام الملينات، أو مساعدات النظام الغذائي، أو التقيؤ بعد الأكل. يمكن أن تتسبب الجهود المبذولة لتقليل وزنك لحدوث مشكلات صحية خطيرة تصل أحيانًا إلى درجة المجاعة القاتلة!

2. الشره المرضي العصبي

المعروف باسم الشره المرضي هو اضطراب أكل خطير يهدد الحياة. عندما تكون مصابًا بالشره المرضي فإنك تعاني من نوبات الإفراط في تناول الطعام، ومن ثم نوبات من التطهير. كثير من المصابين بالشره المرضي يقيدون أيضًا تناولهم أثناء النهار مما يؤدي غالبًا إلى الإفراط في تناول الطعام والتطهير في الليل.

خلال هذه النوبات عادة ما تأكل كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير ثم تحاول التخلص من السعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير صحية. بسبب الشعور بالذنب والعار والخوف الشديد من زيادة الوزن.
يكون التطهير عن طريق التقيؤ، أو ممارسة الرياضة كثيرًا، أو استخدام طرقٍ أخرى مثل الملينات للتخلص من السعرات الحرارية.

إذا كنت مصابًا بالشره المرضي فمن المحتمل أنك منشغل بوزنك وشكل جسمك، وقد تحكم على نفسك وبقسوة بسبب طريقة تفكيرك بشكل جسمك حتى عندما يكون وزنك طبيعيًا.

3. اضطراب الشراهة

عندما تكون مصابًا باضطراب الشراهة فأنت تأكل الكثير من الطعام بانتظام، وتشعر بفقدان السيطرة على تناولك للطعام. يمكنك أن تأكل بسرعة أو تأكل طعامًا أكثر مما تنوي حتى عندما لا تكون جائعًا، وقد تستمر في الأكل حتى بعد فترة طويلة من الشعور بالشبع.
بعد الأكل قد تشعر بالذنب، أو الاشمئزاز، أو الخجل من سلوكك وكمية الطعام التي تتناولها. لكنك لا تحاول التعويض عن هذا السلوك بالإفراط في ممارسة الرياضة أو التطهير كما قد يفعل الشخص المصاب بالشره المرضي. بل يمكن أن يقودك شعورك بالإحراج إلى تناول الطعام بمفردك لإخفاء شراهتك.يمكن أن يؤدي الإحراج إلى تناول الطعام بنهم لإخفاء الإفراط في تناول الطعام. عادة ما تحدث نوبات الشراهة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.

4. اضطراب الاجترار

اضطراب الاجترار هو التخلص من الطعام بشكل متكرر ومستمر بعد الأكل، ولكنه لا يرجع إلى حالة طبية أو اضطراب أكل آخر مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي أو اضطراب نهم الطعام.
يعود الطعام إلى الفم دون الشعور بالغثيان أو التقيؤ، وقد لا يكون مقصودًا. في بعض الأحيان يتم إعادة مضغ الطعام المتقيأ، وإعادة بلعه أو بصقه.
قد يؤدي الاضطراب إلى سوء التغذية إذا تم بصق الطعام، أو إذا كان الشخص يأكل أقل بشكل ملحوظ لمنع هذا السلوك. يكون اضطراب الاجترار أكثر شيوعًا في الأطفال، أو الأشخاص الذين يعانون من إعاقة ذهنية.

5. اضطراب تجنب تناول الطعام

يتسم هذا الاضطراب بالفشل في تلبية الحد الأدنى من متطلباتك الغذائية اليومية لأنك لا تهتم بتناول الطعام، وتتجنب الأطعمة التي لها خصائص حسية معينة مثل اللون، أو الملمس، أو الرائحة، أو الطعم. أو تتجنب الطعام لأنك قلق بشأن عواقب الأكل مثل الخوف من الاختناق، ولكن لا علاقة له بالخوف من زيادة الوزن.

يمكن أن يؤدي الاضطراب إلى فقدان الوزن بشكل كبير أو فشل في زيادة الوزن في مرحلة الطفولة بالإضافة إلى نقص التغذية الّتي يمكن أن تسبب مشاكل صحية.

6. البيكا

هو اضطراب أكل آخر يتضمن تناول أشياء لا تعتبر طعامًا. الأشخاص الذين يعانون من البيكا يتوقون إلى المواد غير الغذائية مثل الثلج، أو الأوساخ، أو التربة، أو الطباشير، أو الصابون، أو الورق، أو الشعر، أو القماش، أو الصوف، أو الحصى، أو منظفات الغسيل، أو نشا الذرة.

يمكن أن تحدث البيكا عند البالغين، وكذلك الأطفال والمراهقين ومع ذلك يتم ملاحظة هذا الاضطراب بشكل متكرر عند الأطفال والحوامل والأفراد ذوي الإعاقات العقلية.

يكون المصاب بالبيكا أكثر عرضة لخطر التسمم، والالتهابات وإصابات الأمعاء ونقص التغذية بسبب المواد التي يتم تناولها، وقد تسبب البيكا الموت. لكي يتم اعتبار الشخص مصاب بالبيكا يجب ألا يكون تناول المواد غير الغذائية جزءًا طبيعيًا من ثقافة أو دين هذا الشخص. بالإضافة إلى ذلك يجب ألا تعتبر ممارسة مقبولة اجتماعيًا من قبل أقران الشخص.

اضطرابات الأكل الأخرى

  • بالإضافة إلى اضطرابات الأكل الستة المذكورة أعلاه توجد أيضًا اضطرابات أكل أقل شهرة. كاضطراب التطهير، إذ غالبًا ما يستخدم المصابون سلوكيات التطهير مثل القيء، أو تناول الملينات، أو مدرات البول، أو الإفراط في ممارسة الرياضة للتحكم في وزنهم أو شكلهم، ومع ذلك فإنهم لا يفرطون في تناول الطعام.
  • هناك أيضًا عدة حالات أخرى من اضطرابات الأكل غير موجودة في ”الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5”، وتتضمن أي حالات أخرى لها أعراض مشابهة لأعراض اضطراب الأكل ولكنها لا تتناسب مع أي من الفئات المذكورة أعلاه. أحد هذه الاضطرابات هو ”orthorexia-تقويم العظام”. على الرغم من ذكره بشكل متزايد في وسائل الإعلام والدراسات العلمية إلا أنه لم يتم إدراجه كاضطراب منفصل في الأكل من خلال الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) الحالي.
    يميل الأفراد المصابون بتقويم العظام إلى التركيز بشكل هوسي على الأكل الصحي إلى الحد الذي يعطل حياتهم اليومية. على سبيل المثال قد يستبعد الشخص المصاب مجموعات غذائية كاملة خوفًا من أنها غير صحية، وبالتالي يؤدي ذلك إلى سوء التغذية، وفقدان الوزن الشديد، وصعوبة تناول الطعام خارج المنزل. نادرًا ما يركز الأشخاص المصابون بتقويم العظام على فقدان الوزن. بدلاً من ذلك فإن تقديرهم لذاتهم أو هويتهم أو رضاهم يعتمد على مدى امتثالهم لقواعد النظام الغذائي التي فرضوها على أنفسهم.

ما هي العلامات الحمراء التي تشير إلى وجود اضطراب الأكل:

  1. تخطي وجبات الطعام
  2. تقديم أعذار لعدم تناول الطعام
  3. التركيز المفرط على الأكل الصحي
  4. إعداد وجبات خاصة وغير كافية بدلاً من تناول ما تأكله الأسرة
  5. والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية العادية
  6. القلق المستمر أو الشكوى من السمنة والحديث عن فقدان الوزن
  7. الفحص المتكرر في المرآة بحثًا عن العيوب الملحوظة
  8. تكرار تناول الطعام بكميات كبيرة من الحلويات أو الأطعمة الغنية بالدهون
  9. واستخدام المكملات الغذائية أو المسهلات أو المنتجات العشبية لفقدان الوزن
  10. الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.

متى يجب أن تزور الطبيب؟

قد يكون من الصعب التحكم في اضطراب الأكل أو التغلب عليه بنفسك. يمكن لاضطرابات الأكل أن تسيطر على حياتك تقريبًا. إذا كنت تعاني من أي من هذه المشاكل، أو إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا باضطراب في الأكل فاطلب المساعدة الطبية.

تشجيع المصابين على طلب العلاج

لسوء الحظ قد يعتقد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل أنهم ليسوا بحاجة إلى العلاج. إذا كنت قلقًا بشأن أحد أفراد أسرتك، فحثه على التحدث إلى الطبيب. حتى إن لم يكن مستعدًا للاعتراف بوجود مشكلة مع الطعام يمكنك فتح الباب بالتعبير عن القلق والرغبة في الاستماع.

انتبه لأنماط الأكل والمعتقدات التي قد تشير إلى سلوك غير صحي، وكذلك لضغط الأقران الذي قد يؤدي إلى اضطرابات الأكل.

الوقاية

على الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة للوقاية من اضطرابات الأكل إلا أنه هناك بعض الاستراتيجيات تساعد الأطفال على تطوير سلوكيات الأكل الصحي مثل:

  • اتباع نظام غذائي متوازن بكميات معقولة: قد تؤثر عادات تناول الطعام لدى الأسرة على العلاقات التي يطورها الأطفال مع الطعام. يمنح تناول الوجبات مع طفلك فرصة لتعليمه
  • تنمية وتعزيز صورة الجسم الصحية: على سبيل المثال هناك العديد من المواقع الإلكترونية التي تروّج لأفكار خطيرة مثل النظر إلى فقدان الشهية كنمط حياة بدلاً من أنه اضطراب في الأكل. من الضروري تصحيح أي تصورات خاطئة كهذه، والتحدث مع طفلك حول مخاطر خيارات الأكل غير الصحية قم بتنمية وتعزيز صورة الجسم الصحية لطفلك بغض النظر عن شكله أو حجمه.
  • تعزيز الثقة بالنفس: تحدث إلى طفلك عن الصورة الذاتية وطمأنه بأن أشكال الجسم يمكن أن تختلف. يمكن أن تساعد رسائل القبول والاحترام في بناء الثقة الصحية بالنفس والمرونة التي ستحمل الأطفال خلال الفترات الصعبة من سنوات المراهقة.

علاج اضطرابات الأكل

يمكن التعافي من اضطراب الأكل لكن الأمر قد يستغرق وقتًا كما يختلف التعافي من شخص لآخر. إذا تمت إحالتك إلى أخصائي اضطرابات الأكل أو فريق من المتخصصين فسيكونون مسؤولين عن رعايتك.
يجب أن يتحدثوا معك حول الدعم الذي قد تحتاجه، وعما إذا كنت تعاني من حالات أخرى، ويُدرج ذلك في خطة العلاج الخاصة بك. سيعتمد علاجك على نوع اضطراب الأكل الذي تعاني منه، ولكنه يتضمن عادةً العلاج بالكلام.

قد تحتاج أيضًا إلى فحوصات طبية منتظمة إذا كان اضطراب الأكل لديك يؤثر على صحتك الجسدية، ويمكن أن يشمل علاجك أيضًا العمل من خلال برنامج المساعدة الذاتية الموجَّه إذا كنت تعاني من الشره المرضي أو اضطراب الأكل بنهم.

سيتم تقديم علاج فردي لمعظم الأشخاص، ولكن قد يتم تقديم علاج جماعي لأولئك الذين يعانون من اضطراب الأكل بنهم.

المصادر:
1. healthline.com
2. healthline.com
3. nhs.uk
4. mayoclinic.org
5. psychiatry.org

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟

هذه المقالة هي الجزء 9 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): هو اضطراب نفسي قد يحدث للأشخاص الذين عانوا أو شهدوا حدثًا مؤلمًا مثل كارثة طبيعية، أو حادث خطير، أو عمل إرهابي، أو حرب، أو اغتصاب. أو الذين تعرضوا للتهديد بالقتل أو العنف الجنسي أو الإصابات الخطيرة.

من الطبيعي أن تشعر بالخوف أثناء وبعد موقف صادم، ويؤدي هذا الخوف إلى العديد من التغييرات في أجزاء من الثانية في الجسم لمساعدتك على مواجهةالخطر أو تجنبه.

رد فعل “المواجهة أو الهروب” هو رد فعل نموذجي يهدف إلى حماية الشخص من الأذى. سيختبر الجميع تقريبًا مجموعة من ردود الفعل بعد الصدمة. ومع ذلك، يتعافى معظم الأشخاص من الأعراض الأولية بشكل طبيعي. أما الأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل لفترات طويلة قد يشخصون باضطراب ما بعد الصدمة. وغالبًا ما يشعر المصابون بالتوتر أو الخوف حتى عندما لا يكونون في خطر.

عُرف اضطراب ما بعد الصدمة بالعديد من الأسماء؛ مثل:”صدمة القذيفة” خلال الحرب العالمية الأولى. ثم لقب بـ “التعب القتالي” بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن يمكن أن يصيب اضطراب ما بعد الصدمة جميع الناس من أي عرق، أو جنسية، أو ثقافة، وفي أي عمر.

يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على حوالي 3.5%من البالغين في أمريكا سنويًا. والنساء أكثر عرضة للإصابة بمقدار الضعف مقارنة بالرجال. كما تتأثر 3 مجموعات عرقية وهم اللاتينيون الأمريكيون، والأمريكيون الأفارقة، والهنود الأمريكيون باضطراب ما بعد الصدمة أعلى من البيض غير اللاتينيين.

يعاني المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من أفكار ومشاعر مكثفة ومزعجة تتعلق بتجربتهم والتي تستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الحدث الصادم. قد يسترجعون الحدث من خلال ذكريات الماضي أو الكوابيس، أو يشعرون بالحزن أو الخوف أو الغضب، أو يشعرون بالانفصال أو الاغتراب عن الآخرين. وممكن أن يتجنب المصابون المواقف أو الأشخاص الذين يذكرونهم بالحدث الصادم، وقد يكون لديهم ردود فعل سلبية قوية تجاه شيء عادي مثل الضوضاء العالية أو اللمسات العرضية.

يتطلب التشخيص بهذا الاضطراب التعرض لحدث مؤلم مزعج، ويمكن أن يكون هذا التعرض غير مباشر على سبيل المثال؛ يمكن أن يحدث نتيجة التعرض المتكرر لتفاصيل مروعة للصدمة مثل تعرض ضباط الشرطة لتفاصيل حالات إساءة معاملة الأطفال بشكل متكرر.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

تنقسم الأعراض إلى أربع فئات يمكن أن تختلف في شدتها:

  1. الأفكار التطفلية: الأفكار الدخيلة أو التطفلية مثل الذكريات المتكررة واللاإرادية، والكوابيس، واسترجاع الأحداث الصادمة. وقد تكون ذكريات الماضي حية لدرجة أن الناس يشعرون أنهم يعيدون عيش التجربة الصادمة أو رؤيتها أمام أعينهم.
  2. التجنب: تجنب التذكير بالحدث الصادم قد يشمل تجنب الأشخاص والأماكن والأنشطة والأشياء والمواقف التي قد تثير ذكريات مؤلمة. وغالبًا ما يقاوم الشخص الحديث عما حدث أو ما يشعر به حيال ذلك.
  3. التغييرات في الإدراك والمزاج: عدم القدرة على تذكر الجوانب المهمة للحدث الصادم، والأفكار والمشاعر السلبية التي تؤدي إلى معتقدات مستمرة ومشوهة عن النفس أو الآخرين. على سبيل المثال؛ الشعور بالسوء تجاه أنفسهم أو عدم الوثوق بأحد، والأفكار المشوهة حول سبب أو عواقب الحدث الذي يؤدي إلى إلقاء اللوم على النفس أو الآخرين بشكل خاطئ، والخوف المستمر، أو الرعب، أو الغضب، أو الذنب، أو العار، وقد يشعر المصاب بالانفصال أو الاغتراب عن الآخرين، أو عدم القدرة على التعبير عن المشاعر الإيجابية.
  4. التغييرات في الاستثارة ورد الفعل: قد تشمل الأعراض اندلاع نوبات الغضب، والتصرف بتهور أو التدمير الذاتي، والإفراط في الانتباه لما يحيط به بطريقة مشبوهة.بالإضافةإلى مشاكل في التركيز أو النوم.

متى يجب أن تزور الطبيب؟

من الطبيعي أن تمر بأفكار مزعجة ومربكة بعد حدث صادم، ولكن معظم الناس يتحسنون بشكل طبيعي خلال أسابيع قليلة. يجب أن تراجع طبيبًا عامًا إذا كنت لا تزال تعاني أنت أو ذويك من المشاكل بعد حوالي 4 أسابيع من التجربة الصادمة. أو إذا كانت الأعراض مزعجة بشكل خاص بحيث تسبب ضائقة أو مشاكل كبيرة في الأداء اليومي.

تظهر الأعراض على العديد من الأفراد في غضون ثلاثة أشهر من الصدمة، ولكن قد تظهر الأعراض لاحقًا وتستمر لأشهر وأحيانًا سنوات. غالبًا ما يحدث هذا الاضطراب مع حالات أخرى ذات صلة مثل الاكتئاب، وتعاطي المخدرات، ومشاكل الذاكرة، ومشاكل الصحة الجسدية والعقلية الأخرى.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء

وفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية (APA)، فإن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بمقدار الضعف مقارنة بالرجال، وتظهر الأعراض بشكل مختلف قليلاً. قد تشعر النساء بالقلق والاكتئاب أكثر.

تستمر أعراض النساء لفترة أطول من أعراض الرجال. ووفقًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، ​​تنتظر النساء في المتوسط 4 سنوات لزيارة الطبيب. بينما يطلب الرجال المساعدة في غضون عام واحد بعد ظهور الأعراض.

اضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة

عادة ما تكون الولادة وقتًا سعيدًا، ولكن بالنسبة لبعض الأمهات الجدد قد تكون تجربة صعبة. وفقًا لدراسة أجريت عام 2018، فإن 4% من النساء يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة بعد ولادة أطفالهن. النساء اللواتي يعانين من مضاعفات الحمل، أو يلدن مبكرًا، أو لديهن تجربة سيئة مع حمل سابق أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى الرجال

عادة ما يعاني الرجال من الأعراض النموذجية المتمثلة في إعادة التجربة، والتجنب، والمشكلات الإدراكية والمزاجية، والتغييرات في الاستثارة وردة الفعل. غالبًا ما تبدأ هذه الأعراض في غضون الشهر الأول بعد الحدث الصادم. ولكن قد يستغرق ظهور العلامات شهورًا أو سنوات. علمًا بأن هذه الأعراض المحددة فريدة لكل رجل بناءً على بيولوجيته والصدمة التي تعرض لها.

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال

يتعافى الأطفال من الأحداث الصادمة في معظم الأوقات لأنهم مرنون. ومع ذلك في بعض الأحيان، يستمرون في إحياء الحدث، أو تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الأخرى بعد شهر أو أكثر.

تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الشائعة لدى الأطفال ما يلي: الكوابيس، واضطرابات النوم، والاستمرار في الخوف والحزن، والتهيج وصعوبة التحكم في غضبهم ، وتجنب الأشخاص أو الأماكن المرتبطة بالحدث، والسلبية المستمرة.

يكون العلاج المعرفي السلوكي والدواء مفيدين للأطفال المصابين بالاضطراب تمامًا كما هو الحال بالنسبة للبالغين. ومع ذلك، يحتاج الأطفال إلى رعاية ودعم إضافيين من آبائهم ومعلميهم وأصدقائهم لمساعدتهم على الشعور بالأمان مرة أخرى.

اضطراب ما بعد الصدمة عند المراهقين

تعتبر سنوات المراهقة بالفعل وقتًا مليئًا بالتحديات العاطفية. قد تكون معالجة الصدمات صعبة بالنسبة لشخص لم يعد طفلاً، ولكنه ليس بالغًا تمامًا.

غالبًا ما يظهر اضطراب ما بعد الصدمة لدى المراهقين على أنه سلوك عدواني أو سريع الانفعال. وقد ينخرط المراهقون في أنشطة محفوفة بالمخاطر مثل تعاطي المخدرات أو الكحول للتعامل معها، ويحجمون أيضًا عن التحدث عن مشاعرهم.

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة

أي حالة يجدها الشخص مؤلمة يمكن أن تسبب له اضطراب ما بعد الصدمة تشمل هذه الحالات: حوادث الطرق الخطيرة، أو الاعتداءات الشخصية العنيفة مثل الاعتداء الجنسي أو السرقة، أو المشاكل الصحية الخطيرة، أو تجارب الولادة.

يمكن أن يتطور اضطراب ما بعد الصدمة على الفور بعد تعرض شخص ما لحدث مزعج، أو يمكن أن يحدث بعد أسابيع أو شهور أو حتى سنوات.
يُقدر أن اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على حوالي 1 من كل 3 أشخاص لديهم تجربة مؤلمة، ولكن سبب إصابة بعض الأشخاص بهذه الحالة دون غيرهم لا يزال غير واضح.

العلاج

  • العلاجات الرئيسية المتاحة هي الأدوية أو العلاج النفسي_العلاج الحديث_أو كليهما.
  • يختلف كل شخص عن الآخر، ويؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الأشخاص بشكل مختلف، لذا فإن العلاج الذي يصلح لشخص واحد قد لا يعمل مع شخص آخر.
  • من المهم لأي شخص يعاني من هذا الاضطراب أن يتم علاجه من قبل مختص بالعلاج النفسي. قد يحتاج بعض المصابين إلى تجربة علاجات مختلفة للعثور على ما يصلح لأعراضهم. إذا كان شخص ما يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة يمر بصدمة مستمرة مثل كونه في علاقة مسيئة، فيجب معالجة كلتا المشكلتين.
  • يمكن أن تشمل المشاكل المستمرة الأخرى اضطراب الهلع، والاكتئاب، وتعاطي المخدرات والتفكير بالانتحار.
  • بالنسبة للأدوية فإن أكثر الأنواع التي تمت دراستها هي مضادات الاكتئاب، والتي قد تساعد في السيطرة على أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مثل الحزن والقلق والغضب والشعور بالفراغ.
  • قد تكون الأدوية الأخرى مفيدة في علاج بعض الأعراض مثل؛ مشاكل النوم والكوابيس.
  • يمكن للأطباء والمرضى العمل معًا للعثور على أفضل مجموعة من الأدوية بالإضافة إلى الجرعة المناسبة.

العلاج النفسي

العلاج النفسي الذي يسمى أحيانًا «العلاج بالكلام» يتضمن التحدث مع أخصائي الصحة النفسية. عادةً ما يستمر من 6 إلى 12 أسبوعًا، ويمكن أن يستمر لفترة أطول. تُظهر الأبحاث أن الدعم من العائلة والأصدقاء يمكن أن يكون جزءًا مهمًا في عملية التعافي.

تستهدف بعض أنواع العلاج النفسي أعراض الاضطراب مباشرة، بينما تركز العلاجات الأخرى على المشكلات الاجتماعية، أو العائلية، أو المتعلقة بالوظيفة. وقد يجمع الطبيب أو المعالج علاجات مختلفة حسب احتياجات كل حالة. تميل العلاجات النفسية الفعالة إلى التأكيد على بعض المكونات الأساسية بما في ذلك التثقيف حول الأعراض وتعلم إدارتها، والمساعدة في تحديد مسببات الأعراض.

العلاج السلوكي المعرفي

أحد أشكال العلاج المفيدة يسمى العلاج السلوكي المعرفي أو CBT. يمكن أن يضم العلاج المعرفي السلوكي «علاج التعرض» الذي يساعد الناس على مواجهة خوفهم والسيطرة عليه. حيث يعرضهم تدريجياً للصدمة التي عانوا منها بطريقة آمنة. باستخدام التخيل، أو الكتابة، أو زيارة المكان الذي حدث فيه الحدث.

يستخدم المعالج هذه الأدوات لمساعدة الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة على التعامل مع مشاعرهم. هذا يساعد الناس على فهم الذكريات السيئة. يتذكر الناس الحدث أحيانًا بشكل مختلف عن كيفية حدوثه، وقد يشعرون بالذنب أو الخجل بشأن شيء ليس خطأهم. يساعد المعالج المصابين في النظر إلى ما حدث بطريقة واقعية.

هناك أنواع أخرى من العلاج يمكن أن تساعد أيضًا. يجب أن يتحدث المصابون عن جميع خيارات العلاج مع المعالج. يجب أن يزود العلاج الأفراد بالمهارات اللازمة لإدارة أعراضهم ومساعدتهم على المشاركة في الأنشطة التي كانوا يتمتعون بها قبل الإصابة.

العيش مع مصاب باضطراب ما بعد الصدمة

لا يقتصر تأثير اضطراب ما بعد الصدمة على الشخص المصاب به بل من المحتمل أن يؤثر على من حوله. يمكن أن يؤدي الغضب، أو الخوف، أو المشاعر الأخرى التي غالبًا ما يواجهها الأشخاص المصابون إلى توتر حتى أقوى العلاقات.

يساعدك التعلم عن هذا الاضطراب في تقديم الدعم لمن تحب، وأنه يتلقى العلاج المناسب كالعلاج بالكلام أو الأدوية أو مزيج من الاثنين. حاول أيضًا أن تدرك أن العيش مع شخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة يحتاج للصبر والهدوء. وتواصل مع مقدم الرعاية الصحية إذا احتجت إلى المساعدة.

مصادر:
1. psychiatry.org
2. nimh.nih.gov
3. healthline.com
4. webmd.com
5. nhs.uk

ما هو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

هذه المقالة هي الجزء 10 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

يصف اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD) نمطًا متأصلًا من السلوك يتجاهل وينتهك فيه الأفراد حقوق الآخرين من حولهم باستمرار.
قد يتصرف المصابون بعنف أو بتهور أو اندفاع، وغالبًا بدون اهتمام برغبات واحتياجات الآخرين.

إن اضطرابات الشخصية هي نمط دائم من التجربة الشخصية والسلوك الذي ينحرف بشكل ملحوظ عن توقعات ثقافة الفرد، ويكون هذا السلوك غير مرن، ويبدأ في مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكر، ويؤدي إلى الضيق الشخصي أو الضعف. يقع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ضمن الفئة الثانية لاضطرابات الشخصية.

يمكن أن تختلف أعراض اضطراب الشخصية المعادية في شدتها، ويمكن أن تشمل العواقب السجن وتعاطي المخدرات وإدمان الكحول. غالبًا ما يُشار إلى أنماط السلوك الأكثر فظاعة أو ضررًا أو خطورة بالعامية باسم السيكوباتي. على الرغم من أن الاعتلال الاجتماعي-sociopathy أو الاعتلال النفسي-psychopathy لا يمثلان مصطلحات تشخيصية رسمية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM)، ولا يرسمان بشكل مثالي أعراض اضطراب الشخصية المعادية كما هو موضح في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية إلا أنه يُعتقد أن التركيبات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا.

قد يبدو الأشخاص المصابون ساحرين ظاهريًا، لكن من المرجح أن يكونوا عصبيين وعدوانيين وغير مسؤولين. بسبب ميولهم المتلاعبة، قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانوا يكذبون أو يقولون الحقيقة.

تشير الأبحاث إلى أن اضطراب الشخصية المعادية يؤثر على حوالي 1٪ إلى 4٪ من الناس في الولايات المتحدة. ولا يشخّص للأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. ومع ذلك، تظهر أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لأول مرة في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وقد تؤدي تلك الأعراض إلى التشخيص باضطراب في السلوك خلال تلك الفترة.

يعد اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أكثر شيوعًا عند الذكور منه عند الإناث. حيث تم العثور على أعلى معدل لانتشار اضطراب الشخصية المعادية بين الذكور الذين يتعاطون الكحول أو المخدرات أو الموجودين في السجون.

هل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو نفسه الاعتلال النفسي-psychopathy؟

لا. ولكن يشترك اضطراب الشخصية المعادية والاعتلال النفسي في بعض السمات وقد يحدثان معًا في بعض الأحيان. فاضطراب الشخصية المعادية هو نمط عميق الجذور من السلوكيات المعادية للمجتمع مثل خرق القانون أو العدوان الجسدي.

الاعتلال النفسي هو سمة تتميز في المقام الأول بنقص التعاطف والتأثير السطحي والشعور الفخم بقيمة الذات. غالبًا ما ينخرط السيكوباتيين في السلوك المعادي للمجتمع في الواقع هذا الانخراط هو الجزء الأساسي من تقييم السيكوباتية وقد يتم تشخيص العديد من السيكوباتيين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. ومع ذلك تشير بعض الأدلة إلى أن ثلث الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية فقط يستوفون معايير السيكوباتية.

يعتبر الاعتلال النفسي على عكس اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع جزءًا من “الثالوث المظلم”. والثالث المظلم هو عبارة عن مجموعة من ثلاث سمات شخصية خبيثة وُجد أنها تتداخل بشكل متكرر وترتبط بالسلوك الاستغلالي القاسي.

يتم الخلط بين اضطراب الشخصية المعادية والاعتلال النفسي. لأنه غالبًا ما يتم استخدام المصطلحين “السيكوباتية” و “الشخصية المعادية للمجتمع” بالتبادل خاصة في تصوير وسائل الإعلام للفاعلين العنيفين. يخلق هذا الخلط ارتباكًا بين عامة الناس حول كلا المصطلحين.

ينبع الارتباك أيضًا جزئيًا من تواريخ المصطلحات. في الطبعات المبكرة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية كان الاعتلال النفسي تشخيصًا رسميًا يمكن تشخيصه للأفراد الذين أظهروا ضعفًا في التعاطف، والأنا المتضخمة، وغياب الندم، والسلوك المعادي للمجتمع المستمر من بين سمات أخرى. ولكن عندما تم نشر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الثالث في عام 1980 تم استبدال الاعتلال النفسي باضطراب الشخصية المعادية. وتم تحديث معايير التشخيص للتركيز بشكل أساسي على السلوكيات الخارجية التي يمكن ملاحظتها – مثل الكذب أو العدوانية أو خرق القانون – بدلاً من السمات الداخلية مثل عدم التعاطف أو العظمة أو كتم المشاعر.

ما هو الفرق بين الاعتلال الاجتماعي-sociopathy و الاعتلال النفسي-psychopathy؟

في الفحوص السريرية، لا يوجد فرق فعلي بين الاعتلال الاجتماعي والاعتلال النفسي. ولا يقوم أخصائي الصحة العقلية بتشخيص أي من الاثنين من الأساس.

يقوم بعض علماء النفس والباحثين بالفروق الرئيسية بين الاعتلال الاجتماعي والاعتلال النفسي. لكن هذه المصطلحات تقدم طريقتين مختلفتين قليلاً لفهم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في هذه التفسيرات يُنظر أحيانًا إلى السيكوباتية على أنها تنطوي على سلوك مخطط أكثر.
قد لا يكون السلوك بالضرورة عنيفًا لكنه عادة ما يكون مع سبق الإصرار.

تدعم الأبحاث بعض هذه الفروق حيث عرّف روبرت هير عالم النفس الذي أنشأ قائمة مراجعة الاعتلال النفسي (PCL-R)؛ الاعتلال الاجتماعي بأنه ينطوي على الضمير والشعور بالصواب والخطأ، ولكن هذا الحس الأخلاقي لا يتماشى مع الأعراف الثقافية والاجتماعية. بدلاً من ذلك، يبرر الأشخاص المصابون بالاعتلال الاجتماعي غالبًا الأفعال التي يعتبرونها خاطئة.

باختصار، قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الاعتلال الاجتماعي القليل من التعاطف، ولديهم عادة تبرير أفعالهم، ولكنهم يعرفون الفرق بين الصواب والخطأ. أما الاعتلال النفسي وفقًا لهير لا ينطوي على حس أخلاقي أو تعاطفي. تشير الأبحاث من عام 2013 إلى أن الاختلاف بين السيكوباتية والاعتلال الاجتماعي قد يتعلق بالاختلافات في الدماغ بما في ذلك حجم المادة الرمادية وتطور بعض مناطق الدماغ مثل اللوزة.

أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

يتم تأكيد الشخصية المعادية من خلال التقييم النفسي، ويتم أولًا استبعاد الاضطرابات الأخرى،
وفقًا لـ DSM-5 قد تشمل سمات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ما يلي:

عدم الامتثال للمعايير الاجتماعية الأساسية في كثير من الأحيان بطرق تنتهك القانون الانتهاك المتكرر للحقوق الجسدية أو العاطفية للآخرين.

الافتقار إلى الاستقرار في العمل والحياة المنزلية، والمرور بفترات طويلة من البطالة حتى في الأوقات التي تكون فيها الوظائف متاحة بسهولة.

التورط في معارك متكررة.

الافتقار إلى الندم بعد إيذاء شخص ما أو ممتلكاته.

اللامسؤولية المستمرة وعدم لوم النفس، والاندفاع، والإهمال.

قد يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية يفتقرون إلى التعاطف مع الأشخاص من حولهم، أو يتصرفون بطرق متعجرفة، أو مغرورة، أو لديهم نظرة ساخرة للغاية للعالم. في بعض الحالات يمكن أن يبدوا ساحرين إلا أن سحرهم غالبًا ما يكون ساطعًا وسطحيًا، وقد تؤدي ثقتهم الواضحة وجاذبيتهم الواضحة إلى خوض العديد من العلاقات الجنسية، ومع ذلك من المحتمل أن تكون العديد من هذه العلاقات قصيرة الأجل يحدث هذا بسبب السلوك القاسي أو الازدواجي تجاه شركائهم.

كآباء يكون الأفراد المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مهملين أو حتى مسيئين. يعد تعاطي الكحول والمخدرات أمرًا شائعًا بين الأشخاص المصابين، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الاضطراب. عندما يتعايش تعاطي المخدرات مع اضطراب الشخصية المعادية يكون العلاج أكثر تعقيدًا لكليهما.

كيف يشخص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

لا يوجد فحص دم أو فحص تصوير يمكنه تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، يشخص هذا الاضطراب عادةً من خلال تقييم نفسي متعمق لتقييم التاريخ الشخصي والطبي، وأنماط السلوك والإدراك والعلاقات مع الآخرين. نظرًا لأن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية قد لا يرغبون في الاعتراف بأن سلوكهم أو عمليات تفكيرهم تنطوي على مشاكل فقد يقوم الطبيب أيضًا بمقابلة أفراد الأسرة لتقييم تأثير ونطاق السلوكيات المعادية للمجتمع.

قد يشترك اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في بعض الأعراض مع العديد من اضطرابات الشخصية والحالات النفسية الأخرى. الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية أو اضطراب تعاطي المخدرات على سبيل المثال قد يخالفون القانون أو يتصرفون بطرق خادعة أو عدوانية. أما الأفراد المصابون بالفصام أو الاضطراب ثنائي القطب قد ينخرطون أيضًا في سلوك عنيف أو عدواني خاصة خلال فترة الهوس أو النوبة الذهانية. وبالتالي يجب أولًا استبعاد مثل هذه الحالات قبل تشخيص اضطراب الشخصية المعادية.

وفقًا لـ DSM-5 يمكن تشخيص الأفراد باضطراب الشخصية المعادية إذا بدأوا في إظهار أعراض اضطراب السلوك قبل سن 15. قد تشمل هذه الأعراض السلوك العدواني تجاه الأشخاص أو الحيوانات، والتدمير المتعمد للممتلكات، والخداع أو السرقة. ولكن عادةً لا يتم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية قبل سن 18 عامًا. بل يتم تشخيصهم باضطراب عام في السلوك إذا تواجدت هذه الأعراض.

ويبدو أن من تم تشخيصهم باضطراب السلوك قبل سن العاشرة معرضون بشكل أكبر لخطر اضطراب الشخصية المعادية عند البلوغ. ومع ذلك لا يتم تشخيص جميع الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب السلوك باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عند البلوغ. إذ يمكن أن يزيد التشخيص والعلاج المبكران من احتمالية تعلمهم إدارة أعراضهم والنمو ليصبحوا بالغين معدلين.

ما الذي يسبب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

لا يوجد سبب واحد لاضطراب الشخصية المعادية، ولكن العوامل التالية قد تزيد من خطر إصابة الشخص بالاضطراب:

  • البيئة: الصدمات أو سوء المعاملة في مرحلة الطفولة المبكرة يزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية المعادية في وقت لاحق من الحياة.
  • الوراثة: تشير الدراسات بأن هناك علاقة بين الإصابة وعلم الوراثة على سبيل المثال في دراسة شاملة في عام 2010 اقترحت أن 56٪ من الاختلاف في الأعراض يمكن أن يُعزى إلى الجينات، ولكن إلى الآن لا يوجد عامل وراثي واحد يُعتقد أنه مسؤول عن هذه الحالة.
  • نمط الحياة: يعاني حوالي نصف الأشخاص المصابين أيضًا من مشاكل تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية المعادية عن النساء.

هناك أيضًا العديد من الدراسات اللتي تربط بين التغيرات في تركيب الدماغ ومعدل الإصابة، فعلى سبيل المثال في دراسة تحليلية في عام 2013 بحثت عن الاختلاف في تركيب الدماغ لدى 300 حالة مصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مقارنة بدماغ 250 شخص سليم وجدت أن الاشخاص المصابين لديهم مادة رمادية أقل في 3 مناطق مسؤولة عن إدارة المشاعر في الدماغ المادة الرمادية مكونة من الخلايا العصبية المسؤولة عن وظائف الدماغ المختلفة.

مشكلات في الافرازات الحيوية الطبيعية

قد يكون أيضًا لدى الأشخاص المصابين مستويات غير عادية من السيروتونين_ السيروتونين مادة كيميائية في الدماغ تنظم مزاجنا ومشاعر السعادة.

العلاقة بين إصابات الدماغ الخطيرة واضطراب الشخصية المعادية كذلك ليست مفهومة تمامًا. ومع ذلك فقد وجد أن إصابات الدماغ الرضحية (TBI) مرتبطة بالسلوك المعادي للمجتمع في بعض الدراسات. العديد من القتلة المتسلسلين البارزين – وكثير منهم يمكن أن يكونوا مؤهلين لتشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع – تعرضوا لإصابات كبيرة في الرأس في شبابهم مما يشير إلى أنه قد يكون هناك علاقة سببية مباشرة بين تلف الدماغ المبكر والسلوك العنيف في وقت لاحق. ومع ذلك فإن مثل هذا الارتباط لا يزال تخميني.

نظرًا لأن مثل هذه الإصابات تحدث عادةً في مرحلة مبكرة من الطفولة فمن الصعب تحديد ما إذا كانت تسببت بشكل مباشر في سلوك معاد للمجتمع لاحقًا. يمكن أن تؤدي إصابات الدماغ الرضحية التي تحدث في مرحلة البلوغ أيضًا إلى تغيرات في المزاج والشخصية بما في ذلك الغضب أو العدوانية، ومع ذلك فإن الشخص البالغ الذي يتصرف بعنف أو معادٍ للمجتمع بعد إصابة في الدماغ لن يكون مؤهلاً لتشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لأن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بحكم تعريفه هو نمط عميق الجذور ودائم من السلوك موجود منذ الطفولة فصاعدًا.

علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

كان يُعتقد أن هذا الاضطراب هو اضطراب لمدى الحياة لا يمكن علاجه، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا ويمكن أحيانًا إدارته وعلاجه.

تشير الدلائل إلى أن السلوك يمكن أن يتحسن بمرور الوقت مع العلاج حتى لو بقيت الخصائص الأساسية مثل الافتقار إلى التعاطف، ولكن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو أحد أصعب أنواع اضطرابات الشخصية التي يمكن علاجها.

قد يتردد أيضًا الشخص المصاب في طلب العلاج وقد يبدأ العلاج فقط عندما تأمره المحكمة بذلك. ويعتمد علاج المريض على ظروفه مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر وما إذا كانت هناك أي مشاكل مرتبطة به مثل تعاطي الكحول أو المخدرات.

غالبًا ما تلعب عائلة الشخص وأصدقائه دورًا نشطًا في اتخاذ القرارات المتعلقة بعلاجهم ورعايتهم. في بعض الحالات قد تحتاج أيضًا خدمات إساءة استخدام المواد والرعاية الاجتماعية إلى المشاركة.

الخيارات المتاحة للعلاج

هناك العديد من الخيارات المتاحة للعلاج بالكلام مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) إنه علاج بالكلام يهدف إلى مساعدة الشخص على إدارة مشاكله عن طريق تغيير طريقة تفكيره وتصرفه، والعلاج القائم على العقلية (MBT) هو نوع آخر من العلاج بالكلام الذي أصبح أكثر شيوعًا في علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يشجع فيه المعالج الشخص على التفكير في طريقة تفكيره وكيف تؤثر حالتهم العقلية على سلوكهم.

البرامج المجتمعية الديمقراطية

تشير الدلائل إلى أن البرامج المجتمعية يمكن أن تكون وسيلة علاج فعالة طويلة الأمد للذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع فيما يسمى بالمجتمعات العلاجية الديمقراطية (DTC). وتزداد شعبية تلك المجتمعات خاصة في السجون. ويعتبر هذا نوع من العلاج الاجتماعي الذي يهدف إلى معالجة مخاطر تعرض الشخص للإساءة بالإضافة إلى احتياجاته العاطفية والنفسية، ويعتمد على مجموعات العلاج الكبيرة والصغيرة ويركز على قضايا المجتمع مما يخلق بيئة يساهم فيها كل من الموظفين والسجناء في قرارات المجتمع. قد تكون هناك أيضًا فرص للعمل التعليمي والمهني.

مدة العلاج الموصى بها هي 18 شهرًا حيث يجب أن يكون هناك وقت كافٍ للشخص لإجراء تغييرات ووضع مهارات جديدة موضع التنفيذ، ويعتبر الدافع الذاتي عامل مهم آخر للقبول على هذا النوع من المخطط، فيجب أن يكون الشخص على استعداد للعمل كجزء من المجتمع، والمشاركة في مجموعات.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فمثل اضطرابات الشخصية الأخرى هناك القليل من الأدلة التي تدعم استخدام الأدوية لعلاج هذا الاضطراب، ولكن هناك بعض الأدوية المضادة للذهان ومضادات الاكتئاب التي قد تكون مفيدة في بعض الحالات، وقد يساعد الكاربامازيبين والليثيوم في السيطرة على الأعراض مثل العدوانية والسلوك الاندفاعي، وقد تؤدي فئة من مضادات الاكتئاب تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) إلى تحسين أعراض الغضب واضطراب الشخصية العامة.

مصادر:
1. Healthline
2. Clevelandclinic
3. Psychologytoday
4. nhs.uk

ما هو اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

هذه المقالة هي الجزء 7 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية الاعتمادية

اضطراب الشخصية الاعتمادية (DPD) هو أحد أنواع اضطرابات الشخصية العشرة. ويقع تحت مظلة المجموعة الثالثة التي تتميز بالسلوك العصبي والقلق، والّتي تشمل بالإضافة لهذا الاضطراب اضطراب الشخصية التجنُّبية، واضطراب الشخصية الوسواسية. يبدأ هذا الاضطراب عادةً في أثناء الطفولة أو في بداية سن الشباب.

في كثير من الأحيان، يعتمد الشخص المصاب بشكل مفرط على الأشخاص المقربين منه لتلبية احتياجاته العاطفية أو الجسدية. وبالتالي قد يصفهم الآخرون بأنهم متشبثون. يعتقد الأشخاص المصابون أنهم لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم، وقد يواجهون صعوبة في اتخاذ قراراتهم اليومية دون طمأنة الآخرين.

تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 10٪ من البالغين يعانون من اضطراب في الشخصية، ويعاني أقل من 1% فقط من سكان العالم من سمات اضطراب الشخصية الاعتمادية، وتكون النساء أكثر عرضة من الرجال حسب بعض الأبحاث.

أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية

يواجه الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات اليومية (مثل الملابس التي يرتدونها) دون مشورة مفرطة وطمأنة من الآخرين. يميل هؤلاء الأفراد إلى أن يكونوا سلبيين ويسمحون للآخرين بأخذ زمام المبادرة وتحمل المسؤولية عن معظم المجالات الرئيسية في حياتهم. يعتمد البالغون المصابون بهذا الاضطراب عادةً على أحد الوالدين أو الزوج ليقرروا المكان الذي يجب أن يعيشوا فيه ونوع الوظيفة التي يجب أن يشغلوها وأي الأشخاص سيصادقون. قد يسمح المراهقون المصابون بهذا الاضطراب لأحد الوالدين بتحديد الملابس التي يرتدونها وبمن يجب أن يرتبطوا، وكيف يقضون وقت فراغهم، والمدرسة أو الكلية التي يجب أن يلتحقوا بها.

غالبًا ما يتجاوز تسليم المسؤولية الطلبات المناسبة (مثل الاحتياجات المحددة للأطفال وكبار السن والمعوقين). يسعى هؤلاء الأفراد للحصول على الدعم والموافقة، وبالتالي لا يمكنهم التعبير عن الآراء أو الاختلاف خاصة مع أولئك الذين يعتمدون عليهم. يشعر هؤلاء الأفراد بأنهم غير قادرين على العمل بمفردهم لدرجة أنهم سيتفقون مع الأشياء التي يشعرون أنها خاطئة بدلًا من المخاطرة بفقدان مساعدة أولئك الذين يوجهونهم.

يجد الأفراد المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في بدء المشاريع أو العمل بشكل مستقل، وقد يبذلون قصارى جهدهم للحصول على الرعاية والدعم من الآخرين حتى لدرجة التطوع في مهام غير سارة إذا كان مثل هذا السلوك سيجلب الرعاية التي يحتاجون إليها. يشعر الأفراد المصابون بهذا الاضطراب بعدم الارتياح أو العجز عندما يكونون بمفردهم بسبب مخاوفهم المبالغ فيها من عدم قدرتهم على رعاية أنفسهم.

عندما تنتهي علاقة وثيقة (مثل الانفصال عن حبيب أو وفاة مقدم رعاية) قد يسعى الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية إلى علاقة أخرى بشكل عاجل لتوفير الرعاية والدعم الذي يحتاجون إليه. غالبًا ما ينشغلون بالمخاوف من تركهم للعناية بأنفسهم. هذه الحالة غير مرنة وغير قادرة على التكيف ويمكن أن تسبب خللاً وظيفيًا وضيقًا. وهناك أعراض أخرى يمكن أن تتواجد لدى المصابين مثل:

  • 1. صعوبة أن يكون المصاب وحيدًا، وعندما يكون بمفرده قد يعاني الشخص من نوبات القلق والتوتر.
  • 2. الرغبة في تحمل سوء المعاملة من الآخرين.
  • 3. وضع احتياجات مقدمي الرعاية لهم فوق احتياجاتهم.
  • 4. الميل إلى أن يكونوا ساذجين.

السمات المرتبطة باضطراب الشخصية الاعتمادية

غالبًا ما يظهر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية علامات أخرى مميزة للاضطراب ولكنها لا تُشخِّصه مثل:

  • 1. التشاؤم والشك الذاتي: يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية إلى التقليل من شأن قدراتهم، وقد يشيرون إلى أنفسهم باستمرار على أنهم أغبياء.
  • 2. التعامل مع النقد بشكل سيئ: يميل الأشخاص المصابون إلى التعامل مع النقد والرفض بشكل سيئ. إنهم يعتبرون هذا دليلاً على أنهم مستحقون وبالتالي قد يفقدون الثقة في أنفسهم.
  • 3. العمل: غالبًا ما يجد الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في العمل اللذي لا يعتمدون فيه على رئيس يخبرهم بما يجب عليهم فعله. غالبًا ما يكونون غير قادرين على العمل حيثما يكون الاستقلال هو القاعدة.
  • 4. العلاقات الاجتماعية: غالبًا ما تقتصر العلاقة الاجتماعية للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب على الأشخاص القلائل الذين يعتمدون عليهم ومجموعة أصدقاء هؤلاء الأشخاص.

ماهي الأسباب وعوامل الخطر لاضطراب الشخصية الاعتمادية؟

مثل باقي اضطرابات الشخصية لا يوجد سبب واحد رئيسي وواضح لهذا الاضطراب إلا أنه هناك عدة عوامل متداخلة تزيد من خطورة الإصابة تتضمن هذه العوامل الوراثة والبيئة وغيرها، وتشمل عوامل الخطر ما يلي: يعتقد بعض الباحثين أن أسلوب الأبوة الاستبدادي أو الوقائي المفرط يمكن أن يؤدي إلى تطوير سمات الشخصية الاعتمادية، ووجود تاريخ من الإهمال و التنشئة المسيئة من الوالدين ، وكذلك وجود تاريخ عائلي من اضطرابات القلق يمكن ان يرفع من احتمالية الإصابة.

يظهر الاضطراب عادة في بداية مرحلة البلوغ، ويكون الأفراد الذين عانوا من اضطراب قلق الانفصال أو المرض الجسدي المزمن في الطفولة أو المراهقة أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

يقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بإجراء فحص جسدي لفهم ما إذا كانت هناك حالة أخرى يمكن أن تسبب الأعراض؛ من ثم سيتحدث معك أحد مقدمي خدمات الصحة العقلية عن تاريخك السابق في الصحة العقلية، وقد تتضمن الأسئلة ما تشعر به وأي مخاوف أخرى تتعلق بالصحة العقلية وأي مشكلات تتعلق بتعاطي المخدرات.

يقارن المزود إجاباتك بالعوامل المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).
لتشخيص هذا الاضطراب سيبحث مقدم الخدمة عن خمسة من معايير التشخيص حسب DSM-5 تشمل هذه العوامل:

  • 1. خوف مستهلك وغير واقعي من التخلي عنك.
  • 2. مشاعر القلق أو العجز عندما تكون بمفردك.
  • 3. عدم القدرة على إدارة مسؤوليات الحياة دون طلب المساعدة من الآخرين.
  • 4. مشاكل إبداء الرأي خوفًا من فقدان الدعم أو الموافقة، وقد تصل إلى اختيار القيام بأشياء غير ممتعة.
  • 5. صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية دون طمأنة من الآخرين.
  • 6. صعوبة في بدء أو إكمال المشاريع بسبب نقص الثقة بالنفس أو عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
  • 7. الحاجة الملحة للبحث عن علاقة جديدة لتقديم الدعم والموافقة عندما تنتهي علاقة وثيقة.

في النهاية، للتشخيص بهذا الاضطراب يجب أن تتسبب هذه السمات أيضًا في إعاقة وظيفية كبيرة أو ضائقة ذاتية للفرد المعني. وهذه تعتمد كذلك على بيئة الفرد حيث هناك أماكن تكون فيها التبعية معيارًا مقبولًا اجتماعيًا وثقافيًا. في أماكن مثل هذه لا يمكن للمرء إجراء تشخيص لاضطراب الشخصية الاعتمادية، إلا في حال كانت الأعراض خارجة عن القاعدة مقارنة بعامة السكان وتسببت في الضيق لصاحبها.

اضطراب الشخصية الاعتمادية والاضطرابات الأخرى

قد يكون للاضطرابات النفسية والحالات الطبية الأخرى مثل الاضطرابات الاكتئابية، واضطراب الهلع، ورهاب الخلاء علامات وأعراض مشابهة لاضطراب الشخصية الاعتمادية. وقد يتم الخلط بينه وبين اضطرابات الشخصية الأخرى لأن لديهم سمات معينة مشتركة. على سبيل المثال، يتسم كل من اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الحدية بالخوف من الهجران. ومع ذلك يتفاعل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية مع الهجر بمشاعر الفراغ العاطفي والغضب. بينما يتفاعل الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية مع زيادة الاسترضاء والخضوع ويسعون بشكل عاجل إلى إيجاد علاقات بديلة لتقديم الرعاية والدعم.

اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الهستيرية

يتسم كل من اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الهستيرية بالحاجة القوية إلى الطمأنينة والموافقة. ولكن يغازل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية أنفسهم بصوت عالٍ جدًا لجذب الانتباه الذي يحتاجون إليه. في الوقت نفسه، يركز الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية على عدد قليل من مقدمي الرعاية الذين يتعاملون مع أنفسهم بسهولة.

اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية التجنبية

يتسم اضطراب الاعتمادية واضطراب الشخصية التجنبية بمشاعر النقص وفرط الحساسية تجاه النقد والحاجة إلى الطمأنينة. بينما يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية إلى تجنب العلاقات والانسحاب منها حتى يتأكدوا من قبولها. على النقيض من ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من الاعتمادية لديهم نمط من البحث عن العلاقات مع الآخرين المهمين والحفاظ عليها.

قد يكون كذلك لاضطرابات استخدام المواد المخدرة سمات مشابهة لتلك التي تظهر في اضطراب الشخصية الاعتمادية. حيث يظهِر العديد من الأشخاص سمات مشابهة لسمات هذا الاضطراب. ومع ذلك؛ لا يعاني هؤلاء الأشخاص من اضطراب الشخصية الاعتمادية. إلا أن هذه السمات غير مرنة وغير قادرة على التكيف ومستمرة.

متى يجب أن أزور مقدم الرعاية الصحية؟

يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك مساعدتك في تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى زيارة أخصائي الصحة العقلية. تتضمن بعض أسباب التحدث عن صحتك العقلية مع مقدم الخدمة ما يلي: الشعور المتكرر بالقلق، أو التهيج أو المزاجية، وفقدان الشهية أو تغيرها، والأفكار السلبية المستمرة عن نفسك، وصعوبة التركيز، والرغبة في دعم شخص مصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية.

ما هي مضاعفات هذا الاضطراب؟

الأشخاص المصابون باضطراب الاعتمادية معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب، واضطرابات القلق والرهاب، وكذلك تعاطي المخدرات. كما أنهم معرضون لخطر الإساءة. إذ قد يجدون أنفسهم مستعدين لفعل أي شيء تقريبًا للحفاظ على العلاقة مع الشريك المهيمن أو الشخص المتسلط.

كيف يتم علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

كما هو الحال مع العديد من اضطرابات الشخصية لا يسعى الأشخاص المصابون عمومًا إلى العلاج من الاضطراب نفسه بدلاً من ذلك؛ قد يلتمسون العلاج عندما تحدث مشكلة في حياتهم ناتجة غالبًا عن التفكير أو السلوك المرتبط بالاضطراب، ولا يعودون قادرين على التأقلم.

مثلما ذكرنا سابقًا إن الأشخاص المصابون بهذا الاضطارب معرضون للإصابة بالاكتئاب أو القلق، وبالتالي هذه الأعراض قد تدفع الفرد لطلب المساعدة. مثل باقي اضطرابات الشخصية العلاج النفسي، يعتبر الطريقة الرئيسية لعلاج هذا الاضطراب. الهدف من العلاج هو مساعدة الشخص المصاب على أن يصبح أكثر نشاطًا واستقلالية، وأن يتعلم تكوين علاقات صحية.

يُفضل العلاج قصير المدى بأهداف محددة عندما يكون التركيز على إدارة السلوكيات التي تتداخل مع الأداء الوظيفي. غالبًا ما يكون من المفيد للمعالج والمريض معًا الانتباه إلى دور المعالج من أجل التعرف على الطرق التي قد يشكل بها المريض نفس النوع من الاعتماد السلبي في علاقة العلاج التي تحدث خارج العلاج.

قد تتضمن الاستراتيجيات المحددة تدريبًا على تطوير الثقة بالنفس عن طريق العلاج السلوكي المعرفي (CBT). عادةً ما يتم إجراء تغيير ذي مغزى أكبر في بنية شخصية شخص ما من خلال التحليل النفسي أو العلاج النفسي الديناميكي طويل المدى. حيث يتم فحص الخبرات التنموية المبكرة لأنها قد تشكل آليات الدفاع وأساليب المواجهة وأنماط الارتباط والعلاقة الحميمة في العلاقات الوثيقة.

أما بالنسبة للأدوية فهي تستخدم لعلاج الأشخاص المصابين من مشاكل ذات صلة مثل الاكتئاب أو القلق. لأن العلاج الدوائي في حد ذاته لا يعالج عادة المشكلات الأساسية التي تسببها اضطرابات الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة الأدوية بعناية في حالة صرفها لأن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الاعتمادية يصبحون معتمدين عليها أو يسيئون استخدام بعض الأدوية الموصوفة.

هل يمكن منع حدوث اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

قد لا تتمكن من منع حدوث هذا الاضطراب، ولكن العلاج يمكن أن يساعد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالاضطراب في إيجاد طرق لتجنب المواقف الصعبة أو التعامل معها. كما أظهرت بعض الدراسات أن العلاقات الصحية قد تساعد في منع الطفل من الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية في وقت لاحق في الحياة.

إذا كان للطفل علاقة قوية واحدة مع صديق أو والد أو مدرس، فيمكنه مواجهة الآثار الضارة للآخرين.

دعم شخص مصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية

يمكن أن يكون هذا الاضطراب ساحقًا كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى يشعر الكثير من الناس بعدم الراحة في طلب المساعدة لأعراضهم. يمكن أن يؤثر ذلك على نوعية الحياة ويزيد من المخاطر طويلة المدى للقلق والاكتئاب.

إذا كنت تشك في أن أحد أفراد أسرتك قد يكون مصابًا، فمن المهم تشجيعه على طلب العلاج قبل أن تتفاقم حالتهم. قد يكون هذا أمرًا حساسًا بالنسبة لشخص مصاب بهذا الاضطراب؛ خاصةً لأنه يسعى للحصول على موافقة مستمرة ولا يريد أن يخيب أمل أحبائه. ركز على الجوانب الإيجابية لإعلام من تحب أنه لن يتم رفضه.

في الخاتمة، يمكن أن يشكل هذا الاضطراب بعض المتاعب في حياة المصاب، ولكن العلاج يسهل الكثير من هذه المصاعب ويزيل العقبات التي يمكن أن يواجهها الشخص، وبالتالي إذا كنت تشعر بوجود هذه الأعراض لا تتردد في طلب المساعدة، وتذكر عدم تشخيص حالتك أو حالة شخص آخر بمفردك بل أطلب المساعدة وسيتم التشخيص من الأشخاص المخولين بذلك.

مصادر أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية الاعتمادية:
1. Healthline
2. Clevelandclinic
3. WebMD
4. Psychologytoday

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية التجنبية

يعاني الكثير من الناس من الخجل لكن شريحة صغيرة من السكان تعاني من الخجل الشديد لدرجة أنه يتسبب في تثبيط اجتماعي شديد لأنهم يعانون بما يعرف باضطراب الشخصية التجنبية.

يؤدي الخجل الشديد والخوف من الرفض إلى صعوبة التفاعل الاجتماعي والمهني. وقد يتجنب الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية أنشطة العمل أو يرفضون عروض العمل بسبب مخاوف من انتقاد الآخرين. قد يتم تثبيطهم في المواقف الاجتماعية نتيجة تدني احترام الذات ومشاعر عدم الكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، أحيانًا ينشغلون بنواقصهم ويقِيمون علاقات مع الآخرين فقط إذا اعتقدوا أنهم لن يتم رفضهم.

الخسارة والرفض مؤلمان للغاية لهؤلاء الأفراد لدرجة أنهم سيختارون الشعور بالوحدة بدلًا من المخاطرة بمحاولة التواصل مع الآخرين.

اضطراب الشخصية التجنبية هو أحد مجموعة من الحالات المعروفة باسم اضطرابات الشخصية، والتي تحدثنا عنها في مقال سابق. هذه الاضطرابات بشكل عام هي أنماط سلوكية ثابتة لا تتماشى مع الأعراف الثقافية التي تسبب المعاناة للفرد أو من حولهم. يصنف اضطراب الشخصية التجنبية مع اضطرابات أخرى في الشخصية تتميز بمشاعر العصبية والخوف، وتعرف هذه المجموعة بالمجموعة الثالثة حسب DSM5.

ما مدى شيوع اضطراب الشخصية التجنبية؟

تُشير التقديرات إلى أن حوالي 2.4 ٪ من سكان الولايات المتحدة. ويعاني حوالي 1٪ من سكان الكوكب من اضطراب الشخصية التجنبية، ويبدو أنه يؤثر على الرجال والنساء على حد سواء بنفس النسبة تقريبًا.

مثل اضطرابات الشخصية الأخرى، قد تُلاحظ أعراض اضطراب الشخصية الانعزالية في مرحلة الطفولة وغالبًا ما تبدأ في خلق شعور بعدم الراحة في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ. عادة لا يتم تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. حيث يجب أن يكون هناك دليل على أن أنماط السلوك هذه دائمة، وغير مرنة ولا تتلاشى بسهولة مع مرور الوقت.

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، يكون الخوف من الرفض قويًا لدرجة أنهم يختارون العزلة بدلاً من المخاطرة بالرفض في العلاقة. يمكن أن يختلف نمط السلوك لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من معتدل إلى شديد. بالإضافة إلى خوفهم من الإذلال والرفض، تشمل السمات المشتركة الأخرى للأشخاص المصابون وفقًا لDSM 5 ما يلي:

  • 1. سهولة التعرض للأذى من خلال النقد أو الرفض
  • 2. عدم وجود أصدقاء مقربين.
  • 3. عدم الرغبة في الانخراط مع الناس.
  • 4. تجنب الأنشطة أو المهن التي تنطوي على التواصل مع الآخرين.
  • 5. الضجر في المواقف الاجتماعية خوفًا من القيام بشيء خاطئ.
  • 6. المبالغة في الصعوبات المحتملة.
  • 7. إظهار ضبط النفس المفرط في العلاقات الحميمة.
  • 8. الشعور بعدم الكفاءة الاجتماعية، أو الدونية.
  • 9. نادرًا ما يحاول المصاب تجربة الأشياء الجديدة خوفًا من أنها قد تكون محرجة.

وبالتالي الافتقار إلى العلاقات المهمة والعثور باستمرار على أسباب لتجنب التفاعلات الاجتماعية تعد علامتان رئيسيتان على احتمال إصابة شخص ما باضطراب الشخصية التجنبية.

كيف يختلف اضطراب الشخصية التجنبية عن القلق الاجتماعي؟

يتضمن كل من اضطراب القلق الاجتماعي والاضطراب التجنبي الخوف وتجنب المواقف الاجتماعية. يتداخل التشخيصان لكن يكون للاضطرابان جذور مختلفة. حيث ينجم اضطراب القلق الاجتماعي عن الخوف من قول أو فعل شيء قد يؤدي إلى الخجل والإحراج، أما اضطراب الشخصية التجنبية يكون مدفوعًا بدرجة أقل بقلق الأداء وأكثر بالتقييم الذاتي السلبي مقارنة بالقلق الاجتماعي. ويعد تدني احترام الذات مكونًا مركزيًا. فغالبًا لا يحب الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية التجنبية أنفسهم، ويفترضون أن الآخرين سيرفضونهم أيضًا.

أسباب اضطراب الشخصية التجنبية

السبب غير معروف. قد تلعب العوامل الوراثية والبيئية مثل الرفض من قبل أحد الوالدين أو الأقران دورًا في تطور الحالة. يبدأ سلوك التجنب عادة من الطفولة المبكرة مع الخجل والعزلة وتجنب الغرباء أو الأماكن الجديدة، ويميل معظم الأشخاص الخجولين في سنواتهم الأولى إلى التخلص من هذا السلوك لكن أولئك الذين يصابون بهذا الاضطراب يصبحون خجولين بشكل متزايد مع دخولهم مرحلة المراهقة والبلوغ.

من هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية التجنبية؟

لا توجد طريقة لمعرفة من سيطور هذا الاضطراب عادة ما يكون الأشخاص المصابون خجولين جدًا مثل الأطفال، ومع ذلك لا يصاب كل طفل خجول بهذا الاضطراب، وبالمثل ليس كل شخص بالغ خجول مصاب بهذا الاضطراب.

إذا كنت مصابًا بهذا الاضطراب فمن المرجح أن يكون خجلك قد نما مع تقدمك في العمر. وربما وصلت لدرجة أنك بدأت في تجنب أشخاص آخرين ومواقف معينة.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية؟

في حالة وجود أعراض، سيبدأ مقدم الرعاية الصحية في التقييم عن طريق إجراء تاريخ طبي كامل وفحص بدني. على الرغم من عدم وجود اختبارات معملية لتشخيص اضطرابات الشخصية على وجه التحديد، فقد يستخدم الطبيب العديد من الاختبارات التشخيصية لاستبعاد المرض الجسدي كسبب للأعراض. وإذا لم يجد مقدم الخدمة سببًا جسديًا للأعراض، فقد يحيل الشخص إلى طبيب نفسي أو أخصائي نفسي. أخصائيي الرعاية الصحية المدربين خصيصًا لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها.

يستخدم الأطباء النفسيون وعلماء النفس أدوات التحدث في المقابلة والتقييم مصممة خصيصًا لتقييم شخص مصاب باضطراب في الشخصية مثل اضطراب الشخصية التجنبية. ولتشخيص هذا الاضطراب، يجب أن تبدأ الأعراض في موعد لا يتجاوز مرحلة البلوغ المبكرة. ويجب عليك أيضًا إظهار الخصائص التالية:

أن تتجنب أنشطة العمل التي تنطوي على التواصل مع الآخرين. إذ يحدث هذا بسبب الخوف من النقد أو الرفض، فتكون غير راغب في الانخراط مع أشخاص آخرين ما لم تكن متأكدًا من أنهم يحبونك. وتتراجع في العلاقات لأنك تخشى أن تتعرض للسخرية أو الإهانة. يسيطر الخوف من الانتقاد أو الرفض في المواقف الاجتماعية على أفكارك، فتتراجع عن المواقف الاجتماعية أو تتجنبها تمامًا لأنك تشعر بعدم الكفاءة. كما تعتقد أنك أدنى من الآخرين، ومن غير المرجح أن تشارك في أنشطة جديدة لأنك تخشى الإحراج.

اضطراب الشخصية التجنبية وبعض الحالات الأخرى

يمكن أن تحدث اضطرابات الصحة العقلية الأخرى جنبًا إلى جنب مع هذا الاضطراب. وبالتالي يتم تصميم العلاج في هذه الحالات للمساعدة في علاج أعراض كل اضطراب.

تتضمن بعض الحالات التي تحدث غالبًا مع اضطراب الشخصية التجنبية ما يلي: الرهاب الاجتماعي حيث يعاني الشخص من القلق الشديد والوعي الذاتي في المواقف الاجتماعية الشائعة.

اضطراب الشخصية الاعتمادية هو حيث يعتمد الناس بشكل مفرط على الآخرين للحصول على المشورة أو اتخاذ القرارات نيابة عنهم في مجالات تشمل العلاقات الاجتماعية والسلوك. وتشترك العديد من أعراض اضطراب الشخصية التجنبية بشكل شائع بين هذه الحالات الأخرى لا سيما في حالة الرهاب الاجتماعي المعمم. لهذا السبب يمكن الخلط بين الاضطرابات بسهولة. وقد يستغرق اختصاصي الصحة العقلية بعض الوقت لإجراء تشخيص واضح واختيار العلاج المناسب لك.

هل يمكن لمن يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية الحفاظ على العلاقات الرومانسية؟

غالبًا ما يتعلم الأفراد المصابون بهذا الاضطراب الاعتماد على أنفسهم، وقد يعانون من صعوبة في التواصل و تنظيم العاطفة لديهم. والحفاظ على العلاقات الحميمة، وغالبًا ما يعزلون أنفسهم خاصة في أوقات التوتر. وبالتالي غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية غير قادرين على الحفاظ على العلاقات الرومانسية.

كيف يتم علاج اضطراب الشخصية التجنبية؟

يعد علاج اضطرابات الشخصية أمرًا صعبًا لأن الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات لديهم أنماط عميقة الجذور في التفكير والسلوك موجودة منذ سنوات عديدة. ومع ذلك، يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية إلى أن يكونوا مرشحين جيدين للعلاج لأن اضطرابهم يسبب لهم ضائقة كبيرة. ويرغب معظمهم في تطوير العلاقات، وبالتالي تكون هذه الرغبة عاملاً محفزًا للأشخاص لمتابعة خططهم العلاجية.

كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى، فإن العلاج النفسي هو العلاج الرئيسي لاضطراب الشخصية الانعزالية. والعلاج النفسي هو نوع من الاستشارة الفردية التي تركز على تغيير تفكير الشخص (العلاج المعرفي) والسلوك (العلاج السلوكي). وهناك أيضًا العلاج النفسي الديناميكي.
من المرجح أن يركز العلاج على التغلب على المخاوف، وتغيير عمليات التفكير والسلوكيات. ومساعدة الشخص على التعامل بشكل أفضل مع المواقف الاجتماعية.

لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أي أدوية لعلاج اضطرابات الشخصية. ومع ذلك، قد يصف طبيبك الأدوية المضادة للاكتئاب إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو القلق المتزامن. للحصول على أفضل النتائج، يجب تناول العلاج الدوائي جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي. ويكون علاج الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب أكثر فاعلية عندما يكون أفراد الأسرة داعمين ومتفاعلين مع العلاج.

العلاج النفسي الديناميكي

هو شكل من أشكال العلاج بالكلام يساعدك على إدراك أفكارك اللاواعية، ويمكن أن يساعدك على فهم كيف تؤثر التجارب السابقة على سلوكك الحالي، ويتيح لك ذلك دراسة الآلام والصراعات العاطفية السابقة وحلها، و بالتالي يمكنك المُضي قدمًا بنظرة أكثر صحة عن نفسك وكيف يراك الآخرون. وينتج العلاج النفسي الديناميكي نتائج دائمة مع فوائد تستمر بعد العلاج.

العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو شكل آخر من أشكال العلاج بالكلام. في هذا العلاج يساعدك المعالج على التعرف على المعتقدات غير الصحية وعمليات التفكير واستبدالها. سيشجعك معالجك على فحص واختبار أفكارك ومعتقداتك لمعرفة ما إذا كان لها أساس واقعي. كما أنها ستساعدك أيضًا على تطوير أفكار بديلة وصحية.

مصادر:

webmd.com. 1
2. clevelandclinic.org
3. healthline.co
4. psychologytoday.com

اضطراب الشخصية النرجسية

هذه المقالة هي الجزء 4 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية النرجسية

«اضطراب الشخصية النرجسية-Narcissistic Personality Disorder» هو حالة يكون فيها لدى الأشخاص إحساس متضخم بأهميتهم. وحاجة عميقة إلى الاهتمام المفرط والإعجاب، وعدم التعاطف مع الآخرين. تتسبب الحالة في حدوث مشاكل في العديد من مجالات الحياة مثل العلاقات أو العمل أو المدرسة أو الشؤون المالية. وقد يشعر الأشخاص المصابون بالتعاسة وخيبة الأمل عندما لا يتم منحهم الامتيازات الخاصة أو الإعجاب الذي يعتقدون أنهم يستحقونه. وقد يجدون علاقاتهم غير مرضية ولا يستمتع الآخرون بالتواجد حولهم.

يقع اضطراب الشخصية النرجسية تحت مظلة اضطرابات الشخصية من المجموعة الثانية. وتشمل المجموعة الثانية اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واضطراب الشخصية الهستيرية، واضطراب الشخصية الحدية.

لكل اضطراب من هذه الاضطرابات أعراضه أو سماته الفريدة. ووفقًا للإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) يجب أن تبدأ الأعراض في المراهقة أو البلوغ المبكر. وتستقر الأعراض بمرور الوقت، وتؤدي إلى ضائقة أو ضعف للفرد. وُضعت هذه الاضطرابات الأربعة في مجموعة واحدة لأنه غالبًا ما يكون للمصابين سلوكًا اندفاعيًا وعاطفيًا بشكل علني.

يحدث هذا الاضطراب نتيجة أسباب عديدة مثل الوراثة، والبيئة، مثل العنف الجسدي الّذي يتعرض له الأطفال في سن مبكرة. وهناك كذلك علم الأعصاب أي العلاقة بين التغييرات في تركيب الدماغ والسلوك. في الحقيقة الدراسات في هذا المجال لا زالت محدودة، إلا أنه هناك بعض الدراسات الّتي كشفت عن وجود تغير في المادة الرمادية للفص الجبهي للدماغ. [1]

ما هي خصائص اضطراب الشخصية النرجسية؟

تختلف الخصائص وشدتها من شخص لآخر. ولكن يمكن للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب أن يكون لديهم: شعور مبالغ فيه بأهمية الذات، وشعور بالاستحقاق والحاجة إلى الإعجاب الدائم والمفرط. كما يتوقع المصابون أن يتم الاعتراف بهم على أنهم متفوقين حتى دون الإنجازات التي تتطلب ذلك. والاعتقاد بأنه يجب عليهم التواصل فقط مع الأشخاص المتميزون على قدم المساواة. كما قد يصل الأمر إلى التقليل من شأن الأشخاص الذين يعتبرونهم أقل شأنًا أو النظر إليهم باحتقار، والتصرّف بطريقة متعجرفة. والإصرار على امتلاك أفضل ما في كل شيء على سبيل المثال أفضل سيارة أو مكتب.

في الوقت نفسه، قد يعاني الشخص المصاب من صعوبة في التعامل مع أي شيء يعتبره نقدًا ويمكنه أن يصبح غير صبور، أو غاضب عندما لا يتلقى معاملة خاصة. وتكون لدى المصاب مشاكل شخصية كبيرة، ويشعر بالاستخفاف بسهولة، والمحاولة من التقليل من شأن الشخص الآخر لجعل نفسه يبدو متفوقًا. كما يواجه صعوبة في تنظيم العواطف والسلوك لديه، وقد تصبح لديه مشاكل كبيرة في التعامل مع التوتر والتكيف مع التغيير. يصاحب تلك المشاعر الشعور بالاكتئاب، وقد يصبح متقلب المزاج لأنه يفتقر إلى الكمال ولديه مشاعر سرية بانعدام الأمن والضعف والإذلال.

ماهي أنواع اضطراب الشخصية النرجسية؟

نشرت مقالتان في المجلة الأمريكية للطب النفسي في عام 2008 تُشير إلى أنه قد يشمل ثلاثة أنواع فرعية رئيسية بدرجات متفاوتة من الشدة والتشخيص:


1. «اضطراب الشخصية النرجسية العلني-Grandiose NPD»

يعتبر هذا النوع الأكثر خطورة من حيث ضعف الأداء الشخصي والنفسي والاجتماعي، وارتفاع معدلات الاعتلال المشترك مع الاضطرابات النفسية الأخرى بما في ذلك اضطرابات الشخصية الأخرى وتعاطي المخدرات، وعلى الرغم من أن معدلات القلق والعداء تكون أكثر حدة في هذا النوع إلا أنهم أقل إقدامًا على العلاج.

2. «اضطراب الشخصية النرجسية الهش أو السري- Fragile NPD»

يصاحب هذا النوع عادة حدوث الاكتئاب والقلق، وتظهر المشاكل عندما يتعرض الشخص للانتقاد، ويكون تفكيره متقلب بين تقدير الذات المرتفع والمنخفض، لذلك قد لا يلاحظ الأطباء أن اضطراب الشخصية النرجسية هو المصدر الأساسي لأعراضهم لأنها لا تظهر بالضرورة مع العظمة العلنية وعدم التعاطف كما هو الحال مع الاضطراب، ولكن لا يزال لديهم سمات أساسية للتوقعات السرية للتفوق، ويظلون منشغلين بشكل أساسي بحساسيتهم وإخفاقاتهم المتصورة.

3. «اضطراب الشخصية النرجسية عالي الأداءHigh-Functioning- NPD»

على عكس النوعين السابقين المصاب بهذا النوع أقل عرضة للإصابة بأمراض نفسية أخرى وقد لا يفي بالضرورة بمعيار الضعف الوظيفي للاضطراب إلا أثناء الأزمات أو حالات الفشل غير المتوقعة مثل فقدان الوظيفة أو الخضوع للطلاق. كما يبدو المصابون ناجحون ظاهريًا ويحافظون عمومًا على استقرار الأنا لديهم. لكنهم ما زالوا يحتفظون بهيكل الشخصية النرجسية الأساسي. وقد تؤدي القضايا المتعلقة بالاستحقاق والتركيز على الذات إلى مشكلات شخصية وسلوكيات استغلالية وغير متعاطفة.

النرجسية واحترام الذات العالي مختلفان تمامًا

تبدأ كل من النرجسية واحترام الذات في التطور في سن السابعة تقريبًا. في هذا العمر يعتمد الأطفال بشكل كبير على المقارنات الاجتماعية مع الآخرين ويبدأون في تقييم أنفسهم على غرار “أنا فاشل” أو “أنا مستحق” أو “أنا مميز”. يرى الأطفال أنفسهم كما يرون أن الآخرين يرونهم.
في حين أن احترام الذات يميل إلى أن يكون في أدنى مستوياته في فترة المراهقة، ويزداد ببطء طوال الحياة، فإن النرجسية تبلغ ذروتها في مرحلة المراهقة وتتراجع تدريجيًا طوال العمر. لذلك فإن تطور النرجسية واحترام الذات العالي يظهران صورة المرآة لبعضهما البعض طوال المراحل العمرية للفرد.

يتأثر تطور احترام الذات والنرجسية أيضًا بأنماط الأبوة والأمومة المختلفة. تميل النرجسية إلى التطور جنبًا إلى جنب مع المبالغة في تقدير الوالدين، وفي المقابل يتطور تقدير الذات العالي جنبًا إلى جنب مع دفء الوالدين وعدم المبالغة.

يختلف كذلك سلوك احترام الذات الصحي على سلوك النرجسي؛ يعتقد أولئك الذين يتمتعون بتقدير الذات العالي الصحي أنهم يستحقون وذات كفاءة، ويسعون جاهدين لإقامة روابط حميمة وذات مغزى مع الآخرين لكنهم لا يرون بالضرورة أنهم متفوقون على الآخرين. في المقابل يعتقد النرجسيون أنهم متفوقون على الآخرين لكنهم لا ينظرون بالضرورة إلى أنفسهم على أنهم يستحقون لأنهم غالبًا ما يفتقرون إلى الاستقرار الداخلي، فإن شعور النرجسيين بتقدير الذات غالبًا ما يعتمد بشكل كامل تقريبًا على مصادقة الآخرين.

متى يجب أن تطلب المساعدة من الطبيب؟

قد لا يرغب الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية في الاعتقاد بأن أي شيء قد يكون خاطئًا لأنه مثلما تحدثنا في المقال السابق أن اضطرابات الشخصية بصفة عامة منسجمة مع الأنا خاصة اضطراب الشخصية النرجسية الّذي يكون فيه أصل المشكلة هو الشعور بالعظمة لذلك من غير المرجح أن يلجأ المصاب للعلاج، وإذا طلب العلاج فمن المرجح أن يكون ذلك بسبب أعراض الاكتئاب أو تعاطي المخدرات أو الكحول أو مشكلة أخرى تتعلق بالصحة العقلية، ولكن الإهانات المتصورة لتقدير الذات قد تجعل من الصعب قبول العلاج ومتابعته.

إذا تعرفت على جوانب من شخصيتك شائعة في اضطراب الشخصية النرجسية، ففكر في التواصل مع طبيب موثوق به أو مقدم رعاية صحية عقلية، وفي الفقرة التالية من هذا المقال سنوضح أكثر حول جوانب شخصية المصابون بهذا الاضطراب.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية؟

يمكن لأخصائي الصحة العقلية مثل الطبيب النفسي أو المعالج النفسي تحديد ما إذا كان لديك أعراض رئيسية لهذا الاضطراب.
سيعطيك معالجك النفسي استبيانات ثم يتحدث معك، وسوف يتطرق إلى ما يسبب لك الضيق. سيكون التركيز على أنماط التفكير والشعور والتصرف والتفاعل مع الآخرين على المدى الطويل، وسيحدد معالجك النفسي أيضًا ويستبعد أي حالات صحية عقلية أخرى، ووفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية لكي يتم التشخيص يجب أن يكون لدى الشخص خمسة مما يلي على الأقل:

  • 1. شعور كبير بأهمية الذات على سبيل المثال المبالغة في الإنجازات، ويتوقع أن يتم الاعتراف به على أنه متفوق دون إكمال الإنجازات فعليًا.
  • 2. أن يكون منشغل بأوهام النجاح، أو القوة، أو التألق، أو الجمال، أو الحب المثالي.
  • 3. يعتقد أنه مميز ولا يمكن فهمه أو/و لا يمكن أن يتواصل إلا مع أشخاص مميزون مثله.
  • 4. يتطلب الإعجاب المفرط.
  • 5. لديه إحساس بالاستحقاق مثل توقع غير معقول بمعاملة تفضيلية أو الامتثال لتوقعاته.
  • 6. استغلالي ويستغل الآخرين لتحقيق غاياته الخاصة.
  • 7. يفتقر إلى التعاطف ولا يرغب في التعاطي مع احتياجات الآخرين.
  • 8. غالبًا ما يحسد الآخرين، أو يعتقد أن الآخرين يحسدونه.
  • 9. يظهر سلوكيات ومواقف متعجرفة.

يتطلب تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية تقييم أنماط الأداء على المدى الطويل لذلك يجب توخي الحذر، وأن لا يقفز الشخص باستنتاجات متسرعة حول حالته أو حالة أحد أحبائه عندما يلاحظ وجود سمات هذا الاضطراب.

التشخيص المتباين لاضطراب الشخصية النرجسية

قد يظهر المصابون بعض السمات من الاضطرابات النفسية الأخرى على سبيل المثال يمكن للأشخاص الذين يعانون من النرجسية عالية الأداء أن يكونوا بمزاج مرتفع وطاقة أكثر عندما يتحمسون بفكرة جديدة، والتي تُشير بداية إلى عرض الهوس خفيف/الهوس_تحدثنا عن الهوس والهوس الخفيف سابقًا في مقال اضطراب ثنائي القطب_ومع ذلك فإن جانب الشخصية النرجسية سيكون بارزًا في تفاعلهم مع الآخرين.
من جهة أخرى قد يظهر الأشخاص الذين يعانون من النرجسية الهشة بسمات بارزة من الاكتئاب، وانعدام التلذذ، ومع ذلك فإن العظمة والحاجة إلى الإعجاب ستكون بارزة على الرغم من الأعراض العاطفية، والتي من شأنها أن تميزه عن أي اضطراب اكتئابي كبير.

على الرغم من التشابه بين اضطرابات الشخصية المختلفة من المجموعة الثانية إلا أنه هناك اختلافات واضحة بينهم. من الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية لا يظهرون علامات علنية للاندفاع والتدمير الذاتي المرتبط باضطراب الشخصية الحدية، وبالمثل ترتبط الاستجابات العاطفية الواضحة باضطراب الشخصية الهستيرية، ويشبه اضطراب الشخصية النرجسية اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع نقص في التعاطف ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع سيظهرون نقصًا في الأخلاق مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من النرجسية، ولديهم تشخيص سابق لاضطراب السلوك.

ولكن هذا لا يستثني كون أن الشخص يمكن أن يصاب باضطرابين في آن واحد مثلما ذكرنا في مقال اضطرابات الشخصية.

هل يمكنني إجراء اختبار لمعرفة ما إذا كانت لدي سمات نرجسية؟

قد يعطيك المعالج النفسي اختبارات شخصية لمعرفة ما إذا كانت لديك سمات نرجسية. فالاختبارات هي مجرد أسئلة تجيب عليها بصدق؛ إنهم يمنحون معالجك النفسي فكرة أفضل عن طريقة تفكيرك وشعورك، وتشمل هذه الاختبارات: الاستبيان التشخيصي للشخصية -4 (PDQ-4)، وفحص اضطراب الشخصية الدولي (IPDE).

علاج اضطراب الشخصية النرجسية

لا توجد أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ولكن قد يستفيد العديد من المرضى من علاج الاضطرابات الأخرى التي تصاحب هذا الاضطراب، أو أعراض الاضطراب في حد ذاته بما في ذلك القلق والاكتئاب وتقلب المزاج والذهان العابر وقضايا التحكم في الانفعالات.

يتم استخدام مضادات الاكتئاب، ومضادات للذهان أحيانًا، ويمكن إعطاء بعض المرضى مثبتات الحالة المزاجية. وبالتالي فإن علاج هذا الاضطراب يرتكز حول العلاج بالكلام، ويسمى أيضًا بالعلاج النفسي.

يمكن أن يساعدك العلاج النفسي في: تعلم كيفية التواصل بشكل أفضل مع الآخرين بحيث تكون علاقاتك أكثر حميمية ومتعة ومكافأة، وتساعدك في فهم أسباب مشاعرك وما الّذي يدفعك للمنافسة وعدم الثقة بالآخرين، وربما احتقار نفسك والآخرين.

يتم توجيه مجالات التغيير لمساعدتك على قبول المسؤولية والتعلم من أجل قبول والحفاظ على علاقات شخصية حقيقية، والتعاون مع زملاء العمل، والاعتراف وتقبل كفاءتك الفعلية، وإمكانياتك حتى تتمكن من تحمل الانتقادات أو الإخفاقات، وزيادة قدرتك على فهم وتنظيم مشاعرك وتحمل تأثير القضايا المتعلقة باحترام الذات الخاص بك.

كما يمكن للعلاج قصير المدى مساعدتك في إدارة أوقات التوتر أو الأزمات، أو يمكن توفيره بشكل مستمر لمساعدتك في تحقيق أهدافك والحفاظ عليها. في كثير من الأحيان يكون تضمين أفراد الأسرة أو الأشخاص المهمين الآخرين في العلاج مفيدًا.

دور نمط الحياة في العلاج

إذا كنت مصاب فيمكن أن تجعلك طبيعة اضطراب الشخصية النرجسية تشعر بأن العلاج لا يستحق وقتك واهتمامك، لكن من المهم أن تحافظ على ذهن منفتح، وركز على مكافآت العلاج والتزم بخطة العلاج الخاصة بك.

احضر جلسات العلاج المجدولة وتناول أي أدوية حسب التوجيهات، وتذكر أنه يمكن أن يكون عملاً شاقًا وقد تواجه انتكاسات عرضية.
حافظ على حماسك من خلال وضع أهدافك في الاعتبار وتذكير نفسك أنه يمكنك العمل على إصلاح العلاقات التالفة، وأن تصبح أكثر رضا عن حياتك.

قد تبدأ بزيارة طبيبك أو قد يحيلك طبيبك إلى مقدم خدمات الصحة العقلية مثل المعالج النفسي.

ما تستطيع فعله قبل موعدك هو أن تضع قائمة بما يلي: أي أعراض تعانيها ومدتها للمساعدة في تحديد أنواع الأحداث التي من المحتمل أن تجعلك تشعر بالغضب أو الانزعاج، المعلومات الشخصية الرئيسية بما في ذلك الأحداث الصادمة في الماضي وأي ضغوطات كبيرة حالية، ومعلوماتك الطبية مثل حالتك البدنية وإذا ما تم تشخيصك بأي مرض جسدي أو نفسي آخر، وحتى تتمكن من تحقيق أقصى استفادة من موعدك اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء الموثوق بهم إن أمكن للمساعدة في تذكر التفاصيل. بالإضافة إلى ذلك قد يتمكن الشخص الذي عرفك لفترة طويلة من طرح أسئلة مفيدة أو مشاركة معلومات مهمة.

وتذكر أن تسأل الأسئلة المهمة لمقدم الرعاية الصحية مثل: ما نوع الاضطراب الذي تعتقد أنني أعانيه؟ هل يمكن أن أعاني من حالات صحية عقلية أخرى؟ ما هو الهدف من العلاج؟ ما هي العلاجات التي من المرجح أن تكون فعالة بالنسبة لي؟ وما مدى توقع تحسن نوعية حياتي مع العلاج؟ كم مرة سأحتاج إلى جلسات العلاج، وإلى متى؟ هل سيكون العلاج الأسري أو الجماعي مفيدًا في حالتي؟ هل هناك أدوية يمكن أن تساعد في الأعراض؟ لدي هذه الحالات الصحية الأخرى، فكيف يمكنني إدارتها بشكل أفضل معًا؟ هل هناك أي كتيبات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع التي توصون بها؟ ولا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى أثناء موعدك.

ماذا يمكن أن تقدمه العائلة للمساعدة؟

إن العيش مع شخص مصاب باضطراب الشخصية النرجسية أو وجود علاقة وثيقة معه يمثل تحديًا. يمكن أن يكون التعرف على الاضطراب أمرًا مدهشًا لأصدقائك وعائلتك، وقد يكون لديهم المزيد من التعاطف بمجرد أن يدركوا مصدر سلوكك.

يجب أن يعلموا أيضًا أن الأمر سيستغرق وقتًا لرؤية تغييرات ملحوظة في سلوكك. تشمل الخطوات الأخرى التي يمكن لأحبائك اتخاذها لفهم الاضطراب وكيف يؤثر عليهم ما يلي: علاج الأزواج، والاستشارة الأسرية، والاستشارة الفردية، ومجموعات الدعم.

في الخاتمة إذا تم بالفعل تشخيصك بهذا الاضطراب، أو تعتقد أنك مصاب فتذكر أن البدء في طلب المساعدة هو نصف المعركة . عندما يكون لديك هذا الاضطراب يكون احترامك لذاتك هشًا، والنقد يؤذيك بسهولة، وقد يمنعك الخوف من النقد من الحصول على المساعدة التي تحتاجها، ولكن تفكر أن الرغبة في التغيير أمر حيوي؛ من خلال الاستشارة يمكنك البدء في تغيير أنماط تفكيرك مما يغير سلوكك، وبمرور الوقت يمكن لهذه التغييرات تحسين جودة علاقاتك وحياتك وجعل حياتك أكثر متعة.

أما إذا كان أحد أحباؤك لديه اضطراب الشخصية النرجسية، فتذكر أن النرجسي إنسان؛ يجعله هذا الاضطراب يعاني في كثير من الأحيان لذلك من المهم جدًا تقديم الدعم اللازم وطلب المساعدة من مقدمي الرعاية الصحية.

مصادر
1. ncbi
2. mayoclinic.org
3. clevelandclinic.org
4. psychologytoday.com
5. britannica.com
6. scientificamerican
7. scientificamerican

Exit mobile version