ما هو أرق الكورونا وماهي أسبابه؟

ما هو أرق الكورونا وماهي أسبابه؟

الحصول على قسط جيد من الراحة ليلًا في ظل الظروف المرهقة أمر صعب، وقد يكون النوم الجيد أثناء جائحة الكورونا المستمرة أمرًا مستحيلًا في بعض الليالي القاسية، ومن المعروف أن مشاكل النوم ليست جديدة، فعلى سبيل المثال أكثر من ثلث الأمريكيين لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم بشكل منتظم لسنوات. إن قلة النوم الجيد مشكلة منتشرة لدرجة أن مركز السيطرة على الأمراض قد أطلق عليها وباء الصحة العامة، ولكن ساهمت الجائحة في تفاقم هذه المشكلة فمع التوتر والحزن والقلق من فيروس كورونا، وتأثيره على الحياة اليومية يُبلغ الناس عن مشاكل نوم أكثر من أي وقت مضى حيث أبلغ حوالي أربعة من كل عشرة أشخاص عن مشاكل في النوم أثناء الوباء هذا ما جعل خبراء النوم يطلقون على مشاكل النوم خلال الجائحة [1] «بأرق كورونا-coronasomnia».

ما هو أرق الكورونا وماهي أسبابه؟

يتميز أرق الكورونا بزيادة مشاكل النوم أثناء الوباء بالإضافة إلى أعراض القلق والاكتئاب والتوتر. في حين أن الأرق التقليدي غالبًا ما يرتبط بالقلق والاكتئاب يختلف أرق الكورونا عنه بأنه دائمًا ماكان مرتبط بأسباب ساهمت في رفع مستويات التوتر خلال الجائحة ومن ثم ظهور هذه المشكلة، وبدأت أعراض أرق الكورةنا أو اشتدت أثناء الجائحة.

لقد قلبت الجائحة تقريبًا كل جانب من جوانب حياتنا اليومية. تكيف الآباء والأطفال مع التعليم عن بعد بينما انتقل ملايين العمال إلى العمل عن بعد أو تم إجازتهم أو فقدوا وظائفهم بالكامل. فقد الناس أحباءهم وعانوا من المرض. هناك حالة مستمرة من عدم اليقين بشأن الأمن الوظيفي، والصحة، ومتى ستعود الأمور إلى طبيعتها. مع الكثير من التغييرات دفعة واحدة، فلا عجب أن يواجه الناس صعوبة في النوم.

زيادة الضغط

تؤثر أحداث الحياة الكبيرة المجهدة مثل الكوارث الطبيعية والهجمات الإرهابية على الصحة النفسية، وتخلق مشاكل في النوم يمكن أن تستمر لأشهر بعد ذلك. يمكن اعتبار جائحة عالمي كحدث من هذا القبيل.

يزيد التوتر من مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يعمل عكسياً مع الميلاتونين هرمون النوم. في الطبيعي يرتفع الكورتيزول في الصباح الباكر لتنشيط جسمك طوال اليوم، وينخفض ​​مساءً حيث يبدأ إنتاج الميلاتونين اللذي يعدك للنوم، وبالتالي عندما تظل مستويات الكورتيزول لديك مرتفعة نتيجة التوتر يتم تعطيل إنتاج الميلاتونين، وكذلك تتعرقل راحة نومك.

يمكن أيضًا أن يقلل التواجد في المنزل طوال اليوم من دافعك للنوم نظرًا لأنك تحصل على قدر أقل من التعرض للضوء الطبيعي اللذي يعتبر المنظم الرئيسي لدورة النوم والاستيقاظ لديك. فقدان الروتين اليومي بسبب إرشادات التباعد الاجتماعي اختفت العديد من أجزاء الحياة الطبيعية من ممارسة الهوايات إلى المناسبات الاجتماعية بين عشية وضحاها. يزيد فقدان هذه الأنشطة من إحساسنا بالعزلة الاجتماعية، ويمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العقلية. تخدم الأنشطة العادية أيضًا وظيفة مهمة فيما يتعلق بنومنا. كانت التنقلات والوجبات وفصول التمارين الرياضية والأحداث الاجتماعية كلها علامات زمنية ساعدت في تعزيز إيقاعاتنا اليومية، ومن ثم دورة النوم والاستيقاظ.

بالنسبة لبعض الناس ساهمت هذه التغييرات في انخفاض جودة النوم على الرغم من قضاء المزيد من الوقت في السرير، وقد كانت هذه الأعراض أكثر وضوحًا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والتوتر. بدون روتين يومي من الصعب أن يظل إيقاعك اليومي على المسار الصحيح، وعندما يتعطل إيقاع الساعة البيولوجية لا يتأثر النوم فقط بل تتأثر مجموعة من الوظائف البيولوجية بما في ذلك الهضم والشهية والاستجابة المناعية وغير ذلك. نتيجة لذلك يصبح قلة النوم والقلق الناجمين عن أرق الكورونا دورة تحقق ذاتها، فعندما يحصل الناس على قسط أقل من النوم تزيد مستويات التوتر لديهم، ويزيد من سوء الحالة المزاجية وبالتالي تتفاقم مشاكل النوم أكثر، ويمكن أيضًا أن يقلل الحرمان من النوم دافعك لممارسة الرياضة ويزيد من شهيتك للأطعمة غير الصحية، ويمكن أن تؤدي هذه التغييرات بعد ذلك إلى زيادة الوزن مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات النوم.

إذا تُرك اضطراب النوم المزمن دون رادع، فقد يؤدي إلى عواقب صحية طويلة المدى مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة، والاكتئاب، وحتى السكتة الدماغية.

زيادة استهلاك وسائل الإعلام

في محاولة لمواكبة أحدث المعلومات حول الجائحة زاد الناس بشكل كبير من استهلاكهم لوسائل الإعلام أثناء الوباء، ويعتمدون الآن على مجموعة أكبر من مصادر الأخبار. في جميع الجوانب تقريبًا أدت هذه السلوكيات إلى زيادة مستويات الاضطراب العقلية، وارتبط قضاء المزيد من الوقت المستغرق في وسائل الإعلام، وكذلك التحقق من الأخبار بشكل متكرر بمستويات أعلى من القلق. كلما زاد بحث الشخص عن أنواع مختلفة من الوسائط مثل التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي زادت أعراض الخوف لديه. المشكلة هي أن الناس زادوا من استهلاكهم للوسائط ليلًا بالقرب من وقت النوم. نتيجة لذلك يقضي الأشخاص أيضًا وقتًا أطول مع أجهزتهم الإلكترونية، والبث المباشر ومشاهدة الأخبار. ترتبط زيادة وقت الشاشة بنوم أقصر وأقل راحة، فالمزيد من وقت الشاشة يعني المزيد من التعرض للضوء الأزرق، ويفسر دماغك الضوء الأزرق بشكل مشابه لضوء الشمس. يؤدي التعرض لهذا الضوء في الليل إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول اللذي يعاكس في عمله الميلاتونين كما تحدثنا سابقًا. بمعنى آخر تشعر بمزيد من اليقظة والتوتر بدلاً من الاسترخاء والاستعداد للنوم. [1]

أعراض أرق الكورونا

تشمل أعراض أرق الكورونا ما يلي:

1. أعراض الأرق مثل صعوبة السقوط والاستمرار في النوم.

2. زيادة مستويات التوتر.

3. زيادة أعراض القلق والاكتئاب.

4. أعراض الحرمان من النوم مثل زيادة النعاس أثناء النهار، وضعف التركيز، وسوء الحالة المزاجية.

طوال جائحة كورونا وثقت دراسات مختلفة زيادة معدلات الأرق واضطرابات الصحة العقلية. ويقدر الخبراء أن عدد الأشخاص الذين يعانون من أي شكل من أشكال الأرق قد زاد بنسبة 37% عن ما قبل الجائحة. في الوقت نفسه أبلغ أربعة من كل عشرة أشخاص عن عرض واحد على الأقل من أعراض الصحة العقلية أثناء الوباء. مقارنة بعام 2019 تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من أعراض القلق ثلاث مرات، وأما بالنسبة للاكتئاب فقد تضاعف أربع مرات [1]، وارتفعت معدلات الأرق في الصين من 14.6% إلى 20% خلال فترة الإغلاق القصوى، ووفقًا لدراسة نُشرت في الأكاديمية الأمريكية لطب النوم كان هناك 2.77 مليون عملية بحث على جوجل عن الأرق في الولايات المتحدة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2020_ بزيادة قدرها 58% عن نفس المدة في السنوات الثلاث السابقة. [2]

من هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأرق الكورونا؟

يمكن لأي شخص أن تظهر عليه أعراض أرق الكورونا، ولكن هناك مجموعات معينة من الناس معرضون لخطر متزايد بما في ذلك: المرضى المصابون بفيروس كورونا، والعاملون في الخطوط الأمامية، ومقدمو الرعاية الصحية بدون أجر، والنساء، والشباب.

من المرجح أن يبلغ مرضى كورونا عن مشاكل النوم بسبب أعراض المرض التي تجعل الراحة صعبة مثل: التنفس والسعال. حيث أبلغ 75٪ من المرضى عن مشاكل في النوم. [1]

العاملون الطبيون في الخطوط الأمامية

لا سيما أولئك الذين يعملون مباشرة مع مرضى كورونا لديهم معدلات أعلى بكثير من سوء نوعية النوم، والأرق، والقلق، والاكتئاب، والنوم المضطرب. هؤلاء الأفراد معرضون بشكل أكبر للإصابة بالعدوى، وبالتالي زاد القلق بشأن العدوى فضلًا عن مستويات أعلى من الإجهاد المرتبط بالعمل بسبب نقص الإمدادات، وأبلغ ما يصل إلى 80% من هؤلاء العاملين في المجال الطبي عن اضطراب النوم، وكانت النساء العاملات أكثر عرضة بنسبة 40% من العمال الذكور للإصابة بالأرق. [1]

هذا بالنسبة للأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بأرق الكورونا، ولكن يبقى السؤال هل الأرق من أعراض مرض كوفيد -19؟

على الرغم من أن بعض الناجين من فيروس كورونا اللذين يعانون من أعراض طويلة الأمد يعانون من الأرق؛ إلّا أنّ مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لا يُدرج اضطراب النوم هذا كعرض شائع للإصابة بكورونا، ولكن جعل الإجهاد المرتبط بالجائحة هو السبب الأكثر احتمالية للأرق لدى هؤلاء الأفراد. [2]

5 نصائح لمكافحة أرق الكورونا

هناك عدد من النصائح اللتي يمكنك من خلالها تحسين تجربة نومك مثل:

1. الاستراحة من الأخبار

على الرغم من أنه من الجيد البقاء على اطلاع بالأخبار، ولكن حاول تجنب الإفراط في الأخبار والعادات السيئة الأخرى هذا مهم بشكل خاص في المساء.

2. الالتزام بجدول زمني ثابت

كما ذكرنا سابقًا، فإن الكثير من التوتر يأتي من تغيير روتيننا اليومي رأسا على عقب. لكن يمكننا الحصول على بعض الراحة من خلال إنشاء جدول يومي وروتين والالتزام به. حاول الحفاظ على وقت نوم ثابت ووقت يقظة ثابت بغض النظر عن يوم الأسبوع.

3. تخطي القيلولة

يمكن أن تكون القيلولة طريقة جيدة لاستعادة بعض الطاقة خاصة إذا كنت تعمل من المنزل، ويمكن أن تنزلق بسهولة من مساحة المكتب إلى الأريكة أو السرير، ولكن تذكر أن قيلولة قصيرة أو قيلولة قصيرة في وقت مبكر من بعد الظهر يمكن أن تكون مفيدة لبعض الناس، ولكن القيلولة الطويلة والقيلولة في وقت لاحق من المساء يمكن أن تعطل النوم.

4. تجنب قلق الساعة

أنت تعرف الشعور عندما تستيقظ في منتصف الليل، وتتحقق من ساعتك ثم تشرع في القلق بشأن الحاجة إلى النوم مرة أخرى؛ لكن هذا التوتر يبقيك مستيقظًا بدلاً من ذلك. إن محاولة عدم الضغط في هذا الموقف أسهل قولًا من فعلها، ولكن هناك خيارات من حيث الاسترخاء يمكن أن تجعل الأمر أسهل. يمكن لتقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتخيل الموجه، والاسترخاء التدريجي للعضلات أن تساعدك على النوم. [2]

5. ممارسة التمارين الرياضية كل يوم

تساهم التمارين اليومية في الحصول على نوم أكثر راحة. التمرين أيضًا وسيلة رائعة للتخلص من التوتر والقلق. حاول إنهاء التمرين قبل النوم بساعة واحدة على الأقل. تعمل التمارين القوية على تنشيط الجسم وتسخينه لذا اترك وقتًا كافيًا لتهدأ قبل النوم. [1]

أما إذا استمرت مشاكل نومك فحاول التحدث لطبيب مختص في هذا الأمر؛ حيث يمكنه تقديم توصيات إضافية مثل العلاج السلوكي المعرفي للأرق، وهو علاج مثبت للأرق، وبالنسبة لأولئك الذين لا يزالون يمارسون التباعد الاجتماعي تُظهر الدراسات أن العلاج المعرفي السلوكي فعال بنفس القدر حتى عند تقديمه عن طريق التطبيب عن بعد. [1]

إقرأ أيضًا: تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية

مصادر ماهو أرق الكورونا وماهي أسبابه؟

1. Sleepfoundation

2. Clevelandclinic

كيف تساعد طفلك المصاب بعسر القراءة؟

يتعلم كل طفل ويتطور وفقًا لقدراته وسرعته الخاصة وبشكل فردي. والقراءة مهارة لا تختلف عن المهارات الأخرى. فمن الشائع جدًا أن يجد الأطفال صعوبة في القراءة في مراحل تعليمه الأولى. لكن ماذا إذا أصبح تعلم القراءة صراعًا مستمرًا يجعل الطفل متخلفًا عن أقرانه؟ سيؤدي به الأمر إلى ما يعرف بـ اضطراب التعلم كما يعرف بأنه عُسر القراءة. فما هو عسر القراءة وكيف تساعد طفلك الذي يعاني من صعوبات التعلم الأكثر شيوعًا؟

ما هو عسر القراءة؟

عسر القراءة هو نوع من صعوبات التعلم، يعاني فيه الطفل من صعوبة معالجة الكلمات او الأرقام. وهناك أنواع من صعوبات التعلم، عسر القراءة هو المصطلح المستخدم للتعبير عن صعوبة تعلم القراءة على الرغم من أن الطفل حقًا يريد التعلم. كما يؤثر عسر القراءة على قدرة الأطفال على إدراك الأصوات في اللغة والتلاعب بها. فيصبح لديهم صعوبة في تشفير الكلمات الجديدة أو تقسيمها إلى أجزاء يمكن نطقها مفردة. فيسبب ذلك صعوبة في القراءة والكتابة والهجاء. قد يعوضون ذلك عن طريق حفظ الكلمات الجديدة، وقد يكونون بطيئين في استرجاع الكلمات المألوفة.

إن عسر القراءة ليس انعكاس لمدى ذكاء الطفل- في الواقع هو فجوة بين قدرة الطفل وانجازه_ فيستطيع بعض الأطفال المصابين بعسر القراءة م اكبة أقرانهم بجهد إضافي على الأقل في المراحل الأولى من التعليم الأساسي. لكن بحلول الصف الثالث أو الرابع من المرحلة الأولى في التعليم عندما يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على القراءة بسرعة وطلاقة من أجل مواكبة مهارتهم، فإنهم يشعرون أن هناك مشكلة! بالمساعدة وبعض أساليب التعويض عن ضعفهم في معالجة الكلمات، يمكن للطلاب الذين يعانون من عسر القراءة تعلم القراءة والتفوق أكاديميًا.

ما مدى انتشار عسر القراءة؟

تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من واحد من كل خمسة أطفال يعاني من عسر القراءة. وأن من 80 إلى 90 بالمائة من الأطفال الذين يعانون اضطرابات التعلم يعانون من عسر القراءة. وتشير الدكتور سالي شايويتز- المدير المشارك لمركز ييل لعسر القراءة والإبداع، إلى أن العديد نن الأطفال لا يتم تشخيصهم لإن الصعوبات في المدرسة تعزى -بشكل غير صحيح- إلى الذكاء، مستوى الجهد، الأداء والعوامل البيئية. وعلى الرغم من أن الخبراء كانوا دائمًا ما يؤكدون أن صعوبات التعلم تشيع بين الأولاد بصورة أكبر من الفتيات؛ إلا أن الأبحاث الحالية تشير إلى أنه يؤثر على الأولاد والبنات على حد سواء.

ما هي علامات عُسر القراءة؟

تلك هي بعض السلوكيات والأعراض التي تُعتبر علامة على أن الطفل. مصاب بعُسر القراءة:

  • يبذل مجهودًا كبيرًا في تعلم القوافي البسيطة.
  • قد يعاني من تأخر الكلام.
  • يكرر أو يحذف الكلمات القصيرة أو الروابط أثناء النطق مثل و..و .. لكن ،..
  • يجد صعوبة في التمييز بين اليمين واليسار.

وعلى صعيد المدرسة، نجد الأطفال المصابون بعسر القراءة يقومون بما يلي:

  • يجدون صعوبة في نطق كلمات جديدة.
  • يفتقر الطفل إلى الطلاقة في الكلام مقارنةً بأقرانه.
  • يقرأ كلمات الجملة أو الأرقام بشكل عكسي.
  • لديه صعوبة في تدوين الملاحظات أو نسخ الكلمات من على السبورة أو اللوحة التعليمية.
  • يبذل مجهودًا في ربط الأصوات بالحروف وتسلسل الأصوات وترتيبها.
  • يتعثر قي تهجئة الكلمات الشائعة.
  • التهرب من القراءة بصوت عالٍ.

ونجد أن عسر القراءة يؤثر على الأطفال خارج المدرسة، فنجدهم يعانون من بعض الأمور الأخرى كالآتي:

  • يجدون صعوبة في فك وفهم الرموز والشعارات
  • يكافحون عند محاولة تعلم قواعد الألعاب مع أقرانهم.
  • يجدون صعوبة في تتبع الاتجاهات متعددة الخطوات.
  • يجدون صعوبة في تعلم لغة أخرى.
  • يصبحون محبطين بشكل كبير، مما يؤثر على استقرارهم واتزانهم العاطفى.

ومن هنا يمكننا القول بأن صعوبات التعلم يمكن أن يمتد أثرها إلى ما هو أبعد بكثير من القراءة، فيمكن أن يؤثر على الأطفال اجتماعيّا ونفسيًا.

كيف يمكن أن يؤثر عسر القراءة على الأطفال اجتماعيًا ونفسيًا؟

تقول سكوت بيزيلكز- المدير التنفيذي لمدرسة اعداديه متخصصة في تعليم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم،

“يمكن للشخص المصاب بعسر القراءة والذي يعانى من صعوبات في العثور على الكلمات أن يواجه مشكلة في لغته التعبيرية”

كما تؤكد:

“غالبًا ما يُتهمون بعدم بذل جهد كافٍ لتعلم القراءة”

ولهذا تأثير إجتماعي كبير، إذ يجعلهم يشعرون بعدم الراحة تجاه أنفسهم. وغالبًا ما يعاني الأطفال – خاصة أولئك الذين لم يتم تشخيصهم بعد- من تدني احترام الذات لقلقهم وشعورهم بأن هناك شيئًا ما خطأ لديهم.

حيال تلك المشكلة تقول د. بيزيلكو:

“الكثير من عملنا مع الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة هو مساعدتهم على إعادة اكتشاف ذكائهم”

وتؤكد:

“لإنهم توقفوا عن الإيمان بأنفسهم”

كيف يتم تشخيص عسر القراءة؟

من السهل أن تلتفت إلى هذا الأمر إذا كان طفلك لا يؤدي الأداء المتوقع في القراءة حسب مرحلته التعليمية، يمكنك حينها التواصل مع المدرسة التابع لها طفلك لطلب إجراء تقييم صعوبات التعلم، الذي بدوره يحدد العجز في القدرة على القراءة مع استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة، كمشاكل السمع أو أحد العومل الاجتماعية أو البيئية أو المعرفية. ثم مشاركة النتائج معك.

ستحاول المدرسة بعد ذلك تقديم توصيات حول كيفية دعم وتعويض تلك الصعوبة لرفع أداء طفلك. يمكنك أيضًا اللجوء إلى المختصين أيضًا في هذا علاج مثل تلك المشكلة كالطبيب النفسي، أخصائي علم النفس بالمدرسة أو أخصائي التخاطب واللغة، لدعم طفلك والحصول على أفضل الأساليب العلاج والمساعدة.

متى يجب عليك تقييم طفلك؟

يقترح الخبراء والباحثون أنه لا يجب خضوع الطفل لتقييم صعوبات التعلم وعسر القراءة حتى يبلغ سن ست سنوات على الأقل. كما ينصحون بأنه مجرد ظهور فجوة الذكاء ومهارات القراءة أو ظهور بعض أعراضها في الصف الأول من التعليم الأساسي مثلاً، فمن الجيد أن تبدأ في فك ضفائر تلك المشكلة والتعامل معها لمساعدة طفلك باللحاق بأقرانه وتعزيز صورته الذاتية التى قد تكون “هشة”.

كيف يمكنك تقديم الدعم والمساعدة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة؟

لا يعني تشخيص صوبات التعلم أن طفلك لن يتعلم القراءة أبدًا! بل هناك العديد من برامج القراءة مثل:

  • نموذج ويلسون للقراءة-Wilson Reading System
  • منهج أورتن جيلينجهام -The Orton-Gillingham Approach
  • منهج منع الفشل الأكاديمي- (Preventing Academic Failure (PAF)
  • برنامج لينداموود- Lindamood-Bell Program
  • اسلوب RAVE-O

تلك البرامج يمكنها أن تساعد طفلك، والتى تتضمن بعض المميزات التى تعمل بشكل أساسي على المهارات الأساسية مثل:

  • وجود تعليمات متعددة الحواس في تعلم مهارات فك التشفير.
  • التكرار ومراجعة الكلمات بإستمرار.
  • التركيز
  • العلاج والممارسة في مجموعة أو بشكل فردي.
  • الإعتماد بشكل كبير على حاسة البصر واستخدامها في ربط المعلومات.
  • استراتيجيات لمساعدة الأطفال على استخلاص المعنى مما يقرؤنه
  • ويمكن للمعالج المختص تحديد البرنامج المناسب والأمثل حسب مرحله طفلك.

طرق اخرى لدعم الطفل المصاب بعسر القراءة.

من المهم جدًا دعم جهود طفلك من خلال التشجيع والمساعدة في القراءة في المنزل. حاول أن تمنح طفلك دائمًا فرصًا لبناء الثقة والنجاح في مجالات أخرى مثل الرياضة والهوايات كما يمكنك القيام ببعض الأشياء التى يمكن أن تساعد الطفل المصاب بعسر القراءة مثل :

  • الإستماع الي الكتب الصوتية كبديل للقراءة.
  • الكتابة على الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي بدلاً من الكتابة باليد.
  • استخدام التطبيقات والألعاب التى تجعل عملية التعلم ممتعة عن طريق استخدام الكلمات في الألعاب.
  • استخدام المسطرة لمساعدة طفلك على القراءة بخط مستقيم مما يحافظ على تركيزه.

يمكنك أيضًا الاطلاع على آثار التأديب الجسدي للأطفال من هنا التأديب الجسدي للأطفال

تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية

تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية.

توقع علماء النفس منذ بداية جائحة كورونا أن تؤثر الجائحة سلبًا على الصحة النفسية. الخوف والقلق من المرض، والتباعد الاجتماعي والتغيرات الاقتصادية، وكذلك فقدان الأحبة والأقارب بسبب المرض كلها عوامل تزيد من التوتر والشعور بالحزن والوِحدة.

الاضطرابات التي قد تحدث بسبب القلق والتوتر أثناء الجائحة:

1.اضطرابات في النوم وأنماط الأكل.

2.صعوبة في النوم والتركيز.

3.زيادة استهلاك التبغ والكحول.

4.تفاقم المشاكل الصحية لمن يعاني من أمراض مزمنة.

5.تدهور الحالة النفسية لمن يعاني من مرض نفسي.

6.زيادة معدلات القلق والاكتئاب. [1]

تُثبت الدراسات الحديثة صحة هذه التوقعات، فعلى سبيل المثال في دراسة أُجريت على 1629 شخص من 4 محافظات في مصر لتقييم مدى انتشار الاكتئاب والقلق والتوتر واضطرابات النوم خلال جائحة كورونا وَجدت أن 67.1% من المشاركين عانوا من الاكتئاب خلال الجائحة، وتعرّض حوالي 53.5% منهم للقلق وكذلك واجهَ 23.1% من المشاركين اضطرابات في النوم، وكذلك وجد الباحثون ان تلك الاضطرابات ارتفعت أكثر عند النساء مقارنة بالرجال. [2]

و في تقرير لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC» وُجِدت زيادةً في أعراض القلق، وتضاعف 4 مرات في نسبة الاكتئاب بين 5470 بالغًا شملهم الاستطلاع مقارنة بعينة في عام 2019. كذلك في دراسة استقصائية أجراها الباحثون في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن وَجدت زيادة في نسبة الاكتئاب حوالي 3 أضعاف عند البالغين في الولايات المتحدة مقارنة بعام 2018، وسجَّلت الدراسة أكبر ارتفاع في نسبة الإكتئاب_5 أضعاف_ عند الأشخاص من أصول آسيوية. في تعليق مصاحب للدراسة اقترحت الطبيبة النفسية «روث شيم» أن هذا الارتفاع يُمكن أن يعكس تأثير العنصرية المتعلقة بأصل الوباء في الصين. [3]

الأشخاص الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية خلال الجائحة:

ارتفعت نسبة الإصابة بالاكتئاب والقلق خاصة بين المصابين بأمراض نفسية من قبل الجائحة، وأصحاب الدخل المنخفض، وكذلك المقربين من المصابين بفيروس كورونا. كذلك قلة الدعم النفسي من قِبل العائلة والأحبّاء يُعتبر عامل في زيادة تلك الاضطرابات.

اعتقد العلماء أن نسبة الإصابة بتلك الاضطرابات ستكون أعلى عند كبار السن لأن الفيروس يُهدّد صحّتهم وحياتهم أكثر من غيرهم، ولكن نتائج الدراسات تثبت عكس ذلك.

في دراسة «CDC» مثلًا 62.9% من اللذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عام عانوا من الاكتئاب والقلق، وحوالي الربع منهم فكّروا في الانتحار خلال الجائحة.

نُشرت دراسة في مجلة «science Advances» شملت 6500 شخص وَجدت أن الشباب هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال الجائحة، وفسر الباحثون ذلك بأن الجائحة أثرت سلبًا على أحداث مهمة للشباب مثل التخرج، وحفلات الزفاف، وكذلك قلة التواصل الاجتماعي عن طريق المدارس والجامعات أثّرت على فئة الشباب أكثر من غيرهم.

وكذلك تُشير هذه الدراسة إلى أنّ متابعة أخبار الجائحة بإفراط يعتبر عامل رئيسي يزيد من مستوى القلق لكل الفئات العمرية. التركيز على التغطية الإعلامية يجعل الناس تقلق أكثر، وهذا القلق يجرهم لمتابعة المزيد من الأخبار إنها دورة يصعب التخلص منها، ولذلك يُنصح بالتقليل من متابعة أخبار الجائحة للتقليل من هذا القلق والتوتر. [3]

الخاتمة

على الرغم من تأثير الجائحة السلبي على الصحة النفسية للعديد من الأشخاص إلا أنه هناك بعض الممارسات التي تُقلِّل من تعرُّضِك للتوتر والقلق. مثل التقليل من مشاهدة الأخبار حول الجائحة، وممارسة الرياضة، وكذلك التواصل مع الأصدقاء والعائلة مع المحافظة على شروط السلامة، وتذكّر أن البشرية ستتجاوز هذه الجائحة كما تجاوزت العديد من قبلها. [4]

مصادر تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية:

[1] CDC

[2] springer.com

[3] scientific american

[4] CDC

ما هو القلق وما أهم أعراضه وكيفية السيطرة عليه؟

هذه المقالة هي الجزء 17 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

تؤثر اضطرابات القلق على ما يقرب من 40 مليون بالغ في الولايات المتحدة. فوفق المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالقلق من الرجال.

يمكن أن تحدث اضطرابات القلق في أي مرحلة من مراحل الحياة، ولكنها تبدأ عادةً في منتصف العمر. وقد تزيد تجارب الحياة المجهدة من خطر الإصابة. بالنسبة للأعراض، قد تبدأ فورًا أو بعد سنوات. ويتجلى القلق بطرق متعددة ولا يميز حسب العمر أو الجنس أو العرق. للمزيد من التفاصيل ولمعرفة ما هو القلق وما أهم أعراضه بالإضافة للعديد من النصائح التي قد تعيد تناغم الجسد والعقل والروح تابع قراءة المقال التالي.

ما هو القلق؟

Anxiety: شعور بالرهبة أو الخوف، غالبًا بدون مبرر واضح.
كيف نميز القلق عن الخوف؟ ينشأ هذا الأخير استجابةً لخطر واضح، مثل الخطر الذي يؤثر على السلامة الجسدية للفرد. على النقيض من ذلك، ينشأ القلق استجابةً لمواقف تبدو غير ضارة أو ناتجًا عن صراعات عاطفية داخلية قد لا تكون أسبابها واضحة للشخص نفسه.


يعتبر الشعور بالقلق خلال أحداث الحياة اليومية أمرًا طبيعيًا، بينما مواجهة تلك الأحداث بالقلق المبالغ فيه واستمرار الشعور بالقلق غير المبرر، عادةً ما يُنظر إليه على أنه علامة على اضطراب عاطفي.

هناك عدة أنواع لاضطرابات القلق، ما هي؟

  • “اضطراب القلق المعمم-Generalized anxiety disorder”: شعور بالقلق الشديد والغير واقعي وبدون أسباب واضحة.
  • “اضطراب القلق الاجتماعي-Social anxiety disorder”: يُعرف أيضًا بالرهاب الاجتماعي، وهو الشعور بالقلق من المواقف الاجتماعية اليومية، نتيجة قيام الآخرين بالحكم عليك أو التعرض للإحراج أو السخرية.
  • “الرهاب المحدد Specific phobias”: الشعور بالخوف من شيء ما أو موقف معين، مثل المرتفعات والطيران، وهذا يدفع في كثير من الأحيان إلى تجنب مثل هذه الأحداث.
  • “رهاب الخلاء- Agoraphobia”: خوف شديد من التواجد في مكان يصعب فيه الهروب منه أو الحصول على مساعدة في حالة حدوث حالة طارئة. على سبيل المثال ، قد تصاب بالذعر أو تشعر بالقلق عند ركوب الطائرة أو المواصلات العامة أو الوقوف في صف وسط حشد من الناس.
  • “قلق الانفصال-Separation anxiety”: الشعور الدائم بالقلق من حدوث شيء سيء لمن تحب، لمجرد عدم وجوده في محيط بصرك.
  • “الصمت الانتقائي-Selective mutism”: لا يتحدث الأطفال الصغار الذين يتحدثون بشكل طبيعي مع أسرهم في الأماكن العامة، كما هو الحال في المدرسة.
  • “قلق ناجم عن الأدوية- Medication-induce anxiety disorder”
  • اضطراب الهلع-Panic disorder”: نوبة من الشعور بالخوف المفاجئ، مما يسبب تعرق وألم في الصدر، وزيادة في ضربات القلب وأحيانًا الشعور بالاختناق.

ما الذي يدفع شخص ما للشعور بالقلق؟

السبب الدقيق لاضطراب القلق العام غير مفهوم تمامًا، كما أن الكثير من الناس يعانون من القلق دون سبب واضح، ولكن حسب الأبحاث قد تلعب مجموعة من العوامل دورًا في حدوثه، والتي تشمل:

  • فرط النشاط في مناطق الدماغ التي تشارك في المشاعر والسلوك.
  • خلل في المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والنورادرينالين، والتي تشارك في التحكم في المزاج وتنظيمه.
  • الجينات التي ترثها من والديك، حيث يُقدر أنك أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق العام بخمس مرات إذا كان لديك قريب مصاب بهذه الحالة.
  • وجود تاريخ من التجارب السيئة أو المؤلمة، مثل العنف المنزلي أو إساءة معاملة الأطفال أو التنمر.
  • الإصابة بحالة صحية مؤلمة طويلة الأمد، مثل التهاب المفاصل.
  • وجود تاريخ من تعاطي المخدرات أو الكحول.

ما الذي يحدث للشخص المفرط في القلق؟

يخبر العديد من الأشخاص المفرطين في القلق عن الشعور بمخاوف غير واقعية. حيث يكونون أكثر حساسية لبيئتهم ولانتقاد الآخرين. وقد يرون أي شيء وأي شخص على أنه تهديد محتمل. قد يؤثر القلق على حياتنا اليومية لدرجة أنه قد يتداخل مع الشهية للطعام ونمط الحياة والعلاقات والنوم وأداء العمل.

هذا ما يدفع الشخص القلق للبحث عن الراحة في العادات الضارة مثل الإفراط في تناول الطعام، وتدخين السجائر، أو استخدام الكحول والمخدرات.

القتال أو الهروب كاستجابة للضغوط

fight-or-flight response: تُعرف استجابة القتال أو الهروب بأنها رد فعل جسمك الطبيعي تجاه الخطر، وهو نوع من الاستجابة للضغوط تمكنك من مواجهة التهديدات التي قد تصادفك، إذ كانت تحمي أسلافنا من بعض المخاطر مثل الحيوانات البرية، وعلى الرغم من أننا اليوم لا نواجه الحيوانات البرية، إلا أنهم موجودون على شكل فواتير بطاقات الائتمان أو علاقات اجتماعية معقدة أو الإجهاد في العمل جسديًا، لذلك يبقى جسمنا في حالة من القلق، ومستعدًا لكل طارئ.

كيف يؤثر هذا القلق على صحتك العقلية والجسدية؟

تسبب استجابة القتال أو الهروب تغيرات هرمونية وفسيولوجية، تسمح لك هذه التغييرات بالتصرف بسرعة حتى تتمكن من حماية نفسك. نعم، إنها غريزة البقاء التي طورها أسلافنا القدامى منذ سنوات عديدة.

تخيل نفسك في ظلمة الليل وحيدًا في الغابة، وإذ بصوت حيوان ما، تصيخ السمع هنيهة لتثبت صحة ما سمعت وإذ تشعر بأن قلبك أصبح عند أذنيك، ومن ثم وبسرعة يبدأ عقلك باتخاذ القرار، إما أن أقاتل أو أن أهرب، من هنا يتم تحفيز الجهاز العصبي الودي، والذي يفرز هرمونات الإجهاد/التوتر وهما: الكورتيزول والأدرينالين.

يتم إطلاق هذه الهرمونات بسرعة كبيرة إلى مجرى الدم، والتي يمكن أن تسبب: زيادة في معدل ضربات القلب لجلب المزيد من الأوكسجين للأعضاء الرئيسية، وسرعة في التنفس، تزداد الرؤية المحيطية، يصبح السمع أكثر حدة، شحوب الجلد وزيادة إفراز العرق والشعور بالبرد/القشعريرة، برودة في الأطراف نتيجة زيادة تدفق الدم للأعضاء الرئيسية، يقل الإحساس بالألم. بعد الانتهاء من هذه المطاردة، عادةً يعود جسمك إلى حالته الطبيعية بعد 20 إلى 30 دقيقة.

على الصعيد النفسي:

في حين أن استجابة القتال والهروب تسبب ردود فعل فسيولوجية، إلا أنها ناتجة عن خوف نفسي، إذ أن الخوف مشروط، مما يعني أنك ربطت موقفًا أو شيءًا بتجارب سلبية. تبدأ هذه الاستجابة النفسية عندما تتعرض لأول مرة للموقف وتتطور بمرور الوقت.

عندما لا يتم استخدام الطاقة الزائدة للأنشطة البدنية، يمكن أن يكون للقلق المفرط وتدفق هرمونات الإجهاد عواقب جسدية خطيرة، بما في ذلك: ضعف جهاز المناعة واضطرابات هضمية، وفقدان الذاكرة على المدى القصير وفقدان الرغبة الجنسية، وخلل في النظام الغذائي مما يسرع الشيخوخة، ومرض الشريان التاجي المبكر ونوبة قلبية، وإذا استمر القلق المفرط دون علاج، فقد يؤدي ذلك إلى الاكتئاب وحتى الأفكار الانتحارية.

على الرغم من أن القلق المفرط يمكن أن يسبب اختلال التوازن في جسمك، إلا أنه هناك العديد من الخيارات المتاحة لك التي يمكن أن تعيد تناغم العقل والجسد والروح.

خطوات تمنحك تناغم العقل والجسد والروح لعلاج القلق

  • تحدث مع طبيبك: واحصل على فحص بدني شامل للتأكد من أن المشاكل الصحية الأخرى لا تعزز من شعورك بالقلق.
  • ابدأ برنامج تمرين منتظم: وذلك بموافقة طبيبك، بدون شك  يمكن أن تكون المواد الكيميائية المنتجة أثناء التمرين المعتدل مفيدة للغاية من حيث تعزيز وظيفة جهاز المناعة. تناول نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، وضعْ صحتك في الاعتبار عندما يدفعك القلق نحو الثلاجة.
  • انتبه لقلقك: بحيث تُخصص 15 دقيقة كل يوم تسمح لنفسك بالتركيز على المشاكل والمخاوف ثم تعهد بإبعادها بعد ذلك.
  • مارس الإسترخاء: إذ أنها حالة فسيولوجية تتميز بشعور بالدفء واليقظة العقلية الهادئة، وهذا عكس استجابة “القتال أو الهروب”، في حالة الاسترخاء يزداد تدفق الدم إلى الدماغ وتتحول موجات الدماغ من إيقاع بيتا اليقظ إلى إيقاع ألفا المسترخي، وتشمل تقنيات الاسترخاء الشائعة: التنفس العميق للبطن، والتأمل، والاستماع إلى الموسيقى الهادئة، والأنشطة مثل اليوجا والتاي تشي.
  • التأمل اليومي: قد يساعدك على تجاوز الأفكار السلبية، حيث تعمد إلى الاهتمام بما يحدث في الوقت الحاضر دون التفكير في الماضي أو المستقبل، ويعمل أيضًا على تقليل الهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين.
  • امتلاك شبكة اجتماعية قوية.
  • تحدث إلى معالج محترف: يمكن أن تساعدك الاستشارة النفسية في تطوير استراتيجيات التكيف المناسبة للتعامل مع القضايا التي تثير القلق المفرط، وسيساعدك المعالج في تحديد أنواع الأفكار والمعتقدات التي تسبب القلق ثم يعمل معك لتقليلها، وقد يساعدك أيضًا باقتراح طرق تحثك على التغيير، ولكن يجب أن تكون الشخص الذي يُجري التغييرات، حيث العلاج ناجح فقط إذا كنت تعمل على التحسن.

إذا بدأت في القلق على كل شخص وكل شيء ليلًا ونهارًا، وأصبحت تشعر أن الحياة غير عادلة وأن العدالة لا وجود لها أو أُصبت بجنون العظمة من أن الناس سيقومون بخيانتك، فقد تكون هذه أولى علامات التحذير من الاكتئاب، تحدث إلى طبيبك أو استشاري مدرب إذا بدأت تشعر بهذا.

المصادر:

Exit mobile version