ما هي الاضطرابات النفسية؟

هذه المقالة هي الجزء 1 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

ما هي الاضطرابات النفسية؟

ستأخذنا هذه السلسلة في رحلة نتعرف فيها على أشهر الاضطرابات النفسية، وكيف تؤثر هذه الاضطرابات على جودة حياة الإنسان، ولكن قبل البدء يجب التعرف على ما معنى اضطراب نفسي؟ ومتى يعتبر الخلل مرضًا؟ كذلك سنتحدث على تأثير الحرب العالمية الثانية في تصنيف هذه الأمراض.

ما هي الاضطرابات النفسية؟

أصبحت الاضطرابات النفسية ولا سيما عواقبها وعلاجها مصدر قلق أكبر، وتحظى باهتمام أكبر مما كانت عليه في الماضي.

إن الاضطرابات النفسية موضوع اهتمام بارز لعدة أسباب. على الرغم من كونها دائمًا دائمًا شائعة، ولكن القضاء على العديد من الأمراض الجسدية الخطيرة التي أصابت البشر سابقًا، أو العلاج الناجح لها جعل الأمراض العقلية سببًا أكثر وضوحًا للمعاناة، وتمثل نسبة أعلى من الأشخاص المعوقين بسبب المرض.

علاوة على ذلك، بدأ الجمهور يتوقع أنه يمكن لمهن الطب والصحة العقلية أن تساعد في تحسين نوعية الحياة عن طريق تحسين الأداء العقلي والبدني على حد سواء. وبالفعل أصبح هناك انتشار واضح لكل من العلاجات الدوائية والنفسية. كما أدى انتقال العديد من المرضى النفسيين الذين لا تزال تظهر عليهم أعراض واضحة من المستشفيات العقلية إلى المجتمع المحلي إلى زيادة وعي الجمهور بأهمية وانتشار المرض النفسي.

على الرغم من زيادة الاهتمام بالاضطرابات العقلية إلا أنه لا يوجد تعريف بسيط ومحدد للاضطراب النفسي عالميًا. وَيرجع ذلك جزئيًا إلى أن الحالات العقلية، أو السلوك الذي يُنظر إليه على أنه غير طبيعي في ثقافة ما قد يُنظر إليه على أنه طبيعي أو مقبول في ثقافة أخرى، وفي أي حال من الصعب رسم خط يفصل بوضوح بين الأداء العقلي غير الطبيعي والصحي.

تعريف المرض النفسي أو تعريف المرض العقلي

إن التعريف الضيق للمرض العقلي سيصر على وجود مرض عضوي للدماغ سواء بنيوي أو كيميائي حيوي. أما التعريف الواسع بشكل مفرط من شأنه أن يعرّف المرض العقلي بأنه ببساطة نقص أو غياب للصحة العقلية – أي حالة من الرفاه العقلي والتوازن والمرونة حيث يمكن للفرد أن يعمل بنجاح، ويكون قادر على أن يتحمل ويتعلم كيف يتعامل مع الصراعات والضغوط التي تواجهه في الحياة.

هناك تعريف مفيد أكثر ينسب الاضطراب العقلي إلى الاختلالات أو الاضطرابات النفسية، أو الاجتماعية، أو البيوكيميائية، أو الجينية في الفرد.

يمكن أن يكون للمرض العقلي تأثير على كل جانب من جوانب حياة الشخص بما في ذلك التفكير، والشعور والمزاج، والنظرة العامة، ومجالات النشاط الخارجي مثل الأسرة، والحياة الزوجية، والنشاط الجنسي، والعمل والترفيه، وإدارة الشؤون المادية، ويهتم علم النفس المرضي بدراسة هذه العمليات.

تؤثر معظم الاضطرابات النفسية سلبًا على شعور الأفراد تجاه أنفسهم وتضعف قدرتهم على المشاركة في علاقات مفيدة للطرفين.

يدرس “علم النفس المرضي-psychopathology” بطريقة منهجية الأسباب والعمليات والمظاهر العرضية للاضطرابات النفسية. إن الدراسة الدقيقة والملاحظة والاستفسار التي تميز تخصص علم النفس المرضي هي بدورها أساس ممارسة الطب النفسي (أي علم تشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها وكذلك التعامل معها و الوقاية منها).
يشمل الطب النفسي وعلم النفس والتخصصات ذات الصلة مثل علم النفس الإكلينيكي والاستشارات مجموعة واسعة من التقنيات والأساليب لعلاج الأمراض العقلية، وتشمل هذه استخدام العقاقير ذات التأثير النفساني لتصحيح الاختلالات الكيميائية الحيوية في الدماغ، أو غير ذلك لتخفيف الاكتئاب والقلق والحالات العاطفية المؤلمة الأخرى.

وهناك مجموعة أخرى من العلاجات المهمة وهي العلاجات النفسية، والتي تَسعى إلى علاج الاضطرابات النفسية بالوسائل النفسية والتي تنطوي على العلاج بالكلام، والتواصل بين المريض وشخص مدرب في سياق علاقة شخصية علاجية بينهما. تركز الأنماط المختلفة للعلاج النفسي بشكل متنوع على التجربة العاطفية والمعالجة المعرفية والسلوك العلني.

كيف يتم تشخيص الاضطراب النفسي؟

لا توجد عمومًا اختبارات دم أو فحوصات دماغية يمكن أن تؤكد وجود مرض عقلي ولكن يمكن أن تكون هذه الاختبارات مفيدة في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض.

يتم تعريف كلمة “التشخيص” بطريقتين مختلفتين، وهما: ” فحص شخص ما لتحديد مرض أو مشكلة ما”، ويشير أيضًا إلى “بيان أو استنتاج يصف مرضًا”.
تعكس عملية تشخيص المرض العقلي كلا التعريفين ويمكن تلخيصها في ثلاث خطوات رئيسية:


1. جمع المعلومات
سيقوم أخصائي الصحة العقلية أولاً بجمع المعلومات من الشخص من خلال مقابلة مفصلة تتضمن اكتشاف اهتمامات الشخص الرئيسية، وأعراضه، وتاريخ حياته. يتم أحيانًا الحصول على معلومات إضافية من أسرة الشخص أو مقدمي الرعاية، ومن سجلات العلاج السابقة. قد يتم تضمين الفحص البدني والاختبارات المعملية والاستبيانات النفسية غالبًا لاستبعاد الأمراض الأخرى.

2. تضييق الخيارات
بعد ما يتم الحصول على كل هذه المعلومات ودمجها؛ سيبدأ الأخصائي في تحديد ما إذا كانت أعراض الشخص تتطابق مع تشخيص رسمي واحد أو أكثر. يتكون كل تشخيص من قائمة بالعلامات أو الأعراض الشائعة. سيقارن الأخصائي الأعراض التي يعاني منها الشخص بقائمة الأعراض التي تتضمن تشخيصًا محددًا. إذا كانت أعراض الشخص مطابقة تمامًا لتلك الموجودة في القائمة الرسمية لاضطراب معين، فيمكن عندئذٍ إجراء التشخيص.
تم وصف أعراض الأمراض العقلية المختلفة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي. يستخدم الأطباء هذا الدليل لتحديد المرض العقلي.

3. تكوين انطباع تشخيصي
بعد مراجعة جميع المعلومات سيشكل المحترف انطباعًا أوليًا أو مؤقتًا باستخدام مصطلحات التشخيص المعمول بها.
يوجد أكثر من مائتي تشخيص مختلف للاضطرابات النفسية. على سبيل المثال إن الفصام، والاضطراب ثنائي القطب، ورهاب الخلاء، واضطراب تعاطي الكحول أمثلة على التشخيص.

تصنيف الاضطرابات النفسية

كانت الحاجة إلى تصنيف الاضطرابات النفسية واضحة طوال تاريخ الطب، ولكن حتى وقت قريب لم يكن هناك اتفاق يذكر بشأن الاضطرابات التي يجب تضمينها والطريقة المثلى لتنظيمها. اختلفت أنظمة التصنيف العديدة التي تم تطويرها على مدار السنوات الماضية في تركيزها النسبي على الظواهر والمسببات والدورة كميزات محددة.

تضمنت بعض الأنظمة عددًا قليلاً فقط من فئات التشخيص، وشملت الأخرى الآلاف. علاوة على ذلك، اختلفت الأنظمة المختلفة لتصنيف الاضطرابات النفسية فيما يتعلق بما إذا كان هدفها الرئيسي هو الاستخدام في الإعدادات السريرية، أو البحثية، أو الإدارية.

نظرًا لأن تاريخ التصنيف واسع جدًا بحيث لا يمكن تلخيصه هنا فإن هذا المقال يركز فقط على أشهر نظامين للتقسيم، وهما الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM)، والتصنيف الدولي للأمراض (ICD).

تصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسي

نشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 1952، وكان يعتمد على نظام ICD-6 والنظام العسكري. احتوى الدليل الأول-1 DSM على حوالي 60 اضطرابًا واستند إلى نظريات علم النفس غير الطبيعي وعلم النفس المرضي، وكان للحرب العالمية تأثيرًا واضحًا في إصداره، واستمر تحديث DSM من الإصدار الأول للخامس الّذي صدر في عام 2013.

التصنيف الدولي للأمراض النفسية

أما التصنيف الدولي للأمراض-ICD فهو وظيفة أساسية لمنظمة الصحة العالمية منصوص عليها في دستورها، وصدقت عليها جميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 193 دولة.

إن التصنيف الدولي للأمراض موجود منذ أكثر من قرن وأصبح مسئولية منظمة الصحة العالمية عندما تأسست في عام 1948 كوكالة من وكالات الأمم المتحدة. قبل عام 1980 عكست أنظمة التشخيص النفسي أفكار التحليل النفسي السائدة في ذلك الوقت مؤكدة على دور الخبرة، والتقليل من أهمية علم الأحياء.

كان نظام DSM و ICD مختلفين في الماضي ولكن الآن أصبح النظامين متشابهين جدًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاتفاقات التعاونية بين المنظمتين، وكذلك لأنه ليس من المفيد للمجال أن يكون هناك نظامان منفصلان لتصنيف الاضطرابات النفسية.

يتم تصنيف الاضطرابات النفسية في DSM في آخر إصداراته إلى 20 صنف تشمل:
1. اضطرابات النمو العصبي
2. الاضطرابات العصبية
3. اضطرابات النوم واليقظة
4. اضطرابات القلق
5. اضطرابات الاكتئاب
6. الاضطراب ثنائي القطب والاضطرابات ذات الصلة

7. طيف الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى
8. الصدمات والاضطرابات المرتبطة بالتوتر
9. الاضطرابات المرتبطة بالمخدرات والإدمان
10. اضطرابات الشخصية
11. الاضطرابات التخريبية والسيطرة على الانفعالات والسلوك
12. الوسواس القهري والاضطرابات ذات الصلة
13. اضطرابات الأعراض الجسدية
14. اضطرابات التغذية والأكل
15. اضطرابات الإقصاء
16. اضطراب تعدد الشخصيات
17. الاختلالات الجنسية
18. اضطراب الهوية الجندرية
19. الانحراف الجنسي
20. اضطرابات أخرى

سنتحدث في هذه السلسلة على أشهر الاضطرابات التي يشملها هذا التصنيف.

تأثير الحرب العالمية الثانية على تصنيف الاضطرابات النفسية

ما قبل الحرب العالمية الثانية:

في الولايات المتحدة كان الحافز الأولي لتطوير تصنيف للاضطرابات النفسية هو الحاجة إلى جمع المعلومات الإحصائية. ما يمكن اعتباره المحاولة الرسمية الأولى لجمع معلومات حول الصحة العقلية في الولايات المتحدة هو تسجيل تكرار حالات “الجنون” كما تعرف سابقًا في تعداد عام 1840، وفي تعداد عام 1880 تم تمييز سبع فئات من الاضطرابات النفسية: الهوس، والكآبة، والهوس الوحشي، والشلل الجزئي، والخرف، وهوس الاكتئاب، والصرع.

في عام 1917 طورت الجمعية الأمريكية للطب النفسي جنبًا إلى جنب مع اللجنة الوطنية للصحة العقلية خطة اعتمدها مكتب الإحصاء لجمع إحصاءات صحية موحدة عبر المستشفيات العقلية.

على الرغم من أن هذا النظام كرس مزيدًا من الاهتمام للفائدة السريرية أكثر من الأنظمة السابقة إلا أنه كان لا يزال تصنيفًا إداريًا في المقام الأول.
في عام 1921 غيرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي- APS اسمها، وتعاونت لاحقًا مع أكاديمية نيويورك للطب لتطوير تصنيف مقبول على المستوى الوطني للأمراض النفسية، والذي سيتم دمجه في الطبعة الأولى من التسمية الموحدة للأمراض الصادرة عن الجمعية الطبية الأمريكية. تم تصميم هذا النظام في المقام الأول لتشخيص المرضى الداخليين الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية شديدة.

ما بعد الحرب العالمية الثانية:

تم تطوير نظام تصنيف أوسع بكثير في وقت لاحق من قبل الجيش الأمريكي (وتم تعديله من قبل إدارة المحاربين القدامى) لدمج عروض العيادات الخارجية لجنود الحرب العالمية الثانية، وقدامى المحاربين على سبيل المثال الاضطرابات النفسية والفسيولوجية والشخصية والاضطرابات الحادة.
في الوقت نفسه نشرت منظمة الصحة العالمية (WHO) الطبعة السادسة من التصنيف الدولي للأمراض، والتي تضمنت لأول مرة قسمًا للاضطرابات النفسية.

تأثر التصنيف الدولي للأمراض السادس بشدة بتصنيف إدارة المحاربين القدامى وشمل 10 فئات للذهان والاضطرابات النفسية وسبع فئات لاضطرابات الشخصية والسلوك والذكاء.

قامت لجنة APA المعنية بالتسميات والإحصاءات بتطوير متغير من التصنيف الدولي للأمراض تم نشره في عام 1952 كإصدار أول من DSM. احتوى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية على مسرد لأوصاف فئات التشخيص وكان أول دليل رسمي للاضطرابات النفسية يركز على الاستخدام السريري.

وبالتالي نلاحظ أن الحرب العالمية الثانية كانت حجر الأساس لوضع تصنيف معتمد يصنف الاضطرابات النفسية ويمثل قاعدة رئيسية لتشخيصها.

في الحقيقة إن الحروب بصفة عامة شكلت نقلة في فهمنا للاضطرابات النفسية كذلك، فبعد وقت طويل من الاعتقاد بأن الاضطرابات النفسية خلل جسدي في الدماغ يولد به الإنسان أتت عدة حروب لتبرهن على أن المرض النفسي يحدث لعدة أسباب متداخلة تشكل البيئة والظروف سببًا مهمًا ضمنها.

بالإضافة إلى ما هي الاضطرابات النفسية؟ اقرأ أيضًا: أشهر 10 اضطرابات نفسية: مقدمة حول اضطرابات الشخصية

مصادر ما هي الاضطرابات النفسية؟ :

1. britannica.com
2. healthdirect.gov
3. psychologytoday.com
4. psychiatry.org
5. apa.org

اضطراب الشخصية الهستيرية

هذه المقالة هي الجزء 8 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية الهستيرية

تعكس الشخصية أنماطًا متأصلة بعمق في السلوك والطريقة التي يدرك بها الأفراد أنفسهم وعالمهم، ويفكرون بها. سمات الشخصية هي سمات بارزة وليست بالضرورة مرضية على الرغم من أن بعض أنماط الشخصية قد تسبب مشاكل شخصية.

تشير اضطرابات الشخصية إلى أنماط تفكير وسلوك جامدة وغير مرنة وغير قادرة على التكيف مما يؤدي إلى ضعف في الأداء و/ أو ضائقة داخلية كبيرة. تبدأ معظم اضطرابات الشخصية في الظهور في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ، وتكون مستقرة بمرور الوقت، وتؤدي إلى اضطراب أو ضعف داخلي كبير.

يقع اضطراب الشخصية الهستيرية تحت مظلة المجموعة الثانية من اضطرابات الشخصية، ويُظهر الأفراد المصابون به انفعالية مفرطة – ميل إلى النظر إلى الأشياء بطريقة عاطفية – والبحث المستمر والمفرط عن الاهتمام. يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بعدم الراحة أو بعدم التقدير عندما لا يكونون مركز الاهتمام.

قد تشمل السلوكيات النموذجية السعي المستمر للقبول أو الاهتمام، وقد يتصرف الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية بطريقة تتمحور حول الذات أو يحاولون إغراء الأشخاص جنسيًا في مواقف غير مناسبة بما في ذلك العلاقات الاجتماعية والمهنية بما يتجاوز ما هو مناسب للسياق الاجتماعي.

قد يكون المصاب مفعم بالحيوية والدرامية، وقد يجذب في البداية معارف جدد بحماسه أو انفتاحه الواضح أو مغازلته، ومع ذلك؛ قد يحرِجون أيضًا الأصدقاء والمعارف من خلال العروض العامة المفرطة للعاطفة، مثل احتضان المعارف بشغف، أو البكاء بلا حسيب ولا رقيب على النكسات البسيطة، أو نوبات الغضب. وتقدر البيانات المأخوذة من المسح الوطني الوبائي للكحول والحالات ذات الصلة للعام 2001/2002 أن نسبة انتشار اضطراب الشخصية الهستيرية هي 1.84%.

أسباب اضطراب الشخصية الهستيرية

سبب اضطراب الشخصية الهستيرية غير معروف، ولكن قد يكون لكلا من الوراثة والبيئة دور في حدوث المرض على سبيل المثال؛ يشير ميل اضطراب الشخصية الهستيرية إلى الانتشار في العائلات إلى أن القابلية الجينية للاضطراب قد تكون موروثة، ومع ذلك فإن طفل أحد الوالدين المصاب بهذا الاضطراب قد يكرر ببساطة السلوك وبالتالي يكون هذا السلوك مكتسب وليس وراثي.

يتم تشخيص هذا الاضطراب عند النساء بنسبة أكثر من الرجال على الرغم من أن بعض الخبراء يؤكدون أنه يتم تشخيصه في كثير من الأحيان عند النساء لأن السعي وراء الاهتمام والمبادرة الجنسية أقل قبولًا اجتماعيًا بالنسبة للنساء مقارنة بالرجال.

عادةً ما يكون الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب قادرين على العمل بمستوى عالٍ ولديهم أداء جيد في البيئات الاجتماعية والمهنية، ولكن غالبًا ما يضطرون إلى علاج الاكتئاب عندما تنتهي علاقاتهم الرومانسية، وغالبًا ما يفشلون في رؤية وضعهم بشكل واقعي بدلاً من ذلك يميلون إلى المبالغة في التأمل، وبدلاً من تحمل مسؤولية الفشل أو خيبة الأمل يلقي المصابون بالاضطراب باللوم على الآخرين.

لأن المصابون يميلون إلى الرغبة في التجديد والإثارة، فقد يضعون أنفسهم في مواقف محفوفة بالمخاطر، وهذا السلوك أحيانًا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية

اضطراب الشخصية الهستيرية ليس اضطرابًا نفسيًا مدمرًا. يعمل معظم الأشخاص بنجاح في المجتمع والعمل. في الواقع عادةً ما يتمتع الأشخاص المصابون بمهارات رائعة في التعامل مع الأشخاص، ولكن لسوء الحظ غالبًا ما يستخدمون هذه المهارات للتلاعب بالآخرين.

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية من خمسة (أو أكثر) من الأعراض التالية على الأقل:

  • 1. لا يرتاح الشخص في المواقف التي لا يكون فيها محور الاهتمام.
  • 2. لديه تفاعلات مع الآخرين تتسم بسلوك غير لائق ومغري جنسيًا أو استفزازي.
  • 3. يعرض تحولات سريعة وتعبيرًا ضحلًا عن المشاعر.
  • 4. يستخدم انتباهه الجسدي باستمرار للفت الانتباه.
  • 5. التعبير المبالغ فيه عن العاطفة.
  • 6. يتأثر بسهولة بالآخرين أو بالظروف.
  • 7. يعتبر العلاقات أكثر حميمية مما هي عليه في الواقع.

إذا كنت مصابًا بهذا الاضطراب فقد تشعر أيضًا بالإحباط أو الملل بسهولة من الإجراءات الروتينية، أو تتخذ قرارات متهورة قبل التفكير، أو تهدد بالانتحار من أجل جذب الانتباه، ولكن قد يفكر المصاب بالانتحار حقًا خاصة إذا تداخلت حالته مع اضطراب في المزاج مثل الاكتئاب.

هل يفتقر المصاب إلى التعاطف؟

قد يبدو المصاب غير متعاطف لكنه يعاني حقًا من قلة الوعي الذاتي وانخفاض الذكاء العاطفي هذا ما يجعله يتلاعب بالأشخاص في المواقف التي لا يكون فيها مركز الاهتمام.

هل اضطراب الشخصية الهستيرية مرتبط بالنرجسية؟

يمكن أن تتداخل الشخصية النرجسية والشخصية الهستيرية أحيانًا. يقع هذان الاضطرابان ضمن المجموعة الثانية لاضطرابات الشخصية. يعاني الأشخاص في هذه المجموعة من أنماط التفكير والسلوك التي لا يمكن التنبؤ بها أو عدم انتظامها هم أيضًا غارقون في الدراما العالية التي تتمحور حول الذات.

تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية

لا يوجد اختبار محدد يستخدم لتشخيص هذا الاضطراب؛ إذا كنت منزعجًا من أعراضك وتطلب رعاية طبية، فمن المحتمل أن يبدأ مقدم الرعاية الأولية الخاص بك بأخذ تاريخ طبي كامل، وقد يُجرون فحصًا جسديًا لاستبعاد أي مشاكل جسدية يحتمل أن تكون سببًا لأعراضك. إذا لم يجد مقدم الرعاية الأولية سببًا جسديًا لأعراضك فقد يحيلك إلى طبيب نفسي.
يتم تدريب الأطباء النفسيين بشكل خاص على التعرف على الاضطرابات النفسية وعلاجها.
سيتمكن الطبيب النفسي من استخدام أسئلة الخبراء للحصول على رؤية واضحة لتاريخ سلوكك. سيساعد التقييم الدقيق لسلوكياتك مقدم الرعاية الأولية في تشخيصك. ومع ذلك لا يعتقد معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أنهم بحاجة إلى علاج أو مساعدة مما يجعل التشخيص صعبًا.
يتلقى العديد من الأشخاص المصابين التشخيص بعد خضوعهم للعلاج من الاكتئاب أو القلق، وعادةً ما يكون ذلك بعد علاقة فاشلة أو نزاعات شخصية أخرى.

ما هي مضاعفات اضطراب الشخصية الهستيرية؟

يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على العلاقات الاجتماعية أو الرومانسية للشخص، وكيفيه تفاعل الشخص مع الخسائر أو الإخفاقات. الأشخاص المصابون أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من عامة الناس.

العلاج

بشكل عام لا يعتقد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية أنهم بحاجة إلى العلاج.
يميلون أيضًا إلى المبالغة في مشاعرهم وكراهية الروتين مما يجعل اتباع خطة العلاج أمرًا صعبًا، ومع ذلك قد يطلبون المساعدة إذا كان الاكتئاب_الذي قد يكون مرتبطًا بخسارة أو علاقة فاشلة_أو مشكلة أخرى ناجمة عن تفكيرهم وسلوكهم تسبب لهم الضيق.

العلاج النفسي (نوع من الاستشارة) بشكل عام هو العلاج المفضل لاضطراب الشخصية الهستيرية. الهدف من العلاج هو مساعدة الفرد على الكشف عن الدوافع والمخاوف المرتبطة بأفكاره وسلوكه، ومساعدة الشخص على تعلم الارتباط بالآخرين بطريقة أكثر إيجابية.
يمكن استخدام الأدوية لعلاج الأعراض المؤلمة – مثل الاكتئاب والقلق – التي قد تحدث مع هذا الاضطراب.

مصادر:
1. Healthline
2. Clevelandclinic
3. WebMD
4. Psychology today

Exit mobile version