لماذا تظهر أعراض فيروس كورونا على بعض المصابين ولا تظهر على البعض الآخر؟

أظهرت بعض الدراسات الحديثة على فيروس كورونا المستجد أن 80% من الحالات المصابة لا تظهر عليها أي أعراض سواء خفيفة أو شديدة. فما سبب ذلك؟ لنجب على هذا السؤال، يجب أولًا التعرف على مواجهة جهاز المناعة لفيروس كورونا، فهو خط دفاع الجسم عن الفيروس والمساهم في ظهور الأعراض وعدم ظهورها.

استجابة المناعة مع فيروس كورونا

فلنأخذ فيروس كورونا -2 المعروف بسارس مثالًا واضحًا على أنواع فيروسات كورونا، فعندما يصل إلى خلايا الإنسان يتكاثر للحفاظ على بقائه، وليصل إلى ذلك يُثبت جزيئات غلافه الخارجي على مستقبل بروتين مطابق يسمى  ACE2 ليشبه وضع المفتاح في القفل. توجد مستقبلات  ACE2 عادة في الرئتين والكليتين والأمعاء والقلب. وبمجرد إصابة الشخص بالفيروس تظهر الأعراض في غضون 14 يومًا وهي ما تعرف بفترة الحضانة للمرض، ويمكن أن يُظهر الجسم استجابة مناعية قوية في فترة الحضانة تمنع الإصابة بالعدوى، وتُقلل الكمية الفعلية للفيروس في الجسم ومنعها من الوصول إلى الرئتين وبالتالي لم تتطور أعراض الفيروس لدى المصاب ويُطلق عليه الحامل الصامت وتشير الأبحاث أن الأطفال والشباب الأصحاء هم الأكثر عرضة لحمل المرض دون أعراض.

أمّا إذا استمر فيروس بعد نقطة الدخول إلى الجسم من الأنف أو العينين والحنجرة، فقد يتجه إلى الرئتين، وفي الرئتين يلتصق بمستقبلات ACE2 ويتكاثر، مما يؤدي إلى تحفيز جهاز المناعة لتنظيف الخلايا المصابة. ومع الاستمرار التفاعل بين الفيروس والمناعة الذاتية، تنتج الخلايا المبطنة لمجرى الهواء التنفسي كمية كبيرة من السوائل تملأ أكياس الهواء مما يصعب عملية تبادل الغازات، ونقل الأكسجين إلى الدم والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، وتتلف بعض الأنسجة التي تحتوي على مستقبلات ACE2  ويحدث التهابًا بالرئة ومن هنا تظهر أعراض المرض مثل الحمى والسعال وضيق التنفس.

السبب القاتل لفيروس كورونا

يمكن أن تتفاقم الأعراض نتيجة للاستجابة المناعة المفرطة تتسبب في ما يعرف بعاصة السيتوكين -هي مجموعة من البروتينات ترسل إشارات لخلايا الجهاز المناعي للاستجابة المباشرة- التي تعتبر رد فعل كارثي مفرط يسبب الكثير من الالتهابات وتلف الأعضاء تصل إلى درجة الموت نتيجة لمتلازمة ضيق التنفس الحادة (ARDS).

هل ينتقل فيروس كورونا من مصاب بدون أعراض

إذًا فجهاز المناعة هو الوحيد المواجه لتلك المعركة، والمحدد لظهور الأعراض الخفيفة أو الشديدة أو حتى عدم ظهورها، ولكن هل يمكن نقل المرض لشخص حامل للفيروس بدون ظهور أعراض عليه؟ أشارات الدراسات البحثية أن مرضي كوفيد 19 يميلون لحمل الفيروس بمقدار أكبر ولمدة قصيرة قبل ظهور الأعراض عليهم، ويشير ذلك إلى إمكانية نقلهم الفيروس قبل شعورهم بالأعراض، ومع ذلك لا يوجد دليل جيد على أن الأشخاص الذين لا يعانون من الأعراض يمكنهم نقل الفيروس لغيرهم. وإلى الآن يعمل الأطباء على فهم أجهزة المناعة وكيفية تعاملها مع فيروس كورونا.  

المصادر:

bmj

Nature

CEBM

sciencealer

انظر أيضًا:

دراسة جديدة توضح كيفية انتشار فيروس كورونا داخل الأنسجة

يعاني العالم نقصًا في أجهزة التنفس الصناعي بعد جائحة كورونا، فكيف يواجه الأزمة؟

ما هي أجهزة التنفس الصناعي؟

هي أجهزة تعمل على التهوية الميكانيكية للمريض الذي يُعاني من أمراض تتسبب له في صعوبة أو فشل بالتنفس فيستبدل النفس التلقائي بالنفس الصناعي، ويستخدم في الأونة الأخيرة مع مرضى فيروس كورونا.

لذلك ارتفع الطلب على أجهزة التنفس الصناعي كمحاولة لإنقاذ المرضى المصابة  بفيروس كورونا المستجد، فيعمل الموردون على زيادة الإنتاج بالإضافة إلى طلب الحكومات من الشركات المصنعة والجيش بالمساعدة.

في 6 مارس طُلب من جانلوكا بريتسيوزا رئيس صناع أجهزة التنفس الصناعية من قبل السلطات الإيطالية طلبًا عاجلًا في تلبيه احتياجتهم لأجهزة التنفس الصناعية. وبناءً على ذلك قام 25 تقني من الجيش ومعهم مشرفين إنتاج لإدارة عملية الإنتاج الواسعة والمساعدة في تجميع الآلات. فعادةً يُنتج 160 آلة في الشهر، والهدف الآن للإنتاج النهائي 2000 جهاز صناعي لكل أربعة أشهر. كما أضاف المسؤول التنفيذي أن الشركات المنتجة لا يمكنها تلبيه الاحتياج الهائل من الأجهزة، لأنها تنتمى إلى الصناعات المتخصصة.

تحتفظ المجموعة العالمية الهندسية سيرا بركن هادىء في مجال صناعة المعدات الطبية في إيطاليا، والتي وجدت نفسها الآن في الخط الأمامي لمواجهة أكبر أزمة صحية في القرن الناتجة من فيروس كورونا سريع الانتشار والذي يتسبب في صعوبة بالتنفس وحدوث التهاب رئوي في الحالات الشديدة.

يتعرض صانعو أجهزة التنفس الصناعي لضغط شديد لزيادة الإنتاج حتى مع عرقلة الجائحة لنقل المعدات الحيوية مثل الخراطيم والصمامات والمحركات والإلكترونيات، والتي تأتي من الصين مصدر تفشي الجائحة التي أودت بحياة 10000 حول العالم. ووسط النقص  تتجه الحكومة بمساعدة من الجيش والشركات المصنعة الأخرى محاولتها في الطباعة ثلاثية الأبعاد على أمل تكثيف إنتاج آلات التنفس التي من المحتمل أن تنقذ الحياة. كما طور فريق من الأطباء بإيطاليا طريقة لتوفير الأكسجين لشخصين من جهاز تنفس واحد، وبالتالي مضاعفة القدرة على الاستخدام.

وقد أضاف من بريطانيا رهولديب طبيب استشاري في طب الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة: “يُقدر معدل الوفيات بين مرضى الرعاية الحرجة من 50 إلى 60% ، وإذا كان المريض المصاب يعاني من أمراض خطيرة ولا يحصل على جهاز التنفس الصناعي، يموت في غضون ساعات قليلة”

ومن إيطاليا إلى سويسرا

تتوقع شركة هاميلتون ميديكال أي جي وهي واحدة من أكبر شركات تصنيع أجهزة التنفس الصناعي ومقرها سويسرا زيادة انتاجها إلى ما يقرب من 21000 جهاز تنفس في هذا العام، بنسبة زيادة 15000 جهاز عن العام السابق، ولكن مع زيادة الطلبات على الأجهزة تواجه الشركة قرارات صعبة بشأن إلى أين ترسلها. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أن الأولوية تُعطى للدول التي في حاجة ماسة للغاية لاستخدام الأجهزة، وبالفعل أُرسل 400 جهاز في الأسبوع الماضي إلى إيطاليا، ومن المتوقع إرسال شحنة أخرى لها، إلا أن ذلك جعله يرفض طلب حكومات أخرى مما أدى إلى تهديده من قبل دولة واحدة بوضعه في القائمة السوداء. وأضاف : “نحن نحاول عدم التصدير للدول التي تُخزن احتياطاتيها من الأجهزة، حتى يتمكنوا من الاستعداد، إنما نساعد من هم في حالة طوارىء شديدة للغاية”

وتقول الشركات المنتجة حول العالم أن الطلب على الأجهزة وصل أقصاه من الصين، كما تزايد عليه من دول أخرى مثل إيطاليا وأماكن أخرى في أوربا مثل الولايات المتحدة الأمريكية لتزايد أعداد الحالات المصابة مع استمرار انتشار الفيروس الذي أصاب ما يقرب من ربع مليون حالة.

الاختنافات ومواجهة العالم لها

تعاني ايطاليا الآن من تفشي الفيروس ونتيجة لذلك تعاني أيضًا من نقص حادِ بأجهزة التنفس الصناعي بالإضافة إلى نقص في الطاقم الطبي، إلا أن مسؤول باسم وزارة الدفاع الإيطالية صرح بأن أول منتج من عمل فنيي الجيش سوف يصدر يوم السبت القادم. اشترت أيضًا الحكومة الإيطالية ما يقرب من 4000 من أصل 5000 وحدة من أجهزة التنفس الصناعي وغيرها من المعدات من ألمانيا والتي قد طرحتها في وقت سابق من هذا الشهر,  يصل عدد الأجهازة في المستشفيات قبل تفشي الفيروس 20000 جهاز، ومع ظهور الجائحة طلبت الحكومة شراء 10000 جهازًا من شركة  draegerwerk  وهو ما يعادل الانتاج الطبيعي لمدة عام من الشركة.

وأيضًا تضاعف الطلب من فرنسا فبعد أن كان احتياجها السنوي من الأجهزة يتراوح ما بين 1000 إلى 1500 جهاز قد ارتفع إلى مئات في أسبوع. وتكمن العقبة في الحصول على الأجزاء اللازمة للجهاز في الوقت الحالي، خاصة بعد غلق بلدان حدودها مع اتخاذ خطوات في حماية مخزونها من الأدوات الطبية. وصرح مسؤول من شركة هاملتون ميديكال إن السلطات الرومانية أوقفت في الأسابيع الأخيرة شحنة من خراطيم الأجهزة التي تصنعها شركته في مصنع هناك على أساس أنها قد تكون معدات طبية مهمة. وقال فيلاند إنه بحاجة إلى تدخل القنصلية السويسرية في رومانيا قبل أن يسمح مسؤولو الجمارك بخروجها.

أمّا عن السويد فقد صرح الرئيس التنفيذي أن السويد واجهت تجارب من الاختناقات بين الموردين تمكنت من حلها جزئيًا بمساعدة السياسيين، وأنها تخطط لزيادة الانتاج بنسبة 60% عن العام الماضي، وقال مدير مشتريات بالصين، إن الشركة المصنعة للأجهزة الطبية  تعتمد على الواردات من دول تشمل سويسرا والولايات المتحدة وهولندا للحصول على المكونات الرئيسية مثل الصمامات لصنع أجهزة التنفس. لكن الموردين الدوليين للشركة واجهوا صعوبات خلال التفشي العالمي في الحصول على بعض الأجزاء الأساسية لإنتاج المكونات التي تحتاجها.

 صناع السيارات يواجهون الأزمة

تقوم بعض الدول، بما في ذلك إيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، بتهييء شركات صناعة السيارات وشركات صناعة الطيران لزيادة إنتاج أجهزة التنفس الصناعية. حيث تأمل السلطات أن يتمكن المصنعون الكبار من إعادة استخدام بعض المصانع واستخدام خبرات التصميم الرقمي، بما في ذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد، لتعويض النقص المتوقع في الأجهزة الطبية الحيوية. وفي بريطانيا لجأت الحكومة إلى جهات تصنيع أخرى. فتبحث مجموعة ماكلارين، وهي مجموعة مخصصة لصناعة السيارات الرياضية، في كيفية تصميم نسخة بسيطة من جهاز التنفس الصناعي. كما تعمل شركة نيسان لدعم منتجي أجهزة التنفس الصناعي الحاليين. وقالت بريطانيا يوم الجمعة الماضي، إن الشركات الهندسية توصلت إلى نموذج أولي لجهاز التنفس للطوارئ يمكن الموافقة عليه الأسبوع المقبل.

 التغلب على حواجز الحدود

قال الرئيس التنفيذي لشركة صناعة أجهزة التنفس الصناعي الأمريكية  ResMed   أنه تم إعادة تجميع الأدوات بعيدًا عن انتاج أجهزة أخرى إضافية لتلبية الاحتياجات المتضاعفة لأربع مرات عن الطبيعي. وقالت نانسي فوستر نائبة الرئيس في الولايات المتحدة، إن المستشفيات تفكر في إعادة استخدام أجهزة تنفس قديمة، والتي لا تزال تعمل لكنها تم التخلي عنها لأنها لا تتصل بأنظمة البيانات الإلكترونية الحديثة، بينما تبرعت وزارة الدفاع الأمريكية بـ 2000 جهاز تنفس من جمعية المستشفيات الأمريكية.  وبحسب بحث أعده مركز جونز هوبكنز الصحي، فإن الولايات المتحدة لديها معدات لتوفير التنفس الصناعي لحوالي 160 ألف شخص. وهذا يشمل ولاية نيويورك، التي تتطلع إلى إضافة ما يقرب من 5000 إلى 6000 جهاز، إلا أن الرقم هذا لا يلبي سوى خُمس الطلب المحتمل. وقال رئيس صناع أجهزة التنفس المحمولة بواشنطن: “لا أحد يعلم مدى الاحتياج المحلى للأجهزة مع سوء تفشي كوفيد 19 وسنركز على إمدادتنا بالأجهزة، حتى الحصول على لقاح يُنقذ الأرواح”

المصدر: World Economic Forum

انظر أيضًا: باحثة مصرية تطور اختبار الكورونا المستجد في جونز هوبكينز

كيف تحمي صحتك العقلية أثناء تفشي فيروس كورونا؟

لقد أوقع فيروس كورونا العالمَ في حالة من عدم اليقين. ويمكن أن تبدو الأخبار المستمرة حول الوباء مزعجة. كل هذا يؤثر سلبًا على الصحة العقلية للناس، لا سيما أولئك المصابين بالفعل بحالات مثل القلق والوسواس القهري. إذًا كيف تحمي صحتك العقلية أثناء تفشي فيروس كورونا؟

القلق بشأن الأخبار أمرٌ طبيعي، ولكن بالنسبة لكثير من الناس، يمكن أن يخلق هذا القلق مشاكل عقلية أسوأ.

عندما أصدرت منظمة الصحة العالمية نصائح بشأن كيفية حماية الصحة العقلية أثناء تفشي فيروس كورونا، تم الترحيب بها على نطاقٍ واسعٍ في وسائل التواصل الاجتماعي.

كما يوضح نيكي ليدبيتر، العامل في «Anxiety UK»، فإن الخوف من الخروج عن السيطرة وفقدان القدرة على تحمل عدم اليقين هي أمورٌ شائعةٌ للعديد من اضطرابات القلق. لذلك، من المفهوم أن العديد من الأفراد الذين يعانون من القلق الموجود مسبقًا، يواجهون تحديات في الوقت الحالي.

إذا كيف تحمي صحتك العقلية أثناء تفشي فيروس كورونا؟

قلل تعرضك للأخبار وكُنْ حذرًا حيال ما تقرأ

تؤدي قراءة الكثير من الأخبار حول فيروس كورونا إلى نوبات ذعر للعديد من الناس.

  • قضاء فتراتٍ أقصر في تصفح المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي يساعد على تقليل حدة القلق.
  • حاول استخدام بعض المواقع المفيدة التي تديرها جمعيات خيرية للصحة العقلية، مثل «AnxietyUK».
  • قلل مقدار الوقت الذي تقضيه في القراءة أو مشاهدة الأشياء التي تجعلك تشعر بالاستياء. حدد وقتًا معينًا للتحقق من الأخبار.
  • هناك الكثير من المعلومات الخاطئة الّتي تدور حول الوباء- ابق على اطلاع. لكن مع الالتزام بمصادر المعلومات الموثوقة مثل الأكاديمية بوست.

استرح من وسائل التواصل الاجتماعي وأي شئ قد يثير القلق

  • تجنب التحقق من أي هاشتاق على تويتر قد يثير قلقك.
  • ألغ متابعة أو تجاهَل الحسابات الّتي تكثر من نشر الأخبار المُقلقة الّتي لا ضرورة لها.

اغسل يديك- ولكن باعتدال

تسببت زيادة الوسواس القهري بإقبالٍ أكثر على طلب المساعدة من الأشخاص الذين أصبحت مخاوفهم مركزة علىجائحة فيروس كورونا.

بالنسبة ليلي بيلي، مؤلفة كتاب «لأننا سيئون-Because We Are Bad» (وهو كتاب عن التعايش مع الوسواس القهري) كان الخوف من التلوث أحد جوانب اضطرابها بالوسواس القهري. وتقول إن النصيحة بشأن غسل اليدين يمكن أن تكون دافعًا كبيرًا (للأشخاص الذين تعافوا) للعودة إلى الوسواس القهري من جديد.

كما أشارت ليلي إلى أنه بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري، فإن التحسن يعني القدرة على مغادرة المنزل- لذلك يمكن للعزل الذاتي أن يمثل تحديًا آخر.

ابق على تواصلٍ مع الناس

عدد الأشخاص المُلتزمين بالحجر المنزلي في ازديادٍ مستمر، لذا قد يكون الوقت مناسبًا الآن للتأكد من أن لديك أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني المناسبة للأشخاص الذين تهتم لأمرهم.

  • إذا كنت ملتزمًا بالحجر المنزلي، تأكد من خلق التوازن بين روتين يومي والأنشطة غير الروتينية.

تجنب الإرهاق

مع مرور أسابيع وشهور على تفشي جائحة فيروس كورونا، من المهم قضاء بعض وقت الراحة. تعرض إلى أشعة الشمس قدر الإمكان، قم بالتمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي ولا تنسَ شرب كميةٍ مناسبةٍ من الماء.

المصادر:

إقرأ أيضًا: كيف ستفيدنا أسرع حواسيب العالم العملاقة في التعامل مع فيروس الكورونا اليوم ؟

باحثة مصرية تطور اختبار الكورونا المستجد في جونز هوبكينز

تطوير اختبار جديد لفحص فيروس كورونا المستجد بجامعة جونز هوبكينز

 

طورت كارين كارول وهبة مصطفى الباحثتان في علم الأحياء الدقيقة السريرية اختبارًا لفحص فيروس كورونا المستجد، والذي يمكن من خلاله اختبار ما يقرب من 1000 شخص في اليوم.

ويعد ذلك أمرًا هامًا ليتمكن الأشخاص سريعًا من معرفة إصابتهم بالفيروس، وليختبر به الأطباء الأشخاص المخالطين بهؤلاء المرضى.

وقد صرحت الباحثة هبة مصطفى الأستاذة المساعدة في علم الأمراض ومديرة مختبر الفيروسات الجزيئية في مستشفى جونز هوبكينز والحاصلة على درجة الدكتوارة من كلية الطب بجامعة الأسكندرية “سنكون قادرين على تشخيص المزيد من الحالات، وهذا يمكنّنا من التحكم في التعرض للفيروس”

استخدمت جامعة جونز هوبكينز الاختبار لأول مرة في 11 مارس من خلال تحليل مسحة من الأنف أو الفم، وتم إجراء حوالي 85 اختبارًا في الثلاث أيام الأولى.

ومن المتوقع أن تزداد السعة الاستعابية سريعًا لتشمل 180 سخصًا في اليوم الواحد في الأسبوع التالي، و500 في الأسبوع الذي يليه، وصرحت د. هبة أن تصل الاختبارات إلى 1000 اختبارًا في اليوم بحلول شهر أبريل، ويُظهر الاختبار النتائج في غضون 24 ساعة، ويأملون الأطباء في تقليل الوقت إلى ثلاث ساعات فقط.

 

زيادة معدلات اختبار فيروس كورونا المستجد

تقول الدكتورة هبة مصطفى: ” إن إجراء الاختبارات في أماكن أخرى داخلية، تقلل من العبء على المختبر الحكومي، مما يزيد من استطاعة إجراء الاختبار في مكان آخر”.

فقد كانت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها والتي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء لإجراء الاختبار بها نادرة، مما أدى إلى التباطؤ في تعقب ومحاصرة الفيروس.

وفي 29 فبراير سمحت إدارة الغذاء والدواء للمراكز الطبية الأكاديمية بتطوير اختباراتها الخاصة والتي يمكن متابعتها والموافقة عليها.

تقول الباحثة هبة مصطفى: “إن تطوير الاختبار لم يكن صعبًا، كان الجزء الأصعب هو الحصول على المواد الجينومية الفيروسية الأساسية، لإجراء التحقق والكواشف اللازمة لإجراء الاختبار”  وأضافت “بمجرد حصولنا على كل ما نحتاجه، استطاعنا استكمال التحقق في فترة زمنية قصيرة”

والآن متاح الاختبار في المستشفيات الخمس التابعة للنظام الصحي جونز هوبكينز بماريلاند وواشنطن.

وأضافت كارين الأستاذة بعلم الأمراض ومدير قسم الأمراض والأحياء الدقيقة: “يعتبر الاختبار في غاية الأهمية في تحديد الحالات حتى يتمكن أخصائيو الأوبئة بالتواصل مع الأشخاص المخالطين بالمرضى المصابة بالفيروس لتقديم التوصيات بشأن العزل المنزلي والمتابعة المستمرة” وأضافت أيضًا “نحن نريد من الأشخاص المصابة البقاء في منازلهم”.

 

هل يمكن إجراء اختبار لفحص الإصابة بفيروس كورونا المستجد؟

الاختبار متاح للأشخاص التي يظهر عليها أعراض الحمى والسعال وضيق بالتنفس ومن تعرضوا للسفر إلى الدول التي ترتفع بها معدلات الإصابة بالمرض.

وتحث الباحثة كارين وهبة الابتعاد عن غرف الطوارىء ما لم يحتاجون الأشخاص لها، لحماية أنفسهم والآخرين.

كما يجب على الأشخاص الذين يشعرون بالمرض ويشتبهون في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد ولا يحتاجون إلى رعاية طارئة الاتصال بالمسؤول عن تقديم الرعاية المتخصصة ووصف أعراضهم عبر الهاتف، وتقول كارين: “نحن نشجع الناس على الاتصال والتحدث إلى أخصائي الرعاية الصحية”.

 

المصدر:  Johns Hopkins medicine

 

انظر أيضًا:هل فيروس كورونا المستجد طبيعي أم مخلق معمليا؟

 

لماذا لا تتجدد جميع أعضاء الجسم ؟

لماذا لا تتجدد جميع أعضاء الجسم ؟

لقد حاول العلماء بالفعل الإجابة على هذا السؤال لفترة طويلة وبعد سنوات عديدة من البحث استطاعوا فهم كيف يتم  تجدد أعضاء الجسم .
ينبغي اولاً ان نسأل ما هي الخلايا؟ يتكون الجسم من الخلايا التي يطلق عليها الحجر الاساس للطبيعة. تشبه الخلايا قطع «الليغو-Lego» مثلما قطع الليغو متنوعة تتنوع الخلايا في الأشكال والألوان ويمكن للخلايا أيضًا القيام بالكثير من الأشياء المختلفة.
الجلد العضو الاكبر في الجسم مصنوع من خلايا مختلفة بعضها يصنع الشعر، والبعض الآخر مسؤول عن إظهار الندبات عند التعرض للدغة وغيرها من الخلايا، والدم أيضا مصنوع من خلايا مختلفة، حيث تعطي خلايا الدم الحمراء لونه الأحمر.
الا ان هنالك أنواع من الخلايا الموجودة في أجسامنا خاصة جدًا لقدرتها على التضاعف ليس هذا فقط، حيث يمكن لهذه الخلايا الخاصة أن تتحول إلى خلايا أخرى كذلك. اسم هذه الخلايا الخاصة هو “الخلايا الجذعية”، وهي المفتاح لتجديد أعضائنا.

ما هي الأعضاء التي يمكن أن تجدد نفسها؟

التجدد يعني قدرة الأعضاء على أعادة بناء نفسها بعد تعرضها للتلف الناجم من تعرضنا للإصابة أو حالة مرضية شديدة.
تحتاج الأعضاء مثل البشرة إلى التجدد كثيرًا، فالخلايا الجذعية للجلد تنتج خلايا جديدة عند تلف الخلايا القديمة.
تعتبر خلايا الكبد جيدة جدًا في تجديد نفسها لأنها أيضًا يمكنها تكوين خلايا جديدة تسمى «خلايا الكبد-hepatocytes». تبدأ خلايا الكبد في التكاثر عند تلف الكبد حيث تعمل عمل الخلايا الجذعية.
الأمعاء تتجدد أيضا طوال الوقت، حتى عندما نكون بصحة جيدة؛ لان الأمعاء تفقد بعض الخلايا عند هضم الطعام، لكن الخلايا الجذعية في الأمعاء تتكاثر للحفاظ على عمل هذا العضو المهم بشكل جيد.

هل توجد أعضاء غير قادرة على التجديد؟

لا يستطيع الدماغ تجديد نفسه جيدًا لأنه عندما يتلف الدماغ تجد خلاياه صعوبة في تكوين خلايا جديدة؛ لأن الدماغ يحتوي على عدد قليل جدًا من الخلايا الخاصة، أو الخلايا الجذعية.
في السنوات الأخيرة، وجد العلماء أن بعض مناطق الدماغ يمكن أن تتجدد. لكن ما زلنا بحاجة إلى إجراء المزيد من البحوث لفهم كيفية عمل هذا بشكل أفضل.
نحن نعلم أن الدماغ أفضل في تجديد نفسه في مراحل الطفولة منه في مراحل الشيخوخة.

المصدر:

the conversation 

اقرأ ايضاً: الزائدة الدودية واستئصالها الذي أصبح من الماضي

استئصال الزائدة الدودية أصبح من الماضي

بعد عقود مضت من الزمن على إجراء عمليات استئصال الزائدة الدودية الملتهبة، وجد الأطباء أنه لا ضرورة للجراحة وأن كورس من الصادات الحيوية قد يكون بنفس فعالية العمل الجراحي لعلاج التهابها، وذلك حسب ما وصلت إليه دراسة أجريت في جامعة Turku فنلندا ونشرت في دورية JAMA.

نظرة عامة

توضع الزائدة الدودية في البطن. مصدر الصورة: WebMD 2014

الزائدة الدودية هي جراب يشبه الإصبع يبرز من القولون في أسفل المنطقة اليمنى من البطن. يسبب التهابها ألمًا في أسفل المنطقة اليمنى من البطن. غير أن الألم يبدأ في معظم الأشخاص حول السُّرة ثم ينتقل إلى مناطق أخرى. ومع تفاقم الالتهاب، يزداد ألم التهاب الزائدة الدودية عادةً، ويشتد في النهاية.

يشعر المريض بألم يتفاقم عند السعال، أو المشي أو القيام بحركات مفاجئة، الغثيان والقيء، فقدان الشهية، الإمساك أو الإسهال، انتفاخ البطن.

من المرجح أن يكون سبب الالتهاب هو انسداد في بطانة الزائدة الدودية يؤدي إلى العدوى. تتكاثر البكتيريا بسرعة، مما يؤدي إلى التهابها وتورمها وامتلائها بالقيح. ويمكن أن تنفجر إذا لم تتم معالجتها على الفور.

يُمكن أن يتسبب التهاب الزائدة في حدوث مضاعفات خطيرة، مثل انفتاق الزائدة، يؤدي الانفتاق إلى انتشار العدوى في كل البطن (التهاب الصفاق). هذه الحالة قد تهدد الحياة، وتتطلب جراحة فورية لإزالة الزائدة وتنظيف تجويف البطن.

لا داعي للتدخل الجراحي!!

كانت نتائج الدراسة غير مفاجئة تمامًا، وذلك بسبب تجارب عديدة أخرى أجريت سابقًا، والتي خلصت إلى أدلة على أن الصادات الحيوية وحدها يمكنها علاج التهاب الزائدة الدودية الحاد. ومع ذلك، تركت هذه الدراسات بعض الأسئلة المعلقة، بما في ذلك، ما إذا كانت الصادات الحيوية قد حسنت الوضع مؤقتًا فقط، وهل سيكون المرضى في وضع أسوأ إذا احتاجوا للجراحة لاحقاً في حال إيقاف المعالجة الدوائية.

استمرت هذه الدراسة خمس سنوات وشملت 530 مريضًا مصابين بالتهاب الزائدة الدودية الحاد غير المختلط، تراوحت أعمارهم بين 18 و60 عاماً، اختير منهم 272 مريضا في مجموعة الجراحة و256 في مجموعة الصادات الحيوية، بقي الأشخاص الذين خضعوا للجراحة في المستشفى لمدة ثلاثة أيام، بينما بقي المرضى المعالجون بالصادات الحيوية في المستشفى لمدة ثلاثة أيام لتلقي الأدوية عن طريق الوريد، تبعها بعد ذلك سبعة أيام من الصادات الحيوية الفموية خارج المشفى.

في مجموعة الصادات الحيوية، 70 مريضاً من هذه المجموعة أجرى الجراحة بعد سنة من العلاج، وخلال السنوات الخمس اللاحقة خضع 30 مريضا آخراً للجراحة، بينما 156 من المرضى تعافوا تماما ولم يحتاجوا للجراحة (حوالي 61% من مرضى المجموعة).

يعتقد القائمون على الدراسة أن النسبة المئوية يمكن أن تكون أعلى في الدراسات اللاحقة، حيث أن معظم الجراحين لم يشاركوا في التجربة؛ لأن البعض منهم كان يشك بفكرة أن الصادات الحيوية وحدها يمكنها علاج التهاب الزائدة.

ومع ذلك، فإن اللجوء إلى الصادات الحيوية يعني مضاعفات أقل وتعافي أسرع بشكل عام، حيث كان لدى مجموعة المرضى المعالجين بالصادات معدل حدوث مضاعفات قدره 6.5%، في حين كان معدل المضاعفات عند الذين خضعوا لجراحة استئصال الزائدة الدودية 24%، معظمها بسبب الانتانات.

يشير الباحثون إلى أن علاج الصادات كان مكثفاً في الدراسة، حيث لجأ الباحثون إلى علاج محافظ لمدة ثلاثة أيام تلاه المزيد من الصادات عن طريق الفم. يمكن أن تصل الدراسات المستقبلية إلى تطبيق بروتوكولات علاجية أقصر وأقل كثافة، مما يقلل من معدلات المضاعفات ووقت العلاج.

أخيرًا، لم تقارن الدراسة بين التكاليف التي من الممكن أن يتحملها المرضى في مجموعتي العلاج، سيكون هذا سؤال آخر يجب الإجابة عنه في دراسات أخرى، حيث يقوم الأطباء حالياً بالبحث عن أفضل طريقة للتعامل مع التهاب الزائدة الدودية.

المصدر:

  1. JAMA. 2018;320(12):1259-1265. doi:10.1001/jama.2018.13201
  2. mayoclinic

من كورونا وسارس إلى الحمى الصفراء، ومن الطب ما قتل!

ومن الطب ما قتل!

في 7 فبراير 2020، أُعلنت وفاة الطبيب الصيني Li Wenliang إثر إصابته بفيروس COVID-19 عن عمر 33 عام. يعتبر لي ونليانغ أحد أوائل المكتشفين والمحذرين من الفيروس، مما زاد من حالة التعاطف والحزن التي سادت وسائل الإعلام الصينية والعالمية. دفعتنا تلك الحالة لاستبدال مقولة ومن الحب ما قتل إلى ومن الطب ما قتل . إذ اعتقد البعض أن وفاة لي ونليانغ بمثابة هزيمة للأنظمة الصحية العالمية أمام الفيروس، لكن لا تجري الأمور هكذا. ليست تلك المرة الأولى التي يحصد فيها أحد الأوبئة أرواح الأطباء المعالجين أو المكتشفين له. بل وكان في موت بعضهم أحيانًا علامة لانتصار ما أو خطوة ساهمت في إنقاذ الآلاف. ما نعنيه هنا أن للأمر خلفية تاريخية يجدر بنا تسليط الضوء عليها قليلًا لنتعلم منها.

الحمى الصفراء

رسم معبر عن حروب التحرير في جزر تاهيتي

داء لعين أُطلق عليه اسم “القيئ الدموي” ينتقل عبر لدغات بعض أنواع الناموس. انتشر في أفريقيا وأمريكا ويسبب الحمى والدوار والإمساك وألم مستمر في العضلات يعقبه اصفرار للجلد والعيون ونزيف لثة المصاب وجدار معدته. وتراوحت نسب وفاة المصابين بالحمى الصفراء من 20-50%. تسبب الوباء في آلاف الوفيات، لكن أشهر أحداثه كانت منذ قرنين، حين قتل حوالي 35:45 ألف جندي من قوات نابوليون المُرسلة لإيقاف ثورات التحرر في جزر هاييتي وفقًا للمؤرخ J. R. McNeill وتسببت في هزيمته. سقط من الجنود الفرنسيين ضحية لهذا المرض ضعف من سقطوا في معركة ووترلو الشهيرة. ثم استمر الوباء في الظهور والاختفاء حتى القرن العشرين دون معاملة علمية منهجية تُذكر حتى مجيئ الطبيب الأمريكي لازيار.

انتقل جيسي لازيار Jesse Lazear كعضو لجنة الحمى الصفراء إلى كوبا عام 1900 لدراسة المرض وفهم أسبابه المجهولة حينها. كان لازيار هو العضو الوحيد صاحب الخبرة بالبعوض ونقله للأمراض، فقد عمل سابقًا في مشفى جون هوبكنز في بالتيمور عام 1985 ودرس الملاريا والحمى الصفراء هناك. افترض الطبيب أن السبب الرئيسي في الإصابة هو وجود عائل حي ينقلها إلى البشر، وحينها قررت اللجنة اختبار فرضية لازيار بنفسها. سمح الطبيب لازيار لبيوض البعوض بالفقس داخل مستشفى هافانا والتغذي على دماء المصابين بالحمى الصفراء. ثم سُمح للبعوض أيضًا أن يتغذى على دماء بعض المتطوعين، فانتقلت إليهم العدوى وثبتت الفرضية. أعلنت اللجنة أن المسؤول عن الإصابة هو كائن شديد الصغر لا يمكن الإمساك به عبر فلاتر البكتيريا أي أنه أصغر من البكتيريا. شُفي الرجلان اللذان تعرضا للتجربة، ولكن يبدو أن لازيار قد عرّض نفسه أو تعرّض للدغات البعوض المصاب، ولسوء حظه لم يُشف. أصيب لازيار بالحمى الصفراء بالفعل ومات في سبتمبر عام 1900. 1

استكملت التجارب بعد وفاة الطبيب لازيار لجمع المزيد من الأدلة العلمية بعدما تأكدت اللجنة من دور البعوض في الإصابة بالمرض، فتطوعت الممرضة الأمريكية كلارا ماس Clara Maass لخوض التجربة، لكنها للأسف لم تنج لتعرضها للإصابة من البعوضة الأخطر الحاملة للمرض Aedes aegypti في 24 أغسطس 1901. قدمت تضحيات كلارا ولازيار للبشرية حينها معرفة كيفية الإصابة ونوع العائل بالتحديد، فتركزت الجهود بعدها على محاربة بعوضة Aedes aegypti وتجفيف المستنقعات أو تغطيتها، مما ترتب عليه إنخفاض معدلات الإصابة وإنقاذ آلاف البشر. 2

الممرضة كلارا ماس                                الطبيب جيسي لازيار

المتلازمة التنفسية الحادة سارس SARS

في نوفمبر 2002، توجه أحد المزارعين الصينيين إلى مستشفى فوشان ليتلقى العلاج إثر أعراض حمى وسعال وصعوبة شديدة في التنفس، ثم مات بعدها بأيام دون تشخيص واضح لسبب الوفاة. وفي نهاية الشهر ذاته، انطلقت أولى التحذيرات من كندا عبر تحليل أخبار ومواقع صينية عدة عن وجود جائحة إنفلونزا غريبة في الصين. استهدفت التحذيرات الكندية منظمة الصحة العالمية والتي طلبت بدورها معلومات من الصين في ديسمبر 2002. وبينما تحاول المنظمة الحصول على معلومات من الصين، كان أحد رجال الأعمال الأمريكيين المصابين يسافر على متن طائرة من الصين إلى سنغافورة في فبراير 2003. توقفت الطائرة في مدينة هانواي الفيتنامية، ونُقل المريض الذي ساءت حالته إلى مستشفى هانواي الفرنسي. أصيب مُعظم الطاقم الطبي الذي تعامل مع المريض بالأعراض، فدُعي عالم الميكروبات الطبيب الإيطالي كارلو أورباني لمتابعة الحالة.

كارلو أورباني

درس كارلو أورباني الطب في إيطاليا وتخصص في علم الطفيليات، ثم تطوع للعمل في أفريقيا وسافر إلى أثيوبيا عام 1987. أصبح استشاري لمنظمة الصحة العالمية بعد سنوات من مكافحة الأوبئة ودراستها. وفي 1996، انتقل إلى كمبوديا مع أسرته للعمل في مؤسسة أطباء بلا حدود، ليعود إلى إيطاليا كرئيس للفرع الإيطالي للمؤسسة. فوضته المؤسسة للحصول على جائزة نوبل التي نالتها عام 1999. ثم دُعي الطبيب كارلو أورباني في نهاية فبراير 2003 لمتابعة حالة رجل الأعمال المريض في مستشفى هانواي الفرنسي. اعتقد أطباء المستشفى أنهم أمام حالة إنفلونزا طيور شديدة، لكن كارلو بخبرته علم أنه أمام فيروس أكثر عدوانية وانتشار. أرسل كارلو تحذيراته لمنظمة الصحة العالمية ببدء إجراءات الحجر الصحي للمصابين على الفور تجاه الوباء الجديد. كما أقنع وزارة الصحة الفيتنامية ببدء إجراءات فحص المسافرين وعزل المصابين. 3

في 11 مارس 2003، دُعي الطبيب كارلو للحديث في مؤتمر طبي في تايلاند. وبينما هو في الطائرة، شعر بالحُمى والإعياء وطُلبت له الإسعاف في المطار فور وصوله. انتقل كارلو إلى مستشفى بانكوك وشُخص بالإصابة بفيروس سارس. وبعد حرب ومعاناة مع الفيروس لـ 18 يوم، توفى في 29 مارس في العناية المركزة للمستشفى بتايلاند. ساعدت توجيهات كارلو في السيطرة على انتشار الوباء في فيتنام والتعرف على فيروس سارس الجديد ليصبح هو أول من يكتشفه. كما أوصى كارلو قبل وفاته بالتبرع بخلايا رئته المصابة للأبحاث العلمية في سبيل مكافحة الفيروس الجديد، لينجح العالم في تشخيص الفيروس والحد من انتشاره.

هناك المزيد من الأمثلة، لكن بدا واضحًا الآن أن بعض التضحيات تركت بصمة لا يمكن محوها، كما تركت دروس مستفادة لأفراد المجتمع والأطقم الطبية والأنظمة الصحية لنتعلم جميعًا منها. للأسف فقد أودت تلك التضحيات بحياة صانعيها مثلما أودى الحب بحياة شاب الأصمعي الذي دعاه لقول مقولته”ومن الحب ما قتل”.

للمزيد: ماذا تعرف عن عالم الفيروسات؟

تشخيصٌ جديدٌ يكشف عن ١٤,٨٠٠ إصابةٍ بـ الكورونا في يومٍ واحد!

سجلت مقاطعة خوبي الصينية أعلى عدد من الإصابات والوفيات الناجمة عن الكورونا خلال يومٍ واحدٍ فقط. وذلك بعد يومٍ من إجراء تغييرات في طريقة حساب الإصابات. كانت السلطات متفائلةً بأن العدوى قد لا تزيد عن ذروتها الحالية. إلّا أنَّ ما حصل هو العكس تمامًا.

تم تسجيل 14،800 حالة إصابة جديدة بـ الكورونا في غضون 24 ساعة في مقاطعة خوبي الصينية يوم الخميس، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين.

بلغ عدد القتلى من المصابين بالفيروس 242 حالة يوم الخميس، أي أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق البالغ 103 حالة وفاة المُسجل يوم الاثنين الماضي.

يأتي العدد المتزايد من الصابات الجديدة في خوبي بعد إعلان مسؤولي الصحة يوم الخميس أنهم أضافوا إلى الإحصاءات الرسمية جميع الأشخاص الذين تم تشخيصهم باستخدام طرقٍ سريريةٍ جديدةٍ.

يشمل التشخيص السريري للفيروس (المسمى حاليًا COVID-19) استخدامَ التصوير الرئوي للتحقق من حالات العدوى المشتبه بها.

في حين اقتصرت طرق التشخيص السابقة على اختبارات الحمض النووي، والّتي تحدد المعلومات الوراثية للكشف عن الفيروسات. إلا أن هذه الطريقة يمكن أن تستغرق أيامًا.

في الأسبوع الماضي، قالت لجنة صحة خوبي أنها ستبدأ استخدام الأشعة المقطعية لتشخيص التهابات الرئة، والّتي من شأنها تسريع العلاج.

ألا يزالُ الوقتُ مبكرًا للتفائل؟

جاءت هذه القفزة الحادة بعد أن أظهرت الأرقام الرسمية أن حالات الإصابة بـ الكورونا قد انخفضت لمدة يومين على التوالي. ترأس الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اجتماعًا في بكين يوم الأربعاء لبحث “النتائج الإيجابية” للتدابير الصارمة التي اتخذتها الحكومة لاحتواء الفيروس.

لكن في جنيف، حذر مسؤولو منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء من التوصل إلى استنتاجات سابقة لأوانها بشأن البيانات الصينية.

وقال مايكل ريان، رئيس برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية:

“أعتقد أنه من السابق لأوانه محاولة التنبؤ ببداية أو منتصف أو نهاية هذا الوباء في الوقت الحالي.”

في حين أوضح يانتشونغ هوانغ، زميل أقدم للصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة، أنه يتوقع انخفاض حالات الإصابة بـ الكورونا في الفترة ما بين أواخر أبريل وأوائل مايو.

حتى الآن، لقى ما لا يقل عن 1،355 شخص حتفهم وأصيب ما يقرب من 60،000 في الصين بعد أن أبلغت لجنة صحة خوبي بالأرقام الجديدة. يوجد حاليًا عدة مئاتٍ من حالات الإصابة بـ الكورونا في 27 دولة خارج الصين.

في يوم الخميس، وعقب نشر الأرقام الجديدة، أعلنت وسائل الإعلام الصينية أن جيانغ تشوليانغ (وزير الحزب في مقاطعة خوبي) قد أُقيل وسيحل محله رئيس بلدية شنغهاي، يينغ يونغ.

كما تم ازالة اثنين من كبار مسؤولى الصحة فى خوبي يوم الاثنين. مما يجعل المقاطعة في مركز اندلاع المرض.

دوار البحر!

في كمبوديا، سُمح لسفينة الرحلات البحرية «MS Westerdam» بالرسو في مدينة سيهانوكفيل الساحلية بعد أن رفضتها خمس دولٍ بسبب المخاوف من احتمال إصابة شخص على متنها بفيروس كورونا.

وفقًا لمشغل السفينة، لم يُصب بالفيروس أي من الركاب البالغ عددهم 1،400 راكب و800 من أفراد الطاقم.

أمضت السفينة أسبوعين في البحر بعد أن رفضتها اليابان، تايوان، غوام، الفلبين وتايلاند.

أوضح مسؤولو صحة يابانيون إن 44 شخصًا آخرين كانوا على متن سفينة سياحية خضعت للحجر الصحي لأكثر من أسبوعٍ في ميناء يوكوهاما الياباني، بعد أن أُثبتت إصابتها بـ الكورونا يوم الخميس.

وبذلك يرتفع إجمالي عدد الإصابات على متن سفينة «Princess Princess» إلى 218، مما يجعله أعلى عددٍ من الإصابات في مكانٍ واحدٍ خارج الصين.

المصدر: DW

إقرأ أيضًا: تعرف على الطريقة الصحيحة لارتداء القناع الطبي الواقي

علاج جديد للالتهاب المزمن: فكيف يعمل على وقف الالتهاب؟

نُشرت ورقة جديدة في مجلة Nautre أعلن فيها الباحثون توصلهم إلى علاج جديد للالتهاب المزمن. يشير مصطلح الالتهاب المزمن إلى استجابة مناعية طويلة الأمد تشمل تغير تدريجي في نوع الخلايا الموجودة مكان الالتهاب. ويحدث ذلك بسبب التقدم في العمر أو الإجهاد أو السموم البيئية مما يجعل جهاز المناعة في حالة نشاط زائد، مسبباً عدة أمراض خطيرة مثل ألزهايمر وشلل الرعاش والسكري والسرطان. فكيف يمكن منع حدوث ذلك باستخدام الأدوية؟

كيف يحدث الالتهاب؟

يُعتبر مركب Inflammosome المحرك الرئيسي للالتهاب، حيث يتجمَّع داخل الخلايا عند اكتشاف وجود مسبب مرض أو حدوث تدمير للخلايا، فيُنشِّط إنزيم تحطيم البروتين Caspase 1 مما يؤدي إلى إطلاق جزيئي التهاب إنترلوكين 1β و إنترلوكين 18، وتحطيم بروتين gasdermin-D، الذي يشكل مساماً في غشاء الخلية، وبالتالي يسبب تحطيمه حدوث نوع من موت الخلايا يعرف بالانحلال الحراري.

مركب MCC950

في عام 2015 درست العالمة Kate Schroder بالتعاون مع أساتذة آخرين من جامعة كوينزلاند مركباً يثبط إطلاق إنترلوكين 1 حيث اتضح أنَّ مركب MCC950 يثبط نوعاً من البروتينات تسمى NLRP3. وأظهر الفريق أنً المركب يمنع تجميع بروتين NLRP3 وإفراز إنترلوكين 1β في خلايا الفأر عند تعرضها للسموم البكتيرية كما يمنع موت الخلايا بالانحلال الحراري. وتبين أيضاً أن مركب MCC950 يخفف من أعراض متلازمة Muckle–Wells وهي حالة نادرة من الالتهاب التلقائي الناجم عن فرط نشاط بروتين NLRP3 وتتميز بالطفح الجلدي والحمى وآلام المفاصل بالإضافة إلى فقدان السمع وتلف الكلى.

تقول العالمة Kate Schroder: إنَّ مركب MCC950 كان أقوى مثبط لبروتين NLRP3 في ذلك الوقت. منذ ذلك الحين ثبت أنَّ MCC950 يمتلك تأثير إيجابي على مرض الكبد المزمن ومرض باركنسون في الفئران دون التسبب بآثار جانبية كبيرة. وحتى وقت قريب لم يعرف العلماء سوى القليل عن آلية عمله المحددة. لكن في النصف الأول من عام 2019 أظهرت العالمة Schroder وزملاؤها أنَّ مركب MCC950 يرتبط مباشرة ببروتين NLRP3 ويمنع نشاطه الإنزيمي.

علاج جديد للالتهاب المزمن

لم يكن مركب MCC950 مثالياً للتجارب السريرية، لكنَّ فهم كيفية عمله حفز العلماء على زيادة النشاط لإنتاج مثبطات بروتين NLRP3 من أجل التطوير السريري. فرغم وجود العديد من العوامل البيولوجية التي تثبط إنترلوكين 1β والموافق عليها للاستخدام العلاجي إلا أنَّ تثبيط إنترلوكين 1β وحده يعالج فقط أحد المسارات للأمراض التي يسببها بروتين NLRP3. في المقابل من المتوقع أن تكون المركبات التي تستهدف مسار NLRP3  أكثر فعالية.

مؤخراً طَوَّر علماء المناعة من جامعة كوينزلاند وبالتعاون مع شركة انفلازوم الناشئة دوائين يعيقان طريقاً مهماً للالتهاب. يستهدف العلاجان حالات مختلفة، فدواء Inzomelid يصل الدماغ ويعالج الأمراض العصبية مثل ألزهايمر. أما دواء Somalix مقيد بوصوله غلى الجهاز الطرفي فقط ويهدف لعلاج أمراض القلب والشرايين والتهاب المفاصل. وتطور الشركة أيضاً مثبطات لمرض التهاب الأمعاء والأمراض الجلدية.

من المتوقع ظهور النتائج الأولية للتجارب التي تقيِّم سلامة الدوائين الجديدين بحلول شهر آذار 2020، وإذا كانت النتائج إيجابية فسيؤدي ذلك إلى تقدم الدوائين في المرحلة الثانية من الدراسات السريرية التي تركز على أمراض معينة.

المصادر:
Nature

(Nature (New Study

ماذا تعرف عن عالم الفيروسات البسيط بتركيبه المُعقّد بألغازه ؟

عالم الفيروسات البسيط بتركيبه المُعقّد بألغازه

لا يهمني معرفة كم تبلغ من العمر، ولكني أملك الثقة كي أؤكد لك أنك على الأقل قد عاصرت انتشار أحد أنواع الفيروسات، ولا بُد أنك قد تكبدت عناء سماع أرقام الضحايا المتزايدة والمخاوف والتحذيرات والتهويلات اللامتناهية.

ولا بُد أنك قد رسمت على وجهك ابتسامة سخرية أو تعجّب لحظة سماعك المعلومات الغريبة التي أخبرك إيّاها أحد أصدقائك عن الفيروسات والمؤامرات السرية التي تُحاك باستخدام هذا السلاح البيولوجي!

دع عنك عزيزي القارئ عبء تلك المعلومات الثقيلة والمزيفة غالبًا، وانطلق معنا في جولة إلى عالم الفيروسات البسيط بتركيبه المُعقّد بألغازه.

ما هو الفيروس؟

بلا أي تعقيدات وبكل بساطة، الفيروس هو مادة وراثية محفوظة في مغلف أو محفظة من البروتين.

وبسبب التركيب البسيط للفيروس فأنه غير قادر على التكاثر من تلقاء نفسه بل يعتمد في ذلك على خلية مستضيفة توفر له العضيات والبيئة الملائمة للتضاعف والتكاثر.

تصنيف الفيروسات

على الرغم من بساطة الفيروسات إلا أنها تضم مجموعات متنوعة وأعداد كبيرة. ولتسهيل دراستها تم وضعها في عدة تصنيفات باستخدام عدة معايير، تختلف من حيث:

الشكل

تتشكل كبسولة البروتين حول المادة الوراثية بعدة أشكال، منها : المحفظة Capsomere ، الكروي Spherical ، اللولبي Helical ، وشكل العشرين وجه Icosahedral .

المادة الوراثية

تحتوي بعض الفيروسات على سلسلة واحدة من جزيء RNA وبعضها يحتوي على سلسلتين، كما يمكن أن تحتوي على سلسلة واحدة أو سلسلتين من جزيء DNA.

نوع الخلية المستضيفة

الفيروسات قادرة على العيش داخل جميع أنواع الخلايا سواء كانت وحيدة أو متعددة، وبشكل عام تقسم إلى فيروسات متطفلة على البكتيريا وفيروسات متطفلة على الكائنات متعددة الخلايا.

آلية عمل الفيروسات داخل الخلايا المستضيفة

تبدأ الحرب بين الفيروس والخلية المستضيفة بالتصاق الفيروس على الغشاء الخارجي للخلية ومن ثم محاولة إدخال المادة الوراثية الخاصة بالفيروس إلى داخل الخلية. تظهر الفيروسات هنا اختلافًا في طريقة إدخالها لمادتها الوراثية، فمنها من تتحد مع الغلاف الخارجي للخلية وتندمج معه وبعدها تفرغ محتواها الجيني، ومنها من تحاول إقناع الخلية بأنها كائن مسالم لا ينوي أي شر كإقناعها أنه قابل للاستهلاك وبذلك تلتف الخلية المسكينة حول الفيروس في عملية تدعى البلعمة Endocytosis، أما إذا واجه الفيروس غلافاً قاسيًا فأنه يحقن مادته الوراثية تمامًا كالإبرة إلى داخل الخلية المستهدفة دون الحاجة إلى دخولها.

في حال كانت المادة الوراثية تتكون من جزيء RNA فإنها تتجه نحو الريبوسوم لتبدأ هناك عملية التشفير وتصنيع بروتين الفيروس والذي يبدأ بدوره بمهاجمة جزيئي DNA و RNA الخلية المنافس والتخلص منهما وذلك لإتاحة فرصة أكبر لتضاعف المادة الوراثية للفيروس وإنتاج نسخ أكثر منه، بعد استنزاف مصادر الخلية، تغادر نسخ الفيروس الخلية متجهةً لخلايا أخرى.

مغادرة الخلية لن تكون سلمية بالطبع، فبعض الفيروسات تحلل غشاء الخلية وبذلك تتحلل الخلية بأكملها، بعضها الآخر تستغل هذا الغشاء وتضغط نفسها باتجاهه متنكرةً به وتستخدمه كوسيلة لمهاجمة باقي الخلايا والتي تتعرف على هذا الغشاء باعتباره خلية صديقة وليس فيروس قاتل.

تاريخ الفيروسات وتطورها

قبل أن نتسائل عن تاريخ الفيروسات لا بُد أن نتسائل عن آلية تحديد هذا التاريخ لكائنات ليس لها أي سجل أحفوري في الصخور -بسبب هشاشتها وعدم قابليتها للحفظ-.

ربما تكون الإجابة صادمة لك، لكن المادة الوراثية الخاصة بك وبكثير من الكائنات الحية يعتبر سجل أحفوري غني للفيروسات، كيف ذلك؟

إليك القصة، هناك نوع من الفيروسات معروف باسم الـ Retrovirus، يحتوي هذا النوع على جزيئات RNA كمادة وراثية، ويحتوي كذلك على بروتين مسؤول عن النسخ المعاكس أي تحويل جزيء RNA الى جزيء DNA، وبالتالي يحول المادة الوراثية الخاصة به إلى DNA، والتي بدورها تندمج مع DNA الخلية، وتتم بعدها باقي العمليات وتصنيع البروتين.

اندماج جزيء الـ DNA الذي يحدث في الخلايا الجنسية كالحيوانات المنوية والبويضات يورَّث للأجيال اللاحقة، وبالتالي يتم حفظ المعلومات الوراثية للفيروس في الكائن الحي وتنتقل من جيل إلى جيل، وبمقارنة تسلسل المادة الوراثية بين الأنواع المختلفة للكائنات الحية يمكننا تحديد عمر الفيروس أو على أقل تقدير معرفة الوقت الذي هاجم فيه هذا الفيروس خلايا الكائن الحي.

هذا بالنسبة لآلية تحديد تاريخ الفيروسات، أما بالنسبة لتاريخ الفيروسات وسبب ظهورها فهناك عدة نماذج مقترحة، نذكر منها:

النموذج الأول Virus first model

يقول بأن بساطة الفيروسات ترجّح أنها تطورت في وقت كانت فيه الحياة بسيطة وأولية أي أنها أقدم من أقدم كائن حي.

فرضية الهروب Escape Theory

تقترح أن الفيروسات تطورت من جينوم الخلايا، حيث أن بعض قطع الجينوم قادرة على قص ونسخ بعضها ونقل نفسها من جزء لآخر خلال سلسلة الحمض النووي، يعتقد العلماء أن أحد هذه القطع كان لها القدرة على تغليف نفسها ببروتين والهرب خارج الخلية.

النموذج الثالث

يقترح أن الفيروسات هي بقايا فيروسات أكبر حجمًا وأكثر تعقيدًا وقربًا للحياة الخلوية، وبعدها طورت علاقة تكافلية مع الكائنات الأخرى. مع ازدياد اعتماد الفيروس على الخلية المستضيفة، تخلى عن تعقيده، وبهذا تحولت العلاقة إلى تطفلية.

كيف تنتقل الفيروسات بين الأنواع المختلفة من الكائنات الحية؟

تتضمن عملية قفز الفيروس بين الأنواع المختلفة من الكائنات الحية ثلاث مراحل أساسية، وهي الاتصال مع الخلية الجديدة ومن ثم مهاجمتها والتضاعف داخلها ومن بعدها الإنتقال لفرد آخر من النوع ذاته.

التحدي الاول يكمن في الارتباط على سطح الخلية بمستقبلات خاصة أو آليات معينة، ومن ثَم دخوله إلى الخلية حيث سيجد الفيروس نفسه في حاجة لتوظيف آليات تكيّف جديدة إضافية لاستغلال الآلة التكاثرية الخاصة بالخلية لصالحه. كما أنه بحاجة إلى تثبيط عمل جهاز المناعة ونشر نسخ منه للخلايا المجاورة. بعد إتمام هذه التحديات بنجاح يصبح الفيروس قادرًا على الإنتقال إلى ضحية أخرى.

لحسن الحظ؛ الاختلافات الجينية بين الخلايا المضيفة تجعل من مهمة القفز بينها أمرًا صعبًا إلى حدٍ ما، لكن سرعة عمليات التكاثر الجنونية وما يرافقها من طفرات جينية ذات تأثير تكيفي – على الرغم من نسبتها القليلة – قادرة على جعل الفيروس ضيفًا جديدًا لدى خلية مستضيفة جديدة.

الأدوية والعقاقير المتوافرة

استطاع العلماء تطوير العديد من العلاجات والتي تعمل على تثبيط مراحل مختلفة في رحلة الفيروس نحو مهاجمة الخلية، حيث يعمل دواء Amantadine و Maraviroc المستخدمين في علاج فيروس الهربس Herpes على إعاقة عملية إختراق الفيروس للخلية. أما Acyclovir و Foscarent فيعملان على تثبيط عملية تصنيع تسلسل الحمض النووي والمادة الوراثية.

Zidovudine يعمل على تثبيط عملية النسخ العكسية، أي تحويل جزيء RNA إلى جزيء DNA وبالتالي يستخدم في علاج فيروس HIV المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة أو الأيدز AIDS، وIndinavir يعمل على تثبيط عملية تصنيع البروتين.

الجدير بالذكر أن هذه العلاجات تُعطى في الحالات الحرجة والخطرة جدًا، ويتم فيها مراعاة توافر عوامل الخطورة، ككبار السن والأطفال والحوامل وتواجد الأمراض المزمنة.

ما هو سبب خوفنا الدائم من الفيروسات ؟

مع توافر العديد من الأدوية ربما يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ عن سبب خوفنا المستمر من الفيروسات، الإجابة هي أن مفتاح نجاح الفيروسات يكمن في بساطتها.

التركيب البسيط للفيروسات يحد من التراكيب القابلة لتصنيع أدوية وعقاقير لتثبيطها، كما أن سرعة تكاثرها الجنونية وما يرافقها من طفرات تجعل منها مقاومة بصورة سريعة للأدوية المتوافرة.

هل الفيروسات كائنات حية؟

من الطريف حقاً مع كل هذه الجلبة والتساؤلات التي تثيرها الفيروسات تواجد جدل كبير حول تصنيف الفيروس ككائن حي، ففي تعريفنا للفيروس قلنا أنه مادة وراثية وغلاف بروتيني فقط، كما أن الكثير من العلماء يضعون الفيروسات في منطقة رمادية من الأشياء شبه الحية. فالكائنات الحية تتميز بقدرتها على التكاثر والتطور، والمحافظة على بيئة مستقرة داخل خلاياها وصنع طاقتها بنفسها. أما الفيروسات فهي تتكاثر وتتطور لكنها لا تحقق الشرطان الأخيران فكانا السبب لزجّها في تلك المنطقة الرمادية.

سواء اعتبرها الخبراء كائنات حية أو شبه حية فالفيروسات موجودة وتشكل ما يقارب ٨ % من حمضك النووي الخاص والباحثون في كل مكان وبشكل متواصل في بحث دائم مستمر عن الطفرات التي من الممكن أن تتبعها الفيروسات للقفز بين الأنواع المختلفة من الكائنات وأساليب المقاومة التي تطورها ضد الأدوية والعقاقير، ويكمن التحدي الحقيقي في توقع الفيروس الذي سيشكل الكارثة العالمية القادمة.

المصادر:
Novalabs
PBS Eons
NatGeo
Khan Academy
Ted Ed

هل استطاعت تايلاند ايجاد علاج لفايروس كورونا ؟

في مؤتمر عقد يوم الاحد وُضح فيه كيف استطاعت تايلاند ايجاد علاج لفايروس كورونا حيث ورد في صحيفة «رويترز-Reuters» بانكوك: صرحَ الاطباء التايلانديون عن نجاحهم في علاج الحالات الشديدة لفيروس كورونا الجديد بواسطة مزيج من أدوية الانفلونزا وفيروس نقص المناعة المكتسبة، وأظهرت النتائج الأولية تحسنا كبيرا بعد ٤٨ ساعة من تطبيق العلاج.

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=JLCvRILRM2k[/embedyt]

قال أطباء من مستشفى «راجافيثي-Rajavithi» في بانكوك إن نهجاً جديداً في علاج فيروس كورونا قد أدى إلى تحسين حالة العديد من المرضى تحت رعايتهم، بما في ذلك امرأة صينية تبلغ من العمر 70 عامًا من «ووهان-Wuhan» ثبتت إصابتها بالفيروس لمدة 10 أيام.

يشمل العلاج بالعقاقير مزيجًا من الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية، «لوبينافير وريتونافير-lopinavir and ritonavir» بالاشتراك مع عقار «أسيلتاميفير-oseltamivir» المضاد للانفلونزا بجرعات كبيرة.فهل

قال الدكتور «كريانجسكا أتيبورنوانيتش-Kriangska Atipornwanich»، أخصائي الرئة في راجافيثي:
“هذا ليس العلاج، لكن حالة المريض تحسنت بشكل كبير. منذ تأكيد الأصابة لمدة عشرة أيام تحت رعايتنا، اذ أصبحت نتيجة الفحص بعد تطبيق هذا المزيج من الأدوية سلبية في غضون ٤٨ ساعة”

“التوقعات جيدة ولكن لا يزال يتعين علينا القيام بمزيد من الدراسة لتحديد أن هذا المزيج من الأدوية يمكن أن يكون معيارًا يؤخذ به”.

يدير مسؤولو الصحة الصينيون عقاقير فيروس نقص المناعة البشرية والإنفلونزا لمكافحة فيروس كورونا، وقال الأطباء التايلانديون يبدو أنه استخدام مزيج من الأدوية الثلاث يحسن العلاج.                                              وقال طبيب آخر إن اتباع نهج مشابه لدى مريضين آخرين أدى إلى أصابة احدهم بالحساسية إلا أن الآخر أظهر تحسناً ملحوظاً.

وقال «سومساك أكشليم-Somsak Akkslim»، المدير العام لقسم الخدمات الطبية: “لقد اتبعنا الإجراءات الدولية، لكن الطبيب زاد جرعة إحدى العقاقير”، في إشارة إلى دواء الأنفلونزا أوسيلتاميفير.

سجلت تايلاند ١٩ حالة من فيروس كورونا، ومن بين المرضى التايلانديين تعافى ثمانية منهم وعادوا إلى منازلهم بينما لا يزال ١١ منهم قيد العلاج في المستشفيات.

وقال سومساك إن وزارة الصحة ستجتمع يوم الاثنين لمناقشة العلاج الناجح في حالة المرأة البالغة من العمر 70 عامًا، إلا أنه لايزال من السابق لأوانه القول إن هذا النهج يمكن تطبيقه على جميع الحالات. “في البداية، سوف نطبق هذا النهج فقط على الحالات الشديدة”.

المصدر: Reuters

اقرأ أيضاً: هل يتساقط الثلج على سطح المريخ ايضاً؟

كيف يتنبأ النشاط الدماغي للأطفال بالاضطرابات النفسية ؟

كيف يتنبأ النشاط الدماغي للأطفال بالاضطرابات النفسية؟

يتنبأ النشاط الدماغي للأطفال بالاضطرابات النفسية في بحث جديد نشر بدورية الجمعية الطبية الأمريكية «JAMA psychiatry»، وذلك من خلال رصد نشاط المناطق المختلفة في المخ لدى الأطفال ذوي السبع سنوات ومتابعة تطورهم حتى عمر الإحدى عشر عامًا،  وجد الباحثون أن اختلاف النشاط العصبي لمناطق المخ المختلفة يحمل تنبؤات دقيقة عن عرضة الطفل للاضطرابات النفسية مع تقدم عمره.

هل تكفي الأعراض لتشخيص المرض النفسي؟

تنشأ الأمراض النفسية نتيجة لعدة عوامل داخلية وخارجية، سواء كانت الجينات أم التربية أم الصفات الشخصية أم عوامل مجتمعية أو خبرات حياتية مدمرة تدفع بالمصاب إلى مخالب المرض النفسي، لمواجهة هذه العوامل يحمل الطبيب النفسي أدواته لاستكشاف أعراض المصاب واضعًا في الحسبان مشاعره وأفكاره وسلوكه وظروفه الحياتية.

على الرغم من أن الأطباء يشخصون الأمراض النفسية من خلال فحص الأعراض الظاهرة على المريض ومن ثمَّ معالجتها  كلما أمكن، إلا أن أدوات علوم الأعصاب منحتنا نافذةً أوسع وأكثر دقة لفهم المرض النفسي.

يستطيع مسح المخ «Brain Scanning» تحديد موقع الخلل في الدماغ وتحديد أبعاد المرض النفسي والتنبؤ بأعراضه من خلال تحديد  وظيفة هذه المنطقة.

يتحكم كل جزء من أدمغتنا بوظيفة حيوية أو نفسية لدينا، فعادة ما يرجع الاضطراب النفسي إلى خلل منطقة ما في المخ، يتمكن علماء الأعصاب من تحديد هذه المنطقة من خلال الرسم الدماغي «Brain Scanning»، وهذا ما يمكنهم من فهم أي وظيفة نفسية أو ذهنية أدى اختلالها إلى ظهور أعراض المرض النفسي.

فمثلًا عند مرضى الأكتئاب «Major Depressive Disorder» لا تعمل المنطقة الواقعة في مركز القشرة المخية المسماة بالقشرة الحزامية الأمامية «Anterior Cingulate Cortex»، وهي المنطقة المسؤولة عن المشاعر ونشوءها نتيجة لاتصال هذه المنطقة بالمناطق المخية الآخرى المسؤولة عن العواطف، أيَضًا يزداد نشاطها في اضطراب فرط الحركة «ADHD» مع ازدياد نشاط منطقة القشرة الجبهية «Prefrontal Cortex» المسؤولة عن الانتباه والتفكير والسلوك الموجه «Goal-directed Behavior».

غالبًا ما يظهر هذا الخلل الدماغي مع أعراض المرض، فمثلًا يميل مرضة الاكتئاب إلى الانسحاب من حياتهم اليومية شيءً فشيءً بينما يميل مرضة اضطرابات فرط الحركة إلى انتباه مشتت، إلا أن الأطباء النفسيين صمموا استبيانًا يبين سلوك الأطفال وميولهم نحو الاضطرابات النفسية المختلفة قبل أن تظهر هذه الأعراض فعلًا، كان ذلك من خلال تصميم ما يعرف بلائحة سلوك الطفل «Child Behavior Checklist»،

يقوم المتخصص النفسي بسؤال الأبوين عن سلوكيات أطفالهم، ومن خلال إجابات الأبوين يستطيع المختص تحديد ميول الطفل نحو سلوك غير صحي بعينه، مثل العنف ضد زملائه، أو قلقه المستمر، أو نشاطه الزائد.

ولكن هل الأدلة السلوكية التي تقدمها هذه اللائحة تكفي للتنبؤ بعرضة الأطفال للأمراض النفسية لاحقًا؟ استعانت سوزان جابريلي «Susan Gabrieli»  وفريقها البحثي من جامعة نورث إيسترن الأمريكية «Northeastern University» بالأدلة التي أتاحتها دراسات المسح الدماغي لتجيب على هذا السؤال.

أداة جديدة للتنبؤ بالاضطرابات النفسية

بالنظر إلى الأفراد الأصحاء نجد أن منطقة المخية المسؤولة عن الانتباه والتفكير يقل نشاطها مع زيادة تفعيل المنطقة المسؤولة عن العواطف «Anti-correlated» ، والعكس صحيح، ولكن إن زاد نشاطهما معًا أو قل نشاطهما معًا، فهذا يدل على وجود خلل ما، ويعدُّ دليلًا على مرضي الاكتئاب أو مرض فرط الحركة

قامت سوزان وفريقها باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي «fMRI» تقوم هذه التقنية على قياس معدل ضخ الدم إلى أجزاء المخ المختلفة، فالأجزاء النشيطة تزداد الدم الواصل إليها، فبالتالي تعكس نشاط مناطق المخ المختلفة، وقاموا بتطبيقها على أربعة وتسعين طفلًا في عمر السابعة، و تابعوا نمو هؤلاء الأطفال لمدة أربعة أعوام رصدوا خلالهم الأنماط السلوكية لدى الأطفال وميولهم نحو الاضطرابات النفسية المختلفة ومقارنتها بلائحة سلوك الطفل المعتاد استخدامها.

تخبرنا النتائج بأن النشاط الدماغي للأطفال يتنبًا بالاضطرابات النفسية، فكلما تماثل نشاط المناطق المسؤولة عن الانتباه والمناطق المسؤولة عن العاوطف -حتى بداية من سن السابعة- كلما زادت عرضة الأطفال للإصابة بالأمراض النفسية المختلفة عند وصولهم إلى سن الحادي عشر.

يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام عالم أوسع وأرحب وأكثر دقة لاستخدام التصوير العصبي للتنبؤ بعرضة الأطفال للاضطرابات العصبية، ويخرج بنا خارج المقاييس السلوكية لتشخيص الأمراض النفسية، ولعله يسمح لنا بالوقاية منها عندما ندرك أي من أبناءها مهَّددٌ بخطر هذه الاضطرابات.

المصدر: JAMA Psychiatry

مصدر الصورة

عدوى فيروس كورونا خارج الصين كيف حدث ذلك؟

أصاب فيروس كورونا آلاف الأشخاص في الصين وجميع الحالات خارج الصين تقريباً كانت لأشخاص وصلوا مؤخراً من ووهان، لكن هل حدثت عدوى لأشخاص آخرين خارج الصين؟

عدوى فيروس كورونا خارج الصين

أصيب شخصان من اليابان وألمانيا بفيروس كورونا، لكنهم لم يزورا المنطقة التي انتشر فيها الفيروس في الصين. أحد المريضين كان سائق حافلة ياباني في مدينة نارا ويبلغ الستين من العمر، حيث نقل مجموعتين من السياح الصينيين القادمين من مدينة ووهان الصينية. شُخِّص المريض بالالتهاب الرئوي ونُقل إلى المشفى.

بالإضافة إلى ذلك أكدت وزارة الصحة اليابانية إصابة رجل آخر في الأربعين من عمره كان يسكن في مدينة ووهان، حيث وصل إلى اليابان يوم 20 كانون الثاني. مما دفع وزراة الصحة إلى فحص الأشخاص الذين تواصلوا مع المريضين الجديدين، وهكذا يكون قد ارتفع عدد المصابين في اليابان إلى 6 أشخاص.

تسجيل الإصابة الأولى في ألمانيا

سجلت ألمانيا الحالة الأولى لرجل في الثالثة والثلاثين من عمره حيث أُصيب بعد زيارة زميله الصيني لمكان عمله، وقال المسؤولون من بافاريا أنَّ الرجل من منطقة شتارنبرغ جنوب ميونيخ بحالة جيدة حيث عُزل كإجراء احترازي.

قال أندرياس زابف رئيس مكتب بافاريا للصحة والسلامة الغذائية أنَّ الرجل شارك في دورة تدريبية في مكان عمله يوم الثلاثاء الماضي حيث شاركت في الدورة موظفة من نفس الشركة جاءت من الصين. المرأة لم تكن تشعر بأي أعراض من قبل، غادرت إلى منزلها يوم الخميس عبر الطائرة ثم ذهبت إلى الطبيب بعد شعورها بالمرض أثناء الرحلة حيث تبين إصابتها بفيروس كورونا.

تسكن المرأة في مدينة شنهاي الصينية، لكن زارها والداها من مدينة ووهان. علمت الشركة بإصابتها يوم الإثنين حيث أبلغت السلطات والموظفين.  تقدم الموظف الذي كان في الدورة التدريبية وقال أنَّه عانى من أعراض شبيهة بالتهاب الشعب الهوائية خلال عطلة نهاية الأسبوع ولذلك عاد للعمل يوم الإثنين.  وبعد تلقي نتائ الاختبار الإيجابية مساء الإثنين قررت السلطات عزله في المشفى.

أكد مورد قطع غيار السيارات في شركة Webasto بأنَّها الشركة المعنية وقال أنَّ الرجل يعمل في مقره الرئيسي في ستوكدورف جنوب ميونيخ. وألغت الشركة جميع الرحلات من وإلى الصين للأسبوعين المقبلين ومنحت موظفي ستوكدورف حرية العمل من المنزل هذا الأسبوع.

عدوى في فيتنام

قالت منظمة الصحة العالمية أنَّ إحدى الحالات في فيتنام تضمنت انتقال العدوى من إنسان لآخر خارج الصين. وبسبب استمرار انتشار المرض خارج الصين أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس 30 كانون الثاني أنَّ فيروس كورونا المستجد يمثل حالة طواريء عالمية.

المصادر:

Independent

BBC

كيف يختلف الرجال والنساء في تخزين الدهون في الجسم؟

كيف يختلف الرجال والنساء في تخزين الدهون في الجسم؟

عندما يتعلق الأمر بتحديد كيفية تخزين النساء والرجال للدهون، فإن ذبابة الفاكهة قد تحمل المفتاح!

الناس وذبابة الفاكهة على حد سواء متشابهين وراثيا، في الواقع يمكن العثور على ما يقرب من 75 في المئة من الجينات المسببة للأمراض في البشر في الذبابة في شكل مماثل.

في دراسة جديدة نُشرت مؤخرًا في «PLOS Biology»، استخدم باحثون من كلية الطب في جامعة كولومبيا البريطانية ذبابة الفاكهة لاكتشاف اكتشاف وراثي أساسي حول الاختلافات بين كيفية تخزين الذكور والإناث للدهون واستقلابها.

توضح المؤلفة الرئيسية للدراسة، إليزابيث ريدوت، أستاذة مساعدة في قسم العلوم الخلوية والفسيولوجية، وطالبة الدراسات العليا ليانا وات، معنى هذا الاكتشاف لمستقبل علاج وإدارة الأمراض الأيضية، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية.

كيف يختلف تخزين الدهون والتمثيل الغذائي بين الرجال والنساء؟

في معظم الحيوانات، تخزن الإناث الدهون أكثر من الذكور ، وتقوم بتخزينها ببطء أكثر. في البشر، نرى اتجاهات مماثلة بين الرجال والنساء.

في حين أن هذا الاختلاف في استقلاب الدهون بين الرجال والنساء قد تم تفسيره جزئيًا من خلال نمط الحياة، فإن العوامل البيولوجية مثل الهرمونات الجنسية والكروموسومات الجنسية تلعب أيضًا دورها.

حددت الكثير من الأبحاث المئات من جينات التمثيل الغذائي للدهون التي تتأثر بالهرمونات والكروموسومات الجنسية، ولكن لا يُعرف إلا القليل عن أي من هذه الجينات يسبب اختلاف الذكور والإناث في تخزين الدهون.

ما فائدة دراسة ذبابة الفاكهة؟

يمكن العثور على ما يقرب من 75 في المئة من الجينات المسببة للأمراض البشرية في ذبابة الفاكهة في شكل مماثل. بالنظر إلى أن الذباب الأنثوي يخزن أيضًا دهونًا أكثر من الذكور ، ويستقلبها ببطء أكثر ، فهذا يجعلها حيوانًا مثاليًا لإثراء فهمنا للجينات التي تؤثر على الاختلافات بين الذكور والإناث في العمليات الخلوية الأساسية مثل استقلاب الدهون.

ماذا وجدت الدراسة؟

حددنا جين استقلاب الدهون الذي ينظم الفرق بين الذكور والإناث في تخزين الدهون. في الذباب بدون هذا الجين ، يخزن الذكور والإناث نفس كمية الدهون بالضبط. هذا الاكتشاف يمهد الطريق لتحديد الجينات الأيضية التي تتحكم في الاختلافات بين الذكور والإناث في جوانب أخرى من التطور وعلم وظائف الأعضاء.

ما هي الآثار المترتبة على الناس؟

تجرى الدراسة في المرحلة الأولى من عملية الاكتشاف. لكننا نأمل أنه من خلال تحديد الجينات التي تفسر السبب في أن الذكور والإناث لديهم كميات مختلفة من الدهون، سوف نكون أكثر قدرة على فهم سبب الاختلافات بين الرجال والنساء في خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بتخزين الدهون غير الطبيعية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والنوع الثاني. داء السكري.

إن معرفة الجينات التي تؤثر على تخزين الدهون والتمثيل الغذائي هي أيضًا خطوة أولى مهمة في تطوير علاجات أكثر دقة لمعالجة مرض التمثيل الغذائي. في الوقت الحالي ، لا تتوفر الكثير من الأدوية لعلاج استقلاب الدهون غير الطبيعي، وغالبا ما تعمل الأدوية المتوفرة بشكل أفضل لدى الرجال أو النساء. من خلال تحديد الجينات التي تؤثر على تخزين الدهون في ذباب الذكور والإناث، سنكتسب معلومات حيوية حول تطوير علاجات جديدة مخصصة للنساء، وللرجال، في علاج استقلاب الدهون غير الطبيعي.

 

نظرية التطور: أحافير حية قد تغير المبدأ الأساسي للانتخاب الطبيعي

أثارت نظرية التطور العديد من المناقشات الحماسية. حيث يوجد مبدأ واحد يوافق عليه جميع الخبراء في المجال وهو أنَّ الانتخاب الطبيعي يحدث على مستوى الجينوم.
لكن اكتشف فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا مؤخراً دليلاً قاطعاً على أنَّ الانتخاب الطبيعي قد يحدث أيضاً على مستوى فوق الجينوم. يطلق مصطلح فوق الجينوم على مجموعة الملاحظات الكيميائية للجينوم حيث تحدد الجينات التي يجب تنشيطها ومتى وإلى أي مدى يجب ذلك.  يغير الاكتشاف الجديد الفكرة المقبولة على نطاق واسع عن نظرية التطور بأنَّ الانتخاب الطبيعي يعمل حصرياُ على الاختلاف في تسلسل الجينوم.

نظرية التطور: أحافير حية تغير مبدأها الأساسي

نُشرت داسة بتاريخ 16/01/2020 في مجلة الخلية حيث درس الباحثون خميرة « Cryptococcus neoformans »التي تصيب الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة وهي مسؤولة عن 20% من وفيات مرضى الإيدز. أظهرت نتائج الدراسة أنًّ الخميرة تحتوي على علامة فوق جينية في تسلسل الحمض النووي الخاص بها، لكن بناءً على التجارب المخبرية والنماذج الإحصائية كان يجب أنْ تختفي العلامة من النوع في وقت ما خلال عصر الديناصورات.

عملية المثيلة

تنشأ علامة المثيل عن عملية ربط مجموعة المثيل في الجينوم حيث تمكنت من الالتحام لمدة تزيد عن 50 عام بعد تاريخ الانتهاء المتوقع.

يقول العالم « Hiten Madhani » أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا: « لقد رأينا أنَّ عملية المثيلة يمكن أنْ تخضع للاختلافات الطبيعية ويمكن اختيارها لمدة تزيد عن 50 عام، ويعتبر هذا أسلوب غير مسبوق للتطور ولا يعتمد على التغييرات في تسلسل الحمض النووي للكائن الحي.»

توجد عملية المثيلة في جميع الفقاريات والنباتات بالإضافة إلى العديد من الفطريات والحشرات. لكن تفتقر العديد من الكائنات الحية النموذجية لعملية المثيلة بما في ذلك خميرة الخبز S. cerevisiae والديدان الدائرية C. elegans وذبابة الفاكهة. حيث تنحدر هذه الأنواع من أسلافها القدامى الذين فقدوا إنزيماتهم الضرورية لنقل عملية المثيلة من جيل إلى جيل. لكن كيف نجحت خميرة  C. neoformans في تجنب المصير نفسه؟

كيف حافظت خميرة C. neoformans على المثيلة؟

أظهر الباحثون في الدراسة الجديدة أنّه كان لدى سلف خميرة « C. neoformans » نوعين من الإنزيمات التي تتحكم في مثيلة الحمض النووي. أحدهما يسمى « de novo methyltransferase » وهو المسؤول عن إضافة مجموعة مثيل إلى الحمض النووي المجرد الذي لا يمتلك أي جزيء. أما النوع الآخر فيدعى « maintenance methyltransferase » حيث يقوم هذا الإنزيم بنسخ علامات المثيل التي أضافها إنزيم « de novo methyltransferase » ثم يُرفقها بالحمض النووي الذي لا يمتلك مجموعة مثيل.

لكن بعد ذلك في وقت ما خلال عصر الديناصورات فَقَدَ سلف خميرة «C. neoformans » إنزيم « de novo methyltransferas »، ومنذ ذلك الحين يعيش نسلها بإنزيم واحد مما يجعلها من الأنواع الوحيدة التي تمتلك مثيلة للحمض النووي دون وجود إنزيم « de novo methyltransferas »

نظرية التطور ودور الانتخاب الطبيعي

على الرغم من بقاء إنزيم « maintenance methyltransferase » متاحاً لنسخ أي علامات مثيلة موجودة بالفعل، أظهرت الدراسة أنَّه لولا دور الانتخاب الطبيعي في الحفاظ على المثيلة، فإنَّ الخسارة القديمة لإنزيم « de novo methyltransferas » كان يجب أنْ تؤدي إلى زوال سريع واختفاء نهائي لمثيلة الحمض النووي في خميرة « C. neoformans » .

يمكن أنْ تُفقد علامات المثيلة بشكل عشوائي، مما يعني أنَّه بغض النظر عن دقة نسخ  « maintenance methyltransferase » للعلامات الموجودة على مسارات جديدة للحمض النووي، فإنَّ الفقد المتراكم للمثيل سيترك في النهاية إنزيم الصيانة بدون قالب للعمل.  ورغم تصور العلماء أنَّ الفقد يحدث بوتيرة بطيئة، إلا أنَّ الملاحظات التجريبية سمحت للباحثين بتحديد أنَّ كل علامة مثيلة يمكن أن تختفي من نصف السكان بعد 7500 جيل فقط.

الانتخاب الطبيعي يمتد إلى مافوق الجينوم

لا يُفسِّر الحصول على علامات مثيلة جديدة نادرة وعشوائية استمرار المثيلة في خميرة « C. neoformans »، حيث أظهرت التجارب المخبرية أنَّ معدل نشوء علامات المثيلة الجديدة بالصدفة  أبطأ بنسبة 20% من معدل فقدان المثيلة.خلال فترات الزمن التطورية كانت الخسائر ستهيمن بشكل واضح، وبدون وجود إنزيم « de novo methyltransferas » للتعويض، فإنَّ المثيلة كانت ستختفي من « C. neoformans » في الوقت الذي اختفت فيه الديناصورات لولا ضغوط الانتخاب الطبيعي التي فضلت بقاء المثيلة.

عندما قارن الباحثون مجموعة متنوعة من سلالات خميرة « C. neoformans » التي كان معروفاً أنها تباعدت عن بعضها منذ 5 ملايين عام، وجدوا أنَّ الأمر لم يقتصر على أنَّ جميع السلالات تحتفظ بمثيلة الحمض النووي، بل كانت علامات المثيل تغطي مناطق متشابهة من الجينوم، مما يوحي بأنَّ علامات المثيل في مواقع جينومية معينة تمنح نوعاً من ميزة البقاء.

يقول العالم « Hiten Madhani » بأنَّ الانتخاب الطبيعي يحافظ على المثيلة في مستويات أعلى بكثير مما هو متوقع من عملية محايدة من المكاسب والخسائر العشوائية، حيث يعتبر هذا المكافيء الفوق جيني للتطور الدارويني. ويعود سبب اختيار التطور لهذه العلامات الخاصة إلى أنَّ إحدى وظائف المثيلة الرئيسية هي الدفاع عن الجينوم.

في السابق لم يكن هناك دليل على حدوث هذا النوع من الانتقاء خلال هذه المقاييس الزمنية، ويقول العالم Hiten Madhani: «هذا مفهوم جديد تماماًلكن السؤال المهم الآن هو هل يمكن أن يحدث هذا خارج هذا الظرف الاستثنائي؟ وكيف نجده؟»

المصادر:

Science Daily

CELL

 

Exit mobile version