ما هي عملية الاستمطار وكيف يمكن التحكم بها؟

سعى الإنسان عبر التاريخ وربما عصور ما قبل التاريخ إلى تعديل الطقس بمجموعة متنوعة من الوسائل. استخدمت العديد من القبائل البدائية أطباء سحرة أو رجال طب لجلب السحب والأمطار خلال فترات الجفاف، ولإبعاد سحب المطر أثناء فترات الفيضانات. و ترجع الجهود ” العلمية” الجدية للاستمطار إلي منتصف القرن التاسع عشر حين كان الناس يجربون كل شيء كإطلاق نيران المدافع، أو إشعال الحرائق في الغابات للتأثير في السحب كي تمطر. ففي عام 1894 جرب أهال من نبراسكا فى الولايات المتحدة وضع حد لقحط شديد عن طريق تفجير عشرة براميل مليئة بالبارود. وكمثال على الغموض العلمي، لوحظ أن السماء أمطرت إثر ذلك رذاذا خفيفا لم تكن له أي فائدة، ولكنه كان يكفي فقط على تشجيع الناس على الاستمرار بالمحاولة واستنباط سبل جديدة. فما هي عملية الاستمطار ؟ وكيف يمكن التحكم بها؟

سحب بلا أمطار

تحتوى السحب المنتفخة على كمية كبيرة من الماء. حتي إن سحابة صغيرة منها قد يصل حجمها إلى 750 كيلومترا مكعبا. وإذا ما تصورت وجود نصف غرام من الماء في المتر المكعب من هذه السحابة، فإن تلك الكرات البخارية في الغلاف الجوي تظهر كأنها بحيرات سابحة في السماء. ولكنها قد لاتجود إلا بقطرات قليلة قبل أن تختفي وراء الأفق. ولكن إذا حالفنا الحظ أو تصرفنا بذكاء لمعالجة تلك المشكلة, فيمكننا وضع اليد على تلك الكمية التي تسبح فى الجو علي الدوام والتي تقدر بنحو 0.04% من المياه العذبة فى العالم. وقد أدي هذا الي حث الحكومات فى بعض الدول الي تزويد الغلاف الجوي بأيونات لاعتصار مزيد من الرطوبة منه. فعلي سبيل المثال، تنشر الحكومة الصينية جيشا للطقس من 48 ألف شخص وتزودهم ب 50 طائرة و 7 آلاف راجمة صواريخ و 7 آلاف مدفع من أجل انتزاع المزيد من الأمطار.

المبدأ وراء علم الاستمطار

إن السحب التي تأتي منها الأمطار تحتوى على قطيرات ماء بحجم الميكرون, حيث تكون حرارتها دون درجة التجمد. ولكنها لم تتحول بعد إلى جليد لأنها تفتقر إلى نوى ضرورية لكي تتجمع حولها. لنقل إنها بحاجة إلى جسيمات غبارية بالحجم المناسب تماما. وهذه القطيرات خفيفة بحيث تبقيها التيارات الصاعدة عالقة في الجو. وإذا جرى توفير نوى مناسبة فإن القطيرات تندمج وتأخذ شكل كريات صغيرة من الجليد سرعان ما تتحول إلى غيث عندما تتساقط مخترقة الجو الدافئ. وقد اخترع هذه التقانة «فونيكوت» [العالم في مجال الغلاف الجوي بمختبر البحوث التابع الشركة جنرال إلكتريك'” بنيويورك] فى عام 1946. حيث استخدم فونيكوت يوديد الفضة كبذور والتى تحاكي بنيته الجزيئية تلك الموجودة في بلورات الجليد. ففي سحابة باردة يعمل يوديد الفضة على جذب الماء للالتصاق به. ويقوم يوديد الفضة بهذه المهمة نظريا وحتى عمليا: إذ صرح طيارون أن بإمكانهم مشاهدة السحب وهي تتغير عندما ترشق بهذه المواد الكيميائية. [1][2]

قياس الفاعلية

لقد استحدثت العديد من التقنيات لقياس فاعلية عملية الاستمطار ولاسيما خلال السنوات العشر الأخيرة. ففي ثمانيات القرن الماضي استخدم «رادار دوبلر- Doppler Radar» الذى مَكنَ العلماء لأول مرة من رؤية تركيزات المياه ضمن إحدى السحب. تللك الآلة التي تنشئ تلك البقع الخضراء على خرائط الطقس التي نشاهدها على شاشة التلفاز.[3] وفي عام 2000 أحرز الرادار الثنائي الاستقطاب الذي يصدر إشارات موجية على كل من محوري الإحداثيات تقدما كبيرا. حيث أصبح بإمكانك أن تعرف ما إذا كانت السحابة تحتوي على مطر وأن ترى حجم وشكل قطرات المطر.[4] ومع حصولنا على بيانات أفضل, ازدادت قوة الحواسيب وقدراتها على تحليل هذه البيانات وقدرتها على إحداث نماذج افتراضية. حيث يمكنك إنشاء سحابة إفتراضية وتقوم بحقنها بيويد فضة افتراضي, ثم تلاحظ ما الذي سيحدث.

رحلة إلي أعماق السحب

لنفترض أنك أحد الطيارين المسئولين عن إطلاق أنابيب يوديد الفضة وتم استدعائك للقيام بتلك المهمة. كل ما عليك هو التوجه إلي المنطقة الأنسب من العاصفة وهي منطقة “التدفق”. تلك المنطقة هي القناة التي يرتفع فيها الهواء الدافئ والرطب ضمن العاصفة، ويؤدي هذا الهواء دور الوقود لها. وهي عبارة عن «حوالق شبحية- Ghostly tendrils» من الرطوبة مندفعة بسرعة نحو السماء. و يحمل التدفق يوديد الفضة على بعد 2000 قدم داخل السحابة حيث توجد المياه فائقة البرودة و التي ينبغي أن يصل إليها متسببا في تشكل أولي لبلورات الجليد.

ويستهدف الطيارون التدفق نظرا لكونهم لا يستطيعون الطيران داخل السحابة، فبإمكان الرياح العنيفة داخلها تمزيق الطائرة. وعوضا عن ذلك يدور الطيار حول النقطة المناسبة مطلقا عددا من الأنابيب مستخدما التدفق فى نقل الدخان الحامل ليوديد الفضة إلي داخل السحابة. وأحيانا تكفي طلقة واحدة لتحقيق الهدف وفي أحيان أخرى يتطلب الأمر إطلاق ما يصل إلى 50 طلقة. أما المدة التى يتطلبها تزويد السحابة بخطوط الفضة، فهى تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة. إن زراعة البذور لايحدث قطرات فحسب, فبإمكانه أيضا تغيير بنية السحب إلى بنية عمودية طويلة. الأمر الذي يجعلها أقوي في توليد المطر.[5][2]

المصادر:

1- Cloud Seeding| Wikipedia

2-Cloud Seeding – A Review| Al-Bayan Center for Planning and Studies

3-Doppler Radar| National Weather Service

4-Dual Polarization Radar| National Weather Service

5-Eight States Are Seeding Clouds to Overcome Megadrought| Scientific American

ما هي المباني الخضراء؟ وكيف تقلل من أثر البناء على البيئة؟

أثر المباني على البيئة

إذا سُئلت يومًا عن أكثر الأشياء الملوثة للبيئية والمستهلكة للموارد، فربما تكون إجابتك هي وسائل المواصلات أو المصانع. وعلى الأغلب فإن المباني سواء كانت مبنى سكنك أو مبنى الشركة التي تعمل بها لن تدخل قائمتك لأكثر الأشياء الملوثة للبيئية. ولكن طبقًا لـ«مجلس المباني الخضراء الأمريكي – U.S. Green Building Council» فإن المباني أحد أكثر الأشياء الملوثة للبيئية والمستهلكة للموارد على الإطلاق. ففي الولايات المتحدة وحدها:

  • تستهلك المباني (24-50) % من إجمالي الطاقة المستهلكة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
  • تستخدم 72 % من إجمالي الكهرباء في الولايات المتحدة.
  • المباني مسئولة عن 38 % من إجمالي كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث في كافة أنحاء الولايات المتحدة. وبهذه النسبة فإنها تأتي في المركز الأول في قائمة المساهمين في انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة تليها وسائل المواصلات.
  • تستخدم المباني 14 % من إجمالي المياه المستخدمة في الولايات المتحدة.
  • تنتج 30 % من إجمالي النفايات في الولايات المتحدة ما يعادل 160 مليون طن من النفايات سنويًا.
  • تستهلك 40 % من المواد الخام المستخدمة في الولايات المتحدة [1]

الاستدامة

نظرًا للأهمية التي يوليها العالم للتغيرات المناخية التي تحدث اليوم، هناك الكثير من المحاولات لتقليل آثار ملوثات البيئة – فعلى سبيل المثال إن جائزة نوبل للفيزياء عام 2021 تم منحها للعلماء المساهمين في فهم أسباب التغير المناخي-. وهناك تاريخ طويل لمحاولات المعماريين لتقليل أثر قطاع الإنشاءات على البيئة، مما جعل مصطلح مثل «الاستدامة – Sustainability» أحد أكثر المصطلحات استخدامًا اليوم في مجال العمارة.

الفرق بين البناء المستدام والمباني الخضراء

يمكن تعريف بـ «البناء المستدام – Sustainable construction» على أنه بناء وتشغيل بيئة صحية معتمدة على كفاءة الموارد والتصميم المراعي للبيئة. [2] أما «المباني الخضراء – Green Buildings» فهي المباني التي تم بناءها باستخدام مبادئ ومنهجيات البناء المستدام. أي أن البناء المستدام يُعنى بالجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمبنى من المنظور المجتمعي. أما المباني الخضراء فهو المبنى القائم بالفعل. [1]

بعض الحلول التي تقدمها المباني الخضراء

1- حلول لمشاكل الطاقة والبيئة

يمكن استغلال شكل المبنى وتوجيهه وكتلته والاستفادة منهم في تقليل كمية الإضاءة والطاقة التي يحتاجها المبنى. فعلى سبيل المثال تستخدم «مدرسة سميث المتوسطة – Smith middle school» في أمريكا نظام إضاءة يعتمد على ضوء الشمس بالكامل كما بالصورة رقم [1].

صورة رقم [1]: مدرسة سميث المتوسطة
source : Innovative design

كما يستخدم أحد مباني «جامعة نوتينجهام -University of Nottingham» الهواء الجوي في تهوية المبنى بالكامل دون الحاجة إلى أي نظام تكييف عن طريق عمل تصميم يعمل على توجيه الهواء الجوي داخل المبنى كما موضح في الصورة رقم [2].

صورة رقم [2]: أحد مباني جامعة نوتينجهام، يمكن
ملاحظة مصيدة الرياح في الأعلى إلى اليمين
Photograph courtesy of Hopkins Architects
and Ian Lawson

بالإضافة إلى استغلال شكل المبنى وتوجيهه وكتلته يمكن أيضًا توليد الكهرباء المستخدمة للمبنى من الطاقة النظيفة. فيمكن استخدام ألواح الطاقة الشمسية في انتاج كافة الكهرباء التي قد يحتاجها المبنى. [2] فقد بيّن الباحثون أنه يمكن إنتاج كافة الكهرباء التي يحتاجها مبنى مكون من طابق واحد عن طريق تغطية السطح الخاص بالمبنى بألواح طاقة شمسية بالكامل.[3] على سبيل المثال يستخدم المقر الرئيسي لشركة فيسبوك كهرباء نظيفة بالكامل معتمداً على ألواح طاقة شمسية منتشرة على سطح المبنى بالكامل.

كما يمكن أيضًا إنتاج الكهرباء من مصادر أخرى غير الطاقة الشمسية، ففي الصورة رقم [3] يستخدم مركز التجارة العالمي في مدينة المنامة بدولة البحرين ثلاث توربينات بقطر 29 متر لإنتاج 15% من الطاقة التي يحتاجها المبنى بالكامل. [2]

صورة رقم [3]: مركز التجارة العالمي بمدينة المنامة.
Photograph courtesy of Atkins

2- حلول لمشكلة المياه

يمكن محاولة حل مشكلة المياه في المباني الخضراء بعدة طرق. فيمكن عمل نظام لتجميع ومعالجة مياه الأمطار التي تهبط في حدود المبنى واستخدامها فيما بعد لري النباتات المجاورة. كما يمكن إنشاء نظام طبيعي لمعالجة مياه الصرف باستخدام أنواع معينة من النباتات فقط فيما يعرف بـ«الأراضي المبتلة – wet lands». ولكن لعل أهم استراتيجية يمكن استخدامها لتقليل كمية المياه المستخدمة هي «التركيبات منخفضة التدفق – low flow fixtures». تعد التركيبات منخفضة التدفق هي تركيبات صحية مثل المراحيض والمباول الأحواض التي تقلل تدفق المياه أثناء استخدامها. فالمراحيض على سبيل المثال تستهلك نصف ما يستهلكه أي مبنى من المياه تقريبًا. ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يتم استهلاك 18.2 مليار لتر من المياه يوميًا لدفق مياه المراحيض. فإذا ما تم استبدال كافة أنواع المراحيض في الولايات المتحدة بنوع آخر منخفض التدفق، والتي تعمل بنفس الكفاءة، فيمكن توفير 25000 لتر من المياه لكل شخص يوميًا. [2]

3- حلول لمشكلة النفايات

تحاول المباني الخضراء عموما استهلاك أقل قدر ممكن من المواد الخام الجديدة، فيما يعرف بعمل «دائرة مغلقة – closed loop» للموارد. يحاول مفهوم الدائرة المغلقة جعل الموارد مستخدمة دائمًا عن طريق إعادة الاستخدام أو إعادة التدوير بدلاً من التخلص منها كنفايات في دورة حياة المبنى، أو عندما يكون هناك هالك للمنتج. ولكن وعلى عكس المعتقد الشائع فإن إعادة التدوير ليست الحل الأمثل دائمًا بالنسبة لمخلفات مواد البناء، نتيجة ما سينتج عنه من انبعاثات للغازات الدفيئة. ولكن إعادة الاستخدام لا يتطلب دخول المواد في دورة صناعية جديدة. فيمكن استخدام هالك الطوب والسراميك والخرسانة والركام والبلاط في انتاج طبقة أساسات للطرق، كما يمكن استخدامها في انتاج خرسانات جديدة خضراء. لذلك فيمكن تقليل 160 طن من النفايات سنويًا في الولايات المتحدة وحدها إذا ما تم إعادة استخدام هالك مواد البناء.  [2]

المصادر:
[1] LEED Core Concepts Guide
[2] Sustainable Construction: Green Building Design and Delivery
[3] Assessment of the Technical Potential for Achieving Net Zero-Energy Buildings in the Commercial Sector

ما هي أخطار إزالة الغابات وهل تتصدى لها قمة المناخ؟

إزالة الغابات

تُعرّف منظمة الأغذية والزراعة إزالة الغابات على أنها تحويل غابة لاستخدامات أخرى بغض النظر إذا الإنسان هو المتسبب أم لا.
قد تتضمن إزالة الغابات تحويلها إلى مزارع، أو إلى مزارع تربية المواشي، أو للاستخدام الحضري كبناء المصانع والمنتجعات السياحية والمناطق السكنية .

يمكن أن يتسبب فقدان الأشجار والنباتات الأخرى في تغير المناخ، التصحر وتآكل التربة وتقليل المحاصيل والفيضانات وزيادة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

آثار إزالة الغابات على البيئة

1- فقدان الموطن

من أخطر آثار إزالة الغابات وأكثرها إثارة للقلق فقدان الأنواع الحيوانية والنباتية بسبب تدمير موائلها. 70٪ من الحيوانات البرية والأنواع النباتية تعيش في الغابات. لا تهدد إزالة الغابات الأنواع المعروفة لدينا فحسب، بل تهدد أيضًا الأنواع المجهولة التي لم تكتشف بعد.

2- تزايد الغازات الدفيئة بالغلاف الجوي

بالإضافة إلى فقدان الموطن، إن إزالة الغابات تعمل أيضًا على إطلاق كمية أكبر من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي. تمتص الغابات ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، حيث تعمل كمصارف كربونية. وعند إزالة الغابات تفقد المناطق القدرة على الامتصاص وتطلق المزيد من الكربون بالجو؛ الأمر الذي يزيد من خطر الاحتباس الحراري.

3- جفاف التربة

تساعد الأشجار أيضًا بالتحكم في مستوى الماء في الغلاف الجوي من خلال تنظيم دورة المياه. وفي المناطق التي أزيلت منها الغابات، تقل كمية المياه في الهواء التي يجب إعادتها إلى التربة؛ مما يسبب جفاف التربة وعدم القدرة على زراعة المحاصيل.

ماهو مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي؟

هو مؤتمر سنوي يُعقد لتنفيذ ومتابعة اتفاقية الأمم المتحدة المعنية بمكافحة تغيرات المناخ.

أهداف المؤتمر

الوصول إلى تثبيت تراكيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يسمح للنظام البيئي بأن يتكيف بصورة طبيعية مع تغير المناخ؛ وبالتالي حماية الإنسان من الأخطار التي ذكرت سابقًا.

وفي الأول من نوفمبر، استضافت مدينة غلاسكو الاسكتلندية المؤتمر السادس والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة COP26. والذي يعلق عليه خبراء المناخ كثيرًا من الآمال لتجنب السيناريو الأكثر سوداوية لمناخ الأرض في المستقبل.

حيث يسعى أكثر من 150قائد دولة في العالم إلى وضع حد لارتفاع درجة حرارة الكوكب، وبحث سبل التقليل من الانبعاثات بحلول عام 2030.

ما الذي يتضمنه الإعلان؟

تضمن الإعلان وعد القادة بتعزيز جهودهم المشتركة للحفاظ على الغابات والنظم البيئية الأرضية الأخرى وتسريع استعادتها، وكذلك تسهيل التجارة المستدامة وسياسات التنمية على الصعيدين الدولي والمحلي.

تتمثل الأهداف الرئيسية لمؤتمر “كوب26” في إلزام الدول بوضع أهداف لخفض الانبعاثات حتى عام 2030 للوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول منتصف القرن.

كما أشاروا أيضًا إلى أهمية تمكين المجتمعات المحلية، بما في ذلك الشعوب الأصلية، والتي غالبًا ما تتأثر سلبًا باستغلال الغابات وتدهورها.

ويهدف الإعلان كذلك إلى تنفيذ وإعادة تصميم السياسات والبرامج الزراعية للحد من الجوع والعودة بالنفع على البيئة. بالإضافة لالتزام 28 دولة بإزالة الغابات من التجارة العالمية للأغذية والمنتجات الزراعية الأخرى مثل زيت النخيل وفول الصويا والكاكاو. حيث تؤدي هذه الصناعات إلى فقدان الغابات عن طريق قطع الأشجار لإفساح المجال لرعي الحيوانات أو لزراعة المحاصيل.

إضافة إلى ما سبق وعدت أكثر من 30 شركة من أكبر الشركات المالية في العالم-بما في ذلك Aviva و Schroders و Axa – بإنهاء الاستثمار في الأنشطة المرتبطة بإزالة الغابات. وسيتم إنشاء صندوق بقيمة 1.1مليار جنيه استرليني لحماية ثاني أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم في حوض الكونغو.

قمة المناخ ومساعدة البلدان النامية

سيتم العمل على زيادة التمويل المتعلق بالمناخ لمساعدة البلدان الفقيرة على الانتقال إلى الطاقة النظيفة والتكيف مع تغير المناخ. إلى جانب التخلص التدريجي من استخدام الفحم في مجال الطاقة، وحماية النظم البيئية، وتشجيع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.

إحصائيات منظمة الفاو العالمية

وبحسب منظمة الفاو، فإننا خسرنا ما يقدّر بـ 420 مليون هكتار من الغابات في العالم بسبب إزالة الغابات منذ عام 1990. غير أن معدّل خسارة الغابات تباطأ بصورة ملحوظة خلال الفترة الممتدة بين 2015-2020.

وقد تراجعت مساحة الغابات الأوّلية بواقع 81 مليون هكتار منذ عام 1990. إلا أن معدّل خسارة الغابات انخفض إلى النصف خلال العقد الممتد من 2010-2020 مقارنة بالعقد السابق. تراجعت مساحة الغابات المتجددة طبيعيًا منذ عام 1990 ، غير أن مساحة الغابات المزروعة توسّعت بواقع 123 مليون هكتار.

إن نجاح هذه القمة سيجنب البشرية العديد من الخسائر كالوفيات المبكرة والهجرات الجماعية وخسائر اقتصادية كبيرة قد تطيح باقتصاد أكبر الدول. ويجنبها الصراع العنيف على الموارد والغذاء، وهو ما أطلق عليه الأمين العام للأمم المتحدة “مستقبل الجحيم”.

المصادر:
Un
Fao
bbc
pachamama

هل تؤثّر الموسيقى في نمو النبات؟

هذه المقالة هي الجزء 7 من 11 في سلسلة أثر الموسيقى وتطورها

لطلما عُرفت الموسيقى بتأثيرها في البشر، لكن العديد العلماء والباحثين تحدّثوا أيضًا عن تأثير الموسيقى في باقي الكائنات الحية كالحيوانات، فتبيّن مثلًا أن الموسيقى الكلاسيكية حسّنت من سلوك الفئران وزادت من إنتاج الحليب البقري. أما النباتات فهي كائنات حية أيضًا، تتنفس وتنمو وتتكاثر، ولكنها لا تملك أذنين. إذن هل تؤثّر الموسيقى في نمو النبات؟ وإلى أي مدى؟

تاريخ دراسة تأثير الموسيقى في الحيوانات:

استبعد الباحثون لسنين طويلة إمكانية تأثر النباتات بالموسيقى، كونها كائنات لا تملك جهازًا عصبيًا، فيصعب تلقيها للموسيقى أو تجاوبها معها. في المقابل، لاحظ آخرون تجاوب النبات للموسيقى، ودرسوا هذه الفرضية.

كان عالم النبات البنغالي “جاغاديش تشاندرا بوز -Jagadish Chandra Bose ” من أوائل الذين درسوا تأثر النبات بمختلف المؤثرات، ومنها الموسيقى في كتابه “Response in the living and non-living” (عام 1902) وفي كتابه “Plants response as a means of physiological investigation” (عام 1906). [1]

العلم يسأل ويجيب: هل تؤثر الموسيقى في النبات؟

في العام 1962، قاد الدكتور سينغ ( Dr. T.C. Singh) وهو المسؤول عن قسم علم النبات في جامعة أنامالاي في الهند، مجموعة من الأبحاث لدراسة تأثر نمو النبات بالموسيقى. وقد لاحظ زيادة بحوالى ال20% في نمو نبات البلسم وزيادة بنسبة 72% بكتلتها الحيوية بعد تعرّضها للموسيقى الكلاسيكية، وقد لاحظ الأثر نفسه بعد تعريضها لموسيقى الراجا (Raga music)، وهي موسيقى قائمة على آلتي الكمان والفلوت. أما تشغيل موسيقى الراجا لمحاصيل الحقول فقد زاد من نموها بنسبة تتراوح بين 35% و60%. كما بيّن دكتور سينغ أن الحبوب المعرّضة للموسيقى الكلاسيكية قد نمت بشكل أسرع وأعطت عددًا أكبر من الورق. [2]

في العام 1974، نشرت دوروثي ريتالاك كتابها “The Sound of Music and Plants” الذي وصفت فيه مجموعة من الاختبارات التي أجرتها لدراسة كيفية تأثير أنواع مختلفة من الموسيقى على النبات. وبيّنت النتائج أن تعريض النباتات لنوتة ثابتة على مدى ثمان ساعات يوميًا قد أدى إلى تراجع نموه وموته أحياناً. أما تعريضها لنفس النوتة بشكل متقطع أدى إلى زيادة في نموها. كما بينت نتائج مختلفة بحسب نوع الموسيقى، ففي حين كانت الموسيقى الكلاسيكية والجاز تحفز نمو النبات، كانت مويبقى الروك ذات تأثير سلبي عليه. تجدر الإشارة إلى أن العديد من العلماء يعتبرون ان اختبارات دوروثي ريتالاك تفتقد للمصداقية العلمية، ولا يمكن اعتبارها كمصدر علمي موثوق. [3]

أما دراسات الباحث الهندي “غوتاما ريدي” فقد بيّنت أن موسيقى الراغا الهندية حسنت نمو النباتات والمزروعات كالسبانخ والصويا والقمح. كما حفزت إنبات بذور الكوسى والبامية. [1]

في دراسة أخرى أُجريت في جامعة غوجارات في الهند، تبيّن أن النباتات التي تعرّضت للموسيقى الهادئة نمت بشكل أسرع، وذلك بنسب متفاوتة بحسب نوع النبات. كما أظهرت النباتات المعرضة للموسيقى عددًا أكبر من الأوراق والزهور. كما تفتحت الزهور فيها بوقت مبكر مقارنة بالنباتات التي لم تتعرض لأي موسيقى. [4]

إذن فإن هذه الدراسات تشير إلى أن الموسيقى تؤثر في النبات ونموها.

كيف تؤثر الموسيقى في النبات؟

رغم وجود عدد من الدراسات التي تشير إلى تأثر النبات بالموسيقى، إلا أن سبب هذا التأثير ما زال غامضًا وغير واضح. الفرضية الأكثر ترجيحاً هي حساسية النبات لتغير ضغط الهواء. فالموسيقى عبارة عن موجات صوتية مؤلفة من جزيئات الهواء المضغوطة. وبالتالي فإن الموجات الصوتية قد تكون قادرة على التأثير على مستقبلات تغير ضغط الهواء عند النبات.

يعتبر عدد من الباحثين أن حساسية النبات على الأصوات والتذبذبات قد تكون لها أسباب تطورية. فقد بينت الدراسات أن النباتات تتواصل من خلال الذبذبات، وهي تنمو بشكل أفضل عندما تكون محاطة بنباتات أخرى. كما أن النبات قد يكون قادرًا على الاستجابة للذبذبات التي تتسبب بها الرياح، ليحمي نفسه منها، فينمو بشكل أبطأ في فترة الرياح لكي يستطيع مقاومتها.

ولكن تأكيد سبب تأثر النبات بالموسيقى واختلاف هذا التأثير بحسب نوع النبات ونوع الموسيقى مازال بحاجة للبحث والتقصي العلمي.

الموسيقى لغة كونية

ليست الموسيقى حكرًا على البشر، فالدراسات تبيّن يومًا بعد يوم أن الموسيقى تؤثر في باقي الكائنات الحية من الحيوانات والنباتات. ولكن تأثر الكائنات بالذبذبات يفتح الأسئلة حول كيفية احساس النبات بالأصوات وتواصلها مع بعضها. فإلى مدى سيستطيع العلم إجابتنا حول هذه الأسئلة في المستقبل؟

 المصادر:

[1]: Researchgate..ne

[2]: agriculture.com.ph

[3]: dovesong.com

[4]: Academia.edu

إقرأ أيضًا: كيف توثر الموسيقى في الحيوانات؟

ما هو أثر البلاستيك على البيئة؟

البلاستيك، تلك المادة التي تدخل في صناعة كل شيء في حياتنا اليومية تقريبًا، فهو يدخل في صناعة الأدوات المنزلية، وقطع غيار السيارات والمركبات، والأكياس، وغيرها الكثير.
إلا أن له العديد من المساوئ فتعالوا معنا نعرف أثر البلاستيك على البيئة.

تأثير البلاستيك على الحياة البحرية


ينتهي المطاف بما يزيد عن 8 مليون طن من البلاستيك في المحيطات كل عام، وهو ما يشكل نسبة 80% من «الحطام البحري-Marine debris»، مما يؤدي إلى إصابات الكائنات البحرية واختناقها.

بعض الكائنات البحرية مثل الحيتان والأسماك والسلاحف تنخدع وتظنه طعامًا فتلتهمه، مما يؤدي إلى وفاتها من الجوع نتيجة امتلاء معدتها به، كما أن البلاستيك الطافي على سطح البحر يؤدي إلى انتشار البكتيريا وانتشار العدوى داخل الأجناس البحرية.

تأثير البلاستيك على الطعام

عُثر على قطع صغيرة من البلاستيك في ملح الطعام ومياه الصنبور، ومن المعروف أن كثيرًا المواد الكيميائية المستخدمة في صناعنه هي مواد مسرطنة، وتتفاعل مع «نظام الغدد الصماء-Endocrine system» في الجسم، مسببة بذلك شتى أنواع الخلل العصبي والمناعي والتناسلي.

أثر البلاستيك على البيئة وتغير المناخ

عند حرق البلاستيك (وهو إحدى منتجات البترول)، ينتج عن ذلك انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وهو إحدى الغازات التي تسبب «تأثير البيت الأخضر-Greenhouse effect»، مما يؤدي إلى زيادة درجات الحرارة على سطح الأرض فيما يعرف بظاهرة «الاحتباس الحراري-Global warming».

حجم الكارثة

ليس الأمر بالهين، قد تكون قد سمعت عن «رقعة القمامة العظيمة في المحيط الهادي-The great pacific garbage patch»، وهو عبارة عن تجمع للنفايات البشرية، يقع في شمال المحيط الهادي، وتبلغ مساحة هذه الرقعة 1.6 مليون كيلومتر مربع، أي أنه أكبر من مساحة فرنسا بثلاث مرات!

ما الذي يمكننا فعله؟

يمكننا فعل الكثير من الأمور لتقليل حجم «تلوث البلاستيك-Plastic pollution»، حيث يمكننا استبداله بمواد أخرى، فبعض المنتجات مثل أكياس البلاستيك وأكواب القهوة يمكن استبدالها بمواد أخرى مثل الأكياس الورقية.

كما يمكننا إعادة تدويره لمنعه من الوصول إلى مجاري المياه، مما يؤدي إلى انتهاء المطاف به في المحيطات مسببًا كافة أنواع المشاكل. (علمًا بأنه ليست كل أنواع البلاستيك قابلة لإعادة التدوير)

كما يمكننا مقاطعة «الميكروبيدات-Microbeads» المستخدمة في مستحضرات التجميل، حيث أن حجمها الصغير يسهل من وصولها إلى مجاري المياه وبالتالي إلى المحيطات.

الخلاصة

الأمر معقد في الواقع، فالمشكلة الكبرى تكمن في أن البلاستيك لا يتحلل، مما يعني أن كل البلاستيك الذي تم إنتاجه على مدار التاريخ البشري لا يزال موجودًا في النظام البيئي بصورة أو بأخرى، أي أننا سنحتاج إلى التفكير في دورة البلاستيك ككل إن أردنا حلًا لهذه المشكلة.

المصادر

IUCN
nationalgeographic
nationalgeographic

التغير المناخي.. كيف صمد الإنسان أمام غضب الطبيعة؟

أنهى بيل غيتس كتابه عن التغير المناخي في نهاية سنة 2020. (1) حيث كانت جائحة الكورونا قد قتلت حوالي 1.4 مليون إنسان. أرتفع الأن هذا العدد بشكل مخيف فقد أظهرت هذه الجائحة عدم استعدادنا لمواجهة الكوارث. وفي حال لم نبدأ من الأن بالاستعداد لخطر التغير المناخي فالكارثة القادمة ستكون أكثر فتكًا بكثير.

فيما يطرح بيل غيتس في كتابه أسباب وحلول التغير المناخي، سيلفت هذا التقرير انتباهكم لعدة كوارث مناخية قد أصابت الأرض أثناء التاريخ البشري. فلربما نتعلم من تجربتهم كيف نتجنب هذا الخطر القادم.

الخطر الكبير القادم

“من لم يتعلم من دروس الثلاث ألاف سنة الماضية سيبقى دائمًا في العتمة.” غوته

نحن اليوم في حالة طوارئ مناخية وربما سنتخطى نقطة اللاعودة ما لم نتخذ القرار المناسب لمواجهة التغير المناخي.(2) لقد واجه القدماء هذا التغيير المناخي أيضًا. في الواقع هنالك عدة فرضيات أثرية اليوم تتحدث عن دور التغيير المناخي في تشكيل التاريخ البشري. فالمجتمعات التي عاشت قبل 6000 سنة على الأرض واجهت تقلبات مناخية كبيرة. كان أثر هذه التقلبات المناخية على الحضارات القديمة متفاوتًا أو بالأحرى نقمةً لبعضها ونعمةً لبعضها الأخر.

حضارة نهر السند

ربما يكون مصير حضارة نهر السند من الأمثلة الأبرز على تأثير التغيير المناخي على المجتمعات القديمة التي امتلكت ما يكفي من التطور لتزدهر.

لحضارة نهر السند موقعين كبيرين هما Moenjodaro and Harappa وكلا الموقعين يظهران درجة عالية من الإدارة والتنظيم والتصميم الهندسي للمباني الكبيرة. عاش فيهما ما يقارب 35 ألف إلى 50 ألف نسمة. وامتلكوا شبكات من أقنية المياه وخزانات مياه كبيرة واخترعوا شكلًا من أشكال الكتابة.

خزان المياه في موقع Moenjodaro المصدر: Wikimedia Commons

ازدهرت هذه الحضارة سنة 2400 ق. م. واستمرت لسنة 1600 ق.م. حيث كانت نهايتها الغامضة. افترضت أسباب كثيرة لهذه النهاية وأكثرها درامية كان مذبحة على يد الأريين الذين غزوا هذه الحضارة. لكن الأدلة الاثرية من الهياكل العظمية للسكان والتي كان بعضها مدفونة أيضًا لا تشجع على القبول بهذه الفرضية.

في المقابل يروي لنا التغيير المناخي قصة صعود هذه الحضارة وأفولها: قبل سنة 3050 ق.م. كانت الأمطار غزيرة جدًا في هذه المنطقة وكثرت معها الفيضانات مما جعل السكن فيها مستحيلًا. أدى التغير المناخي بعد سنة 3050 إلى تقليل نسبة الأمطار وبالتالي الفيضانات مما ترك أراض زراعية خصبة وسمح بإنشاء المستعمرات في هذه المنطقة.

لكن وللأسف لم يتوقف التغيير المناخي عند هذه النقطة فبحلول عام 1700 ق.م.  كانت المنطقة قاحلة كليًا ولم تستمر سوى القليل من النباتات المتكيفة مع هذه الظروف الجافة. في الدراسات الحديثة نجد أن ملوحة خليج البنغال قد زادت في هذه الفترة أيضًا بسبب انخفاض تدفق النهر. (3) وبحلول عام 1600 كانت هذه الحضارة قد انتهت وما تبقى من السكان قد هاجر إلى مناطق أخرى.

فيما تتزايد الأدلة اليوم على أن التغير المناخي قد قضى على حضارة كانت على هذا القدر من البارعة في التحكم بمصادر المياه لصالحها. يبقى السؤال المهم، إلى أي مدى ستصمد استراتيجياتنا اليوم في مواجهة التغير المناخي؟ وتحت أي ظروف ستنهار؟

المناخ في مصر

ربما تكون مصر قد ضعفت أمام هذا الجفاف أيضًا. المملكة القديمة في مصر انهارت في أواخر الألفية الثالثة ق.م. بعد أن كانت دولة قوية وغنية ويكفي أنها المملكة التي بني في عصرها الهرم الأكبر. فقد كانت تمتلك كل المهارات المطلوبة في التصميم والتخطيط والعمل بالإضافة لفائض زراعي يسمح بكل هذه الأعمال كان توفره الفيضانات المستمرة للنيل.

انهارت المملكة القديمة حوالي عام 2160 ق.م. ودخلت مصر في مرحلة انتقالية وعزا المؤرخون أسباب الانهيار إلى الصراع على السلطة أو الغزو، ولكن هناك أدلة قوية على أن الجفاف خلال هذه الفترة سبب انخفاضًا في نسبة فيضان النيل عبر السنة وقد وثقت دراسات عديدة انتشار الجفاف في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وغرب آسيا في هذه الفترة (2250 قبل الميلاد).

 تظهر السجلات الجيولوجية من دلتا نهر النيل انخفاض في تدفقه في هذه الفترة. (4) وفي هذه الحالة يكون الجفاف قد ساعد على انهيار الدولة. قد يكون الجفاف قد أضعف مصر لكنه لم يدمر الحضارة المصرية ومع ذلك، فإن التغييرات الثقافية التي ظهرت خلال الفترة الانتقالية الأولى كان لها آثار دائمة.

هل بدأ الاحتباس الحراري قبل 7 ألاف سنة؟

 اكتشف الانسان الزراعة حوالي سنة 7000 ق.م. كان هذا اكتشافًا عظيمًا وكارثة في الوقت عينه. فقد زاد المزارعون الأوائل من انبعاثات غازات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري. كما أن التوسع في الرعي وتربية الحيوانات خلقت المزيد من غاز الميثان.

 قطع وحرق الأشجار، أدى إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أثناء العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي. هذا ما اقترحه ويليام روديمان لأول مرة في 2003، افترض أن التدخل البشري مع المناخ بدأ قبل فترة طويلة من الثورة الصناعية نتيجة للثورة الزراعية واستخدام الأراضي.

 يأتي الدليل على مثل هذا التأثير البشري المبكر من الزيادة الملحوظة في ثاني أكسيد الكربون التي بدأت منذ 7000 عام، وفي بدأ ارتفاع نسبة الميثان منذ حوالي 5000 عام، وهو نمط لم يتم رؤيته في النقطة المقابلة في الفترات الجليدية السابقة (5)

نهاية عصر

لم تتوقف كوارث التغيير المناخي عند هذه النقطة فبعد حوالي 1000 سنة من انهيار المملكة القديمة في مصر أتت نهاية العصر البرونزي في منطقة البحر المتوسط. امتد العصر البرونزي من سنة (3100-1200 ق.م.)  وعندما حلت نهايته أنهى معه معظم الحضارات والإمبراطوريات الكبرى التي ازدهرت في هذه الفترة.  

في مصر، انتهت الدولة الحديثة عام 1070 قبل الميلاد وتم تقسيم البلاد. أما في الأناضول، فانهارت الإمبراطورية الحيثية بحلول عام 1160 قبل الميلاد. وفي الساحل السوري، انهارت دولة أوغاريت في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وانهارت حضارات اليونان تمامًا. تم التخلي عن قصر كنوسوس في جزيرة كريت في أواخر العصر البرونزي أيضًا.  انهارت حضارة ميسينا بين عامي 1200 و1100 قبل الميلاد.

ما الذي تسبب في هذه السلسلة من النكسات الحادة في نهاية العصر البرونزي؟ المعارك والغزوات هي إحدى الاحتمالات. والكوارث الطبيعية أيضًا.ويعتبر تغير المناخ اليوم سببًا محتملاً جدًا لإنهيار هذا العصر. تشير سجلات الغطاء النباتي من دلتا نهر النيل إلى سلسلة من حالات الجفاف الإقليمية، (1050 قبل الميلاد). (6)

وفي السنوات الأخيرة زادت الأبحاث في هذا المجال فقد نشر فريق دولي من الباحثين يضم 《ديفيد كينوسكي – David Kaniewski》 بحثًا يتضمن عدة أدلة علمية على التغير المناخي والجفاف في إقليم البحر المتوسط في نهاية القرن الثالث عشر ق.م. اعتمد الباحثون على بيانات استمدوها من تل تويني في شمال سوريا. وعبر دراسة حبوب لقاح مأخوذة من رواسب طمي بالقرب من الموقع استنتجوا وجود فترة جفاف شديدة في المنطقة (7). استمرت هذه الفترة ما يقارب 300 عام وتسببت في تلف المحاصيل ونقص الغذاء والمجاعة مما سرع الأزمات وفرض نزوحًا بشريًا إقليميًا في شرق المتوسط وغرب آسيا.

بعد بحث كينوسكي نشر براندون دريك من جامعة نيو مكسيكو عدة أدلة اضافية من مناطق في فلسطين وغرب اليونان، تشير إلى حصول جفاف في هذه المناطق وفي ذات الفترة تقريبًا.

يمكن أن يحسم التغير المناخي الجدل أخيرًا في سبب انهيار عصر البرونز القديم ولكن يبقى أن نتعلم من هذه الكارثة دروسًا لمستقبلنا.

اقرأ أيضًا: العصر البرونزي الحديث .. كيف تصبح العولمة سببًا لانهيار الحضارات ؟

هل قضى التغير المناخي على روما؟

بدأت فترة من المناخ الدافئ والمستقر نسبيًا من حوالي 400 قبل الميلاد إلى 200 م، تزامن ازدهار الإمبراطورية الرومانية مع هذه الفترة المستقرة. وتوسعت بعدها لتحكم كل من إيطاليا، حوض البحر الأبيض المتوسط ​​بأكمله، وفي النهاية مناطق شاسعة من داخل غرب وجنوب شرق أوروبا. لكن وعلى مدى عدة قرون، وصلت الإمبراطورية الرومانية إلى نهايتها وانهارت. هذا الانهيار لم يحدث في نفس الوتيرة في جميع المواقع التي سيطرت عليها وربما يعود هذا أيضًا لأسباب مناخية.

وصلنا الأن إلى فترة الإمبراطورية الرومانية التي تعد من أعظم الامبراطوريات في التاريخ وربما تكون قد استمدت عظمتها وكذلك انهيارها من التغير المناخي.

 انهارت الإمبراطورية الغربية عام 476 م، ولكن نجت الإمبراطورية الشرقية لعدة قرون بعد ذلك. تلك الإمبراطورية الشرقية أصبحت تُعرف باسم الإمبراطورية البيزنطية. لكن ما هو دور المناخ في هذا الانهيار؟

أشار المؤرخون إلى أحداث متعددة كأسباب محتملة لانحدار روما. لكن الأبحاث المناخية أسفرت عن أدلة على أن تغير المناخ قد ساهم في اضعاف روما، كانت قدرة روما في إدارة وتخزين المياه قوية ولكن النمو السكاني فيها جعلها أكثر عرضة للتقلبات المناخية.جاء الجفاف في القرن الثالث في نفس الوقت الذي كانت فيه روما تنهار تقريبًا. وانخفضت المحاصيل الزراعية بشكل كبير (8). مما سرع في عملية الانهيار هذه.

لكن المناخ في الإمبراطورية الشرقية قد أخذ منحًا أخر فقد أدت الرطوبة العالية وهطول الأمطار إلى تحسين ظروف الزراعة في بعض الأجزاء من شرق البحر الأبيض المتوسط ​​والأناضول. كان المناخ المستقر أحد العوامل العديدة التي ساعدت الحضارة الكلاسيكية على الصمود بشكل كبير أطول في الشرق مما كانت عليه في المناطق الغربية للإمبراطورية الرومانية.

مستقبل دافئ

أثر التغير المناخي على التاريخ البشري بشكل كبير وشكله في بعض الأحيان حتى أصبحوا مرتبطين بشكل وثيق ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. تسبب التغير المناخي في انهيار المجتمعات المعقدة عبر آلاف السنين والقرون لكنه جعل الإنسان أكثر مرونة في مواجهة التغيرات المناخية. نقف اليوم أمام الحدث المناخي الأعنف في التاريخ. قرارتنا ونشاطاتنا لأن هي العامل الرئيسي الذي سيدفعنا نحو الكارثة أو سينجينا منها. يجب أن ننظر إلى التاريخ بتمعن وأن نقرر بحكمة فقرارنا اليوم هو الذي سيحدد في أي مستقبل سنعيش.

المصادر

  1. How to Avoid a Climate Disaster: The Solutions We Have and the Breakthroughs We Need
  2. World Scientists’ Warning of a Climate Emergency
  3. Holocene aridification of India
  4. Nile flow failure at the end of the Old Kingdom Egypt: strontium isotopic and petrologic evidence
  5. Late Holocene climate: Natural or anthropogenic?
  6. Nile Delta response to Holocene climate variability
  7. Kaniewski D, Van Campo E, Weiss H. Drought is a recurring challenge in the Middle East. Proceedings of the National Academy of Sciences. 2012;109(10):3862-3867.
  8. Climate Change during and after the Roman Empire: Reconstructing the Past from Scientific and Historical Evidence

التغير المناخي وظهور أمراض تؤدي إلى موت الدلافين

إذا سألك أحدهم ما هو حيوانك البحري المفضل؟ ستكون الإجابة الأكثر شيوعًا هي الدولفين، فهذه الكائنات ذكية للغاية والأكثر شعبية بين أقرانها البحرية لدي البشر.ولكن تلك الكائنات المسالمة اللطيفة تتعرض لمرض جلدي مميت، والذي أصاب الكثير منها بالقرب من سواحل نيو أورليانز بعد إعصار كاترينا المدمر في عام ٢٠٠٥. فما علاقة التغير المناخي وظهور أمراض تؤدي إلى موت الدلافين ؟

مرض المياه العذبة الجلدي

مرض المياه العذبة الجلدي «Freshwater skin disease» كما عرفه باحثون علم الأمراض في دراسة جديدة، هو مرض أصاب الدلافين في مناطق ساحلية عديدة حول العالم مما تسبب في تقرحات وإصابات شديدة غطت جسم الدلافين بأكملها. في البداية كان سبب تفشي هذا المرض غامضًا ولكن الآن وبفضل بحث جديد لدينا تفسير، والذي يبدو قاتمًا بعض الشيء. فالسبب وراء تفشي هذا المرض بين الدلافين هو التغير المناخي في الموائل البحرية للدلافين. يقول أخصائي علم الأمراض (بادريغ دوينان- Pádraig Duignan) من مركز الثدييات البحرية في سوساليتو كاليفورنيا: “هذا المرض الجلدي المدمر يقتل الدلافين منذ إعصار كاترينا ويسعدنا أن نحدد المشكلة أخيرًا”. (1)

حالات موت الدلافين حول العالم

ومع قدوم موسم الأعاصير في خليج المكسيك هذا العام وانتشار العواصف الأكثر كثافة في جميع أنحاء العالم بسبب تغير المناخ الدائم، فيمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من هذه الحالات عند الدلافين. ظن العلماء في أول الأمر أن هذا المرض الجلدي منتشر في منطقة واحدة وهي الولايات المتحدة ولكن ظهور نفس الحالات على الجانب الأخر من العالم، جعل العلماء يعيدون النظر في الأمر ودفعهم ليُكملوا تَحقيقاتهم في هذا الشأن. 

أسفرت حالتان لوفيات الدلافين في استراليا عن أدلة لانتشار نفس المرض هناك،  واحدة كانت بين دلافين (بورونان- Burrunan) في(بحيرات جيبسلاند- Gippsland Lakes) في فيكتوريا في ٢٠٠٧ والآخر في عام ٢٠٠٩ بين دلافين المحيطين الهندي والهادي في Swan) Canning) في أنهار غرب استراليا. (2) رغم أن هذه الأحداث أليمة إلا أنها مكنت العلماء من إجراء عمليات تشريح على جثث الدلافين النافقة وذلك لتحديد أسبابها وفاتها ولدراسة الأفات المسببة لهذا المرض. ومع انتشار هذه الحالات في أماكن متفرقة حول العالم وِوفقًا لتحليل نتائج التحقيقات، فهناك بالفعل ارتباط عالمي بين كل تلك الحالات! (2)

أسباب هذا المرض الجلدي وعلاقته بالتغير المناخي؟

وكما أسلفنا من قبل فهذا المرض الجلدي المميت على علاقة وثيقة بالتغير المناخي، فيبدو أن تفشي الأمراض الجلدية في المياه العذبة يكون في أعقاب العواصف والأعاصير الشديدة، فبعد تلك الأعاصير والعواصف تتساقط كميات كبيرة من المياه العذبة على الأرض والتي تشق طريقها نحو الأنهار والمياه الساحلية. 

ويكمن الخطر في أن تلك الكميات الكبيرة من المياه تقلل بصورة مفاجئة الملوحة في المياه المالحة، حيث تعيش الدلافين الساحلية، ينتج عن ذلك ظروف منخفضة الملوحة يمكن أن تستمر لأسابيع أو شهور كما أظهر تحليل البيانات البيئة. (1)

أمكن للدلافين أن تتحمل ظروف نقص الملوحة لفترة قصيرة فقط، ولكن مع التعرض الطويل لتلك الظروف من المياه العذبة يؤدي ذلك إلى مجموعة من التغيرات في جلد تلك الكائنات البحرية وتغير في التركيب الكيميائى لدمائها. مما يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية والتهابات في الجلد مصحوب بانتشار فطريات وبكتيريا وطحالب عليها. كما أن وجود تلك الشقوق في الجلد تجعلها تفقد الكثير من الأيونات والبروتينات حيوية من أجسامها. بعد خروج كل تلك المعادن والعناصر الهامة، يندفع الماء العذب مُسببًا تورم وتقرحات، يقدر العلماء أن تلك التقرحات تعادل حروق الدرجة الثالثة عند البشر، وهي إصابة مروعة يمكنها أن تؤدي إلى الموت بسرعة. (1)

هل هناك حل قريب؟

مع تواتر الأحداث الجوية القاسية وتفاقم مشكلة التغير المناخي، فيبدو أن تلك الأحداث المؤسفة التي تتعرض لها الدلافين ستستمر لفترة لا يعلمها إلا الله. يتخوف العلماء من أن تؤدي كل تلك الأحداث القاسية إلى موتها كلها! لكن التغير المناخي ليس الخطر الوحيد الذي يهدد حياة الدلافين، فهناك الكثير من الأخطار ومن ضمنهم الصيد الجائر لها، والذي يقلل من أعدادها كل عام وذلك بغرض الاستفادة من لحومها ودهونِها.

في النهاية فإن مشاكل التغير المناخي تتفاقم كل مدة، بداية من ذوبان الجليد في القطبين وصولًا للتغيرات في موائل الكائنات البحرية ومرورًا بنا. فمع موت كل كائن على سطح الأرض يتأثر كوكبنا ونتأثر نحن وإن كان بشكل غير مباشر ولكننا في النهاية جزء من هذا الكوكب. فمن وجهة نظرك متى يعير البشر انتباههم للمشاكل البيئة؟

المصادر

  1. science alert
  2. nature

إقرأ أيضًا: حتى أعلى قمم الجبال لم تسلم من النفايات البلاستيكية

أطول سفينة شحن شراعية مستدامة في العالم

أطول سفينة شحن شراعية مستدامة في العالم

نشأة السفن البحرية وتطورها عبر السنوات؟

أظهرت لنا العديد من الألواح التاريخية والحاويات المكتشفة استخدام السفن في التجارة البحرية والاستكشاف قبل 4000 سنة قبل الميلاد وتسيير قوى الرياح لصالح التقدم البشري.

وشهدت البحار على مر السنين تطور النقل البحري من استخدام الرياح كمصدر رئيسي لتسيير تلك الرحلات واستخام الوقود الأحفوري فيما بعد في بداية الثورة الصناعية خلال القرنين المنصرمين.1

ويحتل النقل البحري حوالي 90% من نسبة التجارة العالمية والتي تساهم بدورها في انبعاثات وقود الشحن بنسبة تصل إلى 30% من أكاسيد النيتروز المنبعثة في الغلاف الجوي، 9 % من أكاسيد الكبريت و 3% من ثنائي أكسيد الكربون.

واستجابةً للمخاوف المتزايدة بشأن الاحتباس الحراري؛ حددت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة هدفاً لخفض الانبعاثات بنسبة 40% بحلول نهاية هذا العقد.2

حلول بيئية بديلة لسفن الشحن التقليدية

تدرس العديد من الشركات طرق استبدال وسائل الشحن البحرية التقليدية بوسائل نقل صديقة للبيئة ومستدامة؛ من أمثلتها الشركة السويدية Wallenius Marine والتي أعلنت منذ أسبوعين عن سفينة نقل بحري مستدامة وصديقة للبيئة بخفض انبعاث السفينة إلى 90% وسعتها الكبيرة لاستيعاب 7000 سيارة واعتماده الأساسي على طاقة الرياح.

جاء هذا الإعلان في لقاء تلفزيوني مع كبير مسؤولي التشغيل Per Tunell ومهندس العمارة البحرية Carl-Johan Söder لكشف الستار عن سفينة النقل Oceanbird، حيث أوضح بير رؤية الشركة في قيادة الطريق نحو الشحن المستدام، وترحب بانضمام الآخرين إليها؛ لأنها لا تراها منافسة، بل اتجاه على الجميع اتخاذه. ومن خلال شفافية المشروع، تريد الشركة إلهام الآخرين لاختبار الحد الأقصى لما هو ممكن. لأننا بحاجة إلى إجراء تغيير ولا يمكنه الانتظار بعد الآن.3

مواصفات Oceanbird

تعد سفية oceanbird في منتصف عملية التصميم في الوقت الحالي، لكن ما أظهرته التصميمات الأولية هو 5 صواري (الأشرعة المجنحة) من المعدن وبعض المواد المركبة تشبه إلى حد كبير أجنحة الطائرات لكنها تدور حول محورها 360 درجة؛ قابلة للامتداد لتصل لارتفاع 80 متر وهو ارتفاع قياسي مقارنة بالسفن النقل الحالية. مما يعطي السفينة ارتفاعاً يصل إلى 105 متر فوق خط الماء. ولكن بفضل الهيكل التلسكوبي للصواري يمكن خفضها ليصل ارتفاع السفينة الكلي فوق خط الماء 45 متر لتتمكن من العبور أسفل الجسور وتقليل مساحة السطح المعرضة للرياح أثناء العواصف لتقليل سرعة السفينة.

ستتمكن سفينة الشحن التي يبلغ طولها 200 متر وعرضها 40 متر من عبور المحيط الأطلسي في غضون 12 يوماً بدلاً من 7 أيام بواسطة ناقلات الشحن التقليدية.
وكإجراء أمان؛ سيتم تجهيز السفينة أيضاً بمحرك إضافي مدعوم بالطاقة النظيفة. وستكون السفينة الأولى في الإنتاج سفينة شحن، ويمكن تطبيق المفهوم على السفن بجميع أنواعها، مثل السفن السياحية.4

وتعتزم الشركة على إجراء الاختبارات الأولية مع شركائها: مركز KTH للتكنولوجيا في ستوكهولم وSSPA. حيث ستشمل هذه الاختبارات نموذج أولى يبلغ فيها ارتفاع الأشرعة 7 أمتار في الحوض والمياه المفتوحة خلال الخريف.

سيتم تطوير التصميم في جوانب مختلفة من خلال إدخال بيانات جديدة من الاختبارات في عمليات المحاكاة. بالإضافة إلى اختبار التسرب في حوض مناورة SSPA من نهاية سبتمبر. وستكون هذه اختبارات فريدة حيث سيتم تزويد النموذج بمراوح من أجل التقاط التأثيرات الديناميكية الهوائية والمائية في النموذج الأولي.3

الغرض من Oceanbird ورؤية رواد المشروع

منذ أن أسس Olof Wallenius شركة Wallenius في عام 1934، ركزت الشركة على المدى الطويل للاستدامة ، فيما يتعلق بالابتكار التكنولوجي وظروف العمل للطاقم. ومع Oceanbird، تتخذ الشركة خطوة كبيرة للاقتراب من رؤيتها للشحن الخالي من الانبعاثات، بينما تضع في الوقت نفسه معياراً جديداً للصناعة بأكملها.4

اقرأ أيضاً: كيف نستطيع التقليل من الإنبعاثات الكربونية في العمارة؟

المصادر:

1 britannica
2 techxplore
3 Walleniusmarine
4 oceanbirdwallenius

كيف تستطيع بعض الحيوانات تغيير لونها ؟

تستطيع الحرباء إلى الحبار وغيرها من الحيوانات تغيير لونها للاختباء من الحيوانات المفترسة، أو تخويف المنافسين. في الطبيعة، يمكن أن تكون القدرة على تغيير اللون مفتاحًا للبقاء. تعد الرؤية حاسة مهمة للغاية في مملكة الحيوانات، وقد توصلت العديد من الحيوانات إلى طرق فريدة لاستخدام هذا الشعور لتعزيز بقائها.

التغيير الموسمي

بالنسبة للحيوانات التي تعيش في بيئات تتغير بشكل كبير بين الفصول، من المفيد تحويل الألوان لتتوافق مع الخلفية البيئية حيث تتحول البيئات من الصيف الوفير إلى الشتاء الثلجي.
«ترمجان الصخر-ptarmigan»، و هي مجموعة من الطيور التي تنتمي إلى رتبة الدجاجيات «grouse» توجد في أقصى الشمال من أوراسيا وأمريكا الشمالية، تطل علينا بريشها البني اللون في الصيف، ومع تقدم الخريف تغير ريشها إلى اللون الأبيض النقي بحلول فصل الشتاء، مما يسمح له بتجنب الحيوانات المفترسة في موطنه القطبي الشمالي. يمر القاقوم او مايعرف ب اسم ابن عرس قصير الذيل بتحول مشابه، حيث تقوم الثدييات بالتخلي تدريجياً عن فروها الغني والبني لارتداء معطف أبيض. في حين أن التمويه يساعد على إخفاء طيور الترمجان ، إلا أن حيوانات ابن عرس مفترسة، تساعدها معاطفها البيضاء المموهة على الاندماج في الثلج، مما يجعل من السهل اصطياد الثدييات والطيور الصغيرة.

يخضع أكثر من 20 نوعًا من الطيور والثدييات في نصف الكرة الشمالي لتحولات ألوان كاملة من اللون البني إلى الأبيض بين الصيف والشتاء. مع تقصير الأيام في الخريف وتطويلها مرة أخرى في الربيع، تحصل هذه الحيوانات على إشارات هرمونية تؤدي إلى تحول الفراء أو الريش.
تحدث التغيرات الموسمية أيضًا في بيئات قد لا تتوقعها، بما في ذلك تحت الماء. «الروبيان الحرباء-Chameleon shrimp»، على سبيل المثال ، يمكن أن يكون أخضر أو أحمر. كشفت الأبحاث المنشورة في عام 2019 أنه على الرغم من تعلق القشريات على الطحالب الحمراء أو الخضراء التي تتناسب مع لونها ، فإنها يمكن أن تتحول ببطء إلى الشكل الآخر لأن نوع الطحالب السائدة في بيئتها الصخرية يتقلب مع الفصول.
وفي الوقت نفسه ، يمكن للعناكب الذهبية تغيير لونها للتمويه عند تغير المواقع. ينتظرون الفريسة على زهور بيضاء أو صفراء، مع تغيير ألوانها لتتناسب مع لون الزهرة. إذا انتقل العنكبوت الأصفر إلى زهرة بيضاء، فيمكنه تحريك أصباغه الصفراء أسفل الخلايا التي تحتوي على أصباغ بيضاء، وهي عملية تستغرق عدة أيام.

يمكن لبعض الحيوانات تغيير لونها في ظرف ثوانٍ.

الحرباء، على سبيل المثال، يمكن أن تحدث تغييرا في الألوان في أقل من نصف دقيقة بمساعدة خلايا خاصة في بشرتها. بعض هذه «الكروماتوفونات الجلدية-Dermal Chromatophores» تحتوي على صبغة وتتشكل مثل النجمة المزينة بملحقات طويلة.

تتفاعل هذه الأصباغ بعد ذلك مع نوع آخر من الخلايا يسمى «iridophore»، والذي يحتوي على بلورات عاكسة. تستطيع الحرباء أن تمد قزحية العين لتغيير طول الموجة، وبالتالي لون الضوء الذي تعكسه. يعمل الضوء المنعكس من iridophores بالتنسيق مع الصبغة في chromatophores لإنتاج مجموعة من الألوان الزرقاء الرائعة والحمراء والبرتقالية التي تظهر في الحرباء، تعد هذه الخاصية مفيدة كتمويه، لكن الحرباء تستخدم قدراتها بشكل أساسي لأغراض أخرى. بينما يستريح بهدوء على فرع، قد يكون لون الحرباء أخضرًا وقاتمة نسبيًا. لكن في المواقف الاجتماعية المتوترة، يشد جلد الحرباء، ويغير لون قزحية العين ويغير الألوان تبعًا لذلك.
بعض القشريات والأسماك يمكنها أيضا تغيير الألوان بسرعة. يمكن لسرطان البحر الأسترالي أن يغمق أنماط ألوانه الزرقاء في حوالي 20 دقيقة عند المغازلة أو التوتر، كما يمكن للأسماك الصغيرة التي تسمى «gobies» الصخرية تغميق أو تفتيح ألوانها في أقل من دقيقة من أجل الاندماج بشكل أفضل في محيط المد والجزر، وتجنب نظرة الطيور الساحلية الجائعة.

طورت حيوانات أخرى مهارات لتغيير الألوان يمكنها أن تحدث في غمضة عين.
على سبيل المثال، يمكن أن تطفو أسماك القرميد الرملي من الحرباء، الأزرق والأخضر إلى الأحمر في نصف ثانية بفضل نوع خاص من القزحية التي يتم تنشيطها عن طريق استجابة الأدرينالين.

لكن رأسيات الأرجل مثل الأخطبوطات والحبار هم أسياد التغيير اللوني السريع. يقول «ويليام جيللي-William Gilly»، عالم الأحياء في محطة «هوبكنز البحرية بجامعة ستانفورد- Stanford University’s Hopkins Marine Station»، إن الخلايا الصبغية يتم التحكم فيها مباشرة عن طريق الجهاز العصبي المركزي.

في الحرباء، تغير هذه الخلايا اللون من حركة الصبغة حولها، لكن في الواقع تستطيع رأسيات الأرجل أن تغير شكل الخلايا نفسها، مما يؤدي إلى تحولات لون سريعة البرق.
«السبيدج-squid» والحبار يستطيعان إضاءة نطاقًا من أصباغ تموج للإشارة إلى استعدادهما للتزاوج. تكون العملية مذهلة بشكل خاص في الحبار «Humboldt»، الذي يضيء الخلايا الملونة والعاكسة للضوء في كامل الجسم في وقت واحد، حيث يتدفق بين الأحمر الفاتح والأحمر الداكن بمقدار أربع مرات في الثانية.

قد يكون لدى خنافس السلحفاة الذهبية نظام تغيير الألوان الأكثر إثارة للانتباه على الإطلاق. تحتوي خنافس أمريكا الوسطى على أصداف شفافة تضم طبقات رقيقة ومكدسة من الصفائح محفورة بأخاديد صغيرة للغاية. يمكن أن تقوم الخنفساء بملء هذه الأخاديد بسائل أحمر يجعل الصفائح تبدو ناعمة تمامًا بحيث تصبح عاكسة، وتلتصق بألوان ذهبية معدنية. ولكن في حالة الانفعال أو التزاوج، تقوم الخنفساء بسرعة بتجفيف السائل من الأخاديد، وكسر الوهم وإظهار الصبغة الحمراء الساطعة أدناه.

المصدر: national geographic

اقرأ ايضاً

لماذا لا تتجدد جميع أعضاء الجسم ؟

 

هل يتساقط الثلج على سطح المريخ ايضاً؟

أرسلَ مسبار المريخ صورة جميلة للثلج في القطب الشمالي المريخي.

أظهرت صورة جديدة من مركبة الفضاء التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية «ESA» مدى جمال وبرودة المريخ وكما سلطت الضوء على بعض التغييرات الطبيعية التي تشكل سطح الكوكب. الصورة من المنطقة القطبية الشمالية، وتتميزُ ببقع وبرك مشرقةٌ من الجليد، وحفر داكنة عميقة، ودليل على العواصف والرياح القوية.
من بين جميع الكواكب الموجودة في النظام الشمسي، تشبه مواسم المريخ إلى حد كبير كوكب الأرض، على الرغم من أن السنة المريخية تقارب ضعف طول السنة في كوكب الأرض.
يمر القطب الشمالي بالعديد من التغييرات على مدارِ الفصول. المنطقة مغطاة بطبقات من الجليد تختبر تحولات دقيقة في تكوينها ومداها.
تغطي طبقات سميكة من جليد الماء المنطقة على مدار العام. ثم في فصل الشتاء، عندما تنخفض درجة الحرارة إلى أقصى درجاتها -١٤٣ درجة مئوية (-٢٢٥ درجة فهرنهايت)، يتجمد ثاني أكسيد الكربون ويترسب من الهواء الرقيق، مكونة طبقة من ثاني أكسيد الكربون المجمد فوق الجليد المائي.
يمكن أن يصل سمك طبقة CO2 المجمدة إلى مترين (٦.٥ قدم). في الوقت نفسه، تتشكل أيضًا غيوم ثاني أكسيد الكربون.
لحسن الحظ يمتلك المسبار كاميرا عالية الدقة ستيريو (HRSC)، وهي كاميرا قوية بالألوان الكاملة تقوم بتصوير كامل لسطح المريخ. وعموما، تلتقط الصور بدقة تبلغ حوالي 10 أمتار، وكما يوجد داخل HRSC قناة أخرى تسمى الكاميرا فائقة الدقة (SRC) يمكنها التقاط صور بدقة أكبر تصل إلى ٢.٣ متر / بكسل من ٢.٣٥ كم مربع ، ويتم استخدام SRC في مناطق محددة من المريخ.

تُظهر هذه الصورة جزءًا من الغطاء الجليدي الموجود عند القطب الشمالي للمريخ، مع استكمال مساحات الجليد المشرقة، والأحواض المظلمة والمنخفضات، وعلامات الرياح القوية والعاصفة.

الصورة الرائدة هي صورة HRSC للغطاء القطبي الشمالي في صيف عام ٢٠٠٦، حيثُ تُظهر الصورة بياض الجليد القطبي و غبار المريخ الأحمر والبني.
تبدو الحفر الحمراء والبنية وكأنها تخترق الجليد، إلا أنها في الواقع جزء من نمط لولبي أكبر من الحفر التي تشع للخارج من وسط القطب الشمالي. من أعلى، يبدو وكأنه نوع من خطوط الحمار الوحشي.
يعتقد العلماء أن الرياح «السفحية الهابطة-katabatic» هي المسؤولة إلى حد كبير عن إنشاء هذا النمط غير العادي. تحمل الرياح هواءًا عالي الكثافة إلى ارتفاعات منخفضة.
على سطح المريخ تحمل الرياح الهواء البارد الكثيف من الأنهار الجليدية القطبية والهضاب المتجمدة وصولاً إلى المرتفعات المنخفضة مثل الوديان والمنخفضات.
في الوقت نفسه، المريخ في حالة دوران مما يخلق تأثير «كوريوليس-Coriolis». لذا، فبدلاً من تشكيل قيعان مستقيمة تنطلق من القطب، فإنها تخلق نمطًا حلزونيًا يشع من وسط القطب الشمالي.

صورة للغطاء القطبي الشمالي على سطح المريخ، تُظهر النمط الحلزوني في الجليد.

في صورة المريخ، يوجد عدد قليل من خطوط السُحب، من المحتمل أن يكون سببها عواصف محلية صغيرة ترفع الغبار في الجو، مما يساهم في تآكل المنحدرات وتغيير مظهر السطح والتضاريس.

على الأرض، تتجلى قوة كوريوليس في تكوين الأعاصير والظواهر الجوية الأخرى.

هذه صورة بالقرب من أيسلندا. يندفع الهواء لملىء مساحة من الضغط الجوي المنخفض بينما يتحرك الهواء، يخضع لقوة كوريوليس وينتج اللولب.

إن طبقات الجليد في القطبين تهم العلماء بشكل خاص. من المحتمل أن يكون لديهم أدلة على كيفية تغير مناخ الكوكب على مدى ملايين السنين. ذلك لأنه عندما يذوب الجليد ويتجمد، يختلط مع الغبار الذي يستقر هناك.
تدور المركبة الفضائية Mars Express في مدار حول المريخ منذ عام ٢٠٠٣. في ذلك الوقت، قامت بتصوير سطح المريخ بالكامل بسرعة ١٠ أمتار / بكسل مع HRSC، وحدد المناطق على ارتفاع ٢متر / بكسل مع SRC.
خلال هذا الوقت، تم توسيع نطاق فهمنا لمدى وجود كوكب المريخ القديم الرطب، واستكشف العمليات والهيكل الأرضي للكوكب، وبالطبع قدم لنا بعض المناظر الرائعة للبراكين والحفر الضخمة للكوكب.

 صورة رائعة لفوهة كوروليف على كوكب المريخ من أداة HRSC الخاصة ببرنامج Mars Express. يبلغ قطر فوهة كورولوف حوالي ٨٠ كم.

المصادر: science alert 

universe today

اقرأ أيضاً: الصين تؤكد بهدوء ولادة الطفل الثالث المعدل جينياً

حرائق أستراليا تسجل رقم قياسي جديد وموت ما يقارب المليار حيوان

 حرائق أستراليا المدمرة تسجل رقم قياسي جديد؛ مخلفة ورائها ما يقرب من مليار حيوان ميت

تستمر حرائق غابات أستراليا للشهر الثاني على التوالي في إلحاق الأضرار بالبيئة والحياة البرية؛ مسجلة بذلك الأرقام القياسية في تاريخ الحرائق الموسمية للبلاد. حيث اجتاحت الحرائق حوالي 10.4 مليون هكتار -أكبر من مساحة البرتغال- وما زالت مستمرة حتى الآن في ظل ضعف الموارد المائية في أستراليا، فهناك مخاوف من نقص المياه بحلول 2022، حسب تقرير CNN.

تاريخ حرائق نيو ساوث ويلز 

أشارت العديد من البيانات التي جمعتها هيئة التحقيق الوطني في إدارة تخفيف حرائق الغابات مع  مكتب البيئة والتراث في نيو ساوث ويلز-NSW Office of Environment and Heritage أن أعلى معدل للحرائق التي اجتاحت نيو ساوث ويلز فيما مضى بين 3.54 – 4.5 مليون هكتار، مسجلة بذلك حرائق 2019 الأرقام القياسية في تاريخ حرائق الولاية لتصل إلى 4.9 مليون هكتار -أكبر من مساحة الدنمارك.
وأوضح أوين برايس-Owen Price، أستاذ مشارك من جامعة Wollongong بأستراليا، أن حرائق هذا العام انتشرت في الغابات بمعدلات أكبر من الأراضي العشبية. كما أن حرائق الغابات مدمرة وخطيرة على الحياة البرية والبشر، ومن الصعب مكافحتها.

معظم حرائق عام 1974 اندلعت في الأراضي العشبية القاحلة وشبه القاحلة، وتأثيرها الفعلي أقل بكثير عن حرائق الغابات

بيانات حرائق نيو ساوث ويلز منذ 1970 وحتى 2019

في الغابات، تكون الحرائق أكثر كثافة وتنتج دخانًا أكبر بكثير؛ بفعل احتراق مواد أكبر، منتجة بذلك كميات أكبر من الغازات الدفيئة، التي تستغرق وقتاً أطول للتعافي. وعندما تصل إلى المنازل، من المستحيل حينها التصدي لها!

في موسم الحرائق الماضي، التهمت النيران حوالي 20% من الغابات، لكن هذه المرة من المتوقع احتراق أكثر من النصف وتعرض حياة الكثير من الحيوانات البرية للخطربسبب الجفاف، وذلك لمدى سوء التغير المناخي هذا العام. وأضاف برايس:

إنه رقم قياسي جديد بأي مقياس

 موت ما يقارب المليار حيوان بري، وما زال العرض مستمر!

في ولاية نيو ساوث ويلز فقط، قدرت خسائر الحيوانات خلال هذا الموسم حتى الآن إلى ما يقارب المليار -حسب ما قدره أستاذ البيئة بجامعة سيدني كريس ديكمان– من الزواحف والطيور والثدييات. ففي الساحل الشمالي الشرقي لنيو ساوث ويلز، أشارت وزيرة البيئة سوزان لي أن ما يقارب 30% من حيوانات الكوالا قد قتلت في الحرائق ومن الصعب إيجاد الجثث. وأعلن اتحاد الشمال الشرقي للغابات في بورت ماكواري-Port Macquarie وغابة برايمار-Braemar الحكومية أن ما يقارب 2000 كوالا لقوا حتفهم في الحرائق.

ومن المحتمل أن تصارع حيوانات الكوالا التي تم إنقاذها من حرائق الغابات. فتدمير مواطن الكوالا يعني أن الجرابيات سوف يكافحون من أجل التكاثر في الأجيال القادمة، خاصة في مناطق نيو ساوث ويلز، حيث أن أستراليا مصنفة ضمن أعلى معدلات الانقراض للثدييات. وأضاف ديكمان:

ويمكن أن تنقرض وظيفياً في بعض المناطق

وإلى أن يتم تأهيل مواطن الكوالا، سيظل الناجيين منهم تحت الرعاية. أما عن بقية الحيوانات، سيعود الناجي منها  عن طريق الفرار إلى المناطق التي لا تملك الموارد اللازمة لدعمها. والبعض الآخر سيقع ضحية للحيوانات المفترسة مثل القطط الضالة والثعالب الحمراء. حتى بالنسبة لتلك الطيور أو الحيوانات القادرة على الفرار إلى المناطق غير المتأثرة ، فإنها نادراً ما تكون قادرة على التنافس بنجاح مع الحيوانات التي تعيش بالفعل هناك والاستسلام في غضون فترة قصيرة.

حرائق أستراليا تولد مناخها الخاص

مع ازدياد الحرائق المدمرة؛ تزداد كميات الدخان التي تولد درجة حرارة خاصة بها في الهواء. ومع تراكم الدخان؛ تتكون سحب محملة بمياه الأمطار، كما أن السحب الأكبر يمكن أن تنثر الجمر والرماد الحار على مساحة أوسع.

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=FUxkzzKuCY0[/embedyt]
تكون السحب الدخانية الناتجة من حرائق الغابات 

تتكثف قطرات المياه في السحب؛ مؤدية إلى تساقط الأمطار في النهاية، لكن في الجبهة -حين تتصادم السحب الدخانية مع الهواء الهادئ خارج نطاق الحرائق- يمكن أن تتولد عاصفة حادة Pyrocumulonimbus ينتج عنها البرق، والذي سيولد بدوره حرائق جديدة في مناطق أخرى، مما سيزيد الوضع سوء. مثل إعصار النيران الذي حدث في كانبيرا عام 2003.
ويخشى العلماء من أن السحب آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء العالم، مدفوعة بدرجات حرارة أكثر دفئاً وحرائق أكثر كثافة، حسبما ذكرت Yale E360. وأعمدتها قوية لدرجة أنها يمكن أن تطلق النار والدخان في الستراتوسفير10 إلى 50 كم فوق سطح الأرض.

دورة دخان الحرائق

وللحد من انتشار هذه الحرائق، أرسلت الولايات المتحدة وكندا العديد من مكافحي الحرائق المتطوعين للمساعدة والأطباء البيطريين، بالإضافة إلى خبراء مكافحة الحرائق. وتأتي هذه المبادرة بعد مساعدة رجال الإطفاء الأستراليين في إخماد حرائق كاليفورنيا الماضية وكندا أيضاً.

كما عرضت كلاً من نيوزيلندا وسنغافورة وبابوا غينيا الجديدة دعمًا عسكريًا، وتواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس الوزراء سكوت موريسون لتقديم المساعدة التشغيلية.

حتى الآن، مستقبل التغير المناخي محفوف بمخاطر شتى وعديدة، وأخطرها حرائق الغابات المدمرة لمواطن  العديد من الحيوانات؛ مهددة العديد منها للانقراض الوظيفي والحتمي.

المصادر
1       2       3     4     5

كيف تمكن العلماء من تسجيل معدل نبضات قلب الحوت الأزرق؟

كيف تمكن العلماء من تسجيل معدل نبضات قلب الحوت الأزرق؟

نجح العلماء ولأول مرة في تسجيل معدل نبضات الحوت الأزرق في البرية، حيث قام العلماء بوضع آلة رسم قلب على جسم الحوت، وبالتحديد على زعنفته اليسرى، وزودت آلة رسم القلب بأربع أكواب شفط، حتى تلتصق الآلة بجسد الحوت، أثناء إبحاره في المحيط.

وجد العلماء هذا الحوت في خليج مونتيري قبالة ساحل كاليفورنيا، ويصل طوله إلى 72 قدم (22 متر تقريبًا). وقد حصل العلماء على ما يقرب من 9 ساعات من البيانات المثيرة للاهتمام، والتي تعطينا نظرة ثاقبة عن فسيولوجيا أكبر كائن حي في العالم!

من خلال هذه البيانات وجد الباحثون أن معدل نبضات قلب الحوت الأزرق ينخفض إلى نبضتين فقط في الدقيقة الواحدة عند بداية رحلته تحت سطح الماء للبحث عن الطعام، وعندما يجد فريسته في أعماق البحر، فإن معدل نبضات قلبه يزداد إلى 2.5 الحد الأدني، ثم ينخفض ببطء مرة أخرى.

وعندما يعاود الحوت الظهور مرة أخرى على سطح الماء، يرتفع معدل نبضات قلبه إلى 25-37 نبضة في الدقيقة، وهو أقصى معدل تم تسجيله.

هذه البيانات توضح لنا أن قلب الحوت الأزرق يعمل بالفعل عند حده الأقصى، وربما يفسر عدم تطور الحيتان الزرقاء لتصبح أكبر.

وقال جيريمي جولدبوجن، عالم الأحياء البحرية بجامعة ستانفورد، الذي قاد الدراسة التي نشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم: “الحوت الأزرق هو أكبر حيوان على الإطلاق، وقد فتن علماء الأحياء لفترة طويلة”.

وأضاف جولدبوجن: “هذه القياسات الجديدة للمعدلات الحيوية والفسيولوجية تساعدنا على فهم هذه الحيوانات ذات الأجسام الضخمة، وكيف تكون الحياة ووتيرتها بالنسبة لها”.

وبشكل عام، كلما كان الحيوان أكبر، قل معدل ضربات القلب، مما يقلل من كمية العمل التي يقوم بها القلب أثناء توزيع الدم حول الجسم.

 وكمثال، يتراوح معدل ضربات القلب الطبيعي عند الإنسان بين 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة، وقد يصل إلى حوالي 200 خلال مجهود رياضي. بينما أصغر الثدييات، الزبابة shrews (حيوان ثديي يشبه الفأر)، لديها معدل ضربات القلب يصل إلى ألف نبضة في الدقيقة.

وقد واجه العلماء العديد من الصعوبات عند القيام بهذه الدراسة، أولاً، احتاج العلماء إيجاد حوتًا أزرق، وهو أمر صعب للغاية؛ لأن هذه الحيوانات تعيش عبر مساحات شاسعة من المحيط المفتوح. احتاج إيجاد هذا الحوت الجمع بين العديد من سنوات الخبرة الميدانية وبعض الحظ.

الآن يعمل العلماء على تطوير الجهاز المستخدم في قياس معدل نبضات القلب، بإضافة المزيد من الأدوات له، مثل مقياس التسارع، مما قد يساعدهم في الحصول على فهم أفضل لكيفية تأثير الأنشطة المختلفة على معدل نبضات القلب. كما يرغب العلماء في إعادة هذه الدراسة على أنواع أخرى من الحيتان مثل الحيتان الحدباء، وحيتان المنك.   

المصادر:

حرائق هائلة تجتاح جنوب أستراليا ومخاوف من نقص المياه بحلول 2022

موسم جفاف يضرب أستراليا مسببا حرائق هائلة بجنوب البلاد ومخاوف من نقص المياه بحلول 2022

موجات جفاف وسط أجواء ربيعية في أستراليا   

انتشرت في ولاية فيكتوريا-Victoria –جنوب أستراليا- حرائق غابات هائلة دمرت المنازل، المحاصيل الزراعية وأدت إلى إصابة أكثر من 30 شخص؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح التي تسببت في انتقال أكثر من 60 حريقاً خلال الأربعاء 13 نوفمبر جنوب البلاد. كما حدث في حرائق غابات الأمازون.
وتشير التقديرات أن درجات الحرارة خلال عام 2019 سجلت الأرقام القياسية في تاريخ أستراليا، حيث وصلت  درجة الحرارة  في ميلبورن -عاصمة ولاية فيكتوريا – إلى 44.3 درجة مئوية مقارنة بأعلى درجة حرارة خلال أيام شهر نوفمبر في عام 1894 بمقدار 40.9 درجة مئوية.

كشفت السلطات المحلية في اليوم التالي عن اندلاع حريق قرب يوركتاون-Yorketown بشبه جزيرة يورك في جنوب أستراليا بسبب خطأ في شبكة الكهرباء؛ مسببة دمار في 11 منشأة على الأقل ولم يتم تحديد بعد المدى الكامل للخسائر.

علقت وزيرة خدمات الطوارئ للولاية ليزا نيفيل-Lisa Neville أن فصل الصيف سيكون خطرا للغاية مقارنة بموجة الحرارة التي ضربت البلاد في فصل الربيع، وأشارت أن طواقم خدمات الطوارئ على أهبة الاستعداد لمواجهة موجات الحر الصيفيىة غير المتوقعة.

وتبعا للأعداد الهائلة للحرائق، غطت غيوم كثيفة من غبار الأرض الحمراء غرب فيكتوريا ومدينة ميلدورا-Mildura؛ نتيجة العواصف الترابية المعتادة بسبب الجفاف. وصرحت مصلحة الإطفاء الريفية بالولاية من انتشار 59 حريقا عبر الولاية، تم إخماد 29 حريق منهم فقط. بالإضافة إلى وجود حريق واحد في شمال الولاية في بورا ريدج-Bora Ridge التي رفعت مستوى الطوارئ.

يواصل أكثر من 1300 من رجال الإطفاء محاربة النيران التي اجتاحت ولايات كوينزلاند-Queensland ونيو ساوث ويلز الشهر الماضي. حيث دمرت الحرائق ثلاثة أضعاف مساحة الأرض في نيو ساوث ويلز، التي تضم ما يقرب من 8 ملايين شخص، مقارنة بموسم الحريق بأكمله العام الماضي – حتى قبل بدء فصل الصيف.

توفي أربعة أشخاص خلال اندلاع الحرائق. تم الإعلان عن الوفاة الرابعة يوم الخميس – وهو رجل يبلغ من العمر 58 عاماً عُثر على جثته بالقرب من كيمبسي-Kempsey في شرق ولاية نيو ساوث ويلز-New South Wales. في حين أن سبب العديد من الحرائق أمر طبيعي، إلا بعض الناس تجاهل الحظر للحرائق الساري على كوينزلاند ونيو ساوث ويلز.

القادم أسوأ!

بالرغم من تفاقم حرائق الغابات الكارثي نتيجة موجات الجفاف المميتة التي اجتاحت أستراليا في السنوات الأخيرة، يظهر في الأفق بوادر ما هو أسوأ – نقص المياه في أكبر مدن أستراليا. ووفقاً لشبكة CNN، تواجه مدينة سيدني – التي تضم أكثر من 5 ملايين شخص – تحذيراً من جفاف السدود بحلول عام 2022.

نقص المياه وقيود حد الاستهلالك

أصبحت سيدني بولاية نيو ساوث ويلز-New South Wales خاضعة لقيود على المياه من المستوى الأول، والتي تحد من استخدام المياه في أحواض السباحة أو خراطيم المياه دون مراقبة. ولأول مرة يتم نفيذ هذه القيود منذ الجفاف الذي استمر حتى عام 2009. وفي حالة انخفاض مستويات المياه للسدود في سيدني؛ سيواجه السكان قيودًا أشد على استخدام المياه.

وصلت سعة السدود الآن في مدينة سيدني إلى 46.6% وفي طريقها للوصول إلى 40%؛ مما يعني أنه سيتم فرض قيود على المياه من المستوى الثاني بحلول فبراير أو مارس المقبل. وشرحت ميليندا بافي-Melinda Pavey أن قيود المستوى الثاني ستتمثل في خفض ري الحدائق إلى عدة أيام بدلاً من الري اليومي.

ومع معدل النقص الحالي، قد نكون في وضع صعب في غضون عامين

ويعد الجفاف والحرائق من أكثر أعراض أزمة المناخ في أستراليا إلحاحاً. فقد أصبحت البلاد أكثر دفئًا وجفافًا، وتوقفت الأمطارعن الهطول في العام الماضي، وكانت السدود ممتلئة بنسبة 64.4٪.

مستقبل مائي غامض

وفقًا لسلطات نيو ساوث ويلز، يعتمد أكثر من 85٪ من إمدادات المياه الأكبر في سيدني على هطول الأمطار – وهذا يعني أنه مع استمرار الجفاف ونفاد السدود، قد يواجه السكان أزمة مياه خطيرة مع عدد قليل من البدائل الأخرى.

المصادر

The Guardian

CNN

أنت لوحدك على سطح الأرض ، كيف ستعيش؟

أنت لوحدك على سطح الأرض ، كيف ستعيش؟

استيقظت صباحاً ووجدتك نفسك الوحيد على سطح الأرض، شيء ممتع أليس كذلك؟ فها هو العالم بأكمله أمامك بلا قوانين أو حدود.
لكن السؤال هنا، كيف يمكنك العيش في هذا العالم والإعتماد على نفسك؟
نقدم لكم في هذا المقال سبع خطوات تمكنك من الحياة في عالم لا يوجد فيه غيرك حيث أنت لوحدك على سطح الأرض .

الخطوة الأولى

تمتع بالأشياء الممتعة عندما يكون بإمكانك ذلك.
اذهب لمحلات الخضار المستوردة والتي يُحتمَل نفادها قريبا واستمتع ببعض قضمات الموز والمانجا الأخيرة اللذيذة.

الخطوة الثانية

جد مصدر آمن للطاقة والوقود.
هل ترى كل هذه السيارات والقوارب والطائرات الملقية أمام ناظريك؟
ستكون بلا قيمة خلال عامين وذلك بعد نفاد وقودها لذلك يجب أن تحسن استخدامها.

الخطوة الثالثة

جد مكاناً للعيش.
من السهل جداً الحصول على سكن فأنت حرفياً تمتلك عالَم مليء بالمنازل التي تستطيع الإختيار منها لكن كن حذراً فالمدن ستكون خطرة بسبب تعطل عمليات الصيانة المستمرة مما يعرض المنازل للإنهيار بسبب عوامل البيئة المختلفة كالمطر والحرارة.

الخطوة الرابعة

إحمِ نفسك.
ربما تظن أن القرى مناطق أكثر أماناً لكنها ليست كذلك خاصةً مع وجود الكثير من الحيوانات المفترسة.
على الجانب الآخر تبدو مشكلة الحيوانات المفترسة ضئيلة أمام تهديد ما يزيد عن ٤٠٠ مفاعل نووي والتي ستبدأ أنظمة الآمان الآلية بالتعطل بدون توفر الرقابة والصيانة البشرية.

الخطوة الخامسة

حافظ على مصادر طعامك.
ستكون المدينة رهانك الأفضل فيما يخص الطعام، فالكميات الكافية من الأطعمة المعلبة والمجمدة الصالحة لعقود والتي تملأ المحال التجارية ستكون خياراً مناسباً.
لكن إن كنت تفضل حياة الطبيعة فيجب أن تبدأ بتعلم الصيد وزراعة محاصيلك الخاصة؛ لكن هذا سيشكل تهديدا على مخزون المياه.

الخطوة السادسة

حافظ على المياه.
بدون وجود بشر آخرين ستعيش بلا كهرباء وذلك بسبب توقف محطات ضخ الماء، كما أن مخازن المياه النقية ستبدأ بالفناء.
لكن الآف اللترات المحفوظة في العبوات البلاستيكية ستمنحك حلاً مؤقتاً لذلك سيكون من الواجب عليك تعلم كيفية تنقية الماء بنفسك.

الخطوة السابعة

إبدأ بالتعلم.

يجب أن تتعلم الكثير من الأشياء التي تساعدك على البقاء، ومن حسن حظك أنك تمتلك الوقت الكافي وملايين الكتب التي تساعدك على ذلك.

قد تكون البداية صعبةً قليلا، لكن من الواضح أنه بإمكانك العيش بمفردك على هذا الكوكب.

لكن هل ترغب حقاً بذلك؟

يصنف البشر على أنها كائنات إجتماعية، فنحن نجمع قوانا لمواجهة الجوع وتقلبات الطقس، ونبني عائلات ومجتماعات لنشارك معها قصصنا وتعاطفنا ولنحافظ على بعضنا البعض سعداء وأصحاء.
كما أن التواصل البشري قد أثبت فعاليته في بناء الثقة وتقليل التوتر، لذلك نحن نحتاج بعضنا البعض بصورة تفوق ما قد تتخيل.

المصدر

قالب جليدي عمره مليوني عام يقدم لنا لمحات عن تاريخ الغازات الدفيئة

قالب جليدي عمره مليوني عام يقدم لنا لمحات عن تاريخ الغازات الدفيئة على الأرض

اكتشف فريق من الباحثين في القارة القطبية الجنوبية مؤخرًأ قطعة من الجليد تبلغ من العمر مليوني عام. سيساعد هذا الاكتشاف في منح العلماء صورة أوضح للعلاقة بين الغازات الدفيئة والمناخ في العصور القديمة، والذي بدوره سيمكن العلماء من فهم التغير المناخي في المستقبل.

في ورقة علمية نُشرت في دورية Nature استخدم فريق من العلماء الهواء المحصور في الفقاعات المتواجدة في قطعة الجليد، لقياس مستويات الغازات الدفيئة، ثاني أكسيد الكربون والميثان. ترأس الفريق العالمان جون هيغنز ويوزين يان من جامعة برينستون، والعالم أندريه كورباتوف من جامعة ماين، وضمّ الفريق العالمان إد بروك من جامعة ولاية أوريغون، وجيف سيفرينجهاوس من جامعة كاليفورنيا. 

هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها العلماء من دراسة قالب جليدي بهذا القِدم، قبل هذا الاكتشاف، كان عُمر أقدم قالب جليدي تم دراسته 800000 عام. أظهرت الدراسات السابقة حول هذا القالب، أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بدرجات الحرارة في القطب الجنوبي والعالم خلال الـ 80000 عام الماضية. قبل هذا لم تكن العلاقة بين المناخ ومستويات ثاني أكسيد الكربون مفهومة جيدًا، ولكن الورقة العلمية الجديدة التي ُنشرت في Nature غيرت ذلك.

خلال المليون سنة الماضية، حدثت دورات من العصور الجليدية يتبعها فترات دافئة كل مئة ألف عام، ولكن من 2.8-1.2 مليون سنة ماضية، كانت هذه الدورات أقصر، بمعدل 40 ألف لكل دورة، وكانت العصور الجليدية أقل تطرفًا.

العالم إد بروك وهو يحمل القالب الجليدي. حقوق الصورة: Oregon State University

أراد الفريق معرفة كيف تباينت مستويات ثاني أكسيد الكربون في هذه العصور الزمنية القديمة، والذي حتى الآن لا يمكننا معرفته إلا بطريقة غير مباشرة، عن طريق دراسة كيمياء الرواسب في المحيطات. 

إحدى النتائج المهمة لهذه الدراسة إظهار أن معدلات ثاني أكسيد الكربون ترتبط بدرجات الحرارة في الحقب الزمنية القديمة.

هذه النتيجة مبنية على على الدراسات التي أجريت على كيمياء قالب الجليد المكتشف مؤخرًأ، والتي تعطي دليل على أن التغير في درجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية مرتبط بالتغير في معدلات ثاني أكسيد الكربون.

هذه الدراسة تمنحنا أساس مهم لفهم علوم المناخ، ولإنشاء نماذج يمكنها توقع التغير المناخي في المستقبل.

يأتي القالب الجليدي المتكون من 2 مليون عام من منطقة تعرف باسم تلال ألان Allan Hills، وهي تبعد حوالي 130 ميل عن محطة أبحاث أنتاركتيكا الأمريكية المعروفة باسم محطة مكموردو McMurdo Station. وقد عُثر على نيازك قديمة أيضًا في هذه المنطقة، وهو ما يدفع العلماء إلى الاعتقاد أنه يمكن أن يحتوي الغطاء الجليدي في المنطقة على جليد قديم.

سيتجه الفريق مرة أخرى إلى تلال ألان في الأيام القادمة ولمدة شهرين، لجمع المزيد من العينات من الجليد، ومحاولة البحث عن عينات أكثر قدمًا.

يقول العالم بروك: “لا نعرف الحد للعمر في هذه المنطقة. قد يكون هناك جليد أكبر عُمرًأ في بعض الأماكن. لهذا السبب سنعود. تجاوز حاجز المليوني عام سيكون أمرًا رائعًا”.

المصدر: Phys.org

Exit mobile version