حرائق أستراليا تسجل رقم قياسي جديد وموت ما يقارب المليار حيوان

 حرائق أستراليا المدمرة تسجل رقم قياسي جديد؛ مخلفة ورائها ما يقرب من مليار حيوان ميت

تستمر حرائق غابات أستراليا للشهر الثاني على التوالي في إلحاق الأضرار بالبيئة والحياة البرية؛ مسجلة بذلك الأرقام القياسية في تاريخ الحرائق الموسمية للبلاد. حيث اجتاحت الحرائق حوالي 10.4 مليون هكتار -أكبر من مساحة البرتغال- وما زالت مستمرة حتى الآن في ظل ضعف الموارد المائية في أستراليا، فهناك مخاوف من نقص المياه بحلول 2022، حسب تقرير CNN.

تاريخ حرائق نيو ساوث ويلز 

أشارت العديد من البيانات التي جمعتها هيئة التحقيق الوطني في إدارة تخفيف حرائق الغابات مع  مكتب البيئة والتراث في نيو ساوث ويلز-NSW Office of Environment and Heritage أن أعلى معدل للحرائق التي اجتاحت نيو ساوث ويلز فيما مضى بين 3.54 – 4.5 مليون هكتار، مسجلة بذلك حرائق 2019 الأرقام القياسية في تاريخ حرائق الولاية لتصل إلى 4.9 مليون هكتار -أكبر من مساحة الدنمارك.
وأوضح أوين برايس-Owen Price، أستاذ مشارك من جامعة Wollongong بأستراليا، أن حرائق هذا العام انتشرت في الغابات بمعدلات أكبر من الأراضي العشبية. كما أن حرائق الغابات مدمرة وخطيرة على الحياة البرية والبشر، ومن الصعب مكافحتها.

معظم حرائق عام 1974 اندلعت في الأراضي العشبية القاحلة وشبه القاحلة، وتأثيرها الفعلي أقل بكثير عن حرائق الغابات

بيانات حرائق نيو ساوث ويلز منذ 1970 وحتى 2019

في الغابات، تكون الحرائق أكثر كثافة وتنتج دخانًا أكبر بكثير؛ بفعل احتراق مواد أكبر، منتجة بذلك كميات أكبر من الغازات الدفيئة، التي تستغرق وقتاً أطول للتعافي. وعندما تصل إلى المنازل، من المستحيل حينها التصدي لها!

في موسم الحرائق الماضي، التهمت النيران حوالي 20% من الغابات، لكن هذه المرة من المتوقع احتراق أكثر من النصف وتعرض حياة الكثير من الحيوانات البرية للخطربسبب الجفاف، وذلك لمدى سوء التغير المناخي هذا العام. وأضاف برايس:

إنه رقم قياسي جديد بأي مقياس

 موت ما يقارب المليار حيوان بري، وما زال العرض مستمر!

في ولاية نيو ساوث ويلز فقط، قدرت خسائر الحيوانات خلال هذا الموسم حتى الآن إلى ما يقارب المليار -حسب ما قدره أستاذ البيئة بجامعة سيدني كريس ديكمان– من الزواحف والطيور والثدييات. ففي الساحل الشمالي الشرقي لنيو ساوث ويلز، أشارت وزيرة البيئة سوزان لي أن ما يقارب 30% من حيوانات الكوالا قد قتلت في الحرائق ومن الصعب إيجاد الجثث. وأعلن اتحاد الشمال الشرقي للغابات في بورت ماكواري-Port Macquarie وغابة برايمار-Braemar الحكومية أن ما يقارب 2000 كوالا لقوا حتفهم في الحرائق.

ومن المحتمل أن تصارع حيوانات الكوالا التي تم إنقاذها من حرائق الغابات. فتدمير مواطن الكوالا يعني أن الجرابيات سوف يكافحون من أجل التكاثر في الأجيال القادمة، خاصة في مناطق نيو ساوث ويلز، حيث أن أستراليا مصنفة ضمن أعلى معدلات الانقراض للثدييات. وأضاف ديكمان:

ويمكن أن تنقرض وظيفياً في بعض المناطق

وإلى أن يتم تأهيل مواطن الكوالا، سيظل الناجيين منهم تحت الرعاية. أما عن بقية الحيوانات، سيعود الناجي منها  عن طريق الفرار إلى المناطق التي لا تملك الموارد اللازمة لدعمها. والبعض الآخر سيقع ضحية للحيوانات المفترسة مثل القطط الضالة والثعالب الحمراء. حتى بالنسبة لتلك الطيور أو الحيوانات القادرة على الفرار إلى المناطق غير المتأثرة ، فإنها نادراً ما تكون قادرة على التنافس بنجاح مع الحيوانات التي تعيش بالفعل هناك والاستسلام في غضون فترة قصيرة.

حرائق أستراليا تولد مناخها الخاص

مع ازدياد الحرائق المدمرة؛ تزداد كميات الدخان التي تولد درجة حرارة خاصة بها في الهواء. ومع تراكم الدخان؛ تتكون سحب محملة بمياه الأمطار، كما أن السحب الأكبر يمكن أن تنثر الجمر والرماد الحار على مساحة أوسع.

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=FUxkzzKuCY0[/embedyt]
تكون السحب الدخانية الناتجة من حرائق الغابات 

تتكثف قطرات المياه في السحب؛ مؤدية إلى تساقط الأمطار في النهاية، لكن في الجبهة -حين تتصادم السحب الدخانية مع الهواء الهادئ خارج نطاق الحرائق- يمكن أن تتولد عاصفة حادة Pyrocumulonimbus ينتج عنها البرق، والذي سيولد بدوره حرائق جديدة في مناطق أخرى، مما سيزيد الوضع سوء. مثل إعصار النيران الذي حدث في كانبيرا عام 2003.
ويخشى العلماء من أن السحب آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء العالم، مدفوعة بدرجات حرارة أكثر دفئاً وحرائق أكثر كثافة، حسبما ذكرت Yale E360. وأعمدتها قوية لدرجة أنها يمكن أن تطلق النار والدخان في الستراتوسفير10 إلى 50 كم فوق سطح الأرض.

دورة دخان الحرائق

وللحد من انتشار هذه الحرائق، أرسلت الولايات المتحدة وكندا العديد من مكافحي الحرائق المتطوعين للمساعدة والأطباء البيطريين، بالإضافة إلى خبراء مكافحة الحرائق. وتأتي هذه المبادرة بعد مساعدة رجال الإطفاء الأستراليين في إخماد حرائق كاليفورنيا الماضية وكندا أيضاً.

كما عرضت كلاً من نيوزيلندا وسنغافورة وبابوا غينيا الجديدة دعمًا عسكريًا، وتواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس الوزراء سكوت موريسون لتقديم المساعدة التشغيلية.

حتى الآن، مستقبل التغير المناخي محفوف بمخاطر شتى وعديدة، وأخطرها حرائق الغابات المدمرة لمواطن  العديد من الحيوانات؛ مهددة العديد منها للانقراض الوظيفي والحتمي.

المصادر
1       2       3     4     5

حرائق غابات لبنان وسوريا تسبب خسائر بيئية وبشرية

اندلعت مؤخراً حرائق غابات هائلة في لبنان وسوريا بعدة مناطق، بالإضافة إلى المناطق الزراعية؛ والتي أدت إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص وخسائر مادية وبيئية كبيرة. وساهمت ارتفاع درجات الحرارة والرياح الشديدة دوراً كبيراً في امتداد النيران وتوسعها، في ظل عجز واضح من قبل فرق الدفاع المدني وفرق الإطفاء على الجانب السوري واللبناني. والحكومة اللبنانية تجري اتصالات مع دول مجاورة لطلب المساعدة في اخماد الحرائق.

أوضحت مديرية الدفاع المدني اللبنانية أن 104 حريقاً قد اندلع في لبنان منذ ليلة الاثنين. وقال المدير العام للدفاع المدني اللواء ريمون خطار:

لم يشهد لبنان شيئًا مماثلاً منذ عدة عقود، حيث وصلت الحرائق إلى المنازل والمؤسسات والغابات التي تضم تنوعاً بيولوجياً طبيعياً

ليلة الاثنين، اندلعت سلسلة من الحرائق في غابات جبال الشوف وشمال المتن في جبل لبنان، ووصلت إلى غابات زغرتا في الشمال. حاول رجال الإطفاء من الدفاع المدني إخماد النيران بشكل يائس، منتشرين طوال الليل بين منطقة وأخرى بسبب الرياح القوية. وبالتالي، كان على المدنيين التدخل لإطفاء الحرائق بأنفسهم، حيث لم تتمكن القوات الحكومية من الوصول إلى جميع المناطق المحترقة.
ومن مشرف – منطقة سكنية وهي الأكثر تضرراً – امتدت الحرائق باتجاه الدامور والضبية وكفرهم وكفر متى. والتهمت النيران عدة كيلومترات من مناطق الغابات، وغطى الدخان المنطقة بأكملها حتى ضواحي بيروت. قال خطار:

“تم نشر أكثر من 200 سيارة للدفاع المدني. كما أدت الحرائق الضخمة إلى انفجار 20 لغمًا بريًا، زرعت خلال الحرب الأهلية في مناطق تم إعلان حظرها”.

لبنان يطلب المساعدة لإخماد حرائق الغابات

طلب لبنان مساعدة عاجلة من قبرص التي أرسلت طائرتين. بعد اجتماع لجنة الاستجابة للكوارث، قالت وزيرة الداخلية راية الحسن:

وقعنا طلبًا للمساعدة من الدول المجاورة، واستجابت اليونان لطلبنا وستقوم بإرسال طائرة. كما عبر الأردن عن استعداده لإرسال المساعدة

وبعد الاجتماع، قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري:

إنها كارثة، نحن نعمل بجد، سترعى لجنة الإغاثة جميع الممتلكات التالفة، والشيء المهم الآن أنه لا توجد إصابات

إصابات بين المدنيين وفرق الإطفاء

صرح خطار وجود 5 إصابات طفيفة بين متطوعي الدفاع المدني؛ نتيجة النيران انفجار الألغام.
بينما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية، أن المواطن سليم أبو مجاهد، 32 عاماً، توفي متأثرًا بنوبة قلبية بعد مساعدته في إطفاء الحرائق في بتاتر، جبل الشوف. وكان أبو مجاهد قد تعرض سابقا لزرع دعامة في قلبه.

أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن إسعاف 72 شخصًا في المستشفيات الميدانية بين ليلة الاثنين وصباح الثلاثاء. ونقل البعض إلى المستشفى بينما كان آخرون يعانون من ضيق تنفس وحروق طفيفة.

فتحت الكنائس والمساجد وبعض الفنادق القريبة من المناطق المحترقة أبوابها للمتضررين. كما ساعدت قوات الدفاع المدني الفلسطينية في مخيم برج البراجنة في الضواحي الجنوبية لبيروت ومخيم عين الحلوة في جنوب لبنان على إخماد الحرائق. كما نشرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان مركبات لإخماد الحرائق.

عجز وتقصير وتبادل اتهامات

تبادل المسؤولون الحكوميون الاتهامات المتعلقة بثلاث طائرات هليكوبتر – متخصصة في مكافحة الحرائق – تم شراؤها بمساهمات مدنية في عام 2009، لكنها توقفت عن العمل منذ سنوات لأن الدولة لم تخصص الأموال لصيانتها.

وتساءل الوزير السابق فادي عبود، رئيس الرابطة الخضراء الدائمة التي اشترت المروحيات الثلاث، عن سبب عدم اللجوء إلى الأميركيين لتوفير لوازم الصيانة والتدريب الكافي للطيارين، بدلاً من طلب المساعدة من قبرص والدول الأخرى. وأضاف:

هذا إهمال خطير، لقد سخرت عامين من حياتي لشراء هذه المروحيات

حرائق سوريا

أما في سوريا، تعاونت فرق من مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي مع لواء حريق اللاذقية والدفاع المدني وبدعم من كتائب مكافحة الحرائق من حماة وطرطوس على إخماد الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية، التي انتشرت عند الفجر.

قال رئيس مديرية الزراعة منذر خيربيك:

تم فتح خطوط إطفاء جديدة لتقليل الأضرار وحماية الممتلكات. في غضون 24 ساعة، تمكن رجال الإطفاء من إخماد 17 حريقًا اندلعت في وقت واحد في جبلة والقرداحة، على الرغم من التضاريس التي يتعذر الوصول إليها والرياح الشرقية الشديدة

أعلن خيربك أن عضوين من الدفاع المدني قتلوا وإصابة آخرون.

وفي محافظة طرطوس، نشب أكثر من مئة حريق منذ الاثنين، وفق ما نقلت وكالة “سانا” عن المحافظ صفوان أبو سعدى الذي أشار إلى السيطرة على معظم الحرائق. ولفت إلى تزامنها مع موسم جني الزيتون.

أما في حمص، قامت فرق الإطفاء بالسيطرة على الحرائق، في المناطق الحرجية والزراعية في قرى وادي النصارى في ريف حمص الغربي، قرية الناصرة، والمشتى، والعين الباردة، وحبنمرة. وقال محافظ حمص طلال البرازي أن الأضرار اقتصرت على الماديات ولا سيما الأشجار في بعض المناطق الحرجية وشبكات الكهرباء التي تمر من هذه المنطقة الجبلية” ذات الطرق الوعرة.

مشاهد مرعبة

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو مرعبة للنيران التي أتت على مساحات واسعة مزروعة بالأشجار في سوريا ولبنان. هنا

وفقًا لإدارة الأرصاد الجوية في مديرية الطيران المدني اللبنانية، من المتوقع أن تهدأ درجات الحرارة بالأمطار اليوم.

المصادر

هنا

هنا

حرائق غابات الأمازون: سيناريو كارثي لظاهرة الاحتباس الحراري

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

شهد العالم في الأسابيع الماضية جحيم عاشته غابات الأمازون وبأرقام قياسية تصل إلى 76,000 حريق لأكثر من 3 أسابيع، وزيادة بنسبة 80 % عن حرائق العام الماضي وذلك حسب فترة اندلاع الحريق. ومقارنة بعام 2010 -أسوأ عام للجفاف مرت بها الأمازون- يعتبر عام 2019 هو الأسوأ في تاريخ حرائق الغابات، حيث التهمت النيران حوالي 7000 ميل مربع من الغابات، وهي مساحة أصغر بقليل من مساحة ولاية نيو جيرسي الأمريكية. وهو بداية لمستقبل مبهم سيزداد فيه وتيرة الاحتباس الحراري وتأثيراته الكارثية على الحياة البيئية.

ويشار إلى الرئيس البرازيلي بولسونارو بأصابع الاتهام في حرائق الأمازون، التفاصيل في المقال.

خريطة توضح أعداد وأماكن حرائق غابات الأمازون

وتشير العديد من الدراسات إلى تحول كارثي نتيجة هذا الكم الهائل من الحرائق، فالغابات ستدخل في سيناريو الموت البطيء بإنتاج كميات كبيرة من الكربون قد تصل إلى 140 مليار طن، والذي بدوره سيزيد من وتيرة الاحتباس الحراري. ولاستيعاب أهمية غابات الأمازون، تطلق غابات الأمازون لوحدها نسبة لا يستهان بها من الأكسجين تتراوح بين 6- 20 % من أكسجين الكوكب، وبالإضافة إلى إيواء مليارات النباتات والحيوانات المعتمدة بشكل أساسي عليها. والأهم، أنها مسؤولة عن سلامة صحة كوكبنا.

عملية الموت البطيء للغابات

أظهر بحث في مجلة Nature Communications، شارك فيه Luiz Aragao محاضر في علوم نظم الأرض بجامعة Exeter وبمساعدة Jos Barlow أستاذ علوم الحفاظ على البيئة مع Liana Anderson الباحثة في جامعة Oxford، أن حرائق الغابات مسؤولة عن جزء كبير من الكربون المنبعث. فخلال الجفاف، يمكن أن تنتج هذه الحرائق حوالي مليار طن من CO₂. وهذا وحده ضعف كمية الكربون المنبعثة بشكل فعال من خلال إزالة الغابات في منطقة الأمازون. ومع ذلك، في حين أن إزالة الغابات معروفة كمحرك مهم لانبعاثات الكربون، فحرائق الغابات  تشكل تهديداً أقل وضوحاً ولكنها لا تزال ضارة. ولمعرفة مدى سوء المشكلة، قام علماء البحث بدمج بيانات الأقمار الصناعية حول المناخ الحالي ومحتوى الكربون في الغلاف الجوي وصحة النظم الإيكولوجية للغابات. وكشفت النتائج الانبعاثات الناتجة عن حرائق الغابات المدارية آخذة في الازدياد، على الرغم من أنها لا تزال غير محسوبة في تقديرات الانبعاثات الوطنية.

مساحات شاسعة من الغابات المحروقة في الأمازون

حرائق الغابات، بشرية أم طبيعية؟

كثيراً ما أثير الجدل حول أسباب حرائق الغابات، وهنا الدراسة توضح مزيج من الأنشطة البشرية والجفاف الطبيعي في آن واحد. فالبشر هم العامل الأول من احتدام الحرائق، وخصوصاً الاحتباس الحراري؛ بسبب استخدام الوقود الحفري بكميات هائلة في الثورات الصناعية وحتى الآن. والذي سبّب بدوره ارتفاع معدلات الغازات الدفيئة وثنائي أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وأيضاً إزالة الغابات واستبدالها بالزراعة والمراعي الطبيعية.

إزالة غابات الأمازون بقصد زراعي أو تربية الماشية

أما السبب الطبيعي يرجع إلى الجفاف السنوي، فالأشجار لديها كميات أقل من المياه أثناء موجات الجفاف، ويتباطأ نموها وتكون أقل قدرة على إزالة ثنائي أكسيد الكربون من الغلاف الجوي عن طريق عملية التمثيل الضوئي. ومن ثم تتساقط أوراق الأشجار، مما يعني المزيد من الحطب والأوراق الجاهزة للإحتراق على أرض الغابة، وبدون مظلة كثيفة للاحتفاظ بالرطوبة؛ تفقد الغابة بعض الرطوبة، والتي كانت بمثابة مانع وسد يحول بينها وبين حدوث الحرائق.
ويتفاقم الوضع من خلال قطع الأشجار الإنتقائي لأنواع محددة من الأشجار، حيث ستتضائل مساحة المظلات المحافظة على الرطوبة وتعريض أكبر مساحة للحرائق. والنتيجة: الغابات المطيرة المقاومة للحريق ستصبح قابلة للاشتعال.

غابات الأمازون على أعتاب بوابة الجحيم!

كواحدة من الموقعين على اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، تلتزم البرازيل بخفض انبعاثاتها إلى 37% أقل من مستويات عام 2005 بحلول عام 2025. ويعتبر الانخفاض الكبير في معدلات إزالة الغابات على مدار العقد الماضي بداية رائعة. ومع ذلك، فإن سياسة إزالة الغابات لا تساعد في الحد من حرائق الغابات لوحدها، وبالتالي فهي غير فعالة بشكل كامل في تخفيف انبعاثات الكربون من الأمازون. لذا تحتاج  البرازيل الآن للتركيز بشكل عاجل على دمج خسائر CO2 الناتجة عن حرائق الغابات في تقديراتها؛ فمن المتوقع أن تزداد انبعاثات الحرائق في المستقبل بفضل الجفاف الشديد، والتوسع في قطع الأشجار بشكل انتقائي، والاستخدام المستمر للحرائق لإدارة المراعي أو لإزالة الغطاء النباتي في الأراضي الزراعية.

لذلك يجب على البرلزيل أن تبدأ بزيادة ميزانية منظمة مكافحة الحرائق. كما ينبغي أن تتجنب قطع الأشجار الانتقائي في المناطق المعرضة للحرائق، وتضمن دائماً أن إدارة الغابات تشكل عوامل فعالة في الوقاية من الحرائق على المدى الطويل.

مخاوف فقدان غابات الأمازون والاحتباس الحراري

أوضحت دراسة  نشرت في عام 2000 مدى سوء ارتفاع درجات على غابات الأمازون، حيث ستتوقف غالات الأمازون عن إنتاج الأكسجين بحلول عام 2050.

تخزن غابات العالم  أجمع حوالي 25% من CO2، وفي حالة استمرار السيناريو دون الأخذ في الاعتبار بالاحتياطات اللازمة؛ ستصل غابات الأمازون لنقطة تحول لا رجعة فيها، حيث ستصبح الغابات المطيرة غابات سافانا أفريقة بالإضافة إلى إطلاق 140 مليار طن من الكربون المخزن في تلك الغابات إلى الغلاف الجوي وتأثيره بالسلب على ظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك  حسب تقرير Rainforest Trust.

إزالة مكثفة لغابات الأمازون شمال ولاية بارا بالبرازيل عام 2000

واستناداً إلى تقارير عديدة، أوضحت صحيفة The Guardian في تقرير لها تحت عنوان تسارع إزالة غابات الأمازون تصل إلى “نقطة تحول” لا رجعة فيها: زيادة أعداد  المزارعين وشركات قطع الأشجار في منطقة الأمازون وإزالة مساحات  كبيرة منها خلال شهر يوليو فقط. ويقدر معدل إزالة الغابات في الدقيقة مساحة بحجم كرة القدم. حسب تقرير BBC، نقلاً عن بيانات الأقمار الصناعية لشهر يوليو.

في النهاية

دائماً ما تندلع الحرائق بغابات الأمازون في كل عام، لكنها تتسارع بسبب الظروف الحارة والجافة. ومعظمها بسبب المزارعين وشركات قطع الأشجار، وبالتأكيد ستنعكس بالسلب على  البشر مثل ما حدث في مدينة ساوباولو البرازيلية، التي تبعد 2000 ميل عن الغابات المطيرة، حيث غرقت في ظلام حالك نتيجة دخان الحرائق الكثيف حتى أصبح النهار ليلاً نتيجة حجب أشعة الشمس الصيفية عن المدينة.

المصادر

Business Insider

National Geographic

The Conservation

Nature

ولا تنس تقييم المقال 🙂

مجموعة الدول السبعة تعقد اجتماعا طارئا بشأن الوضع في الأمازون وترامب يغيب عنه

مجموعة الدول السبعة تعقد اجتماعا طارئا بشأن الوضع في الأمازون وترامب يغيب عنه

كندا تتعهد بتوفير قاذفات المياه و15 مليون دولار لمكافحة حرائق غابات الأمازون!

يقول رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو Justin Trudeau أن كندا تعرض إرسال قاذفات المياه و 15 مليون دولار على شكل معونة لمساعدة البرازيل وغيرها من بلدان أمريكا الجنوبية في مكافحة حرائق الغابات التي تجتاح الأمازون الآن.

وقد أعلن ترودو خلال المؤتمر الصحفي الختامي لاجتماع المجموعة السبعة G7 في فرنسا في نهاية هذا الأسبوع:

“نستطيع أن نتظاهر بأن الموقف في الأمازون مجرد جزء من دورة طبيعية، ولكن هذا ليس بالضبط ما يحدث هناك. إن عبء الأنشطة البشرية والظواهر الجوية الشديدة على مجتمعاتنا، بيئتنا، صحتنا وعالمنا ستستمر في الصعود ما لم نتخذ إجراءات حاسمة كجزء من التزامنا الأوسع بمكافحة تغير المناخ”.

ويختلف التعهد الكندي عن الخطة التي اتفق عليها قادة المجموعة السبعة هذا الصباح للتصدي لحرائق غابات الأمازون. وتشمل تلك الخطة تقديم 20 مليون دولار أمريكي (26.5 مليون دولار كندي) كمعونة طارئة.

وقد وضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون Emmanuel Macron حرائق غابات الأمازون في جدول أعمال المجموعة السبعة في اللحظة الأخيرة وأعلن عن الخطة بعد اجتماع مع نظرائه ومسؤولين من كندا.

ووفقاً لوكالة الفضاء البرازيلية، فإن عدداً قياسياً من الغابات تحترق في منطقة الأمازون. وتشتعل أيضا حرائق كبيرة في بوليفيا وبيرو وباراغواي المجاورة.

وقال ماكرون إن التمويل المتفق عليه في فرنسا سوف تستخدمه البلدان للحصول على طائرات مكافحة الحرائق، وسوف تكون الأموال النقدية متاحة “على الفور”.

كما أن دول المجموعة السبعة على أتم الاستعداد لتقديم الدعم العسكري.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مع الرئيس الشيلي سباستيان بينييرا Sebastián Piñera:

“سوف تقدم فرنسا أيضاً دعماً عسكريا ملموساً في غضون الساعات القليلة القادمة”.

يقول سباستيان بينييرا:

“إنهم بحاجة فورية إلى وسائل متخصصة في مكافحة الحرائق، وطائرات متخصصة لإخمادها. وهذه هي المرحلة الأولى التي ستنفذ على الفور “.

كندا تقدم المساعدة

وأضاف أن المرحلة الثانية هي الأطول أمداً وستتطلب موافقة البلدان المعنية.

وسيشمل ذلك خطة منسقة ليس فقط لإعادة الغابات إلى المناطق التي دمرتها النيران، بل أيضا لحماية التنوع البيولوجي في المنطقة.

قال پينيرا: “لا شك أن ذلك سيحترم دائما سيادتهم. ونعتقد أنه يجب علينا حماية رئتينا الحقيقيتين”

منذ عام 2013، شهدت كندا زيادة في حجم وشدة حرائق الغابات، ولا سيما في الغابات الشمالية.

يذكر أنه وقع 644 حريق بغابات في ألبرتا Alberta حتى الآن، مما أدى إلى احتراق أكثر من 803393 هكتارا بحلول نهاية حزيران (يونيو)، وفقا لأرقام حكومة المقاطعة.

وقد وصفت وكالة ناسا NASA عام 2019 بأنه “موسم الحرائق القصوية”.

استمر الرئيس البرازيلي جير بولسونارو Jair Bolsonaro في التقليل من شأن وضع بلاده خلال عطلة نهاية الأسبوع، قائلاً إن البلاد تعاني من حرائق هائلة كل عام.

كما أنه لم يقبل البرازيليون العرض الكندي بعد، ولكن يقال إنهم “يقيّمون احتياجاتهم”.

مجموعة الدول السبعة تعقد اجتماعا وترامب يغيب عنه

كان تغير المناخ، وخاصة فقدان التنوع البيولوجي، على قائمة مجموعة الدول السبع عندما اكتسبت الغابات المطيرة في الأمازون هذا الانتباه. أمضى القادة يناقشون الحالة بغياب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاجتماع.

قال ترودو: “لقد أوضح الرئيس بشدة وجهة نظره بشأن تغير المناخ على مدى السنوات الماضية، نعتقد أن تغير المناخ تهديد حقيقي وجودي لكوكبنا”.

وقد دافع ماكرون عن الرئيس الأمريكي في المؤتمر الصحفي، قائلا إن ترامب عقد اجتماعات مع زعماء العالم الآخرين في الوقت نفسه وشاطر الاتفاق العام بشأن الحاجة إلى مكافحة حرائق الغابات.

المصدر: CBC

Exit mobile version