كيف يؤثر تغير المناخ على الشعاب المرجانية؟

هذه المقالة هي الجزء 11 من 18 في سلسلة مقدمة في تغيرات المناخ وتأثيراتها البيئية

تعد الشعاب المرجانية جزءًا لا يتجرأ من البحار والمحيطات. إنها توفر الغذاء وسبل العيش، وتقلل من مخاطر العواصف والفيضانات، وتجذب السياح إلى أكثر من 100 دولة وإقليم. على الرغم من أنها لا تشغل سوى 0.01٪ من قاع المحيط، إلا أنها تعد ملاذًا أمنًا لعددًا لا يحصي من الأسماك. لكن بفعل الصيد غير المشروع وتغير المناخ أصبحت تواجه العديد من التهديدات المحلية والعالمية الخطيرة. وبدون اتخاذ إجراءات فورية لحمايتها، فمن الممكن أن تكون أكثر عرضة للتلف، وتقل أعدادها في النهاية.

ما هي الشعاب المرجانية؟

الشعاب المرجانية هي عبارة عن هياكل تتكون بفعل إفراز المستعمرات المرجانية لكربونات الكالسيوم التي تتراكم وتشكل الهياكل متعددة الأشكال والأحجام. تعد المستعمرات المرجانية مدنًا نابضة بالحياة لأكثر من 4 آلاف نوع من الأسماك، ولآلاف الأنواع الأخري من اللافقاريات.[1]

تأثير التغيرات المناخية على الشعاب المرجانية

عانت الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم من أحداث التبييض الجماعي لمدة ثلاث سنوات متتالية. ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال شهدت الشعاب المرجانية الموجودة في جزر هاواي آثار مدمرة، كما أدي إبيضاض الشعاب المرجانية الذي حدث في عامي 2016 و 2017  إلى تدمير حوالي 50٪ من الشعاب المرجانية.[2]

مع ارتفاع درجات الحرارة، تزداد أحداث تبيض المرجان، كما أن زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون الممتص من الغلاف الجوي يعمل على تغيير كيمياء البحر من خلال انخفاض درجة الحموضة، فيما يعرف باسم تحمض المحيطات، وبالتالي تقل معدلات بناء الشعاب المرجانية.[3]

عندما تتغير درجة الحرارة، يطرد المرجان الطحالب التكافلية التي تعيش في أنسجتها، وهي المسؤولة عن لونها. من الممكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات من 1 إلى 2 درجة مئوية على مدى عدة أسابيع إلى أحداث التبييض وتحويل المرجان إلى اللون الأبيض، والتي غالبًا ما تؤدي إلى موت كميات كبيرة من الشعاب المرجانية.

إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، فإن أحداث التبييض ستزداد شدتها. وبالتالي لا يمكن للشعاب المرجانية البقاء على قيد الحياة.[4]، فوفقًا لنتائج إحدي الدراسات فإن الاحتباس الحراري تسبب في فقد حوالي 14% من الشعاب المرجانية خلال عقد من الزمن، وسيتم القضاء على المزيد إذ استمرت درجة حرارة المحيطات في الارتفاع.[5]

ما هي التهديدات الرئيسة للشعاب المرجانية؟

تتعرض الشعاب المرجانية للعديد من التهديدات المحلية والعالمية، بما في ذلك الصيد الجائر، والتلوث البحري، وزيادة حرارة المحيطات وتحمضها وهي كالتالي:

1-الصيد الجائر

هو التهديد المحلي الأكثر انتشارًا للشعاب المرجانية. فيمكن للسفن إتلاف الشعاب المرجانية، كما أن تصريف المواد الضارة يمكن أن يعطل النظام البيئي. ويعمل الصيد الجائر على إزالة الأسماك العاشبة التي تتحكم في نمو الطحالب الكبيرة على الشعاب المرجانية.

2- ارتفاع درجة حرارة المحيطات بسبب تغير المناخ  

يعد ارتفاع درجة حرارة المحيطات بسبب تغير المناخ تهديدًا سريع النمو. يمكن أن يتسبب ارتفاع درجة حرارة المحيط في طرد الشعاب المرجانية لطحالبها الملونة وهي عملية تعرف باسم تبيض المرجان. تموت الشعاب المرجانية في النهاية إذا لم تعود الطحالب التكافلية، أو إذا لم يكن هناك وقت كافٍ بين التبييض لاستعادة الشعاب المرجانية أو إذا أعاقت التهديدات الأخرى تعافيها. 

3- تحمض المحيطات

تؤدي الزيادة في كمية غاز ثاني أكسيد الكربون في مياه البحر إلى تحمض المحيطات. وهذا يعمل على تقليل معدل الأراجونيت (وهو معدن تحتاجه الشعاب المرجانية لبناء هياكلها العظمية). يؤدي نقص الأراجونيت إلى إبطاء عملية نمو المرجان، بالإضافة إلى إنتاج هياكل أضعف وأقل كثافة مما يجعلها أكثر عرضة للتآكل والضرر. وخلال القرن الماضي انخفضت مستويات الأراجونيت. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه خلال القرن المقبل في ظل زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

أهميتها

تشير التقديرات إلى أن الشعاب المرجانية تدعم بشكل مباشر أكثر من 500 مليون شخص في جميع أنحاء  العالم، والذين يعتمدون عليها في حياتهم اليومية. وقدر التقييم الذي نشرته مجلة Global Environmental Changeالقيمة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للشعاب المرجانية بنحو تريليون دولار أمريكي، وتشير دراسة أجراها الصندوق العالمي للطبيعة في عام 2015 إلى أن خسارة الشعاب المرجانية المرتبطة بالمناخ ستكلف حوالي 500 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2100.  

وتعد الشعاب المرجانية  مؤشرات رئيسة لصحة النظام الإيكولوجي العالمي. وهي بمثابة علامة تحذير مبكر لما قد يحدث للأنظمة الأخرى الأقل حساسية.إذا لم يتم التعامل مع أزمة المناخ بشكل عاجل، فمن الممكن أن تتدهور الأنظمة الأيكولوجية بشكل لا رجعة فيه.

التوقعات الحالية للشعاب المرجانية

لسوء الحظ  لا توجد إجابة كافية عن حال الشعاب المرجانية حول العالم، حيث يختلف مدي الضرر الذي لحق بها من مكان لأخر، ومع ذلك فمن المحتمل أن يتدهور ما يقرب من نصف الشعاب المرجانية في العالم بسبب تغير المناخ والتلوث والصيد الجائر.

ووفقًا لتقرير حديث صادر عن الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية، والذي اعتمد على بيانات من 35 ألف مسح للشعاب المرجانية جمعت من73 دولة على مدار الأربعين عامًا الماضية، أكدت النتائج أن أحداث التبييض المرجاني أدت إلي فقد حوالي 8% من الغطاء المرجاني على مستوي العالم.

بحلول عام 2030، من المتوقع أن تتعرض معظم الشعاب المرجانية لأحداث تبييض المرجان مرتين على الأقل كل عقد، وربما كل عام بحلول عام 204

ما الذي يجب علينا فعله لحمايتها

لا يوجد حل واحد لإنقاذ الشعاب المرجانية ، ولكن يجب اتخاذ العديد من الإجراءات، فعلى المستوى المحلي، يمكن معالجة التهديدات التي تتعرض لها الشعاب المرجانية من خلال إدارة مصايد الأسماك بشكل مستدام، والقضاء على الصيد الجائر ومعالجة جميع مصادر التلوث.

على المستوى العالمي، تعتبر الجهود المبذولة للحفاظ على معدل الزيادة في درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية أمرًا بالغ الأهمية لتقليل مخاطر تبييض المرجان وتحمضه، وأخيرًا يمكن أن تساعد الإجراءات صانعي السياسات الإقليميين والقادة العالميين على اتخاذ قرارات مستنيرة والتي تعد أملًا جديدًا لحماية الشعاب المرجانية.[6]

المراجع

(1),(6) weforum
(4),(2)iucn
(3)noaa
(5)dw
image source : dailynewsegypt

ما هو أثر البلاستيك على البيئة؟

البلاستيك، تلك المادة التي تدخل في صناعة كل شيء في حياتنا اليومية تقريبًا، فهو يدخل في صناعة الأدوات المنزلية، وقطع غيار السيارات والمركبات، والأكياس، وغيرها الكثير.
إلا أن له العديد من المساوئ فتعالوا معنا نعرف أثر البلاستيك على البيئة.

تأثير البلاستيك على الحياة البحرية


ينتهي المطاف بما يزيد عن 8 مليون طن من البلاستيك في المحيطات كل عام، وهو ما يشكل نسبة 80% من «الحطام البحري-Marine debris»، مما يؤدي إلى إصابات الكائنات البحرية واختناقها.

بعض الكائنات البحرية مثل الحيتان والأسماك والسلاحف تنخدع وتظنه طعامًا فتلتهمه، مما يؤدي إلى وفاتها من الجوع نتيجة امتلاء معدتها به، كما أن البلاستيك الطافي على سطح البحر يؤدي إلى انتشار البكتيريا وانتشار العدوى داخل الأجناس البحرية.

تأثير البلاستيك على الطعام

عُثر على قطع صغيرة من البلاستيك في ملح الطعام ومياه الصنبور، ومن المعروف أن كثيرًا المواد الكيميائية المستخدمة في صناعنه هي مواد مسرطنة، وتتفاعل مع «نظام الغدد الصماء-Endocrine system» في الجسم، مسببة بذلك شتى أنواع الخلل العصبي والمناعي والتناسلي.

أثر البلاستيك على البيئة وتغير المناخ

عند حرق البلاستيك (وهو إحدى منتجات البترول)، ينتج عن ذلك انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وهو إحدى الغازات التي تسبب «تأثير البيت الأخضر-Greenhouse effect»، مما يؤدي إلى زيادة درجات الحرارة على سطح الأرض فيما يعرف بظاهرة «الاحتباس الحراري-Global warming».

حجم الكارثة

ليس الأمر بالهين، قد تكون قد سمعت عن «رقعة القمامة العظيمة في المحيط الهادي-The great pacific garbage patch»، وهو عبارة عن تجمع للنفايات البشرية، يقع في شمال المحيط الهادي، وتبلغ مساحة هذه الرقعة 1.6 مليون كيلومتر مربع، أي أنه أكبر من مساحة فرنسا بثلاث مرات!

ما الذي يمكننا فعله؟

يمكننا فعل الكثير من الأمور لتقليل حجم «تلوث البلاستيك-Plastic pollution»، حيث يمكننا استبداله بمواد أخرى، فبعض المنتجات مثل أكياس البلاستيك وأكواب القهوة يمكن استبدالها بمواد أخرى مثل الأكياس الورقية.

كما يمكننا إعادة تدويره لمنعه من الوصول إلى مجاري المياه، مما يؤدي إلى انتهاء المطاف به في المحيطات مسببًا كافة أنواع المشاكل. (علمًا بأنه ليست كل أنواع البلاستيك قابلة لإعادة التدوير)

كما يمكننا مقاطعة «الميكروبيدات-Microbeads» المستخدمة في مستحضرات التجميل، حيث أن حجمها الصغير يسهل من وصولها إلى مجاري المياه وبالتالي إلى المحيطات.

الخلاصة

الأمر معقد في الواقع، فالمشكلة الكبرى تكمن في أن البلاستيك لا يتحلل، مما يعني أن كل البلاستيك الذي تم إنتاجه على مدار التاريخ البشري لا يزال موجودًا في النظام البيئي بصورة أو بأخرى، أي أننا سنحتاج إلى التفكير في دورة البلاستيك ككل إن أردنا حلًا لهذه المشكلة.

المصادر

IUCN
nationalgeographic
nationalgeographic

Exit mobile version