مرض العظم الزجاجي: حياة بين الهشاشة والأمل

بينما نتفاعل مع العالم من حولنا بأقدامنا الراشدة والرشيقة، بقوة يدينا الصلبة، يعتبر العظم بمثابة العمود الفقري لحياتنا، يدعمنا ويحمينا في كل خطوة نخطوها. لكن، ماذا لو كانت هذه الحماية تتلاشى ببطء؟ ماذا لو بدأت العظام تصبح هشة كالزجاج؟ هذا هو سردنا لمرض غامض يعرف بـ “مرض العظم الزجاجي”، حيث يتحول العظام من مصدر للقوة إلى زجاج يتمكن من تحطيمه بأبسط الإجهادات.

سنخوض سويًا في هذا المقال رحلة إلى عالم يعج بالتحديات والتساؤلات حول هذا المرض النادر، الذي يتسبب في تغيير حياة المرضى بشكل كامل. دعونا نستكشف معًا أسبابه، وتأثيراته، وأحدث التطورات في عالم علاجه…

جذور المرض واكتشافه:

يُعتقد أنّ مرض العظم الزجاجي Osteogenesis Imperfecta (OI)، ويُعرف أيضًا بـ “تكوّن العظم الناقص” أو “متلازمة العظام الهشّة”، موجود منذ فجر التاريخ. فقد تمّ العثور على بقايا عظمية تدلّ على إصابة بعض الأشخاص بهذا المرض في حضارات مختلفة، مثل مصر القديمة وبلاد الرافدين.

وفي عام 1788، قام الطبيب الفرنسي “بيير فريديريك بوزو” بوصف أول حالة لمرض العظم الزجاجي بشكلٍ دقيق…

يصيب تكوّن العظم الناقص ما يقارب الشخص بين كل 10.000-20.000 ألف شخص، حيث يوجد ما يقارب الـ50.000 حالة في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها. وينتشر بشكل متساوي بين كل من الذكور والإناث. [2][1]

تعريف مرض العظم الزجاجي وأسبابه:

هو حالة طبية نادرة تتسم بضعف في كثافة العظام وهشاشتها، مما يجعلها أكثر عرضة للكسور والتشققات، حتى بسبب الإجهادات البسيطة. ينشأ هذا الضعف نتيجة لنقص في كثافة المعدنيات في العظام، مثل الكالسيوم والفوسفور، مما يؤثر سلبًا على قوتها ومتانتها. وتعود أسباب هذا النقص إلى عوامل فسيولوجية أو راثية مختلفة، بما في ذلك اضطرابات في عملية تكوين العظام أو زيادة في تفكك العظام بسرعة أكبر من ترميمها. إضافة إلى العوامل البيئية (كالتغذية ومستوى النشاط البدني والتعرض لضوء الشمس وغيره)…

الفرق بين العظم الطبيعي (على اليسار) والمصاب بالهشاشة والمرض (الوسط واليمين)

لكننا في هذا المقال سنتطرق للعوامل الوراثية التي تسبب هذا المرض:

من الناحية الوراثية، يُعَزَّز المرض بسبب حدوث طفرات في أحد الجينات المسؤولة عن تكوين النوع الأول من الكولاجين في الجسم. حيث يعتبر الكولاجين النوع الأول مادة أساسية في بنية العظام والجلد والأنسجة الضامة الأخرى. حدوث طفرة في تكوين النوع الأول من الكولاجين يؤدي إلى تكون “عظم ناقص التكوين”، أي عظم هش وسهل الكسر بسبب فقدانه للمتانة والصلابة التي يوفرها الكولاجين السليم.

من أبرز جينات الكولاجين المهمة في عملية تكوين العظام هي:

  1. COL1A1 وCOL1A2: يُعتبر هذان الجينان من أهم الجينات التي تُشفر لإنتاج الكولاجين النوع الأول. هذا النوع من الكولاجين يُعتبر الأساسي في بنية العظام والأنسجة الضامة الأخرى.
  2. COL2A1: هذا الجين يُشفر لإنتاج الكولاجين النوع الثاني الذي يلعب دورًا هامًا في تكوين غضاريف المفاصل.
  3. COL5A1 وCOL5A2 وCOL5A3: هذه الجينات تُشفر لإنتاج الكولاجين النوع الخامس، الذي يساهم في تكوين الألياف الناعمة في الأنسجة الضامة.

تحتوي هذه الجينات على المعلومات الوراثية التي تحدد هيكل ووظيفة الكولاجين المنتج، وأي تغير أو طفرة في هذه الجينات قد يؤدي إلى تشوهات في الكولاجين المنتج، مما يمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى حدوث مرض العظم الزجاجي أو أمراض أخرى ذات صلة بالعظام والأنسجة الضامة.[2][1]

يمكنك معرفة المزيد حول بروتين الكولاجين وخصائصه من خلال مقالنا هنا

أنواعه:

هناك أنواع مختلفة من هذا المرض، وتختلف هذه الأنواع في الوراثة والتأثير على العظام. ومن بين أنواعه الشائعة:

  1. مرض العظم الزجاجي النوع I (OI): يُعتبر OI النوع الأكثر شيوعًا، وهو ناتج عن طفرات في جينات الكولاجين النوع الأول. يتسبب هذا النوع في عظام هشة وكسور متكررة، وقد تتراوح شدة الأعراض بين الأفراد المصابين.
  2. مرض العظم الزجاجي النوع II (OI): يعتبر هذا النوع من المرض أكثر خطورة وندرة من OI النوع I. يتسبب هذا النوع في تشوهات خطيرة في العظام، والتي قد تؤدي إلى وفاة الطفل في مراحل الطفولة المبكرة نتيجة لمشاكل التنفس والتغذية.
  3. مرض العظم الزجاجي النوع III (OI): يتميز هذا النوع بأعراض شديدة مثل تشوهات العظام وتقصر القامة والكسور المتكررة. يمكن أن يكون مرض العظم الزجاجي النوع III أكثر تشابهًا مع مرض العظم الزجاجي النوع II في بعض الحالات.
  4. مرض العظم الزجاجي النوع IV (OI): يتسبب هذا النوع في أعراض متوسطة إلى شديدة من مرض العظم الزجاجي، مع تشوهات في العظام وكسور متكررة.

تُصنَّف الأنواع المذكورة أعلاه تحت فئة Osteogenesis Imperfecta (OI)، ولكن هناك أيضًا أنواع أخرى من مرض العظم الزجاجي تُصنَّف بشكل منفصل، وتختلف في الأسباب والأعراض والتأثيرات على العظام.[2][1]

وراثة مرض العظم الزجاجي:

تعتمد وراثته على عدة أنماط وراثية مختلفة. يمكن أن تُشارك الوراثة في تطوير المرض بسبب الطفرات في الجينات المسؤولة عن تكوين الكولاجين، كما ذُكر في الشرح السابق.

  1. الوراثة الجسمية السائدة: في هذا النوع من الوراثة، يكفي أن يكون جين واحد مصاب بالطفرة في أحد الأبوين ليظهر المرض على الطفل. وغالبًا ما يكون لدى أحد الأبوين مرض العظم الزجاجي، ولكن يتميز المرض الذي ينتج عن هذا النوع من الوراثة بأنه يكون أقل حدة.
  2. الوراثة المتنحية: هنا يجب أن يكون الجين المصاب موجودًا في كلا الأبوين لظهور المرض. وفي هذه الحالة، لا تظهر الأعراض عادةً على الأبوين، ولكن الأبناء الذين يحملون الجين المصاب قد يظهرون أعراض المرض.
  3. الوراثة المرتبطة بالجنس: هنا يكون الطفرة الجينية المسببة للمرض موجودة على إحدى الكروموسومات الجنسية X أو Y. قد يكون المرض أكثر شيوعًا لدى الذكور إذا كان الجين المصاب موجودًا على كروموسوم X، نظرًا لأن الذكور لديهم كروموسوم واحد X وكروموسوم Y.
  4. الطفرات العشوائية: في بعض الحالات، يمكن أن تحدث الطفرات في الجينات بشكل عفوي ومفاجئ، دون أن يكون لها علاقة بتوارثها من الأبوين. وقد تؤدي هذه الطفرات إلى تطوير أشكال أكثر شدة من مرض العظم الزجاجي، ولا يكون هناك تاريخ عائلي للمرض في هذه الحالات.

كما ذكرنا سابقًا، أن تطور المرض وانتقاله يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل الوراثية والبيئية، وقد تكون الوراثة جزءًا فقط من الصورة الكاملة.[2][1]

أعراضه:

أعراض مرض العظم الزجاجي يمكن أن تتفاوت بين الأفراد وتعتمد على نوع وشدة المرض. ومع ذلك، فإن بعض الأعراض الشائعة تشمل ما يلي:

  1. كسور متكررة: يعتبر كسر العظام نتيجة لهشاشة العظام هو العرض الأساسي لمرض العظم الزجاجي. يمكن حدوث الكسور بسهولة حتى من الإجهادات البسيطة، وتكون الكسور شائعة خاصة في العمود الفقري والأذرع والأرجل.
  2. آلام العظام: يعاني الأشخاص المصابون بمرض العظم الزجاجي في بعض الأحيان من آلام في العظام، وخاصة بعد حدوث كسور أو مناورات جسمانية معينة.
  3. تشوهات العظام: قد تؤدي هشاشة العظام إلى تشوهات في هيكل العظام، مما يمكن أن يؤثر على الشكل الطبيعي للعظام ويسبب مشاكل في الحركة والوظيفة.
  4. قصر القامة: نتيجة للكسور المتكررة وتشوهات العظام، قد يتطور قصر القامة لدى الأفراد المصابين بمرض العظم الزجاجي.
  5. مشاكل الأسنان: قد تظهر مشاكل في الأسنان مثل تسوس الأسنان وفقدان الأسنان بشكل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بمرض العظم الزجاجي.
  1. ضعف العضلات: قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض العظم الزجاجي من ضعف في العضلات نتيجة لتقوس العظام وتشوهاتها.[2][1]

تشخيص تكوّن العظم الناقص:

التشخيص يتطلب تقييمًا شاملاً للأعراض والتاريخ الطبي، بالإضافة إلى استخدام عدة طرق تشخيصية. من بين الطرق الشائعة لتشخيص المرض:

  1. التاريخ الطبي والفحص البدني: يقوم الطبيب بجمع معلومات مفصلة عن التاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك الأعراض التي يعاني منها وتاريخ الكسور السابقة وأي تاريخ عائلي لمرض العظم الزجاجي. يجري الطبيب أيضًا فحصًا بدنيًا لتقييم العظام والتحقق من وجود تشوهات أو علامات أخرى.
  2. الفحوصات الشعاعية: تعتبر الصور الشعاعية من أهم الفحوصات لتشخيص مرض العظم الزجاجي، حيث يمكن أن تظهر علامات الهشاشة العظمية وتشوهات العظام على الصور الشعاعية.
  1. اختبارات الدم: يمكن أن تُجرى اختبارات الدم لقياس مستويات المعادن الهامة لصحة العظام مثل الكالسيوم وفيتامين د والفوسفات.
  2. اختبارات الجينات: في حالة الاشتباه في وجود مرض العظم الزجاجي الوراثي، قد يتم إجراء اختبارات جينية لتحديد الطفرات في الجينات المسؤولة عن المرض (جينات الكولاجين).
  3. اختبارات الحالة العظمية: تشمل هذه الاختبارات اختبارات كثافة العظام (DEXA scan) لتقييم كثافة العظام ومعرفة مدى هشاشتها.

يجب أن يقوم الطبيب بتحليل البيانات المتاحة من هذه الفحوصات والاستنتاجات المستفادة منها لتحديد ما إذا كان المريض مصابًا بمرض العظم الزجاجي ونوعه وشدته، ومن ثم وضع خطة علاجية مناسبة.[2][1]

العلاج:

علاج مرض العظم الزجاجي يهدف إلى تخفيف الأعراض وتقليل خطر الكسور وتحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين. العلاج قد يشمل ما يلي:

  1. الرعاية الطبية المتخصصة: يتطلب علاج مرض العظم الزجاجي التعامل مع فريق طبي متعدد التخصصات، بما في ذلك أطباء العظام وأخصائيي الجراحة العظمية وأطباء الأطفال وأخصائيي التغذية وغيرهم.
  2. العلاج الدوائي: يمكن أن يشمل العلاج الدوائي تناول الأدوية التي تساعد في تقوية العظام وتحسين كثافتها، مثل البيسفوسفونات والكالسيترول وفيتامين د.
  3. العلاج الفيزيائي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين القوة العضلية والتوازن والمرونة، مما يقلل من خطر الكسور.
  1. الأدوية المضادة للآلام: قد يتم وصف الأدوية المضادة للآلام لمساعدة في تسكين الآلام المصاحبة للكسور والآلام العامة.
  2. التدخل الجراحي: في حالات الكسور الشديدة أو التشوهات العظمية الخطيرة، قد يكون الجراحة ضرورية لتصحيح التشوهات وتثبيت الكسور.
  3. العناية الذاتية: يمكن للأشخاص المصابين بمرض العظم الزجاجي اتخاذ إجراءات للعناية بالعظام، مثل الحفاظ على نظام غذائي غني بالكالسيوم والفيتامين د وممارسة التمارين الرياضية المناسبة.

يجب أن يتم تحديد العلاج المناسب لكل حالة بناءً على خصائص المرض وشدته، ويجب أن يتم ذلك بالتعاون مع الطبيب المعالج والفريق الطبي المختص.[2][1]

أبحاث علمية حول مرض العظم الزجاجي:

العلاج الجيني:

1- Curative Cell and Gene Therapy for Osteogenesis Imperfecta

2- Osteogenesis Imperfecta: Current and Prospective Therapies

العلاج بالخلايا الجذعية:

1- Stem Cell Therapy as a Treatment for Osteogenesis Imperfecta

2- Mesenchymal stem cells in the treatment of osteogenesis imperfecta

تحسينات في العلاج الطبيعي:

1- https://www.physio-pedia.com/Osteogenesis_Imperfecta

مراجع ومصادر:

تاي زاكس Tay-Sachs: العدو الصامت

في أعماق تفاصيل الوراثة البشرية تنبت قصصٌ حزينة، ترويها أمراض نادرة تتحدى فهمنا وتحرك مشاعرنا. تاي زاكس Tay-Sachs، هو جزء من هذا اللغز الوراثي، يعتبر تحدياً معقداً للعلم وللأسر التي تتأثر به. إنه اضطراب وراثي نادر يغوص في أعماق الجينات، يلتف حول الحمض النووي ليطلق على الحياة رحلة مليئة بالتحديات.

تاي زاكس، والذي يُلقب أحياناً بـ “العدو الصامت”، يتسلل إلى حياة الأطفال الصغار بصمت، يخفي وراء أضواء الجينات الشرارة التي تشعل ألسنة الأمل وتطفئها بسرعة. إنه مرض يأتي بعبء فقدان السمع، والرؤية، والقدرة على الحركة، محولاً حياة الأطفال البريئة إلى معركة شاقة يصعب على العائلات مواجهتها.

لكن بين تلك الظلال المظلمة، يتألق نور الأمل من خلال جهود العلماء والمنظمات الطبية التي تتصارع من أجل فهم هذا العدو الصامت ومحاربته. هذه هي قصة تاي زاكس، حيث تتشابك الجينات والأمل، وتندلع نيران البحث العلمي لإلقاء الضوء على هذا السر المعقد وراء الأمراض الوراثية.

حدوث وسبب المرض:

داي تاي-زاكس Tay-Sachs disease، ويُسمَّى أيضاً بالشُّحام السفينغولِي الطِّفلِي infantile sphingolipidosis، هو اضطرابٌ وراثي نادر، يُسبِّب ضرراً تدريجياً في الجهاز العصبي، وغالباً ما يُفضي إلى الموت.

وهو مرض وراثي نادر تسببه موروثة متنحية Autosomal Recessive في الكروموسوم 15 وتحديدًا في جين هيكسا HEXA gene، حيث تؤدي إلى نقص نشاط إنزيم هيكسورامينيديز (Hexooraminidase) ذو العلاقة بتكسير الجانجليوسايد (gangliosides) المهم في التواصل الخلوي وعدم تكسيره يقود إلى تراكمه بالخلايا العصبية والاضرار بها. [1]

الدماغ والنخاع الشوكي
الخلية العصبية

وراثة المرض:

كم ا ذكرنا سابقًا، فوراثة مرض تاي زاكس تتبع نمط وراثي معين يعرف بالوراثة المتنحية المتنحية السائدة. يعني ذلك أن الجين المسؤول عن المرض يوجد على الزوج الهجين (أو الزوج المختلط) في الحالة التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض – أي كروموسوم 15.

أمراض أخرى متنحية: الفينيل كيتونوريا Phenlkenonuria

ولكي يُصاب الطفلُ بداء تاي-زاكس، لابدَّ أن يكون كلا والديه حاملاً لتلك الطفرة الوراثية Carri، وعندها يكون احتمالُ إصابة الطفل 25 في المائة (في كل حمل). [2][1]

الأعراض:

غالباً ما تبدأ أعراضُ المرض قبلَ أن يبلغ الطفلُ عمرَ ستَّة أشهر، حيث يتباطأ النمو لديه تدريجياً إلى أن يفقدَ قدرته على الحركة تماماً.

تشتمل الأعراضُ المبكِّرة للمرض على إجفال مفرط لدى الطفل عندَ سماع ضجيج مفاجئ، بالإضافة إلى ظهور نقاط أو بقع حمراء قُرب وسط العينين.

بعدَ ذلك، تظهر عندَ الطفل مشاكل أخرى، مثل الضعف العضلي وفقدان الرؤية وفقدان السمع والنوبات الصرعية.

ويموت مُعظمُ الأطفال المصابين بالحالة قبلَ بلوغهم عمر أربع سنوات. [1]

تنويه:

وهذا المرض يظهر لدى مجموعات عرقية أكثر من غيرها ومنهم

  • يهود الاشكيناز.
  • الكاجون: وهم جماعة عرقية تعيش في لويزيانا في الولايات المتحدة وهم ذوو أصول كندية – فرنسية.
  • فرنيسو كندا.
يهود الاشكيناز

التشخيص:

تفيد اختبارات ما قبل الولادة، مثل عينة الزغابات المشيمية (CVS)، وبزل السائل الأمنيوسي، في تشخيص مرض تاي ساكس. تُجرى هذه الاختبارات في حال كان أحد الزوجين حاملًا للمرض أو مشتبهًا بذلك.

تُجرى عينة الزغابات المشيمية بين الأسبوع العاشر، والثالث عشر من الحمل، وتتضمن أخذ عينة من خلايا المشيمة عبر المهبل أو البطن.

يُجرى بزل السائل السلوي Amniotic Fluid بين الأسبوع الخامس عشر والعشرين من الحمل، ويتضمن أخذ عينة من السائل المحيط بالجنين باستخدام إبرة عبر بطن المرأة الحامل.

وفي حال أظهر الطفل أعراض الإصابة بـِ تاي ساكس، فيجب على الطبيب أن يقوم بالفحص السريري، ويتحرى التاريخ العائلي.

يمكن بعد ذلك طلب فحص الدم، حيث يتحقق هذا اختبار من مستويات أحد الإنزيمات التي تسمى هيكسوسامينيداز hexosaminidase في دم الطفل. تكون المستويات منخفضة أو غير موجودة في داء تاي ساكس. [2][1]

علاج تاي زاكس:

لا يتوفَّر حتى الآن أيُّ علاج لداء تاي-زاكس، وتهدف الأدويةُ التي تُعطى للطفل إلى تسكين الأعراض قدر الإمكان.

وتتضمن المعالجة:

  •  مسكنات ألم
  •  الأدوية المضادة للصرع للتحكم بالاختلاجات
  •  علاج فيزيائي
  •  الدعم تغذوي
  •  علاج المشاكل التنفسية
  •  الدعم العاطفي للأسرة مهم أيضًا، فقد تساعد مجموعات الدعم على التأقلم. [1]

دراسات وأبحاث حول مرض تاي زاكس:

 العلاج ببدائل الإنزيم:

نظرًا لأن تاي زاكس ناتج عن نقص إنزيم «Hex-A» ، فيسعى هذا العلاج إلى استبداله. إنه خيار غير فعّال حتى اللحظة بسبب الاختلاطات الحاصلة.

 العلاج الداعم للإنزيم:

يستخدم هذا العلاج جزيئات تثبّت الإنزيم، وتزيد فعاليته. هناك حاجة لمزيد من البحث فيما يخص هذا العلاج.

 العلاج الجيني:

قد تؤدي إضافة معلومات جينية جديدة إلى الخلايا إلى تصحيح عيب الإنزيم المسبب لداء تاي ساكس. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء «FDA» مؤخرًا على التجارب السريرية لدراسة سلامة وفعالية العلاج الجيني. لم يُعرف للآن مدى أمان وفعالية هذا العلاج مع الوقت.

 زراعة الخلايا الجذعية:

يعتمد هذا العلاج على زرع خلايا نقي العظم لتوفير الإنزيم المفقود. لقد وجدت الدراسات فوائد على الحيوانات، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الاستقصاء بالنسبة للبشر. [4][3]

الوقاية من المرض:

نظرًا لأن تاي زاكس متوارث، فلا توجد طريقة لمنعه إلا بالتحري عنه قبل حدوثه؛ أي قبل تكوين أسرة، يجب على الوالدين إجراء اختبار جيني لمعرفة ما إذا كانا حاملين للمرض. هذا الأهم بالنسبة الأشخاص ذوي نسبة الخطورة العليا، مثل اليهود الأشكناز أو الذين لديهم تاريخ عائلي لمرض تاي ساكس. لذا عندما بدأ البحث عن حاملي تاي زاكس في السبعينيات، قلل ذلك عدد اليهود الأشكناز المولودين مع المرض في الولايات المتحدة، وكندا بأكثر من 90%. [1]

أمراض أخرى:

مرض التصلب الجانبي الضموري

مرض هنتغنتون

المراجع والمصادر:

1- medlineplus

2- OMIM

3- Frontiers

4- Nature

متلازمة تيرنر: فهم الوراثة والتأثير!

تُعدّ متلازمة تيرنر Turner Syndrome واحدة من الاضطرابات الجينية النادرة التي تؤثر على الإناث، وتتميز بوجود تواجد نقصي أو غياب تام لأحد الكروموسومات الجنسية X. يعاني الأفراد الذين يعانون من هذه المتلازمة من مجموعة من التحديات الصحية والاجتماعية. سنتناول في هذا المقال أسباب المتلازمة، أعراضها، التشخيص، وسبل العلاج وغيرها.

تعد متلازمة تيرنر اضطرابًا شائعًا نسبيًا، حيث يصيب حوالي 1 من كل 2500 إلى 3000 فتاة. وفي معظم الحالات، لا يتم تشخيص الإصابة بالمتلازمة حتى عمر المراهقة… [1] [2] 

أسباب متلازمة تيرنر:

تحدث متلازمة تيرنر نتيجة لنقص أو غياب إحدى كروموسومات X عند الإناث. يحدث هذا النقص عادة بصورة عشوائية أثناء تكوّن البويضة أو في الحياة الجنينية المبكرة. ويحدث ذلك نتيجةً لخلل في الحيوان المنوي للأب أو بويضة الأم مما يتسبب في احتواء جميع خلايا الجسم على نسخة واحدة فقط من الكروموسوم ذاته (النمط احادي الصباغ ).

وفي حالات معينة، يمكن أن تحدث نتيجة لاختلال عملية الانقسام الخلوي في المراحل المُبكرة من تطور الجنين مما يتسبب بتواجد خلايا احادية الصبغي ( X ) وأخرى تحمل نسختين منه (النمط الفسيفسائي).

إضافة إلى ذلك يعتقد بعض الباحثين أن بعض العوامل البيئية، مثل التعرض للإشعاع أو المواد الكيميائية، قد تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة تيرنر. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذه النظرية.

تشمل عوامل الخطر الأخرى المحتملة لمتلازمة تيرنر ما يلي:

  • عمر الأم: تزداد احتمالية إصابة الأطفال بمتلازمة تيرنر إذا كانت والدتهم أكبر من 35 عامًا عند الحمل.
  • الوزن عند الولادة: قد يكون الأطفال الذين يولدون بوزن أقل عرضة للإصابة بمتلازمة تيرنر.
  • مشاكل الحمل: قد تكون النساء اللائي يعانين من مشاكل الحمل، مثل الإجهاض المتكرر أو الولادة المبكرة، أكثر عرضة لأن يكون أطفالهن مصابون بمتلازمة تيرنر. [1] [2] 

أعراض متلازمة تيرنر:

  1. قصر القامة: ويعتبر واحد من أكثر العلامات البارزة لهذه المتلازمة. قد يتطلب العلاج بواسطة هرمون النمو.
  2. مشاكل القلب والأوعية الدموية: يزيد خطر حدوث مشاكل في القلب والأوعية الدموية، ويشمل ذلك التضيق التاجي والاضطرابات في هيكل القلب.
  3. مشاكل التكاثر:
    وذلك بسبب عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها، وربما يحدث العقم في الحالات المستعصيّة… [1] [2]

التشخيص:

يتم تشخيص متلازمة تيرنر عادةً من خلال اختبارات الدم أو التصوير بالموجات فوق الصوتية.

اختبارات الدم

يتم إجراء اختبارات الدم الأكثر شيوعًا لتشخيص متلازمة تيرنر، والمعروفة باسم تحليل كروموسومات. يمكن إجراء هذا الاختبار في أي عمر، ولكنه يتم إجراؤه غالبًا عند الولادة أو أثناء الحمل.

يمكن استخدام تحليل كروموسومات لتحديد عدد الكروموسومات في الخلايا. عادةً ما يكون لدى الفتيات المصابات بمتلازمة تيرنر كروموسوم X واحد فقط في كل خلية. يمكن أن يكشف تحليل كروموسومات أيضًا عن أي مشاكل كروموسومية أخرى قد تكون مرتبطة بمتلازمة تيرنر.

التصوير بالموجات فوق الصوتية

يمكن استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم أعضاء الجسم، مثل القلب والكلى. قد يكشف التصوير بالموجات فوق الصوتية عن بعض المشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة تيرنر، مثل عيوب القلب أو الكلى.

اختبارات أخرى

قد يلزم إجراء اختبارات أخرى لتقييم المشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة تيرنر، مثل مشاكل الغدة الدرقية أو مشاكل السمع.

الخطوات

فيما يلي الخطوات العامة لتشخيص متلازمة تيرنر:

  1. التاريخ الطبي والفحص البدني: سيسأل الطبيب عن تاريخك الطبي وسيقوم بفحص بدني للبحث عن أي علامات أو أعراض لمتلازمة تيرنر.
  2. اختبارات الدم: سيطلب الطبيب إجراء اختبارات دم لتحديد عدد الكروموسومات في الخلايا.
  3. التصوير بالموجات فوق الصوتية: قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم أعضاء الجسم، مثل القلب والكلى.
  4. اختبارات أخرى: قد يلزم إجراء اختبارات أخرى لتقييم المشاكل الصحية المرتبطة بمتلازمة تيرنر.

التشخيص المبكر

يساعد التشخيص المبكر للمرض في ضمان حصول الفتيات المصابات على الرعاية الطبية المناسبة في وقت مناسب. كما يمكن أن يساعد العلاج بالهرمونات البديلة في تحفيز النمو وتطور الفتاة الجنسية… [1] [2] 

سبل العلاج:

  1. العلاج بواسطة هرمون النمو: يمكن استخدام هرمون النمو لتحسين القامة لدى الأفراد المصابين.
  2. العلاج الهرموني: يمكن تقديم العلاج الهرموني لتعويض الهرمونات الناقصة، والتي قد تساهم في تحسين النمو وتطوير السمات الثانوية الجنسية (لاسيما هرمون الاستروجين)..
  3. الدعم النفسي والاجتماعي:
    يمكن أن يكون الدعم النفسي والاجتماعي حيويًا لتعزيز التكيف الاجتماعي والعاطفي للأفراد المصابين. [1][2] 

أمراض وراثية ذات صلة:

الأبحاث العلمية:

هناك العديد من الأبحاث العلمية الجارية حول هذه المتلازمة، والتي تركز على تطوير علاجات جديدة وفهم أفضل للاضطراب.

علاجات جديدة

أحد المجالات الرئيسية للبحث هو تطوير علاجات جديدة لمتلازمة تيرنر. تركز بعض الأبحاث على استخدام العلاج الجيني لإضافة كروموسوم X إضافي إلى خلايا الفتيات المصابات. تركز أبحاث أخرى على استخدام العلاجات الهرمونية لتحفيز النمو والتطور الجنسي لدى الفتيات المصابات.  [3]

فهم أفضل للاضطراب

تركز الأبحاث الأخرى على فهم أفضل للمتلازمة. حيث يحاول الباحثون تحديد العوامل التي تساهم في تطور الاضطراب وتحديد كيفية تأثيره على نمو وتطور الفتيات المصابات. [4]

التوقعات

يبدو أن الأبحاث الجارية حول المتلازمة واعدة. من المرجح أن تؤدي هذه الأبحاث إلى تطوير علاجات جديدة وفهم أفضل للاضطراب، مما سيحسن حياة الفتيات المصابات بها.

في النهاية، فإن فهم هذا المرض يساعد في توفير الرعاية الفعّالة للأفراد المتأثرين. يتطلب ذلك طرقًا حديثة تساعد في التشخيص المبكر والإدارة الشاملة، وهذا يحتاج إلى تظافر الجهود والتعاون بين الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية والعائلات.

ولا ننسى أن توفير الدعم والفهم للأفراد الذين يعانون منها يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز جودة حياتهم وتحسين فرص تحقيقهم الكامل في مختلف جوانب الحياة.

المراجع:

[1] NCBI

[2] medlinePlus

[3] elesvier

[4]  pubmed

الاضطراب النفسي الجسدي، ما المقصود به؟

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الحالات النفسية الجسدية تنشأ من التخيلات أو ترُى على أنها مجرد أوهام في الرأس، ولكن عكس ما هو شائع، الأعراض المرتبطة بهذه الحالة حقيقية وتتطلب علاجًا مثل أي مرض آخر، في هذا المقال سنتعرف على الاضطراب النفسي الجسدي، ما المقصود به وكيف يتجلى كعرض جسدي.

إلى ماذا يشير «الاضطراب النفسي الجسدي-Psychosomatic disorder»؟!

أعراض جسدية حقيقية تنشأ من أو تتأثر بالعقل والعواطف بدلاً من وجود سبب عضوي محدد في الجسم (مثل الإصابة أو العدوى).
بمعنى آخر هو خلل وظيفي أو تلف بنيوي في أعضاء الجسم ينجم عن التنشيط غير المناسب للجهاز العصبي اللاإرادي ويتجلى في الجسم كألم جسدي وأعراض أخرى.

كيف يمكن أن يسبب الإجهاد العقلي مشاكل جسدية؟

يستجيب الجسم للقلق والتوتر بنفس الطريقة التي يتفاعل بها مع الخطر الجسدي، مما يطلق الدماغ هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول في مجرى الدم، والتي تثير بدورها مجموعة من التفاعلات الجسدية، حيث يزداد معدل ضربات القلب ويصبح التنفس أثقل ويتعرق الشخص، ويصبح شاحبًا أيضًا إذ يتحرك الدم بعيدًا عن الجلد باتجاه العضلات لمساعدتها على الاستعداد لحالة “القتال أو الهروب” التي أوجدها القلق.

هناك عنصران للاستجابة للضغوط: الأول هو تصور التحدي أما الثاني فهو استجابة “القتال أو الهروب” والتي عُرفت على أنها: رد فعل الجسم الغريزي على الخطر، وقديمًا كانت تحمي أسلافنا من مخاطر مثل الحيوانات البرية، وعلى الرغم من أننا اليوم لا نواجه الحيوانات البرية عادة، إلا أنهم موجودون على شكل فواتير بطاقات الائتمان أو رئيس عمل متطلب أو عمل مرهق جسديًا، لذلك يبقى جسمنا في حالة من القلق، ومستعدًا لكل طارئ، هذا يعني أن هرمونات الإجهاد ستبقى مرتفعة وفي حالة استعداد.

القلق الأمثل:

في الحالة الطبيعية وبعد زوال التهديد، تعود أجسادنا عادة إلى حالة الراحة، وهذه استجابة تطورية تهدف إلى الحفاظ على سلامة الشخص، كما إنه ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، لأنه يساعد على تجنب الخطر أو التعامل معه.
هناك مستوى معينًا من القلق يُعرف باسم” القلق الأمثل ” يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في رفع دافع الفرد إلى المستوى الأمثل، بهذه الطريقة، يوفر القلق وقليل من التوتر الطاقة والاهتمام اللازمين لإكمال العديد من المهام اليومية، ولكن الضغط المستمر يعني أن مستويات الكورتيزول والأدرينالين ستكون مرتفعة باستمرار، ونادرًا ما تعود إلى حالة الراحة، ويمكن أن يكون لها تأثير سلبي على أعضاء ووظائف الجسم، والأكثر من ذلك أن القلق والاكتئاب قد يقللان من تحمل للألم، إذ ترتبط أجزاء الدماغ المسؤولة عن استقبال الألم أيضًا بالقلق والاكتئاب.

أهم الأعراض الجسدية للاضطراب النفسي الجسدي:

تشمل العلامات الجسدية الشائعة للتوتر ما يلي:
ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الجهاز التنفسي، واضطرابات الجهاز الهضمي، والصداع النصفي، وآلام الحوض، والبرود أو العجز الجنسي، وأكزيما وصدفية، والقرحة.

قد تختلف علامات الإجهاد الجسدية بناءً على ما إذا كنت ذكراً أم أنثى، على سبيل المثال، غالبًا ما تُبلغ النساء عن أعراض مثل التعب على الرغم من حصولهن على قسط كافٍ من النوم، والتهيج، وانتفاخ البطن، وتغيرات في فترات الحيض، ومن ناحية أخرى، من المرجح أن تشمل علامات وأعراض الإجهاد لدى الرجال ألم في الصدر وارتفاع ضغط الدم والتغيرات في الدافع الجنسي.

تختلف أعراض الإجهاد أيضًا حسب العمر، غالبًا ما يُظهر الأطفال الإجهاد من خلال أجسادهم لأنهم لم يطوروا بعد اللغة التي يحتاجونها للتعبير عن مشاعرهم، على سبيل المثال، قد يعاني الطفل الذي يواجه صعوبة في المدرسة من آلام متكررة في المعدة ويطلب البقاء في المنزل. يمكن أن يكون الإجهاد في سنوات المراهقة شديدًا بشكل خاص، خاصةً خلال فترات التكيف الاجتماعي والتحولات الهرمونية، في بعض الأحيان، قد يتم تجاهل علامات التوتر لدى الأشخاص في هذه الفئة العمرية أو تُنسب إلى “قلق المراهقين”.
كبار السن معرضون أيضًا للاكتئاب، لأنهم غالبًا ما يواجهون العديد من المشاكل، مثل العزلة، والفقد والحزن، والمشاكل الصحية المزمنة أو الخطيرة.

العلاج الأفضل لمثل هذه الحالة؟

إن وصمة العار الاجتماعية المنتشرة المرتبطة بالمرض النفسي الجسدي قد تمنع الشخص من طلب العلاج، ومن هنا قد لا يأتي العلاج الفعال دائمًا في الوقت المناسب.
غالبًا ما يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو الأفضل لهذه الحالة، حيث يساعد هذا العلاج المرضى على تعلم طرق جديدة للتعامل مع مشاكلهم وحلها، وبذلك يكتسبون فهمًا أعمق لحالتهم و ظروفهم، مما يمكنهم من وضع أهداف واقعية للحياة وتحديد وتغيير السلوكيات أو الأفكار التي لها آثار سلبية على حياتهم وصحتهم.
يستجيب العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية جسدية لمزيج من العلاج الدوائي والتحليل النفسي والعلاج السلوكي، وفي الحالات الأقل شدة، يمكن للمرضى تعلم كيفية إدارة الإجهاد بدون أدوية.

أخيرًا:

الشخص الذي يتعرض لضغوط ولا يستطيع “التنفيس” عن مشاعره أو يحاول “الاحتفاظ بكل شيء/الكتمان” سيصل في النهاية إلى نقطة الانهيار العاطفي، وقد تظهر كأعراض جسدية أو تؤدي إلى نوبة من الاكتئاب الشديد، وقد يكون الألم النفسي الجسدي والأعراض المرتبطة به هو طريقة الجسم والعقل في مطالبتك بالاهتمام بشيء في حياتك ليس مناسبًا لك.

للمزيد اقرأ حول: القلق أهم أعراضه وكيفية السيطرة عليه

المصادر:

britannica

childrenstreatmentcenter

verywillmind

healthline

ما هو داء مينيير وما هي أهم الأعراض المميزة له ؟

يقدر المعهد الوطني للصمم واضطرابات التواصل الأخرى (NIDCD) أن ما يقرب من 615000 فرد في الولايات المتحدة يتم تشخيصهم حاليًا بمرض مينيير، وبينت الدراسات أن المرض يصيب الأشخاص في كل الأعمار، ولكن من المرجح أن يحدث للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عامًا. تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على داء مينيير وأهم الأعراض المميزة له

ما هو داء مينيير ؟ وأهم الأعراض المميزة له ؟

هو اضطراب في الأذن الداخلية يسبب دوخة شديدة (دوار) وطنين في الأذن وفقدان للسمع والشعور بالامتلاء أو الضغط أو احتقان في الأذن، وعادةً ما يؤثر على أذن واحدة فقط.
يعاني بعض المرضى من دوار شديد مما يفقدهم توازنهم ويسقطون، وتسمى هذه «هجمات الإسقاط-drop attacks».
قد تظهر نوبات الدوخة فجأة أو بعد فترة قصيرة من طنين الأذن، ويعاني بعض الأشخاص من هذه نوبات خلال فترات طويلة من الزمن، وقد يواجه الآخرون العديد من الهجمات في غضون أيام.

ما الذي يسبب أعراض مرض مينيير؟

تحتوي «المتاهة-labyrinth» على أجهزة التوازن (القنوات نصف الدائرية والأعضاء الحجرية) و«القوقعة-cochlea»،
وتتكون من قسمين: المتاهة العظمية والمتاهة الغشائية، تمتلئ المتاهة الغشائية بسائل يسمى اللمف الباطن وهو الذي يحفز المستقبلات أثناء تحرك الجسم، ثم ترسل المستقبلات إشارات إلى الدماغ حول وضع الجسم وحركته.
في القوقعة، يتم ضغط السائل استجابةً للاهتزازات الصوتية، مما يحفز الخلايا الحسية التي ترسل إشارات إلى الدماغ.
في مرض مينيير، يتداخل تراكم اللمف الباطن في المتاهة مع التوازن الطبيعي وإشارات السمع بين الأذن الداخلية والدماغ، هذا الشذوذ يسبب الدوار والأعراض الأخرى.

ما هي أسباب هذا المرض؟

هناك العديد من النظريات حول سبب هذا المرض، ولكن لا توجد إجابة وافية حتى الآن.
يعتقد بعض الباحثين أن مينيير هو نتيجة لتضيقات في الأوعية الدموية مشابهة لتلك التي تسبب الصداع النصفي، بينما يرجح البعض الآخر أن السبب هو العدوى الفيروسية أو الحساسية أو تفاعلات المناعة الذاتية، وربما يكون للوراثة علاقة بهذا المرض نتيجة للاختلافات الجينية التي تسبب تشوهات في حجم أو تنظيم سائل اللمف الباطن.

كيف يقوم الطبيب بتشخيص مرض مينيير؟

بدايةً لا يوجد اختبار نهائي أو عرض واحد يمكن للطبيب استخدامه لإجراء التشخيص، ومع ذلك يعتمد التشخيص على التاريخ الطبي ووجود: نوبتان أو أكثر من الدوار تستمر كل منهما 20 دقيقة على الأقل، وطنين الأذن أو فقدان السمع المؤقت، والشعور بامتلاء الأذن.
يحتاج بعض الأطباء اختبارًا للسمع لتحديد مدى ضعف السمع، ومن أجل استبعاد الأمراض الأخرى، قد يطلب الطبيب أيضًا التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) للدماغ.

كيف يتم علاج مرض مينيير؟

لا يوجد علاج حتى الآن، ولكن قد يوصي الطبيب ببعض العلاجات أدناه للمساعدة في التعامل مع الحالة.

  • الأدوية: الدوخة هي من أكثر الأعراض التي تسبب إزعاجًا للمريض، ويمكن أن تساعد بعض الأدوية مثل (ميكليزين وديازيبام وجليكوبيرولات ولورازيبام) في تخفيف الدوخة وتقصير النوبة.
  • الملح ومدرات البول: يساعد الحد من الملح الغذائي وتناول مدرات البول المرضى على التحكم في الدوخة عن طريق تقليل كمية السوائل التي يحتفظ بها الجسم، وبالتالي خفض حجم السوائل والضغط في الأذن الداخلية.
  • التغييرات الغذائية والسلوكية الأخرى: يزعم بعض المرضى أن الكافيين والشوكولاتة والكحول تزيد من حدة الأعراض لديهم ويتجنبونها أو يحدونها في نظامهم الغذائي، وقد يساعد عدم التدخين أيضًا في تقليل الأعراض.
  • العلاج المعرفي: وهو نوع من العلاج بالكلام يساعد المرضى على التعامل بشكل أفضل مع الطبيعة غير المتوقعة للهجمات ويقلل من قلقهم بشأن الهجمات المستقبلية.
  • الحقن: يساعد حقن المضاد الحيوي جنتاميسين في الأذن الوسطى على التحكم في الدوار ولكنه يزيد بشكل كبير من خطر فقدان السمع، ولذلك يقوم بعض الأطباء بحقن كورتيكوستيرويد بدلاً منه.
  • نبضات ضغط هواء: وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مؤخرًا على جهاز لمرض مينيير يلائم الأذن الخارجية وينقل نبضات ضغط هواء متقطعة إلى الأذن الوسطى، والتي تعمل على السائل اللمفاوي لمنع الدوخة.
  • جراحة: عندما تفشل جميع العلاجات الأخرى في تخفيف الدوخة يوصي الأطباء بالجراحة، حيث يتم إجراء بعض العمليات الجراحية على الكيس اللمفاوي لفك الضغط، ويوجد جراحة أخرى محتملة هي قطع العصب الدهليزي.
  • الطب البديل: درس العلماء استخدام بعض العلاجات الطبية البديلة في علاج مينيير، ولكن لا يوجد حتى الآن دليل لإثبات فعالية مثل هذه العلاجات مثل الوخز بالإبر أو تاي تشي أو المكملات العشبية مثل الجنكو بيلوبا أو النياسين أو جذر الزنجبيل.

تأكد من إخبار الطبيب إذا كنت تستخدم علاجات بديلة، لأنها قد تؤثر في بعض الأحيان على فعالية أو سلامة الأدوية التقليدية.

ما هو البحث الذي يتم إجراؤه حول مرض مينيير؟

يدرس العلماء الآليات البيولوجية في الأذن الداخلية للوصول إلى أكبر قدر من المعلومات الدقيقة حول المرض، كما ويدعم NIDCD البحث العلمي في جميع أنحاء البلاد من أجل: تحديد الجرعة الأكثر فعالية من الجنتاميسين بأقل قدر من مخاطر فقدان السمع، وتطوير جهاز داخل الأذن يستخدم مضخة ميكروفلويد قابلة للبرمجة (بحجم شريحة الكمبيوتر) لتوصيل أدوية تخفيف الدوار إلى الأذن الداخلية بدقة، أيضًا دراسة العلاقة بين حجم اللمف الباطن ووظيفة الأذن الداخلية.
يأمل الباحثون في تطوير طرق لمعالجة سوائل الأذن الداخلية التي يمكن أن تخفض حجم اللمف الباطن وتقليل أو القضاء على الدوخة.

أخيرًا:

يقدر العلماء أن ستة من كل 10 أشخاص إما يتحسنون بمفردهم أو يمكنهم التحكم في الدوار عن طريق النظام الغذائي أو الأدوية أو الأجهزة، ولكن هناك مجموعة صغيرة من يحتاجون للخضوع لعملية جراحية.

المصادر:

webmd

nidcd

healthline

اقرأ المزيد حول: داء أديسون

ما الفرق بين المصطلحات الطبية المختلفة؟

ما الفرق بين المصطلحات الطبية المختلفة؟

هل تساءلت يومًا عن الفرق ما بين المصطلحات الطبية المختلفة؟ هل يختلف معنى المرض عن الاضطراب والمتلازمة أو الحالة؟
غالبًا ما تستخدم هذه المصطلحات بالتبادل- ولكن في الواقع فإن لكل منها معنًى مختلفًا.
بالنسبة للبعض منا فإن وصف المرض وكيف يختلف عن الاضطراب أو المتلازمة أو الحالة يمكن أن يكون صعبًا للغاية.


ما هو المرض- Disease؟

تم نشر أحد التعريفات الأصلية للمرض في المجلة الطبية البريطانية في وقتٍ مبكرٍ من عام 1900؛ يعرف المرض بأنه حالة طبية ناتجة عن استجابة فسيولوجية مرضية للعوامل الخارجية أو الداخلية، مما يؤدي إلى تعطيل الأداء الطبيعي والعمليات الفسيولوجية داخل الجسم.
غالبًا ما يستخدم مصطلح المرض بشكلٍ عام عند الإشارة إلى الحالات التي تؤثر على أنظمة الجسم( مثل- أمراض القلب والأوعية الدموية)، أو جزء من الجسم( مثل- الأمراض التي تصيب القدم).


ينقسم المرض إلى أربع فئاتٍ رئيسية؛

  • مسببة للأمراض- pathogenic disease
  • وراثية- hereditary disease
  • فسيولوجية- physiological disease
  • أمراض النقص- deficiency كأمراض نقص المناعة أو نقص التغذية.

وتصنف الأمراض أيضًا على أنها معدية، أو غير معدية.


الاضطراب- Disorder

هو مصطلح يستخدم بشكل متكرر في الطب للدلالة على اضطراب وظيفي في مقابل التغيير الهيكلي الواضح، لأن الاضطراب مثل الحالة تعتبر محايدة نسبيًا للقيمة عند مقارنتها بالمرض، وغالبًا ما تستخدم بدلًا من المرض خاصًۃ في بدايته وذلك للتقليل من قلق المريض.
فمثلًا؛ الاضطراب الناتج عن أمراض القلب هو عدم انتظام ضربات القلب، وهذا الأخير ليس مرضًا بحد ذاته- إنما اضطرابٌ ناتجٌ عن مرض.
ويمكن تصنيف الاضطرابات إلى:
عقلية، جسدية- بدنية، وراثية، عاطفية، وسلوكية.

المتلازمة- Syndrome

يستخدم هذا المصطلح لوصف مجموعة من الأعراض والعلامات التي قد تميز أو تشير إلى مرضٍ معين.
يعود أصل هذه الكلمة إلى كلمة Sundrome
اليونانية والتي تعني( تزامن).
في بعض الأحيان؛ يطلق هذا المصطلح على مجموعةٍ من الأعراض قبل العثور على الأسباب الفعلية، على سبيل المثال؛ مرض الإيدز أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة، الذي يشير إلى مجموعة الأعراض التي تحدث بسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية- HIV.
فعلى الرغم من العثور على السبب إلا أن كلمة متلازمة لا تزال قيد الاستخدام.
يمكن أن تكون المتلازمات وراثية، أو من أسبابٍ غير معروفة.


الحالة- Condition

في بعض الأحيان، يمكن أن تحدث المتلازمة بسبب عدد من الأمراض، أو يمكن أن تكون حالةً طبيةً بحد ذاتها.
تعرف الحالة على أنها حالة صحية غير طبيعية تتداخل مع الأنشطة المعتادة.
يمكن استخدام المصطلح أيضًا للإشارة إلى درجات الصحة، على سبيل المثال، يمكن وصف حالة المريض بأنه بحالة مستقرة، خطيرة، أو حرجة.
في حين أن هذا المصطلح غالبًا ما يستخدم في المناقشات الطبية للإشارة على وجه التحديد إلى وجود علم الأمراض أو المرض.
إذا؛ تشير الحالة ببساطة إلى حالة صحية؛ سواءً كانت جيدةً أو سيئة، قد يتم تصنيف حالةٍ مرضيةٍ أخرى كمرضٍ أو اضطراب- مع ذلك قد يتم استخدام الحالة بدلًا من كليهما عند الرغبة في مصطلح محايد القيمة.


يشير المرض إلى حالة تتميز بضعف وظيفي، وتغيير هيكلي( structural change)، ووجود علامات وأعراض محددة.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الاضطراب يشير إلى حالة تتميز بضعف وظيفي دون تغيير هيكلي، وفي حين أن بعض الاضطرابات قد تكون مصحوبة بعلامات وأعراض محددة، فإن وجودها ليس مطلوبا لتسمية الحالة اضطرابا.


يشبه الاضطراب- الحالة في كونهما مصطلحين محايدي القيمة بدلًا من المرض.
كما لا يمكن تسمية أي مرضٍ بالمتلازمة، حيث تعتبر المتلازمة حالةً خاصةً يتم إعطاء هذه الكلمة لمجموعةٍ من الأعراض التي قد تحدث معًا في وقتٍ واحد.

Exit mobile version