الذكورة والأنوثة، صفات مكتسبة أم تصنيف بيولوجي؟

إن التنشئة الاجتماعية بين الجنسين هي العملية التي يتم من خلالها توعيه الجنسين بمسؤوليتهما المنفصلة، بعبارة أخرى هو تعلم التوقعات الاجتماعية التي تخص جنسًا معينًا. هناك العديد من التعريفات والتفسيرات التي قدمها علماء الاجتماع لتسليط الضوء على جوانب التنشئة الاجتماعية بين الجنسين وتعريف ماهي الذكورة والأنوثة. فما هي أهم العوامل التي تؤثر في توزيع الأدوار؟ وما مدي تأثير كلا من التنوع البيولوجي وتقاليد المجتمع في فرض الدور الاجتماعي للفرد؟

الجنس من المنظور الاجتماعي

الجنس والهوية أمران حاسمان في تحديد أدوار الفرد في المجتمع، يخلق تصور المجتمع والقوالب النمطية حول النوع الاجتماعي حاجة للتوافق مع المعايير الجنسانية التي يمليها المجتمع. فأدوار الجنسين والصور النمطية تجعل الأطفال في سن مبكرة يعرضون السلوك المناسب للجنس كما تُمليه الأعراف الثقافية.

فهم الجنس: التحليل النفسي للجنس

ينظر علماء النفس إلى الجنس على أنه شرط أن يكون الفرد ذكرًا أو أنثى. في السياق الإنساني، يعكس التمييز بين الجنسين استخدام هذه المصطلحات، فهو يشير عادةً إلى الجوانب البيولوجية للذكور أو الإناث. كما يشير إلى الجوانب النفسية والسلوكية والاجتماعية والثقافية لكونك ذكرًا أو أنثى. فالجنس هو جانب أساسي لاستكشاف الهوية الاجتماعية، فهو يحدد على الأغلب أدوار وتوقعات الفرد في بنيات المجتمع الموجودة مسبقًا.

ولفهم علم نفس الجنس وتأثيراته على الهوية الشخصية والداخلية للفرد؛ طور علماء النفس عِدة نظريات حول الجنس البيولوجي والجنس الاجتماعي والثقافي. والتي تهدف إلى فهم تشكيل وتطوير أداء الجنسين وتفسيرات الفروق بينمها. كذلك التحيزات والتوافق والقوالب النمطية.

ستتناول المقالة التالية إحدى أهم الأعمال البحثية حول علاقة التباين الجنسي وأدوار العمل في المجتمع وهي رواية (الجنس والمزاج قي ثلاث مجتمعات بدائية- Sex and temperament in three primitive societies). والتي تطرح سؤالاً في غاية الأهمية: هل الذكورة والأنوثة صفات مكتسبة أكثر من كونها تصنيفات بيولوجية؟

مارجريت ميد – الجنس والمزاج في ثلاث مجتمعات بدائية

مارجريت ميد- Margaret Mead، عالمة الأنثروبولوجيا الثقافية، تمكنت من تحقيق عملٍ رائد من خلال كونها من أوائل الأفراد الذين أثبتوا أهمية تمايز الثقافات وتأثير ذلك على السلوكيات والمزاجات الفردية. فقد ربطت ميد هذه الجوانب بالجنس، وألفت ما يصل الى 20 كتابًا بناءًا  على أبحاثها.

تتناول روايتها، الجنس والمزاج في ثلاث مجتمعات بدائية التي صدرت عام 1935 مظاهر الدور الاجتماعي في ثلاث قبائل في أجزاء مختلفة من غينيا الجديدة. قررت ميد أن تستكشف حياة القبائل الثلات: أرابيش– Arapedh، مندوجومورMundugumor، تشامبوليTchambuli طوال رحلة حياة الأفراد هناك من الطفولة حتى البلوغ.

فتتحدى الرواية المفاهيم التقليدية المتعلقة بمعنى الأنوثة والذكورة. ذلك من خلال تحديد التباين في أدوار الجنسين الموجودة في جميع الثقافات في العالم. كما تُثير روايتها هذه النقاش الكلاسيكي حول “الطبيعية مقابل التنشئة” والتفاعل الحاصل بين الإثنين في تحديد الاختلافات بين الرجال والنساء.

لخصت مارجريت ميد عِدة ملاحظات أساسية تساعدنا في فهم كيف أن التنوع أو التقسيم الجنسي التقليدي للعمل على أساس أدوار الجنسين، يتم تقسيمه بالكامل من قِبل المجتمع الذي نعيش فيه اليوم وليس له علاقة ببيولوجياتنا.

1- قبيلة أرابيش- Arapesh

بالنسبة لقبيلة أرابيش، خَلُصَت الملاحظات التى قدمتها ميد إلى أن الأفراد الذين ينتمون إلى هذه الجماعة كانوا من عشاق السلام، ليس لديهم وعي بمفاهيم مثل “الحرب” و “الاعتداء” و”اللجوء للحرب وأدواته”. أدى هذا الميل نحو السلام  وغياب مفهوم الحرب إلى نشوء مجتمع بلا مناصب قيادية، فكلهم مسئولون ويستمتعون بالعديد من الأنشطة الترفيهية مثل البستنة والصيد. بالإضافة إلى الأنشطة التى تقع في جُعبة مهام الأم كتربية الأطفال والعناية بهم، يتشاركها الرجال والنساء سويًا في تناغم قوي. فإن أهم ما يميز ويهتم به أفراد هذه القبيلة هو اللين واللطف، فهي صفة أساسية.

من ناحية الدور الجنسي، فكما ذكرنا، تنسج القبيلة المساواة في تقسيم العمل بين الرجال والنساء. إذ أن هناك مشاركة لكلا الجنسين- ذكورًا وإناثًا- فيما يُسمى بـ ” الأدوار الأمومية” مثل تربية الأطفال. فتربية الأطفال كانت مهمة الأب والأم حد على حد سواء. يتم أداؤها بإخلاص. توصلت ميد إلى أن أرابيش في الغالب أمومية في جوانبها الذكورية، أنثوية في جوانبها الاجتماعية.

2- قبيلة موندوجومور- Mondugumor

تميزت قبيلة موندوجومور بشكل حاد مع أرابيش، بسبب الصفات التي يمتلكونها. السمة البارزة لهذه القبيلة هي نظام “التجارة”، الذي يتفرع داخل الهياكل الاجتماعية للأسرة. بمعنى أن رجال الأسرة سواء كانوا آباءًا أو أبناء، لهم الحق في التجارة بالنساء مقابل زوجة أخرى وهكذا. إذ يمكن للأب أن يتاجر بالبنت أو الأخت. ويمكن للإبن أن يتاجر بالأخت مقابل الزوجة،.. ونتيجة لذلك، ساد شعور بالتنافس والعداء بين الأب والابن. علاوة على ذلك، غالبًا ما كانت الأمهات ينظرن إلى بناتهن على أنهن ” منافسات جنسيات” ويستكنن مشاعر الغيرة تجاة بناتهن.

في هذا النموذج الأسري، كان يُنظر للبنات على أنهن حلفاء لآباءهن، وكان يُنظر للأبناء على أنم حلفاء لأمهاتهم. مما خلق نوعًا من الانقسام في الأسرة. حيث أدت مشاعر العداء والريبة والوحشية -التى يتقاسمها الرجال والنساء على حد سواء- إلى تفاقم هذا الانقسام. فالإعلان عن الحمل داخل الأسرة كان يؤدي إلى نزاع زوجي حتى ولادة الطفل – ذكرًا كان أو أنثى- إذ يعني ذلك بدء التنافس.

بالنسبة للأطفال تلك القبيلة، تبدأ رحلة حياتهم بشكل سلبي؛ بسبب البيئة المشحونة التى ينبتون فيها. تستمر هذه التجربة السلبية طوال فترة حياة الطفل حتى مرحلة البلوغ، فيصبح جزءًا من النزاع وهكذا. كما أدت هذه الشخصيات القوية والعدوانية وربما الوحشية لهؤلاء الأفراد إلى كثرة نشوب الحروب والعدوان، مما جعلها قبيلة صيد بالدرجة الأولى.

3- قبيلة تشامبولي- Tchambuli

كان لأهل تشامبولي خصائص وميزات تتناقض بشدة مع سمات أرابيش وموندوجومور. في الواقع كان لديهم سمات فريدة من نوعها، فقد صورت قبيلتهم انعكاسًا في الأدوار التي يؤديها الرجال والنساء- عما هو شائع في العالم– ، أي أن الأدوار الجنسية التقليدية للرجال والنساء تبدلت في هذا المجتمع.

من ناحية الدور الأدائي فالنساء في هذه القبيلة قامت بالدور الغير تقليدي، فهن من يقمن بالتجارة والصيد والنسيج وكسب قوت اليوم لأسرهم. بالإضافة لكونهن مقدمات العاطفة والرعاية؛ فهن لا يعتنين بأطفالهن فحسب، بل يدللن ويعاملن أزواجهن أيضًا كأولاد صِغار وليسوا نظرائهم.

من ناحية أخرى، يقوم رجال هذه القبيلة بمزيد من الأنشطة الترفيهية والتزيين والتجميل. وقد شاع ما يُسمى بـ “بيوت النساء” حيث تقوم النساء بأدوارهن المنزلية والتمتع بصحبة بعضهن البعض. مقابل ذلك كان هناك بيوت “الطقوس والترفيه” خاصة بالرجال.

إذًا، يمكن لك أن تتخيل بسهولة كيف كان نظام السُلطة في هذه القبيلة التي تبدلت فيها معايير ومفاهيم الأنوثة والذكورة، فالمجتمع كله بأيديّ النساء. فما زلن يبرزن كأبوين أساسيين، ساعياتٍ إلى تحقيق التوازن بين حياتهن المنزلية وحياتهن العملية.

ما أهمية دراسة الجنس والمزاج في ثلاث مجتمعات مجتمعات مختلفة؟

صرَّحت ميد أنه بينما قامت كل ثقافة بطريقة ما بإضفاء الطابع المؤسسي على أدوار الرجال والنساء، إلا أنها لم تكن بالضرورة من حيث التناقضات بين الشخصيات المحددة لكلا الجنسين ولا من حيث الهيمنة والخضوع. فكما ذكرنا سابقًا، ساعدت دراسة الجنس والمزاج في ثلاث مجتمعات بدائية في هذه القبائل الثلاث على فهم كيفية اختلاف أدوار الجنسين في عِدة بيئات مختلفة جغرافيًا وثقافيًا وتكيفًا. وقد توصلت ميد إلى أربعة استنتاجات أساسية هما:

أولاً: لا يوجد أساس للسلوك الذكوري أو الأنثوي المرتبط بالجنس.

ثانيًا: كانت الاختلافات في الأدوار الجنسية للرجال والنساء في هذه القبائل الثلاث بمثابة إثبات أو دليل على أن التكيف الثقافي والاجتماعي للأفراد كان له تأثيرًا أكبر على سلوكهم وأدوراهم مقارنةً بالتأثير البيولوجي.

ثالثا: تؤدي الثقافات المختلفة إلى تكوين شخصيات مختلفة من حيث التنشئة.

رابعًا: تربية وتنشئة الفرد أكثر أهمية وتأثيرًا من الطبيعة.

ملاحظات حول نظرية ميد

لقد ذكرت ميد أن الغرض من هذا العمل لم يكن فقط لتحديد الأدوار النمطية للجنسين، لكن أيضًا لمراقبة وتحليل ثقافة تختلف فيها المشاعر بشكل صارخ عن تلك الموجودة في العالم في ذلك الوقت.

وعلى الرغم من أن العمل يحظى بالتقدير الكبير لوجهة النظر البناءة التي يقدمها حول الصور النمطية المرتبطة بأدوار النوع الاجتماعي والجنسي. إلا أنه أيضًا تلقى انتقادات بسبب حتميته الثقافية الصارمة. فعندما تظهر مسألة الانحرافات الثقافية أو المجتمعية في الصورة، كانت تلجأ ميد إلى تفسير نفسي أكثر يعترف بمدى وجود المتمردين في كل ثقافة. وكيف لا ينجح المجتمع دائمًا في فرض قِيمه وتعريفاته. إذ يُظهر هؤلاء المتمردون تباينًا بين ما يتوقع المجتمع منهم وبين ميولهم الفطرية. كما أشاد علماء الاجتماع بعمل ميد لإنه يصور كيف يمكن استنتاج المبادئ الاجتماعية

الخلاصة

من خلال أوراق ميد البحثية، يمكننا أن نفهم كيف أن المعتقدات حول التقسيم الجنسي للعمل في المجتمع التى تستند إلى بيولوجيا الرجال والنساء هي حجة لا أساس لها. لذلك، من الخطر على المجتمع أن يُصرح بالخصائص المحددة التي يجب أن يمتلكها الرجال والنساء بسبب جنسهم (معايير الذكورة والأنوثة). من الخطأ وصف بعض الشخصيات بأنها أنثوية وأخرى على أنها ذكورية. فمن أجل مواجهة هذه المشكلة، هناك حاجة لقبول السمات الأنثوية والذكورية في كل من الرجال والنساء. بل يمكن القول إن تصنيف السمات هو أساس المشكلة. فمن الممكن أن تتنوع وتتداخل السمات التي يمتلكها الفرد الواحد.

المصادر

voicesofyouth

oneworldeducation

unicef

BCcampus

النوم عاريًا.. فوائد ونصائح

إن الحصول على قدر كاف من النوم له من الفوائد الصحية ما لا يحصى، كما أن عدم الحصول على قدر كاف من النوم قد يتسبب في مشكلات عديدة في مختلف جوانب الحياة. لذلك، يجب أن تكون قد قرأت أو سمعت عن أهم العادات والممارسات والحيل التي قد تعزز جودة النوم الخاص بك. هل تريد أن تنام بشكل أفضل؟ هل ترغب في أن تكون أكثر صحة في نفس الوقت خلال النوم؟ ماذا عن صحتك الجنسية؟ أترغب في إنقاص بعض الوزن الزائد؟ إذًا عليك بالنوم عاريًا.

نعم إنه شئ واحد يمكنك تجربته لتجني كل تلك الفوائد.

ما هي بعض فوائد النوم عاريًا؟

النوم عاريًا يجعلك تقترب خطوة من الحصول على نوم أفضل. على الرغم من أن قرابة ثمانية بالمائة فقط يفضلون النوم عراة، إلا أن الأبحاث أظهرت وجود فوائد جمة لهذا الحال من النوم سنسرد لك أبرزها.

يزيد النوم عاريّا من كفاءة النوم الخاص بك

أظهرت العديد من الدراسات أن أفضل حالات النوم وأكثرها جودة هي النوم في درجات الحرارة المنخفضة. فدرجة الحرارة المناسبة للنوم الجيد هي من 15,6°C حتى 19,4°C. والنوم عاريًا يجعل جسمك أكثر برودة مما يساعدك على النوم بشكل أفضل والوصول إلى مرحلة النوم العميق.

كما نُشرت مقالة تبرز علاقة النوم بدرجة الحرارة. فأظهرت أن قدرة الجسم على فقدان درجة حرارته تزداد بالفعل إذا كانت بيئة النوم دافئة، فالجسم يكافح من أجل خفض درجة الحرارة الخاصة به للدرجة التي تساعده على النوم بشكل جيد.

إذًا، يمكننا القول بأن درجة الحرارة هي السبب الذي يجعلك تستيقظ كثيرًا خلال النوم والهروب من غطائك بشكل غير واعي. لا يعني النوم المتقطع بسبب درجة الحرارة أنك ستحصل على قدر أقل من النوم بشكل عام، لكن يعني هذا أنك ستحصل على نوم أقل عمقًا.

تقول الدكتور فيليس غريش- Felice Gresh طبيب أمراض النساء والتوليد ومؤسس المجموعة الطبية المتكاملة في ايفرين:

“بداية النوم مرتبطة بدرجة حرارة الشخص”

النوم عاريًا يجعلك تنام بشكل أسرع

تساعد درجة حرارة الجسم المنخفضة أيضا على السقوط في النوم العميق بشكل أسرع. فهي تؤثر بشكل كبير على تنظيم الساعة البيولوجية، وهي تعبير يشير إلى الدورة المنتظمة بداخلك التي تخبرك متى ستنام ومتى ستستيقظ. يساعد النوم العميق أيضًا على الانتقال بين مراحل النوم المختلفة. فقد ربطت دراسات عديدة الأرق بدرجة حرارة الجسم. فأولئك الذين يعانون من الأرق لديهم درجة حرارة الجسم الأساسية أعلى بكثير من أولئك الذين ينامون بشكل جيد.

“التعري يساعد في خفض درجة حرارة الجلد ويمكن أن يسهل النوم”

تقول دكتور جريش.

يمنح بشرتك النضارة والإشراق

يمكن أن يساعد النوم العميق على تحسين بشرتك فيساعد على تحفيز إنتاج الكولاجين، مما يمنحها النضارة والإشراق. عندما نحافظ على درجة حرارة الجسم المنخفضة، فستعمل الهرمونات المضادة للشيخوخة (هرمون النمو والميلاتونين) بشكل أفضل. إذ أن بيئة النوم الدافئة تعطل إفراز هذه الهرمونات. كما أوضحت دراسة أن المشاركين الذين يعانون من جروح جلدية وحصلوا على فترات نوم عميقة في جو بارد تلتئم جروحهم بشكل أسرع من أولئك الذين حُرموا من النوم العميق.

“النوم العميق هو المفتاح هنا، وأفضل وسيلة إليه هو النوم عاريًا”

د. غريش

كما تؤكد أن التعري فرصة جيدة للجسم لإن يتنفس ويتعرق متخلصًا من الأوساخ

النوم عاريًا يساعد الجسم على التخلص من العرق والأوساخ التي يمكن أن تعيدها الملابس للجسم، استحم قبل النوم ودع بشرتك تتنفس

يحافظ على الصحة العقلية

تؤدي مستويات التوتر المرتفعة إلى الاضرار بنومك مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأرق والبعد عن الأفكار الانتحارية. فقد كشفت دراسة عام 2014 أن هناك علاقة قوية بين النوم السئ ومعدل الانتحار المرتفع. فيمكن للنوم الهادئ بجسد عار المساعدة على تهدئة مستويات التوتر لديك، فتصبح أقل عرضة للإكتئاب وبالتالي يعزز صحتك العقلية.

النوم عاريًا يعزز جهازك المناعي

عدم الوصول إلى الراحة في النوم والحصول على قسط كافٍ من النوم العميق يهدد جهازك المناعي بشكل كبير. فيساعد النوم بجسد عارٍ على الوقاية من بعض الأمراض حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، مثل الاكتئاب، داء السكري من النوع الثاني، مشاكل القلب والبدانة.

يرفع النوم عاريّا من معدل التمثيل الغذائي

وجدت دراسة استمرت لمدة شهر أن هناك علاقة بين درجات الحرارة وتشكيل الدهون. فالرجال في درجات الحرارة المنخفضة يكتسبون المزيد من الدهون البنية والتي تساعد على تنظم حرارة الجسم وحرق المزيد من السعرات الحرارية للحصول على الطاقة.

النوم عاريًا مهم جدًا للحفاظ على سلامة الأعضاء التناسلية للمرأة والرجل

بالنسبة للمرأة: يساعد النوم بشكل عارٍ على تهوية المناطق التي تفتقد التهوية طوال اليوم. كما أنه مهم جدًا لوقاية المهبل من البكتيريا اللاهوائية.

تقول دكتورغريش:

“الملابس الضيقة والمغلقة والدافئة التي تُغطى المهبل يمكن أن تزيد الرطوبة ودرجة الحرارة وربما تزيد من تطور عدوى البكتيريا اللاهوائية”

بالنسبة للرجل: فإن درجة الحرارة المرتفعة قد تودي بخصوبة الرجل؛ فالملابس الضيقة وارتفاع درجة حرارة الخصيتين يؤديان إلى ضعف جودة السائل المنوي حسبما أشارت دراسة بحثت في العلاقة بين ارتفاع درجة حرارة الخصيتين وارتداء ملابس محكمة وضيقة لوقت طويل وإنتاج الحيوانات المنوية.

كما وجدت دراسة صلة قوية بين إنتاج الحيوانات المنوية والنوم العميق. فكان للمشاركين الذين يعانون من اضطرابات النوم تركيز أقل للحيوانات  المنوية بنسبة 29% بالإضافة إلى وجود نسبة طفيفة من الحيوانات المنوية منخفضة الجودة بنسبة 1,6%.

فالنوم مجردًا من الملابس يعمل على تهدئة وخفض درجة حرارة الخصيتين مما يساعد على زيادة عدد الحيوانات المنوية وجودتها.

فرصة جيدة للتواصل والقرب من شريك حياتك

يمكن أن يساعد النوم عاريًا بجانب شريك حياتك على تقوية الروابط بينكما، ربما بفضل تحفيز إنتاج هرمون الأوكسيتوسين بسبب ملامسة الجلد للجلد. فقد أثبتت الدراسات أن الأوكسيتوسين يتم إطلاقه أثناء التفاعلات الإيجابية بين البشر، فهو يقلل من التوتر في العلاقات بينك وبين شريكك، بالتالي يمكننا القول بأنه يعزز الصحة الجنسية لكونه استعداد قوي للقيام ببعض الممارسات الحميمية قبل النوم.

يعمل على تقبل الذات وتعزيز الثقة بالنفس

النوم عاريًا قد يجعلك تتقابل وتشعر بجسدك بشكل حقيقي وواعٍ، فهو يساعد على تحسين احترامك لذاتك وتركيز نظرتك الإيجابية لجسدك. ذلك حسب دراسة سعى فيها الباحثون لمعرفة أسباب إحترام العراة لأنفسهم بشكل كبير، إذ أشاروا إلى أن هذا القبول والتعزيز يرجع إلى أنهم يرون اجسادهم من خلال أعينهم فقط لا من خلال الآخرين. فالنوم عراة برأيهم فرصة كبيرة لإعادة الإتصال مع الذات واحترامها وحُبها.

نصائح للبدء في تجربة النوم عاريًا

إن خوض تجربة نوم ممتعة ينطوي على أكثر من مجرد خلع ملابسك، عليك توفير الأجواء المثالية المساعدة أيضًا للنوم بعمق مثل:

  • استخدم الملاءات الجيدة المصنوعة من القطن والألياف الطبيعية.
  • احرص على تنظيف الفراش الخاص بك يوميًا.
  • حافظ على برودة الغرفة حولك، فكما ذكرنا سالفًا أن درجة الحرارة هي مفتاح النوم الجيد. ومع ذلك فإن التخلي عن ملابسك لن يؤدي إلا زيادة تبريدك، لكن درجة حرارة غرفة النوم الخاصة هي العامل الأكثر أهمية في الحصول على قسط جيد من النوم والراحة أثناء الليل. كما يتيح لك الحفاظ على برودة غرفة نومك باردة الدخول إلى مرحلة الأحلام من النوم، مما يحسن الإدراك ومزاجك العام، والذي بدوره يؤدي إلى الشعور بالانتعاش في الصباح
  • يمكنك ممارسة جميع عادات النوم الصحية، كشراء أجود الملاءات وتبريد الغرفة والنوم عاريًا، لكن كل ذلك لن يفيد إن لم تنل من النوم عدد الساعات الكافية.
  • إذا كنت تذهب للنوم بملابسك، فقد يكون النوم عاريًا أمرًا غريبًا في البداية. لهذا ينصحك الخبراء بالقيام بذلك بشكل تدريجي من خلال نزع قطعة واحدة في كل مرة خلال عدة ليال. إذا كنت تنام مع شريكك فستكون العملية برمتها أسهل وأكثر متعة.

الخلاصة

يبدو أن يومًا بعد يوم، يُظهر النوم قيمته الجمة في حياتك، فارضًا شروطه الخاصة للحصول على فوائده تلك، للدرجة التي تجعله ينفصل عن كل ما يرتبط بحياتك اليومية حتى وإن كانت ملابسك! وعلى الرغم أنه من المرجح أن النوم عاريًا ليس هو العلاج الكامل لمشكلات نومك؛ لكن يمكن أن يؤدي إلى نوم أفضل، مما يوفر الكثير من الفوائد الصحية لدرجة تصل إلى الوقاية من الأمراض.

مصادر:

ncbi
forbes

تزايد وجود الشريان الوسيط في الذراع يدلنا على استمرار التطور

غالبًا ما يستدعي تصور مظهر جنسنا البشري في المستقبل البعيد تكهناتٍ جامحة حول ميزات بارزة مثل الطول وحجم الدماغ وبشرة الجلد. ومع ذلك، فإن التحولات الطفيفة في تشريحنا اليوم توضح إلى أي مدى يمكن أن يكون التطور غير متوقع. خذ على سبيل المثال شيئًا عاديًا مثل وعاءٍ دمويٍ إضافيٍ في أذرعنا (مثل الشريان الوسيط)، والذي يمكن أن يكون شائعًا في غضون بضعة أجيال، وفقًا لاتجاهات التطور الحالية.

لاحظ باحثون من جامعة فليندرز وجامعة أديلايد في أستراليا أن الشريان الذي يمتد للأسفل خلال مركز ساعدينا (مؤقتًا) أثناء وجودنا في الرحم لا يختفي تمامًا كما كان مُسبقًا. وهذا يعني أن هنالك عدد متزايد من البالغين الممتلكين لقناة وعائية إضافية تتدفق تحت معصمهم. كان علماء التشريح يدرسون انتشار هذا الشريان عند البالغين منذ القرن الثامن عشر، وأظهرت الدراسة الحديثة أنه يتزايد بشكل واضح. وجد الشريان في حوالي 10% من الأشخاص المولودين في منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر، و في حوالي 30% من المولودين أواخر القرن العشرين. إن هذه زيادة كبيرة في فترة زمنية قصيرة إلى حدٍ ما، عندما يتعلق الأمر بالتطور.

يتشكل «الشريان الوسيط-The median artery» مبكرًا خلال التكون الجنيني في جميع البشر، وينقل الدم مارًا خلال مركز أذرعنا لتزويد أيدينا النامية بالدم.

تمر ثلاثة شرايين رئيسية في الساعد – يكون الشريان الوسيط في المنتصف.

في حوالي الأسبوع الثامن من التكون الجنيني، يضمحل الشريان الوسيط، تاركًا مهمة تزويد الأذرع بالدم لشريانين أخرين – «الشريان الكعبري-radial artery» (الذي نتحسسه خلال قياس النبض قرب المعصم) و «الشريان الزندي-ulnar artery».

عرف علماء التشريح لبعض الوقت أن هذا الاضمحلال في الشريان الوسيط ليس ثابتًا. ففي بعض الحالات، يبقى متواجدًا لمدة شهر تقريبًا. في بعض الأحيان يولد الأفراد حاملين لهذا الشريان، مع وجود تباين في مناطق تغذيته، فقد يغذي الساعد فقط، أو في بعض الحالات اليد أيضًا. لمعرفة مدى انتشار هذا الشريان، قام لوكاس وزملاؤه ماسيج هينبيرج وجاليا كوماراتيلاك من جامعة أديلايد بفحص 80 طرفًا لجثث متبرعين أستراليين من أصل أوروبي.

تراوحت أعمار المتبرعين من 51 إلى 101 عند الوفاة، مما يعني أنهم ولدوا جميعًا تقريبًا في النصف الأول من القرن العشرين. تم ملاحظة عدد المرات التي عثروا فيها على شريان متوسط ​​مكتنز قادر على حمل كمية جيدة من الدم، وقارنوا الأرقام مع السجلات البحثية القديمة، مع الأخذ في الاعتبار التعدادات التي يمكن أن تبالغ في وصف مظهر الشريان.

حقيقة أن الشريان يبدو أكثر شيوعًا بثلاث مرات الآن بين البالغين مما كان قبل أكثر من قرن، هو اكتشاف مذهل يشير إلى أن الانتقاء الطبيعي يفضل أولئك الذين يحتفظون بهذا الإمداد الدموي الإضافي. يمكن أن تكون هذه الزيادة ناتجة عن طفرات في الجينات المرتبطة بتطور الشريان الوسيط ​​أو مشاكل صحية لدى الأمهات أثناء الحمل، أو كليهما.

قد نتخيل أن وجود الشريان المتوسط ​​مستمر يمكن أن يعطينا قدرة أفضل على تحريك الأصابع أو ساعدين قويين. ومع ذلك، فإن وجوده يضعنا أيضًا في خطر أكبر للإصابة بـ «متلازمة النفق الرسغي-Carpal tunnel syndrome (CTS)»، وهي حالة غير مريحة تجعلنا أقل قدرة على استخدام أيدينا. يتطلب تحديد العوامل التي تلعب دورًا رئيسيًا في تواجد الشريان المتوسط ​​دون اضمحلال مزيدًا من الدراسة. من المحتمل أن نرى تزايدًا في أعداد هذا الشريان في السنوات القادمة. وإذا استمر هذا المنوال، فإن غالبية الناس سيحملون الشريان المتوسط ​​في الساعد بحلول عام 2100، كما يقول لوكاس.

هذا الارتفاع السريع للشريان المتوسط ​​عند البالغين لا يختلف عن عودة ظهور عظم الركبة الذي يُطلق عليه اسم «فويلة-fabella»، وهو أيضًا أكثر شيوعًا ثلاث مرات اليوم مما كان عليه قبل قرنٍ من الزمان. على الرغم من صغر هذه الاختلافات، إلّا أن التغييرات الطفيفة في «التطور المجهري-Microevolution» تضيف ما يصل إلى الاختلافات واسعة النطاق التي تحدد نوعًا حيويًا ما.

تم نشر هذا البحث في مجلة «Journal of Anatomy».

المصادر: Science Alert, lintelligencer
إقرأ أيضًا: ما دور الانتقاء الجنسي في عملية التطور؟

هل ترى ما أرى؟

سجل العديد مشاهداتهم لوجه على المريخ أو البتول مريم على قطعة خبز، نحن نميل لرؤية الوجوه في كل مكان، فنحن بارعون بتجميع الأنماط بل نحن بشكل جاد آلات تمييز للأنماط وبالأخص الوجوه فهل نرى جميعنا الكون بالطريقة ذاتها و هل ترى ما أرى؟

أنماط في كل مكان

يمتلك الانسان قدرات ذات جودة عالية في تحديد الأنماط، هناك العديد من الأمثلة كهذه الصورة والتي تظهر لك كبقع
سوداء على خلفية بيضاء.

لنسميها الكلب المنقط، والآن عاود النظر إليها من جديد.

العديد من المرات قدراتنا على تمييز الأنماط تتشكل بتوقعات محددة، فمعرفتك المسبقة لصورة الكلب المنقط تجعلك تراه كلبا منقطا، فعندما تنظر إلى صورة الكلب المنقط جميع التفاصيل التي لا تتناغم مع الكلب المنقط تختفي في الخلفية والتي تتناغم مع الكلب المنقط تبرز في الصورة، إنه الفرق بين تقوية وإبراز التفاصيل المتناغمة وتسوية غير المتناغمة مع الرسالة، حيث أن التفاصيل التي تتناغم مع توقعك ستقفز للأمام والأخرى التي لا تتناغم ستندمج مع الخلفية، هذا النوع تأثير التوقع شائع جدا في مجالات الإدراك وعلم النفس.

فبالإضافة لكون التفاصيل متشكلة مع آرائنا الخاصة المتوقعة لكنها أيضا متشكلة مع توقعاتنا العامة، لذلك عمليات كاللغة ، نحن حتى غير واعين باي نوع من التدخل. عندما تقرأ جملة، لا يقتصر إدراكنا فقط على معنى هذه الجملة لكن أيضا هناك العديد من التفاصيل الإضافية كالنحو والصرف، النطق وتركيب الجملة وهيئة الكلمة. كل هذه العمليات تتم وتُطبَق وتجري هذه التدخلات بدون أدنى إدراك لكونك تقوم بها.

مثال آخر، ستيف بينكر Steve Pinker الخبير الكبير باللغة سمح لنا بالتعامل مع هذه الظروف المزعجة وفهم هذا النص المشوش .

الأمر ذاته يعود كذلك لقدرتنا على تمييز الكتابة اليدوية وهو ما يجده البشر سهل، لكن علماء الحاسوب والباحثين في تعلم الآلة يستطيعون إخبارك عن كم المعلومات المخزنة والمعالجة التي يحتاجها الحاسوب لفهم وترجمة كتابة يدوية بسيطة على مغلف رسالة.

بشكل موضوعي، نحن نفتح أعيينا ونفهم ما كُتب لأننا كبشر نملك خبرة عظيمة مع هذا النوع من الكتابة والتي نتعامل معها بشكل يومي. نحن غير واعين بقدرتنا هذه، الجميل بهذه الأشياء أنه عندما تنظر لصورة الكلب المنقط لن تستطيع إلا أن ترى الكلب.

خطأ الإدراك؟

أنت تفشل في تمييز شيئين الأول أنك بالأساس تقوم بأي نوع من التفسير أياً كان، والثاني أن هناك العديد من الطرق الأخرى التي تستطيع بها رؤية أو سماع ما تراه وتسمعه الآن. ونطلق على هذا المفهوم خطأ الإدراك الأساسي fundamental cognitive error فكرة أنك غير قادر على تمييز أنك قمت بتفسير أو ترجمة وأن هناك مئات الطرق التي يمكن أن تفسرها.

الأمر لا يقتصر على الرؤية والسمع، ذاكرتنا أيضا من الممكن أن تتشوه، هناك العديد من المعلومات المغلوطة في كل مكان، ونحن نتلقى هذا التدفق، وسائل الإعلام تمنحك معلومة تجعلك متحيز في جهة معينة، وتختلق ذاكرة مزيفة وتعتبرها ذاكرة حقيقية تستطيع تجربتها، ما نتذكره يتشكل بمجموع خبراتنا، وبما أن الذاكرة لا تعمل ككاميرا فمن الصعب لك تحديد فيما إذا تدخلت فيها من الأساس. في هذا الرابط تحدثنا الدكتورة اليزابيث لوفتس أكثر عن الذاكرة.

هل ترى ما أرى؟

نميل للاعتقاد مع بعض الاستثناءات من الخدع التي من الممكن أن تخدعنا أننا نرى العالم كما هو بالفعل، لكن كما هو واضح، العالم لا يعمل هكذا، فكرة أن العالم هو كذلك ونحن نضيف تدخلاتنا إليه، تدعى الواقعية البريئةNaïve realism .

يقول لي روس Lee Ross بروفيسور علم النفس في جامعة ستانفورد عن مفهوم الواقعية البريئة

البشر بالضرورة يفكرون أن العالم هو على الطريقة التي نراها، يقول اينشتاين ” الحقيقة خدعة ” وما عناه بذلك أن ما نختبره في الحقيقة هو تفاعل يحصل بين غبار النجوم الذي صنعنا منه وغبار النجوم الذي حولنا. لفيزيائي العالم مصنوع من أوتار متناهية الصغر للمادة والطاقة وهو ليس الطريقة التي نرى نحن بها العالم، ما نراه كحقيقة هو طريقتنا للاستجابة للمدخلات والمعلومات، بالتأكيد سنفترص أن العالم هو كما نرى وبطرق مختلفة نحن نتلقى العالم بصور متشابهة، أنه في صالحنا أن نعتقد ذلك، لكن هذا الاعتقاد سيقودنا لمشكلة بالتحديد عندما يأتي آخرون إلى هذا العالم بتاريخ مختلف وحاجات مختلفة وتجارب مختلفة.

حقيقة أم هلاوس

يقول الباحث Jhon Vokey جون فوكي

العالم لا يبدو كما تعتقد، حتى عندما تقول أن الصخر يتكون من جزئيات، هناك مساحة كبيرة تفصل بينها، ليس هناك لون للكون اللون ناتج من عملية رؤيتنا وتلقينا للمعلومات. أنت لا ترى بالفعل ما الذي حولك. سماع أشياء لا يتفق حول حقيقة وجودها أو رؤية أشياء لا يتفق الآخرون حول صحة وجودها فهي نوع من الهلاوس، وتظهر عندما لا يكون هناك مدخلات لتؤدي إلى نتائج حول وجود شيء ما، هي إذا مشكلة في الدماغ أو بسبب خلل في كيمياء الدماغ، فعمليات الدماغ تصبح غير منظمة وتعمل أكثر من مجرد جمع بناء منطقي بل إنها تنشئه وهذا ما يجعل البعض يعانون من أمراض تجعلهم يرون أشياء غير حقيقية.

ويكمل الباحث

نحن نعطيهم معلومات كافية، هذه ليست ظاهرة العتبة لتكون أو لا تكون، إنها أنظمتك الحسية تجمع الدلائل، حيث يمكنك استخدام جميع أنواع انحيازاتك التي طورتها خلال حياتك. ليس هناك اي شيء غير اعتيادي هنا بل هو ما اعتدنا على فعله باستمرار. نحن لا نرى العالم كما هو نحن نحاول صنع شيء منطقي التنبؤ ليسمح لنا بالتصرف والتجاوب مع العالم.

للاطلاع على دراسة شيقة أجراها الباحث جون حول تأثير الرسائل المعكوسة على الوعي

مصادر

منصة edx التعليمية

Stanford.

ما تأثير الرسائل المخفية على الوعي؟

هل سبق لك عزيزي القاريء واستمعت لأغنية بالمعكوس أي بعد تشغيلها من النهاية للبداية؟ هل سمعت بعض الكلمات والجمل المألوفة؟ لست وحدك من يتمتع بهذه الموهبة فالكثير ماهرون بتأويل ما قد تقوله هذه الرسائل سواء كانت الأغنية بشكلها الطبيعي أو بالمعكوس. هل تسألت عن أثر هذه الرسائل و ما تأثير الرسائل المخفية على الوعي؟

أغنية تتسبب بالانتحار؟

قبل يومين من عيد الميلاد كان يجلس شابان في قبو بيت أحدهما، يشربان البيرة ويدخنان الماريجوانا ويستمعان لفرقة Judas Priest جوداس بريست طوال فترة الظهيرة، بعدها تناولا مسدس ومشيا إلى حديقة الكنيسة وجلسا على أرجوحة وحاولا الانتحار، نجحت محاولة أحدهما، والآخر فجر وجهه لكنه نجى. بعد سؤاله عن سبب ما قاما به، أجاب ” الحياة سيئة ” وهي إجابة غير متوقعة بين المراهقين. بعد سنوات قررت عائلتهما مقاضاة فرقة جوداس بريست وشركة تسجيلات CBS لاعتقادهم أن أغانيهم كانت السبب في انتحارهما!


الباحث في مجال علم النفس الادراكي John Vokey جون فوكي وبمشاركة زميله دون ريد Don Read في جامعة ليثبريدج Lethbridge ، قاما ببحث بسيط للتحقق فيما إذا كان هناك ما يمكن إيجاده في علم النفس يتحدث عن الرسائل المعكوسة في موسيقى الروك ولم يحالفهما الحظ، فقررا إجراء بعض الأبحاث.

تفسير محتمل

اهتمامهما لم يكن بالرسائل المبطنة في موسيقى الروك، هناك العديد من الرسائل الواضحة في أغاني الروك والتي تدعو للمخدرات بدون الحاجة لعكسها، حيث أن المراهقين عندما يسمعون الاغنية كما هي ويفهمونها؛ يرفضونها، لكن ما أثار قلقهما عندما تكون معكوسة ومن الصعب تسجيلها بوعينا ستمضي الرسالة ومعناها أيضا سيسري وهم لن يكونوا واعين بمصدرها ولن يكونوا قادرين على نسبها للتسجيل. بالتالي ستكون هذه الفكرة فقزت للدماغ عن طريق آلية غير واعية. بعد ذلك ستظهر لديهم الرسالة بدون مصدر منسوب لها سوى أنفسهم.

آلية التجربة

أرادا معرفة ما يمكن فهمه من الرسائل المعكوسة، لذا قاما بتسجيل العديد من الأصوات لمختلف الأجناس إناث او ذكور، ولمختلف الجنسيات من مختلف البلدان بمختلف اللغات الفرنسي، الألماني، والإنجليزية، سجلوا أصوات لأناس يطرحون أسئلة، وآخرين يقولون جملا خبرية. السؤال كان ما الذي يستطيع المستمع تحديده عند سماعه للرسائل المعكوسة.

يستطيع المستمعون تحديد جنس المتكلم فيما إذا كان ذكرا أو أنثى، كما يستطيع تحديد جنسيته، ولغته، وتحديد فيما إذا كان هذا الحديث بين شخصين أو متحدثين، بالمقابل لا يستطيعون التمييز بين الأسئلة والجمل الخبربة، وفيما إذا كانت الجملة بترتيبها الصحيح أو إذا كانت مبعثرة، الشيء المهم في هذه العملية هل هناك شيء يستطيع البشر إلتقاطه بدون إدراك ووعي؟ لذلك سألوا المتطوعين فيما إذا كان بإمكانهم تصنيف الجمل إلى روحية دينية أو شيطانية أو إباحية وتبين أنهم لم يكونوا قادرين على ذلك بشكل صحيح.

ماذا نفهم من هذه النتائج؟

لا يوجد أي دليل لتأثير الرسائل المبطنة أو المعكوسة على السلوك سواء كان واعيا او غير واعيا، مباشرا او غير مباشر.

مصادر

منصة edx التعليمية

ما هي أضرار المعرفة؟

لنعُد معا عزيزي القاريء قليلا في الذاكرة، ونتذكر إحدى الألعاب الشائعة التي لربما أديتها برفقة أصدقائك، حيث يقف أحدكم وينقر على سطح صلب او يهمهم ويطلب منكم تخمين النغمة التي يرددها، هل تذكر عزيزي القاريء عدد المرات التي نجحت بها في تخميناتك؟ هل تذكر التعجب الذي تبادر الى ذهنك عندما لم يستطع اصدقائك تخمين نغمتك على الرغم من سهولتها؟ صدق او لا تصدق فهذه اللعبة البسيطة قد كانت أطروحة لدرجة الدكتوراة وكانت جزء من إجابة لسؤال ما هي أضرار المعرفة؟

الدراسة

عام ١٩٩٠، طالبة الدراسة العليا في جامعة ستانفورد اختصاص علم النفس Elizabeth Newton اليزابيث نيوتن أوضحت فكرة لعنة المعرفة the curse of knowledge عن طريق دراسة لعبة بسيطة حيث تقسم المشاركين فيها الى دورين : الناقر tapper والمستمعين listener ، يطلب من كل ناقر اختيار نغمة معروفة كنغمة يوم ميلاد سعيد Happy birthday ونقر النغمة على طاولة وتقتصر هنا مهمة المستمعين على تخمين الأغنية.

خلال التجربة، تم أداء ١٢٠ أغنية، استطاع المستمعون تخمين ٣ منها بشكل صحيح أي نسبة ٢,٥% ، لكن قبل التجربة طلبت نيوتن من الناقرين توقع نسبة نجاح المستمعين بالتخمين فكانت توقعاتهم ان نسبة ٥٠% من المستمعين سيخمنون الأغنية بشكل صحيح، استطاع الناقرون إيصال رسالتهم بعد أربعين محاولة، لكن لماذا توقعوا انها ستصل بعد محاولتين فقط؟

لعنة المعرفة

عندما يؤدي الناقرون النغمات، يصعب عليهم تجنب سماع تردد النغمات بالتماشي مع نقراتهم، في الوقت ذاته فإن كل ما يمكن للمستمعين سماعه هو نوع من شفرات مورس الغريبة، ولا يلبث إلا أن يصاب الناقرون بدهشة وتعجب حول عدم قدرة المستمعين على تحديد النغمة.

الفكرة هي عندما تستمع الى النغمات كجزء من الحضور وانت تعلم ما هو الشيء الذي تبحث عنه فستكون النغمة واضحة بشكل كبير لأنك تتابع النقرات مع الموسيقى التي ترددها في داخلك. لكن عندما تستمع للنقر بدون أن تملك أدنى فكرة عن النغمة المعزوفة فستكون النغمات بالنسبة لك مجرد نقرات. من الصعب لمن يقف بين الجمهور ان يخمن النغمة بشكل صحيح لكنها ستكون للناقر واضحة للغاية.

جزء من السبب أنك لا تستطيع تحديد إذا ما كانت النقرة هي نغمة مبطئة او مطولة او التوقف بسبب فاصل في النغمات، تستطيع فقط تحديد ذلك من الداخل ولا تستطيع تحديد ذلك من منظور الجمهور.

المشكلة تكمن عندما نعلم شيئا – لنقل نغمة موسيقى – فمن الصعب لنا تخيل وتجاهل عدم معرفتنا بها، معرفتنا قد سببت لنا اللعنة، سيكون من الصعب علينا مشاركتها مع الآخرين، فليس بالأمر السهل إعادة إنشاء طبيعة دماغهم وليس من السهل وضع نفسك في حذاء الآخرين او رؤية الأمور من منظورهم وتفهم جهلهم بهذه المعرفة.

المصادر

منصةedx التعليمية

hbr

كيف تعمل ذاكرة الإنسان ؟

في لقاء مع إخصائية علم النفس الإدراكي والخبيرة في مجال ذاكرة الإنسان الدكتورة اليزابيث لوفتس Elizabeth Loftus على منصة edx التعليمية تحدثت فيه عن خصائص وميزات الذاكرة و بشيء من التفصيل قدمت لك عزيزي القاريء إجابة لسؤال كيف تعمل ذاكرة الإنسان ؟

هل يعمل دماغنا ككاميرا فيديو؟

بالطبع لا يعمل الدماغ ككاميرا او أي نوع جهاز تسجيل، نحن لا نأخذ المعلومة ونعيد تكرارها مجددا، العملية بأكملها هي أعقد بكثير، ذاكرتنا قابلة لإعادة البناء، فنحن نجمع قضمات وقطع من خبراتنا التي اكتسبناها من أحداث حدثت في اوقات وأماكن مختلفة ونبني بها ذاكرتنا، فنحن عندما نتذكر شيء نقوم بعملية تشبه الى حد كبير عملية إعادة البناء.

هل هي عملية مثالية؟ هل هي قابلة للخطأ؟ كيف تعمل ذاكرة الإنسان ؟

في غمار خوضك لتفاصيل حياتك فأنت تكسب وتمتلك خبرات وتحتفظ بقطع من المعلومات، سيتحدث اليك آخرون، ستخبر غيرهم عن تجاربك، ربما تتغذى بمعلومات خاطئة حول هذه الخبرات والنشاطات قد تغير ذاكرتك او قد تنقل وتعيد ترتيبها، ولذلك عندما تتذكر حادثة من الماضي فأنت تعيد بناءها وسيكون هناك الكثير من الأخطاء. من الممكن ان تكون ذكرياتك دقيقة بعض الشيء اذا كنت واثقا من صحتها، لكن الثقة لا تعد مؤشر جيد للذاكرة الدقيقة لأن الذكريات الخاطئة يعبرعنها بالكثير من الثقة والكثير من التفاصيل وايضا من الممكن ان يعبر عنها بالكثير من المشاعر، كما أنها تملك مواصفات مطابقة للذكريات الصحيحة، والاعتماد على هذه الصفات وحدها سيقود للإعتقاد بصدق ذكرى غير موجودة.

هل من الممكن غرس ذكرى غير صحيحة تجعل صاحبها يؤمن بأنها قد حدثت بالفعل في حين أنه لا وجود لها؟

بالطبع، لقد غيرنا ذكريات العديد حول تفاصيل احداث قد حدثت معهم، لقد جعلناهم يؤمنون ان السيارة قد تجاوزت اشارة التوقف او أن الشخص الهارب كان يملك شعر مجعد بدلا من الناعم، انه امر سهل القيام ويمكننا ايضا غرس ذكرى مزيفة لا أساس لحدوثها.

هل لأبحاثك أثر على الساحة القضائية؟

نعم، معظم الوقت الأخطاء الصغيرة في ذاكرتنا ليس له ذات الأهمية، لكن عندما يتعلق الأمر بالقضاء فالمعلومات الدقيقة لها كل الأهمية والدلائل المبنية على الذاكرة مهمة وتحتاج للحفظ والحماية لكن وللأسف في معظم الأوقات تتداخل الظروف والأشخاص وتلوث بقايا هذه الذكريات وقد تؤدي لنتائج قضائية مغلوطة.

هلا اخبرتينا عن حالات مشهورة تتعلق بالذكريات الخاطئة؟

واحدة من أشهر الحالات، حديث هيلاري كلينتون عن رحلتها الى البوسنة، حيث تحدثت عن هبوط طائرتها تحت نيران القناصة ، لكن الصور الفوتوغرافية أوضحت أن الهبوط كان مسالما للغاية، وكان هناك العديد من الأطفال حتى أن ابنة هيلاري قد تواجدت هناك. ما الذي حدث ؟ هي امتلكت ذاكرة مشوشة خاطئة، وهذه الحالة توضح أن الذكاء والتعليم ودرجة الحقوق من جامعة يال لا تحمي من الوقوع في فخ الذكريات الخاطئة.


هل بإمكاننا كتم ذكرياتنا؟ اذا حدث ما يزعجنا في طفولتنا ونرغب بنسيانه هل يمكننا كتمه ونسيانه؟

في بعض الاوقات نحن لا نفكر بأشياء لفترة طويلة ونستطيع بعد هذه الفترة تذكرها، هذا هو النسيان والتذكر الطبيعين، مفهوم الكتم انك تأخذ سنوات من الوحشية وتخفيها في اللاواعي وتفصلها بجدار عن باقي ذكرياتك، وبعد ذلك تعالجها جميعها، لا يوجد دعم علمي لهذا النوع من الإدعاءات، وحتى الان العديد يلاحقون قضائيا بسبب ادعائهم القدرة على كتم الذكريات.

هل من الممكن التمييز بين الذكريات الصحيحة والخاطئة؟

لم يحالفنا كثيرا من الحظ في الوصول لذلك، لقد تناولنا التقييم العاطفي، واظهر العديد مشاعرا كبيرة حول ذكرياتهم الحقيقية، لكن هذا لم يكن ذا فارق عندما قارننا الأمر مع الذكريات المزيفة، ربما تلاحظ صور دماغ مختلفة بين الذكريات الحقيقية والمزيفة لكن هذه الاختلافات غير واضحة، ربما تكون الذكريات الحقيقية تستمر لفترة أطول لكن لا دليل على ذلك للآن.

أخصائية علم النفس الإدراكي والخبيرة في مجال ذاكرة الإنسان الدكتورة اليزابيث لوفتس Elizabeth Loftus
أجرت أبحاث متعددة حول مطواعية الذاكرة البشرية وعُرفت بعملها حول تأثير المعلومات الخاطئة وذاكرة شهود العيان، تكوين وطبيعة الذكريات الزائفة، كما طبقت أبحاثها في ساحات القضاء. صنفت عام ٢٠٠٢ بالمرتبة ٥٨ في Review of General Psychology بين أكثر ١٠٠ باحث مؤثر في علم النفس، وحظيت بالتقييم الأعلى بين النساء.

مصدر:

منصة edx التعليمية

الذاكرة و تأثير راشومون : هل يمكننا الوثوق بذاكرتنا؟

هل تعتقد أن ذاكرتك قوية بما يكفي لاسترجاع ما يحدث أمامك الآن دون أخطاء؟ حاول أن تتذكر أي يوم مميز في حياتك. ثم اسأل من شاركوك نفس اليوم عن تفاصيله. لا تندهش عندما يسردون وقائع لم ولن تتذكرها رغم تأكديهم أنها حدثت. فلن تعرف أبدًا مدى صحة رواياتهم أو روايتك لأن الذاكرة البشرية-على عكس ما تعتقد- تتغير وتتجدد باستمرار لتخلق لكل منا نسخته الفريدة عن الواقعة ذاتها.

قصة القتيل في الغاب

اليابان في القرن الثاني عشر حيث تستمع المحكمة لشهادات الشهود حول الجثَّة التي وجدها حطَّاب في الغابة. لكنها لم تكن محاكمة عادية، إذ اختلفت الشهادات بشكل لا يُصَدَّق. كان هناك سيف، لا لم يكن هناك سيف. زوجة القتيل خانته، لا لم تخُنْه. وهكذا التَبَس عليهم أمرهم مع كلِّ شهادة جديدة، لدرجة أن ثلاثة من الشهود اعترف كل منهم أنه القاتل ولا قاتل سواه!

“من الصعب القول من هو المُخطِئ الأعظم أنتم أم أنا”

-قاطع الطرق “تاجو مارو” المتهم بقتل الرجل واغتصاب زوجته أمام المحكمة.

هذه لمحة من قصة (رينوسكي أكوتاكاوا) الممتعة التي حولها المبدع الياباني (أكيرا كوراساوا) إلى فيلم «راشومون-Rashomon»الحائز على الجائزة الأولى من مهرجان فينيسيا، وجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. جاءت تسمية “تأثير راشومون” لوصف التضارب الحادث بين شهود العَيان على نفس الحادثة. يتكرر تأثير راشومون كثيرًا في حياتنا اليومية بدءًا من الأشياء التي تضعها في مكان وتظن أنك وضعتها في مكانٍ آخر، وصولًا إلى التفسيرات المختلفة للوقائع والأحداث من مراسلي التلفاز، وغيرها من المواقف التي يصبح فيها الوصول إلى الحقيقة مستحيلًا.

الملصق الدعائي لفيلم راشومون

ماذا يربط بين الذاكرة والمثلَّجات والهاتف الصيني؟

قام علماء بتجربة يشاهد فيها المتطوعون حلقة من مسلسل تلفزيوني ثم يُسأَلون عن أحداث الحلقة بعد وقت من مشاهدتها. في خلال هذا الوقت يختار المتطوعون بين التَمرُّن على حلِّ أسئلة عن الحلقة أو لعب لُعبة Tetris. قبل الاختبار النهائي شاهد المتطوعون فيديو ملخّص لأحداث الحلقة تم تغيير بعض التفاصيل فيه عن تلك التي شاهدوها في الحلقة الأصلية بهدف تشتيتهم. في الاختبار النهائي، وجد أن إجابات الفريق الذي اختار حل الأسئلة أقل دقة بشكل ملحوظ من إجابات الفريق الذي لعب Tetris! فكيف حدث هذا؟(1)

عندما تمر بموقفٍ ما تتكون ذكرى لهذا الموقف في الدماغ على شكل روابط عصبية في الذاكرة طويلة المدى فيما يعرف بعملية «تقوية أو ضم الذاكرة-Memory Consolidation». هذا جميل فالذكرى تتحول إلى حالة غير نشطة يتم تخزينها، إلا أنك كلما استرجعت هذه الذكرَى تصبح نشطة مرة أخرى ويتم إعادة عملية ضمِّها مرة أخرى “reconsolidation”. هذا يعني أنه عند استرجاع الذكرى تصبح هشَّة وقابلة للتشوه والتغيير لبعض الوقت، تمامًا كقطعة مثلجات أخرجتها من المُجَمِّد حتى انصهرت وتشوَّهت ثم جمَّدتها مرة أخرى(2).

عملية تغير الذكرى عند استرجاعها

كلما استرجعت الذكرى كلما تغيرت واختلطت بغيرها ثم تحفظ بحالتها الجديدة إلى أن تسترجعها فتتغير من جديد وهكذا. الأمر أشبه بلعبة “الهاتف الصيني” حيث يهمس اللاعب الأول في أذن من يليه بحكاية ما، ويهمس بها الثاني للثالث وهكذا. تجد في النهاية أن القصة التي يرويها اللاعب الأخير تختلف كثيرًا عن القصة الأصلية.

رحلة الذاكرة من اليقين إلى الشك!

بدأ الاهتمام بتغيُّر الذاكرة على يد عالم النفس البريطاني «فريديريك بارتليت-Frederick Bartlett»في الثلاثينيات. ومن الغريب أن لعبة الهاتف الصيني نفسها هي التي ألهمته بالبحث في تغيّر الذاكرة. حيث قام بإجراء تجارب أوضح من خلالها تغيير ذاكرة الأشخاص لقصةٍ معينة يقرؤونَها حسب اختلاف خلفياتهم الثقافية والتاريخية(3).

كما قامت «اليزابيث لوفتس-Elizabeth Loftus»عالمة النفس والقانون بجامعة كاليفورنيا بدراسة تأثير الأسئلة الموجهة “Leading Questions” على استرجاع الذكريات لدى الشهود. يشاهد المتطوعون اصطدامًا بين سيارتين، ثم يُسأَلون عن سرعة السيارتين. وجد أنه عند سؤالِهم: كم كانت السرعة حين “تصادَمَتا” يعطون تقديرات للسرعة أعلى من تلك التي يُعطونَها حين يُسأَلون عن السرعة حين “تلامَسَتا”(3).

قام العلماء أيضًا بعدَّة تجارب على الفئران والبشر والحيوانات لِمَحوِ ذِكرَى معينة باستخدام أدوية تمنع تصنيع الروابط العصبية.

كما درسوا تأثير التَحَيُّز على الذاكرة. يشاهد المتطوعون شجارًا بين اثنين، ثم يتم تقسيمهم إلى مجموعتين. إحداهُما تروي الواقعة لشخصٍ لا يُحب أحد طرفي النزاع، والأخرى تروي لشخصٍ لا يحب الطرف الآخر. وجد أن الشهادات جاءت متباينة بين المجموعتين. ولكن المُدهِش أنه حين طُلِب من كلتا المجموعتين الإدلاء بشهادةٍ أمام شخصٍ محايد، كانت روايات شهود كل مجموعة تنتقص من الأحداث حسب تحيُّزِهم لأحد الطرفين في المرة السابقة!(4)

وتوالت الكثير من التجارب حتى وقتنا هذا مؤكدة على نفس الحقيقة: أن ذاكرتنا تُخطِئ وترتجل وتَتَبدَل تحت تأثير الكثير من العوامل. يمكنها اختلاق التفسيرات وإعادة ترتيب الأحداث، وتبديل الشخصيات بما يؤكد على تأثير “راشومون” الذي كُتِبَ عنه قبل أن تؤكده الدراسات العلمية.

نصف كوب الذاكرة المَملوء

الأمر الجيّد في تغيّر الذاكرة هو أنَّنا يمكننا تغييرها! فَكِّر في مرضَى الخوف غير المبرر أو الفوبيا، أو متلازمة توَتُّر ما بعد الصدمة. ماذا لو تَمكَّن العلاج النفسي من استغلال هشاشة الذاكرة وقت استرجاعها في تغيير الذكرى السيئة التي سببت الحالة المرضية؟ يمكن من خلال هذا التأثير إعادة كتابة الذكريات كَيْلا ترتبط بمشاعر الخوف أو التوتر مرة أخرى(5). أيضًا بدراسة الظروف والعوامل التي تؤثِّر في تغير الذاكرة يمكننا أن نضع شهادات شهود العيان في محلِّها الصحيح من حيث القوَّة أو الضعف.

يفتح تأثير راشومون أمامنا الباب كي نراجع ما نعرفه عن ذاكرتنا طوال هذه السنوات. هل كان الماضي أجمل وأكثر بركةً كما يخبرنا من عاصروه من الكبار؟ هل كنت سعيدًا حقًا في تلك الرحلة؟ أم أنك تتذكر هذا لأنك ترى ابتسامتك في الصور؟ هل كان التاريخ منصفًا في وصف الوقائع والأحداث حتى لو تحرَّى المؤرِّخون الصدق؟ حسنًا إذا وصلت إلى هنا عزيزي القارئ فأنصحك بمراقبة ذاكرتك وعدم النظر للأمور بنظرة أحادية. فذاكرتك قد اعتادت ملئ الفراغات وتبديل الأحداث واختلاق المبررات كلما استرجعتها. ليس عيبًا منها، فالعقل دائمًا يسعى لراحتك، لذا قد تجده حريصًا على أن يروي لك قصة منطقية مقبولة لديك على أن يروي ما حدث بالضبط. إذا رأيت مصابًا بداء ألزهايمر تجده يقسم على صدق ما يقول، رغم أن عقله ببساطة قد حاك له قصةً لم تحدث قط. يبقى لي أن أرشح لك فيلم Rashomon، ولا تثق فيما نقلته لك من أحداث القصَّة فلعل ذاكرتي قد خدعتني مجدَّدًا!

المصادر:
1.National Geographic
2. Wikipedia
3.The Conversation
4. Neurophilosophy
5.Scientific American

ما هي تجربة المارشميلو؟

ما هي تجربة المارشميلو؟

تعد «تجربة المارشميلو – The marshmallow test» التي قام بها البروفيسور «Walter Mischel» من جامعة ستانفورد، إحدى أشهر التجارب في مجال أبحاث علم الإجتماع، وهي تقوم على فكرة «الإشباع المؤخر – delayed gratification» حيث تقترح الدراسة وجود علاقة بين سلوك الطفل بعمر صغير ونجاحه في الحياة العملية لاحقًا.

نبذة عن تجربة المارشميلو

تقوم التجربة على فكرة وضع قطعة من المارشميلو أمام طفل، ومن ثم الطلب منه عدم أكل هذه القطعة لمدة 15 دقيقة، وبعدها سيحصل على قطعة أخرى بلإضافة لتلك الموجودة أمامه.
قامت هذه التجربة على افتراض وجود علاقة بين قدرة تحمل الطفل لهذا النوع من الإغراءات، والنجاح اللاحق في الحياة العملية ودرجة التحصيل العلمي، وقد خلصت الدراسة الى أن الأطفال الذين انتظروا المدة المدروسة، حصلوا على نتائج دراسية أفضل من أقرانهم، بلإضافة الى علاقات اجتماعية وحياة صحية أفضل.

وجود شكوك حول الدراسة

على الرغم من النتائج المرضية التي حققتها هذه الدراسة، إلا أنه قد ظهر بعض المشككين الذين اقترحوا إعادتها، وكان السبب الأساسي في رغبتهم هذه هو قلة عدد العينات التي أجريت عليها الدراسة، حيث تم اختبار حوالي تسعين طفلًا فقط، بلإضافة إلى عدم وجود تنوع في الظروف التي نشأ فيها الأطفال حيث كان جميعهم مسجلون في حضانة جامعة ستانفورد.

العلاقة بين نوع العينات المدروسة ونتائج تجربة المارشميلو

قام «Tyler Watt – تايلور وات» من جامعة نيويورك وعلماء من جامعة كاليفورنيا بإعادة التجربة ولكن هذه المرة بظروف مختلفة، حيث احتوت تجربتهم على حوالي 900 طفل، وركزوا على وجود اختلاف بينهم من ناحية العرق، ثقافة الأهل، والدخل.
وقد كانت النتائج كما توقعوا تماما، حيث وجدت الدراسة أن سلوك الطفل في التجربة له علاقة وطيدة بمستوى الدخل ونوع البيئة التي ينشأ فيها الطفل، وهذا يتناقض مع نتائج الدراسة السابقة التي قام بها والتر ميشيل.

تفسير نتائج الدراسة

تعد نتائج الدراسة الجديدة نتائج منطقية إذا ما أخذنا بعين الإعتبار نوعية العينات التي يتم دراستها، فعلى سبيل المثال، الأطفال ذوي الدخل المحدود يعتبرون وجود قطعة المارشميلو أمامهم فرصة يجب أن ينتهزوها بسبب وضعهم المعيشي السيء، فالوعود بالنسبة لهم تمثل مستقبل بعيد، أما المارشميلو التي أمامهم فهي حقيقة موجودة أمامهم يمكن أن يستغلوا فرصة أكلها.
طريقة التفكير هذه تتناقض مع أقرانهم الذين نشؤو في بيئات ذات وضع اقتصادي جيد، فحتى لو لم يحصلوا على قطعة المارشميلو الأخرى في حال انتظروا، يمكن أن يطلبوا من أهلهم الحصول على علبة كاملة لاحقًا.

مصادر أخرى تدعم هذه النتائج

تصف الباحثة الإجتماعية «رانيتا راي – Ranita Ray» من جامعة نيفادا في كتابها «The Making of a Teenage Service Class» سلوك المراهقين ذوي الدخل المحدود، حيث وجدت أنه على الرغم من الوضع الإقتصادي السيء الذي يعاني منه هؤلاء الأشخاص، إلا أنهم ينفقون معظم أموالهم على الشهوات البسيطة مثل الوجبات السريعة أو التجميل وتصفيف الشعر وشراء الثياب.

تعزى نتائج هذه الدراسات الى السلوك الذي يتربى عليه الشخص بسبب الوضع الإقتصادي السيء الذي ينشأ به، فالأهل ذوي الدخل المحدود يدللون أبنائهم عن طريق شراء أمور بسيطة كالحلوى، فهذه الأشياء الصغيرة تخفف من سوء الأوضاع المعيشية التي تمر بها هذه الفئات. بينما تقوم منهجية التربية عند العائلات التي تحصل على دخل جيد على تعويد الأطفال الإنتظار للحصول على مكافآت أكبر وهذا يخلص الى الدراسات المذكورة هنا.

المصادر:
Vox
The Atlantic

من جورج فلويد إلى الدمى السوداء، هل تحققت المساواة حقًا في أمريكا؟

من جورج فلويد إلى الدمى السوداء، هل تحققت المساواة حقًا في أمريكا؟ ما بين صرخة مارتن لوثر كينج الإبن: “عندي حلم :I have a dream”، وصرخة جورج فلويد تحت أقدام الشرطي الأمريكي في 25 مايو 2020: “لا أستطيع التنفّس :I can’t breath” أكثر من نصف قرن، تخللتها أحداث كبرى، اعتقد البعض فيها أن العنصرية قد انتهت بالكامل، لتوقظ صرخات جورج أمريكا على كابوس مُفزع حاول السياسيون الأمريكيون واحدًا تلو الآخر حجبه عن الشعب الأمريكي بشتى الطرق. الواقع الأمريكي يقول أن المساواة قد أصبحت كاملة بين البيض والسود، إذ وصل باراك أوباما الأمريكي من أصول أفريقية للحكم في 2009 ليصبح الرئيس رقم 44 للبلاد وقضى فترتين رئاسيتين حتى 2017، فكيف وصلنا إلى جورج فلويد؟ أو كما يُعنون مقالنا، من جورج فلويد إلى الدمى السوداء، هل تحققت المساواة حقًا في أمريكا؟ دعونا نضع الأمور في نصابها أولاً، ونفهم سبب الانتفاضة الحالية.

خطبة مارتن لوثر كينج جونيور i have a dream

لماذا انتفض الأمريكيين من أصل أفريقي الآن تحديدا؟

بجانب حادث فلويد، هناك عوامل اقتصادية أيضًا، فالكورونا تلقي بظلالها على الأحداث. فقد ملايين الأمريكيين وظائفهم، إذ وصل معدّل البطالة في أبريل 2020 حوالي 14.7% وبالطبع كان للأمريكيين من أصول أفريقية نصيب أكبر من غيرهم، فهم يعانون من التمييز بسبب العرق في الوظائف، فبالرغم من أن السود يمثلون 1 إلى 8 من السكان، إلا أنهم يمثلون رُبع الفقراء في الولايات المتحدة الأمريكية. فمن لا يملك مدخرات كافية تساعده بعد فقدان وظيفته سيعاني بشده حتى يحصل على وظيفة جديدة لقلة المعروض، وهو ما يمثل ضغطًا شديدًا على الكثير من الأسر الأمريكية من أصل أفريقي أكثر من غيرها، لكن هل هو الجانب الاقتصادي وحده أم أن هناك جوانب أخرى تحتاج لتسليط الضوء عليها؟ هل المشكلة في القوانين؟ أم في التركيبة السكانية؟ أم هو اليمين الأمريكي المحافظ؟ أم هي التركيبة النفسية للجماهير؟

التعليم

قد تتعدد المشكلات والأسباب وراء حادث جورج فلويد، لكن دعنا نضع أصابعنا في هذا المقال على جانب قد يغيب على الكثيرين، ألا وهو التعليم. وللتعليم في أمريكا أصول عنصرية قديمة وغريبة، وكما قال الرئيس الأمريكي جونسون في أحد مقولاته:

“التعليم ليس المشكلة، لكنه الفرصة”

إذن كيف أضاعت أمريكا تلك الفرصة؟

الفرصة التي أتاحتها الدمى السوداء

ليندا براون وطفليها

دائمًا ما نجد الدمى في محلات الألعاب أو بين أيدي الأطفال، ولكن دخلت بعض الدمى إلى واحدة من أكبر قاعات المحاكم احترامًا في الولايات المتحدة، وذلك في قضية تُعرف باسم “براون ضد مجلس التعليم” أو “Brown v. board of education”، القضية التاريخية لعام 1954 التي ألغت في نهاية المطاف الفصل العنصري تحت شعار “منفصل لكن متساوي” في الولايات المتحدة، سمع قضاة المحكمة العليا الحجج والمرافعات الشفوية وبحثوا في ملفات القضايا، لكن لم يمنعهم كل ما سبق من أن يعتبروا دمى لطفلين، أحدهما بيضاء والأخرى سوداء – أسلحة غير متوقعة في معركة مكافحة التمييز العنصري. كانت الدمى جزءًا من مجموعة من التجارب النفسية الرائدة التي قام بها الثنائي مامي وكينيث كلارك، وهما فريق يتكون من زوج وزوجة من علماء النفس الأمريكيين الأفارقة الذين كرّسوا عمل حياتهم لمكافحة التمييز العنصري ضد الأطفال وعلاجهم من آثاره.

سبب تسمية القضية يعود لفتاة تُدعى ليندا براون والتي قرر والدها أوليفر براون أن يقدّم لها في مدرسة صيفية للبيض فقط في توبيكا وهو ما قوبل بالرفض، مما دعاه لرفع القضية.

التجربة

أظهرت غالبية الأطفال الأمريكيين من أصل أفريقي تفضيلهم للدمى البيضاء بدلاً من الدمى السوداء خلال “اختبار الدمى”، وهو ما اعتبره كلاركس نتيجة للتأثيرات الضارة للفصل العنصري. ساعد عمل آل كلاركس وشهادتهما في القضية -التي أصبحت معروفة تاريخيًا باسم “قضية براون ضد مجلس التعليم”- قضاة المحكمة العليا بل والعالم كله على فهم بعض الآثار الباقية للفصل العنصري على الأطفال المتضررين. بالنسبة لكلاركس، أظهرت النتائج آثار مُدمّرة للحياة في مجتمع رافض للأمريكيين من أصل أفريقي. كانت تجربتهم، التي تضمنت دمى ذات بشرة بيضاء وأخرى سوداء، بسيطة بشكل مخادع ولم يتوقعه أحد.

د.دينيث كلارك يتابع أحد الأطفال الأمريكيين من أصل أفريقي وهو يختار في تجربة الدمي

كان على كلاركس دهن دمية بيضاء باللون البني من أجل الاختبارات، إذ لم تُصنع الدمى الأمريكية الأفريقية في ذلك الوقت بعد، ثم طُلب من الأطفال تحديد الدمى الأفضل بعدد من الأسئلة مثل: تلك التي يرغبون في اللعب بها، أو تلك التي تبدو “بيضاء”، أو “ملونة”، أو “زنجية”، أو “جيدة” أو “سيئة”. أخيرًا، طُلب منهم تحديد الدمية التي تشبههم تمامًا.

جميع الأطفال المُختبرين كانوا من السود بالطبع، وجميعهم باستثناء مجموعة واحدة التحقوا بمدارس منفصلة أي مدارس للسود فقط وفقا لقوانين عُرفت باسم قوانين جيم كرو للفصل العنصري، وتحديدًا قرار المحكمة المعروف باسم “براون الثاني”. فَضّل معظم الأطفال الدمية البيضاء عن الدمية الأفريقية. كان بعض الأطفال يبكون ويهربون من الغرفة عندما يُطلب منهم تحديد الدمية التي تشبههم، وهذه النتائج أزعجت الزوجين كلاركس لدرجة أنهم أخّروا نشر استنتاجاتهم.

هل كان قرار براون الثاني ضد الفصل العنصري أم معه؟

كان قرار براون الثاني مُصاغا للقضاء على التمييز العنصري وإلزام المقاطعات بمنح فرص تعليمية متساوية لمواطنيها دون تمييز عرقي، لكن بسبب ديباجة النص الفضفاضة ” … بأقصى سرعة ممكنة” والتي استخدمها بعض المتعصبين من أجل وقف تنفيذ القرار لسنوات والإضرار بالمواطنين الأمريكيين من أصل أفريقي.

كان لدى الزوجة مامي كلارك صلات مع النضال القانوني المتنامي لمكافحة الفصل العنصري، فقد عملت في مكتب أحد المحامين الذين ساعدوا في إرساء أسس قضية “براون ضد مجلس التعليم”. وعندما علمت (الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين أو الأفارقة الأمريكيين) NAACP بعمل آل كلاركس، طلبوا منهم المشاركة في قضية ستُدرج لاحقًا في الدعوى الجماعية المرفوعة حينها إلى المحكمة العليا. لذا توجه الزوج كينيث كلارك إلى مقاطعة كلارندون بولاية كارولينا الجنوبية لتكرار تجربته مع الأطفال السود هناك. وذكر في وقت لاحق أنها كانت تجربة مرعبة، خاصة عندما تعرّض مضيفه NAACP للتهديد في حضوره. وقال د.كينيث كلارك عن تلك التجارب: “كان علينا أن نختبر هؤلاء الأطفال”. “لقد رأى هؤلاء الأطفال أنفسهم أقل شأنًا وقبلوا الدونية كجزء من الواقع”.

لم يكن إجراء تجربة الدمى بالمحكمة أمر سهل

كان ثورغود مارشال حريصًا على استخدام تجربة آل كلاركس في أكبر قضية جماعية وهي “براون ضد مجلس التعليم”، ولكن لم يقتنع الجميع. وكتبت المؤرخة مارثا مينو ما قاله المحامي الحقوقي سبوتسوود روبنسون وهو ممثل NAACP: “من الجنون والإهانة إقناع محكمة بدمى سخيفة”. لكن المحكمة لم توافقه الرأي. شهد كينيث كلارك في ثلاث من المحاكمات وساعد في كتابة ملخص لجميع استشهادات العلوم الاجتماعية للمحاكمات الخمس التي استُخدمت في قضية المحكمة العليا. وأخبر القضاة والمحلفين أن تفضيل الأطفال الأمريكيين من أصل أفريقي للدمى البيضاء يمثّل ضررًا نفسيًا عززه الفصل العنصري. وقال أمام هيئة المحلفين في قضية بريجز (إحدى القضايا المتفرعة من القضية الرئيسية “براون ضد مجلس التعليم”، “أرى أن التأثير الأساسي للفصل هو ارتباك وتضارب المفاهيم لدى الأفراد عن أنفسهم وصورهم الذاتية”. وآمن بأن الشعور بالنقص الناجم عن الفصل كان له عواقب حقيقية مدى الحياة – عواقب بدأت قبل أن يتمكن الأطفال من معرفة أي شيء حول العِرق. كان عمل وشهادة آل كلاركس جزءًا من قضية أوسع نطاقا جمعت خمس حالات وغطت تقريبًا كل جانب من جوانب الفصل العنصري المدرسي – بالرغم من ذلك، يعتقد بعض المؤرخين بأن اختبارات الدمى لعبت دورًا ضئيلًا نسبيًا في قرار المحكمة. لكن أصداء نتائج تجربة الدمى تكمن في الرأي الجمعي لقضاة المحكمة العليا.

قرار تاريخي

كتب رئيس المحكمة ايرل وارن في حكمه التاريخي: “فصل الأطفال السود من نفس العمر والمؤهلات عن الآخرين فقط بسبب العرق، يولّد شعورًا بالدونية فيما يتعلق بوضعهم في المُجتمع، وهو ما قد يؤثر على قلوبهم وعقولهم بطريقة يمكن أن تصبح غير قابلة للمحو”. ساعد عمل كلاركس في القضاء على الفصل العنصري في الولايات المتحدة. اليوم، تُعرض إحدى الدمى السوداء في موقع براون التاريخي ضد مجلس التعليم في كانساس. لكن تبقى التحيزات العنصرية التي وثقها الزوجان في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين موجودة.

فرصة مُهدرة!

في عام 2010 ، نفّذت الـ CNN نسخة حديثة من الدراسة باستخدام صور كرتونية للأطفال وشريط ألوان أظهر مجموعة من درجات لون البشرة – ووجدت نتائج مشابهة بشكل مذهل للنتائج التي أظهرتها تجربة كلاركس. في الاختبار الجديد، اختبرت باحثة تنمية الطفل مارجريت بيل سبنسر 133 طفلاً من مدارس تحوى مزيج عرقي وشرائح دخل مختلفين. نظرت الدراسة هذه المرة إلى الأطفال البيض أيضًا. وعلى الرغم مما بدا أن الأطفال السود لديهم وجهات نظر أكثر إيجابية تجاه الدمى السوداء، إلا أن الأطفال البيض حافظوا على انحياز شديد تجاه الصور البيضاء. تقول سبنسر للسي إن إن: “ما زلنا نعيش في مجتمع يقلل من قيمة السود ويرفع من قيمة البيض” . قد لا تكون قوانين جيم كرو العنصرية موجودة في نصوص القانون ومحاكم الولايات المتحدة اليوم، ولكن التحيز العرقي ما زال موجودًا ونرى آثاره ممتدة عبر الأجيال. أهدرت الولايات المتحدة نصف قرن منذ تلك التجربة لمعرفة أهمية القضاء على التمييز العنصري للمجتمع الأمريكي ومستقبله.

عنصرية الألفية الثالثة

تغيّرت بالطبع ثقافة الإنكار لدى الأمريكّيين العاديّين بشكلٍ كبير، وهو ما أثبتته دراسات استقصائيّة على مدى عقود عديدة ماضية، تُخبرنا بأنّ هناك قطّاعات كبيرة من الأمريكيّبن تعترف بتبنّي وجهات نظرٍ تمييزيّة حتّى في أمريكا الحديثة، فعلى سبيل المثال، واحد من كل عشرة أمريكييّن أقرّ بتحيزه ضد الأمريكيين من الأصول المختلفة. كما وجد استطلاع الإيكونومست عام 2018 أنّ 17٪ من الأمريكيين يعارضون الزواج بين عرقين مختلفين، و19٪ يعارضون الزواج من المجموعات العرقية “الأخرى”، و 18٪ يعارضون الزواج من السود، و17٪ يرفضون الزواج من البيض، و15٪ يرفضون الزواج من اللاتينيين. بل ويعتقد البعض أن قوانين المجمّع الانتخابي والمسؤولة عن انتخاب الرئيس الأمريكي هي بذاتها قوانين عنصرية، فهي تمنح بعض الولايات رغم عدد السكان الكبير وزن أقل في انتخاب الرئيس بالطريقة غير المباشرة بسبب نشأتها القديمة العنصرية. كما أن فرص العائلة الأمريكية من أصول أفريقية للمعاناة من الفقر هي ضعف فرص العائلات الأمريكية البيضاء أو الأمريكيين الأسيويين، وهو ما ينعكس بالطبع على الفرص التعليمية المتاحة لهم. تلك النتائج إن تدل، فهي تدل على عنصرية متجذّرة تحتاج لمواجهة مستمرة وإجراءات أقوى للقضاء عليها، قد تتباطأ فيها الولايات المتحدة وتحتاج لمحررين جدد للقيام بهذا الدور.

لا نعتقد بأن الأمر يقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يحتاج الأمر لسرد في مقال آخر، فما رأيك عزيزي القارئ؟ إذا أجريت تجربة الدمى على أطفالك في بلدك أينما كنت، فأيهما سيختار، الدمية البيضاء أم السوداء؟

ما هي ظاهرة تعذيب الحيوانات وما أسبابها ؟

انتشرت في الآونة الأخيرة مقاطع لتعذيب الحيوانات بشكل متعمد ومتكرر ما يدفعنا للتساؤل ما سبب قيام بعض الأشخاص بمثل هذا الفعل ولأي مدى ينقاد الأنسان للدوافع غير السوية ؟

ظاهرة تعذيب الحيوانات هي إساءة معاملة الحيوان أو إهماله ومن أنواع القسوة وضع الحيونات عن عمد في المواقف التي تؤذيهم وترعبهم، بينما هنالك من يأخذ القسوة لمنحنى أخر كالإساءة الجسدية للحيوانات أو تعذيبهم حتى الموت.
هناك أسباب عديدة لممارسة الأشخاص تعذيب الحيوانات والقسوة المتعمدة منها تضحية في طقوس دينية أو تضحية “فنية” مثل قتل الحيوانات في الأفلام كما في الفلم المثير للجدل «Cannibal Holocaust»، أو اضطرابات نفسية مثل اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع أو اضطرابات جنسية، بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الأبحاث التي تبين أنه في بعض الظروف يستخدم تعذيب الحيوانات لإكراه النساء أو الأطفال والسيطرة عليهم داخل المنزل.

عندما اعتمد مكتب التحقيقات الفدرالي في السبعينات نظام يستخدم لاكتشاف وتصنيف الشخصية الرئيسية والسلوكيات الفردية بناءً على تحليل الجريمة أو الجرائم التي ارتكبها الشخص. كانت إحدى النتائج الأكثر اتساقًا التي أبلغت عنها وحدة التحقيقات الفيدرالية هي تعذيب الحيوانات والقسوة المتعمدة في مرحلة الطفولة، حيث بدا سلوكًا شائعًا بين القتلة المتسللين والمغتصبين وأولئك الذين لديهم سمات نفسية تتميز بالاندفاع والانانية ونقص الندم.

بدأ العديد من القتلة المتسلسلين مثل جيفري «داهمر-Jeffrey Dahmer» بتعذيب وقتل الحيوانات في طفولتهم، حيث اعتمد تجميع الحيوانات الميتة على الطريق وتشريح البقايا، واستمنى على الحيوانات الميتة. ومن بين القتلة الآخرين المعروفين بتعذيب الحيوانات منذ الطفولة هي قاتلة الأطفال «ماري بيل-Mary Bell» التي عرفت بقتل الحمام خنقاً، ومارسَ القاتلان «روبرت تومسون-Robert Thompson» و «إيان برادي-Ian Brady» القسوة والمعاملة الوحشية للحيوانات.

يعتبر تعذيب الحيوانات والقسوة المفرطة أحد سلوكيات المراهقين الثلاثة ويُشار إليه غالبًا بـ «ثالوث القتل-Homicidal Triad» وبالإضافة إلى سمات أخرى كالتبول اللاإرادي المستمر وإشعال النار المتعمد. يعتقد بعض علماء الإجرام وعلماء النفس أن الجمع بين اثنين أو أكثر من هذه السلوكيات الثلاثة يزيد من خطر السلوك الانتحاري لدى البالغين. كما تم إجراء بحث في بعض العوامل المساهمة في ممارسة بعض الأطفال لسلوكيات تعذيب الحيوانات والقسوة المتعمدة في مركز التدريب الدولي، وأظهرت الأبحاث أن السلوكيات في “ثالوث القتل” بما في ذلك تعذيب الحيوانات غالبًا ما ترتبط بقسوة الوالدين ومشاهدة العنف المنزلي أو إهمال الوالدين لأبنائهم.

أظهر عدد من الدراسات الإجرامية أن حوالي ثلث إلى نصف جميع القتلة الجنسيين أساءوا معاملة الحيوانات أثناء الطفولة أو المراهقة ومع ذلك أفادت معظم الأبحاث أن أحد أهم “علامات التحذير” وعوامل الخطر المتعلقة بشكل خاص بالميل إلى ارتكاب الجرائم الجنسية، هو القسوة على الحيوانات ومنها ممارسة الرغبات الجنسية على الحيوانات وتكهن باحثون آخرون أن الأفعال الحيوانية في صفوف المراهقين الذكور قد تكون مرتبطة بمشاكل البلوغ وإثبات الرجولة.

هناك “ثالوث” آخر من العوامل النفسية التي ارتبطت بـ تعذيب الحيوانات وهي ثلاث خصائص محددة للشخصية «المكيافيلية-Machiavellianism» (في مجال علم نفس الشخصية، تعتبر المكيافيلية سمة نفسية ترتكز على التلاعب بالآخرين، والفتور العاطفي، واللامبالاة بالأخلاق على الرغم أن المكيافيلية لا علاقة لها بشخصية مكيافيلي التاريخية أو بأعماله، إلا أنها سميت بهذا الاسم نسبة للفلسفة السياسية لنيكولو ماكفيلي)، النرجسية والاعتلال النفسي وما يسمى أيضاً “الثالوث المظلم”. فحصت دراسة أجراها الدكتور «فيليب كافانا-Dr. Phillip Kavanagh» وزملاؤه عام 2013 العلاقة بين سمات شخصية ثالوث الظلام والمواقف تجاه إساءة معاملة الحيوانات وأعمال القسوة على الحيوانات، ووجدت الدراسة أن سمة الاضطراب النفسي مرتبطة بإيذاء أو تعذيب الحيوانات عن قصد.

لا يوجد حل سهل لمعالجة تعذيب الاطفال للحيوانات بالنظر إلى أن معظم الأطفال يتعلمون السلوك المعادي للمجتمع من حولهم، إلا أن أفضل طريقة لمنعه هي التدريس بالقدوة؛ فالآباء هم المفتاح. بالتالي السلوك الإيجابي للمجتمع من قبل الوالدين ونماذج القدوة الأخرى تجاه الحيوانات، مثل إنقاذ العناكب في الحمام، وإطعام الطيور، ومعاملة الحيوانات الأليفة كعضو في الأسرة لديه القدرة على ترك انطباع إيجابي دائم على الأطفال.

المصادر:

The New York Times

Independent

Psychology Today

اقرأ أيضاً: هل يسبب الإجهاد العصبي أوالتوتر تحول لون الشعر إلى اللون الأبيض ؟

هل يسبب الإجهاد العصبي أوالتوتر تحول لون الشعر إلى اللون الأبيض ؟

هل يسبب الإجهاد العصبي أوالتوتر تحول لون الشعر إلى اللون الأبيض ؟

يعتقد الكثيرون أن الشيب أو تحول الشعر إلى اللون الأبيض يقتصر فقط على كبار السن إلا أنه يحدث لدى صغار السن ايضاً، فعندما تم القبض على «ماري أنطوانيت-Marie Antoinette» خلال الثورة الفرنسية، وبعد قرار إعدامها تحول شعرها إلى اللون الأبيض بين عشية وضحاها، وفي ظل فترة التاريخ الحديث، عانى «جون ماكين-John McCain» من إصابات خطيرة خلال فترة احتجازه كسجين حرب في حرب فيتنام وفقد لون شعره.

ربطت الحكايات لمدة طويلة التجارب المُرهِقة والتوتر الحاد بظاهرة شيب الشعر. ثم اكتشف علماء جامعة هارفارد، للمرة الأولى كيف تسير العملية بالضبط، حيث الإجهاد ينشط الأعصاب التي تشكل جزءًا من استجابة «الكر والفر-fight and flight response» وهي رد فعل فسيولوجي يحدث استجابة لحدث ضار أو هجوم. تم وصفه لأول مرة بواسطة العالم «والتر برادفورد كانون-Walter Bradford Cannon»، والتي بدورها تتسبب في ضرر دائم للخلايا الجذعية المُجددة للصبغة في بصيلاتِ الشعر.


يعزز هذا الاكتشاف معرفة العلماء بكيفية تأثير الإجهاد على الجسم. في الدراسة، أراد الفريق أن يفهم ما إذا كانت العلاقة بين الإجهاد والشعر الرمادي صحيحة، وبالتالي كيف يؤدي الإجهاد إلى تغيرات في الأنسجة المتنوعة.
لأن الإجهاد يؤثر على الجسم كله، كان على الباحثين أولاً تضييق نظام الجسم المسؤول عن ربط الإجهاد بلون الشعر. افترض الفريق أولاً أن الإجهاد يسبب هجومًا مناعيًا على الخلايا المنتجة للصبغة. ومع ذلك، أظهرت الفئران التي تفتقر إلى الخلايا المناعية الشيب في الشعر.
بعد القضاء على الاحتمالات المختلفة، لاحظَ الباحثون نظام الأعصاب الودي المسؤول عن استجابة الكر والفر. حيث تتفرع أعصاب الجهاز العصبي الودي في كل بصيلة شعر على الجلد، ووجد الباحثون أن الإجهاد يحفز هذه الأعصاب لإفراز المادة الكميائية نورإبينفرين أو ما يعرف بالأدرينالين، ومن ثم يتم أخذه من قبل الخلايا الجذعية المجددة للصبغة.


تعمل بعض الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر كمستودع للخلايا المنتجة للصبغة. عندما يتجدد الشعر، تتحول بعض الخلايا الجذعية إلى خلايا منتجة للصبغ وبالتالي تلون الشعر، كما وجد الباحثون أن النوربينفرين من الأعصاب الوديّة يتسبب في تنشيط الخلايا الجذعية بشكل مفرط، حيث تتحول جميع الخلايا الجذعية إلى خلايا منتجة للصبغ، مما يؤدي إلى استنزاف كبير للصبغة قبل الأوان.

لربط الإجهاد مع تحول لون الشعر إلى اللون الأبيض، بدأ الباحثون باستجابة كاملة على مستوى الجسم ثم على مستوى أنظمة الأعضاء الفردية، و ثم التفاعل من خلية إلى خلية، وصولًا إلى الديناميكيات الجزيئية. تتطلب العملية مجموعة متنوعة من أدوات البحث، بما في ذلك أساليب للتأثير بالأعضاء والأعصاب ومستقبلات الخلايا.
اكتشف الفريق من خلال هذه الدراسة قدرة الخلايا العصبية على التحكم في الخلايا الجذعية ووظيفتها، ويمكنها تفسير كيفية تفاعلها على المستوى الخلوي والجزيئي وبالتالي ربط الإجهاد كمسبب لشيب الشعر.
سلطت النتائج الضوء على مدى التأثيرات الواسعة التي يسببها الضغط على الأعضاء والأنسجة المختلفة. سيمهد هذا الفهم الطريق لدراسات جديدة تسعى إلى تعديل أو منع الآثار الضارة للإجهاد.
أحد مؤلفي الدراسة هو «Ya-Chieh Hsu»، بروفيسور الخلايا الجذعية والبيولوجيا التجديدية في جامعة هارفارد.

المصادر: Knowridge Science

Nature

اقرأ ايضاً : هل استطاعت المملكة المتحدة ايجاد لقاح لفيروس كورونا ؟

هل استطاعت المملكة المتحدة إيجاد لقاح لفيروس كورونا ؟

أعلنت الحكومة البريطانية عن اختبار لقاح لفيروس كورونا في المملكة المتحدة، حيث أعلن وزير الصحة «مات هانكوك-Matt Hancock» أن التجارب البشرية للقاح فيروس كورونا في جامعة أكسفورد ستبدأ يوم الخميس، وقال أحد أعضاء فريق أكسفورد إذا نجحت التجارب، فقد تكون ملايين الجرعات من اللقاح متاحة للأستخدام بحلول خريف هذا العام، ويعتبر تطور يشير إلى بداية سيطرة العالم على تفشي المرض الذي أودى بالفعل بحياة 175000 شخص وتسبب في أضرار اقتصادية مدمرة.

وفي حديثه في المؤتمر الصحفي اليومي «لداونينج ستريت-Downing Street» قال هانكوك إن الحكومة تحاول قدر المستطاع البحث عن لقاح وأعلن أنه سيقدم 20 مليون جنيه إسترليني إلى فريق أكسفورد للمساعدة في تمويل تجاربه السريرية، مع زيادة 22.5 مليون جنيه إسترليني للباحثين في «امبريال كوليدج لندن-Imperial College London».

على الرغم من وقت التطور الطبيعي الذي يبلغ 18 شهرًا أو أكثر للقاح، يعتقد باحثو أكسفورد بقيادة الأستاذة «سارة جيلبرت-Sarah Gilbert l» أن الإنتاج على نطاق واسع يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من سبتمبر.

قال السيد هانكوك إن الحكومة ستستثمر الآن في القدرة التصنيعية بحيث إذا كان لقاح أكسفورد أو إمبريال يعمل بأمان، فسيتم إتاحته للجمهور البريطاني في أقرب وقت ممكن.

جاء التطور على النحو التالي:

ارتفع عدد وفيات المملكة المتحدة في المستشفيات إلى 17337 حالة وفاة، إضافة إلى ذلك 828 حالة وفاة من مرضى فيروس كورونا.
أظهرت أرقام مكتب الإحصائيات الوطنية أن الأسبوع الماضي يوم 10 أبريل كان الأكثر دموية في إنجلترا «وويلز-Wales» منذ عام 2000، حيث ثبتت 18،516 حالة وفاة بفيروس كورونا.

عن «داونينج ستريت-Downing Street» “بالتأكيد نقف وراء هدف السيد هانكوك بإجراء 100 الف أختبار يومي للفيروس التاجي بنهاية أبريل، على الرغم من إجراء 18206 اختبارًا فقط في آخر 24 ساعة.”

أوضح البروفيسور «أندرو بولارد-Andrew Pollard»: “إذا نجحت التجارب، فستكون هناك عقبة فنية كبيرة أمام رفع جرعات اللقاح إلى عشرات الملايين أو حتى المليارات التي يحتاجها العالم، وتعتبر عملية تصنيع مثل هذه الكميات الكبيرة من اللقاحات عملية مختلفة، تعتبر القدرة على القيام بذلك حول العالم محدودة للغاية، إن مشروع أكسفورد حصل على تقدم كبير من خلال العمل الذي تم بالفعل على «الفيروسات التاجية-Sars and Mers» بعد تفشي المرض في السنوات الأخيرة. علاوةً على أنه حينما ظهر هذا الفيروس الجديد، كان هناك بالفعل عمل جار في أكسفورد بشأن فيروس كورونا «فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية- Mers» وكان هناك لقاح تتم تجربته على البشر، وكما تم اكتشاف الشفرة الوراثية من الفيروس التاجي الجديد في يناير وكان من الممكن العودة إلى تلك الشفرة الوراثية وجعل هذه اللقاحات الجديدة ممكنة. لقد تم تطوير اللقاحات في المختبر ونقلها إلى منشأة تصنيع في أكسفورد لجعل الجرعات الأولى جاهزة للتجارب، لكن تجربة أكسفورد لم تكن مضمونة لإنتاج لقاح ناجح، من هنا يجب أجراء التجارب السريرية من أجل تحديد مدى نجاح اللقاحات ومدة الحماية التي توفرها اللقاحات إذا ثبتت قدرتها على الحماية.”
حذر أستاذ الصحة العالمية في إمبيريال «ديفيد نابارو-David Nabarro» المبعوث لمنظمة الصحة العالمية، من عدم احتمالية تطوير لقاح آمن وفعال للمرض، وأنه قد يتعين على البشرية إيجاد طرق للتعايش مع هذا الفيروس كتهديد مستمر.

وحذر السيد هانكوك: “بأنه لا يوجد شيء مؤكد بشأن هذه العملية، حيث يعتبر تطوير اللقاح مسألة تجربة قابلة للخطأ والمحاولة مرة أخرى، وهكذا تجري عملية تطوير اللقاحات، ثم أكَد للبروفيسور «جيلبرت-Gilbert» والأستاذ الإمبراطوري «روبن شاتوك-Professor Robin Shattock» أن الحكومة ستدعمهم إلى أقصى درجة وستوفر لهم كل الموارد التي يحتاجونها لمنحهم أفضل فرصة ممكنة للنجاح في أقرب وقت ممكن، وإلى جانب ذلك عبرَ عن المكاسب الأقتصادية الهائلة التي ستحصدها المملكة المتحدة إذا كانت أول من يستطيع إطلاق لقاح يمكن أن يحمي العالم كله ضد «فيروس كورونا-Covid-19». على المدى الطويل، فإن أفضل طريقة لهزيمة الفيروس التاجي هي من خلال اللقاح، فهو مرض جديد وعلم غير مؤكد، لكنني متأكد من أننا سنقدم كل ما لدينا من أجل تطوير اللقاح، وإن المملكة المتحدة في طليعة الجهود العالمية لقد وضعت أموالًا أكثر من أي بلد آخر في البحث العالمي عن لقاح، وعلى الرغم من الجهود المبذولة في جميع أنحاء العالم يجري هنا تطويران رئيسيان للتطعيمات.”

في حين أن الآمال بتحقيق تقدم كبير في اللقاح تتصاعد ألا أنه شدّدَ على عدم الإستهانة في إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي. فالفيروس التاجي عدو قوي إلا ان براعة الإنسان أقوى، كل يوم يتحسن العلم ويتقدم خطوة، وبالتالي نجمع ونفهم المزيد من المعلومات حول كيفية هزيمة المرض، ولكن في غضون ذلك، يجب علينا البقاء في المنزل، وحماية هيئة الخدمات الصحية الوطنية و منقذين الأرواح.

المصدر:

Independent

اقرأ أيضاً: أبل وجوجل في مواجهة الكورونا بتطبيق جديد

لماذا لا تتجدد جميع أعضاء الجسم ؟

لماذا لا تتجدد جميع أعضاء الجسم ؟

لقد حاول العلماء بالفعل الإجابة على هذا السؤال لفترة طويلة وبعد سنوات عديدة من البحث استطاعوا فهم كيف يتم  تجدد أعضاء الجسم .
ينبغي اولاً ان نسأل ما هي الخلايا؟ يتكون الجسم من الخلايا التي يطلق عليها الحجر الاساس للطبيعة. تشبه الخلايا قطع «الليغو-Lego» مثلما قطع الليغو متنوعة تتنوع الخلايا في الأشكال والألوان ويمكن للخلايا أيضًا القيام بالكثير من الأشياء المختلفة.
الجلد العضو الاكبر في الجسم مصنوع من خلايا مختلفة بعضها يصنع الشعر، والبعض الآخر مسؤول عن إظهار الندبات عند التعرض للدغة وغيرها من الخلايا، والدم أيضا مصنوع من خلايا مختلفة، حيث تعطي خلايا الدم الحمراء لونه الأحمر.
الا ان هنالك أنواع من الخلايا الموجودة في أجسامنا خاصة جدًا لقدرتها على التضاعف ليس هذا فقط، حيث يمكن لهذه الخلايا الخاصة أن تتحول إلى خلايا أخرى كذلك. اسم هذه الخلايا الخاصة هو “الخلايا الجذعية”، وهي المفتاح لتجديد أعضائنا.

ما هي الأعضاء التي يمكن أن تجدد نفسها؟

التجدد يعني قدرة الأعضاء على أعادة بناء نفسها بعد تعرضها للتلف الناجم من تعرضنا للإصابة أو حالة مرضية شديدة.
تحتاج الأعضاء مثل البشرة إلى التجدد كثيرًا، فالخلايا الجذعية للجلد تنتج خلايا جديدة عند تلف الخلايا القديمة.
تعتبر خلايا الكبد جيدة جدًا في تجديد نفسها لأنها أيضًا يمكنها تكوين خلايا جديدة تسمى «خلايا الكبد-hepatocytes». تبدأ خلايا الكبد في التكاثر عند تلف الكبد حيث تعمل عمل الخلايا الجذعية.
الأمعاء تتجدد أيضا طوال الوقت، حتى عندما نكون بصحة جيدة؛ لان الأمعاء تفقد بعض الخلايا عند هضم الطعام، لكن الخلايا الجذعية في الأمعاء تتكاثر للحفاظ على عمل هذا العضو المهم بشكل جيد.

هل توجد أعضاء غير قادرة على التجديد؟

لا يستطيع الدماغ تجديد نفسه جيدًا لأنه عندما يتلف الدماغ تجد خلاياه صعوبة في تكوين خلايا جديدة؛ لأن الدماغ يحتوي على عدد قليل جدًا من الخلايا الخاصة، أو الخلايا الجذعية.
في السنوات الأخيرة، وجد العلماء أن بعض مناطق الدماغ يمكن أن تتجدد. لكن ما زلنا بحاجة إلى إجراء المزيد من البحوث لفهم كيفية عمل هذا بشكل أفضل.
نحن نعلم أن الدماغ أفضل في تجديد نفسه في مراحل الطفولة منه في مراحل الشيخوخة.

المصدر:

the conversation 

اقرأ ايضاً: الزائدة الدودية واستئصالها الذي أصبح من الماضي

هل استطاعت تايلاند ايجاد علاج لفايروس كورونا ؟

في مؤتمر عقد يوم الاحد وُضح فيه كيف استطاعت تايلاند ايجاد علاج لفايروس كورونا حيث ورد في صحيفة «رويترز-Reuters» بانكوك: صرحَ الاطباء التايلانديون عن نجاحهم في علاج الحالات الشديدة لفيروس كورونا الجديد بواسطة مزيج من أدوية الانفلونزا وفيروس نقص المناعة المكتسبة، وأظهرت النتائج الأولية تحسنا كبيرا بعد ٤٨ ساعة من تطبيق العلاج.

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=JLCvRILRM2k[/embedyt]

قال أطباء من مستشفى «راجافيثي-Rajavithi» في بانكوك إن نهجاً جديداً في علاج فيروس كورونا قد أدى إلى تحسين حالة العديد من المرضى تحت رعايتهم، بما في ذلك امرأة صينية تبلغ من العمر 70 عامًا من «ووهان-Wuhan» ثبتت إصابتها بالفيروس لمدة 10 أيام.

يشمل العلاج بالعقاقير مزيجًا من الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية، «لوبينافير وريتونافير-lopinavir and ritonavir» بالاشتراك مع عقار «أسيلتاميفير-oseltamivir» المضاد للانفلونزا بجرعات كبيرة.فهل

قال الدكتور «كريانجسكا أتيبورنوانيتش-Kriangska Atipornwanich»، أخصائي الرئة في راجافيثي:
“هذا ليس العلاج، لكن حالة المريض تحسنت بشكل كبير. منذ تأكيد الأصابة لمدة عشرة أيام تحت رعايتنا، اذ أصبحت نتيجة الفحص بعد تطبيق هذا المزيج من الأدوية سلبية في غضون ٤٨ ساعة”

“التوقعات جيدة ولكن لا يزال يتعين علينا القيام بمزيد من الدراسة لتحديد أن هذا المزيج من الأدوية يمكن أن يكون معيارًا يؤخذ به”.

يدير مسؤولو الصحة الصينيون عقاقير فيروس نقص المناعة البشرية والإنفلونزا لمكافحة فيروس كورونا، وقال الأطباء التايلانديون يبدو أنه استخدام مزيج من الأدوية الثلاث يحسن العلاج.                                              وقال طبيب آخر إن اتباع نهج مشابه لدى مريضين آخرين أدى إلى أصابة احدهم بالحساسية إلا أن الآخر أظهر تحسناً ملحوظاً.

وقال «سومساك أكشليم-Somsak Akkslim»، المدير العام لقسم الخدمات الطبية: “لقد اتبعنا الإجراءات الدولية، لكن الطبيب زاد جرعة إحدى العقاقير”، في إشارة إلى دواء الأنفلونزا أوسيلتاميفير.

سجلت تايلاند ١٩ حالة من فيروس كورونا، ومن بين المرضى التايلانديين تعافى ثمانية منهم وعادوا إلى منازلهم بينما لا يزال ١١ منهم قيد العلاج في المستشفيات.

وقال سومساك إن وزارة الصحة ستجتمع يوم الاثنين لمناقشة العلاج الناجح في حالة المرأة البالغة من العمر 70 عامًا، إلا أنه لايزال من السابق لأوانه القول إن هذا النهج يمكن تطبيقه على جميع الحالات. “في البداية، سوف نطبق هذا النهج فقط على الحالات الشديدة”.

المصدر: Reuters

اقرأ أيضاً: هل يتساقط الثلج على سطح المريخ ايضاً؟

Exit mobile version