مارتن لوثر كينج: محطات من حياته وكفاحه ضد العنصرية

يعد مارتن لوثر كينج واحدًا من أشهر رموز النضال ضد العنصرية، وأشهر من نادى بحقوق الأمريكيين الأفارقة في الولايات المتحدة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. كان زعيمًا ضد العنصرية وقائدًا من قادة الإنسانية.

طفولة متقلبة

ولد مارتن لوثر كينج الابن في 15 يناير عام 1929 في الولايات المتحدة الأمريكية، بالتحديد في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، لأب يحمل نفس الاسم. [1]

كان اسم والده الحقيقي مايكل. وهو الاسم الذي أعطاه لولده الجديد قبل أن يقرر تغييره ليصبح مارتن لوثر كينج تيمنًا بالراهب الألماني مارتن لوثر مؤسس الكنيسة البروتستانتية اللوثرية. وبالتبعية غير اسم ولده وبطل قصتنا من مايكل ليصبح مارتن لوثر كينج الأبن.

كانت عائلته ميسورة الحال، ومتمسكة بالتعاليم المسيحية. فنشأ في بيئة قائمة على تلك التعاليم. كان والده وجده من وُعاظ الكنيسة المعمدانية -إحدى الكنائس البروتستانتية-. وكانت والدته ألبيرتا تعزف البيانو في كنيسة الحي. أما عن العائلة فكانت تعيش في حي Sweet Auburn. والذي كان يعد وقتها من أكبر الأحياء المدججة بالكنائس الخاصة بأصحاب البشرة السمراء. كانت عائلة كبيرة ومليئة بالدفء الأُسري مما جعله يحظى بطفولة سعيدة وتعليم مدرسي له مكانته. [1]

صدمة ودهشة

على الرغم من الاستقرار الذي حظى به في ريعان صباه. إلا أن طفولته المستقرة لم تصنه من تلقي بعض الصدمات في أولى فترات حياته. ففي سن السادسة وعندما كان طالبًا في سنته المدرسية الثانية، انهالت عليه وُبل العنصرية فكلما اقترب ممن هم في سنه من الأطفال ليلعب معهم، ابتعدوا عنه مبررين له ذلك برفض آباءهم اللعب مع ذوي البشرة السمراء. أما عن الصدمة الثانية، فجاءت في سن الثانية عشر عندما توفيت جدته بأزمة قلبية مما دفعه لمحاولة انتحار باءت بالفشل -لحسن الحظ- عن طريق القفز من الطابق الثاني لمنزل العائلة. [1]

أظهر مارتن نبوغًا في الدراسة وكان متفوقًا بشكل لافت، لدرجة أنه حصل على منحة دراسية بجامعة مورهاوس في سن الخامسة عشر. ذهب مارتن إلى شمال الولاية ليدرس بجامعته الجديدة ليُفاجئ بانعدام العنصرية تقريبًا هناك.

كانت تلك هي المرة الأولى التي يختلط فيها بطلنا بالثقافات المختلفة وذلك القدر من التفتح لدرجة أنه أرسل رسالة لوالده يخبره فيها بالوضع الجديد متعجبًا “الزنوج وأصحاب البشرة البيضاء يذهبون لنفس الكنائس. أنا لم أكن أبدًا لأتصور أن من هم من نفس عرقي يمكنهم الأكل في أي مكان.” [1]

أراد مارتن لوثر أن يصير طبيبًا أو محاميًا، فقرر دراسة المجالين. لكن والده ألح عليه أن يصبح مسؤولًا في الكنيسة المعمدانية فانساق كينج وراء رغبة والده. فبعد تخرجه من الجامعة عام 1948، ذهب إلى ولاية بنسلفانيا ليدرس اللاهوت ويحصل على درجة الماجستير فيه من معهد Crozer Theological Seminary. تأثر مارتن لوثر هناك بالكثير من أفكار وتعاليم المهاتما غاندي. كما تأثر بعلماء اللاهوت المعاصرين وقتها. [2]

كلوديت وباركس يشعلان فتيل البداية

بدأت رحلة كفاح مارتن ضد العنصرية من ولاية آلاباما في 2 مارس عام 1955. بالتحديد في إحدى حافلات الولاية والتي كانت تستقلها الطالبة ذات الخمسة عشرة ربيعًا. كلوديت كولفين. كانت كلوديت عائدة من المدرسة فاستقلت حافلة النقل العام وجلست في أحد صفوفها هي وزميلاتها الثلاثة. كان الأمر طبيعيًا والحافلة فارغة تقريبًا وبمرور الوقت أخذت الحافلة تمتلئ شيئًا فشيئًا إلى أن ازدحمت. ومع صعود الركاب وبالتحديد ذوي البشرة البيضاء، أخذ السائق يطلب من أصحاب البشرة السمراء التخلي عن مقاعدهم ليجلس أقرانهم البيض. نفذت زميلات كلوديت الأمر وتخلين عن مقاعدهن. ولكن كلودت أبت. [3]

أحضر السائق الشرطة والتي اعتقلت الطالبة لمخالفة قانون الولاية العام وقتها. انتزعت الشرطة كلودت من مقعدها بالقوة وكبلوها بالأغلال.

أما عن الحادثة الثانية، والتي نالت شهرة تخطت الحادثة الأولى بكثير رغم التشابه الهائل بين القصتين مع اختلاف الأسماء، فكانت من بطولة رزوا باركس. تلك القصة حدثت بعد تسعة أشهر من الحادثة الأولى.

استقلت روزا باركس -42 عام وقتها- الحافلة بعد يوم شاق من العمل وجلست في الصف الأول من صفوف ذوي البشرة البيضاء في منتصف الحافلة. كان قانون مدينة “مونتجومري” بولاية آلاباما يسمح للسائقين بتقسيم الركاب بالتساوي على المقاعد مع الفصل بينهم، ليجلس أصحاب البشرة البيضاء في الأمام، والسمراء في الخلف. [4]

وكما حدث في قصتنا الأولى، امتلأت الحافلة وأمر السائق أصحاب البشرة السمراء بالتخلي عن مقاعدهم وأن يلتزموا بالجزء الخاص بهم في مؤخرة الحافلة. تركت 3 سيدات مقاعدهن -نفس عدد السيدات في القصة الأولى- ورفضت روزا الأمر.

أعرب السائق عن انزعاجه قائلًا “لماذا لا تتركين مقعدك؟” لترد عليه روزا “أنا لا أعتقد أنه عليًّ أن أتركه”، أحضر السائق الشرطة والتي اعتقلت روزا والتي أُخرجت بكفالة في نفس اليوم، وبعد أسبوع تم تغريمها أربعة عشرة دولارًا. [1]

بداية الحراك

في الليلة التي اعتقلت فيها روزا، قام “رئيس الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين”، إدجر نيكسون، بتنظيم مقاطعة ضد حافلات المدينة. اُختير مارتن لوثر كينج ليكون قائدًا لهذه المقاطعة كشاب عفوي تمت تنشئته على أسس صلبة، كما أن حقيقة أن له أعداءً في ذلك المجتمع الجديد الذي ولجه للتو ستعطيه مصداقية أمام مؤيديه من أصحاب البشرة السمراء. [1]

أشعل أول خطاب من مارتن لوثر حماسة المحتجين. نص خطاب كينج على التالي: “ليس أمامنا خيار سوى الاحتجاج. لقد صبرنا كثيرًا، لدرجة أننا أعطينا إخوتنا من ذوي البشرة البيضاء الشعور بأننا أحببنا الطريقة التي تمت معاملتنا بها. ولكننا هنا اليوم لنحرر أنفسنا من الصبر الذي لا يجعلنا نصبر سوى على الحرية والعدالة”. براعة مارتن وفصاحته جلبت له الكثير من المؤيدين الذين تحملوا 382 يومًا -مدة المقاطعة- من المضايقة، والعنف، والتخويف، لدرجة أن كلًا من مارتن ونيكسون تم التهجم عليهم وعلى منازلهم، وهددت حياتهم وأسرتهم بالقتل.

بعد نجاح المقاطعة، قرر مارتن عقد مؤتمر سُمي بمؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية SCLC لينشر من تعاليمه ضد العنصرية كما ألقى العديد من المحاضرات في جميع أنحاء الولايات. وفي عام 1959، تم استقباله بحفاوة هو وفريقه بواسطة رئيس الوزراء الهندي وقتها، وأُثني عليه بسبب تأثره بغاندي وتعاليمه. [1]

أصبح مارتن أحد أقوى الأسلحة في وجه العنصرية، وأحد أهم رموز النضال من أجل الحرية في البلاد. كان كينج مُلهمًا بأفريقيا وتحدث عنها كثيرًا؛ “إن نضال التحرير في إفريقيا له التأثير الدولي الأكبر على الطلاب الزنوج الأمريكيين”.

“كما تمكن الأفريقيون من كسر الاستعمال، يمكن للزنوج الأمريكيين أن يكسروا قوانين جيم كرو العنصرية” [2]

مارتن لوثر كينج لديه حلم

في سن الخامسة والثلاثين -قبل وفاته بأربع سنوات-، فاز مارتن لوثر بجائزة نوبل للسلام، ليصبح بذلك أصغر من يفوز بهذه الجائزة وقتها. وعندما تم إبلاغه بالخبر، صرح أنه سيتبرع بالجائزة المالية والتي قُدرت ب 54.123 ألف دولار إلى حركات الإصلاح المدني. [5]

في عام 1957، وتحت نصب محرر العبيد في أمريكا، أبراهام لينكولن، ألقى مارتن لوثر خطبته الشهيرة أمام نحو 30 ألف شخصًا. استلهم كينج خطبته من “إعلان تحرر العبيد” الذي أعطى الحرية لملايين العبيد في عهد لنكولن، وجاء ملخص الخطاب في أن صاحب البشرة السمراء ما يزال يفتقد حريته، حتى بعد مئة عام من الإعلان التاريخي.

بعدما انتهى من خطبته، وبينما يترجل من على المنصة، إذ بمهاليا جاكسون “ملكة الموسيقى المسيحية” تصيح ب “أخبرهم عن حلمك يا مارتن” ليرد صاحبنا بأنه يحلم بالمساواة والحرية على أرض العبودية والكراهية.

في عام 1999 أُجرى استطلاع اختير فيه خطاب مارتن كأهم خطاب في القرن العشرين، ليتساوى مارتن مع العظماء الأمريكيين.

مات جسدًا وبقي روحًا

قبل شهور من اغتياله، اهتم كينج بالشأن الاقتصادي الأمريكي ودوره في عدم المساواة بين المواطنين. فقام بتنظيم حملة خيرية للفقراء، فسافر إلى مدينة ممفيس بولاية تينيسي في مارس 1968 ليساعد عمال الصرف الصحي المضطهدين بالمدينة على الإضراب عن العمل. وفي تلك الأثناء، ومع العنف القائم توفي أحد الأمريكيين الأفارقة. حزن كينج حزنًا شديدًا ونذر أن يعود في الشهر المقبل.

حل الشهر المقبل، وبالتحديد يوم 3 أبريل، ألقى مارتن خطبته الأخيرة قبل أن يحين أجله. في السادسة مساءً يوم 4 أبريل عام 1968 عندما أردته رصاصة قتيلًا من بلكونة الطابق الثاني في غرفة فندق لورين في نفس المدينة (ممفيس). أصابت الرصاصة فكه وآلمت حبله الشوكي. نقل مارتن إلى المشفى إثر تلك الحادثة، ولكن لسوء الحظ فقدنا مارتن لوثر كينج. [6]

قادت البصمات على السلاح إلى المجرم جايمس إيرل راي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد، ولكنه هرب من سجنه في ولاية ميسوري في أبريل 1967، ولكن ال FBI لم تتركه فعثرت عليه بعد أن انتحل جواز سفر كندي. [6]

عُثر على المجرم في مطار لندن وتم القبض عليه ليمتثل أمام المحكمة ويعترف بالقتل تجنبًا للإعدام بالكرسي الكهربائي. وحكم عليه ب 99 عاما. حاول المجرم أن يثير بعض المؤامرات بعدها ليزيح عنه التهمة. ولكن عشرات الأدلة كانت ضده. مثل البصمات على السلاح وشهادة أصدقائه بأنه عنصري وأنه أخبرهم برغبته في قتل مارتن لوثر كينج. [6]

حضر الجنازة عشرات الآلاف من الأمريكيين وأصبح مارتن لوثر كينج جونيور أحد أهم الحقوقيين في الولايات المتحدة.

أهم إنجازات مارتن لوثر كينج في نقاط

  1. صنفته مجلة تايم كرجل العام في 1963.
  2. كان السبب الرئيسي -بجانب إبراهام لنكولن- وراء استرداد الأمريكيين الأفارقة لحقوقهم.
  3. أصبح أصغر فائز بجائزة نوبل عام 1964.
  4. كان أول رئيس ل SCLC.
  5. قاد المقاطعة ضد حافلات مونتجومري والتي كانت شرارة الحرب ضد العنصرية.

المصادر

1- Biography
2- Britannica
3- The Guardian – Rosa Parks
4-Biography – Claudette Colvin
5- The Nobel Prize
6- History

تاريخ العنصرية في امريكا

تاريخ العنصرية في امريكا

توالت الممارسات العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية منذ الوهلة الأولى لتأسيسها. وطالت هذه الممارسات العديد من الأعراق والأجناس كالهنود الحمر والأمريكيين ذوي الأصل الياباني والأمريكيين ذوي الأصل الأفريقي وتنوعت أهدافها ما بين الاستغلال الاقتصادي والسعي لإثبات فكرة سمو العرق الأبيض وتميزه عن سواه من الأعراق. في هذا المقال سنأخذك في جولة تاريخية تتعرف فيها عن نماذج من تاريخ العنصرية في امريكا.

 العنصرية ضد السكان الأصليين

بمجرد وصول المستكشفون الأوربيون لشواطئ أمريكا الشمالية، قام الوافدون الجدد على المنطقة بسلسة أعمال ممنهجة لإخضاع السكان الأصليين وغزو أراضيهم. أعتقد الأوربيون بأن السكان الأصليين متوحشون ووثنيون فسعوا إلى إجبارهم على اعتناق مبادئ الحضارة الأوروبية ونشر التعاليم المسيحية بالقوة. أدت تلك الأعمال إلى إبادات جماعية بحق السكان الأصليين وتهجيرهم من أراضيهم إضافة إلى محاولات القضاء على الإرث الثقافي للسكان الأصليين  فضلاً عن الاستيعاب القسري من خلال مؤسسات مثل المدارس السكنية وإنشاء “المحميات الهندية”. بالإضافة إلى ذلك ، سعوا إلى تكوين صور نمطية من خلال الأعمال السينمائية ووسائل الإعلام على أن السكان الأصليين متوحشون ومتعطشون للدماء وذلك تبريرًا لجرائمهم. وتُعد مجزرة غنادينهوتن من أشهر المجازر التي اُرتكبت بحق الهنود الحمر. فنتيجة للازدراء والعنصرية المتزايدة ضد السكان الأصليين ، أقدمت مجموعة من رجال الميليشيات البيضاء  في عام 1782على قتل 96 من هنود ديلاوير المسيحيين في ولاية  بنسالفينيا، حيث قاموا بضربهم حتى الموت باستخدام مطرقات خشبية وفؤوس. ولكي تتخيل عزيزي القارئ حجم المجازر التي ارتكبت بحق السكان الأصليين يكفي أن تعرف الإحصائية التالية: أصدرت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 1500 تصريح لشن الحروب والغارات على الهنود الحمر ونتيجة لذلك تقلص عدد سكان الهنود الحمر مع نهاية آخر حرب في آواخر القرن التاسع عشر إلى 283000 نسمة وذلك من أصل حوالي 5 مليون إلى 15 مليون نسمة من السكان الأصليين الذين كانوا يعيشون في أمريكا الشمالية عندما وصل إليها المستكشف كولومبس عام 1492.

مجزرة غنادينهوتن عام 1782

جماعة كو كلوكس كلان العنصرية

تأسست جماعة «جماعةكو كلوكس كلان-ku klux klan» -أو ما تُعرف اختصارًا ب«KKK»- إبان الحرب الأهلية الأمريكية التي انتصر فيها الشمال على الجنوب. جاء تأسيس هذه الجماعة كردة فعل على قوانين إلغاء العبودية التي سنتها الحكومة الاتحادية الأمريكية وتمددت لتشمل كل ولاية جنوبية تقريبًا بجلول عام 1870 وأصحبت رمزًا لمقاومة الجنوبيين لسياسات عصر إعادة الإعمار التي تبنها الحزب الجمهوري آنذاك والتي تهدف لتحقيق المساواة السياسية والاقتصادية لذوي البشرة السوداء. وشن أعضاؤها حملات سرية من الترهيب والعنف موجهة ضد الزعماء الجمهوريين البيض والسود على حدٍ سواء. وعلى الرغم من تمرير الكونغرس قانونًا يهدف إلى الحد من إرهاب جماعة كلان، إلا أن الجماعة رأت أن هدفها الأساسي -استعادة سيادة البيض -تحقق من خلال الانتصارات الديمقراطية في المجالس التشريعية للولايات عبر الجنوب في سبعينيات القرن التاسع عشر. بعد فترة من التراجع، أعادت الجماعات البروتستانتية البيضاء إحياء كلان في أوائل القرن العشرين، وأحرقت الصلبان وشهدت مسيرات واستعراضات ومسيرات تدين المهاجرين والكاثوليك واليهود والسود والعمل المنظم. وشهدت حركات الحقوق المدنية في ستينيات القرن الماضي ارتفاعًا في العنف من قبل جماعة كو كلوكس كلان ،بما في ذلك قصف المدارس والكنائس السوداء والعنف ضد النشطاء البيض والسود في الجنوب.

تاريخ العنصرية في امريكا

نشأة جماعة كو كلوكس كلان ونزعتها الدينية المتطرفة

أُعلن عن تأسيس أول فرع لجماعة كو كلوكس كلان عام 1866 في مدينة بولاسكي بولاية تينيسي الأمريكية. ووقف خلف تأسيس الجماعة من يُسمون أنفسهم بالمحاربين القدامى وأعضاء الجيش الكونفدرالي الذين قاتلوا السود في الحرب الأهلية وكانوا يرفضون إعادة توحيد الولايات المتحدة.  وفي صيف عام 1867، التقت الفروع المحلية للجماعة في مؤتمر تنظيمي وأسست ما أطلقوا عليه “إمبراطورية الجنوب غير المرئية”. اختار المؤسسون الجنرال الكونفيدرالي الرائد ناثان بيدفورد فورست كأول زعيم للجماعة وكان يُطلق عليه لقب “المشعوذ العظيم” و يرجع أصل تسمية هذه الجماعة إلى الكلمة اليونانية «kyklos» والتي تعني حلقة أو دائرة. عُرفت الجماعة بطابعها الديني المتشدد حيث كانت تستفتح مؤتمراتها بحرق الصليب ويرتدي أعضاؤها زي الأشباح مع قناع ذي شكل مخروطي حتى يظن السود أن أرواح جنود الكنفدراليين القتلى ظهرت لتنتقم منهم. ومع مرور الوقت خفت بريق هذه الجماعة نتيجة لتضييق الحكومة والقوانين عليهم حتى أتى القسيس «وليام جوزيف سيمونز-William Joseph Simmons» الذي أعاد الحياة إلى جماعة كلان وتضاعف أعداد الجماعة حتى وصلت إلى ذروتها في عشرينيات القرن الماضي بحوالي خمسة مليون عضو وهذا رقم كبير مقارنةً بعدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية في ذالك الوقت. أطلق القسيس جوزيف سيمونز على نفسه لقب المشعوذ الإمبراطوري وألّف كتاب يعتبر بمثابة الكتاب المقدس ُيدعى «كلوران-Kloran» ويحتوي على تشريعات وطقوس خاصة بالجماعة وأيضًا مراسيم الاجتماعات والحفلات.

طقوس جماعة كو كلوكس كلان

قوانين جون كرو

وهي عبارة عن مجموعة من القوانين الحكومية والمحلية التي شرعت الفصل العنصري. يُعود أصل تسميتها إلى شخصية هزلية متخلفة لتعمم الفكرة بأن كل السود على هذه الشاكلة. استمرت هذه القوانين منذ حقبة ما بعد الحرب الأهلية حتى عام 1968 وكانت تهدف إلى تهميش الأمريكيين ذوي الأصل الأفريقية من خلال حرمانهم من الحق في التصويت أو الوظائف أو الحصول على التعليم أو غيرها الفرص. غالبًا ما واجه أولئك الذين حاولوا تحدي قوانين جيم كرو الاعتقال والغرامات والعقوبات بالسجن والعنف والموت. تعددت أساليب الفصل العنصري في مختلف الولايات الأمريكية إذ كانت بعض الولايات تمنع ركوب ذوي البشرة السوداء مع الأمريكيين البيض في المواصلات العامة وكانت هناك مرافق مخصصة لذوي البشرة السوداء ويمنع عليهم مشاركة البيض المأكل والمشرب ودورات المياه والمدارس. وبعض الولايات خصصت مقطورات محددة من القطار للسود ودور سينما وكراسي انتظار مقسمة على أساس اللون.

الفصل العنصري في دورات المياه

العنصرية ضد الأمريكيين من أصل ياباني

قصف سلاح الجو الياباني ميناء “بيرال هاربور” في هاواي عام 1941 وأعقب ذلك القصف حملات عنصرية ضد الأمريكيين ذوي الأصل الياباني في سيناريو مشابه لما حدث للمسلمين في أمريكا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. أصبح الأمريكيون اليابانيون أهدافًا للمضايقة والتمييز والمراقبة الحكومية باعتبارهم جواسيس للإمبراطور الياباني آنذاك. لم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي عام 1942 وقع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت أمرًا تنفيذيا يسمح باعتقال الأمريكيين اليابانيين واعتبرهم أعداء للدولة. أُرسل أكثر من نصف 120 ألف أمريكي ياباني إلى المخيمات بالرغم من أنهم ولدوا وترعرعوا في الولايات المتحدة ولم تطأ أقدامهم أبدًا أرض اليابان وكان نصف الذين أرسلوا إلى المخيمات من الأطفال. ووفقًا لتقرير نشرته هيئة نقل الحرب والتي كانت تدير المخيمات عام 1943 أنه تم إيواء الأمريكيين اليابانيين في “ثكنات مغطاة بطبقة من الهيكل البسيط وبدون سباكة أو مرافق للطبخ “. هذه المساكن المكتظة كانت قاتمة ومحاطة بأسلاك شائكة حتى أن الرئيس روزفلت نفسه  أطلق عليهن اسم معسكرات الاعتقال. يمكنك مشاهدة تلك المعسكرات عزيزي القارئ في الموسم الثاني مسلسل «The Terror».

المصادر

history1

history2

history3

washingtonpos

britannica

The Reconstruction Era

legacy

من جورج فلويد إلى الدمى السوداء، هل تحققت المساواة حقًا في أمريكا؟

من جورج فلويد إلى الدمى السوداء، هل تحققت المساواة حقًا في أمريكا؟ ما بين صرخة مارتن لوثر كينج الإبن: “عندي حلم :I have a dream”، وصرخة جورج فلويد تحت أقدام الشرطي الأمريكي في 25 مايو 2020: “لا أستطيع التنفّس :I can’t breath” أكثر من نصف قرن، تخللتها أحداث كبرى، اعتقد البعض فيها أن العنصرية قد انتهت بالكامل، لتوقظ صرخات جورج أمريكا على كابوس مُفزع حاول السياسيون الأمريكيون واحدًا تلو الآخر حجبه عن الشعب الأمريكي بشتى الطرق. الواقع الأمريكي يقول أن المساواة قد أصبحت كاملة بين البيض والسود، إذ وصل باراك أوباما الأمريكي من أصول أفريقية للحكم في 2009 ليصبح الرئيس رقم 44 للبلاد وقضى فترتين رئاسيتين حتى 2017، فكيف وصلنا إلى جورج فلويد؟ أو كما يُعنون مقالنا، من جورج فلويد إلى الدمى السوداء، هل تحققت المساواة حقًا في أمريكا؟ دعونا نضع الأمور في نصابها أولاً، ونفهم سبب الانتفاضة الحالية.

خطبة مارتن لوثر كينج جونيور i have a dream

لماذا انتفض الأمريكيين من أصل أفريقي الآن تحديدا؟

بجانب حادث فلويد، هناك عوامل اقتصادية أيضًا، فالكورونا تلقي بظلالها على الأحداث. فقد ملايين الأمريكيين وظائفهم، إذ وصل معدّل البطالة في أبريل 2020 حوالي 14.7% وبالطبع كان للأمريكيين من أصول أفريقية نصيب أكبر من غيرهم، فهم يعانون من التمييز بسبب العرق في الوظائف، فبالرغم من أن السود يمثلون 1 إلى 8 من السكان، إلا أنهم يمثلون رُبع الفقراء في الولايات المتحدة الأمريكية. فمن لا يملك مدخرات كافية تساعده بعد فقدان وظيفته سيعاني بشده حتى يحصل على وظيفة جديدة لقلة المعروض، وهو ما يمثل ضغطًا شديدًا على الكثير من الأسر الأمريكية من أصل أفريقي أكثر من غيرها، لكن هل هو الجانب الاقتصادي وحده أم أن هناك جوانب أخرى تحتاج لتسليط الضوء عليها؟ هل المشكلة في القوانين؟ أم في التركيبة السكانية؟ أم هو اليمين الأمريكي المحافظ؟ أم هي التركيبة النفسية للجماهير؟

التعليم

قد تتعدد المشكلات والأسباب وراء حادث جورج فلويد، لكن دعنا نضع أصابعنا في هذا المقال على جانب قد يغيب على الكثيرين، ألا وهو التعليم. وللتعليم في أمريكا أصول عنصرية قديمة وغريبة، وكما قال الرئيس الأمريكي جونسون في أحد مقولاته:

“التعليم ليس المشكلة، لكنه الفرصة”

إذن كيف أضاعت أمريكا تلك الفرصة؟

الفرصة التي أتاحتها الدمى السوداء

ليندا براون وطفليها

دائمًا ما نجد الدمى في محلات الألعاب أو بين أيدي الأطفال، ولكن دخلت بعض الدمى إلى واحدة من أكبر قاعات المحاكم احترامًا في الولايات المتحدة، وذلك في قضية تُعرف باسم “براون ضد مجلس التعليم” أو “Brown v. board of education”، القضية التاريخية لعام 1954 التي ألغت في نهاية المطاف الفصل العنصري تحت شعار “منفصل لكن متساوي” في الولايات المتحدة، سمع قضاة المحكمة العليا الحجج والمرافعات الشفوية وبحثوا في ملفات القضايا، لكن لم يمنعهم كل ما سبق من أن يعتبروا دمى لطفلين، أحدهما بيضاء والأخرى سوداء – أسلحة غير متوقعة في معركة مكافحة التمييز العنصري. كانت الدمى جزءًا من مجموعة من التجارب النفسية الرائدة التي قام بها الثنائي مامي وكينيث كلارك، وهما فريق يتكون من زوج وزوجة من علماء النفس الأمريكيين الأفارقة الذين كرّسوا عمل حياتهم لمكافحة التمييز العنصري ضد الأطفال وعلاجهم من آثاره.

سبب تسمية القضية يعود لفتاة تُدعى ليندا براون والتي قرر والدها أوليفر براون أن يقدّم لها في مدرسة صيفية للبيض فقط في توبيكا وهو ما قوبل بالرفض، مما دعاه لرفع القضية.

التجربة

أظهرت غالبية الأطفال الأمريكيين من أصل أفريقي تفضيلهم للدمى البيضاء بدلاً من الدمى السوداء خلال “اختبار الدمى”، وهو ما اعتبره كلاركس نتيجة للتأثيرات الضارة للفصل العنصري. ساعد عمل آل كلاركس وشهادتهما في القضية -التي أصبحت معروفة تاريخيًا باسم “قضية براون ضد مجلس التعليم”- قضاة المحكمة العليا بل والعالم كله على فهم بعض الآثار الباقية للفصل العنصري على الأطفال المتضررين. بالنسبة لكلاركس، أظهرت النتائج آثار مُدمّرة للحياة في مجتمع رافض للأمريكيين من أصل أفريقي. كانت تجربتهم، التي تضمنت دمى ذات بشرة بيضاء وأخرى سوداء، بسيطة بشكل مخادع ولم يتوقعه أحد.

د.دينيث كلارك يتابع أحد الأطفال الأمريكيين من أصل أفريقي وهو يختار في تجربة الدمي

كان على كلاركس دهن دمية بيضاء باللون البني من أجل الاختبارات، إذ لم تُصنع الدمى الأمريكية الأفريقية في ذلك الوقت بعد، ثم طُلب من الأطفال تحديد الدمى الأفضل بعدد من الأسئلة مثل: تلك التي يرغبون في اللعب بها، أو تلك التي تبدو “بيضاء”، أو “ملونة”، أو “زنجية”، أو “جيدة” أو “سيئة”. أخيرًا، طُلب منهم تحديد الدمية التي تشبههم تمامًا.

جميع الأطفال المُختبرين كانوا من السود بالطبع، وجميعهم باستثناء مجموعة واحدة التحقوا بمدارس منفصلة أي مدارس للسود فقط وفقا لقوانين عُرفت باسم قوانين جيم كرو للفصل العنصري، وتحديدًا قرار المحكمة المعروف باسم “براون الثاني”. فَضّل معظم الأطفال الدمية البيضاء عن الدمية الأفريقية. كان بعض الأطفال يبكون ويهربون من الغرفة عندما يُطلب منهم تحديد الدمية التي تشبههم، وهذه النتائج أزعجت الزوجين كلاركس لدرجة أنهم أخّروا نشر استنتاجاتهم.

هل كان قرار براون الثاني ضد الفصل العنصري أم معه؟

كان قرار براون الثاني مُصاغا للقضاء على التمييز العنصري وإلزام المقاطعات بمنح فرص تعليمية متساوية لمواطنيها دون تمييز عرقي، لكن بسبب ديباجة النص الفضفاضة ” … بأقصى سرعة ممكنة” والتي استخدمها بعض المتعصبين من أجل وقف تنفيذ القرار لسنوات والإضرار بالمواطنين الأمريكيين من أصل أفريقي.

كان لدى الزوجة مامي كلارك صلات مع النضال القانوني المتنامي لمكافحة الفصل العنصري، فقد عملت في مكتب أحد المحامين الذين ساعدوا في إرساء أسس قضية “براون ضد مجلس التعليم”. وعندما علمت (الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين أو الأفارقة الأمريكيين) NAACP بعمل آل كلاركس، طلبوا منهم المشاركة في قضية ستُدرج لاحقًا في الدعوى الجماعية المرفوعة حينها إلى المحكمة العليا. لذا توجه الزوج كينيث كلارك إلى مقاطعة كلارندون بولاية كارولينا الجنوبية لتكرار تجربته مع الأطفال السود هناك. وذكر في وقت لاحق أنها كانت تجربة مرعبة، خاصة عندما تعرّض مضيفه NAACP للتهديد في حضوره. وقال د.كينيث كلارك عن تلك التجارب: “كان علينا أن نختبر هؤلاء الأطفال”. “لقد رأى هؤلاء الأطفال أنفسهم أقل شأنًا وقبلوا الدونية كجزء من الواقع”.

لم يكن إجراء تجربة الدمى بالمحكمة أمر سهل

كان ثورغود مارشال حريصًا على استخدام تجربة آل كلاركس في أكبر قضية جماعية وهي “براون ضد مجلس التعليم”، ولكن لم يقتنع الجميع. وكتبت المؤرخة مارثا مينو ما قاله المحامي الحقوقي سبوتسوود روبنسون وهو ممثل NAACP: “من الجنون والإهانة إقناع محكمة بدمى سخيفة”. لكن المحكمة لم توافقه الرأي. شهد كينيث كلارك في ثلاث من المحاكمات وساعد في كتابة ملخص لجميع استشهادات العلوم الاجتماعية للمحاكمات الخمس التي استُخدمت في قضية المحكمة العليا. وأخبر القضاة والمحلفين أن تفضيل الأطفال الأمريكيين من أصل أفريقي للدمى البيضاء يمثّل ضررًا نفسيًا عززه الفصل العنصري. وقال أمام هيئة المحلفين في قضية بريجز (إحدى القضايا المتفرعة من القضية الرئيسية “براون ضد مجلس التعليم”، “أرى أن التأثير الأساسي للفصل هو ارتباك وتضارب المفاهيم لدى الأفراد عن أنفسهم وصورهم الذاتية”. وآمن بأن الشعور بالنقص الناجم عن الفصل كان له عواقب حقيقية مدى الحياة – عواقب بدأت قبل أن يتمكن الأطفال من معرفة أي شيء حول العِرق. كان عمل وشهادة آل كلاركس جزءًا من قضية أوسع نطاقا جمعت خمس حالات وغطت تقريبًا كل جانب من جوانب الفصل العنصري المدرسي – بالرغم من ذلك، يعتقد بعض المؤرخين بأن اختبارات الدمى لعبت دورًا ضئيلًا نسبيًا في قرار المحكمة. لكن أصداء نتائج تجربة الدمى تكمن في الرأي الجمعي لقضاة المحكمة العليا.

قرار تاريخي

كتب رئيس المحكمة ايرل وارن في حكمه التاريخي: “فصل الأطفال السود من نفس العمر والمؤهلات عن الآخرين فقط بسبب العرق، يولّد شعورًا بالدونية فيما يتعلق بوضعهم في المُجتمع، وهو ما قد يؤثر على قلوبهم وعقولهم بطريقة يمكن أن تصبح غير قابلة للمحو”. ساعد عمل كلاركس في القضاء على الفصل العنصري في الولايات المتحدة. اليوم، تُعرض إحدى الدمى السوداء في موقع براون التاريخي ضد مجلس التعليم في كانساس. لكن تبقى التحيزات العنصرية التي وثقها الزوجان في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين موجودة.

فرصة مُهدرة!

في عام 2010 ، نفّذت الـ CNN نسخة حديثة من الدراسة باستخدام صور كرتونية للأطفال وشريط ألوان أظهر مجموعة من درجات لون البشرة – ووجدت نتائج مشابهة بشكل مذهل للنتائج التي أظهرتها تجربة كلاركس. في الاختبار الجديد، اختبرت باحثة تنمية الطفل مارجريت بيل سبنسر 133 طفلاً من مدارس تحوى مزيج عرقي وشرائح دخل مختلفين. نظرت الدراسة هذه المرة إلى الأطفال البيض أيضًا. وعلى الرغم مما بدا أن الأطفال السود لديهم وجهات نظر أكثر إيجابية تجاه الدمى السوداء، إلا أن الأطفال البيض حافظوا على انحياز شديد تجاه الصور البيضاء. تقول سبنسر للسي إن إن: “ما زلنا نعيش في مجتمع يقلل من قيمة السود ويرفع من قيمة البيض” . قد لا تكون قوانين جيم كرو العنصرية موجودة في نصوص القانون ومحاكم الولايات المتحدة اليوم، ولكن التحيز العرقي ما زال موجودًا ونرى آثاره ممتدة عبر الأجيال. أهدرت الولايات المتحدة نصف قرن منذ تلك التجربة لمعرفة أهمية القضاء على التمييز العنصري للمجتمع الأمريكي ومستقبله.

عنصرية الألفية الثالثة

تغيّرت بالطبع ثقافة الإنكار لدى الأمريكّيين العاديّين بشكلٍ كبير، وهو ما أثبتته دراسات استقصائيّة على مدى عقود عديدة ماضية، تُخبرنا بأنّ هناك قطّاعات كبيرة من الأمريكيّبن تعترف بتبنّي وجهات نظرٍ تمييزيّة حتّى في أمريكا الحديثة، فعلى سبيل المثال، واحد من كل عشرة أمريكييّن أقرّ بتحيزه ضد الأمريكيين من الأصول المختلفة. كما وجد استطلاع الإيكونومست عام 2018 أنّ 17٪ من الأمريكيين يعارضون الزواج بين عرقين مختلفين، و19٪ يعارضون الزواج من المجموعات العرقية “الأخرى”، و 18٪ يعارضون الزواج من السود، و17٪ يرفضون الزواج من البيض، و15٪ يرفضون الزواج من اللاتينيين. بل ويعتقد البعض أن قوانين المجمّع الانتخابي والمسؤولة عن انتخاب الرئيس الأمريكي هي بذاتها قوانين عنصرية، فهي تمنح بعض الولايات رغم عدد السكان الكبير وزن أقل في انتخاب الرئيس بالطريقة غير المباشرة بسبب نشأتها القديمة العنصرية. كما أن فرص العائلة الأمريكية من أصول أفريقية للمعاناة من الفقر هي ضعف فرص العائلات الأمريكية البيضاء أو الأمريكيين الأسيويين، وهو ما ينعكس بالطبع على الفرص التعليمية المتاحة لهم. تلك النتائج إن تدل، فهي تدل على عنصرية متجذّرة تحتاج لمواجهة مستمرة وإجراءات أقوى للقضاء عليها، قد تتباطأ فيها الولايات المتحدة وتحتاج لمحررين جدد للقيام بهذا الدور.

لا نعتقد بأن الأمر يقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يحتاج الأمر لسرد في مقال آخر، فما رأيك عزيزي القارئ؟ إذا أجريت تجربة الدمى على أطفالك في بلدك أينما كنت، فأيهما سيختار، الدمية البيضاء أم السوداء؟

Exit mobile version